![]() |
لا سكينة بلا إيمان
السلام عليكم ورحمة الله لا سكينة بلا إيمان : سكينة النفس هي الينبوع الأول للسعادة ،ولا شك في هذا ، ولكن كيف السبيل إليها إذا كانت شيئا لا يثمره الذكاء ولا العلم ولا الصحة والقوة ، ولا المال والغنى ، ولا الشهرة والجاه ، ولا غير ذلك من نعم الحياة المادية ؟ إننا نجيب مطمئنين : أن للسكينة مصدراً واحداً لا شريك له ، هو الإيمان بالله واليوم الآخر ، الإيمان الصادق العميق ، الذي لا يكدره شك ، ولا يفسده نفاق . هذا ما يشهد به الواقع الماثل ، وما أيده التاريخ الحافل ، وما يلمسه كل إنسان بصير منصف ، في نفسه وفيمن حوله . لقد علمتنا الحياة أن أكثر الناس قلقاً وضيقاً واضطراباً ، وشعوراً بالتفاهة والضياع هم المحرومون من نعمة الإيمان ، وبرد اليقين . إن حياتهم لا طعم لها ولا مذاق ، وإن حفلت باللذائذ والمرفهات ، لأنهم لا يدركون لها معنى ، ولا يعرفون لها هدفاً ، ولا يفقهون لها سرا ً، فكيف يظفرون مع هذا بسكينة نفس ، أو انشراح صدر ؟ إن هذه السكينة ثمرة من ثمار دوحة الإيمان ، وشجرة التوحيد الطيبة ، التي تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها . فهي نفحة من السماء ينزلها الله على قلوب المؤمنين من أهل الأرض ، ليثبتوا إذا اضطرب الناس ، ويرضوا إذا سخط الناس ، ويوقنوا إذا شك الناس ، ويصبروا إذا جزع الناس ، ويحلموا إذا طاش الناس هذه السكينة هي التي عمرت قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الهجرة ، فلم يعره هم ولا حزن ، ولم يستبد به خوف ولا وجل ، ولم يخالج صدره شك ولا قلق ، قال تعالى : (إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفورا ثاني اثنين، إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه: لا تحزن إن الله معنا) (التوبة : 40) 0 لقد غلبت على صاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه مشاعر الحزن والإشفاق ، لا على نفسه وحياته ، بل على الرسول عليه الصلاة والسلام ، وعلى مصير الرسالة ، حتى قال والأعداء محدقون بالغار : يا رسول الله ، لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا! فيقول الرسول مثبتاً فؤاده : ( يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما ) ؟!هذه السكينة روح من الله ، ونور، يسكن إليه الخائف ، ويطمئن عنده القلق ، ويتسلى به الحزين ، ويستروح به المتعب ، ويقوى به الضعيف ، ويهتدي به الحيران 0 هذه السكينة نافذة على الجنة يفتحها الله للمؤمنين من عباده : منها تهب عليهم نسماتها ، وتشرق عليهم أنوارها، ويفوح شذاها وعطرها ، ليذيقهم بعض ما قدموا من خير، ويريهم نموذجاً صغيراً لما ينتظرهم من نعيم، فينعموا من هذه النسمات بالروح والريحان، والسلام والأمان منقول |
|
جزاك الله خيرا
وجعله فى ميزان حسناتك |
شكراً لمرورك حنان
|
اقتباس:
شكراً ملك لمرورك |
|
اقتباس:
شكرا على مرورك |
بارك الله فيكم وجزاكم خيراً
|
اقتباس:
واياكم مثلة طالب الفردوس شكرا على مرورك |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 07:16 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.