بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   أخبار و سياسة (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=79)
-   -   كيف يتعامل العظماء مع معارضيهم (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=501867)

محمد محمود بدر 16-02-2013 06:13 PM

كيف يتعامل العظماء مع معارضيهم
 
صور من تعامل العظماء مع معارضيهم

الصورة الاولى تعامل سيدنا معاوية بن ابى سفيان رضى الله عنهما مع المسور بن مخرمة رضى الله عنه


عن عروة بن الزبير : أن المسور ابن مخرمة أخبره أنه قدم وافداً على معاوية بن أبي سفيان فقضى حاجته, ثم دعاه فأخلاه فقال : يا مسور ما فعل طعنك على الأئمة؟ فقال :المسور دعنا من هذا وأحسن فيما قدمنا له. قال : معاوية لا والله لتكلمنَّ بذات نفسك, والذي تعيب عليّ. قال المسور. فلم أترك شيئا أعيبه عليه إلا بينته له. قال معاوية : لا بريء من الذنب, فهل تعد يا مسور مالي من الإصلاح في أمر العامة, فإن الحسنة بعشر أمثالها؟ أم تعد الذنوب وتترك الحسنات. قال المسور : لا والله ما نذكر إلا ما ترى من هذه الذنوب. قال معاوية : فإنا نعترف لله بكل ذنب أذنبناه فهل لك يا مسور ذنب في خاصتك تخشى أن تهلكك إن لم يغفرها الله؟ قال مسور : نعم! قال معاوية : فما يجعلك أحق أن ترجو المغفرة مني؟ فو الله لما ألي من الإصلاح أكثر مما تَليِ ولكن والله لا أُخير بين أمرين, وبين الله وغيره إلا اخترت الله تعالى على ما سواه, وأنا على دين يقبل الله فيه العمل, ويجزي فيه بالحسنات, ويجزي فيه بالذنوب إلا أن يعفو عمن يشاء, فأنا احتسب كل حسنة عملتها بأضعافها, وأوازي أموراً عظاماً لا أحصيها ولا تحصيها من عمل لله في إقامة صلوات المسلمين, والجهاد في سبيل الله عز وجل, والحكم بما أنزل الله تعالى, والأمور التي ليست تحصيها وإن عددتها لك. قال المسور : فعرفت أن معاوية قد خصمني حين ذكر لي ما ذكر. قال عروة : فلم يُسمع المسور بعد ذلك يذكر معاوية إلا استغفر له
وفي هذا الخبر مثل جيد في فن الإقناع ومحاولة امتصاص غضب المخالفين وتحويل قناعاتهم, فقد استطاع أمير المؤمنين معاوية رضي الله عنه أن يقنع المسور بن مخرمة رضي الله عنه بتقبل سياسته التي يسير عليها, وعاد مادحاً داعياً له بعدما كان منتقداً مهاجما له, وفي هذا الخبر لفتة تربوية من معاوية حيث أبان من العدل في الحكم على المسلم أن ينظر الحاكم عليه إلى حسناته وصوابه مع أن ينظر إلى سيئاته وخطئه, ثم يوازن بين الجانبين, فلعل هذا المسلم الذي برزت أخطاؤه في ذهن من تصدى لنقده تكون له حسنات كثيرة جليلة قد لا تعد أخطاؤه إلى جانبها شيئاً مذكوراً .



ألا تقرأون

محمد محمود بدر 16-02-2013 06:18 PM

الصورة الثانية
 
الصورة الثانية


تعامل امير المؤمنين معاوية بن أبى سفيان رضى الله عنهما مع ثابت بن قيس بن الخطيم الانصاري رضي الله عنه



كان ثابت بن قيس بن الخطيم, شديد النفس, وكان له بلاء مع علي بن أبي طالب, واستعمله علي بن طالب على المدائن, فلم يزل عليها حتى قدم المغيرة بن شعبة الكوفة, وكان معاوية يتقي مكانه. انصرف ثابت بن قيس إلى منزله فوجد الأنصار مجتمعة في مسجد بني ظفر يريدون أن يكتبوا إلى معاوية في حقوقهم أول ما استخلف,... فقال : ما هذا, فقالوا : نريد أن نكتب إلى معاوية. فقال ما تصنعون أن يكتب اليه جماعة؟ ! يكتب إليه رجل منا فإن كانت كائنة برجل منكم فهو خير من أن تقع بكم جميعاً وتقع أسماؤكم عنده فقالوا : فمن ذلك الذي يبذل نفسه لنا؟ قال : أنا. قالوا : فشأنك, فكتب إليه وبدأ بنفسه فذكر أشياء منها : نصرة النبي صلى الله عليه وسلم وغير ذلك. وقال : حبست حقوقنا واعتديت علينا وظلمتنا, ومالنا إليك ذنب إلا نصرتنا للنبي صلى الله عليه وسلم, فلما قدم كتابه إلى معاوية دفعه إلى يزيد فقرأه ثم قال له : ما الرأي, فقال : تبعث فتصلبه على بابه, فدعا كبراء أهل الشام فاستشارهم, فقالوا : تبعث إليه حتى تقدم به ههنا وتقفه لشيعتك ولأشراف الناس حتى يروه, ثم تصلبه. فقال : هل عندكم غير هذا؟ قالوا : لا, فكتب إليه : قد فهمت كتابك, وما ذكرت النبي صلى الله عليه وسلم وقد علمت أنها كانت ضجرة لشغلي وما كنت فيه من الفتنة التي شهرت فيها نفسك فأنظرني ثلاثاً, فقدم كتابه على ثابت فقرأه على قومه, وصبَّحهم العطاء في اليوم الرابع .
فهذا الخبر فيه موقف كبير لأمير المؤمنين معاوية رضي الله عنه في الحكمة والسياسة, فهو بعد أن استشار ابنه يزيد بعض وجهاء الشام لم يعجبه رأيهم ولم يوافقهم على أخذ الناس بالشدة والقـتل والجبروت, بل سارع إلى إرسال عطاء الأنصار رضي الله عنهم, ولم يؤاخذ ثابت بن قيس رضي الله عنه على شدة اللهجة في كتابة إليه, وبهذا التصرف الحكيم والسياسة الرشيدة لم يخسر شيئاً بل كسب رضى الأنصار عنه ورضى غيرهم ممن يطلع على خبره معهم, ولو أنه أخذ بمشورة السذج المتجبرين فبطش بصاحب ذلك الكتاب لثار عليه الأنصار, ولناصرهم طوائف من المسلمين لشهرتهم ومكانتهم في الإسلام .


ألا تقرأون

محمد محمود بدر 18-02-2013 09:10 PM

الصورة الثالثة


تعامل امير المؤمنين معاوية بن أبى سفيان رضى الله عنهما مع الأحنف بن قيس



الأحنف بن قيس - رحمه الله - :
ذكر ابن خلكان في ترجمته : ثم إن عبيد الله - يعني ابن زياد أمير العراق - جمع أعيان العراق وفيهم الأحنف وتوجه بهم إلى الشام للسلام على معاوية, فلما وصلوا دخل عبيد الله على معاوية وأعلمه بوصول رؤساء العراق, فقال : أدخلهم عليَّ أوَّ لاً فأوَّل على قدر مراتبهم عندك, فخرج إليهم وأدخلهم على الترتيب كما قال معاوية, وآخر من دخل الأحنف, فلما رآه معاوية - وكان يعرف منزلته ويبالغ في إكرامه لتقدمه وسيادته - قال : إليَّ يا أبا بحر, فتقدم إليه فأجلسه معه على مرتبته, وأقبل عليه يسأله عن حاله ويحادثه, وأعرض عن بقية الجماعة. قال : ثم إن أهل العراق أخذوا في الشكر في عبيد الله والثناء عليه, والأحنف ساكت, فقال له معاوية : لم لا تتكلم يا أبا بحر؟ فقال : إن تكلمت خالفتهم, فقال له معاوية : اشهدوا علي أنني قد عزلت عبيد الله عنكم, قوموا انظروا في أمير أوليه عليكم وترجعون إلىَّ بعد ثلاثة أيام. قال: فلما خرجوا من عنده كان فيهم جماعة يطلبون الإمارة لأنفسهم, وفيهم من عيَّن غيره, وسعوا في السَّر مع خواص معاوية أن يفعل لهم ذلك, ثم اجتمعوا بعد انقضاء الثلاثة كما قال معاوية, والأحنف معهم, ودخلوا عليه فأجلسهم على ترتيبهم في المجلس الأول, وأخذ الأحنف إليه كما فعل أوّلا وحادثه ساعة, ثم قال : ما فعلتم فيما انفصلتم عليه؟ فجعل كل واحد يذكر شخصاً وطال حديثهم في ذلك وأفضى إلى منازعة وجدال, والأحنف ساكت, ولم يكن في الأيام الثلاثة تحدث مع أحد في شيء, فقال له معاوية : لم لا تتكلم يا أبا بحر؟ فقال الأحنف : إن ولَّيت أحداً من أهل بيتك لم تجد من يعدل عبيد الله ولا يسد مسدَّه, وإن وليت من غيرهم فذلك إلى رأيك, ولم يكن في الحاضرين الذين بالغوا في المجالس الأول في الثناء على عبيد الله, من ذكره في هذا المجلس ولا سأل عوده إليهم. قال : فلما سمع معاوية مقالة الأحنف قال للجماعة : اشهدوا علي أني قد أعدت عبيد الله إلى ولايته, فكل منهم ندم على عدم تعيينه, وعلم معاوية أن شكرهم لعبيد الله لم يكن لرغبتهم فيه, بل كما جرت العادة في حق المتولي. قال : فلما فصل الجماعة من مجلس معاوية خلا بعبيد الله وقال له : كيف ضيعت مثل هذا الرجل - يعني الأحنف- فإنه عزلك وأعادك إلى الولاية وهو ساكت, وهؤلاء الذين قدمتهم عليه واعتمدت عليهم لم ينفعوك ولا عرجوا عليك لما فوضت الأمر إليهم, فمثل الأحنف من يتخذه الإنسان عوناً وذخراً قال : فلما عادوا إلى العراق أقبل عليه عبيد الله وجعله بطانته وصاحب سره وفي هذا الخبر موقف لمعاوية رضي الله عنه حينما علم قدر الأحنف بن قيس رحمه الله وأدرك رفعة منزلته, فرفعه وأدناه منه وأظهر له كثيراً من الاهتمام والاحترام وهذا كما أنه يعتبر من تقدير أهل الفضل فهو يعتبر من السياسية الجيدة في احتواء أهل القوة والتأثير على الناس واستيعابهم ومن القصص التي حدثت بين معاوية والأحنف والتي تدل على سعة صدر معاوية ومعرفته بعواقب الأمور, فعندما استقر الأمر لمعاوية دخل عليه يوما, فقال له معاوية : والله يا أحنف ما أذكر يوم صفين إلا كانت حزازة في قلبي إلى يوم القامة؟ فقال له الاحنف : والله يا معاوية إن القلوب التي ابغضناك بها لفي صدورنا, وإن السيوف التي قاتلناك بها لفي أغمادها, وإن تدن من الحرب فتراً ندن منه شبراً, وإن تمشى اليها نهرول اليها, ثم قام وخرج وكانت اخت معاوية من وراء حجاب تسمع كلامه فقالت : يا أمير المؤمنين من هذا الذي يتهدد ويتوعد؟ قال هذا الذي إذا غضب غضب لغضبه مائة ألف من تميم لا يدرون فيم غضب .



ألا تقرأون

محمد محمود بدر 18-02-2013 09:20 PM

الصورة الرابعة


تعامل امير المؤمنين معاوية بن أبى سفيان رضى الله عنهما مع أبو قتادة الأنصاري رضي الله عنه



أبو قتادة الأنصاري رضي الله عنه :
ذكر ابن عبد البر في الاستيعاب وجاء بالسند فقال : من جامع معمر رواية عبد الرزاق , قال : حدّثنا معمر, عن عبد الله بن محمد بن عقيل : أن معاوية لما قدم المدينة لقيه أبو قتادة الأنصاري , فقال له معاوية : يا أبا قتادة, لم يكن معنا دواب, قال معاوية : فأين النَّواضح؟ قال أبو قتادة : عقرناها في طلبك, وطلب أبيك يوم بدر, قال : نعم يا أبا قتاده : قال أبو قتادة : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا : إنَّا سنرى بعده أثرة, قال معاوية : فما أمركم به عند ذلك؟ قال : أمرنا بالصبر, قال : فاصبروا حتَّى تلقوه .




ألا تقرأون

أ/رضا عطيه 18-02-2013 09:36 PM

ولننظر لمعاملة الفاروق عمر بن الخطاب

حين رأى ثروة إبنه عبد الله والتى تزايدت بصورة ملحوظة

أمر بضمها لبيت المال ليتقى الشبهات --- رضى الله عنهما



مش يطلب تعيينه قبل ملايين العاطلين من رعيته فى الطيران المدنى !!!!!!!!!!!!!!!!!

ويدفع بألاف العاطلين من ميليشياتهم الالكترونية ليدافعوا عن حق (سى عمر) فى التعيين !!!!!!!!

حسبنا الله ونعم الوكيل


شكرا جزيلا

youssef darwish 18-02-2013 11:48 PM



جـــزاكــ الله خـــيــراً استاذي الفاضل الاستاذ محمد بدر



محمد محمود بدر 19-02-2013 08:12 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رضا محمود الجوهرى (المشاركة 5142610)
ولننظر لمعاملة الفاروق عمر بن الخطاب

حين رأى ثروة إبنه عبد الله والتى تزايدت بصورة ملحوظة

أمر بضمها لبيت المال ليتقى الشبهات --- رضى الله عنهما



مش يطلب تعيينه قبل ملايين العاطلين من رعيته فى الطيران المدنى !!!!!!!!!!!!!!!!!

ويدفع بألاف العاطلين من ميليشياتهم الالكترونية ليدافعوا عن حق (سى عمر) فى التعيين !!!!!!!!

حسبنا الله ونعم الوكيل


شكرا جزيلا




شرفنى مرورك استاذى


محمد محمود بدر 19-02-2013 08:15 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة youssef darwish (المشاركة 5142949)


جـــزاكــ الله خـــيــراً استاذي الفاضل الاستاذ محمد بدر





شرفنى مرورك استاذى


hishmet 19-02-2013 11:43 AM

http://islamroses.com/zeenah_images/slemat.gif

محمد محمود بدر 19-02-2013 11:51 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hishmet (المشاركة 5143409)




شرفنى مرورك استاذى


راغب السيد رويه 19-02-2013 12:19 PM

ما أروعها من صور أضاءت التاريخ الإسلامى


جزاك الله خيرا وبارك فيك

محمد محمود بدر 19-02-2013 12:28 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو لميس (المشاركة 5143454)
ما أروعها من صور أضاءت التاريخ الإسلامى


جزاك الله خيرا وبارك فيك




شرفنى مرورك استاذى الفاضل


محمد محمود بدر 19-02-2013 12:32 PM

الصورة الخامسة


تعامل هارون الرشيد مع العالم الجليل سفيان بن سعيد



أرسل هارون الرشيد ، رسالة إلي سفيان بن سعيد ، بعد أن ولي الخلافة يقول فيها : من هارون إلي سفيان بن


سعيد ــــــ أما بعد ــــــ فإني أُعلمك أن الله تعالي قلدني هذه القلادة ، وقد وجاءني العلماء وهنًّؤوني وأغدقت لهم


الأموال ولولا هذه القلادة (الحكم) التي قُلدتها لأتيتك ولو حبواً،فإذا جاءك كتابي فالعجل العجل ــــ قال فحمل رسول


هارون الرسالة ودخل مسجد الكوفة فلما رآه سفيان ،قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وقام يصلي ولم يكن الوقت


وقت صلاة وبعد أن فرغ من صلاته ألقي رسول هارون الخطاب إلي سفيان،فتناوله بكمه لتلامذته ليقرؤه عليه فلما


قرأه قال اقلبوا الخطاب واكتبوا علي ظهره ، قالوا،إنه أمير المؤمنين ،فهلا كتبت له في بيضاء نقية،قال نكتب عليه


في ورقته،إن كان قد أخذها بحق، ترد إليه، وإن كان قد أخذها بظلم،لا تبقي معنا معنا تفسد علينا أمر ديننا ؛؛


قال له فيها : من العبد سفيان إلي المغرور بالآجال هارون،الذي سلب حلاوة الإيمان،وفقد لذة تلاوة القرآن،


ــــ أما بعد ـــــ فإني أعلمك أني قد صرمت حبلك، وقطعت ودك،وإنك قد أشهدتني ومن معي من أخواني،أنك قد


أغدقت الأموال علي علي العلماء،هل رضي بفعلك الأيتام،هل رضي بفعلك الأرامل،هل رضي بفعلك فقراء المسلمين


هل رضي بفعلك حملة القران،فشد ياهارون مأزرك،وأعد للسؤال جوابه،وللجواب صوابه،وللصواب والخطأ حسابه


كيف بك ياهارون إذا نادى المنادى(احشروا الذين ظلمواوأزواجهم)ويداك مغلولتان إلي عنقك،لا يفكهما إلا عدلك


وإنصافك فإذا جاءك كتابي فاعلم أني لا أجيبها بعدك،فاتق الله ياهارون واحفظ محمدا في رعيته والسلام


فانظر أخى كيف ينبرى رجل من العلماءالربانين، ليقف في وجه الأميرهارون،ليشد عليه ويوعظه موعظة شديدة


الوقع علي هارون فلا يستطيع أن يقف أمامه ،حقا كان للعلماء الربانين هيبة ـأشد من هيبة السلطان الحاكم



ألا تقرأون


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 03:15 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.