الحلقة الثالثة
طير ابراهيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
(البقرة 160)
معنديش حاجة أقولها غير الحمد لله..!!!
الحمد لله من أول ماتولدت لحد ماموت..!!
النعم كتير..مش عارف أقول إيه ولا إيه..
أقولكم..ححكيلكم الحكاية ده..وانتوا حتعرفوا من نفسكم..وحتحسوا أد إيه..
ربنا عظيم..وكريم..وجميل..وأهم من ده..بيحبنى أد إيه!!1
مش قادر أمنع نفسى من الابتسام أعذرونى..
اسمعوا الحكاية..وانتوا تعرفوا ليه..
بنى آدمين ..مش كده؟؟؟ أهلا وسهلا..شرفتم منزلى المتواضع.أقصد عشى المتواضع..!
خدوا راحتكم على الآخر..
ناشا..يا ناشاااااااا...هاتى أكل للضيوف!!!
يالا يا جماعة...Help ur self
ادخلى جوة إنتى يا ناشا..عشان حارف إنك حتتكسفى من الحكاية ده.!!
شوفوا يا جماعة..
زى مانتوا شايفين..أنا طائر..حمامة..ذكر..
أحمد الله على أنه خلقنى طيرا..أنا مش عارف إزاى انتوا مستحملين المشى على الأرض..
والله لو جربتم الطيران..لفضلتم الانتحار من فوق أعلى بناية عندكم!!!!
لو شفتم من فوق الأرض عاملة إزاى؟؟الحقول شكلها إيه؟؟لو قربتم من السحاب...
أعتقد إن فيه حاجات كتير فى حياتكم حاتتغير..
بس فيه منكم ناس..حاسة بالأحاسيس ده
آه والله..أى إنسان فيكم فيه فى قلبوا حب لإنسان تانى..أكيد بيحس بالأحاسيس ده..
من غير حب يا إخوانى..حياتكم مالهاش لازمة..!!
مش حاطول عليكم..
إحنا بقه الحمام..نملك أسرار الحب كله..ومقسمينه صح..
ثلاثة أرباع الحب..لله خالقنا وموجدنا الذى أوجدنا من عدم..
نصف الربع الباقى..للهواء الذى نطير فيه..
ربع الربع الباقى للإنسان..فنطعمه لحمنا بدون ألم
وما يبقى..نحب به إناثنا وأبناءنا..
وصدقونى مش قليل..الباقى ده..كفيل بإنى أموت نفسى عشان خاطر ناشا..
آه صحيح ماقلتلكوش..ناشا ده تبقى مراتى!!!
وحديكم دليل إن الجزء البسيط من الحب ده..كفيل بإننا نموت فى سبيله..!!
بعد أمى ما ماتت..وحملوها أمام عينيى أبى..نكس رأسه فى الأرض ولم يقل شيئا!!
وفى اليوم الأول..مافتحش فمه..لا يطير ولا يأكل
وفى اليوم الثانى..رقد على بطنه..وهو يرفض الأكل والشرب والحركة
وفى اليوم الثالث..أخذ يتنهد وكأن هناك جبل على صدره
وفى فجر اليوم الرابع..دس منقاره فى جناحه..وانتقل إلى رحمة الله
شفتوا بقه أد إيه..إحنا بنحب؟؟
كنت ساعتها صغير مش فاهم حاجة..ولا مدرك لقيمة الحب فى حياتنا..
انتوا عارفين إن إحنا رمز للسلام بس..من ساعة ما حملت إحدى الحمائم غصن زيتون من الأرض لسفينة نوح بعد الطوفان الرهيب..
واحنا عندكم رمز للسلام..
بس اللى ماتعرفهوش..إن إحنا رمز للحب والوفاء والصدق والبعث!!!1
ومش أى حد يفهم قيمة البعث..ولا يقدرها..إلا إذا كان بيحب!!!صدقونى والله..
الحب هو الحاجة الوحيدة..التى تخرجك من رتابة الأيام ومللها..
إنت ممكن ماتحبش نفسك..فتكسل تعمل حاجات كتير..لكن لو بتحب حد..تعمل المستحيل عشانه..المستحيل
الحب ده اللى بيخاليك تصحى فى عز البرد تنزل الجامع تصلى الفجر!!
الحب ده بيخليك تحارب عشان مراتك اللى بتحبها وولادك اللى مالهمش غيرك..
الحب ده اللى بيخاليك توطى على إيد مامتك تبوسها وانت بتعيط..
الحب هو الذى جعله الخالق سببا لرحمته..وهو الأحد الصمد..يرحمنا لأنه يحبنا..
فهمتم با بشر؟؟
تعالى الله وتقدس اسمه
نكمل الحكاية..
كنا نعيش فى فناء بيت رجل مهيب..ماشاء الله عليه..أبيض الوجه واللحيه والشعر..
تعرفونه جيدا..
المسافر دائما إلى الله
خليل الله
إبراهيم...أطيب وأحن منه لم ترى عينى..!!!
كم أحبه..أول من أطفأت نار الحب فى قلبه..نار الدنيا عن جسده..
مش فاكرين لما رموه فى النار وهو عنده 14 سنة..ماذا أنقذه؟؟
حبه لله..وحب الله له..
ناشا
قلبى بيدق لما بفتكرها فى أى لحظة..حتى وهى بجوارى
أول مرة أشوفها..كانت مع صديقاتها..جايين فى رحلة من البلد المجاورة
انتوا عارفين إننا بنطبر فى جماعات كحمام..
لفت إنتباهى من وسط 100 أنثى..
كنت بيضاء ونحيلة..أعذروها هى تخنت دلوقتى من الجواز كالعادة..
كانت فى الهواء..أرق من ريشة صغيرة تحملها الرياح!!!
شفتها من بعيد..ماقدرتش أبعد عينى عنها..وقلبى أعطى الأمر لعقلى..وعقلى أعطى الأمر لأجنحتى..
وفثانية ..طرت وراها
ساعتين..وهى مش حاسة بحاجة..
قوى أنا ووسيم..كل زميلاتها..إنتبهوا إلى..بل وأعجبوا بى..ولكنها لم تفعل..
كنت حاتجنن..أنا مش عايز دول..أنا عايزها هى..
تابعت الطير خلفها..أرقبها من خلف الصخور وأغصان الأشجار..بدأت أجنحتى تؤلمنى..لست أدرى كيف تحتمل برقتها كل هذه الساعات من الطيران المتواصل؟؟!!
بدأت صديقاتها يقفن عن الطيران لالتقاط الأنفاس..وهى لأ
كله تعب..وهى لأ...
واصلت الطيران..عنيدة هى باين عليها!!
وبرقت الفكرة فى رأسى..
لا يوجد فرصة أفضل من هذه..نفضت التعب عن أجنحتى..
وانطلقت كالسهم خلفها...غابت خلف جبل..فزدت من سرعتى لألحق بها..
تجاوزت الجبل..ما هذا
أين هى؟؟
لا لايمكن..يجب أن أراها..يجب أن أتحدث معها..
مستحيل..مستحيل تكون تاهت منى..راحت فين؟؟
دى ماغابتش عن عينى غير يادوب دقيقة..راح......
إنت بتدور على حد؟؟؟
سمعت الصوت ده جى من إحدى النتوءات فى الجبل..
أجمل صوت سمعته فى حياتى..ولن تسمعوه إلا من حور الجنة إنشاء الله
إستدرت مشدوها..فوجدتها واقفة..حاطة جناحتها فى وسطها..وصدرها يعلوا ويهبط من التعب..وعلى منقارها ابتسامة خفيفة..وفى عينيها نظرة عتاب..
يا رب السماوات!!ما هذا الجمال؟!!
لم أقوى على الإجابة
فقالت بنفس الصوت الحنون..بيتهايألى إنك طاير ورايا بقالك 3 ساعات..وأعتقد أنه من حقى أعرف ليه؟؟
تمتمت وهمهمت بكلمات غير مفهومة..وكادت الدموع تتساقط من عينى من فرط الإنفعال والإحراج..
عادت لتقول..ألن تقول شيئا؟؟؟
وأخيرا..خرج منى صوت..ضعيف مخنوق..لا تستطيع تمييز أى شئ منه..وقلت..آسف
قالت بتعجب..ماذا؟؟لم أفهم شئ..!!
حاولت إيضاح صوتى أكثر وقلت.. آسف
بس واضح إن المرة ده كانت أسوأ من اللى فاتت عشان هى ضحكت وقالت..
مالك إنت بالع كلب ولا إيه؟؟؟!!
ابتسمت غصب عنى..وغرقت فى عرقى..وكررتها مرة أخرى..آسف..وانطلقت مبتعدا قبل ما الأمور تزيد سوءا..وأحتاج كفولة!!
ذهبت إلى بيتى فى فناء إبراهيم..وجلست أبكى وأبكى..لماذا؟؟.. لست أدرى!!
أخذت أنذكر كلامها..وصوتها..
إن الكلام يتساقط من فمها كإنشاد البلابل..كتسبيح الكروان
لا أستطيع أن أنسى..لم أعرف حتىإسمها..دانا خيبة قوى!!!
إسمى ناشا..
فعلا إسم جميل..ناش..!!!!!!!
ماهذا؟؟!!!!
يا إلهى..إنها هى..تقف على عتبت عشى الصغير..مبتسمة ابتسامة عذبة!!
لسانى وقف..مش قادر أفتح بقى..
خرج صوتها الحنون ليقول مرة أخرى..
تبعتك إلى هنا..لقيتك بتكلم نفسك وبتسأل عن إسمى..وكنت سايب باب العشة مفتوح..فأعذرنى ..دخلت عشان أجاوبك عن السؤال!!!
ترقرقت الدموع فى عينى..لا أحتمل كل هذا الجمال..وكل هذه العاطفة..
بيتهايألى قلبى حايقف!!!!!!
ظلت تتحدث..وأنا لا أصدر صوتا..وأخيرا لم أعد أحتمل
نظرت فى عينيها وقلت..تتجوزينى؟؟!!!
لمحت فى عينيها نظرة غريبة..مزيج من السعادة على الدهشة على التعجب..لم أفهم..ولكنها قالت ماذا؟؟؟
كررت..تتجوزينى؟؟
قالت بالسرعة ده؟؟
سألت..ولماذا البطء؟؟
قالت مش يمكن أكون مابحبكش؟؟أتجوزك إزاى؟؟
كررت مرة ثالثة ولم أعد اطيق..تتجوزينى
سألتنى فجأة..بتحبنى؟؟
معرفتش أرد..فكرت من أول وجديد..السؤال كان صعب فعلا....ماوصلتش غير للكلام ده..
قلتلها
معرفش..بس أنا حاسس إن نبع الحب والسلام اللى جه بيه أحد أجدادى وهو شايل غصن زيتون فى فمه..مفتوح فى قلبى..
حاسس إن كل زهزر الأرض..تتمايل على بعضها عشان تتعانق
حاسس إن السحاب بيجرى ورا بعضه من الفرحة..
حاسس إنى عايش فى حلم..
حاسس إن الجليد حايدوب من حرارة قلبى
حاسس إنى نفس أقولك الكلام اللى قلتهولك ده..
كده يبقى بحبك؟؟
إنتهيت من كلامى وظللت أنهج وقد غلبنى الإنفعال!!
ولأول مرة..ألمح فى عينيها الدموع..ونظرة سعادة لم أكن لأتخيلها
قالت وهى تقاوم دموعها..موافقة
سألتها مستغربا..موافقة على إيه؟؟
ابتسمت إبتسامة غيظ..وقالتلى موافقة نشرب شاى سوا..حاكون موافقة على إيه يابو العريف؟؟
تعالت ضحكاتنا سويا..وقلت لها..يجب أن نذهب إلى صاحب هذا البيت ليبارك زواجنا..فسنعيش هنا
قالت لماذا هنا؟؟
قلت لأنه البيت الوحيد الذى ينثر الحبوب للحمام..وينثر الطعام للنمل..ويفتح الباب للضيوف..]ذبح أسمن عجوله حين يزوره الملائكه فيحسبهم ضيوفا من البشر!!!!
وانطلقنا إلى إبراهيم..ووقفنا عند قدميه..وقبلناهما
مد يده الكريمة..وحملنا..ثم أطلقنا فى الهواء
كانت هذه أسعد لظة فى حياتى..لن تتكرر مرة اخرى أبدا
وجاء الليل..ونامت ناشا
وظللت مستيقظا..أصلى لله حمدا وشكرا..
ولأول مرة فى حياتى..أخاف الموت..أخاف الذبح..عايز أعيش كتير
أصبح الآن لحياتى معنى أخاف على تركه..يارب..لم أبدأ حبى بعد
غلبنى النعاس..نمت..
رأيت نفسى طائرا فرحا
أتسابق معها بين حبيبات السحاب..
نتمايل مع النسمات..ثم..
فجأة
يأتى سهم..يصيبنى فى قلبى..يأخذنى بعيدا..
تصرخ هى..وأنا لا أقوى على الكلام..!!
صوتها يبدوا بعيدا وهى تصرخ..ثم
أستيقظ..
أستيقظ مقبض النفس..حزين
ومرت الأيام..وأنجبت ناشا..عشنا أحمل أيامنا..
اخترنا لنفسينا شجرة تطل على بحيرة..نقف عندها نتأمل الغروب كل يوم..
كان حبنا يتضاعف يوميا..
يومها فقط بدأت أشعر بأبى..وعرفت لماذا مات بعد أمى..
لم يستطيع التحمل..
قلوبنا هشة نحن الحمام فعلا!!1
لم يكن هناك شئ يؤرقنى..سوى هذا الحلم الذى يطاردنى..نصحتنى ناشا بالذهاب إلى طبيب نفسى
ولكنى رفضت..
ومضت الأيام
كم كان خليل الله عابدا لله..
محبا له..كم كان يكثر من كلمة آه!!!
عرفنا عنه الكثير..كان كثيرا ما يختلى بنفسه
وفى إحدى خلواته..رفع يده متضرعا لله قائلا:
رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى
ثم صمت قليلا..ثم قال..
بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي
كنت لحظتها أجلس أمام العش..وناشا فى الداخل تطعم الصغار..
امتدت يد إبراهيم إلى..
لم أقاومه..فوجودى فى يده يكسبنى شعورا بالبهجة..لا أستطيع وصفه..
حملنى..وحمل فى اليد الأخر سكينا..
لم أفهم شيئا..
لمحت ثلاث طيور مذبوحة بطرف عينى..
مازلت لا أفهم..
لماذا تصرخ ناشا؟؟
السكين يمتد إلى عنقى..
صراخ ناشا يتزايد..
مش فاهم حاجة..إخترق السكين عنقى..
عجبا.. لا أشعر بألم..
إنطفأت الدنيا فى عينى للحظة..ثم أضاءت..
ها هو صوت خليل الله يدعونا..كان معى الثلاث طيور الأخرى..
انطلقنا..وارتمينا فى أحضانه..لكم يحبنا..ثم خر ساجدا باكيا
مازلت لا أفهم..
عدت إلى العش مسرعا..لأفهم من ناشا ماذا حدث؟
لم أجدها..
لقيت الصغار بيصرخوا من الجوع
عينى احمرت من الغضب..إزاى تسيب الصغار كده..لازم يكون قيه عقاب على الحركة ده عشان ماتتكررش تانى..
أنا عارف هى فين..ده وقت الغروب..غريبة..وقت الغروب جه فجأة كده ليه..ما علينا
طرت مسرعا إلى مكاننا المعهود..وجدتها واقفة على الشجرة..وقفت بجوارها..لم تشعر بى..
قلت لها غاضبا..فيه إيه يا ناشا..إزاى تسيبى الصغار كده؟؟
سمعت صوتها بيعيط..قالت..يا إلهى..يبدوا أنى سأجن..أسمع صوته فى أذنى؟؟
لم أفهم..ولم أحتمل بكاءها
أدرت وجهها نحوى بجناحى وسألتها..حبيبتى..مابك..إيه اللى حصل؟؟
أول ما شافتنى..تراجعت بعنف وصرخت..
مستحيل..
سألت مندهشا..إيه المستحيل؟؟
قالت وهى تبكى من فرط الإنفعال..يإلهى ..كيف..لكنك...
ثم ارتمت بين جناحى وهى تبكى
لا أستطيع أن أحتمل دموعها..سألتها ماذا حدث يا حبيبتى؟؟
قالت وهى تدفن وجهها فى صدرى.لقد رأيت إبراهيم وهو يذبحك أمام عينى..ثم وضع جثماك بعيدا
ماقدرتش أستحمل المنظر..
وزاد بكاءها
حاولت أحسب الأمور..حاولت أفتكر كل كلمة..اللى حصل ده ي إما صحيح..يا إما ناشا اتجننت
يا إلهى العظيم...تذكرت!!!!!!!
رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى
قالها إبراهيم..نعم قالها..نعم وضحت الأمور الآن..
كل ماحدث هو آية لإبراهيم لكى يطمئن قلبه..لا إله إلا الله..صرخت بها
أفاقت ناشا ورفعت رأسها وقالت..ماذا؟؟
شرحت لها كل شئ بالتفصيل..ما قاله إبراهيم..وما حدث..ووعينا ما حدث جيدا..
قالت..يا إلهى..إلى هذا الحد يحب الله إبراهيم؟؟
قلت..ويحبنا أيضا يا حبيبتى
نظرت فى عينى..وغابت الشمس..وعدنا إلى الصغار
ها..شفتم بقه أنا بحمد ربنا ليه؟؟
شفتم بقة ربنا بيحبنى أد إيه
يارب يا بنى الإنسان..تحب بعض..زيى أنا و ناشا كده
الحمد لله رب العالمين
وانتظروا الحلقة الرابعة مع ذئب يوسف
__________________
الحقيقة مش حقيقة فى اى شىء
|