عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 03-08-2009, 07:03 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,413
معدل تقييم المستوى: 18
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي لولو الصغيرة

سألت ابن أختي (عمره 10 سنوات) بزعم فتح موضوع للحديث معه ، متى تبدأ المدرسة ؟
طبعاً رده المعتاد : لن أذهب للمدرسة ثانية !
مدرسته تبدأ أسبوعاً قبل باقي المدارس بزعم المراجعة و المذاكرة ، مؤكد حزرتم : يذاكر كرة القدم نصف الوقت و الجري في أحواش المدرسة و ممراتها ثلثه و تذاكر المدرّسة لنفسها مع نفسها باقيه .
المهم أن أمه حفرت له خندقاً في البيت و سلسلته بالسلاسل كي يذاكر ابتداء من أول العام الدراسي . يبدو في وجهه أثر الصيام ، شيئاً من جدية طال انتظاره .
لكن انشغاله في المذاكرة يرسل لي الست لولو ، أخته الصغرى . فهي أيضاً كبرت و تجاوزت السنة بثلاثة أشهر و صارت تطالب بكامل الإنتباه و لو تواجدت حول يوسف فإن المرح سيصيب المذاكرة بعطب غير قابل للإصلاح .
©©©©©©©©©©©©©©©©©
نجلس أنا و الست لولو أمام المرآة على متكىء ، أسرح لها شعرها .
تقف متكئة على ظهري و كتفي ، هكذا فقط طول قامتها .
تثني رجلها اليمنى في وضع طفولي غريب ، بينما تثني ساقها الأخرى في الهواء في حركة من حركات الباليه ، يختل توازنها فأنقذها . تعاود الوقوف ثم تمسك الفرشاة و تسرح شعري بينما تحكي لي حكايات طويلة رداً على ما أخبرتها به من أخبار الشغل و البرامج الثقافية و حكايات المنتدى .
لكنها تمسك الفرشاة بحيث تكون الأسنان بعيداً عن رأسي و لثقل الفرشاة في يدها فهي تقريباً تخبط رأسي . لكن الخبط لا يصح من يد هي اللين و المودة و الخفة و البراءة و السذاجة كلها .
تلمح هاتفي الجوال قريباً ملقى بالجوار . تمد يدها الأخرى و تشير بسبابتها ، معلنة الحاجة لإجراء مكالمة ، تنادي : مـامـا
أغلق الهاتف و أناولها الجهاز ، تمسكه بيدها الأخرى ، بينما لازالت يمناها تطوح بفرشاة ثقيلة في الهواء تباعاً.
تقلب الجهاز و تضعه على رقبتها و تثني رأسها فتهم بتضييع توازنها ، هذا الذي يختل كثيراً . أنقذها ثانية
تتحدث : بابا .... بابا .... هههه .... بابا .... ماما .... هههه .
تلقي الفرشاة .
تضع يدها الأخرى على فيها و تضحك مجدداً . طبعاً قال لها الكثير ، فقط أنني لا أسمع .
©©©©©©©©©©©©©©©©©