عرض مشاركة واحدة
  #33  
قديم 13-07-2006, 04:48 AM
اينشتاين اينشتاين غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2005
العمر: 36
المشاركات: 1,320
معدل تقييم المستوى: 0
اينشتاين is an unknown quantity at this point
افتراضي

الجزء التانى ( حوت يونس )


الجزء الثانى:

كان عندنا الحيتا ن كلها بتجمع نفسها فى يوم واحد فى موسم الحب فى الوقت اللى بيكون فيه البحر دافىء مثل قلوبنا !!! رومانسية عن حق مش زيكم بتوع كلام و خلاص !!
لا و شوفوا بنتجمع فين . فى البحور الدافئة . مش زيكم بتعملوا حاجات غريبة . تجمعوا بعضكم و تطلعوا على الصحرا . ده رومانسية إيه دى؟؟؟؟!!!
فى وقت الإحتفال ده كان من حق أى واحد فينا إنه يصارع سيد البحار و يقدر ساعتها لو انتصر عليه يعتلى عرشه .
كان موسم الحب لسة بدرى عليه , مقدرتش أستنى كتير , كنت مستنى أى فرصة قريبة أخلص فيها على سيد البحار ده ؛ أبى قارب فعلا على الموت و مكنتش عايزه يموت و فى نفسه حاجة , الحاجة دى انه يشوف ابنه يطول رقبته انشالله حتى مرة .
الفرصة جات من عند ربنا . خرجنا كلنا و كان بيتصدرنا طبعا كبيرنا ، و طاردتنا سفينة ، و قفت أراقب صاحبنا من بعيد ، لا حظت عليه الخوف ، حسيت إنه ممكن ينتهى فعلا لوحده من غير ما اتدخل ، ما زال الحوت يضرب بذيله زى العبيط و أنا واقف من بعيد مستنى ، لمحت بعينى شىء غريب يمسكه إنسان منكم يا بنى آدمين و الشىء الغريب ده رايح على أبويا
صرخت
جريت نحوه
ماذا أفعل؟
أريد أن أنتقم
و قتها راح الحوت الكبير " الله يجحمه مطرح ماراح" يطمن على أبويا !!
ساب المعركة و راح يطمن على أبويا!!!
و أقسم بالله لو كان كل قائد فى معركة ساب المعركة و راح يطمن على جريح كان زمان مصر دلوقتى .. ولا بلاش.!!
المهم أنا عايز أنتقم
عينى على أبويا
و دماغى فى السفينة
ماهى مكانتش أقوى من الجبل
و أنا تدربت على الجبل
جريت نحو السفينة
عينى على ابويا
كان يزرف دما
لونه يتحول الى ضوء ينير
جريت بكل تحفز و قوة و هى تقبل نحوى و عينى على أبويا
كان صوت الإرتطام عنيفا
إنشقت السفينة كما انشق الجبل الجليدى و راح كل من عليها يغطيه لون الموج الأزرق
عينى كل ده منزلتش من على ابويا
كان جنبه السيد الحوت الكبير مشكورا بيطمن عليه
ناديت عليه من بعيد : خليك مكانك ، انت طلعت حتة بربون صغير ، انا هنا الملك .
لا حظت فرحة و تحفز على وجه أبى
استدار صاحبنا الى و اتجه نحوى ، و كما علمنى أبى فإنى أستخدم رأسى و ذيلى عندما اصارع حوت مثلى و كما تعلمون فإن رأسى زى الحديد من ساعة موضوع الجبل .
مخدش الموضوع منى كتير
أضربه ضربة برأسى و أنظر لأبى
أبى يزرف دما
سيد البحار يتجه نحوى و اضربه ضربة أخرى
أبى ما زال يزرف دما
أضرب الحوت ضربة ثالثة
أبى بدأ يلفظ روحه
سيد البحار بدأ يستسلم
أبى مش قادر يتحرك
سيد البحار مش قادر يتحرك هو كمان
و يسقط
يسقط سيد البحار
و يسقط أبى
يسقطان هاويان قتيلان فى قاع المحيط
و من ساعتها و أنا سيد البحار و لكن مازلت شايل منكم يا بنى آدمين
جيتوا للأرض و خرجتونا منها و عايزين كمان تيجوا تطلعونا من البحر؟؟ اما بجاحة و الله!!!!!
لا تزالون لغزا فى عقلى حتى هذه اللحظة. كان نفسى أوصل لحل بس مقدرتش لحد ما جه يوم ,,,
كنت قاعد فى أعمق جزء فى المحيط ، الووكمان فى ودانى ، ضارب النظارة الشمس ، و قلت أقيل شوية . ملحقتش اسمع اول كوبليه ...
لقيت نفسى قايم رامى النظارة و شايل السماعات من ودانى ، حواسى كلها مشدودة ، طالع ناحية السطح ، حاولت أرجع معرفتش ، لقيت سفينة عن بعد ، قلت أروح امارس هوايتى معاها ، وصلت لها ، نسيت أنا رايح لها ليه أصلا ، وقع منها حاجة غريبة ، قربت منها : أهلا ، إنسان ؟ تعالا لحمو يا حبيبى!!!
معملتش حاجة غير انى فتحت فمى ، و تركت الباقى للامواج اللى زقته لداخلى .
هزتنى رعدة قوية و أنا اسمع صوتا و لا أرى أحدا ، الصوت مكانش من مكان محدد ، بس كان جاى من كل حتة فى جسمى و براه.
الصوت كان بيقول: لم نجعله لك رزقا. بل جعلناك له حرزا و مسكنا . خذه و لا تكسر له عظما. و لا تخدش له لحما. هو ايه ده بقى ؟ امال انا واكله أهزر معاه ؟
كان الصوت لأحد الملائكة .
مفهمتش حاجة ساعتها . مين اللى جوايا؟ ايه اللى و قعه فى البحر ؟
السفينة دى كانت جاية منين؟ ليه محطمتهاش؟
و بعدين راح فين الووكمان؟ ده انا جايبه من المنطقة الحرة من المطاربـ 400 جنيه .:هع: و النظارة فين؟ دى نظارة ريبان. يا خراب بيتك يا شكرى. ماهو انا اسمى شكرى. استسلمت لكل ده و نمت و بعد ما صحيت فكرت ان كل اللى حصل كان حلم .
قلت ألحق أروح أفطر سندوتشين قرش فى الانجاز بس لقيت نفسى مش عايز آكل ، معدتى قافلة . الظاهر انى عيان .
حسيت ساعتها ان اللى حصل مكانش حلم ، كان حقيقة بس لسة مش فاهمها.
اتجهت لله و دعيته و سألته
حسيت أنه جاى
عارفينه ؟ الملك الكريم
سألته : ايه اللى حصل امبارح ؟ و انا بلعت مين ؟
ـ ابتلعت ذا النون
ـ و مين ذو النون؟
ـ نبى وديع
ـ هل ألقى نفسه من على ظهر السفينة؟
ـ ساهم فكان من المضحدين
ـ التقمته دون ان اعرف انه نبى، لم اكن اعرف ان ابتلاعى له سيستدعى حضورك
ـ لم يجعله الله لك رزقا
ـ و لكنه فى جوفى ، انتهى الامر و صار لى رزقا
ـ لا ، هو فى جوفك و لكنه ليس رزقك
ـ لم ابتلعته إذن؟
ـ أنت له حرز و مسكن
ـ كيف يكون الوحش حرزا و مسكنا لنبى هو الوداعة؟
ـ أيها الحوت تأمل جسد الإنسان و هو أعظم منك وحشية، تأمل نفس الإنسان أو روحه هى نقاء و وداعة، تأمل كيف يعيش الإثنان معا ،
الجسد رداء للنفس ، و النفس لب الجسد ، و الجسد هو الوحش و النفس هى الوداعة .
ـ كيف تنجو النفس من الجسد؟
ـ كما تنجو الوداعة من الوحش
ـ كيف تنجو الوداعة من الوحش؟
ـ مثلما ينجو يونس من جوفك
ـ هى البيضا قبل الفرخة ولا الفر........أقصد كيف يخرج يونس من جوفى ؟
ـ ستعرف كل شىء، فقط تذكر أنك صورة لحوت، أنت وحش حقا و لكنك لست أعظم وحشية من جسد الإنسان .
تركت الملك و أنا مش فاهم أى حاجة . و لحد دلوقتى مش عارف فيه ايه؟ ، كل اللى انا حاسه انى عطفت على يونس و لأول مرة فى حياتى اعطف على إنسان ، حاولت اكرهه معرفتش، جبت الرقة دى كلها منين؟ اشمعنى انا اللى يحصل لى كدة؟ ما الحيتان كتير ولا انا اللى ابن الحوتة السودا؟ و بعدين فين الووكمان و النظارة؟؟!!
خفت على نفسى و انا بالرقة دى من ان الحيتان تاخد بالها ، و كنت براقب نظراتهم فأجدها مليئة بالخوف . الا طب مانا حلو اهو امال فيه ايه ؟ الله أعلم.
سيطر النبى على جوفى و تفكيرى معا .
فكرت بتحركاتى الكتيرة و باصطدامى بالصخور و بجوفى المطبق عليه ، فشعرت بمأساته و عطفت عليه اكتر.
ليس هناك حوت يبكى رقة و حياء
و مع ذلك بكيت
تجمع العرق على جبينى و بكيت
مع خوفى الشديد من ان يرانى أحد فتضعف هيبتى عنده
و لكنى بكيت
نسيت العداوة اللى بينى و بين الإنس و اتركز كل تفكيرى
كيف هو الآن؟؟؟؟
لَا إلَه إلًا أَنْتَ سُبْحَانَكْ إنٍى كُنْتُ مِنَ الظًالِمِينْالصوت ده ممرش عليا قبل كدة؟؟!!
لَا إلَه إلًا أَنْتَ سُبْحَانَكْ إنٍى كُنْتُ مِنَ الظًالِمِينْ

الصوت ده جاى منين؟
لَا إلَه إلًا أَنْتَ سُبْحَانَكْ إنٍى كُنْتُ مِنَ الظًالِمِينْ

بصيت حواليا يكون حد مستخبى ولا حاجة ملقتش!!!
لَا إلَه إلًا أَنْتَ سُبْحَانَكْ إنٍى كُنْتُ مِنَ الظًالِمِينْ ايه ده ؟ مصدر الصوت منين؟
لَا إلَه إلًا أَنْتَ سُبْحَانَكْ إنٍى كُنْتُ مِنَ الظًالِمِينْ

يا نهار ابيض . الصوت طالع منى . النبى بيدعى ربه
مع كل دعوة أشعر بنور يخرج من فمى ، هذا النور يضىء المحيط كله و لقيت ما حولى من شعاب و صخور فى خشوع غريب لا أقدر على وصفه.
النبى لا يزال يسبح و يدعى


لَا إلَه إلًا أَنْتَ سُبْحَانَكْ إنٍى كُنْتُ مِنَ الظًالِمِينْ

أقدر أعمل لك إيه عشان أساعدك؟النبى يفرد ربه بالألوهية و فى نفس الوقت يرمى نفسه بالظلم
طب هو عمل إيه؟ ..... لا إجابة ...... سكوت تام .......
الموج يرتفع و ينخفض.... التسبيح يرتفع و يرتفع.......
لا ينخفض .... لا يهدأ ..... لا يمل ..... لا يستريح.....
كنت خائفا جدا على يونس ، ماهو أمانة محملهالى الملك ، لازم أحافظ عليها ..
عصارة المعدة بدات تفرز . كدة ممكن أهضمه . حاولت بشتى الطرق انى أحافظ عليه و اوقف افراز العصارة ، لقيت الحل الوحيد انى أصوم عشان مفقدوش. و كنت كل شوية افتح فمى ليدخل منه الهواء ليونس حتى لا يختنق
شوفوا الطيبة و الاصالة؟؟؟!!!
كل ده و تسبيحه لا يتوقف . شوفتوا قد ايه الإيمان؟؟؟؟؟؟!!!!!
بدأت أضعف مع الصيام و حسوا الحيتان انى مريض و سألنى أحدهم فأجبته بأنه سر لا يجب الإفصاح عنه

حاولت أتكلم مع يونس , جايز يسمعنى : أيها النبى؟


لَا إلَه إلًا أَنْتَ سُبْحَانَكْ إنٍى كُنْتُ مِنَ الظًالِمِينْ

لَا إلَه إلًا أَنْتَ سُبْحَانَكْ إنٍى كُنْتُ مِنَ الظًالِمِينْ
قوللى طريقة أنجيك بيها

لَا إلَه إلًا أَنْتَ سُبْحَانَكْ إنٍى كُنْتُ مِنَ الظًالِمِينْ

مكانش سامعنى ، كان مشغول بالتسبيح .
جلست و رحت أسبح بطريقتى الخاصة.
و انعقد فى القاع مهرجان من الخلائق ، رفعت الرمال رؤوسها و سبحت ، اجتمعت الاسماك و راحت تسبح، جاءت الحيتان و الوحوش و راح كل واحد منهم يسبح بأسلوبه الذى علمه الله له.
كنت خايف جدا ... تعبان جدا .... جعان جدا.... مكالتش بقالى يومين ... المفروض انى آكل فى اليوم ميقلش عن الف كيلو سمك .... لكن لو كلت هقتل يونس .... لا ... فلتبق معدتى ساكنة ليعيش يونس ..... كنت عارف انى بكدة بقتل نفسى ... لكن عرفت بردو ان يونس مش هيعيش الا إذا قتلت نفسى .
يونس أصبح نفسا ثانية لى ... كيانى أصبح جسد ثانى ليونس ...و لا ينجو النفس إلا على حساب الجسد

لَا إلَه إلًا أَنْتَ سُبْحَانَكْ إنٍى كُنْتُ مِنَ الظًالِمِينْ

ما زال مستمرا .......
جه اليوم الثالث
عرفت انى قربت اموت . كل الدلائل بتقول كدة .. فمى مليان برائحة العنبر ... دم القوة يسحب من جسدى .... تقلصات معدتى تزيد .... تسبيحه يزيد ....
لَا إلَه إلًا أَنْتَ سُبْحَانَكْ إنٍى كُنْتُ مِنَ الظًالِمِينْ

كنت أطوف البحار جميعها قبل ان أرحل . .... القى بنظرة السلام الأخير على الجزر و الخلجان و الحيتان و الاسماك و الطحالب و الزبد و الملح .
توقفت عند جزيرة .... كنت بجد تعبان قوى .... تقلصات معدتى بتقطع فى معدتى ..... أسمع صوتا يجىء من كل مكان و لا يجىء من مكان محدد

" فَلَوْلَا أَنًهُ كَانَ مِنَ المُسَبحِينَ لَلَبِثَ فِى بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونْ"


فتحت فكى .. تباعدت أنيابى العاجية من الألم ... بدأت أفرغ ما فى جوفى .. أطلقت السجين من جوفى على الجزيرة...
عرفت السر قبل أن أموت ... و ما أقسى المعرفة !!!!
ما أعظم النفس البشرية الوديعة! و ما احقر هذا الجسد الوحشى !
هذا الجسد يتغلب على تلك النفس فى هذا الزمان عندكم ...
و لكن هل من مجيب؟!
على الماء أكتب
بالعنبر العطرى أكتب
تذوب الكلمات فى البحر
و تنطوى الصفحة الزرقاء على السر .. فأكتب
و ما من مجيب.. ما من مجيب .. ما من مجيب .. ما من مج.................

__________________
الحقيقة مش حقيقة فى اى شىء
رد مع اقتباس