سيدتي الفاضلة ، فتحت جرحا عميقا . انه مخطط منذ زمن ان تضيع هوية العلم و ان يسفه العلماء فدخل المهنة من ليس لها بأهل و تنافسها كل جشع فباعوها بأرخص الاثمان ، فصار الغش ( حداقة و مفهومية و خفة عين و قلم ) مثل باقي القيم المغلوطة مثل الرشوة (الاكرامية ) في كل المصالح . فالأساس مضروب و الاب و الام قد يكونا غشاشين بصيغة او اخري ، فلن يدعو ولي امر علي مدرس عنده من الضمير ما يكفي لمنع الغش الا اذا كان هذا الولي غشاشا . و الطالب تعود علي ان يأخذ كل شيئ بلا مقابل - يحضرني قول طالبة خفيفة الظل عندما اصررت علي منع الغش و اعطيت الطالبات محاضرة في عدم الغش فقالت يا استاذ من غشنا فليس منا - فباركت لها علي موقفها فأكملت بشكل كوميدي رائع و كأنه من افيهات جهابزة الكوميديا - ومن غششنا فهو منا و علينا - وضاعت المسألة . علينا ان نعود لأنفسنا و لديننا اولا فنصلح البيوت فيخرج منها طالب محترم و مدرس محترم فيخرج لنا اجيالا محترمة ...و كيف اكون عادلا و انا اري ابنا يلعن ابيه في احدي اللجان لآنه لم يكن مستشارا مثل والد فلان الذي يحظي بكل اسباب الغش من افواه المدرسين المعينين خصيصا حسب المادة باللجنة المجاورة ....هل رأيت مستشارا يرفع لواء العدل يستغل النفوذ ليحصل ابنه علي حق ليس له من بين ايدي ابناء الفقراء و الضعفاء ...انها سلطات تبتلع القيم التي يجب ان تحميها .....
|