بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   القسم الأدبى (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=28)
-   -   قصة(أرض الأوهام)العيب في الغرب ولافينا ؟؟؟؟!!!(متجدد إن شاء الله) (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=135455)

**تسابيح** 06-07-2009 08:00 PM

قصة(أرض الأوهام)العيب في الغرب ولافينا ؟؟؟؟!!!(متجدد إن شاء الله)
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أزيكم يا جماعة يارب تكونوا بخير
طبعا القصة دي عجبتني أوووي يارب تعجبكم
في القصة دي..الي سمتيها (ارض الاوهام) حنشوف قصة بنت اسمها **ورد**..هي الي بتحكيلكم عن حياتها في فرنسا البلد الي راحت تدرس فيه وشافت نماذج ياما من فتيات عربيات غرتهم الحياة في فرنسا و اخدتهم اتجاه تاني...

وازي قدرت تتغلب على كل المغيرات واستمرت على دينها وعاداتها وتقالديها...

سبت القصة تحكيهالكم هي عشان تعيشو معها في البلد الي كلها اوهام لأن الواحد رغم انو بيعيش فيها وبيتأثر بيها بس من جواه ما يقدرش ينكر نفسه انه عربي ومسلم ....حنشوف نماذج لبنات من مختلف الدول العربية ونعيس معاهم قصصهم وظروفهم الي دفعتهم عشان يختارو الغربة...


لكل بنت مغتربة ولكل بنت بتدرس برة ولكل بنت نفسها تسافر تشتغل ا و تدرس..ولكل بنت عربية..
بهدي القصة دي واتنمى انها تطلع منها بحاجة....ويبقى النقاش بابه مفتوح وكبير...
(مش أنا طبعا اللي بهديها كاتبه الموضوع الأصليه هي اللي بتهديها)
نظرة الغرب لينا كده ليه؟؟ السبب ان احنا مسلمين وبس؟؟ ولا ان احنا شوهنا صورتنا وخليناها كده؟؟؟
(ياريت حد بينقلها من القسم لاني دخلت القسم الخاطيء):bosyht9:

**تسابيح** 06-07-2009 08:02 PM

الفصل الأول



كم انتي جميلة يا فرنسا ...كلما امشي في شوارعك اشم في جدرانك تاريخ طويل لا يمحى ولا ينسى ...طقسك الخريفي الدائم يجعلني اشعر انني كل يوم سوف اولد من جديد ويزهر في قلبي ربيع ساحر..لكن مهلاً لحظة يا فرنسا.....مهما كنتي جميلة في نظري لن تكوني اجمل من بلدي مصر.....برجك الكبير المعروف ببرج افيل لا يمكنه ان ينسيني الاهرامات التي تفوقه روعة وجمال..حتى هذا المقهى الذي اجلس فيه الان واكتب ما اكتب فيه وحيدة بدون احد لا يمكنه ان يجعلني انسى الجلوس امام نهر النيل في ليلة واسرح في عالم اخر.لاكتب شعر واكتب نثراً واكتب قصص حياة واكتب روايات ..احب فرنسا ولكن اين الثريا من الثرى اين مصر وجمال مصر وروعة مصر منك يا فرنسا...اين انتي من شعب مصر الحبيب الذي اينما ذهبت تفتح امامي الابواب بالترحاب بدون مقابل...اشتقت الى الوجوه المصرية السمراء...الى وجه امي الغالية..اين كل هذا من فرنسا...رغم انك يا فرنسا بلد الشعر والجمال والمتاحف والموسيقى والادب ولكن مصر ارض الحضارة والأصاله ارض الفراعنة والمجد .....ماذا اكتب عنك يا بلدي...لولا دواعي السفر للدراسة لم اتركك يا وطني الحبيب ولكن امي دائماً ترديني أن أكون فتاة ناجحة واكمل دراستي واحمل شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع ولولا الدراسة من غير الممكن ان ابتعد عن امي مهما كان...خالي الذي امكث مع عائلته رجل طيب وانا سعيدة معهم ورغم انني لم اكمل الشهر هنا ولكن لم يغب عن مخيلتي منظر بيتنا الريفي الجميل ........... لم احب غير هذا المقهى الذي اجلس فيه كل مساء وحيدة بعد ان انهي محاضراتي في الجامعة واكتب مذكراتي اليومية ...هذا ما يؤنس غربتي...انها بلد جميلة ولكن تفتقد الى كل ما تحويه مصر من الفة ومحبة ولمة الشمل ..والكل لا يتعامل مع احد الا من أجل قضاء مصلحة...



تنبهت بعدها الى النادل الذي احضر لي فنجان من القهوة أنه بدأ يختلس النظر ويريد ان يرى ماذا اكتب وانا اعرف تماماً انه لن يفهم شيئاً لانه فرنسي..ولكن فاجأني وقال...


- خطك جميل اوي...
قلت: انت بتتكلم عربي عربي؟....انت مصري؟
- ايوة مصري...وقال بالفرنسية اهلاً وسهلاً )bien venu


وتركني وغادر..الى زبون اخر .....اول مرة منذ وجودي في فرنسا اتعرف على احد مصري من غير اقربائي الموجودين لان المصريين في مقاطعة ليون غير متواجدين بشكل كثيف......لكن هناك بعض الرفاق الجزائريين او التونسيين...


من بعيد رأيت رفيقتي التونسية لمياء متقدمة نحوي... ومعها الكتاب الذي طلبته منها...ومعها رفيق فرنسي لنا في الجامعة...
اقتربت مني وسلمت علي وجلست هي والشاب الفرنسي..
ليماء: الكتاب يا ورد..صح ولا غلطتت!


نظرت اليها بصمت وأومأت برأسي بالايجاب.......بعدها بدأت الضحك هي ورفيقها...فما كان مني الا ان انتفضت ولملمت اغراضي...
- انا تأخرت لازم أروح..
لمياء: طيب يا ورد بشوفك بكرة بالجامعة..


خرجت من المقهى ولم ارد ومشيت في الشوارع متجهة الى منزل خالي....فتحت لي الباب زوجته عائشة...


- مساء الخير..ازيك يا مرات خالي...
- -اهلاً يا حببيتي يلا تعالي قوام الاكل جاهز...


نظرت الى السفرة وجدت عليها جميع افراد العائلة ابن خالي الصغير احمد وابن خالي الكبير عمر وابنة خالي ندى وهي من سني....نظرت الى عمر الذي يكبرني بسنتين نظرات عتب كبيرة ...جلست ولم اكلمه اما هو كان متوتراً للغاية ....تناولنا العشاء وصعدت الى غرفتي ...لحقت بي ابنة خالي ندى...


كنت احضر كتبي لابدأ بالدرس....بدأت تكلمني...


- ندى:ايه يا ورد مكلتيش كويس النهاردة..
- ورد: مشغولة يا ندى بكذا حاجة اهمها موضوع الراسلة الي حناقشها في علم الاجتماع لسه ما لقتش موضوع
- ندى: ربنا يوفقك..


وشعرت ان في داخلها كلام...توجت الى الباب خارجة ولكن تراجعت..وقالت..
- ندى: ورد عاوز اقلك حاجة...
- قولي يا ندى...

- ندى: انا واقعة بمشكلة ...
  • يا خبر خير ان شاءالله
  • ندى: في شخص بيلاحقني ديماً عاوز يصاحبن يبالعافية وانا اتهرب منو وهو مش راضي يسبني في حالي........
  • مش فاهمة يا ندى وضحيلي شوية....
  • ندى: في شخص من 3 اشهر اتعرفت عليه على اساس انو زميل دراسة لكن ببدأ يتقرب مني اكتر وهو فرنسي وطلب انو علاقتنا تكون جدية انا افتكرت من كلامه انو قصدو علاقتنا تكون جدية يعني نرتبط ...رغم انه في مسافات كبيرة بتبعدنا عن بعض ان كان طبيعة الحياة او الدين او كل حاجة...بس انا تقبلته شوية في البداية ... لكن طلع قصدو بعلاقة جدية انو نكون اصحاب انتيم يعني علاقة مش صح...ومن وقتها مش عارفة اتخلص منو وفضحني في الجامعة بيقول للكل اني صاحبته....صديته اوي بس مش عارفة اعمل ايه معاه...انا بخاف من ربنا يا ورد مش ممكن ادخل ف يعلاقة مع حد مش صح بحترم اهلي ولي ربوني عليه...
  • قلت بابتسامة عريضة: والله انا سعيدة اوي بلي بتقولي ده يا ندى انا كنت فا**** يمتأثرة بالعيشةهنا في فرنسا زي بعض ناس هنا ف يالبيت...
  • ندى(باستغراب): قصدك مين؟؟؟؟
  • لا لا مافيش حاجة...المهم نرجع لمشكلتك...شوفي طالما انتي بترفضي حاجة عشان خايفة من ربنا..ربنا اكيد حيوقف جنبك....خلي ثقتك في نفسك وبربنا كبيرة اوي...
  • ندى: عارفة وانا بس حبيت افضفلك...مش حضعف بإذن الله..البلد دي عاوزة القوي..
  • صح عاوزة القوي..عارفة انا ناوية ادور من بكرة على شغل...
  • ندى: ليه يا ورد ناقصك حاجة؟؟؟
  • لا ابداً بس انا بحب اعتمد على نفسي....
  • ندى بقلق: بس يا ورد...............
  • ايه يا ندى؟؟
  • قالت بحزن: صعب تلاقي شغل هنا يا ورد..لأنك..لأنك محجبة...
  • قلت في استغراب: ايه ده هو هنا ممنوع المحجبات يشتغلو...
  • قالت بإستياء: لا يا ورد مش ممنوع..بس ما حدش بيشغل محجبات قليل اوي..هنا غير مصر يا ورد
  • قلت في عدم راحة: على كده..ربنا يستر.

مضت الأيام وانا ادخل من مكتب الى أخر ومن محال الى أخروالجميع يقول لي (باردون) او اسفين مع ان اغلب المحلات التي دخلتها مكتوب على بابها نريد موظفة للعمل ولكن على ما يبدو انني لست الموظفة المطلوبة...عدت الى البيت واليأس يعتريني ...وجدت عمر ابن خالي جالس لوحده في الصالة ..
تكلمت معه ببرود......


- مساء الخير يا عمر..
- رد علي بخجل : اهلاً يا ورد...


قلت وكأنني اريد ان اتهرب من الحديث معه: عن اذنك..


وتوجهت الى غرفتي ولكن استوقفني كلامه...


- عمر: ورد ما تزعليش مني انا ما عملتش حاجة غلط...وارجوكي ما تقوليش حاجة لاهلي...


استدرت لاوجه اليه الحديث ونظرت اليه للحظات.....


- قلت في حزم: مش حقول لحد يا عمر مش عشان انت طلبت كده ومش عشان زي ما بتقول ما عملتش حاجة غلط..عشان بس انا مش عاوزة مشاكل وعاوزة اكمل دراستي بهدوء...


- قال مبرراً: ورد احنا هنا في فرنسا مش مصر ليه مش قادرة تفهمي ده....
- قالت في عصبية: عارفة ان احنا في فرنسا عارفة..بس انت الي مش عارف انك مسلم وعربي مش فرنسي...
- اوية بس مش غلط ان الواحد يكون عنده صاحبة يروح ويجي معاها ويسهرو سوا هنا كل ولد ليه بنت ده طبيعي اوي...


- قلت باستهزاء: تمام....خلصت كلامك...
- قال متابعاً: ومش معناه شفتيني ( حاجة مش كويسة تبقي ايه فكروا فيها )معناها انا مش كويس...
- قلت مؤنبة: الله يرحم عمر الشاب المهذب الي عرفته في مصر بيصلي ويخاف ربنا وخجول ..كلو راح انصدمت بجد...الغربة غيرتك لأن الي جواك ما كانش ثابت خاصة من ناحيتي..


- قال بتوتر: كل الي وعدتك بيه يا ورد في مصر كان كلام عيال.....
- قلت باستهزاء: صح كلام عيال..الموضوع ده بقى اساساً اخر اهتماماتي..انا جاية ادور على مستقبلي هنا مش على حب وعريس.....واساساً لو كنت لسه على وعدك الي وعدتني بيه في مصر انا لما جيت هنا وشفتك كده انت بقيت اخر انسان انا ممكن افكر فيه ان كان في مصر او فرنسابس الحياة الي انت ماشي فيها غلط يا عمر....



بدأ يكلمني عندها بلهجة غاضبة....


- اسمعي يا ورد لو كنتي عاوزة تعيشي معانا من فضلك ما لكيش دعوة بحد انتي مش جاية مصلحة..



- قلت في غضب: ماشي..انا اساساً مش قاعدة هنا فترة طويلة انا بس الاقي شغل ومش حوريكم وشي وحسيبلك البيت كلو..بس للأسف خالي معررفش يربي..للأسف...



ادرت وجهي...ودخلت غرفتي واقفلت الباب عليي ولم اتناول معهم العشاء ولم افتح الباب لأحد ......في الصباح استيقظت ولم اجد احداً في البيت وشعرت اني متعبة جداً ..دخلت المطبخ لأحضر لنفسي كوباً من الشاي ورأسي مشغول بوضعي ووضع هذه العائلة وكيف سأجد عملاً....قطع صمتي رنين الهاتف..رددت...


- الو بونجور
- بونجور دوموازيل
(يعني صباح الخير)
(صباح الخير يا آنسة )
بترجم لكم عشان مش يبي عندك حجه:slap1qk6:


وبدأت تكلمني بالفرنسية اخبرتني ان طلبي الذي قدمته في المطبعة من اجل العمل قد وافقو عليه..لم اصدق نفسي وبدأت اشكرها بحرارة وركضت مسرعة الى المكتب لأتناقش معهم بخصوص العمل الجديد....
استقبلني رجل تونسي وكان صاحب المكتب وكلمني بالعربية..


- اهلاً بيكي عنا في فرنسا اتمنى ان تكوني برشا سعيدة هني..
- والله الحمدالله انا بقالي شهر هنا بس...
- جميل جميل..انا اريد سكرتيرة هني..يناسبك الموضوع...
- يناسبني بس يا ريت يكون بعض الضهر لان قبل الضهر بكون في الجامعة..
- ماشي ماشي اتفقنا..


قلت بتردد ملحوظ: بس ممكن من بعد اذنك اسألك سؤال؟
-اتفضلي ...
- لاحظت انو اغلب المكاتب ما بيشغلوش محجبات ايه الي خلاك تقبل تشغل واحدة محجبة رغم اني لاحظت معندكش ولا واحدة محجبة...
- قال في استغراب : ليه هو انتي مش ناوية تشيلي حجابك ...اوقات العمل..!


- قلت باستهزاء: اكيد لقة.............
- كل الي شايفتيهم هنا البنات في منهم محجبات واغلبهم بيشيل حجابه وقت العمل..


-ضحكت وقلت: لقه انا مش حاطة حجابي مواسم..ده حجاب مش لعبة او اكسسوار بشيلو وبحطه...


- طيب خلاص ما تزعلي بذودلك دخلك ل 500 يورو.....ما بيستاهل الحجاب 500 يورو تشيلي كرمال الشغل
- ولا ملايين...اسفة...عن اذنك...


.........................................


خرجت والدمعة في عيني واول مرة منذ مجيئي الى فرنسا ابكي...وفجأة فكرت وقلت في قرارة نفسي ..ما الذي اتى بي الى هنا..الى هذه الارض التي لا تعرف دين ولا اعراف....مشيت وانا انظر في اعين الناس ...وشعرت اني غريبة حقاً غريبة...كأني اتية من عالم اخر احمل تقاليدي وديني وعاداتي وتربيتي فوق ظهري والحمل ثقيل جداً ..لكن لن اتركه ولن انزله سأبقى احمله مهما كان..اتجهت الى المقهى المعهود الذي اجلس فيه دائماً ...طلبت فنجان من القهوة...وقدمه لي نفس النادل المصري...نظر الي وجد الدموع في عيني..توقف للحظة وغادر من دون ولا كلمة وبعد لحظات عاد الي...


- قال بصوت منخفض: المصرية بيحنو على بعض ..لو كان في حاجة قولي ممكن اساعدك...
- قلت باستغراب وشكر: لق شكراً ...مش عاوزة مساعدة...
- قال: احنا اخوة انا اتربيت ان كل الناس اخواتي...


نظرت اليه وجدته معلق على رقبته الصليب..عرفت فوراً انه مسيحي...استغربت اكثر..ما الذي يدفع مسيحي يتكلم مع فتاة مسلمة ومحجبة...


- قلت بتردد: اه اه كلنا اخوة...
- قال: اسمي سليم...من القاهرة وانتي؟؟
-انا من طنطا....
- اهلاً بيكي بفرنسا.....انا اسف تطفلت عليكي..بس حسيت اني الزم اكلمك لأنك مصرية وكمان زبونة دايمة هنا...


- قلت ببرود:شكراً....(نظرت الى الخارج لأشعره ان الحديث انتهى...فشعر بذلك وانسحب بهدوء ...اكملت فنجان القهوة وخرجت مسرعة ...شعرت انه ينظر الي ويراقب خطواتي وانا خارجة..لم أعره اي اهتمام وتابعت طريقي)


يتبع..................

you_my_lovely 21-07-2009 09:10 PM

القصه باينه من اولها انها جميله
والمشكله بقى فى ((( يتبع )))
شكلك ناويه تشوقينا اكتر من اللازم وها تتعبينا على ما تنزلى جزء تانى

مشكوره على ال جزء الاول بس
ياريت تعرفينا الجزء التانى امتى علشان اعمل حسابى لو ها يتأخر
أكيد متابع ان شاء الله
وشكرا على الترجمه
ههههههه;)

**تسابيح** 21-07-2009 10:16 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة you_my_lovely (المشاركة 1428163)
القصه باينه من اولها انها جميله
ميرسي ربنا يخليك :blush:

والمشكله بقى فى ((( يتبع )))
مش مشكلة ولا حاجة
شكلك ناويه تشوقينا اكتر من اللازم وها تتعبينا على ما تنزلى جزء تانى
بصراحة هي قصة جميلة اوي
ويارب تعجبك

مشكوره على ال جزء الاول بس
ياريت تعرفينا الجزء التانى امتى علشان اعمل حسابى لو ها يتأخر
أكيد متابع ان شاء الله
وشكرا على الترجمه

ههههههه;)

ههههههههههه
لا شكر ع واجب
معلش بقي بحب الفرنساوي وبحب ترجمته:)
طبعا هنزله بانتظام بإذن الله
شكرا ع مشاركتك وتنشيطك للموضوع:blush:


**تسابيح** 21-07-2009 10:47 PM

الفصل الثاني

استوقفني محل بسيط يعمل فيه رجل عجوز يبيع الحلويات...دخلت لاشتري بعضاً منها...

- Bonjour-je veux un kilo s il vous plait

(ممكن كيلو من الحلوي)
نظر إلي وقال
- Tu es arabe?
هل انتي عربية

- Oui
نعم
تكلم عندها معي بالعربية وقال: اهلاً بيكي يا بنيتي..انا مغربي عربي..

ابتسمت له وقلت: اهلاً وسهلاً..

- قال: يا مرحبا بيكي..تونسية..؟؟؟
- لا مصرية..
- اهلاً بالفراعنة....انا زوجتي فرنسية وبقالي هنا في فرنسا 40 سنيه..
- ياه..انا ما كملتش شهر هنا في فرنسا...
- الحياة هني رح تتعلمي منها بزاف...
- والله شكلي كرهت البلد دي من قبل مكمل فيها.(لا أعرف لماذا انفتح قلبي له وتحدثت معه وكأنني امام رجل اعرفه منذ وقت بعيد..تابعت قائلة).....محتاجة شغل ومحدش راضي يشغلني لأني محجبة..او يمكن لأني مسلمة مش عارفة...

- فكر قليلاً وقال: انا بشتغل هني انا وزوجتي واش رأيك تساعديني انا زوجتي مريضة هاا لايام ومحتاج لحد معي على البيع وانا بكون في المعمل جوه..

- قلت بفرح : اكيد موافقة..يا عم...!!!( تساءلت عن اسمه)
- قاطعني قائلاً: عمك كريم...يا بنتي..

شعرت في كلامه بصدق كبير ....وجهه مريح لدرجة كبيرة وكأن الله بعثه لي هدية من السماء...اتفقت معه على العمل ومواعيده والسعر..رغم انه ليس بالشيىء الكثير ولكن يغطي احتياجاتي الاساسية...خرجت وانا بغاية السعادة وحملت معي بعضاً من الحلويات لبيت خالي..

لكن ما ان دخلت حتى رأيت ..يا لهول ما رأيت..


وجدت على التلفزيون فيلماً...انه على ما يبدو فيلم اباحي...لكن من يشاهده!؟؟؟


ابن خالي احمد الذي لم يبلغ من العمر الا فقط 10 سنوات...

وقفت للحظات لا أعرف ماذا افعل..كيف اتحرك..ماذا اقول..هل اعود ام اتقدم ام ماذا لا اعرف..لكن وقعت علبة الحلوى من يدي من دون ان أشعر....وكانت اللحظة الحاسمة...نظر أحمد الي بذهول ...تقدمت نحوه..وبدأت الصراخ في وجهه..

- انتي ايه الي بتشوفو ده..انت قليل الأدب ومش متربي كويس...انت مين سمحلك تشوف ده...


تقدمت بغضب واقفلت التلفزيون وسحبت الشريط ..كان مذهولاً وبدأ البكاء...
عاودت الصراخ في وجهه : انت بتعيط ليه هاه؟؟ مين اداك الشريط ده يا تقول يا مش حيصلك طيب وحقول لخالي..

بدأ يبكي..دموعه حننت قلبي عليه قليلاً وأهدأتني...فجلست الى جانبه ووضعت يدي عليه بحنان....

- احمد قولي مين اداك الشريط ده الي بتشوفو عيب يا احمد..
- بدأ يكلمني بخوف كبير وقال: صاحبي في المدرسة فرنسي اداني الشريط وقالي في حجات حلوة شوفها افتكرتها كرتون..وطلعت ده..
- قلت وكأني اقنعه انني صدقته: طيب لما شفته انو حاجة مش كويسة ما شلتوش ليه؟؟
- قال بتوتر وتابع البكاء: مش عارف...
- الي انتي بتشوفو غلط يا احمد انت بتخاف ربنا وعارف ان ربنا ما يهنش عليه نشوف الحاجات الوحشة دي عشان بردو انت ولد مؤدب
- قال بهدوء وبكاء: ايوة انا ولد مؤدب...

- وضعت يدي على رأسه وقلت: انت ولد كويس اوعى تشوف مرة تانية الحجات دي وابعد عن الناس الوحشة...اوعدني
- قال بتردد: اوعدك بس ما تقوليش لبباب علي حصل....
- قلت: اوعدك...
- قال ليتأكد: احلفي..
- قلت فوراً: والله مش حقول لحد..بس انت اوعى تتكلم مع الولد الي ادا الشريط مرة تانية وتوعد ربنا مش حتعمل كده تاني وانت بتصلي...
- قال ببرود واستغراب : بس انا ما بعرفش اصلي...


- قلت بصدمة: ما بتعرفش تصلي؟؟؟!!!!!!!!!!..(أمسكته من يده وقلت له بحماس)..تعلا معاية..

أخذته معي الى الغرفة وبدأت اعلمه الصلاة واعطيته كتب دينية باللغة الفرنسية وعلمته كيف يدعو الله وكيف يستغفره..ووعدني انه لن يكرر ما فعله...ولم أتركه الا وقد أكلنا سوياً الحلويات وضحكنا قليلاً وذهب الى غرفته...أما انا امسكت هذا الشريط ولم اعرف ماذا افعل به..وضعته في درج المكتب عندي لأخذه معي غداً وارميه في اقرب حاوية نفايات...

في الصباح الباكر جلست في غرفة مكتب خالي للحديث معه عن بعض تطورات حياتي...

- خالي انا سعيدة اوي هنامعاك والحمد الله نفسيتي بقت افضل بعد ما لقيت شغل...

- يا حبيتي يا ورد عارفو الحياة هنا عاوزة الي قدها وانا عارف بنت اختي قدها وذيادة..
- ربنا يخليك لية يا خالي محبتك تكفيني وبتشجعني......
- انا واثق فيكي ولو معنديش ثقة مكنتش ارضى تشتغلي بس انا مش حقف قدام رغبتك...انتي امانة يا ورد..
- وانت حافظت على الامانة وذيادة وبتعاملني زي ولادك بس الاعتماد عى النفس جميل...
- قال بحزن: ايه والله يا بنتي انتي عملتي الي ما عملوش ابني عمر..قاعد من غير شغل مقضيها صياعة ومش فالح ف يالتعليم مجنني..
-
- سرحت قليلاً وقلت بتنهيدة: والله عمر معدش زي ما عرفتو اتغير اوي..
-اطلق تنهيدة بحرقة: اااه قد ايه يا ورد كنت بتمنى يعني تكونو لبعض...

- قطعت حديثه فوراً: ما تكملش يا خالي انا بشفش عمر اكتر من اخ..

- ابتسم قائلاً : ورد انا مسافر النهاردة بليل المانيا حقعد 10 ايام عشان الشركة بعتاني اجتماع هناك عاوزك تاخدي بالك من الاولاد انتي عارفة مرات خالك في شغلها ديماً...وانتي واعية انا بأمنك عليم..
- قلت بثقة: في عيوني يا خالي ما تخافش..

في الجامعة التقيت بالدكتور المشرف على الابحاث وتناقشت معه في موضوع البحث الذي من الممكن ان اناقشه ...قررت ان اتناول موضوع الفتيات العربيات اللواتي يهاجرن الى فرنسا للدراسة..اي اقوم بدراسة اوضاعهن كاملة...الاجتماعية والمادية والنفسية.. اعجب الدكتور به ...بدأت بعدها افتش في مكتبة الجامعة عن كل ما يتعلق بالموضوع من الناحية النظرية وبعد ان انهيها سأبدأ بالقسم الميداني....

في مكان العمل الجديد كنت في غاية السعادة مع العم كريم..خاصة انني تعلمت صنع الحلويات ايضاً واصبحت اساعده في صنعها أحياناً..لم أتخيل انني في يوم من الأيام سأقوم بهذا العمل عندما كنت في مصر..ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه....الحياة ترمي بك احياناً في اماكن لا تتوقعها ابداً ولكن القناعة جميلة والشكرلله دائماً وابداً واجب...وانا حقاً سعيدة رغم ان ما يعطيني اياه العم كريم قليل لكن يكفي انني سعيدة ومرتاحة واشعر انني وسط عائلة لي تتقبلني كيف ما كنت....تفرح عندما افرح وتبكي عندما ابكي وتسعى لراحتي..كما اسعى لراحتها في العمل...اطلقت على نفسي كلمة بائعة الحلويات....والجميع يناديني بها عندما يدخل المحل ..نسيت حقاً اسمي...

اصبح اسمي لومادلين او فورينوار على اسماء الحلويات الفرنسية التي ابيعها....

في يوم ما وانا منهمكة بالعمل..دخل الى المحل شاب لم اتنبه له للوهلة الاولى ولكن اكتشفت انه الشاب الذي يعمل في المقهى الذي يدعى سليم..تفاجأت بوجوده مثلما تفاجأ بوجودي....
§ قال بإستغراب: انتي بتعملي ايه عندنا؟
§ قلت بتعجب: عندكم؟؟؟ليه هو المحل ده يخصك؟؟؟؟
§ قال وهو يضحك: ايوة ده محل خالي...
§ صدمت وقلت بتعجب: خالك ازاي؟؟عم كريم مغربي..
§ قال باستهزاء: ومالو..انا والدتي مغربية بردو..وابوية مصري...

- قلت باستياء: ايه اهلا...

جاء في هذه الاثناء العم كريم وكان يراقب حوارنا من بعيد فقال وهو يسلم على سليم: شو يا سليم..بتعرف ورد...

- قال بابتسامة: والله مش عارف انها ورد..بس اهو اتعرفنا..

شعرت بالخجل وتمنيت لو انني استطيع ان اهرب من الوضع كله..وقلت مسرعة: عن اذنكم عندي شغل جوة...

- رد العم كريم بسرعة: لا يا ورد خلص لاازم نسكر المحل...اتأخر الوقت...انا رح اروح الحين فيسة وسليم يعاود بيته وحيساعدك في اقفال المحل...

شعرت بحرج كبير..فأنا مجبرة الأن ان ابقى معه لوحدي..ولكن قلت في قرارة نفسي وليكن..انا اساوي عشرة رجال لا يستطيع ان يتعدى حدوده معي مهما حصل...طبعت على جبيني لمحة غضب عجيبة وبدأت استعد لاقفال المحال وهو لم يسكت عن الكلام ابداً وانا اصده تارة واجاوب بطريقة مقتضبة جداً تارة اخرى...

- انتي كلاك قليل كده ليه يا ورد مش قلنا تعتبريني اخ..
- قلت بحزم: يا سلام بالبساطة دي..
- يكفي اننا مصريين..زي بعض..
- قلت بعصبية: انا مصرية ومسلمة الحمد الله يبقى مش زي بعض....

- قال فوراً: وانا مصري ومسلم...
نظرت اليه بتعجب ووجهت نظري الى رقبته لكنني لم اجد الصليب الذي رأيته في السابق...

- قال بمكر: اهههههههههههه قصدك الصليب الي كنت حاطه...
لم ارد بل أصابني الذهول...

- قال: انا مسلم ...مش مسيحي انا بحط الصليب لدواعي شغل عشان في الكافية ما بيرضوش يشغلو مسلمين وده الي دفعني اني اغشهم في الظاهر بس انما في الحقيقة انا مسلم وبصلي احياناً كمان...

- صدمت وقلت بذهول: مش مصدقة..
  • قال باستهزاء: ايه الي مش مصدقاه اني مسلم او اني عامل نفسي مسيحي؟؟
  • مش مصدقة اني في انسان ممكن يغر دينو عشان شغل وضحكت باستهزاء)
  • قال مبرراً: مصالح مش اكتر...
  • قلت بغضب: لو ربنا ف ييوم قلب فينا الارض مش حرام عشان في زييك في الدنيا( عن اذنك) ...

خرجت غاضبة واقفلت المحال وتابعت سيري وهو ينظر الي بذهول تام..وكأنه يقول في قرارة نفسه http://forums.fatakat.com/images/smilies/frown.gif ازي تتكلم عليه دي كده)
.................................................. ................................


في صباح اليوم التالي استقيظت ولم اجد الا ندى في البيت وعمر ..رميت عليهم السلام وكلمتني ندى قليلاً لكن عمر لم يكلمني ولا كلمة عندما كنا نتناول الفطور..

- ندى: ايه الاخبار يا ورد لقيت يموضوع البحث.؟؟
- ايوة اخترته عن الي زيي يعني اوضاع الفتيات العربيات الي بيدرسو في الغربة..

(ضحك عمر وكأنني قلت نكتة..لم اعره اي اهتمام وتابعت الحديث مع ندى)

- ندى: جميل اوي انا اكيدة حتلاقي حالات كتير...)تابعت قائلة وهي تهم بالمغادرة) طيب يا ورد عن اذنك لازم اروح اتأخرت بس عاوزة االشيلة الخضرة الي عندك من فضلك...

- خديها محطوطة في الدرج عندك..

خرجت ندى وهممت انا طبعاً بالخروج..ولكن استوقفني سؤال انا وعلى الباب اردت ان اوجهه الى عمر...استدرت وقلت..
- انت كنت بتضحك ليه وانا بكلم ندى؟؟؟
- قال باستهزاء كبير: عشان عاوزة تدرسي احوال العربيات الي بيدرسو في فرنسا
- قلت بلهجة جافة: وفيها ايه يضحك دي؟؟نكتة؟؟
- لق مش نكتة بس البحث فاشل من اوله لأنهم كلهم حيطلعو صايعات.....
قلت بغضب: بس انا واحدة منهم...
- قال بلا مبالاة: واش عرفني انتي ايه...
- ضحكت وقلت: صح انت ما بتعرفش غير الي زييك عندك حق تقول كده..الاناء ينضح بما فيه...

خرجت وندمت الف مرة لأنني تكلمت معه..ولم يغب عن بالي الكلمة التي قالها..هل حقاً البنات اللواتي يدرسن هنا هنّ بهذا الشكل؟؟؟ تحمست اكثر للبحث وصممت على دراسته اكثر واكثر...

مرت حياتي في اليومين التاليين بهدوء بين الجامعة والعمل ...التقي بين الحين والاخر بسليم عند خاله ولكنني اتجنبه بشكل كبير حتى انه شعر اني اكرهه فعلاً ولا اطيق رؤيته فكأن نفسه قد عزت عليه ولم يعد يأتي الى المحال...

الا انني في يوم وخلال الاسبوع الذي غاب فيه خالي عن البيت عدت لأجد في منزل خالي حفلة..كان عيد ميلاد عمر...رقص وأغاني وفتيات مائعات يرقصن ومعهن شباب كان حقاً منظراً في غاية الانحطاط وانا ما زلت واقفة على الباب لا اعلم كيف اتصرف..وجدت ندى ايضاً جالسة في هذه الاجواء وسعيدة بها وعمر تحواطه 5 فتيات كأنه دون جوان...قررت الصعود الى غرفتي والمكوث فيها ولا يعنيني كل ما يحصل...دخلت غرفتي وجدت شاب وفتاة فيها بوضع مريب حقاً....وكان ما كان...


يتبع...............

you_my_lovely 21-07-2009 11:53 PM

أنا قلت كده برده اكيد الواحد طالما شاف جزء ها يتلهف على باقى الاجزاء وبكده لازم يتابع القصه كلها
مع ان الانتظار صعب جدا
بس ما باليد حيله

اكيد متابع وشكرا على الجزء التانى:022yb4:

eman_ mohamed 22-07-2009 06:33 PM

جميلة جدا ميرسى يا قمر


http://sl.glitter-graphics.net/pub/1...h84d6jxr37.gif

**تسابيح** 23-07-2009 10:48 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة you_my_lovely (المشاركة 1428680)
أنا قلت كده برده اكيد الواحد طالما شاف جزء ها يتلهف على باقى الاجزاء وبكده لازم يتابع القصه كلها

مع ان الانتظار صعب جدا
بس ما باليد حيله


اكيد متابع وشكرا على الجزء التانى:022yb4:

ميرسي ربنا يخليك :blush:
دايما رافع من روحي المعدنية:d


**تسابيح** 23-07-2009 10:49 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة eman_ mohamed (المشاركة 1430648)
جميلة جدا ميرسى يا قمر


http://sl.glitter-graphics.net/pub/1...h84d6jxr37.gif

لا ميرسي ع واجب ياروحي
نورتي الموضوع;)

**تسابيح** 23-07-2009 10:58 PM

وجدت شاباً وفتاة في الغرفة بوضع مريب ...على سريري ايضاً..صعقت وصرخت كالمجنونة بهما...لاحظا وجودي فخرجا فوراً وانا ما زلت أصرخ وأكاد أنهار..صعد الجميع على صوتي...وأولهم عمر وندى....
والكل ينظر الي وانا أصرخ..لم أحتمل ما رأيت حقاً لم أحتمل....

§ قالت ندى بفزع: فيه ايه يا ورد مالك..
§ رديت عليها بصراخ: لا لا لا ده مش بيت ده كباريه....
§ قال عمر بحدة: ورد خدي بالك من الفاظك

- رديت بلهجة صارمة موجهة الحديث له: انت بالذات مش عاوزة اسمع صوتك..اصحابك زييك اوك..بس مش في قودتي...
-تابع عمر لهجته العصبية : كفاية بقة عمللانة نفسك ام الشرف والاخلاق ايه ده....
- التفتت ندى الى عمر لتسكته: خلاص يا عمر...من فضلك اهدي يا ورد...

اخرجت ندى الجميع وبقيت معي في الغرفة تهدأ من روعي ....وانا تعتريني حالة رهيبة من البكاء لا أهدء ابداً...تركتها تتكلم وخرجت.. وهي تصرخ بي لكي أعود والكل ينظر الي وانا خارجة بعد منتصف الليل وحيدة...وانا ابكي...

مشيت في الشوارع لا أعرف اين اذهب ولم اجد نفسي الا وأدخل الى كابينة هاتف وطلبت رقم بيتنا .....ردت والدتي..وما إن سمعت صوتها الحنون حتى إذداد بكائي..

- ماما انا تعبانة يا ماما..محتاجة حضنك..
- ورد حبيبتي مالك فيكي ايه؟؟حد مزعلك؟؟
- قلت بتردد: محدش مزعلني..بس وحشاني...
- معلش يا حبيتي هما كامن شهر وترجعيلي معاكي شهادة كبيرة وتفرحيني يا قلبي...
- قلت بصوت مخنوق: ماما ادعيلي اوي محتاجة دعاكي...
- بدعيلك يا حبيتي ربنا ينور طريقك..خلي ثقتك في ربنا كبيرة اوي يا ورد الي يكون مع ربنا ربنا بيكون معاه وانا عارفة مربية ايه ...
- قلت ببكاء: ماما بحبك اوي...اوي..

ولم اتركها الا وقد سمعت منها دعوات كثيرة صبرت قلبي وهدأت من روعي وغضبي.

وانا في طريقي بدأ المطر بالهطول وسمعت صوت فيروز تغني اول مرة منذ مجيئي ...... من اين لا اعلم لكن سمعتها تغني احب الأغاني على قلبي..

(متل السهم الراجع من سفر الزمان- قطعت الشوارع ما ضحكلي انسان-كل صحابي كبرو واتغير الي كان- صارو العمر الماضي- صارو دهب النسيان- يا ورق الاصفر عم نكبر عم نكبر- الطرقات والبيوت عم تكبر عم تكبر- بتخلص الدني وما في غيرك يا وطني..اه اه بتضلك طفل صغاير)

واختلطت دموعي بالمطر اشتقت الى مصر الى وطني... الى اصدقائي الى من اعرفهم... ووقفت للحظات ونظرت الى السماء وقلت يارب...

..عدت الى البيت وقد عزمت في اليوم التالي ان ارتب أغراضي وأترك البيت الى مكان اخر...
وجدت خالي قد عاد والجميع في انتظاري في الصالة الا عمر..وكأنهم قد خافوا عليي...وما ان رأوني حتى بدأوا بالقول..(ورد كنتي فين؟؟؟)
  • قال خالي بلهفة: كنتي فين يا ورد خرجتي من اليت مضايقة ليه؟؟
  • زوجة خالي: ايه الي حصل يا ورد محدش رضي يقلنا حاجة هنا..
  • قالن ندى: كده تعملي يا ورد وتشغلي بالنا عليكي...
  • رددت بطريقة مقتضبة: طلعت اغير جو..كنت مخنوقة...
  • خالي: يعني انتي كويسة حبيتي؟؟؟..
  • الحمدالله بألف خير...

نزل عمر من فوق يحمل في يده الشريط الذي اخذته من احمد.. لقد نسيت ان ارميه وتركته في الدرج.. بدأ يصرخ ويقول: دي الي عاملة نفسها قمة الاخلاق دي اساساً مدومة من الاخلاق...

- خالي بغضب: اسكت يا ولد انت بتقول ايه دي بنت عمتك.....
-عمر: بنت عمتي ما يشرفنيش تكون بنت عمتي..شوفو الهانم اساساً حاطة في قودتها ايه...

- قلت بغضب: انت اخر تتكلم عن الشرف والاخلاق...انت مش طبيعي.....


- خالي: هو ايه الي بيحصل ورد في ايه؟؟؟...

- قاطعني عمر قبل ان اتكللم وهو يحمل الشريط في يده: الشريط ده فيلم اباحي..(رماه امام وجهي)..الست بتحب تشوف الافلام دي..دي جاية تخرب البيت وتفسد الي فيه...

نظرت الى احمد وجدته واقف في الزاوية وينظر الي نظرة كأنها تقول لي: ورد انتي حلفتي,,,اوعي تتكلمي...

- قلت بغضب: مش مظبوط .....
- رد عمر بحزم: : انكري..الشريط ده مش ليكي؟؟؟قولي انطقي..

ماذا اقول..بأي حق ادافع عن نفسي وقد حلفت لأحمد بأن لا اورطته..
- قلت بهدوء: الشريط لية بس شفتوش وما كنتش اعرف فيه. ايه.
- عمر: يا سلام واحنا لازم نصدق..

- خالي بغضب:: عمر اسكت واطلع قودتك..ندى خدي احمد واطلعي قودتك من فضلك بسرعة مش عاوز ااشوف حد......

- نظر الي خالي وقال: ورد تعي معي على المكتب شوي...

- قلت: اسفة يا خالي لهنا وخلاص انا طالعة قودتي ومن فضلكم مش عاوزة اكلم حد(حبست دموعي وصعدت غرفتي)

لملمت اغراضي كافة بسرية تامة...كانت الساعة قد تجاوزت الثانية صباحاً...نزلت وغادرت المنزل بهدوء وتوجهت الى اقرب أوتيل لأمكث فيه...ولكن ما كنت احمله من مال لم يكن يكفي لأجلس في اوتيل محترم ...لكن في النهايةً وجدت اوتيل بسيط للغاية..قلت سأمكث فيه الأن وغداً سأغادره وأتصرف...

وجدت فتاة من عمري تقريباً جالسة نصف نائمة...على مكتب الاستقبال..

- bonsoir madame
ردت علي وكلمتني بالفرنسية طلبت منهاغرفة..نظرت الي وقالت: انتي لوحدك..
- ايوه لوحدي ليه؟؟؟..
- كلكم بتقولو كده بعدين بيلحقكن اتنين او تلاتة..

لم ارد عليها بل غادرت فوراً المكان..وبدأت امشي في الشوارع لا أعلم ولا أدري كيف اتجه..مررت بجانب المقهى المعتاد وجدته ما زال يستقبل الزبائن...اتجهت اليه وجلست فيه...

طلبت فنجاناً من الزهورات الساخنة وحمدت الله ان سليم لم يكن موجود...جلست لا اعرف اين اذهب والى اين اتجه في هذه الليلة ......حملت كوب الزهورات أريد ان أرشف منه الرشفة الأخيرة لأذهب...وجدت أمامي سليم ينظر الي بإستغراب..

- قال بتعجب: ورد انتي هنا في الوقت ده....في ايه؟؟؟...( نظر الى الحقيبة التي معي)....

لم أرد عليه بل توجهت الى الخارج وتبعني وانا احمل حقيبتي..اخذ من يدي الحقيبة محاولاً ان يفهم الموضوع وتابع السير معي ...

- قال بعصبية: ورد من فضلك قوليلي فيه ايه ارجوكي..طب انتي رايحة فين؟؟؟

- قلت له بهدوء: مش عارفة...(اختنق صوتي وشعر انني اريد البكاء)

- قال بإرتباك: طب ممكن تروحي معاية البيت..انا مش عارف اقلك ايه.....

نظرت اليه بإذدراء ...وقبل ان اقول أي شيىء لأنه اعتقد انني فهمته بشكل خاطىء..

- برر طلبه الأخير قائلاً: ورد انا ساكن في غرفة وحسيبها ليكي ..صدقيني خديها ومفتاحها معاكي ومن جوة اقفلي عليكي ..انا حبات هنا في الكافيه مؤقتاً ..اوثقي فية من فضلك..انا مش هضرك..(نظر الي بحنان ورجاء لأصدقه..وصدقته )

مشيت معه لا اعرف ما الذي دفعني الى أن ارد عليه..وصلت الى الغرفة القابعة في حي شعبي بسيط..وفي فرنسا الاحياء الشعبية كأنها ارقى الشوارع في بلادنا....

- ادخلني ووقف على الباب وقال: القودة اعتبريها ليكي يا ورد...في قفل من جوة القودة اقفليها عليكي.صحيح القودة مش ولا بد...بس احسن من ما فيش...

- ابتسمت له وقلت: انا مش عارفة اشكرك ازاي....
- ما تقوليش كده..مش قلتلك المصريين بيحنو على بعض(ابتسم لي واقفل الباب وذهب)






بقيت لوحدي في الغرفة..غرفة بسيطة ملحقة بحمام وزاوية صغيرة اشبه بمطبخ...اقفلت علي الباب من الداخل بشكل متين..غيرت ثيابي وجلست في الغرفة..نظرت الى طاولة قرب السرير عليها بعض الكتب..وجدت القرأن الكريم ووجدت كتب احاديث وأدعية ووجدت كتاب صغير مكتوب عليه(مذكرات)
أمسكت به اريد ان افتحه..ولكن اعدته الى مكانه فوراً .

.ذهبت لأشرب...لم اجد في الثلاجة اي انواع المنكرات..حتى في الغرفة كلها لم اجد اثاراً حتى للسجائر..كانت غرفة انيقة هادئة..وكلمة (الله) معلقة فوق السرير..وعلى الحائط الأخر صورة كبيرة مرسوم عليها اشجار ونهرجميل وإمضاء(سليم)... ربما يهوى الرسم...

عدت وأمسكت المذكرات...ذاد فضولي لأن اعرف عن هذا الشخص أكثر وأكثر...فمن يرى هذه الغرفة لا يظن ابداً الا أن صاحبها انسان ملتزم بشكل كبير..لكن الظاهر يدل على شىء اخر..وقلت في نفسي..سأقرأ ما بداخلها علها تساعدني في بحثي..كنت ابرر خطأي بإطلاعي على امور شخصية لغيري...ولكن قرأتها .....


(جئت الى هذا المكان لاتابع دراستي في الطب بعد ان كان باق لي في مصر سنة واحدة وانهي الدراسة واصبح طبيباً ولكن عرض علي ان اتابع دراستي هنا بمنحة دراسية..تشجعت رغم ان والدتي لم تحبذ الفكرة لانني انا من يصرف على البيت فأنا اعمل واتابع دراستي..فإذا سافرت كيف سأعمل وأدرس في نفس الوقت و كيف سأصرف على نفسي وعلى البيت؟...)

(تركت مصر وفي قلبي غصة كبيرة..امي واختي الصغيرة مع عمتي..ومعهم فقط القليل من المال من الممكن ان ينتهي خلال أيام ..سافرت وكلي عزم ان ابني نفسي وأكون انسان بمعنى الكلمة وان ابدأ حياة جديدة مليئة بالعمل والدراسة..وعزمت أن ارسل كل المال الذي أعمل به الى اهلي وانام لو حتى على الطريق...)

(كنت مقتنعاً دائماً بالمثل القائل *اطلبوا العلم ولو في الصين* وانا طلبته في فرنسا ولم اجده..لم اوفق بين عملي ودراستي..تركتها لأحسن من وضعي وارسل المال لوالدتي...مع انني قلت لها انني ما زلت في الجامعة..واعمل في ورشة..لم اجرؤ أن اقول انني نادل في مطعم..من المستحيل ان اكسر حلمها بإبنها الوحيد..يكفي انني كسرت هذا الحلم في نفسي..وهي تظن انني الأن باقي لي سنتين واعود دكتور أطفال كبير..وتقول لكل اقاربنا ان ابنها الدكتور سليم عائد قريباً ومعه الشهادة الكبيرة....أي شهادة هذه؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ضاعت يا أمي وسط الصحون والمعالق التي انظفها كل يوم...بدل ان اتفوق في دراستي..تفوقت في تنظيف الأواني والطاولات وترقيت واصبحت شيف كبير في الصالة وليس في الطب...)


.........كان هذا ما قرأته في مذكراته من كل صفحة اقرأ بعض السطور ولكن لاحظت انه في كل الصفحات في الاسفل كان يكتب(سأعود اليكي في يوم يا مصر)....



يتبع..............

you_my_lovely 23-07-2009 11:35 PM

شكرا على الجزء التالت
القصه قلبت بحزن وربنا يستر فى باقى الاجزاء:o

**تسابيح** 24-07-2009 12:07 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة you_my_lovely (المشاركة 1434813)
شكرا على الجزء التالت


القصه قلبت بحزن وربنا يستر فى باقى الاجزاء:o

الشكر لله
ربنا يستر يارب
شكرا ع متابعتك:blush:


**تسابيح** 24-07-2009 12:16 PM

الفصل الرابع

الساعة الرابعة فجراً وانا ما زلت اقرأ مذكراته..واقلب في صفحاتها ولكن الذي قرأته كان كافياً لافهم وضعه أكثر....نهضت وصليت الصبح فكنت املك ورقة مكتوب عليها اوقات الصلاة في شهر فبراير في فرنسا جلبتها من الانترنت خاصة ان الجوامع هنا هي في اماكن محددة وبعيدة...إشتقت الى صوت الأذان حقاً كانت نعمة كبيرة لا أشعر بها..الأن احسست بأهميتها ....


ودعيت كثيراً الله وانا اصلي وكنت انسى نفسي وانا راكعة لوجه الله ولجلالته وابكي..دعوت من كل قلبي بأن يهدي الله سليم..لا اعرف لماذا...أحسست انه انسان طيب ومظلوم وانصهر في هذا المجتمع من دون أن يشعر...لكنه أنسان جميل من الداخل...

خلدت الى النوم ...رغم نعاسي الكبير لم استطع أن انام...لم يغب عن بالي كل ما حصل معي في هذا اليوم الطويل ...ما هذه الدنيا العجيبة...منذ شهر كنت ورد الفتاة التي يحبها الجميع ويحترمها الجميع ويقدرها الصغير قبل الكبير ولي مكانة في قلوب الناس زرعتها بنفسي من خلال إحترامي لنفسي وللغير..الكل يتمنى أن اجلس في بيته ولو للحظات..اما الأن..انا في غربة قاتلة سدت كل الأبواب في وجهي.....اليوم لم اكن لأجد حتى مكاناً لأنام فيه...ما هو حالي لو لم أكن قد التقيت بسليم؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هل سأنام على الطريق؟؟؟
أم أعود ذليلة الى منزل من ظنوا بي سوءً مع انهم أقرب الناس الي ومن لحمي ودمي...؟؟؟؟؟

لكن الله لا يترك عباده..لو نسيتنا كل الناس ولو غربتنا الأيام ولو قسي علينا الزمان..الله يبقى مع عباده الصالحين..وانا في امتحان والله أكرمني ...يارب كن معي يارب...

استقيظت وفتحت عيوني..وللحظات بقيت جامدة كالصخر انظر الى أعلى لأتذكر أي انا...وفجأت نظرت حولي وعرفت فوراً انني في بيت سليم..

كانت الساعة الثامنة صباحاً...كان يوم عطلتي ..يوم الأحد في فرنسا يوم عطلة لا تفتح الجامعات فيه والمحال تفتح لوقت قصير...لملمت أغراضي ولبست ثيابي وحملت حقيبتي وتوجهت الى محل العم كريم...وجلست احدثه عما حصل لي..وأصابه الذهول..

- ورد كل ده حصل معكي..عليش كل دا كنتي خبريني اتصلي فيني..
- مش عارفة حصلي كده ليه بس لولا ستر ربنا ولولا سليم كنت بت في الشارع..
- لا يا ورد لا..انتي بين اهلك وناسك..عكلن امشي معي...
- علفين؟؟
- رح أمنلك سكن فوراً..اخت مراتي بتأجر غرف في بيتها..وانا رح اتفق معها انها تعطيكي الغرفة بأجر بسيط لأنك من طرفي ..وما تعتلي هم...

أخذني العم كريم معه الى بيت السيدة جوزفين..وعرفني عليها واتفقنا معها وعرفتني على الغرفة..صحيح أنها صغيرة ولكن ..انها سأجعلها رائعة...عرفتني أيضاً على بقية البنات الموجودات معي في البيت الكبير وكن يتناولن ّالفطور في الصالة وكن 5 فتيات..

قالت جوزفين وهي فرنسية طبعاً: اعرفك..دي هالة ودي رهف ودي ماري ودي نجلاء ودي سمر...وبعرفكن على ورد حتكون جارتكم في الغرفة من مصر.. ..

ابتسم الكل لي..تقدمت منهن وسلمت عليهن...

سلمت على هالة وكان واضح عليها انها فتاة ناضجة ورزينة... عرفتني عن نفسها: اسمي هالة 25 سنة من سوريا.عم ادرس صحافة ..اتشرفنا بأختنا من مصر...احلى بلد..

-الله يسلمك يا رب..متشكرة اوي...

تقدمت من الأخرى أي رهف كانت قصيرة ولكن وجهها طفولي بريء وعيناها جميلتين: انا بقى رهف من مصر...عندي 27 سنة بددرس طب اخر سنة..

- قلت بفرح: اهلاً يا رهف سعيدة اوي ان ياتعرفت على بنت مصرية هنا في فرنسا...

الثالثة كانت جميلة جداً طويلة وممشوقة ووجهها ضحوك كأنها عارضة أزياء انها ماري..
- معكي ماري من لبنان..عمري 21 سنة وعم ادرس صيدلة وكمان عارضة ازياء..

- قلت وانا اضحك: ما خبش ظني انا قلت كده بردو....اهلاً بيكي...


- ووصلت الى نجلاء قالت فوراً: انا نجلاء من تونس الخضراء 24 سنة بدرس كمان طب..يا هلا بيكي برشا برشا ...اي خدمة تانية انا جاهزة على العين والراس..

- ضحكت وقلت: الله يسلمك اتشرفنا...
- قالت: انا بيسموني هني تشارلي شابلن لاني بعملهم جو مضحك ديماً وش رأيك انتي...
- قلت: الظاهر انك لطيفة اوي اوي...انا بردو بحب الضحك..حنتفق(غمزتها بعيني)
- نظرت الي وقالت: يعني اكيد مش رح تتفقي مع سمر...

تقدمت نحو سمر..كانت جدية بشكل كبير
- قالت: سمر من المغرب...
- قلت: يا اهلا..
- تركتني وذهبت خارجة وكأن وجودي لا يعنيها مطلقاً..ضحك الجميع وقالت نجلاء: ما تخديش في بالك طبعها هيك اتعودنا عليها بكرة انتي كمان بتتعودي...

جلست معهن نتكلم في أمور كثيرة وشعرت لأول مرة انني وسط اهل يفهمونني..وارتحت حقاً بشكل كبير...
تركتهن وذهبت ووعدتهن عندما أعود ان نتكلم اكثر ونتعرف على بعضنا اكثر واكثر...

توجهت الى مكان عمل سليم في المقهى المعروف..ونظرت اليه من الخارج..انتبه لوجودي وخرج الي...

- قلت له بابتسامة: انا مش عارفة اشكرك ازاي بس بشكر ربنا انو بعتلك لية في الوقت ده..
- رد علي بإبتسامة عريضة: ده عشان ربنا بيحبك اوي...
- قلت وكأنني اشير الى شيىء ما في كلامي: حب ربنا اكيد رح يحبك...انا جيت اسلمك المفاتيح واشكرك واعتذرلك اذا كان بدر مني اي حاجة زعجتك ......وبشكرك مرة تانية...واسفة اني بيتك هنا الليلة ال يفاتت...
- قال وهو يضحك: متعود ما تخافيش..انتي رايحة فين دلوقتي؟
- خالك دبرلي سكن عند اخت مراتو....
- قصدك جوزفين......
- ايوة جزفين ونقلت حجاتي هناك...
- قال بحذر: في واحدة هناك اسمها سمر انصحك ما تحتكيش بيها...
- (استغربت كلامه ولم أعلق عليه..)وقلت: يلا..عن اذنك..

تابعت خطواتي عائدة ادراجي ولكنه بقي واقفاً في مكانه وقال : ورد..

استدرت وهززت برأسي كأنني اقول له ماذا...

- حتبقي تجي الكافية هنا ولا خلاص؟؟..(كأنه قد قطع الأمل من أن يراني ثانيةً)

بسطت ييدي الاثنتين وهززت رأسي كأنني اقول له( مش عارفة)..........ابتسمت وتابعت سيري...

مضت الأيام ما بين الدراسة ومكتبة الجامعة ومحل العم كريم الذي اصبح بالنسبة لي كوالدي الذي توفي منذ سنوات...اشعر بعطفته وخوفه علي..وزوجته تحبني كأنني عوض لهما عن اولادهم الذين لم يرزقهما الله بهم..اذادا تعلقهم بي لدرجة كبيرة..شعرت انني جزء من هذا المحل ولست بائعة فيه...ووقتي الباقي كان في المنزل مع صديقاتي الجدد...تقربت كثيراً من هالة الفتاة السورية ومن نجلاء التي كانت تزيح الهم عن قلبي عندما اكون تعبة فهي لا تهدأ ابداً من الحديث الساخر عن الناس والضحك المتواصل...أما ماري ورهف لم تسنح لي الفرصة بعد بأن احتك بهما ... أما سمر الذي حزرني سليم منها لا أعلم عنها شيىء كما كل البيت وتسميها نجلاء (الشببح)...

كنت قد أتصلت بوالدتي وطمأنتها علي وعلى صحتي...وقلت لها انني ابتعدت عن منزل خالي وسردت لها ما حصل..لم أخفي عنها شيىء...فيجب ان تعرف....هذا حقها ..انا لم ارتكب اي خطأ لكي اخاف منه والله سيحاسبني إن كذبت عليها..ترضت علي كثيرا ًودعت لي وتمنت لي كل الخير واوصتني طبعاً بأن احافظ على نفسي ...

بدأت بعدها بالبحث الذي قررت القيام به..الان انتقلت الى القسم الميداني للدراسة وكان علي ان ادرس الحالة على الارض اي أوضاع الفتيات العربيات الموجودات هنا في فرنسا..وكان معي 5 اوراق رابحة يجب أن أبدأ بهن..وهن طبعاً رهف ونجلاء وماري وسمر وهالة...وبعدها انتقل الى غيرهن لكنني على ما أعتقد انهن لوحدهن سيأخذن معي شهراً وأكثر ما بين دراسة وتدقيق ..خاصة اننا تعلمنا ان لا نصدق كل ما يقال لنا من المبحوثين بل يجب أن ندور ونفتش عن صحة الذي يقال ونتأكد منه والا فالبحث كله خاطىء...اي يجب ان اكون جيمس بوند على ما يبدو...

في ليلة ما...كنت جالسة اقرأ في غرفتي...واذا بها الساعة الثالثة صباحاً...تنبهت الى أن احداً يقترب من باب غرفتي..وسمعت صوت مفاتيح تحاول ان تفتح الباب...تقدمت ببطء وخوف كبير وفي اي لحظة كنت مستعدة لأن اصرخ...واذ.............






- سمعت صوت نجلاء في الخارج تقول : سمر هيدي مش غرفتك هيدي غرفة ورد...

فتحت الباب بسرعة ورأيت سمر في حالة مريبة..كأنها في غير وعيها.....أقتربت منها..لاحظت انها في وضع ليس طبيعي وثيابها ممزقة قليلاً..

- قلت لها وأن امسكها قبل أن تقع: سمر مالك؟؟انتي تعبانة؟؟؟

أسٍندتها نجلا ء معي ..و أدخلناها الى غرفتها...نامت على سريرها ...

- نظرت الي نجلاء وقالت: كل يوم ما بتيجي هلبنت قبل هلوقت شو بتعمل ما بعرف...

- قلت بإستغراب: قصدك ايه؟؟؟

- ما حدا بيعرف شي بتقول انها بتتعلم..شي بتقول انها بتشتغل..واحياناً منشوفها لابسة اغلى التياب احياناً اوحشها..ما حدا بيعرف عنا شي وما بتحكي اصلاً مع حدا..
- هي كل يوم بترجع كده؟؟؟
- تقريباً بس اليوم وضعها سيىء...

دخلت غرفتي وأنا مذهولة..ما الذي يدفع بفتاة مثل سمر للسهر حتى هذا الوقت والمجيىء بهذا الشكل...وللحظات ظننت بها سوء ولكن فوراً طردت هذه الأفكار من رأسي فالتفكير بسوء بفتاة من دون أن اراها بعيني يهز عرش الرحمن..وأستغفرت ربي مراراً....... ولكن قررت في اليوم التالي أن احاول التقرب منها ...

في صباح اليوم التالي ذهبت الى الجامعة ومنها الى العمل...وكنت منهمكة في تحضير كمية كبيرة من الحلويات وتغليفها لحفلة عرس...رأيت رجلاً من بعيد يتقدم ناحية المحال..كان خالي..شعرت بحرج كبير...كيف وأين أختبىء...أسرعت ودخلت المعمل فلا أريده أن يراني....

العم كريم تحدث معه قليلاً....وكنت اسمعهم من الداخل.. وكلمه بالفرنسية...

-خالي: مساءالخير...
- العم كريم: اهلاً بشو بخدمك...؟
- خالي: جي اسأل عن ورد؟؟مش بتشغل هنا؟؟

وذهلت فهم لا يعرفون اين اعمل انا لم اخبرهم كيف عرف بمكاني!!!!!!!!..؟..اعتقدتها في البدء مصادفة........ووجدت العم كريم يدخل الي ويخبرني ان هناك من يرديني...

- خرجت اليه ...وقلت: اهلاً يا خالي اخبارك ايه..

سلم علي بحرارة ولاحظت الدمع في عينيه...

أصطحبني الى الخارج بدأ يتحدث إلي وعلى وجهه حزن عميق...أما أنا فكنت في غاية الهدوء والرصانة..

- قال معاتباً: ورد عملتي كده ليه معقولة اسبوعما نعرفش عنك حاجة؟؟؟؟لولا اني سألتك عنك صحابك في الجامعة ماكانوش قالولي نك هنا..؟؟
- معلش يا خالي ظروف..انا هنا مرتاحة......
- ورد احنا كلنا بنحبك..واحمد حكالي تاني يوم ان الشريط ده ليه و............
- (ضحكت باستهزاء ): مش فارقة يا خالي..خلاص مش فارقة...المهم اني بعرف نفسي وربي يعرفني..
- طيب خلاص يلا نرجع البيت سوا.....
- خالي صعب..انا سعدية عند مدام جوزفين وشغلي وعرفتو...وممكن تطمن علية بأي وقت ..سيبني لراحتي...
- اكيد يا ورد؟مرتاحة...؟
- لوي يا خالي اطمن...

ودعته ووعدته في يوم ما أن ازوره وأطمئن دائماً عليه وعلى عائلته مع أن الجرح الذي في قلبي لم يمح بعد...

توجهت الى المقهى..ونسيت أن اعرفكم بأسمه ..اسمه(le maison du cafê)او ميزون دو كافيه..يعني بيت القهوة.....دخلت كالعادة وطلبت فنجاناً من القهوة...من بعيد وجدت سليم يتقدم نحوي ويحمل الي الفنجان ويبتسم وكأنه لم يصدق أنني هنا...

- ازيك يا ورد؟؟وانا بقول رحيت المحل بقت جميلة كده ليه...
- الحمدالله ازيك يا سليم.؟
- الحمدالله نشكر الله..مش شايفة حاجة فية متغيرة؟
نظرت اليه ...ولم ألاحظ أي شيىء....
- قلت بسذاجة: ايه جايب هدوم جديدة..
- لا هدوم جديدة ايه..خلاص مش حقلك خدي بالك لوحدك...
- طيب ماشي..بس عاوزة اتكلم معاك شوية..الساعة كام تخلص النهاردة؟؟

وكأنه لم يصدق ما سمعه...وقال فوراً: دلوقت يلا..

- ايه ده دلوقت ايه عاوزة صاحب الشغل يطردك؟؟؟..
- يطردني الرزقة على الله المهم انتي مرفضلكيش طلب
- (ضحكت وقلت): بجد الساعة كام بتخلص؟؟
- الساعة 6 ...
- خلاص مستنياك عند العم كريم.....

وكأن حديثي لم يعجبه أبداً..فقطب جبيبنه غضباً وقال: عند العم كريم...؟!

- وماله العم كريم في اجمل من العم كريم ومحله؟؟
- قال بثقة: ايه رأيك اعزمك على العشا ونسيب ححكاية خالي شوية...

- رددت عندها بلهجة صارمة:سليم انا عاوزة اتكلم معاك..مش عاوزة اقد معاك....وممافيش داعي مرة تانية تطلب مني طلب زي ده...يا اما مش حتشوف وشي مرة تانية..اوك؟؟؟؟


- قال وكأنه لا يعرف ماذا يقول: خلاص ما تزعليش...صحيح مالو خالي ما فيش اجمل منو و من محله..
-
أدرت وجهي وضحكت....في أوقات معينة اشعر بأنه طفل صغير لا يعرف كيف يتصرف ومع أنني لاحظت إهتمامه الكبير بي..ولكن من غير تطفل فهو يتركني على راحتي ولا يأتي الى محل العم كريم ..يتركني انا عندما احتاج لأن اتي سوف اتي...هذا ما كان يذيده عندي احتراماً...ولم أعتبره سوى أخ ولا أريد أن يتعدى هذا الأمر...لكن لا أعرف..فعندما تضيق بي الدنيا اشعر بقدماي تتوجه الى المقهى ربما لأنني أرتاح في هذا المقهى..او ربما لأنه هو هناك...معقولة؟؟؟؟؟؟؟....حتى الأن لم اجد الإجابة...


يتبع..............

you_my_lovely 24-07-2009 03:53 PM

اممممممممممممممم
على ما اعتقد ان ورد اتعلقت بسيلم
هانشوف فى باقى الاجزاء
مشكوره على الجزء الرابع;)

**تسابيح** 24-07-2009 04:55 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة you_my_lovely (المشاركة 1436504)
اممممممممممممممم

على ما اعتقد ان ورد اتعلقت بسيلم
هانشوف فى باقى الاجزاء

مشكوره على الجزء الرابع;)

الله أعلم
وبعدين هي مدلية عشان تتعلق:p
ميرسي ع متابعتك
ان شاء الله الاجزاء الجاية تكون احلي:d

**تسابيح** 25-07-2009 05:58 PM

ألتقيت به في المساء وكان قبل موعده بربع ساعة كشخص يأتي اول يوم الى عمله صباحاً...جلسنا نتحدث ...لاحظت انه توقع أن اكلمه في موضوع يشغل باله وكان متحمساً جداً...

- سليم اناعاوزة اتكلم معاك بخصوص سمر..

وما إن قلت سمر وشعر ان الموضوع لا يعنينا... نظر الي بإستغراب وكأنني سكبت عليه ماءً بارداً في عز الشتاء...
- وقال بغضب هادىء: ليه عملتلك حاجة؟

- ابداً ابداً...بس انا بحثي بالجامعة عن البنات الي سابو بلادهم وجم هنا عشان يدرسو في فرنسا...وعاوزة ادرس حالة سمر الي معاية في البيت...
- قال بلا مبالة: ما تهتميش بيها عشان دي معقدة...
- مهو انا عاوز اعرف منك حجات عنها اكتر تساعدني في البحث لأن هي ما بترضاش تتكلم مع حد...
- (قال وكأننه يوجه لي نصيحة): ابعدي عن البنت دي يا ورد مش حجيلك من وراها الا المشاكل...

- قلت وكأنني اتقمص دور الغاضبة: ماشي مش عاوز تساعدني انا اعرف ازاي اجيب المعلومات..


- (صرخ في وجهي وقال): لق اوعى يا ورد(وتنبه انه أخطأ عندما صرخ في وجهي وقال) بعتذر بس...
- خلاص مرسي يا سليم مش عاوزة منك حاجة....

- قال بتردد:خلاص خلاص حقلك....سمر دي اتعرفت عليها في مطعم كنت بشتغل فيه ...بتقول انها بتشتغل عشان تصرف على اهلها...كنت بلاحظ عليها انها مستعدة لأي حاجة عشان تجيب فلوس..لكن المهم تفضل محافظة على نفسها...يعني ممكن تقولي بنت ما تحبش غير مصلحتها...استغلالية لدرجة كبيرة....حياتها غامضة ...الي اعرفو انها انسانة(...)...(وضع يده على جبينه يمسحه بغضب)..ورد خلاص مش عاوز اتكلم....الي ممكن اقولو ..قلتو...

- قلت بمكر : ليه؟؟؟
- ورد...... اعرا ض الناس مش لعبة وربنا أمر بالستر..لو كنتي عاوزة تعرفي حاجة اعرفيها لوحدك..عن اذنك.....|(تركني وذهب)


لم أفكر فيما كل ما قاله لي..ولكنني فكرت فقط بأنه حقاً انسان عظيم...فهو يعرف الله جيداً...وستر على الفتاة ولم يفضحها...واذاد أحترامه اكثر عندي...وسرحت للحظات ...ياه كيف لم انتبه..أنه لا يلبس الصليب في رقبته....هذا ما كان يريدني أن ألاحظه؟!\

..يا الله...ضحكت عندها..الحمدالله استجاب لي الله...
.................................................. ........

في اليوم التالي جلسنا انا وهالة وحدثتني عن وضعها وكنت اقاطعها بين الوقت والأخر لأفهم اكثر واسجل على الكاسيت ما تقول لأركز اكثر معها عوضاً عن الكتابة...

- هالة: البنت عنا في عيلتنا عيب انها تسافر وتدرس لوحدها بس الشب معليه...كنت بسوريا مخطوبة لابن عمي وبعدني كنت بالثانوية العامة وكنت حابة اسافر لأدرس بفرنسا وتمنيت اخد منحة من شين هيك اتفوقت اكتر ...ولما نجحت وحصلت على المنحة...عرضت على اهلي السفر.... كلهن رفضوا..بس انا صممت وخطيبي قلي اذا بتروحي برة البلد اعتبري كل شي بيننا انتهى بس انا كان عندي مستقبلي الأهم..

- عملتي ايه؟؟؟

- اقنعتهم بعد ما قعدت سنة بسوريا رافضة اني ادخل الجامعة ببلدنا ومصممة اني اسافر فرنسا وبعد ما حسوا انهم رح يضيعوا مستقبلي وافقو بس بعد غصة كبيرة ومشاكل اكبر..
- وابن عمك ؟
- تركنا بعض واتزوج هلق وعندو ولد..وبيت عمي ما بيحكو مع اهلي بعد الي صار..
- طيب يا هالة انتي سعيدة بعد ما حققتي حلمك؟؟؟
- قالت بحيرة: سعيدة وماني سعيدة..سعيدة لاني عم ادرس وعم احقق ذاتي..بس مش سعيدة لاني مش مع اهلي...واحياناً لما بحس اني وحيدة وغريبة بهلأرض بتمنى ارجع على الشام على سوريا وارجع لبيت اهلي..وارجع بنت مخطوبة ناطرة خطيبها كل يوم يجي لعندها...فرنسا حلو كتير بس العيشة فيها مرار ..
- لو رجع بيكي الزمن لورا سنتين كنتي حتتجوزي ابن عمك بعد الي شوفتي في فرنسا دلوقتي؟؟

- لق ابداً...بعد ما عرفت الرجال كيف تفكيرن بفرنسا وكيف بيتعاملو مع البنات والستات..حسيت انو كل الرجال العرب متخلفين..بيقهرو البنت وبدهن ياها اقل منهم..انا اصلاً شلت فكرة الزواج من بالي..مستحيل بعد التحررالي انا في هلق اتزوج رجل شرقي بدي اخد اذنه اذا بدي اطلع برة البيت...

- احيكيلي عن الصعوبات الي بتواجهيها هنا..


- كتير..اغلبها ان البنت كتير صعب تحافظ على حالها ....عم اتعذب كتير لحافظ على نفسي المغريات هون كبيررة..اكبر من الشخص...بس انا الحمدالله عم اقوى عليها....
- طيب وعملك في الصحافة؟
- شي حلو كتيير...بس لان بفرنسا كل شي مسموح ونحنا ببلدنا اتعلمنا انو كل شي ممنوع...عم ضيع ...

وانهيت معها الحديث لهذا الحد...وقررت في يوم أن ازورها في المجلة التي تعمل بها وأقضي معها يوماً كاملاً لأعرف شخصيتها أكثر وأعيش في الأجواء التي تكون فيها من دون أن تشعر..

ووجدت من بعيد سمر اتية الينا رمت علينا السلام وتوجهت الى غرفتها..لحقت بها وطرقت الباب قائلة: - - -ممكن اتكلم معاكي شوية؟؟؟؟...

- قالت بلطف: ايه اتفضلي...(وبصراحة لم أتوقع منها هذا اللطف)
- بصراحة نفسي اتعرف عليكي اكتر بحس انك لوحدك علطول...
- يعني بس بدك تتعرفي عليي كرمال بتحسيني وحيدة..
- لق وكمان لأننا في نفس البيت وزي الاخوات...مش كده؟؟
-ردت بهدوء: ايه هيك....
-طيب عرفيني عن نفسك اكتر....
- نظرت الي وقالت بتجاهل: انتي اسمك ورد ؟
- ايوة ورد وجيت هنا فرنسا اعمل اخر سنة دراسات عليا في علم الاجتماع...بعمل بحث عن البنات العربيات المغتربات...

وكأنني القيت بوجهها قنبلة ما صرخت في وجهي قائلة..
- هه....... يعني جاية تعالجيني...

- قلت بخوف من ردة فعلها: انا مش طبيبية انا باخثة اجتماعية
- هدأت وصمتت ثم قالت: طيب شو المطلوب مني...
- اقتربت منها وقلت بهدوء: انا عاوزة بس نتقرب من بعض ونكون اصحاب وتبقي اخت لينا كلنا هنا في البيت..
- قالت وقسمات وجهها قد تغيرت تماماً: ورد شكراً الك بس انا لما بحب اتعرف عليكي بجي لعندك...وعن اذنك هلق بدي نام شوي...

خرجت من غرفتها ...والفشل يتقدم امامي ...مع أنني توقعت ما حصل بنسبة كبيرة ولكن...اخفقت هذه المرة..ولكن للمرة مرات عديدة ولن أيأس فكل يوم يذداد إصراري لأن ادخل في حياة هذه الفتاة مهما كان الثمن..ولا بد أن اجد الطريقة...

انهيت عملي في المساء وبدأت ابحث في السوق عن ملابس لي..ويا للهول لم اجد أي شيء يخص المحجبات...يقولون باريس عاصمة الموضة ..وانا لم اجد أحداً في فرنسا يرتدي ثياباً أنيقة...كيف تكون فرنسا بلد الأناقة لا أعلم...الفرنسيون بسيطون اللغاية أخر ما يفكرون به هو اللباس...نحن العرب نهتم بلباسنا اكثر من الأروبيين...

بدأت أفتش في واجهات المحل علي أجد شيئاً لي....لكن عبث....رأيت من بعيد في وسط ساحة كبيرة عرض للأزياء..وهي ساحة عامة والمارة واقفة للفرجة على ما تعرضة الفتيات من لباس لمحالاً شهير...كانت ماري ضمن عارضات الأزياء.....رأيتها تعرض لباساً جريئاً للغاية...وبقيت الى أن انتهى العرض....وجدتها تستعد للذهاب..تقدمت نحوها وكلمتها..

- ماري: شو يا ورد انتي هون(قالتها بفرح كأنها مستغربة وجودي)
- ايوة هنا ازيك...شفتك بتعرضي ازياء..
- حلو عجبك؟
- اه بس للأسف مافيش حاجة مناسبة لية......
- ضحكت وقالت: معليه يلا بسيطة..شو رايحة على البيت..
- ايوة وانتي؟؟
- يلا رايحة معكي....

ورأيتها من بعيد تكلم رجلاً في الأربعين من عمره ..وكان يكلمها بطريقة لطيفة جداً ...أعطاها علبة صغيرة وبعضاً من المال وكلمها قليلاً..كنت استرق النظر اليهما من بعيد...
وغادرنا سويةً ......أنا وماري..وأغتنمتها كفرصة للحديث...

- انتي سعيدة بعرض الأزياء؟
- ماري: اكيد هيدا حلم حياتي جيت حققو هون...
- يعني ما جيتيش عشان الدراسة...
- لا لا هيك الدراسة مش كل شي..حلمي الاول عرض الأزياء..بس اهلي بعتوني كمل درس بفرنسا..انا رضيتهم وجيت اتسجلت بالجامعة بس ما بحضر ...
- طيب واهلك؟
- اهلي؟ شو راح يعرفهم شو عم اعمل بفرنسا..مفكريني عم اادرس...
- سعيدة بفرنسا..؟؟؟
- كتير كتير ما في احلى من فرنسا..مع انو لبنان حلو..بس بلبنان بتعملي حساب للناس..هون ما حدا الو علاقة فيكي شو ماعملتي...

وتابعنا السير..وأنا في رأسي الف سؤال أريد أن اوجهه لها..شعرت أنها فتاة بسيطة للغاية...وأرتحت لها رغم أفكارها التي لا أتفق معها فيها ولا واحد بالمئة...

- بتفكري ترجعي لبنان؟
- بصراحة لق...يمكن بعد 10 سنين..بس حقق حلمي...
- ليه هو ايه حلمك؟
- اني صير بنت كتير مشهورة بعالم عرض الأزياء والتمثيل..وهيدا الرجال الي كنت عم احكي هو المنتج....
- يعني هو الي حيوصلك للنجومية(قلتها باستهزاء)
- ايه اكيد..وبيحبني..قلي كتير انو بيحبني...
- وانتي بتحبيه؟
- بحبه بس ما ممكن ارتبط فيه...
- (صدمت)وقلت بذهول: ليه مش ممكن هو الجواز في فرنسا ممنوع؟؟
- ..خلاص بضل بحبه وبس..لا شو اصلاً الزواج...همّ وبس...
- قلت وانا اضحك: لو كل البنات بيفكرو زييك مصيبة..
- قالت: شو رأيك تيجي معي بكرة المسا عندي تصوير دعاية..بتيجي...
- قلت فوراً: اجي ليه لق..

(وجدتها فرصة لأعرف عالمها أكثر....في الصباح في المجلة مع هالة وفي المساء مع ماري في تصوير الأعلانات..)
.................................................. .....................

عدت الى محل العم كريم وجدته ينظر الي بإستغراب وكأن في داخله كلام وكنت احضر معه الحلوى...

- ورد عم تشوفي سليم..\؟
- لقة بقالي 5 ايام ما شفتوش
- ممممممممم اوك....

- لاحظت ان هناك شيئ ما قلت: بتسأل ليه عم كريم؟؟
- العم كريم عم يسأل لانو بيحب ورد متل بنته وخايف عليها بزاف...
- وانا بحب عم كريم اوي اوي بس بيسأل ليه؟؟
- ضحك وقال:بحس انو سليم بيميل الك..واليوم اتى واقعد 4 ساعات ناطرك..لما رحتي على السوق...
- صدمت وقلت: 4 ساعات؟ مجنون ده(وضحكت)
- اي والله 4 ساعات وقعد يخترعلي قصص ويحكي هسة وانا عارف انو علشانك وكل حين يسألني ميتة جاية ورد...
- ضحكت وقلت: سيبو يسأل ويستنى زي ما هو عاوز...
- برافو يا ورد هيك بدي ياكي..البنت التقيلة الكل بيحبها....
- (ضحكت): لا والله مش كده...بس انا جاية هنا للدراسة والشغل..مش عاوزة لا حب حد ولا حد يحبني...فهمت علية يا احلى عم كريم...
- تمتم قائلاً: ربنا يوفقك يا بنيتي..

في هذه الأثناء وجدت سليم يتجه الينا وكأنه شعر أننا نتكلم عنه فجاء....كانت الإبتسامة على وجهه..وكانت الساعة قد جاوزت العاشرة وحان موعد ذهابي الى البيت...وجدني احضر نفسي للذهاب..قال بإستياء..

- ايه ده يا ورد انا جيت انتي رايحة؟؟
- قلت بمكر: ليه هو انت مش جاي لخالك؟؟
- قال بإرتبك: ايوة بس يعني نكسب شوفتك بردو..مش كده يا خالي...
- اه اه كده..
- لقة اصلي أتأخرت(وغمزني العم كريم)
- طيب اوصلك..
- لا اعرف الطريق عن اذنك يا سليم.....

خرجت ولحق بي..التفت اليه وقلت له بهدوء: كفاية حركات مراهقين ..ماشي وراية ليه...

- قال بعصبية برئية: انت يبتعملي معاية كده ليه؟؟؟
- ايه ده انا بعمل ايه؟؟...؟(قتها ببراءة)
- بتتهربي مني وانا بحس اني مسؤول عنك ....عاوز اطمن علكي يديماً..
- قلت بعصبية: انا مش صغيرة...
- ورد...........(قالها وكأنه يترجاني ان اسمعه)
- سليم ارجوك...ما تديش لنفسك حق مش ليك..انا بحترمك كأخ مش اكتر صدقني...
- قال بصدمة: اخ؟
- اكيد اخوات ...حنفضل اخوات....

(تابعت سيري فإذا به من عصبيته يطرق رجله بعامود كهرباء واسمع صوت: اخخخخخخخخ ...ضحكت وتابعت سيري وقلت : مجنونننننننننننننننننننننننننننننن)

you_my_lovely 25-07-2009 06:26 PM

نهايه الجزء تحفه
بس هيا بتتقل مش اكتر انا عارف انها بعد كده ها تبقى ميداليه:p
هههههههههههههههههه;)

متابع بإذن الله

**تسابيح** 25-07-2009 09:00 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة you_my_lovely (المشاركة 1440000)
نهايه الجزء تحفه

بس هيا بتتقل مش اكتر انا عارف انها بعد كده ها تبقى ميداليه:p
هههههههههههههههههه;)


متابع بإذن الله

ههههههههههه
يمكن برده
نورت التوبيك :)

**تسابيح** 26-07-2009 12:23 PM

في اليوم التالي كنت مع هالة في المجلة...والمصادفة الأكبر أن الإعلان الذي سوف تصوره ماري يخص هذه المجلة...رأيت هالة في إجتماع المجلة منهمكة بشكل كبير بإعطاء رأيها وإثباته أنه على حق حتى لو بقيت عشر ساعات تجادل فيه...تحترم عملها بشكل كبير...تتابع أدق التفاصيل ....لاحظت ان هناك من يتابعها دائماً بنظراته....رجل كبير في السن قليلاً قالت لي بعد ذلك انه رئيس شؤون الموظفين...دائماً يحاول التقرب منها وهي أيضاً لا تصده بل تغتنم اصغر الفرص للذهاب الى مكتبه والحديث معه..وشكي أصبح يقين بعد أن رأيته يهديها وردة حمراء وهي تتقلبها بإبتسامة...

في المساء كنت مع ماري وهي تصور الأعلان..والجميع مهتم بها ويسأل عنها ويهتم لأمرها حتى جاك كان برفقتها ولم يتركها ولا ثانية...وهي كلمما اقترب منها أحد تغيرت لهجتها وأصبحت كسيدة مجتمع او فتاة من عالم هوليود...انهت عملتها وركبت في السيارة مع جاك صديقها الذي رأيتها معه في عرض الأزياء...

قررت في المساء أن اكتب تقريراً بحالة الأثنين..تقرير مفصل عن حياتهما..وتحليلي الشخصي لهما...


كنت قد تعبت للغاية من المراقبة التي أجريتها مع هالة وماري..وصدق المثل من راقب الناس مات هماً... وانا اكاد اموت تعباً وهماً ....كنت امشي في الطريق ولا أعرف كيف اصل الى البيت...للحظات شردت..شعرت أنني تهت في الطريق..نظرت حولي وأذ بي دخلت حياً غريبا ًلم اراه ابداُ..

بدأت امشي على غير هدى لا أعلم أين...ولا أجد احداً حتى لأسأله....وقفت أبحث عن هاتف لأتصل بهالة او مدام جوزيفين..وجدته معطلاً...وبدأ الخوف يظهر على وجهي...حتى وجدت رجلاً يقترب مني..وهو تقريباً في حالة سكر....حاول أن يتحدث معي..بدأت اركض وأركض...حتى دخلت في حي أخر قرأت اسمه(سان ريمون) ابتعدت بشكل كبير عن المكان الذي كنت فيه..بدأت تمطر بشدة...لم أعرف ماذا أفعل..طرقت على أحد الأبواب علي أجد من يدلني على المنطقة التي اسكن فيها كيف أصل لها....طرقت الباب فتحت لي رجل ..كلمته بالفرنسية سألته عن المنطقة التي اسكن فيها..

- ممكن اعرف اوصل ازي للمنطقة؟؟
- قال بهدوء شعرت أنه مصطنع: مش عارف بس مكن تدخلي تتصلي لو عاوزة...
(نظر الي نظرةً أخافتني بشدة..ونظر الى القلادة الذهب التي اضعها في رقبتي وكانت تحمل اسم الجلالة اهدته الي والدتي قبل سفري...)

- قلت برعب: لقة بس ممكن تديني هاتف محمول اتكلم منه من هنا...(اعطاني محموله)

ومن شدة المطر لم يكن بإمكاني الحديث خارجاً دخلت خطوتين الى الأمام...

شعرت بخوف كبير منه ولكن لم يكن امامي حل غيره..دخلت وبقي نظري على الباب الذي تركته ورائي مفتوحاً....امسكت سماعة الهاتف ..ونسيت كل الأرقام لم أتذكر سوى رقم سليم.....لا اعرف لماذا..... أعطاني اياه مرة وبقي محفوراً في ذهني...واتصلت به...

- الو مين...(وشعرت انني ايقظته من نومه)
- الو سليم انا ورد..
- وكأنه ذهل فقال: ورد في ايه؟؟
- قلت وكأنني اريد أن ابكي: انا تايهة يا سليم...انا في حي سان ريمون ومش عارفة ارجع انا جنب اوتيل اسمو كابيتال اسمو باين من بعيد...
- قال بسرعة: اعرفو اوك خليكي عندك جي ما تتحركيش......

أقفلت السماعة ولم أجد الرجل...ركضت ناحية الباب لأخرج.... اصطدمت بالرجل امام الباب ...كلمته بالفرنسية وقلت..
- شكراً...خلاص...
- قالبمكر: افضلي هنا شوية....
- لق شكراً
- الظاهر انك مش فرنسية...مغربية؟؟
- قلت وانا احاول الخروج: لق مصرية...(بدأ خوفي يذداد منه)
- انا قلت شكلك بيدل انك عربية..واللفة الي حاطتيها علراسك..زي جماعة بيسموهم الاسلام...
- قلت بغضب: الاسلام مش جماعة الاسلام دين..وانا مسلمة...
- ضحك وقال: يا بختك بالدين ده...ارهاب مش اكتر بس بنتاهم حلوين......

رمقته نظرة احتقار عجيبة وحاولت الابتعاد عنه ولكنه كان يقف امامي وانا احاول الذهاب..

- نظر الي قائلاً: انتي خايفة ليه عاوزة تخرجي مطر اوي برة...افضلي هنا مش انتو العرب كرما احنا برددو كرما.....

ولم اجده الا ويحاول أن يدفعني الى الداخل أكثر ..بدأت الصراخ..لم اجد نفسي الا وامسك بأي شيىء امامي وارميه به...واصرخ من خوفي..حاولت ان اصل الى الشارع وهو ما زال يلحق بي..زالمطر اعمى عيوني عن اي شيىء..لم اعد ارى امامي من شدته.......بدأت اصرخ لا احد يرد حتى وصلت الى جدار مقفل ..... طريق مسدودة....والشارع خال من كل المارة..لم أنظر ورائي من شدة الخوف....تأكدت ان مكروهاً بإنتظاري طالما هو لاحق بي....فجأة سمعت صوت احد يصرخ ويقع على الأرض...

.....نظرت خلفي رأيت سليم يمسك خشبة كبيرة ويطرقه بها بشدة...لكن الرجل عندما وقع على الأرض امسك قطعة حديد حادة بجانبه وضرب بها كتف سليم...

صرخت سليمممممممممم........................ووضعت يدي على فمي رعباً وخوفاً....

شعرت أن قدماي لا تتحركان من مكانهما..من شدة البرد والمطر الذي كان يسقط علي..رأيته يحمل يده وهي تنزف دماً ويقترب مني قائلاً وهو يتألم...
- ورد انتي بخير...

هززت رأسي بالإيجاب................. وركعت على الأرض ....اجتاحتني حالة رهيبة من البكاء...ولم أدري بنفسي الا والدنيا تدور بي ووقعت على الأرض وانا اسمع صدى صوت يقول:
- ورد ورد ورددددددددددددددددددددددددددددددددد


.............................................

فتحت عيناي لأجد نفسي في غرفتي والجميع بجانبي..كل افراد البيت حتى سمر....والعم كريم والجميع...

لم أفهم للحظات ماذا حصل واين انا...والجميع يقول: الحمدالله على سلامتك يا ورد...

هززت رأسي لهم..وشربت كوباً من الماء وجلست قليلاً على السرير....

العم كريم: الف سلامة عليكي يا بنيتي...بعد الشر..الحمدالله على سلامتك...
  • مدام جوزيفين: انشغل بالنا عليكي يا ورد...
  • هالة: االي بيشوفك كيف كنتي امبارح ما بيقول انو ممكن تكوني بخير..

قلت ببرود وكأنني ما زلت تحت وقع الصدمة: هو ايه الي حصل؟(عطست)

- ماري: مش ذاكرة شي ياورد؟

- سرحت قليلاً وكأن كل ما حصل مر أمامي كفيلم سينمائي قصير....ووضعت يدي على رأسي وقلت فوراً: اهههههههههه-...يا دماغي...افتكرت......


- سمر: الحمدالله على سلامتك يا ورد(ابتسمت لي)
- بتسمت لها وقلت: الله يسلمك يا سمر...

- العم كريم: احكيلنا ايش حصل معاكي يا ورد...

سردت لهم ما حصل....والجميع يسمعني كأني أروي لهم فيلماً مشوقاً...

-العم كريم: المهم انك بخير يا ورد....
- نجلاء: معليش يا ورد تعيشي وتاكلي غيرها...الحياة بفرنسا فيها برشا حاجات صعيبة على الواحد لازم نتحمل...
- نظرت اليهم قليلاً وقلت وكأنني اكتشفت أمراً ما: هو سليم فين.....؟؟؟؟؟؟؟؟؟

.................................................. ............................

ذهبت الى المستشفى مع العم كريم حيث يرقد سليم...وأخذت معي باقة من الورد الأبيض الذي أحبه كثيراً...وتوجهت الى غرفته....ما إن رأني حتى ابتسم وكان يريد أن ينزل من السرير ولكن تذكر يده المعلقة فوقه فتراجع...

- حمدالله على سلامتك يا سليم(وضعت الورد الى جانبه)
- الله يسلمك يا رب..ازيك انتي بخير...
- الحمدالله نزلة برد وعديت.... الدكاترة قالولك ايه..
- طمنوني...زي القطة بسبع اراواح..يومين واخف...
- ابتمست وقلت: حمدالله على السلامة..
- العم كريم: انت بطل والله يا سليم كبرت بعيني بزاف...
- قلت شاكرة: لولا سليم مش عارفة كان حصلي ايه انا مدينوتلو بحياتي
- لق يا ورد ما تقوليش كده.....انا مستعد اعمل اي حاجة.....المصريين بيحنو على بعض.....
- قلت بحزم مع ابتسامة: والأخوة لازم يكونو اساساً كده..

كأنني قلت كلاماً لم يعجبه فأدار وجهه وتمتم بكلام غير مفهوم...

- العم كريم: يلا يا سليم لازم اغادر افتح المحل ...

- لق يا خالي الله يسلمك
- قلت مستعدة للذهاب: انا كمان لازم اكون في الجامعة بعد شوية..حبقى اطمن عليك.....
- قال مبتسماً: شكراً علورد يا ورد..لو جيتي من دونو الحال واحد يا ورد...

شعرت بحرج..وودعته وذهبت....


في الجامعة جلست في المكتبة أكتب التقرير الخاص بهالة وبماري وبالحادثة التي حصلت معي والتي رغم حدتها ولكنها أعطتتني معلومات قيمة عن نظرة الغرب للعرب وللمسلمات تحديداً...

يا لها من نظرة قاتمة...يعتقدون أننا ارهابيين..وانا حتى الأن لم تغب كلمات الرجل الذي اعترضني عن ذهني..وهو يقول(انتو ارهابيين... انتوجماعة ...)وكأنه لا يعتبر المسلمين الذي يشكلون نسبة كبيرة من العالم أجمع الا جماعة ارهابية متطرفة معقدة جاءت لتفسد الحياة وليس لتعمرها وتصلحها...يا له من متخلف حاقد..مصيبة لو كان هذا الرأي هو رأي الغرب فينا...هذا لوحده يحتاج مني أن أنظم بحثاً اخر..ولكن يبقى سؤال يدور في ذهني..من الذي أعطى هذه الصورة عن المسلمين والأسلام؟نحن؟؟؟؟؟؟؟؟ ام هم من ابتكروها؟

هالة هذه الفتاة السورية التي تركت بلدها وضحت بخطيبها من اجل الدراسة واثبات الذات تعيش حالة من الأستقرار النفسي ولكن في داخلها صراع كبير بين ما عاشته في بلدها وبين ما تعيشه في فرنسا ...فهي تحاول ان تثبت ذاتها بأي طريقة كانت..حتى لو كانت على خطأ وترفض الأنصياع لرأي أحد....وترى أنها دائماً على حق...وتشعر بلذة الأنتصار في كل مرة تكون على حق في أمر ما..وكأنها في سوريا وفي منزل عائلتها عاشت مكبونة لدرجة لم يؤخذ رأيها ولا مرة في حياتها على محمل الجد....ردة الفعل الكبيرة هذه من المؤكد انها تعود الى جذور هالة التي كانت تسقى بالقمع والتجاهل وبأن الفتاة فقط للزواج ....ولكن أين سيذهب بك الحال يا هالة..هل اثبات الذات يعني أن نتخلى عن جذورنا وأصلنا ونحب رجلاً يكبرنا بعشرين عاماً....هل الثقة بالنفس تعني أن نضيع حياتنا ؟؟ لا أعلم الجواب سأكتشفه لاحقاً...


ماري..فتاة متحررة لدرجة كبيرة...وانا متأكدة أن هذا التحرر لم يأت من فراغ...فهي تربت في عائلة متحررة ايضاً..وسمحوا لها بالسفر للدراسة ولكن هي أغتنمت فرصة السفر ووجهته لمصلحة ما تتمناه...ولكن لو كانت تربت بشكل جيد في عائلتها من المستحيل أن تنكر القيم والعادات والتقاليد التي تشربتها في الصغر ولكن ما رأيته يدل على أنها تربت في عائلة إما متحررة للغاية أو مفككة للغاية لا يسأل أحد فيها عن أحد او تعتبر أن عرض الأزياء أمر طبيعي...حتى أنها لا تفكر بالزواج..وتعتبر علاقتها مع أي رجل علاقة عادية....هذه هي الحرية بنظرها...هذا هو الكون بنظرها...هذه هي الحياة الجميلة بنظرها..الثراء, الشهرة, الدخول الى عالم الأضواء....والباقي كله لا يهم......مع الوقت سأعلم ان كان الباقي لا يهم في حياتك يا ماري أم لا....

يتبع................................

you_my_lovely 26-07-2009 01:57 PM

أنا ملاحظ ان الاجزاء كل ما بتروح بتبقى أصغر من الاول :mad:
ياريت الجزء يكبر شويه عن كده
خلى فيه شويه كرم ايه البخل ده:p

شكرا ومتابع إن شاء الله:022yb4:

**تسابيح** 26-07-2009 09:27 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة you_my_lovely (المشاركة 1442373)
أنا ملاحظ ان الاجزاء كل ما بتروح بتبقى أصغر من الاول :mad:
معلش بقي

ياريت الجزء يكبر شويه عن كده
هو بمزاجي .........
اللي كتبه القصة هي اللي بتعمل كدا
خلى فيه شويه كرم ايه البخل ده:p
كرم مين دا كمان ؟.؟؟ معرفش حد بأسم دا:stickjo4:


شكرا ومتابع إن شاء الله:022yb4:

شكرا ع متابعتك
نورت التوبيك:romarioxp6:

**تسابيح** 27-07-2009 10:02 AM

الفصل السابع



أشعر أنني في روتين قاهر لا استطيع أن انتشل نفسي منه...إما في الجامعة او في محل العم كريم او في البيت.....لا اخفي أنني أتهرب من سليم بشكل كبير..قررت أن لا أترك له أي فرصة للتحدث معي...ولكن لا أعلم لماذا شعرت أنني فتاة سيئة..فأنا عندما اريد أي شيىء أراه بجانبي فوراً والأن عندما لم أعد اريد أي شيىء بهذا البساطة لا أتحدث معه....لكن بقيت لمدة اسبوع كامل أحاول التهرب منه ...ولا أمر بجانب المقهى واذا أتى الى محل العم كريم أتحجج بأي ذريعة لأدخل الى المعمل أو لكي أذهب...


في يوم وأنا عائدة الى البيت وجدت سمر تتشاجر على الطريق مع رجل ويكلمها بالفرنسية وكأنها يطالبها بأن تسكت ويهددها...رأيته يرفع يده في وسط الشارع ويحاول ضربها....لا أعرف لماذ ركضت وقفت بجانبها وصرخت في وجهه بأن يتركها..إجتمع الناس على الضجة التي حصلت...تركنا وغادر...امسكت بسمر وأخذتها الى مطعم صغير....بدأنا نتحدث.. ...كلمتني وكانت في غاية اللطف...

- قالت : انا بشكر وقفتك حدي ديالي مع اني ما بستاهلش....
- ما توقوليش كده يا سمر الناس لبعضها وانا ما قدرتش اشوفك بتتعرضي لأذى من غير محس لقيت نفسي واقفة جنبك...
- انا عاوة اتأسف برشا منك..على التصرفات الي كنت اعملها معاكي..
- لا ابداً ولا يهمك المهم احنا اصدقاء....
- ان شاءالله...
- انا عاوزة اسألك سؤال بس ما تمسهوش تدخل بحياتك..
- اتفضلي..
- هو مين الراجل ده؟؟؟
- (صمتت وكأن في صمتها جرح كبير وقالت)خليها على الله يا ورد...
(شعرت بأنها لا تريد الحديث في الموضوع وحاولت أن أغيره)
- انتي من فين من المغرب؟؟
- انا من طنجة ...
- قد ايه بقالك ما زرتيش المغرب...
- اكتر من 8 سنوات....
- انتي غامضة اوي يا سمر..
- تنهدت وقالت: لازم الي بدو يعيش بهلبلد يكون غامض..لانو الناس ما بترحمش...الكل بدو مصلحتو فقررت كون هكدا وبس...انا بشتغل بأوتيل...مش حابة أقلك شو بشتغل بس بشتغل بأوتيل..بس بقدر اقلك اني للحين ما فرطت بنفسي ابداً لأي حد...ورغم هكدا عم ذوق الويل لطلع مصاري بسرعة وعم ابعتهم لأهلي بالمغرب...
- الاعتماد على النفس جميل..بس مش حاسة ان الطريق الي اخترتية غلط؟؟؟
- يمكن غلط بس هكداا الي طلع قدامي...المصاري كل شي يا ورد..الي معوش مصاري ومال الناس بتحترمو والي ما معوش الناس ما بتتطلع في...
- صح احنا بزمن صعب بس المبادى لازم تفضل واحدة اذا الناس اتغيرو على الاقل المبادىء ما تتغيرش...
- كل شي تغير كل شي...من فترة كنت بفيلا عند رجال مهم بزاف وعرفت عنو معلومات خطيرة...وأغراني بمصاري بزاف حتى ابقى بس انا عرفت انو انسان مجنون وبيحب يمتلك كل شي...ولما حسيت انو عرف الي عرفتو عنو...انسحبت من حياته وما عدت خليتو يشوفني....كل شي بينشرا بالمال يا ورد ..بس شرفي اغلى من المال..صدقيني...ما تصدقي الي بينقال عني...انا احسن من اي واحدة عاملة نفسها شريفة وهي بالحقيقة غير هكدا اما انا على العكس..الكل بيفكرنيش مش شريفة بس الحقيقة اني شريفة..

- معاكي حق يا سمر بس انا عاوزة اقلك حاجة..الشرف مش هو انو البنت تحافظ على نفسها وانتي عارفة قصدي بالكلام...الشرف يعني الأنسان يحترم المبادىء الي ربي عليها...والبنت لازم يكون كل جسمها غالي عليها..لو حتى كان اصابع ايديها ....الجسد واحد يا سمر يا كلو شريف يا لقة مش حاجة شريفة وحاجة لقة.....دا الشرف الصحيح يا سمر..انو البنت تحترم نفسها ... ...البنت بتكون ضيعت نص شرفها وبتقول انا شريفة..اتكلمت مع الشباب وسمحتلهم يتغزلو بيها ويمسكو ايدها وبتقلك انا شريفة....انا اسفة اني بتكلم معاكي كده بس ده رأيي...
- صمتت قليلاً وقالت: الكلام سهل بس الفعل صعب...

- ابتسمت لها وقلت: الحياة يا سمر صعبة بس الأنسان لازم يكون أقوى منها ...تعرفي بإيه بتقوي؟

- بإيه؟؟

- الايمان بالله يا سمر ما تمحيهوش من قلبك افتكري ديماً ان ربنا بيشوفك وانو معاكي..كوني مع ربنا حيكون معكي..

- معك حق..بس حتى عشان ما يروح فكرك لبعيد..انا بشتغل بالاستقبال في الاوتيل وبليل بقعد مع رجال مهمين على الطاولة بس كبرستيج ومنظر مش اكتر...

شعرت بالدمعة في عينيها....وفجأة رأت أحدهم من بعيد ينظر اليها ..

-قالت بسرعة: ورد لازم اروح بسرعة عن اذنك....

خرجت بسرعة رهيبة وإختفت وكأنها رأت شبحاً....

تركتها وعدت وحيدةً الى البيت وانا افكر في كلامها ولم أخبر أحداً بما قالته لي..وعزمت ان اتقرب منها أكثر لأشدها الى الله والتقرب منه والإبتعاد عن ما تقوم به....

الى أن جاءت الي في يوم ودخلت غرفتي ومعها علبة صغيرة...

- ورد بدي اعطيكي هلعلبة
- قلت باستغراب: علبة ايه؟؟؟
- مش ررح اقدر اقلك..بس اوعديني انو ما تفتحيها الا بالوقت المناسب...
- وقت مناسب!!!!!!! مش فاهمة يا سمر.......
- خدي هعلبة يا ورد وخبيها عندك..انتي اكتر انسانة ممكن اوثق فيها بتعرفي ليه ؟...لانك بتخافي الله والي بيخاف الله ما بينخاف منه وانا واثقة فيكي...ما فيني اقلك اكتر من هاكة خبيها عندك وبس..واذا صرلي حاجة بتكون ليكي...
- (اخذتها وانا مندهشة وقلت): حاضر يا سمر حاضر...

...... .................................................. .....

العم كريم كان شديد المراقبة لي في الفترة الأخيرة وفي يوم رأني سارحة وانا أساعده في صنع الحلوى.....

- قال من دون أي مقدمات: ورد ...بدي اقلك حاجة..
- قول يا عم كريم...
- امبارح كان عندي بليل بالمحل سليم...
- (ارتبكت وقلت): ومالو؟؟
- قلي انو انتي متغيرة بزاف معو وهو ضايع...مش عارف موقفك بالضبط..

- تركت من يدي الحلوى وقلت بأسى: عم كريم..صدقني انا محتارة اوي..انا مش جاية هنا لا عشان احب ولا اتحب..انا جيت هنا اعمل عالم خاص فية بس هو اخترقو..غصب عني اخترقو... وانا سمحتلو قصدي الظروف الي وقعت فيها سمحتلو يدخل على حياتي اوي......مش قادرة اسيب مجال لعلاقة زي دي تسمتر يا عم كريم ما
مش قادرة...انا جيت اتعلم واشتغل وارجع عند امي الي ما عندهاش غيري معاية شهادة ورافعة ا راسها اني قدرت احافظ على نفسي واكون جدية وزي كأني في مصر لسه ما تغربتش...وانا في مصر مستحيل كنت ادخل في علاقة زي دي وأنا عاهدت نفسي اني في فرنسا كأني في مصر مش ممكن اخون الي اتربيت عليه واخون اهلي وثقت امي فية يا عم كريم انا مش قادرة انكر ان في قلبي حاجة ليه بس بردو في حاجة اسمها عقل وعقلي معاية واذا الحب مش في الايد العقل قادرة اتحكم فيه...

- كلامك حلو يا ورد...بس الصبي متعلق فيكي وشكلو نيتو خير....
- يعني قصدك ايه؟؟

- يعني حابب يرتبط بيكي ..مش حابب يتسللى...


- قلت بقلق: عم كريم...انا في وادي وهو في وادي واحنا الاتنين جينا عشان نعمل حاجة هنا في فرنسا ونرجع بلدنا.....واذا كان هو ساب الطب وغلط في الطريق انا عارفة كويسة اني ماشية صح....احنا هنا جايين محطة وراجعين تاني...مستحيل افكر اني ارتبط بإنسان هنا في فرنسا بعيد عن اهلي...يمكن لو اتعرفت على سليم في مصر كان ممكن...بس هنا مستحيل...انا حبقى هنا سنة كاملة...مش ممكن اسيبو يتعلق بيية اكتر من كده...ويحبني واحبه...انا بنت ملتزمة اخلاقي ما تسمحليش بعلاقة زي دي....لو كان في مصر كنت قلتلو فوراً روح لأهلي...بيت اهلي موجود ادخل من الباب...بس اهلي مش هنا يعني حتبقى علاقة والسلام ..صعب..صعب...
(قال وانه قد أتنبه جيداً الى كلامي...)

- هو سليم قلك انو كان بيدرس طب..؟
-(ارتبكت ولم اعرف كيف اخرج من الموضوع ): لق ما قليش اناعرفت وحدي.......
- يعني افهم من كلامك انو العلاقة مستحيلة..

- أكيد يا عم كريم مستحيلة...مع ان سليم وقف جنبي في أوقات ما وقفش فيها اقرب الناس..وانا بتمنالو احلى حياة ...انسان كويس اوي... يا عم كريم...وياريتو كان في مصر ..المشكلة اني اتعرفت على انسان صح في مكان غلط...(ونزلت دمعة من عيني لا أعرف لماذا)

أنهيت عملي وخرجت.... وصلت الى باب البيت لأجد سليم جالس امام الباب وينظر الى وجوه المارة منتظراً وجهي....تنهدت وحاولت ان استدير لأعود من حيث أتيت من دون ان يلاحظني..فلا أريد أن التقي به...

وما ان استدرت حتى سمعت صوتاً يقول..ز
- ورد....
تقدم ناحيتي وقال: ورد.....بتتهربي مني ليه....؟
(ارتبكت وقلت): انا....؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!! الظروف مش بتسمح بس....
- ظروف؟؟؟.....(كأنه ادرك أنني لا اريد الحديث معه)....ورد بتعملي كده ليه...لسه ما عرفتيش الي في قلبي...
- قلت بأسى : فهمت والله فهمت...بس صعب يا سليم صعب...
- ايه الي صعب يا ورد..حرام عليكي ....
- قلت بعصبية واضحة: سليم....انت...انت.... اخ وبس افهم بقى...
- قال بترجي وكأنه لا يصدقني: ورد ما تخبيش الي في قلبك ووتكذبي وتقولي انو احنا اخوات.....انا حاسس انو الي جواكي حاجة تانية......(تدارك كلامه قائلاً) الا اذا كان في حد تاني.......
- قلت برجاء واضح: سليم...ابعد عن حياتي بترجاك..
- قال معارضاً: ورد الي بتقولي مستحيل صعب مش حقدر..ورد انا ما صدقت لقيتك يا ورد...انسانة ببلدد كله فساد بتناضل عشان تعيش ... محتفظة باخلاقها وبدينا مستحيل اسبيها من ايدي...انتي غيرتي فية حاجات كتير.......انا حتى في مصر ما لتقتش بواحدة زييك...
- قلت بحزم: سليم انت عاوز مني ايه؟؟؟
- قال بوضوح: عاوز...عاوز اتجوزك...تتجوزيني يا ورد...؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- ضحكت باستهزاء وقلت: اطلبني من بيت اهلي.....
- قال باستغراب: اهلك في مصر....ََ!!!!!!!!!!
- شفت انو الموضوع صعبة..يا دكتور سليم...
- لاحظت عليه الصدمة وقال: عرفتي ازاي؟؟؟

- انت ناقصك امور كتيرة اوي في حياتك يا سليم...انت انسان كويس بي...الظروف الي انا فيها بتمعن يادخل في علاقة مش محسومة....وانت يا سليم جيت هنا فرنسا عشان تحقق ذاتك وحشرت كل حاجة ورضيت بلي انت يفيه...ورضيت تكون جرسون عادي اوي...انا الانسان الي لازم ارتبط بيه لازم يكون واثق في نفسه ملتزم دينياً ويتحدى الكون عشان يوصل للي عاوزه مش راضي وخلاص...انت مش كده يا سليم...مش كده...
- قال بأسى ونكس رأيه لتحت: حبقى كده يا ورد....عشانك...

- قلت بعصبية وإنفعال ملحوظ وعلا صوتي قليلاً برضو صعب..انساني يا سليم...ارجوووك...انسى ورد...
- قال بتصميم: مستحيل انساكي.....
- قلت وقد علا صوتي أكثر: ما تنسانيش بس انا مش حقدر ارتبط بأنسان فاشل فهمت انت اقل مني ومستوايي ما يسمحليش ارتبط بأنسان زييك......كنت مرحلة في حياتي وساعدتني وخلاص..ما عدتش لازملي بحاجة......(قلتها غصباً عني لأجرحه وادعه يتركني)

- صمت قليلاً ووبدأ يتراجع خطوات وخطوات وكأنه لم يتوقع ما سمعه ....كأنني جرحته جرحاً بليغاً في كرامته وقال: حيجي اليوم الي تعرفي في ان سليم مش فاشل...وحبقى احسن منك في كل حاجة يا ورد....انتي وردة دبلت في حياتي خلاص....حنساكي ..حنساكي...حنساكي........(نزل الدمع من عينيه كأنه فقد احداً غالياً عليه او كأنني بعثرت كرامته في الأرض وذهبت دموعه لاحقةً بها تريد انتشالها ولم تستطع)


ابتعد..ابتعد كثيراً وانا واقفة في مكاني انظر اليه من بعيد والدموع تنزل من عينيي.... وأنا لا أتحرك انظر اليه الى ان غاب تماماً...

يتبع............................

فتاة الظل 27-07-2009 06:43 PM

جميله جميله جداااااااا
يا تسابيح النجوم
ربنا يعينك على الكتابه يا قمر
ميرسي ع القصه الهايله دي

you_my_lovely 27-07-2009 07:04 PM

ربنا يكون فى عونك يا سليم:o

طيب مش تنبهى ان فينا من الكلام ده:mad:

كده اشوفه مفاجأه وتخلينى أعيط:bosyht9:

فى إنتظار الجزء الثامن ياريت يكون فى اقرب فرصه<_<

**تسابيح** 27-07-2009 07:46 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة you_my_lovely (المشاركة 1447487)
ربنا يكون فى عونك يا سليم:o
ربنا يكون في عونها هي .......
دا واحد رخم :p
تصدق لو الشخصية دي حقيقة هديها وسام:d


طيب مش تنبهى ان فينا من الكلام ده:mad:
كلام ايه ..؟؟

كده اشوفه مفاجأه وتخلينى أعيط:bosyht9:
ليه يعني مش للدرجة
دي مجرد قصة ....ممكن تكون خيالية اووووي
انتظر المرة الجاي وحضر مناديل كثير
الاحتياط واجب برده:p


فى إنتظار الجزء الثامن ياريت يكون فى اقرب فرصه<_<

ان شاء الله
خلي الموضوع يبقي فيه تشوق:006et4:
نورت التوبيك

**تسابيح** 27-07-2009 07:48 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتاة الظل (المشاركة 1447406)
جميله جميله جداااااااا
يا تسابيح النجوم
ربنا يعينك على الكتابه يا قمر
ميرسي ع القصه الهايله دي

شكرا ياجميل
بس مش انا اللي كتبتها دي واحدة من منتدي اخر :d
نورتي التوبيك :022yb4:

**تسابيح** 29-07-2009 12:24 AM

الفصل الثامن

دخلت غرفتي وانا تعبة ومرهقة وفي غاية الكأبة وقلت في قرارة نفسي ان الذي حصل أمر جيد لي له ومع الوقت سينساني وسأرتاح .......انا وهو علاقتنا ان استمرت محكوم عليها بالفشل..من المستحيل ان نتزوج في وضع كهذا ومن المستحيل أن تستمر هكذا علاقة أهلي ليسوا على علم بها اذاً الفراق هو الحل عسى أن يجمعنا الله في يوم ما في ظروف أفضل....... إستغفرت الله وصليت ركعتين ودعيت الله ان يحميني من شرور هذه البلد وان يهديني الى ما يحبه ويرضاه...وقرأت القرأن...... رقدت في السرير مستعدة للنوم...كانت الساعة قد تجاوزت الثالثة صبحاً...لكن.......سمعت في الخارج كأن أحداً يدخل الى غرفة سمربما أنها مقابل غرفتي تماماً.. سمعت صوت دعسات أرجل غريبة....واقفل باب سمر ولم تمض سوى دقائق حتى عدت وسمعت الباب يفتح وايضاُ دعسات ارجل...هممت لأن أفتح الباب ولكن.......إتجهت الى الشرفة لأعرف من خرج من البيت وجدت رجلين أحدهم بلحية بيضاء وأصلع والثاني ملثم الوجه ولكن يشبه الرجل الذي كان يتشاجر مع سمر في الطريق....... خرجا بهدوء ونظرا أمامهما ووراءهما...ركبا سيارة كانت بإنتظارهما ولكن أحدهما رأني أنظر اليه...اقفلت الستارة فوراً ....شعرت بخوف رهيب..فتحت عندها الباب وإتجهت الى غرفة هالة....ايقظتها من نومها...فتحت لي الباب نصف نائمة...

- قلت بلهفة: هالة في ناس كانو هنا بالبيت....
- ناس مين يا ورد شكلك عم تحلمي...
- قلت بإصرار: مش بحلم يا هالة صدقنيني وسمعتهم كأنهم دخلو غرفة سمر..كانو اتنين وشكلهم مرعب ..طب تعالي بس نطمن على البنت...

مشت معي وتقدمنا ناحية غرفة سمر وطرقنا الباب لم يجب أحد حاولنا فتحه..فتح الباب معنا بسهولة على غير العادة...ووجدنا ما لا يصدق سمر ممدة على الأرض وفمها مكمم والسكين في صدرها والدم على الأرض غطى الغرفة كلها .....صرخت من هول ما رأيت وبدأت أرتجف رعباً وهالة لم اسمعها الا وتصرخ وتنادي على أهل البيت وتقول....
-الحقوناااااااااااااااااااااااااااا.....

جمدت في أرضي لا أعرف لماذا لم استطع حتى الصراخ وأتى الجميع......ماتت سمر..ماتت سمر ....ماتت سمر..




ماتت سمر...ماتت هذه الفتاة التي لا أعلم حتى الأن لماذ ***ت...ما الذنب الذي أقترفته لي***وها...بقيت لأكثر من أسبوع كامل بعد وفاتها لا أتكلم مع أحد كان وقع الصدمة كبير علي..لأنها تقربت مني في الفترة الأخيرة بشكل كبير.....عندما أذكرها ينزل من عيني الدمع وأشعر بحرقة كبيرة...لم أشعر بها من قبل...سمر ماتت ولم يعلم أحد بوفاتها..حتى أهلها لا يعلمون أنها ماتت لا أحد يعرف شيئاً عن حياتها..ماتت ودفنت وكأنها لم تعش ولم تكن شيئاً في هذه الحياة وفي اليوم الثاني نسوها وكأن أحداً لم يكن اسمه(سمر) عاش معنا وأكل معنا وتكلم معنا....لم يهتم لها أحد لا في حياتها ولا في مماتها..عاشت تبحث عن المال ماتت ولم تأخذ شيىء غير أعمالها عسى الله أن يغفر لها...

قررت أن اخصص يوم لها في الأسبوع ادعوا كل البنات لنقرأ القرأن وندعو لها كثيراً ونطلب من الله أن يغفر لها وأن يبدل سيئاتها حسنات..وأن يدخلها الجنة...الله غفور رحيم نحنا لسنا أكرم من الله..

في يوم العزاء جاء سليم ليعزي بوفاة سمر..كنا نجلس جميعنا و العم كريم والسيدة جوزيفين في الصالة ...

عندما رأيته طرق قلبي بشدة وبقيت جالسة في مكاني كأن الوضع طبيعي جداً جلس لدقائق وبعدها وقف وسلم على العم كريم والسيدة جوزفين وقدم لهما العزاء ...إستغربت أنه سلم على رهف صديقتي المصرية الموجودة معنا في البيت وكان السلام حار بينهما وودعها...غادر....لم يسلم علي ولا حتى رمى السلام...ولم ينظر الى المكان الذي أجلس فيه ولا حتى بطرف عينه...كأنني غير موجودة ولم يعرف في حياته فتاة بشكلي او بأسمي....


عندما غادر نظر الي العم كريم وكأنه يريد أن يرى ملامح وجهي التي تغيرت بعد أن ذهب..وجدني طبيعية جداً...ولم تمض دقائق حتى أنتفضت من مكاني ودخلت غرفتي وبدأت البكاء...


جاءت الشرطة لتحقق في الموضوع ...تكلمت عن كل ما حصل وكل ما قالته لي وعن الذي رأيته وعن الرجلين اللذين كانا هنا ليلة الحادثة وعن الرجل الذي تشاجرت معه في الطريق ...وبدأ التحقيق في القضية لمعرفة المجهولين الذين ***ا سمر...



تابعت حياتي من بعدها بشكل طبيعي ولكنني لم أنس سمر ولن انساها أبداً...وتابعت البحث الذي أقوم به ولم يبق لدي سوى نجلاء ورهف...ولا أعرف لماذا إنتابني أحساس كبير أن أبدأ برهف...


رهف لم يكن بيني وبينها الا القليل من الكلام والسلام فقط...لأنها دائماً مشغولة بدراستها في الطب وكانت سنة التخرج بالنسبة لها...

توجهت الى جامعتها لألتقي بها وسألت عنها وجدتها في المكتبة الخاصة ...تفاجأت عندما رأتني لكنها رحبت بي وجلسنا نتحدث ...

- رهف انا ما بشوفكيش اوي بالبيت فحبيت اتعرف عليكي اكتر هنا في الجامعة..
- والله انا ديماً مشغولة في دراستي وبتمنى اني اتكلم معاكي بس الظروف ما بتسمحش رغم ان احنا الاتنين في بيت واحد...ومن بلد واحد...
- يلا حصل خير...اليوم عاوزة اتعرف عليكي اكتر وكمان حسألك شوية عشان بحثي...
- بحث ايه؟
- انا بعمل بحث عن وضع البنات العربيات هنا في فرنسا وخاصة الي جايين يتعلموا....
- جميل جداً...اسألي وانا حجاوبك...
- قوليلي ليه جيتي فرنسا؟
- جيت اكمل دراست طب هينا في فرنسا...بعد ما ردستها بمصر لسنة واحدة بس واتجوزت ولما جتلي المنحة هنا عشان اكمل دراسة في فرنسا رفض جوزي بشدة اني اجي...ودخلنا في مشاكل طويلة لحد ما تطلقنا وجيت هنا...(كانت تتكلم والحزن في عينيها)
- عندك اولاد؟
- عندي بنت عمرها دلوقت 5 سنين...اسمها هناء
- بتشوفيها؟
- كل ما بنزل مصر في الصيف بشوفها وبقضي معاها وقت حلو..بس هي ديماً بتوحشني(رأيت الدمع في عينيها)
- راضية عن نفسك يا رهف؟
- الحمدالله...يعني انا اخترت العلم وفرطت في جوزي وبنتي عشان حلم جارية وراه...بس كل الرجالة بيحبو الست ليهم وبس كأنهم ملك ليهم او اشتروها.....ما بيفكروش ان ليها كيان وليها حق انها تثبت ذاتها..السبب ده كان اساس كل المشاكل بيني وبين جوزي..

- طيب ايه المشاكل الي بتواجهيها في فرنسا...؟


- كتير كتير..الحياة هنا غيرتني اوي يا ورد...كنت في مصربنت محافظة اكتر لكن هنا بقيت اجاري الجو الي عايشة فيه على قد ما اقدر مش كتير يعني..بس احنا هنا في فرنسا مش في مصر...
- قد ايه كان عمرك لما اجوزتي؟
- كان عمري 17 سنة واخدة الثانوية العامة اتجوزت علطول ....كان من قرايب بابا شافني في فرح اعجب بية واهلي عجبهم وفقت بشرط اكمل تعليم وهو وافق بس لما الحكاية بقيت في فرنسا رفض...

- (قلت لأستدرجها اكثر في الكلام): يعني في فرنسا عوضتي الحرمان الي ما عشتيهوش في صباكي ..
- ايوة..انا ما عشتش صبايا...في مصر كنت من المدرسة للبيت ولما خلصت مدرسة اتجوزت وارتبطت ببيت وولاد..كنت بحس اني اتظلمت وعاوزة احقق ذاتي مش ده طموحي..بيت واولاد ومش عارفة ايه...دلوقت بعمل الي عاوزاه وحرجع مصر دكتورة قد الدنيا ومش حسمح لحد يتحكم بية...
- انتي ترتيبك ايه بالعيلة الصغيرة ام الكبيرة.؟
- انا الصغيرة وقبلي في بنت واحدة كمان...
- برأيك ايه الفرق بين مصر وفرنسا؟
- اوه كتتتتتتتتتير...طبعاً هنا ما حدش لو دعوة بحد..وبيحبو البنت المتعلمة وبيفتخرو بيها وبيشجعوها على عكس مصر الي بيعتبرو ان البنت للجواز وبس....(صمتت قليلاً وقالت) بس بمصر في حاجة مش في فرنسا...العيلة وحب الناس لبعضها من دون مقابل ...
- لو خيرتك انك ترجعي مصر او تبقي هنا بتختاري ايه؟
- بحب مصر بس مش قادرة اعيش فيها بعد الي حسيتو هنا بفرنسا من استقلالية وحرية...بس لازم حرجع في يوم
- لو رجع فيكي الزمن لورا كنتي بردو سبتي بيتك وزوجك وجيتي هنا عفرنسا؟
- ايوة حعمل كده....انا أهم من كل حاجة واثبات نفسي اهم من كل حاجة....(شعرت بالكذب في عينييها)

وبدأنا نتحدث في امور عديدة وفي بالي سؤال أريد أن أعرف الإجابة عليه ولا أعلم كيف أطرحه عليها؟؟لكنني تشجعت وقلت..

- رهف عاوزة اسألك..يوم عزا سمر الله يرحمها في شخص اسمو سليم جيه وسلم عليكي تعرفيه؟
- اه اه *سليم طوقان* ... اعرفو..كان زميل دراسة معاية بالطب بس هو ساب من تاني سنة وانا كملت...
- (قلت ببراءة): اكيد مكنش مجتهد عشان كده ساب..
- قالت بسرعة: على العكس كان تلميذ مجتهد اوي وكل الدكاترة بيحبوه بس ساب الكلية لظروف غامضةوالكل استغرب بس من اسبوع شفته هنا في الجامعة معاه بنت مش عارف مين ... وعاوز يكمل دراسة الطب والكل فرح والدكاترة حيساعدوه عشان يخلص المحاضرات الكتير الي فاتته وعشان يخلص السنوات الي راحت عليه بوقت اسرع...

ذهلت ولم أصدق ما أسمعه ..لقد عاد سليم ليتابع دراسته..فرحت حقاً شعرت بسعادة كبيرة لأنه سيتابع دراسته ويحقق ذاته...ولكن من الفتاة التي كانت معه؟

وشعرت أنها تستعد للذهاب...
-ورد عن اذنك عندي محاضرة لو بتحبي نكمل كلامنا النهاردة بليل في البييت..

ودعتها وغادرت وأنا اتسأل في قرارة نفسي..لماذا تحدثت معها عن سليم..لقد قررت أن أنساه ومن الوضح انه حذف من ذاكرته فتاة أسمها ورد.وأيضاً انشغل بفتاة أخرى......لماذا أذكره؟؟ لماذا احاول أن أعرف معلومات عنه...لقد كان صفحة وطويتها وانتهت من حياتي ......وبدأت طوال الطريق أعاتب نفسي...وألومها..

لاحظت من بعيد وكأن أحداً يراقبني ...ويترقب خطواتي ويمشي ورائي توقفت قليلاً نظرت خلفي لم أجد أحداً .....توجهت الى محل العم كريم كعادتي كل يوم...انهيت عملي وغادرت ....شعرت ايضاً ان هناك من يلحق بي ...حاولت أن اغير الطريق وأن أتوهه ...توقف للحظات نظرت خلفي رأيت أحدهم يختبأ فوراً خلف جدار ما...كأنني رأيت هذا الوجه من قبل...تابعت طريقي عائدة الى البيت وبدأت أشعر بخوف كبير...أسرعت في خطواتي....ووصلت الي البيت...وجدت السيدة جوزفين منتظرة في الصالة..
- ورد ازيك؟؟
- الحمدالله بخير؟؟
- ايه ده ليه وشك اصففر؟
- لقة ابداً تعبانة شوي...
- ليكي رسالة باسمك لقتها بالبريد...
-
أعطتني رسالة مجهولة الأسم دخلت غرفتي وفتحتها مكتوبة بالفرنسية ومحتواها:

(احنا عارفين انك شفتينا...وعارفين ان سمر كانت مقربة ليكي اوي...بس نصيحة اذا الاوراق معاكي اديهالنا عشان ما تحصاليش صاحبتك.....ولا وحشتك؟....استني منا رسالة تانية وفكري بالموضوع...)

جلست على السرير وأنا امسك الرسالة وفي غاية الذهول وبقيت للحظات لا أستطيع أن أرى أمامي...تذكرت العلبة التي أعطتيني أياها سمر..كيف نسيتها من المؤكد أن هناك مصيبة وراءها....لقد انشغلت في موضوع وفاة سمر ونسيت تماماً العلبة التي أوصتني بها وقالت أنها لي ...جلبتها من خزانتي الخاصة فوراً وفتحتها...

وجدت فيها مجموعة من الأوراق...ووجدت فيها دفتر شيكات مكتوب على ورقة منه مع إمضاء(يصرف لحامله) مبلغ 50 الف يورو....و ورقة مكتوب عليها عنوان لمحام هنا في فرنسا...حاولت قراءة الأوراق لم افهم منها شيىء ...ووجدت داخلها رسالة...مكتوب فيها..(الى صديقتي ورد) فتحت وقرأتها...


(صديقتي ورد..لقد كنتي لي فعلاً نعم الصديقة مع اني ما عرفتك الا من وقت قصير بس كام جلسة الي قعدتهم معكي عرفت جد انتي ايه ...انتي وعدتيني ما تفتحي العلبة الا اذا صرلي مكروه..ولحين اذا كنتي عم تقري هلورقة معناها انا اكيد حصلي مكروه..انا يا ورد مرة قلتلك اني بشتغل مع رجال اعمال....وهلشي كان من سنة قبل ما اسكن هني بالبيت.....في رجل منهم اتزوجني بالسر وكان رجل غني كتير ...ولما حسيت انه بدو يستغلني لأغراض مشبوهة قررت اهرب واطلع من حياته ولما طلبت منه مال رفض يعطيني شي الا اذا بحقق له الي بدو ياه...وانا يا ورد مستحيل كنت بيع نفسي لأي سبب......قمت هربت واخذت معي هالأوراق...وهالأوراق فيها كتير امور عن علاقاته المشبوهة وعن الخلية الي عاملها والي بيشغل فيها بنات وفتيات في امور مخلة بالأداب وفيها معلومات كتيرة وارقام هواتف ناس مهمين انا كنت عم هدده فيهم يا بيعطيني مصاري يا بدي سلمهم للشرطة...وانتي هلق دورك يا ورد تسلميهم للشرطة وتخلصي الناس من شر انسان اسمه (باتريك سيشل)ما تخافي يا ورد انا لاني كل عمري كنت خاف ضليت تحت الأرض ...اذا بدك تحقيقلي شي يفرحني يا ورد سلمي الاوراق للشرطة ...روحي عند المحامي الي كاتبه اسمه وهو بيقلك شو تعملي...وفي كمان دفتر شيكات خاص فيني هيدا من نصيبك يا ورد ..انا ببعرف البنات الي بيجو فرنسا قد ايه بيتعذبو ليطلعو مصاري خاصة اذا بنت شريفة متلك..بحسابي في تقريباً 50 الف يورو هو الك يا ورد ..خديهم ..سلام يا احللى صديقة....)
اختك سمر

you_my_lovely 29-07-2009 03:39 PM

الله يرحمك سمر
متابعين:stickjo4:

**تسابيح** 29-07-2009 03:53 PM

الفصل التاسع

كيف يتصرف أي أنسان في وضع كهذا؟ من الطبيعي أن يصدم أو أن يربط لسانه وهذا ما حصل لي..رسالتين موجهتين لي في وقت واحد وفي كل واحدة ضربة قاضية تكاد تطيحني ارضاً...قررت في قرارة نفسي أن أترك هذه البلاد على الفور...ماذا بقي لي هنا..خسرت كل شيء والأن حياتي مهددة وبين يدي 50 الف يورو لا أعرف كيف أتصرف بهم وأوراق توصل رجال مهمين الى السجن...ماذا أفعل..كيف أتصرف....


شعرت أنني وحيدة...حقاً وحيدة الى من الجأ في هذا الوقت العصيب...الذي كان من الممكن أن ألجأ اليه ضيعته من يدي...ومن المستحيل أن اعود في حياتي عن قرار أتخذته حتى لو كلفني الموت....

قررت الذهاب الى المحامي الذي وجدت عنوانه في الورقة...دخلت وقلت للسكرتيرة أن تعلمه بوجود فتاة تريد الحديث معه في موضوع خاص جداً...دخلت وجدت أمامي رجلاً محترماً جداً رحب بي من دون أن يعرفني وعرفته عن نفسي وجلست على كرسي المكتب ....وقلت...

- انا جية من طرف صديقتي (سمر توفيق)الله يرحمها... أكيد تعرفها؟
لاحظت على عينيه الدهشة وقال: انا اعرف سمر توفيق بس معرفش انها ماتت؟ امتى حصل ده...
- من اسبوع تقريباً اتوفت في ظروف غامضة...ان***ت في قودتها...
- انتي ايه ال يبتقولي ده بجد؟؟(وكأنه لم يصدق)
- قلت بهدوء: ده الي حصل للأسف...
- قال بحزن: الله يرحمها..سمر كانت صديقة لية وكانت تستشرني بحجات كتيرة...زعلت عليها بجد...
- بصراحة انا جاية ومش عارفة اقلك ايه..ترددت جداً قبل ما اجي..انا مش عارفة اتصرف ازاي..معاية امانة...ومش عارفة اعمل بيها ايه
- ليه خير؟
- سمر قبل ما تموت ادتنيي علبة وقالتلي مفتحهاش الا اذا حصلي مكروه وانا ما فتحتهاش الا بعد ما ماتت وانا شفت الي ***وها خارجين من البيت بس ما كنتش عارفة انها ان***ت..بعتولي رسالة..وبعد ما قريتها كان فيها تهديد لية ان يا اسلمهم االاوراق يا حي***وني..قمت افتكرت العلبة وفتحتها لقيت فيها الرسالة دي من سمر وواوراق تودي رجال مهمين في مصيبة(وأعطيته الأوراق والرسائل ولكن صور عنهم وتركت الأصلي معي وإحتفظت بهم في مكان أمين جداً... قرأ ما قرأ وشعرت بالخوف في عينيه)
- الأوراق دي يا انسة ورد تخرب بيوت... لازم ننتصرف..لازم نسلمهم للشرطة..
- قلت بسرعة: لقة...شرطة لقة..شكلها عصابة كبيرة ولو عرفو اني سلمت الاوراق للبوليس ممكن يأذوني..

-لق يا انسة ورد خليكي متأكدة انهم مش حيقدرو يعملولك حاجة...الحق حق ولازم المجرم تتطالو العدالة...انا ح سلم الأوراق للشرطة....حعمل نسخة منهم دلوقت.....ويا ريت يا انسة ورد بكرة الصبح تيجي عندي..اديني عنوان سكنك ورقم الهاتف وأنا أتصرف....

ذهبت الى العمل ولا أعرف لماذا ركبني وسواس رهيب فكلما أمشي أنظر خلفي وأخشى أن يكون أحدهم يلحق بي...وصلت الى محل العم كريم .....وجهي أصفر على أزرق .....جلست أحدثه بكل ما حصل معي..كان لي كأب لا أخفي عنه شيىء...


قال العم كريم والخوف في صوته: ورد انتي اش الي بتقولي ...انتي واعية علوضع الخطير الي انتي فيه ديالي؟
- عارفة يا عم كريم...اعمل ايه...سمر حملتني امانة انا مش قدها ابداً..
- لا يا بنيتي ما تقوليش هاكه ...انتي قدها يا ورد قدها..الله معك يا بنتي انتي مش لوحدك...
- تعبت تعبت يا عم كريم من لبلد دي ... ضايعة......... عمري ما ضعفت..بس ضايعة...
- معليش يا بنتي ان شاء الله ما بيصيبك شي..وانتي هلق مفروض تغيري مكان سكنك بسرعة...
- مقدرش يا عم كريم اروح فين...
- لازم تدبري مكان تاني..
- قلت بهدوء:عم كريم (قل لن يصيبنا الا ما كتب لله لنا) خلاص..ما عادتش فارقة معاية رغم الخوف الكبير الي كل يوم بحسو..بس معدتش فارقة معاية..
- يا بنيتي غلط الي عم تقولي غلط...
- قلت بيأس: تعبانة يا عم كريم......
- قال بتأنيب: بتعرفي يا ورد ما تزعلي مني..بس لو كان وضعك احسن مع سليم وما كنتي جرحتي كان ممكن يساعدك...
- صمتت وكأني أعلم ما سيقوله وقلت: نصيب يا عم كريم خلاص مش حزعل على على حاجة...واعتقد انو مش فارقة هو معاه بيعمل عالم خاص بيه ونسيني...
- قال باستغراب: شو قصدك؟
- في ناس شافوه مع بنت وعرفت انو رجع الجامعة..خلاص نسي ورد زي ما طلبت منو ...

صمت العم كريم كأن في قلبه كلام لا يريد أن يقوله لي...وعدت الى البيت ولم أجد أحداً..دخلت غرفتي وجدتها مقلوبة رأساً على عقب وثيابي على الأرض وليس هناك شيىء على حاله...صدمت وبدأت اصرخ لم يجب أحد لم يكن هناك أحد قد أتى بعد..وجدت على المرأة عندي مكتوب (ورد ادينا الأوراق بكره الصبح في الجنينية الي جنب القلعة قدام البوابة الكبيرة...الساعة 10 الصبح في شخص جي ياخدهم... حنكون بعاد أي غلطة تكلفك حياتك وانتي مش حاسة اتعاوني معانة احسنلك.... )

أتصلت بالعم كريم وأخبرته بما حصل وقلت له أنني سأذهب غداً صباحاً الى الحديقة وسأعطيهم الأوراق لأرتاح من كل ما يحصل ولأخرج من كل هذه المتاهات التي لا شأن لي بها....رفض بشدة وقرر ان يأتي معي لكنني رفضت...صممت وقلت في قرارة نفسي إما اموت أو أعيش....ذهبت واتصلت بوالدتي وأرتحت عندما سمعت صوتها..

- الو ماما..وحشتنيني يا ماما
- وانا اكتر يا بنتي ازاي دراستك..
- كويسة يا ماما بتدعيلي...
- في كل صلاة يا بنتي
- عاوزاكي يا ماما تفخري بيه ديماً.... طول عمرها كانت وحتفضل رافعة راسك لفوق...
- عارفة يا حبيتي انا عارفة تربيتي...
- (قلت والدموع تخنق صوتي): ماما لو حصلي حاجة تأكدي اني طول عمري كويسة ...ما تصدقيش كلمةة وحشة عني...
- بعد الشر يا حبيتي انت يالمهم خدي بالك من روحك...
- لا اله الا الله
- محمد رسول الله...

في صباح اليوم التالي كنت في الحديقة في الساعة العاشرة تماماً ومعي الأوراق وجالسة والرعب يعتيريني ولم أستطع أن أتحرك من مكاني كأنني أنتظر الموت في أي لحظة ...منتظرة قدوم من سيأتي ليأخذ مني الأوراق...راقبت من حولي رأيت الجو طبيعي الناس يجيئون ويذهبون والوضع عادي جداً..رأيت من بعيد شاب يتقدم نحوي...وتقدم أكثر وأكثر...نظرت أليه بشدة..أني أعرفه..نعم أعرفه...يا للهول......رأني أنظر اليه بشدة...أصابه الذهول وتقدم نحوي ولم يعرف ماذا يقول..

- قلت بذهول اكبر: انت!؟؟؟؟؟...انتا الي جاية تاخد الأوراق؟
- ساده الصمت ولم يعرف كيف يتصرف وكأنه يتمنى أن تنشق الأرض وتبلعه وقال بتلعثم: مش معقول!..انتي صاحبة سمر !!!!!!!!!!!!!!

- قلت بذهول: يعني انت الشخص الي جي تاخد الاوراق..انت يا عمر......مش معقول...مش قادرة اصدق....

اكيد قالولك لو ما ادتكش الاوراق ت***ني.....طب انا مش مديتك حاجة..ا***ني يلا ( قلتها بعصبية مرعبة وانا اكاد انهار)
-
(بدأت أصرخ في وجهه وهو لا يتكلم ولا يقول حرف...من بعيد سمعت صوت رصاص متجهه نحوي فما كان منه الا أن وقف أمامي ليحيمني فجاءت الرصاصة فيه....)

- وبدأت أصرخ: عمر عمررررررررررررررررر.......(ووقع على الأرض)

من الجهة الأخرى رأيت الشرطة تتقدم نحوي ومعهم العم كريم وسليم.....اتجهت الشرطة نحو مصدر الرصاص وانا جلست على الأرض...مع عمر..لا أعرف كيف أتصرف والدمع ينزل من عيني...وأبكي...وقف العم كريم مذهولاً لا يعرف سر تصرفي هذا وأيضاً سليم .....

- قال عمر وهو يلفظ أنفاسه الأخير: ورد انا غلطت بحقك اوي اوي...انتي انسانة رائعة يا ورد...سامحيني يا ورد ادعي ربنا يسامحني.... ادعيلي...
- قلت له وأنا أبكي: اشهد يا عمر قول معاية اشهد ان لا اله الا الله وان محمداً رسول الله...

تمتم الشهادة بصعوبة ورأيت الدماء تنزل من فمه....

ذهب عمر ...وسط دموعي...وافلتت الأوراق من يدي وبدأ الهواء يبعثرها يميناً ويساراً ....لفوق ولتحت...لحقتها دموعي حرقة وألماً على أبن خالي الذي أنقذ حياتي...
جاء الأسعاف بعدها ولكن لم يلحق عمر...

كنت في قسم الشرطة بغاية الرعب والخوف ..منظر عمر لا يغيب عن بالي ولا لحظة وأنا ارتجف ومنهارة تماماً والشرطي يكلمني ويسألني وأنا بالكاد أعرف أن أرد عليه..أستدعيت المحامي الذي ذهبت اليه من قبل..وتولى هو كل الموضوع وسلمهم الأوراق...وكانت الشرطة قد ألقت القبض على من اطلقوا الرصاص وتعرفت من ضمنهم على الشخص الذي رأيته يخرج من البيت ليلاً و*** سمر...وأمضيت ليلتين في التحقيق وانا أعصابي ترتجف وأشعر أنني في أي لحظة قد أقع على الأرض...
خلال وجودي في الشرطة كان يرسل الي طعام ولباس جديد أجهل مصدره وكان يمنع على أي أحد أن يراني ما عدا المحامي....الذي جاءني صباح اليوم التاني ودخل مكتب الشرطة وتحدث معي منفرداً...

- شدي حيلك يا ورد التحقيق النهاردة بليل حينتهي على خير ...الاوراق ودتهم في داهية يا ورد وقبضو عليهم...اهدي انتي وكلو تمام
- قلت بيأس: ا شد حيلي..على ربنا الاتكال....حسبي الله ونعم الوكيل...
- انتي يا ورد مش متورطة على العكس انتي سلمتي المجرم للعدالة مجرد تحقيق عادي وحتطلعي بكرة الضبح وخلاص...
- ان شاء الله ...واهل عمر عرفوا..؟؟؟؟
- قال بحزن: اه عرفو....وامه وابوه كانوا بحالة صعبة...
- بدأت أبكي: الله يرحمك يا عمر...ويغفرللك...مشمصدقة الي حصل زي كابوس...
- كل انسان لازم يتحمل اخطاؤ يا ورد...
- اكيد...الحمدالله على كل حاجة...
- ورد في حد رفض اقلك هو مين..بس ادان يالعلبة دي ليكي..اتفضلي.....

بعد ان خرج المحامي جلست وفتحت العلبة وجدت فيها المصحف الشريف...ووردة صغيرة بيضاء......من الذي يعرف انني أحب اللون الأبيض ومن الذي يعرف انني لا أرتاح الا بقراءة القرأن الكريم..ربما العم كريم....لا أعلم....وكم كانت فرحتي كبيرة ...جلست اقرأ القرأن وشعرت أنني نسيت همومي وأحزاني وسلمت نفسي لله تعالى ليصبر قلبي ويغسل جوارحي ويطهر نفسي من كل حزن أو ألم...دعيت الله كثيراً ليغفر لعمر وقرأت له سورة ياسين....

بعد أن أنتهى التحقيق وسوق المجرمون الى العدالة...خرجت وتوجهت الى منزل خالي الذي لم أدخله منذ أكثر من ثلاثة شهور....
دخلت الصالة وجدت زوجة خالي والجميع في العزء وما إن رأوني حتى هرعوا نحوي وضموني بشدة وبدأو البكاء.....

- وقفت في وسط الصالة وقلت أمام الجميع: عمر محدش لازم يزعل من الي عمله...ده انقذ حياتي..ما تصدقوش حاجة عنو..ده جي عشان يحميني...طول عمرو انسان كويس....ضحا بنفسو عشاني...انا مدينتلو بحياتي....عمر اشرف واحسن انسان...

- ووجدت خالي ينزل من فوق و يقف ويقول:عمر مات يا ورد...و انا مستحيل اخليكي تطلعي برة البيت ده مهما عملتي....

هززت برأسي وهرعت اليه وضممته بشدة .....


ودعت مدام جوزفين ووعدت البنات ان أزورهم من وقت لأخر وان لي لقاء مع نجلاء هام جداً ووعدتني أن تساعدني قدر الأمكان في البحث الذي أقوم به ووعدتهم أنني لن انساهم وسأتتبع أخبارهم بشدة



.................................................. ..........





بدأت حياتي الجديدة بعد مرور شهر لم أنزل خلالها الى العمل وبقيت فقط أتابع محاضراتي في الجامعة وتوقفت عن أكمال البحث حتى استعيد نشاطي وقوتي بعد الصدمات العديدة التي تلقيتها وعشت في وسط خالي وفي كنف عائلته وعادت حياتي نوعاً ما طبيعية أو شعرت أنها طبيعية بسبب المصاعب العديدة التي أجتاحتني من قبل..وعدت الى غرفتي القديمة وجدتها كما هي مع انني اشتقت الى غرفتي عند مدام جوزيفين لكن شعرت أنني لست وحيدة فأنا وسط عائلة أحبتني الأن بشدة وشعرت أن خالي كأب لي وزوجته كأم لي...

بدأت أنظر الى الشيك الذي بحوزتي...تمنيت لو انيي اعرف عنوان اهل سمر ولكن لا احد يعلم.... ولا أعرف ماذا أفعل به أو كيف أتصرف به....فضلت أن أتركه وكأنه لم يكن حتى يأتي الوقت المناسب للتصرف به....في هذه الأثناء دخلت علي ندى ابنة خالي ..

-ازيك يا ورد..عارة البيت راح منو حد بس نور بيكي...
- ابتمست وقلت: الله يرحمك يا عمر...وربنا يحفظك يا نجى..
- انتي زي اختي واكتر(ضمتني)
- حصلك ايه في الفترة دي كلها...كنتي قلتيلي على الولد الي كان عاوزة يصاحبك بالعافية.تخلصتي منو؟؟؟
- اكيد يا ورد الحمد الله زهق من رفضي وراح لغيري..انا مبادئي فوق اي شيىء..

- ضحكت وقلت:ربنا يثبتك على عقلك وما تتغيريش يا ندى...
- قالت وفي عيونها خجل: بس دلوقت في حد في حياتي....
- فرحت وقلت: بجد...ان شاء الله بس يكون حد كويس....
- اوي اوي...يعني لسه احنا في اول الطريق...تعارف...بحس انو مايلي اوي...يارب يكون بينا حاجة جدية...انا اتعرفت عليه في الجامعة...هو صاحب حد اعرفه..والنهاردة حشوفو كمان...
- تنهدت قائلة: ربنا يوفقك...خليكي حذرة بس..
- قلت بلهفة: ورد انا يهمني رأيك..ونظرتك للشخص..ايه رأيك تجي معاية اعرفك عليه..


- قلت لها وانا أحضر أغراضي مستعدة للذهاب الى العملمرة تانية عشان انا دلوقت لازم اكون في المحل...وانا اكيدة ان اختيارك حيكون صح....

وذهبت الى محل العم كريم وسلمت عليه وبدأنا نتحدث في امور كثيرة...


- عارف يا عم كريم..كل ما حس اني حسيب فرنسا في يوم..بحس بألم عشان مش حشوفك ..
- بعرف يا بنتي وانا كمان كل ما بحس انو رح يجي يوم وتتركيني بزعل...
- بس انت لازم تيجي مصر..لازم واشوفك وانا بردو لو قدرت حجي فرنسا واشوفك..
- والله مدام في مصر في ناس زييك معناها ارض طيبة ولازم ازورها...
- انا اساساً مستحيل افكر ان في أروربا او في فرنسا في شخص زيك وبطيبة قلبك يا عم كريم..
- ضحك وقال: بس انا مش فرنسي انا عربي..
- ضحكت وقلت: مظبوط احنا العرب نحن علبعض(وسرحت قليلاً تذكرت سليم الذي كان دائماً يقول لي هذه الجملة فأنا لم أراه من يوم الحادث وكأنه قدم مساعدته لشخص عادي وإنتهت مهمته وعاد الى حياته الطبيعية ونسى ورد وظل على إصراره بأنه سينساني ولن يفكر بي مرة أخرى...صمتت وقلت)


- عم كريم عاوزة اسألك على حاجة تقولي بصراحة...
- قولي يا بنتي..ما تخافي...
- انت قلت لسليم يجي وقت الحادثة؟؟..
- انا يا بنتي رحت لعندو وقلتلو انك بخطر وهو قلي انو نقول للشرطة ونوقف بعيد ونراقب الي حيصير وننقذك بالوقت المناسب...وده الي حصل.....
- طيب وانت يا عم كريم الي كنت تبعت الأكل وبعت عليبة مرة؟؟
- لق يا بنتي هيدا سليم ما تركك لحظة من لما فتي علتحقيق...وانا فكرت انو تصرفو ده معناها ممكن ترجع المي بينتكم ..بس قلي ان هده مجرد شهامة ابن بلد وهو ما بيرجع بكلمتو انو كل الي بينتاكم حيضل متل ما انتي طلبتي ... هو ما بد و يفرض حالو عليكي..

- صمت وقلت: عم كريم انا ندمانة بجد د على تصرفي الاخير معاه وشوف هو بيردلي بأيه...كنت بايخة اوي..

- ورد يا بنتي اسمعي مني هالأنسان ما بيتعوض انتي ما شفتيه كيف كان لما كنتي بالحديقة كل لحظة امسكو كان رايح ي*** الشخص الي كنتي واقفة معو قد ما انرعب عليكي...بس ما بعرف القرار بيرجعلك..

- انا بس عاوزة اعتذرلو بجد..ولو لينا نصيب لبعض لازم نكون لبعض..بس لازم اصلح موقفي معاه...
- وجدت العم كريم يوجه لي سؤال واضح وصريح: ورد انتي بتحبيه.؟؟

نظرت الى العم كريم ولم أجب وغيرت الموضوع تماماً وانهمكت بالزبائن ...غادرت عائدة الى البيت ولكن قررت أن أمر على المقهى الذي يعمل فيه سليم لأشكره وأعتذر منه فمهما حصل بيننا فالأنسان يخطأ وواجب علي كفتاة أعرف الله أن أشكر من وقف الى جانبي منذ أن جأت الى فرنسا....

كلما أقتربت من المقهى الذي يعمل فيه كلما أذدادت دقات قلبي أكثر كأنني أدخل الى قاعة امتحان...نظرت من الزجاج الخارجي الى الداخل لم ألمحه...تقدمت ودخلت وسألت عنه إحدى الموظفين أشار اليه بأنه جالس في طاولة على زاوية ما...أقتربت منه وهو لم يشعر بوجودي..وجدت معه فتاة ولكن ظهرها لي...أقتربت أكثر وأختبأت وراء عامود طويل..لمحت وجهها وهي تضحك معه...إنها ندى!!!!!!!!!!!!!....كانا في غاية الأنسجام...سرت رعشة رهيبة في جسدي....لم اعرف كيف أخرج ..إرتطمت بالطاولات والكراسي لم أعد أرى أمامي....مشيت في الشارع وانا متوترة للغاية...
عدت الى غرفتي في منزل خالي وإرتميت على السرير وبدأت البكاء..لم أتوقع أن تكون ندى أقرب الناس لي..مع اوفى الناس لي...هذا هو من تريد أن تعرفني عليه....من المؤكد أنها مصادفة عجيبة...يا ربي ماذا يحصل لي.....نظرت رأيت الوردة البيضاء الذتي احتفظت بها على الطاولة في كأس من الماء..أمسكتها بيدي ورميتها على الأرض..أنكسر الكأس ووقعت الوردة...

يتبع......

فتاة الظل 29-07-2009 03:57 PM

القصه روووووووووووعه فعلا
متابعه معاكي ان شاء الله يا قمري

**تسابيح** 29-07-2009 04:09 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة you_my_lovely (المشاركة 1453429)
الله يرحمك سمر


متابعين:stickjo4:

الله يرحم الجميع
شكرا ع متابعتك :av4056bb7jp3:


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتاة الظل (المشاركة 1453482)
القصه روووووووووووعه فعلا
متابعه معاكي ان شاء الله يا قمري

ربنا يخليكي ياروحي
التوبيك منور بوجودك:av4056bb7jp3:

you_my_lovely 29-07-2009 04:23 PM

كنت متوقع ان ندى هيا إللى ها تبقى مع سليم

بس هيا جرحت سليم جامد وانتى بتقولى عاوزه تديها وسام وسام على ايه:p

**تسابيح** 29-07-2009 04:30 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة you_my_lovely (المشاركة 1453568)
كنت متوقع ان ندى هيا إللى ها تبقى مع سليم

اتوقع براحتك :p
اديني بنتفرج ...


بس هيا جرحت سليم جامد وانتى بتقولى عاوزه تديها وسام وسام على ايه:p

سليم دا يستاهل أكثر من كدا :p
كنت هديها وسام الرخامة ع الناس
منوررررررررررر;)

you_my_lovely 29-07-2009 05:03 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تسابيح النجوم (المشاركة 1453589)
سليم دا يستاهل أكثر من كدا :p
ليه ده غلبان واتجرح يا عينى:006et4:

كنت هديها وسام الرخامة ع الناس
معتقدش
منوررررررررررر;)
ليه لنمبه:p
النور نورك;)

عموما انتى أدرى لأن القصه كلها موجوده عندك وبتنقطينا بيها
بس ورد حست فى قراره نفسها ان إللى جواها اكتر من تعلق :p

a7med_sale7 31-07-2009 09:31 PM

توبيك رائع

**تسابيح** 03-08-2009 08:19 PM

الفصل العاشر


جلست طوال الوقت على السرير افكر بكل ما يحصل معي وأعيد حساباتي في كل الأمور منذ أن جئت فرنسا الى هذه اللحظة..وجدتي نفسي رغم كل ما حصل لي... لست مخطأة وهذا ليس تكابراً مني ولكن هذه هي الحقيقة انا عندما قررت الأبتعاد عن سليم كان هذا بناءً على إرادتي ...لماذا أنا حزينة الأن على شيىء كان دافعاً مني شخصياً...ربما لأنني شعرت أنه في يوم من الأيام ممكن أن يكون بيننا شيىء جدي لكن الأن ضاع أملي...ولكن لماذا أحزن من الممكن أن لا يكون من نصيبي؟؟؟؟؟؟؟...ومن الممكن ان لا أكون من نصيبه...من الممكن أن يكون قد أحب ندى وهي أحبته....إنها فتاة جيدة وفيها الكثير من أخلاقي.....من المستحيل أن اقول لندى أنني اعرفه من قبل...سأترك الأمور تجري لوحدها....وبالله المستعان...

عادت ندى ودخلت غرفتي وهي في غاية السعادة ووجدتني جالسة على السرير وأثار الدموع في عيني.....
- قالت بتأثر: ورد مالك.؟؟؟
- لق بس مام وحشتني...
- معلش يا ورد هما 4 شهور وتنزلي مصر...
- ايوه صح اربع شهور....
- بس دلوقت لازم اقلك خبر حلو..
- قلت بإبتسامة مصطنعة: قولي يا ندى....
- قالت والفرح يملأ عينيها: النهاردة انطلبت للجواز يا ورد(وضمتني بشدة وكأنها لا تصدق) لو تعرفي قد ايه هو كويس واخلاقو تجنن وبعد سنة حيبقى دكتور...
- قلت لها من دون ان اشعر: ايوة اعرفو..
- قالت بأستغراب: ازاي تعرفيه؟؟؟
- قلت بإرتبك: اقصد اني اعرف بنت خالي واختياراتها,,,
- اه يا ورد يجنن يا ورد النهاردة قلي اقول لبابا عشان يجي يتكلم معاه...
- قلت بفرح مصطنع: مبروك يا ندى انتي تستاهلي كل خير....
- اسمو سليم بتعرفي بيشتغل في كافيه الى كنتي من زمان تحبي تقعدي فيها الميزون دو كافيه اكيد لو شفتيه حتعرفيه...
- ممكن..الف مبروك
- قالت وهي متجهة نحو الباب: ورد ...عقبالك يا ورد....

أقفلت الباب وذهبت...وذهبت معها كل أحلامي وأمالي ...هذا نصيبي يجب أن أتقبله مهما كان....هذه هي الحياة...ندى تستحق إنسان مثل سليم..يبدو أنني خرجت من ذهن سليم ومن قلبه نهائياً....وحلت مكاني ندى...سأعتبر من الأن وصاعداً أنني لم ألتقي في حياتي كلها بأنسان بأسم سليم...وعسى الله أن يوفقه مع ندى ...

في اليوم التالي توجهت الى منزل السيدة جوزيفين..وجدت هالة فقط....وبدأنا نتحدث في امور عديدة..


-هالة: بتعرفي يا ورد بعد ما رحتي صار امور كتير بالبيت...
- امور ايه؟
- رهف اتصلو فيها اهلها بمصر وخبروها انتو بنتها بمصر مريضة كتير...تركت كل شي وسافرت من يومين ما قدرت تضل رغم انو عندها امتحانات....يا رب تقدر تشوفها وتطمن عليها....
- جد...والله زعلتيني....ربنا يشفيلها بنتها....
- وماري من يومين ما حدا عارف عنها شي؟
- ازي يعني ..؟؟؟..
- ايه..من اكتر من يومين طلعت طبيعي بس لهلق ما رجعت علبيت وما اخدي شي من غراضها..بلغنا الشرطة بس ما حدا عارف عنها شي...
- يا ساتر يا رب....طب ممكن تكون فين؟
- ما حدا بيعرف...
- معقولة اغيب عنكم شوية ارجع الاقي كل ده حصل,,,
- ايه والله متل ما عم قلك يا ورد...بس قدام كل هالاخبار البشعة في خبر حلو...
- فرحيني يلا.....
- انا انخطبت...
- فرحت وقلت: الف الف مبروك..مين قوليلي....
- مدير شؤون الموظفين الي شفتيه بالمجلة....
- صدمت وقلت: بس ده كبير يا هالة...
- ايه كبير اكبر مني ب 30 سنة..بس غني ومنفتح ومثقف وووو
- اكتتها قائلة: استني يا هالة انتي عارفة عواقب الجوازة دي؟؟؟
- ايه يا ورد ايه....قلتلك انا صعب روح سوريا واتزوج رجال شرقي..هيدا على القليلة منفتح ورح يعيشني عيشة مرتبة
- صمتت قليلاً ولم أعلق على الموضوع وقلت: دي حياتك يا هالة ربنا يوقفك..امتى الفرح....
- بعد شهر عم نحضر هلق البيت الي بدي اسكن فيه
- وقلتي اهلك؟
- ايه قلت لماما اعطيتها علم مش اكتر...
- قلت بيأس: انا متمناش ليكي غير كل سعادة بس حطي في بالك مهما لفيتي صدقين يمش حتلاقي زي الراجل الشرقي..

غادرت الى مقهى قريب فكان لدي موعد مع نجلاء الفتاة التونسية المرحة...وجدتها تنتظرني وأنصدمت فالحقيقة أعطتني صورة مختلفة لهذه الفتاة كلها ألم... وكان بيننا الحديث التالي....

- قد ايه بقالي اعرفك يا نجلاء عمري ما شفتك باللطبية دي...
- ايه اعرف الكل بيفكرني كده بس بضحك وبايعة الدني..ما بيعرفو قداش في بقلبي جروح...
- احيكيلي يا نجلاء عن لجروح...
- اش اقلك يا ورد...خبرك اني جيت من تونس عفرنسا هربانة من مرت اب ظالمة....كانت تتفنن ب*****ي ...لدرجة اني ما اعرف طعم النوم من وجع جسمي...انا يا وردكل عمري بضحك بس انا عم اعمل متل المثل لي بيقول(الطير يرقض مذبوحاً من الألم)
- ووالدك فين؟؟
- ابي كان كل النهار بالشغل وبليل مرت ابي تستفرد فيني ما تخليني اشوفو كتير ولماا قلو ما كان يصدقني ....
- قلت بحزن: معندكيش اخوات؟
- لق كنت وحيدة بس مرت ابي جابت اخوة...
- طب بعد كل ده رايحة فين؟؟؟عاوزة ترجعي تونس؟؟؟
- ابداً ابداً انا جيت على اساس راجعة بس من اول ما حطيت اجري بفرنسا قررت انو ما ارجع ابداً...
- طب بتشتغلي ايه في فرنسا يا نجلاء؟؟
- انا جارسونة بمطعم...(قالتها بأسى)
- قلت لأخفف عنها(فيها ايه الشغل مش عيب)
- ايه مش عيب بس مش مطعم مية بالمية...فهمتي عليي؟
- قلت وهززت برأسي: فهمت عليكي..ودراستك بالطب؟
- الصراحة انا ما عم ادرس طب...بس بقول هيك للكل لا ما حدا يطمع فيني...
- قلت بأستغراب: ليه؟
- لانو هني البنت اذا ما عم تعمل شي بيفكروها صايعة وبيصرو بيفكروها بتنت رخيصة ولازم يكون في سبب لوجودها بفرنسا....
- ليه الشغل مش سبب؟
- صح بس اذا عرفو اهلي اني هون بس لأشتغل الشغل الي عم اشتغلو...ممكن يدبحوني..
- تخافي من اهلك..؟؟؟؟؟؟
- قالت بغضب: ما بخاف من اهلي...مش اكتر اني ما بحب المشاكل اصلاً ما فيهم يطالوني في فرنسا...انا وضعي بقة قانوني هني...
- بتراسليهم بتعرفي اخبارهم:؟
- - مش كتير من وقت جيت عفرنسا حكيتهم 4 مرات يعني بالسنة مرة..وببعتلهم فلوس ليسكتو هني كل همهم ابعتلهم مصاري اصلاً ما بيسألوني شو عم اعمل.....(قالتها بأسى)
- تابعت الحوار بهدوء: ازاي قادرة تحافظي على نفسك في بلد حرية فيه تامة؟؟
- قالت بحرقة: البلد هنا العيشة فيها صعبة صعبة كتير يا ورد..بس بيقول المتل شو الي ججبرك علمر قلو الأمر...مش رح اقلك اكتر من هيك..

ورأيت دمعة في عينيها.....

- عاوزة ترجعي عتونس يا نجلاء.؟؟
- لق...ما بحب تونس...ولا بحب اتذكرها...مبسوطة هني....
- علفين الحياة مودياكي يا نجلاء؟
- : ما فارقة معاي عم عيش يوم بيوم...بس بحلم باليوم الي يكون معي فيه مصاري كتير وما عوز حدا....ابداً وانا الي اتحكم بالناس متل ما هلق بيتحكمو فيني...

جلست معها قليلاً بعد ذلك اواسيها....وغادرت وصورتها لا تغيب عن بالي وقررت أن أكتب تقريراً بحالتها...
ومرت الأيام وانا أمضي حياتي بطريقة عادية في الجامعة وفي محل العم كريم الذي لم أفتح معه أبداً موضوع سليم.....


في الجامعة كنت فتاة يحترمها الجميع...رغم أنني كنت لا أكلم أحداً ورفيقاتي قلائل جداً بالكاد واحدة او اثنتين لم يتم بيننا أي حديث خارج عن نطاق الدرس...والدكاترة كانت تتعامل معي بشكل طبيعي جداً مثلي مثل الجميع مع أنني ألاحظ بعض الأحيان تفرقة نوعاً ما في العلامات ربما لأنني عربية وهم اروربيون...ولكن لم أعطي أي أهمية لهذا الموضوع طالما أخذ حقي ...سنة وتمر ولا أريد فيها أي مشاكل...كنت اتابع المحاضرات واعود ..أي لا أمضي أكثر من الوقت المطلوب في الجامعة للتعرف على الرفاق والرفيقات...

عدت مرة الى البيت ووجدت عائلة خالي جميعها في إنتظاري...رحب بي خالي كثيراً وقال....

- عاوزة اقلك يا ورد خبر حلو...
- فرحت وقلت: خير يارب..
- قال وعلى شفتاه إبتسامة عريضة: ندى اتخطبت....

- نظرت الى ندى وقلت: الف مبروك يا ندى....


- قالت ندى وهي تحضنني: عقبالك يا حبيتي......
- اصطنعت الضحكة وقلت: مبروك مبروك..يعني حنفرح ان شاءالله..
- قالت زوجة خالي: لقة بس كده حفلة على الضيق..احنا وهو وشخصين مقربين ليه ومجرد تلبيس دبل مش اكتر...عشان الخطوبة حتقعد سنة واكتر علبال ما هو يخلص طب...
- قلت بغصة: ربنا يفرح قلبك يا مرات خالي...
- خالي: مش حتتعشي..
- لق اكلت...عن اذنكم....
...................................

في محل العم كريم وجدته يجلس وهو في غاية الحزن...اقتربت منه قائلة..
- عم كريم مالو؟؟؟
- قال بحزن: ما فيش بس هكدا تعبان...
- مش انا ورد الي زي بنتك..احكيلي...
- قال بإرتباك: ما بعرف ايش بدي قلك يا بنتي....بس انا مضايق جداً...
- قلت بهدوء: مضايق عشان سليم حيخطب بكرة؟؟؟
- نظر إلي بإستغراب وقال: مين قلك؟
- العروسة بنت خالي الي ساكنة معاهم في البيت..
- صدم وقال: ايه الي عم تقوليه؟؟سليم كان عارف؟؟؟
- لا لا يا عم كريم سليم مش قاصد ما يعرفش ان هي قربتي...
- صمت قليلاً وقال: يعني انتي بكرة ححتكوني بالخطبة..
- والله يا عم كريم لسه مش عارفة.....ممكن..بس المهم انت ما تزعلش..نصيب يا عم كريم نصيب..
- قال بتلعثم: بس يا ورد....
- عم كريم خلاص ما تقولش.....صدقنني انا مش زعلانة ..الله يهنيه..ندى بنت كويسة وما يتزعلش انو خطبها...
- قال بغضب: اه بس سليم بيحب ورد ما بيحب ندى..
- قلت بإستهزاء: عشان كده ارتبط بواحدة غيري فوراً...ده حب عظيم..
- يعني كنتي مفكرة انو ممكن يرجعلك بعد الي عملتي فيه..؟!!!!!!!
- صمتت قليلاً وقلت: بلاش الكلام في الموضوع ده يا عم كريم خلاص نصيب...
- قال بهدوء مقنع: بس في مجال يا ورد فيكي تقوليليو الي بقلبك و...(قاطعته قبل ان يكمل كلامه قائلة)
- ازاي بتقول كده يا عم كريم؟؟ هي كرامتي فين...كده بسهولة....لق مستحيل لو كان اخر راجل على الارض ورد كرامتها قبل اي شيىء...
- اومأ برأسه قائلاً: صح...
- مش عاوزة اشوفك غير بتضحك..يلا ورين يالضحكة..
-
وابتسم لي....وضحكنا سويةً...شعرت بحرقة لكن تجاهلتها وبقيت مبتسمة...

جاء يوم الخطبة ودخلت عليي ندى وانا في غرفتي اجلس في سريري لم أقرر بعد إذا كنت انزل أم لا... وهي تلبس فستان أزرق جميل جدا قائلة: - -

- ايه رأيك بالفستان يا ورد؟

- نظرت اليها وإبتسمت لها قائلة: جميل اوي اوي..مبروك...
- اصل ده سليم نقهولي..زوقو حلو....
- - اه حلو.....
- نظرت الي وقالت: ايه ده انتي لسه ما لبستيش يلا اصل شوية وسليم جي.....
- اه اه..اوك..
- يلا بسرعة احنا في الصالة..

خرجت واقفلت الباب نظرت الى نفسي في المرأة وتنهدت لا أعرف لماذا إجتاحتني رغبة ما في الإنتقام وفي أن أشعره أنه لا يعنيني أبداً وأنني في غاية الفرح...جهزت نفسي ولبست اجمل فستان لدي ووضعت حجابي بطريقة جديدة ووضعت قليلاً من المكياج لأول مرة اضعه..ربما أردت في قرارة نفسي أن أبدو أجمل من ندى..لا أعلم لماذا!!!!!!!...

مضى وقت وسمعت زغاريد دليل ان الخطبة تمت...

فتحت الباب وفي داخلي إرادة قوية بأن أكون طبيعية وأن لا يعنيني ما يحصل كأنني أرى سليم لأول مرة..ونزلت الى الصالة.......

يتبع.....

**تسابيح** 03-08-2009 08:22 PM

الفصل الحادي عشر


نزلت على السلم بهدوء وكنت لا أزال في السلمة الأولى وجدت الجميع في الصالة وينظرون نحوي...وجدت العم كريم معهم أيضاً..وصلت الى منتصف السلم..وجدت سليم ينظر الي بطريقة غريبة وكأنه في حلم ولا يصدق أنني هنا....وصلت السلمة الأخيرة وجدته يقف مذهولاً..إقتربت والإبتسامة على وجهي...
  • قال خالي: ورد تعالي حبيتي سلمي على العريس ...وعلى العروسة...
  • تقدمت نحو ندى قائلة بإبتسامة مكر: الف مبروك يا ندى(قبلتها)
  • نظرت الى سليم الذي بدأ العرق يتصبب منه وقلت برصانة وبإبتسامة: مبروك يا ....سليم...
  • قال بتلعثم...الله يبارك في...ك..ي............(كأنه رأى أناس أخرون من المريخ أمامه)
  • قالت ندى: بعرفك على بنت عمتي ورد الي زي اختي جات من مصر لفرنسا تعمل دراسات عليا....
  • قال وهو ينظر الي: اتشرفنا...
  • قلت موجهة الحديث لخالي: العم كريم بالنسبة لية اكتر من اب ..امنت يمكن شفتو مرة بس لو اتعرفت عليه حتعرف قد ايه هو انسان رائع..
  • قال العم كريم بخجل: يارب يخليكي يا ورد..انتي الي جميلة و بنت ولا كل البنات(قالها بحرقة)
  • خالي: انتو يا استاذ كريم عيلة طيبة وانا سعيد بنسبكم...
  • عم كريم: الله يبارك يا رب(قالها والحزن يملأ عينيه وينظر الي من الحين والأخر ليطمئن أنني بخير...وغير حزينة أبداً...ليجدني طبيعية واضحك وأتحدث مع جميع الموجودين وكأنني في حياتي لم التقي برجل أسمه سليم الذي أمضى الوقت كله متوتراً ويكاد يجن لماذا لا أعرف........)
خرجت الى الحديقة قليلاً شعرت للحظات أن الجو يكاد يخنقني...لحق بي العم كريم..
- اقترب مني قائلاً: ورد اش حصلك؟؟؟..
- قلت وأنا أضع يدي على رقبتي: مخنوقة..مخنوقة شوية..انا لما بكبت ممكن يحصلي حاجة...مش قادرة خلاص..حتجنن........(وبدأت البكاء)

- قال بخوف: لق يا ورد لق خليكي قوية...ارجوكي....امسحي دموعك بسرعة بسرعة...وادخلي لجوة ما تخليش حد يحس..بترجاكي يا بنتي....بسرعة

تنفست الصعداء ودعيت الله ان يقويني..مسحت دموعي...ووضعت قناع الفرح على وجهي ودخلت ......


عيون سليم لم تكن تفارقني أينما كنت وأينما ذهبت وكأن ندى لا تعنيه أبداً....حتى شعرت أنها تضايقت قليلاً منه لعدم اهتمامه بها ولاحظت أنه ينظر الي فقط...

بقيت حتى أنتهت السهرة وأنا أتظاهر أنني بغاية الفرح والسعادة...ودع سليم الجميع ووصل الى مكان جلوسي وإقترب نحوي وقال بثبات..

- اتشرفنا يا ست ورد..عن اذنك..

نظر الي نظرة لن أنساها كأنها تقول لي( برافو عيكي للمرة التانية كسبتي... وكسرتيني...)

ما إن خرج من الباب ...حتى ...صعدت السلم الى غرفتي مسرعة..اريد ان اختلي بنفسي..اريد ان اصرخ..ان ابكي...لا اريد أن أرى احداً......شعرت حقاً ان هناك ألماً ما يسري في عروقي...صعدت السلم بصعوبة...لا أعرف ماذا حصل لي..وضعت يدي على رقبتي اعجز عن التنفس وبدأت أشهق...كأن هناك شيئاً ما يحتبس في أنفاسي....... أمسكت بالحائط كي لا أقع...وهرع الجميع نحوي خوفاً علي...

- ورد مالك يا ورد...
- في ايه يا ورد..يا لهوي البنت صفرا......

سمعت اصواتهم وانا لا أقوى على الكلام والدموع تنزرف من عيني... توقفت عن السير وانا لم انهي السلالم بعد..والجميع يمسك بي.....

- وانا لا اقول سوى: حأختنق..مش ققادرة اتنتفسسسسسسسسسس..حأختنققققققققققققققققققققققق

لمحت ندى تخرج مسرعة الى الحديقة لتلحق بسليم قبل أن يغادر وتصرخ..

- سليم سليم.....دور العربية بسرعة ..ورد حتروح من ادينا... ...

كنت أشهق بصعوبة كأنني أحتضر...وقعت على الأرض ولم أدري بكل من حولي...كل ما أذكره أنني عجزت عن التنفس حتى شعرت للحظات أنني فارقت الحياة....وكنت ما بين الوعي وعدم الوعي....

بدأت ندى تصرخ خوفاً علي...

- ورد ورد (كانت تبكي كأنها شعرت من شكلي أنني فارقت الحياة)

جاء سليم وإقترب مني وأيضاً العم كريم وسمعت اصواتاً لم أدركها وكأن احداً يقول..

- ورد...لقة يا ورد ما مش قادر اعيش من غيرك...ما تسبينيش يا ورد يا ورد....
ما تسبينيش يا ورد
انا السبب....انا السببببببببب...انتي كل حياتي يا ورد....

وأصوات بكاء وصراخ الى أن ذهبت في غيبوبة....


................................................

أفقت لأجد نفسي في غرفة العناية الفائقة وألات التنفس الصناعي في فمي نظرت شمالاً ويميناً وجدت مجموعة من الأطباء تراقب حالتي..وما هي الا ساعات حتى تم نقلي الى غرفة عادية في المستشفى وانا بغاية التعب....وجدت طبيباً فرنسياً يتحدث معي ويخبرني بأنني مررت بأزمة تنفس شديدة لكن الحمدالله تحسن وضعي كثيراً واصبحت الأن بخير ولكن سأخضع للمراقبة....

خرج الطبيب ودخل الجميع ...خالي والعم كريم...وزوجة خالي..الا ندى وسليم....

العم كريم اول من تحدث وبدى التأثر على وجهه..
- الحمدالله على سلامتك يا بنتي خفنا بزاف عليكي....(ونزلت دمعة من عينيه)
- خالي:بقالنا يا ورد 3 ايام مش بنام من خوفنا عليكي,,,
- زوجة خالي: الحمدالله الي قمتي بخير يا بنتي...
- قلت بصوتي التعب: 3 ايام ليه ؟؟هو انا بقالي هنا 3 ايام؟؟؟
- ايهيا بنتي انتي ما كتيش واعية على حاجة ابداً....
- قلت بصعوبة: هو انا حصلي ايه......
- خالي: ازمة تنفس وعدت على خير...
- قلت : الحمدالله..الحمدالله...

................................................

شعرت انني اريد أن أنام وأغمضت عيني...فتحتهم وجدت بجانبي باقة جميلة من الورد الأبيض وبطاقة مكتوب عليها: الف سلامة يا ورد والورد بيحن للورد....


عرفت فوراً انه سليم.....لم أجد أحداً في الغرفة ولكن ما هي الا لحظات حتى دخل علي العم كريم....
- شو يا ورد كيفك اليوم...
- الحمدالله حاسة اني كويسة (ابتسمت له)
- الف سلامة علييكي يا بنتي
- عم كريم ممكن تقولي ايه الي حصل بالضبط ليلو خطوبة ندى وازي انا هنا؟؟؟
- صمت قليلاً وقال: انا فيني قلك ايه الي حصل...بس انتي بدك تقوليلي ليش صار هكدا.....
- قولي انت بس ايه الي حصل قبلها,,,

- لما وقعتي صرختلنا ندى كننا عم نطلع بالسيارة انا وسليم قالت لنا انو صرلك مكروه..اول واحد جري سليم من خوفو عليكي ولما شافك بهلحالة الي كنتي فيها بتصدقي صار يبكي...ايه والله يا بنتي صار يبكي..وكان عم يقول...ما تتركيني يا ورد ..ما فيني عيش بلاكي..انا السبب ....اخدناكي على المستشفى طوارىء ودخلتي العناية الفائقة كنتي بجد حتفارقي الحياة ما كنتي عم فيكي تتنفسي ابداً...ولون وجهك ازرق...ده الي حصل...
- قلت بحزن: وسليم؟ عمل ايه؟
- سليم كان كل يوم يجي يطمن عليكي ويقعد بالساعات كل شوي يسأل دكتور عن حالتك...
- وندى؟ عرفت حاجة؟؟؟
- اه عرفت يا ورد عرفت....
- قلت بحزن: اكيد هو الي قلها...
- بعد الي حصل هي سمعت كلامو وحصلتلها صدمة....بعدين قعد معاها...وقلها انو بيحبك انتي... وحكالها كل شيىء....وانو ماكان بيعرف انك تقربيها....وانو ارتبط فيها لينساكي..بس لما شافك ما قدر...وحس انو الموضوع صعب.......خاصة انو عرف انك بتحبيه بس عم تكابري...
- قلت بإستغراب: ومين قال لسليم اني بحبه؟؟..؟؟؟؟
- قال بعصبية: انا ايوه انا...خلاص...مالك يا ورد....بدك شوفك بهالحالة وما اقلو..كان لازم الو من زمان...خلص يا ورد حرام الي عم تعملي فيكي وففيه..
- قلت بأسى: بس ندى...
- ما تخافيش ندى اتفهمت الوضع بس قدري وضعها كمان ...الكل الي بيناتهم انتهى والخطبة كأنها ما صارت...
- وبيت خالي اكيد عرفو...؟
- ايه الكل عرف بس قدرو الي صار وانك انتي ما الك ذنب..بس ندى .......الله اعلم
- قلت بحزن: عشان كده ما جتش تزورني...
- الله اعلم يا بنيتي...

اه يا ندى..ما ذنبها....ما دخلها بكل ما حصل..مسكينة ندى...كيف سأخرج نفسي من هذه الورطة...يارب ساعدني...

......................................

بعد أيام تحسنت حالتي كثيراً وخرجت من المستشفى الى منزل خالي..وإستقبلوني بشكل طبيعي جداً وجدت ندى جالسة ..تقدمت نحوي وقالت ببرود
- الحمدالله على السلامة ورد...

صعدت إلى غرفتها.....تجر اذيال الخيبة والحزن...لكنني لم اتركها...فبعد أن إرتحت في غرفتي...دخلت إلى غرفتها ...كانت في سريرها تقرأ كتاباً ..نظرت الي وعاودت تقرأ في كتابها وكأنني لم أدخل..

جلست على أقرب كرسي وقلت..
- ندى انا عارفة انك زعلانة مني..بس انتي زي اختي..ولازم تتفهمي الوضع...اني انا ماليش ذنب في الي حصل...
نظرت الي نظرة عتاب وقالت: الموضوع ده خلص يا ورد ارجوكي...
- خلص اوك بس لازم تتفهمي الوضع ارجوكي...

- قاطعت كلامي بحدة قائلة: ورد خلاص الموضوع والمسلسل خلص..الوحيدة الي انلعب في مشاعرها هي انا...انتي خبيتي عليية انك تعرفيه....وهو غشني وقلي انو بيحبني ......ليه خبيتي ليه ما قلتيليش من الاول؟

- العلاقة من اساسها انا رفضتها وتعبت منها.....لأني مش عاوزة اتحب ولا حب...حية اكمل دراستي وارجع.....انا مش ذنبي يا ندى اذا كان عبر عن مشاعره وكشفها لما وقعت ..

- تابعت حدتها في الكلام والدموع في عينيها: مش مصدقة..اقرب انسانة لية تغشني..

- قلت وكأنني سأبكي: ما غشيتكيش والله ما غشيتك يا ندى صدقيني الي حصل ماليش ذنب فيه...هو الي حبني هو الي اتعلق بية... ولما رفضت الموضوع دور على حياته في مكان تاني عند واحدة غيري ولقا فيكيالاسنانة دي...
- قالت بإستهزاء: اتعلق بية عشان ينسى ورد..مش كده...
- قلت بحزن: ندى انا مش عاوزة اخسرك انتي زي اختي...صدقيني..لو يريحك انا مستعدة اخلي سليم يرجعلك مهما كلفني الموضوع بس انتي ما تزعليش مني...
- بعد ايه؟ّ!!!!!!!!!!!!!!!!!!
- يعني قصدك ايه؟؟؟

لم ترد علي....خرجت من غرفتها وأنا بغاية الحزن....وبقيت العلاقة بيني وبينها بغاية الفتور سلام لا غير....مع ان والديها تكلمت معهم كثيراً في الموضوع وتقبلا الأمر الا هي....

الى أن وصلتني رسالة من سليم في البريد ....فتحتها ووجدت نصها كالتالي:
" ورد سلام وبعد"
اتمنى انك تكوني بصحة كويسة...والحمد الله على السلامة...انا عارف اني من يوم ما جيتي فرنسا وانا بسببلك المشاكل ودلوقت تسببت بمشكلة مع اقرب الناس ليكي...صدقيني كل الي حصل غصب عني..اقسملك بالله اني ما كنتش عارف انها تقربلك..اتعرفت عليها بالصدفة واعجبت بيها عشان انساكي يا ورد..انسى الجرح الي سببتهولي..انسى اجمل واحدة شافتها عنية....لكن انتي جرحتي كرامتي...وقررت انساكي,,,ما قدرتش....حاولت...وكنت اجي استناكي تحت بيتك تحت المطرة عشان المحك شوية بس وانتي راجعة....من غير ما تشعري بوجودي....ما حستش اني قادر انساكي غير لما ارتبط بواحدة تانية..وللأسف كانت ندى..وشاء ربنا انها تكون تقربلك....ولما شفتك عندها حسيت اني غلطت غلطة عمري..وانا قاعد جنب واحدة مش بحبها والي بحبها قدام عنية ومش قادر اعم حاجة.....ولما حصل الي حصل ووقعتي اتجننت حسيت اني حخسرك من تاني واني انا السبب...اتمنيت الموت وقعدت اعيط زي العيال من خوفي عليكي...وفضحت نفسي قدام ندى وقدام الناس كلها وقدام نفسي لأني حلفت مش حخضعلك ولا ححنلك من تاني بس حبك اقوا بكتير...قلت لندى ما اقتنعتش وفسخت الخطوبة منها ...كل الي بيني وبين ندى راح قبل ما يبتدي ومش عارف اذا كان الي بينا يا ورد ممكن يرجع...انتي عارفة انا مش ممكن انساكي حتى لو رفضتيني دلوقت وانا بطلب منك اني تجوزك...مش حتمنى زوجة غيرك...ولسه بقيلك هنا في فرنسا فترة قصيرة...فكري في الفترة دي وانامش حضايقك تاني ولا حفرض نفسي عليكي....

الي عاوز تحني عليه..سليم...)




يتبع

**تسابيح** 03-08-2009 08:27 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة you_my_lovely (المشاركة 1453715)
عموما انتى أدرى لأن القصه كلها موجوده عندك وبتنقطينا بيها

بس ورد حست فى قراره نفسها ان إللى جواها اكتر من تعلق :p

بصراحة معرفش شعور ورد اصلي مدخلتش جواها :)
شكرا ع متابعتك
التوبيك منور بوجودك

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة a7med_sale7 (المشاركة 1461791)
توبيك رائع

شكرا ربنا يخليك
نورت التوبيك

you_my_lovely 04-08-2009 05:43 PM

مشكوره تسابيح على الجزء الجديد
ويارب الجزء التانى ميتأخرش عاوزين نعرف ايه إللى هايحصل بعد كده
خساره لو محصلش بينهم ارتباط:d

**تسابيح** 06-08-2009 08:53 PM

الفصل الثاني عشر

مضت أيامي بعدها بهدوء تام وسط عاصفة تكاد تطيح بي من كل الجهات وانا كجلمود صخر لا أبه لكل من حولي..

امشي في الطرقات وأنظر الى وجوه المارة واقول لهم في قرارة نفسي لم يبق الا شهر واحد وأترك بلدكم هذا الذي تفرحون به الى بلدي مصر...وسمعت من جديد صوت فيروز....رغم أنني كنت أنوي القيام بمشوار مهم تعطل منذ فترة طويلة...توقف عندما سمعت صوت فيروز وهي تغني (شط اسكندرية يا شط الهوا)..اشتقت الى مصر جداً....الى أرض مصر الى سماء مصر الى بحر اسكندرية.......

وقفت امام بائع للجرائد والمجلات لأشتري صحيفة مصرية أتابع من خلالها أخبارمصر كافة..لمحت في صحيفة فرنسية صورة فتاة أعرفها مكتوب خبر وفاتها...امسكت الجريدة وتصفحتها فوراً...وصعقني الخبر...إنها ماري...خبر وفاتها مقتولة والقاتل هو الرجل الذي كانت برفقته دائماً..ومكتوب في الخبر أنه *** ماري لأنها أرادت الابتعاد عنه بعد ان تعرفت على منتج يحقق لها طموحاتها في اميركا...فالغيرة ***ته وما كان منه الا أن فعل ما فعله بها..
أردت أن اتوازن ..لم أستطع ...شعرت بدوار رهيب ...وتركت الجريدة فوراً من يدي...وتابعت سيري وانا في غاية الاسى والحزن على ماري وعلى الذي حصل لها...كنت أتوقع لها نهاية سيئة ولكن السوء الذي حصل لم يدخل حلبة توقعاتي ابداً...

ذهبت الى المكان الذي أردت أن اقصده منذ مدة...الى الميزون دو كافيه...دخلت وجلست على المقعد من دون أن أرى سليم...طلبت فنجاناً من القهوة وسليم لم يظهر..الا أن رأيته يخرج من غرفة ما..نظر الي وإقترب مني بذهول..

- مش مصدق معقولة؟؟؟...
- قلت بإبتسامة خفية: اصلي طاولتي وحشتني..والكافيه كمان..جيت ازرها.......
- بس للكافيه؟(قالها بمكر)
- قلت لأغير الموضوع: ازي الاخبار ؟؟؟؟
- نظر الي بتعجب وصمت قليلاً ثم استطرد قائلا ً: ورد...ازيك يا ورد؟
- الحمدالله سليم ...
- تحبي تشربي ايه؟؟
- قلت بثقة: سليم..عاوزة اتكلم معاك شوية ممكن...ده الي جبني صدقني..
- جلس فوراً على المقعد الذي أمامي وقال: انا بسمعك من زمان نفسي تتكلمي....
- قلت بإرتباك : بصراحة انا جيت اتكلم بصراحة لاول مرة يمكن من لما تعرفت عليك ...بس لازم نتكلم بصراحة....
- هز رأسه قائلاً: بسمعك اتفضلي...
- انا جيت البلد دي وفي دماغي طموح احققو ..فكرت ان حياتي حتكون عادية مجرد شغل وجامعة و عيلة صغيرة تحبني وبس...بس الي حصل معاية في الفترة الي قعدت فيها هنا غيريلي حياتي 180 درجة ..اتعرفت على عالم تاني واتغيرت فية حاجات كتيرة ...واكتر حاجة اثرت فية هي معرفتي بيك يا سليم...يمكن ققصتنا تنفع مسلسل مكسيكي بس طلعت هندي ....ليه مش عارفة...احنا الاتينن اتصرفتا صح ولما اتصرفنا صح غلطنا في حق بعض (تنهدت قليلاً وشربت كوباً من الماء وهو ينظر الي بأسى ولا يقاطعني أبداً)

-انا في الاول اخدت عنك فكرة غلط,,,افكرتك شاب زي الشباب الي بيجو فرنسا وبينسو دينهم وعاداتهم بس لما قريت مذكراتك حسيت انك انسان كويس بس انغريت بالحياة الي هنا والحمدالله الي فقت على نفسك قبل فوات الاوان..

- قاطعني قائلا بحنانً: كلو عشانك يا ورد..

- عشاني؟؟يعني لما سبنا بعض بطلت تتقرب من ربنا؟
- بالعكس ذاد عندي...انتي فوقتيني على امور كتيرة عملتها ومنها اني اكمل طب.....
- سليم........انا مش جاية نتعاتب انا جاية تسمعني ارجوك...
- بسمعك يا ورد اتكلمي...
- علاقتنا يا سليم مشيت في طريق مسدود صعب ينفتح ابداً خاصة ان ندى دخلت على الموضوع....انا لما قررت انهي علاقتنا عملت الي يرضي ديني وضميري وكسرت قلبي...دي الحقيقة_(دمعت عيوني قليلاً لكنني تابعت كلامي )..كسرت قلب اتعلق بأنسان كويس مستعد يموت عشاني...بس احنا يا سليم التقينا في وقت صح في المكان الغلط....
- قال بأسى: ورد بس انا طلبت اتجوزك؟
- سليم...الكلام سهل اوي تتجوزني وانت مش عارف تأسس نفسك لسه....تتجوزني وانا بعيدة عن امي الي هي كل حاجة في حياتي بعد وفاة ابوي الله يرحمه....ازاي؟؟؟حنسكن فين في القودة الي انت عايش فيها؟؟؟انا مش عاوزة اعيش هنا..انا عاوزة اعيش في مصر في بلدي....الي رغم كل حاجة ما شفتش ولا حشوف اجمل منها...واني ما اتجوزكش ونعمل علاقة حب ومش عارفة ايه لا ديني ولا اخلاقي يسمحولي...ضحيت بيك عشان ارضي اربي واهلي...

- نظر الي قائلاً: ورد انتي بتكبري كل مادا في عنية اوي اوي..بس ياريتك قلتيلي كده واتكلمتي بصراحة مكنش حصل كل ده..
- صح يمكن هنا غلطتي...سوء تصرف مني وداني لمكان بعيد....ومش عارفة لسه حروح فين\..
- لبر الأمان صدقيني(قالها بثقة)
- مسحت دمعتي بسرعة وقلت: سليم مش عاوزاك تكرهني او تحقد عليي..بس انا سعيدة اوي اني اتعرفت عليك انت هدية من السما بس الهدية مضطرة وغصب عني اني اخسرها من تانني...
- قال بخوف: لقة يا ورد ...مش عاوز نخسر بعض مرة تانية..
- قلت ببحزن: لوا كان في امل نرجع لبعض..الأمل ده ضاع بعد ما دخلت ندى على الخط....
- قال بعصبية: ورد ندى انا ما حبيتهاش هي عارفة اني ما حبيتهاش انا حتى ما قلتلهاش بحبك...كنا بنتعرف علبعض وحبيت العلاقة تكون رسمية بس عشان انساكي واهرب من انسانة اسمها ورد الي قلبتلي كياني كلو وربنا شاهد اني مش بكذب بولا كلمة.....
- لا انت ذنبك ولا ندى ذنبها ولا انا ذنبي....سليم انت حاجة حلوة اوي في حياتي ياريت تفضل كده ولما تفتكرني افتكرني كأني حاجة حلوة في حياتك (وشعرت أنني أريد أن ابكي فقمت بسرعة واتجهت نحو الخارج وكانت الدنيا تمطر بغزارة...وكأن المطر يرافقني في كل أوقاتي العصيبة ليتحد مع دموعي .. لكن سليم لحق بي واوقفني)
- ورد..مش عاوز اخسرك ورد..انا لما شفتك اول مرة مش حتصدقي..زي حسيت اني اعرفك من زمان مع اني اول مرة اشوفك فيها...مقدرتش انساكي من لما شفتك....انا..........................انا.......... انا بحبك....
-التفت ونظرت اليه وكأن هذه الكلمة ايقظت في داخلي ما لا اريده وقلت: سليم.......انا مسافرة بعد شهر مش اكتر يا سليم...المرة الي فاتت اتفارقنا ونجرحنا بس المرة دي عاوزة نفترق واحنا مش مجروحين....

- قال بحزن واسى غريب:ورد...ما تكذبيش على نفسك يا ورد حرام الي بتعملي....انا مستعد اجي مصر واتجوزك..
- مصر؟؟لسه فاكر مصر؟؟ بس مصرعاوزاك ترجع ليها دكتور رافع راسك ف يالعالي..وتعيش وتفضل فيها معاية او من غيري...
- قال بإصرار: معاكي والله العظيم معاكي..اوعدك مش حرجع غير دكتور رافعلك راسك ...
- دي اخر مرة يا سليم تشوفني بعد كده عندي امتحانات ومسافرة على مصر فوراً....


- صمتت للحظات ونظر الى الأرض وكأنه لا يريد أن ينظر الي كي لا تنزل دموعه وقال:ربنا معاكي يا احلى ورد في حياتي...

-ابتسمت له وانا ابكي واختلطت دموعي بالمطر وقلت: سليم....انا....انا....انا..(كنت بغاية الخجل وفي عمري كله لم أكن هكذا ولكن اردت ان اشكره واقول له ما يعتريني ولو انها اخر مرة سأراه فيها)
- ايه يا ورد؟
- انا.........انا....بحب الي بيحن عليي يا سليم....(وأدرت وجهي فوراً)


(وسمعت احداً قال: يا اللههههههههههههههههههههههههههههههه )

استدرت لأراه يرفع يديه الى السماء ويقول:
- - يا الله يا رب ....يا الله...قالتهاااااااااااااااااااااااااااااااااااا.. .مش مصدق صدق.....(وركع على الأرض كشخص ركض..الف كيلو ويريد أن يرتاح ....كان... مذهولاً وكأن أحداً اعطاه مليون دولار ويقول ويردد" مش مصدق...مش مدصق...."ويمسك مياه المطر بيديه )

اقتربت منه وأخرجت من شنطتي وردة بيضاء واعطيته اياها..امسك بها ووقف من جديد وكأنني مددت له يدي....وكانت النظرة الأخيرة...واحتبست دموعنا...ركضت وغبت عن عيون سليم الذي ظل واقفاً ينظر الي وانا ارحل....

إرتحت من بعدها بطريقة رهيبة وانشغلت بأمتحاناتي....


ومضت الامتحانات على خير...واجتزتها بنجاح وحان موعد تقديم البحث وكنت اكتب التقرير مستعدة للمناقشة...ولكن قبلها توجهت لمنزل السيدة جوزيفين...لأطمئن على الفتيات واحوالهن قبل ان اكتب التقرير النهائي...


دخلت من الباب وانا بغاية الفرح لأني سألتقي بهن...ركضت الى غرفة هالة لم أجدها ونجلاء ايضاً لم أجدها ولا حتى رهف.....ورأيت من بعيد السيدة جوزفين تبتسم وتتقدم نحوي سلمت علي بحرارة وجلسنا نتحدث سويةً...
- ايه يا مدام جوزيفين البنات فين؟؟؟رهف فين؟؟؟؟
- قالت بأسى: سابت البيت من زمان ورجعت مصر...
- تقصدي بسبب عيا بنتها
- ايوة سافرت ورجعت وبعدين سافرت تاني
- اخبار بنتها ايه؟؟
- صمتت قليلاً وقالت:...بنتها ماتت....رجعت نص مجنونة وكرهت حياتها كلها ورجعت على مصر وسابت دراستها...

صدمت ونظرت الى السيدة جوزفين لا أعرف ماذا أقول ..
- يا رب..لا حول ولا قوة الا بالله... وهالة..

-هالة اتجوزت....
- ايوه صح هي قالتلي انهاا حتتزوج ....تعرفي بيتها حتى زورها..
-اه طبعاً حديهولك....

قلت وأنا أتنفس الصعداء وكأنني مللت من المأسي التي أسمعها...
- ونجلاء؟
- لسه زي ما هي.....
- موضوع موت ماري اثر فيية اوي اوي..
- كلنا كده يا ورد الله يرحمها....


ودعتني السيدة جوزفين بحرارة...وغادرت هذا المنزل الذي عشت فيه أقسى وأجمل أيام عمري...وتعرفت على نماذج جديدة لفتيات من مختلف الدول العربية.....كنت أظن الفتاة في مجتمعنا العربي مهما علا شأنها لا تخرج عن سلطة والديها فالله أمرنا بذلك( ولا تقل لهما اوف ولا تنهمرهما) صدق الله العظيم...ولكن تفاجأت إذ رأيت أن أغلبيتهن فتيات متمردات على الواقع..وأي واقع...انه الدين الذي فرض علينا هذا الواقع...أن نحترم والدينا وما ربيانا عليه..أن نحترم أنفسنا وديننا...أن نحترم مجتمعنا وتقاليده أينما كنا...أن نتصرف كما أمر الله ولا نتخطى الحدود....وجميعهن وصلن الى طريق مسدود لأنهن لم يقيما حدود الله في تصرفاتهن وأعمالهن وكانت النتيجة وخيمة جداً....الله يمهل ولا يهمل...الحمدالله على كل حال...

أشتريت باقة من الورد الأبيض الذي أعشقه وذهبت الى مكان لأتحدث مع فتاة لم أراها ولن أراها أبداً بعد الأن...
وصلت الى حديقة كبيرة جداً...من المستحيل أن يشعر أحد أنها مقبرة...
جلست أمام قبر ماري....وضعت امام قبرها باقة الورد وقرأت الفاتحة ..وتنهدت كثيراً...أخرجت ورقة وقلم من حقيبتي وكتبت عليها( رح اشتقلك يا ماري ..اختك ورد) ووضعتها على القبر وغادرت بهدوء...وانا أدعي الله أن يحسن خاتمتنا يا رب وأن لا يلقانا إلا وهو راض عنا أمين يارب العالمين....

توجهت الى منزل هالة..كان منزلاُُ فخماً..دخلت وطلبت منن الخادمة أن تعلمها بوجودي....نزلت...ورأيت وجهها وكأن عليه كدمات...سلمت عليي بحرارة ...
- كيفك يا ورد اشت***ك..
- وانا اكتر يا هالة مبروك الزواج..
- قالت وكأن هناك حرقة في قلبها: الله يبارك فيكي..
- انا عرفت الي حصل لرهف وماري وزعالت اوي.
- ايه معاكي حق...هيك كتبلن ربنا...
- هما الي اختارو الطريق دي ربنا ما بيظلمش عبادو ربنا عارف الي حنعمله قبل ما نعمله بس ما بيفرضش حاجة علينا الا من رحم ربي وما شاء ربي فعل...
- قلت بأسى: معاكي حق..(إحتبست دمعة في عينيها وشعرت أنني يجب أن أدخل معها بشكل غير مباشر لأعرف أكثر ما يعتريها)
- ازيك مع جوزك يا هلة انا حاسة كده انك مش سعيدة..
- قالت بإرتبك: لق لق سعيدة...
- اتمنى يا هالة مع ان الكدمات اليفي وشك بتقول غير كده...
- صمتت قليلاً وقالت: شو بدي اقلك يا ورد وشو بدي احكيلك...افتكرتو انسان متحضر طلعع عكس ما توقعت...بدو ياني ديماً مترتبة وجاهزة روح معو سهرات وساير الكل واحكي مع الكل بما انو منفتح ...واذا ما قبلت بيكون الضرب نصيبي...
- يعني واجهة مش اكتر..
- ايه واجهة..دقت المرار وما عم بعرف كيف اتخلص من عيشتي...حانة لسوريا بدي ارجع عسوريا..(ونزلت دمعة من عينيها)

نظرت اليها بصمت وقلت في بالي هذا هو الرجل الغربي الذي فضلتيه على إبن بلدك وإحتقررتي من هو شرقي..الذي يعرف الله ويحترم زوجته ويعاملها بما أمر الله..غادرت المكان بعد أن ودعتها وأنا مشفقة على حالها بكثرة...


يتبع........

**تسابيح** 10-08-2009 08:27 PM

الفصل الاخير

عدت تعبة الى المنزل ولم أجد أحداً في الصالة..إتجهت الى غرفتي..وكانت غرفة ندى بجانب غرفتي...تقدمت بخطوات بطيئة وقفت أمام باب الغرفة وانا بغاية التردد...هل أكلمها:؟ هل أدخل الى غرفتها؟ هل أتحدث معها من جديد في الموضوع؟
وجدت نفسي أطرق الباب..لم يرد علي أحد وعاودت وطرقته من جديد أيضاُ لم يرد علي أحد...فتحت الباب بهدوء..وجدتها نائمة في السرير...رجعت لأقفل الباب ولكنني لمحت صور كثيرة بجانبها..إقتربت لأرى الصور..كانت صورها هي وسليم أيام الخطوبة....تراجعت وأقفلت الباب ودخلت غرفتي........

إنها لم تنس................يا الله...أكبر دليل الصور ما زال الموضوع يعنيها...يا الله ماذا أفعل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟...

نمت وانا أفكر بها وبسليم وبالوضع الذي وصلنا اليه..رغم أن موضوعي انا وسليم قد إنتهى وما هي الا أيام وأعود الى لبنان وسليم لا يستطيع أن يترك فرنسا قبل سنة ليكمل دراسته...ولكن! .........ندى....لن تنس ولا تريد أن تنسى سليم...

في اليوم التالي كنت أكتب تقريراً مفصلاً عن البحث...وإنتهيت منه وسلمته الى الجامعة وحان موعد المناقشة وقبلها كان يجب علي أن أقدم ملخص لما قمت به في البحث وللنتائج التي توصلت إليها...

كان هناك حشد من الاساتذة ومجموعة من الطالبات وكان بينهم خالي ووجدت ندى أيضاً تجلس معه كنت بغاية السعادة لوجودها...وبدأت بسرد الملخص ...


- اولاً قبل أن أبدأ أحب أن أشكر كل من قدم لي يد المساعدة والدعم لأنجز هذا البحث ....وأشكر الله تعالى الذي كان سندي ومعي دائماً...
البحث الذي قمت به يتحدث عن وضع الفتاة العربية في فرنسا وخاصة الجامعية...وجدت أن أغلب الفتيات قد هربن من بلادهن بحثاُ عن شيئاً ما رغم أنهم يختبئن خلف شيئاً إسمه تعليم...فلقد وجدن في فرنسا ما لم يجدنه في بلادهم من حرية وإستقلالية ...وكانت النتيجة أن إبتعدت كل فتاة عن عاداتها وتقاليدها ودخلت في شرنقة جديدة اسمها الحياة الفرنسية...هذا الأمر غيرّ في نفوسهن بشكل كبير وأبعدهن في أغلب الأحيان عن هدفهن الأساسي ألا وهو التعليم...منهن من جاءت تبحث عن الشهرة ومنهن من هربت من عائلتها لتبحث عن الحرية ومنهن من جاءت لتحقق ذاتها وتهرب من القمع ومنهن من جاءت بحثاً عن المال لتصبح ثرية ومنهن من جاءت تبحث عن رجل متحرر لتعيش حرة ...أمام جميع هذه النماذج يبقى هناك نموذج موجود بقلة وهو الفتاة التي جاءت لتتعلم وترفع من إسم بلدها عالياً...ولتأخذ من فرنسا ما هو لصالحها وخيراً لها إن كان في العلم أو العمل...وهذا ما أدى في النهاية الى نجاح هذه الفتاة وهو ما سيوصلها لتنال الشهرة العلمية والحرية الفكرية وتحقق ذاتها مع إحترام عاداتها وتصبح ثرية عندما تعمل وتجتهد ...أخيراً أحب أن اوجه كلمة إلى الفتاة العربية التي تكمل دراستها هنا...اقول لها(مهما فعلتي ومهما حاولتي أن تتخلصي من اصولك وتتنكري لعاداتك وتنسين نفسك ستبقين عربية متأصلة يجري في دمك دم العروبة وإفخرِ انك عربية من بلاد كانت منذ الاف السنين مهداً للحضارة والعز والشرف كوني مثل بلادك وإحترمي دينك عندها ستذوقين طعم النجاح)...

سألني بعدها الداكاترة بعض الأسئلة وبعدها تكلم الدكتور المشرف عن البحث ليعلن النتيجة..وأنا أكاد أقع على الأرض من الخوف...ورأيته يقول...

-لقد منحنا الطالبة ورد عامر شهادة الدراسات العليا في علم الإجتماع بمرتبة جيد جداً...

وكنت سأقع على الأرض لم أجد نفسي الا والدموع تنزل من عيني..وصعد خالي وضممته بشدة وبكيت..كم بكيت...إنها دموع الفرح..
ووجدت الجميع يصفق لي بحرارة ووجدت ندى واقفة تصفق لي أيضاً ....شعرت بفخر كبير حقاً إنه فخر كبير ما أجمل النجاح لن أنسى هذه اللحظات...

تسلمت شهادتي ..وعدت بعدها الى منزل خالي..أحضر أغراضي مستعدة بعد يومين للسفر الى مصر...


وحان موعد سفري .....كنت في غرفتي أحضر حقيبتي...وطائرتي بعد ساعتين فقط...كان خالي في إنتظاري ليأخذني الى المطار..ساعدني أحمد في حمل الحقائب ووجدت ندى وزوجة خالي في الصالة...

- إقتربت مني زوجة خالي وقالت:ربنا معكي يا بنتي(وضمتني)
اما ندى بقيت في مكانها..إبتسمت لها وإقتربت منها وقلت: انا عارفة انك زعلانة مني..بس مهما حصل انتي اختي والاخت بتسامح اختها...

مددت لها يدي لأصافحها...وجدتها تبتسم لي وتدمع عينيها.... ضمتني بشدة قائلة: الي فات مات يا ورد انتي حتفضلي اختي وانا مش زعلانة منك تروحي وترجعي بالسلامة...
ركبت في السيارة مع خالي....وطلبت منه أن يمر في شارع مقهى الميزون دو كافيه لأنظر اليه نظرة أخيرة...وعندما وصلنا اليه ..قلت لخالي..
- خالي وقف شوية صغيرة...
نظرت الى المقهى والى الطاولة التي أجلس عليها..لمحت سليم من بعيد ....كان سارحاً..كانت النظرة الأخيرة...أدمعت عيني وتابعنا الطريق الى محل العم كريم...
- نزلت وجدته يجلس في حزن رهيب إقتربت منه وقلت: عم كريم..اشوف وشك بخير...
- وجدت الدموع في عينيه: الله معكي يا بنتي ما تنسيني...
- مستحيل انسى اب...انت أب يا عم كريم أب..مش حنساك..وده عنوان بيتي على الورقة ورقمي في مصر مستنية زيارة او تليفون منك..ولا الأب مش حيشتاق لبنتو؟؟؟(وإبتسمت له)
- مسح دموعه وإبتسم : اكيد يا بنتي بيشتاق..الله معكي يا ورد...ديري بالك على حالك..وأتذكريني بزاف بالخير..
- عمري مش حانسى فضلك عليي عم كريم...ورح اتصل بيك ديماً..إدعيلي...
-
هممت لأغادر و لا أريده أن يرى الدموع في عيني....استوقفني قائلاً: ورد...استني..في شي لألك هني...اكيد انتي بس تشوفي بتعرفي من مين...

أعطاني وردة بيضاء....عرفت أنها من سليم إبتسمت للعم كريم..وتوجهت الى المطار وودعت خالي بحرارة...وإتجهت الى موطني الى بلدي مصر...

طوال الطريق أفكر بما حصل معي في هذه البلد وكيف قضيت هذه السنة...عشت أحداثاُ من غير الممكن أن أعيشها في حياتي لو كنت قد بقيت في مصر...هل كان من الممكن أن أتعرف على إنسان كالعم كريم ؟؟؟..وعلى مدام جوزيفين وهالة ورهف ونجلاء وسمر رحمها الله وماري رحمها الله؟؟؟؟؟؟؟؟...هل لو أنني لم أت الى فرنسا كان عمر سيموت؟

أم هذا قضاء الله وقدره؟..هل كنت سألتقي بسليم..أم أن الله هيأ لي المنحة والسفر لألتقي بهذا الإنسان الذي لن أنساه ما حييت وأتمنى من الله تعالى أن يرزقه بفتاة أفضل مني...

الأحداث التي عشتها في فرنسا لو أردت أن أختصرها لوجدتها تحمل كلمتين...أرض الأوهام...عندما تجتمع الحرية والإستقلالية والجمال والأمن والعلم والفن في مكان ما أعتقد أنه سيصبح وهم...والجميع سار خلفه وإعتقد أن فرنسا بلد يستطيع أن يحقق فيه المرء ما يعجزء عن تحقيقه في بلده ومشى وراء وهم ومن يمشي وراء وهم لا يصل الى شيىء ...





وصلنا الى مصر وعرفت لوحدي أننا فوق مصر ...شعرت بقلبي يخفق بشدة وكأن هواءه يرحب بمجيئي...يا الله ما أروعك يا مصر..نظرت الى أسفل وجدت الأهرامات الصامدة وابو الهول ونهر النيل يشقهما في لوحة ولا اروع...إشتقت الى مصر الى تراب مصر الى أحبائي الى امي الى عائلتي...وبدأت البكاء قبل أن أصل...نزلت وأنا لا أصدق كيف أنهي معاملاتي وأركض لأرتمي في حضن والدتي..ووجدتها من بعيد في إنتظاري هي وأقربائي...ركضت وإرتميت في حضنها وبدأنا البكاء..
-ماما وحشتيني اوي...
-وانا اكتر يا بنتي اكتر والله...

سلمت على أقاربي..وغادرنا الى البيت....... طوال الطريق وأنا في السيارة أنظر الى شوارع مصر وكأنني سائحة أتعرف عليها لأول مرة...وأمي تحضنني وتقبلني ....

وما إن وصلنا الى البيت حتى ركضت الى غرفتي وبدأت أصرخ كطفلة صغيرة وأقفز على السرير وأقول بصوت عال: رجعت وأخيراً رجعتتتتتتتتتتتتتتتتتتت...رجعت رجعت يا ناس ورد رجعت....(أقفز وأقفز غير مصدقة أنني في غرفتي)

نظرت الي أمي مذهولة من تصرفي..ركضت اليها وأمسكتها من يديها وانا بغاية الفرح..

- ماما مش حسافر تاني يا جميلة يا قمر ولا حاجة حتبعدني عنك خالص..


جلست مع أمي طوال الليل أتحدث معها عن كل ما حصل لي من أول يوم الى أخر يوم بالتفاصيل المملة..

- قالت معاتبة: كل ده يحصل معاكي يا ورد ولاتقوليلي..
- خفت اقلك تقلقي يا ماما...بس وفاة عمر لوحدها تهد جبل...
- قالت بحزن: ما تتوصريش قلبي وجعني قد ايه عليه وعيطت عليه بس قدر الله وما شاء فعل..
- الحمدالله على كل حال يا ماما..صديقيني الى عيشتو في فرنسا كبرني 10 سنين ماما حاسة ان عمري 35 سنة...
- قالت مبتسمة: قد ما تكبري حتفضلي في عيوني بنتي الصغيرة الي بموت فيها..
- قبلتها قائلة: بحبك اوي اوي..
- بس ما قلتيليش حتعملي ايه بفلوس سمر؟؟؟
- عارفة بفكر افتح بيهم مركز للعلاج النفسي والاجتماعي للشباب الي عندهم مشاكل في حياتهم من اي نوع واجيب دكاترة في طب النفسي والاجتماعي يعني مركز متكامل.....
- فكرة جميلة اوي ربنا يوفقك يا ورد...
- عاوزةاعمل حاجة تفيد الناس..تقوي ثقتهم بنفسهم....ما ينحرفوش...ويبقو مسجونين بظروفهم زي ما حصل لسمر لو كانت لقت حد وقف جنبها ما كنش حصل الي حصل...عشان كده بفلوسها عاوزة اعمل الي هي ما قدرتش تعملو للناس دي...والي مش لاقيين شغل نحاول نساعده برأمسال صغير يقسطوه بعدين....
- جميل اوي اوي ربنا معاكي يا حبيتي...

أمضيت بقيت أيامي أستقبل أقربائي وأصدقائي وأتحدث معهم عن فرنسا وعن ما شاهدته في فرنسا والجميع كان ينتظر مني أن أتحدث معه عن جمالها وسحرها ولكنهم وجدوا ما يكسر توقعاتهم....

بعد أن إرتحت قليلاً بدأت أحضر للجمعية إخترت المكان والمجموعة التي ستنفذ مشروع الجمعية معي... وكان ما أردت..جمعية صغيرة للمعالجة لإجتماعية والنفسية....... وجمعنا في يوم الإفتتاح مجموعة كبيرة من التبرعات وأسميت الجمعية (جمعية السمر للمعالجة النفسية الإجتماعية) تقديراً مني لهذه الفتاة التي لو كانت وجدت من يساعدها لم تكن لتنحرف أبداً وتخطىء في الطريق....حصدت الجمعية بشعبية كبيرة وقمت بمقابلات عديدة في المجلات تعريفاً عن الجمعية التي في سنة واحدة استطاعت أن تقدم مساهمات لمجموعات كبيرة من الشباب وأن تساعد مجموعات أكبر منهم...
شعرت بسعادة بالغة وأنا أقدم المساعدة لمجموعة كبيرة من الناس...يا الله ما أروعه من شعور...ودعوت الله كثيراً أن يوفقني ويعوض تعبي وكان ما أردت...

تقدم لي في تلك الفتر رجال طلبوني للزواج وكان الرفض سيد الموقف..فكرة الإرتباط كانت مؤجلة بالنسبة الي بشكل تام...لا أعلم إن كان لأنني لا أجد الشخص المناسب..أم لأن هناك أحد ما زالك يسيطر على قلبي لا أريد غيره..مع أنه موضوع مات وأقفل ومضى عليه سنة ولكن..قلبي هل نسي؟ ....
في يوم وصلت الى البيت ووجدت أمي بغاية الفرح..
-خير يا ماما شايفكي مبسوطة اوي
-اه اه حزريمعياة مين اتخطبت؟؟
-خير يا ماما مين؟
-بنت خالك ندى...(صدمت هل عاد إليها سليم..وجدت نفسي أقول بعصبية)
- مين العريس؟
- واحد تونسي ..اسمه عماد بيشتغل مهندس...
-
لا أعرف لماذا إرتحت..وضممت والدتي التي قالت بغصة: عقبالك يا بنتي...عاوزة افرح بيكي..
- كل حاجة في وقتها حلوة يا ماما..والنصيب مش ممكن نهرب منو...\
- بس لو فضلتي ترفضي حتعنسي(قالتها بإستياء)
- ومالو مش احسن من اني اتجوز جوازة بطالة(قلتها وأنا أضحك)
- قالت بمكر: معناه في حد في البال...
- ضحكت وقلت: انتي الي علبال ولا غيرك يا قمر (قبلتها وصعدت الى غرفتي)

بعدها بأسبوع عندما كنت أجلس في البيت ....لابسة ثيابي ومستعدة للذهاب أنا ووالدتي...وهممنا لنخرج...دق الباب...فتحت والدتي وجدت رجل غريب يحمل باقة ورد أبيض أعطاها لولدتي وذهب ...
كانت كبيرة وجميلة..ولكن من يعرف أنني أحب الورد الأبيض هنا وما هي المناسبة...وجدت عليها بطاقة...كانت مكتوب عليها..

الورد للورد..بس الورد لسه بيحن علي بيحبه؟

ابتسمت ولمعت عيناي..إنه سليم...معقولة إنه في مصر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟....

شعرت بقلبي خفق بشدة وبقيت ليومين لا أعرف أن أمسك أعصابي..لا أعرف ماذا حصل لي..ولكن شيئاً لم يحصل...
بعدها وصلتنيي رسالة مكتوب عليها فقط جملة
لازم نشوف الورد بالميزون دو كافيه الي في مصر..بكرة الساعة 6...
لقد كان للمقهى الفرنسي فرع في مصر..شعرت بخوف وسعادة..هل من الممكن أن يكون سليم أم أنها مصادفة لا أكثر...؟؟؟؟؟؟؟؟

وصلت في الساعة السادسة لابسة أحلى ما عندي...وجلست على طاولة لوحدي أنظرالى الجميع..لا استطيع أن أبرر سبب وجودي هنا لست متأكدة حتى من الشخص الذي سوف يأتي...ومضت عشرة دقائق لم يظهر أحد...وعيني لا تفارق الباب الخارجي...

من بعيد ظهر ما كنت أتوقع...
أنه.......
إنه......
.إنه سليمممممممممممممممممم...

.تقدم نحوي..ووقفت كالمذهولة...نظر الي وصمت قليلاً وكأنه يسلم على عيوني وقال: رجعتلك دكتور يا ورد...
وجلست وأنا مذهولة.. لا اقول ولا كلمة..
- ورد رجعتلك دكتور يا ورد زي ما طلبتي..ما تتفاجأيش داناا سليم قدامك...رجعت ووفيت بوعدي...جيت عشان افضل هنا واعيش هنا...

أيضاً لم أقل ولا كلمة...(وبدأت عيوني تدمع)

- ورد...مالك ا ورد ..مش عاوزة تتكلمي معاية؟
- كنت ف**** نستني...
- معقول أنساكي يا ورد..ما غبتيش عن بالي ولا لحظة...

- ليه جيت...؟(قلت وأنا أمسح دموعي)
- جيت شانك وعشان اوفي بوعدي ليك يوافتح هنا عيادة زيما طلبتي...
- بس؟
- إابستم وقال: وجيت عشان أهم حاجة.جيت عشانك يا ورد..
- قلت بدلال: عشاني انا؟؟
- لق عشان الورد الي في مصر(ضحك)
- ضحكت وقلت: في ورد كتير بس مش كل الورد ريحتو حلوة..
- انتي الي حلوة وبس....
- قلت بخجل: وبعدين؟؟؟
- إبتسم وقال: انا مش حتكلم بس في حاجة جبتها معاية هي حتقلك كل حاجة..

أخرج علبة صغيرة أعطاني إياها فتحتها لأجد داخلها خاتم خطبة...

نظر الي وقال: الخاتم ده اكيد قلك الي عاوزو..انت يبس وافقي....
نظرت اليه وهززت اليه برأسي وإبتسمت وقلت: موافقة..
- قال بذهول: وحياة ربنا...احلفي...
- موافقة..والله موافقة....(قلتها والدموع والإبتسامة ترافقني)

وقف وقال بصوت عالي...

- يا رب..الحمدالله الحمدالله..(ونظر الجميع اليه وكأنهم ينظرون الى مجنون)
سحب الخاتم من العلبة ونظر الي...وكانت يدي على الطاولة وكان بغاية الإحترام عندما وضع الخاتم والبسني إياه من دون أن يلمس يدي...

قال: اليوم الي شفتك فيه لأول مرة كان أجمل يوم بحياتي..والنهاردة حاسس ان الدنيا جميلو اوي عشان انتي معاية,,,

وكان الصمت قائد الجلسة التي كانت بيني وبينه بعدها..وتواعدنا أن يأتي ليطلبني من أهلي ووافقت والدتي فوراً...وكان يوم الخطبة....
ما إن دخل سليم الى البيت حتى قال لي: ورد تعالي عندي ليكي مفاجأة....
خرجت من البيت ووجدت العم كريم..نعم انه العم كريم...يتقدم نحوي..صرخت.....
- عم كريممممممممم
- ورد اشت***ك..
- الله يسلمك يا عم كريم....مش مصدقة اني شفتك..
- هيدا بفضل سليم هو الي حجزلي وطلب مني اجي بيعرفك قديه بتعزيني..
-نظرت الى سليم وكأنني اشكره وقلت للعم كريم: دلوقت فرحتي فرحتين بسليم وبيك..
ضحك العم كريم وقال: اليوم اجمل يوم الي..لانكم حتكونو لبعض الله يوفقكن يا بنتي...

وكنت حقاً بغاية السعادة...وجلسنا نضحك ونتذكر ألأيام التي قضيناها في فرنسا....وسليم يتكلم عني وكيف كنت شديدة الحرص وانا اتعامل معه ويضحك...وأنا أنظر اليه وعيني لا تفارقه وكأنني لا اصدق أن حلمي تحقق.......سبحان الله ذهبت الى أخر الدنيا لألتقي بشخص ويصبح سليم زوجي.... وكنت لسليم وكان لي....

تمت..............

**تسابيح** 10-08-2009 08:30 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة you_my_lovely (المشاركة 1474843)
مشكوره تسابيح على الجزء الجديد

ويارب الجزء التانى ميتأخرش عاوزين نعرف ايه إللى هايحصل بعد كده

خساره لو محصلش بينهم ارتباط:d

لا شكر ع واجب
متشكرة ع مشاركتك ومتابعتك :d

you_my_lovely 13-08-2009 06:32 PM

بجد قصه جميله قوى ونهايه اجمل
انا كل اللى داينى فى القصه كلمه قوده ولقه
وان حالها انقلب 180 درجه بس مش 360
ههههههههههه

:av4056bb7jp3:مشكوره تسابيح على القصه:av4056bb7jp3:

**تسابيح** 14-08-2009 06:14 AM

هههههههههه
180 درجة دا كله
أولا :: لما اقابل صاحبه القصة (ان شاء الله في الجنة ) ابقي اقولها تغير القصة.........
اللي كاتبة القصة مش مصرية وشكلها كدا بتتعلم فينا المصري
ع العموم
الحمدلله ان النهاية والقصة عجبوك
نورت التوبيك

a7med_sale7 17-08-2009 12:53 AM

http://www5.0zz0.com/2009/08/12/16/717554807.gif

**تسابيح** 18-08-2009 07:22 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة a7med_sale7 (المشاركة 1506775)

ربنا يخليك يارب
الاروع مرورك :blush:
نورت التوبيك


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 01:05 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.