عرض مشاركة واحدة
  #101  
قديم 09-08-2009, 11:35 PM
الصورة الرمزية Amethyst
Amethyst Amethyst غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 3,084
معدل تقييم المستوى: 19
Amethyst is on a distinguished road
افتراضي

حدث في قاع البـ ح ــر



تحت سطح مياه البحر كانت السمكة الكبيرة تعانى فراغا ، أشعرها بالضيق والزهق .

صاحت : أريد أن أفعل شيئا ... أما من شىء أفعله ؟!

وها هى تضرب بزعانفها فى كل اتجاه ، مرة إلى أعلى ، ومرة إلى أسفل ، يمينا، ويسارا

ولا شىء إلا المياه المياه .


السمكة الكبيرة توقفت أخيرا ، حينما رأت إحدى الأسماك الصغيرة منشغلة فى بناء بيت

لها من الطين عند قاع البحر ، كانت السمكة الصغيرة قد وضعت اللمسات الأخيرة ،

وتراجعت لتتأمل ما صنعت .


هللت فرحة ..



وهى تقول : هووه ! ما أجمل ما فعلت .. هذا هو بيتى الجميل .


السمكة الصغيرة لم تنتبه إلى هذا الإعصار المقبل نحوها ، إلا أنها وجدت نفسها تتقلب فى

دوامات هائلة ، صنعها ذيل السمكة الكبيرة بتعمد وإصرار ظاهرين .


كانت السمكة الكبيرة قد وجدت – أخيرا – شيئا تفعله !!

كانت قد حددت هدفها ، وتلوثت المياه بلون الطين ، والذيل الضخم يضرب حوائط البيت

الجميل ، فيهدمها ، ولم تهدأ السمكة إلا بعد فترة .


والآن انظروا ..

لم يعد هنا أثر لأى بيت ، كأنه لم يكن هنا بيت ، وانهمرت الدموع من عينى السمكة

الصغيرة ..



وهى تقول متألمة : لماذا؟! لماذا ؟! هل أخطأت فى حقك أيتها السمكة ؟


ضحكت السمكة الكبيرة ..

ثم قالت : إنه مزاجى .. أشعر الآن بتحسن بعد أن هدمت بيتك ... ها .. ها .. ها .


أى تبرير هذا ؟!

هل الأفعال مجانية هكذا ؟!

هل إذا أردت أن تفعلى شيئا فعلته دون حساب ضرر الآخرين؟!

تلقت السمكة الصغيرة ضربة من الذيل الضخم ..

وهى تسمع صراخا : لا أريد فلسفة .. هل تفهمين ؟ أنا كبيرة .. هل أنت عمياء ؟ ..

انظرى لحجمى ..


تأملت السمكة الصغيرة السمكة الكبيرة ..

وقالت : أراك كبيرة حقا .. لكن الكبير بأفعاله لا بحجمه .




كانت السمكة الكبيرة تستعد لتؤدب السمكة الصغيرة ، لأن ملاحظتها – من وجهة نظرها –

قد تعدت بها حدود الأدب فى حضرة الكبار ، وغى هذه اللحظة جاءت من المياه سمكة أكبر

حجما من السمكة الكبيرة بكثير ، وقبل أن تستدير السمكة الكبيرة هاربة من مواجهتها

انقضت السمكة الأكبر ، فى مناورة ماكرة ، فاتحة فمها الواسع المرعب ، غابت فيه

السمكة الكبيرة فى لمحة ، ذاهبة إلى مصير ليس فيه جبروت، أو ظلم .

:::::::::::

OoO تــمــتــ OoO

:::::::::::
__________________

أَسْتَوْدِعُكُمُ
اللهَ الْذِي لا تَضِيعُ وَدَائِعَهُ ،،
و
دُمْتُمْ
بِحِفْظِ اللهِ ،،
رد مع اقتباس