بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   القسم الأدبى (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=28)
-   -   من واقع الحياة (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=253476)

المفكرة 03-10-2010 07:59 PM

من واقع الحياة
 
توزّع مجلة Reader's digest الأمريكية الشهيرة ملايين النسخ بعدة لغات شهرياً. بعض قصصها لفتت انتباهي فترجمتها و حررتها ، إليكم بعضها ، عسى أن تعود عليكم بفائدة و الله ولي التوفيق.
قصص من واقع الحياة:
1. ثلاث دقائق حرجة
جلس هيثر كلارك و الاستر ملقي يستريحان في المستشفي في نهاية يوم عمل استمر اثني عشر ساعة حيث يعملان أطباء بخدمة الاسعاف بالهيليكوبتر في إحدى المدن الإنجليزية. في هذا اليوم نزل الطبيبان بالطائرة في وسط شارع تجاري لنقل امرأة مصابة بجرح في الرأس في حادث سيارة. كما طارا لمساعدة صبي في الثامنة من عمره تحطمت ساقه في حادث اصطدام بشاحنة.
أثناء ذلك كان ستيفن نيلاند (22 عاماً) مارا مع أصدقائه أمام أحد المحلات , عندما طعنه رجل ضخم سكران في صدره بسكينة حادة.
اتصل أحدهم برقم الاسعاف 999 لإسعاف ستيفن. كانت الطائرة قد وُضـِعت في المهبط فاستخدم الطبيبان سيارة الإسعاف و حملا حقيبة وزنها 5 كجم ممتلئة بالمعدات الطبية.
حين وصل الطبيبان الي مكان الحادث, كان قد مر علي طعن ستيفن 21 دقيقة.
أدخل الطبيبان انبوبة في الوريد (وعاء دموي) لاعطائه سوائل لتعوض ما فقده أثناء النزيف. وضعت هيثر يدها علي عنق ستيفن لتتأكد من وجود نبض (دقات في شرايين الجسم تنتج عن ضخ القلب الدم فيها). كان النبض ضعيفاً و بالكاد كان الشاب يتنفس, جلده بدا أبيض و بارد. تفحصت هيثر العينان , انسان العين كان متسعاً دليل أنه لا يري شيئاً لأنه مات.
حقن ألاستير ستيفن بمخدر عام ثم أدخل انبوبة في القصبة الهوائية و وصلها بانبوبة اكسجين كي يتنفس منها .أدخلت هيثر مشرط و قطعت تحت الإبطين و شقت الجلد و العضلات و شاهدت الرئتين ممتلئتان بالهواء فأدركت أن الطعنة في القلب و ليس في الرئتين.
يحاط القلب بغشاء , و حين طُعـِن ستيفن خرج الدم من القلب و ملأ هذا الغشاء و عندها ضغط الدم علي القلب فتوقف عن الخفقان. بقي لستيفن حوالي 3 دقائق بعد توقف قلبه قبل أن يبدأ مخه في الوفاة لانعدام الأكسجين.
قرر الطبيبان فتح صدره تماماً لإجراء جراحة عاجلة له علي ناصية الطريق وسط جمع من المتفرجين. قطعت هيثر عظام القفص الصدري و فتحته بطول 20 سم مثل أصداف البحر.كان القلب محاط بجلطة ضخمة و نصف لتر من الدم بداخل غشاء القلب. قطعت الغشاء بمقص جراحي فخرجت الجلطة و انسكب الدم علي الآرض. أمسكت هيثر بالقلب بيدها اليمني حيث بدا بحجم حبة الجريب فروت, كان لايزال دافئاً فبدأت تدلكه بأصابع يدها اليسري و عندها أحست بالقلب ينبض نبضاً غير منتظم في البداية ثم انتظم النبض.
عليهم الآن اصلاح الفتحة التي في القلب في المستشفي. لذلك وضع آلاستير اصبعه في هذه الفتحة ليسدها و أحس بدقات القلب حول أصبعه و لكن هذا الإجراء أوقف النزيف.
نقل ستيفن بسيارة الاسعاف إلي المستشفي. استعاد انسان العين طبيعته, الضغط طبيعي, إذاً فالأكسجين يصل إلي المخ.
اتصلت الطبيبة بالمستشفي ليتم التجهيز لجراحة صدر. و حين وصلوا المستشفي وجدوا فريقاً طبياً من الجراحين بانتظارهم . طعن هذا الشاب الساعة 45و 7 وصل اليه الطبيبان في 06و8 و وصل المستشفي 37و8. حظي ستيفن بخياطة طولها 70 غرزة في صدره و خرج من المستشفي بعد 6 أيام. يقول ستيفن كانت الهيلكوبتر تطير دائماً فوق بيتي و لكنني لم أقدر قيمتها من قبل.
بعد شهرين أقام ستيفن و عائلته حفلاً خيرياً جمعوا فيه 5,500 جنيهاً استرليني للإسعاف الطائر الذي يعتمد علي التبرعات.
****************

المفكرة 06-10-2010 05:12 PM

2. المحاصر
الدب علي بعد 7 متر, رأسه منخفضة و يتحرك نحوهم ببطء, الجميع يصيح لإخافته و لكنه تقدم نحوهم بدلاً من الفرار.
لا يحب أهالي آلاسكا تيم تريدويل لأنه غريب و ليست لديه خبرة في التعامل مع الطبيعة.
ظل تيم يحضر إلي ألاسكا علي مدي 13 سنة كي يخيم كل ربيع و خريف وحده في أرض الدببة. كان تيم يغني و يقرأ للدببة علي حواف شاطئ كاتيما في ألاسكا و يطلق عليهم أسماء مثل السيد شيكولاتة و حلويات. كان تيم يقف أمام حيوان بري وزنه 500 كجم و له أظافر طولها 10 سم و أنياب طولها 5 سم.
يزعم تيم أنه عثر علي مملكة من الحيوانات المسالمة التي لا تخاف الإنسان. كان تيم يقترب من الدببة زاحفاً علي أربعة أرجل و يحييهم بصوت رقيق "أهلاً أيها الدب الصغير, أحبك" و يقترب بكاميرا و كاميرا تسجيل فيديو ملتقطاً صوراً و أشرطة فيديو.
دب جريح سمّاه ميكي زحف بجوار خيمة تيم حيث نام لأسابيع حتي تعافي. كانت أمهات الدببة تترك أشبالها بجوار تيم. على مدى تاريخ حديقة الكاتيما الوطنية الممتد لخمس و ثمانين عاماً لم يصب دب شخصا بأذى. و لكن هذه الحيوانات الضخمة ليست مسالمة .
لم يحمل تيم مسدساً رغم أنه هوجم من الدببة مرتين. يستخدم البعض وسائل حماية غير قاتلة مثل رشاش الفلفل و الصاعق الكهربائي. في مرة استعمل تيم الرشاش ضد دبة سماها كب كيك و لكنه أقسم أن لا يستعملها ثانية حين رأي الألم الذي سببّه للدب. لأن رسالته هي النوايا الحسنة و ليس الخوف.
يعرض تيم أشرطة الفيديو علي تلاميذ المدارس كما يعرضها في المعارض المختلفة. أحب الأطفال تيم و تعلموا الكثير من الحقائق عن الدببة. و عندها نشأت جماعة الدببة و هي منظمة لها موقع علي الانترنت تخصصت في حماية الدببة و دراستهم و تثقيف الناس بشأنهم.
لم يوافق العديد من علماء البيئة علي تصرفات تيم حيث أن تعليمات المنتزه أن لا يقترب أحد من الدببة و أن يترك بينه و بين الدب مسافة 50 متر, و قد اقترب تيم أكثر من ذلك بكثير كما أنه زعم أن الدببة البنية معرضة للإنقراض و هذا ما لم يوافقه عليه العلماء.
قابل تيم ايمس هاجنرد في محاضرة كان يلقيها فأعجب بها و تزوجها و اصطحبها معه إلي آلاسكا في صيف 2003.
لكن هذا الموسم كان مختلفاً عما مضي في نهاية شهر سبتمبر كان من الصعب علي الدببة البقاء جافة و دافئة مع بدء هطول الثلج. كانت حركة الدببة مختلفة و عشوائية علي غير العادة. العلماء الذين راقبوا حركة الدببة قالوا أن البحيرة يأتيها 15 دباً في العادة، و في هذا العام ظهر 60 دباً . عادة ما يكون هناك 4 شجارات بين الدببة في الإسبوع و الآن هناك 10 شجارات يومياً. بسبب تغير الجو فشل محصول التوت الذي يعتمد عليه الدببة لإمدادهم بالطاقة قبل البيات الشتوي، كما أن كمية و حركة سمك السالمون في البحيرة كانت محدودة و بطيئة و لم يكفِ السمك كطعام للدببة.
عندما نزل الطيار ويلي علي شاطئ البحيرة لالتقاط تيم و إيمي لم يجدهم في انتظاره, ربط ويلي الطائرة و أسرع إلي المخيم بحثاً عنهم فانتابه شعور غريب فقرر أن يعود إلي الطائرة ليستطلع المنطقة و عندها وجد دباً يتقدم نحوه بهدوء فقفز إلي طائرته و ارتفع بها. يقول ويلي,” لقد هاجمتني دببة من قبل و لكن ذاك الدب كان ينوي ***ي" عندما حلق ويلي فوق المخيم وجد الخيام مسطحة و وج دباً كبيراً أمام المخيم يتغذي علي ما يشبه القفص الصدري لآدمي.
اتصل ويلي بالشرطة الذين بعثوا حراس الغابة لاستطلاع الأمر فحضر مجموعة منهم إلي المعسكر و معهم بنادقهم و فجأة وجدوا دباً يجري نحوهم فصاحوا به كي يخيفوه فلم يتوقف و إنما استمر يجري نحوهم فأطلقوا عليه النار و ***وه. وجد الحراس بقايا أيد و ذراع آدمية في المعسكر و في الخارج كانت جثة تيم و إيمي حيث ***هما الدب و انتزع أعضاءهما . وضع الحراس الجثث في أكياس بلاستيكية. عند فحص أمعاء الدب المقتول وجدوا بقايا آدمية فيها مما يدل أن الدب المقتول هو قاتل تيم و زوجته.
وجد الحراس كاميرا فيديو سجلت حادثة ال*** كلها حيث هاجم الدب تيم . قوة هذا الدب تعادل قوة و سرعة قطار شحن. بقي تيم يصرخ لمدة 6 دقائق أثناء مهاجمة الدب له و بقي تيم يصارع الموت و بعدها بقليل هاجم الدب إيمي و ***ها.
يظن أحد العلماء أن صرخات إيمي المماثلة لصرخات الحيوانات الصغيرة التي يتغذي عليها الدببة جعلت الدب يعود لإفتراسها.
أخطأ تيم باقترابه الشديد من الدببة فهي حيوانات برية و ليست أليفة أو مسالمة. و لعل الدببة ظنته أحدها و في مملكة الدببة يمكن تأديب أحد الدببة العاصية التي ترفض الحركة بمهاجمته و ***ه و بالتالي يمكن أن يكون *** تيم عقاباً له و ليس للتغذي عليه. كان موت تيم صدمة للكثيرين, و لكنه ساهم في جهود حماية الدببة و تعريف الناس بهم و إثارة إهتمامهم بهم.
****************

smsma81 07-10-2010 01:13 AM

ماأروع هذه الحكايات ابدعتي.نجرجو المزيد

المفكرة 09-10-2010 10:21 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة smsma81 (المشاركة 2725212)
ماأروع هذه الحكايات ابدعتي.نرجو المزيد


مرحبا بك مجددا سمسمة ، جزاكِ الله خيرا و وفقك لما يحب و يرضى.
طلبك مجاب بإذن الله.

المفكرة 09-10-2010 10:26 AM

3.طفلتان بقلب واحد و فرصة واحدة.
رسم الدكتور ستيفن فيشمان توأم سيامي علي لوحة في غرفة الإجتماعات بمستشفى بوسطن وربطهما عند الصدر و رسم بداخلهما قلب واحد يمتد فيهما.
نظر دكتور فيشمان إلى أبوي التوأم رامون و ساندرا سوتو ثم قال,"بعد ولادة التوأم يجب فصلهما فوراً و إلا ماتتا من أول يوم.و إذا فصلناهما فمن المستحيل أن تعيش كلتاهما".ترجم موظف بالمستشفي كلمات الطبيب للأسبانية ليفهمها الأبوان. أدرك الطبيب مدي الحب الذي يشعر به الأبوان لطفلتيهما.و تساءل إن كان بإمكانه إنقاذ إحداهن.
رامون و ساندرا من بورتريكو في أمريكا الجنوبية و عندما حملت ساندرا عام 1998 ذهبت للكشف الدوري في المستشفى و عندها أظهرت الموجات فوق الصوتية أن الطفلتين ملتصقتان من الصدر و البطن (و هذا ما يطلق عليه توأم سيامي) و لأن القلب مشترك بينهما فقد توقع الطبيب موت الطفلتين و عرض عليها الإجهاض. رفضت الأم و قررت انقاذ الجنين.
كان رامون قد رأى برنامج بالتلفزيون عن طفل من بورتريكو تم إنقاذه في مستشفي الأطفال في بوسطن , و لم تكن لديه أي معلومات عن المستشفى و لكنه قرر الإتصال علي أي حال. و لأن حظه طيب فإنه قد اتصل بمستشفى له خبرة بالتوائم المتصلة. عندما انصت دكتور فيشمان لقصة رامون أدرك أن الطبيب الأول لم يخطئ لأنه عندما يتشارك توأمان قلب واحد عادة ما يكون القلب مشوه بشكل قاتل. و لكنه لم يحب أن يحرمهما من الأمل لذلك فإنه أخبرهما أنه يرغب في تقييم الوضع و مساعدتهما.
وجهت طبيبة القلب ماري دير فيلد عصا الموجات الصوتية إلى بطن ساندرا و أخذت تدرس الصور الرمادية و البيضاء و السوداء التي ظهرت علي شاشة الفيديو. بدا القلب طبيعياً.
و بمتابعة الفحص أدركت الطبيبة أن أحد الطفلتين لا يصلها الدم مباشرة من القلب. كيف يصلها الدم إذاً؟ تابعت ماري عرض أشرطة الفيديو تباعاً حتي أدركت المشكلة بوضوح. في اليوم التالي ذهبت لترى فيشمان, قالت ماري,"الدم يسري من الطفلة ذات القلب إلي الأخري عبر شرايين في الحبل السري ثم يعود إلى الأولي عبر وريد في الكبد المشترك بينهما." اندهش فيشمان و قال,"لم أسمع بهذا الأمر من قبل." قالت ماري,"و لا أنا, لا يوجد حالة سابقة مماثلة لهما."
عندها قال فيشمان,"إذا يتعين فصلهما عند الولادة حالاً. لأن الحبل السري سيتم شبكه و قطعه فور الولادة و ذلك سيقطع الدم عن التوأم التي بلا قلب, فتموت في دقائق, و إذا لم يسرع فيشمان فإن السموم و حمض اللاكتيك من الطفلة الميتة سي*** الطفلة الأخرى.
أحضر الطبيب الأبوين إلى غرفة الإجتماعات و رسم لهما الصورة و أخبرهما بأن أحد التوأمين ستموت و أنه لا يقدر أن يعد بأن الأخرى ستعيش. و عندها قال الأبوين," نحن نثق بك و نعطيك الإذن بأن تفصل التوأم."
تتكلف العملية بضع مئات ألوف الدولارات, و لا يملك آل سوتو إلا القليل من المال و ليس لديهما تأمين صحي كي يغطي التكاليف. تنازل دكتور فيشمان عن أجره كما تنازل المستشفى عن أجره. المال أمر مهم و لكنه لم يكن العقبة الوحيدة أمام العملية. عادة ما يدرس الأطباء تشريح التوأم المتصل لمدة أسابيع أو حتي شهور قبل عملية الفصل و هذا غير ممكن إذ يجب إجراء الجراحة فور الولادة. لرسم خريطة جراحية أخذ طبيب الولادة و طبيب الأشعة العديد من صور الأشعة المقطعية ثلاثية الأبعاد و التي صمّم علي أساسها فيشمان الخطة الجراحية مع فريق مختار من الجراحين. و لكنه كان يخشى أن يكون هناك وعاء دموي رئيسي لم تصوره الأشعة. "ماذا لو قابلنا شيئا لم نكن نتوقعه؟"
حدث بالفعل أمر غير متوقع, قبل موعد الولادة بإسبوع, شعرت ساندرا بصداع شديد و ألم في بطنها و عندما وصلت المستشفى كان ضغطها مرتفعاً بالإضافة لوجود الكثير من البروتين في بولها و هي علامات مرض خطير يهدد حياتها و لذلك تعين توليدها في الحال.
اتصلت طبيبة التوليد ديانا بفيشمان و أخبرته بذلك فأخبرها أنه من المستحيل أن يتم توليدها إلا إذا كانوا علي استعداد لفصل التوأم و إلا ماتتا في الحال. و لكن ديانا أصرت إذ أن حياة الأم في خطر. أخذ فيشمان يفكر, الساعة السابعة صباحاً في عطلة نهاية الإسبوع, كم من فريقه الجراحي موجود خارج المدينة؟ في المساء سيقام حفل زفاف أخت زوجته قال فيشمان لزوجته ," أنا آسف." فقالت," لا يهم, اهتم بأمر الطفلتين."
لحسن الحظ, استجاب معظم الطاقم الجراحي للإتصال بالتليفون و تواجد الجراحون في المستشفى الساعة الثامنة و النصف حيث انتظروا في حجرة العمليات 22 بينما تواجد فيشمان في حجرة الولادة في الشارع المقابل في مستشفي النساء.
تمت الولادة بيسر و عندما أخرجت طبيبة التوليد الطفلتين فإن كلتاهما كانت تبدو بلون وردي و بدأتا في الصراخ بشكل طبيعي. أثار المنظر إعجاب فيشمان, الطفلتان متقابلتان وجهاً لوجه و قد التف ذراع كل منهما حول أختها.
تم نقل الطفلتين بسرعة إلى مستشفى بوسطن عبر جسر للمشاة حيث بدأت إحداهما تبرد و لونها يغمق دليلاً علي أنها تموت. بدأ فيشمان العمل بفصل الصدر و القلب ثم قسم الكبد المشترك بينهما ثم بدأ في خياطة الأوعية الدموية المقطوعة, كان عملاً مرهقاً و بطيئأً ثم أغلق الصدر بغرز خارجية و أنهى العملية و كانت الساعة الرابعة لذلك بوسعه أن يلحق بحفل الزفاف.
اتصل فيشمان بساندرا ليخبرها أن العملية سارت علي ما يرام. ثم خرج إلى الأب ليخبره بأن ابنته في حالة حرجة و لكنها ثابتة. مرت الطفلة من العملية بسلام و هي الآن في الثانية من عمرها و لا تعاني من أي مشاكل صحية.

المفكرة 10-10-2010 07:43 PM

4. انقاذ رايان
شرطي له ابن يموت و عالم في أثر القضية.
كان مارك دانت (شرطي أمريكي عمره 32 عاماً) يلعب مع ابنه ذي الثلاث أعوام كرة البيسبول كثيراً. تعلم رايان اللعبة من والده منذ تعلم المشي فأجادها و أظهر فيها موهبة لذلك كان والده يحلم بأن يحترف الصغير اللعبة يوماً ما. لم يكن أحد ليتنبأ بما سيكون عليه الأمر بعد ذلك, إذ كان رايان صورة الصحة الكاملة.
أخذ الأب ولده للفحص الدوري فلم يعجب طبيب الأطفال الحجم الكبير للرأس و الكبد فطلب من الأب زيارة طبيب جينات متخصص, و قد أجري الطبيب المتخصص تحليلات ثم استدعى الوالدين إلي مكتبه حين ظهرت النتيجة.
قال الطبيب," رايان مصاب بمرض جيني يدعي م.ب.س.1 , ابنكما ينقصه إنزيم لكسر السكر في الخلايا و إطلاق الطاقة. بدون هذا الإنزيم, يتجمع السكر في الخلايا و يسدها و يترسب في المفاصل فتتصلب و تتدمر الأعضاء. المصابين بهذا المرض لا يحيون أبعد من سني المراهقة. هذا المرض بلا علاج. إنه مرض نادر و لايصيب سوى عدة آلاف من الأطفال في العالم, لذلك تحجم شركات الأدوية عن تمويل الأبحاث.شيء واحد تستطيعان فعله لرايان, هو أن تحباه ما دام على قيد الحياة."
في نفس الوقت الذي أصيب فيه رايان, كان هناك عالم ألمعي يدعى إميل كاكيس ينظف أرضية و حوائط معمله الجديد الذي أنشأه في بيت صغير متهالك في كاليفورنيا. هذا العالم حاصل علي الدكتوراة في الكيمياء الحيوية و لديه تدريب في علم الجينات، كما أنه حائز على منحة من مركز طبي مرموق و لكن ينقصه المال. ليس لديه التمويل الذي يمكّنه من توظيف مساعدين أو الحصول على معمل. لذلك استعان بمساعد واحد يعمل جزءاً من الوقت و بمساعدة والد زوجته الذي يعمل مقاولاً، استأجر مخزناً خلف المركز الطبي و حولّه إلى معمل. كاكيس عالم شديد التركيز قد وجد منطقة من العلم لم يستكشفها الكثيرون و لديه احتمال لحل, لذلك جعل مهمته تصنيع الإنزيم المفقود و علاج مرضى م.ب.س.1
عاد الأبوان إلى حياتهما بعد تشخيص مرض رايان و استمرا يشعران بالحزن شهوراً عديدة.
كان مارك لا ينام الليل و عقله يفكر طوال الوقت بمرض ابنه. بناء على نصيحة الطبيب, طار مارك إلى مدينة دنفر لحضور مؤتمر عن هذا المرض تقيمه الجمعية الوطنية لمرض م.س. و هي منظمة لأهل المصابين بهذا المرض. هناك رأى مارك بشاعة المرض و تأثيره على أطفال فقدوا القدرة على الحركة حين تصلبت مفاصلهم . أطفالاً في الثانية عشر بذكاء مماثل لمن في نصف عمرهم. هذه المناظر أعطت مارك فهماً جديداً لمعنى الشجاعة. و بدلاً من أن يشعر هؤلاء الأولاد بالأسى لما أصابهم, كانت روحهم المعنوية عالية أما آباؤهم فكانوا أكثر الآباء حناناً و مودة.بشكل ما استطاع هؤلاء الآباء قبول المرض الذي ي*** أولادهم.
ليس مارك. ترك مارك دنفر عازماً أن يقي ابنه مصير هؤلاء الصبية. و لكن كيف؟ عندما أصبح رايان في الصف الأول الإبتدائي بدأ المرض يشدد قبضته عليه، فصار يشعر بصداع و غثيان. ثم أصبح يتقيأ كثيراً و لم يعد قادراً على الذهاب للمدرسة أياماً كثيرة فأعاد العام الدراسي مرة أخرى.
بعد عام من الأبحاث و تنمية الخلايا في أنابيب الإختبار و تنقية الإفرازات البروتينية, استطاع كاكيس أن ينتج الإنزيم المفقود. اختبر الإنزيم على كلاب مصابة بالمرض و بعدها بأسابيع حصل على نتائج مذهلة. الترسبات المؤذية في أعضاء الحيوانات بدأت تتكسر. بعد مرور شهور على أبحاثه, أخذ يعجز عن تحقيق هدفه, إذ بدون مال أو مساعدين متخصصين في انتاج الإنزيمات فإنه لن يستطيع المواصلة.
في خريف عام 92 أسس مارك و زوجته مؤسسة رايان الخيرية لجمع التبرعات للأبحاث الخاصة بمرض م.ب.س فتعاون معهم الكثير من المتطوعين الذين جمعوا تبرعات من الشركات و نظموا مسابقات للصيد يكون ريعها للمؤسسة. أول حدث تم تنظيمه كان بيع لبعض المخبوزات البيتية و كان الربح 342 دولار فقط و لكنهم استطاعوا تنظيم مسابقات اسبوعية للجولف دخل كل منها لا يقل عن 25,000 دولار. أعطى مارك المال لمؤسسة م.س. ب
و لكن المال لم ينفع رايان الذي بدأت حاله تسوء و لم يعد بإمكانه أن يلعب في الملعب مع أقرانه.انتفخ كبده إلى ضعف حجمه. و احتاج إلى جراحة لوجود جزء مثقوب من أمعائه. و بعدها هاجمه ألم شديد في ظهره و رقبته و أظهرت عينة من السائل الشوكي (سائل يحيط بالنخاع الشوكي و هو حبل عصبي موجود بداخل العامود الفقاري) أن ضغط هذا السائل مرتفع بصورة خطرة. لم تنهزم روح رايان و رغبته في الحياة مثل أقرانه. في المدرسة يجري زملاء رايان حول الملعب ثلاث مرات و حين لم يستطع رايان أن يجري , أخبره المدرب أن يكتفي بدورتين و لكنه أجاب,"لا أحب أن أكون مختلفاً عن أي زميل."
بحلول عام 94 بدأ كاكيس ييأس, فإن أي من شركات الأدوية التي حاول أن يقنعها ببحثه لم ترغب في تمويل بحثه.
كان مارك و زوجته يحضران مؤتمراً خاصاً بمرض م.ب.س في مدينة أورلاندو عندما اقتربت منهما باحثة و أخبرتهما أن هناك باحث في كاليفورنيا قد تقدم في أبحاثه و لكن ينقصه التمويل لذلك فإنه توقف. بعد ليلة قضاها مارك بلا نوم متسائلاً إن كانت تلك هي المعجزة التي يطلبها، اتصل بكاكيس و أخبره عن مؤسسة رايان.و أخبره بأن كل دولار تكسبه المؤسسة سيذهب لتمويل أبحاث كاكيس. و برغم من قلق الأبوين من أن الحل قد يأتي متأخراً بالنسبة لرايان فإنهما كانا يأملان في أن يجد كاكيس حلاً لهذا المرض.
بدأ الأولاد في المدرسة يسخرون من مرض رايان و أصابعه المقوسة. و حين لم يعد بإمكانه أن يمسك بمضرب البيسبول فإن والده ثبت شريط فليكرو لمقبض المضرب و قفاز رايان.
أصبح شغل مارك الشاغل هو إنقاذ رايان و مرضى م.ب.س . استغنى مارك عن أجازاته و وقت الترفيه و لعب المباريات و شغل كل هذا الوقت في الدعاية و جمع المال لمؤسسة رايان. لقد تخلى عن حلمه في أن يكون رئيساً للبوليس لأن إنقاذ حياة هؤلاء الأطفال أهم من عمله.
لمدة ثلاثة أعوام, جمع مارك مئات ألوف الدولارات و أرسلها إلى كاكيس الذي يصل إلى معمله باكراً و ينصرف منه بعد منتصف الليل. و في النهاية تمكن كاكيس من تنقية الإنزيم.
كانت تلك هي العقبة الرئيسية في عمل كاكيس و قد أزالها. يحتاج الآن إلى مبالغ كبيرة من المال لإجراء تجارب على البشر تثبت فاعلية الدواء. و بالرغم من عدم وجود المال, استمر كاكيس في عمله, فإنه إذ رأى معجزه طمع في معجزة أخرى.
وصلت أخبار نجاح كاكيس إلى جرانت دينيسون الرئيس التنفيذي لمؤسسة تعمل في التقنية الحيوية و كانت تعمل على اكتشاف علاج للمرض. تقابل الرجلان و وجدا أنهما يعملان لنفس الهدف. في أخريات عام 96 استمع كاكيس فى دهشة إلى دينيسون و هو يخبره في أن مؤسسته ترغب في التعاون معه لوضع علاجه بالسوق و أنها ستعطيه ما يحتاجه و هو مبلغ خمسة مليون دولار.
في فبراير 98 , بدأ رايان علاجه بالمركز الطبي, حيث تم اختياره ضمن عشرة أطفال لبدء العلاج التجريبي الذي طوره دكتور كاكيس. بواسطة ماكينة صغيرة، تم توصيل المحلول الذي يحمل الإنزيمات بحقنة ليدخل جسم رايان. بعد اسبوع، زال انتفاخ البطن. و بعد ستة أشهر بدأت الأعضاء تستعيد حيويتها و زال تورم الكبد و أصبحت لديه طاقة صاروخ.
يحقن رايان بالإنزيم على مدى أربع ساعات من كل إسبوع في المركز الطبي. منذ بدأ العلاج زاد وزنه 14 كجم. و طال بمقدار 12 سم. زال عنه الصداع و استعادت أصابعه استقامتها بشكل ملحوظ و لم يعد يسخر منه زملاؤه بالفصل لأنه لم يعد أقصر ولد بالفصل.
عاد رايان لممارسة البيسبول و أخرج الكرة و المضرب من معتزلهما و انضم لفريق المدينة. أما أباه فإنه سجل في نفس الفريق ليلعب مع المرحلة العمرية المتقدمة كي يستمر في شراكته مع ابنه و على مدى العامين السابقين يحضر الإثنان كل المباريات معاً.
يتمنى دكتور كاكيس و عائلة رايان أن توافق منظمة fda على الدواء لطرحه بالسوق. كما أن مؤسسة رايان لازالت تجمع مالاً للبحث في العلاج باستبدال الجينات و هو العلاج الحاسم لهذا المرض.
****************

smsma81 11-10-2010 03:30 AM

جميله جددددددددددددددا انا احب هذا النوع من القصص .واستعيره دائما من المكتبه .من كتاب الي اثنين في الاسبوع .
رعاك الله وجزاكي خيرا

المفكرة 11-10-2010 06:34 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة smsma81 (المشاركة 2737430)
جميله جددددددددددددددا انا احب هذا النوع من القصص .واستعيره دائما من المكتبه .من كتاب الي اثنين في الاسبوع .
رعاك الله وجزاكي خيرا


جزاكِ الله خيرا و وفقك لما يحب و يرض
ى.
و أهلا بك و مرحباً

المفكرة 11-10-2010 06:35 PM

5. منقذ السفن الجانحة
ينتقل هذا المغامر بين جزر المحيط الهادئ لإنقاذ السفن الجانحة
جنحت الناقلة العملاقة انرو آسيا (طولها 182 متراً) على شاطئ صنشاين قرب أستراليا، و راحت تتحطم بسبب الأمواج العالية، كان على إيان لوكلي انقاذ هذا الحطام الغالي. و كان عقد العمل الذي أبرمه مع مالك السفينة ينص على أن يأخذ إيان أجره بعد إنقاذ الحطام. راهن لوكلي علي نجاحه بتعويم السفينة، ذهب إلى المصرف و طلب قرضاً بمليون دولار و رهن مقابله بيته و سيارته و زورقه و خلال أربع أيام عصيبة صرف إيان هذا المبلغ في شراء طوافات و مراسي و زوارق قطر و دفع أجور مهندسي كمبيوتر .
انتظر إيان حتى يبلغ المد أقصى ارتفاعه كي يبدأ عمله أما الآن فإن العاصفة على أشدها تنذر بكارثة مدمرة. بدأت عملية الإنقاذ، حيث تم توصيل الناقلة الغارقة بخمس زوارق قطر قوة محرك إحداها عالية (18 ألف حصان) حيث سحبتها إلى المرسى.
إن انتشال سفينة جانحة وسط عواصف هوجاء ليس أمراً خارجاً عن المألوف في مهنة مهندس مغامر أشرف على إنقاذ مئة سفينة من حيود صخرية و شواطئ. و حين يعجز مالكو السفن عن التصرف فإنهم يستدعون إيان الذي يحقق ما يعجز عنه الآخرين.
أفكار مبتكرة:يبلغ لوكلي الخمسين و هو مغامر حذر يحسب كل خطوة و يستخدم الأقمار الصناعية التي تكشف الحطام تحت الماء و أجهزة هاتف مكبرة للصوت تحت الماء.
في الخامسة عشرة من عمره ابتكر مع رفيقه غاريك جهاز غطس سارا به في نهر بقرب بيته. كان الجهاز مصنوعاً من علبة معدنية و منفاخ إطارات و خرطوم مياه. عمل إيان خراطاً متمرناً في إصلاح الجرافات و لكنه كان يعمل في نهاية الإسبوع مع غطاس متمرس فتعلم مهنة تقطيع المعادن و صناعة الآلات جنياً إلى جنب مع الغطس.
حين كان لوكلي في الحادية و العشرين من عمره انقلبت رافعة رمل ضخمة على الشاطئ و انحبس بها بضعة أشخاص فغطس في أروقتها المعتمة الممتلئة بالماء و أنقذ الآحياء و نال تقديراً لعمله وسام الشجاعة.
عام 67 عمل إيان لوكلي مهندساً في سفينة استطلاع، فجال في جنوب المحيط الهادئ و بينما كان يمارس الغطس في وقت فراغه، عثر على حطام سفينة شحن. و رأى سبائك من الألمونيوم خارجة من السفينة. اعتبر الغطاسين هذه السبائك خردة بلا قيمة لكن إيان قدّر أن كلاً منها تساوي 20 دولاراً. عام69 أجرى إيان غطساً استكشافياً إلى السفينة ثم وقّع عقداً مع مالكيها لإنقاذها. جمع إيان و زميله غاريك ما لديهما من مال لشراء زورق قطر طوله 13,7 متراً وأطلقا عليه اسم سلمار و استدانا باقي المبلغ من البنك حيث عرضا السبائك على مدير المصرف فأعطاهما القرض. كان سلمار بحاجة إلى مراسي و سلاسل و معدات أخرى فتوقف إيان عند إحدى الجزر حيث عثرا على حطام سفينة و انتزعا منه ما ينقصهما من معدات. صادفا فريق إنقاذ كان يحاول انتشال زورق صيد كوري. اقترح إيان على الفريق إدارة مقدمة الزورق الغارق في مواجهة الآمواج المتقدمة إلى الشاطئ ، و بذلك تساعد الأمواج على رفع المركب بدلاً من أن تتكسر فوقه و تحطمه. نجحت الفكرة و عام المركب و قبض إيان و غاريك نصيبهما، 24 ألف دولار جاءتهما هبة سعيدة غير متوقعة.
تمكن إيان و غاريك من انتشال 110 ألف كيلو من السبائك مع أجزاء أخرى من المعادن و المعدات قيمتها 23 ألف دولار.
علم إيان من السكان المحليين أن ثمة حطاماً في بحيرة ضحلة قريبة. فتفحص الحطام و وجد داسراً برونزياً ملقى في المياه الضحلة يصعب انتشاله فمزج بعض المتفجرات و صنع منها قنبلة و ضعها تحت المعدن فانفجر و سقط في المياه العميقة و عندها أمكن انتشاله و بيعه خردة بمبلغ 6000 ألاف دولار.
انتظروا النهر: في مياه المحيط الهادئ حيث تنتشر الجزر المرجانية المزدانة بشجر النخيل كلالئ على سجادة خضراء، عمل إيان في انقاذ السفن الجانحة المهددة بالغرق.فكان يلبي نداءات الإستغاثة في أي وقت تأتيه من أماكن بعيدة.و كان ينام و الخرائط البحرية ملصقة على الستائر بجوار فراشه.و ما أن يبلغه النداء حتى ينهض و في أقل من ساعتين يكون قد هيأ معداته و انطلق في مغامرة بين الجزر الجميلة الخطيرة. تقول زوجته:"الأمر بالنسبة لي أصعب من الزواج باطفائي. فما أن يرن الهاتف حتى ينهض إيان و يرحل،و قد يمر شهران قبل أن أراه ثانية."
في أحد المرات بعدما عاين إيان مركباً جانحاً في جزيرة تاراوا المرجانية، ركب طائرة صغيرة و بعد دقائق اكتشف ربان الطائرة أن سكاناً محليين سحبوا الوقود من خزان الطائرة لتزويد دراجاتهم النارية، فاضطر إلى الهبوط على قطعة أرض ضيقة و قد فرغ الخزان من الوقود تماماً.
و في غمار إعصار بحري هب على جزيرة فيجي جرف مركب كبير إلى طريق المطار و لرفع القارب اقترح الخبراء تقطيعه و نقل القطع إلى الشاطئ حيث يعاد تجميعها. لكن إيان استأجر جرافتين و انتظر في المطار مترقباً فيضان النهر المجاور. و حين فاض النهر عام المركب فقطره إلى مرساه على غير علم المسؤولين. و في صباح اليوم التالي بلغه أن مالكي السفينة عرضوا 5075 دولاراً لمن يتولى تقطيعه و نقله إلى الشاطئ فعقد معهم الإتفاق ثم قال :"المركب يرسو الآن في الميناء."
عام 74 واجه إيان تحد كبير حين جنحت سفينة شحن بريطانية و استقرت في الشعب المرجانية بجزيرة فيجي فعام مقدم السفينة و غرق مؤخرها على عمق 250 متراً.
صنع إيان جهاز به بكرات عملاقة مستخدماً أسلاكاً سميكة و بكرات بحجم عجلات سيارة. ثم اشترى هيكل مركب صيد محترق ب6195 دولاراً و شدّه بأسلاك إلى الرافعات و نسف قعره و أنزله في العمق بطول أسلاكه مثّبتاًَ إياه كمرساة تحت جانب عامودي من الشعب و أخيراً بدأت مهمة الإنتشال. أدار محركات السفينة لاحداث اهتزاز و شدّها إلى الخلف و في الوقت ذاته شدت ثلاث سفن قطر بأقصى طاقتها فانقطع سلكان منها و ثبت واحد. و إذا بالسفينة تتحرر من مجثمها و تعوم في المياه فأوقف محركاتها. لم يلحق بالسفينة سوى أضرار طفيفة فقامت بشحن حمولة سكر و سافر إيان و زوجته على متنها لتمضية عيد الميلاد في ماليزيا.
كانت باخرة الركاب الأمريكية (بريزيدنت كولدج) إحدي السفن الكبيرة الغارقة في البحار الجنوبية منذ الحرب العالمية الثانية. و قد غرقت حين اصطدمت بألغام عام 42 و لم تزل مستقرة في المياه على عمق 65 متراً. كست بدنها الضخم قشرة من المرجان، و كان الوقود يرشح منها. و في عام 75 وقّع إيان عقداً لضخ الوقود منها فنجح في ضخ 750 ألف كيلو إلى زورق قطر قديم، و منها إلى قارب سياحي. وأثناء العملية ضرب المنطقة زلزال سمع دويه كالرعد و غّطت الرواسب صفحة الماء، إلا أنها لم تؤثر في أعمال الغطس و الضخ.
ليس منجم ذهب: المنافسة حادة في مجال الإنقاذ، غير أن إيان له خبرة واسعة و ذلك يعد ميزة في هذا المجال. يبدأ عمل الإنقاذ بالإسراع في طائرة أو زورق إلى مكان الحادث، يلي ذلك غطس لتفحص الأضرار غالباً ما يتم في بحر هائج فيما الأمواج تحرك السفينة حتى تكاد أن تلامس رؤوس الغطاسين. ثم يلقي نظرة على خرائط السفينة و يقدر ما يقتضيه تعويمها. و يكون ذلك بحسب توافر التمويل.
و غالباً ما يتنازع المهندسون و ربان السفينة و المالكون ثم يضغط المالكون على شركة التأمين. و ينازع التأمين شركة تقدير الخسائر في المبلغ الذي ترصده و يكون متعهد عملية الإنقاذ في وسط المعمعة. و قد تمر ثلاث سنوات قبل أن يدلي المحكّمون برأيهم و قد لا يتقرر مبلغ الكلفة الفعلية قبل سنتين. و عندها يقبض متعهد الإنقاذ ما له و يدفع ما عليه. يقول إيان:"إن هذه المهنة سبيل للعيش و لكنها ليست منجم ذهب."
في عام 85 اشترى إيان السفينة أوشين روفر و طولها 50 متراً كانت تؤمن المؤن لحقول النفط. على متنها شاشات التلفزيون و عليها صور سفينة شحن يابانية غرقت مقدمتها في المياه مما بعثر حمولتها من الزنك و الفولاذ و أجهزة الكمبيوتر. إلى أن استقرت على عمق 650 متراً تحت الماء. استخدم إيان غواصة مصغرة تعمل بالتحكم عن بعد مزودة بآلة تصوير دقيقة و ذراعاً آلياً تلتف حول السبائك و تنتشلها.مشروع إيان المقبل هو تحسين رافعة للأعماق مجهز بذراع آلية و يوّجه من السفينة للوصول إلى أعماق ألف متر.
****************

faten forever 11-10-2010 07:51 PM

لا حرمنا الله ابداعاتك وموضوعاتك الفلسفيه عميقه المغزى والمعنى

تقبلى تقديرى واحترامى

الأستاذة ام فيصل 12-10-2010 11:49 AM

دمت لنا ...رائعة ديما
تحياتي ودعواتي

المفكرة 16-10-2010 10:28 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأستاذة نغم محمد (المشاركة 2740092)
دمت لنا ...رائعة ديما
تحياتي ودعواتي

دامت لي الصداقة و الدعاء بظهر الغيب.
حفظك الله من كل مكروه.

المفكرة 16-10-2010 10:32 AM

6. الغوص داخل الكهوف
هادئ، مظلم و مخيف جداً، لا مجال للخطأ في رياضة الغوص في الكهوف فالخطأ يعني الموت و لكن وس سكيلز لا يبالي.
في نظام الكهوف الموجودة في مياه بحر المكسيك يخاطر وس سكيلز (43 عاما) لاستكشاف أعماق الكهوف. غاص سكيلز 3000 مرة في البحار المليئة بالكهوف و لكنه لازال يطمع في المزيد من المغامرة. يستعد سكيلز للغوص فيبدو كأنه يستعد لرحلة في الفضاء الخارجي، يضع وس اسطوانتان من الأكسجين على جانبيه متصلان بأنابيب و منظّم و مصباح. يغوص سكيلز 20 متراً في شبكة من الكهوف تحت مياه البحر و يسبح 300 متراً كي يمسح هذه الكهوف و يرسم لها خرائط. يتردد سكيلز عند منطقة ضيقة قطرها مماثل لإطار سيارة مخافة أن ينحشر بداخلها. يفك سكيلز اسطوانات الهواء و يسحب واحدة بين ساقيه و يدفع الأخرى أمامه. يتشبث بأصابعه في حوائط النفق من الحجر الجيري. يدفع نفسه للأمام بضع سنتيمترات كل مرة. في النهاية ينحشر في حفرة مغلقة النهاية. وجهه مضغوط إلى حائط من الصخور، قدماه ملفوفتان فوقه. يفكر سكيلز يبدو أنني سأموت هنا . يحاول سكيلز أن يبقى هادئاً . أدرك أن أمله الوحيد هو أن يصّغر نفسه، يتخلص من معداته حتى يستطيع أن يلف و يتراجع. يحرّر نفسه من زعانفه و بمهارة تشبه الساحر يلتوي حتى يلف، يضغط نفسه ويخرج. إحدى الإسطوانتين فارغة و الثانية فرغ نصفها، لابد أن يصل إلى فتحة الكهف قبل أن تفرغ الإسطوانة من الهواء.
يكافح سكيلز كي يخرج من هذا النفق. أصابه الفزع. انزلقت اسطوانة الأكسجين التي بها هواء و وقعت في النفق ثانية. يعود ثانية إلى الممر لإحضارها، يتلمس طريقه في الظلام و يجده. عندما وصل إلى سطح الماء كانت قد بقيت له دقائق من الهواء.
***************

المزيد عن الغوص لإستكشاف الكهوف المائية حين نلتقي مجدداً




المفكرة 16-10-2010 10:33 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة faten forever (المشاركة 2738646)
لا حرمنا الله ابداعاتك وموضوعاتك الفلسفيه عميقه المغزى والمعنى

تقبلى تقديرى واحترامى

جزاكِ الله خيرا و حفظك من كل مكروه . دامت لي الصداقة و عمق المودة.

المفكرة 17-10-2010 08:02 PM

تعد رياضة الغوص في الكهوف من أخطر الرياضات. لا يوجد نسبة إصابات، بل نسبة وفيات. في فلوريدا غرق 350 شخصاً. و لكن المزيد من الناس يتحدّون هذه الكهوف.
عندما بدأ سكيلز الغوص كان في الخامسة عشر من عمره. و بسبب خبرته الواسعة ساهم في وضع إجراءات السلامة لهذه الرياضة. لدى سكيلز و شريكه بيتر بت شركة استشارات مختصة بشؤون البيئة.
يقول سكيلز عن هذه الرياضة :" لو فقدت اتجاهك عند الغوص في مياه مفتوحة فإنك تجد اتجاه الصعود بتتبع اتجاه الفقاعات الناتجة عن تنفسك. أما داخل الكهف المغلق، فإن فقاعات الهواء تبتلعها الظلمة.منذ أن كان سكيلز في السادسة عشر من عمره و هو يغوص لاسترداد جثث الغواصين الذين ماتوا بداخل الكهوف حين ضلوا طريقهم لذلك فإن لديه الكثير من القصص المحزنة. غواص أخطأ في اختيار النفق المناسب عند مفترق للأنفاق و حين أدرك أن مخزونه من الهواء قارب على النفاد، كتب رسالة وداع لعائلته على لوح من الحجر الجيري. قصة أخرى عن خطيبين غاصا في أحد الكهوف و حين انفصلت المرأة عن خطيبها فزعت و أخذت تغوص بدون هدف حتى ماتت . و لازالت هناك علامات حفرتها بأصابعها على جدران الكهف.استعاد سكيلز جثث 30 غواصاً في 12 عاماً منها جثث لثلاث إخوة كانوا يمسكون أيدي بعضهم. بعد أن مات غواص مخضرم اسمه باركر ترنر و انهار عليه جزء من الكهف، لم يعد بإمكان سكيلز أن يستعيد المزيد من جثث الغواصين إذ أن طوفاناً من العواطف بدأ يغمره و لا يسمح له بذلك. و لكن لازال سكيلز يغوص، لماذا؟ ما الذي يستحق هذه المجازفة؟
سكيلز لا يتردد، تلك الكهوف هي من أقل المناطق استكشافاً في العالم ، بها جمال نادر و عجائب لم يطّلع عليه إلا عدد محدود من الناس. يريد سكيلز أن يكون الأول في استكشاف هذه الكهوف لعله يجد عظام حيوانات مدفونة من آلاف السنين.
أحياناً يتجاوز سكيلز حدود الخبرة البشرية، في إحدى تلك المرات غاص إلى عمق 100 متر مع مجموعة من الغواصين و عندها وجد حجرة متسعة ارتفاعها 50 متر و وجد وسطها قطعة من الحجر المستطيل ارتفاعها 2 متر و لونها أبيض خالص.
لابد لكل غواص أن يأخذ اثنين من كل جهاز، اسطوانتى هواء و مصباحين و اثنين من المنظّمات و جهازي كمبيوتر. و لكن أهم المعدات في الغوص هو مخ الغواص و ذلك الجهاز يجب أن لا يخذله أبداً لأن الضغط العصبي الذي يتحمله الغواص بداخل كهف مغلق يؤدي إلى خلل في إدراكه كما أنه لا يعرف ما ينتظره و المجهول يؤثر في إدراك الغواص كثيراً.
لدى سكيلز نظرية يسميّها نظرية الكيكة تساعده على تقييم المخاطر. الكيكة هي تشبيه لقدرة الغواص على حل المشكلات حين يكون بداخل كهف. كلما نزل الغواص إلى عمق أكبر فقد جزءاً من الكيكة ، و عند كل مشكلة يخسر جزءاً آخر. مثلاً قد يضغط بالإسطوانة على المصباح فيكسره و يخسر الإضاءة. لو ضيّع الغواص الكثير من شرائح الكيك فإن عليه أن يصعد و لا يستمر. و إذا لم يصعد فلن تكون لديه القدرة العقلية على مواجهة المواقف الصعبة.
*********
لايزال لدى سكيلز المزيد من المغامرات و الأخبار التي ينوي أن يخبركم بها.

المفكرة 18-10-2010 07:06 PM

حين كان سكيلز في التاسعة عشر كان يغوص مع غواص خبير يدعى شك. بدأ منظم الهواء يسرّب الهواء, كان لايزال بوسعه التنفس لكن بصعوبة، أريت شك المنظّم فنظر إلي و قال كل منظّماتي تسرّب الهواء. كان محرجاً لي أن أترك شك و لكنني خسرت جزء كبير من الكيكة و لذلك حان وقت الخروج من الماء. ذلك الموقف كان نقطة تحول بالنسبة لسكيلز فقد قرر بعد ذلك أن يقود بدلاً من أن ينقاد للآخرين.
عندما يغوص سكيلز يصاحبه صوتان صوت الطموح الذي يدفعه للمزيد من الإستكشافات و صوت الحذر الذي يمنعه من الإنزلاق في الهاوية. في إحدى المرات استمع سكيلز للصوت الخطأ. كان يغوص في أحد الكهوف و دخل نفقاً ارتفاعه نصف متر ضغط على صدره، صوت الطموح قال استمر و كان متأكداً أن النفق سينفتح على نفق أوسع و لكنه لم يعرف أبداً . إذ وجد نفسه مدفوناً على بعد 17 متراً من بداية النفق عندما بدأ الهواء يندفع من المنظّم على هيئة فقاعات كثيرة. ثم إنه أثار الكثير من الطين لذلك لم يعد يرى شيئاً. أخذ يتحسس في الظلام حتى وجد المنظّم الإحتياطي فوضعه في فمه و لكن هذا أيضاً كان يسّرب الهواء و يدخل الماء إلى فمه. كان أول ما خطر بباله هو أن يسبح في عشوائية و حين تغلّب على فزعه، أخذ يجّرب المنظّم الأول فوجده متصلاً باسطوانة فارغة، الآن هو مرغم على استخدام المنظّم الثاني الذي يدفع في فمه مزيج من الماء المعكرو الرغوة و الهواء. رفع لسانه كي يمنع الماء من دخول حلقه ليمتص الهواء فقط.لكي يحافظ على كمية الهواء المحدودة التي لديه، كان سكيلز يفتح المنظّم ثم يغلقه و بهذا النظام بدأ الخروج . يفتح المنظّم، يرفع لسانه ثم يمتص الهواء، يغلق المنظّم ثم يسبح خطوات ، يتوقف ثم يعيد المحاولة. كانت هذه أكثر اللحظات خطراً بالنسبة لي، فإنني لو سمحت لأي شئ أن يشتت تركيزي عن التحكم في تنفسي لكنت مت. بعد كل هذه الخبرة، تعلم سكيلز أن يتعامل مع كل أنواع الطوارئ، الخطر جزء من هذه الرياضة و لكننا استطعنا إدارته و التحكم فيه. إنني أعيش في فقاعة مرتاحاً و لكن معظم الناس يخافون شيئاً كهذا و بشدة . هكذا يختم سكيلز لقاءه و يتجه نحو البحر مستعداً لمغامرة جديدة.
****************

المفكرة 19-10-2010 10:33 PM

7.أفكار مجنونة
إذا كان بوسعي عمل ثروة من نتف الصوف العالقة بالثياب، فلعل أفكارك الجامحة تنجح.
من كتاب أسرار من مفكرة مخترع لموريس كانبار
بدأت اختراع منتجات جديدة في مطلع العشرينات من عمري. يرى الناس أنني ولدت مخترعاً و بعد30 براءة اختراع فإنني أوافقهم الرأي. لم يعجبني جهاز الأشعة الذي يستعمله طبيب الأسنان ، فاخترعت جهازاً آخر أكثر كفاءة.
الإلهام لاختراعي الأول، جاءني و أنا في العشرينات من عمري حين كنت مع-صديقي في مزرعة، أسندت ظهري إلى حائط من الكونكريت(الإسمنت المسلح) و عندما تحركت، لاحظت أن بعضاً من نتف الصوف من بلوفري قد علق بالحائط. لم أواصل رحلتي ،و تجاهلت صديقي و تعجبت من كفاءة الكونكريت في إزالة هذه النتف المزعجة من ثيابي. قلت لنفسي لابد أنها الحواف الحادة للكونكريت التي أزالت بقايا الصوف العالقة بالثياب.أليس بوسعي أن أقلد ملمس حائط الكونكريت الخشن في أداة صغيرة يمكن استخدامها بالمنزل. أداة كتلك ستكون عملّية للعناية بالملابس الصوفية و أفضل من الفرشاة الموجودة بالسوق.كنت قد درست الهندسة و الكيمياء في الكلية. لذلك عندما عدت إلى المنزل بدأت أجرّب. اشتريت قماشاً خشناً و نثرت عليه مادة لاصقة و كريستالات أكسيد الألمونيوم ( المادة المستخدمة في ورق الصنفرة). كانت تشبه الكونكريت بسطحها الخشن و بدا لي أنها ستمسك نتف الصوف. تركتها تجف ثم ألصقتها بقطعة من الخشب. و عندما مررّّتها علي ملابسي الصوفية أدت الغرض المطلوب.
الخطوة التالية هي حماية اختراعي ببراءة اختراع. صديقي بالجامعة له ابن عم يدعى هارولد، يعمل محامي براءات اختراع. و قد طلبت مساعدته. قال لي هارولد أنه من بين كل 10 طلبات براءة اختراع تمنح البراءة لواحد، و من هؤلاء الذين يحصلون عليها فإن 1% فقط يتم تصنيعه و من هؤلاء الذين يصنعّون اختراعاتهم فإن 1 من كل 50 يصنع منتج ناجح يشتريه الناس، لذلك عليك أن تكون واثقاً من اختراعك. و قد كنت واثقاً من اختراعي.و بالرغم من تحذيرات هارولد فقد حزت براءة اختراع. و الآن عليّ أن أصنع نموذج أفضل. شئ أقرب إلى ما أرغب في بيعه. تخيلت مقبض رخيص و قوي مصنوع من البلاستيك. ذهبت إلى محل بجوار بيتي يصنع نماذج من البلاستيك. صاحب المحل قال لي أن بوسعه أن يصنع لي قالب من الحديد لتصنيع المقبض مقابل 1200 دولار. حاولت أن أحصل على هذا المال بالاقتراض من عدة بنوك و لكن أياً منها رفض أن يعطيني مالاً لأنه ليس لدي مالاً كي أرد القرض حينما يحين موعد السداد. طلبت من أمي أن تسلفني مالاً فرفضت قائلة لا تكن مجنوناً و حافظ على وظيفتك. كنت أعمل مندوب مبيعات و لكنني أدركت أنني لا أرغب في أن أكون موظفاً عند أحد. لذلك قررت أن أوفّر المال فقد كان لدي ايمان بفكرتي و أظن أنني عنيد.
بعد 8 أشهر كان لديّ قالب معدني لإنتاج مقبض بلاستيكي. و حين أكملت المنتج، التفت للتغليف، فالشركات تصرف الكثير من المال و الوقت لاتقان منتجاتها و تغليفها. ذهبت إلى الصيدليات و درست علب الشامبو و الماكياج. ثم كتبت على ورقة وصفاً للمنتج: يزيل نتف الصوف من الثياب الصوفية في ثواني. أقنعت صديقاً كي يشارك في المشروع مقابل نسبة من الآرباح. وفرنّا سوياً 50 دولار و دفعناها إلى مصمّم ليصنع لنا غلافاً لائقاً و يكتب عليه اسم المنتج. و ها هو ذا منتجنا. حان وقت اطلاق الإسم على الأداة و بعد خلاف على التسمية اقترح صديق اسم مزيل نتف الصوف و مشط القماش.
المشكلة التالية كانت وضع منتجنا بالأسواق. استخرجنا قائمة بأسماء محلات بيع الثياب الصوفية و عناوينها. كتبت رسائل لتلك المحلات و في نهاية كل رسالة وضعت خطاً منقطاً و كتبت اقطع هنا و أضفت جزءاً خاصاً بطلب أي كمية من الآداة. أرسلت مئات من هذه الرسالة و مع كل منها أداة كي يجربها المشتري و يرى أنها تعمل. سرعان ما تلقينا العديد من الطلبات العشرات ثم المئات ثم الألوف. تكلفّنا الأداة 14 سنت لانتاجها و تباع ب40 سنت و يبيعها المحل بدولار. في فترة قصيرة كسبنا مائتي ألف دولار و هو مبلغ كبير و لازالت هذه الأداة تدر علي ربحاً وفيراً حتى الآن و تباع في الصيدليات و محلات الملابس في الولايات المتحدة والعالم.سعدت أمي بخطئها. و في ال30 من عمري لم أحتج للعمل عند أي شخص آخر.

الأستاذة ام فيصل 20-10-2010 07:12 PM

بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء
لك مني كل الموده والتقدير

المفكرة 22-10-2010 06:29 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأستاذة نغم محمد (المشاركة 2761238)
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء
لك مني كل الموده والتقدير

بارك الله كلماتك التي تفيض نوراً و جمالا و رقة.
ربي الواحد الأحد رب النبي محمد صلى الله عليه و سلم ، زدنا علما

المفكرة 22-10-2010 06:30 PM

السفينة الغارقة
كانت السفينة التي تبلغ 18 مترا من الطول رشيقة و سريعة و بها 5 غرف للنوم وبوسطها مساحة واسعة للسكنى. جلس بن سيلفروود ذو الستة عشر عاما في كابينة القيادة يراقب البحر، فقد كان القائد الآلي يتولى قيادة السفينة. بينما وضع أخوته ميليا 14 سنة و جاك 9 سنوات و كاميلا 5 سنوات في حجرة المعيشة اسطوانة في جهاز تشغيل الإسطوانات و جلسوا يشاهدونها. الأبوان جون 53 عام و جين 46 عام جلسا في حجرة أخرى يخططان مسار الرحلة لليوم التالي. فجأة سمع الجميع صوت خدش في جسم السفينة.
قطعت العائلة على متن هذه السفينة نصف المسافة في جولة حول العالم. الأب جون سمسار عقارات يعشق الإبحار و هذه الرحلة هي تحقيق حلم امتد عشرين عاما.
أسرع جون وجين إلى كابينة القيادة فصرخ بين:إنها الشعاب المرجانية، لقد اصطدمنا بها.
دخلت كميات هائلة من الماء السفينة من الشق الذي أحدثته الشعاب بهيكلها. وضع جون المحرك في الاتجاه العكسي فلم يجدِ هذا التدبير. أسرع الأب و الابن لسطح السفينة و حاولا إنزال الشراع ليقل اندفاع السفينة نحو الشعب المرجانية. ألقى بن لوالده سكينة لقطع قماش الشراع، و في نفس اللحظة ضربت موجة عاتية القارب المطاطي الملحق بالسفينة فمزقت الخطاطيف المعدنية التي تمسك به و ألقته بعيداً في الماء.
عاد جون إلى كابينة القيادة و طلب النجدة عبر جهاز اللاسلكي و عندما لم يجدْ رداً شغّل جهاز استغاثة الطوارئ الذي يرسل موجات الراديو لقمر صناعي و الذي بدوره يرد هذه الموجات لطاقم الإغاثة ليحدد عن طريقها مكان السفينة المنكوبة.
وحدها السفن الأمريكية مجهزة بمعدات لإستقبال تلك الموجات، و لكن السفينة المنكوبة تبعد 310 ميل من أقرب قاعدة بحرية. لم يجد جون استجابةلإشارته.
بالسفينة قارب مطاطي آخر قابل للنفخ، لكن جون خشي أن ينزله في الماء حتى لا تدمره الشعاب المرجانية و قرر إبقاءه على سطح السفينة حتى اللحظات الأخيرة التي يغرق فيها القارب نهائياً. أتلفت المياه أسلاك الكهرباء، فساد القارب ظلام تام. لكن بن كان قد أخذ مجموعة من الأعمدة المتوهجة التي تضيء في حالات الطوارئ.
بدأت المياه تغمر السفينة و فجأة سقط أحد أعمدة السفينة على جون فوجد نفسه ملقى على ظهره، يعلوه عامود من الألمونيوم يزن 1000 كيلو و قد سقطت قطعة حادة منه على ساقه فبترتها. و أصبحت ساقه- أسفل الركبة تتدلى من جسده وترتبط بجسمه عن طريق وتر واحد. السفينة تغرق و هو مثبت على سطحها و ليس بوسعه في هذا الوضع أن يساعد عائلته. فإن لم يغرق فإن الجرح الذي أصابه سي***ه حتماً.
ماذا حدث لتلك الأسرة المنكوبة؟
ترقبوا باقي الأحداث .

المفكرة 23-10-2010 10:55 PM

كان جون (الأب) في الصف الثالث الإعدادي عندما اصطحبه زميلفي رحلة بحرية. و قد عشق جون الملاحة منذ ذلك الوقت المبكر. كان جون ذكياًو عنيداً و قد أشبعت تلك الرياضة عشقه للحرية و الإستقلال و التحدياتالبدنية و العقلية. في سني الجامعة ، أخذ جون عامين إجازة للإبحار في البحرالكاريبي. و بعد تخرجه عمِل في أعمال البناء و كان يقضي باقي الوقت في صنع سفينة و حين انتهى من ذلك أبحر على متنها في المحيط.
قابل جون جين في إحدى رحلاته البحرية و قد جمعهما حب الملاحة و تزوجا عام 1986 في نادي لليخوت بنيويورك. استقر الزوجان في مدينة سان دييجو حيث عمل جون سمساراً للعقارات في شركة أسسها مع إخوته. كان هدف جون منذ البداية هو توفير مبلغ كبير من المال لقضاء عام مبحراً حول العالم مع عائلته.حرصت جين على تحقيق هذا الحلم لكنها وضعت الأولوية للأمور الواقعية. أصاب جون ثروة واسعة من عمله و حين أصبح في الخمسين من عمره، بدا له أن الوقت قد حان لتحقيق حلمه. في عام 2003، اشترى الزوجان سفينة تدعى الموجة الزمردية ب400,000 دولار ( و هو سعر أقل مما تكلف مثيلاتها ). كانت السفينة آمنة و مريحة و لها هيكل مصنوع من الكيفلر، و هو المادة المستخدمة في صناعة السترات الواقية من الرصاص. ألحق بكل حجرة حمام، و بها مطبخ مجهز لطهي أشهى المأكولات، أما غرفة الطعام فبها طاولة محاطة بثماني كراسي.
غيّر الزوجان اسم السفينة إلى جين الزمردية. و أعاد جون تجهيزها لتصبح أكثر أماناً.
في ذلك الصيف أبحر الزوجان بالسفينة من فلوريدا إلى نيويورك ثم لحق بهما الأولاد حيث قضت العائلة أشهر الصيف على متنها. أراد الأبوان أن يتعرفا على أولادهما بدرجة أكبر مما تتيحه حياة المدينة التي تبقي كل منهم مشغول بأنشطته الخاصة. كما أرادا أن يقضي أولادهما وقتاً أطول في الطبيعة بعيداً عن الكمبيوتر و ألعابه. أعجبت الحياة على متن السفينة الأولاد الصغار، أما بن و إميليا فقد كان الأمر صعباً عليهما. كلاهما افتقد أصحابه. بن شاب رياضي ورث عن أبوه حب المغامرة والتحديات لكن الإبحار في سفينة مع عائلته بدا أمراً مملاً على عكس منافسات التزلج التي حرمته الرحلة منها كما إنه افتقد رحلات التنزه التي يتسلق فيها الجبال و افتقد ألعاب الكمبيوتر أيضاً.
**********

هل تلم الرحلة شمل الأسرة أم تشتتها ؟ هذا ما ستعرفونه لاحقاً بإذن الله.

الأستاذة ام فيصل 24-10-2010 07:25 PM

ننتظر جديدك
بارك الله فيك وجزاك الخير كله

المفكرة 24-10-2010 10:00 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأستاذة نغم محمد (المشاركة 2773122)
ننتظر جديدك
بارك الله فيك وجزاك الخير كله

جزاكِ الله خيرا .
إذاً تابعي معي باقي الحكاية المثيرة.

المفكرة 24-10-2010 10:03 PM

سجّلت الأم أولادها في برنامجاً للدراسة تديره الحكومة عن طريق شبكة المعلومات. يجلس الأولاد للمذاكرة من الثامنة صباحاً حتى الظهر و يرسلون واجباتهم بالبريد الألكتروني لمدرسيهم. بعد ذلك يقوم الأولاد بتنظيف السفينة و تجهيز الطعام و في المساء يشاهدون أشرطة متنوعة على الكمبيوتر.لكنهم كانوا يشعرون بالملل و كثيراً ما كانوا يتشاجرون لأقل الأسباب.خلال عدة أسابيع من الإبحار، تغيرت أحوالهم، بدأت حياة البحر تعجبهم و عرفوا كيفية استخدام أجهزة السفينة المختلفة و تعاونوا لتأدية الأعمال المختلفة. أصبح بن قارئ ممتاز، أما إميليا فقد أعجبت بالمخلوقات البحرية و أخذت تدرسها باهتمام. و مما قلّل شعورهم بالوحدة أن أقاربهم أخذوا يزورونهم من وقت لآخر. و توالت مغامراتهم، فصاروا يمارسون الغطس في المياه فتقابلهم أسراب من الأسماك المتنوعة. في المساء ، كان جون يستلقي على ظهره بجوار أبناءه و يعّرفهم أسماء النجوم المختلفة.عبرت العائلة قناة بنما و وصلوا إلى الأكوادور في أمريكا الجنوبية حيث استكشفوا حضارة الأنكا البائدة و حين وصلوا جزر جالاباجوس تسلقوا بركاناً خامداً و أخذوا يعبثون مع السلاحف العملاقة التي يصل عمرها لمئة عام.
قطعت السفينة 4800 كيلومتراً من المياه حتى وصلوا جزر بولونيزيا الفرنسية و عندها تعطل مولد الكهرباء و انتظروا في الجزيرة لحين إصلاحه.
تزلج بن على أمواج المحيط البالغة الإرتفاع بينما أخذ جاك يسبح مع اخطبوط في الماء. في ديسمبر 2004 طارت العائلة إلى نيوزلندة بالقرب من أستراليا وقضوا 3 أسابيع في استكشاف غاباتها المطيرة. مع بداية العام الجديد، تركت العائلة السفينة راسية في ميناء الجزيرة و عادوا إلى موطنهم في سان دييجو لحين انتهاء موسم الإعاصير.أثار العودة للمدينة اهتمام الأولاد لفترة وجيزة إذ سرعان ما ملوا تلك الحياة و اشتاقوا للإبحار من جديد.حين انتهى العام الدراسي في يونيو، طارت العائلة حتى وصلوا جزيرة بولونيزيا حيث واصلوا الإبحار في السفينة متجهين إلى أستراليا و قد قرروا إنهاء الرحلة في أغسطس و العودة لديارهم.
***************
ماذا حدث للعائلة حين مزقت الشعاب المرجانية سفينتهم؟
هذا ما ستعرونه لاحقاً بإذن الله.

المفكرة 25-10-2010 06:10 PM

تركت السفينة الجزيرة في 24 يونيو و في اليوم التالي تفككت البراغي التي تربط عاموداً معيناً مع سارية الشراع. أنزل جون الشراع و قضى ساعة محاولاً حل المشكلة. و حين حل الظلام قرر ترك الأمر لليوم التالي.شغّل جون المحرك الإحتياطي لتعويض الدفع الذي كان الشراع يقوم به. بعد مسافة 320 كيلومتراً، قابلتهم الشعاب المرجانية، خطّط جون للإستدارة حولها بالنهار، أما في الظلام فإن ذلك بدا مستحيلاً. لم يكن بإمكانهم إطفاء المحرك و التوقف لأن المحيط بالغ العمق في هذه الأرجاء ( حوالي 3،2 كيلومتراً) لذلك فلا يمكن إنزال مرساة لتثبيت السفينة في قاع المحيط. المياه في هذه المنطقة مجهولة المعالم و الخرائط الموضوعة تفتقد الدقة.لكن جون درس الخرائط التي بين يديه جيداً قبل أن يقع اختياره على الطريق التي سلكها. و قد اختارها بحيث يكون بعيداً حوالي 11،2 كيلومتراً من الشعاب ثم شغّل القائد الآلي و ذهب للحديث مع زوجته، تاركاً بين لمراقبة كابينة القادة، أما ألأولاد فقد جلسوا يشاهدون التلفزيون.
حين سقطت السارية على زوجها، صرخت جين من شدة الفزع، طلب جون من بين إحضار حبلاً سميكاً، ثم قام بين بلف الحبل حول ساق والده المقطوعة لوقف النزيف. وضعت جين أولادها في قارب النجاة المطاطي مع بعض أكياس الطعام و زجاجات الماء و سبيدي و هي سلحفاة مائية قابلها الأولاد منذ سنتين و احتفظوا بها. أخذت السفينة تتراقص مع الأمواج العالية مما قلب قارب النجاة. أعادت جين للقارب توازنه و وضعت فيه الأولاد مرة ثانية، لكن المؤن و السلحفاة فقدوا في مياه البحر. استقر قارب النجاة على الطرف البعيد للسفينة و حاولت جين مع بين رفع السارية عن ساق جون لكنهما لم ينجحا في ذلك.
أخذت العائلة تدعو الرب بصوت مرتفع كي ينقذ عائلها. خاطب جون ابنه قائلاً: إذا بدأت السفينة تغرق، فاقطع ما تبقى من ساقي و لا تخشى شيئاً. أزعجت الفكرة بين، لكنه وعد أباه أن يتصرف إذا حانت تلك اللحظة.
***************

هل تنجو العائلة و ربها المنكوب من تلك المحنة؟

هذا ما تعرفونه لاحقاً بإذن الله.

الأستاذة ام فيصل 25-10-2010 10:17 PM

بانتظار بقية القصة
سلمت يداك
تحياتي ودعواتي

المفكرة 26-10-2010 04:04 PM

السلام عليكم
جمال النغم كيف حالك ؟عساك بخير و كل قارىء شرفني بقراءة كلماتي.
إليكم المزيد من واقع حياة تلك الأسرة.

المفكرة 26-10-2010 04:06 PM

النجاة
 
في التاسعة و النصف، اقترب منهم قارب ذو محرك على متنه 7 رجال من سكان الجزيرة، وضع الرجال جون في القارب ثم أخذوا بقية أفراد العائلة معهم. انطلق القارب إلى جزيرة مانو حيث تسكن عائلة واحدة ممتدة مكونة من 21 فرداً من الأجداد حتى الأحفاد. أرسلت العائلة رسالة عاجلة إلى مركز الإنقاذ القريب . أعطى المنقذون أفراد العائلة ثياباً نظيفة و طعاماً شهياً من فطائر الكريب و السمك النئ و ثمار جوز الهند و أخذوا يرفهون عن الأطفال بإحضار صغار القطط و السلاحف البحرية كي يلهو الصغار معها.
أرسل الفرنسيون طائرة هيليكوبتر حملت جون للمشتشفى فوصلوا هناك عند الظهر. عالج الأطباء جون حتى استقرت حالته. قامت طائرة نفاثة بنقل جون وعائلته إلى تاهيتي في الساعة 5،30 خدّر الفريق الجراحي جون ثم قاموا ببتر ساقه أسفل الركبة. قال الأطباء أن جون وصل في اللحظة الأخيرة التي بعدها كانت حياته مهددة بالخطر. أجرى الأطباء غسيلاً كلوياً لجون على مدى 6 أيام و استغرق 5 أيام أخرى حتى تعافى بدرجة تمكنه من العودة إلى بلاده.
طارت العائلة للولايات المتحدة بعد 11 يوماً من العملية و هناك استقبلتهم سيارة إسعاف نقلت جون إلى المستشفى حيث أجريت له جراحة أخرى تم فيها استئصال ركبته.
أصابت جون عدوى شديدة تركته محموماً يهلوس لكنه تعافى في 3 أشهر و التئم جرحه و عندها بدأ العلاج الطبيعي و إعادة التأهيل. ثبّت الأطباء ساقاً صناعية على أحدث طراز بساق جون المبتورة. بتلك الساق شريحة الكترونية متناهية الصغر تتحكم في الركبة و تتواءم مع سرعة جون لكن جون لازال يتدرب على استعمالها باتقان.
بعد مرور عام على الحادث قال جون إنه قطع نصف الطريق في ذلك. لم يعرف جون أبداً من المسؤول عن الحادث، أبالخرائط خطأ أم أخطأ هو برمجة القائد الآلي أم أن القائد الآلي كان به خلل. لازال جون يعاني من آلاماً في ساقه المقطوعة التي يخيل إليه أنها لازالت موجودة في بعض الأحيان.
استغرق جون وقتاً حتى تغلب على مخاوفه من الإبحار ، لكنه أبحر ثانية في فبراير و أخذ يخطّط لشراء قارباً جديداً.أما بقية العائلة فقد استقبلت بالترحاب فكرة الإبحار و خرجوا في رحلة بحرية إلى المسكيك. تقول إميليا، "إن الحادث أشعرني بقدرتي على التصرف بكفاءة في حالة الطوارئ." أعجب الأب بتصرف ابنه خلال الحادث و أعطته الكشافة ميدالية لبطولته في مساعدة عائلته. يقول بين،" منذ الحادث صرنا نهتم ببعضنا أكثر." نظر جون لعائلته ثم قال،"لقد فقدت ساقاً، لكن انظروا ماذا لدي."
************
ألقاكم مجدداً عم قريب و الكثير من حكايات نشأت في رحم الواقع بين قوانينه الصائبة.

الأستاذة ام فيصل 27-10-2010 09:43 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المفكرة (المشاركة 2778204)
السلام عليكم
جمال النغم كيف حالك ؟عساك بخير و كل قارىء شرفني بقراءة كلماتي.
إليكم المزيد من واقع حياة تلك الأسرة.

وعليكم السلام
الحمد لله بخير يارب تكوني باحسن حال
شكرا لك على اختيارك للقصص التي تحوي بين طياتها كثير من العبر
تسلمي ويسلم لنا مجهوك الرائع
خالص التحية والدعوات

المفكرة 29-10-2010 08:06 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأستاذة نغم محمد (المشاركة 2781688)
وعليكم السلام
الحمد لله بخير يارب تكوني باحسن حال
شكرا لك على اختيارك للقصص التي تحوي بين طياتها كثير من العبر
تسلمي ويسلم لنا مجهوك الرائع
خالص التحية والدعوات

وفقكِ الله لما يحب و يرضى.

المفكرة 02-11-2010 04:21 PM

http://www.thanwya.com/vb/%5BIMG%5Df....jpg%5B/IMG%5Dحول العالم في 20 يوماً.
برتراند:يبلغ ارتفاع البالون 60 متراً، هذا العملاق الفضي ذو القاعدة الحمراء ملاذنا في السماء في رحلتنا حول العالم. الإثارة شديدة في شتاء 98، خمس فرق من دول مختلفة تتنافس في رحلة حول العالم في بالون بدون توقف. هذه محاولتنا الثالثة و فريقنا تمولّه شركة برتلنج للساعات. في 24 من فبراير 99 اتصل بنا لوك خبير الأرصاد الجوية يخبرنا بأننا إن أقلعنا في أول مارس فسنصل. فالرياح فوق البحر الأبيض قوية لتدفعنا بسرعة عالية إذا طرنا عكس عقارب الساعة ثم فوق فرنسا و أسبانيا ثم أفريقيا.
قال برايان جونز الطيّار البريطاني المرافق لي في الرحلة قد يخذلنا الطقس و لكن إذا انتظرنا العام المقبل فإن أحد الفرق ستنجز الرحلة و نخسر السبق. في 28 فبراير بدأ الصراع على اتخاذ قرار بشأن بدأ الرحلة، نظر دون كاميرون رئيس الشركة التي صنعت البالون إلى خرائط الطقس و قال لا أرى كيف سيحققوا المهمة و لكن لوك قال انطلقوا و أنا سأجعلكم تصلون. أجمعت الآراء على البدأ. في الخامسة صباحاً، بعد سنين من الإستعداد و الآمال المحطمة حان الوقت . نفخ فريقنا البالون الذي يعمل بمزيج من الهواء الساخن و الهيليوم. في النهار تسّخن الشمس الهيليوم فيتمدد و يرتفع البالون. و في المساء نحرق وقود البرويان كي نسخّن الغاز و نحافظ على ارتفاع البالون. يحدّد خبراء الطقس المسار الذي نتبعه و سيحملنا الطقس المتحرك حول العالم. بدأت الرياح تهب لذلك كان علينا الإقلاع قبل أن تحطم الرياح البالون و تخبطه بالأرض. قطع آلان الحبل الذي يربطنا بالأرض و انطلقنا وسط هتاف الآلاف و صفارات سيارة إطفاء و أجراس الكنائس. حملنا الحماس للسماء.
برايان: واصلنا الإرتفاع إلى 330 متراً ثم توقفنا عند الطبقة التي يلتقي فيها الهواء البارد النازل مع الهواء الساخن الصاعد فيتكون حاجز غير مرئي. ألقيت 10 كيلو من الرمل الذي يثقل وزننا كي أواصل الإرتفاع. شغلّنا موقد البرويان فاندفعت ألسنة اللهب 2 متر و واصلنا الإرتفاع. مع غروب الشمس بدأت أول مشاكلنا إذ أن أضواء الموقد تلفت فاضطررنا لتشغيله بأنفسنا كل بضع ثواني. كما خشينا ألا يكفينا الوقود في رحلتنا حول العالم. لكن أول حاويتين للوقود استنفدتا بعد يومين مما شجّعنا على مواصلة الرحلة. طرنا فوق الصحراء الكبرى و قد رأيت جبال أطلس و نحن نعبر المغرب في ضوء القمر المكتمل و كان المنظر بديعاً. كل شئ يبدو ملئ بالحياة و اختلاف الألوان و قضيت ساعات أراقب الصحراء. قررنا اطلاق خزّانات الوقود الفارغة يوم 4 مارس لتقليل وزننا، و ذلك يستدعى أن أخرج خارج المركبة كي أحرر الحبال التي تربطها و التخلص من الثلج الذي يغطي البالون بسبب الطيران على ارتفاعات عالية، شعرت بالخوف و الإثارة تملآن جسدي و نحن نهبط لإرتفاع 3000 متر. حين فتحنا المركبة وجدنا تكوينات من الثلج طولها 3 أمتار تتدلى من البالون. بينما أخذت أفك الخزانات قام برتراند بتكسير الثلج بفأس. رأينا الخزّان يقع في الرمل لعل خبير آثار يكتشفه بعد مليوني عام. أنهينا اللفة المعاكسة لعقارب الساعة و اتجهنا شرقاً وفق توقعات خبراء الطقس.
برتراند: كنا نطير فوق اليمن و باتجاه الهند عندما وصلتنا برقية مثيرة، لقد تجمد بالون الفريق الإنجليزي فهبطوا فوق اليابان و معهم الآن فريق إنقاذ، صرنا في السباق بلا منافسة. وصلنا الحدود الصينية في 10 مارس و قال المراقب الأرضي في مطار الصين أننا نطير فوق منطقة محظور الطيران فيها و أن علينا أن نهبط. أخبرنا خبير الطقس أن أمامنا ممر هوائي سريع سيحملنا بسرعة هائلة 13،000 كيلومتراً. في 11 مارس انطلقنا فوق المحيط الهادئ، أمامنا 12،800 كيلومتراً من الماء و كان الأمر مخيفاً. أخذت قلمي و كتبت : المغامرة الحقيقية تتحقق حين تبحث داخلك عن الشجاعة للتعامل مع ما أمامك. في 13 مارس كنا لا نزال فوق المحيط الهادئ و سرعتنا بطيئة 35 عقدة فقط، قال خبراء الطقس أنها ستزيد إلى 120 عقدة حين نصل منطقة رياح محددة. استهلكنا ثلثي كمية الوقود في نصف الرحلة فقط.
برايان: بعد سبعة أيام فوق الماء وصلنا ساحل المكسيك و إذا ببرتراند يزحف ممسكاً بقناع أكسجين و عجز كلانا عن التنفس. مؤشر غاز ثاني أكسيد الكربون لا يشير إلى أي ارتفاع في هذا الغاز و اتصل الفريق الأرضي بالأطباء لمعرفة ما يحدث. بعد عدة دقائق من تنفس الأكسجين النقي شعرت بارتياح و صفاء الذهن ثانية. أبدلت فلتر الكربون و غاز ثاني أكسيد الكربون فبدأت الأعراض في الإختفاء. عبرنا المكسيك في يوم و طرنا فوق جاميكا و بدأ الوقود ينفد قلنا أننا سنتخذ قرار الإستمرار حين نصل بورتريكو. أرشدنا فريق الطقس إلى تيار هواء فطرنا عبره لكن الحرارة بداخله كانت -2 ° مئوية فتجمدت المياه التي نحملها.في 20 مارس أخبرنا كمبيوتر الملاحة أننا عبرنا المحيط الأطلسي، خط النهاية على بعد 480 كيلومتراً أي 3 ساعات. و قد عبرناه و هبطنا في الصحراء المصرية لنكون أول رحلة طيران حول العالم في بالون بدون توقف. التحدي الجديد هو المؤسسة الخيرية التي قررنا إنشاؤها و لأننا نجحنا بتوفيق العناية الإلهية فإننا أسميناها رياح الأمل.يسكن بالون برتلنج في المتحف الأمريكي القومي مع طائرة الأخوين رايت و مركبة عطارد و أبولو 2 .

المفكرة 05-11-2010 06:15 PM

بين فكي سمك القرش : دراما من الحياة الحقيقية
كان إيريك لارسن يرتدي بدلة غوص و يتزلج على أمواج المحيط الهادئ على شاطئ كاليفورنيا في أول يوليو 1991 .عندها كان إيريك في الثانية و الثلاثين من عمره. إيريك مهندس الكترونيات يعمل في شركة أمريكية و مهمته كتابة برامج الكمبيوتر التي تدير مركز المعلومات التابع لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا. أخذ إيريك أجازة من عمله ليتمرن في الهواء الطلق و يزيد لياقته البدنية. تمرن إيريك على الجري و السباحة و ركوب الدراجات حتى اكتملت قوته البدنية و هاهو ذا في طريقه لمغامرة ممتعة في المحيط. لمح إيريك موجة عاتية متجهة نحوه بينما هو في الماء. و عندها شعر بقوة عاتية تطبق على ساقه اليسرى و رأى صفي أسنان سمكة قرش أبيض قوية كأنها أسنان منشار يقطع ساقه. كان القرش عظيماً فقد بلغ من الطول 5 أمتار كما أنه أخذ يخبط الماء بجسده القوي. بسرعة البرق كان إيريك يقبض على فكي السمكة و يفتح فكيه و يستخلص ساقه. لكن القرش كان سريعاً فقبض بفكيه على ذراعي إيريك و أخذ ينشر الذراع اليسرى بينما بقيت يدي إيريك حرتين داخل فك السمكة. تحسس الشاب فم القرش من الداخل بيديه ثم لكم القرش من الداخل حتى أرخى قبضته على ذراعيه و استطاع أن يخرج ذراعيه من فم السمكة. أصبح إيريك تحت السمكة و تعلق بها بالحبل الذي يربط قدمه بلوح التزلج. أخذت السمكة تسبح بسرعة كبيرة و تجر معها إيريك. و فجأة انقطع الحبل و لم يعد إيريك يرى القرش فاندفع إلى سطح الماء حيث وجد لوح التزلج على بعد عدة أمتار.
لمح إيريك الشاطئ فأخذ يسبح باتجاهه و كلما حرّك ذراعيه ترك أثراً من الدم الأحمر وراءه. خشي إيريك أن يتبع القرش أثر الدم و يصل إليه لكنه لم يرى القرش في أي مكان. اندفعت موجة عالية نحو إيريك فصعد على لوحه و ركبها فدفعته إلى الشاطئ.
جلس إيريك على الشاطئ يتفحص الأنسجة المتهتكة التي قطعتها أسنان القرش. في ذراعيه و ساقه اليسرى جراح تمتد حتى العظم. و في أعلى ذراعه اليسرى جرح يثغب دماً، لقد قطعت أسنان القرش أحد الشرايين، و برغم أنه نجا من القرش إلا إنه قد ينزف حتى الموت في بضع دقائق. ضغط بيده اليمني على الجرح بثبات ثم رفع ذراعه اليسرى فوق رأسه ليقلل النزيف. بدأ يشعر بالإغماء فما فقده من دم جعله متعباً.
النجدة على بعد 200 متر لذلك استمر إيريك في المشي باتجاه البيوت التي على الشاطئ حتى أنهكه التعب فجلس يستريح و أخذ يفكر: هل تلك النهاية؟
*******
ستعرفون إجابة تساؤلاته حين نلتقي مجددا بإذن الله ، وفقكم الله لما يحب و يرضى.

الأستاذة ام فيصل 07-11-2010 11:40 PM

وفقك الله ورعاك
تحياتي

سناء مصطفى 13-11-2010 11:40 AM

ياااااااااااااااه
كم أنت رائعة ياصديقتى
كم أتمنى أن أعرفك أكثر
كم أعتبرنى محظوظة أن وفقنى الله إلى قراءة حرفك
هذا الحرف الذى استقر بسويداء قلبى
أتمنى ياغالية أن يجمعنا يوما لقاء ما سأنتظره على شوق
دمتِ طيبة نقية راقية كحرفك

المفكرة 13-11-2010 09:03 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأستاذة نغم محمد (المشاركة 2813036)
وفقك الله ورعاك
تحياتي

جزاك الله خيرا و وفقك لما يحب ويرضى
سبحان الله عدد ما خلق في السماء
سبحان الله عدد ما خلق في الأرض
سبحان الله عدد ما خلق بين ذلك
سبحان الله عدد ما هو خالق
و الحمد لله و الله أكبر مثل ذلك

المفكرة 13-11-2010 09:06 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سناء مصطفى (المشاركة 2828772)
ياااااااااااااااه
دمتِ طيبة نقية راقية كحرفك

في حفظ الله و رعايته .
اللهم الواحد الأحد في علاك ألف بين قلوبنا و اجمع شملنا على محبتك .
اللهم صلِّ على خير خلقك نبينا محمد و أهله و صحبه و سلم.

المفكرة 13-11-2010 09:08 PM

لقد مر إيريك بمواقف صعبة قبل ذلك و كان يخرج منها بأن يركز قوته النفسية و يتحكم في أعصابه حتى لا يشله الخوف و لا يطغى على قدرته على التركيز. أخذ إيريك يفكر: الحياة ثمينة جداً و أنا صغير على الموت فلأواصل حتى تلك البيوت.
تطوع إيريك في الكلية في فريق الإنقاذ في منتجع التزلج و تلقى تدريباً بشأن الاسعافات الأولية و قام بالعديد من عمليات الإنقاذ لذلك فهو على دراية بما يمر به جسمه.
بعد 50 متراً جلس على الأرض يستريح مرة أخرى. و في مرتين كاد أن يغمى عليه لكنه شدّد قبضته على الجرح و أخذ يمشي نحو مجموعة من الشاليهات على بعد 100 متر حيث أخذ ينادي طالباً النجدة.
كان بن البالغ من العمر 16 عاماً يجلس في الشاليه الخاص به حين سمع استغاثة إيريك و رأى ذراعه المخضبة بالدماء و عندها أسرع نحو التليفون و أخذ يتصل برقم 911 طالباً الاسعاف. سمعت أم بن المكالمة و أسرعت إلى الخارج حيث وجدت إيريك يصرخ و حين رأها طلب منها أن توقف النزيف بالضغط على الجرح. غرست ميتشيل أصابعها في الوريد الذي يثغب دماً. و أخذت تحدث إيريك حتى لا يفقد وعيه.
خلال عشر دقائق انضم لبن و أمه رجل هو عضو فريق الانقاذ و ممرض محترف و حاول الجميع اسعاف إيريك. ثم لم تلبث سيارة الإسعاف أن وصلت و على مدى ساعة قام المسعفون بانعاش إيريك. فقطعوا بدلة الغوص التي اختلطت بلحمه و دمه و قاموا بتضميد جراحه ثم ألبسوه بنطلون مطاطي قابل للنفخ و نفخوه فوضع ضغطاً على أوردة إيريك مما أعاد الدم للقلب حتى يستمر في النبض إذ كان ضغط إيريك قد انخفض إلى الحد الذي هدد بتوقف قلبه عن العمل. (حين يعود الدم للقلب يستمر القلب في الخفقان و ضخ الدم في الشرايين و حين يفقد الجسم الدم أثناء النزيف فإن ضغط الدم ينخفض بحيث لا يسمح للدم بالعودة للقلب و عندما لا يمتلئ القلب بالدم فإنه لا ينبض ثم يتوقف عن العمل و بالتالي تبدأ الخلايا في الموت إذ لا يصلها أكسجين أو سكر.)
أدهش إيريك مسعفيه بحضور ذهنه رغم فقده كمية هائلة من الدم و إذ حضرت الطائرة الهيليكوبتر نقلت إيريك إلى المستشفى في 6 دقائق حيث أزال الأطباء البنطلون الضاغط مما خفض ضغطه. أعطاه الأطباء المزيد من السوائل و ضخوا في جسده الدم لتعويض ما فقده. وفق رأي الأطباء الذين أسعفوه فإن إيريك قد فقد نصف ما في جسده من دم (و ذلك حوالي لترين و نصف من الدم إذ يحوي جسد الرجل البالغ حوالي خمس لترات من الدم.)
إيريك الآن في حجرة العمليات حيث قام جّراح بالعناية بساقه بينما جّراح آخر يعمل على ذراعه. لقد نهش القرش أحد عضلات الذراع فاختفت و ترك علامات أسنانه على العظم.
بعد خمس ساعات من الجراحة خرج إيريك إلى حجرة العناية المركزة. أغلقت 200 غرزة جراحية جروحه و تم تثبيت الباقي بمئة و خمسة و ثلاثين مشبك معدني.
بعد اسبوع كان إيريك يجلس في بيته و قد لفت الجبائر ذراعيه و ساقه. بعد ثلاث أسابيع كان إيريك يعرج على الشاطئ و يعيش أحداث مغامرته, يعلق إيريك على ما حدث له قائلاً:"لقد تذوقني القرش و لحسن حظي لم يعجبه مذاق سترتي المطاطية."
يعزو الأطباء نجاة إيريك الخارقة إلى بنيته الرياضية و حضور ذهنه. يقول أحد أطبائه:"يفعل البشر أشياء خارقة حين يضطرون لذلك، إن قوة إيريك البدنية هي ضعف قوة الرجل العادي."
لقد استعاد إيريك معظم عافيته و يتوقع أن يعود للاستمتاع بالرياضة الخشنة قريباً. يقول إيريك:" الحياة قصيرة و قد تنتهي فجأة في أي لحظة. لقد كان لدي دائماً الثقة أن بوسعي أن أحقق انجازاً هاماً في مجال الهندسة. و الآن أرى أن الإله يقول لي قم و انجزه."

المفكرة 19-11-2010 09:14 PM

الرجل الذي يصنع الوجوه


كلنا شاهدنا قصص الجواسيس الأمريكية المثيرة في الأفلام و تعاطفنا جداً مع أبطالها . كانت قلوبنا تخفق حتى يعود البطل لوطنه سالماً .
الآن إليكم قصة عميل حقيقي كان يجهز الجواسيس في الواقع بما يحتاجونه لنجاح مهامهم الواقعية . القصة تأخذ منحى جديد في النهاية كي تريكم رحلة حياة إنسان و رحلة نجاح من الواقع .
أجاد روبرت بارون استخدام يده اليمنى و اليسرى و برع في الرسم . في المدرسة الثانوية علّم نفسه تقليد اللوحات الزيتية فكان يماثلها في درجات الإضاءة و الظل. كان يهوى تقليد اللوحات إلى حد الكمال فلا يمكن معرفة الأصل من الصورة.
استغرق 5 أشهر في رسم لوحة للوادي العظيم . وضع اللوحة في مسابقة فنية و حين ذهب لمشاهدة لوحته، دُهش إذ لم يجدها في قسم الرسم. وجد بارون اللوحة قد فازت بجائزة للتصوير الفوتوغرافي إذ ظن المحكّمون أنها صورة فوتوغرافية.
التحق بارون بالقوات البحرية الأمريكية في عام 63 بعد إنهاء دراسته الثانوية. صمّم بارون الوسائل البصرية و الخرائط و الصور الخاصة بالتدريب العسكري في البحرية.
ترك بارون البحرية و انضم إلى وزارة الدفاع الأمريكية حيث رأس المجلة الشهرية المسمّاة الإتجاه.
لم يجد بارون مكاناً يضع به سيارته فزوّر تصريحاً يسمح له بوضع سيارته في مكان الإنتظار الخاص بكيار الضباط. كان التصريح متقناً و لم يكتشف إلا عندما أخبر أحد زملائه الإدارة بذلك فتمت محاكمته حيث سّلم التصريح المزّور و دفع غرامة 50 دولاراً.
بعد أيام اتصل به ضابط، يسأله إن كان يقبل وظيفة في وكالة أخرى. استنتج بارون أن القاضي بعث التصريح المزّور إلى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ciaو هي الإدارة التي طلبت منه العمل بها.
هناك قابل بارون تيري و ستيف الذان يعملان بوحدة الفنون بالمخابرات و عملهما هو تزويد الجاسوس بكل ما يلزم من أوراق مزّيفة و تغيير هيئته فلا تُكشف هويته.
في الأشهر التالية تعرض بارون لإختبارات نفسيةو جسمانية متعددة، و اختبار كشف الكذب و حين اجتازها تم تعيينه بقسم الخدمات التقنية. هذه المرة حصل على تصريحاً حقيقياً لوضع سيارته بأماكن الإنتظار التابعة للوكالة.
ترى ماذا سيكون عمل بارون في وكالة المخابرات الأمريكية ؟ و إلى أي مدى سيستخدم موهبته في حياته و عمله؟
بارك الله خطوكم ، أتمنى أن أكون أدخلت بعض المعرفة و البهجة إلى يومكم . تابعوا المزيد من هذه القصة الواقعية في الغد بإذنه .

المفكرة 21-11-2010 05:38 PM

في أول عام له بالخدمة، تدرب بارون على مهارات عديدة لتزييف كافة أنواع الصور و الوثائق و الهويات، و هي أمور ليس لها أي تطبيق عملي خارج المخابرات. كما أنه تعلم فن التنكر. عميل المخابرات الذي يملك الوثائق المطلوبة و التنكر الملائم يستطيع الحصول على أسرار مهمة. التحدي هو اتقان التنكر. أي خطأ قي ختم الفيزا بجواز السفر قد يجعل الشرطي يتحقق منها فيكتشف تزويرها و يرسل الجاسوس إلى السجن.
حبن أنهى التدريب، بدأ الضباط الذين يحّركون الجواسيس يأتون إليه لتزويد الجاسوس بثياب و مظهر و هوية و أشياء متعددة مثل بقايا تذاكر مسرح أو وصل شراء من صيدلية أو دفتر عناوين بالي. في ذلك الوقت منعت روسيا و دول أوروبا الشرقية مواطنيها من السفر إلى أوروبا الغربية و أمريكا فلجأ العديد منهم إلى الهروب إلى الغرب و ساعد الأمريكين من كانت له قيمة منهم كالعلماء و الضباط على الهرب. و كان التنكر و الحيلة هو وسيلة الحماية لهؤلاء من القبض عليهم و سجنهم.

في أيدي هذا العميل السري السابق، تختفي تشوهات الوجوه.
بحث بارون عن الكمال في عمله دوماً لذلك حضر مؤتمراًَ للأطراف الصناعية لعله يستفيد بما لدى الخبراء في عمله.عندما شاهد صوراً للتشوهات التي تسببها الأمراض و الإصابات و العيوب الخلقية، خطرت بباله فكرة: إذا كان بوسعه تغيير شكل جاسوس، ألا يستطيع أن يزيل تلك التشوهات عن المصابين حتى يمضوا في حياتهم اليومية دون أن يرمقهم الناس بأنظارهم؟
صادق بارون أحد أهم خبراء صناعة الأطراف الصناعية. و بينما احتفظ بارون بعمله في المخابرات، فإنه قضى إجازة الأسبوع في معمل صديقه. و من خلال هذا الخبير، قابل بارون أول زبائنه. رجل فقد عينه و خده و جزء من أنفه في جراحة لتخليصه من مرض السرطان. لم تكن جراحات التجميل متطورة بحيث يستطيع الجّراح إعادة تشكيل الوجه لذلك لجأ الرجل لبارون. وضع بارون على الجزء السليم من الوجه مادة صلصالية طرية فتشكلت بشكل الوجه السليم. ملأها بالجبس و تركها تجف فأصبحت قالباً، ملأ بارون هذا القالب بمادة بلاستيكية طرية و عندما جفت صار لديه قناع مماثل للجزء السليم من الوجه. وضعها على الجزء المشوّه و ملأ الفراغات بينها و بين العظام بطين طبي خاص ثم استخدم أدوات النحت و أخذ يشكّل الطين حتى حصل على شكل مماثل للوجه و أضاف كل التفاصيل حتى التجاعيد و الخطوط ثم خلع القالب الطيني عن الوجه و ملأه بمادة السيليكون الطبي و أضاف لها مادة صبغية ليماثل لون الوجه.خلع بارون لاسليكون من قالب الطين و ثبّته على وجه الرجل. نظر الرجل إلى المرآة ثم ضحك و بكى من الفرحة. يقول بارون," لن أنسى تعبير وجهه ما حييت."
ترى إلى أي حد سيتقن خبير المخابرات الفني تلك المهارات الجديدة و كيف سيستخدمها لإعادة صياغة حياته و حياة الآخرين على نحو جديد ؟
المزيد من المعرفة و المتعة في بقية القصة المثيرة المرة القادمة بإذن المولى .

المفكرة 23-11-2010 06:47 PM

تقاعد بارون من المخابرات عام 93 و كوفئ بمدالية و وُصف بأنه فنان بلا نظير في فن التنكر. مُنع بارون من التلميح لعمله الذي استمر 24 عاماً في المخابرات و هي سياسة الوكالة لضمان السرية و المحافظة على عملائها. إذا أراد عميل سابق استئناف عمل جديد، فإن المؤسسة لديها برنامجاً لذلك.
لكن بارون أراد العمل في علاج التشوهات بالأطراف الصناعية. لم يستطع بارون تقديم شهادة خبرة بما زاوله من عمل سابقاً للأطباء الذين يود العمل معهم لذلك لم يرغب أحد منهم في التعاون معه . لكنه لم ييأس و أخذ يعرض عمله على أطباء كثرة حتى أعجب به دكتور كريج دفرنس و سانده و أرسل إليه مرضاه.
كان دكتور كريج يبحث عن من يصنع أطرافاً صناعية في حالات التشوهات الشديدة التي لا تصلحها الجراحة.
يقول كريج," يدمج بارون الطب و الفن و الجراحة و النحت و يصنع معجزات حيث فُقد الأمل.
تعرف بارون على طبيب الأسنان جفري لين الذي علّمه استخدام مسامير التيتانيوم لتثبيت العظام جراحياً. بعد ذلك يثبّت بارون العضو الصناعي بمغناطيس أو دبابيس كي يرتديه المريض لساعات متواصلة أو حتى يسبح به.
طّور بارون أصابع و انوف و أعين و آذان صناعية. أحد المرضى استعملت أصابع قالت عنها أنها حمت أطراف الأعصاب المكشوفة و مكنّتها من عزف البيانو و الطباعة.
كيفن هوبكنز في ال15 من عمره و قد وُلد بدون الأذن اليمنى و احتاج لزراعة سمّاعة داخل الأذن كي يسمع و لكن شكله المشّوه ضايقه و أراد أن يبدو طبيعياً كأقرانه.
الجراحة كانت مكّلفة و سيحتاج بعدها وقتاً طويلاً كي يتعافى. بحث كيفين على النت ساعات تحت اسم أطراف صناعية فوجد بارون. بعد تبادل الرسائل الإلكترونية بين كيفين و بارون، قاد والد هوبكنز السيارة إلى نيو جيرسي حيث يقيم بارون.
قام بارون بأخذ طبعة من أذن والد كيفين و استخدمها قالباً لتصميم أذن صناعية يمكن أن يثّبت عليها النظارة كما تساعده على السمع و تحمي الأذن الداخلية الحسّاسة. بكى والد كيفين حين رأى ابنه بشكله الجديد. قال الأب," حين وُلد ابني تمنيت أن أعطيه أذني و لقد حققّت حلمي ذلك."
كل خطوة تؤدي لما بعدها حلم يتحقق فيحقق لآخرين أحلامهم .


المفكرة 27-11-2010 04:13 PM

دراما من واقع الحياة: نحن نتهاوى
على بعد كيلومترات من اليابسة، أدرك الصديقان أن وضعهما بائس...
كانت الطائرة الهيليكوبتر تطير على ارتفاع 300 متر فوق خليج سبنسر بأستراليا عندما استدارت 180 ° . سمع ستيف فرانسز (39 سنة) صوت صديقه و قائد الطائرة دون آركهارت يقول مصعوقاً "سوف نهبط."
دُهش ستيف، إذ أنهما كان مستمتعين بالرحلة و لم تعط الطائرة أي مؤشرات على وجود خلل بها. أخذ دون يحرك المفاتيح المختلفة على أمل استعادة التحكم بالكائرة، قال دون و قد شحب وجهه من الهلع,"أمسك جهاز الراديو و أرسل إشارة استغاثة يا ستيف." أمسك ستيف الجهاز و أخذ يردد،"استغاثة، ستسقط الطائرة في الخليج." لكنه لم يلق استجابة. أمسك ستيف الهاتف المحمول و اتصل بزوجته جينيفر، لكن المكالمة لم تتم ثم اتصل بالمطار، فلم تتم المكالمة أيضاً.عندئذ أمره دون بإحكام ربط حزام المقعد فهم على وشك الهبوط.
***************
التقى دون و ستيف قبل 6 سنوات عندما كان ستيف و زوجته في رحلة حول أستراليا و توقفا في مدينة ساحلية حيث يقيم دون. ذهب ستيف لعلاج أسنانه في عيادة دون و عندها تعرف الرجلان و اكتشفا وجود أمور مشتركة عديدة بينهما منها حب الغطس. منذ ذلك الوقت توطدت صداقتهما.و خلال المئات من رحلات الغطس التي جمعتهما، وجد ستيف في صديقه دون الذي يكبره بعام واحد صديقاً حقيقياً يعتمد عليه.
كان دون يعشق قيادة طائرته الهيليكوبتر و كان يدعو ستيف باستمرار لمشاركته رحلاته تلك. و هذا الأسبوع وافق ستيف بحماس على مشاركة دون في هذه الرحلة فأقلعت الطائرة في الثامنة صباحاً من اكتوبر 94.
***************
اقتربت الطائرة من البحر و حاول دون إنزالها على جانبها كي يحمي صديقه من الارتطام بالماء. كانت الصدمة عنيفة و أدت لتحطم الطائرة بالكامل ثم بدأت تغرق في المحيط. اندفعت المياه لتغرق الطائرة، بينما ستيف يحاول إطلاق حزام الأمان.
كان دون منكفئاً على عجلة القيادة. فكر ستيف أنه لو أطلق حزامه فسينجو بنفسه و سيموت دون، فمال على صاحبه و فتح حزام دون و أمسك جسده المسترخي و شاهد صاحبه و هو يمر من فتحة بزجاج الطائرة الأمامي، و عندها فتح حزامه و انطلق خارجاً من الحطام باتجاه الضوء الآتي من أعلى.
عندما وصل ستيف سطح الماء، لاحظ دون على بعد عدة أمتار بين حطام الطائرة. اقترب ستيف من صديقه فرأى الدم ينبثق من جبهته فسأله،"هل أنت على مايرام؟"
أجاب دون،"امتلأ نصف رئتاي بالماء، عدا عن ذلك فأنا على مايرام."
بدت معالم مدينة واياله أمامهما على بعد 10 كيلومترات.غرقت الطائرة بسرعة لم تسمح لهما بأخذ أي شئ يساعدهما على الطفو، و ليس من المتوقع وصولهما قبل الظهر، و حتى لو أدرك أحد أنهما مفقودان فلن يمكن إنقاذهما وسط هذه الأمواج المتلاطمة.
كان الماء بارداً جداً و كان دون يرتدي تي شيرت خفيف لا يقيه هذه البرودة. قال ستيف مذعوراً،"لا يمكننا أن نسبح طويلاً في هذا البحر الهائج." لكن دون طمأنه قائلاً،" بل نستطيع، اخلع حذاءك و ابدأ السباحة لكن في الاتجاه المعاكس نحو ماونت يونج في نهاية الخليج فبالرغم أنه أبعد إلا أننا لن نواجه الموج أو الرياح و بذلك يمكن أن ننجو. و اسبح بهدوء حتى لا تصاب بالشد العضلي." جرب الرجلان سباحة الصدر، لكنهما ابتلعا كمية كبيرة من الماء فانطلقا على ظهريهما بينما الماء البارد يلسعهما. أخذ دون يدعو ربه طالباً منه المساعدة. أعجب ستيف بصديقه الذي يستمد قوته من إيمانه.
**************

المفكرة 28-11-2010 06:13 PM

أخذت جينيفر تقطع أرض مطبخها بخطى قلقة فقد وعدها ستيف أن يتصل و لم يفعل و تلك ليست عادته.
**************
رأى الرجلان قارباً على بعد كيلومتراً و نصف و راقباه و هو يمضي دون أن يلحظهما. أبطأ دون حركته و أخ يسعل بشكل متكرر.ناداه ستيف كي لا يغرق، ثم طفا دون على ظهره بدون حراك.
قبض ستيف على شعر دون و سحبه فعليهما مواصلة السباحة حتى لا يجرفهما تيار البحر.شعر ستيف بالإرهاق فهو ليس بسباح ماهر رغم تفوقه في الغطس. و بينما أرهقت ساقاه فإنه اعتمد على قوة ذراعيه كي يبقى طافياً. أخذ دون يغرق فغطس ستيف خلفه و قبض علي شعره و دفعه للسطح و أخذ يجاهد كي يبقي كلاهما سابحاً في الماء، لكن جسد دون بقي مسترخياً و عيناه مسجيتان. لقد مات دون. صرخ ستيف و احتضن صديقه ثم ودعه و تركه للبحر و عندها شعر بوحشة شديدة. ازداد عويل الرياح و تكسرت الأمواج من حوله وشعر بغضب شديد فأخذ ينادي صديقه،" لماذا تركتني؟" عندها شعر ستيف بحضرة حوله و راوده شعور عجيب و سمع صوتاً يقول ،"لا تيأس يا ستيف." بدأ ستيف يظن أنه قد فقد عقله فهذا صوت صديقه الميت.لكنه تجاهل الأمر فلعل عقله المضطرب يخدعه. رأى ستيف السفينة مرة أخرى فشعر بالأمل و قرر أن يسبح باتجاهها عكس اتجاه التيار و عكس اتجاه اليابسة فهي تبدو قريبة بشكل مغري. و عندها سمع صوت دون ثانية يخبره أن لا يسبح باتجاهها و يعيّن له الإتجاه الذي يسبح نحوه. احتار ستيف و تردد قليلاً غير مدرك ما يجب عليه فعله. إن روح دون ترشده للمسار الصحيح، استدار و اتجه نحو البر. فجأة، رأى ستيف ثلاثاً من طيور البجع فأدرك أن اليابسة قد اقتربت.
**************
في الرابعة و النصف، وصل القلق بجينيفر مداه فاتصلت بالمطار الذي أخبرها أن الطائرة لم تصل بعد و وعدها أن يتصل بالطائرة و في السادسة مساءاً اتصل بها المراقب الأرضي و أخبرها أن الطائرة مفقودة و أنه قد تم إعلام مركز الإغاثة للبحث عنها.
**************

المفكرة 29-11-2010 07:47 PM

إليكم تكملة القصة حتى النهاية
هبط الظلام و انطلقت شرارة البرق و أتبعها رذاذ خفيف أمطر الخليج و نزل على شفتي ستيف المملوئتين ملحاً.حاول ستيف أن يستريح قليلاً فعجزت ساقاه عن الحركة تماماً بسبب الإجهاد الشديد. و إذا بقدميه تلمسان القاع، لقد اقترب جداً. شكر ستيف صديقه دون على مساعدته له و إرشاده للطريق الصحيح. وصل ستيف للمياه الضحلة، لكن ساقاه لم تحملاه فأخذ يزحف حتى الشاطئ.لقد انتهت محنته.
كانت الممرضة كريستينا قد أنهت جولتها على مرضاها في التاسعة و النصف و كانت في طريقها لبيتها عندما رأت على الشاطئ شخصاً يترنح فظنته مخموراً، و عندما رآها ستيف صرخ ساعديني فقد سقطت الطائرة، لكن الكلام لم يخرج من حلقه الذي جففته مياه البحر. بعد قليل أدركت الممرضة محنة الرجل حين لاحظت ثيابه المبلولة. ركضت لبيتها و أحضرت له كوب ماء فشربه بشراهة ثم طلب منها أن تتصل بزوجته و بالشرطة. اتصلت كريستينا بجينيفر و ناولت ستيف الهاتف فقال،"إن دون قد مات" ثم انهار على الشاطئ فلم يعد جسده يحتمل.
**************
عالج الأطباء ستيف لمدة يومين بسبب الجفاف الذي أصابه. و أعطوه من المهدئات ما يساعده على النوم، لكنه بقي يقظاً و هو يظن أنه على وشك الغرق. حين خرج ستيف من المستشفى، صعد على متن طائرة للشرطة إلى عرض البحر كي يحدد لهم أين غرقت الطائرة.لقد سبح ستيف مسافة 11 كيلومتراً على مدى سبع ساعات و نصف الساعة.
**************
بعد اسبوع، وجد أحد الصيادين جثة دون طافية على الشاطئ. انضم ستيف و زوجته إلى عائلة دون و أكثر من سبعمائة شخص من أصدقائه و هو يشيعون جثة دون إلى مثواها الأخير.
قال ستيف,"لقد أعطاني دون القوة كي أواصل السباحة و أرشدني للاتجاه الصحيح، أنا أعرف أن روحه أنقذت حياتي."

الأستاذة ام فيصل 30-11-2010 04:22 AM


شاهدت قبل مدة طويلة فلم شبيهه بقصة الجاسوس بارون ربما نفس القصة
جزاك الله خيرا باذن الله اتابع معك اختي العزيزة
المفكرة الرائعة
لك مني خالص التحايا والدعوات


http://www.nabanews.net/photo/09-04-03-2075971083.jpg

المفكرة 01-12-2010 09:23 PM

ربما استوحوا الفيلم من قصة هذا الرجل أو غيره ، و هم كثيرا ما يستخدمون الأشخاص الحقيقيين لبناء هيكل الأفلام و قصصها. ما أعجبني فيه كيف وظف مهاراته لفائدة و منفعة البشر ، أفاد و استفاد بدلا من التشكي الذي لا ينتهي من قلة الأشغال و الموارد الذي يسمعنيه كل من أتحدث معه حولي.
دمت بخير و شكراً للمرور و التعليق.

الأستاذة ام فيصل 01-12-2010 11:41 PM

تسلمي عزيزتي على القصص والمغامرات الجميله
بارك الله فيك وجزاك خيرا
تحياتي

المفكرة 04-12-2010 11:04 AM

السلام عليكم
المغامرة تفتح للبشر آفاقا متعددة و تخبرهم أن الحياة أوسع من ضيق يومهم الرتيب ، شكراً جزيلا على المرور و التعليق ،وفقك الله لما يحب و يرضى.

المفكرة 04-12-2010 11:10 AM

تلك الأغنية لك
عاودني هذا الحلم ليلة تلو الأخرى، ابني كريج ميت و مغطّى بكفن عند الحانوتي و استيقظت فزعة و زوجي إيرني يهزني قائلاً،" ما بك يا ماريون؟" قلت،" إنه كابوس."و ذهبت لأطمئن على ابني كريج فوجدته نائماً في سريره.
كريج طفل مكتمل الصحة في الثامنة من عمره و لكن موت أمي بمرض السرطان أثّر في أعصابي و أثار رد فعل مبالغ فيه في نفسي، إنني بحاجة لأجازة. حجزنا اسبوع في أسبانيا مع مجموعة من الأصدقاء في خريف 89 و استمتعنا بوقتنا. و كسب كريج مسابقة يانصيب و حظي ب 21,000 بياتسو و قال عنه الجميع إنه ولد محظوظ.
و بينما نحن عائدون بالطائرة، اشتكى كريج من ألم في أذنه. و حين وصلنا بيتنا في انجلترا ازداد الألم سوءاً فأخذته للطبيب الذي قال أن الأمر لا يعدو عدوى فيروسية ستزول بمرور الوقت لكن الألم ازداد سوءاً حتى استيقظت على صوته و هو يبكي و يمسك أذنه من شدة الألم و هو يهز نفسه بشدة. قال الطبيب،" إنها عدوى جرثومية تحتاج لمضاد حيوي و أنه سيتحسن في اسبوع." لم أقتنع برأي الطبيب فأخذته لمستشفى الأطفال الكبير لآخذ رأي طبيب آخر. لكن المستشفى كان مزدحماً و اضطررت للإنتظار لمدة ساعتين قبل أن أرى طبيباً مرهقاً قال إن كريج لديه عدوى في أنفه و أذنه و أنه بحاجة لمضاد حيوي أقوى. أعطيت كريج الدواء و حين استيقظ صباح اليوم التالي كان جائعاً و طلب الطعام، فأطعمته إفطاره و شعرت بتحسن لأنه لم يكن يأكل منذ أيام و بعدها بقليل تقيأ الطعام الذي أكله بقوة شديدة كالإنفجار. و بدت عيناه خاويتان مما أخافني، اتصلت بالمستشفى و طلبت موعداً قريباً فأجابتني الممرضة أنه لا يوجد موعد قبل يومين.
انفعلت بشدة و قلت لها إن ابني مريض جداً و أنا بحاجة لموعد عاجل فقالت لي سأرى ما يمكنني فعله. ثم اتصلت بي و أعطتني موعد بعد ساعات. نام كريج ثم أفاق و قال إن أذنه تؤلمه جداً فأخذته للمستشفى حيث انتظرنا في حجرة الإنتظار. كان كل صوت يؤلمه كأنما أحد قد ضربه بشدة. ثم استفرغ ما في جوفه ثانية فانحنت ممرضة لترى ما به و قالت،" لا عليك يا صغيري." و حين نظرت إلى عينيه تغيرت نظرتها ثم وضعت يدها على كتفي و قالت،" إن ابنك مريض جداً."
دخل كريج إلى الطبيب الذي طلب منه أن يعد أصابع الطبيب و أن يضع أصبعه على أنفه و يسير على خط محدد. لم يتمكن كريج من أداء الحركات المطلوبة. قال الطبيب،" سندخل كريج المستشفى لإجراء أشعة على المخ هذه الليلة فلابد أن نعرف ما يحدث في رأسه بسرعة لكي نقرر العلاج المطلوب." بعد الأشعة قال الطبيب،"أنا آسف لإبلاغكما ذلك، لكن كريج لديه ورم في المخ." سألته،" هل سيموت؟" فقال،" أخشى أن هذا احتمال وارد."
حينما عرف أقاربنا بما جرى لولدي بدأوا يتوافدون عليه في المستشفى بلندن لزيارته. و كلما حضر أحد أحضر معه كارت مكتوب عليه لتتحسن قريباً.
قال الجراح هايورد الذي سيتولى علاج ابننا،" لدى كريج ورم ضخم في أوسط المخ." سألته،"هل الورم خبيث (سرطان)؟" فأجاب،"سأعرف حين أراه في المعمل بعد استئصاله. لقد تسبب الورم في تجمع للسوائل يضغط على المخ و يسبّب الألم الشديد بالأذن، بعد غد سندخل انبوبة لإزالة السائل و إزالة الألم مما سيسهل التعامل مع الورم فيما بعد." أردت أن أطمأن من الطبيب على ابني لكنه قال،"لن أضللكما، كريج مريض جداً و يمكن أن يموت قبل أو أثناء أو بعد العملية حتى لو استئصلنا الورم فربما يتلف المخ تلفاً يتركه أعمى أو مشلول."
**********
هل أجرى كريج الجراحة و هل كانت سببا في شفائه ؟ هذا ما أخبركم به لاحقا بإذن الله.

المفكرة 05-12-2010 09:19 PM

استفاق كريج من الجراحة التي أجريت له و كان وجهه منتفخاً لكنه لم يعد يتشنج كما كان يفعل قبل العملية.
ذهبت للكنيسة لأشكر الرب على سلامة ابني. وصلت كريج أكواماً من الكروت يتمنى له فيها الأصدقاء السلامة و الشفاء مما أسعد كريج و رفع روحه و رغبته في مقاومة المرض. في اليوم التالي جاء الطبيب و قال لقد رأيت أحدث أشعة لمخ الولد و الورم ينمو بسرعة، لابد من إجراء جراحة عاجلة. و بينما كان ينصرف، لاحظ الطبيب أكوام الكروت على المكتب بجوار سرير كريج فقال الدكتور: " ماذا تفعل هذه الكروت هنا؟ علقوها بحيث يراها فستجعله يشعر بتحسن." ساعدتني الممرضات في تعليق الكروت على الحائط و حين انتهينا لم يبق أي مكان فارغ على الحائط. و قد أسعد ذلك كريج كثيراً. أثناء مرور الطبيب بكريج في اليوم التالي، لاحظ الكروت المعلّقة حين كان على وشك الإنصراف، استعاد الطبيب خطواته و بالغ في إظهار دهشته قائلاً: لا أصدق ذلك، لم أر في حياتي كل هذا العدد من الكروت، ضحك كريج فقال الطبيب:" يجب أن يوضع اسمك في موسوعة الأرقام القياسية جينيس." أعرف أن الطبيب لم يكن جاداً، لكن أحد أصدقائنا اقترح حملة لحث الناس على ارسال كروت لكريج ليشغل بها فكره. تلقى كريج حتى الآن 200 كارت. و كان وصولها أمر محبب إليه فوافقت على ذلك.
تضخم الورم و اضطر الطبيب لتأجيل العملية اسبوعين، تحسنت بعدها حالة كريج و انخفضت حرارته. صباح العملية دعوت الرب في الكنيسة أن يشفي ابني. استغرقت العملية 10ساعات خرج بعدها كريج ملفوفاً بالشاش و كان جسده متصلاً بالعديد من الأجهزة منها انبوبة في فمه للتنفس. جلست بجواره و أخذت أغني له من أعماق قلبي، بعدها استيقظ و قال،"أنا أحبك يا أمي." في اليوم التالي قابلنا الطبيب الذي قال،" لقد كان الورم قريباً من جذع المخ الذي يتحكم في وظائف القلب و التنفس و تلف هذا الجزء من المخ يسبب الموت لذلك لم أستطع استئصال أكثر من 75% من الورم. سألته،"هل سيعاود الورم النمو؟" فأجاب،"لست متأكداً، سأعرف عندما أتلقى تقرير المعمل." قلت،"أليست لديك فكرة من مجرد النظر إليه؟" فقال،" من مظهره يبدو أنه ورم خبيث سيعاود النمو،إن له زوائد مثل الأسنان و الأظافر و الشعر. و عادة ما نراه في البطن و نادراً ما رأيته في الدماغ." شعرت بالرعب، ما هذا الوحش الذي يحيا في دماغ ابني الجميل. عاود كريج الألم الشديد عند سماع أي صوت و بردت قدماه و يداه و أخذت أدلكهم طوال اليوم و لم يتمكن من النوم 5 أيام و بعدها نام بعمق و استيقظ و قد تحسن حاله. استدعاني الطبيب بعد أيام و قال،"آسف، إنه ورم خبيث و يزداد نمواً كل لحظة، لابد من بدء العلاج الكيميائي و الإشعاعي حالاً.
" تذكرت معاناة أمي مع نفس المرض فبكيت بحرقة. تم حقن الدواء من كيس متصل بإبرة لجسمه عدة ساعات كل يوم و عندها كان يصاب بالقئ و الإسهال نتيجة أخذ الدواء. لم يشتكِ كريج مرة واحدة و احتفظ بروحه المرحة و كان يلقي النكات على كل من يسمعه. استدعاني الطبيب قائلاً، لقد انتقل السرطان للنخاع الشوكي ((spinal cord و سنحاول أن نعالجه."
لم يتحسن الورم بعد العلاج الكيميائي مطلقاً، كل هذا العناء ذهب أدراج الرياح. بدأنا العلاج الإشعاعي و كان كريج يتلقاه ثم يعود للبيت و أيضاً لم يؤثر العلاج في الورم.
بعد الإنتهاء من العلاج، ازداد كريج سوءاً فاضطررت لإدخاله المستشفى.
*********
مرض شديد و أم مثابرة تود لإبنها الشفاء فهل تتغلب إرادتها على عناء المرض؟ هذا ما تعرفونه لاحقا بإذن خالق الخلق.

الأستاذة ام فيصل 06-12-2010 12:43 AM

اللهم نسألك الصحة والعافية
قصة موجعة مؤلمة مشوقة
شكرا على مجهودك
بمناسبة بدء السنة الهجرية الجديدة

أدعو الله سبحانه وتعالى أن تكون سنة مباركة على المسلمين وأن يمن عليهم بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام.
اللهم اجعل هذا العام الهجري الجديد عام عزة ونصرة للإسلام والمسلمين.

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
كل عام وانت بالف خير
عام سعيد


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 10:50 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.