بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   الموضوعات العامة (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=1640)
-   -   فى حضرة الذات الالهية (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=476326)

abomokhtar 27-10-2012 09:41 AM

فى حضرة الذات الالهية
 
كنت اظن ان زيارة واحده تكفى

لم اكن اعرف اننى بعدها أصبحت كالتائه فى الصحراء، وقد شارف على الهلاك حتى وجد من اعطاه رشفة ماء ،

نعم انقذته هذه الرشفة من الضياع

لكنها لم ترويه ..

نعم وهبت له هذه الرشفة نوعا اخر من الحياة الخالدة بعد ان انبتت فيه الروح من جديد بعد ان كان ضائعا لا محالة

نعم ذاق معنى الحياة الحقيقية بعد الضلال ، وعرف اتجاه البوصلة الحقيقى الى الله

نعم كنت اظن ان زيارة واحدة تكفى

اما اكتفاء وغنى

او تحججا باعطاء الفرصة لمن لم يذهب قط.

اقصد طبعا السفر الى الله ، والحج الى بيته الحرام ..

لم اكن افهم من قبل المعنى الكامن وراء دعاء سيدنا ابراهيم الى المولى عز وجل وهو يترك زوجته هاجر وابنه اسماعيل فى صحراء جدباء لازرع فيها ولا ماء بل فوق صخور صلدة لايمكن ان ينبت عليها زرع او تنفجر منها ينابيع ماء ،

طبعا برؤية وادراك العقل البشرى المحدود بعيدا عن التدخل الالهى طبعا والحكمة الربانية ..

اقول لم افهم دعاء سيدنا ابراهيم وهو يناجى ربه :

" رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ رَبَّنَاإِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ "

لم افهم الجزء الاول من الخطاب وهو يلقى بالمسؤلية على المولى تعالى من وجهة نظر المتبجحين امثالى من البشر بانه اطاع الامر الالهى و اسكن ابنه وزوجته بارض غير ذى زرع ، ومادام الزرع غير موجود فهذا يعنى انه لاماء هنا ، باختصار مكان لاحياة فيه او حتى توقع بحدوثها لعدم وجود اهم مكوناتها الاساسية وهو الماء ...

لكن ابو الانبياء ابراهيم يزيد فى الدعاء بادب ربانى ليشير من بعيد وبشكل مستتر بان ذلك استجابة لامرك "عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ "

يعنى وباسلوب يليق بالحديث مع المولى عز وجل معناه بلغتنا ، انا تركت زوجتى وابنى لك ، وانت الادرى بحالهم لكى يقيموا الصلاة عند بيتك الحرام ...

وترتفع ذروة الدعاء عندما يطلب ابراهيم من مولاه " فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ "

لم يقل ابو الانبياء اجعل ناسا تهوى اليهم ،

ولكن قال افئدة من الناس تهوى ،

اى قلوب تأتى ، اى مشاعر فياضة تفيض هنا وتنسكب وتتحول الى فيضان من المشاعر و العواطف الرقراقة

وهذا ما حدث لهما وقتها حين هلت الناس حولهما بعد تفجر الماء من بين قدما اسماعيل ، لتولد الحياة

ولهذا المكان المبارك " مكة " حتى الان

هنا الروح تصفو وتحلق فى السماء ويشف الجسد ويخف ليصعد الى المولى ...

هنا ولاول مرة افهم المعنى الحقيقى من "اجعل افئدة من الناس تهوى اليهم " ...

يعنى ستظل المشاعر متدفقة هنا فى فيضان لانهائى الى يوم الدين

وهذا ما جعلنى افسر بعد ذلك حالة الهذيان التى غرقت فيها فى مثل هذه الساعات من العام الماضى وانا اشاهد الكعبة لاول مرة ، ولولا الصديقين الكاتبين الصحفيين محمد امين وثروت شلبى لكنت سقطت وهلكت تحت اقدام مئات الالاف من الافئدة فى صحن الكعبة

الجملتان التى تشبثت بهما هنا وكانا ملاذى واجنحتى هما " لااله الا الله، وياحبيبى يارسول الله

اندفعت داخل الطوفان اطوف حول الكعبة ولاعرف العوم والسباحة بين بحر البشر ...

احاط بى الصديقين وانا فى حالة من الوجد لم اشعرها من قبل ،

كنت محلقا بين الارض والسماء بلا اجنحة ، شاخصا بنظرى الى اللا هنا واللاهناك

كنت مجذوبا اليه وحده ،

اشعر اننى وحدى فى حضرته القدسية

نعم زحام حولى كيوم الحشر

لكن لا احد معى فى نفس الوقت

مفرد جئته

كما ولدت

ويوم اموت

ومابين الميلاد والموت

تكون الحياة

والحياة الان حولتنى الى :

زمن غير محسوب

وجسد غير ملموس

وروح تشف وترق

وجسد يتضاءل ويخف

حتى يصل الى حالة العدم

يراك الناس ولاتراهم ..

تشخص الابصار وتسافر فى الملكوت ...

انت الان فى ملكوت غير الملكوت الذى عشته من قبل ...

الاجساد التى تمر من حولك تراها كائنات محلقة فى البياض واللاشعور

ملابس الاحرام تحولت الى رايات بيضاء تعلن الاستسلام ترفرف حول الاجساد الشفافة

لاتعرف اين انت

لكنك تعرف انك فى حضرة الذات الالهية

تغيب عن الوعى ، لانك دخلت ادراكا غير الادراك وعالما غير العالم..

تاركا جسدك الطينى ونفسك الملوثة بالذنوب ... مرفرفا بروح جديدة من الله بثها فيك لتعلو هناك حيث الابدية

بين الافاقة والغياب كان صوت الصديقين ياتينى من بعيد :

- يسرى انجذب ياثروت

يقولها محمد امين

فيرد عليه ثروت شلبى :

- امسك ايدى كويس ليفر منا و يسقط

كانا قد حولا ايديهما حولى الى سياج من الامن حتى لااقع تحت الاقدام ،

كانا يخافان على من الفرار

وانا اريده

كانا يخافا عليا من السقوط تحت الاقدام

وانا اتمناه

لم يعرفا ما انا فيه ،

انا هنا حيث النور ،

حيث لامكان لاجساد خلقت من تراب وطين

لامكان للعدم

اتركونى اسقط فى صحن الكعبة حتى تاخذوا الجسد الطين صديقكم ليرحل عنى

أتركونى مع النور الذى لاينطفئ ابدا

خذوا الجسد الذى يبلى

واتركونى شافا بروحى التى لاتبلى

خذوا الجسد وادفنوه فى ارضكم حتى يبلى قبل ان تثور الارض على بقايا اجسادكم

اتركونى مع النور الذى لايبلى ولايناله العدم بعد ان اكتسي فى الحضرة الالهية بالخلود

اتركونى وحدى هنا كما اريد

او تعالوا معى الى النعيم اذا اردتم

لم افق الا بعد ساعات كانت هى العمر الحقيقى وللاسف انتصرا الصديقين عليا وجيئت بالروح التى شفت الى الجسد البالى لاعود الى ارض تنتظرموعد الثورة علينا !!!


يسري السيد

ام علاء 18-11-2012 08:57 PM

جزاك الله عنا خير الجزاء بقدر ما اثلجت صدورنا بفيض من الرحاب الربانى
شكرا لك......تحياتى


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 12:23 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.