الامثال النبوية
|
|
|
|
http://downloads.almajdtv.tv/upload/...lnabwaha/5.jpg مصائب المؤمن كفارات (5) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مثل المؤمن كمثل خامة الزرع يفئ ورقه من حيث أتتها الريح..... http://almajdtv.tv/userTools/images/...adith/more.png |
فضل الصلوات الخمس (7) عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل الصلوات الخمس، كمثل نهر جار غمرٍ على باب أحدكم يغتسل من... http://almajdtv.tv/userTools/images/...adith/more.png |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
بارك الله فيك واكثر من امثالك وجزاك الله خيرا
|
اقتباس:
وكل عام وانتم بخير |
اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خَلَقتني وأنا عَبْدُك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك على وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
|
اقتباس:
|
الأمثال في السنة ثلاثة أنواع: 1. الأمثال المصَرَّحة. وهي ما صرِّح فيها بلفظ المثل، أو ما يدل على التشبيه. كما جاء فى الحديث الصحيح: ((إن مثل ما بعثنى الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكان منها طائفة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكان منها طائفة أمسكت الماء فشرب الناس واستقوا وزرعوا وكانت منها طائفة إنما هى قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ وذلك مثل من فقه فى دين الله فنفعه ما بعثنى الله به من الهدى والعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذى أرسلت به)) (1). والأمثلة عليها كثيرة . 2. والأمثال الكامنة. وهي التي لم يُصَرَّحْ فيها بلفظ التمثيل، ولكنها تدل على معانٍ رائعةٍ في إيجازٍ، يكون لها وقعها إذا نقلت إلى ما يشبهها، مثاله: ((وخير الأمور أوساطها)) (2)، و((ليس الخبر كالمعاينة)) (3)، و((لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين)) (4). 3. والأمثال المرسلة. وهي جمل أرسلت إرسالاً من غير تصريح بلفظ التشبيه، مثاله: ((سبقك بها عكاشة)) (5). فوائد الأمثال: . 1.الأمثال تبرز المعقول في صورة المحسوس الذي يلمسه الناس، فيتقبله العقل؛ لأن المعاني المعقولة لا تستقر في الذهن إلا إذا صيغت في صورة حسية قريبة الفهم. 2. وتكشف الأمثال عن الحقائق، وتعرض الغائب في معرض الحاضر. 3. وتجمع الأمثال المعنى الرائع في عبارة موجزة. 4. ويضرب المثل للترغيب في الممثَّل به مما ترغب فيه النفوس. 5. ويضرب المثل للتنكير حيث يكون الممثَّل به مما تكرهه النفوس. 6. ويضرب المثل لمدح الممثَّل به. 7. وفيه أيضا تبكيت الخصم. 8. والأمثال أوقع في النفس، وأبلغ في الوعظ، وأقوى في الزجر، وأقوم في الإقناع، وقد أكثر النبي صلى الله عليه وسلم الأمثال في السنة للتذكرة والعبرة. |
من العلماء من أفرد الأمثال في السنة بالتأليف، منهم أبو الحسن الرامهرمزي حيث سمّى كتابه " أمثال الحديث المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم"، وأبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان, وكتابه المسمى " كتاب الأمثال في الحديث النبوي"، ومنهم من عقد لها بابًا أو كتاب من مصنفه، كأبي عيسى الترمذي الذي عقد أبوابًا في جامعه سماها: " أبواب الأمثال عن رسول الله صلى الله عليه وسلم". يقول القاضي أبو بكر بن العربي: " لم أر من أهل الحديث من صنّف فأفرد للأمثال بابًا غير أبي عيسى، ولله دره، لقد فتح بابًا، وبنى قصرًا أو دارًا، ولكنه اختط خطًا صغيرًا، فنحن نقنع به، ونشكره عليه". المنهج في دراسة الأمثال: لأهمية الأمثال في السنة النبوية اخترنا طرفاً صالحاً منها من كتب السنة، وفق المنهج الأتي: 1- الاقتصار على ما صح سنده منها، ففيها الكفاية والغنية. 2- تخريج الأحاديث من كتب السنة المعتمدة. 3- شرح المفردات الغريبة في متن الحديث، مع شرح إجمالي للحديث عند الحاجة إلى ذلك. 4- ذكر أهم الفوائد المستنبطة من المثل. 5- الرجوع إلى المصادر الرئيسة، من شروح السنة، وغريب الحديث، وكتب اللغة، مع الإشارة إلى ذلك في الحاشية. |
عَن ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَخْبِرُونِي بِشَجَرَةٍ تُشْبِهُ أَوْ كَالرَّجُلِ الْمُسْلِمِ, لَا يَتَحَاتُّ وَرَقُهَا, وَلَا, وَلَا, وَلَا, تُؤْتِي أُكْلَهَا كُلَّ حِينٍ. قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ, وَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ لَا يَتَكَلَّمَانِ فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ, فَلَمَّا لَمْ يَقُولُوا شَيْئًا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هِيَ النَّخْلَةُ. فَلَمَّا قُمْنَا قُلْتُ لِعُمَرَ: يَا أَبَتَاهُ وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ وَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ. فَقَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَكَلَّمَ؟ قَالَ: لَمْ أَرَكُمْ تَكَلَّمُونَ فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ أَوْ أَقُولَ شَيْئًا, قَالَ عُمَرُ: لَأَنْ تَكُونَ قُلْتَهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا. (1) شرح المفردات: ( لَا يَتَحَاتّ وَرَقهَا ) أي : لَا يَتَنَاثَر وَيَتَسَاقَط. (2) و"(لَا)" مُكَرَّر أَيْ : لَا يُصِيبهَا كَذَا وَلَا كَذَا, ذكر النَّفْي ثَلَاث مَرَّات عَلَى طَرِيق الِاكْتِفَاء, فَقِيلَ فِي تَفْسِيره: وَلَا يَنْقَطِع ثَمَرهَا, وَلَا يُعْدَم فَيْؤُهَا, وَلَا يَبْطُل نَفْعهَا. ومَعْمُول النَّفْي مَحْذُوف عَلَى سَبِيل الِاكْتِفَاء.(3) وجه الشبه بين النخلة والمؤمن: قال الحافظ في الفتح: بَرَكَة النَّخْلَة مَوْجُودَة فِي جَمِيع أَجْزَائِهَا, مُسْتَمِرَّة فِي جَمِيع أَحْوَالها, فَمِنْ حِين تَطْلُع إِلَى أَنْ تَيْبَس تُؤْكَل أَنْوَاعًا, ثُمَّ بَعْد ذَلِكَ يُنْتَفَع بِجَمِيعِ أَجْزَائِهَا, حَتَّى النَّوَى فِي عَلْف الدَّوَابّ وَاللِّيف فِي الْحِبَال وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا لَا يَخْفَى, وَكَذَلِكَ بَرَكَة الْمُسْلِم عَامَّة فِي جَمِيع الْأَحْوَال, وَنَفْعه مُسْتَمِرّ لَهُ وَلِغَيْرِهِ حَتَّى بَعْد مَوْته. (4) فوائد الحديث(5): 1- فِيهِ التَّحْرِيض عَلَى الْفَهْم فِي العِلْم. 2- وَفِيهِ اِسْتِحْبَاب الْحَيَاء مَا لَمْ يُؤَدِّ إِلَى تَفْوِيت مَصْلَحَة, وَلِهَذَا تَمَنَّى عُمَر أَنْ يَكُون اِبْنه لَمْ يَسْكُت. 3- وَفِيهِ دَلِيل عَلَى بَرَكَة النَّخْلَة وَمَا ُتثمرهُ. 4- وَفِيهِ ضَرْب الْأَمْثَال وَالْأَشْبَاه لِزِيَادَةِ الْإِفْهَام, وَتَصْوِير الْمَعَانِي لِتَرْسَخ فِي الذِّهْن, وَلِتَحْدِيدِ الْفِكْر فِي النَّظَر فِي حُكْم الْحَادِثَة. 5- وَفِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّ تَشْبِيه الشَّيْء بِالشَّيْءِ لَا يَلْزَم أَنْ يَكُون نَظِيره مِنْ جَمِيع وُجُوهه, فَإِنَّ الْمُؤْمِن لَا يُمَاثِلهُ شَيْء مِن الْجَمَادَات وَلَا يُعَادِلهُ. 6- وَفِيهِ تَوْقِير الْكَبِير, وَتَقْدِيم الصَّغِير أَبَاهُ فِي الْقَوْل, وَأَنَّهُ لَا يُبَادِرهُ بِمَا فَهِمَهُ وَإِنْ ظَنَّ أَنَّهُ الصَّوَاب. 7- وَفِيهِ أَنَّ الْعَالِم الْكَبِير قَدْ يَخْفَى عَلَيْهِ بَعْض مَا يُدْرِكهُ مَنْ هُوَ دُونه; لِأَنَّ الْعِلْم مَوَاهِب, وَاَللَّه يُؤْتِي فَضْله مَنْ يَشَاء. |
إذا لم تستح فاصنع ما شئت عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى: (إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ)) (1). شرح الحديث: قال المناوي في فيض القدير: قوله: (من كلام النبوة الأولى) أي: مما اتفق عليه الأنبياء، لأنه جاء في زمن النبوة الأولى وهي عهد آدم، واستمر إلى شرعنا إلى آخر ما وجدوا مأمورا به في زمن النبوة الأولى إلى أن أدركناه في شرعنا, ولم ينسخ في ملة من الملل, بل ما من نبي إلا وقد ندب إليه وحث عليه ولم يبدل فيما بدل من شرائعهم, ففائدة إضافة الكلام إلى النبوة الأولى الإشعار بأن ذلك من نتائج الوحي, ثم تطابقت عليه العقول وتلقته جميع الأمم بالقبول. وقال القاضي: معناه أن مما بقي فأدركوه من كلام الأنبياء المتقدمين: أن الحياء هو المانع من اقتراف القبائح, والاشتغال بمنهيات الشرع, ومستهجنات العقل؛ وذلك أمر قد علم صوابه, وظهر فضله, واتفقت الشرائع والعقول على حسنه, وما هذه صفته لم يجر عليه النسخ والتبديل, وقيد النبوة الأولى إيذاناً باتفاق كلمة الأنبياء على استحسانه من أولهم إلى آخرهم. وقوله: (فاصنع ما شئت) أمر بمعنى الخبر, أي: إذا لم تخش من العار عملت ما شئت, لم يردعك عن مواقعة المحرمات رادع, وسيكافئك الله على فعلك, ويجازيك على عدم مبالاتك بما حرمه عليك. وهذا توبيخ شديد فإن من لم يعظم ربه ليس من الإيمان في شيء, أو هو للتهديد من قبيل: " اعملوا ما شئتم " أي اصنع ما شئت فسوف ترى غبه, كأنه يقول إذ قد أبيت لزوم الحياء فأنت أهل لأن يقال لك افعل ما شئت وتبعث عليه ويتبين لك فساد حالك, أو هو على حقيقته ومعناه: إذا كنت في أمورك آمنا من الحياء في فعلها؛ لكونها على القانون الشرعي الذي لا يستحي منه أهله فاصنع ما شئت, ولا عليك من متكبر يلومك, ولا من متصلف يستعيـبك فإن ما أباحه الشرع لا حياء في فعله. وعلى هذا الحديث مدار الإسلام من حيث إن الفعل إما أن يستحيا منه وهو الحرام والمكروه وخلاف الأولى، واجتنابها مشروع، أولا وهو الواجب والمندوب والمباح وفعلها مشروع, وكيفما كان أفاد أن الحياء كان مندوبًا إليه في الأولين كما أنه محثوث عليه في الآخرين, وقد ثبت أنه شعبة من الإيمان, أي: من حيث كونه باعثًا على امتثال المأمور وتجنب المنهي لا من حيث كونه خلقًا فإنه غريزة طبيعية لا يحتاج في كونها شعبة منه إلى قصد. وقد ذكر النووي أن قانون الشرع في معنى الحياء لا يحتاج إلى اكتساب ونية, فينبغي حمل الحديث على هذا المعنى والقانون فيه أنك إذا أردت أمرًا أو اكتساب فعل وأنت بين الإقدام والإحجام فيه فانظر إلى ما تريد أن تفعله فإن كان مما لا يستحيا منه من الله ولا من أنبيائه قديمًا وحديثًا فافعله ولا تبالي من الخلق وإن استحيت منهم وإلا فدعه. فدخل الحديث إذًا في جوامع الكلم التي خص الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم. وقد عده العسكري وغيره من الأمثال وقد نظم بعضهم معنى الحديث فقال: إذا لم تخش عاقبة الليالي ولم تستحي فاصنع ما تشاء الهامش: (1) صحيح البخاري، برقم: (6120)، وأبو داود (4797)، وابن ماجه (4183)، وأحمد (5 / 405). |
الرؤيا تقع على ما تعبر عَنْ أَبِي رَزِينٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الرُّؤْيَا عَلَى رِجْلِ طَائِرٍ مَا لَمْ تُعَبَّرْ, فَإِذَا عُبِّرَتْ وَقَعَتْ قَالَ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ: وَلَا تَقُصَّهَا إِلَّا عَلَى وَادٍّ أَوْ ذِي رَأْيٍ(1). شرح المفردات (2): ( الرُّؤْيَا عَلَى رِجْل طَائِر ): مَعْنَاهُ لَا تَسْتَقِرّ قَرَارهَا مَا لَمْ تُعَبَّر, فَالْمَعْنَى أَنَّهَا كَالشَّيْءِ الْمُعَلَّق بِرِجْلِ الطَّائِر لَا اسْتِقْرَار لَهَا. ( مَا لَمْ تُعَبَّر ): بِصِيغَةِ الْمَجْهُول وَبِتَخْفِيفِ الْبَاء فِي أَكْثَر الرِّوَايَات أي: مَا لَمْ تُفَسَّر. ( فَإِذَا عُبِّرَتْ وَقَعَتْ ): أي: تِلْكَ الرُّؤْيَا عَلَى الرَّائِي, يَعْنِي: يَلْحَقهُ حُكْمهَا. (وَلاَ تَقُصّهَا ): أي: لا تَعْرِض رُؤْيَاك. ( إِلاَّ عَلَى وَادٍّ ): بِتَشْدِيدِ الدَّال, أي: مُحِبّ؛ لِأَنَّهُ لَا يَسْتَقْبِلك فِي تَفْسِيرهَا إِلَّا بِمَا تُحِبّ. ( أَوْ ذِي رَأْي ): أَي: عَاقِل أَوْ عَالِم. وجه الشبه: هَذَا مَثَلٌ فِي عَدَمِ تَقَرُّرِ الشَّيْءِ, أي: لَا تَسْتَقِرُّ الرُّؤْيَا قَرَارًا كَالشَّيْءِ الْمُعَلَّقِ عَلَى رِجْلِ طَائِرٍ. فَالْمَعْنَى أَنَّهَا كَالشَّيْءِ الْمُعَلَّقِ بِرِجْلِ الطَّائِرِ لَا اسْتِقْرَارَ لَهَا, أي: لَا يَسْتَقِرُّ تَأْوِيلُهَا حَتَّى تُعْبَرَ, يُرِيدُ أَنَّهَا سَرِيعَةُ السُّقُوطِ إِذَا عُبِّرَتْ. كَمَا أَنَّ الطَّيْرَ لَا يَسْتَقِرُّ فِي أَكْثَرِ أَحْوَالِهِ فَكَيْفَ يَكُونُ مَا عَلَى رِجْلِهِ (3). أقسام الرؤيا: وهي ثلاثة: 1. الرؤيا الصادقة، وهي بشرى من الله لعبده. 2. الرؤيا الباطلة، وهي من تحزين الشيطان. 3. حديث النفس، وهي ما يحدث الإنسان بها نفسه في اليقظة فيراها في المنام، ولا تأويل لها. صحيح البخاري [ جزء 6 - صفحة 2582 ] ----------- (1) سنن أبي داود، برقم: ( 5017)، وسنن ابن ماجه، برقم: (3914), ومسند الإمام أحمد، برقم: (16182). وصححه الألباني، ينظر: السلسلة الصحيحة 1/ 237, برقم: (120). (2) ينظر: عون المعبود شرح سنن أبي داود، للعظيم آبادي، 13/ 248. (3) ينظر: عون المعبود شرح سنن أبي داود، للعظيم آبادي، 13/ 248. |
إغواء الشيطان للإنسان: (الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه) عَنْ سَبْرَةَ بْنِ أَبِي فَاكِهٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ الشَّيْطَانَ قَعَدَ لابْنِ آدَمَ بِأَطْرُقِهِ, فَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الإِسْلَامِ؛ فَقَالَ: تُسْلِمُ وَتَذَرُ دِينَكَ وَدِينَ آبَائِكَ وَآبَاءِ أَبِيكَ؟ فَعَصَاهُ فَأَسْلَمَ, ثُمَّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْهِجْرَةِ, فَقَالَ: تُهَاجِرُ وَتَدَعُ أَرْضَكَ وَسَمَاءَكَ؟ وَإِنَّمَا مَثَلُ الْمُهَاجِرِ كَمَثَلِ الْفَرَسِ فِي الطِّوَلِ, فَعَصَاهُ فَهَاجَرَ, ثُمَّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْجِهَادِ, فَقَالَ: تُجَاهِدُ فَهُوَ جَهْدُ النَّفْسِ وَالْمَالِ, فَتُقَاتِلُ فَتُقْتَلُ, فَتُنْكَحُ الْمَرْأَةُ, وَيُقْسَمُ الْمَالُ, فَعَصَاهُ فَجَاهَدَ, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ, وَمَنْ قُتِلَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ, وَإِنْ غَرِقَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ, أَوْ وَقَصَتْهُ دَابَّتُهُ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ(1).شرح المفردات(2): (أَطْرُق) بِضَمِّ الرَّاء جَمْعُ طَرِيق. (تُسْلِم): أَيْ كَيْف تُسْلِم. (تذر، وتدع): تترك. (الطِّوَل): بِكَسْرِ الطَّاء وَفَتْح الْوَاو, وَهُوَ الْحَبْل الطويل الَّذِي يُشَدّ أَحَد طَرَفَيْهِ فِي وَتَد, وَالطَّرَف الْآخِر فِي يَد الْفَرَس؛ ليدور ويرعى ولا يذهب لوجهه. (جَهْد النَّفْس) بِفَتْحِ الْجِيم بِمَعْنَى الْمَشَقَّة وَالتَّعَب, وَالْمُرَاد بِالْمَالِ: الْجَمَال وَالْعَبِيد وَنَحْوهمَا, أَو الْمَال مُطْلَقًا, وَإِطْلَاق الْجَهْد لِلْمُشَاكَلَةِ أَيْ تَنْقِيصه وَإِضَاعَته. (وَقَصَتْهُ دَابَّتُهُ): أي: ألقته عنها فكسرت عنقه. (وَإِنْ غَرِقَ) من باب: سَمِعَ. المثل الذي ضرب به في الحديث: (مَثَل الْمُهَاجِر كَمَثَلِ الْفَرَس فِي الطِّوَل): وهَذَا مِن كَلَام الشَّيْطَان. وَمَقْصُوده: أَنَّ الْمُهَاجِر يَصِير كَالْمُقَيَّدِ فِي بِلَاد الْغُرْبَة، لَا يَدُور إِلَّا فِي بَيْته, وَلَا يُخَالِطهُ إِلَّا بَعْض مَعَارِفه؛ فَهُوَ كَالْفَرَسِ فِي طِوَل؛ لَا يَدُور وَلَا يَرْعَى إِلَّا بِقَدْرِهِ, بِخِلَافِ أَهْل الْبِلَاد فِي بِلَادهمْ؛ فَإِنَّهُمْ مَبْسُوطُينَ لَا ضِيق عَلَيْهِمْ, فَأَحَدهمْ كَالْفَرَسِ الْمُرْسَل(3). فوائد الحديث: 1- أن الشيطان حريص على إغواء بني آدم؛ فهو العدو اللدود لبني آدم، لذا على المسلم أن يكون على حذر منه دائماً وقد قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)[سورة البقرة: 208]. 2- أن الشيطان لا ييأس من الإنسان، فإذا فاته في أمر حرص على تثبيطه عن غيره، حتى يقطعه عن الخير ويثنيه عنه. 3- فضل الإيمان، والهجرة، والجهاد وأنها من أسباب دخول الجنة. 4- أن الشهادة في سبيل الله من أسباب دخول الجنة، كما وعد الله عز وجل الغريق، ومن يسقط عن دابته فيموت بالجنة، فضلاً منه وإحساناً. ------------------ (1) سنن النسائي، برقم: (3136)، ومسند الإمام أحمد، 25/315، برقم: (15958), وصحّحه الألباني، ينظر: السلسلة الصحيحة, 7/ 180, (2979). (2) شرح سنن النسائي للسندي، 6/ 21-22. (3) شرح سنن النسائي للسندي، 6/ 22. |
شر الرعاء الحطمة عن الحَسَن أَنَّ عَائِذَ بْنَ عَمْرٍو وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, دَخَلَ عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ, فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ! إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ شَرَّ الرِّعَاءِ الْحُطَمَةُ, فَإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ, فَقَالَ لَهُ: اجْلِسْ فَإِنَّمَا أَنْتَ مِنْ نُخَالَةِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: وَهَلْ كَانَتْ لَهُمْ نُخَالَةٌ؟ إِنَّمَا كَانَت النُّخَالَةُ بَعْدَهُمْ, وَفِي غَيْرِهِمْ (1). مفردات الحديث(2): ( الرعاء): مفردها راعي، والمراد هنا: الأمراء. (الحطمة): الطماع؛ شديد الغلظة، قاسي القلب. (النخالة): استعارة من نخالة الدَّقيق, وهي قُشوره, وَالنُّخَالَة وَالْحُقَالَة وَالْحُثَالَة بمعنى واحد. شرح الحديث: قال النووي –رحمه الله-: ( إِنَّمَا أَنْتَ مِنْ نُخَالَتهمْ): يَعْنِي: لَسْت مِنْ فُضَلَائِهِمْ وَعُلَمَائِهِمْ وَأَهْل الْمَرَاتِب مِنْهُمْ، بَلْ مِنْ سَقْطهمْ. (وَهَلْ كَانَتْ لَهُمْ نُخَالَة ؟ إِنَّمَا كَانَت النُّخَالَة بَعْدَهُمْ وَفِي غَيْرهمْ): هَذَا مِنْ جَزْل الْكَلَام وَفَصِيحه وَصِدْقه الَّذِي يَنْقَاد لَهُ كُلّ مُسْلِم, فَإِنَّ الصَّحَابَة - رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ - كُلّهمْ هُمْ صَفْوَة النَّاس وِسَادَات الْأُمَّة, وَأَفْضَل مِمَّنْ بَعْدهمْ, وَكُلّهمْ عُدُول, قُدْوَة لَا نُخَالَة فِيهِمْ, وَإِنَّمَا جَاءَ التَّخْلِيط مِمَّنْ بَعْدهمْ, وَفِيمَنْ بَعْدهمْ كَانَت النُّخَالَة. ( إِنَّ شَرّ الرِّعَاء الْحُطَمَة): قَالُوا: هُوَ الْعَنِيف فِي رَعِيَّته لَا يَرْفُق بِهَا فِي سُوقهَا وَمَرْعَاهَا, بَلْ يَحْطِمهَا فِي ذَلِكَ وَفِي سَقْيهَا وَغَيْره, وَيَزْحَم بَعْضهَا بِبَعْضٍ بِحَيْثُ يُؤْذِيهَا وَيَحْطِمهَا(3). المثل الذي ضرب به في الحديث: هذا من أمثال المصطفى صلى الله عليه وسلم، ضربه مثلاً لوالي السوء، حيث استعار للوالي الرعي، وأتبعه بما يلائم المستعار منه من صفة الحطم(4). ------------------ (1) صحيح مسلم، برقم: (1830). (2) ينظر: شرح صحيح مسلم للنووي، ( المجلد الرابع)، 12/ 216. (3) ينظر: شرح صحيح مسلم للنووي، ( المجلد الرابع)، 12/ 216. (4) ينظر: شرح صحيح مسلم للنووي، ( المجلد الرابع)، 12/ 216. فيض القدير 2/ 454. |
ورد في فضل الصحابة –رضي الله عنهم- آيات وأحاديث كثيرة منها: قوله تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة:100]. وقال تعالى: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) [الفتح:18]. وقال تعالى (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) [الفتح: 29]. وفي آيات عديدة ذكرهم الله تعالى وترضى عنهم. ومما جاء في السنة: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( لا تسبوا أصحابي لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه)(1)، (وسبب تفضيل نفقتهم أنها كانت في وقت الضرورة، وضيق الحال بخلاف غيرهم، ولأن إنفاقهم كان في نصرته -صلى الله عليه وسلم-، وحمايته، وذلك معدوم بعده، وكذا جهادهم وسائر طاعتهم، وقد قال تعالى: (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً)[الحديد:10] وهذا كله مع ما كان فيهم في أنفسهم من الشفقة، والتودد، والخشوع، والتواضع، والإيثار، والجهاد في الله حق جهاده، وفضيلة الصحبة ولو لحظة لا يوازيها عمل، ولا ينال درجتها بشيء، والفضائل لا تؤخذ بقياس ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء)(2). وقال البيضاوي - رحمه الله تعالى -: (معنى الحديث لا ينال أحدكم بإنفاق مثل أحد ذهبا من الفضل والأجر ما ينال أحدهم بإنفاق مد طعام أو نصيفه، وسبب التفاوت ما يقارن الأفضل من مزيد الإخلاص، وصدق النية)(3) (مع ما كانوا من القلة، وكثرة الحاجة والضرورة)(4)، وقيل: (السبب فيه أن تلك النفقة أثمرت في فتح الإسلام، وإعلاء كلمة الله ما لا يثمر غيرها، وكذلك الجهاد بالنفوس لا يصل المتأخرون فيه إلى فضل المتقدمين لقلة عدد المتقدمين، وقلة أنصارهم فكان جهادهم أفضل، ولأن بذل النفس مع النصرة، ورجاء الحياة ليس كبذلها مع عدمها)(5). ومما جاء في فضلهم -رضي الله عنهم- حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال: (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)(6) (وإنما صار أول هذه الأمة خير القرون؛ لأنهم آمنوا به حين كفر الناس، وصدقوه حين كذبه الناس، وعزروه، ونصروه، وآووه، وواسوه بأموالهم وأنفسهم، وقاتلوا غيرهم على كفرهم حتى أدخلوهم في الإسلام)(7). قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى- (ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة، وما منَّ الله عليهم به من الفضائل علم يقينا أنهم خير الخلق بعد الأنبياء لا كان ولا يكون مثلهم، وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم، وأكرمها على الله)(8). فالواجب على كل مسلم محبتهم ومعرفة قدرهم، والحذر من تنقصهم أو الوقيعة في أعراضهم. فوائد الحديث: 1- التحذير من البطش بالرعية, وبخس حقوقهم، وعدم الاهتمام بهم، كما جاء في الحديث: (اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا, فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ, وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا, فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ)(9). وفي رواية: (مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِه إلا ِ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ)(10). 2- مشروعية مناصحة ولاة الأمر، وترغيبهم في العدل وحثهم عليه، وتحذيرهم من الظلم وتنفيرهم منه. ---------------- (1) رواه البخاري (3470) ومسلم (2540) واللفظ له. (2) شرح مسلم للنووي 16/93 شرح سنن ابن ماجه 1/15 تحفة الأحوذي 10/246. (3) فتح الباري 7/34. (4) عون المعبود 12/269. (5) تحفة الأحوذي 8/338. (6) رواه البخاري (2509) ومسلم (2533). (7) التمهيد 20/251 فيض القدير 3/ 478. (8) العقيدة الواسطية ص 43. (9) صحيح مسلم، برقم: (1828). (10) صحيح مسلم، برقم: (142). أمثآل وحكم من الَسنَة الَّنَّبَويَّة |
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد
|
اقتباس:
|
جزاك الله خيرًا
|
اقتباس:
|
جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 01:18 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.