بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   القسم الأدبى (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=28)
-   -   من واقع الحياة (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=253476)

المفكرة 03-10-2010 07:59 PM

من واقع الحياة
 
توزّع مجلة Reader's digest الأمريكية الشهيرة ملايين النسخ بعدة لغات شهرياً. بعض قصصها لفتت انتباهي فترجمتها و حررتها ، إليكم بعضها ، عسى أن تعود عليكم بفائدة و الله ولي التوفيق.
قصص من واقع الحياة:
1. ثلاث دقائق حرجة
جلس هيثر كلارك و الاستر ملقي يستريحان في المستشفي في نهاية يوم عمل استمر اثني عشر ساعة حيث يعملان أطباء بخدمة الاسعاف بالهيليكوبتر في إحدى المدن الإنجليزية. في هذا اليوم نزل الطبيبان بالطائرة في وسط شارع تجاري لنقل امرأة مصابة بجرح في الرأس في حادث سيارة. كما طارا لمساعدة صبي في الثامنة من عمره تحطمت ساقه في حادث اصطدام بشاحنة.
أثناء ذلك كان ستيفن نيلاند (22 عاماً) مارا مع أصدقائه أمام أحد المحلات , عندما طعنه رجل ضخم سكران في صدره بسكينة حادة.
اتصل أحدهم برقم الاسعاف 999 لإسعاف ستيفن. كانت الطائرة قد وُضـِعت في المهبط فاستخدم الطبيبان سيارة الإسعاف و حملا حقيبة وزنها 5 كجم ممتلئة بالمعدات الطبية.
حين وصل الطبيبان الي مكان الحادث, كان قد مر علي طعن ستيفن 21 دقيقة.
أدخل الطبيبان انبوبة في الوريد (وعاء دموي) لاعطائه سوائل لتعوض ما فقده أثناء النزيف. وضعت هيثر يدها علي عنق ستيفن لتتأكد من وجود نبض (دقات في شرايين الجسم تنتج عن ضخ القلب الدم فيها). كان النبض ضعيفاً و بالكاد كان الشاب يتنفس, جلده بدا أبيض و بارد. تفحصت هيثر العينان , انسان العين كان متسعاً دليل أنه لا يري شيئاً لأنه مات.
حقن ألاستير ستيفن بمخدر عام ثم أدخل انبوبة في القصبة الهوائية و وصلها بانبوبة اكسجين كي يتنفس منها .أدخلت هيثر مشرط و قطعت تحت الإبطين و شقت الجلد و العضلات و شاهدت الرئتين ممتلئتان بالهواء فأدركت أن الطعنة في القلب و ليس في الرئتين.
يحاط القلب بغشاء , و حين طُعـِن ستيفن خرج الدم من القلب و ملأ هذا الغشاء و عندها ضغط الدم علي القلب فتوقف عن الخفقان. بقي لستيفن حوالي 3 دقائق بعد توقف قلبه قبل أن يبدأ مخه في الوفاة لانعدام الأكسجين.
قرر الطبيبان فتح صدره تماماً لإجراء جراحة عاجلة له علي ناصية الطريق وسط جمع من المتفرجين. قطعت هيثر عظام القفص الصدري و فتحته بطول 20 سم مثل أصداف البحر.كان القلب محاط بجلطة ضخمة و نصف لتر من الدم بداخل غشاء القلب. قطعت الغشاء بمقص جراحي فخرجت الجلطة و انسكب الدم علي الآرض. أمسكت هيثر بالقلب بيدها اليمني حيث بدا بحجم حبة الجريب فروت, كان لايزال دافئاً فبدأت تدلكه بأصابع يدها اليسري و عندها أحست بالقلب ينبض نبضاً غير منتظم في البداية ثم انتظم النبض.
عليهم الآن اصلاح الفتحة التي في القلب في المستشفي. لذلك وضع آلاستير اصبعه في هذه الفتحة ليسدها و أحس بدقات القلب حول أصبعه و لكن هذا الإجراء أوقف النزيف.
نقل ستيفن بسيارة الاسعاف إلي المستشفي. استعاد انسان العين طبيعته, الضغط طبيعي, إذاً فالأكسجين يصل إلي المخ.
اتصلت الطبيبة بالمستشفي ليتم التجهيز لجراحة صدر. و حين وصلوا المستشفي وجدوا فريقاً طبياً من الجراحين بانتظارهم . طعن هذا الشاب الساعة 45و 7 وصل اليه الطبيبان في 06و8 و وصل المستشفي 37و8. حظي ستيفن بخياطة طولها 70 غرزة في صدره و خرج من المستشفي بعد 6 أيام. يقول ستيفن كانت الهيلكوبتر تطير دائماً فوق بيتي و لكنني لم أقدر قيمتها من قبل.
بعد شهرين أقام ستيفن و عائلته حفلاً خيرياً جمعوا فيه 5,500 جنيهاً استرليني للإسعاف الطائر الذي يعتمد علي التبرعات.
****************

المفكرة 06-10-2010 05:12 PM

2. المحاصر
الدب علي بعد 7 متر, رأسه منخفضة و يتحرك نحوهم ببطء, الجميع يصيح لإخافته و لكنه تقدم نحوهم بدلاً من الفرار.
لا يحب أهالي آلاسكا تيم تريدويل لأنه غريب و ليست لديه خبرة في التعامل مع الطبيعة.
ظل تيم يحضر إلي ألاسكا علي مدي 13 سنة كي يخيم كل ربيع و خريف وحده في أرض الدببة. كان تيم يغني و يقرأ للدببة علي حواف شاطئ كاتيما في ألاسكا و يطلق عليهم أسماء مثل السيد شيكولاتة و حلويات. كان تيم يقف أمام حيوان بري وزنه 500 كجم و له أظافر طولها 10 سم و أنياب طولها 5 سم.
يزعم تيم أنه عثر علي مملكة من الحيوانات المسالمة التي لا تخاف الإنسان. كان تيم يقترب من الدببة زاحفاً علي أربعة أرجل و يحييهم بصوت رقيق "أهلاً أيها الدب الصغير, أحبك" و يقترب بكاميرا و كاميرا تسجيل فيديو ملتقطاً صوراً و أشرطة فيديو.
دب جريح سمّاه ميكي زحف بجوار خيمة تيم حيث نام لأسابيع حتي تعافي. كانت أمهات الدببة تترك أشبالها بجوار تيم. على مدى تاريخ حديقة الكاتيما الوطنية الممتد لخمس و ثمانين عاماً لم يصب دب شخصا بأذى. و لكن هذه الحيوانات الضخمة ليست مسالمة .
لم يحمل تيم مسدساً رغم أنه هوجم من الدببة مرتين. يستخدم البعض وسائل حماية غير قاتلة مثل رشاش الفلفل و الصاعق الكهربائي. في مرة استعمل تيم الرشاش ضد دبة سماها كب كيك و لكنه أقسم أن لا يستعملها ثانية حين رأي الألم الذي سببّه للدب. لأن رسالته هي النوايا الحسنة و ليس الخوف.
يعرض تيم أشرطة الفيديو علي تلاميذ المدارس كما يعرضها في المعارض المختلفة. أحب الأطفال تيم و تعلموا الكثير من الحقائق عن الدببة. و عندها نشأت جماعة الدببة و هي منظمة لها موقع علي الانترنت تخصصت في حماية الدببة و دراستهم و تثقيف الناس بشأنهم.
لم يوافق العديد من علماء البيئة علي تصرفات تيم حيث أن تعليمات المنتزه أن لا يقترب أحد من الدببة و أن يترك بينه و بين الدب مسافة 50 متر, و قد اقترب تيم أكثر من ذلك بكثير كما أنه زعم أن الدببة البنية معرضة للإنقراض و هذا ما لم يوافقه عليه العلماء.
قابل تيم ايمس هاجنرد في محاضرة كان يلقيها فأعجب بها و تزوجها و اصطحبها معه إلي آلاسكا في صيف 2003.
لكن هذا الموسم كان مختلفاً عما مضي في نهاية شهر سبتمبر كان من الصعب علي الدببة البقاء جافة و دافئة مع بدء هطول الثلج. كانت حركة الدببة مختلفة و عشوائية علي غير العادة. العلماء الذين راقبوا حركة الدببة قالوا أن البحيرة يأتيها 15 دباً في العادة، و في هذا العام ظهر 60 دباً . عادة ما يكون هناك 4 شجارات بين الدببة في الإسبوع و الآن هناك 10 شجارات يومياً. بسبب تغير الجو فشل محصول التوت الذي يعتمد عليه الدببة لإمدادهم بالطاقة قبل البيات الشتوي، كما أن كمية و حركة سمك السالمون في البحيرة كانت محدودة و بطيئة و لم يكفِ السمك كطعام للدببة.
عندما نزل الطيار ويلي علي شاطئ البحيرة لالتقاط تيم و إيمي لم يجدهم في انتظاره, ربط ويلي الطائرة و أسرع إلي المخيم بحثاً عنهم فانتابه شعور غريب فقرر أن يعود إلي الطائرة ليستطلع المنطقة و عندها وجد دباً يتقدم نحوه بهدوء فقفز إلي طائرته و ارتفع بها. يقول ويلي,” لقد هاجمتني دببة من قبل و لكن ذاك الدب كان ينوي ***ي" عندما حلق ويلي فوق المخيم وجد الخيام مسطحة و وج دباً كبيراً أمام المخيم يتغذي علي ما يشبه القفص الصدري لآدمي.
اتصل ويلي بالشرطة الذين بعثوا حراس الغابة لاستطلاع الأمر فحضر مجموعة منهم إلي المعسكر و معهم بنادقهم و فجأة وجدوا دباً يجري نحوهم فصاحوا به كي يخيفوه فلم يتوقف و إنما استمر يجري نحوهم فأطلقوا عليه النار و ***وه. وجد الحراس بقايا أيد و ذراع آدمية في المعسكر و في الخارج كانت جثة تيم و إيمي حيث ***هما الدب و انتزع أعضاءهما . وضع الحراس الجثث في أكياس بلاستيكية. عند فحص أمعاء الدب المقتول وجدوا بقايا آدمية فيها مما يدل أن الدب المقتول هو قاتل تيم و زوجته.
وجد الحراس كاميرا فيديو سجلت حادثة ال*** كلها حيث هاجم الدب تيم . قوة هذا الدب تعادل قوة و سرعة قطار شحن. بقي تيم يصرخ لمدة 6 دقائق أثناء مهاجمة الدب له و بقي تيم يصارع الموت و بعدها بقليل هاجم الدب إيمي و ***ها.
يظن أحد العلماء أن صرخات إيمي المماثلة لصرخات الحيوانات الصغيرة التي يتغذي عليها الدببة جعلت الدب يعود لإفتراسها.
أخطأ تيم باقترابه الشديد من الدببة فهي حيوانات برية و ليست أليفة أو مسالمة. و لعل الدببة ظنته أحدها و في مملكة الدببة يمكن تأديب أحد الدببة العاصية التي ترفض الحركة بمهاجمته و ***ه و بالتالي يمكن أن يكون *** تيم عقاباً له و ليس للتغذي عليه. كان موت تيم صدمة للكثيرين, و لكنه ساهم في جهود حماية الدببة و تعريف الناس بهم و إثارة إهتمامهم بهم.
****************

smsma81 07-10-2010 01:13 AM

ماأروع هذه الحكايات ابدعتي.نجرجو المزيد

المفكرة 09-10-2010 10:21 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة smsma81 (المشاركة 2725212)
ماأروع هذه الحكايات ابدعتي.نرجو المزيد


مرحبا بك مجددا سمسمة ، جزاكِ الله خيرا و وفقك لما يحب و يرضى.
طلبك مجاب بإذن الله.

المفكرة 09-10-2010 10:26 AM

3.طفلتان بقلب واحد و فرصة واحدة.
رسم الدكتور ستيفن فيشمان توأم سيامي علي لوحة في غرفة الإجتماعات بمستشفى بوسطن وربطهما عند الصدر و رسم بداخلهما قلب واحد يمتد فيهما.
نظر دكتور فيشمان إلى أبوي التوأم رامون و ساندرا سوتو ثم قال,"بعد ولادة التوأم يجب فصلهما فوراً و إلا ماتتا من أول يوم.و إذا فصلناهما فمن المستحيل أن تعيش كلتاهما".ترجم موظف بالمستشفي كلمات الطبيب للأسبانية ليفهمها الأبوان. أدرك الطبيب مدي الحب الذي يشعر به الأبوان لطفلتيهما.و تساءل إن كان بإمكانه إنقاذ إحداهن.
رامون و ساندرا من بورتريكو في أمريكا الجنوبية و عندما حملت ساندرا عام 1998 ذهبت للكشف الدوري في المستشفى و عندها أظهرت الموجات فوق الصوتية أن الطفلتين ملتصقتان من الصدر و البطن (و هذا ما يطلق عليه توأم سيامي) و لأن القلب مشترك بينهما فقد توقع الطبيب موت الطفلتين و عرض عليها الإجهاض. رفضت الأم و قررت انقاذ الجنين.
كان رامون قد رأى برنامج بالتلفزيون عن طفل من بورتريكو تم إنقاذه في مستشفي الأطفال في بوسطن , و لم تكن لديه أي معلومات عن المستشفى و لكنه قرر الإتصال علي أي حال. و لأن حظه طيب فإنه قد اتصل بمستشفى له خبرة بالتوائم المتصلة. عندما انصت دكتور فيشمان لقصة رامون أدرك أن الطبيب الأول لم يخطئ لأنه عندما يتشارك توأمان قلب واحد عادة ما يكون القلب مشوه بشكل قاتل. و لكنه لم يحب أن يحرمهما من الأمل لذلك فإنه أخبرهما أنه يرغب في تقييم الوضع و مساعدتهما.
وجهت طبيبة القلب ماري دير فيلد عصا الموجات الصوتية إلى بطن ساندرا و أخذت تدرس الصور الرمادية و البيضاء و السوداء التي ظهرت علي شاشة الفيديو. بدا القلب طبيعياً.
و بمتابعة الفحص أدركت الطبيبة أن أحد الطفلتين لا يصلها الدم مباشرة من القلب. كيف يصلها الدم إذاً؟ تابعت ماري عرض أشرطة الفيديو تباعاً حتي أدركت المشكلة بوضوح. في اليوم التالي ذهبت لترى فيشمان, قالت ماري,"الدم يسري من الطفلة ذات القلب إلي الأخري عبر شرايين في الحبل السري ثم يعود إلى الأولي عبر وريد في الكبد المشترك بينهما." اندهش فيشمان و قال,"لم أسمع بهذا الأمر من قبل." قالت ماري,"و لا أنا, لا يوجد حالة سابقة مماثلة لهما."
عندها قال فيشمان,"إذا يتعين فصلهما عند الولادة حالاً. لأن الحبل السري سيتم شبكه و قطعه فور الولادة و ذلك سيقطع الدم عن التوأم التي بلا قلب, فتموت في دقائق, و إذا لم يسرع فيشمان فإن السموم و حمض اللاكتيك من الطفلة الميتة سي*** الطفلة الأخرى.
أحضر الطبيب الأبوين إلى غرفة الإجتماعات و رسم لهما الصورة و أخبرهما بأن أحد التوأمين ستموت و أنه لا يقدر أن يعد بأن الأخرى ستعيش. و عندها قال الأبوين," نحن نثق بك و نعطيك الإذن بأن تفصل التوأم."
تتكلف العملية بضع مئات ألوف الدولارات, و لا يملك آل سوتو إلا القليل من المال و ليس لديهما تأمين صحي كي يغطي التكاليف. تنازل دكتور فيشمان عن أجره كما تنازل المستشفى عن أجره. المال أمر مهم و لكنه لم يكن العقبة الوحيدة أمام العملية. عادة ما يدرس الأطباء تشريح التوأم المتصل لمدة أسابيع أو حتي شهور قبل عملية الفصل و هذا غير ممكن إذ يجب إجراء الجراحة فور الولادة. لرسم خريطة جراحية أخذ طبيب الولادة و طبيب الأشعة العديد من صور الأشعة المقطعية ثلاثية الأبعاد و التي صمّم علي أساسها فيشمان الخطة الجراحية مع فريق مختار من الجراحين. و لكنه كان يخشى أن يكون هناك وعاء دموي رئيسي لم تصوره الأشعة. "ماذا لو قابلنا شيئا لم نكن نتوقعه؟"
حدث بالفعل أمر غير متوقع, قبل موعد الولادة بإسبوع, شعرت ساندرا بصداع شديد و ألم في بطنها و عندما وصلت المستشفى كان ضغطها مرتفعاً بالإضافة لوجود الكثير من البروتين في بولها و هي علامات مرض خطير يهدد حياتها و لذلك تعين توليدها في الحال.
اتصلت طبيبة التوليد ديانا بفيشمان و أخبرته بذلك فأخبرها أنه من المستحيل أن يتم توليدها إلا إذا كانوا علي استعداد لفصل التوأم و إلا ماتتا في الحال. و لكن ديانا أصرت إذ أن حياة الأم في خطر. أخذ فيشمان يفكر, الساعة السابعة صباحاً في عطلة نهاية الإسبوع, كم من فريقه الجراحي موجود خارج المدينة؟ في المساء سيقام حفل زفاف أخت زوجته قال فيشمان لزوجته ," أنا آسف." فقالت," لا يهم, اهتم بأمر الطفلتين."
لحسن الحظ, استجاب معظم الطاقم الجراحي للإتصال بالتليفون و تواجد الجراحون في المستشفى الساعة الثامنة و النصف حيث انتظروا في حجرة العمليات 22 بينما تواجد فيشمان في حجرة الولادة في الشارع المقابل في مستشفي النساء.
تمت الولادة بيسر و عندما أخرجت طبيبة التوليد الطفلتين فإن كلتاهما كانت تبدو بلون وردي و بدأتا في الصراخ بشكل طبيعي. أثار المنظر إعجاب فيشمان, الطفلتان متقابلتان وجهاً لوجه و قد التف ذراع كل منهما حول أختها.
تم نقل الطفلتين بسرعة إلى مستشفى بوسطن عبر جسر للمشاة حيث بدأت إحداهما تبرد و لونها يغمق دليلاً علي أنها تموت. بدأ فيشمان العمل بفصل الصدر و القلب ثم قسم الكبد المشترك بينهما ثم بدأ في خياطة الأوعية الدموية المقطوعة, كان عملاً مرهقاً و بطيئأً ثم أغلق الصدر بغرز خارجية و أنهى العملية و كانت الساعة الرابعة لذلك بوسعه أن يلحق بحفل الزفاف.
اتصل فيشمان بساندرا ليخبرها أن العملية سارت علي ما يرام. ثم خرج إلى الأب ليخبره بأن ابنته في حالة حرجة و لكنها ثابتة. مرت الطفلة من العملية بسلام و هي الآن في الثانية من عمرها و لا تعاني من أي مشاكل صحية.

المفكرة 10-10-2010 07:43 PM

4. انقاذ رايان
شرطي له ابن يموت و عالم في أثر القضية.
كان مارك دانت (شرطي أمريكي عمره 32 عاماً) يلعب مع ابنه ذي الثلاث أعوام كرة البيسبول كثيراً. تعلم رايان اللعبة من والده منذ تعلم المشي فأجادها و أظهر فيها موهبة لذلك كان والده يحلم بأن يحترف الصغير اللعبة يوماً ما. لم يكن أحد ليتنبأ بما سيكون عليه الأمر بعد ذلك, إذ كان رايان صورة الصحة الكاملة.
أخذ الأب ولده للفحص الدوري فلم يعجب طبيب الأطفال الحجم الكبير للرأس و الكبد فطلب من الأب زيارة طبيب جينات متخصص, و قد أجري الطبيب المتخصص تحليلات ثم استدعى الوالدين إلي مكتبه حين ظهرت النتيجة.
قال الطبيب," رايان مصاب بمرض جيني يدعي م.ب.س.1 , ابنكما ينقصه إنزيم لكسر السكر في الخلايا و إطلاق الطاقة. بدون هذا الإنزيم, يتجمع السكر في الخلايا و يسدها و يترسب في المفاصل فتتصلب و تتدمر الأعضاء. المصابين بهذا المرض لا يحيون أبعد من سني المراهقة. هذا المرض بلا علاج. إنه مرض نادر و لايصيب سوى عدة آلاف من الأطفال في العالم, لذلك تحجم شركات الأدوية عن تمويل الأبحاث.شيء واحد تستطيعان فعله لرايان, هو أن تحباه ما دام على قيد الحياة."
في نفس الوقت الذي أصيب فيه رايان, كان هناك عالم ألمعي يدعى إميل كاكيس ينظف أرضية و حوائط معمله الجديد الذي أنشأه في بيت صغير متهالك في كاليفورنيا. هذا العالم حاصل علي الدكتوراة في الكيمياء الحيوية و لديه تدريب في علم الجينات، كما أنه حائز على منحة من مركز طبي مرموق و لكن ينقصه المال. ليس لديه التمويل الذي يمكّنه من توظيف مساعدين أو الحصول على معمل. لذلك استعان بمساعد واحد يعمل جزءاً من الوقت و بمساعدة والد زوجته الذي يعمل مقاولاً، استأجر مخزناً خلف المركز الطبي و حولّه إلى معمل. كاكيس عالم شديد التركيز قد وجد منطقة من العلم لم يستكشفها الكثيرون و لديه احتمال لحل, لذلك جعل مهمته تصنيع الإنزيم المفقود و علاج مرضى م.ب.س.1
عاد الأبوان إلى حياتهما بعد تشخيص مرض رايان و استمرا يشعران بالحزن شهوراً عديدة.
كان مارك لا ينام الليل و عقله يفكر طوال الوقت بمرض ابنه. بناء على نصيحة الطبيب, طار مارك إلى مدينة دنفر لحضور مؤتمر عن هذا المرض تقيمه الجمعية الوطنية لمرض م.س. و هي منظمة لأهل المصابين بهذا المرض. هناك رأى مارك بشاعة المرض و تأثيره على أطفال فقدوا القدرة على الحركة حين تصلبت مفاصلهم . أطفالاً في الثانية عشر بذكاء مماثل لمن في نصف عمرهم. هذه المناظر أعطت مارك فهماً جديداً لمعنى الشجاعة. و بدلاً من أن يشعر هؤلاء الأولاد بالأسى لما أصابهم, كانت روحهم المعنوية عالية أما آباؤهم فكانوا أكثر الآباء حناناً و مودة.بشكل ما استطاع هؤلاء الآباء قبول المرض الذي ي*** أولادهم.
ليس مارك. ترك مارك دنفر عازماً أن يقي ابنه مصير هؤلاء الصبية. و لكن كيف؟ عندما أصبح رايان في الصف الأول الإبتدائي بدأ المرض يشدد قبضته عليه، فصار يشعر بصداع و غثيان. ثم أصبح يتقيأ كثيراً و لم يعد قادراً على الذهاب للمدرسة أياماً كثيرة فأعاد العام الدراسي مرة أخرى.
بعد عام من الأبحاث و تنمية الخلايا في أنابيب الإختبار و تنقية الإفرازات البروتينية, استطاع كاكيس أن ينتج الإنزيم المفقود. اختبر الإنزيم على كلاب مصابة بالمرض و بعدها بأسابيع حصل على نتائج مذهلة. الترسبات المؤذية في أعضاء الحيوانات بدأت تتكسر. بعد مرور شهور على أبحاثه, أخذ يعجز عن تحقيق هدفه, إذ بدون مال أو مساعدين متخصصين في انتاج الإنزيمات فإنه لن يستطيع المواصلة.
في خريف عام 92 أسس مارك و زوجته مؤسسة رايان الخيرية لجمع التبرعات للأبحاث الخاصة بمرض م.ب.س فتعاون معهم الكثير من المتطوعين الذين جمعوا تبرعات من الشركات و نظموا مسابقات للصيد يكون ريعها للمؤسسة. أول حدث تم تنظيمه كان بيع لبعض المخبوزات البيتية و كان الربح 342 دولار فقط و لكنهم استطاعوا تنظيم مسابقات اسبوعية للجولف دخل كل منها لا يقل عن 25,000 دولار. أعطى مارك المال لمؤسسة م.س. ب
و لكن المال لم ينفع رايان الذي بدأت حاله تسوء و لم يعد بإمكانه أن يلعب في الملعب مع أقرانه.انتفخ كبده إلى ضعف حجمه. و احتاج إلى جراحة لوجود جزء مثقوب من أمعائه. و بعدها هاجمه ألم شديد في ظهره و رقبته و أظهرت عينة من السائل الشوكي (سائل يحيط بالنخاع الشوكي و هو حبل عصبي موجود بداخل العامود الفقاري) أن ضغط هذا السائل مرتفع بصورة خطرة. لم تنهزم روح رايان و رغبته في الحياة مثل أقرانه. في المدرسة يجري زملاء رايان حول الملعب ثلاث مرات و حين لم يستطع رايان أن يجري , أخبره المدرب أن يكتفي بدورتين و لكنه أجاب,"لا أحب أن أكون مختلفاً عن أي زميل."
بحلول عام 94 بدأ كاكيس ييأس, فإن أي من شركات الأدوية التي حاول أن يقنعها ببحثه لم ترغب في تمويل بحثه.
كان مارك و زوجته يحضران مؤتمراً خاصاً بمرض م.ب.س في مدينة أورلاندو عندما اقتربت منهما باحثة و أخبرتهما أن هناك باحث في كاليفورنيا قد تقدم في أبحاثه و لكن ينقصه التمويل لذلك فإنه توقف. بعد ليلة قضاها مارك بلا نوم متسائلاً إن كانت تلك هي المعجزة التي يطلبها، اتصل بكاكيس و أخبره عن مؤسسة رايان.و أخبره بأن كل دولار تكسبه المؤسسة سيذهب لتمويل أبحاث كاكيس. و برغم من قلق الأبوين من أن الحل قد يأتي متأخراً بالنسبة لرايان فإنهما كانا يأملان في أن يجد كاكيس حلاً لهذا المرض.
بدأ الأولاد في المدرسة يسخرون من مرض رايان و أصابعه المقوسة. و حين لم يعد بإمكانه أن يمسك بمضرب البيسبول فإن والده ثبت شريط فليكرو لمقبض المضرب و قفاز رايان.
أصبح شغل مارك الشاغل هو إنقاذ رايان و مرضى م.ب.س . استغنى مارك عن أجازاته و وقت الترفيه و لعب المباريات و شغل كل هذا الوقت في الدعاية و جمع المال لمؤسسة رايان. لقد تخلى عن حلمه في أن يكون رئيساً للبوليس لأن إنقاذ حياة هؤلاء الأطفال أهم من عمله.
لمدة ثلاثة أعوام, جمع مارك مئات ألوف الدولارات و أرسلها إلى كاكيس الذي يصل إلى معمله باكراً و ينصرف منه بعد منتصف الليل. و في النهاية تمكن كاكيس من تنقية الإنزيم.
كانت تلك هي العقبة الرئيسية في عمل كاكيس و قد أزالها. يحتاج الآن إلى مبالغ كبيرة من المال لإجراء تجارب على البشر تثبت فاعلية الدواء. و بالرغم من عدم وجود المال, استمر كاكيس في عمله, فإنه إذ رأى معجزه طمع في معجزة أخرى.
وصلت أخبار نجاح كاكيس إلى جرانت دينيسون الرئيس التنفيذي لمؤسسة تعمل في التقنية الحيوية و كانت تعمل على اكتشاف علاج للمرض. تقابل الرجلان و وجدا أنهما يعملان لنفس الهدف. في أخريات عام 96 استمع كاكيس فى دهشة إلى دينيسون و هو يخبره في أن مؤسسته ترغب في التعاون معه لوضع علاجه بالسوق و أنها ستعطيه ما يحتاجه و هو مبلغ خمسة مليون دولار.
في فبراير 98 , بدأ رايان علاجه بالمركز الطبي, حيث تم اختياره ضمن عشرة أطفال لبدء العلاج التجريبي الذي طوره دكتور كاكيس. بواسطة ماكينة صغيرة، تم توصيل المحلول الذي يحمل الإنزيمات بحقنة ليدخل جسم رايان. بعد اسبوع، زال انتفاخ البطن. و بعد ستة أشهر بدأت الأعضاء تستعيد حيويتها و زال تورم الكبد و أصبحت لديه طاقة صاروخ.
يحقن رايان بالإنزيم على مدى أربع ساعات من كل إسبوع في المركز الطبي. منذ بدأ العلاج زاد وزنه 14 كجم. و طال بمقدار 12 سم. زال عنه الصداع و استعادت أصابعه استقامتها بشكل ملحوظ و لم يعد يسخر منه زملاؤه بالفصل لأنه لم يعد أقصر ولد بالفصل.
عاد رايان لممارسة البيسبول و أخرج الكرة و المضرب من معتزلهما و انضم لفريق المدينة. أما أباه فإنه سجل في نفس الفريق ليلعب مع المرحلة العمرية المتقدمة كي يستمر في شراكته مع ابنه و على مدى العامين السابقين يحضر الإثنان كل المباريات معاً.
يتمنى دكتور كاكيس و عائلة رايان أن توافق منظمة fda على الدواء لطرحه بالسوق. كما أن مؤسسة رايان لازالت تجمع مالاً للبحث في العلاج باستبدال الجينات و هو العلاج الحاسم لهذا المرض.
****************

smsma81 11-10-2010 03:30 AM

جميله جددددددددددددددا انا احب هذا النوع من القصص .واستعيره دائما من المكتبه .من كتاب الي اثنين في الاسبوع .
رعاك الله وجزاكي خيرا

المفكرة 11-10-2010 06:34 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة smsma81 (المشاركة 2737430)
جميله جددددددددددددددا انا احب هذا النوع من القصص .واستعيره دائما من المكتبه .من كتاب الي اثنين في الاسبوع .
رعاك الله وجزاكي خيرا


جزاكِ الله خيرا و وفقك لما يحب و يرض
ى.
و أهلا بك و مرحباً

المفكرة 11-10-2010 06:35 PM

5. منقذ السفن الجانحة
ينتقل هذا المغامر بين جزر المحيط الهادئ لإنقاذ السفن الجانحة
جنحت الناقلة العملاقة انرو آسيا (طولها 182 متراً) على شاطئ صنشاين قرب أستراليا، و راحت تتحطم بسبب الأمواج العالية، كان على إيان لوكلي انقاذ هذا الحطام الغالي. و كان عقد العمل الذي أبرمه مع مالك السفينة ينص على أن يأخذ إيان أجره بعد إنقاذ الحطام. راهن لوكلي علي نجاحه بتعويم السفينة، ذهب إلى المصرف و طلب قرضاً بمليون دولار و رهن مقابله بيته و سيارته و زورقه و خلال أربع أيام عصيبة صرف إيان هذا المبلغ في شراء طوافات و مراسي و زوارق قطر و دفع أجور مهندسي كمبيوتر .
انتظر إيان حتى يبلغ المد أقصى ارتفاعه كي يبدأ عمله أما الآن فإن العاصفة على أشدها تنذر بكارثة مدمرة. بدأت عملية الإنقاذ، حيث تم توصيل الناقلة الغارقة بخمس زوارق قطر قوة محرك إحداها عالية (18 ألف حصان) حيث سحبتها إلى المرسى.
إن انتشال سفينة جانحة وسط عواصف هوجاء ليس أمراً خارجاً عن المألوف في مهنة مهندس مغامر أشرف على إنقاذ مئة سفينة من حيود صخرية و شواطئ. و حين يعجز مالكو السفن عن التصرف فإنهم يستدعون إيان الذي يحقق ما يعجز عنه الآخرين.
أفكار مبتكرة:يبلغ لوكلي الخمسين و هو مغامر حذر يحسب كل خطوة و يستخدم الأقمار الصناعية التي تكشف الحطام تحت الماء و أجهزة هاتف مكبرة للصوت تحت الماء.
في الخامسة عشرة من عمره ابتكر مع رفيقه غاريك جهاز غطس سارا به في نهر بقرب بيته. كان الجهاز مصنوعاً من علبة معدنية و منفاخ إطارات و خرطوم مياه. عمل إيان خراطاً متمرناً في إصلاح الجرافات و لكنه كان يعمل في نهاية الإسبوع مع غطاس متمرس فتعلم مهنة تقطيع المعادن و صناعة الآلات جنياً إلى جنب مع الغطس.
حين كان لوكلي في الحادية و العشرين من عمره انقلبت رافعة رمل ضخمة على الشاطئ و انحبس بها بضعة أشخاص فغطس في أروقتها المعتمة الممتلئة بالماء و أنقذ الآحياء و نال تقديراً لعمله وسام الشجاعة.
عام 67 عمل إيان لوكلي مهندساً في سفينة استطلاع، فجال في جنوب المحيط الهادئ و بينما كان يمارس الغطس في وقت فراغه، عثر على حطام سفينة شحن. و رأى سبائك من الألمونيوم خارجة من السفينة. اعتبر الغطاسين هذه السبائك خردة بلا قيمة لكن إيان قدّر أن كلاً منها تساوي 20 دولاراً. عام69 أجرى إيان غطساً استكشافياً إلى السفينة ثم وقّع عقداً مع مالكيها لإنقاذها. جمع إيان و زميله غاريك ما لديهما من مال لشراء زورق قطر طوله 13,7 متراً وأطلقا عليه اسم سلمار و استدانا باقي المبلغ من البنك حيث عرضا السبائك على مدير المصرف فأعطاهما القرض. كان سلمار بحاجة إلى مراسي و سلاسل و معدات أخرى فتوقف إيان عند إحدى الجزر حيث عثرا على حطام سفينة و انتزعا منه ما ينقصهما من معدات. صادفا فريق إنقاذ كان يحاول انتشال زورق صيد كوري. اقترح إيان على الفريق إدارة مقدمة الزورق الغارق في مواجهة الآمواج المتقدمة إلى الشاطئ ، و بذلك تساعد الأمواج على رفع المركب بدلاً من أن تتكسر فوقه و تحطمه. نجحت الفكرة و عام المركب و قبض إيان و غاريك نصيبهما، 24 ألف دولار جاءتهما هبة سعيدة غير متوقعة.
تمكن إيان و غاريك من انتشال 110 ألف كيلو من السبائك مع أجزاء أخرى من المعادن و المعدات قيمتها 23 ألف دولار.
علم إيان من السكان المحليين أن ثمة حطاماً في بحيرة ضحلة قريبة. فتفحص الحطام و وجد داسراً برونزياً ملقى في المياه الضحلة يصعب انتشاله فمزج بعض المتفجرات و صنع منها قنبلة و ضعها تحت المعدن فانفجر و سقط في المياه العميقة و عندها أمكن انتشاله و بيعه خردة بمبلغ 6000 ألاف دولار.
انتظروا النهر: في مياه المحيط الهادئ حيث تنتشر الجزر المرجانية المزدانة بشجر النخيل كلالئ على سجادة خضراء، عمل إيان في انقاذ السفن الجانحة المهددة بالغرق.فكان يلبي نداءات الإستغاثة في أي وقت تأتيه من أماكن بعيدة.و كان ينام و الخرائط البحرية ملصقة على الستائر بجوار فراشه.و ما أن يبلغه النداء حتى ينهض و في أقل من ساعتين يكون قد هيأ معداته و انطلق في مغامرة بين الجزر الجميلة الخطيرة. تقول زوجته:"الأمر بالنسبة لي أصعب من الزواج باطفائي. فما أن يرن الهاتف حتى ينهض إيان و يرحل،و قد يمر شهران قبل أن أراه ثانية."
في أحد المرات بعدما عاين إيان مركباً جانحاً في جزيرة تاراوا المرجانية، ركب طائرة صغيرة و بعد دقائق اكتشف ربان الطائرة أن سكاناً محليين سحبوا الوقود من خزان الطائرة لتزويد دراجاتهم النارية، فاضطر إلى الهبوط على قطعة أرض ضيقة و قد فرغ الخزان من الوقود تماماً.
و في غمار إعصار بحري هب على جزيرة فيجي جرف مركب كبير إلى طريق المطار و لرفع القارب اقترح الخبراء تقطيعه و نقل القطع إلى الشاطئ حيث يعاد تجميعها. لكن إيان استأجر جرافتين و انتظر في المطار مترقباً فيضان النهر المجاور. و حين فاض النهر عام المركب فقطره إلى مرساه على غير علم المسؤولين. و في صباح اليوم التالي بلغه أن مالكي السفينة عرضوا 5075 دولاراً لمن يتولى تقطيعه و نقله إلى الشاطئ فعقد معهم الإتفاق ثم قال :"المركب يرسو الآن في الميناء."
عام 74 واجه إيان تحد كبير حين جنحت سفينة شحن بريطانية و استقرت في الشعب المرجانية بجزيرة فيجي فعام مقدم السفينة و غرق مؤخرها على عمق 250 متراً.
صنع إيان جهاز به بكرات عملاقة مستخدماً أسلاكاً سميكة و بكرات بحجم عجلات سيارة. ثم اشترى هيكل مركب صيد محترق ب6195 دولاراً و شدّه بأسلاك إلى الرافعات و نسف قعره و أنزله في العمق بطول أسلاكه مثّبتاًَ إياه كمرساة تحت جانب عامودي من الشعب و أخيراً بدأت مهمة الإنتشال. أدار محركات السفينة لاحداث اهتزاز و شدّها إلى الخلف و في الوقت ذاته شدت ثلاث سفن قطر بأقصى طاقتها فانقطع سلكان منها و ثبت واحد. و إذا بالسفينة تتحرر من مجثمها و تعوم في المياه فأوقف محركاتها. لم يلحق بالسفينة سوى أضرار طفيفة فقامت بشحن حمولة سكر و سافر إيان و زوجته على متنها لتمضية عيد الميلاد في ماليزيا.
كانت باخرة الركاب الأمريكية (بريزيدنت كولدج) إحدي السفن الكبيرة الغارقة في البحار الجنوبية منذ الحرب العالمية الثانية. و قد غرقت حين اصطدمت بألغام عام 42 و لم تزل مستقرة في المياه على عمق 65 متراً. كست بدنها الضخم قشرة من المرجان، و كان الوقود يرشح منها. و في عام 75 وقّع إيان عقداً لضخ الوقود منها فنجح في ضخ 750 ألف كيلو إلى زورق قطر قديم، و منها إلى قارب سياحي. وأثناء العملية ضرب المنطقة زلزال سمع دويه كالرعد و غّطت الرواسب صفحة الماء، إلا أنها لم تؤثر في أعمال الغطس و الضخ.
ليس منجم ذهب: المنافسة حادة في مجال الإنقاذ، غير أن إيان له خبرة واسعة و ذلك يعد ميزة في هذا المجال. يبدأ عمل الإنقاذ بالإسراع في طائرة أو زورق إلى مكان الحادث، يلي ذلك غطس لتفحص الأضرار غالباً ما يتم في بحر هائج فيما الأمواج تحرك السفينة حتى تكاد أن تلامس رؤوس الغطاسين. ثم يلقي نظرة على خرائط السفينة و يقدر ما يقتضيه تعويمها. و يكون ذلك بحسب توافر التمويل.
و غالباً ما يتنازع المهندسون و ربان السفينة و المالكون ثم يضغط المالكون على شركة التأمين. و ينازع التأمين شركة تقدير الخسائر في المبلغ الذي ترصده و يكون متعهد عملية الإنقاذ في وسط المعمعة. و قد تمر ثلاث سنوات قبل أن يدلي المحكّمون برأيهم و قد لا يتقرر مبلغ الكلفة الفعلية قبل سنتين. و عندها يقبض متعهد الإنقاذ ما له و يدفع ما عليه. يقول إيان:"إن هذه المهنة سبيل للعيش و لكنها ليست منجم ذهب."
في عام 85 اشترى إيان السفينة أوشين روفر و طولها 50 متراً كانت تؤمن المؤن لحقول النفط. على متنها شاشات التلفزيون و عليها صور سفينة شحن يابانية غرقت مقدمتها في المياه مما بعثر حمولتها من الزنك و الفولاذ و أجهزة الكمبيوتر. إلى أن استقرت على عمق 650 متراً تحت الماء. استخدم إيان غواصة مصغرة تعمل بالتحكم عن بعد مزودة بآلة تصوير دقيقة و ذراعاً آلياً تلتف حول السبائك و تنتشلها.مشروع إيان المقبل هو تحسين رافعة للأعماق مجهز بذراع آلية و يوّجه من السفينة للوصول إلى أعماق ألف متر.
****************

faten forever 11-10-2010 07:51 PM

لا حرمنا الله ابداعاتك وموضوعاتك الفلسفيه عميقه المغزى والمعنى

تقبلى تقديرى واحترامى

الأستاذة ام فيصل 12-10-2010 11:49 AM

دمت لنا ...رائعة ديما
تحياتي ودعواتي

المفكرة 16-10-2010 10:28 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأستاذة نغم محمد (المشاركة 2740092)
دمت لنا ...رائعة ديما
تحياتي ودعواتي

دامت لي الصداقة و الدعاء بظهر الغيب.
حفظك الله من كل مكروه.

المفكرة 16-10-2010 10:32 AM

6. الغوص داخل الكهوف
هادئ، مظلم و مخيف جداً، لا مجال للخطأ في رياضة الغوص في الكهوف فالخطأ يعني الموت و لكن وس سكيلز لا يبالي.
في نظام الكهوف الموجودة في مياه بحر المكسيك يخاطر وس سكيلز (43 عاما) لاستكشاف أعماق الكهوف. غاص سكيلز 3000 مرة في البحار المليئة بالكهوف و لكنه لازال يطمع في المزيد من المغامرة. يستعد سكيلز للغوص فيبدو كأنه يستعد لرحلة في الفضاء الخارجي، يضع وس اسطوانتان من الأكسجين على جانبيه متصلان بأنابيب و منظّم و مصباح. يغوص سكيلز 20 متراً في شبكة من الكهوف تحت مياه البحر و يسبح 300 متراً كي يمسح هذه الكهوف و يرسم لها خرائط. يتردد سكيلز عند منطقة ضيقة قطرها مماثل لإطار سيارة مخافة أن ينحشر بداخلها. يفك سكيلز اسطوانات الهواء و يسحب واحدة بين ساقيه و يدفع الأخرى أمامه. يتشبث بأصابعه في حوائط النفق من الحجر الجيري. يدفع نفسه للأمام بضع سنتيمترات كل مرة. في النهاية ينحشر في حفرة مغلقة النهاية. وجهه مضغوط إلى حائط من الصخور، قدماه ملفوفتان فوقه. يفكر سكيلز يبدو أنني سأموت هنا . يحاول سكيلز أن يبقى هادئاً . أدرك أن أمله الوحيد هو أن يصّغر نفسه، يتخلص من معداته حتى يستطيع أن يلف و يتراجع. يحرّر نفسه من زعانفه و بمهارة تشبه الساحر يلتوي حتى يلف، يضغط نفسه ويخرج. إحدى الإسطوانتين فارغة و الثانية فرغ نصفها، لابد أن يصل إلى فتحة الكهف قبل أن تفرغ الإسطوانة من الهواء.
يكافح سكيلز كي يخرج من هذا النفق. أصابه الفزع. انزلقت اسطوانة الأكسجين التي بها هواء و وقعت في النفق ثانية. يعود ثانية إلى الممر لإحضارها، يتلمس طريقه في الظلام و يجده. عندما وصل إلى سطح الماء كانت قد بقيت له دقائق من الهواء.
***************

المزيد عن الغوص لإستكشاف الكهوف المائية حين نلتقي مجدداً




المفكرة 16-10-2010 10:33 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة faten forever (المشاركة 2738646)
لا حرمنا الله ابداعاتك وموضوعاتك الفلسفيه عميقه المغزى والمعنى

تقبلى تقديرى واحترامى

جزاكِ الله خيرا و حفظك من كل مكروه . دامت لي الصداقة و عمق المودة.

المفكرة 17-10-2010 08:02 PM

تعد رياضة الغوص في الكهوف من أخطر الرياضات. لا يوجد نسبة إصابات، بل نسبة وفيات. في فلوريدا غرق 350 شخصاً. و لكن المزيد من الناس يتحدّون هذه الكهوف.
عندما بدأ سكيلز الغوص كان في الخامسة عشر من عمره. و بسبب خبرته الواسعة ساهم في وضع إجراءات السلامة لهذه الرياضة. لدى سكيلز و شريكه بيتر بت شركة استشارات مختصة بشؤون البيئة.
يقول سكيلز عن هذه الرياضة :" لو فقدت اتجاهك عند الغوص في مياه مفتوحة فإنك تجد اتجاه الصعود بتتبع اتجاه الفقاعات الناتجة عن تنفسك. أما داخل الكهف المغلق، فإن فقاعات الهواء تبتلعها الظلمة.منذ أن كان سكيلز في السادسة عشر من عمره و هو يغوص لاسترداد جثث الغواصين الذين ماتوا بداخل الكهوف حين ضلوا طريقهم لذلك فإن لديه الكثير من القصص المحزنة. غواص أخطأ في اختيار النفق المناسب عند مفترق للأنفاق و حين أدرك أن مخزونه من الهواء قارب على النفاد، كتب رسالة وداع لعائلته على لوح من الحجر الجيري. قصة أخرى عن خطيبين غاصا في أحد الكهوف و حين انفصلت المرأة عن خطيبها فزعت و أخذت تغوص بدون هدف حتى ماتت . و لازالت هناك علامات حفرتها بأصابعها على جدران الكهف.استعاد سكيلز جثث 30 غواصاً في 12 عاماً منها جثث لثلاث إخوة كانوا يمسكون أيدي بعضهم. بعد أن مات غواص مخضرم اسمه باركر ترنر و انهار عليه جزء من الكهف، لم يعد بإمكان سكيلز أن يستعيد المزيد من جثث الغواصين إذ أن طوفاناً من العواطف بدأ يغمره و لا يسمح له بذلك. و لكن لازال سكيلز يغوص، لماذا؟ ما الذي يستحق هذه المجازفة؟
سكيلز لا يتردد، تلك الكهوف هي من أقل المناطق استكشافاً في العالم ، بها جمال نادر و عجائب لم يطّلع عليه إلا عدد محدود من الناس. يريد سكيلز أن يكون الأول في استكشاف هذه الكهوف لعله يجد عظام حيوانات مدفونة من آلاف السنين.
أحياناً يتجاوز سكيلز حدود الخبرة البشرية، في إحدى تلك المرات غاص إلى عمق 100 متر مع مجموعة من الغواصين و عندها وجد حجرة متسعة ارتفاعها 50 متر و وجد وسطها قطعة من الحجر المستطيل ارتفاعها 2 متر و لونها أبيض خالص.
لابد لكل غواص أن يأخذ اثنين من كل جهاز، اسطوانتى هواء و مصباحين و اثنين من المنظّمات و جهازي كمبيوتر. و لكن أهم المعدات في الغوص هو مخ الغواص و ذلك الجهاز يجب أن لا يخذله أبداً لأن الضغط العصبي الذي يتحمله الغواص بداخل كهف مغلق يؤدي إلى خلل في إدراكه كما أنه لا يعرف ما ينتظره و المجهول يؤثر في إدراك الغواص كثيراً.
لدى سكيلز نظرية يسميّها نظرية الكيكة تساعده على تقييم المخاطر. الكيكة هي تشبيه لقدرة الغواص على حل المشكلات حين يكون بداخل كهف. كلما نزل الغواص إلى عمق أكبر فقد جزءاً من الكيكة ، و عند كل مشكلة يخسر جزءاً آخر. مثلاً قد يضغط بالإسطوانة على المصباح فيكسره و يخسر الإضاءة. لو ضيّع الغواص الكثير من شرائح الكيك فإن عليه أن يصعد و لا يستمر. و إذا لم يصعد فلن تكون لديه القدرة العقلية على مواجهة المواقف الصعبة.
*********
لايزال لدى سكيلز المزيد من المغامرات و الأخبار التي ينوي أن يخبركم بها.


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 10:47 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.