الحلقة دى مهمة جدا جدا فى بناء الحدوته
(9)
ما شاء الله
ما أروع هذا النشاط الذى يدب فى أوصالى ، كيف أرى كل شئ حولى جميلا زاهيا ملونا رغم أننى كنت لا أطيقه قبل دقائق
فهذه زوجتى تزعق بشدة سائلة
( مين اللى إتنيل دلق عصير برتقان فى الثلاجه ، إنتم حتموتونىىىىىىىىىىىىى)
ما أروع هذا العزف الملائكى ، أكاد أحلق قرب النجفة حتى أصل إليها واتناول يدها لأطبع عليها قبلة ورائحة الرنجه الملتصقة بها تنعش صدرى لأقول ( الله الله قوليها تانى حتموتونىىىىىىىىىى ياسلام ما أجمل اللحن و أروع الصوت )
إبنى الصغير يجذب شعر أخته بشده فتصفعه بينما يركلها فى بطنها ويبكيان بحرقة فابتسم و أقول لنفسى ( يا سلام فعلا أحباب الله )
طلبت منى زوجتى أن أحضر خبزا لأنها نسيت أن تطلبه منى عندما كنت اشترى لها ربع الجبن الابيض منذ ساعة
تقبلت الأمر و الابتسامة تغمر وجهى وقلت ( من عنيا يا حبيبتى مش عايزه أى حاجه تانى يا عمرى )
هبطت السلم مسرعا وخرجت من باب العمارة كانت الأمطار قد توقفت للتو والشارع ملئ بالمياه أمام العمارة
مرت سيارة مسرعة فغمرت المياة المتطايرة جسدى و أخرج شاب راسه من السيارة الهاربة وزعق
( ما تحاسب يا إبن ........ )
تابعت السيارة بعيون حالمه يتقاطر من رموشها الماء و أنا اقول ( معلش ما أخذتش بالى ربنا يستر طريقكم يا اولاد )
كل شئ رائع .... كل شئ جميل ..... كل شئ يبعث فى داخلى السعاده بكل معانيها
فى اليوم التالى كان على أن أستعد للقاء الغد مع خال شهرزاد فى بيتهم ، استاذنت من العمل ومررت بالمحل الذى أشتريت منه الملابس التى كلفتنى نصف راتبى وابتعت بدلة وقميصا وربطة عنق ( لا يمكن أن ترانى شهرزاد بنفس الملابس ولا يمكن أن ارتدى بدلة قديمة )
( يانهار إسود )
كانت تلك الكلمة الطيبة المرحبة هى ما أستقبلتنى به زوجتى عندما وقعت عينيها على الشنطة الخاصة بالبدلة
وأكملت
...... إنت جبت بدله تانيه !!!!!!!!!
كنت قد أعددت عدتى للموضوع بكذبة تخدم جميع الأغراض فقلت
...... تعالى يا حبيبتى أنا عندى ليكى خبر جميل
..... خبر إيه
...... اصل الراجل بتاع أمريكى حيشغلنى معاه يومين فى الأسبوع ( هنيالك يا شهر مرتين فى الاسبوع )
...... طيب وشغلك
..... لا دى فتره مسائيه من 8 الى 12
..... نعم !!!!! 12 فى حد بيشتغل الساعه 12
..... أيوه اصل الشغل اصلا فى أمريكا وانتى عارفه فرق التوقيت أنا حدخل بالكمبيوتر على النظام هناك فى شركته علشان أعمل له الشغل اللى هوا عايزه ، وربنا يوفقنى و أبسط النظام
..... نعم !!! يعنى إيه تبسط النظام
..... آآ ... إحم .... قصدى أظبط النظام و أروقه يعنى
...... وده حيكون أنهى ايام
...... الخميس اساسى ويوم تانى حسب مزاجه
...... طيب وحيديك كام
( اسقط فى يدى فلم أحسب حساب هذه النقطة ولكن لا مجال للتراجع الآن )
...... لسه ما أتفقناش بس انا أوريله الشغل وهو لما ينبسط مش حيتأخر
..... والله كويس بس إنت كده حتتعب أوى
...... معلش أهو كله عاشنكم
إقتربت منى وطبعت قبلة مفاجئة على خدى وهى تقول بصوت حنون نسيته منذ زمن
..... ربنا يخليك لينا ويقويك إنت طول عمرك بتتعب علشان الأولاد
ماهذا ؟ ماهذه اللحظة ؟ وماهذا الشعور الآن ؟
لماذا أحس نقطة حزن شفيف تنبعث داخلى ؟ لماذا كانت عبارتها الأخيره اشبه بوخزة توشك أن توقظنى من أروع الأحلام ؟
تركتها ودخلت إلى غرفة النوم و أنا أحس غصة غريبة
جلست قليلا على السرير ورفعت رأسى لأرى صورة زفافنا ، الصورة معلقة منذ زواجنا لكننى لم أرها ولم أتوقف عندها منذ سنوات
مالها تجذب ناظرى اليوم ، مالها تثير بداخلى شعورا عجيبا لا استطيع أن افهمه
ولكن لا.... لن أدع نفسى للتردد ، لأدفع هذه المشاعر المتخاذلة ولأتذكر ما تفعله بى دوما
أخذت استدعى من الذاكرة اشد خلافاتنا وأسوأ تصرفاتها لأقتل هذا الشعور العجيب الذى يتغلغل داخلى والذى يكاد يكون شعورا بالذنب تجاهها
استدعيت موقفا تلو موقف ...... لا فائده المواقف تبدو لى الآن-وياللعجب- مواقف عادية ومن الممكن التجاوز عنها
بل و الأدهى أننى اخذت أقارن بين مواقفها وبين ما اسمعه من مواقف أخرى من المحيطين بى فاجد ما تفعله هينا وليس كما كنت أراه من قبل .
آآآآآآآآآه ماذا أفعل الآن لا بد أن أبحث فى الذاكرة عن مواقف أشد إيلاما حتى أقتل هذا الإحساس
لابد ...... لابد
اهلا اهلا مهرة
عاش من شافك
وانا جيت فى الميعاد
بس انا عايز اعرف رايك فى الاحداث
|