(7)
عدت إلى المنزل و أنا أحمل أثقال العالم فوق كتفى ، كيف ينهار الحلم فى لحظات وماذا سأفعل الآن ؟
هل أغلق الموضوع ؟ وأكتفى بما حدث لى ؟
هذا الأختيار صعب جدا فتراجعى الآن معناه أن هناك ما أخاف منه وستكون فضيحتى أمام الزملاء – بفضل ذلك الصديق اللعين – فضيحة مدوية وسيفسر التراجع على أنه إقرار بعدم قدرتى على زواج جديد
هل استمر ؟ ولكن هذا رضوخ واضح لأمرأة ستصبح زوجتى ؟ كيف ستتعامل معى بعد ذلك ؟ وكيف يصبح موقفى عندما تبتسم وتغمز بعينها لصويحباتها وهى تريهم نتيجة الأختبارات مثلا
يا للورطه ويالها من داهيه
فتحت دولابى فرايت بدلتى الجديدة وربطة عنقى الفاحشتى الغلاء والتفت فرايت قصة شعرى الحديثة فى المرآة وأخذت أقلب كفى على ما أنفقت فيها
لم أنم ليلتى و الافكار تتقاذفنى يمنة ويسرة والخيالات السوداء تتراقص أمامى عن مستقبل حياتى
فى الصباح كنت قد حزمت أمرى وقررت الأتصال بمعذبتى الشهرزاديه ، على أجد مخرجا من ورطتى
جاءنى صوتها الرخيم
...... الووووووو
...... السلام عليكم
...... وعليكم السلام
....... أيوه ياكتوره إزيك
....... الحمد لله وانت ازيك كويس النهارده
أحسست فى نبرتها رنة ساخرة فتوترت أعصابى وقلت
...... كويس النهارده وكل يوم أنا زى الفل
...... طيب الحمد لله
...... بس أنا زعلان شويه
...... ليه
...... يعنى كان يصح برضه الكلام اللى قولتيه عنى لأم صلاح ، ده كلام، برضه ، بعدين أنا أعصابى زى الحديد
...... هههههه
....... بتضحكى على ايه حضرتك
....... طيب وانت متضايق ليه ، دى فحصوات للأطمئنان بس ، ليه الرجال بيأخذوا الأمور دى بحساسية وبيعتبروها إهانه لكرامتهم
...... ايوه بس أنا عارف نفسى ، بعدين يعنى مش معقول يكون معيار الزواج مجرد فحص اللى يعديه يتجوز
...... يا سلام عليكم يا رجاله ، عايزين ست حلوه وفيها كل المواصفات اللى انتو عايزينها ولو فيها حاجه مش على مزاجكم ترموها وتدوروا على غيرها ، لكن أما الست تبص ليكم وتعاملكم بالمثل تقولوا عليها ست مش مؤدبه ، وتطلبوا منها تقبلكم بكل النواقص اللى فيكم
...... نواقص !!!!!
...... أيوه وانا مش حتراجع عن طلبى و أظن من حقى أنى أتأكد من الحاجه اللى حتسعدنى وعن إذنك علشان أنا عندى شغل
وأغلقت الخط
( الحاجه اللى حتسعدها ) !!!!!!!
من اين سقطت على هذه المرأة ، آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ما أجملك يا زوجتى الغالية ، ما أكملك و أعقلك ، ما أعظم حيائك وحنانك
عدت إلى منزلى مبكرا فلم تكن بى رغبة فى العمل و أحسست أننى أريد أن أكون قريبا من زوجتى
دخلت المنزل وانا اتنحنح والقى السلام
خرجت من المطبخ مسرعة و اقبلت فى ثوبها الزيتى اللون ذو الأحد عشر ربيعا - فهو من هدايا والدتها فى بداية الزواج – ووجها ينطق بالقلق
...... خير حصل إيه ، جاى بدرى ليه
قلت وعيناى تفبضان وجدا وشوقا وهياما
..... أبدا يا حبيبتى ، بس حسيت أنى نفسى أكون معاكى
..... ياه من إمته يعنى
..... ما تسيبى اللى فى إيدك وتيجى نقعد مع بعض وفرصه الأولاد فى المدرسه
..... نقعد مع بعض !!! طيب ومين اللى حيخلى الفراخ اللى ولادك حيكلوها على الغدا
أقتربت لأربت على كتفيها ولكنها قالت
..... حاسب أيديه زفره من الفراخ ، بعدين انا مش قلتلك ما تدخلش بالجزمه وتمشى على السجاد
( آآآآآآآآآآآآآآآه يا زوجتى الغاليه ما أروع رومانسيتك )
(يتبع )
|