بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   حى على الفلاح (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=25)
-   -   هذا ديننا الاسلامى وهذا نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=478828)

محمد رافع 52 25-01-2013 02:14 AM

[ عظمة الله سبحانه وتعالى ]

15 - وعن أبي ذر - رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-H1.GIFالترمذي الزهد ، ابن ماجه الزهد ، أحمد . أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا وفيه ملك ساجد لله تعالى ، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا وما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله تعالى http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-H2.GIF .
رواه الترمذي وقال : حديث حسن .
قوله : http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-H1.GIFالبخاري الجمعة ، مسلم الكسوف ، النسائي الكسوف ، أحمد ، مالك النداء للصلاة . لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-H2.GIF ؛ في " الصحيحين " . من حديث أنس .
15 - رواه الترمذي كتاب الزهد ، وابن ماجه كتاب الزهد ، وأحمد والطحاوي في " مشكل الآثار " ، وأبو الشيخ الأصبهاني في كتاب " العظمة " ، والحاكم في " المستدرك" ، وأبو نعيم في " دلائل النبوة" ، والبيهقي في " شعب الإيمان" كلهم من طريق إسرائيل عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن مورق عن أبي ذر به .
وعند بعضهم زيادة .
قال الترمذي : حسن غريب .
وفال الحاكم : صحيح الإسناد .
وقال البوصيري : قلت : في إسناده إبراهيم بن مهاجر صدوق لين الحفظ .
وقد توبع : فرواه أبو نعيم في " الحلية " من طريق زائدة بن أبي الرقاد ثنا زياد النميري عن أنس به مختصرا .
وزائدة منكر الحديث وزياد النميري ضعيف .
أطت السماء : الأطيط هو صوت الأقناب ، وأطيط الإبل : صوتها وحنينها ، أي : خرج لها صوت لكثرة ما فيها من الملائكة قد أثقلها حتى أطت .
لخرجتم : أي : من منازلكم .
الصعدات : أي : الطرق ، وقيل : فناء باب الدار وممر الناس بين يديه ، وقيل : المراد بالصعدات البراري والصحاري .
تجأرون إلى الله : أي : تتضرعون إليه بالدعاء ليدفع عنكم البلاء .
لو تعلمون ما أعلم : أي : من عقاب الله للعصاة وشدة المناقشة يوم الحساب لبكيتم كثيرا ، أي : من خشية الله ترجيحا للخوف على الرجاء وخوفا من سوء الخاتمة .

محمد رافع 52 25-01-2013 02:18 AM

[حرمة التألي على الله]

16 - ولمسلم عن جندب - رضي الله عنه- مرفوعا :
http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-H1.GIFمسلم البر والصلة والآداب . قال رجل : والله لا يغفر الله لفلان ، فقال الله عز وجل : من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان ؟ إني قد غفرت له وأحبطت عملك http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-H2.GIF .
16 - رواه مسلم كتاب البر والصلة .
يتألى : يحلف ، والألية اليمين .
قال النووي في " شرح مسلم " :
" وفيه دلالة لمذهب أهل السنة في غفران الذنوب بلا توبة إذا شاء الله غفرانها ، واحتجت المعتزلة به في إحباط الأعمال بالمعاصي الكبائر ، ومذهب أهل السنة أنها لا تحبط إلا بالكفر ، ويتأول حبوط عمل هذا على أنه أسقطت حسناته في مقابلة سيئاته ، وسمي إحباطا مجازا ، ويحتمل أنه جرى منه أمر آخر أوجب الكفر ، ويحتمل أن هذا كان في شرع من قبلنا وكان هذا حكمهم" .

محمد رافع 52 25-01-2013 02:20 AM

[المؤمن بين الرجاء والخوف]

17 - وله عن أبي هريرة - رضي الله عنه- مرفوعا :
http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-H1.GIFمسلم التوبة ، الترمذي الدعوات ، أحمد . لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد ، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته أحد http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-H2.GIF .
17 - رواه مسلم كتاب التوبة .
ورواه البخاري كتاب الرقاق من طريق سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة بمعناه وفيه زيادة .
قال الحافظ في " الفتح " :
" قيل : المراد إن الكافر لو يعلم سعة الرحمة لغطى على ما يعلمه من عظم العذاب فيحصل له الرجاء ، أو المراد أن متعلق علمه بسعة الرحمة مع عدم التفاته إلى مقابلها يطمعه في الرحمة ، فمن علم أن من صفات الله تعالى الرحمة لمن أراد أن يرحمه والانتقام ممن أراد أن ينتقم منه : لا يأمن انتقامه من يرجو رحمته ولا ييأس من رحمته من يخاف انتقامه ، وذلك باعث على مجانبة السيئة ولو كانت صغيرة وملازمة الطاعة ولو كانت قليلة ، وقيل : في الجملة الثانية نوع إشكال فإن الجنة لم تخلق للكافر ولا طمع له فيها فغير مستبعد أن يطمع في الجنة من لا يعتقد كفر نفسه فيشكل ترتب الجراب على ما قبله .
وأجيب : بأن هذه الكلمة سيقت لترغيب المؤمن في سعة رحمة الله التي لو علمها الكافر الذي كتب علية أنه يختم عليه أنه لا حظ له في الرحمة لتطاول إليها ولم ييأس منها إما بإيمانه المشروط وإما لقطع نظره عن الشرط مع تيقنه بأنه على الباطل واستمراره عليه عنادا ، فإذا كان هذا حال الكافر فكيف لا يطمع فيها المؤمن الذي هداه الله للإيمان ! ؟ " .

محمد رافع 52 25-01-2013 02:22 AM

[قرب الجنة والنار من الإنسان]

18 - وللبخاري عن ابن مسعود - رضي الله عنة- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-H1.GIFالبخاري الرقاق ، أحمد . الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله ، والنار مثل ذلك http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-H2.GIF .
18 - رواه البخاري كتاب الرقاق .
الشراك : هو السير الذي يدخل فيه إصبع الرجل ويطلق على كل سير وقي به القدم .
قال الحافظ في " الفتح " :
قال ابن بطال : " فيه أن الطاعة موصلة إلى الجنة وأن المعصية مقربة إلى النار ، وأن الطاعة والمعصية قد تكون من أيسر الأشياء ، وجاء في الحديث : http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-H1.GIFالبخاري الرقاق ، مسلم الزهد والرقائق ، الترمذي الزهد ، أحمد ، مالك الجامع . إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا ، يرفعه الله بها درجات ، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-H2.GIFأخرجه البخاري عن أبي هريرة . .
وقال أيضا :
فينبغي للمرء أن لا يزهد في قليل الخير أن يأتيه ولا في قليل من الشر أن يجتنبه ؛ فإنه لا يعلم الحسنة التي يرحمه الله بها ولا السيئة التي يسخط عليه بها .
قال ابن الجوزي :
معنى الحديث أن تحصيل الجنة سهل بتصحيح القصد وفعل الطاعة ، والنار كذلك بمرافقة الهوى وفعل المعصية .

محمد رافع 52 25-01-2013 02:24 AM

[رحمة الله لمن في قلبه رحمة]

19 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه- مرفوعا :
http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-H1.GIFالبخاري أحاديث الأنبياء ، مسلم السلام ، أحمد . إن امرأة بغيا رأت كلبا في يوم حار يطيف ببئر قد أدلع لسانه من العطش فنزعت له موقها فسقته فغفر لها به http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-H2.GIF .
19 - رواه البخاري كتاب أحاديث الأنبياء ، ومسلم كتاب السلام واللفظ له .
المواق : الخف .
في الحديث الحث على الإحسان إلى الناس لأنه إذا حصلت المغفرة بسبب سقي الكلب فسقي المسلم أعظم أجرا .
واستدل به على جواز صدقة التطوع للمشركين وينبغي أن يكون محله إذا لم يوجد هناك مسلم فالمسلم أحق وكذا إذا دار الأمر بين البهيمة والآدمي المحترم واستويا في الحاجة فالآدمي أحق ، والله أعلم .

محمد رافع 52 25-01-2013 02:26 AM

[تحريم *** الهرة]

20 - وقال : http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-H1.GIF
البخاري أحاديث الأنبياء ، مسلم البر والصلة والآداب ، الدارمي الرقاق . دخلت النار امرأة في هرة حبستها ؛ لا هي أطعمتها ، ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-H2.GIF .
قال الزهري قول الزهري ذكره مسلم . لئلا يتكل أحد ولا ييأس أحد .
أخرجاه .
20 - رواه البخاري كتاب الخلق ، ومسلم كتاب السلام .
خشاش الأرض : بفتح الخاء ويجوز ضمها وكسرها ، المراد : هوام الأرض وحشراتها من فأرة ونحوها .
قال الحافظ في " الفتح " : وظاهر الحديث أن المرأة عذبت بسبب *** هذه الهرة بالحبس .
قال عياض : يحتمل أن تكون المرأة كافرة فعذبت بالنار حقيقة أو بالحساب لأن " من نوقش الحساب عذب" . ثم يحتمل أن تكون المرأة كافرة فعذبت بكفرها وزيدت عذابا .
ومعنى قول الزهري أنه لما ذكر الحديث الأول خاف أن سامعه يتكل على ما فيه من سعة الرحمة وعظم الرجاء فضم إليه حديث الهرة الذي فيه من التخويف ضد ذلك ليجتمع الخوف والرجاء

محمد رافع 52 25-01-2013 02:29 AM

[إثبات صفة التعجب لله سبحانه وتعالى]

21 - وعنه مرفوعا :
http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-H1.GIFأبو داود الجهاد ، أحمد . عجب ربنا من قوم يقادون http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-H2.GIFيقادون : لفظ أبي داود ، ولفظ البخاري : يدخلون الجنة ، أما أحمد فلفظه : يجاء بهم .http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-H1.GIF إلى الجنة بالسلاسل http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-H2.GIF . رواه أحمد والبخاري .
21 - رواه البخاري كتاب الجهاد ، وأحمد .
قال الحافظ في " الفتح " :
قال ابن الجوزي : معناه أنهم أسروا وقيدوا فلما عرفوا صحة الإسلام دخلوا طوعا فدخلوا الجنة ، فكان الإكراه على الأسر والتقييد هو السبب الأول ، وكأنه أطلق على الإكراه التسلسل ولما كان هو السبب في دخول الجنة أقام المسبب مكان السبب .

محمد رافع 52 25-01-2013 02:32 AM

[صبر الله سبحانه وتعالى على الذين يدعون له ولدا]

22 - وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-H1.GIF
البخاري الأدب ، مسلم صفة القيامة والجنة والنار ، أحمد . وما أحد أصبر على أذى يسمعه من الله ؛ يدعون له الولد ثم يعافيهم ويرزقهم http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-H2.GIF .
رواه البخاري .
22 - رواه البخاري كتاب الأدب ، وكتاب التوحيد : ومسلم كتاب التوبة .
هذا الحديث فيه إثبات صفة الصبر لله سبحانه وتعالى .
قال الحافظ في " فتح الباري" :
أصبر : أفعل تفضيل من الصبر ، ومن أسمائه الحسنى سبحانه وتعالى الصبور ، ومعناه الذي لا يعاجل العصاة بالعقوبة . . .
وفي الحديث إشارة إلى القدرة على الإحسان إليهم مع إساءتهم بخلاف طبع البشر فإنه لا يقدر على الإحسان إلى المسيء إلا من جهة تكلفه ذلك شرعا ، وسبب ذلك أن يحمله على المسارعة إلى المكافأة بالعقوبة والله سبحانه قادر على ذلك حالا ومآلا لا يعجزه شيء ولا يفوته بتصرف يسير .

محمد رافع 52 25-01-2013 02:34 AM

[إثبات صفة الحب لله]

23 - وله عن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-H1.GIFالبخاري الأدب ، مسلم البر والصلة والآداب ، الترمذي تفسير القرآن ، أحمد ، مالك الجامع. إن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبدا نادى : يا جبريل! إن الله يحب فلانا فأحبه ، فيحبه جبريل ، ثم ينادي جبريل في السماء : إن الله يحب فلانا فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ويوضع له القبول في الأرض http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-H2.GIF .
23 - رواه البخاري كتاب التوحيد .
في هذا الحديث إثبات صفة الحب لله سبحانه وتعالى وصفة الكلام له سبحانه ، والمراد بالقبول في هذا الحديث : قبول القلوب له بالمحبة والميل إليه والرضا عنه .
ويؤخذ منه أن محبة قلوب الناس علامة محبة الله ، ويؤيد حديث " أنتم شهداء الله في الأرض "

محمد رافع 52 25-01-2013 02:37 AM

[إثبات رؤية الله سبحانه وتعالى يوم القيامة للمؤمنين ]

24 - وعن جرير بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه- قال : كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ نظر إلى القمر ليلة البدر قال :
http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-H1.GIFالبخاري مواقيت الصلاة ، مسلم المساجد ومواضع الصلاة ، الترمذي صفة الجنة ، أبو داود السنة ، ابن ماجه المقدمة، أحمد . إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته ، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-H2.GIF ، ثم قرأ : http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-B2.GIF وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-B1.GIF
رواه الجماعة .
24 - رواه البخاري كتاب مواقيت الصلاة ، وكتاب التفسير ، وكتاب التوحيد ، ومسلم كتاب المساجد .
هذا الحديث يثبت رؤية الله سبحانه وتعالى للمؤمنين يوم القيامة ، وهي أعظم نعمة تعطى لأهل الجنة ؛ فقد أخرج مسلم وغيره عن صهيب - رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-H1.GIFمسلم الإيمان ، الترمذي صفة الجنة ، ابن ماجه المقدمة ، أحمد . إذا دخل أهل الجنة الجنة ، قال : يقول الله تبارك وتعالى : تريدون شيئا أزيدكم ؟! فيقولون : ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار ؟ قال : فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-H2.GIF .

محمد رافع 52 25-01-2013 02:39 AM

[انتقام الله لمن عادى له وليا]

25 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-H1.GIFالبخاري الرقاق . إن الله تبارك وتعالى قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي من أداء ما افترضته عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن ؛ يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له منه http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-H2.GIF .
رواه البخاري .
25 - رواه البخاري كتاب الرقاق .
قال الحافظ في " الفتح " :
المراد بولي الله : العالم بالله المواظب على طاعته المخلص في عبادته .
آذنته : أي : أعلمته ، والإيذان الإعلام .
قال الفاكهاني : في هذا تهديد شديد لأن من حاربه الله أهلكه ، وإذا ثبت هذا في جانب المعاداة ثبت في جانب الموالاة ، فمن والى أولياء الله ؛ أكرمه الله . . .
ويستفاد من الحديث أن أداء الفرائض أحب الأعمال إلى الله ، قال الطوفي : الأمر بالفرائض جازم ويقع بتركها المعاقبة بخلاف النفل في الأمرين ، وإن اشترك مع الفرائض في تحصيل الثواب فكانت الفرائض أكمل ، فلهذا كانت أحب إلى الله وأشد تقريبا ، وأيضا فالفرض كالأصل والأس ، والنفل كالفرع والبناء ، وفي الإتيان بالفرائض على الوجه المأمور به امتثال الأمر واحترام الآمر وتعظيمه بالانقياد إليه وإظهار عظمة الربوبية وذل العبودية ، فكان التقرب بذلك أعظم العمل ، والذي يؤدي الفرض قد يفعله خوفا من العقوبة ، ومؤدي النفل لا يفعله إلا إيثارا للخدمة فيجازى بالمحبة التي هي غاية مطلوب من تقرب بخدمته .
قال الحافظ : قال ابن هبيرة : يؤخذ من قوله : " ما تقرب . . إلخ " ، أن النافلة لا تقدم على الفريضة لأن النافلة إنما سميت نافلة لأنها تأتي زائدة على الفريضة فما لم تؤد الفريضة لا تحصل النافلة ، ومن أدى الفرض ثم زاد عليه النفل وأدام ذلك تحققت منه إرادة التقرب .

محمد رافع 52 25-01-2013 02:42 AM

[نزول الله سبحانه وتعالى]

26 - وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-H1.GIFالبخاري الجمعة ، مسلم صلاة المسافرين وقصرها ، الترمذي الصلاة ، أبو داود الصلاة ، ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها ، أحمد ، مالك النداء للصلاة ، الدارمي الصلاة . ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول : من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-H2.GIF .
متفق عليه .
26 - رواه البخاري كتاب التهجد ، وكتاب الدعوات ، وكتاب التوحيد ، ومسلم كتاب صلاة المسافرين ونزول الله سبحانه وتعالى ثابت وهو نزول يليق بجلاله وعظمة سلطانه ، من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل .
وللإمام ابن تيمية رحمه الله كتاب مطول ، شرح فيه صفة النزول البينة ، بالأدلة الشرعية والحجج ، فليراجع .

محمد رافع 52 25-01-2013 02:46 AM

[وصف الجنان والنظر إلى الله سبحانه وتعالى]

27 - وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-H1.GIFالبخاري تفسير القرآن ، مسلم الإيمان ، ابن ماجه المقدمة ، أحمد ، الدارمي الرقاق . جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما ، وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما ، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-H2.GIF .
رواه البخاري .
27 - رواه البخاري كتاب التفسير والتوحيد .
ورواه مسلم كتاب الإيمان .
قال الحافظ في " الفتح " :
وقوله : جنتان ، إشارة إلى قوله تعالى : http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-B2.GIF ومن دونهما جنتان http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-B1.GIF وتفسير له ، وهو خبر مبتدأ محذوف أي : هما جنتان وآنيتهما مبتدأ ومن فضة خبر . . . وظاهر الأول أن الجنتين من ذهب لا فضة فيهما وبالعكس ، ويعارضه حديث أبي هريرة : قلنا : حدثنا عن الجنة ما بناؤها ؟ ، قال : لبنة من ذهب ولبنة من فضة ، الحديث أخرجه أحمد والترمذي وصححه ابن حبان .
ويجمع بأن الأول صفة ما في كل جنة من آنية وغيرها ، والثاني صفة حوائط الجنان كلها ، ويؤيده أنه وقع عند البيهقي في "البعث" من حديث أبي سعيد : http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-H1.GIFالترمذي صفة الجنة . أن الله أحاط حائط الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-H2.GIF .
وقال الحافظ عن رداء الكبرياء بعد ذكر أقوال العلماء :
وحاصله أن رداء الكبرياء مانع عن الرؤية فكأن في الكلام حذفا تقديره بعد قوله إلا رداء الكبرياء فإنه يمن عليهم برفعه فيحصل لهم الفوز بالنظر إليه ، فكأن المراد أن المؤمنين إذا تبوءوا مقاعدهم من الجنة لولا ما عندهم من هيبة ذي الجلال لما حال بينهم وبين الرؤية حائل ، فإذا أراد إكرامهم حفهم برأفته وتفضل عليهم بتقويتهم على النظر إليه سبحانه .

محمد رافع 52 25-01-2013 02:56 AM

قول الله تعالى
http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-B2.GIF وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-B1.GIF
[ الزمر : 67]
[قبض الله سبحانه الأرض وطي السماء بيمينه]

30 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-H1.GIFالبخاري الرقاق ، مسلم صفة القيامة والجنة والنار ، ابن ماجه المقدمة ، أحمد ، الدارمي الرقاق . يقبض الله الأرض ، ويطوي السماء بيمينه ثم يقول : أنا الملك ؛ أين ملوك الأرض ؟ http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-H2.GIF رواه البخاري .
30 - رواه البخاري كتاب التوحيد .
ورواه مسلم كتاب صفة الجنة والنار .
يثبت هذا الحديث أن الله سبحانه وتعالى يقبض الأرض بإحدى يديه وطيه السماء بالأخرى وهما يمينان لربنا سبحانه ، لا شمال له ، تعالى ربنا عن صفات المخلوقين علوا كبيرا .
31 - وله عن ابن عمر - رضي الله عنهما- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-H1.GIFالبخاري التوحيد ، مسلم صفة القيامة والجنة والنار ، أبو داود السنة ، الدارمي الرقاق . إن الله يقبض يوم القيامة الأرضين وتكون السماوات بيمينه ثم يقول :
أنا الملك http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-H2.GIF .
31 - رواه البخاري كتاب التوحيد من طريق القاسم بن يحيى عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر .
ورواه مسلم صفات المنافقين .
32 - وفي رواية عنه http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-H1.GIFالبخاري تفسير القرآن ، مسلم صفة القيامة والجنة والنار ، الترمذي تفسير القرآن ، أحمد . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية ذات يوم على المنبر : http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-B2.GIF وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-B1.GIFسورة الزمر : 67 . ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هكذا بيده يحركها ويقبل بها ويدبر : " يمجد الرب نفسه أنا الجبار أنا المتكبر أنا العزيز أنا الكريم "- فرجف برسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر حتى قلنا ليخرن به http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-H2.GIF - . رواه أحمد .
32 - رواه أحمد في " المسند" وابن أبي عاصم في "السنة" وابن خزيمة في "التوحيد" من طريق حماد بن سلمة أخبرنا إسحاق بن عبد الله عن عبيد الله بن مقسم عن ابن عمر . قال الشيخ ناصر : صحيح على شرط مسلم .
33 - ورواه مسلم عن عبيد الله بن مقسم أنه نظر إلى عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- كيف يحكي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-H1.GIFالبخاري التوحيد ، مسلم صفة القيامة والجنة والنار ، ابن ماجه الزهد . يأخذ الله سماواته وأرضيه بيديه فيقبضهما ، فيقول : أنا الملك ويقبض أصابعه ويبسطها فيقول : أنا الملك" حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه ، حتى إني لأقول : أساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! http://mahawer.al-islam.com/App_Them...e/MEDIA-H2.GIF .
33 - رواه مسلم كتاب صفات المنافقين وابن ماجه من طريق أبي حازم عن عبيد الله بن مقسم أنه نظر إلى عبد الله بن عمر كيف يحكي . . . الحديث .



مستر محمد سلام 01-02-2013 01:23 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد رافع 52 (المشاركة 5091371)
قول الله تعالى
http://mahawer.al-islam.com/app_them...e/media-b2.gif وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون http://mahawer.al-islam.com/app_them...e/media-b1.gif
[ الزمر : 67]
[قبض الله سبحانه الأرض وطي السماء بيمينه]

30 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
http://mahawer.al-islam.com/app_them...e/media-h1.gifالبخاري الرقاق ، مسلم صفة القيامة والجنة والنار ، ابن ماجه المقدمة ، أحمد ، الدارمي الرقاق . يقبض الله الأرض ، ويطوي السماء بيمينه ثم يقول : أنا الملك ؛ أين ملوك الأرض ؟ http://mahawer.al-islam.com/app_them...e/media-h2.gif رواه البخاري .
30 - رواه البخاري كتاب التوحيد .
ورواه مسلم كتاب صفة الجنة والنار .
يثبت هذا الحديث أن الله سبحانه وتعالى يقبض الأرض بإحدى يديه وطيه السماء بالأخرى وهما يمينان لربنا سبحانه ، لا شمال له ، تعالى ربنا عن صفات المخلوقين علوا كبيرا .
31 - وله عن ابن عمر - رضي الله عنهما- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : http://mahawer.al-islam.com/app_them...e/media-h1.gifالبخاري التوحيد ، مسلم صفة القيامة والجنة والنار ، أبو داود السنة ، الدارمي الرقاق . إن الله يقبض يوم القيامة الأرضين وتكون السماوات بيمينه ثم يقول :
أنا الملك http://mahawer.al-islam.com/app_them...e/media-h2.gif .
31 - رواه البخاري كتاب التوحيد من طريق القاسم بن يحيى عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر .
ورواه مسلم صفات المنافقين .
32 - وفي رواية عنه http://mahawer.al-islam.com/app_them...e/media-h1.gifالبخاري تفسير القرآن ، مسلم صفة القيامة والجنة والنار ، الترمذي تفسير القرآن ، أحمد . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية ذات يوم على المنبر : http://mahawer.al-islam.com/app_them...e/media-b2.gif وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون http://mahawer.al-islam.com/app_them...e/media-b1.gifسورة الزمر : 67 . ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هكذا بيده يحركها ويقبل بها ويدبر : " يمجد الرب نفسه أنا الجبار أنا المتكبر أنا العزيز أنا الكريم "- فرجف برسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر حتى قلنا ليخرن به http://mahawer.al-islam.com/app_them...e/media-h2.gif - . رواه أحمد .
32 - رواه أحمد في " المسند" وابن أبي عاصم في "السنة" وابن خزيمة في "التوحيد" من طريق حماد بن سلمة أخبرنا إسحاق بن عبد الله عن عبيد الله بن مقسم عن ابن عمر . قال الشيخ ناصر : صحيح على شرط مسلم .
33 - ورواه مسلم عن عبيد الله بن مقسم أنه نظر إلى عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- كيف يحكي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
http://mahawer.al-islam.com/app_them...e/media-h1.gifالبخاري التوحيد ، مسلم صفة القيامة والجنة والنار ، ابن ماجه الزهد . يأخذ الله سماواته وأرضيه بيديه فيقبضهما ، فيقول : أنا الملك ويقبض أصابعه ويبسطها فيقول : أنا الملك" حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه ، حتى إني لأقول : أساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! http://mahawer.al-islam.com/app_them...e/media-h2.gif .
33 - رواه مسلم كتاب صفات المنافقين وابن ماجه من طريق أبي حازم عن عبيد الله بن مقسم أنه نظر إلى عبد الله بن عمر كيف يحكي . . . الحديث .



جعله الله في ميزان حسناتك استاذي الفاضل استاذ محمد

محمد رافع 52 02-02-2013 12:45 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مستر محمد سلام (المشاركة 5107061)
جعله الله في ميزان حسناتك استاذي الفاضل استاذ محمد



بارك الله فيك اخى محمد ورضى عنك وعن والديك

محمد رافع 52 03-02-2013 11:27 AM

كيف نجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يحبنا؟



ستجد في هذه الورقة ما يجعلُك من أحباب المصطفى، وهي منزلة عظيمة، إذا وفَّقنا الله لبلوغها، فقد فُزنا وربِّ الكعبة، ومَن منا لا يحب أن يكونَ مع زمرة الفائزين بمحبته؛ فهو يريد الخير كلَّ الخير لأمته، بل هو يفرح أشد ما يكون الفرح أن يرى أمَّته سعيدة، متمسكة بالمبادئ السامية والقيم الرفيعة؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: ((كُل أُمتِي يدخلون الجنةَ إِلا من أبى))، قالُوا: يا رسُولَ اللهِ، ومن يأبى؟ قال: ((مَن أطاعني دخل الجنة، ومن عصانِي فقد أبى))؛ رواه البخاري، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((والذي نفسي بيده، لتدخلن الجنة كلكم إلا من أبى وشرد على الله كشراد البعير))، قالوا: يا رسول الله، ومن يأبى أن يدخلَ الجنة؟ قال: ((مَن أطاعني دخل الجنة، ومَن عصاني فقد أبى))؛ ابن حبان في صحيحه.

وعليه؛ فنحن أحبابه إذا تمسكنا بجملةٍ من الخصال العظيمة، فإنه كان يجلس مع أصحابه فيقول: ((ودِدتُ لو أني رأيتُ أحبابي))، قالوا: يا رسول الله، ألسْنا أحبابَك؟ قال: ((أنتم أصحابي، أحبابي يأتون بعدي، آمنوا بي ولم يروني))، تخيل، بل تأمل، النبي -صلى الله عليه وسلم- يحبك أنت، ويشتاق لك؛ فإليك الخصالَ الثمانية:

أولاً: ذكر الله في كل حين، عطِّر فمَك بذكر الله -تعالى- وابتعد عن كلِّ ما يَشِينه من أقوال؛ كالنميمة والغِيبة والكذب، والمواد السامة؛ كالتدخين والمخدِّرات والمُسكِرات وغيرها، وقل لي - بصراحة إذا كنت تحبُّ النبيَّ -: هل تستطيع أن تضعَ في فمك سيجارة والرسول واقفٌ أمامك ينظر إليك؟

ثانيًا: الصلاة عليه؛ فقد ذكر ابنُ القيم ثمرة ذلك في قوله: "إن الصلاة عليه أداءٌ لأقل القليل من حقه، وشُكرٌ له على نعمته التي أنعم اللهُ بها علينا، مع أن الذي يستحقه من ذلك لا يُحصى علمًا ولا قدرة ولا إرادة، ولكن الله - سبحانه - لكرمه رضِيَ من عباده باليسير من شُكرِه وأداء حقه"، ومن أحب الكلمات التي يحبها النبيُّ ما ذكره أبو حميد الساعدي قال: قالوا: يا رسول الله، كيف نصلِّي عليك؟ قال: ((قُولُوا: اللهمَّ صلِّ على مُحمد، وعلى أزواجه وذُريته، كما صليتَ على آل إبراهيم، وباركْ على مُحمد، وعلى أزواجِهِ وذريتِه، كما باركتَ على آلِ إبراهيم؛ إنك حميِد مجيد))؛ متفق عليه.

ثالثًا: الطهارة الشاملة: المسلم المحبُّ لرسول الله يحب النظافةَ بكامل معانيها؛ النظافة الحسية والمعنوية؛ فهو يتطهَّر مِن كل المنجسات والمدنسات والأوساخ؛ فهو طاهر البدن، طاهر الثوب، طاهر البيت، طاهر اللسان، طاهر المأكل؛ فلا يأكلُ إلا طيبًا؛ لأنه يعلم بأن اللهَ طيبٌ لا يقبل إلا طيبًا، وأن رسولَ الله قدوته في كل ذلك، يقول: ((إن الله طيبٌ يحب الطيب، كريم يحب الكرم، جَوَاد يحب الجود، نظيف يحب النظافة؛ فنظِّفوا أفنيتكم، ولا تشبهوا باليهود))؛ رواه الترمذي وحسنه الألباني من حديث سعد بن أبي وقاص.

رابعًا: الرِّفق والحِلم والحياء، أخبرتنا السيدة عائشة أمرًا عجَبًا، قالت: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إذا أراد اللهُ بأهل بيتٍ خيرًا، أدخل عليهم الرفق))؛ لهذا إذا قدتَ سيارةً لا تُسرع؛ فإن حبيبك يقول: ((الأناة من الله، والعَجلة من الشيطان))؛ فميزات القوة كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((كرم المرء دينُه، ومروءته عقله، وحسبه خُلقه))، وعن أم سلمة قالت: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: ((من لم تكن فيه واحدة من ثلاث، فلا يحتسب بشيء من عمله: من لم تكن فيه تقوى تحجزه عن المحارم، أو حِلم يكفُّه عن غيه، أو خُلق يعيش به في الناس)).

خامسًا: الشخصية القوية: إن التمسكَ بالدين، والالتزام به، والتقرب إلى الله -تعالى- هو من وسائلِ تقوية الشخصية، ودائمًا المسلم القوي خير من المسلم الضعيف، وفي كلٍّ خير، والقوة تأتي بالإيمان والالتزام.

ومن أعظم الأمور المعينة على قوة الشخصية أن تبحثَ وتتخذ القدوة الصالحة وتتمثل بها، وأفضل قدوة هو الرسول -صلى الله عليه وسلم- والصحابة الكرام؛ فهذا أسامة بن زيد قاد جيش الإسلام وهو في سن السابعة عشرة أو الثامنة عشرة.

سادسًا: المحافظة على الصلاة: إن أولَ ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاةُ؛ كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ((أول ما يُحاسَب عليه العبدُ الصلاةُ؛ فإن صلحت، فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت، فقد خاب وخسر))؛ رواه الترمذي وحسنه، والنسائي، وأبو داود.

وماذا يكون جوابك لربِّك حين يسألك عن الصلاة؟ ألا تعرف أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يعرف أمَّتَه يوم القيامة بالغُرَّة والتحجيل من أثر الوضوء؟ كيف بالمرء حينما يأتي يوم القيامة وليس عنده هذه العلامة وهي من خصائص الأمةِ المحمدية، بل إن الصلاة راحةٌ وطمأنينة للنفس والقلب، وقد قال فيها الرسول -صلى الله عليه وسلم- لبلال: ((أرِحْنا بها يا بلال)).

سابعًا: أكْلُ الحلال: هذه صفةٌ عظيمة في زمنٍ كَثُر فيه تعلقُ الناس بالأموال مهما كان مصدرها؛ ولهذا قال ابن رجب: "إن أكل الحلال من أعظم الخِصال التي كان عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه"، وثمة تلازُم بين أكل الحلال، وحلاوة المناجاة لله -تعالى- ولذة الأنس والافتِقار إليه - عز وجل - وقد قرَّر الحافظ ابن كثير - في "تفسيره" - أن أكْلَ الحلال عونٌ على العمل، عند تفسيره لقوله -تعالى-: ﴿ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾ [المؤمنون: 51].

ثامنًا: إحياء سنَّته، الشباب والشابات في زمننا يُحيُون سنن الممثلين والمغنين والرياضيين ويفتخرون، فعلينا أن نفتخر بإحياءِ سنته؛ فقد قال أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال لي رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: ((يا بني، إن قدرت أن تصبح وتمسي وليس في قلبك غش لأحد، فافعل))، ثم قال لي: ((يا بني، وذلك من سنَّتي، ومن أحيا سنتي فقد أحبَّني، ومَن أحبني كان معي في الجنة))؛ رواه الترمذي.

فعلينا أن نحييَ سنن المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وأن نطبِّقها دون خجل، أو تساهل أو خوف من الناس، فكم من سنن الحبيب -صلى الله عليه وسلم- اندثرت؛ نظرًا لتبعيتنا لغيرنا، واللهِ إن إحياء سنَّةٍ كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو إليها أشدُّ على أعدائنا من المقاطعة والشجب والاستنكار؛ لأن ذلك يُظهِر قوَّتَنا واعتزازنا بهذا الدين، وحبَّنا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم.



محمد رافع 52 03-02-2013 11:32 AM

العناد بين السلبية والإيجابية

أحمد مخيمر




العناد بين السلبية والإيجابية



بحثتُ عن معنى العِناد في المعاجم، فوجدتُ أنه مصدر "عاند"، وهو يعكس اضطرابًا وظيفيًّا عقليًّا يتميَّز بانحصاره في موضوعٍ واحد؛ "معجم اللغة العربية المعاصر"، أو هو مجانبة الحق ومُفارقته مع المعارضة والمغالبة وتصلب الرأي؛ "معجم معاني الأسماء".

ويرى علماء النفس أن العناد هو حالة مِن التعبير عن الرفض للقيام بعملٍ ما حتى لو كان مفيدًا، أو الانتهاء عن عمل ما وإن كان خاطئًا، والإصرار على ذلك وعدم التراجُع، مهما بُذلت محاولات للإقناع أو حتى الإكراه والقسْر.

والعناد يمكن تقسيمه موضوعيًّا إلى نوعين: عناد إيجابيٌّ، وهو تعبير عن التمسُّك بالحق، وقِيَم العدل، ومُقتضيات العِلم والصلابة، في مواجهة الباطل ومُقاوَمة الظلم والانحراف، متى كان هذا المعنى واضحًا جليًّا مصحوبًا بدقة الفهم، وسلامة القصد، وصحَّة وشرعية الوسائل المستخدمة في ذلك.

وربما خير مثال على هذا النوع قادة ودعاة وعلماء رفع الله شأنهم وشأن أعمالهم، وفعالهم الحميدة التي يَجري عليها وصْف العناد، ومِن ذلك إصرار الخليفة الأول "أبو بكر الصديق" - رضي الله عنه - على محاربة المُرتدِّين ومانعي الزكاة رغم معارضة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وكثير مِن الصحابة ومُراجعتهم في ذلك، حتى تبيَّن لهم أنه الحق، وحفظ الله به الإسلام ودولة المسلمين الأولى.

ومثال إصرار الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - على الجهر "بعدم خلْق القرآن" في مواجهة المأمون والمعتزلة، وظل قامةً وهامةً وقدوةً لجميع العلماء والقضاة في التمسُّك بالشرع وحقائق العلم.

والأمثلة كثيرة على هذا النوع مِن العناد والصلابة في الحق، ومقاوَمة الباطل والعدوان، مهما كلَّف أصحابَه مِن عنَت وإيذاء، واضطهاد وحصار وتجويع، وتغريب وتشريد، ربما وصل لحدِّ التضحية بالنفس الزكية في سبيل الله ونصرة دينه ونصرة الحق وأهله.

وقد يُطلق على هذا النوع مِن العناد: عناد التصميم والإرادة، خاصةً عند الأطفال عندما تجد أحدهم يُحاول إصلاح لعبته أو إعادتها إلى حالتها الأصلية بعد تفكيكها، ويُصرُّ على ذلك مهما منعه الكبار، وهو عنادٌ وتصميم محمود يَجب تشجيعه وعدم منعه.

والنوع الثاني مِن العناد هو العناد السلبي الذي يُقاوم الحق ويجحَد الحقائق، يُصرُّ صاحبه على التمادي في الإثم والغيِّ والعدوان على مقتضيات العقل والحكمة والمنطق والموضوعية، مهما بذل معه مِن محاولات الإقناع أو الحوار، وكثيرًا ما يرفض الحلول والبدائل، حتى التقارُب والحلول الوسَط.

وبالمشاهدة والتجربة تستطيع أن تُميز بين نوعَين يَندرجان تحت العناد السلبي: عناد عقْلي، وهو ناتج عن غياب المعلومات والأحداث والوقائع والدلائل، بعكْس مَنطِق المعاند ورأيه ورؤيته، وليس لديه المصداقية في جميع ما يُطرح عليه من معلومات وحقائق، بل ويقاوم تصديقها.

والآخر هو العناد النفسي، وهو الأعمُّ الأغلب، والعناد هنا لا يقوم على منطق، ولا يسانده دليل ولا حجَّة، بل هو نزعة عدوانية، وسلوك سلبي، وتمرُّد ضدَّ الآخَرين مهما كانت علاقة المعاند بهم (آباء - أزواجًا - إخوة - أصدقاء - ذوي رحم)، تظهر معه إرادة المخالفة والتصادم وعدم الاستجابة للنصْح والتوجيه.

ومن هؤلاء ما حكاه المولى - عز وجل -: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾ [البقرة: 204 - 206].

والعناد النفسي والإصرار والممانَعة هنا يَنطلِق مِن دوافع نفسية بحتَة، قد تكون الكبر وغمْط الحق، أو الغيرة والمنافسة على المكانة والصدارة، أو محاولة تحصيل مكاسب أعلى في موقف معيَّن (العناد النفعي أو الانتهازي أو الابتزازي)، وقد تكون بدوافع تحقيق الذات والاستقلالية.

أسباب العناد ودوافعه:
خَلص بعض الباحثين إلى أن أسباب العِناد تكاد تنحصر في ثلاثة أمور:
1- انعدام الثقة.
2- افتقاد الحقوق.
3- عدم إشباع الرغبات والاحتياجات.

فأي بيئة (الأسرة - مؤسَّسات العمل - المجتمع) يَسودها انعدام للثِّقة، يَكثُر فيها العناد المتبادَل بين أفرادها، ولذلك يَعرف الإداريون والتنمويون حالةً تُسمى مقاومة التغيير عند استبدال الإدارات أو إجراء عمليات إحلال وتجديد، خاصة إذا لم يَسبقْها نوع مِن التهيئة والدورات الإيضاحية لطبيعة ومرامي التغيير المنشود.

ومِن المُهمِّ جدًّا منْح أفراد الأسرة - خاصة الشباب في سنِّ المراهقة - الثِّقةَ الكافية، وإتاحة الفُرصة لهم للمُشاركة وتحمُّل الأعباء المنزلية، والمشاركة في توجيه المصروف الشهريِّ؛ مما يُقلِّل حالات التمرُّد والعناد، التي مردُّها إلى محاولة إثبات وتحقيق الذات، وإرادة الشعور بالاستقلالية.

ولا بد مِن الوقوف مليًّا مع دافع إشباع الرغبات والاحتياجات، خاصةً في حالات العناد الأسري؛ لأنه كثيرًا ما يكون خفيًّا، وفي منحى واتجاه مخالف لموضوع العناد ذاته، والعناد في هذه الحالة مجرَّد ردِّ فعل.

العناد بين الزوجين:
ويُعتبَر العناد بين الزوجَين مِن أحدهما أو كلاهما أحد الأسباب الرئيسة لتفاقم المشكلات بينهما، ولا يَخفى على أحد ما يترتَّب على العناد السلبي مِن آثار نفسية وتربوية وانفعالية على الزوجين وأولادهم.

ولا شكَّ أن العلاقة الزوجية القائمة على التفاهم، والوضوح، والتضحية، والتسامح، والتجاوز عن الهفوات، والتغاضي عن الزلات - تساهم في استمرار الحياة الزوجية وقوَّتها بحبٍّ ومودَّة واحترام، أما إن قامت العلاقة بين الزوجين على الأنانية والعِناد، وتصيُّد الأخطاء والمشاجرات المستمرة على كل صغيرة وكبيرة، فإن ذلك يُسرع بتصدُّع الأسرة وتهدُّمها، ويُشتِّت شمل أفرادها، وقد يَقضي على كيانها.

والعناد السلبي بين الزوجَين يأخذ أشكالاً مُختلفة، فهناك عناد مُفتقِد للوعي والإدراك والنضْج، مثال إصرار الزوجة على شراء أشياء كمالية لا داعي لها، وظروف زوجها المالية لا تسمَح؛ مما يُورِّط الزوج في مشكلات عديدة، ويُحدِث بينهما فجوَة وشِقاقًا.

وهناك عناد مردُّه إلى الغيرة لا يقوم على أي أسباب أو دوافع منطقيَّة؛ إنما هو تصريف لمشاعر الغيرة عند المرأة أو عند الرجل، خاصة ذلك الذي يرصُد تقدُّم زوجته عِلميًّا أو مِهنيًّا أو ماليًّا، مع بقائه هو على نفس حاله ودرجته.

وهناك مِن الزوجات مَن تعتقد أن إصرارها على مواقفها يدلُّ على قوة شخصيتها، ويزيد مِن قيمتها ومكانتها عند زوجها؛ فيُحقِّق لها ما تريد، وهناك عناد اكتسبته مِن اقتدائها وتشبُّهها بوالدَيها؛ لأنهما كانا يتعاملان بهذا الأسلوب (عناد المحاكاة).

علاج العناد السلبي:
صفة العناد السلبي في الإنسان تُبيِّن عدم القدْرَة على التوافق والتكيُّف مع الظروف البيئية من حوله، وافتقاده لواحد أو أكثر مِن مُقوِّمات الشخصية الإيجابية؛ كالثقة بالنفس وتحقيق الذات، أو عدم استيفاء حقوق أساسية في حياته، أو عدم إشباع رغباتٍ واحتياجاتٍ، والتي غالبًا ما تكون خفيَّة على مَن حوله.

ويرى المتخصِّصون أن العلاج لهذه الظاهرة يتمثَّل في دراسة كل حالة على حِدة، ومعرفة الأسباب التي دفعتها للعناد، ثم معالجتها.

وفي حالات العناد الأسري يُنصح الآباء والأمهات بضرورة اكتساب مهارات وطرُق التعامل اللازمة مع الأبناء، والمراهقين منهم بشكل خاص، وتزويدهم بأسلوب الثواب والعقاب في التربية الإسلامية، وتغليب أساليب الحوار مع اللطف واللين ودفء المعاملة، والمرونة في المواقف، واستخدام الإقناع المبنيِّ على المَنطِق الواقعي؛ حتى يرتقي فكْر المعاند وتَنضج انفعالاته، مع مراعاة التخفيف مِن الأوامر والنواهي والتدخُّل المُستمِر دون مبرِّر.



محمد رافع 52 03-02-2013 12:07 PM

التعاون العائلي في سبيل الآخرة والجنة


أ. د. عبدالحليم عويس




إنسانية الإسلام في نظرته إلى الأسرة والمرأة (1)

الأسرة المسلمة أسرة تقوم على التكافُل المعنوي والمادي معًا



فليس بالتكافل المادي في أمور الدنيا يتحقَّق التكافلُ الصحيح الذي تشير إليه الآية الكريمة: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ﴾ [المائدة: 2]؛ فهذا التعاون هو أسمى أنواع التكافل الباقي والخالد.

وما الفائدة في نهاية الأمر إذا نجحَتِ الأسرة المسلمة في قيادة أبنائها إلى الأموال والمناصب الدنيوية، ثم دخلوا جهنَّم في الآخرة؛ لفسقِهم وتَرَفهم وانحرافهم عن جادَّة الشريعة التي ارتضاها الله لعباده؟!


إنَّها الخسارة الحقيقية مهما كانت أرباح الدنيا الفانية الزائلة المحدودة.

وفي تاريخنا الإسلامي صفحاتٌ حافلة بصور البطولة الصادقة في كل ألوان التكافل العائلي، وصور التضحية والإيثار، وكذلك في ميادين الشجاعة؛ فمواقف الرسول - صلى الله عليه وسلم - في مكة وهو يدعو إلى الله صابرًا محتسبًا واثقًا بنصره - أروعُ أمثلة للشجاعة، وكذلك مواقفه في المدينة وهو يُجَابِه قوى الشرك والنفاق، ولؤم اليهود.

هذه المواقف الكريمة تمثِّل القدوة الأسمى التي اقتدى بها المسلمون!

وقد سار خلفاؤه الراشدون على نهجه، لا تصدُّهم عن الجهاد في سبيل الله عقباتٌ، ولا تَذهَب بألبابِهم الدنيا، رغم أنهم ملكوا كنوز الأرض، ورفعوا راية الإسلام في أكثر الربوع.

ومن صور الشجاعة الرائعة التي رواها تاريخنا، صورةُ التابعي الجليل (صِلَة بن أَشْيَم العدوي) وأسرته (وهو من كبار التابعين من أهل البصرة، ت سنة 77هـ)؛ فقد قدَّم كل أعضاء الأسرة تضحياتٍ كبيرةً في سبيل الإسلام، وإنها لأسرة مباركة بكل المقاييس!

ففي إحدى معارك المسلمين مع الفرس تقدَّم (صِلَة العدوي) وصاحبٌ له، يمهِّدان الطريق للمسلمين، وينشران الرعبَ في جيش المشركين، ولما عَلِم المشركون بأن كل ما أصابهم من خوف ورعب، إنما كان على يدِ اثنين من المسلمين، ازداد هَلَعُهم، حتى قال بعضهم لبعض: "إذا كان رجلان من المسلمين صنعا بنا هذا، فكيف لو قاتلونا كلهم؟!"، وانتهى رأيهم إلى الاستسلام للمسلمين، والنزول على شروطهم، وكفى الله المؤمنين القتال، بفضل شجاعة (صِلَة) وصاحبه.

وفي معركةٍ أخرى خرج (صلة) وولده مجاهدَينِ في سبيل الله، ولما بدأتِ المعركة قال (صِلَة) لولده: "تقدَّم فقاتِل؛ حتى أحتسبك عند الله"، فسارع الابن ملبِّيًا رغبة أبيه، حتى نال الشهادة على مرأى من والده الشجاع!

ثم تقدَّم (صلة) بعد ابنِه يقاتل، حتى استشهد بدوره، ولَقِي الله مطمئنًّا راضيًا، وكأنه كان يريد الاطمئنان على استشهاد ابنه وفوزه بالجنة!

ولم تكن زوجة (صِلَة) الزاهدة العابدة (مُعَاذَة بنت عبدالله العدوية) - أقلَّ بطولة وشجاعة من زوجها وولدها، فعندما ذهبتِ النسوة لتعزيتِها فيهما، رَفَضتِ العزاء وقالتْ لهن: "إن كنتُنَّ جِئْتنَّ لتهنئتي، فمرحبًا بكنَّ، وإن كنتن جئتن لتعزيتي، فارجعن"!

وهكذا كانت الأسرة كلها (صلة، وولده، وزوجته) على هذا المستوى الرفيع من الإخلاص لدين الله، والزهد في الدنيا، والرغبة في الآخرة، وقد يأخذنا العجب - كل العجب - من هذا الأب الذي يريد أن يطمئنَّ على استشهاد ابنه قبل استشهاده، مع أن العكس هو السائد بين الناس الذين يريدون أن يخلفهم أبناؤهم في ثرواتهم وشؤون دنياهم، وقد يَبِيعون دينَهم من أجل دنيا أبنائهم، ناسين الميزان الصحيح للحب، فدخول ابنك الجنة وبقاؤه فيها ملايين السنين هو الأهم والأجدى، حتى بمقياس المصلحة البحتة، وبمقياس التجارة العملية؛ فالنسبة بين التجارة مع الله (التجارة في سبيل الآخرة) أعظم - كمًّا وكيفًا - بملايين المرات من أية تجارات أو أرباح يمكن أن يكتسبها أيُّ إنسان في هذه الدنيا.

المهم أن نفكر بعقل وعلم، لكنه العقل المؤمن الذي يحسب دون ضغوط الغرائز والأهواء، ولكنه العلم الصحيح الذي تمتد رؤيته عبر مساحة الوجود الحقيقية، مساحة الدنيا والآخرة.

وليس مساحة الدنيا المحدودة التي لا تساوي نسبة مليونية بالنسبة للآخرة؛ لأن الآخرة هي دار القرار، ولأنها خير وأبقى، وهكذا فَهِم التابعي الجليل (صِلَة بن أشيم العدوي) المعادلةَ الحقيقية، وهكذا فَهِمتْها أسرتُه الصالحة، وهكذا يجب أن يفهم المسلمون الصادقون.



محمد رافع 52 03-02-2013 12:11 PM

تربية الأولاد مسؤولية الأسرة المسلمة


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَن لا نبيَّ بعده، نبينا محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم.

وبعدُ:
لو تأمَّل المسلم قليلاً من الوقت في حال الأجيال الناشئة في مجتمعنا، لرأى كثيرًا من صُوَر الانحراف في أخلاق وعقول كثيرٍ من شبابنا وأبنائنا؛ إلاَّ ما رحِمَ الله؛ ذلك أنَّ هذه الأجيال فقَدَت كثيرًا من عوامل التربية الإسلامية الرشيدة، والموجِّهة لسلوكهم وأخلاقهم وعقولهم.

مدارس التربية والتناقض الواضح:
فالواقع أنَّ عوامل ومدارس التربية كثيرة، فالبيت أساس التربية، والمدرسة والجامعة لها دورٌ آخر كبير الأثر، والمساجد لها دور عَقَدي إيماني واضح، لكنَّ الإشكال أنَّ هذه المدارس الثلاثة الكبرى للتربية كانت محورًا أساسًا في هذا الباب إلى عهدٍ قريب منَّا، لكننا اليوم أصبحنا نرى خلْطًا وتشويشًا في توجُّهات الأجيال المسلمة الناشئة؛ وذلك لوجود عددٍ من الوسائل الأخرى والتي تُشارك وبقوَّة وتأثير في مهمة التربية، ومن أهمها وسائل الإعلام؛ المرئية، والمسموعة، والمقروءَة، على حدٍّ سواء، والتي بدورها تُسهم في تشكيل العقل والفكر والسلوك، وتُشاركهم طريقة مطعمهم ومَلبسهم، حتى تسريحة شعرهم، ولون حِذائهم.

ولقد أصبَح لهذه الوسائل جاذبيَّة كبيرة في استقطاب نظر الناشئة، وطبقات الشباب والفتيات، والواقع الذي لا مَحيد منه أنَّ جُلَّ القائمين عليها - إلاَّ مَن رحِم الله - لا يرقبون في شباب الأُمَّة إلاًّ ولا ذِمَّة، ولا يحملون الأمانة بصِدق وحِكمة، فأفسدوا كثيرًا بما يقدمون للأجيال من البرامج الغنائية الساقطة، والثقافية التافهة، والمسرحية والدرامية الهزيلة، إلى جانب ذلك الرُّكام من الأفلام والمسلسلات، والتي تجمع في أهدافها هدْمَ القِيَم والأخلاق الثابتة من شعائر الإسلام وشرائعه، وتُمَيِّع الهُوية المسلمة في قلوب أبنائنا، وتُذَوِّبهم في المدِّ الغربي والعلماني الجارف، بعيدًا عن وحْي الله - تعالى - ومنهجه، وتحثُّهم على قتْل قِيَم الحياء والأدب في نفوسهم، وتحثهم على الوقوع في الفواحش والرذيلة، والمعاصي والمنكرات، كما تُغريهم وتعلِّمهم وسائل الانحراف، وتناول المسكِرات والمخدرات، إضافةً إلى الانحراف العقدي والفكري.

كما لا ننسى دور المجلات والدوريَّات التي تأخذ حيِّزًا كبيرًا من أوقات الشباب والفتيات، في مطالعة قَصص الحبِّ والغرام والهيام، وأخبار اللاعبين والفنانين والمطربين، الذين سَرَقوا أوقات وعقول هذه الأُمة، وسَرَقوا أموالها وثرواتها تحت مُسَمَّى رسالة الفن والإبداع.

كما لا ننسى أيضًا بعض التوجُّهات المشبوهة في التعليم الحكومي والجامعي، تلك التي تطمس نورَ الإيمان والعقيدة في قلوب الأجيال، وتزوِّر بعضًا من حقائق التاريخ الإسلامي والإنساني، وتنادي بتمجيد الفن والموسيقا، ورِفعة النحت والتماثيل، وحمْل العود والبيانو والمعازف، ولا تهتم كثيرًا بغرْس القِيَم والدين والأخلاق، ولا تهتم كثيرًا بتعليم سِيَر الصحابة والعلماء والفاتحين، ولا تعبأ بأن تكون حصة التربية الإسلامية حصة أو حصتين على مَدار الأسبوع كلِّه.

إلى جانب آخر من السيطرة والإحكام والتحجيم المتعمَّد على دور المسجد في حياة الشباب المسلم، وإبعادهم بشتَّى الوسائل والطرق عن العلماء والصالحين هنا وهناك، والتضييق عليهم، وقتْل فُرَص التربية الإسلامية الصحيحة في بيوت الله - تعالى - وتحت رعاية أهل العلم الصادقين.

الأسرة المسلمة هي المسؤول الأول عن التربية:
كل هذه الوسائل وغيرها تُشارك في قضية تربية الأجيال والشباب، شِئنا هذا أم أبينا، لكن الحق وكل الحق، أنَّ الأسرة المسلمة والبيت المسلم، هو القاعدة الأساس، والعمود الأوحد في هذه القضية كلها، مهْمَا تعدَّدت مدارس التربية، لماذا؟ لأن هذه الوسائل مهما كَثُر خطرُها، وامتدَّ ضررها، فبالإمكان تضييق الخِناق عليها، وردُّ الباطل منها، وإضعاف تأثيرها، وبالإمكان إبعادها من حياتنا والاستغناء عنها إلى مرحلة تربويَّة صحيحة، تُغْرَس فيها القِيَم، وتُعَلَّم فيها أصولُ الإسلام وعقائدُه.

ثم الأهم من ذلك كله أنَّ الله - تعالى - في كتابه وسُنَّة رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بيَّن لنا أن الأسرة هي أصل التربية للأجيال وعمودها، فقال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].

قال العلاَّمة ابن سعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية: "أي: يا مَن منَّ الله عليهم بالإيمان، قوموا بلوازمه وشروطه؛ فـ﴿ قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ﴾ موصوفة بهذه الأوصاف الفظيعة، ووقاية الأنفس بإلزامها أمرَ الله، والقيام بأمره امتثالاً، ونهيه اجتنابًا، والتوبة عمَّا يُسخط الله ويوجِب العذاب، ووقاية الأهل والأولاد، بتأديبهم وتعليمهم، وإجبارهم على أمر الله، فلا يسلم العبد إلاَّ إذا قام بما أمَر الله به في نفسه، وفيما يدخل تحت ولايته من الزوجات والأولاد، وغيرهم ممن هو تحت ولايته وتصرُّفه"[1].

وقال العلاَّمة الشوكاني - رحمه الله تعالى -: "﴿ وَأَهْلِيكُمْ ﴾ بأمرهم بطاعة الله، ونَهْيهم عن معاصيه، ﴿ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾؛ أي: نارًا عظيمة تتوقَّد بالناس وبالحجارة، كما يتوقَّد غيرها بالحطب، وقد تقدَّم بيان هذا في سورة البقرة.

قال مقاتل بن سليمان: المعنى: قوا أنفسكم وأهليكم بالأدب الصالح النارَ في الآخرة، وقال قتادة، ومجاهد: قوا أنفسكم بأفعالكم، وقوا أهليكم بوصيَّتكم".

قال ابن جرير: فعلينا أن نعلِّم أولادنا الدين والخيرَ، وما لا يُسْتغنى عنه من الأدب، ومن هذا قوله: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴾ [طه: 132]، وقوله: ﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ [الشعراء: 214]"[2].

وكما جاء في الحديث أنَّ تعليم العقيدة وغرْسها أصلها الأسرة، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - كان يحدِّث قال: قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما من مولود إلاَّ يولد على الفطرة؛ فأبواه يهوِّدانه، أو ينصِّرانه، أو يمجِّسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جَمعاء، هل تحسون فيها من جَدَعاء))، ثم يقول أبو هريرة - رضي الله عنه -: "﴿ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ﴾ [الروم: 30]" الآية؛ متفق عليه.

وكما جاء أيضًا أنَّ الرجل والمرأة في الأسرة مسؤولان عن تبعة التربية والتنشئة للأولاد، فعن عبدالله بن عمر قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ألا كلُّكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيَّته، فالإمام الذي على الناس راعٍ وهو مسؤول عن رعيَّته، والرجل راعٍ على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيَّته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده وهي مسؤولة عنهم، وعبد الرجل راعٍ على مال سيده وهو مسؤول عنه، ألا فكلُّكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيَّته))؛ متفق عليه.

وجاء في الحديث أيضًا أنَّ غرْسَ القِيَم الشرعيَّة، والشعائر التعبُّدية، إنما هو في الأصل على كاهل الأسرة المسلمة؛ فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جَدِّه قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مُروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرِّقوا بينهم في المضاجع))؛ رواه أبو داود، وحسَّنه الألباني.

ولا ننسى هنا بعد هذا وصيَّة الأب الشفوق الناصح لولده، المهذِّب لعقيدته وأخلاقه، ذلكم هو لقمان الحكيم - عليه السلام - وقد ذكَرها الله - تعالى - في كتابه؛ لتكون خيرَ مُعينٍ على البرِّ والتربية، فقال - تعالى -: ﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ * وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ * يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ * وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ﴾ [لقمان: 13 - 19].

كل هذه النصوص القرآنية والنبوية وغيرها، تُلقي بالتبعة والمسؤوليَّة التربوية في أصلها على كاهل الوالدين، على الأسرة المسلمة، وتحمِّلهم هذه العبء الثقيل، ورحِم الله أيَّامًا كان الناس فيها يقدِّرون هذه الرسالة، فيذهبون بأولادهم إلى المربِّين والمعلِّمين؛ ليهذِّبوا أخلاقهم، ويُرشدوا عقولَهم، ويَشحذوا هِمَمهم.

وقد ذكَر الراغب الأصفهاني قولَ عُتبة بن أبي سفيان لمؤدِّب ولده:
"ليكن أوَّل إصلاحك لولدي إصلاح نفسك؛ فإن عيونَهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما استحسنتَه، والقبيح ما استقبحتَه، علِّمهم كتاب الله، ورَوِّهم من الحديث أشرفَه، ومن الشعر أعفَّه، ولا تُكْرههم على علْمٍ فيملُّوه، ولا تَدَعهم فيهجروه، ولا تُخرجهم من علْمٍ إلى علمٍ حتى يُحكِموه، فازدحام العلم في السمع مَضلَّة للفَهم، وعلِّمهم سِيَر الحُكماء وهَدِّدهم وأدِّبهم دوني، ولا تتَّكِل على كفاية منك، واستزدني بتأثيرك، أزدْك - إن شاء الله تعالى".

وجاء في "مروج الذهب"؛ للمسعودي أنَّ الأحمر النحوي قال: "بعَث إليّ الرشيدُ؛ لتأديب ولده محمد الأمين، فلمَّا دخلتُ قال: يا أحمر، إن أمير المؤمنين قد دفَع إليك مهجة نفسه، وثَمرة قلبه، فصَيَّر يدَك عليه مبسوطَة، وطاعتك عليه واجبة، فكنْ له بحيث وضعك أمير المؤمنين، أقْرِئه القرآن، وعرِّفه الآثار، ورَوِّه الأشعار، وعلِّمه السُّنن، وبصِّره مواقع الكلام وبَدْأه، وامْنعه الضَّحك إلاَّ في أوقاته، وخُذْه بتعظيم مشايخ بني هاشم إذا دخلوا إليه، وَرَفْع مجالس القوَّاد إذا حضروا مجلسه، ولا تمرنَّ بك ساعة إلاَّ وأنت مُغتنم فيها فائدة تفيده إيَّاها، من غير أن تَخْرُق به فتُميت ذِهنه، ولا تُمْعِن في مسامحته؛ فيسْتحلِي الفراغ ويأْلفَه، وقوِّمْه ما استطعتَ بالقُرب والملاينة، فإنْ أباهُمَا، فعليك بالشدة والغِلظة"[3].

وقد قال الشاعر قديمًا في معرض التربية:

مَشَى الطَّاوُسُ يَوْمًا بِاعْوِجَاجٍ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


فَقَلَّدَ شَكْلَ مِشْيَتِهِ بَنُوهُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



فَقَالَ: عَلاَمَ تَخْتَالُونَ؟ قَالُوا: http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


بَدَأْتَ بِهِ وَنَحْنُ مُقَلِّدُوهُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



فَخَالِفْ سَيْرَكَ الْمِعْوَجَّ وَاعْدِلْ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


فَإِنَّا إِنْ عَدَلْتَ مُعَدِّلُوهُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



أَمَا تَدْرِي أَبَانَا كلُّ فَرْعٍ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


يُجَارِي بِالخُطَى مَنْ أَدَّبُوهُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



وَيَنْشَأُ نَاشِئُ الْفِتْيَانِ مِنَّا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


عَلَى مَا كَانَ عَوَّدَهُ أَبُوهُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif






التربية واجب لا مفرَّ منه:
إذًا الواجب على الوالدين القيام بمهام التربية الإسلامية الصحيحة للأولاد، وألاَّ يتخلَّوا عن هذه الأمانة العظيمة في أعناقهم، وألاَّ يقفوا موقف الناظر فحسب، الذي يتألَّم على ما يرى دون أن يقدِّم يدَ العون لغيره، فإن الله - تعالى - نَهانا عن الخيانة لله ولرسوله وللمؤمنين، والذي يضيِّع أمانة التربية لأُسرته، والأخْذ بأيديهم من الهلاك والانحراف، لا ريب أنه واقِعٌ في هذه الخيانة العُظمى.

إنَّ على الأسرة المسلمة أن تقومَ بغَرْس الدين وشعائره ومحبَّته في قلوب أبنائها وبناتها، وعليها أن تغرِسَ حبَّ العبادة والقرآن والذِّكْر فيهم، كما تغرس فيهم قِيَم الإسلام وأخلاقه الفاضلة وآدابه، وعليها أيضًا أنْ تحفظَهم من وسائل الانحراف والضلال، ومن الإعلام المقروء والمرئي والمسموع، وأن تُحَذِّرهم أصدقاء السوء، وأن تَربِطَهم بكتاب الله وسُنة رسوله، والمساجد وأهل العلم؛ فإن الأمانة عظيمة، وإنَّ خَطْبَ الأُمة جَللٌ.

قال العلاَّمة ابن القَيِّم - رحمه الله -: "فمَن أهمَلَ تعليم ولده ما ينفعه، وترَكه سُدًى، فقد أساء إليه غايةَ الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادُهم من قِبَل الآباء، وإهمالهم لهم، وترْك تعليمهم فرائضَ الدين وسُننه، فأضاعوهم صغارًا، فلم ينتفعوا بأنفسهم ولَم ينفعوا آباءَهم كبارًا"[4].

وأخيرًا نقول:
إن قراءة كتاب في فقه التربية الإسلامية للأولاد ووضْعه في مكتبة البيت، لن يُكلفنا كثيرًا من أموالنا وأوقاتنا، واستماع عدَّة محاضرات في فقه التربية لنْ يأخذَ منَّا الكثير من أوقاتنا أيضًا، في سبيل الوصول إلى فقه تربوي صحيح.

وإن مطالعة القرآن وآياته الكريمة، ومطالعة السُّنة النبوية، وقَصص التربية، زادٌ كبير، ورصيد شرعي عظيم لِمَن أراد التوفيق والهداية، والله الموفِّق لكلِّ خير.

[1] تفسير ابن سعدي.
[2] فتح القدير؛ للشوكاني.
[3] انظر: مروج الذهب.
[4] تحفة المودود؛ لابن القيم، ص: 229.




محمد رافع 52 05-02-2013 09:14 PM


من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع، وإنّ أعوج شيء في الضلع أعلاه...http://almajdtv.tv/userTools/images/...adith/more.png

محمد رافع 52 06-02-2013 11:57 PM

الاسلام هو دين الهدى والنور، الذي لا سعادة للبشرية ولا أمن لها، ولا سعادة في الدنيا والآخرة ، الا عندما تهتدي بهداه، وتشتضيء بنوره، وتتبع منهجه ، نابذة كل منهج من المناهج الأرضية المخالفة له.

والاولاد أمانة في اعناق الوالدين، والوالدان مسؤولان عن تلك الأمانة ، والتقصير في تربية الأولاد خلل واضح، وخطأ فادح؛ فالبيت هو المدرسة الأولى للأولاد ، والبيت هو اللبنة التي يتكون من أمثالها بناء المجتمع، وفي الأسرة الكريمة الراشدة التي تقوم على حماية حدود الله وحفظ شريعته، وعلى دعائم المحبة والمودة والرحمة والايثار والتعاون والتقوى_ينشأ رجال الأمة ونساؤها، وقادتها وعظمائها.

محمد رافع 52 07-02-2013 12:24 AM


محمد رافع 52 07-02-2013 01:44 AM


http://downloads.almajdtv.tv/upload/..._Alrasul13.jpg
من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم
عن علي رضي الله عنه قال: كان آخر كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصلاة الصلاة، اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم.
http://almajdtv.tv/userTools/images/...adith/more.png

محمد رافع 52 07-02-2013 08:25 PM

اخلاقنا عنواننا



الأخلاق :
مجموعة الأفعال والأقوال الحميدة التي وردت في الشريعة الإسلامية، من أجل بناء مجتمع إسلامي فاضل..
الأخلاق هي عنوان الشعوب, وقد حثت عليها جميع الأديان, ونادى بها المصلحون, فهي أساس الحضارة, ووسيلة للمعاملة بين الناس وقد تغنى بها الشعراء في قصائدهم ومنها البيت المشهور لأمير الشعراء أحمد شوقي :

وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت.... فـإن هُمُ ذهبــت أخـلاقهم ذهــبوا



وللأخلاق دور كبير في تغير الواقع الحالي إلى الأفضل إذا اهتم المسلم باكتساب الأخلاق الحميدة والابتعاد عن العادات السيئة، لذلك قال الرسول " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " فبهذه الكلمات حدد الرسول الكريم الغاية من بعثته أنه يريد أن يتمم مكارم الأخلاق في نفوس أمته والناس أجمعين ويريد للبشرية أن تتعامل بقانون الخلق الحسن الذي ليس فوقه قانون, إن التحلي بالأخلاق الحسنة, والبعد عن أفعال الشر والآثام يؤديان بالمسلم إلى تحقيق الكثير من الأهداف النبيلة منها سعادة النفس ورضاء الضمير وأنها ترفع من شأن صاحبها وتشيع الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع المسلم وهي طريق الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة.


وقد وصف الله عز وجل رسوله الكريم في التنزيل "وإنك لعلى خلق عظيم".وعن أم المؤمنين عائشة لما سئلت رضي الله عنها عن خلق النبي عليه الصلاة والسلام، قالت : (كان خلقه القرآن) صحيح مسلم .




من مكارم الأخلاق في الإسلام :



محمد رافع 52 07-02-2013 08:27 PM


محمد رافع 52 07-02-2013 08:32 PM


http://www.muslmah.net/imgpost/11/73...86a21935c3.gif





وأَحسنُ منكَ لم ترَ قطُّ عيني
وَأجْمَلُ مِنْكَ لَمْ تَلِدِالنّسَاءُ
خلقتَ مبرءاً من ْكلّ عيبٍ
كأنكَ قدْ خلقتَ كماتشاءُ





هنـا سنروي لكم قصةُ طفـل يتيم
طفل ,, ليس كباقي الأطفال
تربى يتيمافكان خير أب .. عاش أميّا فكان خير معلم
.. خلق فقيرافكان غنيا بالقناعة والرضى ..

نزع المولى حظ الشيطان من صدره ليكون خير من سارت على الثرى خطاك

كبر هذاالطفل حاملاً كل معاني الإنسانيه في روح بشرية طاهره فطابت الدنيا ببعثه ..
رحل قديماًولكنه لم يرحل
فقد بقي هنا !!
كلما أحتجناه وجدناه
وكلما تألمت أرواحنا قرأنا سيرته فاطمأنت قلوبنا
وكلما تراجعنا تذكرنا إقدامه فزادت همتنا
وكلما أهمتنا تباريح الحياة مثالا للصبر وجدناه
وكلما أشتقنا لرؤياه
أحيينا في داخلناذكراه
أحبته القلوب ..وأشتاقت لرؤيته الأعين .. وأقتدت به الأفئده ..
واعتادت على ذكره الألسـن

هنامهما تكلمنا لن نفي , ومهما كتبنا لن نُعبر , ومهما قصصنا لن نُتمم .

ولـكن: يكفينا أن تمتليء أسطرنا هذه بعبق من أريج المصطفى صلى الله عليه وسلم
فهيا بنا جميعا نسير بخطوات شوق مُشرِّفه
متتبعين فيها خطى رسولناالحبيب صلى الله عليه وسلم ..

حياتك يا رسول الله .. حياة النبي الكريم الأعظم ..


حياتك معجزات وحياتك غزوات وحياتك عظمة قدسُجلت في تاريخ البشرية جمعاء ..
قصة سيد البشر صلى الله عليه وسلم


محمد رافع 52 07-02-2013 08:33 PM

لك يا رسول الله أهدي محبتي ..
لك يا ربيع الروح أغدو صغيرة أمام سيرتك العظيمة ..
لك أرسم معاني الفخر والاعتزاز بحبك ..
رسول ربي .
ما عدت ألتقط الكلمات الجميلة لأنها لن تُجدي ..
ولأنها لن تنفع أمام رسول عظيم ..
قد جمع قلوبنا على التقوى والصلاح ..
أخرجنا من ظلمات الجهل إلى نور اليقين والعلم ..
رسول ربي ..
جميعاً نقف مشمرين لتطبيق سنتك ..
لأنها سعادة لنا في الحياة ..
ونقلة روحانية تشرح الروح..



وتعيد القلب إلى نسيم التعبد لله ..


رسولي ..


صلوات ربي وسلامه عليك ..

أنحبك !!
بالكلام فقط ..
فهذا ليس حب ..
أنتغنى بأشعار ..!!
فهذا ليس بحب ..
أن نرسم منهجك ..
ونخطوَ خطوك ..
وننتهج دربك ..
ونحيي سنتك ..
إنه الحب ..
أن نطيع أوامرك وننتهي نواهيك ..
نقوم الليل فلا نَمل ..
نسهر بدمعات توسل فلا نندم ..
نتسوك بسواك يحمي من الأمراض السرطانية فلا نُغم ..
نتطهر قبل النوم لتسجد الروح عند عرش الرب ..
نأكل باليمين ونشرب حتى لا يشاركنا إبليس اللعين ..
نذكر الله حين نزول وحين صعود حتى يطمئن القلب .










نُصبح ونُمسي على ذكر وعلى شكر
فما أجملها من سنة تُتَبع ..
رسولي فداك أبي وفداؤك أمي ..
أننشد حبك ونحن لم نُطبق سننك ..
لا يارسول الله ..
سنحيي السنن ..

وسنمحو الظلام والوساوس والجهل ..
سنطلب العلم من المهد إلى اللحد ..
سنظل باللهم رب هذه الدعوة التامة بعد صدى حق يُعلن ..


وسلم



http://www.muslmah.net/imgpost/11/96...b5ab72fa51.gif





أين أنتم من سنته ؟؟


أين أنتم من القراءة في سيرته ؟؟


أين أنتم من الاقتداء برحمته وسماحته ؟؟


أتحبوونه ..

وتنتهكون أعراض بني آدام !!
أتحبونه ..!!
وتنسون التواصي على سنته ؟!!!
سنن مهجورة ..
هُجرت في زمن الفتنة ..
هُجرت ..
لكن أين نحن من حبك يا رسول الله ..








سؤال دمع له القلب ..
وانجرح الفؤاد لأمة رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه ..
سؤال أتركه لضمير مسلم يعيش ..
ولا يزال على قيد الحياة ..




أين أنتم من حب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؟!
كانت اللقاء ببعض أعضائنا الكرام لنتأمل محبة النبي صلى الله عليه وسلم ..
ونشاركهم فيها .. فمحبته واجبة على كل إنسان مسلم ومتيقين ..
..
(1)
بالتأكيد نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن منا لا يحب الرحمه المهداه والمبعوث رحمه للعالمين
وإلى الآن لم نقدم مايوفيه حقه
ونسأل الله أن يجعلنا ممن يقتدي به وأن يوفقنا للعمل بسنته صلى الله عليه وسلم
( اللهم صلي على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين )

وأقل مايقدم منا في حقه صلى الله عليه وسلم

هو الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم

(2


هل أحببنارسول الله صلى الله عليه وسلم وفيمَ تمثلت تلك المحبة؟
نشهد الله على محبته صلى الله عليه وسلم ونسأل الله أن يجعله أحبَّ إلينا من أنفسنا وأموالنا وأولادنا
... فهذه هي المرتبة الحقيقية لمحبته صلى الله عليه وسلم
المحبة الحقيقية تتمثل في اتباع سنته عليه الصلاة والسلام في كل كبيرة وصغيرة من شؤون حياتنا
ما الذي قدمناه لرسول الله صلىالله عليه وسلم؟
مهما قدمنا فلن نوفي حقه علينا بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام ... والله ليس لدينا عمل أرجى من شوقنا للقياه عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم ...
نعم أحببناه صلى الله عليه وسلم , المحبة تتمتل بإتباع سنته صلى الله عليه وسلم ,
ولكن للأسف هناك بعض من الناس يحب الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أشك بذلك
ولكن للأسف لا يتبع سنته ولا يعلم أنه بإتباع سنته يثبت حقآ حبه له صلوات ربي وسلامه عليه ..


(3)
ما الذي قدمناه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
أولا ما قدمناه والواجب علينا دوما تقديمه هوإتباع سنته صلى الله عليه وسلم ونشرها لنكون حقآ أمة محمد صلى الله عليه وسلم , ثانيا الدفاع عنه والوقوف في وجه من يمسه ولو بكلمة لا تليق به صلوات ربي وسلامه عليه
وسلم




(4)


نعم أحببنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتمثلت تلك المحبة في الصلاة والسلام عليه
وفي الدفاع عنه وإقامة مثل تلك الحملات المباركة
أحببناه وليت تلك المحبة تكفي فوالله الذي لا إله إلا هو لايؤمن أحدنا
حتى يكون أحب إليه من نفسه ووالده وولده
لن يكفي هذا لرسول الله الحبيب صلى الله عليه وسلم ..
لن يكفي يارسول الله ويا حبيبه ..
اللهم اجعل محبتنا له بالقول والفعل اللهم آمين .
الله المستعان لم نقدم شيئا يستحق ..
لم نكن عمر بن الخطاب ولا أبي بكر الصديق رضي الله عنهم وأرضاهم ..
ليتنا نكن مثل ذلك التقديم العظيم لكن لن نستطيع ..
فقط هي اقتداءات نسأل الله أن يتقبلها ..



(5)
منذُ ان بحثت عن سِيرة هذا الانسان
تغييرت حياتي
كيف لا..
وهو من ايقض القلوب
كيف لا
وهو من إتبع الفضائل والمُكرمات
كيف لا
وهو من إمتاز بالحُلم والصبر
كم تحمل وتحمل
من أجل امته كم تحمل من الآلام
قُذِف بالحجارة وضعت النفاياتُ على ظهره
وضعت الاشواك في طريقه
بأبـي وامي يارسول الله
صبر وتحمل من أجل امته
صبر من أجلي وأجلك أنت
ونحن ماذا فعلنا لإجله
يبكي الرسول سألوه لماذا البكاء
يجيب



قالوا: ما يبكيك يا رسول الله ؟


قال: ( اشتقت لإخواني )
قالوا : أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟
قال : ( لا أنتم أصحابي، أما إخواني فقوم يأتون من بعدي
يؤمنون بي ولم يروني


بأبي وامي اشتاق لنا

بكى من اجلي واجلكَّ أنت
ونحن ماذا فِعلنا لاجله
سؤال يحتاج لإجابة
سؤال سيُحئ القلوب..!
وقفة..كيف لكَّ ان تحب محمد وانتَّ
لم تعرف سواء إسمه فقط..!






http://www.muslmah.net/imgpost/11/1c...a0c9732f89.gif








محمد رافع 52 07-02-2013 08:35 PM


رسولى فى حياتى قدوة
في ظل متغيرات العصر ..
ومع موجات الفتن العارمة ..
وسيول الهموم التي تكد وأن تقضي على البشرية ..
فنحن بحاجة إلى من يُعيد فينا روحنا الحية ..
حينها لابد وأن نرجع إلى القدوة النبوية ..
لتعيد الأمل في قلوب المسلمين ..
فهل من الممكن أن نتخذ رسولنا
الحبيب صلى الله عليه وسلم في حياتنا ..
,قدوة, في مناجاتنا للرب ..
وفي العبودية ..
وفي التعامل .. مع سائر البشرية ..
حملنا أقلامنا لتنهل من معين سيرته المضيئة ..
وقطفتا ما كان له تأثيراً في سلوكنا وحياتنا ..
إنه رسولي , قدوتي وحبيبي , ..
الرسالة الأولى :



قدوتي برسولي صلوات ربي وسلامه في العلاج :
بعدما طالت السنين ..


في تأوه وأنين بين أسقام وأوجاع ..

وتحت مظلة الأمراض ..
عشت حياتي وكأني وحيدة ..
بين ركام الأيام ..
مضت حالتي كما هي ..
أتجرع مرارة الألم ..
خشيت ألا أبقى في هذه الحياة ..
لم أُخبر بأني مريضة جسديا ..
من مشفى لآخر ..
هكذا كنت أنا ..في يوم من الأيام
كانت إشراقة~حياتي ..أخذت أقلب في وريقات كتاب ..
فقرأت وتأملت الطب النبوي ..
من ملعقة عسل آكلها ومن حبة بركة أتصبح بها ..
ومن ماء زمزم أُرشف قلبي وصدري ..
ومن قرآن يُقرأ ..وآيات رقية تتلى ..
من طب رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
قرأت فيه ..
وطبقت التداوي به ..
ففرجها رب السماوات ..
لم أتيقن يوما ما بأني سأعود لحالتي سليمة معافاة ..
لم أعلم أن ما جاء في سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام هو علاجي ..
تعبت ودفعت آلاف الريالات ..
عدت أستنشق عبير رائحة السلامة ..
عدت متأملة أبكي بعدما كنت متألمة أنوح ..
رسولي ..
مَلئت قلوبنا بالسعادة ..
كُنا نسعد بالشفاء ..
نسعد ..
رغم رحيلك من الحياة ..
رسولي ..
إنها بضع دعوات وأطعمة وآيات ..
تركتها لأمتك جمعاء ..رحمة ورأفة ..
تركتها ولم تبخل ..وضحتها وحثثت عليها ..
هي أنا ..
قد عانيت سنوات من التألم والقلق ..
كنت أمر بضيقة شديدة تعكر مزاجي وتُقلق من حولي ..
تجرعت أنواع العذاب ..من النفس والروح والقلب ..
ولكن هي رحمتك لم تنسى أحدا من العالمين ..
..





محمد رافع 52 07-02-2013 08:41 PM


لنحى سنته صلى الله عليه وسلم

تمر بنــاالأيام ..
وتنتهي بنـا الساعات.
ويمضي الوقت كلمح البصـر...
ونحن ماضون في غفلتنا لا نباهـي ولا نراعــى




http://www.muslmah.net/imgpost/11/41...511dca7660.jpg


كيف تنقضي وتمـر أوقاتنـا...
فلنذهب بعقولنا ونرجع بذاكرتنا ماذا فعلنا في يومنا!
الكثير مناقد يتجاهل أويتهاون عن كثير من سنن حبيبينا
ورسولنا صلوات ربي وسلام عليه
لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث( فعليكم بسنتي )
هل سألت نفسك يوما،
هل أنت ممن تحيي سنته




http://www.muslmah.net/imgpost/11/2f...442d0aaef8.jpg


فلنحيي معا سنن حبيبنا عليه الصلاة والسلام في واقعنا
وفي حياتنااليومية
فلنحيــي سنته ..
قال الله عز وجل:"قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله
ويغفرلكم ذنوبكم والله غفور رحيم"
(آل عمران 31)


وقال عليه الصلاة والسلام:
"من أحيا سنة من سنتي فعمل بها الناس كان له مثل أجر من عمل بها لا ينقص من أجورهم شيئا
ومن ابتدع بدعة فعمل بها كان عليه أوزار من عمل بها لا ينقص من أوزار من عمل بها شيئا,,
(قال الشيخ الألباني في صحيح ابن ماجه :صحيح لغيره)



كثيرة جداً هي السنن التي هجر الناس فعلها.. وفي إتباعه اأجر عظيم ..
وفضل كبير
فمن الكتاب قوله تعالى:
" لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً


http://www.muslmah.net/imgpost/11/d3...cff10bf608.jpg
وإليكم بعض هذه السنن
ذكر الآخـرة
أين نحن من ذكر الآخرة لقد غاب ذكر الآخرة من حياتنا وكأننا في دار الخلود
أم شغلتنا الدنيا بمصائبها وتقلباتها فأنستنا أخرتنا
قال صلى الله عليه وسلم" من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته
الدنيا وهي راغمة"
فذِكر الآخرة يجمع لنا كل هذا الخير ونتغافل عنه
هذهسنة من بعض سنن حبيبينا صلوات ربي وسلام عليه
أرجو من الأعضاء المشاركة على أن يضع كل عضوسنة واحدة فقط في اليوم لتعم الفائدة










محمد رافع 52 07-02-2013 08:42 PM



http://www.muslmah.net/imgpost/11/92...d59228a87a.gif
نور وطمأنينة .. راحة وسكينة .. أنزل على سيد البشر .. فأنار العقول ..
وهذب الخلق .. كان صلوات ربي وسلامه عليه يحمل خلقا كخلق القرآن ..
أفلا نكون كذلك !!



محمد رافع 52 07-02-2013 08:43 PM




تحية المؤمنين عند لقاء المولى تعالى .. وصية رسولنا صلى الله عليه وسلم
لما فيها من تعظيم للمحبة في نفس أخيك المسلم .. فسلم على من تعرف ومن لا تعرف ..
لتنال شرف الدنيا والآخرة معا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار )
صلوات ربي وسلامه عليك .. أين أنتَ يا من ابتليت بالأمراض ..



أين المبتلى بالضيق ( داووا مرضاكم بالصدقة )


محمد رافع 52 11-02-2013 12:12 AM

دلائل النبوة
د. عادل بن محمد السبيعي
الحمد لله الذي بعث في كل أمة نذيراً، وشرف هذه الأمة بمبعث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فجعله لها سراجاً منيرًا،ومبشرًا نذيرًا، فملأ به الأرض خيرًا كثيرًا، والصلاة والسلام على نبينا محمد صاحب الدلائل الباهرة، والحجج القاهرة، والبراهين القاطعة الدامغة، بعثه الله بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرًا، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، فصلوات الله وسلامه عليه إلى يوم الدين وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وأزواجه أمهات المؤمنين، وعلى الصحابة والتابعين، ثم أما بعد:
فمن المعلوم بالاضطرار أن الله لم يترك الخلق هملاً، ولم يذرهم سدًا، بل بعث فيهم المرسلين مبشرين ومنذرين، كما قال سبحانه: (ولقد بعثنا في كل قرية نذيرًا)(ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً منهم) وقوله سبحانه وتعالى: (رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل).
أيد الله كل نبي بالآيات الباهرات، وأيد كل نبي بالآيات الباهرات التي لا يستطيع ردها أحد من البشر إلا من كابر وعاند كفرعون ونحوه من طواغيت الأرض. ولقد كان لنبينا صلى الله عليه وسلم من هذه الآيات الشيء العظيم والكثير المستمر، لكونه خاتم النبيين وسيد المرسلين، يقول صلى الله عليه وسلم: "ما من نبي من الأنبياء إلا وقد أوتي من الآيات ما آمن على مثله البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحياً أوحاه الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة" متفق عليه.
ولهذا تنوعت دلائل نبوته وتعددت وكان القرآن الكريم هو المعجزة العظيمة الباقية الدالة على صدق نبوته وشمول رسالته، صلى الله عليه وسلم، أما سائر الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه فإن دلائل نبوتهم انتهت، كعصا موسى، وناقة صالح، وإبراء الأكمه والأبرص لعيسى عليهم صلوات الله وسلامه، وذلك لأنهم بعثوا إلى قوم خاصين ولم يبعثوا إلى الناس كافة كما هو الحال في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، من أجل هذا بقيت معجزته العظمى دون سائر الأنبياء، كما أن بعض دلائل نبوته لا يزال باقياً كإخباره ببعض المغيبات التي يتوالى وقوعها زمناً بعد آخر.
وقوله سبحانه:
المقصود بدلائل النبوة :
والمقصود بدلائل النبوة العلامات التي يستدل بها على نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والبراهين الظاهرة التي يستوي فيها الناس كلهم غالباً نحو انشقاق القمر ونبوع الماء بين أصابعه وتكثير الطعام ونحوها كما سيأتي بيانه.

القرآن مليء بدلائل النبوة:
وقد دل القرآن على شيء كثير من هذه الدلائل واحتواها في آية فمنها على سبيل المثال:
(وما كنت ثاويا في أهل مدين تتلو عليهم آياتنا ولكنا كنا مرسلين) ويقول سبحانه وتعالى:(وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك لتنذر قوماً ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون). 1) إخباره عن الأمم السابقة وما حصل لهم وحل بهم مما يعلم ضرورة عدم شهود النبي صلى الله عليه وسلم أو إخبار أحد له لكونه لم يلتق عن أهل الكتاب ولم يكن بالقارئ صلى الله عليه وسلم، يقول تعالى بعد ذكره لقصة موسى عليه السلام:
ويقول سبحانه وتعلى في قصة مريم: (وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون).
ويقول جل وعلا بعد ذكر خبر يوسف عليه السلام: (ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون).
(آلم، غلبت الروم، في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون، في بضعسنين.....) ووقع كذلك وقوله جل ذكره: (لقد صدق الله رسوله الرؤيا لتدخلنالمسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون). ووقع كما أخبر. وشواهد ذلك كثيرة لا تحصى.

وهناك أمور أخرى احتواها القرآن دلت على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم كإبطاله دين اليهود والنصارى بالحجج الباهرة ورده دعاوى اليهود وأكاذيبهم بالبراهين الساطعة وإخباره عن ما أخفوه من كتبهم على الناس، وصدق الله حيث يقول: (وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين).
2) إخبار القرآن عما سيكون من الحوادث العظام ووقوعها كما أخبر مما يدل على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم إذ لا سبيل إلى معرفة ذلك إلا بالوحي الذي لا يكذب يقول تعالى: 3) إخبار القرآن عن اختلاف أهل الكتاب وتفرقهم وسبب الافتراق والاختلاف وحقيقته مما لا يستطيع أحد معرفته إلا من اطلع على كتبهم وعاش بينهم دهرًا وطويلاً ومن المعلوم أن هذا وهذا لم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم منه شيء إلا ما أوحى الله تعالى له فعلم بذلك صدق نبوته.
وقد تنوعت دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم الحسية والخبرية بشكل لم يحصل لنبي من الأنبياء عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه ويمكن أن نقسم دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم إلى عد أقسام لتتضح.
أقسام دلائل نبوته:
القسم الأول:ما وقع قبل مولده صلى الله عليه وسلم.
القسم الثاني: ما وقع في حياته صلى الله وعليه وسلم
وهذا القسم يمكن تقسيمه إلى نوعين:
الأول: ما وقع قبل بعثته صلى الله عليه وسلم.
الثاني: ما وقع بعد بعثته صلى الله عليه وسلم.
القسم الثالث: ما وقع بعد موته صلى الله عليه وسلم.
كما أن هناك تقسيمات أخرى ليس هذا مكان بسطها وعلى كل حال فدلائل نبوته لا يجمعها كتاب جامع لكثرتها وقد صنف العلماء في جمعها مصنفات كثيرة.
والمقصود هنا ذكر شيء من هذه الدلائل حسب التقسيم المذكور على وجه الإجمال على أن عامة هذه الدلائل مما أخرجه الشيخان في وسأكتفي بالإجمال خشية التطويل

دلائل النبوة قبل مولده
القسم الأول ما وقع قبل مولده.
وقع قبل مولده دلائل كثيرة تدل على نبوته صلى الله عليه وسلم إما بطريق الالتزام أو التضمن، ومن ذلك ما جاء في أخبار كل من وهب بن منبه وخبر حسان بن ثابت وخبر أبي قيس البخاري وخبر حويصة بن مسعود وكثير مما يدل على بشارة أهل الكتاب بمولده وظهور نجمه ولعل من أهم ما يذكر مثالاً على هذا النوع قصة الفيل الذي غزا الكعبة فصرفه الله عن البيت في السنة التي ولد فيها النبي صلى الله عليه وسلم وهي أشهر من أن تذكر ولهذا امتن الله على أهل مكة بها وطلب منهم معرفتها وشكرها بالإيمان بنبيه وتوحيد ربهم يقول تعالى: (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل، ألم يجعل كيدهم في تضليل، وأرسل عليهم طيرًا أبابيل، ترميهم بحجارة من سجيل، فجعلهم كعصف مأكول).
وكذا اهتزاز عرش كسرى وقيصر لولادته.
دلائل نبوته في حياته
القسم الثاني:ما كان منها في حياته وهي نوعان:
النوع الأول: ما كان قبل بعثته وقبل أن ينبأ.
فمن ذلك ما حصل عند ولادته من النور الذي رأته أمه وما حصل لحليمة السعدية من البركة لها ولقومها حين استرضع صلى الله عليه وسلم عندهم وقصة رفع الحجر الأسود وتكريم الله له بهذه المهمة وما حصل له من الإغماء عند إرادة التعري عندما أراد حمل حجارة الكعبة على عاتقه مع ما عرف عنه من جميل الخلال وطيب السجايا وكل ذلك ثابت ثبوتاً كما قال أهل لعلم يبلغ درجة الاستفاضة.


النوع الثاني: ما حصل بعد مبعثه وقبل وفاته.
وهذا النوع أكثر من أن يحصى أو يحيط به كتاب لكثرة الروايات الدالة على نبوته وعظم مكانته عليه الصلاة والسلام فمن ذلك تكثير الماء القليل تارةً ونبوعه بين أصابعه تارةً أخرى وتكثير الطعام القليل وإجابة دعاءه في الحال وحنين الجذع له حتى سمع له صوت وإخباره عن الأمم السابقة وما حصل لها مع أنبيائها ورفع الصخرة له عند هجرته وإخباره عما وقع في عصره في نفس الوقت كإخباره عن م*** كسرى وموت النجاشي وما وقع لسراقة بن مالك من الاحتباس حين أراد ضره وما وقع من أخبار الذراع المسموم له بأن فيه سماً وحفظ الله له ممن أراد ***ه وأعظم ذلك انشقاق القمر له حتى رؤي فرقين إلى غير ذلك مما هو ثابت في الصحيحين وغيرهما من وجوه لا تحتمل الشك.

القسم الثالث: ما وقع بعد موته.
فمن ذلك إخباره عن المغيبات التي ستقع بعده ووقعت كما أخبر كأخبار الفتن وم*** بعض أصحابه وما سيجري لبعضهم من الشرور وما سيجعل الله في بعضهم من الخير ومنه إخباره عن هلاك كسرى وأنه لا كسرى بعده وهلاك قيصر وأنه لا قيصر بعده وإخباره عن خروج الكذابين الدجالين مدعي النبوة وإخباره عن ظهور أمته وكرامتها، وعن الطائفة المنصورة وبقائها على أمر الله وإخباره بموت فاطمة بعده وأنها أسرع أهله لحوقاً به إلى غير ذلك وقد صح كل هذا ولله الحمد من طرق كثيرة في الصحيحين وغيرهما.

دلائل نبوته متواتر لا يردها إلى من أعمى الله بصيرته
والمقصود هنا أن دلائل نبوته كثيرة متنوعة تبلغ درجة التواتر ولا يستطيع أحد ردها إلا من أعمى الله بصيرته واستحكم عليه هواه عياذًا بالله، فتباً لقوم به لا يؤمنون ولشريعته لا يتبعون (فهدى الله الذين أمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه) وله الحمد ظاهرًا وباطناً.
الهم اجعلنا لنبيك متبعين وبه مؤمنين وعلى طريقه وطريق أصحابه مقتفين وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن إنك سميع.

محمد رافع 52 11-02-2013 12:14 AM

مزايا السيرة النبوية
أولا: التوثيق المعتمد على الرواية المسندة المتصلة عن طريق الثقات الأثبات الذين شاركوا الرسول صلى الله عليه وسلم فترات حياته، ثم التابعين الذين عاصروا الصحابة وسمعوا منهم وحملوا عنهم.
فالصحابة عاشوا مع النبي صلى الله عليه وسلم وشاركوا في صياغة سيرته ثم امتدت حياة الكثيرين منهم لفترة طويلة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فعاشوا مع التابعين فترة طويلة، فلو علمنا أن من الصحابة من امتدت به الحياة إلى سنة مائة أو بعدها بقليل من الهجرة فقد توفي أبو الطفيل عامر بن واثلة عام 110هـ ومحمود بن الربيع 99هـ وعبد الله بن بسر المازني 96هـ وأنس بن مالك 93هـ رضي الله عنهم. إذا علمنا ذلك كله ثبت لنا أن تتابع التلقي للسنة والسيرة لم ينقطع قط، ولم تكن هناك فترة فاصلة بين التدوين والتلقي عن الرسول صلى الله عليه وسلم ثم الصحابة ثم التابعين.

ثانيًا: التدوين المبكر للسيرة النبوية: فقد بدأ تدوين السنة والسيرة النبوية جنبًا إلى جنب منذ وقت مبكر في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك بكتابة الأحاديث التي تتعلق بالحوادث التي وقعت في زمنه صلى الله عليه وسلم، مثل بعثته صلى الله عليه وسلم، وبداية نزول الوحي عليه، وما لقيه بمكة قبل الهجرة، ثم هجرته إلى المدينة، وهجرة بعض أصحابه إلى الحبشة قبل ذلك، وزيجاته صلى الله عليه وسلم وغزواته، وأسفاره وغير ذلك من الأمور التي تتعلق بشخصه وسلوكه في حياته كلها. فكل هذه الأمور مثبتة في كتب السنة والسيرة.
أما التدوين الشامل للسيرة فقد بدأ منذ عهد معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، حيث كان عبد الله بن عباس المتوفى سنة (68) هـ رضي الله عنه يدرس تلاميذه نسب النبي صلى الله عليه وسلم ومغازيه وكان تلاميذه يدونون ذلك، وكذلك فعل عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما المتوفى سنة (63)هـ ومثلهما البراء بن عازب رضي الله عنه المتوفى سنة (74)هـ حيث كان يملي تلاميذه مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثالثًا: الشمول والوضوح: فقد ثبتت تفاصيل سيرته صلى الله عليه وسلم بصورة شاملة وواضحة في جميع مراحلها قبل البعثة وبعدها، وقبل الهجرة وبعدها إلى وفاته صلى الله عليه وسلم فقد تضمنت مصادر السيرة النبوية كل تفاصيل حياته صلى الله عليه وسلم وجميع أحواله وصفاته الخلقية والخلقية.وهذا ما لم يتهيأ لأحد قبله ولا بعده صلى الله عليه وسلم.
وهذه المزايا الثلاث تجعلنا على يقين تام بصحة هذه السيرة، وأنها سيرة نبي خاتم هو محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، ونوقن يقينًا مبنيًا على أساس علمي منهجي بأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أرسله الله تعالى إلى الناس كافة.

محمد رافع 52 11-02-2013 12:15 AM

ثمرة معرفة شمائله صلى الله عليه وسلم
لمعرفة شمائله صلى الله عليه وسلم والنظر فيها فوائد وثمراتٍ عدة، يمكن إيجازها بما يلي:
أولاً: معرفة الكمال البشري الظاهري والباطني الذي اجتمع في النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يجتمع في أحد قطُ قبله، ولن يجتمع في أحد بعده، وهذه الثمرة تستجلب ثمرات عظيمة، تتعلق بعبادة المرء لربه جل وعلا.
إحداها: زيادة الإيمان به صلى الله عليه وسلم، ولا ريب أن الإيمان به صلى الله عليه وسلم أصلٌ من أصول الإيمان، قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل)، وقال تعالى: (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً)؛ ولهذا لا يصح إيمانُ عبدٍ لم يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد بعثته، كما ثبت عند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لاَ يَسْمَعُ بِى أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِىٌّ وَلاَ نَصْرَانِىٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِى أُرْسِلْتُ بِهِ إِلاَّ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ".
ولكن الناس يتفاوتون في الإيمان، فليس إيمان أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه كإيمان آحاد الناس؛ فلذا كان مما ينبغي أن يعتني به من هداه الله للإسلام، أن يقوي إيمانه بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم؛ ليزداد قربه إلى الله، قال الله تعالى: (والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم) ومما يقوي الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم معرفة أوصافه وأحواله، التي اشتمل عليها، وكمّلها ربه عز وجل له. ولما كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه ألصق الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم وأعرفهم به وأولهم إيماناً برسالته، كان أعظم الناس إيماناً بعد الأنبياء. وتأملوا في قصة الإسراء والمعراج لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة وأصبح وأخبر عما كان. فلما سمع المشركون قوله صلى الله عليه وسلم، أتوا أبا بكر الصديق رضي الله عنه فقالوا: يا أبا بكر، هل لك في صاحبك ؟ يخبر أنه أتى في ليلته هذه مسيرة شهر، ثم رجع في ليلته. فقال أبو بكر رضي الله عنه: إن كان قاله فقد صدق، وإنا لنصدقه فيما هو أبعد من هذا، نصدقه على خبر السماء. ولذا سُمِّي الصديق رضي الله عنه وأرضاه.
وثاني الثمرتين: زيادة محبته صلى الله عليه وسلم، محبةً تقتضي طاعته واتباعه وتعظيمه وتعزيره وشوقاً إلى رؤيته والورود على حوضه والشرب من يده الكريمة شربة هنيئة لا ظمأ بعدها. وذلك إن المحبة كلما كمُلتْ كان الإتباع أكمل، وكلما ضعُفت المحبةُ ضعف الإتباع، قال الله تعالى: ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم)؛ فمعرفة شمائله صلى الله عليه وسلم تُشُوقُ العبدَ إلى رؤيته صلى الله عليه وسلم. وقد ثبت عند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" مِنْ أَشَدِّ أُمَّتِي لِي حُبًّا نَاسٌ يَكُونُونَ بَعْدِى يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ رَآنِي بِأَهْلِهِ وَمَالِهِ ".
وثالثها: أن معرفة هذه الشمائل على ما صحت به الأخبار، وثبتت به الآثار يحقق للمسلم الاعتقاد الصحيح في النبي صلى الله عليه وسلم، فمن جهة اتصافه بصفات البشر يقف المرء بالنبي صلى الله عليه وسلم عند حد العبودية لله، ولا يرفعه إلى منزلة الخالق جل وعلا، أو يعتقد فيه ما هو من خصائص الرب عز وجل، ومن جهة أخرى يعرف للنبي صلى الله عليه وسلم شريفَ قدرِه وعلوِّ مكانته ؛ إذ فضّله الله على البشر بما أعطاه من صفات الكمال، وما جمع فيه من الشمائل التي لا يمكن أن تجتمع إلا في عبد اختاره الله وفضّله، وعندئذ يقف المسلم عند قوله صلى الله عليه وسلم: لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله.
ثـانيـاً: ومن ثمرات معرفة شمائله صلى الله عليه وسلم: الاقتداء به صلى الله عليه وسلم فيما كان منها محلاً للاقتداء، فشمائله صلى الله عليه وسلم نوعان:
1) نوعٌ متعلق بالهيئة التي خلقه الله عليها، كطوله ولونه، فهذه ليست محلاً للاقتداء؛ لأنه ليس للعبد فيها فعل أو اختيار. والنوع الثاني: متعلقٌ بالصفات التي يكون للعبد فيها فعلٌ واختيار على جهة القصد، كزهده وورعه وكرمه وعفوه صلى الله عليه وسلم. فيقتدى به فيها لقوله تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة).
ثـالثـاً:ومن ثمرات معرفة شمائله صلى الله عليه وسلم معرفة صفاته الظاهرة صلى الله عليه وسلم كالبياض والطول والشعر، وغيرها، كما وصفها أصحابه رضي الله عنهم، وهذه لها تعلقٌ وثيقٌ برؤيته صلى الله عليه وسلم في المنام، فمن رآه صلى الله عليه وسلم في المنام على هيئته فقد رآه، ومن رأى شخصاً في المنام ليس على هيئته صلى الله عليه وسلم فليس هو. وقد عقد الإمام البخاري في صحيحه بَاباً: مَنْ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ. وخرّج فيه حديثَ أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَسَيَرَانِي فِي الْيَقَظَةِ، وَلاَ يَتَمَثَّلُ الشَّيْطَانُ بِي". قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ: قَالَ ابْنُ سِيرِينَ إِذَا رَآهُ فِي صُورَتِهِ. وفي حديث أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لاَ يتمثلُ بِي، وَرُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ". وفي حديث أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه قالَ: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنْ اللَّهِ، وَالْحُلْمُ مِنْ الشَّيْطَانِ. فَمَنْ رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَنْفِثْ عَنْ شِمَالِهِ ثَلاَثًا وَلْيَتَعَوَّذْ مِنْ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهَا لاَ تَضُرُّهُ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ لاَ يَتَرَاءَى بِي". وفي رواية "مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى الْحَقَّ". وفي حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى الْحَقَّ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لاَ يَتَكَوَّنُنِي".
وأثر ابن سيرين خرّجه إسماعيل بن إسحاق القاضي قال: "كان محمد - يعني ابن سيرين - إذا قصّ عليه رجلٌ أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم قال: صف لي الذي رأيتَه، فإن وصف له صفةً لا يعرفُها قال: لم تره. قال الحافظ ابن حجر: وسنده صحيح. وقال: ووجدت له ما يؤيده: فأخرج الحاكم من طريق عاصم بن كليب " حدثني أبي قال: قلت لابن عباس رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام قال: صفه لي، قال: ذكرت الحسن بن علي، فشبهته به، قال: قد رأيتَه " وسنده جيد.
لكن ينبغي التنبه إلى أن رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم وإن كانت حقاً لمن رآه على صفته، لا يثبت بها تحليلَ ما حرّم الله، أو تحريمَ ما أحل الله، أو تشريع؛ فإن التشريع مرتبطٌ بالوحي، والوحي قد انقطع بوفاته عليه الصلاة والسلام.
رابعـاً: ومن ثمرات العلم بشمائله وخصاله الحميدة صلى الله عليه وسلم، أنها من أعظم ما يستعان به على هداية المشركين، ودعوتهم إلى الله تعالى والإيمان برسوله صلى الله عليه وسلم. كما أنها سلاح نافذٌ وسيفٌ مُصْلَتٌ، ودرعٌ واقٍ، يقف به المسلم في وجه كل من يريد الإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أو الطعن فيه بأي وجه من الوجوه. لأن النفوس المنصفة، والعقول السليمة، إذا تبصرت في هذه الشمائل رأت أن اجتماعها في بشرٍ واختصاصه بها لا يكون إلا بتفضيل من الخالق جل وعلا له، فقادها ذلك إلى الإيمان به، وتصديقِه في رسالته. كما أن النفوسَ الظالمةَ الشريرةَ التي تنال منه صلى الله عليه وسلم، وتهزأ به، وتحاول صدَّ الناس عنه، بالأقاويل المكذوبة، والقصصِ المفتراه، والرسومِ الساخرة؛ إذا واجهها المسلمون ببيان هذه الشمائل، وإشهارها، وتعريف الناس بها، تبدد ـ بإذن الله ـ ظلام تلك المفتريات، وانكشف الحقيقة. ولكن ثمة تقصيرٌ ظاهر واضحٌ في في هذا الجانب ـ أعني بيان هذه الشمائل ـ فقليل من وسائل الإعلام من يبرزها. ومنه من يخاطب بها المسلمين فحسب، وهناك جهود في بيانها حتى لغير أهل الإسلام وهي قليلة من جانب، ومن جانب آخر أنها قد تفتقر للوسطية والاعتدال، والأصل أنه لا إفراط ولا تفريط ولا غلو ولا جفاء في جناب النبي صلى الله عليه وسلم بل يُنزل المنزلةَ التي أنزله الله إياه وأنه صلى الله عليه وسلم عبد الله ورسوله.
هذه بعض فوائد وثمرات تعلم الشمائل ومعرفتها، وذلك ليس على سبيل الاستقصاء والحصر، ولكنها إشاراتٌ لعل فيها ما يفيد العبد ويستحثه لتعلم هذه الشمائل ليقتدي بصاحبها صلى الله عليه وسلم ويعظمه ويوقره ويعملُ بشريعته، ويدعو إلى دينه وسنته وهديه.

محمد رافع 52 11-02-2013 12:17 AM

أهمية معرفة شمائل النبي صلى الله عليه وسلم


تكمن أهمية معرفة شمائل النبي صلى الله عليه وسلم وسجاياه وصفاته الخلُقية والخَلقية في عدة نقاط من أهمها:
أولاً: أن من أعظم أصول الدين معرفةَ العبد لنبيه صلى الله عليه وسلم، وهذا الأصل تأتي معرفته بعد معرفةِ العبدِ ربَّه، ومعرفةِ العبدِ دينَه.
وأسئلة القبر -كما هو معلوم - مدارها على هذه الأصول الثلاثة. ولذا صنف الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب الرسالة العظيمة: " ثلاثة الأصول". والمراد بها: معرفة العبد ربه ودينه ونبيه صلى الله عليه وسلم. وذلك لأنه صلى الله عليه وسلم هو الواسطة بيننا وبين الله عز وجل. فالله هو الذي يُشَرِّعُ الشرائعَ ويحكمُ الأحكامَ، ولا يمكن تَلقي أحكامَ الشرعِ إلا عن طريق هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. فلا سبيل إلى معرفة الدين إلا بواسطة النبي صلى الله عليه وسلم، بل ولا يمكن أن نقوم بعبادة الله تعالى على الوجه المطلوب إلا عن طريق النبي صلى الله عليه وسلم.
والعبادة لها ركنان: الإخلاص والمتابعة. ولا يمكن للإنسان أن يعبد الله تعالى على علم وبصيرة وتكون عبادته صحيحة مقبولة إلا عن طريق التلقي من النبي صلى الله عليه وسلم. ومعرفة النبي صلى الله عليه وسلم تشتمل على أمور كثيرة: ومن ذلك معرفة اسمه ونسبه سيرته وهديه وسنته وشريعته وشمائله.
ثانياً: أن معرفة شمائله صلى الله عليه وسلم وسيلةٌ إلى امتلاء القلب بتعظيمه، وذلك وسيلة لتعظيم شريعته، وتعظيم شريعته واحترامها وسيلة إلى العملِ بها.
والله تعالى أوجب على المؤمنين تجاه نبيهم صلى الله عليه وسلم واجبات لابد أن يمتثلوا بها ويتمسكوا بها ويعملوا بها. فلقد أوجب الله على المؤمنين الإيمانَ بالنبي صلى الله عليه وسلم {فأمنوا بالله ورسوله النبي الأميّ الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون }. وأوجب الله وطاعته وقرن طاعته بطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في خمسة مواضع من القرآن ورتب على طاعته ثواباً فقال تعالى{ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً}. ورتب على معصيته صلى الله عليه وسلم عقاباً {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذابٌ أليم}. وأوجب الله اتباعه {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}.
وأوجب الله كذلك محبته {قل إن كان أباؤكم وأبناؤكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموالٌ اقترفتموها وتجارةٌ تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحبَّ إليكم من الله ورسوله فتربصوا حتى يأتي الله بامره والله لا يهدي القوم الفاسقين}.
وأوجب الله تحكيم شريعته صلى الله عليه وسلم {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً}. فهو صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء، وشريعته خاتمة الشرائع {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} وقوله تعالى {ما كان محمدُ أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيءٍ عليماً}.
ثالثاً: أن الله تعالى تعبدنا بالاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}. قال ابن كثير: هذه الآية الكريمة أصلٌ كبيرٌ في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله.اهـ
فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو الواسطة بيننا وبين الله تعالى، و لا طريق لنا لأن نعرف ما ينجينا من غضب الله وعقابه، ويقربنا من رضى الله وثوابه إلا بما جاء به نبينا محمدٌ صلى الله عليه وسلم ، لذا قال صلى الله عليه وسلم:" فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ".
وتتجلى أهمية الشمائل في ذلك أن العبد يجد فيها صفته صلى الله عليه وسلم، وأحواله، وعبادته لربه تعالى، وأخلاقه مع أهله وأصحابه ومع أعدائه. وصفاته الظاهرة في ملبسه ونومه وعبادته لربه في ليله ونهاره، وفي طعامه وشرابه وحليته، وغير ذلك من شمائله الشريفة. وتظهر أهمية معرفة هذه الشمائل في الاقتداء به صلى الله عليه وسلم. قال ابن القيم في المدارج (3/268): فإذا رُزِق العبدُ محبةَ الرسول صلى الله عليه وسلم،واستولت روحانيته على قلبه، جعله إمامَه ومعلمَه وأستاذَه وشيخه وقدوته، كما جعله الله نبيَه ورسولَه وهادياً إليه، فيطالع سيرته ومبادئ أمره وكيفية نزول الوحي عليه، ويعرف صفاتَه وأخلاقَه وآدابَه، في حركاته وسكونه ويقظته ومنامه وعبادته ومعاشرته لأهله وأصحابه، حتى يصير كأنه معه من بعض أصحابه.أهـ بتصرف.
ومن ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأهْلِهِ، وأنا خَيْرُكُم لأهْلي". وكان من أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه جَمِيل العِشْرَة دائم البِشْرِ، يُداعِبُ أهلَه، ويَتَلَطَّفُ بهم، ويُوسِّعُهُم نَفَقَته، ويُضاحِك نساءَه، حتى إنه كان يسابق عائشة أم المؤمنين يَتَوَدَّدُ إليها بذلك. قالت: سَابَقَنِي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فَسَبَقْتُهُ، وذلك قبل أن أحملَ اللحم، ثم سابقته بعد ما حملتُ اللحمَ فسبقني، فقال: "هذِهِ بتلْك". ويجتمع نساؤه كل ليلة في بيت التي يبيت عندها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيأكل معهن العشاء في بعض الأحيان، ثم تنصرف كل واحدة إلى منزلها. وكان ينام مع المرأة من نسائه في شِعار واحد، يضع عن كَتِفَيْه الرِّداء وينام بالإزار، وكان إذا صلى العشاء يدخل منزله يَسْمُر مع أهله قليلا قبل أن ينام، يُؤانسهم بذلك صلى الله عليه وسلم .

محمد رافع 52 11-02-2013 12:19 AM

هديهُ صلى الله عليه وسلم مع الأطفَال

كان من خلقه صلى الله عليه وسلم في معاملة الصبيان أنه إذا مر بالصبيان سلم عليهم وهم صغار, وكان يحمل ابنته أمامه, وكان يحمل أبنه ابنته أمامه بنت زينب بنت محمد صلى الله عليه وسلم, وهو يصلي بالناس, وكان ينزل من الخطبة ليحمل الحسن والحسين ويضعهما بين يديه.
عن أنس رضي الله عنه قال:" كان صلى الله عليه وسلم يمر بالصبيان فيسلم عليهم ". رواه البخاري واللفظ له ومسلم.
وكان صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبي فيُسرع في الصلاة مخافة أن تفتتن أمه. أخرجه الشيخان.
وكان صلى الله عليه وسلم يحمل ابنة ابنته وهو يصلي بالناس إذا قام حملها وإذا سجد وضعها ".
وجاء الحسن والحسين وهما ابنا بنته - وهو يخطب الناس - فجعلا يمشيان ويعثران, فنزل النبي صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما حتى ووضعهما بين يديه, ثم قال:" صدق الله ورسوله: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} (الأنفال:28) نظرتُ إلى هذين الصبيين يمشيان فيعثران فلم أصبر حتى قطعتُ حديثي ورفعتهما ".
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوّذ الحسن والحسين « أُعيذكُما بكلمات الله التامة ومن كل شيطان وهامَّة، ومن كل عين لامَّة» (البخاري).
وروى الإمام مسلم في صحيحه- :" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عنده رجل اسمه الأقرع بن حابس رضي الله عنه، وكان شديداً -يعني: مجبولاً على الشدة والقسوة، فرأى الأقرع بن حابس النبي عليه الصلاة والسلام يقبل الحسن و الحسين ، فقال: تقبلون أولادكم؟ والله إن لي عشرة من الأولاد ما قبلت أحداً منهم، فغضب النبي عليه الصلاة والسلام، وقال: وما أملك لك إن نزعت الرحمة من قلبك؟! ".
وهذا جابر بن سمرة وهو طفل صغير - والحديث في صحيح مسلم - يقول:" صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الغداة -كان يصلي مع النبي في المسجد صلاة الصبح- فخرج النبي بعد الصلاة من المسجد فقابله الصبيان، فجعل النبي عليه الصلاة والسلام يمسح خدَّ كل واحد منهم واحداً واحداً، قال: ومسح النبي صلى الله عليه وسلم على خدِّي، فشممتُ ليديه ريحاً كأنما أخرجها من جؤنة عطار ".
وروى مسلم في صحيحه: أن عمر بن أبي سلمة - وهو ممن تربَّى في حجر النبي صلى الله عليه وسلم- قال:" كنت غلاماً في حجر النبي صلى الله عليه وسلم، فكانت يدي تطيش في الصحفة -الإناء الذي يوضع فيه الطعام- فقال لي: يا غلام! سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك ".
وأخرج الحاكم بسند صحيح, عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً:" كفى بالمرء إثماً أن يُضَيِّعَ من يَعُول ".
وفي كراهة تفضيل بعض الأولاد في الهبة, حديث النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، أَنَّ أَبَاهُ أَتَى بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنِّي نَحَلْتُ ابْنِي هذَا غُلاَمًا، فَقَالَ: أَكُلَّ وَلَدِكَ نَحَلْتَ مِثْلَهُ قَالَ: لاَ، قَالَ: فَارْجِعْهُ ". أخرجه البخاري.
وروى مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها: جاءتني مِسْكِينَةٌ تَحمِلُ ابنتين لها، فأطْعَمتُها ثَلاَثَ تمْراتٍ، فأعطت كلَّ واحدة منهما تمرةً، ورَفعت إلى فيها تمرةً لتأكُلَها، فَاسْتَطْعَمَتْها ابنَتَاها، فَشَقَّت التمرة التي كانت تريد أن تأكلَها بينهما، فأعجبني شأنُها، فذكرتُ الذي صَنَعَتْ للنبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال: «إنَّ الله عز وجل قد أوجبَ لها بها الجنة ، وأعتقها بها من النار ».
وأخرج الترمذي, وصححه الألباني, عن عائشة قالت: قال صلى الله عليه وسلم: «مَنِ ابْتُلِيَ بشيء من البناتِ فَصَبَرَ عليهنَّ ، كُنَّ له حِجابًا من النَّار».
وكان لعائشة رضي الله عنها لعبٌ كانت تلعب بهنَّ؛ قَالَتْ رضي الله عنها: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ أَوْ خَيْبَرَ وَفِي سَهْوَتِهَا سِتْرٌ, فَهَبَّتْ رِيحٌ فَكَشَفَتْ نَاحِيَةَ السِّتْرِ عَنْ بَنَاتٍ لِعَائِشَةَ لُعَبٍ فَقَالَ: « مَا هَذَا يَا عَائِشَةُ ». قَالَتْ بَنَاتِي. وَرَأَى بَيْنَهُنَّ فَرَسًا لَهُ جَنَاحَانِ مِنْ رِقَاعٍ فَقَالَ: « مَا هَذَا الَّذِي أَرَى وَسْطَهُنَّ ». قَالَتْ: فَرَسٌ. قَالَ: « وَمَا هَذَا الَّذِي عَلَيْهِ ». قَالَتْ: جَنَاحَانِ. قَالَ: « فَرَسٌ لَهُ جَنَاحَانِ ؟!». قَالَتْ: أَمَا سَمِعْتَ أَنَّ لِسُلَيْمَانَ خَيْلاً لَهَا أَجْنِحَةٌ! قَالَتْ: فَضَحِكَ حَتَّى رَأَيْتُ نَوَاجِذَهُ ». رواه أبو داود وصححه الألباني.
وكان عليه السلام يلاطف الأولاد ويمزح معهم, فعن أنس بن مالك قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْر، وقال: أحبه فَطِيمٌ, وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَالَ: يَا أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغيْرُ - نُغَرٌ كَانَ يَلْعَبُ بِهِ ". رواه البخاري.
فهذا نبي الرحمة وهذه أخلاقه الكريمة وعطفه على الأولاد وحبه لهم, وهو أروع نموذج وأكمله, وأعظم مربي بأمي هو وأمي صلى الله عليه وسلم.

محمد رافع 52 11-02-2013 12:21 AM

من مظاهر العدل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم

عدلٌ مطلق لا يوازيه عدل بشر، ذلك العدل الذي اتسمت به شخصية النبي صلى الله عليه وسلم. كان أكثر الناس عدلا، لا يرضى الظلم لأحد ولا لشيء. امتد عدله ليرسل ظلاله إلى الكون كله. كان يعدل ويأمر الناس أن يقتصوا منه لو كان لهم حق عنده.
أرسى قواعد العدل مع النفس ، ومع الغير، وقواعد العدل في حالات الغضب والرضا.
العدل مع النفس:
العدل مع النفس، خُلُق كان النبي حريصا على أن يعلمنا إياه، ويجعلنا عادلين مع أنفسنا لنتعلم كيف نعدل مع الآخرين.
ففي يوم من الأيام، بلغ النبي أن عبد الله بن عمرو كان يصوم النهار ويقوم الليل. ورغم قيمة العبادة في الإسلام إلا أن النبي رفض أن تذهب هذه العبادة بالشخص مذهبا بعيدا عن العدل مع النفس حين يرهق نفسه ويتعبها. فها هو النبي يقول لعبد الله: "يا عبد الله بن عمرو بلغني أنك تصوم النهار، وتقوم الليل فلا تفعل، فإن لجسدك عليك حظا، ولعينك عليك حظا، وإن لزوجك عليك حظا." (رواه مسلم).
وحين يكون المرء عادلا مع نفسه، مدربا إياها على التمتع بالوسطية وعدم الإفراط، وعدم تعريض نفسه لما لا تطيقه، حتما سيتعلم هذا الإنسان كيف يكون عادلا مع الآخرين.
العدل مع الآخرين:
حين يتعلم المرء المبادئ الأولى للعدل مع النفس، تنحو به هذه المبادئ نحو الرقي والتعامل بمنطق العدل مع الآخرين. والرسول حين يوصينا بذلك ويعلمنا، لا يقتصر تعليمه على الوصايا، بل على المواقف الواقعية التي يتعامل بها هو مع الآخرين. فها هو النبي صلى الله عليه وسلم يأمر أحد الصحابة بالاقتصاص منه تطبيقا لمبدأ العدل الذي يعيش به حياته، وقد عرضنا منذ قليل لحديث سواد، وهو خير مثال على ذلك.
وكان يخطب في الناس ويقول : "أيها الناس: من كنت جلدت له ظهرا، فهذا ظهري فليجلده، ومن شتمت له عرضا فهذا عرضي فليشتمه، ومن أخذت منه مالا فهذا مالي فليأخذه مني، ولا يخش الشحناء فإنها ليست من طبيعتي". (رواه البخاري).
وهو الذي يتعامل بمبدأ العدل دوماً، فلا يفضل نفسه على الآخرين، بل يساوي بينهم وبينه تطبيقا لهذا العدل. فها هو يرفض أن يحمل عنه الصحابة نصيبه من العمل.
"كان أبو لبابة وعلي بن أبي طالب زميلي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت عقبة -دور- رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالا: نحن نمشي عنك، فقال: "ما أنتما بأقوى مني، ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما." (رواه أحمد في مسنده).
العدل في الحالات النفسية المختلفة:
ربما يكون الإنسان عادلا في معظم أوقات حياته، ولكن حين يمر بمشاعر معينة، مع أناس معينين، فربما خاف عليهم وظلمهم، وهذا ما يعلمنا الرسول إياه: أن تكون عادلا مع من تحب ومع من تكره.
الحب لا ينسي العدل:
كما نعرف جميعا، كان النبي صلى الله عليه وسلم شديد الحب لعائشة رضي الله عنها، إلا أن ذلك الحب لم ينسه العدل، ولم يجعله يظلم إحدى زوجاته يوما ما، بل كان شديد العدل بينهن في كل صغيرة وكبيرة، حتى إنه "كان يقسم بين نسائه فيعدل ويقول: اللهم هذه قسمتي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك." (رواه الترمذي). ومعنى قوله لا تلمني فيما تملك ولا أملك، أي الحب والمودة القلبية، كما قال أهل العلم.
والمقصود بهذا الحديث أنه كان يطلب من الله العفو، وألا يؤاخذه بسبب حبه لبعض زوجاته أكثر من الأخريات، رغم أنه لا يظلم إحداهن في أي أمر بعيد عن المشاعر والحب.
يروي لنا أنس رضي الله عنه موقفا من مواقف العدل عند النبي مع من يحب.
فعن أنس أنه قال: "أهدت بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم طعاما في قصعة، فضربت عائشة القصعة بيدها، فألقت ما فيها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: طعام بطعام، وإناء بإناء." (رواه الترمذي والحديث في البخاري بلفظ آخر).
العدل مع الأعداء:
إذا كان الحب عند رسول الله لا يجعله يحيف أو يظلم لحساب من يحب، فإن العداوة كذلك لا يمكنها أن تؤثر على عدل رسول الله، فهو أعدل البشر حتى مع أعدائه، وهذا ما تعلمه من قرآن ربه الذي يقول للمسلمين كافة:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المائدة: 8].
العدل في معالجة الأخطاء:
وإذا كان النبي يعلمنا كيف نتحكم في أنفسنا في الحالات التي نكون فيها مع من نحب أو مع من نعادي أثناء الحكم، فإنه كذلك يعلمنا كيف نعامل من حولنا حين يخطئون بمنطق العدل لا بمنطق الغضب، فها هو الصحابي حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه حين يخطئ خطأ فادحا أثناء استعداد النبي لفتح مكة، وحين أرسل للمشركين بنية النبي وعزمه على فتح مكة،لم يعاقبه النبي كما قد يتوقع البعض، ووضع في اعتباره نية حاطب التي لم تكن لتنوي المكر بالنبي أو المسلمين.
والقصة في صحيح البخاري عن علي رضي الله عنه قال: "بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا مرثد والزبير وكلنا فارس. قال: انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها امرأة من المشركين معها كتاب من حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين. فأدركناها تسير على بعير لها، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا: الكتاب. فقالت: ما معنا من كتاب. فأنخناها، فالتمسنا فلم نر كتابا. فقلنا: ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لتخرجن الكتاب أو لنجردنك. فلما رأت الجد، أهوت إلى حجزتها وهي محتجزة بكساء فأخرجته، فانطلقنا بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: يا رسول الله، قد خان الله ورسوله والمؤمنين. فدعني فلأضرب عنقه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما حملك على ما صنعت؟ قال حاطب: والله ما بي أن لا أكون مؤمنا بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم. أردت أن تكون لي عند القوم يد، يدفع الله بها عن أهلي ومالي، وليس أحد من أصحابك إلا له هناك من عشيرته من يدفع الله بها عن أهله وماله. فقال صلى الله عليه وسلم: صدق ولا تقولوا إلا خيرا. فقال عمر: إنه قد خان الله والمؤمنين، فدعني فلأضرب عنقه. فقال: أليس من أهل بدر؟ لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة، أو فقد غفرت لكم."
لقد كان الصحابة غاضبين أشد الغضب من موقف حاطب، ويريدون له عقابا ليكون عبرة لغيره، ولكن النبي بلمسته العادلة والحانية، علمهم ألا يأخذهم الغضب بعيدا عن العدل حين يعالجون الأخطاء غير المبيتة، وأن يوازنوا بين حسنات الناس وسيئاتهم، بين أعمالهم الكريمة وبين أخطائهم.
هذا المنطق في العدل قد لا يتبينه الكثيرون في خضم الحياة، ولكن ما أحوج الناس إليه في علاقاتهم الإنسانية بشتى أنواعها، بين الزوجين، وبين الآباء و أبنائهم، بين المعلم والمتعلم.
العدل مع الأبناء:
عَن النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضِيَ اللَّه عنْهُمَا أَنَّ أَبَاهُ أَتَى بِهِ رَسول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فَقَال: إِنِّي نَحَلْتُ ابْني هذا غُلاماً كَانَ لي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم: " أَكُلَّ وَلَدِكَ نَحلْتَهُ مِثْلَ هَذا؟" فَقَال: لا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: "فأَرْجِعْه." (متفقٌ عليه).

محمد رافع 52 11-02-2013 12:23 AM

مُدَاراتُهُ، وَصَبرُهُ على ما يَكرَهُ صلَّى الله عليه وسلَّم

دارِ منَ النَّاس مَلالاتهم مَنْ لم يدارِ الناسَ ملُّوهُ
وَمُكرِمُ الناسِ حَبيبٌ لهمْ مَن أكرمَ الناسَ أحبُّوهُ
روى الشيخان، عن عائشة رضي الله تعالى عنها: أن رجلاً استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال:" ائذنوا له، بئس أخو العشيرة، فلما دخل عليه ألانَ لهُ القولَ وتطلَّق في وجههِ، وانبسط إليه، فلمَّا انطلق الرجلُ، قلتُ: يا رسول الله، حين رأيت الرجل قلت: كذا وكذا، فلما دخل ألنت له القول، وتطلقت في وجهه، وانبسطتَ إليه، فقال صلى الله عليه وسلم:" متى عهدتني فاحشاً إنَّ شرَّ الناس عند الله تعالى منزلةً يوم القيامة مَن تركه الناس اتقاء فحشه ". وفي رواية:" اتِّقاءَ شرِّه ".
وروى أحمد (13363), وقال محققه إسناده صحيح على شرط الشيخين, عن أنس بن مالك قال: دخل النبي صلى الله عليه و سلم المسجد وعليه رداء نجراني غليظ الصنعة, فجاء أعرابي من خلفه فجذب بطرف ردائه جذبةً شديدةً حتى أثَّرت الصنعة في صفح عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال: يا محمد أعطنا من مال الله الذي عندك. قال: فالتفت إليه النبي صلى الله عليه و سلم فتبسم ثم قال: " مُرُوا له ".
تنبيهـات:
الأول: قال الإمام ابن حبان في روضة العقلاء:" الواجب على العاقل أن يلزم المداراة مع من دفع إليه في العشرة من غير مقارفة المداهنة، إذ المداراة من المداري صدقة له؛ والمداهنة من المداهن تكون خطيئةً عليه، والفصل بين المداراة والمدهنة: هو أن يجعل المرء وقته في الرياضة لإصلاح الوقت الذي هو له مقيم بلزوم المداراة من غير ثَلْمٍ في الدِّين من جهة من الجهات، فمتى ما تخلَّق المرء بخلق شابهُ بعض ما كره الله منه في تخلقه، فهذا هو المداهنة، لأن عاقبتها تصير إلى قُلٍّ ويلازم المداراة؛ لأنها تدعو إلى صلاح أحواله، ومن لم يدار الناس مَلُّوه "اهـ.
الثاني : هذا الرجل المبهم - قال ابن بطال والقاضي، والقرطبي، والنووي رحمهم الله تعالى هو عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري، وكان يقال له: الأحمق المطاع.
الثالث: قال الخطابي: جمع هذا الحديث علماً، وأدباً، وليس قوله صلى الله عليه سلم لأمَّته في الأمور التي ينصحهم بها، ويضيفها إليهم من المكروه غيبة، وإنما يكون ذلك من بعضهم في بعض، بل الواجب عليه صلى الله عليه وسلم أن يبين ذلك، ويفصح به، ويعرف الناس أمرهم، فإن ذلك من باب النصيحة، والشفقة على الأمة، ولكنه لما جبل عليه من الكرم، وأعطيه من حسن الخلق، أظهر له البشاشة ولم يجبهه بالمكروه ليفتدي به أمته في اتقاء شر من هذا سبيله، وفي مداراته، ليسلموا من شره وغائلته.
الرابع : قال القرطبي: في هذا الحديث جواز غيبة المعلن بالفسق، أو بالفحش، ونحو ذلك مع جواز مداراته اتقاء شره، ما لم يؤد ذلك إلى المداهنة في دين الله تعالى، ثم قال تبعا للقاضي الحسين: الفرق بين المداراة والمداهنة أن المداراة بذل الدنيا، والنبي صلى الله عليه وسلم إنما بذل له من دنياه.
حسن عشرته، والرفق في مكالمته، ومع ذلك فلم يمدحه بقول يناقض قوله فيه فعله، فإن قوله فيه حق، وفعله معه حسن معاشرته، فيزول بهذا التقدير الإشكال.
وقال القاضي رحمه الله تعالى: لم يكن عيينة والله أعلم حينئذ أسلم، فلم يكن القول فيه غيبة، أو كان أسلم، ولم يكن إسلامه ناصحا، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبين ذلك لئلا يغتر به من لم يعرف باطنه، وقد كانت منه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وبعده، أمور تدل على ضعف إيمانه، فيكون ما وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم من علامات النبوة، وأما إلانة القول له بعد أن دخل فعلى سبيل التألف له قال الحافظ: وقد ارتدَّ عيينة في زمن الصديق رضي الله تعالى عنه وحارب، ثم رجع، وأسلم، وحضر بعض الفتوح في عهد عمر رضي الله تعالى عنه.
الرابع: في بيان غريب ما سبق:
المداراة: بميم مضمومة، فدال مهملة، فألف فراء، فألف، فتاء تأنيث غير مهموز، وقد يهمز: ملاينة الناس، وحسن صحبتهم، واحتمالهم، لئلا ينفروا عنك.
الصبر: حبس النفس عند الجزع من المصيبة، بأن يتصور ما خلق لأجله ورجوعه إلى ربه عز وجل، وتذكره للمنة عليه، فيرى أن ما أبقى له أضعاف ما استرده منه، فيهون بذلك على نفسه.

محمد رافع 52 14-02-2013 01:58 PM

خصائص امة سيدنا محمد
فضل الله ـ عز وجل ـ هذه الأمة على سائر الأمم، واختصها بخصائص وكرامات كثيرة في الدنيا ليست لغيرها، وذلك إكراما وتشريفا لنبيها محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ سيد الأولين والآخرين. وإنما نالت الأمة ما نالته من تشريف وتكريم، بإيمانها واتباعها لرسولها ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، والسير على سنته، والعمل بشريعته..

خير الأمم

ومن هذه الخصائص العظيمة التي منحها الله وجعلها لأمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن جعلها أكرم الأمم وأخيرها، وأحسنها وأفضلها عند الله تعالى، وحسبنا شهادةُ القرآن الكريم: { كنتم خير أمة أخرجت للناسِ تأمرون بِالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله } (آل عمران: من الآية110)..
وعن بهز بن حكيم ، عن أبِيه عن جَدِّهِ، أنَه سمع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول في قوله تَعالَى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس }، قَال: ( أنتم تتمون سبعين أمة، أنتم خيرها وأكرمها على الله ) ( الترمذي )..
وعن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( أعطيتُ ما لم يُعْط أحد من الأنبياء، فقلنا: يا رسول الله ما هو؟ قال: نُصِرْتُ بالرعبِ، وأُعطيتُ مفاتيح الأرض، وسُميتُ أحمد ، وجُعلَ الترابُ لي طهوراً، وجُعلت أمّتي خير الأمم ) ( أحمد ).

الأرض مسجدا وطهورا

ومن الخصائص التي اختص الله بها نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أمته في الدنيا، أن جعل لها الأرض مسجدا وطهورا، فأيما مسلم أدركته الصلاة، فلم يجد ماء ولا مسجدا، فعنده طهوره ومسجده، بخلاف الأمم السابقة، فإن الصلاة عندهم في أماكن محددة كالبيع والصوامع.. قال ـ صلى الله عليه وسلم: ( وجُعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصلِّ ) ( البخاري ).

حل الغنائم

كانت الغنائم للأمم فيمن قبلنا على ضربين، منهم من لم يؤذن لهم في الجهاد فلم تكن لهم غنائم، ومنهم من أذن لهم فيه، فكانوا يغزون ويأخذون أموال وأسلاب أعدائهم، لكن لا يتصرفون فيها بل يجمعونها، وعلامة قبول غزوهم أن تنزل النار من السماء فتأكلها، وعلامة عدم قبوله أن لا تنزل، ومن أسباب عدم القبول أن يقع فيهم الغلول وهوما أخفي من الغنيمة عن القسمة .


فكان من فضل الله على أمتنا أن خصها بحل الغنائم، قال الله تعالى: {لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أَخذتم عذاب عظيم . فَكلوا مما غنمتم حلالا طيِبا واتَقوا الله إن الله غفور رحيم } (الأنفال: 69:68).
وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله: { لولا كتاب من الله سبق } يعني: في أم الكتاب الأول، أن المغانم والأسارى حلال لكم.. فحل الغنائم خصوصية من خصوصيات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أمته في الدنيا..


محمد رافع 52 14-02-2013 02:00 PM

التجاوز عن الخطأ والنسيان

ومن هذه الخصائص العظيمة للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأمته في الدنيا، أن الله ـ عز وجل ـ تجاوز عما صدر منها على سبيل الخطأ والنسيان، وتجاوز لها عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم به..
وذلك لحديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها، ما لم يتكلموا أو يعملوا به ) ( مسلم )..وعن أبي ذر الغفاري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه ) ( ابن ماجه )..

أمة التيسير ورفع الحرج

من رحمة الله تعالى وكرمه بهذه الأمة المحمدية أن وضع عنها الآصار والأغلال التي كانت على الأمم قبلها، فأحل لها كثيرا مما حُرِّم على غيرها، ولم يجعل عليها من عنت ولا شدة، كما قال تعالى: { هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج } (الحج: من الآية78)، وقال: { يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر } (البقرة: من الآية185)، فجعل الله شريعة أمة الإسلام، أكمل الشرائع وأيسرها.. ومن ثم قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( إني أرسلت بحنيفية سمحة ) ( أحمد ).. وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ لمعاذ وأبي موسى ـ رضي الله عنهما ـ حين بعثهما إلى اليمن ـ يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا ) ( البخاري ).. وفي حديث لحذيفة ـ رضي الله عنه ـ ذكر فيه قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ... وأحل لنا كثيرا مما شُدِدَ على من قبلنا، ولم يجعل علينا من حرج ) ( أحمد )..


محمد رافع 52 14-02-2013 02:02 PM

يوم الجمعة



اختصت الأمة المحمدية بخصائص كثيرة في الدنيا لم تعطها غيرها من الأمم، ومن ذلك يوم الجمعة، خير يوم طلعت عليه الشمس، فيه خلق آدم عليه السلام، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، وفيه تقوم الساعة، وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله خيرا إلا أعطاه إياه، والأحاديث في ذلك كثيرة..
وهذه الخصوصية لم تكن لأحد قبلنا من الأمم.. عن حذيفة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد، فجاء الله بنا فهدانا الله ليوم الجمعة، فجعل الجمعة والسبت والأحد، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة، نحن الآخرون من أهل الدنيا، والأولون يوم القيامة، المقضي لهم قبل الخلائق ) ( مسلم )..



أمة محفوظة من الهلاك والاستئصال

الأمة المحمدية، أمة مصونة مرحومة، فلا تُهلَك بالقحط والجوع والغرق، ولا يسلط عليها عدوا من غيرها، فيستبيح بيضتها ويستأصلها، وهذه جملة خصائص لأمة الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ، لقوله ـ صلوات الله عليه ـ : ( سأَلتُ ربِى ثَلاَثًا فَأَعطاني ثِنْتَيْنِ ومنعني واحدة، سأَلْتُ ربِى أَنْ لا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالسَّنَةِ (القحط) فَأَعطانِيها، وسألتُه أَن لاَ يهلك أُمتي بِالْغرقِ فَأَعطانِيها، وسألْته أَن لا يجعل بَأْسَهُمْ بينهم فَمَنَعَنِيهَا ) ( مسلم ) ..

فأمة الإسلام أمة محفوظة باقية، بحفظ الله لها، فلا يُمكن استئصالها من الأرض، مهما حاول الأعداء، ومهما سعوا واجتهدوا في ذلك ..



محمد رافع 52 14-02-2013 02:03 PM

شهداء الله في الأرض



فضَّل الله ـ تبارك وتعالى ـ هذه الأمة، ورفع ذكرها، بأن أضافها إليه إضافة تشريف وتكريم، فقبل منها قولها وشهادتها.. ومما يدل على هذه الخصوصية العظيمة، ما رواه أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: ( مروا بجنازة فأثنوا عليها خيراً، فقال النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ وجبت . ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شراً، فقال وجبت.. فقال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ ما وجبت؟ قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شراً فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض ) ( مسلم )..



صفوفهم كصفوف الملائكة



خص الله ـ عز وجل ـ أمة الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ بجعل صفوفها في الصلاة، كصفوف الملائكة.. ومما يؤيد هذه الخصوصية، ما جاء عن حذيفة ـ رضي الله عنه ـ ، قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( فضلت على الناس بثلاث، جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وجعلت لنا الأرض كلها مسجدا، وجعلت تربتها لنا طهورا، وذكر خصلة أخرى ) ( مسلم ).. والخصلة الأخرى هي فضل الآيات من أواخر سورة البقرة، كما جاء ذلك في روايات أخرى..


ومما اختص به ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أمته، أن أجر الصلاة في مسجده ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحسب بأجر ألف صلاة في غيره من المساجد، عدا المسجد الحرام، ثبت هذا في عدة أحاديث، منها حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ، قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: ( صلاة في مسجدي هذا، خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد، إلا المسجد الحرام ) ( البخاري )..


محمد رافع 52 14-02-2013 02:04 PM

أمة لا تجتمع على ضلالة، وطائفة منها على الحق

أكرم الله ـ تبارك تعالى ـ الأمة المحمدية في الدنيا بخصائص وكرامات كثيرة منها بل من أهمها : أنها لا تجتمع على خطأ، تشريفا لها، وتكريما لنبيها ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ومنها: وجود طائفة من هذه الأمة على الحق والهدى في كل زمان، لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك....
قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام في سياق كلامه على خصائص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " ومثلها عصمة أمته بأنها لا تجتمع على ضلالة في فرع ولا في أصل " ..
وبذلك جاءت أحاديث كثيرة، منها: ما رواه عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( إن الله لا يجمع أمتي ـ أو قال أمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ على ضلالة ) ( الترمذي ).. وعن ثوبان ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك ) ( البخاري )...


إن ذكر خصوصياته ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أمته كثيرة، وحسبنا في مقامنا هذا أن وقفنا عند بعضها، وإنما حصلت لأمتنا هذه الخصائص وغيرها، لمكانة نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومنـزلته عند الله ..
اللهم صلي وسلم وبارك على الرحمة المهداة وعلى ءاله وازواجه واصحابه وعلى مناتبع سنته الى يوم الدين




محمد رافع 52 14-02-2013 02:08 PM

(وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)
عمر بن عبد المجيد البيانوني

بسم الله الرحمن الرحيم

(حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) قالها إبراهيمُ عليه الصلاة والسلام حين أُلقي في النار، فجَعَلَ اللهُ النارَ برداً وسلاماً عليه، (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدَاً وَسَلَامَاً عَلَى إِبْرَاهِيمَ)، فلا يمكن لشيء أن ينفع أو يضر إلا بإذن الله تعالى، فالله هو الذي جعل النار محرقة فهي لا تحرق بذاتها، فإذا أراد لها أن تكون برداً وسلاماً صارت كذلك، قال ابن عباس: (لو لم يتبع بردها سلاماً لمات إبراهيم من شدَّة بردها).

فالله الذي جعل النار برداً سلاماً هو الذي يجعل المِحَن مِنَحاً وعطايا، ويجعل الفقرَ والحاجةَ سعةً وغنى، ويجعل الهمومَ والأحزانَ أفراحاً ومسرَّات، ويجعل المنعَ عطاءً ورحمةً، وهذا كلُّه لمن توكَّل على الله تعالى وأيقن به وأحسن الظن بالله سبحانه.

(الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانَاً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ).
(حَسْبُنَا اللهُ) أي الله كافينا، (وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)، لمن وَكَل حاجته إليه وتوكل في قضائها عليه.
فماذا كان جزاؤهم: (فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ).
لقد انتصروا عندما أيقنوا أنَّ الله معهم فتوكلوا عليه، وعلموا أنَّ النصر من عند الله، (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى).

قال تعالى: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ، إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ)، فمن يتوكل على الله يكفيه ما أهمه، فالله بالغ أمره. فما قدَّر الله كان، وما لم يشأ لم يكن، فالتوكُّل عليه هو توكُّل على القويِّ القادر الفعَّال لما يريد.

والتوكل أن يوقن العبد بكفاية الربِّ، قال الجنيد: (التوكل هو سُكُون الْقَلْب إِلَى مَوْعُودِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ)، وقال بعضهم: (التوكل هو علم القلب بكفاية الربِّ للعبد).

ومتى كان العَبْدُ حَسَنَ الظنِّ بالله، حَسَنَ الرجاءِ له، صادقَ التوكُّلِ عليه : فإن اللهَ لا يخيب أمله فيه، فإنه سبحانه لا يخيب أمل آمل، ولا يضيع عمل عامل.

وصلَّى اللهُ على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً.




محمد رافع 52 14-02-2013 02:11 PM

(إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ)
عمر بن عبد المجيد البيانوني

بسم الله الرحمن الرحيم

يقترف أحدهم من السيئات والآثام فيحزن لذلك ويندم، وهذا أمر مطلوب ولكنْ على أن لا يصل حزنه على معصيته وخوفه من الله إلى القنوط من رحمة الله تعالى، فالقنوط من رحمة الله أشد إثماً وأعظم جُرْماً، قال تعالى: (وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلا الضَّالُّونَ)، وقال: (إِنَّهُ لا يَيْأسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلا القَوْمُ الْكَافِرُونَ)، فالخوف من الله له حدٌّ ينبغي أن لا يتجاوزه، حتى لا يقنط العاصي من رحمة الله وقبول توبته.

فهذه الآية (إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) تجعل المسلم يكثر من فعل الحسنات حتى لو ظلم نفسه وعصى الله تعالى، بل هو في هذه الحالة أحوج من غيره إلى الحسنات، فالحسنات تذهب السيئات، فلا يكون لسان حاله:
... أنا الغريقُ فما خَوْفي مِنَ البَلَلِ
بل يعلم أنَّ رحمةَ اللهِ واسعةٌ، قال تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ)، وقال سبحانه على لسان ملائكته: (رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمَاً).

ولن يدخل أحدٌ الجنةَ بعمله مهما كانت عبادته وتقواه، بل برحمة الله تعالى، قال عليه الصلاة والسلام: (لَنْ يُنْجِيَ أَحَدَاً مِنْكُمْ عَمَلُهُ)، قَالَ رَجُلٌ: وَلا أنت يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: (وَلاَ أنا إِلا أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللهُ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ) متفق عليه.
ومِنْ أفضل ما يعتقده المؤمن هو حسن الظن بالله تعالى، فقد قال الله سبحانه في الحديث القدسي: (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي) متفق عليه.

وقال صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ: أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبَاً فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْباً فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبَّاً يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأخُذُ بِالذَّنْبِ. ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبَاً فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبَّاً يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ. ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبَاً فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبَّاً يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأخُذُ بِالذَّنْبِ، غَفَرْتُ لِعَبْدِي - ثَلاَثَاً - فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ. متفق عليه.

فما أوسعَ رحمة الله بخلقه وعباده، وما أعظمَ هذا الكرم الإلهي الذي يفوق تصوُّرَ البشر وحساباتهم، (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ).

وهذه الرحمة لا تدعو إلى معصية الله، وإنما إلى شكر الله على رحمته بعباده، وعدم القنوط من رحمته عند معصيته، بل المسارعة بالتوبة إلى الله والرجوع إليه. (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى).

وصلَّى اللهُ على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً.



محمد رافع 52 14-02-2013 02:13 PM

(وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجَاً)
عمر بن عبد المجيد البيانوني

بسم الله الرحمن الرحيم

يا لها من قاعدة عظيمة تدلُّنا على المخرج من مصائبنا وهمومنا، إنَّ المخرج هو تقوى الله (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجَاً)، مخرجاً من الضيق والعنت في الدنيا والآخرة، ورزقاً من حيث لا يتوقع الإنسان ولا يحتسب.

والتَّقْوَى من الوِقَاية وهي: حفظُ الشيءِ ممّا يضرُّه ويؤذيه، وجعل الإنسان نفسه في وِقَايَةٍ مما يخاف منه، فالتَّقْوَى هي حفظ النفس عمَّا يؤثم، وذلك بفعل المأمور وترك المحظور.

وقد ورد أنَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل أُبَي بن كعب عن التقوى فقال له: أما سلكتَ طريقاً ذا شوك؟ قال: بلى! قال: فما عملت؟ قال: شمَّرت واجتهدت. قال: فذلك التقوى.
فالتقوى هي الضمير الحي لدى الإنسان والوازع الداخلي فيه، ورقابته الذاتية لنفسه، فيكون ذا إحساس عالٍ في ضميره، ويَقَظَة في شعوره، وخشية مستمرة، وتَوَقٍ لأشواك الطريق.

قال طلق بن حبيب رضي الله عنه في التقوى هي: (العمل بطاعة الله، على نور من الله، ترجو ثواب الله، وترك معصية الله، على نور من الله، تخاف عقاب الله). فبالتقوى يحرص المؤمن على رضا الله تعالى، ويبتعد عمَّا يسخطه ويغضبه.

فتقوى الله هي سبب تفريج الشدائد والمصائب، وهي التي تزيد إيمانه ويقينه بالله سبحانه، قال ابن عطاء: (على قدر قربهم من التقوى أدركوا من اليقين).

قال تعالى: (إِنَّ أكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ)، والكريم حقاً هو الكريم عند الله تعالى، فالميزان الصحيح لقيمة الإنسان هو ميزان التقوى، ميزان الاتصال بالله وذكره وتقواه.

وكفى المتقين جزاءً أنَّ الله معهم بنصره ومعونته وتأييده، قال تعالى: (إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ).

فازرع التقوى في قلبك، حتى تنبت نباتاً حسناً، تحصد منه ثماراً يانعة، قطوفها دانية، من التوفيق والفلاح والخيرات والمسرَّات في الدنيا والآخرة، فالله سبحانه أكرم من أن يعامله العبد نقداً فيجازيه نسيئةً، بل يَرَى العبدُ مِنْ ثواب عمله في الدنيا قبل الآخرة من السعادة والسرور وما يكرمهم الله تعالى به من النِّعَم.

وصلَّى اللهُ على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً.



محمد رافع 52 20-02-2013 12:10 PM

هــــذه اخــــلاقـــــــــــــــــــــــــــــنا
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسوله و آله و صحبه أجمعين
هذه اخلاقنا

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله قال:إن
من أحبكم إلي ، و أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا ، و إن
أبغضكم إلي و أبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون ، و المتشدقون ، و
المتفيهقون)، قالوا: قد علمنا " الثرثارون و المتشدقون فما المتفيهقون ؟ " قال : (المتكبرون) صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم

قال ابن القيم رحمه الله: (جمع
النبي صلى الله عليه وسلم بين تقوى الله وحسن الخلق، لأن تقوى الله تصلح
ما بين العبد وبين ربه ، وحسن الخلق يصلح ما بينه وبين خلقه ، فتقوى الله
توجب له محبة الله فيدخله الجنه ؛ وحسن الخلق يدعو الناس إلى محبته)

قال القرطبي رحمه الله :عجبت
لمن يغسل وجهه خمس مرات في اليوم مجيباً داعي اللّه، ولايغسل قلبه مرة في
السنة ليزيل ما علق به من أدران الدنيا، وسواد القلب، ومنكر الأخلاق!
واحرص على تعويد النفس كتم الغضب، وليهنأ من حولك بطيب معاشرتك ، وحلو
حديثك، وبشاشة وجهك

عن عباده بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال:اضمنوا
لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم،
وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيدكم.)


ومما يساعد على حمل العبد نفسه على الالتزام بجميع الطاعات أربعة أمور:

أولاً- المشارطة:

وذلك بأن تشترط عليها أن تقلع عن السوء، وأن تلزم تقوى الله وطاعته وحبذا لو كان ذلك منك في كل صباح حتى تصل إلى ما تريد.


ثانياً- المراقبة:

وذلك بأن تراقب نفسك هل هي فعلاً قد أوفت بما اشترطته عليها أم لا.


ثالثاً- المحاسبة:

بأن تحاسبها على الأفعال والأقوال.


رابعاً- المجاهدة:

بأن تجاهد نفسك على طاعة الله وتلزمها إلزاماً بمخالفة الهوى والشيطان


روى الطبراني عن الحسن البصري أنه قال: إن قوماً ألهتهم أماني المغفرة ورجاء رحمه الله حتى خرجوا من الدنيا وليست لهم أعمال صالحة.
يقول أحدهم: إني لحسن الظن بالله وأرجو رحمة الله، وكذب، ولو أحسن الظن بالله لأحسن العمل لله، ولو رجا رحمة الله لطلبها بالأعمال الصالحة، يوشك من دخل المفازة (الصحراء) من غير زاد ولا ماء أن يهلك

محمد رافع 52 20-02-2013 12:20 PM

http://www.wamy.ws/tawasol/uploadcen...485fde9d29.jpg
الأخلاق ..
من الصفات الحسنة التي يتحلى بها المسلمين
الأخلاق تعكس للناس .. نفوسنا ، و أطباعنا~
فمآ أجمل أن نحسنها .. ونربي نفوسنا عليها
قال تعالى في نبينا صلى الله عليه وسلم :

http://www.wamy.ws/tawasol/uploadcen...d4f473aa5c.jpg

محمد رافع 52 20-02-2013 12:22 PM

كن خلوقاً تنل ذكراً جميلاً
http://www.wamy.ws/tawasol/uploadcen...760bc270a0.jpg
يقول الرسول عليه الصلاة والسلام:
أكمل المؤمنين أيمانا
أحاسنهم أخلاقا...
الموطؤون أكنافا
الذين يألفون ويؤلفون
ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف..
صححه الألباني
:: الكلمة الطيبة ::
http://www.wamy.ws/tawasol/uploadcen...2190d2d49e.jpg
هي التي تسر السامع وتؤلف القلب
هي التي تحدث أثرا طيباً في نفوس الآخرين
هي التي تثمر عملاً صالحاً في كل وقت بإذن الله
هي التي تفتح أبواب الخير، وتغلق أبواب الشر
قال تعالى:
{ ألم تر كيف ضرب الله مثلاً
كلمةً طيبةً كشجرةٍ طيبةٍ
أصلها ثابت وفرعها في السماء،
تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب
الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون }


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 01:00 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.