عرض مشاركة واحدة
  #42  
قديم 03-07-2009, 08:37 PM
الصورة الرمزية بنت دمنهور
بنت دمنهور بنت دمنهور غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
العمر: 33
المشاركات: 1,974
معدل تقييم المستوى: 19
بنت دمنهور is on a distinguished road
افتراضي





( 15 )
أسامة بن زيد

الحب بن الحب...
هكذا كان يسميه الصحابة رضى الله عنهم أجمعين ....




بطل قصتنا اليوم صحابى جليل انتقل النبى صلى الله عليه و سلم الى جوار ربه و عمره بعد لا يزيد عن سبعة عشر عاما , مات النبى صلى الله عليه و سلم و هو يحبه و يحب أبيه الذى قضى نحبه شهيدا فى حياة النبى صلى الله عليه و سلم وربما كان آخر اسم من أسماء الصحابه تطق به النبى صلى الله عليه و سلم ساعة وفاته حيث كان يوصى أصحابه فيقول :
" أنفذوا بعث أسامة "

نعم انه أسامة بن زيد بن حارثه حب رسول الله و ابن حبه و لعله آخر من دعا له النبى صلى الله عليه و سلم فقد دخل على النبى صلى الله عليه و سلم فى مرضه الذى مات فيه و النبى صلى الله عليه و سلم لا يستطيع أن يتكلم فهوى أسامة فقبله و رسول الله برفع يده الى السماء ثم يصبها على أسامة فعرف انه كان يدعو له .

ولد هذا الصحابى فى السنه السابعه من البعثة النبوية الشريفة فكان بارقة أمل و اشراقة سعادة للنبى صلى الله عليه و سلم فى هذا الوقت العصيب على المؤمنين فبمولده فى هذا الوقت بدأ حياته مسلما فلم يحيا يوما على غير لا اله الا الله أما أمه فهى أم أيمن حاضنة النبى صلى الله عليه و سلم و التى قال عنها النبى صلى الله عليه و سلم :
" هى أمة بعد أمى , و بقية أهل بيتى "

و أما أبوه فزيد بن حارثة حبيب رسول الله و الذى كان مملوكا لأم المؤمنين خديجة بنت خويلد فأهدته الى النبى صلى الله عليه و سلم و لما جاء أهله ليفتدوه من الرق فخيره النبى صلى الله عليه و سلم بين أن يعود مع أهله أو يبقى معه , فأختار أن يبقى مع النبى صلى الله عليه و سلم و ذلك قبل البعثة لما رآه زيد من كريم خلق النبى صلى الله عليه و سلم فأحبه النبى صلى الله عليه و سلم و أخذ بيده الى البيت العتيق و قال : أشهدكم يا معشر قريش أن زيدا ولدى يرثنى و أرثه و هكذا دعى ب ( زيد بن محمد ) حتى أبطل الأسلام عادة التبنى فعاد الى اسمه الأول زيد بن حارثة لهذا أحب النبى صلى الله عليه و سلم زيدا و أحب ابنه أسامة و كثيرا ما كان يضع أسامة على احدى فخذيه و الحسن بن على سبطه على الاخرى و يداعبهما .




المجاهد الصغير :

و على صغر عمر هذا الصحابى فقد شهد المعارك و الغزوات مع النبى صلى الله عليه و سلم و برغم أن النبى صلى الله عليه و سلم رده يوم أحد لصغره الا انه يوم الخندق أخذ يتطاول و يشد من قامته حتى رق له النبى صلى الله عليه و سلم و أجازه فحمل السيف مجاهدا فى سبيل الله و فى يوم حنين حين انهزم المسلمون ثبت أسامة مع العباس عم النبى صلى الله عليه و سلم فحولت هذه الفئه القليلة الهزيمة الى نصر للمسلمين و يوم مؤتة انضوى أسامة تحت لواء أبيه و شاهد بعينيه استشهاد أبيه و من بعده جعفر بن أبى طالب ثم عبد الله بن رواحة و شاهد كيف حول خالد بن الوليد الدفة لمصلحة المسلمين و عاد بهم الى المدينة .



القائد الصغير :

و قبل أن يلحق النبى صلى الله عليه و سلم بالرفيق الأعلى عبأ جيشا لغزو الروم و جعل فبه أبابكر و عمر و سعد بن أبى وقاص و أبا عبيدة بن الجراح و غيرهم من عظماء القادة و أمر على الجيش أسامة بن زيد و هو بعد ابن السابعة عشر و لكن المرض اشتد على النبى صلى الله عليه و سلم فانتظر أسامة ليعرف ما يكون من أمر النبى صلى الله عليه و سلم و لكن النبى صلى الله عليه و سلم اختار جوار ربه و آثره على الخلود فى الدنيا و ما فيها .... فمن هو هذا الفتى الذى يختاره النبى صلى الله عليه و سلم لقيادة جيش من الصحابة تعدى الثلاثين ألف صحابى ؟



ان أفضل ما نعرف به هذا الصحابى الجليل هو هذا الموقف :
أسامة فى ميزان الفاروق :
عندما جلس أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يقسم أموال بيت مال المسلمين و جاء دور ابنه عبد الله بن عمر فأعطاه عمر نصيبه ثم جاء دور أسامة بن زبد فأعطاه عمر ضعف ما أعطى ولده عبد الله !
وهكذا كان عمر يعطى الناس وفق فضلهم و بلائهم فى الاسلام فخشى عبد الله بن عمر أن بكون مكانه فى الأسلام متأخرا و هو الذى يرجو بطاعته و جهاده و بزهده و ورعه أن يكون عند الله من السابقين ..عندئذ سأل أباه قائلا :
"لقد فضلت على أسامة وقد شهدت مع رسول الله ما لم يشهد ؟ ".
فاجابه عمر :
"اسامه كان احب الى رسول الله صلى الله عليه و سلم منك وابوه كان احب الى رسول الله صلي الله عليه و سلم من أبيك و أمه هى أم أيمن مولاة رسول الله صلى الله عليه و سلم و حاضنته "



في مدرسة الحبيب :

في حياة هذا الصحابي موقفين تعلم منها الكثير
قبل وفاة الرسول بعامين بعثه صلي الله عليه و سلم أميرا على سرية خرجت للقاء بعض المشركبن الذين يناوئون الاسلام و المسلمين .... و كانت تلك أول امارة يتولاها أسامة ... و لقد أحرز فى مهمته النجاح و الفوز و سبقته أنباء فوزه الى النبى صلى الله عليه و سلم ففرح بها و سر و لنستمع الى أسامة يروى لنا بقية النيأ يقول .. فأتيت النبى صلى الله عليه و سلم و قد أتاه البشير بالفتح فاذا هو متهلل وجهه ..فأدنانى منه .. ثم قال : حدثنى ..فجعلت أحدثه ..و ذكرت أنه لما انهزم القوم أدركت رجلا , , و أهويت اليه بالرمح فقال : لا اله الا الله فطعنته و قتلته فتغير وجه النبى صلى الله عليه و سلم و قال :
" ويحك يا أسامة , فكيف لك بلا اله الا الله ؟ ويحك يا أسامة فكيف لك بلا اله الا الله ؟ .. "
فلم يزل يرددها على حتى لوددت أنى انسلخت من كل عمل عملته و استقبلت الاسلام يومئذ من جديد فلا و الله لا أقاتل أحدا قال لا اله الا الله بعدما سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم .
هذا هو الدرس العظيم الذى وعاه جيدا أسامة الحبيب منذ سمعه من النبى صلى الله عليه و سلم الى أن رحل عن الدنيا راضيا مرضيا , و انه لدرس بليغ .



والدرس الثانى أنه لما سرقت المرأة المخزومبة ذات الحسب و الشرف فى المدينة و أراد النبى صلى الله عليه و سلم أن بنفذ فيها حد الله و يقطع يدها , قال الناس : من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم , فقالوا : ليس هناك أحد يجرؤ على ذلك غير الحب بن الحب أسامة ين زيد فلما هم أسامة رضى الله عنه أن يكلم النبى صلى الله عليه و سلم ظهر الغضب على وجه النبى صلى الله عليه و سلم و قال : " أتشفع فى حد من حدود الله " ثم قام خطيبا فى الناس فقال : " انما أهلك من كان قبلكم أنهم كانوا اذا سرق فيهم الغنى تركوه و اذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد و الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها "
و تعلم أسامة الدرس و أيقن أن الولاء لله و ليس لأحد غيره .


ظل أسامة بعد ذلك جنديا مخلصا فى صفوف المسلمين يقاتل معهم حتى لقى ربه فى زمن الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنهم أجمعين .



__________________

أجمل شي في الحياة حينما تكتشف وجود أناس قلوبهم مثل اللؤلؤ المكنون في الرقة واللمعان .. والصفاء والنقاء .. قلوبهم تحمل الحب والعطاء .. اللهم احفظهم واكرمهم واجمعنا بهم تحت ظلك يوم لا ظل إلا ظلك .. اللهم ياارب لا تحرمنا من وجودهم فى حياتنا
آمييييييييييين يا رب العالمين.

رد مع اقتباس