بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   علوم القرآن الكريم (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=39)
-   -   تفسير ميسر لسور القرآن الكريم (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=210656)

محمد رافع 52 08-06-2010 09:00 AM

فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى

" فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى " حَقّ اللَّه " وَاتَّقَى " اللَّه
وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى

" وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى " أَيْ بِلَا إِلَه إِلَّا اللَّه فِي الْمَوْضِعَيْنِ
فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى

" فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى " لِلْجَنَّةِ
وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى

" وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ " بِحَقِّ اللَّه " وَاسْتَغْنَى " عَنْ ثَوَابه
وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى

" وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى " أَيْ بِالْجَزَاءِ فِي الدَّار الْآخِرَة .
فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى

" فَسَنُيَسِّرُهُ " نُهَيِّئهُ " لِلْعُسْرَى " لِلنَّارِ

محمد رافع 52 08-06-2010 09:07 AM

http://quran.al-islam.com/GenGifImag...-0/92/10/1.png

وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى

" وَمَا " نَافِيَة " يُغْنِي عَنْهُ مَاله إِذَا تَرَدَّى " فِي النَّار
إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى

" إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى " لَتَبْيِين طَرِيق الْهُدَى مِنْ طَرِيق الضَّلَال لِيَمْتَثِل أَمْرنَا بِسُلُوكِ الْأَوَّل وَنَهْينَا عَنْ اِرْتِكَاب الثَّانِي
وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى

" وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَة وَالْأُولَى " أَيْ الدُّنْيَا فَمَنْ طَلَبَهُمَا مِنْ غَيْرنَا فَقَدْ أَخْطَأَ
فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى

" فَأَنْذَرْتُكُمْ " خَوَّفْتُكُمْ يَا أَهْل مَكَّة " نَارًا تَلَظَّى " بِحَذْفِ إِحْدَى التَّاءَيْنِ مِنْ الْأَصْل وَقُرِئَ بِثُبُوتِهَا , أَيْ تَتَوَقَّد
لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى

" لَا يَصْلَاهَا " يَدْخُلهَا " إِلَّا الْأَشْقَى " بِمَعْنَى الشَّقِيّ
الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى

" الَّذِي كَذَّبَ " النَّبِيّ " وَتَوَلَّى " عَنْ الْإِيمَان وَهَذَا الْحَصْر مُؤَوَّل لِقَوْلِهِ تَعَالَى : " وَيَغْفِر مَا دُون ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاء " فَيَكُون الْمُرَاد الصِّلِيّ الْمُؤَبَّد


محمد رافع 52 08-06-2010 09:12 AM

وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى

" وَسَيُجَنَّبُهَا " يُبْعَد عَنْهَا " الْأَتْقَى " بِمَعْنَى التَّقِيّ

http://quran.al-islam.com/GenGifImag...-0/92/17/1.png



الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى

" " الَّذِي يُؤْتِي مَاله يَتَزَكَّى " مُتَزَكِّيًا بِهِ عِنْد اللَّه تَعَالَى بِأَنْ يُخْرِجهُ لِلَّهِ تَعَالَى لَا رِيَاء وَلَا سُمْعَة , فَيَكُون زَاكِيًا عِنْد اللَّه , وَهَذَا نَزَلَ فِي الصِّدِّيق رَضِيَ اللَّه عَنْهُ لَمَّا اِشْتَرَى بِلَالًا الْمُعَذَّب عَلَى إِيمَانه وَأَعْتَقَهُ , فَقَالَ الْكُفَّار : إِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ لِيَدٍ كَانَتْ لَهُ عِنْده فَنَزَلَتْ . " وَمَا لِأَحَدٍ عِنْده مِنْ نِعْمَة تُجْزَى "
وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى

" وَمَا لِأَحَدٍ عِنْده مِنْ نِعْمَة تُجْزَى " أَيْ لَيْسَ بَذْله مَاله فِي مُكَافَأَة مَنْ أَسْدَى إِلَيْهِ مَعْرُوفًا فَهُوَ يُعْطِي فِي مُقَابَلَة ذَلِكَ وَإِنَّمَا دَفَعَهُ ذَلِكَ .
إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى

" إِلَّا " لَكِنْ فَعَلَ ذَلِكَ " اِبْتِغَاء وَجْه رَبّه الْأَعْلَى " أَيْ طَلَب ثَوَاب اللَّه
وَلَسَوْفَ يَرْضَى

" وَلَسَوْفَ يَرْضَى " بِمَا يُعْطَاهُ مِنْ الثَّوَاب فِي الْجَنَّة وَالْآيَة تَشْمَل مَنْ فَعَلَ مِثْل فِعْله رَضِيَ اللَّه تَعَالَى عَنْهُ فَيُبْعَد عَنْ النَّار وَيُثَاب .

محمد رافع 52 09-06-2010 07:27 AM

تفسير سورة الشمس
http://quran.al-islam.com/GenGifImag...0-0/91/1/1.png

وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا

" وَالشَّمْس وَضُحَاهَا " ضَوْئِهَا
وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا

" وَالْقَمَر إِذَا تَلَاهَا " تَبِعَهَا طَالِعًا عِنْد غُرُوبهَا
وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا

" وَالنَّهَار إِذَا جَلَّاهَا " بِارْتِفَاعِهِ
وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا

" وَاللَّيْل إِذَا يَغْشَاهَا " يُغَطِّيهَا بِظُلْمَتِهِ وَإِذَا فِي الثَّلَاثَة لِمُجَرَّدِ الظَّرْفِيَّة وَالْعَامِل فِيهَا فِعْل الْقَسَم
وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا

أَيْ وَبُنْيَانِهَا . فَمَا مَصْدَرِيَّة كَمَا قَالَ : " بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي " [ يس : 27 ] أَيْ بِغُفْرَانِ رَبِّي قَالَهُ قَتَادَة , وَاخْتَارَهُ الْمُبَرِّد . وَقِيلَ : الْمَعْنَى وَمَنْ بَنَاهَا قَالَهُ الْحَسَن وَمُجَاهِد وَهُوَ اِخْتِيَار الطَّبَرِيّ . أَيْ وَمَنْ خَلَقَهَا وَرَفَعَهَا , وَهُوَ اللَّه تَعَالَى . وَحُكِيَ عَنْ أَهْل الْحِجَاز : سُبْحَانَ مَا سَبَّحْت لَهُ أَيْ سُبْحَانَ مَنْ سَبَّحْت لَهُ .

محمد رافع 52 09-06-2010 07:32 AM

وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا
" وَالْأَرْض وَمَا طَحَاهَا " بَسَطَهَا
وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا

" وَنَفْس " بِمَعْنَى نُفُوس " وَمَا سَوَّاهَا " فِي الْخِلْقَة وَمَا فِي الثَّلَاثَة مَصْدَرِيَّة أَوْ بِمَعْنَى مَنْ
فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا

" فَأَلْهَمَهَا فُجُورهَا وَتَقْوَاهَا " بَيَّنَ لَهَا طَرِيق الْخَيْر وَالشَّرّ وَأَخَّرَ التَّقْوَى رِعَايَة لِرُءُوسِ الْآي وَجَوَاب الْقَسَم : " قَدْ أَفْلَحَ "
قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا

" قَدْ أَفْلَحَ " حُذِفَتْ مِنْهُ اللَّام لِطُولِ الْكَلَام " مَنْ زَكَّاهَا " طَهَّرَهَا مِنْ الذُّنُوب
وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا

" وَقَدْ خَابَ " خَسِرَ " مَنْ دَسَّاهَا " أَخْفَاهَا بِالْمَعْصِيَةِ وَأَصْله دَسَّسَهَا أُبْدِلَتْ السِّين الثَّانِيَة أَلِفًا تَخْفِيفًا

محمد رافع 52 09-06-2010 07:38 AM

http://quran.al-islam.com/GenGifImag...-0/91/11/1.png

كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا

" كَذَّبَتْ ثَمُود " رَسُولهَا صَالِحًا " بِطَغْوَاهَا " بِسَبَبِ طُغْيَانهَا
إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا

" إِذْ اِنْبَعَثَ " أَسْرَعَ " أَشْقَاهَا " وَاسْمه قَدَّار إِلَى عَقْر النَّاقَة بِرِضَاهُمْ
فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا

" فَقَالَ لَهُمْ رَسُول اللَّه " صَالِح " نَاقَة اللَّه " أَيْ ذَرُوهَا " وَسُقْيَاهَا " شُرْبهَا فِي يَوْمهَا وَكَانَ لَهَا يَوْم وَلَهُمْ يَوْم
فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا

" فَكَذَّبُوهُ " فِي قَوْله ذَلِكَ عَنْ اللَّه الْمُرَتَّب عَلَيْهِ نُزُول الْعَذَاب بِهِمْ إِنْ خَالَفُوهُ " فَعَقَرُوهَا " قَتَلُوهَا لِيَسْلَم لَهُمْ مَاء شُرْبهَا " فَدَمْدَمَ " أَطْبَقَ " عَلَيْهِمْ رَبّهمْ " الْعَذَاب " بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا " أَيْ الدَّمْدَمَة عَلَيْهِمْ , أَيْ عَمَّهُمْ بِهَا فَلَمْ يَفْلِت مِنْهُمْ أَحَد
وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا

" وَلَا " بِالْوَاوِ وَالْفَاء " يَخَاف عُقْبَاهَا " تَبِعَتهَا

محمد رافع 52 10-06-2010 10:03 AM

تفسير سورة البلد

http://quran.al-islam.com/GenGifImag...0-0/90/1/1.png

لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ

" لَا " زَائِدَة " أُقْسِم بِهَذَا الْبَلَد " مَكَّة
وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ

" وَأَنْتَ " يَا مُحَمَّد " حِلّ " حَلَال " بِهَذَا الْبَلَد " بِأَنْ يَحِلّ لَك فَتُقَاتِل فِيهِ , وَقَدْ أَنْجَزَ اللَّه لَهُ هَذَا الْوَعْد يَوْم الْفَتْح , فَالْجُمْلَة اِعْتِرَاض بَيْن الْمُقْسَم بِهِ وَمَا عُطِفَ عَلَيْهِ

محمد رافع 52 10-06-2010 10:12 AM

وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ
" وَوَالِد " أَيْ آدَم " وَمَا وَلَدَ " أَيْ ذُرِّيَّته وَمَا بِمَعْنَى مِنْ
لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ

" لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَان " أَيْ الْجِنْس " فِي كَبَد " نَصَب وَشِدَّة يُكَابِد مَصَائِب الدُّنْيَا وَشَدَائِد الْآخِرَة
أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ

" أَيَحْسَبُ " أَيَظُنُّ الْإِنْسَان قَوِيّ قُرَيْش وَهُوَ أَبُو الْأَشَدّ بْن كِلْدَة بِقُوَّتِهِ " أَنْ " مُخَفَّفَة مِنْ الثَّقِيلَة وَاسْمهَا مَحْذُوف , أَيْ أَنَّهُ " لَنْ يَقْدِر عَلَيْهِ أَحَد " وَاَللَّه قَادِر عَلَيْهِ
يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا

" يَقُول أَهْلَكْت " عَلَى عَدَاوَة مُحَمَّد " مَالًا لُبَدًا " كَثِيرًا بَعْضه عَلَى بَعْض
أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ

" أَيَحْسَبُ أَنْ " أَيْ أَنَّهُ " لَمْ يَرَهُ أَحَد " فِيمَا أَنْفَقَهُ فَيَعْلَم قَدْره , وَاَللَّه عَالِم بِقَدْرِهِ وَأَنَّهُ لَيْسَ مِمَّا يَتَكَثَّر بِهِ وَمُجَازِيه عَلَى فِعْله السَّيِّئ
أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ

" أَلَمْ نَجْعَل " اِسْتِفْهَام تَقْرِير , أَيْ جَعَلْنَا " لَهُ عَيْنَيْنِ "
وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ

وَلِسَانًا يُعَبِّر بِهِ عَنْ نَفْسه مَا أَرَادَ , وَشَفَتَيْنِ , نِعْمَة مِنَّا بِذَلِكَ عَلَيْهِ . 28891 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { أَلَمْ نَجْعَل لَهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ } نِعَم مِنْ اللَّه مُتَظَاهِرَة , يُقَرِّرك بِهَا كَيْمَا تَشْكُرهُ .

محمد رافع 52 10-06-2010 10:21 AM

http://quran.al-islam.com/GenGifImag...-0/90/10/1.png

وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ

" وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ " بَيَّنَّا لَهُ طَرِيق الْخَيْر وَالشَّرّ
فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ

" فَلَا " فَهَلَّا " اِقْتَحَمَ الْعَقَبَة " جَاوَزَهَا
وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ

" وَمَا أَدْرَاك " أَعْلَمَك " مَا الْعَقَبَة " الَّتِي يَقْتَحِمهَا تَعْظِيمًا لِشَأْنِهَا , وَالْجُمْلَة اِعْتِرَاض وَبَيَّنَ سَبَب جَوَازهَا
فَكُّ رَقَبَةٍ

" فَكّ رَقَبَة " مِنْ الرِّقّ بِأَنْ أَعْتَقَهَا
أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ

" أَوْ إِطْعَام فِي يَوْم ذِي مَسْغَبَة " مَجَاعَة
يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ

" يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَة " قَرَابَة
أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ

" أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَة " لُصُوق بِالتُّرَابِ لِفَقْرِهِ , وَفِي قِرَاءَة بَدَل الْفِعْلَيْنِ مَصْدَرَانِ مَرْفُوعَانِ مُضَاف الْأَوَّل لِرَقَبَةِ وَيُنَوَّن الثَّانِي فَيُقَدَّر قَبْل الْعَقَبَة اِقْتِحَام , وَالْقِرَاءَة الْمَذْكُورَة بَيَانه
ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ

" ثُمَّ كَانَ " عَطْف عَلَى اِقْتَحَمَ وَثُمَّ لِلتَّرْتِيبِ الذِّكْرِيّ , وَالْمَعْنَى كَانَ وَقْت الِاقْتِحَام " مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا " أَوْصَى بَعْضهمْ بَعْضًا " بِالصَّبْرِ " عَلَى الطَّاعَة وَعَنْ الْمَعْصِيَة " وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ " الرَّحْمَة عَلَى الْخَلْق
أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ

" أُولَئِكَ " الْمَوْصُوفُونَ بِهَذِهِ الصِّفَات " أَصْحَاب الْمَيْمَنَة " الْيَمِين

محمد رافع 52 10-06-2010 10:23 AM

http://quran.al-islam.com/GenGifImag...-0/90/19/1.png

وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ

" وَاَلَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَاب الْمَشْأَمَة " الشِّمَال
عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ

" عَلَيْهِمْ نَار مُؤْصَدَة " بِالْهَمْزَةِ وَالْوَاو بَدَله مُطْبَقَة .

محمد رافع 52 12-06-2010 04:36 PM

تفسير سورة الْفَجْرِ

http://quran.al-islam.com/GenGifImag...0-0/89/1/1.png

وَالْفَجْرِ

" وَالْفَجْر " أَيْ فَجْر كُلّ يَوْم
وَلَيَالٍ عَشْرٍ

" وَلَيَالٍ عَشْر " أَيْ عَشْر ذِي الْحِجَّة
وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ

" وَالشَّفْع " الزَّوْج " وَالْوَتْر " بِفَتْحِ الْوَاو وَكَسْرهَا لُغَتَانِ : الْفَرْد
وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِي

" وَاللَّيْل إِذَا يَسْرِ " مُقْبِلًا وَمُدْبِرًا
هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ

" هَلْ فِي ذَلِكَ " الْقَسَم " قَسَم لِذِي حِجْر " عَقْل , وَجَوَاب الْقَسَم مَحْذُوف أَيْ : لَتُعَذَّبُنَّ يَا كُفَّار مَكَّة
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ

" أَلَمْ تَرَى " تَعْلَم يَا مُحَمَّد " كَيْف فَعَلَ رَبّك بِعَادٍ "
إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ

" إِرَم " هِيَ عَاد الْأُولَى , فَإِرَم عَطْف بَيَان أَوْ بَدَل , وَمَنْع الصَّرْف لِلْعَلَمِيَّةِ وَالتَّأْنِيث " ذَات الْعِمَاد " أَيْ الطُّول كَانَ طُول الطَّوِيل مِنْهُمْ أَرْبَعمِائَةِ ذِرَاع
الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ

" الَّتِي لَمْ يُخْلَق مِثْلهَا فِي الْبِلَاد " فِي بَطْشهمْ وَقُوَّتهمْ
وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِي

" وَثَمُود الَّذِينَ جَابُوا " قَطَعُوا " الصَّخْر " جَمْع صَخْرَة وَاِتَّخَذُوهَا بُيُوتًا " بِالْوَادِ " وَادِي الْقُرَى
وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ

" وَفِرْعَوْن ذِي الْأَوْتَاد " كَانَ يَتِد أَرْبَعَة أَوْتَاد يَشُدّ إِلَيْهَا يَدَيْ وَرِجْلَيْ مَنْ يُعَذِّبهُ

محمد رافع 52 12-06-2010 04:43 PM

http://quran.al-islam.com/GenGifImag...-0/89/11/1.png
الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ
" الَّذِينَ طَغَوْا " تَجَبَّرُوا " فِي الْبِلَاد "
فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ

" فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَاد " الْقَتْل وَغَيْره
فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ

" فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبّك سَوْط " نَوْع " عَذَاب
إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ

" إِنَّ رَبّك لَبِالْمِرْصَادِ " يَرْصُد أَعْمَال الْعِبَاد فَلَا يَفُوتهُ مِنْهَا شَيْء لِيُجَازِيَهُمْ عَلَيْهَا
فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِي

" فَأَمَّا الْإِنْسَان " الْكَافِر " إِذَا مَا اِبْتَلَاهُ " اِخْتَبَرَهُ " رَبّه فَأَكْرَمَهُ " بِالْمَالِ وَغَيْره " وَنَعَّمَهُ فَيَقُول رَبِّي أَكْرَمْنَ "
وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِي

" وَأَمَّا إِذَا مَا اِبْتَلَاهُ فَقَدَرَ " ضَيَّقَ " عَلَيْهِ رِزْقه فَيَقُول رَبِّي أَهَانَن "

محمد رافع 52 12-06-2010 04:50 PM

http://quran.al-islam.com/GenGifImag...-0/89/17/1.png

كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ

" كَلَّا " رَدْع , أَيْ لَيْسَ الْإِكْرَام بِالْغِنَى وَالْإِهَانَة بِالْفَقْرِ وَإِنَّمَا هُوَ بِالطَّاعَةِ وَالْمَعْصِيَة , وَكُفَّار مَكَّة لَا يَنْتَبِهُونَ لِذَلِكَ " بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيم " لَا يُحْسِنُونَ إِلَيْهِ مَعَ غِنَاهُمْ أَوْ لَا يُعْطُونَهُ حَقّه مِنْ الْمِيرَاث
وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ

" وَلَا تَحَاضُّونَ " أَنْفُسهمْ أَوْ غَيْرهمْ " عَلَى طَعَام " أَيْ إِطْعَام " الْمِسْكِين "
وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا

" وَتَأْكُلُونَ التُّرَاث " الْمِيرَاث " أَكْلًا لَمًّا " أَيْ شَدِيدًا , لِلَمِّهِمْ نَصِيب النِّسَاء وَالصِّبْيَان مِنْ الْمِيرَاث مَعَ نَصِيبهمْ مِنْهُ أَوْ مَعَ مَالهمْ
وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا

" وَتُحِبُّونَ الْمَال حُبًّا جَمًّا " أَيْ : كَثِيرًا فَلَا يُنْفِقُونَهُ , وَفِي قِرَاءَة بِالْفَوْقَانِيَّةِ فِي الْأَفْعَال الْأَرْبَعَة
كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا

" كَلَّا " رَدْع لَهُمْ عَنْ ذَلِكَ " إِذَا دُكَّتْ الْأَرْض دَكًّا دَكًّا " زُلْزِلَتْ حَتَّى يَنْهَدِم كُلّ بِنَاء عَلَيْهَا وَيَنْعَدِم
وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا

" وَجَاءَ رَبّك " أَيْ أَمْره " وَالْمَلَك " أَيْ الْمَلَائِكَة " صَفًّا صَفًّا " حَال , أَيْ مُصْطَفِّينَ أَوْ ذَوِي صُفُوف كَثِيرَة
وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى

" وَجِيءَ يَوْمئِذٍ بِجَهَنَّم " تُقَاد بِسَبْعِينَ أَلْف زِمَام كُلّ زِمَام بِأَيْدِي سَبْعِينَ أَلْف مَلَك لَهَا زَفِير وَتَغَيُّظ " يَوْمئِذٍ " بَدَل مِنْ إِذَا وَجَوَابهَا " يَتَذَكَّر الْإِنْسَان " أَيْ الْكَافِر مَا فَرَّطَ فِيهِ " وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى " اِسْتِفْهَام بِمَعْنَى النَّفْي , أَيْ لَا يَنْفَعهُ تَذَكُّره ذَلِكَ

محمد رافع 52 12-06-2010 05:04 PM

http://quran.al-islam.com/GenGifImag...-0/89/24/1.png

يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ

" يَقُول " مَعَ تَذَكُّره " يَا لَيْتَنِي " لِلتَّنْبِيهِ " قَدَّمْت " الْخَيْر وَالْإِيمَان " لِحَيَاتِي " الطَّيِّبَة فِي الْآخِرَة أَوْ وَقْت حَيَاتِي فِي الدُّنْيَا
فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ

" فَيَوْمئِذٍ لَا يُعَذِّب " بِكَسْرِ الذَّال " عَذَابه " أَيْ اللَّه " أَحَد " أَيْ لَا يَكِلهُ إِلَى غَيْره
وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ

" وَلَا يُوثِق " وَكَذَا " لَا يُوثِق " بِكَسْرِ الثَّاء " وَثَاقه أَحَد " وَفِي قِرَاءَة بِفَتْحِ الذَّال وَالثَّاء فَضَمِير عَذَابه وَوَثَاقه لِلْكَافِرِ وَالْمَعْنَى لَا يُعَذَّب أَحَد مِثْل تَعْذِيبه وَلَا يُوثَق مِثْل إِيثَاقه
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ

" يَا أَيَّتهَا النَّفْس الْمُطَمْئِنَة " الْآمِنَة وَهِيَ الْمُؤْمِنَة
ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً

" اِرْجِعِي إِلَى رَبّك " يُقَال لَهَا ذَلِكَ عِنْد الْمَوْت , أَيْ اِرْجِعِي إِلَى أَمْره وَإِرَادَته " رَاضِيَة " بِالثَّوَابِ " مَرْضِيَّة " عِنْد اللَّه بِعَمَلِك , أَيْ جَامِعَة بَيْن الْوَصْفَيْنِ وَهُمَا حَالَانِ وَيُقَال لَهَا فِي الْقِيَامَة
فَادْخُلِي فِي عِبَادِي

" فَادْخُلِي فِي " جُمْلَة " عِبَادِي " الصَّالِحِينَ
وَادْخُلِي جَنَّتِي

" وَادْخُلِي جَنَّتِي " مَعَهُمْ .

محمد رافع 52 13-06-2010 12:47 PM

تفسير سورة الْغَاشِيَةِ

http://quran.al-islam.com/GenGifImag...0-0/88/1/1.png
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ
هَلْ " قَدْ " أَتَاك حَدِيث الْغَاشِيَة " الْقِيَامَة لِأَنَّهَا تَغْشَى الْخَلَائِق بِأَهْوَالِهَا
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ

" وُجُوه يَوْمئِذٍ " عَبَّرَ بِهَا عَنْ الذَّوَات فِي الْمَوْضِعَيْنِ " خَاشِعَة " ذَلِيلَة
عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ

" عَامِلَة نَاصِبَة " ذَات نَصَب وَتَعَب بِالسَّلَاسِلِ وَالْأَغْلَال
تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً

" تَصْلَى " بِفَتْحِ التَّاء وَضَمّهَا " نَارًا حَامِيَة "
تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ

" تُسْقَى مِنْ عَيْن آنِيَّة " شَدِيدَة الْحَرَارَة
لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ

" لَيْسَ لَهُمْ طَعَام إِلَّا مِنْ ضَرِيع " هُوَ نَوْع مِنْ الشَّوْك لَا تَرْعَاهُ دَابَّة لِخُبْثِهِ
لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ

يَعْنِي لَا يَحْصُل بِهِ مَقْصُود وَلَا يَنْدَفِع بِهِ مَحْذُور .
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ

" وُجُوه يَوْمئِذٍ نَاعِمَة " حَسَنَة
لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ

" لِسَعْيِهَا " فِي الدُّنْيَا بِالطَّاعَةِ " رَاضِيَة " فِي الْآخِرَة لَمَّا رَأَتْ ثَوَابه
فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ

" فِي جَنَّة عَالِيَة " حِسًّا وَمَعْنًى

محمد رافع 52 13-06-2010 02:30 PM

http://quran.al-islam.com/GenGifImag...-0/88/11/1.png

لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً


" لَا تَسْمَع " بِالْيَاءِ وَالتَّاء " فِيهَا لَاغِيَة " أَيْ نَفْس ذَات لَغْو : هَذَيَان مِنْ الْكَلَام

فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ



" فِيهَا عَيْن جَارِيَة " بِالْمَاءِ بِمَعْنَى عُيُون
فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ



" فِيهَا سُرَر مَرْفُوعَة " ذَاتًا وَقَدْرًا وَمَحِلًّا
وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ



" وَأَكْوَاب " أَقْدَاح لَا عُرَا لَهَا " مَوْضُوعَة " عَلَى حَافَّات الْعُيُون مُعَدَّة لِشُرْبِهِمْ
وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ



" وَنَمَارِق " وَسَائِد " مَصْفُوفَة " بَعْضهَا بِجَنْبِ بَعْض يُسْتَنَد إِلَيْهَا
وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ



" وَزَرَابِيّ " بُسُط طَنَافِس لَهَا خَمْل " مَبْثُوثَة " مَبْسُوطَة
أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ



" أَفَلَا يَنْظُرُونَ " أَيْ كُفَّار مَكَّة نَظَر اِعْتِبَار " إِلَى الْإِبِل كَيْف خُلِقَتْ "
وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ



أَيْ كَيْفَ رَفَعَهَا اللَّه عَزَّ وَجَلَّ عَنْ الْأَرْض هَذَا الرَّفْع الْعَظِيم كَمَا قَالَ تَعَالَى" أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقهمْ كَيْف بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوج " .
وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ



أَيْ جُعِلَتْ مَنْصُوبَة فَإِنَّهَا ثَابِتَة رَاسِيَة لِئَلَّا تَمِيد الْأَرْض بِأَهْلِهَا وَجَعَلَ فِيهَا مَا جَعَلَ مِنْ الْمَنَافِع وَالْمَعَادِن
وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ



" وَإِلَى الْأَرْض كَيْف سُطِحَتْ " أَيْ بُسِطَتْ , فَيَسْتَدِلُّونَ بِهَا عَلَى قُدْرَة اللَّه تَعَالَى وَوَحْدَانِيّته , وَصُدِّرَتْ بِالْإِبِلِ لِأَنَّهُمْ أَشَدّ مُلَابَسَة لَهَا مِنْ غَيْرهَا , وَقَوْله : " سُطِحَتْ " ظَاهِر فِي أَنَّ الْأَرْض سَطْح , وَعَلَيْهِ عُلَمَاء الشَّرْع , لَا كُرَة كَمَا قَالَهُ أَهْل الْهَيْئَة وَإِنْ لَمْ يَنْقُض رُكْنًا مِنْ أَرْكَان الشَّرْع

محمد رافع 52 13-06-2010 02:32 PM

http://quran.al-islam.com/GenGifImag...-0/88/21/1.png
فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ


" فَذَكِّرْ " هُمْ نِعَم اللَّه وَدَلَائِل تَوْحِيده " إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّر
لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ



" لَسْت عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِر " وَفِي قِرَاءَة بِالسِّينِ بَدَل الصَّاد , أَيْ بِمُسَلَّطٍ وَهَذَا قَبْل الْأَمْر بِالْجِهَادِ
إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ



" إِلَّا " لَكِنْ " مَنْ تَوَلَّى " أَعْرَضَ عَنْ الْإِيمَان " وَكَفَرَ " بِالْقُرْآنِ
فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ



" فَيُعَذِّبهُ اللَّه الْعَذَاب الْأَكْبَر " عَذَاب الْآخِرَة وَالْأَصْغَر عَذَاب الدُّنْيَا بِالْقَتْلِ وَالْأَسْر
إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ



" إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابهمْ " رُجُوعهمْ بَعْد الْمَوْت
ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ



" ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابهمْ " جَزَاءَهُمْ لَا نَتْرُكهُ أَبَدًا .

محمد رافع 52 16-06-2010 08:31 AM



سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى

" سَبِّحْ اِسْم رَبّك " أَيْ نَزِّهْ رَبّك عَمَّا لَا يَلِيق بِهِ وَاسْم زَائِد " الْأَعْلَى " صِفَة لِرَبِّك
الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى

" الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى " مَخْلُوقه , جَعَلَهُ مُتَنَاسِب الْأَجْزَاء غَيْر مُتَفَاوِت
وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى

" وَاَلَّذِي قَدَّرَ " مَا شَاءَ " فَهَدَى " إِلَى مَا قَدَّرَهُ مِنْ خَيْر وَشَرّ
وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى

" وَاَلَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى " أَنْبَتَ الْعُشْب
فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى

" فَجَعَلَهُ " بَعْد الْخُضْرَة " غُثَاء " جَافًّا هَشِيمًا " أَحَوَى " أَسْوَد يَابِسًا
سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى

" سَنُقْرِئُك " الْقُرْآن " فَلَا تَنْسَى " مَا تَقْرَؤُهُ
إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى

" إِلَّا مَا شَاءَ اللَّه " أَنْ تَنْسَاهُ بِنَسْخِ تِلَاوَته وَحُكْمه , وَكَانَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْهَر بِالْقِرَاءَةِ مَعَ قِرَاءَة جِبْرِيل خَوْف النِّسْيَان فَكَأَنَّهُ قِيلَ لَهُ : لَا تَعْجَل بِهَا إِنَّك لَا تَنْسَى فَلَا تُتْعِب نَفْسك بِالْجَهْرِ بِهَا " إِنَّهُ " تَعَالَى " يَعْلَم الْجَهْر " مِنْ الْقَوْل وَالْفِعْل " وَمَا يَخْفَى " مِنْهُمَا
وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى

" وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى " لِلشَّرِيعَةِ السَّهْلَة وَهِيَ الْإِسْلَام
فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى

" فَذَكِّرْ " عِظْ بِالْقُرْآنِ " إِنْ نَفَعَتْ الذِّكْرَى " مِنْ تَذْكِرَة الْمَذْكُور فِي سَيَذَّكَّرُ , يَعْنِي وَإِنْ لَمْ تَنْفَع وَنَفْعهَا لِبَعْضٍ وَعَدَم النَّفْع لِبَعْضٍ آخَر

محمد رافع 52 16-06-2010 08:49 AM

http://quran.al-islam.com/GenGifImag...-0/87/10/1.png
سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى

" سَيَذَّكَّرُ " بِهَا " مَنْ يَخْشَى " يَخَاف اللَّه تَعَالَى كَآيَةِ
وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى

" وَيَتَجَنَّبهَا " أَيْ الذِّكْرَى , أَيْ يَتْرُكهَا جَانِبًا لَا يَلْتَفِت إِلَيْهَا " الْأَشْقَى " بِمَعْنَى الشَّقِيّ أَيْ الْكَافِر
الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى

" الَّذِي يَصْلَى النَّار الْكُبْرَى " هِيَ نَار الْآخِرَة وَالصُّغْرَى نَار الدُّنْيَا
ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا

" ثُمَّ لَا يَمُوت فِيهَا " فَيَسْتَرِيح " وَلَا يَحْيَا " حَيَاة هَنِيئَة
قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى

" قَدْ أَفْلَحَ " فَازَ " مَنْ تَزَكَّى " تَطَهَّرَ بِالْإِيمَانِ
وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى

" وَذَكَرَ اِسْم رَبّه " مُكَبِّرًا " فَصَلَّى " الصَّلَوَات الْخَمْس وَذَلِكَ مِنْ أُمُور الْآخِرَة وَكَفَّار مَكَّة مُعْرِضُونَ عَنْهَا
بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا

" بَلْ تُؤْثِرُونَ " بِالْفَوْقَانِيَّةِ وَالتَّحْتَانِيَّة " الْحَيَاة الدُّنْيَا " عَلَى الْآخِرَة
وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى

" وَالْآخِرَة " الْمُشْتَمِلَة عَلَى الْجَنَّة " خَيْر وَأَبْقَى
إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى

" إِنَّ هَذَا " إِفْلَاح مَنْ تَزَكَّى وَكَوْن الْآخِرَة خَبَرًا " لَفِي الصُّحُف الْأُولَى " أَيْ الْمُنَزَّلَة قَبْل الْقُرْآن

محمد رافع 52 16-06-2010 08:55 AM

http://quran.al-islam.com/GenGifImag...-0/87/19/1.png
صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى

" صُحُف إِبْرَاهِيم وَمُوسَى " وَهِيَ عَشْر صُحُف لِإِبْرَاهِيم وَالتَّوْرَاة لِمُوسَى .

عاشقة الموج 16-06-2010 03:49 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shima'a (المشاركة 2224726)
جزاكى الله خيرا وجعله فى ميزان حسناتك


و لك مثل ما قلتى
بارك الله فيك و أجزل لك الخير

عاشقة الموج 16-06-2010 03:51 PM

{ 61 - 62 }

{ تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا * وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا }

كرر تعالى في هذه السورة الكريمة قوله: { تَبَارَكَ } ثلاث مرات لأن معناها كما تقدم أنها تدل على عظمة الباري وكثرة أوصافه، وكثرة خيراته وإحسانه. وهذه السورة فيها من الاستدلال على عظمته وسعة سلطانه ونفوذ مشيئته وعموم علمه وقدرته وإحاطة ملكه في الأحكام الأمرية والأحكام الجزائية وكمال حكمته. وفيها ما يدل على سعة رحمته وواسع جوده وكثرة خيراته الدينية والدنيوية ما هو مقتض لتكرار هذا الوصف الحسن فقال: { تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا } وهي النجوم عمومها أو منازل الشمس والقمر التي تنزل منزلة منزلة وهي بمنزلة البروج والقلاع للمدن في حفظها، كذلك النجوم بمنزلة البروج المجعولة للحراسة فإنها رجوم للشياطين.
{ وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا } فيه النور والحرارة وهو الشمس. { وَقَمَرًا مُنِيرًا } فيه النور لا الحرارة وهذا من أدلة عظمته، وكثرة إحسانه، فإن ما فيها من الخلق الباهر والتدبير المنتظم والجمال العظيم دال على عظمة خالقها في أوصافه كلها، وما فيها من المصالح للخلق والمنافع دليل على كثرة خيراته.
{ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً } أي: يذهب أحدهما فيخلفه الآخر، هكذا أبدا لا يجتمعان ولا يرتفعان، { لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا } أي: لمن أراد أن يتذكر بهما ويعتبر ويستدل بهما على كثير من المطالب الإلهية ويشكر الله على ذلك، ولمن أراد أن يذكر الله ويشكره وله ورد من الليل أو النهار، فمن فاته ورده من أحدهما أدركه في الآخر، وأيضا فإن القلوب تتقلب وتنتقل في ساعات الليل والنهار فيحدث لها النشاط والكسل والذكر والغفلة والقبض والبسط والإقبال والإعراض، فجعل الله الليل والنهار يتوالى على العباد ويتكرران ليحدث لهم الذكر والنشاط والشكر لله في وقت آخر، ولأن أوراد العبادات تتكرر بتكرر الليل والنهار، فكما تكررت الأوقات أحدث للعبد همة غير همته التي كسلت في الوقت المتقدم فزاد في تذكرها وشكرها، فوظائف الطاعات بمنزلة سقي الإيمان الذي يمده فلولا ذلك لذوى غرس الإيمان ويبس. فلله أتم حمد وأكمله على ذلك.
ثم ذكر من جملة كثرة خيره منته على عباده الصالحين وتوفيقهم للأعمال الصالحات التي أكسبتهم المنازل العاليات في غرف الجنات فقال:

{ 63 - 77 }

{ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا }

إلى آخر السورة الكريمة.
العبودية لله نوعان: عبودية لربوبيته فهذه يشترك فيها سائر الخلق مسلمهم وكافرهم، برهم وفاجرهم، فكلهم عبيد لله مربوبون مدبرون
{ إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا } وعبودية لألوهيته وعبادته ورحمته وهي عبودية أنبيائه وأوليائه وهي المراد هنا ولهذا أضافها إلى اسمه " الرحمن " إشارة إلى أنهم إنما وصلوا إلى هذه الحال بسبب رحمته، فذكر أن صفاتهم أكمل الصفات ونعوتهم أفضل النعوت، فوصفهم بأنهم { يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا } أي: ساكنين متواضعين لله والخلق فهذا وصف لهم بالوقار والسكينة والتواضع لله ولعباده. { وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ } أي: خطاب جهل بدليل إضافة الفعل وإسناده لهذا الوصف، { قَالُوا سَلَامًا } أي: خاطبوهم خطابا يسلمون فيه من الإثم ويسلمون من مقابلة الجاهل بجهله. وهذا مدح لهم، بالحلم الكثير ومقابلة المسيء بالإحسان والعفو عن الجاهل ورزانة العقل الذي أوصلهم إلى هذه الحال.
{ وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا } أي: يكثرون من صلاة الليل مخلصين فيها لربهم متذللين له كما قال تعالى: { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }
{ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ } أي: ادفعه عنا بالعصمة من أسبابه ومغفرة ما وقع منا مما هو مقتض للعذاب. { إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا } أي: ملازما لأهلها بمنزلة ملازمة الغريم لغريمه.
{ إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا } وهذا منهم على وجه التضرع لربهم، وبيان شدة حاجتهم إليه وأنهم ليس في طاقتهم احتمال هذا العذاب، وليتذكروا منة الله عليهم، فإن صرف الشدة بحسب شدتها وفظاعتها يعظم وقعها ويشتد الفرح بصرفها.
{ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا } النفقات الواجبة والمستحبة { لَمْ يُسْرِفُوا } بأن يزيدوا على الحد فيدخلوا في قسم التبذير وإهمال الحقوق الواجبة، { وَلَمْ يَقْتُرُوا } فيدخلوا في باب البخل والشح { وَكَانَ } إنفاقهم { بَيْنَ ذَلِكَ } بين الإسراف والتقتير { قَوَامًا } يبذلون في الواجبات من الزكوات والكفارات والنفقات الواجبة، وفيما ينبغي على الوجه الذي ينبغي من غير ضرر ولا ضرار وهذا من عدلهم واقتصادهم.
{ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ } بل يعبدونه وحده مخلصين له الدين حنفاء مقبلين عليه معرضين عما سواه.
{ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ } وهي نفس المسلم والكافر المعاهد، { إِلَّا بِالْحَقِّ } ك*** النفس بالنفس و*** الزاني المحصن والكافر الذي يحل ***ه.
{ وَلَا يَزْنُونَ } بل يحفظون فروجهم { إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ } { وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ } أي: الشرك بالله أو *** النفس التي حرم الله بغير حق أو الزنا فسوف { يَلْقَ أَثَامًا } ثم فسره بقوله: { يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ } أي: في العذاب { مُهَانًا } فالوعيد بالخلود لمن فعلها كلها ثابت لا شك فيه وكذا لمن أشرك بالله، وكذلك الوعيد بالعذاب الشديد على كل واحد من هذه الثلاثة لكونها إما شرك وإما من أكبر الكبائر.
وأما خلود القاتل والزاني في العذاب فإنه لا يتناوله الخلود لأنه قد دلت النصوص القرآنية والسنة النبوية أن جميع المؤمنين سيخرجون من النار ولا يخلد فيها مؤمن ولو فعل من المعاصي ما فعل، ونص تعالى على هذه الثلاثة لأنها من أكبر الكبائر: فالشرك فيه فساد الأديان، وال*** فيه فساد الأبدان والزنا فيه فساد الأعراض.
{ إِلَّا مَنْ تَابَ } عن هذه المعاصي وغيرها بأن أقلع عنها في الحال وندم على ما مضى له من فعلها وعزم عزما جازما أن لا يعود، { وَآمَنَ } بالله إيمانا صحيحا يقتضي ترك المعاصي وفعل الطاعات { وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا } مما أمر به الشارع إذا قصد به وجه الله.
{ فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ } أي: تتبدل أفعالهم وأقوالهم التي كانت مستعدة لعمل السيئات تتبدل حسنات، فيتبدل شركهم إيمانا ومعصيتهم طاعة وتتبدل نفس السيئات التي عملوها ثم أحدثوا عن كل ذنب منها توبة وإنابة وطاعة تبدل حسنات كما هو ظاهر الآية.
وورد في ذلك حديث الرجل الذي حاسبه الله ببعض ذنوبه فعددها عليه ثم أبدل مكان كل سيئة حسنة فقال: : يا رب إن لي سيئات لا أراها هاهنا " والله أعلم.
{ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا } لمن تاب يغفر الذنوب العظيمة { رَحِيمًا } بعباده حيث دعاهم إلى التوبة بعد مبارزته بالعظائم ثم وفقهم لها ثم قبلها منهم.
{ وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا } أي: فليعلم أن توبته في غاية الكمال لأنها رجوع إلى الطريق الموصل إلى الله الذي هو عين سعادة العبد وفلاحه فليخلص فيها وليخلصها من شوائب الأغراض الفاسدة، فالمقصود من هذا الحث على تكميل التوبة وإيقاعها على أفضل الوجوه وأجلها ليقدم على من تاب إليه فيوفيه أجره بحسب كمالها.
{ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ } أي: لا يحضرون الزور أي: القول والفعل المحرم، فيجتنبون جميع المجالس المشتملة على الأقوال المحرمة أو الأفعال المحرمة، كالخوض في آيات الله والجدال الباطل والغيبة والنميمة والسب والقذف والاستهزاء والغناء المحرم وشرب الخمر وفرش الحرير، والصور ونحو ذلك، وإذا كانوا لا يشهدون الزور فمن باب أولى وأحرى أن لا يقولوه ويفعلوه.
وشهادة الزور داخلة في قول الزور تدخل في هذه الآية بالأولوية، { وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ } وهو الكلام الذي لا خير فيه ولا فيه فائدة دينية ولا دنيوية ككلام السفهاء ونحوهم { مَرُّوا كِرَامًا } أي: نزهوا أنفسهم وأكرموها عن الخوض فيه ورأوا أن الخوض فيه وإن كان لا إثم فيه فإنه سفه ونقص للإنسانية والمروءة فربأوا بأنفسهم عنه.
وفي قوله: { وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ } إشارة إلى أنهم لا يقصدون حضوره ولا سماعه، ولكن عند المصادفة التي من غير قصد يكرمون أنفسهم عنه.
{ وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ } التي أمرهم باستماعها والاهتداء بها، { لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا } أي لم يقابلوها بالإعراض عنها والصمم عن سماعها وصرف النظر والقلوب عنها كما يفعله من لم يؤمن بها ولم يصدق، وإنما حالهم فيها وعند سماعها كما قال تعالى: { إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ } يقابلونها بالقبول والافتقار إليها والانقياد والتسليم لها، وتجد عندهم آذانا سامعة وقلوبا واعية فيزداد بها إيمانهم ويتم بها إيقانهم وتحدث لهم نشاطا ويفرحون بها سرورا واغتباطا.
{ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا } أي: قرنائنا من أصحاب وأقران وزوجات، { وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ } أي: تقر بهم أعيننا.
وإذا استقرأنا حالهم وصفاتهم عرفنا من هممهم وعلو مرتبتهم أنهم لا تقر أعينهم حتى يروهم مطيعين لربهم عالمين عاملين وهذا كما أنه دعاء لأزواجهم وذرياتهم في صلاحهم فإنه دعاء لأنفسهم لأن نفعه يعود عليهم ولهذا جعلوا ذلك هبة لهم فقالوا: { هَبْ لَنَا } بل دعاؤهم يعود إلى نفع عموم المسلمين لأن بصلاح من ذكر يكون سببا لصلاح كثير ممن يتعلق بهم وينتفع بهم.
{ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا } أي: أوصلنا يا ربنا إلى هذه الدرجة العالية، درجة الصديقين والكمل من عباد الله الصالحين وهي درجة الإمامة في الدين وأن يكونوا قدوة للمتقين في أقوالهم وأفعالهم يقتدى بأفعالهم، ويطمئن لأقوالهم ويسير أهل الخير خلفهم فيهدون ويهتدون.
ومن المعلوم أن الدعاء ببلوغ شيء دعاء بما لا يتم إلا به، وهذه الدرجة -درجة الإمامة في الدين- لا تتم إلا بالصبر واليقين كما قال تعالى: { وَجَعَلْنَاهم أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ } فهذا الدعاء يستلزم من الأعمال والصبر على طاعة الله وعن معصيته وأقداره المؤلمة ومن العلم التام الذي يوصل صاحبه إلى درجة اليقين، خيرا كثيرا وعطاء جزيلا وأن يكونوا في أعلى ما يمكن من درجات الخلق بعد الرسل.
ولهذا، لما كانت هممهم ومطالبهم عالية كان الجزاء من جنس العمل فجازاهم بالمنازل العاليات فقال: { أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا } أي: المنازل الرفيعة والمساكن الأنيقة الجامعة لكل ما يشتهى وتلذه الأعين وذلك بسبب صبرهم نالوا ما نالوا كما قال تعالى: { وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ } ولهذا قال هنا { وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا } من ربهم ومن ملائكته الكرام ومن بعض على بعض ويسلمون من جميع المنغصات والمكدرات.
والحاصل: أن الله وصفهم بالوقار والسكينة والتواضع له ولعباده وحسن الأدب والحلم وسعة الخلق والعفو عن الجاهلين والإعراض عنهم ومقابلة إساءتهم بالإحسان وقيام الليل والإخلاص فيه، والخوف من النار والتضرع لربهم أن ينجيهم منها وإخراج الواجب والمستحب في النفقات والاقتصاد في ذلك - وإذا كانوا مقتصدين في الإنفاق الذي جرت العادة بالتفريط فيه أو الإفراط، فاقتصادهم وتوسطهم في غيره من باب أولى- والسلامة من كبائر الذنوب والاتصاف بالإخلاص لله في عبادته والعفة عن الدماء والأعراض والتوبة عند صدور شيء من ذلك، وأنهم لا يحضرون مجالس المنكر والفسوق القولية والفعلية ولا يفعلونها بأنفسهم وأنهم يتنزهون من اللغو والأفعال الردية التي لا خير فيها، وذلك يستلزم مروءتهم وإنسانيتهم وكمالهم ورفعة أنفسهم عن كل خسيس قولي وفعلي، وأنهم يقابلون آيات الله بالقبول لها والتفهم لمعانيها والعمل بها، والاجتهاد في تنفيذ أحكامها، وأنهم يدعون الله تعالى بأكمل الدعاء، في الدعاء الذي ينتفعون به، وينتفع به من يتعلق بهم وينتفع به المسلمون من صلاح أزواجهم وذريتهم، ومن لوازم ذلك سعيهم في تعليمهم ووعظهم ونصحهم لأن من حرص على شيء ودعا الله فيه لا بد أن يكون متسببا فيه، وأنهم دعوا الله ببلوغ أعلى الدرجات الممكنة لهم وهي درجة الإمامة والصديقية.
فلله ما أعلى هذه الصفات وأرفع هذه الهمم وأجل هذه المطالب، وأزكى تلك النفوس وأطهر تلك القلوب وأصفى هؤلاء الصفوة وأتقى هؤلاء السادة"
ولله، فضل الله عليهم ونعمته ورحمته التي جللتهم، ولطفه الذي أوصلهم إلى هذه المنازل.
ولله، منة الله على عباده أن بين لهم أوصافهم، ونعت لهم هيئاتهم وبين لهم هممهم، وأوضح لهم أجورهم، ليشتاقوا إلى الاتصاف بأوصافهم، ويبذلوا جهدهم في ذلك، ويسألوا الذي من عليهم وأكرمهم الذي فضله في كل زمان ومكان، وفي كل وقت وأوان، أن يهديهم كما هداهم ويتولاهم بتربيته الخاصة كما تولاهم.
فاللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان وبك المستغاث، ولا حول ولا قوة إلا بك، لا نملك لأنفسنا نفعا ولا ضرا ولا نقدر على مثقال ذرة من الخير إن لم تيسر ذلك لنا، فإنا ضعفاء عاجزون من كل وجه.
نشهد أنك إن وكلتنا إلى أنفسنا طرفة عين وكلتنا إلى ضعف وعجز وخطيئة، فلا نثق يا ربنا إلا برحمتك التي بها خلقتنا ورزقتنا وأنعمت علينا بما أنعمت من النعم الظاهرة والباطنة وصرفت عنا من النقم، فارحمنا رحمة تغنينا بها عن رحمة من سواك فلا خاب من سألك ورجاك.
ولما كان الله تعالى قد أضاف هؤلاء العباد إلى رحمته واختصهم بعبوديته لشرفهم وفضلهم ربما توهم متوهم أنه وأيضا غيرهم فلم لا يدخل في العبودية؟
فأخبر تعالى أنه لا يبالي ولا يعبأ بغير هؤلاء وأنه لولا دعاؤكم إياه دعاء العبادة ودعاء المسألة ما عبأ بكم ولا أحبكم فقال: { قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا} أي: عذابا يلزمكم لزوم الغريم لغريمه وسوف يحكم الله بينكم وبين عباده المؤمنين.

عاشقة الموج 16-06-2010 04:07 PM

لله الحمد والمنة والثناء الحسن
تم
الانتهاء من تفسير سورة الفرقان
و نتابع بإذن المولى أسباب
نزول سورة الشعراء
فما كان من التوفيق فمن الله و رسوله

و إن كان خطأ فمن النفس و الشيطان
  • هذا رابط للاستماع لمختلف القراءات لمختلف مشايخ المسلمين

محمد رافع 52 19-06-2010 11:50 PM

تفسير سورة الطَّارِقِ




وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ



" وَالسَّمَاء وَالطَّارِق " أَصْله كُلّ آتٍ لَيْلًا وَمِنْهُ النُّجُوم لِطُلُوعِهَا لَيْلًا
وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ



" وَمَا أَدْرَاك " أَعْلَمك " مَا الطَّارِق " مُبْتَدَأ وَخَبَر فِي مَحَلّ الْمَفْعُول الثَّانِي لَأَدْرَى وَمَا بَعْد مَا الْأُولَى خَبَرهَا وَفِيهِ تَعْظِيم لِشَأْنِ الطَّارِق الْمُفَسَّر بِمَا بَعْده هُوَ
النَّجْمُ الثَّاقِبُ



" " النَّجْم " أَيْ الثُّرَيَّا أَوْ كُلّ نَجْم " الثَّاقِب " الْمُضِيء لِثَقْبِهِ الظَّلَام بِضَوْئِهِ وَجَوَاب الْقَسَم
إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ



" إِنْ كُلّ نَفْس لَمَا عَلَيْهَا حَافِظ " بِتَخْفِيفِ مَا فَهِيَ مَزِيدَة وَإِنْ مُخَفَّفَة مِنْ الثَّقِيلَة وَاسْمهَا مَحْذُوف , أَيْ إِنَّهُ وَاللَّام فَارِقَة وَبِتَشْدِيدِهَا فَإِنْ نَافِيَة وَلَمَا بِمَعْنَى إِلَّا وَالْحَافِظ مِنْ الْمَلَائِكَة يَحْفَظ عَمَلهَا مِنْ خَيْر وَشَرّ
فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ



" فَلْيَنْظُرْ الْإِنْسَان " نَظَر اِعْتِبَار " مِمَّ خُلِقَ " مِنْ أَيّ شَيْء
خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ



" خُلِقَ مِنْ مَاء دَافِق " هَذَا جَوَاب قَوْله مِمَّ خُلِقَ ؟ خُلِقَ مِنْ مَاء دَافِق أَيْ ذِي اِنْدِفَاق مِنْ الرَّجُل وَالْمَرْأَة فِي رَحِمهَا
يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ



" يَخْرُج مِنْ بَيْن الصُّلْب " لِلرَّجُلِ " وَالتَّرَائِب " لِلْمَرْأَةِ وَهِيَ عِظَام الصَّدْر
إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ



" إِنَّهُ " تَعَالَى " عَلَى رَجْعه " بَعْث الْإِنْسَان بَعْد مَوْته " لَقَادِر " فَإِذَا اِعْتَبَرَ أَصْله عَلِمَ أَنَّ الْقَادِر عَلَى ذَلِكَ قَادِر عَلَى بَعْثه
يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ



" يَوْم تُبْلَى " تُخْتَبَر وَتُكْشَف " السَّرَائِر " ضَمَائِر الْقُلُوب فِي الْعَقَائِد وَالنِّيَّات

محمد رافع 52 19-06-2010 11:51 PM

http://quran.al-islam.com/GenGifImag...-0/86/10/1.png
فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ

" فَمَا لَهُ " لِمُنْكِرِ الْبَعْث " مِنْ قُوَّة " يَمْتَنِع بِهَا مِنْ الْعَذَاب " وَلَا نَاصِر " يَدْفَعهُ عَنْهُ
وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ


" وَالسَّمَاء ذَات الرَّجْع " الْمَطَر لِعَوْدِهِ كُلّ حِين
وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ


" وَالْأَرْض ذَات الصَّدْع " الشَّقّ عَنْ النَّبَات
إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ


" إِنَّهُ " أَيْ الْقُرْآن " لَقَوْل فَصْل " يَفْصِل بَيْن الْحَقّ وَالْبَاطِل
وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ


" وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ " بِاللَّعِبِ وَالْبَاطِل
إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا



" إِنَّهُمْ " أَيْ الْكُفَّار " يَكِيدُونَ كَيْدًا " يَعْمَلُونَ الْمَكَايِد لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَأَكِيدُ كَيْدًا



" وَأَكِيد كَيْدًا " أَسْتَدْرِجهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ
فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا



" فَمَهِّلْ " يَا مُحَمَّد " الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ " تَأْكِيد حَسَّنَهُ مُخَالَفَة اللَّفْظ , أَيْ أَنْظِرْهُمْ " رُوَيْدًا " قَلِيلًا وَهُوَ مَصْدَر مُؤَكَّد لِمَعْنَى الْعَامِل مُصَغَّر رَوْد أَوْ أَرْوَاد عَلَى التَّرْخِيم وَقَدْ أَخَذَهُمْ اللَّه تَعَالَى بِبَدْرٍ وَنَسَخَ الْإِمْهَال بِآيَةِ السَّيْف , أَيْ الْأَمْر بِالْقِتَالِ وَالْجِهَاد .

محمد رافع 52 20-06-2010 11:36 AM

تفسير سورة الْبُرُوجِ
.http://quran.al-islam.com/GenGifImag...0-0/85/1/1.png
وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ


" وَالسَّمَاء ذَات الْبُرُوج " الْكَوَاكِب اِثْنَيْ عَشَر بُرْجًا تَقَدَّمَتْ فِي الْفُرْقَان
وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ


" وَالْيَوْم الْمَوْعُود " يَوْم الْقِيَامَة
وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ


" وَشَاهِد " يَوْم الْجُمْعَة " وَمَشْهُود " يَوْم عَرَفَة كَذَا فُسِّرَتْ الثَّلَاثَة فِي الْحَدِيث فَالْأَوَّل مَوْعُود بِهِ وَالثَّانِي شَاهِد بِالْعَمَلِ فِيهِ , وَالثَّالِث تَشْهَدهُ النَّاس وَالْمَلَائِكَة , وَجَوَاب الْقَسَم مَحْذُوف صَدْره , تَقْدِيره لَقَدْ
قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ


" قُتِلَ " لُعِنَ " أَصْحَاب الْأُخْدُود " الشَّقّ فِي الْأَرْض
النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ



" النَّار " بَدَل اِشْتِمَال مِنْهُ " ذَات الْوُقُود " مَا تُوقَد بِهِ
إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ



" إِذْ هُمْ عَلَيْهَا " حَوْلهَا عَلَى جَانِب الْأُخْدُود عَلَى الْكَرَاسِيّ " قُعُود "
وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ



" وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ " بِاَللَّهِ مِنْ تَعْذِيبهمْ بِالْإِلْقَاءِ فِي النَّار إِنْ لَمْ يَرْجِعُوا عَنْ إِيمَانهمْ " شُهُود " حُضُور , رُوِيَ أَنَّ اللَّه أَنْجَى الْمُؤْمِنِينَ الْمُلْقَيْنَ فِي النَّار بِقَبْضِ أَرْوَاحهمْ قَبْل وُقُوعهمْ فِيهَا وَخَرَجَتْ النَّار إِلَى مَنْ ثَمَّ فَأَحْرَقَتْهُمْ
وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ



" وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا يُؤْمِنُوا بِاَللَّهِ الْعَزِيز " فِي مُلْكه " الْحَمِيد " الْمَحْمُود

محمد رافع 52 20-06-2010 11:37 AM

http://quran.al-islam.com/GenGifImag...0-0/85/9/1.png
الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ


" الَّذِي لَهُ مُلْك السَّمَوَات وَالْأَرْض وَاَللَّه عَلَى كُلّ شَيْء شَهِيد " أَيْ مَا أَنْكَرَ الْكُفَّار عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِلَّا إِيمَانهمْ
إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ



" إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات " بِالْإِحْرَاقِ " ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَاب جَهَنَّم " بِكُفْرِهِمْ " وَلَهُمْ عَذَاب الْحَرِيق " أَيْ عَذَاب إِحْرَاقهمْ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْآخِرَة , وَقِيلَ فِي الدُّنْيَا بِأَنْ أُخْرِجَتْ النَّار فَأَحْرَقَتْهُمْ كَمَا تَقَدَّمَ
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ



يُخْبِر تَعَالَى عَنْ عِبَاده الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ لَهُمْ جَنَّات تَجْرِي مِنْ تَحْتهَا الْأَنْهَار خَالِدِينَ فِيهَا بِخِلَافِ مَا أَعَدَّ لِأَعْدَائِهِ مِنْ الْحَرِيق وَالْجَحِيم وَلِهَذَا قَالَ " ذَلِكَ الْفَوْز الْكَبِير"
إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ



" إِنَّ بَطْش رَبّك " بِالْكَفَّارِ " لَشَدِيد " بِحَسْب إِرَادَته

محمد رافع 52 20-06-2010 11:38 AM

http://quran.al-islam.com/GenGifImag...-0/85/13/1.png
إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ


" إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئ " الْخَلْق " وَيُعِيد " فَلَا يُعْجِزهُ مَا يُرِيد
وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ



" وَهُوَ الْغَفُور " لِلْمُذْنِبِينَ الْمُؤْمِنِينَ " الْوَدُود " الْمُتَوَدِّد إِلَى أَوْلِيَائِهِ بِالْكَرَامَةِ
ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ



" ذُو الْعَرْش " خَالِقه وَمَالِكه " الْمَجِيد " بِالرَّفْعِ : الْمُسْتَحِقّ لِكَمَالِ صِفَات الْعُلُوّ
فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ



" فَعَّال لِمَا يُرِيد " لَا يُعْجِزهُ شَيْء
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ



" هَلْ أَتَاك " يَا مُحَمَّد " حَدِيث الْجُنُود "
فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ



" فِرْعَوْن وَثَمُود " بَدَل مِنْ الْجُنُود وَاسْتُغْنِيَ بِذِكْرِ فِرْعَوْن عَنْ أَتْبَاعه , وَحَدِيثهمْ أَنَّهُمْ أُهْلِكُوا بِكُفْرِهِمْ وَهَذَا تَنْبِيه لِمَنْ كَفَرَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْقُرْآن لِيَتَّعِظُوا
بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ



" بَلْ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيب " بِمَا ذُكِرَ
وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ



" وَاَللَّه مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيط " لَا عَاصِم لَهُمْ مِنْهُ
بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ



" بَلْ هُوَ قُرْآن مَجِيد " عَظِيم
فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ



" فِي لَوْح " هُوَ فِي الْهَوَاء فَوْق السَّمَاء السَّابِعَة " مَحْفُوظ " بِالْجَرِّ مِنْ الشَّيَاطِين وَمِنْ تَغْيِير شَيْء مِنْهُ طُوله مَا بَيْن السَّمَاء وَالْأَرْض , وَعَرْضه مَا بَيْن الْمَشْرِق وَالْمَغْرِب , وَهُوَ دُرَّة بَيْضَاء قَالَهُ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا .

& nona & 20-06-2010 07:52 PM

جزاكم الله خير

محمد رافع 52 20-06-2010 11:39 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة & nona & (المشاركة 2285682)
جزاكم الله خير

بارك الله فيكم ورضى عنكم

محمد رافع 52 21-06-2010 03:34 PM

تفسير سورة الانشقاق

http://quran.al-islam.com/GenGifImag...0-0/84/1/1.png
إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { إِذَا السَّمَاء اِنْشَقَّتْ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : إِذَا السَّمَاء تَصَدَّعَتْ وَتَقَطَّعَتْ فَكَانَتْ أَبْوَابًا .
وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ

" وَأَذِنَتْ " سَمِعَتْ وَأَطَاعَتْ فِي الِانْشِقَاق " لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ " أَيْ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَسْمَع وَتُطِيع
وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ

" وَإِذَا الْأَرْض مُدَّتْ " زِيدَ فِي سَعَتهَا كَمَا يُمَدّ الْأَدِيم وَلَمْ يَبْقَ عَلَيْهَا بِنَاء وَلَا جَبَل
وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ

" وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا " مِنْ الْمَوْتَى إِلَى ظَاهِرهَا " وَتَخَلَّتْ " عَنْهُ
وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ

" وَأَذِنَتْ " سَمِعَتْ وَأَطَاعَتْ فِي ذَلِكَ " لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ " وَذَلِكَ كُلّه يَكُون يَوْم الْقِيَامَة , وَجَوَاب إِذَا وَمَا عُطِفَ عَلَيْهَا مَحْذُوف دَلَّ عَلَيْهِ مَا بَعْده تَقْدِيره لَقِيَ الْإِنْسَان عَمَله
يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا

" يَا أَيّهَا الْإِنْسَان إِنَّك كَادِح " جَاهِد فِي عَمَلك " إِلَى " لِقَاء " رَبّك " وَهُوَ الْمَوْت " كَدْحًا فَمُلَاقِيه " أَيْ مُلَاقٍ عَمَلك الْمَذْكُور مِنْ خَيْر أَوْ شَرّ يَوْم الْقِيَامَة
فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ

" فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابه " كِتَاب عَمَله " بِيَمِينِهِ " هُوَ الْمُؤْمِن
فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا

" فَسَوْفَ يُحَاسَب حِسَابًا يَسِيرًا " هُوَ عَرْض عَمَله عَلَيْهِ كَمَا فِي حَدِيث الصَّحِيحَيْنِ وَفِيهِ " مَنْ نُوقِشَ الْحِسَاب هَلَكَ " وَبَعْد الْعَرْض يُتَجَاوَز عَنْهُ

محمد رافع 52 21-06-2010 03:37 PM


وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا

" وَيَنْقَلِب إِلَى أَهْله " فِي الْجَنَّة " مَسْرُورًا " بِذَلِكَ
وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ

" وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابه وَرَاء ظَهْره " هُوَ الْكَافِر تُغَلّ يُمْنَاهُ إِلَى عُنُقه وَتُجْعَل يُسْرَاهُ وَرَاء ظَهْره فَيَأْخُذ بِهَا كِتَابه
فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا

" فَسَوْفَ يَدْعُو " عِنْد رُؤْيَته مَا فِيهِ " ثُبُورًا " يُنَادِي هَلَاكه بِقَوْلِهِ : يَا ثُبُورَاه
وَيَصْلَى سَعِيرًا

" وَيَصْلَى سَعِيرًا " يَدْخُل النَّار الشَّدِيدَة وَفِي قِرَاءَة بِضَمِّ الْيَاء وَفَتْح الصَّاد وَاللَّام الْمُشَدَّدَة
إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا

" " إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْله " عَشِيرَته فِي الدُّنْيَا " مَسْرُورًا " بَطِرًا بِاتِّبَاعِهِ لِهَوَاهُ
إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ

" إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ " مُخَفَّفَة مِنْ الثَّقِيلَة وَاسْمهَا مَحْذُوف , أَيْ أَنَّهُ " لَنْ يَحُور " يَرْجِع إِلَى رَبّه
بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا

" بَلَى " يَرْجِع إِلَيْهِ " إِنَّ رَبّه كَانَ بِهِ بَصِيرًا " عَالِمًا بِرُجُوعِهِ إِلَيْهِ
فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ

" فَلَا أُقْسِم " لَا زَائِدَة " بِالشَّفَقِ " هُوَ الْحُمْرَة فِي الْأُفُق بَعْد غُرُوب الشَّمْس
وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ

" وَاللَّيْل وَمَا وَسَقَ " جَمَعَ مَا دَخَلَ عَلَيْهِ مِنْ الدَّوَابّ وَغَيْرهَا
وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ

" وَالْقَمَر إِذَا اِتَّسَقَ " اِجْتَمَعَ وَتَمَّ نُوره وَذَلِكَ فِي اللَّيَالِي الْبِيض

محمد رافع 52 21-06-2010 04:07 PM

http://quran.al-islam.com/GenGifImag...-0/84/19/1.png
لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ

" لَتَرْكَبُنَّ " أَيّهَا النَّاس أَصْله تَرْكَبُونَنَّ حُذِفَتْ نُون الرَّفْع لِتَوَالِي الْأَمْثَال وَالْوَاو لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ " طَبَقًا عَنْ طَبَق " حَالًا بَعْد حَال , وَهُوَ الْمَوْت ثُمَّ الْحَيَاة وَمَا بَعْدهَا مِنْ أَحْوَال الْقِيَامَة
فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ

" فَمَا لَهُمْ " أَيْ الْكُفَّار " لَا يُؤْمِنُونَ " أَيْ أَيّ مَانِع مِنْ الْإِيمَان أَوْ أَيّ حُجَّة لَهُمْ فِي تَرْكه مَعَ وُجُود بَرَاهِينه
وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ

" و " مَا لَهُمْ " إِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمْ الْقُرْآن لَا يَسْجُدُونَ " يَخْضَعُونَ بِأَنْ يُؤْمِنُوا بِهِ لِإِعْجَازِهِ
بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ

" بَلْ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ " بِالْبَعْثِ وَغَيْره
وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ

" وَاَللَّه أَعْلَم بِمَا يُوعُونَ " يَجْمَعُونَ فِي صُحُفهمْ مِنْ الْكُفْر وَالتَّكْذِيب وَأَعْمَال السُّوء
فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ

" فَبَشِّرْهُمْ " أَخْبِرْهُمْ " بِعَذَابٍ أَلِيم " مُؤْلِم
إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ

" إِلَّا " لَكِنْ " الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات لَهُ أَجْر غَيْر مَمْنُون " غَيْر مَقْطُوع وَلَا مَنْقُوص وَلَا يُمَنّ بِهِ عَلَيْهِمْ .

محمد رافع 52 22-06-2010 10:25 AM

تفسير سورالْمُطَفِّفِينَ
http://quran.al-islam.com/GenGifImag...0-0/83/1/1.png
وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ


" وَيْل " كَلِمَة عَذَاب , أَوْ وَادٍ فِي جَهَنَّم " لِلْمُطَفِّفِينَ
الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ



" الَّذِينَ إِذَا اِكْتَالُوا عَلَى " أَيْ مِنْ " النَّاس يَسْتَوْفُونَ " الْكَيْل
وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ



" وَإِذَا كَالُوهُمْ " أَيْ كَالُوا لَهُمْ " أَوْ وَزَنُوهُمْ " أَيْ وَزَنُوا لَهُمْ " يُخْسِرُونَ " يُنْقِصُونَ الْكَيْل أَوْ الْوَزْن
أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ



" أَلَا " اِسْتِفْهَام تَوْبِيخ " يَظُنّ " يَتَيَقَّن " أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ "
لِيَوْمٍ عَظِيمٍ



" لِيَوْمٍ عَظِيم " أَيْ فِيهِ وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة
يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ



" يَوْم " بَدَل مِنْ مَحَلّ لِيَوْمٍ فَنَاصِبه مَبْعُوثُونَ " يَقُوم النَّاس " مِنْ قُبُورهمْ " لِرَبِّ الْعَالَمِينَ " الْخَلَائِق لِأَجْلِ أَمْره وَحِسَابه وَجَزَائِهِ
كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ



" كَلَّا " حَقًّا " إِنَّ كِتَاب الْفُجَّار " أَيْ كِتَاب أَعْمَال الْكُفَّار " لَفِي سِجِّين " قِيلَ هُوَ كِتَاب جَامِع لِأَعْمَالِ الشَّيَاطِين وَالْكَفَرَة , وَقِيلَ هُوَ مَكَان أَسْفَل الْأَرْض السَّابِعَة وَهُوَ مَحَلّ إِبْلِيس وَجُنُوده





محمد رافع 52 22-06-2010 10:26 AM

http://quran.al-islam.com/GenGifImag...0-0/83/8/1.png
وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ


" وَمَا أَدْرَاك مَا سِجِّين " مَا كِتَاب سِجِّين
كِتَابٌ مَرْقُومٌ



" كِتَاب مَرْقُوم " مَخْتُوم
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ



وَقَوْله : { وَيْل يَوْمئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَيْل يَوْمئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ بِهَذِهِ الْآيَات ,
الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ



" الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّين " الْجَزَاء بَدَل أَوْ بَيَان لِلْمُكَذِّبِينَ
وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ



" وَمَا يُكَذِّب بِهِ إِلَّا كُلّ مُعْتَدٍ " مُتَجَاوِز الْحَدّ " أَثِيم " صِيغَة مُبَالَغَة
إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ



" إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتنَا " الْقُرْآن " قَالَ أَسَاطِير الْأَوَّلِينَ " الْحِكَايَات الَّتِي سُطِّرَتْ قَدِيمًا جَمَعَ أُسْطُورَة بِالضَّمِّ أَوْ إِسْطَارَة بِالْكَسْرِ
كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ



" كَلَّا " رَدْع وَزَجْر لِقَوْلِهِمْ ذَلِكَ " بَلْ رَانَ " غَلَبَ " عَلَى قُلُوبهمْ " فَغَشِيَهَا " مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ " مِنْ الْمَعَاصِي فَهُوَ كَالصَّدَأِ
كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ



" كَلَّا " حَقًّا " إِنَّهُمْ عَنْ رَبّهمْ يَوْمئِذٍ " يَوْم الْقِيَامَة " لَمَحْجُوبُونَ " فَلَا يَرَوْنَهُ

محمد رافع 52 22-06-2010 10:27 AM


ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ

" ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيم " لَدَاخِلُو النَّار الْمُحْرِقَة
ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ


" ثُمَّ يُقَال " لَهُمْ " هَذَا " أَيْ الْعَذَاب " الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ "
كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ


" كَلَّا " حَقًّا " إِنَّ كِتَاب الْأَبْرَار " أَيْ كِتَاب أَعْمَال الْمُؤْمِنِينَ الصَّادِقِينَ فِي إِيمَانهمْ " لَفِي عِلِّيِّينَ " قِيلَ هُوَ كِتَاب جَامِع لِأَعْمَالِ الْخَيْر مِنْ الْمَلَائِكَة وَمُؤْمِنِي الثَّقَلَيْنِ , وَقِيلَ هُوَ مَكَان فِي السَّمَاء السَّابِعَة تَحْت الْعَرْش
وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ


" وَمَا أَدْرَاك " أَعْلَمَك " مَا عِلِّيُّونَ " مَا كِتَاب عِلِّيِّينَ
كِتَابٌ مَرْقُومٌ


" كِتَاب مَرْقُوم " مَخْتُوم
يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ


" يَشْهَدهُ الْمُقَرَّبُونَ " مِنْ الْمَلَائِكَة
إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ



" إِنَّ الْأَبْرَار لَفِي نَعِيم " جَنَّة
عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ



" عَلَى الْأَرَائِك " السُّرَر فِي الْحِجَال " يَنْظُرُونَ " مَا أُعْطُوا مِنْ النَّعِيم
تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ



" تَعْرِف فِي وُجُوههمْ نَضْرَة النَّعِيم " بَهْجَة التَّنَعُّم وَحُسْنه

محمد رافع 52 22-06-2010 10:29 AM

http://quran.al-islam.com/GenGifImag...-0/83/25/1.png
يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ


" يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيق " خَمْر خَالِصَة مِنْ الدَّنَس " مَخْتُوم " عَلَى إِنَائِهَا لَا يَفُكّ خَتْمه غَيْرهمْ
خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ



" خِتَامه مِسْك " أَيْ آخِر شُرْبه تَفُوح مِنْهُ رَائِحَة الْمِسْك " وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسْ الْمُتَنَافِسُونَ " فَلْيَرْغَبُوا بِالْمُبَادَرَةِ إِلَى طَاعَة اللَّه
وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ



" وَمِزَاجه " أَيْ مَا يُمْزَج بِهِ " مِنْ تَسْنِيم " فُسِّرَ بِقَوْلِهِ " عَيْنًا "
عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ



" عَيْنًا " فَنَصَبَهُ بِأَمْدَحَ مُقَدَّرًا " يَشْرَب بِهَا الْمُقَرَّبُونَ " مِنْهَا , أَوْ ضَمَّنَ يَشْرَب مَعْنَى يَلْتَذّ
إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ



" إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا " كَأَبِي جَهْل وَنَحْوه " كَانُوا مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا " كَعَمَّارٍ وَبِلَال وَنَحْوهمَا " يَضْحَكُونَ " اِسْتِهْزَاء بِهِمْ
وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ



" وَإِذَا مَرُّوا " أَيْ الْمُؤْمِنُونَ " بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ " يُشِير الْمُجْرِمُونَ إِلَى الْمُؤْمِنِينَ بِالْجَفْنِ وَالْحَاجِب اِسْتِهْزَاء
وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ



" وَإِذَا اِنْقَلَبُوا " رَجَعُوا " إِلَى أَهْلهمْ اِنْقَلَبُوا فَكِهِينَ " وَفِي قِرَاءَة فَكِهِينَ مُعْجَبِينَ بِذِكْرِهِمْ الْمُؤْمِنِينَ

محمد رافع 52 22-06-2010 10:30 AM

http://quran.al-islam.com/GenGifImag...-0/83/32/1.png
وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ


" وَإِذَا رَأَوْهُمْ " أَيْ الْمُؤْمِنِينَ " قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ " لِإِيمَانِهِمْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ



" وَمَا أُرْسِلُوا " أَيْ الْكُفَّار " عَلَيْهِمْ " عَلَى الْمُؤْمِنِينَ " حَافِظِينَ " لَهُمْ أَوْ لِأَعْمَالِهِمْ حَتَّى يُدْرُوهُمْ إِلَى مَصَالِحهمْ
فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ



" " فَالْيَوْم " أَيْ يَوْم الْقِيَامَة " الَّذِينَ آمَنُوا مِنْ الْكُفَّار يَضْحَكُونَ
عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ



" عَلَى الْأَرَائِك " فِي الْجَنَّة " يَنْظُرُونَ " مِنْ مَنَازِلهمْ إِلَى الْكُفَّار وَهُمْ يُعَذَّبُونَ فَيَضْحَكُونَ مِنْهُمْ كَمَا ضَحِكَ الْكُفَّار مِنْهُمْ فِي الدُّنْيَا
هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ



" هَلْ ثُوِّبَ " جُوزِيَ " الْكُفَّار مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ " نَعَمْ .

ياسر زكي3 22-06-2010 12:31 PM

جهد مشكوووووووووووور

محمد رافع 52 22-06-2010 01:24 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر زكي3 (المشاركة 2292753)
جهد مشكوووووووووووور

بارك الله فيك اخى الكريم ورضى عنك

Raed_elsolya 24-06-2010 08:27 PM

مشكوووووووووووووووووووووووووووور

عاشقة الموج 25-06-2010 09:11 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Raed_elsolya (المشاركة 2302480)
مشكوووووووووووووووووووووووووووور



العفوووووووووو

عاشقة الموج 25-06-2010 09:29 AM

26
تفسيرسورة الشعراء
عدد آياتها227

{1 : 22}
(طسم) سبق الكلام على الحروف المقطعة في أول سورة البقرة.

" تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ "(2)
هذه آيات القرآن الموضِّح لكل شيء الفاصل بين الهدى والضلال.

" لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ "(3)
لعلك - أيها الرسول - من شدة حرصك على هدايتهم مُهْلِك نفسك ؛ لأنهم لم يصدِّقوا بك ولم يعملوا بهديك ، فلا تفعل ذلك.

" إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ "(4)
إن نشأ ننزل على المكذبين من قومك من الماء معجزة مخوِّفة لهم تلجئهم إلى الإيمان ، فتصير أعناقهم خاضعة ذليلة ، ولكننا لم نشأ ذلك; فإن الإيمان النافع هو الإيمان بالغيب اختيارًا.

" وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ "(5)
وما يجيء هؤلاء المشركين المكذبين مِن ذِكْرٍ من الرحمن مُحْدَث إنزاله ، شيئًا بعد شيء ، يأمرهم وينهاهم ، ويذكرهم بالدين الحق إلا أعرضوا عنه, ولم يقبلوه.


" فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ "(6)
فقد كذَّبوا بالقرآن واستهزؤوا به, فسيأتيهم أخبار الأمر الذي كانوا يستهزئون به ويسخرون منه, وسيحلُّ بهم العذاب جزاء تمردهم على ربهم.

" أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ "(7)
" إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ "(8)
" وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ "(9)
أكذبوا ولم ينظروا إلى الأرض التي أنبتنا فيها من كل نوع حسن نافع من النبات, لا يقدر على إنباته إلا رب العالمين؟ إن في إخراج النبات من الأرض لَدلالة واضحة على كمال قدرة الله, وما كان أكثر القوم مؤمنين. وإن ربك لهو العزيز على كل مخلوق, الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء.

" وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "(10)
" قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ "(11)
واذكر - أيها الرسول - لقومك إذ نادى ربك موسى: أن ائت القوم الظالمين, قوم فرعون , وقل لهم: ألا يخافون عقاب الله تعالى , ويتركون ما هم عليه من الكفر والضلال؟

" قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ "(12)
" وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ "(13)
" وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ "(14)
قال موسى: رب إني أخاف أن يكذبوني في الرسالة, ويملأ صدري الغمُّ لتكذيبهم إياي , ولا ينطلق لساني بالدعوة فأرسِلْ جبريل بالوحي إلى أخي هارون ؛ ليعاونني. ولهم علي ذنب في *** رجل منهم, وهو القبطي, فأخاف أن ي***وني به.

" قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ "(15)
" فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ "(16)
" أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ "(17)
قال الله لموسى: كلَّا لن ي***وك, وقد أجبت طلبك في هارون, فاذهبا بالمعجزات الدالة على صدقكما , إنا معكم بالعلم والحفظ والنصرة مستمعون. فأتِيَا فرعون فقولا له: إنا مرسَلان إليك وإلى قومك من رب العالمين: أن اترك بني إسرائيل ؛ ليذهبوا معنا.

" قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ "(18)
" وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ "(19)
قال فرعون لموسى ممتنًا عليه: ألم نُرَبِّك في منازلنا صغيرًا , ومكثت في رعايتنا سنين من عُمُرك وارتكبت جنايةً ب***ك رجلًا من قومي حين ضربته ودفعته, وأنت من الجاحدين نعمتي المنكرين ربوبيتي؟
" قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ "(20)
" فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ "(21)
" وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ "(22)
قال موسى مجيبًا لفرعون: فعلتُ ما ذكرتَ قبل أن يوحي الله إلي , ويبعثني رسولًا , فخرجت من بينكم فارًّا إلى "مدين" , لمَّا خفت أن ت***وني بما فعلتُ من غير عَمْد , فوهب لي ربي تفضلًا منه النبوة والعلم, وجعلني من المرسلين. وتلك التربية في بيتك تَعُدُّها نعمة منك عليَّ , وقد جعلت بني إسرائيل عبيدًا ت*** أبناءهم وتستحيي نساءهم؟



عاشقة الموج 25-06-2010 09:34 AM

" قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ "(23)

قال فرعون لموسى: وما رب العالمين الذي تدَّعي أنك رسوله؟

" قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ "(24)
قال موسى: هو مالك ومدبر السموات والأرض وما بينهما , إن كنتم موقنين بذلك , فآمِنوا.

" قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ "(25)
قال فرعون لمن حوله مِن أشراف قومه: ألا تسمعون مقالة موسى العجيبة بوجود رب سواي؟

" قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ "(26)
قال موسى: الرب الذي أدعوكم إليه هو الذي خلقكم وخلق أباءكم الأولين, فكيف تعبدون مَن هو مخلوق مثلكم, وله آباء قد فنوا كآبائكم؟

" قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ "(27)
قال فرعون لخاصته يستثير غضبهم ؛ لتكذيب موسى إياه: إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون, يتكلم كلامًا لا يُعْقَل!

" قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ "(28)
قال موسى: رب المشرق والمغرب وما بينهما وما يكون فيهما من نور وظلمة, وهذا يستوجب الإيمان به وحده إن كنتم من أهل العقل والتدبر!

" قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ "(29)
قال فرعون لموسى مهددًا له: لئن اتخذت إلهًا غيري لأسجننك مع مَن سجنت.

" قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ "(30)
قال موسى: أتجعلني من المسجونين, ولو جئتك ببرهان قاطع يتبين منه صدقي؟

" قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ "(31)
قال فرعون: فأت به إن كنت من الصادقين في دعواك.

" فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ "(32)
" وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ "(33)
فألقى موسى عصاه فتحولت ثعبانًا حقيقيًا, ليس تمويهًا كما يفعل السحرة, وأخرج يده مِن جيبه فإذا هي بيضاء كالثلج من غير برص , تَبْهَر الناظرين.

" قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ "(34)
" يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ "(35)
قال فرعون لأشراف قومه خشية أن يؤمنوا: إن موسى لَساحر ماهر , يريد أن يخرجكم بسحره من أرضكم , فأي شيء تشيرون به في شأنه أتبع رأيكم فيه؟

" قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ "(36)
" يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ "(37)
قال له قومه: أخِّر أمر موسى وهارون, وأرسِلْ في المدائن جندًا جامعين للسحرة, يأتوك بكلِّ مَن أجاد السحر , وتفوَّق في معرفته.

" فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ "(38)
" وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ "(39)
فَجُمع السحرة , وحُدِّد لهم وقت معلوم , هو وقت الضحى من يوم الزينة الذي يتفرغون فيه من أشغالهم , ويجتمعون ويتزيَّنون؛ وذلك للاجتماع بموسى. وحُثَّ الناس على الاجتماع; أملًا في أن تكون الغلبة للسحرة.
" لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ "(40)
إننا نطمع أن تكون الغلبة للسحرة , فنثبت على ديننا.

" فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ "(41)
فلما جاء السحرة فرعون قالوا له: أإن لنا لأجرًا مِن مال أو جاه , إنْ كنا نحن الغالبين لموسى؟

" قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ "(42)
قال فرعون: نعم لكم عندي ما طلبتم مِن أجر , وإنكم حينئذ لمن المقربين لديَّ.

" قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ "(43)
قال موسى للسحرة مريدًا إبطال سحرهم وإظهار أن ما جاء به ليس سحرًا: ألقوا ما تريدون إلقاءه من السحر.

" فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ "(44)
فألقَوا حبالهم وعصيَّهم, وخُيِّل للناس أنها حيَّات تسعى, وأقسموا بعزة فرعون قائلين: إننا لنحن الغالبون.

" فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ "(45)
فألقى موسى عصاه, فإذا هي حية عظيمة, تبتلع ما صدر منهم من إفك وتزوير.

" فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ "(46)
" قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ "(47)
" رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ "(48)
فلما شاهدوا ذلك , وعلموا أنه ليس من تمويه السحرة, آمنوا بالله وسجدوا له , وقالوا: آمنَّا برب العالمين رب موسى وهارون.

" قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ "(49)
قال فرعون للسحرة مستنكرًا: آمنتم لموسى بغير إذن مني , وقال موهمًا أنَّ فِعْل موسى سحر: إنه لكبيركم الذي علَّمكم السحر , فلسوف تعلمون ما ينزل بكم من عقاب: لأقطعنَّ أيديكم وأرجلكم من خلاف: بقطع اليد اليمنى والرجل اليسرى أو عكس ذلك , ولأصلبنَّكم أجمعين.

" قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ "(50)

عاشقة الموج 25-06-2010 09:42 AM

" قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ "(50)
" وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ "(52)
وأوحى الله إلى موسى عليه السلام: أَنْ سِرْ ليلًا بمن آمن من بني إسرائيل؛ لأن فرعون وجنوده متبعوكم حتى لا يدركوكم قبل وصولكم إلى البحر.

" فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ "(53)
فأرسل فرعون جنده- حين بلغه مسير بني إسرائيل- يجمعون جيشه من مدائن مملكته.

" إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ "(54)
" وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ "(55)
" وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ "(56)
قال فرعون: إن بني اسرائيل الذين فرُّوا مع موسى لَطائفة حقيرة قليلة العدد , وإنهم لمالئون صدورنا غيظًا؛ حيث خالفوا ديننا, وخرجوا بغير إذننا, وإنا لجميع متيقظون مستعدون لهم.

" فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ "(57)
" وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ "(58)
" كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ "(59)
فأخرج الله فرعون وقومه من أرض "مصر" ذات البساتين وعيون الماء وخزائن المال والمنازل الحسان. وكما أخرجناهم , جعلنا هذه الديار من بعدهم لبني إسرائيل.

" فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ "(60)
فلحق فرعون وجنده موسى ومَن معه وقت شروق الشمس.
" فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ "(61)
فلما رأى كل واحد من الفريقين الآخر قال أصحاب موسى: إنَّ جَمْعَ فرعون مُدْرِكنا ومهلكنا.

" قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ "(62)
قال موسى لهم: كلَّا ليس الأمر كما ذكرتم فلن تُدْرَكوا; إن معي ربي بالنصر , سيهديني لما فيه نجاتي ونجاتكم.

" فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ "(63)
فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر , فضرب , فانفلق البحر إلى اثني عشر طريقًا بعدد قبائل بني إسرائيل , فكانت كل قطعة انفصلت من البحر كالجبل العظيم.

" وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ "(64)
" وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ "(65)
" ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ "(66)
وقرَّبْنا هناك فرعون وقومه حتى دخلوا البحر, وأنجينا موسى ومَن معه أجمعين. فاستمر البحر على انفلاقه حتى عبروا إلى البر , ثم أغرقنا فرعون ومن معه بإطباق البحر عليهم بعد أن دخلوا فيه متبعين موسى وقومه.

" إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ "(67)
إن في ذلك الذي حدث لَعبرة عجيبة دالة على قدرة الله , وما صار أكثر أتباع فرعون مؤمنين مع هذه العلامة الباهرة.

" وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ "(68)
وإن ربك لهو العزيز الرحيم, بعزته أهلك الكافرين المكذبين , وبرحمته نجَّى موسى ومَن معه أجمعين.

" وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ "(69)
" إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ "(70)
واقصص على الكافرين - أيها الرسول - خبر إبراهيم حين قال لأبيه وقومه: أي شيء تعبدونه؟

" قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ "(71)
قالوا: نعبد أصنامًا , فنَعْكُف على عبادتها.

" قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ "(72)
" أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ "(73)
قال إبراهيم منبهًا على فساد مذهبهم: هل يسمعون دعاءكم إذ تدعونهم, أو يقدِّمون لكم نفعًا إذا عبدتموهم , أو يصيبونكم بضر إذا تركتم عبادتهم؟

" قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ "(74)
قالوا: لا يكون منهم شيء من ذلك , ولكننا وجدنا آباءنا يعبدونهم, فقلَّدناهم فيما كانوا يفعلون.

" قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ "(75)

عاشقة الموج 25-06-2010 09:43 AM

" أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ "(76)
" فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ "(77)
" الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ "(78)
" وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ "(79)
" وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ "(80)
" وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ "(81)
" وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ "(82)
قال إبراهيم: أفأبصرتم بتدبر ما كنتم تعبدون من الأصنام التي لا تسمع ولا تنفع ولا تضر , أنتم وآباؤكم الأقدمون من قبلكم؟ فإن ما تعبدونهم من دون الله أعداء لي , لكن رب العالمين ومالك أمرهم هو وحده الذي أعبده. هو الذي خلقني في أحسن صورة فهو يرشدني إلى مصالح الدنيا والآخرة وهو الذي ينعم عليَّ بالطعام والشراب , وإذا أصابني مرض فهو الذي يَشْفيني ويعافيني منه , وهو الذي يميتني في الدينا بقبض روحي, ثم يحييني يوم القيامة, لا يقدر على ذلك أحد سواه, والذي أطمع أن يتجاوز عن ذنبي يوم الجزاء.

" رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ "(83)
قال إبراهيم داعيًا ربه: ربِّ امنحني العلم والفهم , وألحقني بالصالحين , واجمع بيني وبينهم في الجنة.
" وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ "(84)
واجعل لي ثناء حسنًا وذكرًا جميلًا في الذين يأتون بعدي إلى يوم القيامة.

" وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ "(85)
واجعلني من عبادك الذين تورثهم نعيم الجنة.

" وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ "(86)
واصفح لأبي عن شركه بك , ولا تعاقبه عليه, إنه كان ممن ضل عن سبيل الهدى فكفر بك. وهذا قبل أن يتبين لإبراهيم أن أباه عدو لله, فلما تبيَّن له أنه عدو لله تبرأ منه.

" وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ "(87)
" يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ "(88)
" إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ "(89)
ولا تُلْحق بي الذل , يوم يخرج الناس من القبور للحساب والجزاء , يوم لا ينفع المال والبنون أحدًا من العباد , إلا مَن أتى الله بقلب سليم من الكفر والنفاق والرذيلة.

" وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ "(90)
وقُرِّبت الجنة للذين اجتنبوا الكفر والمعاصي , وأقبلوا على الله بالطاعة.

" وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ "(91)
وأُظهرت النار للكافرين الذين ضَلُّوا عن الهدى , وتجرَّؤوا, على محارم الله وكذَّبوا رسله.

" وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ "(92)
" مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ "(93)
وقيل لهم توبيخًا: أين آلهتكم التي كنتم تعبدونها مِن دون الله , وتزعمون أنها تشفع لكم اليوم؟ هل ينصرونكم, فيدفعون العذاب عنكم, أو ينتصرون بدفع العذاب عن أنفسهم؟ لا شيء من ذلك.

" فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ "(94)
" وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ "(95)
فجُمِعوا وألقُوا في جهنم , هم والذين أضلوهم وأعوان إبليس الذين زيَّنوا لهم الشر, لم يُفْلِت منهم أحد.

" قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ "(96)
" تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ "(97)
" إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ "(98)
" وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ "(99)
قالوا معترفين بخطئهم , وهم يتنازعون في جهنم مع مَن أضلوهم , تالله إننا كنا في الدنيا في ضلال واضح لا خفاء فيه; إذ نسويكم برب العالمين المستحق للعبادة وحده. وما أوقعنا في هذا المصير السيِّئ إلا المجرمون الذين دعونا إلى عبادة غير الله فاتبعناهم.

" فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ "(100)

عاشقة الموج 25-06-2010 09:44 AM

" وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ "(101)
فلا أحدَ يشفع لنا , ويخلِّصنا من العذاب , ولا مَن يَصْدُق في مودتنا ويشفق علينا.

" فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ "(102)
فليت لا رجعة إلى الدنيا, فنصير من جملة المؤمنين الناجين.

" إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ "(103)
" وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ "(104)
إن في نبأ إبراهيم السابق لَعبرة لِمن يعتبر, وما صار أكثر الذين سمعوا هذا النبأ مؤمنين. وإن ربك لهو العزيز القادر على الانتقام من المكذبين, الرحيم بعباده المؤمنين.

" كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ "(105)
" إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ "(106)
" إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ "(107)
" فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ "(108)
" وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ "(109)
" فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ "(110)
كَذَّبت قوم نوح رسالة نبيهم , فكانوا بهذا مكذبين لجميع الرسل; لأن كل رسول يأمر بتصديق جميع الرسل. إذ قال لهم أخوهم نوح: ألا تتقون الله بترك عبادة غيره؟ إني لكم رسول أمين فيما أبلغكم , فاجعلوا الإيمان وقاية لكم من عذاب الله وأطيعوني فيما آمركم به من عبادته وحده. وما أطلب منكم أجرًا على تبليغ الرسالة , ما أجري إلا على رب العالمين , المتصرف في خلقه , فاحذروا عقابه, وأطيعوني بامتثال أوامره , واجتناب نواهيه.

" قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ "(111)
قال له قومه: كيف نصدِّقك ونتبعك, والذين اتبعوك أراذل الناس وأسافلهم؟
" قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ "(112)
فأجابهم نوح عليه السلام بقوله: لست مكلفًا بمعرفة أعمالهم, إنما كُلفت أن أدعوهم إلى الإيمان. والاعتبار بالإيمان لا بالحسب والنسب والحِرف والصنائع.

" إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ "(113)
ما حسابهم للجزاء على أعمالهم وبواطنهم إلا على ربي المطَّلِع على السرائر. لو كنتم تشعرون بذلك لما قلتم هذا الكلام.

" وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ "(114)
" إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ "(115)
وما أنا بطارد الذين يؤمنون بدعوتي, مهما تكن حالهم؛ تلبية لرغبتكم كي تؤمنوا بي ما أنا إلا نذير بيِّن الإنذار.

" قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ "(116)
عدل قوم نوح عن المحاورة إلى التهديد, فقالوا له: لئن لم ترجع- يا نوح- عن دعوتك لتكوننَّ مِنَ المقتولين رميًا بالحجارة.

" قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ "(117)
" فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ "(118)
فلما سمع نوح قولهم هذا دعا ربه بقوله: رب إن قومي أصروا على تكذيبي , فاحكم بيني وبينهم حكمًا تُهلك به مَن جحد توحيدك وكذَّب رسولك , ونجني ومَن معي من المؤمنين مما تعذب به الكافرين.

" فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ "(119)
فأنجيناه ومَن معه في السفينة المملوءة بصنوف المخلوقات التي حملها معه.

" ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ "(120)
ثم أغرقنا بعد إنجاء نوح ومن معه الباقين , الذين لم يؤمنوا مِن قومه وردُّوا عليه النصيحة.

" إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ "(121)
إن في نبأ نوح وما كان من إنجاء المؤمنين وإهلاك المكذبين لَعلامة وعبرةً عظيمة لمن بعدهم, وما كان أكثر الذين سمعوا هذه القصة مؤمنين بالله وبرسوله وشرعه.

" وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ "(122)
وإن ربك لهو العزيز في انتقامه ممن كفر به وخالف أمره, الرحيم بالتائب منهم أن يعاتبه بعد توبته.

" كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ "(123)
كذَّبت قبيلة عاد رسولهم هودًا- عليه السلام- فكانوا بهذا مكذِّبين لجميع الرسل؛ لاتحاد دعوتهم في أصولها وغايتها.

" إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ "(124)
" إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ "(125)

عاشقة الموج 25-06-2010 09:55 AM

" فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ "(126)
" وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ "(127)
إذ قال لهم أخوهم هود: ألا تخشون الله فتخلصوا له العبادة؟ إني مرسَل إليكم لهدايتكم وإرشادكم , حفيظ على رسالة الله , أبلِّغها لكم كما أمرني ربي , فخافوا عقاب الله وأطيعوني فيما جئتكم به من عند الله وما أطلب منكم على إرشادكم إلى التوحيد أيَّ نوع من أنواع الأجر , ما أجري إلا على رب العالمين.

" أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ "(128)
" وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ "(129)
" وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ "(130)
أتبنون بكل مكان مرتفع بناء عاليًا تشرفون منه فتسخرون مِنَ المارة؟ وذلك عبث وإسراف لا يعود عليكم بفائدة في الدين أو الدنيا, وتتخذون قصورًا منيعة وحصونًا مشيَّدة , كأنكم تخلدون في الدنيا ولا تموتون , وإذا بطشتم بأحد من الخلق ***ًا أو ضربًا , فعلتم ذلك قاهرين ظالمين.

" فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ "(131)
" وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ "(132)
" أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ "(133)
" وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ "(134)
فخافوا الله , وامتثلوا ما أدعوكم إليه فإنه أنفع لكم , واخشوا الله الذي أعطاكم من أنواع النعم ما لا خفاء فيه عليكم , أعطاكم الأنعام: من الإبل والبقر والغنم , وأعطاكم الأولاد، وأعطاكم البساتين المثمرة, وفجَّر لكم الماء من العيون الجارية.

" إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ "(135)
قال هود- عليه السَّلام- محذرًا لهم: إني أخاف إن أصررتم على ما أنتم عليه من التكذيب والظلم وكُفْر النِّعم , أن ينزل الله بكم عذابًا في يوم تعظم شدته من هول عذابه.

" قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ "(136)
قالوا له: يستوي عندنا تخويفك وتركه, فلن نؤمن لك.
" إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ "(137)
" وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ "(138)
وقالوا: ما هذا الذي نحن عليه إلا دين الأولين وعاداتهم , وما نحن بمعذبين على ما نفعل مما حَذَّرْتنا منه من العذاب.

" فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ "(139)
" وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ "(140)
فاستمَرُّوا على تكذيبه , فأهلكهم الله بريح باردة شديدة. إن في ذلك الإهلاك لَعبرة لمن بعدهم, وما كان أكثر الذين سمعوا قصتهم مؤمنين بك. وإن ربك لهو العزيز الغالب على ما يريده من إهلاك المكذبين, الرحيم بالمؤمنين.

" كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ "(141)
كذَّبت قبيلة ثمود أخاهم صالحًا في رسالته ودعوته إلى توحيد الله , فكانوا بهذا مكذِّبين لجميع الرسل; لأنهم جميعًا يدعون إلى توحيد الله.

" إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ "(142)
" إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ "(143)
" فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ "(144)
" وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ "(145)
إذ قال لهم أخوهم صالح: ألا تخشون عقاب الله , فتُفرِدونه بالعبادة؟ إني مرسَل من الله إليكم, حفيظ على هذه الرسالة كما تلقيتها عن الله , فاحذروا عقابه تعالى, وامتثلوا ما دعوتكم إليه. وما أطلب منكم على نصحي وإرشادي لكم أي جزاء , ما جزائي إلا على رب العالمين.

" أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَا هُنَا "(146)
" فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ "(147)
" وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ "(148)
" وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ "(149)
أيترككم ربكم فيما أنتم فيه من النعيم مستقرين في هذه الدنيا آمنين من العذاب والزوال والموت؟ في حدائق مثمرة وعيون جارية وزروع كثيرة ونخل ثمرها يانع لين نضيج , وتنحتون من الجبال بيوتًا ماهرين بنحتها, أَشِرين بَطِرين.

" فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ "(150)

عاشقة الموج 25-06-2010 09:58 AM

" وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ "(151)
" الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ "(152)
فخافوا عقوبة الله, واقبلوا نصحي , ولا تنقادوا لأمر المسرفين على أنفسهم المتمادين في معصية الله الذين دأبوا على الإفساد في الأرض إفسادًا لا إصلاح فيه.

" قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ "(153)
" مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ "(154)
قالت ثمود لنبيها صالح: ما أنت إلا من الذين سُحروا سِحْرًا كثيرًا , حتى غلب السحر على عقلك. ما أنت إلا فرد مماثل لنا في البشرية من بني آدم , فكيف تتميز علينا بالرسالة؟ فأت بحجة واضحة تدل على ثبوت رسالتك, إن كنت صادقًا في دعواك أن الله أرسلك إلينا.

" قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ "(155)
" وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ "(156)
قال لهم صالح- وقد أتاهم بناقة أخرجها الله له من الصخرة-: هذه ناقة الله لها نصيب من الماء في يوم معلوم , ولكم نصيب منه في يوم آخر. ليس لكم أن تشربوا في اليوم الذي هو نصيبها , ولا هي تشرب في اليوم الذي هو نصيبكم , ولا تنالوها بشيء مما يسوءها كضَرْبٍ أو *** أو نحو ذلك , فيهلككم الله بعذابِ يومٍ تعظم شدته, بسبب ما يقع فيه من الهول والشدة.

" فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ "(157)
فنحروا الناقة, فأصبحوا متحسرين على ما فعلوا لَمَّا أيقنوا بالعذاب , فلم ينفعهم ندمهم.

" فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ "(158)
فنزل بهم عذاب الله الذي توعدهم به صالح عليه السلام , فأهلكهم. إن في إهلاك ثمود لَعبرة لمن اعتبر بهذا المصير, وما كان أكثرهم مؤمنين.

" وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ "(159)
وإن ربك لهو العزيز القاهر المنتقم من أعدائه المكذبين , الرحيم بمن آمن من خلقه.
" كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ "(160)
كَذَّبت قوم لوط برسالته, فكانوا بهذا مكذبين لسائر رسل الله؛ لأن ما جاؤوا به من التوحيد وأصول الشرائع واحد.

" إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ "(161)
" إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ "(162)
" فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ "(163)
" وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ "(164)
إذ قال لهم أخوهم لوط: ألا تخافون عذاب الله؟ إني رسول من ربكم , أمين على تبليغ رسالته إليكم , فاحذروا عقاب الله على تكذيبكم رسوله , واتبعوني فيما دعوتكم إليه , وما أسألكم على دعوتي لهدايتكم أيَّ أجر , ما أجري إلا على رب العالمين.

" أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ "(165)
" وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ "(166)
أتنكحون الذكور مِن بني آدم , وتتركون ما خلق الله لاستمتاعكم وتناسلكم مِن أزواجكم؟ بل أنتم قوم - بهذه المعصية- متجاوزون ما أباحه الله لكم من الحلال إلى الحرام.

" قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ "(167)
قال قوم لوط: لئن لم تترك يا لوط نَهْيَنا عن إتيان الذكور وتقبيح فعله , لتكونن من المطرودين من بلادنا.

" قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ "(168)
قال لوط لهم: إني لِعملكم الذي تعملونه من إتيان الذكور , لَمن المبغضين له بغضًا شديدًا.

" رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ "(169)
ثم دعا لوط ربه حينما يئس من استجابتهم له قائلًا: ربِّ أنقذني وأنقذ أهلي مما يعمله قومي مِن هذه المعصية القبيحة, ومِن عقوبتك التي ستصيبهم.

" فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ "(170)
" إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ "(171)
فنجيناه وأهل بيته والمستجيبين لدعوته أجمعين إلا عجوزًا من أهله , وهي امرأته , لم تشاركهم في الإيمان , فكانت من الباقين في العذاب والهلاك.

" ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ "(172)
" وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ "(173)
ثم أهلكنا مَن عداهم من الكفرة أشدَّ إهلاك , وأنزلنا عليهم حجارة من السماء كالمطر أهلكتهم, فقَبُحَ مطرُ من أنذرهم رسلهم ولم يستجيبوا لهم؛ فقد أُنزل بهم أشدُّ أنواع الهلاك والتدمير.

" إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ "(174)
إن في ذلك العقاب الذي نزل بقوم لوط لَعبرة وموعظة, يتعظ بها المكذبون. وما كان أكثرهم مؤمنين.

" وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ "(175) وإن ربك لهو العزيز الغالب الذي يقهر المكذبين, الرحيم بعباده المؤمنين.

عاشقة الموج 25-06-2010 10:00 AM

" كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ "(176)
" إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ "(177)
" إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ "(178)
" فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ "(179)
" وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ "(180)
كذَّب أصحاب الأرض ذات الشجر الملتف رسولهم شعيبًا في رسالته , فكانوا بهذا مكذِّبين لجميع الرسالات. إذ قال لهم شعيب: ألا تخافون عقاب الله على معاصيكم؟ إني مرسَل إليكم مِنَ الله لهدايتكم , حفيظ على ما أوحى الله به إليَّ من الرسالة, فخافوا عقاب الله, اتبعوا ما دعوتكم إليه مِن هداية الله؛ لترشدوا, وما أطلب منكم على دعائي لكم إلى الإيمان بالله أيَّ جزاء , ما جزائي إلا على رب العالمين.

" أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ "(181)
" وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ "(182)
" وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ "(183)
قال لهم شعيب- وقد كانوا يُنْقِصون الكيل والميزان-: أتمُّوا الكيل للناس وافيًا لهم , ولا تكونوا ممن يُنْقِصون الناس حقوقهم, وَزِنوا بالميزان العدل المستقيم , ولا تنقصوا الناس شيئًا مِن حقوقهم في كيل أو وزن أو غير ذلك , ولا تكثروا في الأرض الفساد , بالشرك وال*** والنهب وتخويف الناس, وارتكاب المعاصي.
" وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ "(184)
واحذروا عقوبة الله الذي خلقكم وخلق الأمم المتقدمة عليكم.

" قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ "(185)
" وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ "(186)
" فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ "(187)
قالوا: إنما أنت- يا شعيب- مِنَ الذين أصابهم السحر إصابة شديدة , فذهب بعقولهم , وما أنت إلا واحد مثلنا في البشرية , فكيف تختص دوننا بالرسالة؟ وإن أكبر ظننا أنك من الكاذبين فيما تدَّعيه من الرسالة. فإن كنت صادقًا في دعوى النبوة , فادع الله أن يسقط علينا قطع عذاب من السماء تستأصلنا.

" قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ "(188)
قال لهم شعب: ربي أعلم بما تعملونه مِنَ الشرك والمعاصي , وبما تستوجبونه من العقاب.

" فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ "(189)
فاستمَرُّوا على تكذيبه , فأصابهم الحر الشديد , وصاروا يبحثون عن ملاذ يستظلون به , فأظلتهم سحابة , وجدوا لها بردًا ونسيمًا , فلما اجتمعوا تحتها , التهبت عليهم نارًا فأحرقتهم , فكان هلاكهم جميعًا في يوم شديد الهول.

" إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ "(190)
إن في ذلك العقاب الذي نزل بهم , لَدلالة واضحة على قدرة الله في مؤاخذة المكذبين , وعبرة لمن يعتبر , وما كان أكثرهم مؤمنين متعظين بذلك.

" وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ "(191)
وإن ربك - أيها الرسول - لهو العزيز في نقمته ممن انتقم منه من أعدائه , الكريم بعباده الموحدين.

" وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ "(192)
" نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ "(193)
" عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ "(194)
" بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ "(195)
وإن هذا القرآن الذي ذُكِرَتْ فيه هنا القصص الصادقة , لَمنزَّل مِن خالق الخلق, ومالك الأمر كله , نزل به جبريل الأمين, فتلاه عليك - أيها الرسول - حتى وعيته بقلبك حفظًا وفهمًا؛ لتكون مِن رسل الله الذين يخوِّفون قومهم عقاب الله , فتنذر بهذا التنزيل الإنس والجن أجمعين. نزل به جبريل عليك بلغة عربية واضحة المعنى , ظاهرة الدلالة , فيما يحتاجون إليه في إصلاح شؤون دينهم ودنياهم.

" وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ "(196)
وإنَّ ذِكْرَ هذا القرآن لَمثبتٌ في كتب الأنبياء السابقين, قد بَشَّرَتْ به وصَدَّقَتْه.

" أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ "(197)
أو لم يَكْفِ هؤلاء- في الدلالة على أنك رسول الله, وأن القرآن حق- عِلْمُ علماء بني إسرائيل صحة تلك , ومَن آمن منهم كعبد الله بن سلام؟



جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:58 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.