(2) الجِنِرَال النَّحِيف المُخِيف
المولد والنشأة: وُلِد الجمسي بقرية البتانون بمحافظة المنوفية، يوم 9 سبتمبر عام 1921م، لأسرة ريفية تتكون من سبعة أشقاء، وكانت ميسورة الحال يعمل عَائِلُها في الأراضي الزراعية بمحافظة المنوفية، وكان الوحيد من بين أبناء أسرته الذي حصل على تعليم نظامي قبل أن تعرف مصرمجانية التعليم، أتم التعليم النظامي في مدرسة المساعي المشكورة بشبين الكوم بالمنوفية، وجاءته الفرصة على طبق من ذهب بعد أن أكمل تعليمه الثانوي، حينما سَعَت حكومة مصطفى النحاس باشا الوَفدية لاحتواء مشاعر الوطنية المتأججة التي اجتاحت الشعب المصري في هذه الفترة؛ ففتحت لجميع الفئات والمستويات الالتحاق بالكلية الحربية.
حياته العسكرية: التحق الجمسي بالكلية الحربية وهو ابن 17 عامًا وتخرَّج منها عام 1939م، في سلاح المدرعات.
حرب أكتوبر 1973م: في هذا العام عندما اقترب موعد الهجوم لتحرير سيناء كان يرأس وقتها هيئة عمليات القوات المسلحة، وإلى جانب تخطيط تفاصيل العمليات للحرب، قامت هيئة عمليات القوات المسلحة برئاسته بإعداد دراسة عن أَنسب التوقيتات للقيام بالعملية الهجومية، حتى تُوضع أمام أنور السادات وحافظ الأسد لاختيار التوقيت المناسب للطرفين ... وتقوم الدِّراسة على دراسة الموقف العسكري للعدو وللقوات المصرية والسورية، وسميت تلك الدِّراسة بـــــ "كشكول الجمسي"، وتم اختيار يوم 6أكتوبر بناءًا على تلك الدِّراسة ... وقد عاش رئيس هيئة العمليات ساعات عَصِيبة حتى تحقَّق الانتصار، لكن أصعبها تلك التي تَلَت ما عُرف بـــــ "ثغرة الدفرسوار" التي نجحت القوات الصهيونية في اقتحامها، وأدَّت إلى خلاف بين الرئيس أنور السادات ورئيس أركانه وقتها الفريق سعد الدين الشاذلي، الذي تمت إقالته على إثرها ليتولى الجمسي رئاسة الأركان، فأعد على الفور خطة لمحاصرة وتدمير الثغرة وأسماها "شـامل"، إلاَّ أنها لم تُنفَّذ نتيجة صدور وقف إطلاق النار.
المفاوضات: اختاره السادات قائدًا للمفاوضات مع الإسرائيليين بعد الحرب، ورُقي وقتها إلى رتبة الفريق أول مع توليه منصب وزير الحربية عام 1974، وقائد عام للجبهات العربية الثلاث عام 1975؛ وكان من أَشرس القادة الذين جلسوا مع الإسرائيليين على مائدة المفاوضات، ولا يمكن أن ننسى بحال خروجه على الجنرال ياريف رئيس الوفد الإسرائيلي دون إلقاء التحية أو المصافحة! وبكل تجاهل جلس مترأسًا الوفد المصري مفاوضًا! كان ذلك في يناير1974، عندما أخبره كيسنجر بموافقة السادات على انسحاب أكثر من 1000 دبابة و70000 ألف جندي مصري من الضفة الشرقية لقناة السويس، فرفض الجمسي وسارع بالاتصال بالسادات الذي أكَّد موافقته؛ وكان صِدَام القرار الاستراتيجي والعسكري.
الأوسمة والأنواط : حصل الجمسي على 24 نوطًا وميدالية ووسامًا من مصر والدول العربية والأجنبية...مــنـــهــــــا:
وفــاتـــه: رحل سيادة المشير/ الجمسي في صمت بعد معاناة مع المرض لفترة؛ حيث فاضت روحه في 7 يونيو عام 2003،عن عمر يناهز 82 عامًا، عاش خلالها حياة حافلة؛ رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته.