الموضوع: مركز مطاى
عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 06-07-2009, 10:47 PM
الصورة الرمزية العروبة2
العروبة2 العروبة2 غير متواجد حالياً
معلم لغة إنجليزية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 3,684
معدل تقييم المستوى: 19
العروبة2 is on a distinguished road
افتراضي

بحث عن مدينة الإسكندرية وآثارها
مما لا شك أن مدينة الإسكندرية درة مدن حوض البحر المتوسط باعتبارها ميناء ضخم والأهم من ذلك أهمتها من الناحية التاريخية والأثرية ، حيث شرفت بأنها كانت عاصمة مصر في حقبة من أهم حقب التاريخ المصري وحملت اسم أحد أشهر رموز التاريخ العالمي ألا وهو الإسكندر الأكبر الذي أمر بتشييدها ولم يحدث بالإسكندرية ، مثلما حدث مع كثير من المدن العتيقة التي بادت واندثرت فنرى أن الاهتمام العالمي مازال منصباً على الإسكندرية حتى الآن وسنتناول في هذا البحث مدينة الإسكندرية وما تحويه من آثار من خلال ثلاثة فصول.
ونأمل أن نكون قد أوفينا البحث من الناحية العلمية .


الفصل الأول
أولاً: الإسكندر الأكبر

مدن قليلة لها هذه الروعة .هي التي دخلت التاريخ مثل الإسكندرية . تلك التي أنشأها الإسكندر الأكبر .
عندما وصل إلي هنا ، كان ما يزال في الخامسة والعشرين من عمره ، وعلينا أن نحدد معالم عصره ، فقد كان مقدونياً ، ابتدأ بتدمير حضارة مدن اليونان القديمة ، لكنه لم يكره اليونانيين بل كان يقدرهم كل التقدير ، وكان يود أن يعامل مثل واحد منهم وكانت مأثرته التالية أنه قاد حملة عسكرية ضد فارس ذلك العدو التقليدي لليونان واستطاع ان يهزمها في موقعتين حربيتين كبيرتين إحداهما في الدردنيل ، والأخرى في آسيا الصغرى وبمجرد أن غزا سوريا سقطت مصر في يده سقطت برغبتها لأنها كانت تشعر نحوه بالأمل ولأنها كانت تكره الفرس غاية الكره لقد ذهب إلى "ممفيس" بالقرب من القاهرة الحديثة ثم هبط في النيل حتى ساحل البحر وأمر مهندسه المعماري دينوقريتس أن يبنى حول راكوتيس مدينة يونانية رائعة,لم تكن هذه محض مثاليه من جانبه ، ولكنها كانت مثالية لها جانبها العلمي ، فهو يحتاج إلى عاصمة لمملكته المصرية الجديدة ، ولكي ترتبط هذه العاصمة بمقدونيا ، كان يجب أن تكون علي الساحل ، وهنا كان المكان المناسب ،ميناء رائع ومناخ ممتاز ومياه متجددة ومحاجر للحجر الجيري ومدخل سهل النيل .
وهنا سوف يخلد كل ما هو رائع في الحضارة الهيلينيه ، وسوف تنشأ هذه العاصمة الأم لليونان الكبرى التي لن تتكون من ـ الدول / المدن ـ بل من ممالك وسوف تشتمل علي كل العالم المأهول .
ثانياً : خطة التأسيس

قبل تحليل خطة الإسكندرية ، يجب أن نتذكر أن هناك ثلاثة اختلافات حدثت في سطح الأرض عما كان عليه الوضع في عهده
1- كانت رأس التين في ذلك الحين عبارة عن جزيرة وقد فكر في البناء هناك ، ولكنه رفض هذه الفكرة حيث كان المكان ضيقاً ، فشهد فيه ضريحا لصديقه المتوفى هيفايستيون (Hephaestion)
2- كانت بحيرة مريوط أكثر عمقاً مما هي عليه الآن ، ومتصلة بالنيل بشكل مباشر ، وبالتالي كانت بالغة الأهمية ، فهي طريق مائي مثلها مثل البحر ، وكان ميناء البحيرة جزءاً أساسياً من الخطة.
3- كان هناك اتصال مائي مت بين البحر الأحمر والبحر المتوسط ، حيث كان المصريون القدماء حفروا قناة من النيل ممفيس حتى البحيرات المرة التي توجد بالكرة من الإسماعيلية الحديثة ، وهكذا احتلت الإسكندرية مكان بورسعيد الآن كبوابة بحرية للهند والشرق الأقصى .
المدينة:

كانت مستطيلة، وتحتل الشريط الممتد ما بين البحيرة والبحر ، وتمتد في خطوط مستقيمة، فشارعها الرئيسي (الكانوبي) مازال موجوداً بشكل جزئي في شارع رشيد ، وهو يتجه غالباً من الشرق إلى الغرب ، وهو اتجاه سيئ لأن يبتعد عن الرياح الشمالية الباردة التي هي القديس الحقيقي الحارس لمدينة الإسكندرية ، ولكن بسبب موقعها هذا لم يكون هناك أي تخطيط أخرى يمكن عمله ، ولقد كان هذا الطريق ينتهي غرباً في البحر ويمتد شرقاً حتى كانوبس (أبو قير) وكان طريقاً أساسياً طبيعياً بطول لسان الحجر الجيري ودون شك كان هذا الطريق موجود منذ القدم وقبل مجيء الإسكندر.
كان شارع السوما هو الشريان الرئيسي الثاني متقاطعاً مع الشارع الكانوبي وفي نفس مسار شارع النبي دانيال الحالي ، وكان هذا الشارع يبدأ من ميناء البحيرة يمتد شمالاً حتى البحر ، وعند تقاطعه مع الشارع الكانوبي يوجد مكان السوما أو مكان دفن الإسكندر ، وذلك في مواجهة المسجد الحالي (مسجد النبي دانيال- المترجم) وهناك العديد من الشوارع الموازية لهذين الشارعين التي تقسم المدينة إلى أحياء النسق الأمريكي ، علماً بأن هذا النسق لم يكن يمتلك الكثير من الروعة ، ولكن اليونانيين لم يكونوا راغبين في هذه الروعة.
يجب علينا أن نسترجع ذكرياتنا عن الإسكندرية كإبداع ليافع كان عليه أن يعود إليها مرة أخرى ولكن الإسكندر مات بعد ثماني سنوات ، وبعد غزوة لفارس ، وأتوا بجثمانه- وكانت بعض التغيرات – إلى ممفيس للدفن ، ولكن الكاهن الأكبر رفض أن يتسلمه صائحاً: لا تجعلوه يستقر هنا ، ولكن في المدينة التي بناها هناك ، في راكوتيس ، فجسد ما إن يحل بمدينة حتى تضطرب ، تضطرم فيها الحروب والمعارك.
ولذا هبطوا به مرة أخرى إلى النيل ، ملفوفاً بالذهب في تابوت من زجاج وتم دفنه في قلب الإسكندرية عند تقاطع طرقها الرئيسية.
ثالثاً: إنشاء المدينة

في خريف سنة 332 ق.م كانت قوات الإسكندر الأكبر تدخل في أراضي مصر بعد أن تم لها الاستيلاء على مدن الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط ، ولم تستطيع قوات مازاكيس الوالي الفارسي على مصر أن يقف أمام جيوش الإسكندر فاستسلمت لها دون قتال.
ولم يكن الإسكندر الأكبر يهدف من فتح مصر ، تمكين فتوحات آسيا الصغرى والساحل السوري فحسب ، بل كان يرمي إلى تأسيس مركز الحضارة الهلينية فيها ، يحقق له غايته من نشر وإشعاع هذه الحضارة في بلاد الشرق القديم ، وقاعدة بحرية تهيئ له السيطرة الفعلية للساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط ، خاصة بعد أ، تهدمت ميناء صور ، وتكون في نفس الوقت ثغراً مقدونياً يخلف صور في العالم التجاري ، وهو أمر يستحق الاعتبار ،لأن مصر لم تكن لها موانئ جديرة بها على شواطئ البحر المتوسط.
1- وقد وفق الإسكندر الأكبر في اختيار لموضع هذه المدينة الجديدة التي سماها باسمه كل التوفيق ، فقد كان هذا الموضوع يتمتع بمزايا جغرافية عديدة لم تخف على رجل في مثل ذكاء الإسكندر وألمعيته ، فاجتذبت اهتمامه ، ولفتت انتباهه ، وحفزته على اختيار هذا الموضع بالذات لتأسيس مدينته المرتقبة ، على الرغم من أن هذا الموضع لم يكن يزيد عن كون قرية ساحلية ، يسكنها جماعة من صيادي الأسماك ، تعرف باسم راكوتي (أو راقودة عند مؤرخي العرب) ، وإن كان في ذات الوقت قاعدة لإحدى الحاميات المصرية تقيم فيه بصفة دائمة ، لصد الأجانب وردهم عن وادي النيل ، ولكن الإسكندر أدرك أهمية هذا الموضع ، بمجرد عبوره منه في طريقه إلى واحة سيوة ، فقد كان لا يتعرض بفضل وقوعه غربي مصب فرع النيل الغربي المعروف بالكانوبي ، للرواسي النهرية التي يحملها النيل إلى البحر ، والتي تدفعها التيارات البحرية إلى الشرق ، هذا بالإضافة إلى أن هذا الموضع الذي يطل على بحر إيجه ، يجعل الاتصال بين مدينته المستقبلة والعالم والإغريقي، أمراً سهلاً ميسوراً ، ولعل الإسكندر أدرك الفائدة الكبيرة التي تعود على المدينة الجديدة من وقوع بحيرة مريوط إلى جنوبها ، ومن مواجهتها لجزيرة فاروس التي تقع في شمالها ، فبحيرة مريوط كانت منذ أقدم العصور بحيرة عذبة ، تصل إليها مياه النيل عن طريق عدة قنوات تتفرع من ترعة شيديا ، المتفرعة من الفرع الكانوبي ، وكانت هذه البحيرة في العصر البطلمي أعظم اتساعاً منها اليوم ، إذ كانت تسير فيها السفن القادمة من النيل من الجنوب ، وكانت للإسكندرية ميناء جنوبية تطل على هذه البحيرة كشفت الأبحاث الأثرية عن بعض آثار أرصفتها ، ثم حدث أن طمرت القنوات التي كانت تمد البحيرة بمياه النيل بالرواسب الطينية فانقطعت المياه العذبة عن البحيرة ، وأخذت تفقد مياهها بالبحر ثم تحولت بمرور الزمن إلى بحيرة ملحة ، ويسمى المقريزي هذه الترعة باسم خليج الحافر ، وهي نفس ترعة شيديا القديمة.
أما جزيرة فاروس التي كانت تستخدم منذ رمسيس الثاني كميناء حربي قديم يحمي مصر ، غارات سكان البحار ، فقد كان من الممكن ، مواجهتها للمدينة ، أن تتخذ حاجزاً طبيعياً ، يحمي الإسكندرية من أنواء البحر وعواصفه ، وقد عرف بطليموس سوتر كيف يفيد من ربط هذه الجزيرة بمدينة الإسكندرية بواسطة الرصيف أو الجسر المعروف بالهبتاستاديوم ، فيجعل للإسكندرية على هذا النحو ميناءين : ميناء شرقية وميناء غربية.
1- أما فيما يختص بتزويد المدينة الجديدة بالمياه العذبة فلم يكن مشكلة على كل حال ، إذ كانت هذه المياه تصل بالفعل عن طريق ترعة شيديا ، التي كانت تتفرع من الرفع الكانوبي إلى ترعتين : شرقية و غربية ، فالشرقية كانت تسير بحذاء الشاطئ إلى كانوب ، بينما كانت الأخرى تدور جنوبي راكوتيس ، ثم تصب في البحر ، في القسم الغربي من مينائها الذي عرف فيما بعد باسم "العود الحميد" Eunostos ، وإن كان بريشا Brecia يعتقد أن هذه الترعة كانت تصب في الميناء الشرقية وكانت تتفرع من هذه الترعة قنوات أخرى صغيرة ردمت فيما بعد عند بناء الإسكندرية، وأقيمت بدلاً عنها شبكة من الصهاريج ، لحفظ المياه من التسرب في باطن الأرض ، وكانت هذه الصهاريج تتصل بقنوات ممتدة في جوف الأرض ومتصلة بترعة شيديا ، وقد بلغ عدد ما عثر عليه من هذه الصهاريج وفقاً لما ذكره محمود باشا الفلكي سبعمائة بعضها يتألف من طابقين ، وقد تصل إلى أربعة طوابق ، ولم تكن جميعها تملأ من القنوات وإنما أن أكثرها يملأ بالقرب ، وقد وجد من هذه الصهاريج أكثر من 300 صهريجاً صالحاً للاستعمال في عهد محمد على باشا ، وقد تبقى اليوم من هذه الصهاريج أربعة : اثنان منها يمكن مشاهدتهما ، أحدهما صهريج الشلالات ، والأخرى صهريج النبي دانيال.
كان الإسكندر الأكبر يهدف إلى بناء مدينة يخضع تخطيطها للنظام اليوناني الأصيل ، لتكون مصدراً لإشعاع الحضارة الهلينية في الشرق ، ولذلك عهد إلى مهندسه دينوكراتيس بتخطيط هذه المدينة ، بينما تولى كليومينيس النقراطيسي مهمة الإشراف على أعمال البناء ، وهذا في حد ذاته يفسر السبب الذي من أجله أطلق عليها الإغريق والرومان اسم "الإسكندرية المجاورة لمر" Alexandria ad Aegyptum ، إذ لم تكن تعتبر في نظر هؤلاء جزءاً من مصر .
وقد حرص ديتوكراتيس على أن يكون تخطيط الإسكندرية على غرار نظام التخطيط الإغريقي الذي ابتدعه هيبوداموس الميليطي وطبق في تخطيط المدن اليونانية منذ القرن الخامس ق.م ، مثل هاليكارناسوس وبيرايونس ورودس ، وقوام هذا النظام التخطيطي تقسيم المدينة إلى شوارع مستقيمة تمتد من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب ، بحيث تتقاطع في زوايا قائمة ، وتؤلف ما يشبه رقعة الشطرنج ، ويتوسط هذه الرقعة شارعان رئيسيان ، يتقطعان فيما بينهما على شكل طيب ، وينتهيان في الجهات الأربعة بأربعة أبواب ، وعلى هذا النحو كان نطاق مدينة الإسكندرية يتخذ شكل مستطيل ، يمتد طوله من الشرق إلى الغرب بامتداد الساحل وكان يحيط بالمدينة سور حجري ضخم مزود بالأبراج الحصينة ، محيطة يتراوح ما بين ك. م ، و15 ك. م . وقد شرع في بناء هذا السور في حياة الإسكندر ، وتم في أيام بطليموس الأول ، وجدد عدة مرات في العصر الروماني ، وقد تبقى من هذا السور آثار برج نصف دائري بحقائق الشلالات متصل بستاره السور الأساسية ، وتتميز الأحجار الرومانية في أدنى هذا البرج العمارة الرومانية ، وذكر المؤرخ الروماني أميانوس ماركيلينوس أن دينوكراتيس ، خطط معالم هذا السور بالدقيق لافتقاده إلى الجص الذي لم يتهيأ الحصول عليه في تلك الآونة.
وكانت تتخلل المدينة شبكة من الشوارع المستقيمة المرصوفة بالبازلت تتقاطع فيما بينها ، سبعة تمتد طولاً في موازاة الساحل واثني عشر شارعاً تقطعها عرضاً من الشمال إلى الجنوب ، وكان يخترق وسط المدينة بطولها مت الشرق إلى الغرب وبعرضها من الشمال إلى الجنوب شارعان رئيسيان هما يعرفان باللاتينية بالديكومانوس Decumanus والكاردوماكسيموس Card Maximus ، ويعرف الشارع الرئيسي في المدينة في المصادر العربية بالمحجة العظم ، وكان الشارع الطولي الممتد من شرق المدينة إلى غربها يعرف بالكانوبي ، وسمي كذلك بسبب خروجه من باب كانوب الذي يسمى أيضاً بالباب الشرقي وباب الشمس ، ويتجه هذا الباب إلى مدينة كانوب الواقعة شرقي الإسكندرية ، وينتهي هذا الشارع يزدان على كل منة جانبيه ببانكة ممتدة ، ويتفق تخطيط هذا الشاعر في الوقت الحاضر تقريباً مع شارع أبي قير الذي يطلق عليه اليوم اسم "طريق الحرية" ، أما الشارع العرضي الذي يقطع الشارع الكانوبي في وسطه تقريباً فكان يعرف باسم شارع "السيما" أي المقبرة، وقد سمي كذلك لوقوع ضريح الإسكندر في نقطة التقاء هذا الشارع مع الشارع الكانوبي ، الشرقي باب الشمس ، والغربي باب القمر ، أمام الباب الشمالي ، فكان يؤدي مباشرة إلى الهيتاستاديوم ، أو الجسر الموصل إلى جزيرة فاروس ، وقد ورد اسم هذا الباب في كتاب الاستبصار بباب اشتوم ، والباب الجنوبي كان يطل على ترعة شيديا وبحيرة مريوط ، ولكن تخطيط الإسكندرية لم تخذ صورته النهائية إلا في أيام بطليموس الأول الذي آلت إليه مصر بعد وفاة الإسكندر وفي عهد خلفة بطليموس الأول ينسب الهيتاستاديوم الموصل بين المدينة وجزيرة فاروس ، والذي يقسم ميناء الإسكندرية إلى الميناءين اللذين ذكرتهما من قبل ، وهو الذي مد من الطرف الشمالي لرأس لوكياس الشريط الصخري المتجه نحو الغرب ، وذلك لحماية الميناء الشرقية أنواء البحر وعواصفه.
لقد وجدت الإسكندرية:

وبمجرد أن أعطي أوامره ، سرعان ما رحل لم يرى أبداً مبني واحد يرتفع وكان اهتمامه التالي أن يقوم بزيارة لمعبد آمون في واحة سيوة ، حيث كرسه الكائن كإله ، ومن تلك اللحظة شحبت عواطف اليونانية ، لقد اصبح شرقياً ومتحرراً من الأحقاد القومية ، وبالرغم من ذلك عاد لمحاربة فارس مرة أخري ، لقد كان روحاً جديداً تريد ان تجعل العالم كله منسجماً وليس هيلينياً .
يجب علينا أن نسترجع ذكرياتنا عن الإسكندرية كإبداع ليافع كان عليه أن يعود إليها مرة أخري ولكن الإسكندر مات بعد ثماني سنوات ، وبعد غزوه لفارس . وأتوا بجسمانه – وكانت به بعض التغيرات – إلي ممفيس . ولكن الكائن الأكبر رفض أن يتسلمه صائحاً : لا تجعلوه يستقر هنا ولكن في المدينة التي بناها هناك ، في راكوتيس ، فجسده ما أن يحل المدينة حتى تضطرب ، تضطرم فيها الحروب والمعارك ولذا هبطوا به مرة أخري إلى النيل ، ملفوفاً بالذهب في تابوت من زجاج ، وتم دفنه في قلب الإسكندرية عند تقابل طرقها الرئيسية ، ليكون بها بطلها وإلهها الحارس .
* عملات الإسكندرية المتحف – حجرة 3
* تماثيل الإسكندرية المتحف حجرة 12،16
* مقبرة الإسكندر السوما صـ155
* شاهد قبر بضابط مقدوني المتحف حجرة 20
رابعاً: تخطيط مدينة الإسكندرية

يفتح البحر المتوسط ذراعيه يحتضن عروسه الخالدة الإسكندرية وهى تخال وتنكسر أمواجه علي صخورها . الدنيا كلها تشهد علي ذلك العرس الذي عقده التاريخ منذ نحو 233 عاماً عرساً مهيباً معطراً بين التاريخ ينعقد فخره بلواء الإسكندر الأكبر. كان التاريخ أي منذ ينظر ويسجل خروج الإسكندر من مقدونيا يقود جيوشه الظافرة لتتهاوى ممالك الفرس وبلدان الشرق تحت سنابك خيول الإسكندر محرز النصر العظيم علي الفرس القوة العظمى في الشرق في موقعة أسوس في أكتوبر / نوفمبر عام 333 ق. م ويتربع علي عرش العالم القديم بعدهم جيش دار هزيمة قاسية انسحب علي أثرها إلي عقد داره في بلاد فارس فقد جاء الإسكندر إلي مصر في خريف 332ق.م وأراد أن يؤسس بها مدينة جديدة يطلق عليها اسمه كون لجنة كما جاء في السيرة الشعبية المنسوبة إلي كالتميس من الخبراء العارفين بظروف البيئة الطبيعية علي الساحل الشمالي لمصر وبأصول المدن وهندستها وتورد السيرة الشعبية أسماء بعض من استشارهم الإسكندر الأكبر مثل كليومينس من نقراطيس وهو مهندس مدني في عصره إلي جانب وهيرون الليبي وهيبومنيوس من خبراء العمارة والإنشاء ونظم تغذية المياه وصرفها ويورد هيكانيوس أن ساحل مصر علي البحر المتوسط يكاد يكون بلا ميناء صالح وحتى الميناء الذي كان لمصر عند فاروس لا يتصل بمصر مباشرة لقد كانت المواني القديمة عند كانوب وبيلوريوم غير مناسبة إذا ما قورنت بالمواني الكبرى في الحوض البحر المتوسط فمواني الدلتا ضحلت نسبياً تغمرها ترسيبات طمي النيل فعلاً عند تعرضها لسنوات العواصف الشمالية الغربية في الشتاء . لكل هذه الاعتبارات كان التفكير في الاتجاه غرب الدلتا حيث تقع جزيرة فاروس في البحر أما الساحل مباشرةً وأمام قرية راقودة الواقعة علي شريط من الساحل يمتد بين البحر المتوسط شمالاً وبحيرة مريوط جنوباً فتقرر بناء سد يكون جسر بين الجزيرة والساحل عرف نسبة إلي طولي بجسر الهيتاستاديوم أي جسر السبعة فراسخ منشأة علي جانبيه الشرقي ميناء ممتاز هو ما أطلق عليه اسم الميناء الكبير الذي تمتع بكل عناصر الحماية من الظروف الطبيعية السائدة كما نشأ علي الجسر ميناء أخر عرف باسم ونستوس ومضي العود الحميد لتسهيل الانتقال والاتصال بين الميادين وجدت فتحتان في أول الجسر ونهايته . وعقب تخطيط الإسكندرية وإنجاز المشروع علي المهندس دينوقراطيس الروسي وقد واصل الإسكندر رحلته إلي زيارة معبد آمون في سيوة قرب نهاية عام 332ق.م وعام إلي موقع مشروع مدينة جديدة ونشأ هذا التخطيط وأقره ثم مضي يستأنف الحرب ضد الملك الفارسي ( المجلس الأعلى للآثار – متحف الآثار – طبع في مصر – التجهيزات الفنية والطباعة – الشركة المتحدة للطباعة والنشر ) أما عن العاصمة التي أشرفت علي تأسيسها كليومنيوس النقراطى الذي شغل في الوقت نفسه منصب وزير مالية مصر طيلة حياته مع الإسكندر وبعد موت الإسكندر تولي حكم مصر بطليموس الذي أعلن اتخاذ الإسكندرية عاصمة لصر من أبنائه وسلالته بدلاً من منف مقدر لها أن تستمر نحو 3 قرون وحتى عام 30 ق.م حيث خططت المدينة كقطعة شطرنج ومنها محوران أساسياُ محور طولي ويتوسطها من أقصي الشرق عندما عرف باسم باب الشمس إلي أقصي الغرب عند باب القمر . فقد روى لنا أن الإسكندر عند اختياره لهذا العنصر كان بتوجيه هوميروس نفسه معلمه الرومي فيقال أنه ظهر للإسكندر في الحلم وانشده أبياته المشهورة في ملحمة الأودية عندما التجأ فيبلاوس إلي جزيرة فاروس واستجابة لهذا الحلم كما يروي بلوتارخس وهكذا اكتسبت شهرة مدينة الإسكندرية شبه تاريخية قيمة ذاتية وخاصة في الأخبار المتعلقة بمصر فبالنسبة لموضوع تأسيس الإسكندرية نجدها تحتفظ بمعلومات مستمدة فيما يبدو من أوساط مطلعة علي دخائل الأمور ولا شك أن البحارة والتجار اليونانيين مثل الإسكندر بعدة قرون كانوا علي ألفة تامة بالسواحل المصرية الشمالية وخاصةً منطقة كانوب وجزيرة فاروس وقرية راقودة . كانوا مدركين لإمكانياتها الملاحية حيث كانوا في حاجة تحتاج لميناء في صالح مستديم لأن المرسى التي كانت موجودة عند كانوب والتي ما لم تكن كافية ولا صالحة لأغراض الملاحة الكبرى المنتظمة .
تقسيم المدينة :

تم تقسيم الإسكندرية إلي (5) أحياء حملت حروف الأبجدية اليونانية الأولى BA (بيتا) G( جاما ) ( دلتا ) E( ابسلون ) والتي تمثل الحروف الأولى من خمس كلمات يونانية ترجمتها الإسكندر شيدها الملك ابن الإله حيث يمتد الشارع الرئيسي العرضي من الشرق إلي الغرب في وسط المدينة وهو المعروف بشارع كانوب ( شارع فؤاد حاليا ) ونجده من الشرق بوابة كانوب ومن الغرب باب سدره . أما الشارع الطولي الذي يمتد من الشمال إلي الجنوب فهو يقابل الآن شارع النبي دانيال وكان يحده من الشمال بوابة القمر ومن الجنوب بوابة الشمس . هذا ويتقاطع شوارع طولية وعرضية فرعية موازية لهذين الشارعين الرئيسيين مكونه ما يشبه رقعة الشطرنج .
أحياء مدينة الإسكندرية القديمة :

1- في ميدان السباق: و هو يشمل الجزء الشرقي من المدينة وقد كان منفصلاً عن باقي المدينة بالمستنقع أو الأحراش وكان يقطعه الشارع الكانوبى بين ميدان السباق وكان في السباق بطبيعة أرضه أوسع الأحياء . غير أن ذلك لا يعنى بالضرورة أنه أكثرها سكاناً بل أنه كان أقل الأحياء سكاناً .
في البروكيون :

هي الحي الذي يقع به معظم القصور ويمكن تسميته بالحي الملكي حيث كان يشمل المنطقة الواقعة بين البحر وبين ما يقع من الشارع الكانوبى بين ميدان الهيباستاديوم وميدان الجيمانيزيوم .وكان هذا الحي يضم جميع القصور الملكية ومراسي السفن ومعبد الارسينيوم ثم المسرح والمكتبة والمعابد والمقابر الملكية و غيرها .
2- في كوم الدكة : وهي حي السوما ويشمل هذا الحي كوم الدكة والمرتفعان الواقعان بين هذا التسلسل وبين الترعة واللذان يكونان معاً هضبة واحدة يمكن أن تكون حياً يجده من ناحية الشمال ملعب الجيمانيزيوم والسوما ومن ناحية الشرق الشارع المقاطع ومن ناحية الغرب الشارع المقاطع وأخيراً الأسوار المحيطة من ناحية الجنوب وهذا الحي محدد تقريباً شرق وغرب بالقناتين الجوفيتين الثالثة والرابعة.
3- في الموسيون : وهو في المتحف وهو أصغر الأحياء جميعاً ونظراً لوقوع المتحف داخل نطاق هذا الحي منذ اقتراح محمود الفلكي تعيينه بحي المتحف أوحى الموسيون ، وهو يتكون من هضبة صغيرة تقع بين القناتين الجوفيتين الثانية والثالثة من ناحية وبين الشارع الكانوبي والأسوار المحيطة من ناحية أخرى. هذه الهضبة كانت تكون الحي الرابع ونقطة عن حي السوما الشارع المقاطع الذي يمر بين السوما والمتحف.
4- في راكواتيس:- وهو الحي الوطني وكان يسكنه المصريون نظراً لأنه كان النواة التي تكونت منها مدينة الإسكندرية وقد كان هذا الحي منفصلاً عن المدينة بالدرب الصغير الذي يرى بين تل الرابيوم وبين المرتفعين اللذين يكونان النواة لحي المتحف ، ولابد أنه طبقاً لخريطة الفلكي كان منفصلاً عن الحي الأخير بالقناة الجوفية الثانية التي كانت من ناحية الشرق وهو يحد من جوانبه الأخرى بالبحر وبالأسوار المحيطة بالمدينة وكان معبد الرابيوم يحتل من هذا الحي الطرف الجنوبي الشرقي بينما يحتل مسجد الألف عمود أو المسجد الغربي الكبير طرفي الشمالي الغربي ، وإذا نظرنا إلى هذه الأحياء الخمسة نجد أن في ميدان السباق هو بطبيعته أرضه أوسع الأحياء ولو أن ذلك لا يعني أنه كان أكثرها سكاناً ، ولابد أن في البروكسيون المجاورة له قد طغى عليه لتوسيع قصوره وحدائقه العامة ولتشيد قصور أخرى من تلك التي كانت كثيرة العدد وذلك يتفق مع قول استرابون ، أن المدينة تشتمل أماكن أو حدائق عامة وقصور ملكية تشغل ربع مساحتها بل ثلثها لأن كل ملك كان يحرص على أن يضيف بدوره جديداً إلى المباني العامة وكذلك إلى القصور الملكية وهذا الوصف من جانب استرابون يتفق مع بلذيوس في قوله : أن المهندس المدني الذي خطط مدينة الإسكندرية كان قد أفرد خمس المدينة للمباني الملكية.
خامساً : ضواحي مدينة الإسكندرية القديمة

1- مدينة الموتى "النيكربوليس" : وهي تجاور مدينة الإسكندرية من الناحية الجنوبية الغربية وكانت هي الضاحية الوحيدة الملاصقة لها ، فلا يفصلها عنها سوى الأسوار المحيطة وكانت تمتد بين البحر وبحيرة مريوط ، وهي مخصصة للمقابر وسراديب الدفن التي عثرت عليها بعثة الآثار الفرنسية في عام 1997م. بالقرب من الكوبري العلوي الذي يربط بين ميناء الإسكندرية والطريق الصحراوي ولابد أن النيكروبوليس كانت تمتد على طول أرض القباري بما فيها المكس بينما تحدها من ناحية الجنوب الغربي ترعة المواصلات التي بين الخليج وبين بحيرة مريوط وكلمة القباري العربية تعني ذلك الذي يدفن الموتى أي الذي يفتح القبر لكي يدفن الأموات أو الذي حرفته الدفن أو عمل المعدات للدفن ، ويتضح أن العرب قد احتفظوا في كلمة القباري بذكرى الفكرة التي ربط اليونانيون بينها وبين معنى كلمة نيكروبوليس أي مدينة الموتى أو مدينة القبور.
2- مدينة النصر "نيكوبوليس": وهو الجزء الذي قال عند استرابون بعد ما عبر ميدان السباق توجد على مسافة 30 ستاديا من الإسكندرية وعلى شاطئ البحر ناحية نيكربوليس الآهلة بالسكان كأنها مدينة من المدن وقد أدخل الإمبراطور أغسطس الكثير من التحسينات.
سادساً: المواقع الأثرية في الإسكندرية

تعرضت معظم آثار الإسكندرية للتدمير على مر العصور وتنوعت أسباب التدمير ما بين اضطرابات داخلية وحروب وكوارث طبيعية والزحف العمراني وعوامل التعرية وغيرها.
وسوف نعالج آثار الإسكندرية من خلال تقسيمها إلى آثار زالت ولم تعد قائمة وأخرى تزال قائمة.
أما الآثار التي زالت ، فقد وصلنا أخبارها من كتاب كتابات الرحالة والمؤرخين الذين زاروها وأهم هذه الآثار:-
1- أسوار المدينة . 2- فنار الإسكندرية.
3- مكتبة الإسكندرية. 4- الجبانة الملكية وضريح الإسكندر الأكبر
أما الآثار التي لا تزال قائمة فأهمها:

1- الجبانات البطلمية (الشاطبي – مصطفى كامل – الأنفوشي – الورديان .....الخ)
2- الجبانات الرومانية : مقابر كوم الشقافة (الكتاكومب) المقبرة المنقولة من شارع تيجران ، مقبرة سلفاجو ، مقابر القباري المكتشفة حديثاً .
3- معبد السرابيوم ونصب دقليديانوس (عمود السواري).
4- كوم الدكة: صالة الاستماع أو صالة الموسيقى (المسرح الروماني) الحمامات الرومانية العامة والفيلات الرومانية .
5- معبد الرأس السوداء.
المواقع الأثرية في غرب الإسكندرية:

1- أبو صير مريوط . 2- ماريا
الآثار التي لم تعد قائمة :

1- أسوار المدينة: هي إحدى التحصينات التي قام بها الإسكندر الأكبر لتحصين مدينة الإسكندرية طبقاً لما هو متبع في المدن اليونانية ، وهي التي حدد مكانها عندما زار الموقع (راقودة) وأعجب به ، وجرى تحديد موقع الأسوار بالحيز ، وعندما نفدت كمية الجير – كما تذكر بعض المصادر – استخدم الشعير الذي كان مخصصاً لإعداد الخبز ، وبالرغم من ندر المصادر التي تحدث عن هذه الأسوار إلا أنه يمكن القول بأن الجزء الشرقي منها كان محصناً تماماً وكان قد جرى ترميمه في العصر الروماني والدليل على ذلك أن دقلديانوس ظل يحاصر المدينة لمدة ثمانية أشهر قبل أن يتمكن من دخولها.
يبلغ محيط السور بأكمله حوالي 15 كم وكان مدعماً بأبراج تقع على مسافات متقاربة ، وكان يضم عدة بوابات ، أهمها البوابة الشرقية (باب كانوب) التي تبدأ من الشارع الرئيسي (شارع كانوب) من الشرق والذي يقسم المدينة إلى نصفين والذي ينتهي بالبوابة الغربية والتي اكتشفت بالصدفة عام 1978م ، وهي البوابة من حيث التخطيط المعماري بالبوابات المصرية القديمة التي كانت تضمها صروح المعابد .. وهو ما قد يعني أنها جاءت مناسبة للذوق المصري لكونها تقع في الحي الوطني.


المقـــــــابر

المقابر في الإسكندرية :

هنا نوعان من المقابر
(1) مقابر الملوك في الجبانة الملكية.
(2) مقابر الأفراد .
وقد حافظ المصريون خلال العصر اليوناني والروماني على عادتهم الجنائزية فظلوا يحنطون موتاهم ويدفنوهم في مقابر على الطراز المصري وفقاً للطقوس المصرية القديمة.
أما الأجانب وعلى الأخص الإغريق منهم فكانوا يفضلون في بادئ الأمر إحراق جثث موتاهم ثم جمع الرماء المتخلف وحفظه في أوان على شكل قدور توضع في فجوات داخل مقبرة ، ولكنهم سرعان ما نبذوا هذه العادة وبدءوا يحنطون الجثث كما يفعل المصريون وكان جسد الميت سواء أكان محنطاً أو غير محنط يدفن في مقبرة أو يوضع على سرير داخل المقبرة أو في تابوت مصنوع من الرخام والجرانيت وأحياناً من الفخار أو الرصاص أو يوضع الميت في فجوة مستطيلة الشكل محفورة في جدار المقبرة ويطلق عليها loculus تتسع لوضع شخص واحد وأحياناً شخصين وغالباً ما نجد داخل المقبرة صفوفاً من هذه الفجوات متوازية يتلو بعضها البعض وكانت كل فتحة تغطي بلوح من الحجر غالباً يركز عليه اسم الشخص المدفون بها.
1- النوع الأول: عبارة عن حفرة في الأرض يوضع الميت ثم تغطى في الغالب بألواح من الحجارة تعلوا فوق سطح الأرض مكونة من ما يشبه الدرج وقد يعلوه درج أخر يشبه الهرم المدرج وكان يثبت في أحد جدرانه لوحة ملونة للميت ومن أمثلة ذلك بعض المقابر بمنطقة الشاطبي الأثرية بالإسكندرية.
2- أما النوع الثاني: عبارة عن عدة فجوات تكون حجرات محفورة بأكملها في الصخر يوصل إليها سلم يؤدي إلى فناء على جوانبه حجرات الدفن. وأيضاً بدأت تظهر الـloculus وهي عبارة عن منامة لدفن الجثة منحوتة في الحائط بعمق وتأخذ في نهاية العصر الكلاسيكي شكل المعبد أي أن الفتحة حفرت في جزئها العلوي على شكل حجالون وتغطي الفتحة بلوحة حجرية عليها اسم الميت كما موجود في مقابر الشاطبي.
الجبانة الغربية:-

هناك جبانة القباري وتضم مقبرة إينو – مقابر طابية صالح – مقابر تيرش – مقابر المفروزة والمقابر التي اكتشفت حديثاً عند مدخل الميناء.
3- مقابر الوردان: وتضم مقبرة سوق الورديان ، الورديان المحفورة.
4- مقابر منطقة كرموز: المقابر المسيحية – مقبرة قرية – مقبرة العطاية.
الجبانة الشرقية:

(1) الشاطبي. (2) سيدي جابر.
(3) الإبراهيمية. (4) شارع تيجران.
(5) كيلوباترا . (6) جبانات الحضرة (مقبرة أنطونيادس)
الجبانات الملكية:

اعتماداً على ما ورد في كتابات استرابون ، فقد كانت هناك الجبانة الملكية ، والتي كانت تضم ضريح الإسكندر الأكبر ومقابر ملوك البطالمة من بعده ، وقد عرف ضريح الإسكندر باسم "سيما" أي "مقبرة" أو "سوما" أي "الجسمان" .
ولا يزال أمر موقع الجبانة الملكية وضريح الإسكندر مثار جدل بين الباحثين ، ورغم عشرات المحاولات التي جرت للبحث عن هذا الضريح في الإسكندرية والعديد من الدراسات التي تسعى لتحديد الموقع إلا أن الأمر يحتاج لمزيد من الدراسة والبحث ، وإذا كانت معظم الآراء قد اتجهت نحو مواقع بعينها في الإسكندرية كشارع النبي دانيال (مسجد ذو القرنين) وجبانة اللاتينيين (المقبرة المرمرية) ربما غيرها. فقد ظهرت مؤخراً آراء ترى أن الإسكندر الأكبر قد دفن في واحة سيوة ولا يزال النقاش محتدماً بين الباحثين حول الكشف الذي جرى من قبل بعثة يونانية في منطقة المراقي في واحة سيوة عام 1995.
وتنقسم إلى نوعين:

1- عبارة عن حفر منتظمة الشكل أو غير منتظمة تنحت في الصخر أو تحفر في الأرض ويختلف اتساعها وعمقها بحسب عدد الأشخاص.
2- مقابر تبنى أو تنحت تحت سطح الأرض وتتألف من نوعين :-
أ‌) المقابر ذات الفتحات (loculi) وعير عليها في الفيوم والإسكندرية (الطبقة الوسطى).
ب‌) مقابر الآرائك (klinia) وعثر عليها في الإسكندرية فقط (الطبقة العليا)
1- مقبرة الشاطبي :

تقع شرق لسان السلسلة ، كشف عنها بطريقة الصدفة عام 1893م تؤرخ لنهاية القرن الرابع وبداية القرن الثالث قبل الميلاد وتعتبر أقدم الجبانات البطلمية في الإسكندرية تضم الجبانة نوعين من المقابر أولهما المقابر السطحية التي تأخذ شكل مزيج وهي عبارة عن حفرة في باطن الأرض توضع فيها الجرة التي تضم رماد جسد المتوفى بعد حرقه ثم تغطى بالرمال ونبني فوقها مجموعة من الدرجات الحجرية إحداهما يعلو الأخرى ويضم أعلى درج لوحة جنائزية تحمل اسم المتوفى.
أما ثانيهما فهي المقابر المنقورة تحت سطح الأرض والتي جاء تخطيطها على نمط المنازل اليونانية وتتكون في تخطيطها العام من مدخل يؤدي إلى قاعة أرضية ومنها إلى قاعة أخرى ثم الفناء في الجهة الشرقية يخرج منه مدخل يؤدي إلى الحجرة الأمامية تؤدي بدور إلى حجرة الدفن التي تتضمن عادة تابوتاً أو أكثر على شكل سرير الدفن.
2- جبانة مصطفى كامل:

تقع هذه الجـبانة إلى الشمال الشرقي من منطقة مصطفى كامل كشف عنها في عامي (1934، 1993) أثناء تمهيد قطعة أرض لإقامة ملعب لكرة القدم.
تؤرخ الجبانة لأواخر القرن الثالث وأوائل القرن الثاني قبل الميلاد. تضم الجبانة حالياً أربعة مقابر منحوتة في الصخر الأولى والثانية تحت سطح الأرض والثالث والرابعة فوق سطح الأرض ، ويأتي التخطيط العام للمقبرة على طراز المنزل اليوناني إذ تتكون من مدخل يؤدي إلى درج يصل إلى فناء مربع يتوسطه مزيج ويحاط بأنصاف أعمـدة على الطـراز الـدوري وعلى جـوانب الفناء يوجد عشر حجرات ، الحجرات (2 ، 3 ، 4) في الجانب الشمالي والحجرات (5، 6، 7) في الجانب الشرقي والحجرات (9 ، 10 ، 11) في الجانب الجنوبي تطل هذه الحجرات على ردهة . رقم (8) تؤدي إلى حجرة الدفن الرئيسية (رقم 1) في المقبرة وتتضمن المقبرة مجموعات من فتحات locul كما تتضمن نظماً لتصريف المياه من خلال أنابيب فخارية ، بالإضافة إلى بعض المناظر والمخربشات أهمها منظر يمثل ثلاثة فرسان بينهما امرأتين.
وبالناحية الغربية للحجرة (2) بئر وبجانب الحائط الشمالي حوض نصف دائري به ثقب ينفذ منه الماء في ماسورة من الفخار إلى حوض متسع في الفناء الخارجي أمام الحجرة (3) وبالحجرة (2) أيضاً خمس فتحات للدفن ثلاث منها في الحائط الشمالي وفتحتان في الحائط الجنوبي عليهما آثار ألوان.
الحجرة (3) مستطيلة الشكل في نهايتها فتحة للدفن والحجرة (4) مستطيلة الشكل أيضاً ولم يكن بها في الأصل فتحات للدفن تم نحتت فيما بعد فتحتان وفي نهاية كل من الحجرات (5، 6 ، 7) نحتت فتحة الدفن أيضاً.
والجزء الجنوبي من الفناء هو أكثر الأجزاء زخرفة بواجهته ثلاثة أبواب ملونة بألوان زاهية يعلو الأوسط منها لوحة ملونة وعلى جانبي كل باب قاعتين تجملان تمثالين لأبي الهول.
3- جبانة الأنفوشي:

تقع بالقرب من مدخل سراي رأس التين ويوجد بالمنطقة خمس مقابر رئيسية اثنان منها (1، 2) كشف عنها في عام 1901م وهما في حالة جيدة ، والسلاسل باقية تم الكشف عنها عام 1931م ، ويرجع تاريخ هذه المقابر بوجه عام إلى النصف الأول من القرن الثالث قبل الميلاد ، وسنكتفي بوصف أربعة منها ، المقبرة رقم (1) تتكون من سلم يؤدي إلى فناء تقع على جوانبه حجرات الدفن وقد نحت السلم في الصخر الذي غطى بطبقة من الجص عليها أثار ألوان تمثل الرخام ، ويؤدي السلم إلى فناء مربع الشكل كان بخلاف العادة مغطى ويتخلل سقفه فتحات للضوء ، وفي الركن الغربي منه توجد حجرة صغيرة (5) يتوسطها عمود ، كما توجد في الجزء الجنوبي الشرقي فتحة مقبرة منحوتة في الصخر من النوع المسمى (loculus) (6) وفي الركن الجنوبي الشرقي بئر مربع الشكل.
وفي الجانب الشرقي للفناء توجد جدران مدخلها كورنيش على الطراز المصري ، والحجرة (1) مستطيلة الشكل وسقفها قليل الارتفاع على شكل قبو ، وبها ثلاثة مقابر منحوتة في الصخر قليلة الارتفاع وحوائطها مغطاة بطبقة من الجص عليها رسومات تحاكي الرخام ، يسقفها أشكال هندسية عبارة عن مثمنات ومربعات ملونة بالأحمر والأبيض وتحاكي رقعة الشطرنج ، وفي منتصف الحائط الخلفي يوجد مدخل يؤدي إلى الحجرة (2) وتقع في مستوى منخفض عن سابقاتها وبها فتحتان في الحائطين على الجانبين وفي نهايتها تابوت من الحجر رديء الصنع وليس به أي زخرفة ، جوانب الحجرة ملونة ويوجد بها مربعات سوداء وبيضاء تحاكي الفسيفساء ويسقفها أشكال هندسية عبارة عن مثمنات ومربعات وعلى الحائط في نهاية الحجرة مناظر ذات طابع مصري اختفت تقريباً ولم يبقى منها سوى بقايا ثلاث تيجان مصرية وبقايا رسم يمثل إلهان برأي أوى.
وفي شمال الفناء تقع الحجرتان (3 ،4) وهما في مستوى منخفض عن مستوى الحجرتان السابقتان (1، 2) وكانتا في الأصل عبارة عن حجرة واحدة ثم قسمت إلى حجرتين بواسطة حائط من الطوب الأحمر بالحجرة (3) ثلاث فجوات منها تابوت اثنان على الجانبين والثالث في نهاية الحجرة ، وحوائط هذه الحجرة تغطيها طبقة من الجص عليها آثار لون أبيض ، وبالحجرة (4) اثنتا عشر فتحة منحوتة في الصخر كانت مقابر من النوع المعروف باسم loculus وتغطي حوائط هذه الحجرة طبقة من الجص عليها أشكال هندسة شبيهة بالرسومات الموجودة بسقف الحجرة (2).
المقبرة رقم (2):

تشبه من حيث تصـميم المقبرة رقم إذ تحوي سلماً يؤدي إلى فناء على جوانبه حجرات للدفن .
وفي نهاية السلم قبل أن ينحرف إلى اليمين ، منظر ذو طابع مصري صميم يمثل الميت في الوسط وهو يلبس عباءة طويلة بيضاء ورأسه مغطى ، بين الإله حورس إلى اليسار والإله أوزوريس إلى اليمين ، ويضع حورس يده على ظهر الميت كمن يريد أن يجذبه إلى اليسار بينما يضع أوزوريس يده اليمنى على ظهر الميت ، ويرفع بيده اليسرى إناء به ماء لتطهير الميت ، وفي أقصى اليمين تقف إيزيس وهي متجهة ببصرها نحو الميت.
وفي نهاية السلم على اليمين منظر أخر يمثل أوزوريس جالساً على عرشه وهو متجه نحو اليسار وبجواره حيوان من فصيلة ابن أوى ،ويقف الميت أمام أوزوريس وبجوار إله أخر ربما يكون حورس الفناء يكاد يكون مربع الشكل به بابان أحدهما في الشمال الشرقي ويؤدي إلى الحجرتين (1 ،2) والثاني في الجنوب الشرقي ويؤدي إلى الحجرتين (3، 4) وفي الركن الغربي للفناء فجوة بها بئر ذات سقف على شكل قبو (5) ، وكانت تغطي حوائط الفناء طبقة من الجص عليها رسومات ، الجزء السفلي منها يمثل الرخام.
وقد تعاقب على الحجرتين (1، 2) نوعان من الزخرفة الأول كان يشبه في زخرفته الفناء الخارجي ، أي أن الجزء الأسفل من الحوائط يحاكي الرخام يعلوها ما يشبه قطع الأحجار مرصوصة بعضها بجوار البعض في صفوف متتالية ، أما السقف فهو على شكل قبو تزينه أشكال هندسية ، ثم حدث بعد ذلك أن تركت زخرفة الجزء الأسفل من الحوائط كما هي أما الجزء العلوي فقد غيرت الزخرفة فيه فأصبحت عبارة عن معينات تشبه رقعة الشطرنج وبقيت زخرفة السقف كما كانت.
ومدخل الحجرة التالية (3) على الطراز المصري اليوناني فعلى الجانبين قاعدتان فوق كل منهما تمثال لأبي الهول ، جانباً الباب على شكل عمودين من سيقان البردي قسم كل منهما إلى مربعات ، وفوق كل عمود تاج يمثل زهرة البردي المفتوحة ويحمل العمودان عتباً يعلوه كورنيش ثم إفريز مسنن وينتهي من أعلى بقوس يتوسط دائرة صغيرة ، ويلي ذلك مدخل قليل الارتفاع على الطراز المصري ، ثم باب ثالث يعلوه إفريز من الحيات.
ويؤدي هذا المدخل بأبوابه المتتالية إلى الحجرة (2) وهي أصغر حجماً من الأولى ، وفي منتصف الحائط الغربي فجوة منحوتة في الصخر يحيط بها إطار الجص ذو طابع مصري يشبه الطاووس رسم على حوائط الحجرة التي يغطيها طبقة من الجص، مربعات ملونة تشبه رقعة الشطرنج ، أما زخارف السقف فمكونة من أشكال هندسية عبارة عن مربع من هذه المربعات منظر لأشخاص مستوحاة من الأساطير اليونانية القديمة أو من أشعارهم.
والحجرتان (3 ،4) تشبهان الحجرتين السابقتين وسقف كل منهما على شكل قبو ، حوائطهما وسقفيهما مغطاة بطبقة من الجص الأبيض ، وعلى حوائط الحجرة (3) رسومات يمثل بعضها مراكب ذات أشكال مختلفة وبعض كتابات يونانية ، وفي الحائطين على جانبي الحجرة (4) فجوتان وتوجد ثالثة في الحائط الداخلي يحيط بها إطار على الطراز المصري.
المقبرة رقم (3):

تهدم جزء كبير منها واختفت أجزاؤها العليا ، وتختلف هذه المقبرة من حيث التصميم عن المقبرتين السابقتين ، فالسلم لا يؤدي مباشرة إلى الفناء بل ينتهي بممر مسقوف يشغل الجانب الشمالي للفناء ، كما أنها تحتوي على أكثر من مقبرتين كل منها في مستوى يختلف عن مستوى الأخر.
في الجانب الشمالي للفناء تقع الحجرتان (1 ،2) وهما عبارة عن صالة ،وأخرى أقل حجاً كانت مخصصة للدفن ، وفي الجانب المقابل (إلى الجنوب) تقع الحجرة (3) وبها عدة فتحات منحوتة في الصخر (loculi) معدة للدفن وفي الجانب الشرقي تقع الحجرات(4،5 ،6) وهي عبارة عن صالة مستطيلة (4) تليها حجرة أقل حجماً (5) في نهايتها فتحات ثلاث معدة للدفن وإلى اليسار حجرة صغيرة (6).
المقبرة رقم (4):

هذه المقبرة أكثر تدميراً من سابقتها وما تبقى منها يدل على أنها تختلف من حيث التصميم عن مثيلاتها الموجودة بالمنطقة وهي تتكون من منحدر يؤدي إلى فناء في الجانب الشرقي منه بابان يؤدي أحدهما إلى حجرة يشغل جزءاً كبيراً منها مقعد كبير منحوت في الصخر (1) وهذه الصالة كانت معدة للمآدب الجنائزية (triclimium) وفي نهايتها ثلاث فتحات للدفن (loculi) ، وفي الجانب الواقع على يسار الداخل حجرتان يظهر أنهما أضيفتا فيما بعد ، والحجرة (5) مستطيلة الشكل أيضاً في نهايتها فتحة كبيرة سقفها على شكل قبو بها فتحة للدفن ،والحجرة (6) مستطيلة الشكل أيضاً في نهايتها كبيرة بها تابوت من نفس الصخر وعلى الجانبين ستة فتحات معدة للدفن، ثلاثة على كل جانب.
4- جبانة الورديان:

تؤرخ هذه الجبانة للقرن الثالث قبل الميلاد وجاء تصميم مقابرها على شاكلة تصميم مقابر الأنفوشي ومصطفى كامل وقد دمرت هذه الجبانة إلى حد كبير ونقل جزء من أحد مقابرها إلى المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية ، حيث صور على جدرانها الحياة الريفية الممزوجة بالرومانية فمنها على سبيل المثال الثور الذي يجر ساقية وكرمة العنب وطيور مختلفة كما تقل جزء أخر وأعيد بناؤه في منطقة كوم الشقافة.
5- مقبرة سيدي جابر :

تتكون من فناء رئسي "ديروستاس" حجرة أمامية ، أويكوس (حجرة خلفية) وهي تشبه إلى حد كبير تصميم مقبرة سوف الورديان وأضيفت غرفتان إليها فيما بعد على جانبي الفناء الرئيسي بها فتحات (loculi) ويلاحظ أن الغرفة الأولى أكثر اتساعاً من الثانية وإن جدران الغرفتان طلبتا بالألوان.
السقف باللون الأزرق وقد بدى (الاويكوس Oikios – الحجرة الخلفية) ذي سقف وأعمدة سقف في الأركان تصل بعضها لبعض الجدران السفلية الواطنة وطاقات من الأزهر والورود ، ويلاحظ أن دفن الميت في الفتحة (loculi) بدلاً من الأريكة.
(Klinai) بالرغم من وجودها يحتم إعطاء هذه المقبرة تاريخاً متأخراً عن مقبرتين سوق الورديان والشاطبي وأنها ترجع إلى النصف الأول من القرن الثاني من الميلاد.
المقابر الرومانية :

أ- جبانة الكتاكومب Catacomb: هي الجبانة الرئيسية في منطقة كوم الشقافة ، حملت هذا المسمى "كتاكومب" نظراً للتشابه في التخطيط بينها وبين مقابر الكتاكومب المسيحية في روما ، و"كتاكومب"اصطلاح يطلق على المقابر المنقورة تحت سطح الأرض وتتكون الكلمة من مقطعين "كتا" ويعني "تحت" و "كومب" ويعني "تجويف" أي "التجويف التحتي" أو "التجويف المنقور تحت سطح الأرض" .
وتعتبر جبانة الكتاكومب فريدة لأسباب كثيرة من بينها :-

1- أنها الوحيدة في مصر من هذا النوع.
2- أنها استخدمت لفترة زمنية طويلة وبالتالي بدأ تخطيطها معقداً إلى حد كبير وتنوعت أماكن وأشكال الدفن فيها.
3- إن بعض مناظرها جمع بين تقاليد الفن المصري القديم وتقاليد الفن اليوناني والروماني ، فهي من الواقع القليلة التي تبرز حالة التزاوج بين الفنيين المصري القديم واليوناني الروماني.
تؤرخ الجبانة للفترة من القرن الأول إلى القرن الرابع الميلادي كانت في البداية مقبرة خاصة ثم حولها اللحادون إلى جبانة عامة ، تتكون من ثلاثة مستويات منقورة في الصخر تحت سطح الأرض أمكن الوصول مؤخراً بعد تخفيض منسوب المياه الجوفية عام 1995م إلى المستوى الثاني ولا يزال المستوى الثالث غارقاً في المياه الجوفية التي تمثل المشكلة الأساسية التي تواجهها هذه المقبرة .
يؤدى إلي المقبرة مدخل يؤدي بدوره إلي سلم حلزوني يتكون من 99 درجة تدور حول بئر كان يستخدم لإنزال الدفنات بالأحبال ضماناً لسلامتها .
وتتضمن جدران البئر فتحات تكفي لنفاذ الضوء الطبيعي للسلم الذي يستخدمه الزوار والذي ينتهي بممر يتضمن تجويفين علي الجانبين شكلت قمتها علي شكل صدفة ، علي حين يتضمن الجزء السفلي لكل منهما مقعداً صخرياً نصف دائري كان يجلس عليه الزوار طلباً للراحة قبل بداية صعود السلم في اتجاه الخروج من المقبرة .
يؤدي هذا الممر إلي صالة دائرية (Rotunda) تضم في وسطها بئراً يؤدي إلي المستوى الثاني من المقبرة . يحيط بالبئر سور يعلوه ستة أعمدة تحمل قبة ، وكان يوضع بين كل عمود وأخر رأس آدمية وقد عثر علي بعضها وهي محفوظة حالياً بالمتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية .
والي اليسار ن البئر يوجد مدخل يؤدي حجرة منقورة في الصخر يقوم سقفها علي أربعة دعامات وتحتوي علي ثلاث مصاطب حجرية ونحوته في الصخر كان يستلقي عليها الزوار أثناء تناولهم الطعام وتعرف هذه الحجرة بحجرة المآدب (Triclinium) وإلي اليمين من البئر تقع صالة " ****لا " ( الإمبراطور الروماني الذي حكم في الفترة من 211- 217م) وقد فتح حديثاً مدخل هذه الصالة عن طريق إحداث شق في تابوت كان يسد هذا الممر تتضمن هذه الصالة السلم الذي كان المدخل الرئيسي لها والذي تم إغلاقه في وقت من الأوقات وتضم الصالة م***اً أقيم حديثاً .
ولعل أهم ما في الصالة تلك المجموعة من العظام المعروضة في خزانة عرض والتي نسبها البعض لآدميين ظناً منهم أنها لأولئك الذين هربوا من م***ة أقامها " ****لا "في إستاد الإسكندرية لأولئك الذين سخروا منهم وقد تمكن البعض من الهرب إلي هذا المكان فدفنوا أحياء والواقع أنها عظام خيول تلك التي فازت في سباقات بعينها وتكريماً لها تم دفنها في هذا المكان ومما يؤيد هذا الرأي أنه قد عثر علي بعض الشارات والرموز الخاصة بالإله "نمسيس" إله الرياضة عند الرومان .
وتتضمن هذه الصالة دفنات لخيول بالإضافة إلى أماكن لفدن آدميين تتراوح بين Loculi أو مكان مستقل يتضمن تابوتاً بواجهة علي شكل Pediment ( جمالون المعبد اليوناني ) ضم بعضها مناظر لأساطير يونانية أو إيزيس ونفتيس تحميان المتوفى وغيرها من المناظر .
وفي مواجهة الصالة المستديرة وامتدادا للممر القصير الواقع بعد الدرج الرئيسي للمقبرة نجد مجموعة من الدرج الحجري تؤدي إلي المقبرة الرئيسية .
وقبل الدخول إلي المقبرة الرئيسية نجد فتحتين علي يمين ويسار الداخل تؤدي كل منهما إلي مجموعة ممن الممرات التي تتضمن عدداً كبيراً من أماكن الدفن علي هيئةLoculi وضمن الدفنات الواقعة في الناحية اليمني نجد الحجرة التي سقط فيها الحمار من خلال حفرة في سقف الجبانة كما ذكرنا من قبل .
تتكون المقبرة الرئيسية من بهو صغير وغرفة الدفن . وعلي يمين ويسار الدفن نجد فتحتين تتضمن إحداهما تمثالاً لرجل والأخرى لامرأة جمع فيهما النحات بين التقاليد الفنية المصرية القديمة والتقاليد الفنية الرومانية . فنسب الوجه وطريقة تسريحة الشعر تمثل الفن الروماني. أما وقفت التمثالين والنقبة التي يرتديها الرجل وملابس السيدة فتمثلان التقاليد الفنية المصرية القديمة .
تستند واجهة البهو علي عمودين من ذوي التيجان المركبة وضمة الواجهة عناصر مصرية قديمة وأخري يونانية رومانية فمن بين العناصر المصرية قرص الشمس المجنح والإله حورس وثعبان الكوبرا ومن بين العناصر اليونانية الرومانية العنصر الزخرفي الأسنان . وتزخر الواجهة بمناظر منقوشة من بينها درع الآلهة أثينا يعلوه رأس الميدوزا التي كانت طبقاً للأساطير اليونانية تحول كل من ينظر إليها إلي حجر . . والقصد من تمثيل الميدوزا هو أبعاد اللصوص عن غرفة الدفن الميدوزا نرى ثعباناً ضخماً جالساً فوق واجهة معبد ويرتدي تاج الوجهين القبلي والبحري ، وعلي يساره نجد رمزاً للإله " ديونيسوس " .
وغرفة الدفن منحوتة بأكملها في الصخر وتضم ثلاثة تجاويف كبيرة يوجد في كل تجويف منها تابوت حجري وسقف الغرفة يتخذ شكل قبو ويستند علي أربع دعامات مربعة ذات تيجان تمثل نبات البردي . وقد نحتت التوابيت كقطعة واحدة من الحجر ، بمعني أن جسم التابوت والغطاء يشكلان كتلة واحدة وكان الجسد يوضع في التابوت عن طريق فتحة في الحائط الخارجي خلف حجرة الدفن الرئيسية وكانت هذه الفتحات تسد بواسطة أحجار وذلك بعد إتمام عملية الدفن .
الفتحة الأمامية ( الفتحة الوسطي ) :

تتضمن هذه الفتحة كغيرها من الفتحات تابوتاً حجرياً يتضمن عناصر زخرفية مثل أكاليل الزهور وعناقيد العنب بالإضافة إلي رأس الميدوزا وغيرها من الرؤوس الخرافية والإله ديونيسوس وغيره من الآلهة . كما نجد في بعض الأحيان صاحب أو صاحبة التابوت مضجعاً.
ولعل أهم منظر مسجل على جدران هذه الفتحة هو ذلك المنظر المسجل علي الجدار الذي يعلو التابوت والمنقوش نقشاً بارزاً ويضم المنظر مومياء موضوعة علي منضدة التحنيط التي تتخذ شكل الأسد وفي محاذاة المنضدة يقف الإله أنوبيس ممسكاً في يده اليسرى بإناء ربما يحوي إحدى المواد المستخدمة في التحنيط علي حين يلمس المومياء بيده اليمني . يرتدي الإله أنوبيس ثوباً رومانياً وفوق رأسه قرص الشمس المحاط من كل جانب بثعبان الكوبرا . ونجد أسفل المنضدة ثلاث آوان للأحشاء هي في الأصل أربع يحرصها أبناء حورس الأربعة وهم "حابي ، أمستي ، دوا موتف وقبح اسنوف" . والظاهر أن الفنان لم يتمكن من نقش الآنية الرابعة التي يتخذ غطاؤها شكل رأس الإله أنوبيس نظراً لأن الجزء الأسفل من جسـم أنوبيس يشغل مكان هذه الآنية ، ولأن أنوبيس ودوا موتف ( أحد أبناء حورس الأربعة ) يتخذان شكل ابن آوى أكتفي بهيئة ابن آوى التي ترمز في هذه الحالة للإله أنوبيس لتلعب دور الإلهين معاً.
وعند مقدمة المنضدة التي تتخذ شكل رأس الأسد ، يقف الإله جحوتي إله الحكمة والمعرفة والذي يسجل محاكمة المتوفى في محكمة أوزوريس ، يقف مرتدياً التاج المزدوج ويمسك بيده اليسرى صولجان وباليمنى إناء. وعند مؤخرة المنضدة.. عند قدمي المومياء يقف الإله حورس ابن إيزيس يرتدي تاج الوجهين القبلي والبحري.
أما بقية المناظر التي تتضمنها جدران هذه الفتحة فمن بينهما سيدة واقفة وعلى رأسها قرص الشمس رافعة يديها في تضرع ، وأمامها يوجد كاهن تعلو رأسه ريشتان ويرتدي رداء طويلاً ويقدم للسيدة زهرة اللوتس وإناء . وهناك منظر آخر يمثل رجلاً بشعر قصير ورداء نصفي وأمامه كاهن يقرأ في ورقة بردي مفتوحة ، وبرما له بعض الصلوات التي ينتفع بها في العالم الأخرى.
الفتحة اليمني:

وهي الفتحة التي تقع على يمين الداخل لغرفة الدفن وتضم هي الأخرى تابوت نقشت عليه تقريباً نفس المناظر المنقوشة على جدران الفتحة اليمنى، فلعل أهمها ذلك الذي يمثل إمبراطوراً أو حاكماً يرتدي نقبة صغيرة والتاج المزدوجة ويمسك بيديه قلادة يقدمها للعجل المقدسة سيرابيس، وخلف العجل نجد إلهه ناشرة جناحيها حماية له وهي فيم يبدو الإلهة إيزيس.
وهناك منظر يمثل مومياء وعلى رأسها قرص الشمس تمسك بيدها صولجان كبيرة ويقف أمامها الإله أنوبيس ونجد بين المومياء وأنوبيس مسبح عليه آنية يتصاعد منها دخان البخور.
ومنظر ثالث يمثل الإمبراطور يقدم بيده اليسرى ريشة العدالة إلى إحدى الإلهة لعل الإله بتاح وبينهما مسبح على شكل زهرة اللوتس.
الفتحة اليسرى:

لا تختلف هذه الفتحة من الناحية المعمارية وكذلك العناصر الزخرفية والموضوعات المسجلة على جدرانها لا تختلف عن الفتحة اليمنى.
ب- مقبرة شارع تيجريان:

عثر على هذه المقبرة أثناء العمل في بناء إحدى العمائر الحديثة في منطقة كليوباترا بشارع بورسعيد – شارع تيجريان سابقاً.
وكان هذه المقبرة فيما يبدو واحدة من مقابر جبانة كبيرة زال عظمها نتيجة للزحف العمراني ونتيجة لارتفاع مستوى المياه الجوفية وقد وجدت هذه المقبرة في حالة سيئة وكان لابد من إنقاذ ما يمكن إنقاذ وذلك بنقل الطبقات الجصية التي كانت تغطي أجزاء من غرفة الدفن في المقبرة واستقر الرأي على بناء المقبرة في الفناء المكشوف في منطقة كوم الشقافة مع تثبيت الطبقة الجصية وهو ما يبدو لنا في صورة جيدة في منطقة كوم الشقافة يصل الزائر إلى غرفة الدفن عن طريق ممر ضيق ، ونجد على جانبي هذا الممر بعض المناظر المرسومة والملونة. فنجد منظراً الإله سرابيس في هيئة ثور يتجه ناحية غرفة الدفن ويوجد فوق الإله إكليل من الزهور على الجهة اليسرى ، بينما لا يوجد هذا الإكليل على صورة الإله الممثلة في الجهة اليمنى من الممر ، ونجد أسفل الإله سيرابيس صورة رجل مثل بالأسلوب المصري القديم يرتدي غطاء الرأس المصري القديم ، ثم نجد الصل – الكوبرا المقدسة – عند الجبهة كذلك يرتدي الرجل النقبة القصيرة والمزخرفة بزخارف وأشكال هندسية، ويمسك بيديه آنيتين من آواني الطقوس ويتجه بهما ناحية غرفة الدفن ، ربما لأداء بعض الطقوس أو لتقديم القرابين للمتوفى وبعد الدخول لغرفة الدفن نجد على الجدارين المؤديين للمدخل حيتان مقدستان تلتفت كل منهما برأسها ناحية المدخل ربما لحماية المدخل من عبث اللصوص. وقد مثل الفنان الجوانب الأربعة في غرفة الدفن وكأنها تقوم على أعمدة من المرمر المصري يخرج من كل عمود عصا تبدو وكأنها تحمل السقف تلتقي في وسط السقف بدائرة على شكل هالة.
السقف:

لعل أجمل المناظر في هذه المقبرة هي تلك المسجلة على السقف الذي يبدو في شكل قبة كبيرة يمكن أن تقارن السقف المقبي للبئر الثاني في الكتاكومب.
والمنظر الرئيسي في السقف يمثل عند المنتصف رأس الميدوزا – التي كانت في الأصل خادمة للإلهة أثينا وكانت جميلة الشكل وحدث أن تمردت على سيدتها فقامت الإلهة أثينا بتحويلها إلى سيدة قبيحة الشكل وجعلت الثعابين تخرج من رأسه بدلاً من الشعر وقدرت كل من ينظر إليها أن يتحول إلى حجر. ومنذ ذلك الوقت أصبحت الميدوزا تنقش أو تصور على السطوح الخارجية للتوابيت وفي واجهات غرف الدفن حماية لها من اللصوص ويبدو وجه الميدوزا ممتلأ العيون جاحظة واسعة وقد وضعت في هالة تحيط بها أربع أكاليل نباتية ضخمة على شكل أنصاف دوائر تتطاير بداخلها شرائط رقيقة وتخرج من زوايا غرفة الدفن أربعة عصى أو جذوع أشجار تتلاقى عند وجه الميدوزا ووق كل جذع من هذه الجذوع يقف نسر ناشراً جناحيه وقد صورت بين النباتات المختلفة حيوانات تقفز وتجري وراء بعضها البعض ومن بينها النمر والغزال.
وتتكون غرفة الدفن من فتحة في المواجهة وفتحتين عن يمين ويسار تتضمن كل فتحة من الفتحات الثلاث تابوت.
وسوف نبدأ بالفتحة اليمنى على يمين الداخل.
الفتحة اليمنى:

مثلث على الجدران المحيطة بالتابوت في الفتحة مناظر تمثل قرص الشمس المحاط بالحيتان المقدستين. ثم أسفل قرص الشمس منظراً يمثل شخصاً راكعاً على قدمه اليسرى ويقدم سعفتي نخيل إلى إلهه تقف أمامه وتقدم إليه الإلهة بدورها ريشتين رمزاً للعدالة – يحتمل أن تكون هذه الإلهة إيزيس أو نفتيس ، ويلاحظ أن ملابس الشخص الراكع والإلهة مزخرفة وملونة. ونجد خلف الإلهة عمود يقوم على قاعدة ينتهي بتاج، وعلى التاج بيضة ملفوفة برباط معقود حولها ، ترمز هذه البيضة إلى البعث وتجدد الحياة. وقد زين يقف هذه الفتحة بخيوط متقاطعة نتجت عنها أشكال شبه مخروطية، وفي وسط كل منها رسمت زهرة كبيرة. وعلى الجدارين الخارجيين للفتحة اليمنى نجد منظراً يمثل أبو الهول على كل جانب يشير إلى دوره في الحماية نظراً لكونه طبقاً للعقيدة المصرية القديمة – إلهاً – للجبانة وحامياً لها. ونجد أيضاً على الجانبين الأيمن والأيسر من الفتحة اليمنى، منظراً يصور طائر يقف خلف أبو الهول ويرتدي الطائر فوق رأسه تاجاً.
الفتحة الأمامية:

زخرف سقف هذه الفتحة بزخارف عبارة عن خيوط متقاطعة تؤدي إلى أشكال مخروطية. وتتضمن هذه الفتحة تابوتاً كبيراً بغير غطاء.
ومن أهم المناظر المسجلة على جدران هذه الفجوة ، ذلك المنظر الذي يصور مومياء ملفوفة بالكتان، ربما تكون مومياء للإله أوزوريس وربما تكون لصاحب المقبرة، ووضعت المومياء على منضدة جنائزية ذات أرجل قصيرة، وقد زخرفت المنضدة بغطاء متعدد الألوان يمتد بطولها ويتدلى منه شرائط عند الجانبين والوسط.
ونجد عند رأس المتوفى إحدى الإلهات وعند قدميه إلهة أخرى – والإلهتين ربما تمثلان إيزيس وفتيس إلهتا الحماية. وخلف كل إلهة توجد قاعدة مزخرفة يقف على اليسار يرتدي التاج الأبيض.
وعلى الجدارين الأيمن والأيسر بنفس الفتحة ، نجد منظراً يمثل الإله أنوبيس جالساً وقد ارتدى رداء قصيراً ويمسك في إحدى يديه بعض الآواني وفي الأخرى صولجان.
الفتحة اليسرى:

تحتوي أيضاً على تابوت حجري كبير وتتضمن أيضاً معظم المناظر التي تضمنتها الفتحة اليمنى ، كقرص الشمس المجنح ، والمتوفى بين إلهتين ، والمتوفى يمسك سعفتي نخيل ، ونجد أيضاً العمودين اللذين تعلوهما البيضة، رمزاً لتجدد الحياة. كما نجد أسفل المتوفى حيوانيين من فصيلة ابن آوى يرمزان للإله أنوبيس. وقد زخرف سقف هذه الفتحة بنفس العناصر التي زخرف بها سقف الفتحة اليمنى.
ج- مقبرة سلفاجو:

عثر على هذه المقبرة في إحدى القرى من قرية كوم فرين والتابعة لمركز إيتاي البارود بمحافظة البحيرة، وتنسب المقبرة لشخص يوناني هو سلفاجو الذي كان يتملك الأرض التي عثر فيها على المقبرة.


الآثار المندثرة فى المدينة

مكتبة الإسكندرية:

هي المكتبة الكبرى التي كانت ضمن الحي الملكي، أنشئت في عهد بطليموس الأول وأكملها كل من بطليموس الثاني والثالث، يذكر أنها كانت تضم مئات الآلاف من المخطوطات. احترقت المكتبة فيما يبدو أثناء حرب الإسكندرية عام 48 ق.م. وقد ذكر بعض المؤرخين أن بعض المخطوطات كان قد أمكن نقلها إلى المكتبة الابنة الملحقة بمعبد السيرابيوم، على حين ذكر البعض الأخر أنها وضعت في مقبرة الإسكندر الأكبر. هذا ويصعب تحديد الموقع الأصلي للكتبة حتى الآن.
- أنشأها بط 1 . وتضم 200 ألف مخطوط.
- عهد بط 2 . الحكم بها مكتبة ملحقة (مكتبة السيرابيوم) ونسخ معظم ما في المكتبة الكبرى من مخطوطات.
وقد اشترى مجموعة مخطوطات من رودس وأثينا. بحيث أصبحت 400 ألف لفافة.
- وقد زاد عدد البرديات (المخطوطات) حتى وصل عام 47 ق.م.
- عندما كان يوليوس قصير بالإسكندرية حوالي 700000 لفافة .
- أنشأه بط 1 ، وهو "مجمع العلوم والفنون " أما معناه في الإغريقية " معبد ربات العلوم الفنون" .
- وعندما زار "إسترابون – Strabon" الإسكندرية عام 24 ق.م- ووصيف هذا الموسيون وأشار أنه جزء من الحي الملكي .
وفي العصر اليوناني :

- أوقف الإمبراطور كاراكلا (القرن الثالث الميلادي) إنفاق الأموال العامة علي الجامعة .
كانت الإسكندرية منذ القرن الثالث تتمتع بمركز ثقافي ممتاز ، ويرجع الفضل في ذلك لدار الحكمة (Museon) والكتبة الملحقة بها .
أنشئت دار الحكمة علي نمط مدارس أثينا الفلسفية ، ويحدثنا المؤرخ سترابون (Starbo) الذي زار مصر في أوائل العصر الروماني بأنها كانت تقع في الحي الملكي وتشمل متنزهاً وبهواً للأعمدة وبناءاً كبيراً به قاعة للاجتماعات ، وكان هذه الدار مواردها المالية الخاصة ويشرف عليها رئيس كان يعينه الملك طوال عصر البطالمة ويمكن تشبيه نظام الدار بنظام الجامعات في عصرنا الحديث إلا أن علماء دار الحكمة كانوا غير مكلفين بإلقاء محاضرات بل كانوا متفرغين لدراستهم وأبحاثهم لتسابق ملوك البطالمة في جمع نفائس الكتب من كل مكان وبلك الوسائل حتى أصبحت مكتبة الإسكندرية أكبر وأغنى المكتبات في ذلك الوقت إذ كانت تحوي ما لا يقل عن نصف مليون مجلد ووفد إلى الإسكندرية، بفضل تعضيد الملوك، كثيرون من الفلاسفة وغيرهم من علماء الطبيعة والجغرافية والفلك والرياضة والطب وذلك بغية البحث والدراسة. وذاع صيت الإسكندرية حتى أصبحت قبلة أنظار العلماء من كل مكان وبقيت دار الحكمة والمكتبة كعبة للباحثين إلى أن أحرق الإمبراطور أوريليان عام 272م الحي الذي كانت فيه فدمر جانب كبير منهما واضطر العلماء إلى الانتقال إلى المكتبة الصغرى بالسرابيوم، مركز عبادة سرابيس (منطقة عمود السواري الآن) ورحل البعض الأخر عن البلاد. وكان للاضطرابات التي حدثت بالمدينة أثرها فقدت المكتبة أهميتها حتى اختفت من الوجود في القرن الرابع الميلادي. وبذلك يكون القائد عمرو بن العاص بريئاً من التهمة التي ألصقها به المؤرخ أبو الفرج الذي كتب بعد الفتح العربي لمصر بخمس قرون بتهمة بأنه هو الذي أحرق مكتبة الإسكندرية ، أما المكتبة الصغرى بالسرابيوم فقد كان ظهور المسيحية وانتشارها في القرن الرابع بمثابة الضربة القاضية لها، فقد دمر المعبد وأحرق بما فيه في ذلك الوقت.
على هذه الناحية بعد أن هزم فيها أولئك الذين تقدموا ضده مع أنطونيوس.
فنار (منارة) الإسكندرية

هي الأعجوبة الثالثة من عجائب الدنيا السبع القديمة شيد الفنار في الجزء الجنوبي الشرقي من جزيرة فاروس ،وذلك في عهد بطليموس الأول واستكمل في عهد بطليموس الثاني وكان الفنار يتكون من أربعة طوابق استخدمت في بنائها أنواع مختلفة من الأحجار منها الجيري والجرانيت والرخام كان الطابق الأول مربع الشكل ويصل ارتفاعه إلى 60 متر ويضم بداخله 300 حجرة مخصصة لسكني القائمين على أمر الفنار ولحفظ الأدوات والمعدات الخاصة بتشغيل الفنار.
أما الطابق الثاني فكان مثمن الأضلاع وكان ارتفاعه يصل لحوالي 30 متر أما الطابق الثالث فكان مستدير لشكل ويبلغ ارتفاعه حوالي 15 متر وكان الرابع يتكون من ثمانية أعمدة من الرخام والجرانيت تحمل قبة يعلوها تمثال من البرونز يصل ارتفاعه حوالي سبعة أمتار للإله "بوسايدون" إله البحار.
أما عن كيفية تشغيل الفنار لإرشاد السفن فكانت المرايا العاكسة الموجودة في الطابق الرابع كانت تستخدم لتعكس أشعة الشمس نهاراً والإضاءة الصناعية باستخدام الوقود وقد تعرض الفنار للعديد من الهزات الأرضية وجرى ترميمه عدة مرات وبقيت المنارة حتى الفتح العربي ، وتوالت عليها الكوارث حتى انهارت أخر القرن الرابع عشر الميلادي إثر زلزال عنيف وتناثرت حجارتها التي استخدمها السلطان قيتباي في بناء قلعته.
منطقة الرأس السوداء (تابوزيريس بارف) :

تقع هذه المنطقة الآن في نطاق منطقة المندرة التابعة لحي المنتزه وكانت تابوزيريس مدينة صغيرة حوالي 17 كم عن مدينة الإسكندرية حيث كانت تقام الأعياد الخاصة بالشباب السكندري خلال العصر الروماني في هذه المنطقة.
معبد الرأس السوداء :

كان يقع في منطقة فكتوريا يمين الخط الحديدي الممتد من الإسكندرية لأبي قير وهو معبد صغير من العصر الروماني وتاريخه يرجع لأوائل القرن الثاني وأوائل القرن الثالث الميلادي.
وقد كشف عن هذا المعبد عام 1936م أثناء رفع الرمال من هذه المنطقة ولقد اهتم المجلس الأعلى للآثار بهذا المعبد فقد تم ترميمه وإصلاحه ونقل الآن بجوار كلية الهندسة في منطقة باب شرقي وكانت هذه المنطقة المخصصة لعبادة أوزوريس وبدأ التفكير في نقله عام 1988 وقد صمم مكان المعبد الحديث على منطقة حتى يعطي نفس الإيحاء بالمعبد الروماني الذي يقف على مصطبة ويكون مؤمن ضد الزلازل.
تخطيط المعبد:

يتكون مبنى المعبد من سلم يؤدي إلى بهوية أربعة أعمدة من الرخام الأبيض الناصع وهذه الأعمدة على الطراز الأيوني الذي ساد في شرق اليونان ويتوسط هذه الأعمدة قدم جميلة الصنع من الرخام فوق قاعدة طويلة من الرخام أيضاً وهي محفوظة الآن في المتحف اليوناني الروماني ، وكما سبق القول أن هذا المعبد ذو طراز خاص وغير مألوف ، حيث يبدو من حمه الصغير أنه معبد خاصة مكون من طابقين وقد صمم على أن يكون الطابق السفلى منه للعبادة وإقامة الشعائر الإلهية والعلوي الذي يقع شمال المعبد كان مخصص لسكني الكهنة القائمين على خدمة هذا المعبد.
وبما أن هذا المعبد روماني فقد بني على أرضية مرتفعة يمكن الوصول إليها عن طريق عشر درجات سلم من الجهة الأمامية للمعبد فقط وهذه الدرجات مبنية بعرض واجهة المبنى بالكامل وبعد اجتياز الأربعة الأعمدة بنيت أطراز في المدخل يصل الزائر إلى الحجرة الرئيسية للمعبد وهي مربعة الشكل ويمكن الوصول إلى هذه الحجرة الرئيسية أيضاً من طريق سلم ثانوي جانبي في الحائط الشرقي ، ولكن أعتقد أن هذا السلم كان مخصص لدخول الكهنة فقط. أما الحائط الشمالي لهذه الحجرة والذي يقابل واجهة الدهليز فتمثله مصطبة كبيرة بنيت من الحجر الجيري ووضعت عليه خمس تماثيل من الرخام الأبيض دقيق الصنع لآلهة المعبد وهي مرتبة من الشرق إلى الغرب على النحو التالي:
تمثال إيزيس ثم تمثالان لأوزوريس كانوب ثم تمثال هرمانوبيس ثم أخر تمثال لحربوقراط وأمام المصطبة وجد م*** صغير اكتشف بالقرب من تمثالان لأبي الهول ووجود هذان التمثالان كفاية عن حمايتها للمعبد من أي خطر ق يتعرض له.
أم الجزء السكني من المعبد وهو الطابق العلوي فقد بقيت منه حجرتان متهدمتان بعض الشيء تقعان في صف واحد مع المعبد ويعرضه. وهاتان الحجرتان متشابهتان في طريقة بنائهما مع بناء الطابق السفلي مما يدل على أنها من نفس عصر المعبد. وللأسف قد اختفى الطابق العلوي للأجزاء المكملة في الجانب الشرقي، كما تهدم كل الجانب الجنوبي من الحجرة التي تلو الحجرة الرئيسية للمعبد.
ونظراً لحاجة الطقوس الدينية والشعائر إلى بعض المياه فضلاً عن حاجة من يسكن في الطابق العلوي للمياه فقد اكتشفت بقايا قناة وإناءين من الفخار للمياه كما وجدت بقايا السلم أخر ما يبدو من بنيانه أنه أضيف في عصر لاحق للمبنى.
لذلك أنه من المرجح أن البناء كله معبد خاص أقامه أوزوريس للإلهة إيزيس اعترافاً منه بفضلها عليه في شفائه من الحادث الذي تعرض له وأصيب منه قدمه والسبب في ذلك أنه فعل هذا النوع من النذور "أقدم" لا يودع في المعابد العامة أبعد من الممر الأوسط لمدخل المعبد وذلك طبقاً لرأي الفخراني.
تاريخ المعبد:

من خلال مكتشفات المعبد التي شملت الخمسة تماثيل التي تمثل الإلهة إيزيس وحربوقراط وهرمانوبيس نلاحظ أن هذه التماثيل تجمع بين العناصر الفرعونية والعناصر اليونانية والرومانية.
العناصر الفرعونية:

- الإلهة إيزيس متوحب بالريشة المزدوجة وبجوارها التمساح.
- تكشف الإلهة إيزيس عن ثديها إشارة إلى إحدى وظائفها كالحق للأمومة.
- تمثال حربوقرط يحمل أثار ألوان أسوة بما كان متبعاً في فن النحت الفرعوني.
- وضع حربوقراط بإصبعه في الفم.
- يعلو رأس هرمانوبيس تاج أشبه بالسلة.
- ظهور الآواني الكانوبية على شكل أوزوريس .
- يظهر على تمثال لأوزوريس قرص الشمس المجنح بين ثعابين.
- في إحدى تماثيل أوزوريس تظهر المعبودتان إيزيس ونفتيس محمولتين على جناحي العجل.
- يرتدي الإله أوزوريس غطاء الرأس الفرعوني ويظهر حورس مرتدي تاج الوجهين القبلي والبحري على معبد صغير نحت على صدر أوزوريس.
العناصر اليونانية الرومانية:

1- طراز الأعمدة اليونانية في المعبد فهي على الطراز الأيوني .
2- صنع تمثال إيزيس على طراز ساد في تصوير هذه الإلهة منذ العصر البطلمي.
3- معالجة ثنيات الرداء والوقفة وكذلك ملامح الوجه والشعر في تمثال إيزيس.
4- يحمل تمثال حربوقراط الطابع السكندري في النحت الذي اشتهر منذ عصر البطالمة.
- وقفة الإلهة حربوقراط ذات الإنحناءة قليلاً هي من أهم سمات الفن السكندري المتأثر.
- حفر الإنسان العين في تمثال هرمانوبيس هي من أهم ملامح فن النحت في عصر هادريان والعصر الأنطونيين.
وعلى ذلك نستطيع القول بأن المعبد لابد وأنه بني الفترة من عصرها دربان (117 – 138م) وحتى بادية العصر الأنطونيين أي أنه يؤرخ في منتصف القرن الثاني الميلادي.
"الآثار الغارقة والمنتشلة من الميناء الشرقية"

كان أول من تحدث عن وجود آثار غارقة في منطقة قلعة قيتباي الغواص المصري الراحل "كامل أبو السعادات" في عام 1961م . حيث ذكر في تقرير له قدمه للمتحف اليوناني الروماني أنه شاهد أثناء قيامه بالغوص في هذه المنطقة العديد من التماثيل والكتل الحجرية الغارقة وأنه قام برسم تحديد مواقع بعض تلك القطع وعلى هذا الأساس فقد قام بعض الغواصين من القوات البحرية المصرية في عام 1963م بانتشال تمثال ضخم من الجرانيت لسيدة بطول 8 متر ووزن 25 طن وهو المجود حالياً بالمتحف البحري والذي كن نعتقد أنه تمثال لإلهة المصرية إيزيس إلا أنه الأرجح تمثال لزوجة أحد البطالمة (بطليموس الثاني) مصورة على هيئة إيزيس.
ومنذ ذلك التاريخ تمت محاولات قليلة من مثل بعض الآثاريين لاكتشاف المزيد حول هذا الموقع مثلما حدث في عام 1968م ، حين قامت العالمة الإنجليزية أونر فروست بمصاحبة كامل أبو السعادات بالغوص في المنطقة وتسجيل 17 قطعة من الجرانيت ما بين تماثيل أبي الهول وبعض الأعمدة والقواعد ولكن الأمر لم يعتد مجرد التسجيل والوصف المبسط. وهذه القطعة هي بعض بقايا فنار الإسكندرية وبقايا بعض المباني الأخرى التي كانت قائمة في تلك المنطقة مثل تمثال الضخم الذي انتشاله من الموقع في 6 أكتوبر 1995م. وهو لأحد ملوك البطالمة الذي يرجع أنه كان قائم في مكان بارز حول منارة فاروس ويظهر بطليموس في هذا التمثال يرتدي ملابس الفرعون ،وعلى رأسه التاج الذي يرمز لشمال مصر وصعيدها ويظهر تحته تاج ولي عهد اليونان أي المقدونيين. وبعض القطع المصرية مثل أجزاء المسلات وأبي الهول التي ترجع إلى فترات زمنية متفاوتة من عهد سيزوستريس الثالث إلى عهد أبسماتيك الثالث وبعض هذه القطع كان قائم في هذه المنطقة بالفعل والبعض الأخر ربما نقله بعض ملوك البطالمة في منطقة هليوبوليس لتزيين الموقع حول المنارة.
أما تلك القطع المنتشلة عددها 35 قطع فتعتبر من أفضل القطع التي عثر عليها من حيث حالتها والتي أمكن معالجتها وترميمها في معمل الترميم في منطقة المسرح الروماني وما زال بالموقع العديد من القطع التي قامت البعثة بتحميلها جميعاً بدقة. والتي سوف تفيدنا كثيراً في المزيد حول منارة الإسكندرية الشهيرة وعن بقايا بعض المباني الأخرى التي كانت قائمة في تلك المنطقة. وتتفاوت تواريخ تلك القطع ما بين يونانية بطلمية الطابع مثل التمثال الضخم الذي تم انتشله من أو التمثال الأخر فهو لأحد كهنة أوزرويس. وقد اكتشفت البعثة الفرنسية بقيادة فرانك جوديو تمثال فريداً من نوعه يمثل أبو الهول برأس الصقر حورس . وهو من الموضوعات النادرة التصوير في الفن المصري عامة ، وفي الفن البطلمي خاصة. وتوصل البعثات الفرنسية أعمالها حالياً في منطقة الميناء الشرقي بقيادة أمبرير وجوديو. هذا وقد أقيم معرض في باريس مارس 1998 اختص بعرض القطع المنتشلة من قاع الميناء الشرقي بالإسكندرية تحت اسم معرض "مجد الإسكندرية" وهذا المعرض عكس لأول مرة أمجاد هذه المدينة التي كانت بمثابة منارة ثقافية وأدبية وفنية للعالم على مر العصور، وقد أقيم هذا المعرض في القصر الصغير بباريس. ويعتبر هذا المعرض أول معرض دولي خارجي يسلط الأضواء على المكتشفات الحديثة بمدينة الإسكندرية.
وفي 3 يونيو عام 2000م أعلنت الإدارة العامة للآثار الغارقة بالإسكندرية والتابعة للمجلس الأعلى للآثار عن اكتشاف جديدة في أعماق المياه في خليج أبي قير ، حيث عثر على مدنيتي مينوتيس ومدينة هيراكليون وقد تم استخراج بعض القطع الأثرية من هاتين المدنيتين اللتين ترجعان إلى العصرين اليوناني والروماني. ومازالت أعمال التنقيب تحت الماء جارية حتى تكتمل الصورة عند علماء الآثار ، ومن ثم نستطيع أن نتحدث في وقت لاحقة عن هذه الاكتشافات الحديثة.
__________________