بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   أرشيف المنتدي (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=513)
-   -   موسوعة الأخلاق الإسلامية (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=511314)

ريماس20006 27-11-2013 10:40 PM

اجمل من خلق على الارض

محمد رافع 52 27-11-2013 10:41 PM

آثار اللُّؤْم

1- لئام النَّاس أبطؤهم مودَّة، وأسرعهم عداوة، مثل الكُوب مِن الفَخَّار: يُسْرِع الانكسار، ويُبْطِئ الانجبار .
2- اللَّئيم لا يقضي الحاجة ديانةً ولا مروءةً، وإنَّما يقضيها -إذا قضاها- طلبًا للذِّكر والمحْمَدَة في النَّاس .
3- اللِّئام أصبر النَّاس في طاعة أهوائهم وشهواتهم، وأقلُّ النَّاس صبرًا في طاعة ربِّهم.
قال ابن القيِّم: (وأمَّا اللَّئيم فإنَّه يصبر اضطرارًا؛ فإنَّه يحوم حول ساحة الجزع، فلا يراها تُجْدِي عليه شيئًا، فيصبر صبر الموثَق للضَّرب، وأيضًا فالكريم يصبر في طاعة الرَّحمن، واللَّئيم يصبر في طاعة الشَّيطان، فاللِّئام أصبر النَّاس في طاعة أهوائهم وشهواتهم، وأقلُّ النَّاس صبرًا في طاعة ربِّهم، فيصبر على البذل في طاعة الشَّيطان أتمَّ صبرٍ، ولا يصبر على البذل في طاعة الله في أيسر شيء، ويصبر في تحمُّل المشاق لهوى نفسه في مرضاة عدوِّه، ولا يصبر على أدنى المشاق في مرضاة ربِّه، ويصبر على ما يُقَال في عرضه في المعصية، ولا يصبر على ما يُقَال في عرضه إذا أُوذِي في الله، بل يفرُّ مِن الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر خشية أن يتكلَّم في عرضه في ذات الله، ويبذل عرضه في هوى نفسه ومرضاته، صابرًا على ما يُقَال فيه، وكذلك يصبر على التَّبذُّل بنفسه وجاهه في هوى نفسه ومراده، ولا يصبر على التَّبذُّل لله في مرضاته وطاعته، فهو أصبر شيء على التَّبذُّل في طاعة الشَّيطان ومراد النَّفس، وأعجز شيء عن الصَّبر على ذلك في الله، وهذا أعظم اللُّؤْم، ولا يكون صاحبه كريمًا عند الله ولا يقوم مع أهل الكَرَم إذا نُودِي بهم يوم القيامة على رؤوس الأشهاد ليَعلم أهل الجمع مَن أَوْلَى بالكرم..) .
4- اتِّباع الهفوات والإعراض عن الحسنات:
قال الغزَّالي: (والطَّبع اللَّئيم يميل إلى اتِّباع الهفوات والإعراض عن الحسنات، بل إلى تقدير الهفوة فيما لا هفوة فيه بالتَّنزيل على مقتضى الشَّهوة ليتعلَّل به، وهو مِن دقائق مكايد الشَّيطان) .
5- اللُّؤْم يؤدِّي إلى الفُحْش والسَّبِّ وبذاءة اللِّسان:
قال الغزَّالي: (الفُحْش والسَّبُّ وبذاءة اللِّسان: وهو مذموم ومنهي عنه، ومصدره الخُبْث واللُّؤْم) .
6- اللَّئيم رقيق المروءة:
قال عمر بن الخطَّاب -رضوان الله عليه-: (ما وجدت لئيمًا قطُّ إلَّا وجدته رقيق المروءة) .
7- اللَّئيم يقسو إذا أُلْطِف:
قال علي بن أبي طالب -رضوان الله عليه-: (الكريم يلين إذا استُعْطِف، واللَّئيم يقسو إذا أُلْطِف) .
8- مخالطة اللئيم تفسد الشِّيم:
(قال بعض البلغاء: صلاح الشِّيم بمعاشرة الكرام، وفسادها بمخالطة اللِّئام) .
9- اللُّؤْم يسوق الإنسان إلى أخبث المطامع .
10- اللَّئيم يزيد مع النِّعمة لُؤْمًا .
11- اللَّئيم جاحدٌ للفضيلة.
12- يُسْرِع في السُّؤال، ويُعْرِض عن النَّوال.
13- اللَّئيم كالحيَّة الصمَّاء، لا يوجد عندها إلَّا اللَّدغ والسُّم .
14- اللَّئيم لئيم القَدْرِ إذا طال استطال .
15- أنَّ اللَّئيم تتمكَّن القساوة والجفاء مِن طبعه.

محمد رافع 52 27-11-2013 10:44 PM

صور اللُّؤْم

1- ظُلْم القَرَابة:
قال القاضي المهدي: (لئيم مَن يظلم قرابته: إذا كان الظُّلم كلَّه سيِّئ، فإنَّ مِن أسوأ الظُّلم: ظُلْم القَرَابَة؛ فهو يدلُّ على الخساسة والنَّذالة والدَّناءة) .
2- السَّبُّ وبذاءة اللِّسان:
قال الغزَّالي: (الفُحْش والسَّبُّ وبذاءة اللِّسان: مذموم ومنهي عنه، ومصدره الخُبْث واللُّؤْم) .
3- البخل:
قال ابن قتيبة الدِّينوري: (اللَّئيم: الذي جمع الشُّحَّ، ومَهَانة النَّفس ودناءة الآباء، يقال: كلُّ لئيم بخيل، وليس كلُّ بخيل لئيمًا) .
4- إفشاء السِّرِّ:
قال الغزَّالي: (إفشاء السِّرِّ خيانة؛ وهو حرامٌ إذا كان فيه إضْرَارٌ، ولُؤْمٌ إن لم يكن فيه إضْرَارٌ) .
5- النَّمِيمَة ولو بالصِّدق:
قال الغزَّاليُّ: (اتقوا السَّاعي؛ فلو كان صادقًا في قوله لكان لئيمًا في صدقه حيث لم يحفظ الحُرْمَة، ولم يستر العورة، والسِّعاية هي النَّمِيمَة، إلَّا إنَّها إذا كانت إلى مَن يُخَاف جانبه سُمِّيت سعاية) .
6- التَّطفيل:
قال ابن عبد ربِّه: (ومِن اللُّؤْم: التَّطفيل، وهو التعرُّض للطَّعام مِن غير أن يُدْعى إليه) .
7- كفر النِّعمة:
يقول الأحنف بن قيس في ذلك: (... واعلم أنَّ كفر النِّعمة لُؤْمٌ) .

محمد رافع 52 27-11-2013 10:45 PM

أسباب الوقوع في اللُّؤْم

1- معاشرة اللِّئام:
عن إبراهيم بن شِكلة قال: (إنَّ لكلِّ شيء حياة وموتًا، وإنَّ ممَّا يحيي الكرم مواصلة الكرماء، وإنَّ ممَّا يحيى اللُّؤْم معاشرة اللِّئام) .
2- الحسد، والبخل، والكذب، والغيبة.
3- ضعف الحياء:
قال أبو حاتم: (ابن آدم مطبوعٌ على الكرم واللُّؤْم معًا في المعاملة بينه وبين الله، والعِشْرة بينه وبين المخلوقين، وإذا قَوِيَ حياؤه قَوِيَ كرمه وضَعُف لُؤْمُه، وإذا ضَعُف حياؤه قَوِيَ لُؤْمُه وضَعُف كرمه) .
4- التَّعامل بالخَدِيعَة:
قال عليٌّ رضي الله عنه: (لا تُعَامِل بالخَدِيعَة؛ فإنَّها خُلُق اللِّئام..) .
5- طاعة الشَّيطان واتِّباع الأهواء والشَّهوات:
قال ابن القيِّم: (اللَّئيم يصبر في طاعة الشَّيطان، فاللِّئام أصبر النَّاس في طاعة أهوائهم وشهواتهم، وأقلُّ النَّاس صبرًا في طاعة ربِّهم، فيصبر على البذل في طاعة الشَّيطان أتمَّ صبر، ولا يصبر على البذل في طاعة الله في أيسر شيء) .

محمد رافع 52 27-11-2013 10:47 PM

صفات اللَّئيم

يُوصَف اللَّئيم بصفات سيِّئةٍ منها الظُّلم للضَّعيف، وقِلَّة المروءة، والكِبْر، والخيانة، وغيرها مِن الصِّفات التي لا تليق بالكريم، قال الجاحظ: (ومِن صفة اللَّئيم: أن يظلم الضَّعيف، ويظلم نفسه للقوىِّ، وي*** الصَّريع، ويجهز على الجريح، ويطلب الهارب، ويهرب من الطَّالب، ولا يطلب مِن الطَّوائل إلَّا ما لا خِطار فيه، ولا يتكبَّر إلَّا حيث لا ترجع مضرَّته عليه، ولا يقفو التَّقيَّة ولا المروءة، ولا يعمل على حقيقته.
ومَن اختار أن يبغي تبدَّى، ومَن أراد أن يسمع قوله ساء خُلُقه، إذ كان لا يحفل ببُغْضِ النَّاس له ووحشة قلوبهم منه، واحتيالهم في مباعدته، وقلَّة ملابسته.
وليس يأمن اللَّئيم على إتيان جميع ما اشتمل عليه اسم اللُّؤْم إلَّا حاسد.
فإذا رأيته يعقُّ أباه، ويحسد أخاه، ويظلم الضَّعيف، ويستخفُّ بالأديب، فلا تبعده مِن الخيانة، إذ كانت الخيانة لُؤْمًا، ولا مِن الكذب، إذ كان الكذب لُؤْمًا، ولا مِن النَّمِيمَة، إذ كانت النَّمِيمَة لُؤْمًا، ولا تأمنه على الكفر، فإنَّه أَلْأَم اللُّؤْم، وأقبح الغدر.
ومَن رأيته منصرفًا عن بعض اللُّؤْم، وتاركًا لبعض القبيح، فإيَّاك أن توجِّه ذلك منه على التجنُّب له، والرَّغبة عنه، والإيثار لخلافه، ولكن على أنَّه لا يشتهيه أو لا يقدر عليه، أو يخاف مِن مرارة العاقبة أمرًا يعفي على حلاوة العاجل، لأنَّ اللُّؤْم كلَّه أصلٌ واحدٌ وإن تفرَّقت فروعه، و***ٌ واحدٌ وإن اختلفت صوره، والفعل محمول على غلبته، تابع لسَمْتِه. والشَّكل ذاهب على شكله، منقطعٌ إلى أصله، صائرٌ إليه وإن أبطأ عنه، ونازع إليه وإن حيل دونه. وكذلك تناسب الكرم وحنين بعضه لبعض) .
وقال أبو حاتم: (الكريم مَن أعطاه، شَكَرَهُ. ومَن منعه، عَذَرَه. ومَن قطعه، وَصَلَه. ومَن وصله، فضله. ومَن سأله، أعطاه. ومَن لم يسأله، ابتدأه. وإذا استضعف أحدًا، رَحِمَه. وإذا استضعفه أحد رأى الموت أكرم له منه، واللَّئيم بضدِّ ما وصفنا مِن الخصال كلِّها) .

محمد رافع 52 27-11-2013 10:48 PM

وصف أحوال اللَّئيم

إذا كان ضدًّا للكريم فهو لئيم، فإذا كان رَذْلًا، نذلًا، لا مروءة له، ولا جَلَد، فهو فَسْل.
فإذا كان مع لؤمه وخِسَّته ضعيفًا فهو نُكْسٌ، وغُسٌّ، وجِبْسٌ، وجِبْزٌ، فإذا زاد لُؤْمه وتناهت خِسَّته فهو عُكْلٌ، وقِذَعْلٌ، وزَمَّحٌ، فإذا كان لا يُدْرَك ما عنده مِن اللُّؤْم فهو أَبَلٌّ .

محمد رافع 52 27-11-2013 10:51 PM

الأمثال في اللُّؤْم


- أَلْأَم مِن ابن قَـرْصَع:
هو رجل بمنى كان متعالمـًا باللُّؤْم .
- أَلْأَم مِن أسلم:
هو أسلم بن زرعة جبا أهل خراسان جباية لم يجبها أحد، ثمَّ بلغه أنَّ الفُرْس كانت تضع في فم الميِّت درهمًا، فنبش القبور واستخرج الدَّراهم .
- أَلْأَم مِن ضَبَارَة .
- أَلْأَم مِن جَدْرَةَ:
هو وضَبَارَة كانا مثلين في اللُّؤْم، وعن بعض ملوكهم أنَّه سأل عن أَلْأَم مَن في العرب ليمثل به، فدُلَّ عليهما، فجَدَع أنف جَدْرَة، ففَرَّ ضَبَارَة لـمَّا رأى أن نظيره لقي ما لقي .
- أَلْأَم مِن ذئبٍ:
لأنَّه لا يتجافى عن التَّعرُّض لما يتعرَّض له وقتًا مِن أوقاته، وربَّما عرض للإنسان اثنان فتساندا وأقبلا عليه إقبالًا واحدًا، فإذا أدمى أحدهما وثب عليه الآخر فمزَّقه وأكله وترك الإنسان .
- أَلْأَم مِن راضع:
والرَّاضع هو الذي يأكل الخِلَالة التي تتعلق بطرف الخِلَال لئلَّا تفوته، كأنَّه يرْتَضِع ذلك، وقيل هو الرَّاعي الذي لا يمسك مِحْلَبًا ليعتلَّ للمُعْتر بفقده، فإذا أراد شُرْب اللَّبن رَضَعَه. وقيل: هو الشَّرِه الذي لا يصبر ريثما يَحْتَلِب، فيحمله فَرْط الشَّرَه على الرَّضَع قُبَيْل الحَلْب، وقيل: هو الذي يسأل النَّاس كأنَّه يَرْضَعهم، وقيل: هو الذي لم يزل لئيمًا كأنَّه رَضَع اللُّؤْم مِن ثدي أمِّه، ولكثرة ذلك سَمَّوا اللَّئيم راضعًا، وقالوا: رَضُعَ، كما قالوا: لؤُمَ .
- أَلْأَم مِن سَقْبٍ رَيَّان:
لا تكاد تَدُرُّ النَّاقة إلَّا إذا مَرَى ضرعها الفصيل بلسانه، فإذا كان ريَّان امتنع مِن المرِي إذا أُدْنِي إلى أمِّه لتُحْتَلب، فجعلوا ذلك لؤمًا له .
- أَلْأَم مِن كلب على عِرْق:
قال الشَّاعر:

سَرَتْ ما سَرَتْ مِن ليلها ثم عَرَّجَتْ *** على رَجُلٍ بالعَرْج أَلْأَم مِن كلب


- الهوان للَّئيم مَرْأمَةٌ أي: مَعْطَفَة.
يُضْرَب في الانتفاع باللَّئيم عند إهانته .

محمد رافع 52 27-11-2013 10:58 PM

ذم اللُّؤْم في واحة الشِّعر

قال أبو شراعة القيسي:

إنَّ الغِنَى عن لئامِ النَّاسِ مَكْرُمةٌ *** وعن كرامِهم أدنَى إلى الكرمِ


وقال مؤمل الشَّاعر:

إذا نطق اللَّئيمُ فلا تجبْه *** فخيرٌ مِن إجابتِه السُّكوتُ



لئيمُ القومِ يَشْتُمُني فيحظَ *** ولو دمَه سفكتُ لما حظيتُ



فلستُ مُشَاتِمًا أبدًا لئيمًا *** خَزِيتُ لمِن يُشَاتِمُني خَزِيتُ


وقال آخر:

واحذرْ مصاحبةَ اللَّئيمِ فإنَّه *** يُعْدِي كما يُعْدِي الصَّحيحَ الأجربُ


وقال عبد الله فريج:

واحذرْ مصاحبةَ اللَّئيمِ فإنَّه *** كالقحطِ في أفعالِ خيرٍ مُجْدِب


وقال أبو العتاهية:

وإن امرأً لم يربحِ النَّاسُ نفعَه *** ولم يأمنوا منه الأذى للئيمُ


وأنشد الكريزي:

وما بالُ قومٍ لئامٍ ليس عندهم *** عهدٌ وليس لهم دينٌ إذا ائتمنوا



إن يسمعوا ريبةً طاروا بها فرحًا *** منَّا وما سمعوا مِن صالحٍ دَفَنُوا



صمٌّ إذا سمعوا خيرًا ذُكِرْت به *** وإن ذُكِرْت بسوءٍ عندهم أَذِنُوا


وقال المتوكل الليثي:

إنَّ الأذلَّةَ واللِّئامَ معاشرٌ *** مولاهم المتهضِّمُ المظلومُ



وإذا أهنتَ أخاك أو أفردتَه *** عمدًا فأنت الواهنُ المذمومُ


وقال آخر:

إن اللَّئيمَ وإن أراك بشاشةً *** فالغيبُ منه والفعالُ لئيمُ


قال الشَّاعر:

رأيتُ الحقَّ يعرفُه الكريمُ *** لصاحبِه وينكرُه اللَّئيمُ



إذا كان الفتى حسنًا كريمًا





*** فكلُّ فعالِه حسنٌ كريمُ



إذا ألفيتَه سمجًا لئيمًا *** فكلُّ فعالِه سمجٌ لئيمُ


وقال المتنبي:

إذا أنت أكرمتَ الكريمَ ملكتَه *** وإن أنت أكرمتَ اللَّئيمَ تمرَّدا


قال الشَّاعر:

إذا جاريتَ في خُلقٍ لئيمًا *** فأنت ومَن تجاريه سواءُ


وقال الشَّاعر:

ثقْ بالكريمِ إذا تهلَّل بِشْرُه *** فهو البشيرُ بنيلِ كلِّ مرادِ



والبِشْرُ في وجهِ اللَّئيمِ تملُّقٌ *** فاحذرْ به استدراجَه بفسادِ


وقال الشَّاعر:

ولقد أَمُرُّ على اللَّئيمِ يسبُّني *** فأجوزُ ثمَّ أقولُ لا يعنيني


وقال آخر:

إنَّ الوفاءَ على الكريمِ فريضةٌ *** واللُّؤْمُ مقرونٌ بذي الإخلافِ



وترى الكريمَ لمن يعاشرُ منصفًا *** وترى اللَّئيمَ مجانبَ الإنصافِ

محمد رافع 52 27-11-2013 11:01 PM

http://dorar.net/images/headers/akhlaq.jpg
المكْر والكيد

معنى المكْر والكيد لغةً واصطلاحًا
معنى المكْر لغةً:
المكْر: الاحتيالُ والخَدِيعَة. وقد مَكَرَ به يَمْكُرُ فهو ماكِرٌ ومَكَّارٌ. والمكْر -أيضًا-: المغْرَةُ. وقد مَكَرَهُ فامْتَكَرَ، ومَكَرَ بِهِ: كادَه .
معنى المكْر اصطلاحًا:
قال السيوطي: (المكْر: ما يَقْصد فَاعله في بَاطِنه خلاف ما يَقْتَضِيه ظَاهره) .
وقال الجرجاني: (هو إيصال المكْروه إلى الإنسان مِن حيث لا يشعر) .
وقال الرَّاغب: (المكْر: صرف الغير عمَّا يقصده بحيلة) .
معنى الكَيْد لغةً:
الكَيْد: المكر والخبث، كادَهُ يَكيدُه كَيْدًا ومَكيدَةً. وكذلك المكايَدَةُ. وربَّما سُمِّي الحربُ كَيْدًا. يقال: غزا فلانٌ فلم يَلْقَ كَيْدًا. وكلُّ شيء تعالجه فأنت تكيده .
معنى الكَيْد اصطلاحًا:
قال السيوطي: (الكَيْد: إرَادَةٌ متضمِّنةٌ لاستتار مَا يُرَاد عَمَّن يُرَاد بِه) .
وقال الجرجاني: (الكَيْد: إرَادَةُ مضرَّة الغير خُفْيَة، وهو مِن الخَلْق: الحِيلة السَّيئة، ومِن الله: التَّدبير بالحقِّ لمجازاة أعمال الخَلْق) .

محمد رافع 52 27-11-2013 11:04 PM

الفرق بين المكْر والكَيْد وبعض الصِّفات

- الفرق بين المكْر والكَيْد:
المكْر مِثل الكَيْد في أنَّه لا يكون إلَّا مع تدبُّرٍ وفِكْرٍ، إلَّا أنَّ الكَيْد أقوى مِن المكْر.
الكَيْد يتعدَّى بنفسه، والمكْر يتعدَّى بحرف، فيقال: كادَه يَكِيدُه، ومَكَرَ به، ولا يقال: مَكَرَه والذي يتعدَّى بنفسه أقوى.
المكْر -أيضًا- تقدير ضرر الغير مِن أن يفعل به، أَلَا ترى أنَّه لو قال له: أقدر أن أفعل بك كذا، لم يكن ذلك مَكْرًا، وإنَّما يكون مَكْرًا إذا لم يُعْلِمْه به.
والكَيْد اسم لإيقاع المكْروه بالغير قهرًا، سواءً علم أو لا .
قال الزبيدي: (قال شيخنا: وظاهر كلامهم أن الكيد والمكر مترادفان، وهو الظاهر، وقد فرق بينهما بعض فقهاء اللغة، فقال: الكيد: المضرة، والمكر: إخفاء الكيد وإيصال المضرة، وقيل: الكيد: الأخذ على خفاء، ولا يعتبر فيه إظهار خلاف ما أبطنه، ويعتبر ذلك في المكر. والله أعلم) .
- الفرق بين المكْر والحِيَل:
أنَّ مِن الحِيَل ما ليس بمَكْر، وهو أن يقدِّر نفع الغير لا مِن وجهه، فيُسَمَّى ذلك حيلة مع كونه نفعًا، والمكْر لا يكون نفعًا.
أنَّ المكْر بقدر ضرر الغير مِن غير أن يعلم به، وسواءً كان مِن وجهه أو لا.
والحيلة لا تكون مِن غير وجهه، وسمَّى الله تعالى ما توعَّد به الكفَّار: مكرًا، في قوله تعالى: فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ [الأعراف: 99]، وذلك أنَّ الماكر يُنْزِل المكْروه بالممْكُور به حيث لا يعلم، فلمَّا كان هذا سبيل ما توعَّدهم به مِن العذاب سمَّاه مكرًا .
- الفرق بين المكْر والغَدْر:
أنَّ الغَدْر نقض العهد الذي يجب الوفاء به.
والمكْر: قد يكون ابتداءً مِن غير عقد .
- الفرق بين الخِدَاع والكَيْد:
الخِدَاع: هو إظهار ما يُبْطِن خلافه، أراد اجتلاب نفعٍ أَو دفع ضرٍّ، ولا يَقْتَضِي أَن يكون بعد تدبُّرٍ ونَظَرٍ وفِكْرٍ، أَلَا ترى أَنَّه يُقَال: خدعه في البيع، إذا غشَّه مِن جَشَع، وأوهمه الإنصاف، وإن كان ذلك بديهةً مِن غير فِكْر ونَظَر، والكَيْد لا يكون إلَّا بعد تدبُّر وفِكْر ونَظَر، ولهذا قال أهل العربيَّة: الكَيْد التَّدْبِير على العَدوِّ، وإرادة إهلاكه، وسُمِّيت الحِيَل التي يَفْعَلهَا أصحاب الحروب بقصد إهلاك أعدائهم: مكايد؛ لأنَّها تكون بعد تدبُّرٍ ونَظَرٍ، ويجيء الكَيْد بمعنى الإرادة، وقوله تعالى: كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ [يوسف: 76] أَي أردنَا، ودلَّ على ذلك بقوله: إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ[يوسف: 76]، و(إن شاء الله) بمعنى المشِيئَة، ويجوز أن يُقَال: الكَيْد: الحِيلَة التي تقرِّب وُقُوع المقصود بِه مِن المكروه، وهو مِن قولهم: كَاد يفعل كذا، أَي قَرُب، إِلَّا أَنه قيل هذا يكَاد، وفي الأولى: يَكِيد؛ للتَّصَرُّف في الكلام، والتَّفرقة بين المعْنيين.
ويجوز أَن يُقَال: إنَّ الفرق بين الخِدَاع والكَيْد أَنَّ الكَيْد اسم لفعل المكْروه بالغير قهرًا، تقول: كايدني فلانٌ، أَي: ضرَّني قهرًا، والخَدِيعَة اسم لفعل المكروه بالغير مِن غير قهر، بل بأن يُرِيد بأنَّه يَنْفَعه، ومنه الخَدِيعَة في المعاملة، وسمَّى الله تعالى قصد أصحاب الفيل مكَّة كيدًا في قوله تعالى: أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ [الفيل: 3]؛ وذلك أنَّه كان على وَجه القَهْر .

محمد رافع 52 01-12-2013 10:24 AM

ذَمُّ المكْر والكَيْد والنهي عنهما
أولًا: في القرآن الكريم

- قال تعالى: وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ [النَّمل: 50-51].
قال السعدي: (وَمَكَرُوا مَكْرًا دبَّروا أمرهم على *** صالح وأهله على وجه الخُفْية -حتى مِن قومهم- خوفًا مِن أوليائه، وَمَكَرْنَا مَكْرًا بنصر نبيِّنا صالح -عليه السَّلام- وتيسير أمره، وإهلاك قومه المكذِّبين، وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ، فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ. هل حصل مقصودهم، وأدركوا -بذلك المكْر- مطلوبهم أم انتقض عليهم الأمر؟ ولهذا قال: أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ أهلكناهم واستأصلنا شأفتهم، فجاءتهم صيحة عذاب، فأهلكوا عن آخرهم) .
وقال ابن عاشور: (سمَّى الله تآمرهم مكرًا؛ لأنَّه كان تدبير ضرٍّ في خفاء. وأكَّد مكرهم بالمفعول المطلق للدِّلالة على قوَّته في *** المكر، وتنوينه للتَّعظيم) .
- وقال سبحانه: وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الأُمَمِ فَلَمَّا جَاءهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلاَّ نُفُورًا 42اسْتِكْبَارًا فِي الأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ سُنَّتَ الأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً [فاطر: 43].
قال ابن كثير: (يخبر تعالى عن قريش والعرب أنَّهم أقسموا بالله جهد أيمانهم، قبل إرسال الرَّسول إليهم: لَئِن جَاءهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الأُمَمِ أي: من جميع الأمم الذين أُرْسِل إليهم الرُّسل... قال الله تعالى: فَلَمَّا جَاءهُمْ نَذِيرٌ -وهو: محمد صلى الله عليه وسلم بما أنزل معه مِن الكتاب العظيم، وهو القرآن المبين، مَّا زَادَهُمْ إِلاَّ نُفُورًا، أي: ما ازدادوا إلَّا كفرًا إلى كفرهم، ثمَّ بيَّن ذلك بقوله: اسْتِكْبَارًا فِي الأَرْضِ أي: استكبروا عن اتِّباع آيات الله، اسْتِكْبَارًا فِي الأَرْضِ أي: ومكروا بالنَّاس في صدِّهم إيَّاهم عن سبيل الله، وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ أي: وما يعود وبال ذلك إلَّا عليهم أنفسهم دون غيرهم) .
- وقوله عزَّ وجلَّ: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ[الأنعام: 123].
قال ابن عاشور: (والمراد بالمكْر هنا تَحُيُّل زعماء المشركين على النَّاس في صرفهم عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وعن متابعة الإسلام، قال مجاهد: كانوا جَلَسُوا على كلِّ عقبة ينفِّرون النَّاس عن اتِّباع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ... ظنًّا منهم بأنَّ صدَّ النَّاس عن متابعته يَضرُّه ويُحْزِنه، وأنَّه لا يعلم بذلك، ولعلَّ هذا العمل منهم كان لـمَّا كَثُر المسلمون في آخر مدَّة إقامتهم بمكَّة قُبَيْل الهجرة إلى المدينة، ولذلك قال الله تعالى: وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ. فالواو للحال، أي: هم في مكرهم ذلك إنَّما يضرُّون أنفسهم، فأطلق المكر على مآله وهو الضُّر، على سبيل المجَاز المرسَل، فإنَّ غاية المكر ومآله إضرار الممكور به) .
- وقال تعالى: فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَناً إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ [الأنفال: 17-18].
(يقول تعالى لما انهزم المشركون يوم بدر، و***هم المسلمون: فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ بحولكم وقوَّتكم، وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ حيث أعانكم على ذلك... ذَلِكُمْ النَّصر مِن الله لكم، وَأَنَّ اللّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ أي: مُضْعِف كلِّ مَكْرٍ وكيدٍ يكيدون به الإسلام وأهله، وجاعلٌ مكرَهم مُحِيقًا بهم) .
- وقال- سبحانه-: قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ [يوسف: 5].
- وقوله تعالى حكايةً عن امرأة العزيز: ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ [يوسف: 52].

محمد رافع 52 01-12-2013 10:28 AM

ثانيًا: في السُّنَّة النَّبويَّة

- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ((أنَّ أناسًا مِن عُكل وعُرَيْنَة قَدِمُوا المدينة على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وتكلَّموا بالإسلام، فقالوا: يا نبيَّ الله، إنَّا كنَّا أهل ضرع ، ولم نكن أهل ريف، واستوخموا المدينة، فأمر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذود وراع، وأمرهم أن يخرجوا فيه، فيشربوا مِن ألبانها وأبوالها. فانطلقوا حتى إذا كانوا ناحية الحَرَّة، كفروا بعد إسلامهم، و***وا راعي النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، واستاقوا الذَّود، فبلغ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، فبعث الطَّلب في آثارهم، فأَمَر بهم فسَمَرُوا أعينهم، وقَطَعُوا أيديهم، وتُرِكُوا في ناحية الحرَّة حتى ماتوا على حالهم)) .
- وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: سمعت سعدًا رضي الله عنه قال: سمعت النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يكيد أهل المدينة أحدٌ إلَّا انماع كما ينماع الملح في الماء)) .
قال المهَلَّب: (وقوله: ((لا يكيد أهل المدينة أحدٌ)). أي: لا يدخلها بمكيدة، ولا يمكن يطلب فيها غرَّتهم، ويفترس عورتهم. وقوله: ((إلَّا انماع)). أي: إلَّا ذاب كما يذوب الملح في الماء) .
وقال العيني: (أنَّ الذي يكيد أهل المدينة يذيبه الله تعالى في النَّار ذوب الرصاص، ولا يستحقُّ هذا ذاك العذاب إلَّا عن ارتكابه إثمًا عظيمًا) .
أقوال السَّلف والعلماء في المكْر والكَيْد:
- قال محمَّد بن كعب القرظي: ثلاث خصال مَن كُنَّ فيه كُنَّ عليه: البَغْي، والنُّكْث، والمكر. وقرأ: وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ [فاطر: 43]، يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم [يونس: 23]، فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ [الفتح: 10] .
- وقال ابن قتيبة: (ثلاثٌ مَن كُنَّ فيه كُنَّ عليه: البَغْي، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم [يونس: 23]، والمكر، قال الله تعالى: وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ [فاطر: 43] والنُّكْث، قال عزَّ وجلَّ: فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ .
- وقال ابن القيِّم: (إنَّ المؤمن المتوكِّل على الله إذا كاده الخَلْق، فإنَّ الله يكيد له وينتصر له بغير حول منه ولا قوَّة) .
- وقال: (في قصَّة يوسف -عليه السَّلام- تنبيه على أنَّ مَن كاد غيره كيدًا محرَّمًا فإنَّ الله سبحانه وتعالى لا بدَّ أن يكيده، وأنَّه لا بدَّ أن يكيد للمظلوم إذا صبر على كيد كائده وتلطَّف به) .
- وروى عمرو بن دينار أنَّه قال: (قال قيس بن سعد: لولا الإسلام لمكرت مكرًا لا تطيقه العرب) .

محمد رافع 52 01-12-2013 10:30 AM

حُكْم المكْر

عدَّه أهل العلم - ومنهم ابن حجر الهيتمي- مِن الكبائر، وهم يعنون الضَّرب المذموم منه، وهو المكْر السَّيِّئ.
قال ابن حجر الهيتمي: (عُدَّ هذا كبيرةً، صرَّح به بعضهم، وهو ظاهرٌ مِن أحاديث الغِشِّ ... إذْ كون المكْر والخَدِيعَة في النَّار ليس المراد بهما إلَّا أنَّ صاحبهما فيها، وهذا وعيد شديد) .

محمد رافع 52 01-12-2013 10:32 AM

أقسام المكْر

قال الرَّاغب: (المكْر: صرف الغير عمَّا يقصده بحيلة، وذلك ضربان: مَكْرٌ محمودٌ، وذلك أن يُتَحرَّى بذلك فعلٌ جميل... ومذموم، وهو أن يُتَحرَّى به فعلٌ قبيح) .
وقال ابن القيِّم: (المكْر ينقسم إلى محمود ومذموم، فإنَّ حقيقته إظهار أمرٍ وإخفاء خلافه؛ ليُتَوصَّل به إلى مراده.
فمِن المحمود: مَكْرُه تعالى بأهل المكر، مقابلةً لهم بفعلهم، وجزاءً لهم ب*** عملهم.
قال تعالى: وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ [الأنفال: 30] وقال تعالى: وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ [النَّمل: 50]) .
وقال الرَّاغب الأصفهاني: (المكْر والخَدِيعَة: متقاربان، وهما اسمان لكلِّ فعل يَقْصِد فاعله في باطنه خلاف ما يقتضيه ظاهره، وذلك ضربان:
1- أحدهما مذموم: وهو الأشهر عند النَّاس والأكثر، وذلك أن يقصد فاعله إنزال مكروه بالمخدوع، وهو الذي قصده النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بقوله: ((المكر والخَدِيعَة في النَّار))، والمعنى: أنَّهما يؤدِّيان بقاصدهما إلى النَّار.
2- والثَّاني: على عكس ذلك، وهو أن يقصد فاعلهما إلى استجرار المخدوع والممكور به إلى مصلحة لهما، كما يُفْعَل بالصَّبي إذا امتنع مِن تعلُّم خيرٍ .

محمد رافع 52 01-12-2013 10:36 AM

أقسام الكَيْد

وينقسم الكَيْد -أيضًا- إلى قسمين:
1- محمود: وهو ما قُصِد به الخير.
2- مذموم: وهو ما قُصِد به الشَّر.
قال ابن القيِّم: (الكَيْد ينقسم إلى نوعين. قال تعالى: وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ [الأعراف: 183] وقال تعالى: كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ [يوسف: 76] وقال تعالى: إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا وَأَكِيدُ كَيْدًا [الطارق: 15-16]) .
وقال الرَّاغب الأصفهاني: (الكَيْد: إرَادَة متضمِّنة لاستتار ما يُرَاد عمَّن يُرَاد به، وأكثر ما يُسْتَعمَل ذلك في الشَّرِّ، ومتى قُصِد به الشَّرُّ فمذموم، ومتى قُصِد به خيرٌ فمحمود، وعلى الوجه المحمود قال - عزَّ وجلَّ-: كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ [يوسف: 76] .


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 12:33 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.