بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   رمضان كريم (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=68)
-   -   الأعداء الثلاثة.. والأصدقاء الثلاثة وشهر رمضان (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=71248)

أحمد حافظ جلال 08-09-2008 11:35 PM

الأعداء الثلاثة.. والأصدقاء الثلاثة وشهر رمضان
 
الأعداء الثلاثة.. والأصدقاء الثلاثة وشهر رمضان

بقلم د.يحيى الجمل ٨/٩/٢٠٠٨
هل صحيح أن المجتمع المصري علي مستوي الأفراد وعلي مستوي الإدارة له أعداء ثلاثة لا يطيقهم ولا يقترب منهم وهؤلاء الأعداء الثلاثة هم: النظام والنظافة والإتقان؟
وهل صحيح أن المجتمع المصري علي مستوي الأفراد وعلي مستوي الإدارة له أصدقاء ثلاثة: العشوائية والإهمال وعدم إعمال العقل؟
يبدو أن ذلك صحيح في الحالتين.
والواقع هو الذي يقول ذلك وليس مجرد الكلام.
انظر حيث شئت ستري أننا نرفض النظام، حتي وإن فرض علينا فرضاً، ألا تري الناس ينتهزون الفرصة ليسيروا عكس الاتجاه وألا تراهم لا يحترمون إشارات المرور، وألا تراهم يتزاحمون علي أبواب الأوتوبيسات بل حتي في الطائرات يتدافعون كأن الطائرة ستقلع وتتركهم، أو كأنها ستقلع بهم بعد أن توقفت.
وألا تري أن كل أحد يريد أن يحصل علي ما ليس له، حتي إن أضر بغيره بل حتي بنفسه.
مكتبي يقع بالقرب من المجلس القومي للبحوث في منطقة الدقي، وهناك شارع يأتي من شارع التحرير بين المجلس القومي للبحوث ومجلس بحوث الإسكان، هذا الشارع تقف علي جانبيه مجموعات من السيارات في صفوف أربعة علي الأقل، ويبقي من الشارع ممر ضيق يسمح بالكاد لسيارتين في اتجاهين متقاربين ويحدث كثيراً أن تخرج سيارة عن مسارها لكي تسرع فإذا بها تقف في مواجهة سيارة أخري قادمة من الاتجاه المعاكس، وينتهي الأمر بتعطل الشارع كله لمدة قد تصل إلي ساعات نظراً لازدحام الشارع وضيقه، وهذا المنظر يتكرر في اليوم الواحد أكثر من مرة، وأظن أنني سرت في شوارع كثيرة من مدن العالم المتقدم والمتخلف، ولكن لم أر هذا المنظر قط إلا في القاهرة.
العداء بيننا وبين النظام عميق الجذور
أما النظافة فخذ أي شارع من شوارع المحروسة فستري في ركن منه أكواماً من «الزبالة» تنتظر من لن يزيحها قط حتي تتعفن، انظر إلي أسطح العمارات، منذ أيام ذهبت إلي المدينة الجامعية - علي الناحية الثانية من جامعة القاهرة - أقسم أن المنظر الذي رأيته شيء يدعو إلي الحزن، فلما سألت قالوا لي إنها أوراق التنسيق يلقي بها الطلبة علي الأرض.. والأرض كلها مفروشة بهذه الأوراق من أشكال وأحجام وألوان مختلفة.
لماذا كل هذا النفور من النظافة؟
أما انعدام الاتقان فحدث عنه ولا حرج، من الصغير إلي الكبير، لا أحد يريد أن يتقن عمله، استدع أي كهربائي أو سباك إلي منزلك ليصلح لك شيئاً وستري أنك سترسل بعده إلي واحد وواحد وآخر لأن أحداً منهم لم يتقن عمله.
وليس الأمر مقصوراً علي هؤلاء، بل خذ هذا الطبيب وذاك الطبيب، بل وانظر إلي أساتذة كثيرين في الجامعات، لا أحد يريد أن يتقن عمله، وكأن بيننا وبين الاتقان عداء.
صحيح هناك قلة قليلة تتمسك بأهداب النظام، وتحرص علي النظافة وعلي الإتقان، ولكن هذه القلة تشعر بالغربة في مجتمعها، بل إن الغالبية تنظر إليهم شذراً وكأنهم مخلوقات من عالم آخر.
أما أصدقاؤنا الثلاثة الآخرون الذين يلازموننا في سلوكنا وتصرفاتنا علي كل المستويات فأولهم الإهمال، الإهمال الذي يوشك أن يدمر مصر، الإهمال الذي يؤدي إلي تصادم القطارات بالسيارات في المزلقانات، الإهمال الذي يؤدي إلي حريق أماكن تاريخية تعتبر عند غيرنا ثروة يحافظ عليها.
لا أنسي يوماً من الأيام في عمارة قديمة في باريس بالقرب من حي الأوبرا وجدت «درابزين» سلالم العمارة، وعليه عبارة تشير إلي أنه أثري وتجدر المحافظة عليه واستعماله برفق، درابزين في عمارة وليس مبني البرلمان.
أما الصديق الآخر لنا فهو العشوائية، العشوائية التي تحيط بالقاهرة من كل ناحية وتحيط بحياتنا إحاطة السوار بالمعصم كما يقولون، كل قراراتنا توشك أن تكون عشوائية، نلغي سنة ثالثة، نعيد سنة رابعة، نقبل ألف طالب، ونرفض طلبة علمي، نقبل طلبة أدبي، بغير معيار وعلي غير هدي ولا كتاب منير.
وأظن أن العشوائية والبعد عن استعمال العقل هما صنوان لا يفترقان.
المنهج العلمي هو المنهج الذي يسود حياة الناس في الأمم المتحضرة، والمنهج العلمي هو الذي يقوم عليه التقدم ونحن في الأغلب الأعم من حياتنا نرفض المنهج العلمي.
وكيف تتفق العشوائية مع العلم، إنهما نقيضان لا يلتقيان.
***
أنا واثق أن هناك من بيننا من يحافظ علي النظام ويتبعه، وينفر من القذارة ويحرص علي النظافة، وأنا واثق أن من بيننا من لا يرضي بغير إتقان عمله إلي أبعد المدي.
كذلك فأنا أعرف أناساً يسلكون في حياتهم منهجاً علمياً صارماً لا يبغون عنه حولاً.
ولكن كم نسبة هؤلاء، لو أنهم وصلوا إلي نسبة واحد في المائة لكنت من السعداء.
وبمناسبة شهر رمضان الكريم ما مدي توافق هذا الشهر مع هؤلاء الأعداء وهؤلاء الأصدقاء.
أنا أعرف أن شهر رمضان هو شهر نسك وعبادة، ولكن شهر رمضان في المعني الإسلامي العميق أكثر من ذلك بكثير، شهر رمضان هو شهر قيم إسلامية عظيمة فهل يا تري تتفق هذه القيم مع هؤلاء الأعداء وهؤلاء الأصدقاء.
رمضان شهر يقوم علي احترام الوقت والالتزام الصارم بالنظام، إنك لا تأكل قبل لحظة معينة،ولا تأكل بعد لحظة معينة، هل هناك انضباط ونظام أكثر من ذلك.
أليست هذه دعوة للنظام الذي نعاديه، وأليست هذه دعوة لاحترام الوقت الذي لا نعرف له أي أهمية أو احترام؟
ونبي الإسلام يقول في الحديث الصحيح: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه» فهل يتفق ذلك مع هذا العداء النهجي في سلوكنا لكل صور الإتقان في كل المجالات.
وقس علي ذلك كل واحد من هؤلاء الأعداء وكل واحد من هؤلاء الأصدقاء.
ولا يوجد كتاب سماوي فيه دعوة لإعمال العقل واحترامه مثل القرآن الكريم.
الآيات التي تقول «أفلا تتفكرون»، «لعلكم تعقلون»، «قل سيروا في الأرض فانظرو»، «وفي أنفسكم أفلا تعقلون» كلها دعوة لإعمال العقل. كلها دعوة لإعمال المنهج العلمي في الحياة.
ليتنا نحاول أن نعرف جوهر ديننا ولا نكتفي بشكل الأمور، إذن لتغيرت أحوالنا كثيراً عما هي عليه الآن.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وكل عام وأنتم بخير.


mogym 09-09-2008 03:01 AM

عند حضرتك حق
للاسف معظم الناس كده
ربنا يهدينا جميعا
في رعاية الله

( لؤلؤة الإسلام ) 09-09-2008 04:51 AM

كلام حضرتك صح .. المشكلة في الضمير و البعد عن الدين ..
اللهم ردنا الى دينك ردا جميلا .. و الخير موجود اكيد ..

light of the mo0on 09-09-2008 03:15 PM

شكرا على الموضوع يمكن يصحى قلوب الناس


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:46 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.