موسوعــة تـاريــخ المســاجــــد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته المسجد الحرام http://www.alkeltawia.com/FCKBIH/ima...ED/alk3ba3.jpg ما من مدينة على مدى تاريخ البشرية حظيت - وما زالت تحظى - بتقديس وتكريم، مثلما تحظى به ( مكة المكرمة )، حيث ( الكعبة المشرفة ) أول بيت وضع للناس لعبادة الله وتوحيده، والتي أقام قواعدها - بأمر من الله - أبو الأنبياء إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، ليكون مقاماً يقصده المؤمنون، ويحجون إليه . ولقد استجاب الله سبحانه وتعالى لدعاء إبراهيم عليه السلام - كما أسلفنا - فبعث من ذريته رسولاً بعد أكثر من ألفين وستمائة سنة، إذ جاء خاتم النبيين الحبيب المحبوب محمد صل الله عليه وسلم، الذي أرسله الله بالكتاب الحكيم، لهداية الناس أجمعين . وقد أدى صل الله عليه وسلم الحج في السنة العاشرة من الهجرة، وخطب الناس، وشهد أقواله وأفعاله الذين حجوا معه من الصحابة رضي الله عنهم، وروى المحدثون ذلك. ومنذ ذلك الوقت أخذ عدد الحجاج من ضيوف الرحمن يتزايد عاماً بعد عام، حتى وصل في العصر الحاضر إلى حوالي مليوني حاج . وعلى مر العصور الإسلامية احتفظت الأماكن المقدسة بحرمتها وقدسيتها، وكانت محط اهتمام ورعاية القائمين على خدمتها . ولذلك فقد أجرى الحكام التوسعات المختلفة على مر العصور، حيث بدأت التوسعة الأولى في عهد ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رضي الله عنه . وكان آخرها التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية . |
توسعة عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة 17 هجرية: كانت التوسعة الأولى للمسجد الحرام في العام السابع عشر من الهجرة النبوية إبان حكم الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عندما أفسد سيل ( أم نهشل ) مباني المسجد الحرام، وقد انحدر من جانب المسعى وأحدث تلفاً عظيماً في المباني . ولضيق المسجد بالمصلين رغب عمر رضي الله عنه في التوسعة، فاشترى الدور الملاصقة للمسجد الحرام وضمها له، وأقام جداراً حوله، كان ارتفاعه دون ارتفاع قامة الإنسان، وجعل له أبواباً، ووضع عليه مصابيح كي تضيء بعد سدول الظلام، وعمل سداً لحجز ماء السيول عن الكعبة وتحويلها إلى وادي إبراهيم المجاور . وهكذا كان عمر رضي الله عنه، أول من عمل توسعة للمسجد الحرام في العصر الإسلامي . توسعة عثمان بن عفان رضي الله عنه سنة 26 هجرية: وكانت التوسعة الثانية للمسجد الحرام إبان حكم الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكانت بعد التوسعة الأولى بعشر سنوات، وذلك عندما رأى الخليفة ازدياد السكان بمكة، وازدياد ضيوف الرحمن لانتشار الإسلام السريع، فقرر توسعة المسجد الحرام . وتمت التوسعة في سنة ست وعشرين هجرية، بشراء الدور الملاصقة للمسجد، وضم أرضها، ومع هذه التوسعة جدد المسجد تجديداً شاملاً، وأدخل الأروقة المسقوفة، وجعل في المسجد أعمدة من الرخام . توسعة عبد الله بن الزبير رضي الله عنه سنة 65 هجرية: أما التوسعة الثالثة فكانت إبان حكم عبد الله بن الزبير رضي الله عنه، وقد أعاد بناء الكعبة بعدما أصابها من الحريق الذي شب في الكعبة أثناء حصار يزيد لمكة في نزاعه مع عبد الله بن الزبير، وانتهى الحصار بموت يزيد . وقد تمت هذه التوسعة في السنة الخامسة والستين هجرية، وضاعفت من مساحة المسجد فبلغ عشرة آلاف متر مربع . توسعة الوليد بن عبد الملك سنة 91 هجرية: وفي عهد الوليد بن عبد الملك كانت عمارة التوسعة الرابعة للمسجد في سنة إحدى وتسعين هجرية، بعد سيل جارف أصابها، وقد زاد من مساحة المسجد، وأجمع كثير من المؤرخين على أن الوليد ابن عبد الملك كان أول من استعمل الأعمدة التي جلبت من مصر وسوريا في بناء المسجد، وشيد الشرفات، ليستظل بها المصلون من حرارة الشمس . |
توسعة أبي جعفر المنصور سنة 137 هجرية: وفي عهد الخليفة العباسي الثاني أبي جعفر المنصور زاد في توسعة المسجد الحرام سنة 137 هجرية، فأضاف إلى مساحته من الشمال والغرب، وكانت زيادته ضعف الزيادة السابقة . وقد شيد منارة بالركن الشمالي والغربي، كما أمر بتبليط حجر إسماعيل بالرخام وأمر بتغطية فوهة بئر زمزم بشباك لمنع السقوط بالبئر. توسعة المهدي سنة 160 - 164 هجرية: وعندما حج الخليفة العباسي الثالث محمد المهدي حجته الأولى سنة 160 هجرية، أمر بزيادة مساحة المسجد الحرام إلى ضعف مساحته التي كان عليها، وكانت التوسعة من الجانبين الشمالي والشرقي، ولكن بهذه الزيادة لم تبق الكعبة في الوسط، وحينما لاحظ ذلك أثناء حجته سنة 164هـ أصدر أمره بتوسعة الجانب الجنوبي وقد صعد على جبل أبي قبيس ليتأكد من أن الكعبة في وسط الفناء، ولما كان وجود مجرى السيل في هذه الجهة عائقاً فنياً في سبيل التوسعة من الناحية الجنوبية، أمر المهدي بتحويل مجرى السيل، وإكمال مشروع التوسعة من الجنوب، إلا أنه لم يعش ليرى إتمام عمله، فأكمله ابنه موسى الهادي في عام 167هجرية. وبهذه الزيادة تضاعفت مساحة المسجد الحرام تقريباً. توسعة المعتضد العباسي سنة 281 هجرية: وفي العصر العباسي -أيضاً- قام المعتضد ببعض الترميمات والتوسعة سنة 281هـ، فأمر بهدم دار الندوة وجعلت رواقاً من أروقة المسجد، وأدخل فيها من أبواب المسجد الكبير ستة أبواب، وأقيمت فيه الأعمدة، وسقف بخشب الساج، كما عمل لها اثني عشر باباً من الداخل، وثلاثة أبواب من الخارج، وتمت الزيادة في ثلاث سنوات. توسعة المقتدر بالله العباسي سنة 306 هجرية: وقد أضاف المقتدر بالله العباسي مساحة دارين للسيدة زبيدة، أضيفت إلى مساحة المسجد سنة 306هـ، وجعل لها باباً كبيراً وهو المعروف باسم باب إبراهيم، وكانت هذه آخر زيادة في مساحة المسجد الحرام، وبقي المسجد بلا تغيير مساحته إلى العهد السعودي المبارك، فلم يشهد المسجد الحرام توسعة طيلة حكم الفاطميين، والأيوبيين، والمماليك، والعثمانيين، وإنما اقتصر العمل في المسجد خلال هذه الحقبة على الترميم والإصلاح. |
التوسعة السعودية للمسجد الحرام: لقد مرت فترة غير قصيرة على آخر توسعة للمسجد الحرام في عام 306هـ الموافق 918م، ومع تنامي أعداد المسلمين، حيث اتسعت خلال هذه الفترة رقعة العالم الإسلامي، لتشمل بلاداً وشعوباً جديدة في إفريقيا وآسيا، فضلاً عن التطور الهائل الذي شهده العصر الحديث في وسائل المواصلات التي اختصرت المسافات، وقاربت ما بين البلدان، كل ذلك أدى إلى مضاعفة أعداد حجاج بيت الله الحرام، مما أظهر مدى الحاجة إلى توسعة المسجد الحرام لاستيعاب المصلين، وقد تمت التوسعة السعودية على عدة مراحل :- المرحلة الأولى وقد بدأ العمل بها بأمر من الملك سعود - رحمه الله - في عام 1375هـ الموافق 1955م، وتم خلال هذه المرحلة بناء المسعى من طابقين، لاستيعاب أكبر عدد ممكن من المصلين، ويبلغ طول المسعى من الداخل 5، 394 متراً، وعرضه 25 متراً، ويبلغ ارتفاع الطابق الأرضي للمسعى 12 متراً، والطابق العلوي 9 أمتار. وأقيم في وسط المسعى حاجز يقسمه إلى قسمين طويلين، خصص أحدهما للسعي من الصفا إلى المروة، والآخر من المروة إلى الصفا، لتيسير السعي، ومنع التصادم بين الساعين ذهاباً وإياباً. وأنشئ للمسعى 16 باباً في الواجهة الشرقية، كما خصص للطابق العلوي مدخلان، أحدهما عند الصفا، والآخر عند المروة، وبني لهذا الطابق سلمان من داخل المسجد، أحدهما عند باب الصفا، والآخر عند باب السلام. المرحلة الثانية بدأت العمارة في هذه المرحلة عام 1379هـ - الموافق 1959م، وتم الجزء الخارجي للمبنى الجديد، وعند عمل الحفريات، وجد أن الأرض الصالحة للتحميل الطبيعي تقع على عمق أربعة أمتار من مستوى الأرض الحالية وقد امتلأت بالردم المتخلف عن البناء القديم، وفي هذا الفراغ بني البدروم الحالي الذي لم يكن موجوداً في التصميم المعماري أصلاً. وخلال هذه المرحلة وسعت منطقة المطاف، وأصبحت في شكلها الحالي، كما أقيمت السلالم الحالية لبئر زمزم. المرحلة الثالثة بدأت هذه المرحلة بالقرار التاريخي الحكيم الذي أصدره الملك فيصل بن عبد العزيز -رحمه الله- بتعديل التصميم الأصلي للتوسعة، وذلك للاحتفاظ بمباني المسجد العثماني . وقد اتخذ هذا القرار بعد أن عقد مؤتمر كبير من المهندسين المعماريين المسلمين في مكة عام 1387هـ، ليطلعوا على البدائل الممكنة لتطوير التصميم، وقد أوصى المؤتمر بإزالة جزء كبير من المبنى العثماني، ولكن الملك فيصل -رحمه الله- رأى أن اندماج القديم بالجديد سيحقق شعوراً عميقاً بالاستمرار. وهكذا وضع المهندس المعماري المرحوم طاهر الجويني اقتراحاً جديداً للدمج . ونرى المسقط الأفقي العام للحرم المكي الشريف بعد هذه التوسعة، وفي الوقت نفسه بنيت المكبرية، وشقت الطرق المحيطة بالحرم المكي الشريف، وأنشئت الميادين المتسعة لتنظيم المرور حول الحرم، والدكاكين وغيرها من المرافق، والخدمات المختلفة التي تحتاج إليها المنطقة، لتسهل لضيوف الرحمن والزوار والمواطنين الحصول على كل ما يحتاجون إليه في موسم الحج من كل سنة، وفي مواسم العمرة، وزيارة الحرم الشريف بـ (مكة المكرمة). وقد أصبحت عمارة المسجد الحرام بعد هذه التوسعة 193.000 متر مربع (مائة وثلاثة وتسعين ألف متر مسطح) بعد أن كانت 29.127 متراً مسطحاً، أي بزيادة قدرها 131،041 متراً مسطحاً، مما جعل الحرم يتسع لحوالي أربعمائة ألف مصل . |
توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز للمسجد الحرام: وفي الثاني من شهر صفر عام 1409هـ، قام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز بوضع حجر الأساس لتوسعة المسجد الحرام، وتضمنت التوسعة إضافة جزء جديد على مبنى المسجد الحالي من الناحية الغربية في منطقة السوق الصغير، بين باب العمرة وباب الملك. وتبلغ مساحة أدوار مبنى التوسعة (76،000) م2 موزعة على الدور الأرضي، والدور الأول، والقبو، والسطح، وتتسع لحوالي (152،000) مصل. ويشمل المشروع تجهيز الساحات الخارجية، ومنها الساحة المتبقية من جهة السوق الصغير، والساحة الواقعة شرقي المسعى بمساحة إجمالية تبلغ (85.800) م2 تكفي لاستيعاب (195.000) مصل. وتصبح بذلك مساحة المسجد الحرام شاملة مبنى المسجد بعد توسعته، والسطح، وكامل الساحات (356،000) م2 تتسع لحوالي (773،000) مصل في الأيام العادية، أما في أوقات الحج، والعمرة، ورمضان فيزيد استيعاب الحرم ليصل إلى أكثر من مليون مصل . كما يضم مبنى التوسعة مدخلاً رئيساً جديداً، و 18 مدخلاً عادياً، بالإضافة إلى مداخل المسجد الحرام الحالية، والبالغ عددها 3 مداخل رئيسة، و 27 مدخلاً عادياً، وقد روعي في التصميم إنشاء مدخلين جديدين للبدروم، إضافة إلى المداخل الأربعة الحالية . ويتضمن مبنى التوسعة أيضاً مئذنتين جديدتين بارتفاع (89) متراً، تتشابهان في تصميمهما المعماري مع المآذن البالغ عددها سبع مآذن . ولتسهيل وصول أفواج المصلين إلى سطح التوسعة في المواسم تم إضافة مبنيين للسلالم المتحركة :- أحدهما في شمالي مبنى التوسعة. والآخر في جنوبيه . ومساحة كل منهما 375 متراً مربعاً . ويحتوي على مجموعتين من السلالم المتحركة، طاقة كل مجموعة (15.000) شخص في الساعة . إضافة إلى مجموعتين من السلالم المتحركة داخل حدود المبنى على جانبي المدخل الرئيسي للتوسعة وقد صممت السلالم المتحركة بحيث تستطيع بالإضافة إلى وحدات الدرج الثابت الثماني خدمة حركة الحجاج والمصلين في أوقات الذروة، لا سيما كبار السن منهم دون عناء . وبذلك يصبح إجمالي عدد مباني السلالم المتحركة 7، تنتشر حول محيط الحرم والتوسعة لخدمة رواد الدور الأول والسطح . ويبلغ عدد الأعمدة لكل طابق بالتوسعة 492 عموداً مكسوة جميعها بالرخام . |
المسجد النبـــوي http://www.3br.cc/forum/imgcache/1/236843br.jpg المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة، هو أحد المساجد الثلاثة التي قال النبي (صل الله عليه وسلم) إنها المساجد التي تشدّ الرحال إليها، وذلك بقوله : «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، مسجدي هذا والمسجد الأقصى والمسجد الحرام» (صدق رسول الله). وهو المسجد الذي أسس بنيانه النبي الكريم وشيده يداً بيد مع المسلمين، وهو مركز الدعوة الأولى إلى الله تعالى و«المدرسة الأولى» في الإسلام. وفيه المحراب والمنبر والأساطين، وأيضاً من الأماكن المفضلة الحجرة النبوية الشريفة، وهي الحجرة التي سكنها النبي الكريم وأزواجه المطهرات وتقع الحجرة بجوار مسجده وفيها قبره (عليه الصلاة والسلام) وقبر أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب (رضي الله عنهما). أُمِر الرسول (صل الله عليه وسلم) بالهجرة إلى المدينة المنورة، وعند قدومه من مكة نزل عليه في قباء ـ وكانت من ضواحي المدينة وهي الآن إحدى أحيائها ـ وأقام بها بضعة أيام وبنى مسجد قباء، وهو أول مسجد أسس على التقوى. ولقد أمر الرسول عمار بن ياسر (رضي الله عنهما) ببنائه، ثم توجه إلى المدينة المنورة وكان الأنصار يعترضون ناقته ويمسكون بزمامها، وكلٌ منهم يريد أن يتشرف بنزوله عنده، فيقول لهم الرسول (صل الله عليه وسلم) «خلوا سبيلها فإنها مأمورة»، حتى بركت الناقة في مربد لغلامين يتيمين من الأنصار هما سهل وسهيل، فطلب الرسول منهما أن يشتري المربد ليبني فيه مسجده فقالا: «بل نهبه لك يا رسول الله...»، فأبى عليه الصلاة والسلام إلا أن يبتاعه منهما فدفع لهما ثمن المربد عشرة دنانير. وبعدها شرع النبي في بناء مسجده، وكان في المربد نخل وشجر وخرب، فأمر أصحابه بإصلاح المكان وتجهيزه فقطع النخل وسويت الأرض، وبدأ الرسول الكريم مع أصحابه في بنائه ويعمل معهم بيده الشريفة، فينقل الحجارة ويحمل اللبن بنفسه وهم يرتجزون فيرتجز معهم ويردد : اللهم إن العيش عيش الآخرة فارحم الأنصار والمهاجرة وقد جعل أساس المسجد من الحجارة وبعمق ثلاثة أذرع تقريباً. وبنى حيطانه من اللبن، وأعمدته من جزوع النخل وسقفه من الجريد وترك وسطه رحبة وكانت القبلة أول بنائه باتجاه بيت المقدس. وعندما أسس النبي (صل الله عليه وسلم) مسجده الشريف جعل له ثلاثة أبواب : باباً في الجنوب حين كانت القبلة إلى بيت المقدس شمالا. وباباً في الشرق ويسمى باب النبي، وباب عثمان أيضا، ثم اشتهر بعد ذلك بباب جبريل. والباب الثالث في الغرب وعرف بباب عاتكة (وهي عاتكة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية) لقربه من بيتها، وهو يُعرف اليوم بباب الرحمة . وحين تحولّت القبلة إلى مكة المكرمة، فتح باب في الجهة الشمالية وأغلق الباب الجنوبي، وكانت أول صلاة صلاها النبي (صلى الله عليه وسلم) بعد تحويل القبلة هي صلاة العصر. وبعد عودته من غزوة خيبر سنة 7 هـ، وكان المسجد قد ضاق بالمصلين زاد في مساحة المسجد من جهة الشرق والغرب والشمال ليصبح شكل المسجد مربعاً، وطول ضلعه 100 ذراع. بعد ذلك زاد الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) في توسعته ثلاثة أبواب أخرى، فصارت الأبواب ستة؛ اثنان في الجهة الشرقية هما: باب جبريل، وباب النساء. وسمي الثاني بذلك لقول عمر (رضي الله عنه): «لو تركتم هذا الباب للنساء». وآخران في الجهة الغربية هما: باب الرحمة وباب السلام. ولكن في عهد الخليفة المهدي العباسي (161- 165هـ) ارتفع عدد الأبواب في توسعة الحرم إلى 24 بابا: ثمانية في الجهة الشرقية، وثمانية في الجهة الغربية، وأربعة في الجهة الشمالية، وأربعة في الجهة الجنوبية. |
ثم في العصر المملوكي سدت معظم هذه الأبواب، وحوفظ فقط على الأبواب الرئيسية الأربعة، وهي : باب جبريل، والنساء، والسلام، والرحمة، وأطولها وأجملها باب السلام، ولهذه الأبواب مصاريع من خشب الجوز، عليها نقوش بالنحاس الأصفر. وقد حافظت أعمال التوسعة السعودية المعاصرة على هذه الأبواب الخمسة، وأضافت إليها مثلها، وهي : باب الملك عبد العزيز، ويقع في الجهة الشرقية للجناح الفاصل بين الصحنين، وباب الملك سعود، ويقع مقابل باب الملك عبد العزيز في الجهة الغربية، ويتكون كل منهما من ثلاث فتحات متلاصقة، وباب سيدنا عثمان وباب سيدنا عمر (رضي الله عنهما)، ويقعان في الجهة الشمالية للمسجد الشريف، وباب الصديق ويقع مكان خوخة أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) في الجهة الغربية من العمارة المجيدية . في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، أدخل عدد من الأبواب المتقدمة ضمن عمارتها، وهي : باب سيدنا عمر وعثمان والباب المجيدي وباب الملك عبد العزيز والملك سعود وباب البقيع . كما وضع للمبنى الجديد سبعة مداخل واسعة : ثلاثة في الجهة الشمالية، واثنان في كل من الشرقية والغربية، وفي كل مدخل سبعة أبواب؛ اثنان متباعدان، بينهما خمسة أبواب متجاورة. ويضاف إليها أبواب أخرى مفردة أو مزدوجة تؤدي إلى السلالم الكهربائية والعادية، موزعة على 41 مدخلا. وقد بلغ مجموع أبواب الحرم بعد هذه التوسعة 85 باباً ومدخلاً . تزدان ساحة الحرم الشريف بالقباب الجميلة التي تضفي على المكان جواً قدسياً مهيباً. وفي عام 1119 هـ أضاف السلطان العثماني محمود الأول رواقاً في جهة القبلة، وسقّف ما يليه بعدد من القباب . قام النبي (عليه الصلاة والسلام) يخطب يوم الجمعة إلى جذع نخلة في المسجد، وكان الجذع بين مكان المنبر والمحراب. ولما شق عليه القيام اتخذ منبرا يجلس عليه ويخطب . في عهد الرسول (صل الله عليه وسلم) وخلفائه الراشدين كان المنبر مكوناً من ثلاث درجات، طوله من الجنوب إلى الشمال أربعة أشبار وشيء، ومجلسه ذراع في ذراع، وارتفاعه ذراعان، له رمانتان، ارتفاع الواحدة نصف ذراع. وكان (صل الله عليه وسلم) يقف على الدرجة الثالثة منه، ثم نزل الصديق درجة، ثم عمر كذلك، وأقام عثمان على الدرجة السفلى ست سنين، ثم ارتقى بعدها حيث كان (صل الله عليه وسلم) يقف . في عام 886 هـ احترق المسجد النبوي الشريف، واحترق معه المنبر، فبنى أهل المدينة منبراً من الآجر، طلوه بالنورة والجير ثم أرسل السلطان الأشرف قايتباي منبراً من الرخام الأبيض، حرص السيد السمهودي أن يضعه موضع منبر النبي (صل الله عليه وسلم) تحديدا، فلم يوافق متولي العمارة، فوضع مقدما إلى القبلة عشرين قيراطا، وزحف إلى الروضة ثلاثة قراريط (خمسة أصابع) . |
عرض تاريخي موجز لعمارة المسجد النبوي عبر التاريخ: تأسيس المسجد والقبلة إلى بيت المقدس بدأ التأسيس بعد عدة أيام من الهجرة. • الطول : 35م • العرض : 30م • عدد الأعمدة : 18 • عدد الأروقة : 3 • ارتفاع الجدران : 2م • الإنارة : مشاعل من جريد النخل • المساحة الكلية للمسجد: 1060م2 • تأسيس المسجد والقبلة إلى بيت المقدس (سنة 1هـ) وصل رسول الله صل الله عليه وسلم إلى قباء، مهاجراً من مكة المكرمة في 12 ربيع الأول، من عام 622م. وبعد أن مكث فيها عدة أيام، توجه على ناقته القصواء إلى المدينة المنورة، تحفه جموع المسلمين من المهاجرين والأنصار، فبركت الناقة في أرض ليتيمين من بني النجار تقع في وسط المدينة، فاشتراها رسول الله صل الله عليه وسلم منهما. وكان في الأرض قبور للمشركين وخِرَب ونخل، فأمر رسول الله صل الله عليه وسلم بقبور المشركين فنبشت، وبالخرب فسويت، وبالنخل فقطع. واختار رسول الله صل الله عليه وسلم هذه البقعة لتكون مسجداً يجتمع المسلمون فيه لأداء صلواتهم وعباداتهم، وشرع مع أصحابه في بنائه، فاستغرق ذلك عدة شهور، وكان اتجاه القبلة يومئذ إلى بيت المقدس في الجهة الشمالية منه. كان بناء المسجد من اللَّبِن وسعف النخيل، وأما سقفه فمن جذوع النخل، وقد بلغ طوله: 35م، وعرضه: 30م، وارتفاع جدرانه: 2م، ومساحته الكلية: 1060م2 تقريباً، وله ثلاثة أبواب: الباب الأول: في الجهة الجنوبية. الباب الثاني: في الجهة الغربية، ويسمى باب عاتكة، ثم أصبح يعرف بباب الرحمة. الباب الثالث: من الجهة الشرقية، ويسمى باب عثمان، ثم أصبح يعرف بباب جبريل. وكانت إنارة المسجد تتم بواسطة مشاعل من جريد النخل، توقد في الليل. تحويل القبلة(سنة 2هـ) صلى رسول الله صل الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين إلى بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر أو ثمانية عشر شهراً، وكان رسول الله صل الله عليه وسلم يعجبه أن تكون قبلته إلى الكعبة قبلة أبيه إبراهيم عليه السلام. وكان يكثر الدعاء والابتهال إلى الله عز وجل من أجل ذلك، فاستجاب الله له، قال تعالى: { قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ في السَّماء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا، فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المسجدِ الحرامِ وحيثُ ما كُنْتُم فَولُّوا وجوهَكُم شَطْرَه، وإِنَّ الذين أُوتُوا الكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أنه الحقُّ من ربهم، وما اللهُ بغافلٍ عَمًّا يعملون } [البقرة: 144]. وكان ذلك ـ حسب أغلب الروايات ـ في شهر رجب من السنة الثانية للهجرة. ويروى أن ذلك كان في صلاة ظهر، وقد صلى الرسول صل الله عليه وسلم مع أصحابه ركعتين، فلما نزلت آية تحويل القبلة استدار مع المسلمين تجاه الكعبة وصلى الركعتين الباقيتين، وكانت صلاة العصر من هذا اليوم أول صلاة كاملة صلاها تجاه الكعبة المشرفة. وبعد تحويل القبلة قام رسول الله صل الله عليه وسلم بالإجراءات اللازمة في مسجده الشريف، فأغلق الباب الكائن في الجدار الجنوبي ـ جدار القبلة الحالية ـ وفتح بدلاً منه باباً في الجدار الشمالي ـ جدار القبلة سابقاً. وفي تحول المسلمين إلى الكعبة وانصرافهم عن بيت المقدس طعن السفهاء من المشركين وأهل الكتاب وقالوا : ما وَلاَّهم عن قبلتهم التي كانوا عليها؟ فنـزل قوله تعالى: { سيقول السفهاءُ من الناس ما وَلاَّهُم عن قبلتهم التي كانوا عليها قُلْ لله المشرقُ والمغربُ يهدي مَنْ يشاءُ إلى صراطٍ مستقيم } [البقرة: 142]. |
التوسعة الأولى في عهد الرسول صل الله عليه وسلم تاريخ التوسعة : 7هـ • مقدار الزيادة : 1415م2 • الطول : 50م2 • العرض : 49.5م2 • المساحة الكلية : 2475م2 • ارتفاع الجدران : 3.50م • عدد الأبواب : 3 • عدد الأعمدة : 35 الإنارة : مشاعل من جريد النخل + أسرجة (جمع سراج) توقد بالزيت التوسعة الأولى في عهد الرسول صل الله عليه وسلم(سنة 7هـ) لما عاد النبي صل الله عليه وسلم من غزوة خيبر قام بأول توسعة لمسجده الشريف، وذلك نظراً لزيادة عدد المسلمين، وقد تم ذلك في المحرم سنة 7هـ، فزاد 20م في 15م تقريباً، حتى صار المسجد مربعاً 50م×49.5م2، ومساحته الكلية 2475م2، بزيادة قدرها: 1415م2. وبلغ ارتفاع الجدران 3.50م، وعدد الأبواب: 3 أبواب، وعدد الأعمدة 35 عموداً. وأصبحت الإنارة بعد القرن التاسع الهجري، تتم بواسطة أسرجة (جمع سراج) توقد بالزيت، موزعة في أنحاء المسجد . العمارة والتوسعة الثانية للمسجد النبوي في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه • تاريخ التوسعة : 17هـ • مقدارها : 1100م2 • المساحة الكلية : 3575م2 • ارتفاع الجدران : 5.50م • عدد الأروقة : 6 • عدد الأبواب : 6 • عدد الأعمدة : 44 • الساحات الداخلية : 1 • الساحات الخارجية : 1 • الإنارة : أسرجة توقد بالزيت . كثر عدد المسلمين في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وظهر تصدع ونخر في بعض أعمدة المسجد، فقرر عمر رضي الله عنه عام 17هـ توسعة المسجد. وقد امتدت التوسعة في ثلاث جهات: إلى الجنوب خمسة أمتار، وإلى الغرب عشرة أمتار، وإلى الشمال خمسة عشر متراً. ولم يزد في الجهة الشرقية لوجود حجرات أزواج النبي صلى الله عليه وسلم. وبعد هذه التوسعة، وصارت مساحته الكلية : 3575م2، بزيادة قدرها: 1100م2، وارتفاع جدرانه 5.50م، وعدد أبوابه: ستة أبواب، وله ستة أروقة، وجعل له ساحة داخلية (صحن المسجد) فرشت بالرمل والحصباء من وادي العقيق. وجعل له ساحة أخرى خارجية، تسمى "البطيحاء"، وهي ساحة واسعة تقع شمالي المسجد، أعدت للجلوس لمن يريد التحدث في أمور الدنيا وإنشاد الشعر، وذلك حرصاً من الخليفة عمر رضي الله عنه على أن يظل للمسجد هيبته ووقاره في قلوب المسلمين. وظلت إنارة المسجد تتم بواسطة الأسرجة التي توقد بالزيت. |
العمارة والتوسعة الثالثة للمسجد النبوي في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه تاريخ التوسعة : 29-30هـ • مقدارها : 496م2 • المساحة الكلية : 4071م2 • ارتفاع الجدران : 5.50م • عدد الأروقة : 7 • عدد الأبواب : 6 • عدد الأعمدة : 55 • الإنارة : قناديل زيت • الساحات الداخلية : 1 مع مرور السنين ازداد عدد المسلمين، وضاق المسجد النبوي الشريف بالمصلين، وساءت حال أعمدته، فأمر الخليفة عثمان سنة 29هـ بزيادة مساحة المسجد وإعادة إعماره، فاشترى الدور المحيطة به من الجهات الشمالية والغربية والجنوبية، ولم يتعرض للجهة الشرقية لوجود حجرات زوجات النبي صل الله عليه وسلم فيها. وتم البناء بالحجارة المنقوشة (المنحوتة) والجص، وبنى الأعمدة من الحجارة، ووضع بداخلها قطع الحديد والرصاص لتقويتها، وبنى السقف من خشب الساج القوي الثمين المحمول على الأعمدة. وأصبحت المساحة الكلية للمسجد : 4071م2، بزيادة قدرها 496م2. وبلغ ارتفاع الجدران 5.50م، وعدد الأروقة : 7 أروقة، وعدد الأبواب: 6 أبواب، وعدد الأعمدة: 55 عموداً، وله ساحة داخلية واحدة. وفي هذه العمارة ظهر لأول مرة بناء المقصورة في محراب المسجد لحماية الإمام، وبها فتحات يراه منها المصلون. وصارت إنارة المسجد تتم بواسطة قناديل الزيت الموزعة في أنحاء المسجد. العمارة والتوسعة الرابعة للمسجد النبوي في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك نفذها: عمر بن عبد العزيز أمير المدينة في ذلك الوقت. تاريخ التوسعة : 88-91هـ • مقدارها : 2369م2 • المساحة الكلية : 6440م2 • ارتفاع الجدران : 12.50م • عدد الأروقة : 17 • عدد الأبواب : 4 • عدد المآذن : 4 • ارتفاعها : 27.50- 30م • عدد الأعمدة : 232 • عدد النوافذ : 14 • الساحات الداخلية : 1 • الإنارة : قناديل زيت أمر الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، واليه على المدينة المنورة عمر بن عبد العزيز سنة 88هـ بزيادة مساحة المسجد وإعادة إعماره، ووفر له المواد الضرورية والعمال اللازمين، فشرع عمر ببناء المسجد، واستمر البناء إلى عام 91هـ. وقد أحدثت هذه العمارة تغييرات كثيرة في مبنى المسجد، وأضافت إليه عناصر جديدة لم تكن موجودة من قبل، ومنها: بناء المآذن الأربعة على أركان المسجد، وإيجاد المحراب المجوف، وزخرفة حيطان المسجد من الداخل بالرخام والذهب والفسيفساء، وتذهيب السقف ورؤوس الأساطين، وعتبات الأبواب. وقد تمت التوسعة من جميع الجهات بما فيها الجانب الشرقي، حيث أدخلت الحجرات الشريفة، وعمل حولها حاجز من خمسة أضلاع، (انظر: معالم ومرافق ـ الحجرات الشريفة). بلغت مساحة المسجد بعد هذه التوسعة 6440م2، بزيادة قدرها: 2369م2، وارتفاع الجدران: 12.50م، وعدد الأروقة: 17 رواقاً، وعدد الأبواب: 4 أبواب، وعدد النوافذ: 14 نافذة، وارتفاع المآذن يتراوح بين 27.50 و 30 متراً، وله ساحة داخلية واحدة. ولا زالت الإنارة تتم في المسجد بواسطة قناديل الزيت الموزعة في أنحائه. |
العمارة والتوسعة الخامسة للمسجد النبوي في عهد الخليفة المهدي العباسي التاريخ : 161-165هـ • مقدار التوسعة : 2450م2 • المساحة الكلية : 8890م2 • ارتفاع الجدران : 12.50م • عدد الأروقة : 19 • عدد الأبواب : 24 • عدد المآذن : 3 • عدد الأعمدة : 290 • عدد النوافذ : 60 • الساحات الداخلية : 1 • الإنارة : قناديل الزيت زار الخليفة المهدي العباسي المسجد النبوي الشريف سنة 160هـ، فرأى الحاجة إلى توسعته وإعادة إعماره، فأمر بذلك، ولما عاد إلى مركز الخلافة في بغداد أرسل الأموال اللازمة لذلك. وقد تركزت الزيادة على الجهة الشمالية للمسجد، واستمر البناء فيها حتى عام 165هـ، وكان مقدار الزيادة: 2450م2، وأصبحت المساحة الكلية للمسجد: 8890 م2. وبلغ ارتفاع جدران المسجد: 12.50م، وعدد الأروقة: 19 رواقاً، وعدد الأبواب: 24 باباً. وبلغ عدد النوافذ في المسجد: 60 نافذة، منها : 19 نافذة في كل من الجدارين الشرقي والغربي، و 11 نافذة في كل من الجدارين الشمالي والجنوبي. وبذلك تحققت الإضاءة الطبيعية، والتهوية الجيدة للمسجد، و أما الإنارة ليلاً فكانت تتم ـ كالسابق ـ بواسطة قناديل الزيت الموزعة على أنحاء المسجد. العمارة بعد الحريق الأول(سنة 654هـ) حصل الحريق الأول للمسجد النبوي أول رمضان سنة 654هـ في عهد الخليفة العباسي المستعصم (انظر: أحداث ـ الحريق الأول). ولما علم الخليفة بذلك بادر سنة 655هـ بإصلاح المسجد وإعادة إعماره، وأرسل الأموال اللازمة لذلك، ولكن البناء لم يتم بسبب غزو التتار وسقوط بغداد سنة 656هـ. فتولى الأمر بعد ذلك السلاطين المماليك في مصر، فتمت عملية البناء والترميم سنة 661هـ، وعاد المسجد إلى ما كان عليه قبل الحريق، وكان ممن ساهم في بناء المسجد وتأثيثه، ملك اليمن المظفر الذي أرسل منبراً جديداً بدلاً من المنبر المحترق. وأرسل الظاهر بيبرس سنة 665هـ مقصورة خشبية لتوضع حول الحاجز المخمس المحيط بالحجرات الشريفة. ثم بنى السلطان المملوكي المنصور قلاون سنة 678هـ القبة التي فوق الحجرة الشريفة، وأصبحت منذ ذلك الحين علامة مميزة للمسجد النبوي. وفي عام 706هـ، أمر السلطان محمد بن قلاون ببناء المئذنة الرابعة (مئذنة باب السلام التي هدمت في العهد الأموي). عمارة القبة في عام 678هـ أمر السلطان المملوكي المنصور قلاون الصالحي بعمارة قبة فوق الحجرة النبوية الشريفة، فجاءت مربعة من أسفلها، مثمنة من أعلاها، مصنوعة من أخشاب كسيت بألواح بالرصاص. وفي الفترة من عام 755 ـ 762هـ جدد الناصر حسن بن محمد بن قلاوون ألواح الرصاص التي على القبة الشريفة. وفي عام 765هـ عمل السلطان شعبان بن حسين بعض الإصلاحات في القبة الشريفة. وفي عام 881هـ أبدل السلطان قايتباي سقف الحجرة الخشبي بقبة لطيفة، جاءت تحت القبة الكبيرة. وفي عام 886هـ احترقت القبة الكبيرة باحتراق المسجد النبوي الشريف، فأعاد السلطان قايتباي بناءها بالآجر عام 892هـ، ثم ظهرت بعض الشقوق في أعاليها فعمل لها بعض الترميمات، وجعلها في غاية الإحكام. وفي عام 974هـ أصلح السلطان سليمان القانوني العثماني رصاص القبة الشريفة ووضع عليها هلالاً جديداً. وفي عام 1228هـ جدد السلطان محمود الثاني العثماني القبة الشريفة، ودهنها باللون الأخضر، فاشتهرت بالقبة الخضراء، بعد أن كانت تعرف بالبيضاء أو الزرقاء أو الفيحاء. ومنذ بداية العهد السعودي وإلى تاريخ إعداد هذه المعلومة 1419هـ أعيد صبغ القبة باللون الأخضر عدة مرات، مع بعض الإصلاحات والترميمات اللازمة لها. |
عمارة المسجد وتوسعته في عهد السلطان المملوكي الأشرف قايتباي تاريخ التوسعة : 886-888هـ • مقدار التوسعة : 120م2 • المساحة الكلية : 9010م2 • ارتفاع الجدران : 11م • عدد الأروقة : 18 • عدد الأبواب : 4 • عدد المآذن : 5 • عدد الأعمدة : 305 • عدد القباب : 8 • الإنارة : قناديل زيت • الساحات الداخلية : 1 حصل الحريق الثاني للمسجد النبوي عام 886هـ (انظر أحداث ـ الحريق الثاني) فتمت الكتابة بذلك للسلطان الأشرف قايتباي، فحزن حزناً شديداً، وأرسل بالأموال والصناع والمواد اللازمة، وأمر بإعمار المسجد، وقد امتدت العمارة حتى رمضان 888هـ، وجرى زيادة على مساحة المسجد الأولى مقدارها: 120م2، وأصبحت المساحة الكلية للمسجد: 9010م2. وبلغ ارتفاع الجدران: 11م، وعدد الأروقه 18 رواقاً، وسدت معظم أبواب التوسعة العباسية، وبقي للمسجد 4 أبواب فقط، وزيدت مئذنة في المسجد فصار عدد المآذن خمساً. وأحدثت شرفات ونوافذ وطاقات في الأجزاء العليا من الجدران للتهوية والإضاءة، وبقي للمسجد ساحة داخلية واحدة. أما الإنارة فهي كالسابق بقناديل الزيت الموزعة في أنحاء المسجد. وبعد انتهاء البناء، حضر السلطان الأشرف إلى المدينة، وأوقف بعض الأوقاف على المسجد النبوي الشريف، ومنها: رباط، ومدرسة، وطاحون، وسبيل، وفرن، وغير ذلك. عمارة المسجد وتوسعته في عهد السلطان العثماني عبد المجيد تاريخ التوسعة : 1265- 1277هـ • مقدارها : 1293م2 • المساحة الكلية : 10303م2 • ارتفاع الجدران : 11م • عدد الأروقة : 19 • عدد الأبواب : 5 • عدد المآذن : 5 • عدد الأعمدة : 327 • عدد القباب : 170 • الساحات الداخلية : 1 الإنارة : 600 مصباح زيتي، ثم أدخلت الإنارة الكهربائية على يد السلطان عبد المجيد، وأضيء المسجد لأول مرة في 25/شعبان /1326هـ. اعتنى السلاطين العثمانيون بالمسجد النبوي الشريف، وأجروا عليه بعض الإصلاحات والترميمات، وظل المسجد على حاله حتى عام 1265هـ، عندما ظهرت تشققات على بعض جدرانه وقبابه وسقفه، فكتب شيخ الحرم داود باشا إلى السلطان العثماني عبد المجيد خان بذلك، فأمر السلطان بتجديد عمارة المسجد بشكل عام، وأرسل الصناع المهرة والأموال اللازمة. واستمرت أعمال البناء والزخرفة إلى عام 1277هـ، وكان مقدار الزيادة في هذه العمارة: 1293م2، فأصبحت المساحة الكلية للمسجد: 10303م2، وارتفاع الجدران: 11م، وعدد الأروقة: 19رواقاً، والأبواب: 5 أبواب، والمآذن 5 مآذن، يتراوح ارتفاعها بين 47.50 و 60م، وأصبح عدد الأعمدة : 327 عموداً، والقباب: 170 قبة. وبقي للمسجد ساحة داخلية واحدة، وبنى في أقصى الجهة الشمالية من المسجد كتاتيب لتعليم القرآن الكريم، وفتح لها طاقات بشبابيك من حديد خارج المسجد وداخله، وتمت إنارة المسجد بوضع: 600 مصباح زيتي، موزعة في أنحاء المسجد. |
عمارة المسجد وتوسعته في عهد الملك عبد العزيز آل سعود التوسعة السعودية الأولى تاريخ التوسعة : 1370- 1375هـ • مقدارها : 6024م2 • المساحة الكلية : 16327م2 • ارتفاع الجدران : 12.55م • عدد الأروقة : 14 • عدد الأبواب : 10 ثلاثة منها بـ 3 فتحات • عدد المآذن : 4 • ارتفاعها : 1 (47.50) 1 (60م) 2 (72م) • عدد الأعمدة الجديد: 706 • عدد القباب : 170 • عدد النوافذ : 44 • الساحات الداخلية : 2 الإنارة ـ في هذا العهد أنشئت محطة خاصة لإضاءة المسجد النبوي بلغ عدد المصابيح 2427 مصباحاً. بعد أن استتب الأمن في ربوع الحرمين الشريفين ارتفع عدد الزوار ارتفاعاً ضاق المسجد النبوي الشريف بهم، وما أن اطلع جلالة الملك عبد العزيز على ذلك حتى أعلن في بيان إذاعي عزمه على توسعة المسجد النبوي الشريف. وفي ربيع الأول عام 1372هـ قام سمو ولي العهد الأمير سعود بن عبد العزيز بوضع حجر الأساس نيابة عن والده. وفي ربيع الأول عام 1373هـ، وضع الملك سعود بن عبد العزيز ـ بعد وفاة والده ـ أربعة أحجار في الزاوية الشمالية الغربية من التوسعة، مؤكداً عزمه على استمرار المشروع. وفي الخامس من ربيع الأول عام 1375هـ انتهى بناء التوسعة السعودية الأولى، وقد بلغت المساحة المضافة في هذه التوسعة 6024م2. وتتكون التوسعة من مستطيل طوله من الشمال إلى الجنوب 128م، وعرضه من الشرق إلى الغرب 91م يتألف من صحن شمال المبنى العثماني، يتوسطه جناح من ثلاثة أروقة يمتد من الشرق إلى الغرب، وفي الجانب الشرقي للصحن جناح يتكون من ثلاثة أروقة، ومثله في الجانب الغربي أيضاً، وشمال الصحن بني الجناح الأخير للمسجد، ويتكون من خمسة أروقة، وبهذا يصبح مجموع الأروقة في هذه التوسعة 14 رواقاً. وقد احتفظت التوسعة بالأبواب الخمسة التي كانت في التوسعة المجيدية، وأضافت إليها مثلها، فأصبح مجموع الأبواب بعد هذه التوسعة عشرة أبواب، ثلاثة منها بثلاثة مداخل. وفي ركني الجهة الشمالية أقيمت مئذنتان ارتفاع الواحدة 72م تتكون من أربعة طوابق، وبهذا يصبح مجموع المآذن بعد التوسعة أربع مآذن. وقد أقيمت هذه التوسعة على شكل هيكل من الخرسانة المسلحة بلغ ارتفاع جدرانها 12.55م مكونة من 706 عمود، وفيها 170 قبة، و 44 نافذة. وقد أدخلت عليها الإنارة الكهربائية، وبلغ عدد المصابيح فيها 2427 مصباحاً. وبلغ مجموع ما أنفق على هذا المشروع 50 مليون ريال سعودي. إضافات مؤقتة في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز (تاريخ الإضافة – 1393هـ) أضيفت مساحة 40.550م في الجهة الغربية الخارجية للمسجد على مرحلتين: الأولى: 35.000م2، والثانية: 5.550م2. وأقيمت عليها مظلات من الألياف الزجاجية (فيبرجلاس) لتكون مصلى إضافياً في أوقات الذروة وخاصة في أوقات الحج والزيارة وشهر رمضان. رغم التوسعة السعودية الأولى للمسجد النبوي الشريف إلا أن الحاجة إلى توسعته أيضاً تجددت بسبب تزايد أعداد الزائرين، لذا قرر الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله عام 1393هـ إجراء توسعة جديدة تمثلت في تخصيص الأرض الواقعة غرب المسجد النبوي للصلاة، فرصفت الأرض ونصب فوقها مظلات، وزودت بالكهرباء، ومكبرات الصوت، والمراوح السقفية. بلغت مساحة القسم المضاف 35.000م2 ثم أضيفت مساحة أخرى بلغت 5.550م2. إضافات في عهد الملك خالد (سنة 1398هـ) في 18 رجب عام 1397هـ خصص الملك خالد الأرض الواقعة في الجنوب الغربي من الحرم النبوي الشريف لخدمات المصلين والزائرين، حيث أقيم على قسم منها مظلات للصلاة تحتها، والمساحة الباقية جعلت مواقف لسيارات المصلين والزائرين. بلغت مساحة هذه الأرض 43000م2. |
عمارة وتوسعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود (التوسعة الكبرى) تاريخ التوسعة : 1405-1414هـ • مساحة التوسعة : 82.000م2 • مساحة الساحات الخارجية : 235.000م2 • مساحة السطح : 67.000م2 • المساحة الكلية للتوسعة : 384.000م2 • المساحة الكلية للمسجد : 400327 • ارتفاع الجدران : 12.55م • عدد الأبواب : 85 • عدد المآذن : 10 • ارتفاعها : (1) 47.50م، (2) 72م، (1) 60م، (6) 104م • عدد الأعمدة الجديدة : 5121 • المجموع الكلي للأعمدة : 6000 • عدد القباب المتحركة : 27 • المجموع الكلي للقباب في التوسعة : 34 • عدد المصابيح : 21820 • عدد الثريات والنجفات : 305 • عدد الساحات الداخلية : 2 • عدد السلالم : 6 مجموعات كهربائية و 18 عادية • مواقف سيارات : تقع تحت الساحات الخارجية للحرم، وتتألف من دورين تستوعب 4500 سيارة. بعد التغيرات الكبيرة التي طرأت على عالمنا الإسلامي إن على صعيد النمو السكاني أو النمو الاقتصادي أو الوعي الديني والتي أدت إلى تضاعف أعداد الزائرين تضاعفاً كبيراً ضاق بهم المسجد الشريف، أصدر خادم الحرمين الشريفين بعد الزيارة التي قام بها إلى المدينة أمره الكريم بوضع التصميمات لتوسعة ضخمة للمسجد النبوي الشريف، لتستوعب الزيادات الطارئة، والمتوقعة في الأعوام القادمة. وفي يوم الجمعة 1405هـ قام خادم الحرمين الشريفين بوضع حجر الأساس لهذه التوسعة. وفي شهر محرم من عام 1406هـ كانت بداية العمل، واستمر حتى 15/11/1414هـ حين وضع خادم الحرمين الشريفين اللبنة الأخيرة في أكبر توسعة للمسجد النبوي الشريف. وأصبحت مساحة المسجد 384.000م2، تشمل: الدور الأرضي، والسطح، والقبو. وعلى الجهات الأربعة للتوسعة ساحات ممتدة تبلغ مساحتها 235.000م2، تتوزع فيها مبان صغيرة تؤدي إلى دورات المياه، ومواقف السيارات والتي تتألف من دورين تستوعب أكثر من 4500 سيارة. |
المســـجـــد الأقصـــــي الجذور التاريخية لقداسة المسجد الأقصى: كانت مدينة القدس قبل مجيء سيدنا إبراهيم في كنف اليبوسيين الكنعانيين العرب, و قد اتخذ ملكهم "ملكي صادق" من بقعة المسجد الأقصى مكانا للعبادة, حيث أنه كان موحدا يعبد الله. و أقام علاقة وطيدة بسيدنا إبراهيم بعد عودة هذا الأخير من مصر, و كانا يمارسان في تلك البقعة الشريفة شعائرهما الدينية. و تروى أربع روايات حول تاريخ بناء المسجد الأقصى, لكن الأمر الثابت في جميع المصادر الدينية أن المسجد الأقصى هو ثاني مسجد بني على الأرض استناداً لما رواه البخاري في صحيحه عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول ؟ قال : المسجد الحرام . قلت ثم أي ؟ قال : المسجد الأقصى. قلت كم كان بينهما ؟ قال : أربعون سنة . الرواية الأولى يقال أن الملائكة هم الذين بنوا المسجد الأقصى بعدما بنوا المسجد الحرام قبله بأربعين سنة, و ذلك استنادا على ما رواه على كرم الله وجهه : أمر الله تعالى الملائكة ببناء بيت في الأرض و أن يطوفوا به, و كان هذا قبل خلق ادم ,ثم إن ادم بنى منه ما بنى, ثم طاف به, ثم الأنبياء بعده, ثم استتم بناءه إبراهيم عليه السلام. الرواية الثانية حسب القرطبي فإن ادم عليه السلام هو أول من بنى المسجد الحرام, و من الراجح أن ابنه هو من بنى المسجد الأقصى بعده بأربعين عاماً . الرواية الثالثة تحكي هذه الرواية أن ملك الكنعانيين "ملكي صادق" هو من بنى معبدا في بقعة بيت المقدس للعبادة قبل سليمان عليه السلام بآلاف السنين, و لا يستبعد أنه أفاد من بناء المسجد الحرام على يد سيدنا إبراهيم و من الشرائع الإسلامية التعبدية له . الرواية الرابعة سليمان عليه السلام هو من بنى بيت المقدس, كما ورد في الحديث الشريف : فقد روى النسائي عن عبد الله بن عمرو ابن العاص قال : " قال رسول الله صل الله عليه و سلم : إن سليمان عليه السلام لما بنى بيت المقدس سأل الله خلالاً ثلاثاً فأعطاه اثنتين و أرجو أن يكون أعطاه الثالثة. سأله ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده, فأعطاه إياه, و سأله حكماً يواطئ حكمه, فأعطاه إياه, و سأله من أتى هذا البيت لا يريد إلا الصلاة فيه أن يخرج من الذنوب كيوم ولدته أمه. فقال رسول الله صل الله عليه و سلم : و أنا أرجو أن يكون قد أعطاه الثالثة". إلا أن الحديث الأول يبين أن سيدنا سليمان لا يمكن أن يكون قد بنى المسجد الأقصى لأول مرة بل أعاد بناءه, لأن سيدنا إبراهيم عليه السلام قد بنى المسجد الحرام قبل مئات السنين . |
المسجد الأقصى قبل الإسلام بعد وفاة نبي الله سليمان, انقسم اليهود إلى عدة أسباط تحت حكم دولتين إحداهما عاصمتها القدس الشريفة, و كان كلا من الدولتين ضعيفا فأصبحا في مرمى أطماع الغزاة, لتبدأ مرحلة غزو فلسطين و بالتالي المسجد الأقصى. فكان من نتيجة زحف البابليين على فلسطين تدمير القدس و نهب المسجد الأقصى و إخراج اليهود منه. وتم إعادة بناءه في عهد الفرس ثم في عهد الرومان. وخدم بيت المقدس نبي الله زكريا و يحيى و عيسى و كذلك السيدة مريم التي تكفل زكريا عليه لسلام برعايتها. وبعد ذلك أقدم أحد ملوك الروم المدعو طيطس على إحراق مدينة القدس بما فيها بيت المقدس عام 70 ميلادية, و كان هذا هو التدمير الثاني للمسجد . وخلفه الطاغية أدريانوس الذي دمر ما بقي من بيت المقدس عن أخره سنة 135 ميلادية و أقام مكانه معبدا و ثنيا سماه جوبيتر. و حين سيطرت النصرانية المحرفة على البلد, ثم تدمير المعبد الوثني ليبقى بيت المقدس خاليا من أي بناء إلى أن أسرى الله برسوله الكريم إليه . المسجد الأقصى بعد الإسلام في معجزة الإسراء ما يربط المسلمين إلى هذه الأرض المقدسة, فعمد الفاروق إلى تحريرها بعد وفاة أبي بكر, فأطبق جيش المسلمين الحصار على المدينة المقدسة بقيادة أبو عبيدة ابن الجراح لمدة 4 أشهر حتى طلب أهلها الأمان, و اشترطوا تسليم مفاتحها لخليفة المسلمين. فأجابهم عمر رضي الله عنه, و كتب وثيقة الأمان ثم توجه تلقاء المسجد الأقصى, و سأل كعب الأحبار الذي شارك في الفتح عن مكان الصخرة, فدله عليه, و جعل الفاروق رضي الله عنه يزيل الأزبال التي كانت مرمية في المسجد. و يقول صاحب هذا بلاغ للناس أن عمر ابن الخطاب بني مسجدا بجانب الصخرة المشرفة- القبلة الأولى للمسلمين-, سمي بمسجد عمر, و يضمه الآن ما يسميه المسلمون "المسجد الأقصى" الذي بناه الخليفة الأموي عبد الملك ابن مروان. أما المسجد الكبير فقد شيده الوليد بن عبد الملك . |
التعريف المسجد الأقصى المبارك هو اسم لكل ما دار حوله السور الواقع في أقصى الزاوية الجنوبية الشرقية من مدينة القدس القديمة المسورة بدورها، ويشمل كلا من قبة الصخرة المشرفة، (ذات القبة الذهبية) والموجودة في موقع القلب بالنسبة للمسجد الأقصى، والمصلى القِبْلِي، (ذي القبة الرصاصية السوداء)، والواقع أقصى جنوب المسجد الأقصى، ناحية (القِبلة)، فضلا عن نحو 200 معلم آخر، ما بين مساجد، ومبان، وقباب، و أسبلة مياه، ومصاطب، وأروقة، ومدارس، وأشجار، ومحاريب، ومنابر، ومآذن، وأبواب، وآبار، ومكتبات. المساحة تبلغ مساحة المسجد الأقصى حوالي 144 دونماً (الدونم = 1000 متر مربع)، ويحتل نحو سدس مساحة القدس المسورة، وهو على شكل مضلع غير منتظم، طول ضلعه الغربي 491م، والشرقي 462م، والشمالي 310م، و الجنوبي 281م . وهذه الحدود لم تدخلها زيادة أو نقصان منذ وضع المسجد أول مرة كمكان للصلاة، بخلاف حدود المسجدين الحرام والنبوي الذين تم توسيعهما عدة مرات. ومن دخل حدود الأقصى، فأدى الصلاة، سواء تحت شجرة من أشجاره، أو قبة من قبابه، أو فوق مصطبة، أو عند رواق، أو في داخل قبة الصخرة، أو المصلى القبلي، فهو كمن أدى خمسمائة صلاة فيما سواه عدا المسجد الحرام والمسجد النبوي. |
البناء ثاني مسجد وضع في الأرض، بنص الحديث الشريف، والأرجح أن أول من بناه هو آدم عليه السلام، اختط حدوده بعد أربعين سنة من إرسائه قواعد البيت الحرام، بأمر من الله تعالى، دون أن يكون قبلهما كنيس ولا كنيسة ولا هيكل ولا معبد. وجاءت هجرة إبراهيم عليه السلام من العراق إلى الأراضي المباركة حوالي العام 1800 قبل الميلاد. وبعدها، قام عليه السلام برفع قواعد البيت الحرام، و عمر هو، ومن بعده إسحاق ويعقوب عليهم الصلاة والسلام أجمعين، المسجد الأقصى. كما أعيد بناؤه على يد سليمان عليه السلام حوالي العام 1000 قبل الميلاد. ومع الفتح الإسلامي للقدس عام 636م (الموافق 15 هجرية)، بنى عمر بن الخطاب رضي الله عنه المصلى القبلي، كجزء من المسجد الأقصى. وفي عهد الدولة الأموية، بنيت قبة الصخرة، كما أعيد بناء المصلى القبلي، واستغرق هذا البناء قرابة 30 عاما من 66 هجرية/ 685 ميلادية - 96 هجرية/715 ميلادية، ليكتمل بعدها المسجد الأقصى بشكله الحالي. من فضائله · المسجد الأقصى هو قبلة الأنبياء قبل خاتمهم محمد صل الله عليه وسلم ، والقبلة الأولى للنبي الخاتم، لمدة 14 عاما تقريبا منذ بعثته وحتى الشهر السابع عشر للهجرة.· الأقصى هو مسرى رسول الله صل الله عليه وسلم، كما ورد في الآية الكريمة باسمه الصريح، " سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله " (الإسراء-1). وفيه صلى جميع الأنبياء جماعة خلف إمامهم محمد صل الله عليه وسلم خلال هذه الرحلة، لتكثر بركاته حتى إنها لتفيض حوله. · الأقصى هو مبدأ معراج محمد صل الله عليه وسلم إلى السماء، فقد كان الله تعالى قادرا على أن يبدأ رحلة المعراج برسوله من المسجد الحرام بمكة، ولكنه سبحانه اختار الأقصى لذلك ليثبت مكانته في قلوب المسلمين، كبوابة الأرض إلى السماء، أرض المنشر والمحشر. · هو ثالث المساجد التي لا تشد الرحال إلا إليها، إلا أنه ليس بحرم، لأنه لا يحرم فيه الصيد، وتلتقط لقطته، بخلاف حرمي مكة والمدينة. وتسميته بالحرم الشريف ليست صحيحة، وإنما الاسم الصحيح هو "المسجد الأقصى المبارك"، وهو الاسم الذي ظل يطلق عليه طوال العهد الإسلامي حتى الفترة المملوكية، عندما بدءوا يطلقون عليه حرما، على سبيل التشريف، رغم أنها تسمية غير صحيحة، ولا جائزة . |
مسجد قباء هو أول مسجد بني في عهد نبي الإسلام محمد بن عبد الله صل الله عليه وسلم . موقعه يقع المسجد في جنوب غربي المدينة المنورة، ويبعد عن المسجد النبوي حوالي 5 كيلومترات . فيه بئر تنسب لأبي أيوب الأنصاري، وكان فيه مبرك الناقة . يقوم على إمامة المسجد حاليا الشيخ صالح بن عواد المغامسي والشيخ محمد عابد محمد الحافظ . فضل الصلاة في مسجد قباء ثبت في الحديث المتفق عليه أن النبي محمد صل الله عليه وسلم كان يزور مسجد قباء ويصلي فيه، وفي رواية فيصلي فيه ركعتين . وهو في يوم السبت آكد ناوياً التقرب بزيارته والصلاة فيه لحديث ابن عمر قال : كان رسول الله يأتي مسجد قباء راكباً وماشياً فيصلي فيه ركعتين . وفي رواية : أنه صلى فيه ركعتين . رواه البخاري ومسلم، وعن أسيد بن الحضيرأن رسول الله قال : صلاة في مسجد قباء كعمرة . رواه الترمذي وغيره ، قال الترمذي : هو حديث حسن صحيح . انتهى . روى الطبراني بسنده إلىسهل بن حنيف أن النبي صل الله عليه وآله وسلم قال : " من تطهر في بيته ثمأتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له أجرعمرة "، وورد أنه صل الله عليه وآله وسلم كان يزور قباء يوم السبت ويركب له، وصارت تلك عادة أهل المدينة حيث يذهبون إلى مسجد قباء يوم السبت للصلاة فيه، حتى يومنا هذا . |
وقد أثنى الله على أهل قباء بقوله: { لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ }.. [التوبة: 108] . وفي سنن ابن ماجه أن رسول الله قال : من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له كأجر عمرة. قال الشيخ الألباني : صحيح ، وفي المصنف لابن أبي شيبة عن سهل بن حنيف قال قال رسول الله : من توضأ فأحسن الوضوء ثم جاء مسجد قباء فركع فيه أربع ركعات كان ذلك كعدل عمرة . وعليه فمن أتى مسجد قباء وصلى فيه ركعتين أو أكثر كتب له ثواب عمرة سواء كانت صلاته فريضة أو نافلة كما هو ظاهر هذه الأحاديث. اول مسجد بناه صل الله عليه وسلم. بناء مسجد قباء في سيرة الروض الأنف : قال ابن إسحاق : فأقام رسول الله بقباء في بني عمرو بن عوف يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء ويوم الخميس وأسس مسجده. ثم أخرجه الله من بين أظهرهم يوم الجمعة. فأدركت رسول الله صل الله عليه وسلم الجمعة في بني سالم بن عوف فصلاها في المسجد الذي في بطن الوادي، وادي رانوناء، فكانت أول جمعة صلاها بالمدينة. وأن رسول الله صل الله عليه وسلم أسسه لبني عمرو بن عوف ثم انتقل إلى المدينة. وذكر ابن أبي خيثمة أن رسول الله حين أسسه كان هو أول من وضع حجرا في قبلته ثم جاء أبو بكر بحجر فوضعه ثم جاء عمر بحجر فوضعه إلى حجر أبي بكر ثم أخذ الناس في البنيان . عن الشموس بنت النعمان قالت كان النبي حين بنى مسجد قباء يأتي بالحجر قد صهره إلى بطنه فيضعه فيأتي الرجل يريد أن يقله فلا يستطيع حتى يأمره أن يدعه ويأخذ غيره " يقال صهره وأصهره إذا ألصقه بالشيء ." |
مسجد الصخرة (قبة الصخرة المشرفة) - القدس بدأ العمل في قبة الصخرة المشرفة على يد الخليفة الأموي الخامس عبد الملك بن مروان، سنة 68هـ، وانتهى البناء فيها سنة 72هـ . والبناء عبارة عن قبة مستديرة خشبية مرتكزة على رقبة مستديرة الشكل محاطة بست نوافذ، وتستند الرقبة إلى رواق مستدير محمول على أربعة أركان من الرخام الأبيض المشجر واثني عشر عموداً موزعة، بحيث يعقب كل ركن ثلاثة عمد . وباقي البناء يتكون من مطافين ينفصل أحدهما عن الآخر برواق وسطي مثمن الشكل محمول على ثمانية أركان مؤزرة بالرخام المشجر والملون البديع وستة عشر عموداً موزعة بحيث يعقب كل ركن عمودان . رقبة القبة مبنية فوق الرواق الداخلي المستدير وقطرها 20.5م وعلوها عن الأرض حتى ابتداء نهوض القبة نفس المسافة 20.5م. وتحمل الرقبة قبة خشبية وصفها المقدسي سنة 374هـ بأنها كانت مغطاة بصفائح الذهب . خلاصة القول أن قبة الصخرة في هندستها وشكلها وزخرفتها كانت ولا تزال من أروع المباني التي أتحف بها العالم وقلما يوجد في مباني العالم ما يفوقها . بقي أن نقول أن جميع الدراسات التي أجراها العلماء أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن قبة الصخرة بكامل أساساتها وجدرانها الخارجية هي من إنشاء عبد الملك بن مروان وأنها بناء متجانس الأجزاء لا يضم بقايا أي بناء قديم . |
مســـجد عمــــرو بن العـــاص مسجد عريق تستشعر فيه عظمة التاريخ الإسلامي, فعندما تطأ قدمك أرضه يعود بك الزمان إلى عصر الفتوحات الإسلامية, وتقفز إلى مخيلتك صورة الصحابي الجليل عمرو بن العاص عندما فتح مصر وطهرها من فلول الرومان ... في ساحته توحدت قلوب المصريين, وبأروقته تجمع خيار الصحابة, فكان الإطلالة الدينية التي نقلت الإسلام بكل ما فيه من تألق وحضارة إنسانية إلى إفريقيا, والجامعة الإسلامية التي تخرج فيها الكثير من مفكري الإسلام على مدي الحقب الماضية, ليبقى على مدار الزمان رمزًا لتحرير مصر، وشاهدًا على تاريخها منذ أن دخلها الإسلام حتى الآن. يُعتبر مسجد عمرو بن العاص اللبنة الإسلامية الأولى في القاهرة العاصمة, ونظرًا لدوره التاريخي في الماضي والحاضر وقيمته الأثرية العظيمة, ودوره الحضاري في مناحي الحياة بمصر وفي كافة المجالات أطلق عليه العديد من الأسماء والألقاب, منها الجامع العتيق وتاج الجوامع ومسجد الفتح ومسجد النصر وجامع مصر وقطب سماء الجوامع. وهو أيضًا أول جامعة إسلامية قبل الأزهر والزيتونة والقيروان؛ لذلك اعتبره الكثيرون أزهر ما قبل الأزهر, حيث تلقى فيه طلاب العلم كافة علوم اللغة العربية والدين الإسلامي الحنيف, وهو الأثر الإسلامي الوحيد الباقي منذ الفتح الإسلامي لمصر . ومن أشهر تلاميذه الإمام الليث بن سعد، والإمام الشافعي، والسيدة نفيسة، وابن حجر العسقلاني, وسلطان العلماء العز بن عبد السلام . وقد أقيم المسجد على مساحة هائلة تبلغ 13800 متر, وتنتشر فيه العديد من الأعمدة التي يبلغ عددها 365 عمودًا بعدد أيام السنة, ويطل المسجد على النيل من الناحية الشمالية الغربية وهو مكان حديقة "قيسبة بن كلثوم", وقد عرض عمرو عليه أن يعوضه عنها، ولكنه تبرع بها ورفض التعويض . |
رمز الحرية ويروي لنا الأستاذ عبد الله إبراهيم المصري عضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية قصة بناء المسجد قائلاً: بعد أيْ فتح تسعى الدولة لإقامة مسجد لا يستخدم للصلاة والعبادة فحسب, ولكن يستخدم كذلك لتلقي العلم والدرس وكمحكمة لفض النزاع, وهذا ما حدث بعد الفتح الإسلامي لمصر في غرة محرم 20هـ/ 8 نوفمبر 641م حين تم تحريرها من الرومان وتطهير الإسكندرية من فلولهم, وهنا قام عمرو بن العاص بتأسيس مدينة الفسطاط لتكون أول عاصمة إسلامية لمصر, وعندما بعث الخليفة عمر بن الخطاب إلى ولاته يأمرهم بأن يبنوا مساجد لإقامة صلاة الجمعة فيها, قاموا بإنشاء المساجد الجامعة في كافة الأمصار التي فتحت وقتئذٍ, والتي فتحت بعد ذلك مثل البصرة والكوفة والفسطاط ومدن الشام والقيروان وقرطبة وغيرها . وقد اختار عمرو بن العاص مكانًا مرموقًا لمسجده, فكان منتصف مدينة الفسطاط العاصمة وهي مدينة مستديرة لم يبن فيها عمرو أية حصون أو قلاع؛ لأن أهل مصر دخلوا الإسلام عن عقيدة وإيمان ولم ير منهم عداء قط . وتم افتتاح المسجد بأول صلاة جمعة في 6 محرم 21هـ, فكان بذلك أول مسجد جامع في مصر والقارة الإفريقية يخرج منه نور الإسلام والإيمان إلى بقية البلدان, كما يعتبر الرابع في الإسلام بعد مساجد المدينة, والبصرة, والكوفة, وما زال هو الرمز الباقي حتى الآن الذي يرمز لتحرير مصر من الاحتلال الروماني وتأسيس مصر الإسلامية, ويمثل تاريخ مصر منذ أن دخلها الإسلام حتى الآن . |
بستان الوضوء وعند افتتاح المسجد كانت مساحته حوالي 675 مترًا, وله ستة أبواب.. بابان تجاه دار عمرو بن العاص من الجهة الشرقية, وبابان من الشمال، وبابان من الغرب, وكان سقفه منخفضًا ومكونًا من الجريد والطين، محمولاً على ساريات من جذوع النخل, كما كانت الحوائط من الآجر والطوب اللبن وغير مطلية, ولم يكن به صحن، وكانت أرضه مفروشة بالحصباء, وبه بئر يعرف بالبستان استخدمه المصلون وقتها للوضوء . حرائق وإصلاحات وقد تعرض المسجد للعديد من عمليات الترميم والتجديد, حيث لم يبق من البناء القديم سوى موقعه فقط, فقد مرت عليه أحداث جسام أثرت على معالمه وأدت إلى انهيار أجزاء منه, ومن أهم هذه الأحداث الحريق الأول في 9 صفر 275هـ, حين اشتعلت النيران في نهاية المسجد, وكذلك الحريق الثاني عام 564هـ أثناء حريق الفسطاط بسبب نزاع شاور وضرغام, وأيضًا الزلزال المدمر الأول عام 702هـ, والزلزال المدمر الثاني الذي هزّ مصر 15 ربيع الثاني عام 1992م، وعلى أثره تولت هيئة الآثار القيام بأعمال الترميم. وفي 24 مارس 1996م شهد المسجد انهيار 150 مترًا من سقف الجامع في الجزء الجنوبي الشرقي برواق القبلة, وشمل الانهيار ثلاثة عقود في أقدم منطقة بالمسجد بعد سقوط أحد الأعمدة، وكان قد تعرض للعديد من عمليات الترميم والتجديد ترجع إلى العصر العثماني, وقد قام الدكتور عبد الحليم نور الدين على الفور بزيارة الموقع، وتشكيل لجنة فنية للتعرف على أسباب الانهيار . وخلال ذلك أمر الرئيس مبارك بفك إيوان القبلة وإعادة تركيبه في 1997م, بعدما علم من الدكتور عبد الرحيم شحاتة محافظ القاهرة حالة المسجد السيئة, وتم هذا مع الإصلاحات والتجديدات الأخرى التي تمت في بقية إيوانات المسجد والطريق المحيط به, ونفذت بتكلفة قدرها 15 مليون جنيه، وانتهى العمل بها في أكتوبر 2002م . |
أشعار من ذهب وعند دخولك ساحة المسجد يغمرك إحساس رائع بالسكينة والهدوء النفسي, عندما تجد نفسك وسط بهوٍ كبير تتوسطه ميضأة أقيمت فوق بئر قديم تم ردمه, تعلوه قبة كبيرة, ويتكون المسجد من مدخل رئيسي بارز يقع في الجهة الغربية للجامع الذي يتكون من صحن كبير مكشوف تحيط به أربعة أروقة ذات سقوف خشبية بسيطة, أكبر هذه الأروقة هو رواق القبلة ويتكون من إحدى وعشرين بائكة, تتكون كل منها من ستة عقود مدببة مرتكزة على أعمدة رخامية, وبصدر رواق القبلة محرابين مجوفين يجاور كل منهما منبر خشبي, أحدهما منبر الدكتور محمد عبد السميع جاد, والآخر منبر الدكتور عبد الصبور شاهين, ويوجد بجدار القبلة لوحتان ترجعان إلى عصر مراد بك. أما المحراب الرئيسي فتعلوه لوحة كتب عليها بماء الذهب أبيات شعر تعطي معنى ترميم المسجد وصاحب هذا الترميم, وسنة بناء الإيوان وافتتاحه عام 1212م . كما يوجد بالركن الشمالي الشرقي لرواق القبلة قبة يرجع تاريخها إلى عبد الله بن عمرو بن العاص, أما صحن الجامع فتتوسطه قبة مقامة على ثمانية أعمدة رخامية مستديرة الشكل, وكانت نوافذ الجامع القديمة مزخرفة بزخارف جصية ما زالت بقاياها موجودة بالجدار الجنوبي, ويتوج واجهات الجامع من الخارج من أعلى شرفات هرمية مسننة, كما أن للجامع مئذنة يرجع تاريخها إلى عصر مراد بك, وهي مئذنة بسيطة تتكون من دورة واحدة ذات قمة مخروطية . بئر العقم وقد أشيع بين العوام ولوقت قريب عدة خرافات متعلقة بالمسجد العريق, وللأسف ترسخ في وجدان البعض صدق هذه المزاعم, حتى قامت الجهات المسئولة باتخاذ عدة إجراءات استطاعت من خلالها أن تقضي عليها، وتزيلها من نفوس وعقول البسطاء . ففي إيوان القبلة من الجهة الشرقية الجنوبية يوجد بئر قديم كان يستخدم قديمًا في الوضوء, ومع مرور الزمن جف هذا البئر إلا من بعض المياه الراكدة, وقد شاع بين النساء أن هذا الماء يشفي المرأة العقيم بعد أن يصب على ظهرها, وظل هذا البئر قبلة للسيدات حتى قامت هيئة الآثار بوضع غطاء على هذا البئر في الترميم الأخير, وشاء القدر أن تجف مياهه بعد مشروع المياه الجوفية حول المسجد, لتنتهي هذه الأسطورة التي استمرت سنوات . وفي نفس هذا الإيوان من الناحية البحرية كان يوجد محراب صغير كانت السيدة نفيسة - رضي الله عنها - تتخذه مصلى لها, وفي الجمعة اليتيمة كانت السيدات الأميات تأتي لتقبيل هذا المحراب, ويقف أحد الخدم بعصا صغير لضرب رءوسهن إذا غبن في التقبيل لا لشيء إلا لإفساح المكان لمزيد من الزبونات, فهناك خادم آخر يشاركه المكان وقف خِصِّيصَى لجمع القروش من السيدات, وعند إجراء الترميمات الأخيرة تم إزالة هذا المحراب وسط حزن خدام المسجد الذين اتخذوا من هذه المهزلة وسيلة للتكسب . |
عمود كشف الكذب وما زالت الخرافات مستمرة ... وبفضلها تحول إيوان القبلة على ما يبدو إلى معقل لهذه النوعية من الأكاذيب؛ ففي منتصف البائكة الأخيرة منه يوجد عمودان رخاميان كان في عهد الفاروق عمر والفاتح عمرو بن العاص، يأتي إلى المسجد المتنازعون ليحتكموا إلى عمرو رضي الله عنه, فكان -كما أشاع مرددو الأباطيل- يدعو الخصوم إلى أن يمروا بين هذين العمودين, فمن صدق حديثه مر بينهما وإن كان بدينًا ضخم الجسم, أما إذا كان كاذبًا فإنه لا يمر وإن كان نحيفًا. وبذلك يكون هذان العمودان قد تحولا بفضل البدع والأكاذيب إلى جهاز يكاد يتفوق على جهاز كشف الكذب الشهير! والطريف في الأمر أنه وقتها لم تكن توجد أعمدة رخامية بالمسجد . كرباج عمر وعلى مقربة من دكة القارئ في نفس الإيوان الموعود ... يوجد هذا العمود الذي أحاطته وزارة الأوقاف بقفص حديدي حتى عام 1986م, بعد أن أشيع بين العامة أن الخط الحلزوني المرسوم عليه هو أثر ضربة كرباج عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - للعمود عندما استعصى على العمال حمله من المدينة إلى الفسطاط أثناء بناء الجامع, وعندما ضربه استجاب له. وكالعادة استغل البعض هذه الأكذوبة وقاموا بتطويرها، وأشاعوا أن المريض بمرض لا يرجى شفاؤه ما عليه إلا أن يضع لسانه على العمود عدة مرات ليحصل على الشفاء . وبالطبع انتشرت هذه الخرافة انتشار النار في الهشيم رغم محاولات مشايخ المسجد العديدة تفنيد هذه الأكذوبة التي ينفيها عدم وجود أعمدة رخامية بالمساجد في هذا الوقت، سواء في المدينة أو الفسطاط, ولم يفلح معهم إلا فكرة قفص الأوقاف التي قامت بإزالة العمود كلية عند إعادة بناء الإيوان، وبذلك نسي الناس هذه الأكذوبة المختلقة . الإيمان ختام وكما كان المسجد العريق معقلاً لبعض البدع والأساطير، كان وسيظل قبلة المصلين من كل مكان، والمنارة التي ما زالت إلى يومنا هذا تبث الفكر الإسلامي الرشيد . يصف الأستاذ أحمد رزق - محامى المسجد - المشاهد الإيمانية الرائعة التي يكتظ فيها المسجد بالمصلين في المناسبات الدينية المختلفة, خاصة الاحتفال بليلة القدر وختم القرآن والجمعة اليتيمة وصلاة العيدين قائلاً : إنه منذ أن تولى فضيلة الشيخ محمد جبريل إمامة التراويح في المسجد عام 1988م وجنبات المسجد تضيق بالمصلين الذين يصل عددهم حوالي نصف مليون أو أكثر, خاصة في ليلة القدر التي يطيل فيها الدعاء ليظهروا في مشهد رائع تموج فيه أعداد هائلة من البشر, تنطلق خارج المسجد بعد الصلاة إلى الشوارع والحارات المحيطة به, لتصل إلى شارع صلاح سالم شمالاً ومنطقة ماري جرجس جنوبًا وغربًا حتى سور مترو الأنفاق . |
موسوعة تاريخية هامة جدا شكرا على المجهود الكبير بارك الله فيك وجزاك خيرا خالص الدعوات والتحايا |
أسعد الله قلوبكم وأمتعها بالخير دوماً
|
اقتباس:
وجزاكِ مثله إن شاء الله تعالي . شكراً علي مرورك الكريم |
اقتباس:
وأسعد قلوبكم وأمتعها بالخير والصحة إن شاء الله تعالي . شكراً علي مرورك الكريم |
المسجد الأموي في دمشق منذ صدر الإسلام واسم دمشق يرتبط بمسجدها الأموي، وهو واحد من المقامات المهمة في العالم الإسلامي. وقد كان هذا المكان أهم معمار رائع في المدينة، ورمزها الأكثر بروزاً. بني المسجد الأموي على هندسة قال بعضهم أنها مقتبسة من العمائر السورية القديمة، بينما يرى باحثون وعلماء أنه لا توجد عمائر قديمة تُشبه في تخطيطها مخطط الجامع، وأن شكل بنائه يخالف تقاليد العمارة السورية القديمة، وهو في واقع الأمر نموذجٌ معماريٌ متجانسٌ وزخارفه الإسلامية البديعة تنسجم مع البناء. بني المسجد الأموي في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك بن مروان سنة 86هـ و اكتمل بناءه في عام 96هـ . وكان قد استعمل في بنائه خلقا كثيرا من الصناع والمهندسين والفعلة، وكان المستحث على عمارته أخوه وولي عهده من بعده سليمان بن عبد الملك، ويقال إن الوليد بعث إلى ملك الروم يطلب منه صناعا في الرخام وغير ذلك، ليستعين بهم على عمارة هذا المسجد على ما يريد، وأرسل يتوعده لئن لم يفعل ليغزون بلاده بالجيوش. قال المقدسي في (أحسن التقاسيم): أن الوليد جمع لبنائه صناعا مهرة من الشام ومصر بلغ عددهم أكثر من عشرة آلاف استمروا يعملون فيه تسع سنوات (انظر معجم البلدان) وقد بنى الوليد ما كان داخل حيطان المسجد وزاد في سمك الحيطان. |
وقيل: أنفق في مسجد دمشق أربعمائة صندوق من الذهب، في كل صندوق أربعة عشر ألف دينار، وفي رواية في كل صندوق ثمانية وعشرون ألف دينار. وقيل إنه صرف أكثر من ذلك بكثير، والله أعلم. قال أبو قصى: وأتى الحرسي إلى الوليد فقال: يا أمير المؤمنين إن الناس يقولون أنفق أمير المؤمنين بيوت الأموال في غير حقها. فنودي في الناس الصلاة جامعة. فاجتمع الناس فصعد الوليد المنبر وقال: إنه بلغني عنكم أنكم قلتم أنفق الوليد بيوت الاموال في غير حقها، ثم قال: يا عمرو بن مهاجر، قم فأحضر أموال بيت المال، فحملت على البغال إلى الجامع، ثم بسط لها الانطاع تحت قبة النسر، ثم أفرغ عليها المال ذهبا صبيبا، وفضة خالصة، حتى صارت كوما، حتى كان الرجل إذا قام من الجانب الواحد لا يرى الرجل من الجانب الآخر، وهذا شيء كثير، ثم جيء بالقبانين فوزنت الأموال فإذا هي تكفي الناس ثلاث سنين مستقبلة، وفي رواية ست عشرة سنة مستقبلة، لو لم يدخل للناس شيء بالكلية، فقال لهم الوليد: والله ما أنفقت في عمارة هذا المسجد درهما من بيوت المال، وإنما هذا كله من مالي. ففرح الناس وكبروا وحمدوا الله عزوجل على ذلك، ودعوا للخليفة وانصرفوا شاكرين داعين. ثم قال الوليد: يا أهل دمشق، إنكم تفخرون على الناس بأربع: بهوائكم ومائكم وفاكهتكم وحماماتكم، فأحببت أن أزيدكم خامسة وهي هذا الجامع. ولما تم الجامع الأموي وكمل بناؤه لم يكن على وجه الأرض بناء أحسن منه، ولا أبهى ولا أجمل منه، بحيث إنه إذا نظر الناظر إليه أو إلى جهة منه أو إلى بقعة أو مكان منه تحير فيها نظره لحسنه وجماله ولا يمل ناظره، بل كلما أدمن النظر بانت له أعجوبة ليست كالأخرى. وما زال سليمان بن عبد الملك يعمل في تكملة الجامع الاموي بعد موت أخيه مدة ولايته، وجددت له فيه المقصورة، قال الفرزدق: أهل دمشق في بلادهم في قصر من قصور الجنة - يعني الجامع - . وقال أحمد بن أبي الحواري عن الوليد بن مسلم عن ابن ثوبان: ما ينبغي لأحد من أهل الأرض أن يكون أشد شوقا إلى الجنة من أهل دمشق، لما يرون من حسن مسجدها. ولما دخل أمير المؤمنين المهدي دمشق يريد زيارة القدس نظر إلى جامع دمشق فقال لكاتبه أبي عبيد الله الاشعري: سبقنا بنو أمية بثلاث، بهذا المسجد الذي لا أعلم على وجه الارض مثله، وبنبل الموالي، وبعمر بن عبد العزيز، لا يكون والله فينا مثله أبدا. و لما أتى بيت المقدس فنظر إلى الصخرة - وكان عبد الملك بن مروان هو الذي بناها - قال لكاتبه: وهذه رابعة. ولما دخل المأمون دمشق فنظر إلى جامعها وكان معه أخوه المعتصم، وقاضيه يحيى بن أكثم، قال: ما أعجب ما فيه؟ فقال أخوه: هذه الأذهاب التي فيه، وقال يحيى بن أكثم: الرخام وهذه العقد، فقال المأمون: إني إنما أعجب من حسن بنيانه على غير مثال متقدم، ثم قال المأمون لقاسم الثمار: أخبرني باسم حسن أسمي به جاريتي هذه، فقال: سمها مسجد دمشق، فإنه أحسن شيء. وقال الشافعي: عجائب الدنيا خمسة: أحدها منارتكم هذه - يعني منارة ذي القرنين باسكندرية - والثانية أصحاب الرقيم وهم بالروم اثنا عشر رجلا، والثالثة مرآة بباب الأندلس على باب مدينتها، يجلس الرجل تحتها فينظر فيها صاحبه من مسافة مائة فرسخ. وقيل ينظر من بالقسطنطينية، والرابع مسجد دمشق، والخامس الرخام والفسيفساء، فإنه لا يدري لها موضع. قال ابن عساكر: وذكر إبراهيم بن أبي الليث الكاتب - وكان قدم دمشق سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة - في رسالة له ذكر فيها : وإن أفضيت إلى جامعه شاهدت منه ما ليس في استطاعة الواصف أن يصفه، ولا الرائي أن يعرفه، وجملته أنه كنز الدهر ونادرة الوقت، وأعجوبة الزمان، وغريبة الأوقات. |
تبارى الواصفون والشعراء في ذكر محاسن المسجد الأموي بدمشق, فهو من أشهر جوامع الإسلام حُسنًا وإتقان بناء, وغرابة صنعة, واحتفال تنميق وتزيين, وشهرته المتعارفة في ذلك تغني عن استغراق الوصف فيه. يقول ابن بدران -في منادمة الأطلال عنه-: هو أعظم جوامع دمشق، وللناس فيه قصائد وأقوال يضيق عنها الحصر. ويقول عنه ياقوت -في معجم البلدان- في مبالغة ظاهرة: لو أن الإنسان عاش ألف سنة, وجعل يتردد كل يوم من أيامه إلى الجامع الأموي, لكان يرى في اليوم ما لا يراه في أمسه. ويقول الشاعر الإسلامي محمود غنيم في الجامع الأموي: وانزل دمشق وسائل صخر مسجدها *** عمـن بنــاه لعل الصـخر ينعاه. ولقد توالت الدراسات والأبحاث عن الجامع الأموي في تأريخه ووصف بنائه وجماله وزخارفه وفنونه, منذ العصور الأولى بعد بنائه إلى أن جمع ذلك الحافظ ابن عساكر في تاريخه. وصفه "ابن جبير" في رحلته في حلب، لهذا الجامع الذي زاره سنة (580 هـ / 1183 م) يبين حالة المسجد قبل حريقه مع الأسواق سنة (564 هـ / 1168 م) وترميمه من نور الدين زنكي فيقول: "إنه من أحسن الجوامع وأجملها في كافة البلاد الإسلامية، قد أطاف بصحنه الواسع بلاط كبير متسع مفتح كله أبواباً قصرية الحسن إلى الصحن، عددها ينيف على الخمسين، والبلاط القبلي الحرم لا مقصورة فيه فجاء ظاهر الاتساع". ثم يصف المحراب والمنبر وزخارفهما فيقول: "ما أرى في بلدٍ من البلاد منبراً على شكله وغرابة صنعته، واتصلت الصنعة الخشبية منه إلى المحراب فتجللت صفحاته كلها خشباً على تلك الصنعة الغريبة وارتفع كالتاج العظيم على المحراب، وعلا حتى اتصل بسمك السقف وقد قوّس أعلاه.. وهو مرصع كله بالعاج والأبنوس". وتقول دوريات إن المنبر والمحراب الذي يصفه "إبن جبير" قد صنع في الوقت الذي أمر فيه نور الدين زنكي بصنع منبر للمسجد الأقصى، نقله فيما بعد صلاح الدين بعد تحرير القدس سنة (583 هـ / 1187 م). ومن المؤكد أن صناع هذا المنبر وهم معالي وأولاده المذكورون على منبر المسجد الأقصى الذي أحرقه الصهاينة سنة 1969، أي أنه يحمل نفس الشكل والزخارف في الجامع الأموي في مدينة حلب, ولقد قام هؤلاء بصنع محراب مدرسة الحلوية على غرار محراب مسجد حلب الذي وصفه ابن جبير. |
مساحات المسجد وتبلغ مساحة المسجد كله 157×97م وتبلغ مساحة الحرم 136×37م وحرم الصلاة طوله 135م وعرضه 37م، وهو قلب المسجد النابض، تعلوه قبة مدهشة تهيمن على ساحة المسجد. وهو عبارة عن غرفة لها ثلاثة ممرات وطبقتان من الأقواس التي تعتمد على أعمدة كورنيثية، وتقف على قاعدة. أما مساحة الصحن فهي 22.5×60م ويتوسط وينفتح من داخل الحرم. وهو محاط من جوانبه الثلاثة بأروقة وأعمدة شامخة ارتفاعها 15.35م، ومن الجنوب تنفتح أبواب الحرم التي أصبحت مغلقة بأبواب خشبية تعلوها قمريات زجاجية ملونة مع كتابات وزخارف رائعة. تنهض الأروقة على صفٍ من القناطر المتراكبة، قنطرتان صغيرتان فوق كل قنطرة كبيرة، وتحملها سواري مربعة ضخمة وأعمدة، عمودان بين كل ساريتين في الجانبين ويبلغ عددها مجتمعة 47 سارية وعمودًا. وهي تشكل واجهات الأروقة وواجهة الحرم المؤلفة من جبهة ثلاثية ذات نافذة مفتوحة على طرفيها نافذتان دائريتان، وتحت الجبهة واجهة مربعة في وسطها قوس كبير ضمنه ثلاث نوافذ، وترتكز هذه الواجهة على ثلاث قناطر محمولة على عمودين في الوسط، وركنين في الجانبين وتدعم هذه الواجهة من الطرفين دعامتان مربعتان ضخمتان. وعلى طرفي هذه الواجهة تمتد القناطر المتراكبة تسع قناطر إلى اليمين ومثلها إلى اليسار شرقًا. ومن الرواق تنفتح على الصحن 24 قنطرة ومن الرواقين الشرقي والجنوبي تسع قناطر. أما حرم المسجد فهو مؤلف من قناطر متشابهة عددها 24 قنطرة تمتد عرضانيًا موازية للجدار القبلي، يقطعها في الوسط جناح متوسط يمتد من باب الجبهة الرئيسي وحتى المحراب. ومن أهم معالم القناطر من الجهة الشرقية، مقام رأس سيدنا الحسين رضي الله عنه، وهو المكان الذي وضع فيه رأسه الشريف قبل نقله لمصر. وباب المدرسة النورية للحديث لتعليم الحديث النبوي الشريف. ومن الجهة الغربية: غرفة الإمام الغزالي التي ألف فيها كتابه الإحياء بعد اعتزاله الناس. وفي حرم الجامع أربعة محاريب، المحراب الأصلي في منتصف الجدار القبلي. وهذه المحاريب مخصصة للمذاهب الأربعة. وفي أعلى جدار القبلة، تنفتح على امتداده نوافذ ذات زجاج ملون. عددها 44 نافذة مع ستة نوافذ في الوسط. إن جميع الزخارف الرخامية المنقوشة في المحراب والمنبر وفي المحاريب الأخرى هي آيات فنية، صنعها المبدعون الدمشقيون الذين نقلوا فنونهم إلى أنحاء كثيرة من البلاد العربية والإسلامية. ولقد زينت جدران الحرم بالفسيفساء والرخام، وما زالت أقسام كثيرة من الفسيفساء الأموي قائمة في الحرم من الشمال إضافة للتزيينات الكثيرة. ويبدو الجامع مهيمناً على مدينة دمشق القديمة بهامته المتجلية بقبة النسر، وبمآذنه الثلاثة التي أقيمت في وقت لاحق فوق الصوامع الأموية التي كانت مجرد بدن دون منارة عليه، كما هو الأمر في الصوامع المغربية. والمئذنة الشمالية هي الأقدم ولقد أضيف إليها منارة في عصر صلاح الدين، ثم في عصر العثمانيين وفوق الصوامع أنشئت المئذنة الشرقية في عصر الأيوبيين ثم العثمانيين، والمئذنة الغربية أنشأها السلطان قايتباي. |
أبواب المسجد وللجامع أربعة أبواب خارجية هي: باب البريد من الغرب وباب جيرون من الشرق وباب الكلاسة من الشمال. وباب الزيادة من الجنوب وينفتح من داخل الحرم. أما الأبواب الداخلية فهي: 1- باب البرادة: أو باب السنجق أو الصنجق, باب البرادة هي التسمية القديمة للبوابة الرئيسية المنفذة من صحن الجامع إلى حرمه, أما السنجق أو الصنجق فهي الأحدث, وتنسب إلى الراية التي تحمل مع المحمل عند أداء فريضة الحج. 2- باب مقصورة الخطابة: الباب المؤدي إلى مقصورة الخطابة داخل الحرم. 3- باب الخطابة: انظر باب مقصورة الخطابة. 4- باب السر "باب الخضراء": ذكره ابن قاضي شهبة ولم يحدد موقعه, ويعتقد بأنه الباب المفضي إلى قصر الخضراء والذي يدخل منه الخلفاء الأمويون من وإلى الجامع دون أن يراهم أحد. 5- باب الخضراء: انظر باب السر. 6- واكتُشفَ في الجدار الجنوبي للجامع الأموي باب من العهد البيزنطي كان مختفيًا خلف النسق الشمالي لسوق القباقبية, وتعلوه كتابات كنسيّة يونانية تعود إلى أيام كنيسة يوحنا المعمدان, وقد أزيل هذا النسق في بداية الثمانينيات من القرن الماضي لحماية الجامع من الحريق, ولكشف جداره الأثري. أحداث في تاريخ المسجد وقد وقعت أحداث للمسجد الأموي كادت أن تلغي بعضا من ملامحه الخلابة لكنه كان يتم إعادتها في كل مرة وفق المخطط الأصلي على قدر المستطاع من هذه الأحداث. 1. حريق المشهدين في الجامع الأموي: في يوم الجمعة، العاشر من شهر رمضان سنة 121 - 1709م، احترق المشهدان الغربيان وما بينهما، فوق باب الجامع، فوق مسرجة النحاس، وهدمت تلك السقف بينهما، واجتمع من الخلق ما لا يعلمه إلا الله. لأجل إطفاء الحريق مخافة أن يصل إلى الجامع، وحملوا الماء بالقرب ولم يفت للجامع، ونقل أهل سوق الذراع حوايجهم لباب البريد، وبقي هذان المكانان مهدومين. قال في العبر: وفي سنة 740 هـ سادس عشر شوال، وقع بدمشق حريق كبير شمل سوق اللبادين القبلية وما تحتها وما فوقها إلى سوق الكتب، واحترق سوق الوراقين وسوق الذهب وحاصر الجامع وما حوله والمئذنة الشرقية وعدم الناس فيه من الأموال والمتاع ما لا يحصر. وقد ذهب بهذا الحريق أموال الناس وأتى على المباني بأجمعها. 2. وقد دمرت النيران معظم المسجد في عام 1069 م، كما أن التتار أجهزوا عليه في عام 1260م. 3. وفي بداية القرن الخامس عشر الميلادي، قام تيمورلنك بحرق داخل المسجد كاملاً. 4. وأخيراً في عام 1893، في الفترة العثمانية، أكلت النيران المسجد برمته. موقف الخليفة عمر بن عبد العزيز لما ولي عمر بن عبد العزيز عزم على أن يجرده مما فيه من الذهب، ويقلع السلاسل والرخام والفسيفساء، ويرد ذلك كله إلى بيت المال، ويجعل مكان ذلك كله طينا، فشق ذلك على أهل البلد واجتمع أشرافهم إليه، وقال خالد بن عبد الله القسري: أنا أكلمه لكم، فقال له: يا أمير المؤمنين بلغنا عنك كذا وكذا. قال: نعم ! فقال خالد: ليس ذلك لك يا أمير المؤمنين، فقال عمر: ولم ؟ فقال: يا أمير المؤمنين لأن غالب ما فيه من الرخام إنما حمله المسلمون من أموالهم من سائر الأقاليم، وليس هو لبيت المال، فأطرق عمر. قالوا: واتفق في ذلك الزمان قدوم جماعة من بلاد الروم رسلا من عند ملكهم، فلما دخلوا من باب البريد وانتهوا إلى الباب الكبير الذي تحت النسر، ورأوا ما بهر عقولهم من حسن الجامع الباهر، والزخرفة التي لم يسمع بمثلها، صعق كبيرهم وخر مغشيا عليه، فحملوه إلى منزلهم، فبقي أياما مدنفا، فلما تماثل سألوه عما عرض له فقال: ما كنت أظن أن يبني المسلمون مثل هذا البناء، وكنت أعتقد أن مدتهم تكون أقصر من هذا. فلما بلغ ذلك عمر بن عبد العزيز قال: أو إن الغيظ أهلك الكفار، دعوه. وقال: (لا أرى مسجد دمشق إلا غيظا على الكفار) . |
أقسام المسجد وللمسجد أقسام عديدة نظرا لمساحته الواسعة وإلى ما تم فيه من إبداعات في البناء والإعمار منها: 1. باب جيرون والدهليز 2. مشهد الحسين 3. قاعة المئذنة الشمالية الشرقية 4. قبر الملك الكامل 5. مقر عمر بن عبد العزيز 6. باب الكلاسة أو العمارة 7. مئذنة العروس 8. قاعدة المئذنة الشمالية الغربية (زاوية الغزالي) 9. مشهد عثمان (قاعة الاستقبال اليوم) 10. باب البريد 11. مشهد عروة (بيت الوضوء اليوم) 12. قاعدة المئذنة الجنوبية الغربية 13. محراب الحنابلة 14. محراب الحنفية 15. محراب الخطيب 16. محراب المالكية أو محراب الصحابة 17. قاعدة المئذنة الجنوبية الشرقية وفوقها المئذنة البيضاء 18. مشهد أبي بكر 19. مقام النبي يحيى - (يوحنا المعمدان) 20. قبة الساعات 21. قبة البركة 22. قبة المال أو الخزنة الرائعة 23. باب الزيادة 24. قبة النسر 25. مئذنة عيسى 26. قاعة الصلاة والعبادة 27. متحف الجامع |
المسجد العمري المسجد العمري أو جامع العروس هو مسجد واقع في مدينة بصرى الشام في الجمهورية العربية السورية، بني أيام الخليفة عمر بن الخطاب، ويعرف بالجامع العمري نسبة إليه. الموقع يقع المسجد العمري في وسط مدينة بصرى الشام الأثرية / سوريا التي تبعد 140 كم جنوب العاصمة السورية دمشق؛ ويشتهر باسم جامع العروس. اللمحة التاريخية يعد هذا الجامع من أقدم المساجد في سوريا حيث بني أيام الخليفة عمر بن الخطاب، ويعرف بالجامع العمري نسبة إليه وهو الجامع الوحيد الذي بني في عهد الإسلام الأول، وحافظ على واجهته القديمة حتى الآن، ولا يزال يحتفظ بتفاصيله المعمارية، وأعمدته التي بقيت في مكانها. وقد طرأت على الجامع تجديدات وترميمات في عهود مختلفة، وكشفت أعمال الترميم التي قام بها المهندس الفرنسي إيكوشار عام 1936م عن كتابة أموية كوفية مؤرخة عام 102هـ / 720م وهذا نصها: "وهذه المئذنة قام على صنعتها بعد سنة مائة وكتب الحرث.. ". كما وجدت كتابات أموية أخرى في إحدى الدعامات في الرواق الشرقي مؤرخة عام 128هـ / 745م. وجدد أحد أقسام السقف عام 460هـ/ 1067م كما تشير إلى ذلك كتابة كوفية على إحدى مسطحات السقف: "جدده في سنة ستين وأربع مائة". وقد جدد الجامع أمين الدولة أبو منصور كمشتكين الأتابكي عام 506هـ/ 1122م. كما توجد كتابة على الجدار الشمالي من الخارج بالخط النسخي تشير إلى تجديد الصحن في العهد الأيوبي عام 618هـ/ 1221م. |
الوصف المعماري يتألف المسجد من صحن مكشوف أبعاده 16×13م تتوسطه ميضأة مربعة 2×2م داخلها نافورة ماء ويحيط بها عامود رخامي قطره 50 سم وتاج دوري ارتفاعه 2م. رصفت أرضية الصحن بالحجر الكلسي الأبيض والبازلتي الأسود على شكل متداخلات مع تزيينات وأشكال هندسية مختلفة الألوان، تلتف حول الصحن أربعة أروقة ويشكل الرواق الجنوبي حرم الصلاة ويبلغ عرضه 12م. وقد غطيت واجهة هذا الرواق بكلسة تمتد عليها ثلاثة أشرطة من الزخارف النباتية المحفورة في الجص، تحصر بينها حقلين مملوءين بالكتابات الكوفية المزهرة والمحفورة على الجص أيضًا. ويبدو أن كامل الجدار فوق هذه الأشرطة كان مملوءًا بالزخارف النباتية التي تتخللها آيات قرآنية، وتعد هذه الزخارف والكتابات الجصية من أهم المعالم الفنية في المسجد. يبدو المسجد من الداخل على شكل معرض للأعمدة والتيجان من مختلف الطرز حيث يبلغ عددها 44 عمودًا بكافة عناصره المؤلفة من ركيزة ووسادة وطبلة عمود وتاج وغيرها. من هذه الأعمدة 16 عمودًا من الرخام الأبيض والحجر الكلسي، أما التيجان فمنها 14 تاج على الطراز الكورنثي واثنان على النمط الأيوني والباقي من الطرز الدورية والبسيطة. جاء توزيع الأقواس بطريقة متصالبة بحيث يبلغ عددها 7 أقواس شرق غرب أكبرها في الوسط و6 أقواس متساوية البعد من الحجر البازلتي، يتوسط جدار القبلة محراب الجامع وهو بسيط أبعاده 1×2.6م على شكل صندوق مفتوح ينتهي بنصف قبة. وفي المسجد منبر خشبي حديث. زين المسجد من الداخل بكساء من الملاط الكلسي مع تزيينات نباتية وهندسية جاءت مع السلاجقة من شرق آسيا عبر إيران وكتابات قرآنية بالخط الكوفي المزين بالحجم الكبير وعلى امتداد جدار القبلة. يتقدم المسجد من الشرق رواق مقنطر منخفض يشرف على الشارع بـ 9 أقواس مختلفة الارتفاع، واستعملت بعض أقسامه للوضوء. يتخلله أبواب تؤدي إلى المسجد. زودت الواجهةمن الأعلى بـ 5 نوافذ مقوسة ومختلفة القياس. يتقدم المسجد من الغرب ساحة مكشوفة عرضها على امتداد الجامع. أما الواجهة الغربية للمسجد والمشرفة على الساحة فقد جاء بناؤها موحدًا مما يدل على أنها بنيت بفترة واحدة. تنفرد هذه الواجهة بأنها تحوي درجًا حجريًا يؤدي إلى سطح المسجد مكون من 40 درجة نفذ بتداخل مع مداميك البناء. تبين الواجهة الشمالية التي هي على ارتفاع 10م الاختلافات والتحولات والإصلاحات التي شهدها البناء. حيث نلاحظ أن الجدار حتى ارتفاع 4م يملك انسجامًا موحدًا في البناء تتخلله ثلاثة أبواب، وبعد بناء الأبواب نجد أن الجدار بني بمدماك من أجزاء مختلفة الأقطار بلغ عددها 34 جزءًا صفت بشكل عرضاني. وهي الوحيدة في المسجد التي جاءت خالية من النوافذ. أما الواجهة الجنوبية فهي الوحيدة المنتظمة وتحتوي على خمسة نوافذ مقوسة. أما المئذنة فهي على ارتفاع 6م تقع في الزاوية الشمالية الشرقية من المسجد، جاء قسمها السفلي مربع الشكل بأبعاد 4.80× 4.80م نفذ فيها مدخلان أحدهما للمسجد والآخر يفتح إلى خارج المسجد. ثم يتقلص كل ضلع من كل جهة 60 سم ليصبح طول كل ضلع 4.2سم ثم تأخذ بالتقلص التدريجي حتى ارتفاع 18م بحيث يتقلص طول الضلع إلى 50سم وبذلك يصبح ارتفاعها الكامل 24م، ولقد زودت بفتحات تهوية وإضاءة غير منتظمة على مستوى ارتفاعها. تاريخ بنائها ليس مؤكدًا ويعتقد أنها بنيت بنفس الفترة التي بنيت فيها الواجهة الشمالية والتي تعود إلى الربع الأول من القرن السابع الهجري. في أعلى كل واجهة منها نافذتان بينهما عمود محلزن، وفوق كل نافذة قوسان متعاكسان، وفي أعلى المئذنة يوجد كورنيش حجري بارز. |
لعلّ خير ما خلفه الفاطميون لمصر وللعالم الإسلامي ذلك المسجد الأزهر العتيق، فقد كان بيتاً من بيوت اللَّه يعمر النفوس بالإيمان ويهديها سواء السبيل، ثم نهض إلى جانب هذا برسالة أخرى حمل بها عبء المعارف الإسلامية بعد سقوط بغداد، وصار المثابة الأخيرة التي يؤمها طلاب العلم من جميع الأقطار. وسنقف أمام محطة تاريخية هامة يتجلى بها دور الأزهر في قيادة الأمة وصناعة العلماء وتربية المجاهدين... نعني بذلك دور الأزهر في مواجهة الغزو الفرنسي لمصر. تأسيسه وبناؤه هو مسجد وجامعة في القاهرة في مصر، بناه جوهر الكاتب الصقلي (إلياس الصقلي) قائد جند أبي تميم معد بعد عام من فتح الفاطميين لمصر، وبعد أن أنشأوا قاعدة ملكهم الجديدة مباشرة (القاهرة جمادى الأولى عام 259 رمضان 361). وفتح للصلاة في شهر رمضان عام 361هـ (حزيران - تموز سنة 972) وبني المسجد في الجنوب الشرقي من المدينة على مقربة من القصر الكبير الذي كان موجوداً حينذاك بين حي الديلم في الشمال وحي الترك في الجنوب. وكتب جوهر بدائر القبة نقشاً تاريخه عام 360هـ. وتجد نصّه في المقريزي (الخطط، ج2، ص273، س24-26) . وقد اختفي النقش منذ ذلك التاريخ وزاد كثير من ولاة الفاطميين في بناء المسجد وحبسوا عليه الأوقاف، نضرب مثلاً لذلك العزيز نزار (365-386هـ ـ 976-996م) فقد جعله معهداً علمياً وأنشأ به ملجأً للفقراء يسع 35 شخصاً. ويروى أن البناء الأول للمسجد كان به صورة طيور منقوشة على رأس ثلاثة أعمدة حتى لا يسكنه طير ولا يفرّخ به. ولما جاء الحاكم بأمر اللَّه (386-411هـ ـ 996-1020م) زاد في بناء المسجد وحبس الأوقاف عليه وعلى غيره من المساجد. وتجد ثبتاً بهذه الأوقاف فيما ذكره المقريزي (ج2، ص273 وما بعدها) من أخبار عام 400هـ. وفي عام 519هـ (1125م) أنشأ العامر فيه محراباً وحلاّه بالنقوش الخشبيّة. وما زالت هذه النقوش محفوظة في دار الاثار العربية بالقاهرة. وإنشاء الفاطميين لهذا المسجد يفسّر الاسم الذي أطلق عليه، فقد قيل إنّ الأزهر إشارة إلى السيدة الزهراء وهو لقب فاطمة بنت الرسول محمد صل الله عليه وسلم التي سميّت باسمها أيضاً مقصورة في المسجد (المقريزي، ج2، ص275، س16). وقد زاد المستنصر والحافظ في بناء المسجد شيئاً قليلاً. |
وتغيّر الحال في عهد الأيوبيين، فمنع صلاح الدين الخطبة من الجامع وقطع عنه كثيراً مما أوقفه عليه الحاكم. وانقضى نحو قرن من الزمان قبل أن يستعيد الجامع الأزهر عطف الولاة ووجوه البلاد عليه، ولما جاء الملك الظاهر بيبرس زاد في بنائه وشجّع التعليم فيه وأعاد الخطبة إليه في عام 665هـ = 1266-1267م. وحذا حذوه كثير من الأمراء. ومنذ ذلك العهد ذاع صيت المسجد وأصبح معهداً علمياً يؤمه الناس من كل فجّ، ولقي الأزهر من عناية البلاد الشيء الكثير. وزاد في مجده أن غزوات المغول في المشرق قضت على معاهد العلم هناك، وأن الإسلام أصابه في المغرب من التفكك والانحلال ما أدى إلى دمار مدارسه الزاهرة. وفي عام 702هـ (1302-1303م) خرّب زلزال المسجد، فتولّى عمارته الأمير سهاد ثم جددت عمارة الجامع في عام 725هـ (1325م) على يد محتسب القاهرة محمد بن حسن الأسعردي (من سعرد في إرمينيه). وحوالى ذلك العهد بنى الأميران طيبرس وأقبغا عبد الواحد مدارس بالقرب من الأزهر، إذ بنى طيبرس المدرسة الطيبرسنية عام 709هـ (1309-1310م) وبنى أقبغا عبد الواحد المدرسة الأقبغاوية عام 740هـ (1340م) وقد ألحقت هاتان المدرستان بالأزهر فيما بعد. وقد جدّد الطواشي بشير الجامدار الناصري بناء المسجد وزاد فيه حوالى عام 761هـ (1360م) ورتب فيه مصحفاً، وجعل له قارئاً، ورتّب للفقراء طعاماً يطبخ كل يوم، ورتّب فيه درساً للفقهاء من الحنفية، وجدد عمارة مطبخ الفقراء. وقد سقطت منارة الجامع عام 800هـ (1397-1398م) فشيّدها في الحال السلطان برقوق وأنفق عليها من ماله. وسقطت المنارة مرتين بعد ذلك (817هـ-1414م-1415 و827هـ -1423-1424م) وكان يُعاد إصلاحها في كلّ مرّة. وحوالى ذلك العهد أنشأ السلطان برقوق صهريجاً للماء وشيّد سبيلاً وأقام ميضأة. وشيّد الطواشي جوهر القنطبائي المتوفي عام 844هـ (1440-1440م) مدرسة بالقرب من المسجد، وكان قايتباي أكثر الناس رعاية للجامع الأزهر في القرن التاسع الهجري، فقد أكمل ما زاده في بناء المسجد عام 900هـ (1494-1495م) أي قبل وفاته بوقت قصير. وكان له الفضل كذلك في إقامة منشات للفقراء والعلماء. وقد أثبتت النقوش بيان ما زاده في المسجد ويذكر ابن إياس (ج2، ص167، ص22 وما بعدها) أنه كان لهذا الوالي عادة غريبة، فقد اعتاد الذهاب إلى الجامع الأزهر متخفيّاً في زي مغربي ليصلّي وليسمع ما يقوله الناس عنه، على أن ابن إياس لم يذكر لنا النتيجة التي أفضى إليها هذا العمل، وبنى قانصوه الغوري اخر المماليك (906-922هـ ـ 1500-1516م) المئذنة ذات البرجين. وفي العهد العثماني كان الفاتح سليم شاه كثيراً ما يزوره ويصلّي فيه، وقد أمر بتلاوة القران فيه وتصدّق على الفقراء المجاورين طلبة العلم الشرعي (تاريخ ابن إياس، ج3، ص116، و132 و246 و309 و313). وتجدر بنا الإشارة إلى الزاوية التي أقيمت ليصلّي فيها المكفوفون وسمّيت بزاوية العميان، فقد بناها عثمان كتخدا القزدوغلي (قاصد أوغلي) في عام 1148هـ (1735-1736م). ويظهر أنّ عبد الرحمن كتخدا المتوفي (عام 1190هـ-1776م) كان من أقارب عثمان القزدوغلي، وكان عبد الرحمن من أكثر الناس إحساناً إلى الأزهر. فقد بنى مقصورة وأحسن تأثيثها، وأقام قبلة للصلاة، ومنبراً للخطابة، وأنشأ مدرسةً لتعليم الأيتام، وعمل صهريجاً للمياه، وشيّد له قبراً دفن فيه، ووسط المباني الجديدة بين المدرسة الطيبرسية والمدرسة الأقبغاوية (التي حرف اسمها إلى الإبتغاوية فيما بعد). ولم تكن النهضة في عهد محمد علي تعطف على الأزهر أوّل الأمر ولكن الخديويين في العهد الأخير بذلوا جهدهم للإبقاء على ما لهذا الجامع من مجد وصيت. |
أقسام الأزهر الشريف فيما سبق يؤخذ من فهرس رسمي نشر عام 1268هـ (1851م) أنّ أقسام الأزهر وأروقته ومنشاته كانت بالأسماء الاتية: 1- الترك. ويقدّر عدد الكتب التي في الأزهر بنحو ثمانية الاف مصنف تتضمن ألف مصنف هي عبارة 19 ألف مجلّد. وإن هذا العدد قد تطوّر حتماً فيما بعد بشكل كبير. 2- الشوام . 3- الكرد. 4- المغاربة. 5- البخارى. 6- الصعايدة. 7- الريافة (أهل الدلتا) أو المنايفة (أهل المنوفية) أو الشيخ الشنواتي. 8- البحاروة (أهل البحيرة). 9- الشيخ الباجوري. 10- المدرسة الإبتغاوية. 11- الفلاثة (أهل أفريقية الوسطى). 12- الشيخ ثعيلب. 13- الدناشرة (أهل دنوشرة وما جاورها). 14- ابن معمّر. 15- المدرسة الطيبرسية. 16- الشرقاوي. 17- الشبراخيتي. 18- الهنود. 19- البغدادية. 20- الدمنهوري. 21- البشابشة (أهل بشيبش وما جاورها). 22- الدكارنة أو الصليحية. 23- دارفور. 24- اليمنية. 25- البرابرة. 26- الجاوة. 27- العمارة الجديدة أو محمد المغربل. 28- السليمانية. 29-. عيسى أفندي. 30- الجبرتية. |
شهد الأزهر أول حلقة درس تعليمي عندما جلس قاضي القضاة أبو الحسن علي بن النعمان في (صفر 365 هـ - أكتوبر 975م) ليقرأ مختصر أبيه في فقه آل البيت، ثم قام الوزير يعقوب بن كلس الفاطمي بتعيين جماعة من الفقهاء للتدريس وأجري عليهم رواتب مجزية، وأ قام لهم دوراً للسكن بجوار المسجد، وكان يطلق عليهم المجاورون وبهذا اكتسب الأزهر لأول مرة صفته العلمية باعتباره معهداً للدراسة المنظمة، وظل الأزهر علي هذا المنوال من تدريس الفقهالشيعي وتعليم وتأهيل دعاة مذهب الفاطميين، حتي توقفت الدراسة به تماما في العصر الأيوبي لأن الأيوبيين كانوا يعملون على إلغاء المذهب الشيعي، وتقوية المذهب السني بإنشاء مدارس لتدريس الحديث والفقه كما كان متبعا في جامع عمرو بالفسطاط أيام الفاطميين، وقل الإقبال على الأزهر. لكنه استرد مكانته في العصر المملوكي بعدما أصبح تدرس فيه الفقهوالمذاهب السنية فقط. فشهد إقبالا وازدحم بالعلماء والدارسين، وبحلقات العلم التي كانت تضم العلوم الشرعية واللغوية من فقه وحديث وآداب وتوحيد ومنطق وعلم الكلام. وعلم الهيئة والفلك والرياضيات كالحساب والجبر والهندسة، وكان الطالب يلتحق بالأزهر بعد أن يتعلم القراءة والكتابة ومبادئ الحساب وحفظ القرآن دون التزام بسن معينة ليتردد على حلقات العلماء ويختار ما يريد من العلماء القائمين على التدريس. وكان الطالب غير ملتزم بالانتظام في الدراسة؛ فقد ينقطع عنها لفترة ثم يعاودها. ولم تكن هناك لوائح تنظيمية تنظم سير العمل أو تحدد المناهج والفرق الدراسية وسنوات الدراسة. والطالب لو أصبح مؤهلا للتدريس والجلوس موقع الشيوخ استأذنهم وقعد للدرس. فإذا لم يجد فيه الطلاب ما يرغبون من علم، انفضوا عنه وتركوا حلقته، أما إذا التفوا حوله، ولزموا درسه، ووثقوا فيه، فتلك شهادة بصلاحيته للتدريس. بعدها يجيزه شيخ الأزهر. فيحصل علي شهادة الإجازة في التدريس. وظل هذا النظام متبعا حتى الخديوي إسماعيل1288 عندما أصدر أول قانون للأزهرسنة (1288 هـ - 1872م) لتنظيم حصول الطلاب على الشهادة العالمية، وحدد المواد التي يمتحن فيها الطالب بإحدى عشرة مادة دراسية شملت الفقهوالأصول والحديث والتفسير والتوحيد والنحو والصرف والمعاني والبيان والبديع والمنطق. وطريقة الامتحان بأن يقوم الطالب بالجلوس فوق أريكة المدرس، والممتحنون أعضاء اللجنة يتحلقون حوله في وضع الطلبة. فيلقي الطالب درسه. ويقوم الشيوخ بمناقشته في مختلف فروع العلم. وقد يستمر الامتحان لساعات طويلة لا تقطعها اللجنة إلا لتناول طعام أو لأداء الصلاة. حتى إذا اطمأنت من تمكن وتأهل وحفظ الطالب أجازته وأعطته درجات لتحديد مستواه. فالدرجة الأولى تمنح للطالب الذي يجتاز جميع المواد أو معظمها، والدرجة الثانية للذي يقل مستواه العلمي عن صاحب الدرجة الأولى، ولا يسمح له إلا بتدريس الكتب المتوسطة، أما الدرجة الثالثة فحاملها لا يُسمح له إلا تدريس الكتب الصغيرة للمبتدئين. ومن كان يرسب في الامتحان فكان يمكنه إعادة الامتحان مرة أخرى أو أكثر دون التزام بعدد من المحاولات. ويحق لمن حصل على الدرجة الثانية أو الثالثة أن يتقدم مرة أخرى للحصول على الدرجة الأعلى. وفي عهد الخديوي عباس حلمي الثاني صدر قانون سنة (1314 هـ - 1896م) لتطوير الأزهر. وقد حدد القانون سن قبول التلاميذ بخمسة عشر عاما مع ضرورة معرفة القراءة والكتابة، وحفظ القرآن وحدد المقررات التي تُدرس بالأزهر مع إضافة طائفة جديدة من المواد تشمل الأخلاق ومصطلح الحديث والحساب والجبروالعروض والقافية والتاريخ الإسلامي والإنشاء ومتن اللغة ومبادئ الهندسة وتقويم البلدان، وأنشأ هذا القانون شهادة تسمى "الأهلية" يتقدم إليها من قضى بالأزهر ثماني سنوات ويحق لحاملها شغل وظائف الإمامة والخطابة بالمساجد، وشهادة أخرى تسمى "العالمية"، ويتقدم إليها من قضى بالأزهر اثني عشر عاماً على الأقل، ويكون من حق الحاصلين عليها التدريس بالأزهر. |
وصدر المرسوم الملكي رقم 26 لسنة 1936م بشأن إعادة تنظيم الأزهر والهيئات التي يشملها للقيام على حفظ الشريعة الإسلامية وأصولها وفروعها واللغة العربية وعلى نشرها, وتخريج علماء يوكل إليهم تعليم علوم الدين واللغة بالمعاهد والمدارس. وحدد المرسوم اختصاص هيئة كبار العلماء وقصر كليات الأزهر على ثلاث هي: كلية الشريعة وكلية أصول الدين وكلية اللغة العربية. كما حدد دور المعاهد الأزهرية في تزويد الطلاب بثقافة عامة في الدين واللغة، وإعدادهم لدخول كليات الأزهر دون غيرها. وفي عام 1956م قام الرئيس جمال عبد الناصر فوق منبر الأزهر ليعلن القتال ضد العدوان الثلاثي (بريطانيا وفرنسا وإسرائيل). وصدر القانون رقم 103 لسنة 1961م بشأن إعادة تنظيم الأزهر والهيئات التابعة له. فنص: الأزهر هو الهيئة العلمية الإسلامية الكبرى التي تقوم على حفظ التراث الإسلامي ودراسته وتجليته ونشره، وتحمل أمانة الرسالة الإسلامية إلى كل الشعوب، وتعمل على إظهار حقيقة الإسلام وأثره في تقدم البشر ورقي الحضارة، وكفالة الأمن والطمأنينة وراحة النفس لكل الناس في الدنيا والآخرة. كما تهتم ببعث الحضارة العربية والتراث العلمي والفكري للأمة العربية وإظهار أثر العرب في تطور الإنسانية وتقدمها، وتعمل على رقي الآداب وتقدم العلوم والفنون وخدمة المجتمع والأهداف القومية والإنسانية والقيم الروحية، وتزويد العالم الإسلامي والوطن العربي بالمختصين وأصحاب الرأي فيما يتصل بالشريعة الإسلامية والثقافية الدينية والعربية ولغة القرآن. وتخريج علماء عاملين متفقهين في الدين، يجمعون إلى الإيمان بالله والثقة بالنفس وقوة الروح، كفاية علمية وعملية ومهنية لتأكيد الصلة بين الدين والحياة، والربط بين العقيدة والسلوك. وتأهيل عالم الدين للمشاركة في كل أسباب النشاط والإنتاج والريادة والقدوة الطيبة، وعالم الدنيا للمشاركة في الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة. كما تهتم بتوثيق الروابط الثقافية والعلمية مع الجامعات والهيئات الإسلامية والعربية والأجنبية. ومقره القاهرة، ويتبع رياسة الجمهورية". وأوضحت المادة الثانية من القانون رقم 103 لسنة 1961 م ملامح الأزهر الجديد، وأنه يعيش بالإسلام في واقع المجتمع، وينفث روح الدين في شتى مجالات العمل في الدنيا، ويأخذ مكانه في العالم من خلال هذا الدور الذي يربط علوم الدين بالدنيا، ونصت على: يرأس الأزهر الشريف الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر. وقد وضع القانون المشار إليه اختصاصات شيخ الأزهر فنصت المادة (4) على الآتي: شيخ الأزهر الإمام الأكبر وصاحب الرأي في كل ما يتصل بالشؤون الدينية والمشتغلين بالقرآن وعلوم الإسلام، وله الرياسة والتوجيه في كل ما يتصل بالدراسات الإسلامية في الأزهر وهيئاته، ويرأس المجلس الأعلى للأزهر وهو برتبة رئيس وزراء ". وحاليا جامع الأزهر كمسجد يتبع وزارة الأوقاف المصرية ولا يتبع مشيخة الأزهر الموجودة بمقرها الجديد بحديقة الخالدين بالدراسة. وجامعة الازهر مقرها بالدراسة وبمدينة نصر. |
جامع أحمد بن طولون جامع أحمد بن طولون 263-265 هجرية الموافق 876/877-879م. كان طولون أحد المماليك الأتراك الذين أهداهم عامل بخارى إلى الخليفة المآمون فظل يترقى فى خدمة البلاط العباسى حتى بلغ مصاف الأمراء، ونشأ ابنه - أحمد بن طولون - محبا للعلم مشغوفا به فحفظ القرآن ودرس الفقه والحديث وأظهر من النجابة والحكمة ما ميزه على أترابه. فلما تقلد باكباك إمارة مصر من قبل الخليفة العباسى أنابه عنه فى ولايتها فقدم إليها سنة 254 هجرية الموافق 868م وكان من حظه أن وهبت مصر إلى حميه الأمير ماجور بعد وفاة باكباك فأقره على ولايتها. وكانت ولاية أحمد بن طولون على مصر أول الأمر قاصرة على الفسطاط أما أمر الخراج فكان موكولا إلى ابن المدير فما زال بحسن سياسته يوسع فى نفوذه حتى شمل سلطانه مصر جميعها وتولى أمر الخراج وامتد نفوذه إلى الشام وبرقة وأسس الدولة الطولونية التى حكمت مصر من سنة 254 إلى 292 هجرية الموافق 868 إلى 905م وتوفى سنة 270 هجرية الموافق 884م وفى الواقع تعتبر شخصية أحمد بن طولون من الشخصيات الهامة فى تاريخ مصر الإسلامى إذ تتمثل فيها النقلة التى انتقلتها مصر من ولاية تابعة للخلافة العباسية إلى دولة ذات استقلال ذاتى. بعد أن أتم أحمد بن طولون بناء قصره عند سفح المقطم وأنشأ الميدان أمامه وبعد أن فرغ من تأسيس مدينة القطائع شيد جامعه العظيم على جبل يشكر فشرع فى بنائه سنة 263 هجرية الموافق 876/ 77م وأتمه سنة 265 هجرية الموافق 879م ودون هذا التاريخ على لوح رخامى مثبت على أحد أكتاف رواق القبلة. وهو وإن كان ثالث الجوامع التى أنشئت بمصر يعتبر من أقدم جامع احتفظ بتخطيطه وكثير من تفاصيله العمارية الأصلية، ذلك لأن أول هذه الجوامع جامع عمرو الذى بنى سنة 21 هجرية = 642م لم يبق أثر من بنائه القديم كما أن ثانيهما وهو جامع العسكر الذى بنى فى سنة 169 هجرية الموافق 785/ 86م قد زال بزوال العسكر. |
تناولت يد الإصلاح هذا الجامع كما امتدت إليه يد التدمير والخراب فى فترات من عصوره المختلفة شأنه فى ذلك شأن كثير من المساجد الأثرية الأخرى. ففى سنة 470 هجرية الموافق 1077/ 78م قام بدر الجمالى وزير الخليفة المستنصر الفاطمى ببعض إصلاحات بالجامع أثبتت على لوح رخامى مركب أعلى أحد أبواب الوجهة البحرية وأمر الخليفة المستنصر بعمل محراب من الجص بأحد أكتاف رواق القبلة بلغت فيه صناعة الزخرفة الجصية حد الدقة والإتقان ذلك عدا محرابين جصيين آخرين عمل أحدهما فى العصر الطولونى والثانى فى العصر الفاطمى وكلاهما برواق القبلة أيضا إلا أن أهم إصلاح أدخل على الجامع هو ذلك الذى قام به السلطان حسام الدين لاجين سنة 696 هجرية الموافق 1296/ 97م فقد أنشأ. 1 - القبة المقامة وسط الصحن والتى حلت محل القبة التى شيدها الخليفة الفاطمى العزيز بالله سنة 385 هجرية الموافق 995م بدلا من القبة الأصلية التى احترقت سنة 376 هجرية الموافق 986م. 2 -المئذنة الحالية ذات السلم الخارجى. 3 - المنبر الخشبى. 4 - كسوة الفسيفساء والرخام للمحراب الكبير. 5 - قاعدة القبة التى تعلو هذا المحراب. 6 - كثيرا من الشبابيك الجصية. 7 - محرابا من الجص مشابها للمحراب المستنصرى بالكتف المجاورة له. 8 - سبيلا بالزيادة القبلية جدده قايتباى فيما بعد وأصلحته إدارة حفظ الآثار العربية أخيرا. وفى أواخر القرن الثانى عشر الهجرى - الثامن عشر الميلادى - استعمل هذا الجامع مصنعا للأحزمة الصوفية كما استعمل فى منتصف القرن الماضى ملجأ للعجزة. وما كادت تنشأ لجنة حفظ الآثار العربية سنة 1882م حتى شرعت فى انتشاله من وهدته وأخذت فى ترميمه وإصلاحه إلى أن كانت سنة 1918م حين أمر المغفور له الملك فؤاد الأول بإعداد مشروع لإصلاحه إصلاحا شاملا وتخلية ما حوله من الأبنية ورصد لذلك أربعون ألف جنيه أنفقت فى تقويم ما تداعى من بنائه وتجديد أسقفه وترميم بياضه وزخارفه. يتكون هذا الجامع من صحن مكشوف مربع تقريبا طول ضلعه 92 مترا تتوسطه قبة محمولة على رقبة مثمنة ترتكز على قاعدة مربعة بها أربع فتحات معقودة وبوسطها حوض للوضوء ويسترعى النظر فيها وجود سلم داخل سمك حائطها البحرية يصعد منه إلى منسوب الرقبة. ويحيط بالصحن أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة ويشتمل على خمسة صفوف من العقود المدببة المحمولة على أكتاف مستطيلة القطاع استديرت أركانها على شكل أعمدة ملتصقة ويشمل كل من الأروقة الثلاثة الأخرى على صفين فقط. ويغطى الأروقة الأربعة سقف من الخشب حديث الصنع عمل على نمط السقف القديم وبأسفلة ركب الإزار الخشب القديم المكتوب عليه من سور القرآن الكريم بالخط الكوفى المكبر. |
ويبلغ طول الجامع 138 مترا وعرضه 118 مترا تقريبا يحيط به من ثلاثة جهات - البحرية والغربية والقبلية - ثلاث زيادات عرض كل منها 19 مترا على وجه التقريب ويكون الجامع مع هذه الزيادات مربعا طول ضلعه 162 مترا ويتوسط الزيادة الغربية الفريدة فى نوعها والتى لا توجد مثيلة لها فى مآذن القاهرة وأغلب الظن أنها اقتبست سلمها الخارجى من المنارة الأصلية للجامع ولعلها قد بنيت على نمط مئذنة سامرا وهى تبتدئ مربعة من أسفل ثم أسطوانية وتنتهى مثمنة تعلوها قبة ويبلغ ارتفاعها أربعين مترا. ووجهات الجامع الأربع تسودها البساطة وليس بها من أنواع الزخرف سوى صف من الشبابيك الجصية المفرغة المتنوعة الأشكال والمختلفة العهود بين كل منها تجويفة مخوصة وتنتهى الوجهات كما تنتهى أسوار الزيادات بشرفات مفرغة جميلة ويقابل كل باب من أبواب الجامع بابا فى سور الزيادة ذلك عدا بابا صغيرا فتح فى جدار القبلة كان يؤدى إلى دار الإمارة التى أنشأها أحمد بن طولون شرق الجامع. ويتوسط جدار القبلة المحراب الكبير الذى لم يبقى من معالمه الأصلية سوى تجويفه والأعمدة الرخامية التى تكتنفه وما عدا ذلك فمن عمل السلطان لاجين كما ذكر آنفا. ويعلو الجزء الواقع أمام المحراب قبة صغيرة من الخشب بدائرها شبابيك جصية مفرغة محلاة بالزجاج الملون ويقوم إلى جانب المحراب منبر أمر بعمله السلطان لاجين أيضا وحل محل المنبر الأصلى وهو مصنوع من الخشب المجمع على هيئة أشكال هندسية تحصر بينها حشوات محلاة بزخارف دقيقة بارزة وهذا المنبر يعتبر من أجمل منابر مساجد القاهرة وأقدمها وهو إن جدد الكثير من حشوه يعتبر من حيث القدم ثالث المنابر القائمة بمصر: فأولها منبر المسجد الموجود بدير القديسة كاترين بسينا والذى أمر بعمله الأفضل شاهنشاه فى أيام الخليفة الفاطمى الآمر بأحكام الله سنة 500 هجرية الموافق 1106م وثانيها منبر المسجد العتيق بقوص الذى أمر بعمله الصالح طلائع سنة 550 هجرية الموافق 1155م. بقيت الزخارف الجصية التى نشاهدها حول العقود والفتحات وفى بعض بواطن العقود المشرفة على الصحن فهى وإن رمم الكثير منها إلا أنها لازالت باقية بطابعها الطولونى المستمد عناصرها من زخارف سامرا. أما الزخارف المحفورة فى تجليد أعتاب بعض الأبواب فإنها قريبة الشبه جدا من زخارف سامرا. |
مسجد السيدة نفيسة مسجد السيدة نفيسة 1314 هجرية الموافق 1897 ميلادية. السيدة نفيسة هى بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن أبى طالب رضى الله عنه، ولدت بمكة ونشأت بالمدينة، وقدمت إلى مصر فى سنة 193 هجرية الموافق 809 ميلادية وأقامت بها إلى أن توفيت فى سنة 208 هجرية الموافق 824 ميلادية حيث دفنت فى منزلها وهو الموضع الذى به قبرها الآن والذى عرف فيما بعد بمشهد السيدة نفيسة، وكانت سيدة صالحة زاهدة تحفظ القرآن وتفسيره. ويقال إن أول من بنى على قبرها هو عبيد الله بن السرى بن الحكم أمير مصر. وفى سنة 482 هجرية الموافق 1089 ميلادية أمر الخليفة الفاطمى المستنصر بالله بتجديد الضريح كما أمر الخليفة الحافظ لدين الله فى سنة 532 هجرية الموافق 1138 ميلادية بتجديد القبة. وفى سنة 714 هجرية الموافق 1314/ 15 ميلادية أمر الناصر محمد بن قلاون بإنشاء مسجد بجوار المشهد وفى سنة 1173 هجرية الموافق 1760 ميلادية جدد الضريح والمسجد الأمير عبد الرحمن كتخدا. ولما أتلف الحريق قسما كبيرا من المسجد فى سنة 1310 هجرية الموافق 1892/ 93 ميلادية أمر الخديو عباس باشا الثانى بإعادة بنائه هو والضريح وتم ذلك فى سنة 1314 هجرية الموافق 1897 ميلادية وهو المسجد القائم الآن بالحى المعروف باسمها. وواجهة المسجد الرئيسة يتوسطها المدخل وهو بارز عن سمتها ومرتفع عنها تغطيه طاقية مقرنصة وتقوم أعلاه منارة رشيقة بنيت مع الوجهة على الطراز المملوكى، ويؤدى هذا المدخل إلى دركاة يصل الإنسان منها إلى داخل المسجد وهو عبارة عن حيز مربع تقريبا مسقوف بسقف خشبى منقوش بزخارف عربية جميلة ويعلو منتصف البائكة الثانية منه شخشيخة مرتفعة، وهذا السقف محمول على ثلاثة صفوف من العقود المرتكزة على أعمدة رخامية مثمنة القطاع. ويتوسط جدار القبلة محراب مكسو بالقاشانى الملون البديع وفى طرف هذا الجدار وعلى يمين المحراب باب يؤدى إلى ردهة مسقوفة بوسط سقفها شخشيخة حليت بنقوش عربية ومن هذه الردهة يصل الإنسان إلى الضريح بواسطة فتحة معقودة وبوسطه مقصورة نحاسية أقيمت فوق قبر السيدة نفيسة، ويعلو الضريح قبة ترتكز فى منطقة الانتقال من المربع إلى الاستدارة على أربعة أركان من المقرنص المتعدد الحطات. ومن الطرائف الأثرية التى نقلت من مشهد السيدة نفيسة ذلك المحراب الخشبى المتنقل الذى صنع للمشهد بين سنتى 532-541 هجرية الموافق 1137- 1147 ميلادية والمودع الآن بدار الآثار العربية مع محرابين خشبيين آخرين صنع أحدهما للجامع الأزهر والثانى لمشهد السيدة رقية، وفيها تتمثل دقة صناعة النجارة الفاطمية ويتجلى بهاؤها. |
مسجد السيدة زينب مسجد السيدة زينب 1302 هجرية الموافق 1884/ 85 ميلادية. السيدة زينب هى ابنة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم - فاطمة الزهراء- من الإمام على بن أبى طالب وقد أجمع المؤرخون على موفور فضلها ورجاحة عقلها وغزارة علمها، وقد شهدت مع شقيقها الحسين موقعة كربلاء وشاهدت استشهاده بعينى رأسها، وهى - كما شهد لها التاريخ فى الذروة من البلاغة وسمو البيان. ومسجد السيدة زينب الذى تشرف وجهته الرئيسة الآن على الميدان المسمى باسمها تناولته يد الإصلاح والتعمير فى أوقات مختلفة، ففى العصر العثمانى قام على باشا الوزير والى مصر من قبل السلطان سليمان بعمارة فيه فى سنة 956 هجرية الموافق 1549 ميلادية كما قام عبد الرحمن كتخدا فى سنة 1174 هجرية الموافق 1761 ميلادية بإعادة بنائه، وفى سنة 1212 هجرية الموافق 1798 ميلادية ظهر خلل بالمسجد فقام عثمان بك المرادى بهدمه وشرع فى بنائه وارتفع بجدرانه وأقام أعمدته ولم يتم البناء نظرا لدخول الفرنسيين مصر. وبعد خروجهم منها استؤنف العمل إلا أنه لم يتم فأكمله محمد على الكبير رأس الأسرة الملكية، ومنذ ذلك التاريخ أصبح مسجد السيدة زينب محل عناية أعضاء هذه الأسرة الجليلة وموضع رعايتها فقد شرع عباس باشا الأول فى إصلاحه ولكن الموت عاجله فقام محمد سعيد باشا فى سنة 1276 هجرية الموافق 1859/ 60 ميلادية بإتمام ما بدأه سلفه وأنشأ مقامى العتريس والعيدروس الآتى ذكرهم بعد. والمسجد القائم الآن أمر بإنشائه الخديو توفيق وتم بناؤه سنة 1302 هجرية الموافق 1884/ 85 ميلادية وفى عهد جلالة الفاروق وبأمره الكريم تم توسيع المسجد من الجهة القبلية وافتتح جلالته هذه التوسعة بصلاة الجمعة فى 19 من ذى الحجة سنة 1360 هجرية الموافق 1942 ميلادية. والواجهة الرئيسة للمسجد تشرف على ميدان السيدة زينب وبها ثلاثة مداخل تؤدى إلى داخل المسجد مباشرة. وترتد الوجهة عند طرفها الغربى وفى هذا الارتداد باب آخر مخصص للسيدات يؤدى إلى الضريح وتقوم المئذنة على يسار هذا الباب. ويحيط بالركن الغربى البحرى سور من الحديد ويقع به قبتان صغيرتان ملتصقتان محمولتان على ستة أعمدة رخامية بواسطة سبعة عقود أقيمتا على قبرى العتريس والعيدروس. وتقع الواجهة الغربية على شارع السد وبها مدخل على يساره من أعلى ساعة كبيرة وللمسجد وجهتان أخريان إحداهما على شارع العتريس والأخرى على شارع باب الميضة. وأنشئت وجهات المسجد ومنارته وقبة الضريح على الطراز المملوكى وهى حافلة بالزخارف العربية والمقرنصات والكتابات. والمسجد من الداخل مسقوف جميعه، حمل سقفه المنقوش بزخارف عربية على عقود مرتكزة على أعمدة من الرخام الأبيض ويعلو الجزء الواقع أمام المحراب شخشيخة كما يعلو الجزء الأوسط من المسجد قبل التوسيع شخشيخة بها شبابيك زجاجية بوسطها قبة صغيرة فتح بدائرها شبابيك من الجص المفرغ المحلى بالزجاج الملون. ويقع الضريح بالجهة الغربية من المسجد وبه قبر السيدة زينب رضى الله عنها تحيط به مقصورة من النحاس تعلوها قبة صغيرة من الخشب. ويعلو الضريح قبة مرتفعة ترتكز فى منطقة الانتقال من المربع إلى الاستدارة على أربعة أركان من المقرنص المتعدد الحطات ويحيط برقبتها شبابيك جصية مفرغة محلاه بالزجاج الملون. وقد عملت التوسعة من الداخل على نظام باقى المسجد وهى تشتمل على صفين من العقود المحمولة على أعمدة رخامية تحمل سقفا من الخشب المنقوش بزخارف عربية وبوسطه شخشيخة مرتفعة عنه بها شبابيك للإضاءة. وقد بنيت وجهات هذه التوسعة بالحجر على طراز وجهات المسجد الأخرى. |
مسجد عمر بن الخطاب بالقدس، بعد تسلم عمر بن الخطاب مفاتيح بيت المقدس من البطريرك "صفرونيوس" خطب عمر في أهل بيت المقدس قائلا : " يا أهل ايلياء لكم مالنا وعليكم ما علينا ". ثم دعاه البطريرك لتفقد كنيسة القيامة، فلبى دعوته، وأدركته الصلاة وهو فيها فتلفت إلى البطريرك وقال له أين أصلى، فقال : " مكانك صل " فقال : ما كان لعمر أن يصلي في كنيسة القيامة فيأتي المسلمون من بعدي ويقولون هنا صلى عمر ويبنون عليه مسجداً. وابتعد عنها رمية حجر وفرش عباءته وصلى، وجاء المسلمون من بعده وبنوا على ذلك المكان مسجدا المسمى بمسجد عمر. يعود تاريخ بناء الجامع إلى الفترة الممولكية وهو ليس الموقع الذي صلى به سيدنا عمر فعلاً. لأن مدخل الكنيسة قد تغير من الشرق في زمن عمر بن الخطاب إلى الجنوب في الفترة الصليبية والتي بني بعدها الجامع اعتقادا من بانيه انه الموقع الذي صلى فيه سيدنا عمر بن الخطاب. وأعطى عمر أهل بيت المقدس عهداً مكتوباً العهدة العمرية وكان ذلك في العام 15 الهجري. |
مسجد محمد على أسس مسجد محمد على الكبير بالقلعة 1246-1265 هجرية الموافق 1830-1848 ميلادية. ظلت القلعة منذ أنشأها صلاح الدين الأيوبى مقرا للحكم فى الدولة الأيوبية ودولة المماليك، وفى عهد الولاة العثمانيين ثم فى عهد الأسرة العلوية، واستمرت كذلك إلى عصر المغفور له الخديو إسماعيل حيث اتخذ قصر عابدين العامر مقرا للملك. وقد أخذ المغفور له محمد على الكبير رأس الأسرة العلوية ومؤسس مصر الحديثة، بعد أن قام بإصلاح أسوار القلعة، وفى إنشاء القصور والمدارس ودواوين الحكومة بها، وتوج منشآته هذه بإنشاء مسجده العظيم الذى يشرف على مدينة القاهرة بقبابه ومآذنه رمز للعزة والسؤدد. وقد شرع فى إنشائه سنة 1246 هجرية الموافق 1830 ميلادية على أطلال أبنية قديمة مخلفة من مبانى المماليك وتمت عمارته فى سنة 1265 هجرية الموافق 1848 ميلادية، وفى عهد المغفور له عباس باشا الأول تمت نقوشه وزخارفه. وقد بنى هذا المسجد على نسق المساجد العثمانية المشيدة فى إستانبول، وتخطيطه مربع الشكل طول ضلعه 41 مترا، تغطيه فى الوسط قبة كبيرة قطرها 21 مترا وارتفاعها 52 مترا محمولة على أربعة عقود كبيرة مرتكزة على أربعة أكتاف ضخمة، وحول هذه القبة أربعة أنصاف قباب، فى كل جهة نصف قبة، وتغطى أركان المسجد أربع قباب صغيرة، ذلك عدا نصف قبة أخرى تغطى بروز القبلة الناتىء من الجنب الشرقى للمسجد. ويكسو جدرانه من الداخل والأكتاف الأربعة بارتفاع 11.30 متر كسوة من المرمر تعلوها نقوش ملونة، ويحلى القباب وأنصاف القبة زخارف بارزة منقوشة ومذهبة. وفى الجهة الغربية من المسجد تقوم دكة المبلغ وهى محولة على أعمدة وعقود من المرمر، واتخذ درابزينها ودرابزينات ممرات القباب من البرنز المشغول. وفى الركن الغربى القبلى منه يقع قبر المغفور له محمد على الكبير تعلوه تركيبة رخامية مدقوق بها زخارف وكتابات جميلة، ويحيط به مقصورة من البرنز المشغول بشكل بديع، أمر بعملها المغفور له عباس باشا الأول. |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 03:24 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.