بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   حي على الفلاح (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=25)
-   -   حوار مع صوفى (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=206118)

مستر/ عصام الجاويش 12-05-2010 07:51 AM

الصوفية من ركائز الاستعمار
يقول الشعراني وهذا النقل من كتاب التصوف الإسلامي 2/301 نقلاً عن البحر المرود ص292: "لقد أخذ علينا العهد بأن نأمر إخواننا أن يدوروا مع الزمان وأهله كيفما دار، ولا يزدرون قط من رفعه الله عليهم، ولو كان في أمور الدنيا وولايتها، كل ذلك أدباً مع الله عز وجل الذي رفعهم، فإنه لم يرفع أحداً إلا لحكمة هو يعلمها".
أليس هذا القول من أقوال المجبرة، فأين هم إذن ممن نعى الله عليهم وقال: {وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا ، والله أمرنا بها قل أن الله لا يأمر بالفحشـاءِ، أتقولون على الله ما لا تعلمون قل أمر ربي بالقسط}، وأين من قول رسول الله الكريم: «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان»

وننقل من نفس الكتاب للدكتور زكي مبارك: "هناك كثير من الطرق ثابرت على انحرافها عن الطريق السوي فكانت أروع انقياداً للمستعمرين من الزنوج الوثنين".

قال الرئيس فيليب قونداس من المستعمرين الفرنسيين: "لقد اضطر حكامنا الإداريون وجنودنا في أفريقيا إلى تنشيط دعوة الطرق الدينية الإسلامية لأنها كانت أطوع للسلطة الفرنسية، وأكثر تفهماً وانتظاماً من الطرق الوثنية التي تعرف باسم بيليدو وهاجون أو من بعض كبار الكهان أو السحرة السود" انتهى كلام الدكتور زكي مبارك.

وفي كتاب تاريخ العرب الحديث والمعاصر تحت عنوان المتعاونون مع فرنسا في الجزائر: "وتتألف هذه الفئة من بعض الشباب الذين تثقفوا في المدارس الفرنسية، وقضى الاستعمار على كل صلة لهم بالعروبة، ويضاف إليهم بعض أصحاب الطرق الصوفية الذين أشاعوا الخرافات والبدع، وبثوا روح الانهزامية والسلبية في النضال فاستخدمهم الاستعمار كجواسيس" ص372.

يقول الدكتور عمر فروخ: "يقول الصوفية: إذا سلط الله على قوم ظالماً فليس لأحد أن يقاوم إرادة الله أو أن يتأفف منها".

لا ريب أن الأوربيين قد عرفوا في الصوفية هذا المعتقد فاستغلوه في أعمالهم، فقد ذكر الزعيم الوطني مصطفى كامل المصري في كتابه المسألة الشرقية قصة غريبة عن سقوط القيروان قال: "ومن الأمور المشهورة عن الاحتلال الفرنسي للقيروان في تونس أن رجلاً فرنسياً دخل الإسلام وسمى نفسه سيد أحمد الهادي، واجتهد في تحصيل الشريعة حتى وصل إلى درجة عالية، وعين إماماً لمسجد كبير بالقيروان، فلما اقترب الجنود الفرنسيون من المدينة استعد أهلها للدفاع عنها، وجاءوا يسألونه أن يستشير الضريح الذي في المسجد ودخل سيدي أحمد الهادي الضريح، ثم خرج يقول: إن الشيخ ينصحكم بالتسليم، لأن وقوع البلاد صار محتماً، فاتبع القوم كلمته ودخل الفرنسيون آمنين في 26 أكتوبر سنة 1881".

ثم يعقب الدكتور عمر فروخ بقوله: "من أجل ذلك يجب ألا نستغرب إذا رأينا المستعمرين لا يبخلون بالمال أو التأييد بالجاه للطرق الصوفية، وكل مندوب سامي أو نائب الملك، لابد أنه يقدم شيخ الطرق الصوفية في كل مكان، وقد يشترك المستعمر إمعاناً في المداهنة في حلقات الذكر".

والطريقة التيجانية التي كانت تسيطر على الجزائر أيام الاستعمار، معروف أنها كانت تستمد وجودها من فرنسا، وأن إحدى الفرنسيات من عميلات المخابرات تزوجت شيخاً فلما مات تزوجت بشقيقه، وكان الاتباع يطلقون عليها زوجة السيدين ويحملون التراب الذي تمشي عليه لكي يتيمموا به، وهي كاثوليكية ما زالت على شركها، وقد أنعمت عليها فرنسا بوسام الشرق، وجاء في أسباب منحها الوسام أنها كانت تعمل على تجنيد مريدين يحاربون في سبيل فرنسا كأنهم بنيان مرصوص.

ومن كتاب في التصوف لمحمد فهر شقفة السوري ص217 يقول: "ونرى من واجبنا خدمة للحقيقة والتاريخ أن نذكر أن الحكومة الفرنسية في زمن الانتداب على سورية حاولت نشر هذه الطريقة، واستأجرت بعض الشيوخ لهذه المهمة، فقدمت لهم المال والمكان لتنشئة جيل يميل إلى فرنسا؛ لكن مجاهدي المغرب لفتوا انتباه المخلصين من أهل البلاد إلى خطر الطريقة التيجانية، وأنها فرنسية استعمارية تتستر بالدين، فهبت دمشق عن بكرة أبيها في مظاهرات صاخبة.

من كتاب الصوفية والوجه الآخر للدكتور محمد جميل غازي رحمه الله
(الدكتور محمد جميل غازى كان صوفيا ولكنه اهتدى الى الحق عقبال محب القبور)

مستر/ عصام الجاويش 12-05-2010 07:55 AM

موقف الصوفية من الجهاد ومقاومة الاستعمار
علي بن بخيت الزهراني
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على البشير النذير، وعلى آله وصحبه الغر الميامين. وبعد:
فقد ذكر كثير من الكتاب الصوفية بشيء من الثناء والإطراء، حين يتحدثون عن دورها في نشر الإسلام، ومقاومة الاستعمار، خصوصاً في القارة الإفريقية؛ ولكنهم لا يذكرون أبداً أن هؤلاء المتصوفة لم يبلغوا الإسلام الصحيح، وإنما بلغوه في قالب صوفي، بعيد كل البعد عن حقيقته التي أنزله الله عز وجل عليها.
ولكن ما من شك في تفاوت انحرافات الصوفية، ومدى قربها أو بعدها من الإسلام، والمرجو أن يجيء يوم يتهيأ فيه الإصلاح الديني، فيدرك الناس أن الإسلام شيء، والصوفية شيء آخر. ولا شك أن انتقال الناس إلى الإسلام في قالبه الصوفي، كان خيراً من بقائهم على وثنيتهم أو نصرانيتهم أو يهوديتهم في كثير من الأحيان([1]).
أما بالنسبة لموقف الصوفية من الجهاد ومقاومة الاستعمار، فإنه موقف متباين، يسوده التذبذب والاضطراب. فبينما نرى طائفة منهم، أعلنت الجهاد وقاومت الاستعمار، وأقضت مضاجع المستعمرين، نرى على النقيض الآخر طائفة أخرى، نكصت عن الجهاد، ونكلت عن الحرب، وانزوت على نفسها فرقاً وهرباً.
وبين هاتين الطائفتين، طائفتان أخريان. الأولى، منهما: حاربت المستعمر وقاومته ردحاً من الزمن، فلما طال أمد القتال، ولم تفلح في طرد المستعمر، بل كان هو الظاهر عليها في كثير من الوقائع، استسلمت له في نهاية المطاف، ولم تكتف بالاستسلام للمستعمر، وإبرام المعاهدات المخزية معه، بل صارت تشنع على من يحاول رفع راية الجهاد ضده من جديد، وينقض ما أبرمته من معاهدات. والطائفة الثانية، وهي شر طوائف الصوفية جميعاً، وهي الطائفة التي وقفت معه منذ البداية جنباً إلى جنب، تؤازره، وتناصره، وتقاتل في صفوفه، وتحت رايته، وتدعو الناس إلى الرضوخ له، وتحذر من مغبة مقاومته.
ومن الطائفة الأولى: يعتبر أتباع الطريقة السنوسية الذين جاهدوا الاستعمار الإيطالي في ليبيا من أوضح الأمثلة على ذلك. ويقابلهم في الناحية الأخرى كثير من المتصوفة الذين كان يعيشون في غير واقعهم، ولا يرون الانشغال بغير الذكر والزهد.
أما الطائفة التي قاتلت ثم نكلت، وجاهدت ثم نكصت، فأوضح من يمثلها هو الأمير عبد القادر الجزائري([2])، وسيأتي الحديث عنه قريباً إن شاء الله. أما الطائفة التي والت المستعمر، وقاتلت المسلمين في سبيله، فكثير من زعماء الطريقة التجانية يعتبرون من أبرز الأمثلة عليها.
ولكن لابد لنا من أن نوضح حقيقة هامة، وهي أن الصوفية لم تكن في يوم من الأيام مؤهلة لقيادة الأمة، ومجاهدة المستعمرين، ولا ينفي هذا وجود جماعات وقيادات صوفية أبلت في جهاد الأعداء بلاء حسناً.
وإذا كان الغزالي رحمه الله (المتوفى سنة 505هـ) الذي عاش في القرن الخامس، وهو العصر الذي غزا فيه الصليبيون والتتار بلاد المسلمين، واحتلوا كثيراً منها، وذبحوا الألوف الكثيرة من أهلها، وفعلوا بهم الأفاعيل، لم يذكر الجهاد في سبيل الله في كتابه إحياء علوم الدين، ولم يتطرق إليه أبداً([3])، بل كان مجاوراً في بيت المقدس تارة، ومعتكفاً بزاويته في الجامع الأموي تارة أخرى([4])، وكأنه في كوكب آخر، لا يعيش بين المسلمين.
إذا كان هذا هو حال كبير المتصوفة في عصره، بل كبيرهم في كثير من القرون الذي يحومون حول مؤلفاته، ويتقمصون منهجه ومسلكه، فلا غرابة بعد ذلك أن يكون موقف الصوفية من الجهاد في جملته موقفاً سلبياً، بل موقفاً معادياً في بعض الأحيان.
فأما الأمير عبد القادر الجزائري فقد بايعه الجزائريون بعد دخول الفرنسيين الجزائر، فقادهم إلى جهاد الفرنسيين طيلة سبعة عشر عاماً؛ ولكنه استسلم في آخر الأمر، وسلم نفسه إلى الفرنسيين، فنفوه إلى خارج البلاد، ثم أطلقوا سراحه، بعد أن اشترطوا عليه أن لا يعود إلى الجزائر، ورتبوا له مبلغاً من المال يأخذه كل عام، وزار باريس، ثم استقر في دمشق حتى توفي بها([5]).
وحين انهزمت فرنسا سنة (1870م) (أظهر كمال الأسف، وتزين بنيشانها الأكبر([6])، إظهاراً لاعتراف مصادقتها، وتخلى عن ملاقاة الناس مدة..)([7]). واعتبر السنوسي ذلك، من أخبار وفائه، وكان الأولى به أن يعتبرها من أخبار ضعف ولائه وبرائه.
وحين قام ابنه محيي الدين بإعلان الجهاد ضد الفرنسيين مرة أخرى، واتفق مع بعض زعماء القبائل في الجزائر، تبرأ عبد القادر منه، وكان ذلك سبباً في انفضاض القبائل عنه، وفشل حركته([8]).
ونأتي الآن إلى طوائف الصوفية التي والت المستعمر، واتخذته بطانة من دون المؤمنين، وقاومت الجهاد ضد المعتدين، وكانت خنجراً مسموماً يطعن ظهور المجاهدين من الخلف.
وقذ كانت تلك الطوائف من أكبر الأسباب التي مكنت المستعمر من السيطرة على البلاد. ففي رسالة من المارشال بوجو أول حاكم فرنسي للجزائر إلى شيخ التجانية ، ذات النفوذ الواسع، جاء فيها: أنه لولا موقف الطريقة التجانية المتعاطف!! لكان استقرار الفرنسيين في البلاد المفتتحة حديثاً أصعب بكثير مما كان([9]).
وحين كان الأمير عبد القادر يقود المجاهدين لحرب المستعمر، قاومه كثير من الطرقيين، وانبث كثير من شيوخ الطرق في البلاد لتثبيط الهمم بالنسبة للمقاومة، ومطالبة الناس بالانتظار والهدوء، حتى تصل السفن الفرنسية. وقد قامت حكومة الجزائر الفرنسية بتقريبهم، ومكافاتهم، ومنحهم النياشين والأوسمة، تقديراً لجهودهم في خدمتها، والوقوف إلى جانبها.
وكان شيوخ الطرق الخائنون يقومون بكتابة عرائض بتوقيعاتهم، وتوقيعات أتباعهم، يملئونها بالثناء والشكر لـفرنسا، التي كانت تعتبرهم ممثلين للشعب. ولا غرابة بعد ذلك كله، أن يقول الحاكم الفرنسي في الجزائر: إن الحكومة الفرنسية تعظم زاوية من زوايا الطرق، أكثر من تعظيمها لثكنة جنودها وقوادها، وأن الذي يحارب الطرق إنما يحارب فرنسا!!([10]).
وقد سجلت مجلة الفتح (م6) قصة صاحب السجادة الكبرى الذي ألقى خطبة الإخلاص (1350هـ- 1931م) وهو محمد الكبير رئيس الطريقة التجانية، بين يدي الكولونيل سيكوني الفرنسي، وصف فيها فرنسا المستعمرة بأنها أم الوطن الكبرى، وقال: إن من الواجب علينا إعانة حبيبة قلوبنا فرنسا مادياً وأدبياً وسياسياً، وقال: إن أجدادي قد أحسنوا صنعاً في انضمامهم إلى فرنسا قبل أن تصل إلى بلادنا، ففي عام (1838م) كان أحد أجدادي قد أظهر شجاعة نادرة في مقاومة أكبر عدو لـفرنساعبد القادر الجزائري.
(وبالجملة فإن فرنسا ما طلبت من الطائفة التجانية نفوذها الديني، إلا وأسرعنا بكل فرح ونشاط بتلبية طلبها وتحقيق رغائبها، وذلك لأجل عظمة ورفاهية وفخر حبيبتنا فرنسا النبيلة) ([11]).
على أن الغريب في الأمر أن زعيم الطريقة التجانية في السودان الغربيالسنغال وهو الحاج عمر بن سعيد الفوتي السنغالي الأزهري (المتوفى سنة 1283هـ)، قد قاوم الاستعمار الفرنسي مقاومة شديدة، وجاهد الوثنيين هناك، ونشر الإسلام بينهم.
وقد أدرك هذا التناقض المسيو أندري راسين فقال مستغرباً عند حديثه عن التجانية: (وأشهر من شهرها في السودانالحاج عمر، ومن الغريب أنها في الجزائر تنصح بالموالاة للفرنسيين، وفي السودان([12]) ترفع راية الجهاد) ([13]).
وهذا يؤكد ما ذكرناه سابقاً حول تباين موقف الصوفية واضطرابه من الجهاد.
وحين قام المجاهد المغربي محمد بن عبد الكريم الخطابي (المتوفى سنة 1382هـ) ([14]) بالجهاد ضد الإسبانيين في الريف المغربي في النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري، تألب عليه بعض مشايخ الطرق، وقاموا بخيانته في كثير من المواقع([15]).
أما محمد بن عبد الحي الكتاني (المتوفى سنة 1382 هـ) من شيوخ الطريقة الأحمدية الكتانية، فقد كان موالياً للاستعمار الفرنسي في المغرب منافحاً عنه، وحين استقل المغرب كان في باريس، فاستمر بها إلى أن مات([16]).
وحين تأسست جمعية العلماء المسلمين في الجزائر سنة (1931م)، وانطلقت تؤدي دورها التربوي، وتنشئ المدارس، وتنشر اللغة العربية، أقلقت السلطات الفرنسية، وكان سلاحها الماضي في القضاء على تلك الجمعية، رجال الطرق الصوفية.
فقد تألب كل من أتباع الطريقة العليوية والطريقة الشاذلية والطريقة القادرية، وغيرها من الطرق الصوفية الأخرى - ضد الجمعية، محاولين القضاء عليها وتنفير الناس منها، ووصل الأمر ببعضهم إلى القيام بمحاولة اغتيال مؤسسها المجاهد الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله تعالى([17]).
وقد كانت كثير من الزوايا الصوفية تقوم مقام المراكز الاستخبارية للدول المستعمرة؛ فقد كانت زاوية (مستغانم) أعظم مراكز الاستخبارات الفرنسية بالنسبة للمغرب. وكان فقراؤها (أي: مريدوها) العليويون من أمهر الجواسيس العاملين لحساب السياسة الفرنسية([18]).
وحسبنا أن نعرف أن أبا حمارة([19]) صاحب الثورة في تاريخ المغرب الحديث في العقد الثالث من القرن الرابع عشر الهجري والذي دوخ حكام المغرب، وانتصر على الجيش السلطاني في كثير من المواقع، وعجز قواده عن إلحاق الهزيمة به، ودامت ثورته المحمومة سبعة أعوام، كان واحداً من هؤلاء المتصوفة الذين عملوا لحساب الاستخبارات الفرنسية([20]).
وقد أقام أبو حمارة دولة في المناطق التي استولى عليها، وعين وزيراً لخارجيته أحد الجواسيس العاملين لحساب فرنسا، وهو عبد القادر التلمساني. وعين ضابطاً فرنسياً من أصل جزائري وزيراً للحرب، أما كابرييل ديلبريل([21]) الجاسوس الفرنسي، فقد عينه رئيساً لأركان الحرب، ومديراً للعلاقات العمومية.
وهكذا كانت كثير من الطرق الصوفية طابوراً خامساً، تعمل مع أعداء الإسلام جنباً إلى جنب، للقضاء على حركات الجهاد والمقاومة التي اندلعت ضدهم، ورضي زعماؤها أن يكونوا عملاء للمستعمرين، خائنين لأمتهم ولأوطا نهم.
وعلى العموم، فكل الصوفية بكل طوائفها وطرقها، لم تكن هي القادرة على الدفاع عن الأمة، أو الذود عن حياضها، وكانت بحق كالسرطان المستشري في جسم الأمة، الذي أصيب بالضعف والهزال بسببها، فكان الوقوف للاستعمار ودحره في تلك الحالة، أمراً يعد من المستحيل.
هذه بعض اللمحات عن الصوفية وموقفها من الجهاد ومقاومة المستعمرين، فنسأل الله أن يعيد للأمة سالف عزها ومجدها.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه.

( للتوسع أنظر كتاب الإنحرافات العلمية والعقدية في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين)


([1]) وذلك بحسب انحراف الطريقة الصوفية، وشدة ذلك الانحراف.
([2]) انظر: تحفة الزائر في تاريخ الجزائر والأمير عبد القادر. وهو مرجع سبق ذكره.
([3]) انظر: كتاب إحياء علوم الدين في ميزان العلماء والمؤرخين (ص:37) علي حسن عبد الحميد. مكتبة ابن الجوزي. الأحساء. الهفوف. الطبعة الأولى)1408هـ- 1988م).
([4]) إحياء علوم الدين (ص:5).
([5]) الأعلام (4/46).
([6]) وكان قد أهدي له لدى زيارته باريس عام (1867م).
([7]) الرحلة الحجازية (3/200).
([8]) أعلام المغرب العربي (1/216).
([9]) التجانية (ص:61).
([10]) الفكر والثقافة المعاصرة في شمال أفريقيا (ص:51- 52) أنور الجندي. الدار القومية للطباعة والنشر. القاهرة (1385هـ- 1965م).
([11]) المصدر السابق (ص:63).
([12]) أي السودان الغربي (السنغال وما حولها).
([13]) التيجانية (ص:65). وأرجع ابن الدخيل الله ذلك التناقض إلى دراسة الفوتي في الجامع الأزهر الذي كان له دور في توجيه حياته.
([14]) الأعلام (6/216).
([15]) الفكر والثقافة المعاصرة في شمال أفريقيا (ص:52).
([16]) الأعلام (6/188). وهو صاحب فهرس الفهارس ومن كبار العاكفين على علم الحديث. نسأل الله السلامة. وللشيخ محمد بشير الإبراهيمي: نشر الطي من أعمال عبد الحي في نقد سيرته. الأعلام (6/54).
([17]) الفكر والثقافة المعاصرة في شمال أفريقياص 52. وقد توفي الشيخ "بن باديس " عام 1359 هـ عن نحو خمسة وخمسين عافا، أوذي من القريب والبعيد، وجفاه أبوه، وقاطعه إخوته، واضطفدته السلطة المحتلة، وظل صابرا محتسئا ينشر دعوته، ويجاهد بقلمه حتى لبى نداء ربه، بعد حياة حافلة بالجهاد والتربية والعمل المثمر.
([18]) أعلام المغرب العربي (1/306).
([19]) اسمه: الجيلاني بن عبد السلام اليوسفي الزرهوني، أعدم بفاس يوم الخميس (23 شعبان 1327هـ).
([20]) اقرأ ترجمته ونبأ ثورته في: أعلام المغرب العربي (1/ 303- 397). وأطلق عليه المغاربة لقب: الدعي الفتان؛ لأنه ادعى أنه الأمير: محمد بن الحسن أخو السلطان عبد العزيز الذي كان مرشحاً في حياة أبيه السلطان الحسن للملك، ولكن الحاجب أحمد بن موسى النجاري اعتقله لما مات والده في ذي الحجة من عام (1311هـ) وأخذ البيعة لأخيه الصغير عبد العزيز، وكان بين الدعي وبين الأمير محمد بعض الشبه، وأتاحت له خدمته في القصر السلطاني أن يعرف كثيراً من الأمور التي تقوي ادعاءه فادعى أنه الأمير محمد، وصدقه الكثير من السذج والقبائل.
([21]) أخطر جاسوس فرنسي عاش في بلاط السلطان الحسن الأول وبلاط السلطان عبد العزيز. انظر: المصدر السابق (1/ 337). ومن المحتمل -وهو احتمال قوي- أن فرنسا عبر جاسوسها هذا قد زينت، لأبي حمارة أن يدعي أنه الأمير المذكور، ويقوم بثورته تلك، خصوصاً أنهما كانا يعملان معا في البلاط السلطاني. وقد جنت فرنسا من تلك الثورة المشئومة فوائد عظيمة، وكان إعلان الحماية على المغرب في أعقابها، وخسر المغرب من الأموال والعتاد والرجال ما لا يخطر على البال. وبعد أن قام أبو حمارة بالدور المطلوب تخلت عنه فرنسا، ليقع أسيراً في قبضة السلطان عبد الحفيظ، الذي حكم بإعدامه.

مستر/ عصام الجاويش 12-05-2010 07:59 AM

الصوفية مفتاح امريكا السري للشرق الأوسط الكبير الجديد
 
الصوفية مفتاح امريكا السري للشرق الأوسط الكبير الجديد
مفكرة الإسلام: قبل الحديث عن الدور المرتقب للحركة والتيار الصوفي على الساحة اليمنية خلال السنوات القادمة، لابد من التعريج على طبيعة العلاقة القائمة –اليوم- بين التصوف والغرب في ظل الصراع القائم بين ما يوصف بـ'الإسلام الأصولي' والغرب على الصعيد الفكري والعسكري. هذه العلاقة -القائمة على تقاطع المصالح بين واجهتين متناقضتين في أسسها العقدية ومنطلقاتها الحضارية والتاريخية- لن تجد لدى العقلاء من أبناء هذا التيار العريض قبولا –حسب تصوري، لأن خلاف التيار الصوفي مع 'الإسلام الصوفي' أو 'الإسلام الحركي السياسي' مهما بلغ لا يجوِّز لأتباع التصوف موالاة غير المسلمين على إخوانهم..

علاقة الغرب بالتصوف:

'.. مع انتهاء الحرب الباردة ومع تراجع القومية العربية ومع تزايد النضج السياسي للحركات الإسلامية ودخولها معترك الحياة السياسية، بدأت هذه الحركات في قيادة المقاومة للاستعمار الغربي.وهنا بدأ يظهر العداء الغربي للإسلام، وبدأ الحديث عن الإرهاب الإسلامي وضرورة إصلاح الخطاب الديني الإسلامي. ومما له دلالته أن العالم الغربي الذي يحارب الإسلام، يشجع الحركات الصوفية. ومن أكثر الكتب انتشاراً الآن في الغرب مؤلفات محيي الدين بن عربي وأشعار جلال الدين الرومي.



وقد أوصت لجنة الكونغرس الخاصة بالحريات الدينية بأن تقوم الدول العربية بتشجيع الحركات الصوفية. فالزهد في الدنيا والانصراف عنها وعن عالم السياسة يضعف ولا شك صلابة مقاومة الاستعمار الغربي. ومن ثم فعداء الغرب للإسلام ليس عداء في المطلق، وإنما هو عداء للإسلام المقاوم، ولأي شكل من أشكال المقاومة تتصدى لمحاولة الغرب تحويل العالم إلى مادة استعمالية'[1].



هذه التوصيف الدقيق لأبعاد الموقف السياسي الغربي من حركات التصوف -الذي يجليه الدكتور/ عبد الوهاب المسيري- ليس بعيدا عن الحقائق القائمة اليوم على واقع الحراك الدعوي للحركات الصوفية والظهور والاهتمام الإعلامي بهم عبر وسائل الإعلام المختلفة والقنوات الفضائية الرسمية وغير الرسمية.



ولفهم المزيد من طبيعة العلاقات القائمة بين الغرب وحركات التصوف نذكر هنا بمؤتمر [فهم الصوفية والدور الذي ستلعبه في رسم السياسة الأمريكية]، والذي عقد في مركز 'نيكسون' بالولايات المتحدة الأمريكية، في24/10/2003م أي بعد عامين من أحداث سبتمبر وعقب سقوط بغداد بأشهر قليلة، وكان الهدف من هذا المؤتمر حسب إعلان المنظمين له هو تقديم [الإسلام الوسطي] أو [الإسلام الثقافي] لصانعي القرار والأكاديميين الأمريكيين!!



وكان من أبرز المشاركين في المؤتمر، الذي أقيم برعاية وزارة الدفاع الأمريكية، بيرنارد لويس، أستاذ دراسات الشرق الأدنى بجامعة برينستون بولاية نيوجيرسي، وأحد أشد الكتاب الأمريكيين عداوة للإسلام من خلال كتاباته الناقدة والمستهدفة للإسلام، وهو من منظري الحرب الأساسيين على العراق، له العديد من المؤلفات المثيرة للجدل عن التاريخ العربي والإسلامي والشرق الأوسط، منها 'أين الخطأ' و'الصدام بين الإسلام والتحضر بالشرق الأوسط' و'كارثة الإسلام' و'الحرب المقدسة والإرهاب الرهيب'...

وفي الجانب المسلم شارك الشيخ محمد هشام قباني، نائب رئيس المجلس الأعلى الإسلامي في أمريكا، 'ISCA'، الذي تأسس عام 1997م, ويتبع الطريقة النقشبندية الصوفية، ويهدف فيما يهدف إليه إلى 'رسم مستقبل المسلمين في أمريكا وفي أرجاء العالم'. وكان القباني قدم في يناير عام 1999م محاضرة في وزارة الداخلية الأمريكية بعنوان [التطرف الإسلامي وخطورته على الأمن القومي الأمريكي]، أوضح فيها بـ'أنهم –كصوفيين- يبقون المتحدثين الأهم عن الجمعيات الإسلامية لمحاربة الإرهاب والتجمعات المتطرفة الدينية'. وقد لقبه 'بول ولوفتس'، نائب وزير الدفاع الأمريكي، بـ'الرجل الشجاع والأهم بأمريكا'، لأنه يبشر بالقيم مثل [كرامة الإنسان, حرية الرأى, العدالة المتساوية, احترام المرأة والتسامح الديني].



وتحدث الشيخ القباني في هذا المؤتمر قائلا: إنه يجب على الحكومة الأمريكية التعامل مع الصوفيين وليس الوهابيين، لأن الوهابيين يريدون الهيمنة على العالم الإسلامي مثلما تسيطر أمريكا على الغرب، وزعم بأن السعوديين يّدعون بأنهم سلفيون مثلما كان السلف الصالح في القرن الأول والثاني والثالث وهم في الحقيقة غير ذلك.



ووزعت خلال المؤتمر دراسة بيانية توضح المذاهب الإسلامية ونسبة المسلمين المنتمين لها, وبأن مجموعة السلفية الذين ينتمون إلى مدرسة ابن تيمية التي أطلقوا عليه اسم [جماعة الإسلام السياسي] والتي وضعوها داخل دائرة حمراء تضم حسب قولهم: [الوهابية, الجماعات الفلسطينية الإرهابية, الجماعات الإسلامية, حزب التحرير, جماعة التبليغ] هي التي تشكل خطرا على الإسلام.



هذه الحقيقة يؤكدها د.جهاد عودة و د. عمار علي حسن، في دراسة بعنوان [عولمة الحركة الإسلامية الراديكالية، الحالة المصرية]، بالقول: 'وفضلا عن الإخوان المسلمين، فإن هناك تيارا دينيا واسع الانتشار، يتعدى في تمدده حدود الدولة القومية، وهو الطرق الصوفية، حيث نجد أن بعض الطرق المصرية لها أتباع في دول عديدة بما فيها الدول الأوروبية والولايات المتحدة ذاتها. لكن سكونية هذا التيار وانسحابه السياسي، أو موالاته للحكم في مصر عبر التاريخ، وتماهيه في الفلكلور الشعبي أكثر من تفاعله مع الحالة السياسية، يخرجه من المعادلة التي نحن بصددها الآن. وإذا كانت للطرق الصوفية المصرية مواقف من القضايا الخارجية، فإن هذه المواقف، لا تخرج في الغالب الأعم عن تلك التي تتبناها الحكومة'[2].



إذن فالحركات الصوفية، في مصر أو في الوطن العربي، لا تخرج في مواقفها السياسية عن مواقف الحكومات العربية الخانعة غالبا، بل إن هذه الحكومات تواجه حركات المد الإسلامي السني [والسلفي خصوصا] بالاستناد إلى الفكر والحركات الصوفية، وعبر تقديمها كبديل تعليمي ومرجعي للأمة.



يقول الكاتب 'ستيفن شوارتز'، صاحب كتاب 'وجها الإسلام: الأصولية السعودية ودورها في الإرهاب'، في مقال بعنوان 'التعرف على الصوفية': 'ينطوي العالم الإسلامي على طيف واسع من التفسيرات الدينية. فإذا وجدنا في أحد أطراف الطيف المذهب الوهابي المتعصب الذي يتصف بالقسوة والاستبداد ما يجعله أشبه بالإيديولوجية العربية الرسمية السائدة منه بالمذهب الديني، فإننا نجد في الطرف الآخر التعاليم المتنورة للصوفية. لا تؤكد هذه التعاليم على الحوار داخل الإسلام وعلى الفصل بين السلطة الروحية وسلطة رجال الدين وعلى التعليم باللغة المحلية فحسب، بل إنها تحترم أيضاً جميع المؤمنين سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو يهود أو هندوسيين أو بوذيين أو من ديانات أخرى. وتشدد الصوفية علاوة على ذلك على التزامها باللطف والتفاعل والتعاون المتبادل بين المؤمنين بغض النظر عن مذاهبهم'. ويسرد الكاتب أمثلة متعددة على تسامح الصوفية مع العقائد غير الإسلامية بالقول: 'إن تاريخ الصوفية مليء بأمثلة عن التلاحم بين العقائد على عكس النزعة الانفصالية المتشددة التي تميز الأصولية الإسلامية. يشارك الصوفيون البلقان والأتراك المسيحيين في الأماكن المقدسة. ومازال الصوفيون في آسيا الوسطي يحتفظون بالتقاليد الموروثة عن الشامان والبوذيين. كما تكيّف الصوفيون في أفريقيا الغربية الناطقة بالفرنسية مع العادات المحلية، وكذلك الأمر بالنسبة للصوفيين في تركستان الشرقية الذين اقتبسوا من التعاليم الصينية مثل الكونفوشية والطاوية إضافة إلى تعلمهم فنون القتال دفاعاً عن النفس. لقد قبل الصوفيون في البلقان وتركيا ووسط آسيا العلمانية كمتراس ضد التعصب الديني واحتكار رجال الدين للأفكار الدينية'.



ويشير شوارتز إلى انشغال رموز الصوفية بالدنيا في الوقت الراهن بقوله: 'لكن معظم الصوفيون في العالم الإسلامي يعيشون حياة عمل عادية وقد أصبح بعضهم غنياً؛ ولقد قيل إنه عندما أقيمت جنازة الشيخ المالكي [يقصد محمد علوي المالكي] في مكة غصت مطارات السعودية بالطائرات الخاصة عدة أيام. وقد مارست الصوفية تأثيراً، وإن يكن محدوداً، على المفكرين والباحثين عن الروحانيات في الغرب أيضا'ً.



ويعطي أمثلة معاصرة لطبيعة تعايش الصوفية مع واقع الاحتلال الجديد للمنطقة: 'كردستان العراق مركز آخر للصوفية؛ إذ كان زعماؤهم الروحيون بارزين في قتال صدام حسن، وهم يدعمون الآن دعماً فاعلاً التحالف العراقي مع الولايات المتحدة الأمريكية. كذلك كان الصوفيون هم الملهمين للنضال ضد العدوان الروسي في الشيشان والمناطق القوقازية المسلمة الأخرى وذلك حتى نهاية التسعينات حين اغتصب العرب الوهابيون الصراع وحولوه في اتجاه إرهابي'، ويستحث شوارتز لاستغلال الصوفية في بث ثقافة العلمنة: 'يمكن أن نرى نموذجاً آخر حيث الصوفية هي الشكل المهيمن من الإسلام وذلك في بلاد تمتد من أفريقيا الغربية الناطقة بالفرنسية والمغرب إلى البلقان وتركيا وآسيا الوسطى ومن الهند إلى إندونيسيا. أثرت الصوفية هنا تأثيراً عميقاً على الثقافات المحلية مما سهل وجود المواقف العلمانية إضافة إلى التعايش السلمي مع غير المسلمين. ليس بمحض الصدفة أن المملكة المغربية وتركيا وإندونيسيا التي ينتشر فيها جميعاً الإسلام الصوفي هي الدول التي يعتبر أنها تحمل أفضل الإمكانيات لنشوء الديمقراطيات الإسلامية. بالطبع، فإن المسلمين في الهند، الذين بلغ عددهم الآن 130 مليون مسلماً، يعيشون منذ نصف قرن كأقلية في ديمقراطية نشطة'، ويضيف: 'قد تلعب التقاليد الروحية في الأمكنة التي تهيمن عليها الصوفية دوراً إيجابياً في تعزيز القيم المدنية التي تفضي إلى نشوء الديمقراطية. فمثلاً أعلن صوفيو البيكتاشي الذين يعيشون على الأراضي الألبانية والذين يبلغ عددهم 3 ملايين عضو ينتشرون من كوسوفو إلى شمال اليونان بجرأة أنهم 'أكثر المسلمين تقدماً في العالم!'، كما نبهني إلى ذلك بانفعال بابا طاهر أميني زعيمهم في مقدونيا عام 2003م. يشتهر هؤلاء خاصة بالتزامهم بحقوق المرأة والتعليم العام وهم الطريقة الصوفية الوحيدة التي تسمح بشرب الكحول'، ويواصل بالقول: 'تبقى الصوفية في هذه البلاد -من بينها سورية وإيران و السودان- أهدأ ما يكون. لا يمكن لأحد أن يتنبأ بالدور الذي قد تلعبه الصوفية هنا في النهاية، عندما يبدأ كل نظام أو يسرع في التحول بعيداً عن البعثية [في الحالة الأولى] أو حكم رجال الدين [في الثانية] أو الإسلام العنيف [في الثالثة]. لكن التزام الصوفية بالتعددية الدينية والفكرية لا يمكنه سوى تعزيز أية تطورات إيجابية قد تنشأ'.



لهذه الأسباب يرى شوارتز: أن 'من الواضح جداً أن على الأمريكيين أن يتعلموا المزيد عن الصوفية وأن يتعاملوا مع شيوخها ومريديها وأن يتعرفوا على ميولها الأساسية. ليس هذا صعباً، حيث يسهل العثور على بيوت اجتماع الطرق الصوفية في كل دولة إسلامية عدا المملكة العربية السعودية. يجب على أعضاء السلك الدبلوماسي الأمريكي في المدن الإسلامية من بريشتينا في كوسوفو إلى كشغار في غرب الصين ومن فاس في المغرب إلى عاصمة إندونيسيا جاكرتا أن يضعوا الصوفيين المحليين على قائمة زياراتهم الدورية. يجب أن ينتهز الطلاب الأمريكيون ورجال الأعمال وعمال الإغاثة والسائحون فرص التعرف على الصوفيين. الأهم من ذلك، أن أي شخص داخل أو خارج الحكومة يشغل موقعاً يسمح له بالتأثير على مناقشة ورسم سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط يمكنه أن يستفيد من فهم هذا التقليد الفطري من التسامح الإسلامي'، لكنه يحذر بهذا الصدد من إظهار الدعم الأجنبي للحركات الصوفية: 'لا حاجة للقول بأنه يجب تجنب القيام بمحاولات الاختيار أو الدعم المباشر لبديل صوفي عن الإسلام المتطرف. لكي تبقى الصوفية صادقة مع نفسها فإنها يجب أن تبقى حرة. لا يحتاج الصوفيون إلى المال بل يحتاجون إلى الفهم والاحترام كعنصر أساسي في المجتمع الإسلامي العالمي'، و'في نفس الوقت، ومن منطلق حقوق الإنسان، يجب على الولايات المتحدة الأمريكية أن تدافع عن الصوفيين ضد من يضطهدهم باستخدام العنف في كثير من الأحيان، خاصة في المملكة العربية السعودية. لابد من التأكيد على أنه في المملكة التي يهيمن عليها الوهابيون تبرز هناك ثقافة معارضة روحية صوفية تجذب الشباب خاصة. وعلى نقيض التطرف السعودي، بما فيه الدعم المفتوح للإسلام الراديكالي الذي تقدمه أغنى وأقوى شخصيات الرياض، فإن الصوفية تمثل التعددية الإسلامية التي لو أعيدت إلى المملكة العربية السعودية فإنه قد تغلق تدفق المال إلى القاعدة وحلفائها في جميع أنحاء العالم. وسيكون من الحماقة أن تضيع الولايات المتحدة هذه فرص في الحرب ضد الإرهاب'[3].



لقد نشرت وحدة البحث في الأمن القومي التابعة لمركز 'راند' بالولايات المتحدة، وهو من أهم معاقل المحافظين الجدد وأحد أذرعهم الفاعلة في توجيه السياسة الخارجية والدفاعية الأمريكية، ورقة بحثية مطولة تحت عنوان 'الإسلام المدني الديمقراطي: شركاء وموارد واستراتيجيات'، قدمت خلالها رصدا عاما للساحة الثقافية والسياسية الإسلامية ومختلف تياراتها الفاعلة، محددة على ضوء ذلك ملامح السياسة الأمريكية المطلوب توخيها في التعاطي مع الحالة الإسلامية الواسعة بمفرداتها المتنوعة.



'وهذه الوثيقة ليست مجرد ورقة بحثية تتعلق بحقل دراسي مخصوص، كما هو شأن البحوث الأكاديمية والإستراتيجية عادة، بقدر ما هي عبارة عن برنامج عمل سياسي مفصل. وتقسم الورقة الساحة الإسلامية إلى أربعة اتجاهات وتيارات كبرى، تيار أول تسميه بالأصوليين الذين هم بحسب التعريف الوارد 'الأكثر عداء للغرب عامة وللولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص، فهم يهدفون بدرجات متفاوتة إلى تقويض الحداثة والديمقراطية'، وتيار ثان أطلقت عليه أسم التقليديين الذين هم -بحسب وصف الورقة- إن كانوا أكثر اعتدالا وهدوء، إلا أنهم ليسوا على وفاق مع القيم الحداثية والديمقراطية، وهم ينقسمون بدورهم إلى تفريعات مختلفة، بعضها أميل إلى التوجهات الأصولية، وبعضها الآخر أكثر انشغالا بتثبيت المعايير والمؤسسات التقليدية للمجتمعات الإسلامية، أما التيار الثالث فتطلق عليه تسمية التحديثين الذين يراهنون على إدماج العالم الإسلامي في فضاء 'الحداثة العالمية'، ويرغبون في إصلاح الإسلام وتحديثه، على ما ورد في التقرير، أما التيار الرابع فتصفه بالعلماني، وهو تيار يحث المجتمعات الإسلامية على قبول الفصل بين الدين والدولة على منوال الديمقراطيات الصناعية الغربية، ويدعو إلى إرجاع الدين لدائرة الحياة الخاصة، ويصف التقرير هذا التيار بأنه الحليف الطبيعي والأوثق للولايات المتحدة الأمريكية'.



وبعد هذا التشخيص المفصل لمكونات الساحة الإسلامية، تنتهي الورقة إلى ضبط ما يشبه برنامج عمل مفصل يضبط صيغة التعامل مع هذه الاتجاهات الأربعة، ومن أبرز خطوط هذا البرنامج 'تشجيع التصوف خاصة في البلدان الإسلامية ذات التقاليد الصوفية الراسخة مثل أفغانستان وبقية الجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطي وفي العراق، نظرا لما يتسم به التصوف من مرونة وانفتاح في الرؤية والقراءة للنصوص الدينية على ما يذكره التقرير البحثي'[4].

إذن فالغرب وفقا لـ'ليبير نارد لويس' 'يسعى إلى مصالحة [التصوف الإسلامي] ودعمه لكي يستطيع ملء الساحة الدينية والسياسية وفق ضوابط [فصل الدين عن الحياة]، و[إقصائه نهائيا عن قضايا السياسة والاقتصاد]، وبالطريقة نفسها التي استخدمت في تهميش المسيحية في أوروبا والولايات المتحدة[5].

علاقة الصوفية بالسلطة:

تقوم فكرة التصوف في تجلياتها المتأخرة على فكرة الهيمنة على المجتمع من خلال الجانب الفكري والروحي، عبر تقديس الزعامات الروحية والفكرية للحركة في نفوس أتباع الطريقة، وذلك من خلال إضفاء هالة من التعظيم عليهم استنادا لمكانتهم السلالية [الانتساب لآل البيت] أو للأحوال والكرامات المكذوبة عنهم..



وبالتالي يمارس مرجعيات الصوفية السلطة ذاتها التي يمارسها القساوسة والرهبان في الديانات الأخرى، والمرجعيات والآيات في الفرق الشيعية والباطنية، الأمر الذي يخرج علماء الدين من دورهم كمبلغين وحاملين للعلم إلى مشرعين إضافيين في الإسلام.

ومن هنا فإن الحركة الصوفية تتأقلم –كما هو شأنها تاريخيا- مع السلطة الحاكمة طالما تركت لها مزاولة السلطة الروحية على المجتمع في حين تترك هي السياسة للحاكم يحكم بها كيف يشاء..



ومع ذلك فإن الصوفية لم تكن كذلك مطلقا، بل ظهرت في التاريخ الإسلامي حركات تصوف مجاهدة ناصرت المظلومين وقاومت الاحتلال ورفضت مظاهر الانحلال والإلحاد.. كما وقع مع الشيخ المجاهد عمر المختار بليبيا.



والصوفية في اليمن قديمة جدا، والحديث عنها ذو شجون، وقد مر عليها ما مر على الدعوات من قبلها، وعانت من الانحسار عقب سقوط الخلافة العثمانية التي عملت على نشر الصوفية وطرقها وشجعتها وتبنتها وناصرتها على مناوئيها. كما أن قيام الدولة السعودية وانتشار دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب التميمي على نطاق واسع من العالم الإسلامي أثر في اندثار التصوف وغياب معالم الوثنية الحديثة، أو ما عرف بـ'القبورية'[6]! كما أن بروز الحداثة وانتشار التعليم في العالم الإسلامي عموما، وفي اليمن أيضا، قلل من مظاهر الخرافة والدجل الذي مارسته الصوفية عبر قرون من الزمن.



إلا أن الصوفية في اليمن، كما هي في العالم، وعقب أحداث 11 سبتمبر، برزت بقوة وأصبحت تجد اهتماما إعلاميا ورسميا ملحوظا..



وعند الحديث عن الصوفية القبورية في اليمن لا يمكن إغفال أبرز معالمها الدينية.. قبر النبي هود علية السلام، المزعوم في حضرموت، والذي يشهد نشاطا صوفيا قبوريا يحضره عدد كبير من دول العالم، وبالأخص من جنوب وجنوب شرق آسيا، والمراسيم البدعية التي يقيمها رموز التصوف في وادي حضرموت تجد اهتماما في وسائل الإعلام الرسمية، ويقدم رموزها، كأمثال الشيخ عمر بن حفيظ -مدير دار المصطفى للدراسات الإسلامية، بتريم، والحبيب علي الجفري[7] –الداعية الصوفي المشهور، على أنهم رموز للاعتدال والوسطية!



كما لا يمكن إغفال أبرز معاقلها العلمية، 'دار المصطفى للدراسات الإسلامية' بتريم في حضرموت، والتي تأسست عام 1414هـ، وعلى الرغم أن مناهجها الشرعية لا تخضع لمناهج وزارة التربية والتعليم، ورغم أن الدار تعد من المدارس الدينية التي لا تخضع للوزارة عموما، كما هو الحال مع بقية المراكز والمدارس الدينية التي تعمل الحكومة على إغلاقها، إلا أنها تعمل بشكل علني ومستقل وتستقبل العديد من الطلاب غير اليمنيين [من دول مختلفة]!! وتقدم دراسة منهجية على مدار العام، ودورات متخصصة للدعاة والأئمة والخطباء وطلاب المدارس. وللدار العديد من الفروع داخل وخارج محافظة حضرموت. وهي تلزم الطلاب بدفع رسوم شهرية مقدارها 1000 ريال يمني!



وتضم مدينة تريم، التي يتمركز فيها النشاط الصوفي، عددا كبيرا من المخطوطات الصوفية، وقد أشار عبدالرحمن السقاف -مدير الهيئة العامة للآثار في حضرموت- في تصريح له للصحافة اليمنية إلى أن 'الهيئة التي يديرها ستعكف على مراجعة الفهرس العام لمكتبة الأحقاف للمخطوطات في مدينة تريم بمحافظة حضرموت والتي تضم ستة آلاف مخطوطة لكافة العلوم، والمقرر طباعته بجمهورية إيران الإسلامية وفقا لاتفاقية تعاون ثقافي بين اليمن وإيران'، وهذه التبرع السخي من حكومة إيران يأتي بغرض التقريب بين التيارين الصوفي والشيعي، وفي سبيل توظيف الموروث الفكري للتصوف في إزاء المد السني المتنامي في اليمن.

بالإضافة إلى دار المصطفى هناك صرح آخر يمثل الوجه التحديثي للصوفية، وهي جامعة الأحقاف التي يرأسها الدكتور عبد الله با هارون، والذي يرى في حوار له مع صحيفة '26 سبتمبر' الرسمية، [عدد 1051، ص10] بأن 'الصوفية هي شيء عظيم في تاريخ الأمة، احتاجت إليه ومازالت تحتاج إليه، وهو عنصر إيجابي يطهر النفس من نوازع الشر فيها وينمي نوازع الخير، يجعل الإنسان مخلصاً لله سبحانه وتعالى في حركاته وسكناته'. ويصف طبيعة التدين [الصوفي] في حضرموت بأنه 'نمط من التدين أثر على كل التكوين الثقافي في حضرموت، وهذا النمط حضري متدين يريد أن يبتعد دائماً عن الصراع، تدين فيه اعتدال، فيه ورع، فيه معاني روحية صوفية'، ويضيف في إطار حديثة عن مدينة المكلا بأن المرجعية التي تكونت في الساحل 'تكونت على اعتبار أن التدين أفضل من العمل السياسي، بمعنى الانفصال عن الصراع السياسي'، 'فتجنب العلماء الدخول في أي صراع منذ ذلك الحين وإلى الآن، وامتنعوا عن الدخول في الاستقطاب السياسي، وهذا جعلهم واسطة مقبولة بين المتصارعين أنفسهم وبين المتصارعين وعامة الشعب، وأُسست ثقافة سلمية قائمة على التورع عن الدم، والتورع عن المال، والقائمة على نشر المحبة وتعظيم قيم السلام والتآلف'!



هذا التدين الذي على أساسه تقوم جامعة الأحقاف بالمكلا اليوم، هو ذاته الذي جعل للجامعة الأهلية هذه ومخرجاتها قبولا على الصعيد الرسمي والدولي: 'ربما رأيتم زيارة دولة رئيس وزراء ماليزيا إلى كلية الشريعة، فقد زار الطلبة الدارسين في تريم في كلية الشريعة بدار المصطفى، وفي رباط تريم، وخاطبهم وأبدى إعجابه بالطريقة التي نشؤوا عليها، وهي طريقة علمية رصينة وتتسم بالاعتدال والبعد عن الصراع، ودون شك أن بلدانهم ترحب بهذا التوجه الايجابي، وهناك توقع لزيارة وزير الشؤون الدينية في أندونيسيا الذي أشعرنا أنه عندما يزور اليمن يريد أن يزور الكلية'، ويضيف 'وزارنا أيضاً وزير التعليم في تنزانيا، وآخرون من أفريقيا أو آسيا، وكل هذا يعني أن الدراسة في اليمن تحظى بتقدير كبير.. وشهادتنا تحظى، وكذا الدراسة تحظى، بأولوية وتقدير خارجي'.

والجامعة برغم كونها أهلية إلا أن 'جميع الطلبة اليمنيين [فيها] لا يدفعون رسوما إطلاقاً، ويدرسون مجاناً' بحسب تعبير رئيس الجامعة، 'أما تمويل الجامعة' والحديث لا يزال له 'فهو تمويل أهلي، أي من رجال الأعمال، بالذات المغتربين في الخارج، والدولة تشجع وتحث رجال الأعمال سواءً في الداخل أو في الخارج على دعم هذه المؤسسة التعليمية'.



وحول سؤال عن الدعم الرسمي الذي تحظى به الجامعة، يقول با هارون: 'فخامة الرئيس علي عبدالله صالح حضر حفل تخرج الدفعة الأولى من الجامعة، وقال كلمة نحن نعتبرها تلخيصاً لهدف الجامعة قال: جامعة الأحقاف جامعة طموحة وأنا أشجع هذا الطموح. وترجم التشجيع هذا إلى الأمر باستيعاب خريجي كلية الشريعة والبنات، للاستفادة من خبراتهم في المستوى الرفيع الذي تخرجوا به'، و'الآن جميع الخريجين استوعبوا بصورة أسرع، حيث تم استيعاب الخريجين من الكليات المدنية، وجميع الدفعات من الجامعة مستوعبة'.



الجامعة التي تدفع لعضو التدريس 'ضعف ما تدفعه الجامعات الحكومية'، حظيت من قبل الرئيس بدعم نوعي –حسب تعبير با هارون- و'المتمثل في منحنا أراضي استثمارية، كوقف تدر على الجامعة دخلاً مادامت الجامعة تقدم عملاً خيرياً لصالح المجتمع، كما وجه الأخ الرئيس باستيعاب عدد من خريجي كلية الشريعة بالمعهد العالي للقضاء' على 'اعتبار أنها –الجامعة- تمثل الطرح المعتدل القائم على التخصص العلمي والخطاب الديني المعتدل'.



وفي الجهة المقابلة من الساحل اليمني الغربي تنتصب جامعة 'دار العلوم الشرعية' بمدينة الحديدة، ويرأسها الشيخ محمد علي مرعي، وهي جامعة صوفية الانتماء، وتجد قبولا واهتماما رسميا، حيث يحضر الرئيس علي عبدالله صالح حفل التخرج السنوي للجامعة.

وفي كلمته –بمناسبة احتفال التخرج بالدفعة الثالثة في يناير 2004م- نوه الشيخ محمد علي مرعي بالرعاية التي يوليها رئيس الجمهورية 'للجامعة منذ أن بدأت كدار للعلوم الشرعية، إلى أن أصبحت جامعة تضم عدة كليات'، وأضاف: 'أن ما تحظى به المؤسسات العلمية في الوطن من اهتمام الأخ الرئيس، ومنها هذه الجامعة، هو تجسيد لنظرته الثاقبة ورؤيته البعيدة، التي ترى أن العلم هو أساس الحياة ومرتكز النهضة والتقدم، ولهذا كان الاهتمام بنشر العلم والتوسع فيه ليضاف منجز النهضة التعليمية إلى المنجزات العظيمة للأخ الرئيس وفي شتى مجالات الحياة وعلى مختلف الأصعدة'.



وفي الاحتفال بالدفعة السابعة للجامعة قال الرئيس: 'أهنِّئ الخريجين والخريجات, وأكرر الشكر لإدارة الجامعة وأساتذتها على هذه الروح الوطنية الرائعة, وعلى ما سنحصده من وراء تخرجكم من ثمار عندما تلتحقون بميدان العمل, وستكون هذه الثمار عظيمة لتنوير عامة الناس، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وقول الحقيقة, وأنا متأكد أنكم لن تقولوا إلا الحق ولن تجاروا أولئك الذين لديهم نزوات شخصية فردية وغير قادرين على التعبير عنها، فيلجؤون إلى استخدام مصطلحات غير سوية, ونحن ندعو لهم بالهداية والصلاح، وأن يهديهم الله إلى طريق الحق'، وهو يقصد بهم أتباع حركة الحوثي، وأضاف: 'أنا متأكد أننا بدأنا نجني ثمار الدفعات التي تخرجت من هذه الجامعة ونلمس ثمارها وروائحها العطرة في كل المحافظات'. من جهته رحب رئيس الجامعة بالرئيس وتوجه إليه مخاطبا 'إنه في عهدك الميمون تحقق للوطن الكثير من تطلعات أبنائه، حيث انتشرت آلاف المدارس والمعاهد وعشرات الجامعات، وأنجزت الكثير من مشاريع الخير والعطاء في مختلف جوانب البناء والإعمار والازدهار والتقدم، وأصبح الشعب يقطف ثمار كل ذلك وينال من خيراته'، وقال: 'إن الأعمال الكبيرة لا ينكرها إلا حاقد، وأن كل هذه المنجزات التاريخية وفي مقدمتها منجز الوحدة العظيم, ولما عرفت به يا فخامة الرئيس من الإقدام والشجاعة والحكمة في تحقيق كل ذلك, يجعل الشعب أكثر تمسكاً بقيادتك وأكثر حرصاً على مواصلتك قيادة مسيرته, وسيمنحك ثقته ويؤكد التفافه وراءك من أجل نهضة الوطن ومستقبله وأمنه وأمانه واستقراره, وعليك أن تستجيب لصوت الشعب الذي أوفيت له وأخلصت من أجل تحقيق مصالحه ورعايتها'. [26 سبتمبر، عدد 1262].



وقد وجه رئيس الجمهورية باستيعاب وتوظيف جميع خريجين الجامعة في مرافق الأوقاف والقضاء والتعليم منذ أعوامها الأولى، الأمر الذي شكل لها عامل جذب لدى الراغبين في تأمين وظائف حكومية لهم تتناسب مع ميولهم للدراسات الأدبية.

اليمن.. في ظل التصوف المرعي:

أشرنا إلى أن التصوف -والصوفية- يجد قبولا ورعاية غربية ومحلية من قبل الأنظمة الحاكمة، بما فيها اليمن، لا لشيء سوى للدور الفكري والتثقيفي الذي سيمارسه هذا التيار على المجتمع من خلال الهيمنة الروحية وتقديم الخطاب الديني البديل، والموصوف غربيا وعربيا بالمعتدل والوسطي والمتسامح!



'ومن بين النتائج الأخرى التي توصلنا إليها أن البيت الأبيض أقر استراتيجية سرية جديدة وضع لها عنوان 'Muslim World Outreach'، بمعنى الوصول إلى كامل العالم الإسلامي، وهي تنص للمرة الأولى أبداً أن للولايات المتحدة مصلحة أمن قومي في التأثير على ما يجري ضمن الإسلام نفسه. ولأن أمريكا ملوثة إشعاعياً في العالم الإسلامي [بمعنى مكروهة يتم تجنبها- المترجم]، كما عبر أحد المسئولين عن الوضع، فإن خطة الوصول لكل العالم الإسلامي تقتضي العمل من خلال أطراف ثالثة، مثل الدول الإسلامية المعتدلة والمؤسسات والجماعات الإصلاحية، من أجل الترويج للقيم المشتركة كالديمقراطية وحقوق المرأة والتسامح'.



'في أربعٍ وعشرين بلداً على الأقل، قدمت واشنطن الدعم المالي بصمت لعشرات البرامج الإذاعية والتلفزيونية الإسلامية، ولمقررات دراسية في المدارس الإسلامية، ولمراكز أبحاث إسلامية، ولورش عمل سياسية، ولبرامج أخرى تروم الترويج للإسلام المعتدل. الحكومة الفيدرالية في واشنطن إذن سوف تنفق لترميم المساجد والمحافظة على النسخ القديمة من القرآن، وحتى لبناء المدارس الإسلامية. وقد أثار هذا التشابك العام مع الإسلام الكثير من التساؤلات عما إذا كانت عملية التمويل هذه قانونية أصلاً، بسبب الفصل القاطع الذي يقيمه الدستور الأمريكي ما بين الدين والدولة'.



'على أية حال، تعيد وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الـ'سي آي إيه' بدورها إحياء برامج العمل السري التي ساعدت يوماً على كسب الحرب الباردة ضد الكتلة الشيوعية، وهدفها الآني هو وسائل الإعلام الإسلامية والقيادات الدينية والأحزاب السياسية. الوكالة إذن تتلقى حالياً زيادة انفجارية في المال والقوى العاملة والأصول للمساعدة بالتأثير على المجتمعات الإسلامية- حسب مسئول مخابراتي رفيع المستوى. ومن بين تكتيكاتها المتبعة مؤخراً: التعاون مع الناشطين الإسلاميين المختلفين مع تنظيم القاعدة، وشن حملات سرية لضرب مصداقية أكثر المعادين لأمريكا تعصباً بين الناس'.



وتصرح 'زينو باران'، محللة شؤون الإرهاب في مركز نيكسون، وأحد الذين أشرفوا على وضع إستراتيجية الوصول لكامل العالم الإسلامي، : 'عليك فقط أن تقدم المال وأن تساعد بخلق المساحة السياسية للمسلمين المعتدلين لينظموا صفوفهم ولينشروا وليذيعوا أفكارهم وليترجموا أعمالهم'! 'وأحد الحلول التي يروج لها في هذا السياق هو تقديم دعم أمريكي خفي للإصلاحيين المرتبطين بالصوفية، أحد أفرع الإسلام المتسامحة'.



وفي تقرير عن العلاقة مع الحركة الصوفية: 'يعتقد الإستراتيجيون الأمريكيون بشكل متزايد أن الحركة الصوفية بأفرعها العالمية قد تكون واحداً من أفضل الأسلحة ضد تنظيم القاعدة والإسلام الجهادي. فالصوفية بطرقها الباطنية تمثل برأيهم توجهاً مناقضاً للطوائف الأصولية كالوهابية التي يمنع أشد أئمتها تعصباً 'الموسيقى والرقص لا بل حتى الحب الرومانسي'، كما يقول التقرير. فالمزارات الصوفية دمرت في السعودية واضطر أتباعها إلى التواري عن الأنظار بعد اتهامهم بالزندقة بذريعة تقديسهم للقديسين. ولكن الصوفية تعود، ولها اليوم عشرات ملايين الأتباع المخلصين في آسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا وأفريقيا الغربية، ناهيك عن مئات الملايين ممن يتبعون التقاليد الصوفية. لكن النشطاء الصوفيين يقولون أنهم يواجهون في ميدان الدعوة مليارات الدولارات التي تنفقها الإرساليات المدعومة رسمياً من الدولة السعودية لنشر الوهابية.

وهناك صراعات حادة بين الوهابيين والصوفيين على الصعيد الأيديولوجي لفتت أنظار صناع السياسة الأمريكية بشدة. وبينما لا يستطيع الرسميون الأمريكيون أن يقروا الصوفية علناً، بسبب فصل الدين عن الدولة في الدستور الأمريكي، فإنهم يدفعون علناً باتجاه تعزيز العلاقة مع الحركة الصوفية. وهناك بالمقابل مجموعة صوفية في واشنطن نفسها تسعى لتعزيز العلاقة مع الإدارة الأمريكية. وتقول مديرة هذه المجموعة، واسمها هادية مير أحمدي: الهدف يجب أن يكون الحفاظ على تلك الأشياء التي تشكل النقيض الأيديولوجي للإسلام الجهادي. ومن بين البنود المقترحة هنا: استخدام المعونة الأمريكية لترميم المزارات الصوفية في الخارج، والحفاظ على وترجمة مخطوطاتها الكلاسيكية التي تعود إلى القرون الوسطى، ودفع الحكومات لتشجيع نهضة صوفية في بلادها. وقد اجتذبت الفكرة على ما يبدو ملك المغرب محمد الخامس الذي جمع القيادات الصوفية المحلية بصمت وعرض عليها ملايين الدولارات لاستخدامها في الدعوة ضد الأصولية الجهادية' -على ذمة التقرير!!

هذا هو الدور وهذه هي الخفايا المعلنة..

كتب بواسطة أنور قاسم محمد الخضري عن مفكرة الأسلام

مستر/ عصام الجاويش 12-05-2010 08:01 AM

دعم التيار الصوفي يخدم مصالح أمريكا و العلمانيين .
http://www.maktoobblog.com/userFiles...oudchichia.jpg
صورة للسفير الأمريكي في مصر يحتفل بمولد البدوي !!
نظرا لما أثاره تقرير "راند" من إشارات واضحة لدعم تيارات داخل المجتمعات الإسلامية تساهم و تأثر في صنع القرار داخل هذه المجتمعات، و هم العلمانيون بالإضافة إلى التيار التقليدي و الصوفي و الذي عبر عنهم التقرير (بأنهم´´الذين يقبلون بالصلاة في الأضرحة والقبور" و نظرا كذالك لما نشاهده هذه الأيام على شاشة القناة الثانية-2m العلمانية الفرانكفونية – من إهتمام كبير بالتصوف في غياب تام للبرامج الدينية. فشعرت حينذاك بتوافق كبيرا بين الرؤية الأمريكية و الغربية بصفة عامة للتصوف مع مصالح العلمانيين اللادينيين - و كأنهم يطبقون توصياتها و تقاريرها بالحرف الواحد-.وما تهدف إليه من خلال الخطة الأمريكية المسماة بـ (مشروع الشرق الأوسط الكبير)من محاربة للتيارات الإسلامية التي تتصدى للعدوان الأمريكي، تحت شعار: (محاربة الإرهاب). ويرى المروِّجون لهذا المشروع أن القوة المادية عسكرية كانت أم اقتصادية لا تكفي لهدم فكرة وبناء أخرى؛ فلا بد إذن من تيار إسلامي معارض لتلك التيارات منسجم مع الرؤية الأمريكية لمنطقة الشرق الأوسط.
فهل من مصلحة الغرب صعود التيار الصوفي؟
وهل من مصلحة الحكومات العربية دعم هذا التيار؟
لماذا نجد الدول العلمانية ينتشر فيها التصوف و الخرافة بشكل كبير؟
لمذا يشجع العلمانيون الخرافة والدجل و الشعوذة في جرائدهم و مجلاتهم؟
هذه مجموعة من التساؤلات نجيب على بعضها من خلال مجموعة من الحقائق و الأدلة:
يقول المستشرق الفرنسي المسلم إريك جيوفروي ـ المتخصص في الصوفية بجامعة لوكسمبورج، شمال فرنسا ـ في حوار صحفي(2): (وفي علاقتها بالحركات الإسلامية بالذات نجد أن الأنظمة العربية عملت على إدماج الصوفية في الحكم بهدف محاربة الظاهرة الإسلامية).
ويعد (برنارد لويس) أن تفاقم تأثير الحركات الأصولية الدينية في أواخر السبعينيات والثمانينيات، قضى نهائياً على أفكار غربيين كانوا يعتقدون أن التصوف الإسلامي السياسي يحُدُّ من تأثير الإسلام السياسي؛ فمقاومة السلطة السياسية من ملوك وأباطرة وفراعنة كما يؤكد دانيال بايبس وَجَدَ له الأصوليون تفسيراً في القانون الإسلامي، ولذا فإن الغرب يسعى إلى مصالحة (التصوف الإسلامي) ودعمه لكي يستطيع ملء الساحة الدينية والسياسية وفق ضوابط فصل الدين عن الحياة، وإقصائه نهائياً عن قضايا السياسة والاقتصاد، وبالطريقة نفسها التي استُخدمت في تهميش المسيحية في أوروبا والولايات المتحدة(3)
. أمـا ستيـفن شـوارتـز(4) فيقول:
… كيف يجب على الصوفية أن تدخل في الإستراتيجية الأمريكية للتعامل مع العالم الإسلامي؟
من الواضح جداً أن على الأمريكيين أن يتعلموا المزيد عن الصوفية، وأن يتعاملوا مع شيوخها ومريديها، وأن يتعرفوا على ميولها الأساسية… يجب على أعضاء السلك الدبلوماسي الأمريكي في المدن الإسلامية من بريشتينا في كوسوفو إلى كشغار في غرب الصين، ومن فاس في المغرب إلى عاصمة إندونيسيا جاكرتا أن يضعوا الصوفيين المحليين على قائمة زياراتهم الدورية. يجب أن ينتهز الطلاب الأمريكيون ورجال الأعمال وعمال الإغاثة والسائحون فرص التعرف على الصوفيين. الأهم من ذلك، أن أي شخص داخل أو خارج الحكومة يشغل موقعاً يسمح له بالتأثير على مناقشة ورسم سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط يمكنه أن يستفيد من فهم هذا التقليد الفطري من التسامح الإسلامي)(6).
وتقول الكاتبة (فارينا علم)(7) ـ وهي تمثل شريحة من الصوفية المـوجودة فـي الغـرب :….. من الممكن أن تصبح الصوفية اليوم ـ بتركيزها على القيم الإسلامية المشتركة ووضع الأهداف السامية نصب عينيها ـ بمثابة قوة كبيرة مضادة للإسلام السياسي المجاهد).
ويقـول البـاحث د. عبد الوهاب المسيـري: (ممـا له دلالـته أن العالم الغربي الذي يحارب الإسلام، يشجع الحركات الصوفية. ومن أكثر الكتب انتشاراً الآن في الغرب مؤلفات محيي الدين ابن عربي وأشعار جلال الدين الرومي، وقد أوصت لجنة الكونغرس الخاصة بالحريات الدينية بأن تقوم الدول العربية بتشجيع الحركات الصوفية؛ فالزهد في الدنيا والانصراف عنها وعن عالم السياسة يضعف ولا شك صلابة مقاومة الاستعمار الغربي…)(9).
ويؤكد المستشرق الألماني شتيفان رايشموت أستاذ علم الإسلاميات وتاريخ الإسلام بجامعة بوخوم، أن (مستقبل العالم الإسلامي سيكون حتماً للتيار الصوفي)(10).

ومن الجدير بالملاحظة أنه في عام (2001م) أُطلقت مجموعة من الخطابات السياسية حول الإسلام الذي يريده الغربيون؛ (فقد شرح رئيس الوزراء البريطاني المقصود بهذا في خطاب موجه للزعماء والمسؤولين بالدول الإسلامية، دعاهم فيه إلى أن يعملوا جاهدين على أن يهيمن الإسلام (العادي أو الرئيسي) استخدم لفظ (main stream) بحيث يخضع له جميع المسلمين في شتى أنحاء العالم، والفكرة نفسها عبر عنها وزير الخارجية الأمريكي (كولن باول) في شهر نوفمبر (2001م) في خطاب ألقاه بجامعة لويسفيل بولاية كنتاكي، حيث أشار إلى تبلور رؤية أمريكية للمجتمعات الإسلامية تقوم على أساس من قيم معينة تمس التكوين الثقافي والسياسي والعقدي لتلك المجتمعات)(11).
وفي يناير عام (2001م) أقيم المؤتمر العالمي الأول لدراسات الشرق الأوسط الذي عقد بمدينة ماينز الألمانية وقد كان برنامج المؤتمر مكتظاً بالبحوث والدراسات المتنوعة؛ أما ما يتعلق بالإسلام والحضارة الإسلامية فثمة بحثان هما: الإسلام الحديث والطريقة النقشبندية ـ المجددية الصوفية، والأولياء الصوفيون وغير الصوفيين(12).
وفي تقرير نشرته مجلة «يو إس نيوز آند وورلد ريبورت» الأمريكية بعنوان (عقول وقلوب ودولارات) نشر عام (2005م) يقول التقرير في إحدى فقراته: (يعتقد الإستراتيجيون الأمريكيون بشكل متزايد أن الحركة الصوفية بأفرعها العالمية قد تكون واحداً من أفضل الأسلحة، وبينما لا يستطيع الرسميون الأمريكيون أن يُقِرُّوا الصوفية علناً، بسبب فصل الدين عن الدولة في الدستور الأمريكي، فإنهم يدفعون علناً باتجاه تعزيز العلاقة مع الحركة الصوفية…، ومن بين البنود المقترحة هنا: استخدام المعونة الأمريكية لترميم المزارات الصوفية في الخارج والحفاظ على مخطوطاتها الكلاسيكية التي تعود إلى القرون الوسطى وترجمتها، ودفع الحكومات لتشجيع نهضة صوفية في بلادها)(15).
وفـي تقـريـر (عقـول وقلـوب ودولارات) الآنف الذكر يقرر أنه لا بد من حل لمشكلة التيارات الإسلامية وأن (هناك حلاً للمشكلة أخذ يشق طريقه بمساندة من الولايات المتحدة لإصلاحيين تجمعهم رابطة الصوفية التي تعتبر فرعاً متسامحاً من فروع الإسلام)(18).
وفي تطور آخر، زار رئيس الشؤون الدينية التركية (علي بارداكوغلو) واشنطن في العام الماضي، وذكرت مصادر صحفية أنه بحث مع الأمريكيين خلال زيارته سبل التعاون في تعمـيم النمـوذج التركـي، وطلـب منـه الأمريكيون خططاً ملموسة بهذا الشأن. ويبدو أن الأمريكيين اختاروا رئاسة الشـؤون الدينــية التركـيـة للتـعـاون في صــناعة ما يسـمونـه بـ (الإسلام المعتدل)، لخبراتها وتجاربها في إماتة الروح الإسلامية الفعالة وضبط المشاعر الدينية كمؤسسة رسمية خاضعة لنظام علماني، وتسيطر على كافة الشؤون الدينية في البلاد كالإفتاء وتعيين الأئمة والخطباء للمساجد ومدرسي القرآن وغير ذلك)(19).
النشاط الصوفي بعد أحداث سبتمبر:
ويلحظ المتابع للحركة الصوفية النشاط المتسارع بعد الحادي عشر من سبتمبر بافتتاح المدارس والأكاديميات والأربطة لاستقبال المريدين، والقيام بالمؤتمرات الدولية حول الصوفية والتصوف، ودعم وسائل النقل الثقافي:
ففي 28/3/2001م عقد في مدينة بامبرج الألمانية المؤتمر الثامن والعشرين للمستشرقين الألمان، ومن ضمن البحوث التي قدمت في المؤتمر بحث بعنوان «الأخوة الصوفية كحركات اجتماعية»، و (الحركة النقشبندية في داغستان) و (التيجانية) في غرب أفريقيا، وصورة الموالد الشعبية في مصر(20).
وفي عام (2002م) تم افتتاح أقسام لتعليم اللغات (الإنجليزية والفرنسية والإسبانية) في المعاهد الشرعية التابعة للشيخ (أحمد كفتارو) النقشبندي، وهذه الأقسام تستقبل الطلبة الناطقين بهذه اللغات أو تعلم الطلبة العرب هذه اللغات كي يقوموا بالتدريس في هذه الدول بعد ذلك(21).
وفي 12/7/2003م نظم المركز الثقافي الأوروبي البلغاري ندوة حول أدب التصوف في الإسلام(22).
وفي أغسطس عام (2003م) الموافق جمادى الآخرة (1424هـ) صدر العدد الأول من المجلة المنعوتة: بـ (مجلة البحوث والدراسات الصوفية) وهي من مطبوعات جمعية العشيرة المحمدية بمصر وتقع في حوالي (600) صفحة، وتصدر عن المركز العلمي الصوفي الذي يهدف إلى (إحياء التصوف في الأمة، ونشره على كافة مستوياتها، وبين كل فئاتها، وفي مختلف أوجه أنشطتها)!(23).
وفي عام (2003م) شهدت مدينة (الإسكندرية) في الفترة من (18 ـ 21) إبريل المؤتمر العالمي للطريقة الشاذلية بمدينة الإسكندرية وقد انعقدت جلسات المؤتمر بمكتبة الإسكندرية بالتعاون مع (منظمة اليونسكو) و (المركز الوطني الفرنسي للبحوث والدراسات العلمية) و (المعهد الفرنسي لآثار الشرقية) و (الوزارة الفرنسية للبحث العلمي) و (وزارة الخارجية الفرنسية) و (دار العلوم الإنسانية بفرنسا) وأخيراً (وزارة السياحة المصرية)(24).
وفي عام (2004م) أقيمت على مدى عشرين يوماً محاضرات عن الحلاج وابن عربي وابن الفارض في الدانمارك(25).
وفي سبتمبر من عام (2004م) تم افتتاح الأكاديمية الصوفية بمصر(26).
وفي 9/1/2004م أعلن في العراق عن تشكيل «الأمانة العليا للإفتاء والتدريس والبحوث والتصوف الإسلامي» التي من أهدافها «إنشاء المدارس الدينية ودعم الطرق الصوفية»(27).
وفي (10/9/2004م) أقيم مؤتمر هو اللقاء الأول من: (لقاءات سيدي شيكر العالمية للمنتسبين إلى التصوف) تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس)(28).
وفي ديسمبر من عام (2004م) أقيم في عاصمة مالي (باماكو) المؤتمر العالمي الأول للطرق الصوفية بغرب أفريقيا تحت شعار: (التصوف أصالة وتجدد)(31).
وفي الفاتح من سبتمبر من عام (2005) أقامت الجماهيرية الليبية مؤتمراً دولياً بعنوان: (الطرق الصوفية في أفريقيا/ حاضرها ومستقبلها) ومن أهداف المؤتمر اقتراح الخطط والوسائل والبرامج التي تساعد على تفعيل دوره، أما شعار المؤتمر فهو: (معاً من أجل تفعيل دور الطرق والزوايا الصوفية في أفريقيا)(32(
وفي(5) يوليو (2005م) أقيم مؤتمر (حقيقة الإسلام ودوره في المجتمع المعاصر) الذي بدأ أعماله في العاصمة الأردنية (عمان) برعاية العاهل الأردني الملك (عبد الله الثاني) وقد قرر في خطابه فكرة التصوف واصفاً له بالتصوف المعتدل،
مظاهر تسترعي الانتباه
. حـين دخلـت الـقـوات الصليـبية الأمريـكـية والبريطـانيـة إلى البلاد الأفغانيـة كـان أول ما قامـوا به أنـهـم فتـحوا المـزارات والأضـرحـة، وسـمحوا للمـوالد أن تقــام وروجـوا لها. يقـول أحـد شيـوخ الطـرق واسـمه (صوفي محمد) وهو فـي الستـين من عمـره لوكـالة (رويتـرز): (إن حركة طالبان المتعـصبة أغلـقـت المزارات وأوقفت الاحتفالات ومنعتنا مـن حـلقـات الذكـر والإنشـاد طــوال فـتــرة حكـمــها رغــم أنـهـا لم تتـوقف حتـى في وجـود الحـكم الشيوعي والاحتلال الروسي! وأنـا سعـيد جدـاً بسقوط تلك الحركة المتعصبة، وأمريـكا سمـحت لنـا بمـمارسـة طقـوسنا وإقامة موالدنا، ونحن نشكر لها ذلك وبشدة) هكذا قال وهكذا فعلت أمريكا: فتحت الأضرحة وأقامت الموالد لإحياء البدعة ومحاربة السنة ولتشويه الإسلام(37).
وفـي 16 شـوال 1426 حضر مولد البدوي السفير الامريكي في القاهرة معلناً عن إعجابه الشديد بعالم التصوف الإسـلامي، لافتـاً إلى ما تـنطوي علـيه الصوفية من تسامح، وما تجسده من قيم ومبادئ إسلامية رفيعة مثل الحق والخير والجمال!(41).

وفي العراق أيضاً ـ في مدينة كركوك ـ أوضح عدد من أهالي المدينة أن مِن المتصوفة في المدينة مَن أخذوا يهادنون الاحتلال والحكومة المعينة خوفاً من الاعتقال، خاصة شيخ الطريقة الكستزانية ويدعى محمد الكستزاني والذي أعلن قبل أشهر أن الجهاد في العراق ينبغي أن تنطبق عليه عدة شروط قبل إعلانه منها: صفاء القلب وتحقيق الصلة بين العبد وربه. وهو ما أثار حفيظة المقاومة العراقية وأهالي المدينة على حد سواء(42).
إن هذه المؤتمرات المتلاحقة حول التصوف تنبئ أن وراء الأكمة ما وراءها، وأن الأمة مقبلة على مد صوفي يراد إحياؤه من جديد بعد أن بدأ بالخمود، سواء أكان هذا التحرك ذاتياً من قِبَل الجماعات الصوفية، أم هو بتحريك غربي عربي؛ فالخطر العقائدي لا يزال قائماً.
إنها مخططات واضحة جلية، ودراسات تعي ما تريد وتخطط لما تطرح بخطوات ثابتة، بل توصي مثل هذه الدراسات بألا تقوم الولايات المتحدة بتدريب الأئمة المحليين في المساجد والمراكز الإسلامية لدعم الصوفية بنفسها، بل تمول في ذلك السلطات المحلية، على أن يتم بشكل مواز دعم التعليم العلماني في هذه المنطقة جنباً إلى جنب مع تقديم منح مالية لترميم ورعاية الأضرحة الصوفية والعناية بالمخطوطات والتراث الثقافي الصوفي. والخطوة الأكثر أهمية هي تعيين أئمة المساجد وخطبائها وتخصيص مناصب وزارية للمتعاطفين مع الصوفية.
ولْيكنْ معلوماً أن التصوف بطرقه ورجالاته ومريديه وأربطته لم يعد حالة من الزهد والتعبد الفردي كما بدأ؛ بل صار مؤسسات ضخمة لها امتداد عابر للقارات، بعضها يجتهد في أن يلعب دوراً دينياً وسياسياً واجتماعياً، وبعضها تماهى في الفلكلور وتم اختزاله إلى ظاهرة احتفالية بعد أن التصقت بثوب التقليدية، وتكلست عن إنتاج أي ممارسات سياسية إيجابية إلا ما تستفيد منه السلطة في تكريس نفسها. وهناك طرق صوفية تواكب الحداثة وتنخرط في العمل العام حتى تتمكن من دفع رموزها إلى قمة الهرم السياسي، ولكنها مع وصولها إلى قمة الهرم السياسي نجدها تفقد مقومات الإسلامية فيها(36)
إننا نخشى أن يؤاخذنا الله بعدم تبليغ دينه كما يريده سبحانه، ونخشى من انطماس حقائق الديانة، وانتشار الطائفين حول الأضرحة والقبور بحجة العبادة، وحلول الأذكار المبتدعة بالحركات الراقصة محل الأذكار النبوية التي تطمئن بها القلوب المؤمنة.كل هذا يقصد به
نشر الخرافة والشرك بين جنبات الأمة وإماتة روح العزة والفداء، والانهماك في حلقات راقصة من الذكر المزعوم، والاعتماد اعتماداً كلياً على كرامات مدَّعاة في تعلق عجيب،يضيع العقول و يستضبعها.
وبـناء على هذا فإنه لا يـصح شـرعـاً وواقـعاً أيـضاً جـعل الصـوفية وجميع المنتسبين إليها في سلة واحدة أو أن نحكم عليها بحكم عام يشمل جميع المتصوفة لا من جهة المواجهة ولا من جهة الحكم الشرعي التوصيفي؛ فلا بد إذن من معرفة الواقع الذي تعيشه هذه الجماعات حتى يتم الحكم والتعامل معها بناء على أسس علمية جلية.
إننا أمام مفارقة تاريخية تحتاج إلى الرصد والمتابعة.
المصادر:

(2) حاوره: هادي يحمد، إسلام أون لاين في (20/6/2004م). وانظر أيضاً جريدة الراية القطرية الأحد 30/1/2005 م.
(3) جريدة (الزمان) ـ العدد (1633) ـ التاريخ (12/10/2003م). وهو رئيس منتدى الشرق الأوسط بالولايات المتحدة.

(4) وهو صاحب كتاب «وجها الإسلام: الأصولية السعودية ودورها في الإرهاب».
(6) عن مجلة ويكلي ستاندرد «The Weekly Standard»، (7) شباط (2005م).
(7) بقلم فارينا علم المقال على موقع opendemocracy وهو بعنوان المبادئ الخمس لمستقبل الإسلام في (27/4/2005م).. وهي صحفية بريطانية من أصل بنغلاديشي، مقيمة في لندن وترأس تحرير مجلة: q-news
(9) www.aljazeera.ne
(10) من مقال بعنوان الصوفية.. هل تكون النموذج الأمريكي للتغيير؟ د. عمار علي حسن.. (26/2/2005م) اسلام أون لاين.
(11) (الأهرام: 18 ـ 12 ـ 2001). مقال بعنوان فرض «الإسلام المعدّل» بعد (11) سبتمبر (2001م) (14/01/2002م). وانظر أيضاً جريدة السفير اللبنانية في 22/12/2001م).
(12) أقيم هذا المؤتمر بجامعة يوهانسن جوتنبرج، كما أن المبادرة إلى عقده جاءت من رابطة دراسات الشرق الأوسط في أمريكا الشمالية، وتقرر أن يعقد تحت الإشراف المشترك لهذه الرابطة والرابطة الأوروبية لدراسات الشرق الأوسط، والروابط الفرنسية والألمانية والبريطانية والإيطالية لدراسات العالمين العربي والإسلامي. وقد حضره ألفا باحث وعالم ومفكر كما شارك في المؤتمر قرابة الألف من السياسيين الرسميين وغير الرسميين.. الأهرام (25 محرم 1423 هـ) الموافق (8 إبريل 2002م) العدد (42126).
(15) انظر الملحق الأسبوعي للعرب اليوم الأردنية في25/4/2005 وانظر أيضا الطبعة الإلكترونية من مجلة «يو إس نيوز آند وورلد ريبورت» الأمريكية العدد (25/4/2005م) Us news and world Report.
(18) الطبعة الإلكترونية من مجلة «يو إس نيوز آند وورلد ريبورت» الأمريكية العدد (25 ـ 4 ـ 2005م) Us news and world Report.
(19) من مقال بعنوان (ماذا وراء التقرب الأمريكي من الجماعات «الصوفية» في تركيا؟!) في (16 ـ 3 ـ 2004م) لإسماعيل باشا، إسلام أون لاين.
(20) انظر جريدة الشرق الأوسط الأربعاء 4 محرم 1422 هـ 28 مارس 2001 العدد 8156.
(21) وكالة الأنباء الفرنسية سبتمبر (2002م).
(22) انظر جريدة الشرق الأوسط السبت 13 جمادى الاولى 1424 هـ 12 يوليو 2003 العدد 8992. المحاضران هما: ألكسندر فسلينوف، والبروفيسور تسفيتان تيوفانوف الأستاذ في قسم الاستشراق بجامعة صوفيا. ومما يذكر ان الاساتذة فسلينوف وتيوفانوف وبليف كانوا قد أشهروا إسلامهم في أوقات سابقة وينشطون حالياً في مجال نشر الحقيقة عن الدين الحنيف في اوساط الرأي العام في بلغاريا.
(23) مجلة البحوث والدراسات الصوفية العدد الأول من مقدمة المجلة.
(24) انظر مجلة البحوث والدراسات الصوفية العدد الأول صفحة (595).
(25) www.aljazeera.net من الدعاة المعاصرين للتصوف في أوروبا عبد الواحد يحيى (رينيه جينو) الشاذلي والذي تذكر عنه مجلة البحوث والدراسات الصوفية أنه له أتباع بالملايين في فرنسا ودول أوروبا، وما زال تلاميذه يقومون برسالته حتى الآن، ومنهم الصوفي الفرنسي عبد الله كوديوفتش الذي يقوم بترجمة كتاب الفتوحات المكية لابن عربي إلى الفرنسية وهو يحمل لواء نشر الإسلام والفكر الصوفي في أوروبا، انظر مجلة الدراسات والبحوث الصوفية صفحة (196).
(26) نشـر فــي (14/7/2004م) فــي موقــع إســلام أون لايــن. نت 2004، انظر أخبار الأكاديمية على هذا الرابط http://www.asheira.org/news.php.
(27) جريدة الشرق الأوسط، الجمعـة 16 ذو القعـدة 1424 هـ، 9 يناير 2004 العدد 9173.
(28) وكالة الأنباء المغربية في (10/9/2004م).
(31) http://www. alelam. net/policy/details. php?id=1760&country=1&type=N.
(32) http: //www. libsc. org/LSC/elan1
(36) ذكرت جريدة الشرق الأوسط أن حزب العدالة والتنمية الصوفي النقشبندي قرر في عام (2004م) عدم اعتبار الزنا جريمة مع أن هذا يعد مخالفة صريحة لنص القرآن انظر جريدة الشرق الأوسط، الجمعة الموافق: (29/7/2005) العدد: (9740). (37) انظر www.islammemo.cc/historydb/one_news
(41) انـظر جـريـدة الخليـج «الإمـاراتـيـة» الصـادرة فـي 17 شـوال 1426هـ، الموافـق 19 نوفـمبـر 2005، العدد (9680). وانظر جريدة الشرق الاوسط الصادرة في 16شوال 1426هـ
(42)www.islammemo.cc/news/ السبت 22 رجب 1426هـ ـ 27 أغسطس 2005

نقلا عن مجلة البيان بتصرف

أفنان أحمد 12-05-2010 08:03 AM

طبعا الكلام كثير جدا لن أستطع قراءته كله
لكنى قرأت ما استطعت
ولأنها أوقات امتحانات و الوقت ضيق
نريد أن نصل إلى الحق
بإيجاز
فأرجو أن يجيبنى الأستاذ الفاضل
محب القوم عن سؤال واحد ..
هل تعتقد فى وحدة الوجود كما يقول شيخك ابن عربى ؟
أرجو الإجابة بنعم أو لا .


مستر/ عصام الجاويش 12-05-2010 08:07 AM

شاهد بالصوت والصوره الصوفيه ومنح البركات!!! والله فضائح
http://www.youtube.com/watch?v=16_js6NVcV0

مستر/ عصام الجاويش 12-05-2010 08:09 AM

مزالق التصوف

تأليف : حامد عبد الله الديراوي
لفت نظري هذا الكتاب بصغر حجمه وعدم شهرة مؤلفه حامد عبد الله الديراوي لا سيما وأن دار الرسالة ببيروت هي التي نشرته وهي من الدور العريقة
جاء في المقدمة سبب تأليف هذا الكتاب وهو اصطدام المؤلف بالصوفية وجهاً لوجه عند ذهابه للعمل الدعوي في روسيا وتركيا ، وهذا الصدام الذي حصل في الوقت الذي لم يكن المؤلف يعتبر التصوف من القضايا الساخنة على الساحة الإسلامية وكذلك لم يكن المؤلف مطلعاً على حقيقة التصوف وآثاره الخطيرة بل كان متعاطفاً معه ودافعاً عنه .
هناك في روسيا وتركيا يرفض الصوفيون أي صيغة أخري للإسلام غير التصوف بل كل دعوة للتصحيح عندهم هي من الوهابية الكفار !
ومع أن المؤلف لم يكن وهابياً فلقد اتهم بذلك مراراً ، ولما أصبح التصوف عقبة في طريق الدعوة في تلك المناطق وجد المؤلف نفسه ملزماً بدراسة الصوفية فبدأ بجمع المراجع عن الصوفية ومن أهمها كتاب " الكشف عن حقيقة الصوفية لأول مرة في التاريخ " للأستاذ محمود عبد الرؤوف القاسم الفلسطيني الأصل السوري الجنسية المقيم بعمان عاصمة الأردن حالياً .
سنستعرض بعض ما وصل له المؤلف من بحث في الصوفية و نقتطف بعضاً من المباحث الكثيرة التي تناولها المؤلف المقرونة بكثير من الاستشهادات والنصوص التي أوردها في بحثه .
1. أشار المؤلف إلى حقيقة مهمة وهي التفريق بين حقيقة التصوف وبين رجاله الذين تفاوتوا في الاستجابة لحقيقة التصوف فمنه من سار لنهاية الطريق حتى خرج من الإسلام ومنه من وقف في منتصفه أو أكثر أو أقل .
2. الحكم على التصوف يجب أن ينبع من منهجه ورؤيته هو للعقيدة والفكر و السلوك.
3. التصوف سابق على الإسلام حيث قد عرف في الصين باسم الطاوية وفي الهند بأسماء متعددة منها الجينية و الهندوسية و البوذية .
4. أول ظهور للتصوف في المسلمين كان بالزهد المبالغ فيه ، وتشكل في القرن الثالث الهجري على يد أبي هاشم من الكوفة الذي بنى زاوية في مدينة الرملة بفلسطين وكان أبو هاشم حلولياً دهرياً يقول بالحلول والاتحاد .
5. للصوفية اليوم تنظيم عالمي يدار من المركز العالمي في لندن ويصدر كتباً ومجلات أهمها مجلة " الصوفية المتجددة " .
6. مصادر الفكر الصوفي هي : الفكر اليوناني وأديان الهند والمسيحية المحرفة.
7. وحدة الوجود من أكبر انحرافات الصوفية وقال بها أغلب أئمتهم .
8. أما نظرية الحب الإلهي التي ظهرت عند صوفية البصرة فهي تعني حلول المحب وهوالعبد في المحبوب وهو الله وهذا من الكفر الصريح .
9. النبي صلى الله عليه وسلم الذي ادعت الصوفية محبته أساءت له الصوفية عندما غلت فيه إلى درجة الألوهية كما فعلت النصاري مع عيسى عليه السلام .
10. أما القرآن فلا يستحب للصوفي السالك حفظه ! ويفسرونه تفسيراً باطنياً .
11. الجهاد ذروة سنام الإسلام يتجاهله الصوفية في مواعظهم وكتبهم بل حرفوا تفسير قول الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا و اتقوا الله لعلكم تفلحون ) فقالوا في تفسيرها : لم يكن في زمن رسول الله غزو يربط فيه الخيل و لكنه انتظار الصلاة بعد الصلاة ! (عوارف المعارف للسهروردي ص 82 ).
12. الصوفية تحارب العلم بشدة لأنه يفضحها .
13. كثرة فرق الصوفية من مظاهر تشتت المسلمين ، لكنهم يجتمعون كلهم على أهم أصول التصوف وهو وحدة الوجود في حين يختلفون في الأذكار والأوراد .
14. علماء الصوفية جهلة في العلوم الشرعية ، وهم من المجروحين في الرواية وقد ذكر المؤلف نماذج من كلام العلماء في رؤساء الصوفية .
15. ذكر المؤلف قائمة بزعماء الصوفية التي كفرها العلماء .
هذه بعض النتائج التي بينها بحث المؤلف في الصوفية بعد اصطدامه بها في الواقع المعاصر وكشفت له عن استمرار الدور الهدام للصوفية في الواقع الإسلامي مما يعيق تقدم المسلمين ونهضتهم .

مستر/ عصام الجاويش 12-05-2010 10:40 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد

أختلف العلماء والباحثون في نشأة التصوف على أقوال كثيرة منهم من يقول نشأ قبل الاسلام ومنهم من يقول التصوف جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ، ومنهم من يقول التصوف حادث في الاسلام على أختلاف متى حدث فيه .

وليس موضوعنا هو نشأة التصوف بل هو شهادة شيخ مشايخ التصوف الطرق الصوفية بمصر الحبيبة محمد أبو الوفا التفتازاني

وقد تولى المشيخه في الفترة من 1983 إلى 1994 . وهذا رابط ويكيبيديا، الموسوعة الحرة فيه معلومات عنه

اضغط هنا

أما عن شهادته فقد قال في كتابه دخل إلى التصوف الاسلامي ص 3 :

(( على أن كلمة التصوف - وان كانت من الكلمات الشائعة - الا انها في نفس الوقت من الكلمات الغامضة التي تتعدد مفهوماتها وتتباين احيانا. والسبب في ذلك ان التصوف حظ مشترك بين ديانات وفلسفات وحضارات متباينة في عصور مختلفة ، ومن الطبيعي أن يعبر كل صوفي عن تجربته في اطار ما يسوده محتمعه من عقائد وافكار ، ويخضع تعبيره عنها أيضا لما يسود حضارة عصره من اضمحلال وازدهار ))

وقال أيضا : (( والتصوف نوعان : أحدهما ديني ، والآخر فلسفي : فالتصوف الديني ظاهرة مشتركة بين الاديان جميعا ، سواء في ذلك الاديان السماوية والاديان الشرقية القديمة ... الخ ))

http://i226.photobucket.com/albums/d...madkhel_00.jpg

http://i226.photobucket.com/albums/d...madkhel_03.jpg

وهذه شهادة من هذا الشيخ الصوفي بأن التصوف أمر مشترك بين الديانات حتى الشرقية ، فلا تعجب أن رأيت صوفي هندوسية أو بوذي أو يهودي أو نصاري ، ويوافق صوفية المسلمين بالعقائد لأن مشربهم واحد ، والاسلام بريئ من هذا التصوف بل جاء الاسلام لمحاربة الاديان الوضعية والاديان المحرفة فكيف يكون معم في كفة واحدة ؟؟!!

هذا والله تعالى أعلا وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

============

أبو عثمان

مستر/ عصام الجاويش 12-05-2010 10:46 AM

من وراء دعم وانتشار الطرق الصوفية في العالم الاسلامي ؟
نقض العرى .. رؤية في البديل الغربي للتيار السلفي
محمد بن عبد الله المقدي
</TD< tr>

عن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لتُنقضن عرى الإسلام عروة عروة؛ فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها»(1).

إن حزب النقض كان ولا يزال يكيد لهذه الأمة ويمكر بها ويلفتها عن دينها، وإن المتتبع للمكر العالمي يرى تبرماً من ظهور نهج أهل السنة والجماعة في الفهم والسلوك، فأجلبوا عليه بخيلهم ورجلهم.

وقـد ظـهر جليـاً أن مـن أهـم أهداف الخطة الأمريكية المسماة بـ (مشروع الشرق الأوسط الكبير) محاربة التيارات الإسلامية التي تتصدى للعدوان الأمريكي، تحت شعار: (محاربة الإرهاب). ويرى المروِّجون لهذا المشروع أن القوة المادية عسكرية كانت أم اقتصادية لا تكفي لهدم فكرة وبناء أخرى؛ فلا بد إذن من تيار إسلامي معارض لتلك التيارات منسجم مع الرؤية الأمريكية لمنطقة الشرق الأوسط.

يقول المستشرق الفرنسي المسلم إريك جيوفروي ـ المتخصص في الصوفية بجامعة لوكسمبورج، شمال فرنسا ـ في حوار صحفي(2): (وفي علاقتها بالحركات الإسلامية بالذات نجد أن الأنظمة العربية عملت على إدماج الصوفية في الحكم بهدف محاربة الظاهرة الإسلامية).

ويعد (برنارد لويس) أن تفاقم تأثير الحركات الأصولية الدينية في أواخر السبعينيات والثمانينيات، قضى نهائياً على أفكار غربيين كانوا يعتقدون أن التصوف الإسلامي السياسي يحُدُّ من تأثير الإسلام السياسي؛ فمقاومة السلطة السياسية من ملوك وأباطرة وفراعنة كما يؤكد دانيال بايبس وَجَدَ له الأصوليون تفسيراً في القانون الإسلامي، ولذا فإن الغرب يسعى إلى مصالحة (التصوف الإسلامي) ودعمه لكي يستطيع ملء الساحة الدينية والسياسية وفق ضوابط فصل الدين عن الحياة، وإقصائه نهائياً عن قضايا السياسة والاقتصاد، وبالطريقة نفسها التي استُخدمت في تهميش المسيحية في أوروبا والولايات المتحدة(3).

أمـا ستيـفن شـوارتـز(4) فيقول: (ليست التعددية الإسلامية فكرة جديدة نشأت في الغرب وتُقَدَّم كشفاء ناجع للغضب الإسلامي، بل إنها حقيقة قديمة. ينطوي العالم الإسلامي على طيف واسع من التفسيرات الدينية. فإذا وجدنا في أحد أطراف الطيف المذهبَ الوهابي(5) المتعصب الذي يتصف بالقسوة والاستبداد ما يجعله أشبه بالإيديولوجية العربية الرسمية السائدة منه بالمذهب الديني؛ فإننا نجد في الطـرف الآخـر التعاليمَ المتنـورة للصـوفية. لا تؤكـد هـذه التعاليم على الحوار داخل الإسلام وعلى الفصل بين السلطة الروحـية وسلطة رجال الدين وعلى التعليم باللغة المحلية فحسب، بل إنها تحترم أيضاً جميع المؤمنين، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو يهود أو هندوسيين أو بوذيين أو من ديانات أخرى، تشدد الصوفية علاوة على ذلك على التزامها باللطف والتفاعل والتعاون المتبادل بين المؤمنين بغض النظر عن مذاهبهم.

ثم يقول: (إذا أخذنا هذه الصورة المتنوعة بعين الاعتبار؛ فكيف يجب على الصوفية أن تدخل في الإستراتيجية الأمريكية للتعامل مع العالم الإسلامي؟

من الواضح جداً أن على الأمريكيين أن يتعلموا المزيد عن الصوفية، وأن يتعاملوا مع شيوخها ومريديها، وأن يتعرفوا على ميولها الأساسية... يجب على أعضاء السلك الديبلوماسي الأمريكي في المدن الإسلامية من بريشتينا في كوسوفو إلى كشغار في غرب الصين، ومن فاس في المغرب إلى عاصمة إندونيسيا جاكرتا أن يضعوا الصوفيين المحليين على قائمة زياراتهم الدورية. يجب أن ينتهز الطلاب الأمريكيون ورجال الأعمال وعمال الإغاثة والسائحون فرص التعرف على الصوفيين. الأهم من ذلك، أن أي شخص داخل أو خارج الحكومة يشغل موقعاً يسمح له بالتأثير على مناقشة ورسم سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط يمكنه أن يستفيد من فهم هذا التقليد الفطري من التسامح الإسلامي)(6).

وتقول الكاتبة (فارينا علم)(7) ـ وهي تمثل شريحة من الصوفية المـوجودة فـي الغـرب ـ: (إن الروحـانـيـة الإسـلامـية ـ الصوفية ـ تعتبر الجزء المكمل لحياة المسلم الدينية، وقد قدم أولياء وشيوخ الصوفية نظرة منهجية لمعرفة الله تستند على تلاوة الابتهالات، والتدرب على تطوير شخصية ورعة قويمة، بغية إذلال الأنا وتكريس النفس لخدمة المجتمع. ومن الممكن أن تصبح الصوفية اليوم ـ بتركيزها على القيم الإسلامية المشتركة ووضع الأهداف السامية نصب عينيها ـ بمثابة قوة كبيرة مضادة للإسلام السياسي المجاهد).

وتستطرد قائلة: (وقد حذرت التعاليم الإسلامية الكلاسيكية علماء الدين من التقرب الكبير من السلطة السياسية).

يقول (دانيال بايبس): (إن هناك أخباراً سارة تقول: إن فكرة أن الإسلام المتطرف والعنفي هو المشكلة، وأن الإسلام المعتدل هو الحل تلقى رواجاً واسعاً مع الوقت... كذلك فإن أشخاصاً بارزين مثل أحمد صبحي منصور، ومحمد هشام قباني يرفعون أصواتهم..)(8).

ويقـول البـاحث د. عبد الوهاب المسيـري: (ممـا له دلالـته أن العالم الغربي الذي يحارب الإسلام، يشجع الحركات الصوفية. ومن أكثر الكتب انتشاراً الآن في الغرب مؤلفات محيي الدين ابن عربي وأشعار جلال الدين الرومي، وقد أوصت لجنة الكونغرس الخاصة بالحريات الدينية بأن تقوم الدول العربية بتشجيع الحركات الصوفية؛ فالزهد في الدنيا والانصراف عنها وعن عالم السياسة يضعف ولا شك صلابة مقاومة الاستعمار الغربي...)(9).

ويؤكد المستشرق الألماني شتيفان رايشموت أستاذ علم الإسلاميات وتاريخ الإسلام بجامعة بوخوم، أن (مستقبل العالم الإسلامي سيكون حتماً للتيار الصوفي)(10).

ومن الجدير بالملاحظة أنه في عام (2001م) أُطلقت مجموعة من الخطابات السياسية حول الإسلام الذي يريده الغربيون؛ (فقد شرح رئيس الوزراء البريطاني المقصود بهذا في خطاب موجه للزعماء والمسؤولين بالدول الإسلامية، دعاهم فيه إلى أن يعملوا جاهدين على أن يهيمن الإسلام (العادي أو الرئيسي) استخدم لفظ (
main stream) بحيث يخضع له جميع المسلمين في شتى أنحاء العالم، والفكرة نفسها عبر عنها وزير الخارجية الأمريكي (كولن باول) في شهر نوفمبر (2001م) في خطاب ألقاه بجامعة لويسفيل بولاية كنتاكي، حيث أشار إلى تبلور رؤية أمريكية للمجتمعات الإسلامية تقوم على أساس من قيم معينة تمس التكوين الثقافي والسياسي والعقدي لتلك المجتمعات)(11).

وفي يناير عام (2001م) أقيم المؤتمر العالمي الأول لدراسات الشرق الأوسط الذي عقد بمدينة ماينز الألمانية وقد كان برنامج المؤتمر مكتظاً بالبحوث والدراسات المتنوعة؛ أما ما يتعلق بالإسلام والحضارة الإسلامية فثمة بحثان هما: الإسلام الحديث والطريقة النقشبندية ـ المجددية الصوفية، والأولياء الصوفيون وغير الصوفيين(12).

في صيف عام (2002م) أصدرت مؤسسة (راند)(13) البحثية مقالة(14) عكست فيها رؤيتها للفروقات والتباينات بين الفئات والجماعات الإسلامية المختلفة في العالمين العربي والإسلامي، وسوف نورد منه بعض الفقرات التي تبين مدى اهتـمام الغرب بالصـوفـية أو ما يسـمونه بالإسلام التقليدي، فإن التقرير يقول:

(ومن الواضح أن الولايات المتحدة الأمريكية بل العالم الصناعي المتمدن بأسره يفضلون عالماً إسلامياً يتماشى مع بقية النظام؛ أي يريدون عالماً إسلامياً يتسم بالديمقراطية، بالقابلية للنمو، بالاستقرار السياسي، بالتقدم الاجتماعي، بالتبعية لقوانين ومعايير السلوك الدولي. هذا بالإضافة إلى أن هذا العالم الإسلامي «المفضل» مُلزَم بالمساهمة في منع أي (صدام للحضارات)، بكل صوره المتاحة والممكنة الممتدة من القلاقل المحلية المتصاعدة بسبب الصراعات بين الأقليات المسلمة والمواطنين (الأصليين) في الغرب؛ إلى العمليات العسكرية المتصاعدة عبر العالم الإسلامي، وما ينتج عنها من إرهاب وعدم استقرار.

ومـن ثـم فإن من الحكـمة والاتـزان تشجيع تـلك العـنـاصر ـ الموجودة في داخل الخلطة الإسلامية ـ التي تُظهر أكبر قدر ممكن من التعاطف والانسجام تجاه السلام العالمي، والمجتمع الدولي والديمقراطية والحداثة. إلا أن الأمر لا يبدو بهذه السهولة؛ فتعريف تلك العناصر وإيجاد الأسلوب الأمثل والأنسب للتعامل معها ليس بالأمر الهين.

ثم رصد التقرير أربعة عناصر موجودة على الساحة الإسلامية، وهي:
ـ الأصوليون الذين يرفضون القيم الديمقراطية والثقافة الغربية الراهنة.
ـ التقليديون الذين يسعون إلى خلق مجتمع محافظ.
ـ الحِداثيون (أهل الحداثة) الذين يبغون عالماً إسلامياً مندمجاً في داخل الحداثة العالمية.
ـ العلمانيون وهم يريدون عالماً إسلامياً مختزلاً للدين في الدوائر الخاصة على غرار الديمقراطيات الغربية.
ثم يوصي التقرير بوصايا متعددة للتعامل مع هذه التصنيفات. ومن هذه الوصايا:

ـ تأييد الاتجاه الصوفي، ونشره، والدعوة إليه..
ففي تقرير نشرته مجلة «يو إس نيوز آند وورلد ريبورت» الأمريكية بعنوان (عقول وقلوب ودولارات) نشر عام (2005م) يقول التقرير في إحدى فقراته: (يعتقد الإستراتيجيون الأمريكيون بشكل متزايد أن الحركة الصوفية بأفرعها العالمية قد تكون واحداً من أفضل الأسلحة، وبينما لا يستطيع الرسميون الأمريكيون أن يُقِرُّوا الصوفية علناً، بسبب فصل الدين عن الدولة في الدستور الأمريكي، فإنهم يدفعون علناً باتجاه تعزيز العلاقة مع الحركة الصوفية...، ومن بين البنود المقترحة هنا: استخدام المعونة الأمريكية لترميم المزارات الصوفية في الخارج والحفاظ على مخطوطاتها الكلاسيكية التي تعود إلى القرون الوسطى وترجمتها، ودفع الحكومات لتشجيع نهضة صوفية في بلادها)(15).

في (30/1/2004م) نشرت جريدة (يني شفق) التركية خبراً مفاده أن الرئيس الأمريكي (جورج بوش) عرض على رئيس الوزراء التركي (رجب طيب أردوغان) خلال استقباله في البيت الأبيض يوم (28/1/2004م) معالم المشروع الأمريكي الجديد لـ (الشرق الأوسط الكبير) الذي يمتد من المغرب حتى إندونيسيا، مروراً بجنوب آسيا وآسيا الوسطى والقوقاز. وحسب ما جاء في الصحيفة؛ فإن المشروع طبقاً لما عرضه الرئيس الأمريكي، جعل من تركيا عموداً فقرياً، حيث تريد واشنطن منها أن تقوم بدور محوري فيه، حيث تتولى الترويج لنموذجها الديمقراطي واعتدالها الديني، لدرجة أن الرئيس الأمريكي اقترح أن تبادر تركيا إلى إرسال وعاظ وأئمة إلى مختلف أنحاء العالم الإسلامي لكي يتولوا التبشير بنموذج الاعتدال المطبق في بلادهم، وأن هذا النموذج هو الأصلح للتطبيق في العالم الإسلامي، ومن ثم الأجدر بالتعميم لأسباب ثلاثة:

أولها: أنه ملتزم بالعلمانية التي تهمش دور الدين إلى حدّ كبير، بل وتعارض أي دور للدين في الحياة العامة.

السبب الثاني: أن تركيا تعتبر نفسها جزءاً من الغرب، وموالاتها للولايات المتحدة ثابتة ولا شبهة فيها، ومن ثم فهي تعد جزءاً من العائلة الغربية، وتحتفظ مع العالم الإسلامي بعلاقات شكلية.

السبب الثالث: أن تركيا لها علاقاتها الوثيقة مع إسرائيل، وهو الأمر الذي يلقى ترحيباً وتشجيعاً كبيرين من جانب واشنطن ودول الاتحاد الأوروبي(16).

(النموذج التركي.. الهدف.. كل هذه العوامل أسرعت بالدفع بخيار الحوار مع الإسلاميين المعتدلين في المنطقة إلى المقدمة، نموذج حزب العدالة والتنمية التركي بزعامة رجب طيب أردوغان في طبعته العربية هو ما تحلم به الإدارة الأمريكية لتسييده في المنطقة)(17).

وفـي تقـريـر (عقـول وقلـوب ودولارات) الآنف الذكر يقرر أنه لا بد من حل لمشكلة التيارات الإسلامية وأن (هناك حلاً للمشكلة أخذ يشق طريقه بمساندة من الولايات المتحدة لإصلاحيين تجمعهم رابطة الصوفية التي تعتبر فرعاً متسامحاً من فروع الإسلام)(18).

وتـؤكد بعـض الدراسـات (أن هنـاك تطـورات تشير إلى أنهـم يبحـثـون عن ضالتهم في الجماعات الإسلامية التركية التي يغـلب علـى معظمها الصبغة الصوفية بأشكالها المختلفة... واستنـاداً لتـقارير نشرتها بعض الصحف التركية خلال الأيـام الأخـيرة، فإن مسؤولين مـن السفارة الأمـريكـية في أنـقرة، قاموا بزيارات إلى بعـض الجماعات الإسلامية والمؤسـسات الخـيرية لدراسـة مـدى شعـبية ونفـوذ كل جـماعة، وتشـيـر المصـادر نفسـها إلى أن الأمريـكيين يعـرضون على زعماء الجماعات التي يزورونها التعاون الاستراتيجي في نشر ما يسمى بـ (الإسلام المعتدل) في إطار مشروع الشرق الأوسط الكبير، وتقديم الدعم المادي والسياسي لجماعاتهم، وفتح مجال الدراسة لطلابهم في الولايات المتحدة. وفي تطور آخر، زار رئيس الشؤون الدينية التركية (علي بارداكوغلو) واشنطن في نهاية الشهر الماضي، وذكرت مصادر صحفية أنه بحث مع الأمريكيين خلال زيارته سبل التعاون في تعمـيم النمـوذج التركـي، وطلـب منـه الأمريكيون خططاً ملموسة بهذا الشأن. ويبدو أن الأمريكيين اختاروا رئاسة الشـؤون الدينــية التركـيـة للتـعـاون في صــناعة ما يسـمونـه بـ (الإسلام المعتدل)، لخبراتها وتجاربها في إماتة الروح الإسلامية الفعالة وضبط المشاعر الدينية كمؤسسة رسمية خاضعة لنظام علماني، وتسيطر على كافة الشؤون الدينية في البلاد كالإفتاء وتعيين الأئمة والخطباء للمساجد ومدرسي القرآن وغير ذلك)(19).

* النشاط الصوفي بعد أحداث سبتمبر:

ويلحظ المتابع للحركة الصوفية النشاط المتسارع بعد الحادي عشر من سبتمبر بافتتاح المدارس والأكاديميات والأربطة لاستقبال المريدين، والقيام بالمؤتمرات الدولية حول الصوفية والتصوف، ودعم وسائل النقل الثقافي:

ففي 28/3/2001م عقد في مدينة بامبرج الألمانية المؤتمر الثامن والعشرين للمستشرقين الألمان، ومن ضمن البحوث التي قدمت في المؤتمر بحث بعنوان «الأخوة الصوفية كحركات اجتماعية»، و (الحركة النقشبندية في داغستان) و (التيجانية) في غرب أفريقيا، وصورة الموالد الشعبية في مصر(20).

وفي عام (2002م) تم افتتاح أقسام لتعليم اللغات (الإنجليزية والفرنسية والإسبانية) في المعاهد الشرعية التابعة للشيخ (أحمد كفتارو) النقشبندي، وهذه الأقسام تستقبل الطلبة الناطقين بهذه اللغات أو تعلم الطلبة العرب هذه اللغات كي يقوموا بالتدريس في هذه الدول بعد ذلك(21).

وفي 12/7/2003م نظم المركز الثقافي الأوروبي البلغاري ندوة حول أدب التصوف في الإسلام(22).

وفي أغسطس عام (2..3م) الموافق جمادى الآخرة (1424هـ) صدر العدد الأول من المجلة المنعوتة: بـ (مجلة البحوث والدراسات الصوفية) وهي من مطبوعات جمعية العشيرة المحمدية بمصر وتقع في حوالي (600) صفحة، وتصدر عن المركز العلمي الصوفي الذي يهدف إلى (إحياء التصوف في الأمة، ونشره على كافة مستوياتها، وبين كل فئاتها، وفي مختلف أوجه أنشطتها)!(23).

وفي عام (2003م) شهدت مدينة (الإسكندرية) في الفترة من (18 ـ 21) إبريل المؤتمر العالمي للطريقة الشاذلية بمدينة الإسكندرية وقد انعقدت جلسات المؤتمر بمكتبة الإسكندرية بالتعاون مع (منظمة اليونسكو) و (المركز الوطني الفرنسي للبحوث والدراسات العلمية) و (المعهد الفرنسي لآثار الشرقية) و (الوزارة الفرنسية للبحث العلمي) و (وزارة الخارجية الفرنسية) و (دار العلوم الإنسانية بفرنسا) وأخيراً (وزارة السياحة المصرية)(24).

وفي عام (2004م) اقيمت على مدى عشرين يوماً محاضرات عن الحلاج وابن عربي وابن الفارض في الدانمارك(25).

وفي سبتمبر من عام (2004م) تم افتتاح الأكاديمية الصوفية بمصر(26).

وفي 9/1/2004م أعلن في العراق عن تشكيل «الأمانة العليا للإفتاء والتدريس والبحوث والتصوف الإسلامي» التي من أهدافها «إنشاء المدارس الدينية ودعم الطرق الصوفية»(27).

وفي (10/9/2004م) أقيم مؤتمر هو اللقاء الأول من: (لقاءات سيدي شيكر العالمية للمنتسبين إلى التصوف) تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس)(28).

يقول الدكتور عمار حسن: «وفي الفترة الأخيرة في مصر ظهر جلياً تقرب الحكومة من المتصوفة وتقرب المتصوفة من الحكومة، بل السعي من الطرفين للتقارب؛ فقد خلقت الظروف الملائمة للتحالف ضد الجماعات الإسلامية أمام الرأي العام باعتبارها طرحاً دينياً له مكانته عند المصريين؛ بينما هي تحتمي بالنظام ضد ممارسات الجماعات السلفية التي ترى تحريم رفع القباب على القبور وتحريم الطواف بها وعبادتها والتي تتعيش الجماعات الصوفية على بثها بين الناس والتي لولاها لتقوض ركن ركين من أركان التصوف، ومن هنا فقد حرصت السلطة السياسية على حضور الموالد والاحتفالات الصوفية، بل صار شيخ مشايخ الصوفية (أبو الوفا التفتازاني) ـ توفي ـ عضواً في الحـزب الحاكم ورئيساً لعدة لجـان داخــل جـهاز الدولـة، بل حرص رئيس الدولة بنفسه على الصلاة في مساجد الأولياء مثل سيدنا الحسين والسيد البدوي»(29)(30).

وفي ديسمبر من عام (2004م) أقيم في عاصمة مالي (باماكو) المؤتمر العالمي الأول للطرق الصوفية بغرب أفريقيا تحت شعار: (التصوف أصالة وتجدد)(31).

وفي الفاتح من سبتمبر من عام (2005) أقامت الجماهيرية الليبية مؤتمراً دولياً بعنوان: (الطرق الصوفية في أفريقيا/ حاضرها ومستقبلها) ومن أهداف المؤتمر اقتراح الخطط والوسائل والبرامج التي تساعد على تفعيل دوره، أما شعار المؤتمر فهو: (معاً من أجل تفعيل دور الطرق والزوايا الصوفية في أفريقيا)(32).

وفي(5) يوليو (2005م) أقيم مؤتمر (حقيقة الإسلام ودوره في المجتمع المعاصر) الذي بدأ أعماله في العاصمة الأردنية (عمان) برعاية العاهل الأردني الملك (عبد الله الثاني) وقد قرر في خطابه فكرة التصوف واصفاً له بالتصوف المعتدل، فقال: (لقد أفتى شيخ الأزهر بأن الفكر الصوفي المعتدل مقبول ما دام يستند إلى الشهادتين؛ ذلك أن الاعتراف بالمذاهب هو اعتراف بمنهجية الإفتاء وتحديد من هو المؤهل لهذه المهمة، مما يؤدي إلى عدم تكفير بعضنا بعضاً، وإغلاق الباب أمام الجاهلين الذين يمارسون أعمال القتل والإرهاب باسم الإسلام والإسلام منها بريء)(33).

إن هذه المؤتمرات المتلاحقة حول التصوف تنبئ أن وراء الأكمة ما وراءها، وأن الأمة مقبلة على مد صوفي يراد إحياؤه من جديد بعد أن بدأ بالخمود، سواء أكان هذا التحرك ذاتياً من قِبَل الجماعات الصوفية، أم هو بتحريك غربي عربي؛ فالخطر العقائدي لا يزال قائماً.

إنها مخططات واضحة جلية، ودراسات تعي ما تريد وتخطط لما تطرح بخطوات ثابتة، بل توصي مثل هذه الدراسات بألا تقوم الولايات المتحدة بتدريب الأئمة المحليين في المساجد والمراكز الإسلامية لدعم الصوفية بنفسها، بل تمول في ذلك السلطات المحلية، على أن يتم بشكل مواز دعم التعليم العلماني في هذه المنطقة جنباً إلى جنب مع تقديم منح مالية لترميم ورعاية الأضرحة الصوفية والعناية بالمخطوطات والتراث الثقافي الصوفي. والخطوة الأكثر أهمية هي تعيين أئمة المساجد وخطبائها وتخصيص مناصب وزارية للمتعاطفين مع الصوفية؛ بحيث يتم إعادة ترتيب الأدمغة التي (أفسدها «الأصوليون» قليلو البضاعة الفقهية). نحن إذن أمام سيناريو يعيد إلى الأذهان الأسلوب السوفييتي القديم الذي اعتمد على احتضان ما اصطُلح على تسميته بـ «إسلام السلطة
Official Islam » في مـقابل ممارسات إسلامية تخضع للمراقبة والمتابعة الأمنية تعيش تحت الأرض سميت في ذلك العهد بـ (الإسلام السري) أو الموازي Parallel Islam(34).

يـقول الباحث الدكتور عامر النجار: (إنه قد يكون مما ساعد على انتشار الطرق الصوفية في مصر انتشاراً عجيباً، واندفاع عشرات الألوف من المصريين للانضمام تحت لواء هذه الطرق هو تشـجيع الحـكام أنفسـهم لحـركـات الطـرق الصـوفيـة، ليشغلوا الشعب المصري عن التفكير في أحوال البلاد، فبدلاً من أن ينشغل الإنسان المصري بالتفكير في ظروفه الاجتماعية والاقتصادية السيئة، وبدلاً من أن يفكر في فقره وبلائه، وبدلاً من أن يفكر في طريقة للخلاص من وضعه السيئ بالثـورة على الحاكم؛ فإن الحاكم نفسه يعمل على شغل فكره من خلال تشجيعه إلى الانضمام إلى إحدى الطرق الصوفية فيـجد عالمه وخلاصه في رحاب الطريق؛ وهكذا انشغل المصريون كلهم في هذه الحقبة من الزمن بالطرق الصوفية وتركهم الحكام)(35).

ومن البدهي أن نقول: إن هذه المؤتمرات بعناصرها وأوراق العمل التي تعرض فيها هي برامج للتنفيذ والعمل المباشر؛ وهذا ما نلحظه من خلال الواقع الذي نعيشه.

إن المـتأمل للنشـاط الصـوفي المعـاصر يجـد نفـسه أمام تيـار جديد، صوفي المشرب، متحضر الأدوات، واسع النظرة يتـعامل مـع الواقـع السيـاسي، ويتبنى العمل التربوي المنظم من افتـتاح حلقـات تحفـيظ القـرآن واللقـاءات المنـظمة واستـخدام الدعـوة الفـردية إلى تهيئـة رحـلات ودروس خـاصـة للمـريـد مـع لقـاءات تتـلى فيـها البـردة فـي حلقـات فلكـلوريـة يـردد فيها لفظ الجلالة إلى حد الفناء والجذب.

ولْيكنْ معلوماً أن التصوف بطرقه ورجالاته ومريديه وأربطته لم يعد حالة من الزهد والتعبد الفردي كما بدأ؛ بل صار مؤسسات ضخمة لها امتداد عابر للقارات، بعضها يجتهد في أن يلعب دوراً دينياً وسياسياً واجتماعياً، وبعضها تماهى في الفلكلور وتم اختزاله إلى ظاهرة احتفالية بعد أن التصقت بثوب التقليدية، وتكلست عن إنتاج أي ممارسات سياسية إيجابية إلا ما تستفيد منه السلطة في تكريس نفسها. وهناك طرق صوفية تواكب الحداثة وتنخرط في العمل العام حتى تتمكن من دفع رموزها إلى قمة الهرم السياسي مثل ما هو الحال في تركيا، ولكنها مع وصولها إلى قمة الهرم السياسي نجدها تفقد مقومات الإسلامية فيها(36).

وبـناء على هذا فإنه لا يـصح شـرعـاً وواقـعاً أيـضاً جـعل الصـوفية والمنتسبين إليها في سلة واحدة أو أن نحكم عليها بحكم عام يشمل جميع المتصوفة لا من جهة المواجهة ولا من جهة الحكم الشرعي التوصيفي؛ فلا بد إذن من معرفة الواقع الذي تعيشه هذه الجماعات حتى يتم الحكم والتعامل معها بناء على أسس علمية جلية.

إننا أمام مفارقة تأريخية تحتاج إلى الرصد والمتابعة.

* مظاهر تسترعي الانتباه:

حـين دخلـت الـقـوات الصليـبية الأمريـكـية والبريطـانيـة إلى البلاد الأفغانيـة كـان أول ما قامـوا به أنـهـم فتـحوا المـزارات والأضـرحـة، وسـمحوا للمـوالد أن تقــام وروجـوا لها. يقـول أحـد شيـوخ الطـرق واسـمه (صوفي محمد) وهو فـي الستـين من عمـره لوكـالة (رويتـرز): (إن حركة طالبان المتعـصبة أغلـقـت المزارات وأوقفت الاحتفالات ومنعتنا مـن حـلقـات الذكـر والإنشـاد طــوال فـتــرة حكـمــها رغــم أنـهـا لم تتـوقف حتـى في وجـود الحـكم الشيوعي والاحتلال الروسي! وأنـا سعـيد جدـاً بسقوط تلك الحركة المتعصبة، وأمريـكا سمـحت لنـا بمـمارسـة طقـوسنا وإقامة موالدنا، ونحن نشكر لها ذلك وبشدة) هكذا قال وهكذا فعلت أمريكا: فتحت الأضرحة وأقامت الموالد لإحياء البدعة ومحاربة السنة ولتشويه الإسلام(37).

وفي صيف (2001م) شنت الحكومة اليمنية هجمة شرسة على جميع المعاهد الدينية بحجة مكافحة الإرهاب، فقامت بإغلاقها عدا (دار المصطفى) بـ (تريم) وهي تتبنى النهج الصوفي(38).

وفي زيارة هامة للرئيس الباكستاني (برفيز مشرف) إلى الهـند شملت إجراء محادثات مع رئيس الوزراء الهندي (مانموهان سينج). توجه الرئيس (مشرف) لولاية راجستان بغرب الهند لزيارة ضريح إسلامي بارز، ثم توجه إلى العاصمة دلهي(39).

وقام الرئيس الجزائري (عبد العزيز بوتفليقة) بزيارات مكثفة لعدد من زوايا وأضرحة (الأولياء والصالحين) المنتشرة في مختلف أنحاء الجزائر؛ لزيادة شعبيته لدى عدد كبير من الجزائريين الذين يتبركون بهؤلاء الأولياء، وذلك قبيل الانتخابات الرئاسية التي أقيمت في الثامن من إبريل (2004م)(40).

وفـي 16 شـوال 1426 حضر مولد البدوي السفير الامريكي في القاهرة معلناً عن إعجابه الشديد بعالم التصوف الإسـلامي، لافتـاً إلى ما تـنطوي علـيه الصوفية من تسامح، وما تجسده من قيم ومبادئ إسلامية رفيعة مثل الحق والخير والجمال!(41).

وفي العراق أيضاً ـ في مدينة كركوك ـ أوضح عدد من أهالي المدينة أن مِن المتصوفة في المدينة مَن أخذوا يهادنون الاحتلال والحكومة المعينة خوفاً من الاعتقال، خاصة شيخ الطريقة الكستزانية ويدعى محمد الكستزاني والذي أعلن قبل أشهر أن الجهاد في العراق ينبغي أن تنطبق عليه عدة شروط قبل إعلانه منها: صفاء القلب وتحقيق الصلة بين العبد وربه. وهو ما أثار حفيظة المقاومة العراقية وأهالي المدينة على حد سواء(42).

وأخيراً نقول: إننا نخشى أن يؤاخذنا الله بعدم تبليغ دينه كما يريده سبحانه، ونخشى من انطماس حقائق الديانة، وانتشار الطائفين حول الأضرحة والقبور بحجة العبادة، وحلول الأذكار المبتدعة بالحركات الراقصة محل الأذكار النبوية التي تطمئن بها القلوب المؤمنة، وانتشار الخرافة والجهل محل العلم واليقين، وتعطل الأسباب بحجة الكرامات، وفهم الدين عن أرباب التصوف.

يقـول الأسـتاذ محمد فريد وجدي: (يجب أن نعذر الأوروبيـين إذا صدَّقوا جميع الأكاذيب الملفقة عن الإسلام والمسلمـين، وهـم غـيـر مــلومـين إذا أظـهروا العـداوة لدينـنا ما دامـوا لا يجدون نصب أعينهم غير مشاهد البدع التي أحـدثها رجاـل ذوو فـكر سـقيم، وارتضـاها الناس وزادوا عليـها وما إلى ذلك مـن الهرطـقات والأخـطاء المتنافية مع الطبيعة البشرية ومع نواميس المدنية، وكيف نرجو أن يفهم الأوروبيون روح ديننا نفسها وهو الدين الوحيد الذي يكفل السعادة الكاملة ما داموا لا يعرفون غير بعض مظاهر الإسلام الخارجية التي يشهدونها كل يوم مثل الحشود الضاجَّة في الشوارع السائرة خلف الرايات والطبول، والاحتفالات المستهجنة المنافية لكل منطق أخلاقي والتي تقام في جميع مدن مصر يوم مولد الرسول، وعقد حلقات الذكر الضخمة أمام جمهور يتألف من آلاف الناس، وإرسال الابتهالات الصوفية في صوت جَهْوَري وعلى وقع الانحناءات ذات اليمين وذات اليسار وما شابه ذلك؟)(43).

ويقـول الباحث د. عامر النجار(44): (وإذا كان القرن السـابع الهجـري في مصـر يمثـل فـي أغـلـب فـتراته اضـمحـلالاً اجتـمـاعيـاً وسـيـاسياً واقتـصادياً إلا أنه كان عصر انتشار الطـرق الصوفية: البـدوية، والشـاذليـة، والدسوقـية، وازدهرت فـيه وقـويت طريقـتا الرفاعية والقادرية).

ثم يعـقب قائلاً: (مما يجعلني أقول بحذر شديد حتى أوضح هذه الفكـرة: إنـه يحـتـمل مـع وجــود تدهور في الحـياة الاجتـماعـيـة والسـياسيـة والاقتـصاديـة لـدى شـعب من الشـعوب أن يبدأ انسحاب الناس وتلمس أثر الهزيمة واضحاً فـي فكرهم، بعضهم يهرب من الحياة منعزلاً في صومعة يعـبد ربـه بعـد أن أخفق في الحياة التي أجبرته ظروفهـا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية على الانسحاب من أنشطتها).

ثم ينـقل عن الباحث هـيلر قوله: (إن ذيوع التصوف يصحب تدهور الحضارات) ثم يقول: (والذي يفهم من هذا الرأي ببـساطة هـو أن نضـج التـصـوف، وتطوره يصاحب دائمـاً تـدهـور الحضـارة، أي أنـه لا يمـكن أن تـكون هناك حضـارة متقـدمة وزاهية يصاحبها تصوف ناضج ومكتمل)(45).

ولكـن مع هذه التحركات التي يراد منها ولها أن تنشر الخرافة والشرك بين جنبات الأمة وتميت روح العزة والفداء، وتنهمك في حلقات راقصة من الذكر المزعوم، وتعتمد اعتماداً كلياً على كرامات مدَّعاة في تعلق عجيب، أقول:

إن نظامنا العقدي هو أقوى من كل الأنظمة، وإن لدينا من القيم والمناهـج ما يمكننا من أن نقدم رؤية متكاملة لإصلاح الفساد القائم؛ لكننا نحـتاج أن نغادر مرحلة الانطواء إلى مرحلة بناء الخطوط المتقدمة وفتح خطوط حيوية في أرض الآخرين.

أسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.

----------------------------------
(1) انظر مجمع الزوائد. ورواه أحمد والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح.
(2) حاوره: هادي يحمد، إسلام أون لاين في (20/6/2004م). وانظر أيضاً جريدة الراية القطرية الأحد 30/1/2005 م.
(3) جريدة (الزمان) ـ العدد (1633) ـ التاريخ (12/10/2003م). وهو رئيس منتدى الشرق الأوسط بالولايات المتحدة.
(4) وهو صاحب كتاب «وجها الإسلام: الأصولية السعودية ودورها في الإرهاب».
(5) هذه الأوصاف ليست بغريبة على أمثاله إذ يتوقع منهم مع الشنآن الفجور في الخصومة.
(6) عن مجلة ويكلي ستاندرد «
The Weekly Standard»، (7) شباط (2005م).
(7) بقلم فارينا علم المقال على موقع
opendemocracy وهو بعنوان المبادئ الخمس لمستقبل الإسلام في (27/4/2005م).. وهي صحفية بريطانية من أصل بنغلاديشي، مقيمة في لندن وترأس تحرير مجلة: q-news.
(8) نيـويـورك صن (23/11/2004م) للكاتب النصراني دانيـال بايبـس وهو رئيـس مؤسسة «منبر الشرق الأوسط للأبحاث»، ومقره ولاية فلادلفيا، وله كتابات عدة في التهجم على الإسلام والمسلمين، وقد قام مؤخرا بإنشاء «مركز التعددية الإسلامية»، أعلن أن الهدف منه هو «تشجيع الإسلام المعتدل في الولايات المتحدة والعالم»، ومحاربة نفوذ الإسـلام المسلح، وإحباط جهود المنظمات ذات التوجه «الوهابي» المتطرف ـ على حد قوله ـ من خلال وسائل الإعلام، وبالتعاون مع المنظمات الحكومية الأمريكية. أما عن مسؤولي المركز وعن مصادر تمويله. فمديره أمريكي مسلم اسمه ستيفن شوارتز، كان شيوعياً متطرفاً (تروتسكيا)، ثم دخل في الإسلام من باب التصوف. وفي تصوفه فإنه تطرف أيضاً، وأصبحت معركته في الحياة هي مواصلة الحرب ضد ما يسميه بالوهابية. أما مساعده فهو أزهري مصري اسمه الدكتور أحمد صبحي منصور، كان قد فصل من الأزهر في الثمانينيات بسبب إنكاره للسنة النبوية. ومن أبرز الداعمين للمشروع نائب وزير الدفاع الأمريكي بول وولفوتيز (مهندس الحرب على العراق وأحد أبرز اليهود الناشطين بين المحافظين الجدد ورئيس البنك الدولي مؤخراً) وجيمس وولسي مدير المخابرات المركزية السابق. انظر وكالة «انترناشيونال برس سيرفيس« (في 7/4/2004).
(9)
www.aljazeera.ne.
(10) من مقال بعنوان الصوفية.. هل تكون النموذج الأمريكي للتغيير؟ د. عمار علي حسن.. (26/2/2005م) اسلام أون لاين.
(11) (الأهرام: 18 ـ 12 ـ 2001). مقال بعنوان فرض «الإسلام المعدّل» بعد (11) سبتمبر (2001م) (14/01/2002م). وانظر أيضاً جريدة السفير اللبنانية في 22/12/2001م).
(12) أقيم هذا المؤتمر بجامعة يوهانسن جوتنبرج، كما أن المبادرة إلى عقده جاءت من رابطة دراسات الشرق الأوسط في أمريكا الشمالية، وتقرر أن يعقد تحت الإشراف المشترك لهذه الرابطة والرابطة الأوروبية لدراسات الشرق الأوسط، والروابط الفرنسية والألمانية والبريطانية والإيطالية لدراسات العالمين العربي والإسلامي. وقد حضره ألفا باحث وعالم ومفكر كما شارك في المؤتمر قرابة الألف من السياسيين الرسميين وغير الرسميين.. الأهرام (25 محرم 1423 هـ) الموافق (8 إبريل 2002م) العدد (42126).
(13) تأسست هذه المؤسسة منذ خمسين سنة، وهي مؤسسة غير ربحية ترتكز على إيجاد حلول للتحديات التي تواجه القطاعات العامة والخاصة في العالم.
(14) التقرير من صياغة «شاريل بينارد» وهي متزوجة من «زلماي خليل زاده» الذي يشغل الآن منصب المساعد الخاص للرئيس بوش، وكبير مستشاري الأمن القومي المسؤول عن الخليج العربي وجنوب شرق آسيا، وقد عين مؤخراً سفيراً للولايات المتحدة لدى العراق، ويعتبر خليل زاده الأمريكي من أصل أفغاني الوحيد الذي ينتمي إلى المحافظين الجدد ويعرف بآرائه المتطرفة، التقرير من ترجمة وتحرير: شيرين حامد فهمي. انظر موقع إسلام أون لاين في (18/5/2004م) ومجلة المجتمع. (10 ـ 7 ـ 2004م) وانظر أيضا مجلة الحوادث الأسبوعية في عددها (2495) (20 ـ 27/8/2004م).
(15) انظر الملحق الأسبوعي للعرب اليوم الأردنية في25/4/2005 وانظر أيضا الطبعة الإلكترونية من مجلة «يو إس نيوز آند وورلد ريبورت» الأمريكية العدد (25/4/2005م)
Us news and world Report..
(16) جريدة يني شفق التركية في (30/4/2003م) وانظر ايضاً
http://abbc.net/Houidi/resister/turki.htm.
(17 )
www. islamonline. net/Arabic/politics/
من مقال بعنوان «فزاعة» الإسلاميين.. حق الانتفاع ينتقل لواشنطن، من المعلوم لكل متابع التهافت الشديد من قِبَل السلطة في تركيا على الانضمام للاتحاد الأوروبي والذي بدوره استغل الفرصة وبدأ يملي شروطه على الحكومة التركية إلى درجة التدخل في القوانين التركية الداخلية؛ فعندما نوقش قانون الجزاء التركي جرى تعديله بحيث تحاكم المرأة إذا لجأ زوجها إلى المحاكم يتهمها بالزنا.. وعلى الفور صاح الأوروبيون وقالوا: هل ستدخلون الإسلام وأخلاقيات الاسلام في تشريعات دولة تطلب الانضمام إلى أوروبا؟ فسحبوا التعديل واعتذروا للأوروبيين.
بطاقة الهوية التي يحملها التركي تتضمن ديانة حاملها بذكر كونه مسلماً أو غير ذلك... وتدخل الأوربيون مرة أخرى.. وطالبوا بحذف الدين من بطاقة الهوية .. وعندما استجابت الحكومة علق أحد النواب.. بأنهم لن يدخلوا إلى أوروبا إلا بعد أن ينتزعوا منا ديننا.
اجتمع رئيس الوزراء التركي مع مديري المصارف.. وعندما سأله مدير أحد المصارف الإسلامية عن الفائدة ـ الربا ـ قال: هذا نظام عالمي لا بد من الالتزام به!
عندما خرجت مئات الألوف من الطالبات المحجبات في مظاهرات في جميع المدن التركية يطالبن بإعادتهن إلى مدارسهن وجامعاتهن باعتبار الحجاب حرية فردية وأمراً دينياً.. لا يجوز أن تتدخل فيه الحكومة.. اعترض الجيش .. واعترضت أوروبا .. وقالا: الحجاب هو تعبير عن الهوية الإسلامية لا يمكن القبول به .. وعندما سئل رئيس الوزراء عن ذلك .. قال: ليست هذه من أولوياتنا.
بعض التعديلات طلبها الاتحاد الأوروبي ولم يوافق عليها إلى الآن رئيس الوزراء التركي وهي مقدار العقوبة التي يتحملها المعلم أو الأب إذا علَّم ابنه القرآن في البيت قبل أن يبلغ الحادية عشرة من عمره! انظر مجلة المجتمع العدد 1664رجب 1426 الموافق اغسطس 2005.
(18) الطبعة الإلكترونية من مجلة «يو إس نيوز آند وورلد ريبورت» الأمريكية العدد (25 ـ 4 ـ 2005م)
Us news and world Report.
(19) من مقال بعنوان (ماذا وراء التقرب الأمريكي من الجماعات «الصوفية» في تركيا؟!) في (16 ـ 3 ـ 2004م) لإسماعيل باشا، إسلام أون لاين.
(20) انظر جريدة الشرق الأوسط الأربعاء 4 محرم 1422 هـ 28 مارس 2001 العدد 8156.
(21) وكالة الأنباء الفرنسية سبتمبر (2002م).
(22) انظر جريدة الشرق الأوسط السبت 13 جمادى الاولى 1424 هـ 12 يوليو 2003 العدد 8992. المحاضران هما: ألكسندر فسلينوف، والبروفيسور تسفيتان تيوفانوف الأستاذ في قسم الاستشراق بجامعة صوفيا. ومما يذكر ان الاساتذة فسلينوف وتيوفانوف وبليف كانوا قد أشهروا إسلامهم في أوقات سابقة وينشطون حالياً في مجال نشر الحقيقة عن الدين الحنيف في اوساط الرأي العام في بلغاريا.
(23) مجلة البحوث والدراسات الصوفية العدد الأول من مقدمة المجلة.
(24) انظر مجلة البحوث والدراسات الصوفية العدد الأول صفحة (595).
(25)
www.aljazeera.net من الدعاة المعاصرين للتصوف في أوروبا عبد الواحد يحيى (رينيه جينو) الشاذلي والذي تذكر عنه مجلة البحوث والدراسات الصوفية أنه له أتباع بالملايين في فرنسا ودول أوروبا، وما زال تلاميذه يقومون برسالته حتى الآن، ومنهم الصوفي الفرنسي عبد الله كوديوفتش الذي يقوم بترجمة كتاب الفتوحات المكية لابن عربي إلى الفرنسية وهو يحمل لواء نشر الإسلام والفكر الصوفي في أوروبا، انظر مجلة الدراسات والبحوث الصوفية صفحة (196).
(26) نشـر فــي (14/7/2004م) فــي موقــع إســلام أون لايــن. نت 2004، انظر أخبار الأكاديمية على هذا الرابط
http://www.asheira.org/news.php.
(27) جريدة الشرق الأوسط، الجمعـة 16 ذو القعـدة 1424 هـ، 9 يناير 2004 العدد 9173.
(28) وكالة الانباء المغربية في (10/9/2004م).
(29) الصوفية والسياسة 104.
(30) يقول شعراوي جمعة وزير داخلية مصر في عهد جمال عبد الناصر (حينما مات ناصر كان علينا وسط مشاهد الحزن ومشاعره الفياضة أن نعمل على وضع ترتيبات خاصة لحماية الجثمان؛ فقد وصلتنا معلومات تفيد بأن الطرق الصوفيه ستتكالب على النعش وتخطفه لتطوف به كافة مساجد وأضرحة أولياء الله الصالحين في القاهره) شعراوي جمعة وشهادته للتاريخ، صحيفة العربي، السنة الأولى، العدد 47 ص 9.
(31)
http://www. alelam. net/policy/details. php?id=1760&country=1&type=N.
(32)
http: //www. libsc. org/LSC/elan1. htm.
(33) انظر جريدة الرياض، الثلاثاء (28) جمادى الأولى (1426هـ) ـ (5) يوليو (2005م)، العدد (13525).
(34)
www.aljazeera.net/NR/exeres من مقال بعنوان: استدعاء الصوفية.
(35) الطرق الصوفية في مصر د. عامر النجار (282).
(36) ذكرت جريدة الشرق الأوسط أن حزب العدالة والتنمية الصوفي النقشبندي قرر في عام (2004م) عدم اعتبار الزنا جريمة مع أن هذا يعد مخالفة صريحة لنص القرآن انظر جريدة الشرق الأوسط، الجمعة الموافق: (29/7/2005) العدد: (9740).
(37) انظر
www.islammemo.cc/historydb/one_news
(38) جريدة الشرق الأوسط (10/12/2001).
(39) موقع شبكة البي بي سي. وانظر ايضا جريدة الراية القطرية الأحد 24/3/2005.
(40)
http://islamonline. net. وانظر أيضاً جريدة الشرق الأوسط ،الاثنيـن 25 ذو الحجـة 1424هـ، 16 فبراير 2004، العدد 9211. وانظر أيضاً جريدة الراية القطرية الخميس 4/3/2004م.
(41) انـظر جـريـدة الخليـج «الإمـاراتـيـة» الصـادرة فـي 17 شـوال 1426هـ، الموافـق 19 نوفـمبـر 2005، العدد (9680). وانظر جريدة الشرق الاوسط الصادرة في 16شوال 1426هـ.
(42)
www.islammemo.cc/news/ السبت 22 رجب 1426هـ ـ 27 أغسطس 2005
(43) انظر كتاب (دفاع عن الاسلام) الكاتب لورا فيشيا فاغليري (122).
(44) الطرق الصوفية في مصر د. عامر النجار (282).
(45) انظر كتاب (التصوف طريقاً ومذهباً) الدكتور محمد كمال جعفر (283).

المصدر : مجلة البيان

__________________
موسوعة الاديان والفرق والمذاهب الفكرية المعاصرة:
http://www.dorar.net/enc/melal

حمل كتاب شيخنا فلاح إسماعيل مندكار -حفظه الله-
العلاقة بين التشيع والتصوف :


http://www.almjhol.com/showthread.php?t=5

http://www.alagidah.com/vb/akedah/st...er_offline.gif

مستر/ عصام الجاويش 12-05-2010 12:09 PM

طنطاوي: بعض ممارسات الطرق الصوفية شرك بالله وكفرhttp://www.moheet.com/image/67/225-300/670602.jpgالقاهرة: أيد عدد من علماء الأزهر وصف الدكتور "محمد سيد طنطاوي" شيخ الأزهر لبعض ممارسات الطرق الصوفية بأنها شرك بالله وكفر، وأن الحصول علي الكرامات من الأمور المخالفة للشريعة الإسلامية، فقد أكد الدكتور "محمد عبدالمنعم البري" رئيس جبهة علماء الأزهر أن كلام طنطاوي حقيقة، وأن هناك بعض الممارسات الصوفية لا يقبلها الإسلام، وهي شرك بالله تعالي مثل التشفع بالقبور وأصحابها والحصول علي الكرامات عن طريق الأموات.
وشدد الدكتور محمد رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية، بحسب جريدة "الدستور" المصرية، علي أن صور التصوف التي نشاهدها الآن تتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية مثل التبرك بزيارة القبور واللجوء إلي صاحب القبر وذكر الله تعالي بطريقة منافية لجلاله عز وجل والرقص والتمايل يميناً ويساراً وادعاء أتباع ومريدين لمشايخ الطرق الصوفية في الريف والمدن أن لهم كرامات، وأنهم مباركون وعلي صلة بالله تعالي، كل هذا لا أساس له من الإسلام حتي أصحاب المساجد الذين يدعون أنهم أولياء عند الله لا نعلم مدي قبولهم عند الله ولا يمكن أن نقطع بذلك واتباع هذه الطرق يستغلون ذلك للترويج لأهداف تخصهم بعيدة عن التصوف والتقرب إلي الله.
.

زائر غير مسجل 12-05-2010 01:15 PM

سلمت يمينك يا مستر عصام وسلمت يمينك يا أبا إسراء
 
سلمت يمينك يا مستر عصام وسلمت يمينك يا أبا إسراء

بعد كل هذه المخالفات فى العقيدة والعمل هل الطرق الصوفية هى صراط الله المستقيم؟
(وأن هذا صراطى مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله)
حسبنا الله ونعم الوكيل فى المتصوفة الضالين

دانة السلسبيل 12-05-2010 02:49 PM


يا محب القوم
الصوفية .. دين أم دجل .. كرامات أم خرافات .. قصص من التاريخ

الصوفية


دينٌ أم دجل


كرامات أم خرافات



أحمد أبو رمان


لا أقول: دمعة على التوحيد؛ بل نحيبٌ وبكاءٌ يفتت الكبد لا ينقطع ولا يتوقف، فالخرفات غدت تنخر جسد الأمّة باسم الدِّين، وشركيات تؤله البَشر عُدت من أصول التوحيد، وخزعبلات وهلوسات تحمل اسم كرامات.
نحن لا ننكر كرامات الأولياء؛ لكن الذي ننكره الاستخفاف بالعقول، والضحك على عوام الناس بترهات وقصص يستحي من ذكرها الأطفال، باسم الزهد والورع والتُّقى، وقد تصدرغلاة الصوفية ـ وما أكثرهم ـ هذا الشأن ونالوا قدم السبق في هذا الباب؛ فكتُبهم تعِجُّ بالشركيات، ومنتدياتهم بحر لا يدرك قعره من كثرة الآوبد والطامات، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
لمثل هذا يذوب القلبُ من كمدٍ ****** إنْ كان في القلب إسلام وإيمانُ

وليٌّ وصاحب كرامات لا يُحسن قراءة سورة الفاتحة!!
بعض هؤلاء السادة يزعم أنه وليٌّ لله وصاحبُ كرامات، ومع ذلك فهو لا يُحسن قراءة الفاتحة، هل تصدق؟!!
جاء في كتاب "نفحاتُ الأُنس من حضرات القدس" لمؤلفه الملا نور الدِّين عبد الرحمن الجامي المتوفى سنة (898) في ترجمة إبراهيم بن أحمد الرَّقّي تحت رقم (266) ما يلي:
(قال إبراهيم الرقي: في ابتداء الإرادة عزمتُ على زيارة مسلم المغربي ؛ فلما وافيتُ مسجده ـ وكان إماماً ـ فقرأ الفاتحة فغلط كثيراً !! فقلت في نفسي: ضيّعتُ المشقة، [وجاء في الرسالة القشيرية: فصلى صلاة المغرب فلم يقرأ الفاتحة مستوياً !! فقلت: ضاعت سفرتي]. فبتُّ هناك فصباحه خرجتُ من عنده بقصد الطهارة قصدت أبا الخير التيناتي مُسَلِّماً عليه ، فصلى صلاة المغرب فلم يقرأ الفاتحة مستوياً . فقلت في نفسي: ضاعت سَفرتي، فلمّا سلمت خرجت بقصد الطهارة إلى الفرات، فرأيتُ أسداً نائماً، فرجعتُ فجاء أسد آخر عندي، فعجزتُ وفزعتُ، فخرج مسلم المغربي من صومعته؛ فلمّا رآه الأُسدُ تواضعوا له، فأخذَ أذن كل واحد واحدةٍ يفركها وقال: يا كلاب الله عز وجل ، ما قلتُ لكم لا تؤذوا ضيفاني.
ثم قال: يا أبا إسحاق أنتم مشغولون بتصحيح الظاهر من خوف الخلق، وأنل مشتغلٌ بتصحيح الباطن؛ حتى الخلق يخافون مني.
[وجاء في الرسالة القشيرية: اشتغلتم بتقويم الظواهر فخفتم الأسد، واشتغلنا بتقويم القلب فخافنا الأسد] ).
هذه القصة تُذكرُ في باب الكرامات والمآثر وصفات الأولياء، فإبراهيم الرِّقي ـ صاحب القصة قال عنه: المؤلف: (وهو من كبار مشايخ الرقة وفتيانهم).
وتأمل معي: رجل من كبار مشايخ الرقة يذكر بدايته أنه قصد إمام مسجد ويثني عليه ويفتخر به، ومع ذلك فإنّ هذا الإمام لا يحسن قراءة الفاتحة التي هي ركنٌ من أركان الصلاة!!!عجبي والله يطرزون كتبهم بهذه القصة ثم يقولون: هذا عملٌ ظاهر والأصل إصلاح الباطن.
أما قراء علماؤهم أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وكيف صلّى، أما طالعوا كتب السُّنة والفقه وما قال الفقهاء عن أهميّة سورة الفاتحة في الصلاة وأنها فرضٌ وركنٌ من أركانها، وأن من أخلّ بقراءتها؛ فصلاته باطلة؛ فقد قال عليه الصلاة والسلام: "من صلّى صلاة لم يقرأ فيها بأمِّ القرآن وفي رواية: بفاتحة الكتاب؛ فهي خداج هي خداج هي خداج غير تمام " متفق عليه.
وكا هو معلومٌ فإن الصلاة أوَّلُ ما يحسب عليه العبد؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أوَّل ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت؛ صلح سائر عمله، وإن فسدت؛ فسد سائر عمله".
ثم ألم يقول النّبيّ صلى الله عليه وسلم: "الإمام ضامن"، ومما جاء في معنى الإمام ضامن :
(يجب عليه أن يحفظ صلاة المأمومين من البطلان، ويحفظ عليهم عدد الركعات، وأن يطمئن فلا ينقرها نقر الغراب، ولا يقصر في العناية بشروط الصلاة وتحقيق سننها وهيئاتها ).
ثم يَعيب هذا الشيخ الولي ـ إمام المسجد ـ على مريده أنه يهتم بتصحيح الظاهر دون الاهتمام بتصحيح الباطن!!
إنّ مما هو معلوم بالضرورة أن الباطن صلاحه لا بُدَّ أن يبدو على الظاهر، فقد قال عليه الصلاة والسلام: "ألا وإنَّ في الجسد مُضغة، إذا صلحت؛ صلح الجسد كله، وإذافسدت فسدالجسد كله؛ألا وهى القلب".

ولك أنْ تتأمل هذه القصة التي تجعل الحليم حيرناً، لا أدري من أين أبدأ ولا ماذا أقدم بين يدي هذه الحكاية العجب، لا زال المسلمون ينكرون على عُبّاد القبور والمتعلقين بالأضرحة وزورا العتابات غاية النكير، وينكرون عليهم سؤال الأموات وطلب الحاجات منهم؛ حتى لو كانوا أنبياء أو أولياء، وأن هذا مضادٌ للتوحيد ومخالفٌ لدِين الإسلام.
تعظيم قبور الحيوانات
وإن الأمر وصل بهؤلاء ـ السادة الصوفية ـ من تعظيم قبور ـ لا أقول: الأنبياء والأولياء، ولا حتى البشر ـ بل الحيوانات!!! أمرٌ غاية الغرابة والعجب، لا تتعجب من كلامي ولا تتهمني بالكذب؛ فإن عجبك سينتهي حين تقرأ هذه القصة:
ذكر الملا نور الدِّين عبد الرحمن الجامي المتوفى سنة (898) في كتابه "نفحاتُ الأُنس من حضرات القدس" في ترجمة أخو فرج الزنجي رقم (172) ما يلي:
كان له هرَّةٌ، وكان عادتُها أن تصيح بعدد الضيفان التي تأتي إلى بيت الشيخ... واشترى طباخ الشيخ يوماً لبناً، وحطه في قدر، فوقع حنشٌ في اللَّبن ، فاطلعت الهرةُ وجعلت تحوم حول القدر وتصيح والخادم كان غافلاً عنها وما فهم مرادها ويزجرها ويطرها ، وما انتبه الخادم؛ فرمت نفسها في اللَّبن وماتت، فلما صبوا اللَّبن من القدر رأوا فيه حيّةً، فبان سبب صياحها، فأمر الشيخ أن يدفنوها ـ إلى هنا لا شيء في الأمر هرّة وفيّة تدفن إكراماً لها ـ ويجعلوا قبرها مزاراً؛ لأنها فدتْ بنَفْسِها الفقراء المحبين لله تعالى!!!!!!!!
وليت الأمر توقف بل جاء في تتمت القصة : وإلى الآن يُزار قبرُها.

والليالي من الزمان حُبالى****** مثقلات يلدن كل عجيبا

دانة السلسبيل 12-05-2010 03:08 PM

أضحك علي خرافات شيوخ الطرق الصوفية

الفيديو من هنا
:049gc0:

مستر/ عصام الجاويش 12-05-2010 08:47 PM

نرى مايحدث فى موالدهم المبتدعه بالصور
http://vb.arabseyes.com/t59154.html

أبو إسراء A 12-05-2010 10:30 PM

يا محب القبوريين
أما تستحى أن تروى لنا من طبقات الشعرانى وهو يحوى كل هذا الفجور

قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
" مر التلمساني على كلب أجرب ميت في الطريق فقال له رفيق له
وكان التلمساني يحدثه عن وحدة الوجود: أهذا أيضا هو ذات الله ؟ مشيرا إلى جثة الكلب .
فقال التلمساني: نعم الجميع ذاته فما من شيء خارج عنها
انظر: مجموعة الرسائل الكبرى.
ولهذا قال الإمام احمد للجهمية وهو يناظرهم في علو الله على
عرشة : إن القول بأنه في كل مكان كفر
لأنه إما دخل في كل مكان
أو ادخل المكان في نفسه
وهذا كله كفر إذ معناه انه دخل في نفوس الإنس والجن
والحيوانات أو ادخلها في نفسه
تعالى الله عن ذلك وانما كان الله ولا مكان فلما خلق المكان علا عليه سبحانه
للكلب قصة مع الصوفية فاقرأ
أولا: قال إمامهم الشعراني في الطبقات 2/ 66 طبعة دار العلم للجميع
في ترجمة يوسف العجمي الكوراني
قال: " وكان رضي الله عنه اذا خرج من الخلوة يخرج وعيناه كأنهما
قطعة جمر تتوقد فكل من وقع نظره عليه انقلبت عينه ذهبا خالصا

ولقد وقع بصره يوما على كلب فانقادت إليه جميع الكلاب إن
وقف وقفوا وان مشى مشوا.
إلى أن قال: ووقع له مرة أخري انه خرج من خلوة الأربعين فوقع
بصره على كلب فانقادت إليه جميع الكلاب وصار الناس يهرعون إليه ( إلى الكلب) في قضاء حوائجهم فلما مرض ذلك الكلب اجتمع حوله
الكلاب يبكون ويظهرون الحزن عليه فلما مات اظهروا البكاء
والعويل ، وألهم الله تعالى بعض الناس فدفنوه فكانت الكلاب تزور قبره حتى ماتوا ".
قال الشعراني: فهذه نظرة إلى كلب فعلت ما فعلت فكيف لو وقعت على إنسان؟!!!
ثانيا: قال الشعراني في ترجمة شمس الدين محمد الحنفي 2/88
قال: " ومنهم سيدنا ومولانا شمس الدين الحنفي رضي الله تعالى عنه ورحمه
إلى أن قال: " ولما دنت وفاته بأيام كان لا يغفل عن البكاء ليلا ولا
نهارا وغلب عليه الذلة والمسكنة
والخضوع حتى سأل الله تعالى قبل موته أن يبتليه بالقمل والنوم مع الكلاب
والموت على قارعة الطريق وحصل له ذلك قبل موته فتزايد عليه
القمل حتى صار يمشي على فراشه
ودخل له كلب فنام معه على الفراش ليلتين وشيئا ومات على طرف حوشه
والناس يمرون عليه في الشوارع".
واقرأ ترجمته كاملة لتعلم أنها عقوبة من الله
فقد كان بقول في مرض موته: من كانت له حاجة فليأت إلى قبري
ويطلب حاجته أقضها له فإن ما بيني وبينكم غير ذراع من تراب.
" وقال له سيدي علي بن وفا : ما تقول في رجل رحى الوجود بيده
يدورها كيف شاء ؟
فقال له سيدي محمد رضي الله عنه: فما تقول فيمن يضع يده عليها
فيمنعها أن تدور؟؟؟ ".
فأماته الله هذه الميته وسيأتيك شيء من جرأته على الله فانتظر .
ولا زالت الكلاب في المسرح
ثالثا: قال الشعراني الصوفي في ترجمة أبو الخير الكليباتي في
الطبقات 2/143
قال: "كان رضي الله عنه من الأولياء المعتقدين وله المكاشفات
العظيمة مع أهل مصر واهل عصره
وكانت الكلاب التي تسير معه من الجن وكانوا يقضون حوائج
الناس ويأمر صاحب الحاجة أن يشتري للكلب منهم إذا ذهب معه
لقضاء حاجته رطل لحم
وكان اغلب أوقاته واضعا وجهه في حلق الخلاء في ميضأة جامع
الحاكم ويدخل الجامع بالكلاب فأنكر عليه بعض القضاة فقال
هؤلاء لا يحكمون باطلا ولا يشهدون زورا ".
فانظروا رحمكم الله هذا أحد أوليائهم ، والملائكة لا تدخل بيتا فيه
كلب ولا صورة
رابعا: قال الشعراني 2/144
" ومنهم سيدي سعود المجذوب رضي الله عنه
كان رضي الله عنه من أهل الكشف التام وكان له كلب قدر الحمار
لم يزل واضعا بوزه (فمه)على كتفه ".
وسترى فضائحم في ما يتعلق بالكشف
وهذا التعلق بالكلاب وملازمتها لما عليه القوم من الأحوال
الشيطانية ، ومن الكلاب شياطين كما اخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم
والمهم أن الشعراني من أئمة الصوفية حتى لا يقال إننا نفتري عليهم
والحمد لله أن هتك الباطل نفسه
خامسا: في ترجمة سيدهم بركات الخياط 2/144
قال الشعراني: " وكان دكانه منتنا قذرا لان كل كلب وجده ميتا أو
قطا أو خروفا يأتي به فيضعه داخل الدكان وكان لا يستطيع أحد
أن يجلس عنده " .
بلا تعليق !
وليس الأمر خاصا بالبهائم فسترى العجب تحت مسمى الكرامات
اولا: سيدهم علي وحيش
قال عنه الشعراني 2/149
قال: "كان رضي الله عنه من أعيان المجاذيب أرباب الأحوال ...وله كرامات وخوارق واجتمعت به يوما" إلى أن قال :
" وكان إذا رأى شيخ بلد أو غيره ينزله من على الحمارة ويقول له امسك رأسها لي حتى افعل فيها فإن أبى شيخ البلد تسمر في الأرض لا يستطيع يمشي خطوة وإن سمح حصل له خجل عظيم والناس يمرون عليه ".

فيا ضلال المتصوفة أليس هؤلاء شيوخكم ؟
أليست هذه كتبكم؟!!
اسأل شيخك أولا عن الكتاب ومؤلفه فإذا بدأ في الثناء فاقرأ عليه
وإياك أن تخبره بهذا الكلام أولا لأنه سيجحد الكتاب جملة وتفصيلا
ثانيا: تهتك وعري وخسة
الشيخ الصالح عبد القادر السبكي أحد رجال الله تعالى كان من أصحاب التصريف بقرى مصر رضي الله عنه الطبقات 2/ 184
قال: " وكان كثير الكشف لا يحجبه الجدران والمسافات البعيدة من إطلاعه على ما يفعله الإنسان في قعر بيته....

فيا ضلال الصوفية أما يستحي شيخكم الضال الشعراني من حكاية هذا الفجور
أم هذا جائز عندكم في علم الحقيقة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟



جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 02:43 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.