بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   حى على الفلاح (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=25)
-   -   هذا ديننا الاسلامى وهذا نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=478828)

محمد رافع 52 03-01-2013 01:36 AM

الادخار والاستثمار
الادخار أحد الأمور الهامة التي نبه إليها ديننا الحنيف في تنظيم الحياة الاقتصادية للأفراد والمجتمع بما فيه صلاحه وسعادته، فقد قال رسول الله ( : (رحم الله امرأ اكتسب طيبًا، وأنفق قصدًا، وقدم فضلا ليوم فقره وحاجته)
[متفق عليه]. والادخار هو الاحتفاظ بجزء من الكسب لوقت الحاجة إليه في المستقبل.
ويقوم الادخار في الإسلام على ركنين أساسيين:
الأول: الكسب الطيب الحلال في ضوء قدرات الفرد وطاقاته. قال ( (إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبًا) [مسلم].
الثاني: الاقتصاد والتدبير في النفقات.
ضوابط الادخار:
وضع الإسلام ضوابط للادخار، هي:
- ألا يؤدي الادخار إلى احتكار للسلعة، مما يغليها على الآخرين فيتضررون به.
- أن لا تكون السلعة من نوع يحتاج إليه الناس، فلا يجوز ادخارها في هذه الحال.
- أن لا يؤدي الادخار إلى ضعف اليقين من رزق غد، فهذا يضر بعقيدة المسلم، وقد جاء في الحديث (يابن آدم إنك إن تبذل الفضل خير لك وإن تمسكه شر لك، ولا تلام على كفاف، وابدأ بمن تعول، واليد العليا خير من اليد السفلى) [مسلم].
وقال ( :(يمين الله ملأى سماء، لا يقبضها شيء بالليل والنهار) [مسلم].
وقال (: (أعط ولا تحصي، فيحصي الله عليك) [مسلم].
- ألا يؤدي الحرص على الادخار إلى البخل والشح على من تجب عليه نفقتهم، قال (: (كفى بالمرء إثمًا أن يحبس عمن يملك قوته) [مسلم].
والجزء الفائض من الكسب بعد الإنفاق يكون المدخر أو المستثمر.
والادخار لوقت الحاجة أمر واجب؛ فهو أخذ بالأسباب؛ ولكنه لا يغني عن قدر الله.
وهو حق للأبناء على الآباء قال (: (إنك إن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس في أيديهم) [متفق عليه].
ميلاد الادخار:
الادخار ظاهرة قديمة قدم إدراك الإنسان لضرورة الأخذ من وقت الرخاء لوقت الشدة، وقد ضرب الله لنا مثلاً في كيفية تنظيم موارد البلاد والاستعانة بالرخاء على الشدة على لسان نبيه يوسف ( قال تعالى: {قال تزرعون سبع سنين دأبًا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلاً مما تأكلون} [يوسف: 47].
والادخار ثلاثة أنواع:
1- اختياري: ويقوم به الأفراد برغبتهم الخاصة دون إجبار أو تدخل من أحد.
2- إجباري: وتقوم به الدولة بصورة جماعية عن طريق احتفاظ الحكومة بجزء من مرتبات وأجور الأفراد أثناء عملهم، ثم صرفها لهم عند الحاجة إليها، أو عند انتهائهم من العمل.
لماذا ندخر؟
هناك بعض العوامل التي تدفع الفرد أو الدولة للادخار، ومنها:
1- مستوى دخل الفرد: فكلما كان الدخل مرتفعًا زادت القدرة على الادخار أو العكس.
2- مستوى الأسعار: حيث إن هناك علاقة عكسية بين الأسعار والادخار، فإذا زادت الأسعار قلَّ الادخار أو العكس.
3- العائد المتوقع والمكسب الذي ينتظره الفرد من الادخار: فكلما ارتفعت قيمته زاد إقبال الفرد على الادخار وهكذا.
4- الاحتياط لمواجهة الأزمات: كالفقر والمرض وغير ذلك.
5- الرغبة في تحسين مستوى المعيشة والاستمتاع بدخل أكبر في المستقبل.
6- الرغبة في توفير الإمكانات اللازمة لأداء بعض الأغراض: كشراء السلع المعمرة كالسيارة أو الثلاجة وغيرهما والتي لا يستطيع دخل الفرد تحقيقها بصورته الجارية.
مميزات وفوائد:
مع تعدد العوامل التي تدفع الفرد والدولة إلى الادخار تأتي أهمية الادخار لتزيد من الاتجاه إليه والترغيب فيه، وتقوم أهمية الادخار على أنه:
1- وسيلة لتحسين مستوى المعيشة وزيادة الثروات.
2- وسيلة لتمويل المشروعات الاستثمارية.
3- أنه يساعد في تنمية مستوى الدخل القومي للدولة.
خير الأمور الوسط:
ومع حثَّ الإسلام على الادخار وفق الضوابط التي ذكرت فقد نبه إلى ضرورة الوسطية والتوازن فقال تعالى: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملومًا محسورًا} [الإسراء: 29].
وقال- عز وجل-: {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قوامًا} [الفرقان: 67].
فإذا كان الإسلام قد شجع على الادخار وبين فضيلته فقد حذَّر من البخل والاكتناز لما فيهما من تعطيل المال وحبسه، وعدم أداء حقوق الله في هذا المال، قال تعالى: {والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم. يوم يحمى عليها في نار جهنم فتُكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنـزون} [التوبة: 34-35].
أدوات الحرب:
ولمحاربة هذا الخطر شرع الإسلام الزكاة، وجعلها أحد أركان الإسلام، وكذلك فرض الإسلام على كل مسلم الإنفاق على من يعول، ودعا الإسلام المسلمين إلى تحقيق المصلحة العامة للمجتمع من المال والثروة عن طريق استثماره وتنميته، ومن وسائل الاستثمار المتاحة أمام المسلم:
1- الاستثمار الفردي في مشروعات تجارية أو صناعية.
2- الاستثمار عن طريق المضاربة الإسلامية مع أطراف آخرين.
3-الاستثمار عن طريق المشاركات الإسلامية.
4- الاستثمار التعاوني الإسلامي.
شريطة أن يدور كل هذا في إطار الكسب الحلال والإنفاق الحلال والاستثمار الحلال.

محمد رافع 52 03-01-2013 01:38 AM

الحرية
رحم الله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حينما قال لعمرو بن العاص -رضي الله عنه- وهو وإلى مصر: (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟!).
وذلك عندما ضرب ابنٌ لعمرو بن العاص غلامًا من مصر، ولم يقتص عمرو من ولده، فبعث عمر بن الخطاب -لما علم بذلك- إلى عمرو بن العاص أن يضرب ابنه.
وكثيرًا ما نسمع إنسانًا يقول حينما نريد أن ننبهه إلى خطأ ما قد ارتكبه: (أنا... حر).
فنقول له: إنه ليس من حق الإنسان أن يقول إنني حر ثم يخطئ في غيره ويضربه؛ فقد قال (: (لا ضرر ولا ضرار) [ابن ماجه ومالك].
ويشير هذا الحديث إلى ضرورة فهم المعنى الصحيح للحرية، فهي لا تعني أن يفعل الإنسان ما يحلو له وما تشير إليه نفسه دون النظر إلى نتيجة هذا الأمر على نفسه أولاً ثم على غيره بعد ذلك.
والإسلام لم ينكر الحريات والحقوق، بل صانها وأكد عليها، فالحرية في الإسلام مشروعة بضوابط الأمر والنهي (افعل ولا تفعل). فالإسلام أعطانا جوانب كبيرة من الحرية، وأمرنا أن نمارس الحرية في إطار ضوابطها الشرعية التي حددها
الله -سبحانه-.
فمثلاً أباح الإسلام التزين للمرأة ولكن بحدود معينة وضوابط محكومة، فإذا خرجت عن هذه الضوابط بزعم الحرية فقد أضرت بنفسها لأنها قد عصت الله تعالى وخالفت أوامره، وأضرت بمن حولها من الشباب الذين قد يفتنون بما يرونه من مظاهر التبرج. وقد كفل الإسلام الحرية السياسية للأفراد والجماعات، فليس في الإسلام كبت للرأي، أو قيد على حرية، فمن حق الشعب أن يحاسب حكامه على التقصير، ويجب على الحاكم أن يشاور شعبه في أمور بلدهم.
ولنا في رسول الله ( الأسوة والقدوة الحسنة في ذلك؛ فكان الرسول ( يشاور أصحابه في الأمور كلها، وكذلك فعل خلفاؤه الراشدون، فقال أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- في يوم توليه الخلافة: (إن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني). وكذلك فعل عمر بن الخطاب وعثمان وعلي
-رضي الله عنهم-.
وإذا نظرنا إلى المجتمعات الغربية، نجد أهلها يفهمون معنى الحرية فهمًا غريبًا وعجيبًا؛ فعندهم أنه من حق الإنسان أن يفعل ما يراه صحيحًا من وجهة نظره، ما دام لا يخرج على القانون، ومن المعروف أنهم هم واضعوا هذه القوانين؛ لتتوافق مع رغباتهم وأهوائهم، وهي قوانين غير محكومة بضوابط أو محدودة بحدود.
وبعض هذه القوانين قد أباحت بعض التصرفات غير الأخلاقية، بل إن القانون هو الذي يحميها ويحرسها، فالقانون عندهم يبيح لعب القمار وشرب الخمر والتعامل بالربا وممارسة الزنا وممارسة الشذوذ، وهناك قوانين لبعض الدول تعطي الحق للفتى والفتاة بعد سن البلوغ حرية الاستقلال عن أسرهم، وبلغ الأمر في بعض المجتمعات أن هناك جمعيات موجودة تقدم الإرشادات لأولئك الذين يرغبون في الانتحار والتخلص من حياتهم!! وتبين لهم أفضل وسائل الانتحار!! كل ذلك بحجة أن هذه حريات شخصية، لا ينبغي المساس بها أو منعها!!
أما في الإسلام، فليس من حق المسلم أن ينهي حياته بنفسه وينتحر، فالانتحار جريمة يحاسب عليها المرء يوم القيامة، وشرب الخمر، والزنا، ولعب القمار والربا جرائم يحرمها الإسلام. ويجب على كل مسلم أن يوقن أن الله -عز وجل- ما حرم شيئًا إلا وفيه ضرر عظيم للإنسان، وما أحل شيئًا إلا وفيه الخير له.
ومن عظمة الإسلام وحكمته أن من يخالف أوامر الله وتعالىم الإسلام ويتعدى الحدود المقررة، جعل الله له عقوبتين، فإذا أفلت من واحدة لن يفلت من الأخرى فالذي يسرق أو يزني أو يشرب الخمر -مثلاً- يُقام عليه الحد أمام أعين الناس؛ حتى يعتبروا به، وبذلك تنتظم شئون الناس فيما بينهم، وهذه عقوبة دنيوية.
أما العقوبة الأخروية فهي التي يذوقها الإنسان يوم القيامة، فالذي ينتحر -على سبيل المثال- قد أفلت من عقاب الدنيا، ولكنه سوف يحاسب حسابًا عسيرًا يوم القيامة على جرمه الكبير في تدخله في قدر الله -عز شأنه-.

محمد رافع 52 03-01-2013 01:41 AM

السياحة
السياحة معناها الذهاب في الأرض للعبادة، والنظر والتأمل في الأشياء التي خلقها الله -عز وجل-، والتمتع بآثار قدرته -سبحانه- وجعل الله -عز وجل- في نفس كل إنسان نوازع كثيرة، منها البحث عن الحقيقة، وتدقيق النظر في الأشياء من حوله، والشغف بمعرفة المجهول عنه.
قال تعالى: {أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم} [يوسف: 109].
وقال -عز وجل- : {أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}
[الحج: 46].
وقال الإمام ابن تيمية: (ما يفعل أعدائي بي؟! إن ***وني ف***ي شهادة، وإن حبسوني فسجني خلوة، وإن نفوني فنفيي سياحة).
والسياحة أنواع متعددة منها:
سياحة التأمل:
وتقوم على تدبر الإنسان وتأمله في كل ما يراه ويقع عليه بصره، وكل ما يلمسه أو يدركه بحواسه، وكل ما يسمعه ويستقبله بأذنيه، وكل ما يهز قلبه ويحرك وجدانه من مخلوقات لها حركات وسكنات منظمة تبعًا لسنن وقوانين ثابتة.
قال تعالى: {وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء} [الأنعام: 28].
وهي أيضا تقوم على التمتع بما خلق الله لعباده من سنن كونية كالوديان، والجبال، والصحاري، والغابات، والسماء بما فيها من نجوم وكواكب وبحار ومحيطات وأنهار، وما تحتويه كل هذه الأشياء من علامات تدل على قدرة الله تبارك وتعالى.
قال تعالى: {أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج. والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج. تبصرة وذكرى لكل عبد منيب} [ق: 6-8].
السياحة العلاجية:
وهي الانتقال من مكان لآخر للاستشفاء وتجديد النشاط والحيوية عن طريق الشمس الدافئة، والاستفادة بالمياه الجوفية والرمال الجافة أو المبللة أو الاستحمام في البحر والجلوس في الأماكن الخضراء ذات الطبيعة الهادئة الجميلة .
السياحة الدينية:
وتقوم هذه السياحة -من خلال أداء الفرائض- على زيارة الأماكن الدينية، والسفر إليها، فيزيد الإيمان ويرتفع انتماء المسلم إلى آثاره الإسلامية .
قال تعالى: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً} [آل عمران: 97].
السياحة العلمية:
يرحل الإنسان إلى بلاد غريبة بعيدة طلبًا للعلم والمعرفة.
السياحة في الإسلام:
السياحة في الإسلام معناها الانتقال من مكان إلى مكان لعلة جائزة شرعًا: كالعبادة أو اكتشاف المجهول أو طلب العلم أو الاستشفاء أو نشر الدعوة الإسلامية أو الجهاد في سبيل الله أو الفرار بالدين إلى مكان يأمن المرء فيه على دينه.
أما السياحة بمعناها الضيق -المعاصر- وهو الوقوف على أطلال الآثار القديمة وتقديسها والانبهار بها، من غير السؤال عن أخبار من أقاموها، عدلاً أم جورًا، إيمانًا أم كفرًا‍‍!! فهذا أمر لا يجيزه الشرع الإسلامي، فقد كان رسول الله ( وصحابته الكرام إذا مروا على ديار الظالمين من الأمم السابقة، يسرعون السير، مخافة أن يصيبهم ما أصاب أولئك الظالمين.
وقد يتصور بعض الناس أن الإسلام يرفض السياحة، وأنه ليس لها مكان في تشريعات الإسلام، وهذا الكلام خاطئ ولا يحمل أية علامات الصواب؛ لأن الإسلام هو دين الله الذي ضمن السعادة للإنسان إذا ما التزم به، وقد وضع الإسلام الأسس والوسائل الكفيلة بإنجاح السياحة وتحقيق الغاية منها ومن هذه الوسائل:
1-تنقية النشاط السياحي مما علق به من محرمات، وذلك بالابتعاد التام عن إشاعة الفاحشة وإثارة الغرائز والشهوات، ومنع ما حرمه الله من خمر وميسر واختلاط.
2- عدم السياحة في أماكن الفتن والفسق والبدع حتى لا يتعرض المسلم للفتنة في نفسه ودينه.
3- التخلق بأخلاق الإسلام والتزام مبادئه والسير على منهج النبي ( وسنته.
4- صدق النية وإخلاص العمل لله -عز وجل- وذلك حينما نجعل هذه السياحة وسيلة للدعوة إلى الله فنقدم للناس صورة مشرقة لديننا، وبلادنا، فنوضح لهم الحقيقة، ونفضح أمامه أكاذيب الإعلام الغربي الذي يشوه صورة الإسلام والمسلمين.


محمد رافع 52 03-01-2013 01:45 AM

البطالة
خلق الله الإنسان وكرَّمه وأحسن خلقه، وأمده بالعقل، ليستعين به في البحث عن الطرق المشروعة التي يحصل من خلالها على رزقه، إلا أن هناك بعض الفترات التي لا يستطيع بعض الناس -وبصفة خاصة الشباب- أن يجدوا عملاً يتكسبون منه؛ فيتعرضون لما يسمى بظاهرة البطالة.
- صور البطالة:
للبطالة صوٌر عديدة، فمنها:
- البطالة الصريحة: بمعني أن الإنسان لا يجد عملاً يعمله ويكسب قوته منه.
- البطالة المقنعة: وهي عبارة عن وجود عدد كبير من الموظفين والعاملين في مؤسسات الدولة بصورة تزيد عن حاجة هذه المؤسسات إلى هذا الكم الهائل من الموظفين، ومن ثم نجد كثيرًا منهم ليس له عمل ولا يترتب على وجوده زيادة إنتاج.
- البطالة النسبية: وهي صورة من صور البطالة المقنعة، ولكنها أخف حدة منها، حيث يعمل الإنسان في مكان ولكن إنتاجه يقل بكثير عن حاجة العمل، فالعمل الذي يقوم به خمسة عمال يقوم به عشرة أو عشرون، أي أن حجم العمالة يزيد عن حاجة العمل .
وقد تمتد البطالة لفترات طويلة، وقد تكون في فترات زمنية محددة، وقد تكون مستترة يزيد فيها حجم العمالة عن حاجة العمل، وقد تكون ناشئة في بعض الأحيان عن امتناع الشباب عن العمل نتيجة عدم تعودهم عليه.
البطالة من منظور إسلامي:
وإذا تأملنا ديننا الحنيف نجد أنه لم يدع المسلم يعاني من ويلات البطالة، فالمسلم وقته ثمين، يقضيه إما في عمل أو عبادة أو ترويح عن النفس، فلا وقت للضياع أو للانحراف. لذلك فالبطالة من المنظور الإسلامي هي: ألا يجد الإنسان عملاً يكتسب منه ما يكفي حاجته وحاجة أسرته، أما إذا كان الإنسان يعمل عملا يسد من خلاله حاجة من يعولهم، وكان هذا العمل يستغرق ساعة أو ساعتين من يومه فلا يعد في بطالة، ولو ظل باقي يومه بلا عمل. فالإسلام يشغل الإنسان بكثير من المتطلبات الأخرى في يومه: كالصلاة، والذِّكر، وسائر العبادات.
ولقد عانى الغرب ومازال من انتشار الانحراف وزيادة الجرائم، وكثرة إدمان الخمور والمخدرات في أوساط الشباب. والبطالة هي إحدى أسباب وجود هذه الأمراض الاجتماعية.
نتائج البطالة:
وقد نتج عن البطالة العديد من الآثار الضارة:
فمن الناحية الاقتصادية: خسرت الدول جزءًا هامًا من ثرواتها نتيجة عدم استغلال طاقات الشباب.
ومن الناحية الاجتماعية: انقسم المجتمع إلى أغنياء يزدادون غنى وإلى متعطلين فقراء يزدادون فقرًا، فثارت الأحقاد، وانتشرت الجرائم.
ومن الناحية النفسية: فقد الشباب الثقة في أنفسهم وقدراتهم، فانعزلوا عن المجتمع، ولم يجدوا طريقًا إلا الاكتئاب أو الانحراف.
- العمل عبادة:
والمجتمعات الإسلامية -حاليًّا- جميعها تعاني من البطالة، بأنواعها وصورها المختلفة، فذلك يرجع إلى عدم أخذهم بتعالىم الإسلام في هذا المجال.
فلقد علمنا ديننا الحنيف أن العمل عبادة يبتغي المسلم من ورائها رضا الله، والمتأمل في سيرة الأنبياء والرسل يجد أنهم مع ما يشغلهم من أمر الرسالة والدعوة إلى الله كانوا أصحاب مهن، فاحترف آدم -عليه السلام- الزراعة، واحترف نوح -عليه السلام- النجارة، واحترف داود -عليه السلام- الحدادة، واحترف محمد ( التجارة، وكلهم رعي الغنم.
كذلك كان أصحاب رسول الله ( أصحاب مهن؛ فكان خباب بن الأرت حدادًا، وكان عبد الرحمن بن عوف تاجرًا.
الرسول ( يعالج البطالة:
جاء رجل من الأنصار إلى النبي ( يسأله (يطلب منه مالاً) فقال ( (أما في بيتك شيء؟) قال: بلى، حلس (كساء) نلبس بعضه، ونبسط بعضه، وقعب (كوب) نشرب فيه الماء. قال (: (ائتني به). فأتاه بهما. فأخذهما رسول الله ( بيده، وقال: (من يشتري هذين؟) قال رجل: أنا آخذهما بدرهم. قال (: (من يزيد على درهم ؟) -مرتين أو ثلاثة -قال رجل: أنا آخذهما بدرهمين.
فأعطاهما إياه، وأخذ الدرهمين وأعطاهما الأنصاري، وقال: (اشترِ بأحدهما طعامًا فانبذه إلى أهلك، واشتر بالآخر قدومًا فأتني به). فأتاه به، فشد فيه رسول الله ( عودًا بيده، ثم قال له: (اذهب فاحتطب وبع، ولا أرينك خمسة عشر يومًا) فذهب الرجل يحتطب ثم يبيع، فجاء وقد أصاب عشرة دراهم، فاشترى ببعضها ثوبًا وببعضها طعامًا، فقال رسول الله (: (هذا خير لك من أن تجيء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة، إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة: لذي فقر مدقع، أو لذي غرم مفظع، أو لذي دم موجع) [أبو داود].
خطوات العلاج:
لقد حدد النبي ( هذه المشكلة من خلال هذا الموقف العملي الذي يمكن أن نحدد من خلاله خطوات العلاج فيما يلي:
* على كل إنسان أن يجتهد ما استطاع في البحث عن عمل يفي بحاجاته وحاجة من يعولهم.
* يرفع المتعطل شكواه إلى ولي الأمر إذا لم يوفق في البحث عن عمل.
* توجه الدولة العامل لعمل يناسبه ويلائم حاجات المجتمع.
* تزود الدولة العامل بآلة العمل.
* تحريم السؤال (التسول) إلا في حالات نادرة جدًا، منها الفقر الشديد مع عدم القدرة على العمل.
* بيان فضل العمل وقيمته وأثره في المجتمع مهما كانت صورة هذا العمل. هكذا نرى عظمة ديننا في اهتمامه بالإنسان وصونه لكرامته، وإيجاد السبل التي تكفل له حياة كريمة، حيث لا فراغ ولا بطالة.

محمد رافع 52 03-01-2013 02:04 AM

الآداب الإسلامية

آداب الطريق
ذات يوم قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: (إياكم والجلوسَ على الطرقات) فقالوا: ما لنا بد، إنما هي مجالسنا نتحدث فيها. قال صلى الله عليه وسلم: (فإذا أبيتم إلا المجالس؛ فأعطوا الطريق حقها). قالوا: وما حق الطريق؟
قال صلى الله عليه وسلم: (غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، وأمر بالمعروف، ونهى عن المنكر) [متفق عليه].
***
الطريق مرفق عام، وهو ملك للناس جميعًا، ولو اعتبر كل إنسان الطريق جزءًا من بيته، لحافظنا عليه.
ومن آداب الطريق التي يجب على كل مسلم أن يلتزم بها:
غض البصر: المسلم يغض بصره عن المحرمات، امتثالا لأمر الله -تعالى-: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون . وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن}
[النور: 30-31].
إماطة الأذى: المسلم يميط الأذى كالحجارة أو الأسلاك أو الزجاج أو غيرها فيبعده عن الطريق، قال صلى الله عليه وسلم: (... وتميط الأذى عن الطريق صدقة) [متفق عليه]. ويتجنب قضاء الحاجة في الطريق، حتى لا يؤذي
أحدًا، ويتجنب اللعب، والمزاح غير المقبول، ولا يسخر ممن يسير في الطريق ولا يستهزئ بهم.
ولا يضيق على المارة، وإنما يفسح لهم الطريق. وإن كان يحمل عصًا أو مظلة أو شيئًا يمكن أن يؤذي المسلمين؛ فيجب أن يحترس في حمله حتى لا يؤذيهم، ولا يحرك يديه ب*** أثناء السير في الأماكن المزدحمة، ولا يزاحم أثناء صعود الكباري أو المشي في الأنفاق -مثلا-.
الالتزام بآداب مرور السيارات: فسائق السيارة يلتزم بآداب المرور، ويحترم شرطي المرور، ويلتزم بالإشارات، ولا يستخدم آلة التنبيه بكثرة؛ حتى لا يزعج المرضى، ويلتزم بالسرعة المحددة له في الطريق.
رد السلام: المسلم عندما يسير في الطريق يلقي السلام على من يقابله، ويرد السلام بأحسن مما سمع.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: قال صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان) [متفق عليه]. والمسلم يعاون من لا يستطيع عبور الطريق
أو السير؛ فيأخذ بيده، وإن كان له سيارة أو وسيلة يركبها فله أن يحمل معه غيره، ويرشد الضالَّ الذي فقد طريقه، ويفضُّ المشاجرات التي يستطيع فضَّها والإصلاح بين أطرافها.
الاعتدال والتواضع في المشي: المسلم يجعل مشيه وسطًا بين الإسراع والبطء ولا يمشي بخُيلاء أو تكبر، قال تعالى: {واقصد في مشيك} [لقمان: 19]. وقال تعالى: {ولا تمش في الأرض مرحًا إنك لن تخرق الأرض ولا لن تبلغ الجبال طولاً} [الإسراء: 37].
السير في جانب الطريق: المسلم يلتزم جانب الطريق (الرصيف) عندما يمشي على رجليه؛ حتى لا يتعرض للإصابة بحوادث السيارات أو الدراجات، ويجب التمهل عند عبور الشارع، والتأكد من خلو الطريق من العربات.
الحرص على نظافة الطريق: وتجنب رمي القاذورات فيها، وحبذا لو تعاون الجميع على تنظيفها.
الأدب عند السير مع الكبير: فلا يتقدم عليه، وليستمع إليه إذا تحدث، كما أنه يمشي عن يساره ليكون له أولوية الخروج والدخول وغير ذلك.
عدم الأكل أثناء السير: فإن ذلك منافٍ للمروءة.
عدم رفع الصوت في الطريق: حتى لا يؤذي السائرين، أو تتسرب
الأسرار، ويتجنب المزاح غير المقبول مع رفقاء الطريق.

محمد رافع 52 03-01-2013 02:07 AM

آداب العمل
ذات يوم ذهب رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسأله أن يعطيه شيئًا من المال أو الطعام، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (أما في بيتك شيء؟).
قال الرجل: بلى، حلس (كساء) نلبس بعضه ونبسط بعضه، وقعب (إناء) نشرب فيه من الماء؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ائتني بهما). فأتاه الرجل بهما فأخذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، وقال: (من يشتري هذين؟) قال رجل: أنا آخذهما بدرهم. قال صلى الله عليه وسلم: (من يزيد على درهم؟) قالها مرتين أو ثلاثًا، فقال رجل: أنا آخذهما بدرهمين، فأعطاهما إياه، وأخذ الدرهمين وأعطاهما الأنصاري، وقال له: (اشْتَرِ بأحدهما طعامًا فانبذْه إلى أهلك، واشترِ بالآخر قدومًا فأْتني به). فأتاه به، فَشَدَّ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عودًا بيده، ثم قال للرجل: (اذهب فاحتطب وِبعْ، ولا أَرَينَّك خمسة عشر يومًا).
فذهب الرجل يحتطب ويبيع، فجاء وقد أصاب عشرة دراهم، فاشترى ببعضها ثوبًا وببعضها طعامًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هذا خير لك من أن تجيء المسألة نُكْتةً (علامة) في وجهك يوم القيامة. إن المسألة لا تصلح إلا
لثلاثة: لذي فقر مدقع (شديد) أو لذي غرم مفظع (دَين شديد) أو لذي دم موجع) [أبوداود].
***
جلس الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في صباح أحد الأيام، فرأوا رجلا قويَّا، يسرع في السير، ساعيًا إلى عمله، فتعجب الصحابة من قوته ونشاطه، وقالوا: يا رسول الله، لو كان هذا في سبيل الله (أي: لكان هذا خيرًا له) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم موضحًا لهم أنواع العمل الطيب: (إن كان خرج يسعى على ولده صغارًا، فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان) [الطبراني].
فالإسلام دين العمل، وهو عمل للدنيا، وعمل للآخرة. قال تعالى: {وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا} [القصص: 77]. وقد أمر الله -سبحانه- بالعمل والسعي في الأرض والأكل من رزق الله، فقال تعالى: {هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور} [الملك: 15].
وحثَّ الرسول صلى الله عليه وسلم على العمل، فقال: (اعملوا فكلٌّ مُيسَّرٌ لما خُلِقَ له) [متفق عليه]. وكان الأنبياء جميعًا -عليهم الصلاة والسلام- خير قدوة لنا في العمل والسعي، فما من نبي إلا ورعى الغنم، وكان لكل نبي حرفة وعمل يقوم به، وقد شارك النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في الأعمال المختلفة، ولم يتميز عليهم كما حدث في بناء المسجد أو حفر الخندق، فكان يحمل التراب والأحجار.
وللعمل والسعي على الرزق آداب يجب على كل مسلم أن يتحلى بها، منها:
استحضار النية: المسلم يبتغي من عمله إشباع البدن من الحلال وكفه عن الحرام، والتقوِّي على العبادة، وعمارة الأرض.
عدم تأخير العمل عن وقته: المسلم يقوم بأعماله في أوقاتها دون تأخير، وقيل في الحكمة: لا تؤخر عمل اليوم إلى الغد.
التبكير: قال صلى الله عليه وسلم: (اللهم بارك لأمتي في بكورها)
[الترمذي وابن ماجه وأحمد].
الجد في العمل: المسلم يذهب إلى عمله بجد ونشاط، دون تباطؤ أو كسل، فمن جَدَّ وجد، ومن زرع حصد. قال الشاعر:
بقـدر الكَدِّ تُكْتَســب المعـــالي
ومـن طـلب العــُلا سـهر الليالــي
ومـن طـلب العــلا مـن غيـر كَـد
أضاع العمر فــي طلـــب المــُحَالِ
إتقان العمل: المسلم يتقن عمله ويحسنه قدر المستطاع. قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) [البيهقي] وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا ***تم فأحسنوا ال***ة، وإذا ***تم فأحسنوا ال***، ولْيَحُدَّ أحدُكم شفرته؛ فلْيُرِح ذبيحته) [مسلم].
التواضع: الكبر في الأمور كلها مذموم، وقد حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر)
[أبو داود والترمذي وأحمد]. فلْيتواضع كل رئيس لمرءوسيه، ولْيتعاون كل مرءوس مع رئيسه، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحـسنة؛ فقد كان يعاون أصحابه فيما يقومون به من عمل، ويساعد أهله في تواضع عظيم.
عدم الانشغال بعمل الدنيا عن العبادة والطاعة: المسلم يعمل لكي يحصل على الكسب الطيب له ولأسرته، وهو عندما يعمل يكون واثقًا من تحقيق أمر الله؛ إذ يقول: {فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور} [الملك: 15].
وإذا كان العمل لاكتساب الرزق وإعفاف النفس عن المسألة عبادة في
حد ذاته، فإن ذلك لا يشغلنا عن طاعة الله فيما أمرنا به من سائر العبادات.
البعد عن العمل الحرام: المسلم يختار عملا لا يتعارض مع أصل شرعي، فلا يعمل في بيع الخمور أو فيما شابه ذلك.
الأمانة: المسلم أمين في عمله؛ لا يغش ولا يخون، ولا يتقاضى رشوة من عمله وهو حافظ لأسرار العمل، ويؤديه على أكمل وجه، وكذلك صاحب العمل عليه أن يحفظ للعاملين حقوقهم؛ فيدفع لهم الأجر المناسب دون ظلم، ولا يكلفهم ما لا يطيقون من العمل، كما أنه يوفر لهم ما يحتاجون إليه من رعاية صحية واجتماعية.

محمد رافع 52 03-01-2013 02:10 AM

آداب النصيحة
يُحكى أن الحسن والحسين مرَّا على شيخ يتوضأ ولا يحسن الوضوء. فاتفقا على أن ينصحا الرجل ويعلماه كيف يتوضأ، ووقفا بجواره، وقالا له: يا عم، انظر أَيُّنا حسن وضوءًا. ثم توضأ كل منهما فإذا بالرجل يرى أنهما يحسنان الوضوء، فعلم أنه هو الذي لا يحسنه، فشكرهما على ما قدماه له من نُصح دون تجريح.
***
النصيحة دعامة من دعامات الإسلام. قال تعالى: {والعصر. إن الإنسان لفي خسر. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر} [العصر].
وقال صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة). قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) [متفق عليه]. وعن جرير بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: بايعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم. [متفق عليه].
وللنصيحة جملة من الآداب، منها ما يتعلق بالناصح، ومنها ما يتعلق بالمنصوح.
آداب الناصح:
الإخلاص: فلا يبغي الناصح من نصحه إظهار رجاحة عقله، أو فضح المنصوح والتشهير به، وإنما يكون غرضه من النصح الإصلاح، وابتغاء مرضاة الله.
الحكمة والموعظة الحسنة واللين: فالكلمة الطيبة مفتاح القلوب، قال تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} [_النحل: 125].
عدم كتمان النصيحة: المسلم يعلم أن النصيحة هي أحد الحقوق التي يجب أن يؤديها لإخوانه المسلمين، فالمؤمن مرآة أخيه، يقدم له النصيحة، ويخبره بعيوبه، ولا يكتم عنه ذلك. قال صلى الله عليه وسلم: (حق المسلم على المسلم ست).
قيل: ما هن يا رسول الله؟ قال: (إذا لقيتَه فسلِّم عليه، وإذا دعاك فأجبْه، وإذا استنصحك فانصحْ له، وإذا عطس فحمد فشمِّته، وإذا مرض فَعُدْه (فزُرْه) وإذا مات فاتبعه (أي سِرْ في جنازته) [مسلم].
أن تكون النصيحة في السر: المسلم لا يفضح المنصوح ولا يجرح مشاعره، وقد قيل: النصيحة في الملأ (العلن) فضيحة.
وما أجمل قول الإمام الشافعي:
تَغَمَّدَني بنُصْحِــكَ فــي انفـــِرادِي
وجَنِّبْنِــي النصيحــةَ فِــي الجَمَاعةْ
فـإنَّ النُّصْــحَ بَيـْـن النــاسِ نـــوعٌ
مــن التـَّوْبيخ لا أَرْضَى اســتِمَـاعَه
وكان صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينصح أحد الحاضرين يقول: ما بال أقوام يفعلون كذا، ما بال أحدكم يفعل كذا. وقيل: النصح ثقيل فلا تجعلوه جبلا، ولا ترسلوه جدلا، والحقائق مرة فاستعينوا عليها بخفة البيان.
الأمانة في النصح: فلا يخدع المنصوح ولا يستهين بأمره، بل يبذل الجهد، ويعمل الفكر، قبل أن ينصح، وعليه بيان ما يراه من المفاسد إن وجد في ستر وأمانة.

آداب المنصوح:
أن يتقبل النصيحة بصدر رحب: وذلك دون ضجر أو ضيق أو تكبر، وقد قيل: تقبل النصيحة بأي وجه، وأدِّها على أحسن وجه.
عدم الإصرار على الباطل: فالرجوع إلى الحق فضيلة والتمسك بالباطل رذيلة، والمسلم يحذر أن يكون ممن قال الله -تعالى- فيهم: {وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد} [_البقرة: 206].
أخذ النصح من المسلم العاقل: لأنه يفيده بعقله وحكمته، كما أن المسلم يتجنب نصح الجاهل أو الفاسق؛ لأنه يضره من حيث لا يحتسب. روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أراد أمرًا فشاور فيه امرءًا مسلمًا، وَفَّقَهُ الله لأرشد أموره) [الطبراني].
شكر الناصح: يجب على المنصوح أن يقدم الشكر لمن نصحه، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله.



محمد رافع 52 03-01-2013 02:22 AM

آداب الرياضة
في غزوة أُحُد تقدم (سَمُرَة بن جُنْدُب) و(رافع بن خَدِيج) إلى النبي صلى الله عليه وسلم كي يسمح لهما بالاشتراك في المعركة ضمن صفوف المسلمين، وكانا صغيرين لم يتجاوزا الخامسة عشرة، فرفض الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يقبل اشتراكهما في المعركة، فقيل للرسول صلى الله عليه وسلم: إن رافعًا يجيد الرمي بالسهم. فوافق النبي صلى الله عليه وسلم على اشتراكه بعد اختباره، وعندها شعر (سمرة) بالغيرة والرغبة في الجهاد مثل (رافع) فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله أن يضمه إلى صفوف الجيش كما ضم رافعًا، وقال له: إني أصْرَع رافعًا -أي أغلبه في المصارعة- فتصارعا فغلب سمُرة رافعًا، فقبل الرسول صلى الله عليه وسلم الاثنين ليكونا في صفوف المسلمين في قتال المشركين يوم أُحد.
يحرص المسلم أن يكون متين البنيان قوي الجسم، ولكي يصل إلى ذلك لابد من ممارسة الرياضة البدنية؛ فهي ضرورية للإنسان. قال صلى الله عليه وسلم: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خيرٌ)
[مسلم وابن ماجه]. وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: علِّموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل.
وللرياضة البدنية فوائد كثيرة؛ فهي تزيد سرعة الدم، فتزيد نسبة الأكسجين الذي يصل إلى الجسم، وهي توسِّع الصدر، وتقي الإنسان من أمراض الرئتين، وبها ينمو الجسم ويقوى. هذا بخلاف الفوائد الخلقية والعقلية؛ فهي تغرس في الإنسان العادات الحميدة، وتبعث على الهمة العالية، وتنمي العقل، وقد قيل: العقل السليم في الجسم السليم.
ومن آداب الرياضة البدنية ما يلي:
استحضار النية: فالمسلم يستحضر النية، ويمارس الرياضة التي تقويه على طاعة الله، وتمكنه من القيام بحقوق الناس على الوجه الأكمل، ولا يتخذ من الرياضة مظهرًا يتباهى به أمام الناس. قال صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات) [متفق عليه].
مراعاة السن: فلكل سن رياضة تناسبه، فلا يصلح للأطفال أن يمارسوا الرياضة الشاقة والعنيفة.
تجنب الحرام: المسلم يمارس من الرياضة ما يفيده بدنيا وذهنيا، وأفضلها ما جاءت به السنة، وما يقاس عليها؛ كالرماية، والفروسية، والسباحة، والجري، وألعاب القوى. أما إذا كانت الرياضة محرَّمةً؛ كسباقات المراهنة، فعلى المسلم أن يبتعد عنها، وعلى المسلم أن يتجنب ما قامت حوله الشبهة كالطاولة وأمثالها، مما يضيع الوقت ولا فائدة تعود منها.
تنظيم الوقت: المسلم ينظم وقته؛ فيخصُّ عمله ومذاكرته بوقتٍ، وممارسته للرياضة بوقت آخر، ونومه بوقت ثالث؛ بحيث لا يطغى وقت على آخر. فالرياضة المعتدلة المنظمة هي التي تقوي الجسم، بعكس الإفراط الذي يؤدي إلى التعب والإجهاد.
اختيار المكان المناسب: من الأفضل ممارسة الرياضة في الأماكن الواسعة النظيفة كالنوادي، وأفنية المدارس، والحدائق الواسعة؛ حيث يتوفر الهواء النقي.
عدم الاختلاط: فلا يمارس البنون الرياضة مع البنات لأن هذا يخالف الشرع، فيجب على المسلم أن يبتعد منذ صغره عن كل ما يثير الفتنة ويحرك الشهوات.
الحرص على الزملاء: فلا نفعل ما يضرُّهم أو يصيبهم بأذى؛ لأن الرياضة تُعلِّم ممارسيها الأدب والأخلاق، وحب الزملاء.
عدم العصبية: فالهدف من الرياضة هو تقوية جسم الإنسان، ونشر المحبة والمودة بين سائر الناس، أما إذا كانت الرياضة ستشعل بينهم العصبية، وتؤدي بهم إلى المشاجرة والخصام، فهنا يجب على المسلم ألا يشارك في هذا النوع
من الرياضة.
ستر العورة: يجب على المسلم ألا يلبس في ممارسته الرياضة شيئًا يخالف الشرع والدين؛ فيلتزم بالزي الساتر لبدنه وعورته، كما يحرم على المرأة أن تكشف شيئًا من جسمها أثناء ممارسة الرياضة.
عدم الانشغال بها عن العبادة: كذلك لا تكون الرياضة في وقت
العبادة -كالصلاة- حتى لا يتأخر عن أدائها. كذلك فالمسلم لا يفطر في رمضان من أجل الرياضة.
عدم إعاقة التعلم: المسلم يهتم بطلب العلم، ويحرص على التعليم، لذلك فهو يحرص على ألا تشغله الرياضة عن دراسته وتعليمه، بل يجعل من الرياضة وسيلة لتفوقه.
المواظبة: فخير الأعمال أدومها وإن قلت، وفي ممارسة الرياضة بانتظام: ابتعاد عن الشعور بالملل والسأم، وتقوية للجسم حتى لا يصاب بمكروه.
حسن الخلق: المسلم يتمسك بأخلاقه الطيبة عند اللعب، ويبتعد عن السباب والشتم، ويتعود الصبر والتحمل، ويحترم من يلعب معه.
مراعاة ال*** (النوع): فالمسلمة لا تمارس الألعاب العنيفة؛ كحمل الأثقال أو الكاراتيه أو الملاكمة وغيرها مما يتنافى مع أنوثتها، ولا تمارس الرياضة في حضور الرجال؛ صونًا لها؛ ووقاية من إثارة الغرائز، كما حث على ذلك ديننا الحنيف.
والإسلام يحرص على أن يكون أفراده أقوياء البدن، كما يحرص على أن يكونوا أقوياء الإيمان، وذلك حتى يكون الإنسان لبنة صالحة في المجتمع المسلم، فمن صفات المؤمنين أنهم: {أشداء على الكفار رحماء بينهم} [الفتح: 29].

محمد رافع 52 03-01-2013 02:26 AM

آداب المزاح
مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم على جماعة من أصحابه يتسابقون في الرمي بالنبال، فقال لهم: (ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميًا، ارموا وأنا مع بني فلان). فتوقف أحد الفريقين عن الرمي، فقال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما لكم لا ترمون؟). فقالوا: كيف نرمي وأنت معهم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ارموا، فأنا معكم كلكم) [البخاري].
***
كان بعض الأحباش يلعبون عند النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد، ويلهون بحرابهم، فلما دخل عمر -رضي الله عنه- المسجد أمسك قبضة من الحصى، ورماهم بها، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (دعهم يا عمر) [البخاري].
ذات يوم، جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: يا رسول الله، احملني (أي أنه يريد ناقة يركبها) فقال النبي صلى الله عليه وسلم مازحًا: (إنا حاملوك على ولد ناقة). فظن الرجل أن ولد الناقة سيكون صغيرًا ضعيفًا، ولا يقدر على حمله، فقال للرسول صلى الله عليه وسلم: وما أصنع بولد الناقة؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (وهل تلد الإبل إلا النوق) [أبو داود والترمذي].
الإسلام لا يرفض اللعب واللهو المباح، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح مع أصحابه ولا يقول إلا حقَّا.
وهناك آداب يجب على المسلم أن يراعيها في لعبه ومزاحه منها:
الصدق في المزاح: فالمسلم يبتعد عن الكذب في المزاح، وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من الكذب في المزاح، فقال: (لا يؤمن العبد الإيمان كله حتى يترك الكذب في المزاحة والمراء) [أحمد والطبراني].
الاعتدال في المزاح: قال صلى الله عليه وسلم: (لا تكثر الضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب) [الترمذي]. كما يجب على المسلم أن يدرك أهمية الوقت فلا يقضي وقتًا طويلا في المزاح واللعب يترتب عليه تقصير في الواجبات والحقوق.
البعد عن السخرية: يجب على المسلم أن يبتعد في مزاحه ولهوه عن السخرية والاستهزاء بالآخرين، أو تحقيرهم، أو إظهار بعض عيوبهم بصورة تدعو للضحك والسخرية. يقول تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرًا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرًا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون} [الحجرات: 11].
النية الطيبة في المزاح: مثل مؤانسة الأصحاب والتودد إليهم، والتخفيف عن النفس وإبعاد السأم والملل عنها.
اختيار الوقت والمكان المناسبيْن: هناك أوقات وأماكن لا يجوز فيها الضحك والمزاح واللهو، مثل: أوقات الصلاة، وعند زيارة المقابر، وعند ذكر الموت، وعند قراءة القرآن، وعند لقاء الأعداء، وفي أماكن العلم.
عدم المزاح في الزواج والطلاق والمراجعة: فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن المزاح في هذه الأشياء الثلاثة وبيَّن أن المزاح والجد فيها جد، فلو مزح إنسان وطلق زوجته أصبح الطلاق واقعًا.
قال صلى الله عليه وسلم: (ثلاث جدهن جد وهَزْلُهُن جد: النكاح والطلاق والرجعة (أي أن يراجع الرجل امرأته بعد أن يطلقها) [أبوداود].
عدم المزاح بالسلاح: المسلم لا يُرعب أخاه، ولا يحمل عليه السلاح، حتى ولو كان يمزح معه، فربما يوسوس له الشيطان، ويجعله يقدم على إيذاء أخيه المسلم، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من حمل علينا السلاح فليس منا) [مسلم].
وكذلك المسلم لا يتطاول على أخيه، فيمزح معه مستخدمًا يده؛ لأن ذلك يقلل الاحترام بينهما، وربما يؤدي إلى العداوة.
عدم المزاح في أمور الدين: المسلم يحترم دينه، ويقدس شعائره، لذلك فهو يبتعد عن الدعابة التي يمكن أن يكون فيها استهزاء بالله -عز وجل- وملائكته وأنبيائه، وشعائر الإسلام كلها.


محمد رافع 52 04-01-2013 08:24 PM

التعاون
يحكى أن شيخًا كبيرًا جمع أولاده، وأعطاهم حزمة من الحطب، وطلب منهم أن يكسروها، فحاول كل واحد منهم كسر الحزمة لكنهم لم يستطيعوا، فأخذ الأب الحزمة وفكها إلى أعواد كثـيـرة، وأعطى كل واحد من أبنائه عودًا، وطلب منه أن يكسره، فكسره بسهـولة.
*أمر الله إبراهيم -عليه السلام- أن يرفع جدران الكعبة، ويجدد بناءها، فقام إبراهيم -عليه السلام- على الفور لينفذ أمر الله، وطلب من ابنه إسماعيل -عليه السلام- أن يعاونه في بناء الكعبة، فأطاع إسماعيل أباه، وتعاونا معًا حتى تم البناء، قال تعالى: {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم} [البقرة: 127].
*أرسل الله موسى -عليه السلام- إلى فرعون؛ يدعوه إلى عبادة الله وحده، فطلب موسى -عليه السلام- من الله -سبحانه- أن يرسل معه أخاه هارون؛ ليعاونه ويقف بجانبه في دعوته، فقال: {واجعل لي وزيرًا من أهلي . هارون أخي . اشدد به أزري . وأشركه في أمري} [طه: 29-32]. فاستجاب الله تعالى لطلب موسى، وأيده بأخيه هارون، فتعاونا في الدعوة إلى الله؛ حتى مكنهم الله من النصر على فرعون وجنوده.
*أعطى الله -سبحانه- ذا القرنين مُلكًا عظيمًا؛ فكان يطوف الأرض كلها من مشرقها إلى مغربها، وقد مكَّن الله له في الأرض، وأعطاه القوة والسلطان، فكان يحكم بالعدل، ويطبق أوامر الله.
وكان في الأرض قوم مفسدون هم يأجوج ومأجوج، يهاجمون جيرانهم، فينهبون أموالهم، ويظلمونهم ظلمًا شديدًا؛ فاستغاث هؤلاء الضعفاء المظلومون بذي القرنين، وطلبوا منه أن يعينهم على إقامة سـد عظيم، يحول بينهم وبين يأجوج ومأجوج، {قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجًا على أن تجعل بيننا وبينهم سدًا} [الكهف: 94].
فطلب منهم ذو القرنين أن يتحدوا جميعًا، وأن يكونوا يدًا واحدة؛ لأن بناء السد يحتاج إلى مجهود عظيم، فعليهم أن يُنَقِّبُوا ويبحثوا في الصحراء والجبال، حتى يحضروا حديدًا كثيرًا لإقامة السد، قال تعالى: {قال ما مكني فيه خيرًا فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردمًا} [الكهف: 95]. وتعاون الناس جميعًا حتى جمعوا قدرًا عظيمًا من الحديد بلغ ارتفاعه طول الجبال، وصهروا هذا الحديد، وجعلوه سدَّا عظيمًا يحميهم من هؤلاء المفسدين.
*كان أول عمل قام به الرسول صلى الله عليه وسلم حينما هاجر إلى المدينة هو بناء المسجد، فتعاون الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى هيئوا المكان، وأحضروا الحجارة والنخيل التي تم بها بناء المسجد، فكانوا يدًا واحدة حتى تم لهم البناء.
وكان الصحابة يدًا واحدة في حروبهم مع الكفار، ففي غزوة الأحزاب اجتمع عليهم الكفار من كل مكان، وأحاطوا بالمدينة، فأشار سلمان الفارسي -رضي الله عنه- على النبي صلى الله عليه وسلم بحفر خندق عظيم حول المدينة، حتى لا يستطيع الكفار اقتحامه. وقام المسلمون جميعًا بحفر الخندق حتى أتموه، وفوجئ به المشركون، ونصر الله المسلمين على أعدائهم.
ما هو التعاون؟
التعاون هو مساعدة الناس بعضهم بعضًا في الحاجات وفعل الخيرات. وقد أمر الله -سبحانه- بالتعاون، فقال: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} [المائدة: 2].
فضل التعاون:
والتعاون من ضروريات الحياة؛ إذ لا يمكن للفرد أن يقوم بكل أعباء هذه الحياة منفردًا. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من كان معه فضل ظهر فلْيعُدْ به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد فلْيعُدْ به على من لا زاد له)
[مسلم وأبو داود].
وحث النبي صلى الله عليه وسلم على معونة الخدم، فقال: (ولا تكلِّفوهم ما يغلبهم فإن كلَّفتموهم فأعينوهم) [متفق عليه].
والله -سبحانه- خير معين، فالمسلم يلجأ إلى ربه دائمًا يطلب منه النصرة والمعونة في جميع شئونه، ويبتهل إلى الله -سبحانه- في كل صلاة مستعينًا به، فيقول: {إياك نعبد وإياك نستعين} [الفاتحة: 5].
وقد جعل الله التعاون فطرة في جميع مخلوقاته، حتى في أصغرهم حجمًا، كالنحل والنمل وغيرها من الحشرات، فنرى هذه المخلوقات تتحد وتتعاون في جمع طعامها، وتتحد كذلك في صد أعدائها. والإنسان أولى بالتعاون لما ميزه الله به من عقل وفكر.
فضل التعاون:
حينما يتعاون المسلم مع أخيه يزيد جهدهما، فيصلا إلى الغرض بسرعة وإتقان؛ لأن التعاون يوفر في الوقت والجهد، وقد قيل في الحكمة المأثورة: المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) [مسلم].
وقال صلى الله عليه وسلم: (يد الله مع الجماعة) [الترمذي].
وقال صلى الله عليه وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضُه بعضًا)
[متفق عليه].
والمسلم إذا كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن يسَّر على معسر يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
وقال صلى الله عليه وسلم: (وعَوْنُكَ الضعيفَ بِفَضْلِ قُوَّتِكَ صدقة) [أحمد].
التعاون المرفوض: نهى الله -تعالى- عن التعاون على الشر لما في ذلك من فساد كبير، فقال تعالى: {ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} [المائدة: 2].
والمسلم إذا رأى أحدًا ارتكب معصية فعليه ألا يسخر منه، أو يستهزئ به، فيعين الشيطان بذلك عليه، وإنما الواجب عليه أن يأخذ بيده، وينصحه، ويُعَرِّفه الخطأ.

أ / طارق عتمان 04-01-2013 08:32 PM

بارك الله فيكم موضوع اكثر من رائع
جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم

محمد رافع 52 04-01-2013 11:20 PM

العمل
يروى أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله ويطلب منه مالا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (أما في بيتك شيء؟). فقال الرجل: بلى، حلس (كساء) نلبس بعضه ونبسط بعضه، وقدح نشرب فيه الماء.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ائتني بهما)، فجاء بهما الرجل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ يشتري هذين؟). فقال رجل: أنا آخذهما بدرهم. فقال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ يزيد على درهم؟)-مرتين أو ثلاثًا-.
فقال رجل: أنا آخذهما بدرهمين، فأعطاهما إياه، وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم الدرهمين، فأعطاهما الرجل الفقير، وقال له: (اشترِ بأحدهما طعامًا فانبذه إلى أهلك، واشترِ بالآخر قدومًا (فأسًا) فأتني به).
فاشتري الرجل قدومًا وجاء به إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فوضع له الرسول صلى الله عليه وسلم يدًا وقال له: (اذهب فاحتطب وبع ولا أَرَينَّك (لا أشاهدنَّك) خمسة عشر يومًا).
فذهب الرجل يجمع الحطب ويبيعه، ثم رجع بعد أن كسب عشرة دراهم، واشترى ثوبًا وطعامًا، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: (هذا خير لك من أن تجيء المسألة نُكْتَةً (علامة) في وجهك يوم القيامة، إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة: لذي فقر مُدْقِع (شديد)، أو لذي غُرْم مفظع (كبير)، أو لذي دم موجع (عليه دية)) [أبو داود].
*ما هو العمل؟
للعمل معانٍ كثيرة واسعة، فهو يطلق على ما يشمل عمل الدنيا والآخرة.
عمل الآخرة: ويشمل طاعة الله وعبادته والتقرب إليه، والله -تعالى- يقول: {فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض} [آل عمران: 195].
وسُئِل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: (إيمان بالله ورسوله)، قيل: ثم ماذا؟ قال: (جهاد في سبيل الله)، قيل: ثم ماذا؟ قال: (حج مبرور) [البخاري].
عمل الدنيا: ويطلق على كل سعي دنيوي مشروع، ويشمل ذلك العمل اليدوي وأعمال الحرف والصناعة والزراعة والصيد والتجارة والرعي وغير ذلك من الأعمال. وقد سئل الرسول صلى الله عليه وسلم: أي الكسب أفضل؟ فقال: (عمل الرجل بيده) [الحاكم].
أمرنا الله -تعالى- بالعمل، والجـد في شئون الحياة، في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، فقال سبحانه: {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون} [الجمعة: 10]. وقـال تعالى: {هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور} [الملك: 15]. وقـال تعالى: {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} [التوبة: 105].
وعلى كل مسلم أن يؤدي ما عليه من عملٍ بجد وإتقان؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بإحسان العمل وإتقانه، كذلك فإن الطالب عليه أن يجتهد في مذاكرته؛ لأنها عمله المكلف به؛ فيجب عليه أن يؤديه على خير وجه، حتى يحصل على النجاح والتفوق.
والمسلم لا يتوقف عن العمل مهما كانت الظروف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة؛ فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها، فليغرسها) [أحمد].
وقد نهى الإسلام عن أن يجلس الرجل بدون عمل، ثم يمد يده للناس يسألهم المال، وقد وصف الله -تعالى- فقراء المؤمنين بالعفة، فهم مهما اشتد فقرهم لا يسألون الناس ولا يلحُّون في طلب المال، يقول تعالى: {للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربًا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافًا} [البقرة: 273].
والذي يطلب المال من الناس مع قدرته على العمل ظالم لنفسه؛ لأنه يُعرِّضها لذل السؤال، وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من المسألة، وبالغ في النهي عنها والتنفير منها، فقال صلى الله عليه وسلم: (اليد العُلْيَا خير من اليد السُّفْلَى، وابدأ بمن تعول، وخير الصدقة عن ظهر غنى، ومن يستعفف يعِفَّه الله، ومن يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ الله) [متفق عليه]. وقال صلى الله عليه وسلم: (لأن يأخـذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من أن يأتي رجلا فيسأله أعطاه أو منعه) [البخاري].
ويقول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق، ويقول: اللهم ارزقني، وقد علم أن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة. فعلى المسلم أن يعمل ويجتهد حتى تتحقق قيمته في الحياة، يقول الشاعر:
بِقَدْرِ الْكَـدِّ تُكْتَسَـبُ المعَـالِـي
ومَنْ طلب العُلا سَهرَ اللَّـيالِــي
ومن طلب العُـلا من غير كَــدٍّ
أَضَاع العُمْـرَ في طلب الْمُحَــالِ
العمل خلق الأنبياء:
عمل نبي الله نوح -عليه السلام- نجارًا، وقد أمره الله بصنع السفينة ليركب فيها هو ومن آمن معه. واشتغل يعقوب -عليه السلام- برعي الغنم. وعمل يوسف -عليه السلام- وزيرًا على خزائن مصر.
ويروى أن نبي الله إدريس -عليه السلام- كان خياطًا، فكان يعمل بالخياطة، ولسانه لا يكفُّ عن ذكر الله؛ فلا يغرز إبرة ولا يرفعها إلا سبح الله؛ فيصبح ويمسي وليس على وجه الأرض أحد أفضل منه. كما اشتغل نبي الله موسى
-عليه السلام- برعي الغنم عشر سنين.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما أكل أحدٌ طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده) [البخاري]. وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم نبي الله داود -عليه السلام- لأنه كان مَلِكًا، ومع كونه ملكًا له من الجاه والمال الكثير، إلا أنه كان يعمل ويأكل من عمل يده؛ فقد كان يشتغل بالحدادة، ويصنع الدروع الحديدية وآلات الحرب بإتقان وإحكام. وقد اشتغل رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك برعي الغنم في صغره، ثم عمل في شبابه بالتجارة.

فضل العمل:
المسلم يعمل حتى يحقق إنسانيته؛ لأنه كائن مُكلَّف بحمل رسالة، وهي عمارة الأرض بمنهج الله القويم، ولا يتم ذلك إلا بالعمل الصالح، كما أن الإنسان لا يحقق ذاته في مجتمعه إلا عن طريق العمل الجاد.
وبالعمل يحصل الإنسان على المال الحلال الذي ينفق منه على نفسه وأهله، ويسهم به في مشروعات الخير لأمته، ومن هذا المال يؤدي فرائض الله؛ فيزكي ويحج ويؤدي ما عليه من واجبات، وقد أمر الله عباده بالإنفاق من المال الطيب، فقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم} [البقرة: 267].
وقد ربط الله -عز وجل- بين العمل والجهاد في سبيل الله، فقال تعالى: {وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله} [المزمل: 20].
وجعل النبي صلى الله عليه وسلم من يخرج ليعمل ويكسب من الحلال؛ فيعف نفسه أو ينفق على أهله، كمن يجاهد في سبيل الله. وقد مر رجل على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فرأى الصحابة جده ونشاطه، فقالوا: يا رسول الله، لو كان هذا في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن كان خرج يسعى على ولده صغارًا فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على نفسه يَعفُّها فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى رياءً ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان) [الطبراني].
كما أن العمل يكسب المرء حب الله ورسوله واحترام الناس. روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تعالى يحب العبد المؤمن المحترف (أي: الذي له عمل ومهنة يؤديها)) [الطبراني والبيهقي].
أخلاقيات العمل في الإسلام:
نظم الإسلام العلاقة بين العامل وصاحب العمل، وجعل لكلِّ منهما حقوقًا وواجبات.
أولا: حقوق العامل:
ضمن الإسلام حقوقًا للعامل يجب على صاحب العمل أن يؤديها له، ومنها:
* الحقوق المالية: وهي دفع الأجر المناسب له، قال الله تعالى: {ولا تبخسوا الناس أشيائهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين} [هود: 85]. ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه) [ابن ماجه].
* الحقوق البدنية: وهي الحق في الراحة، قال تعالى: {لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها} [البقرة: 286]. ويقول صلى الله عليه وسلم: (إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فلْيطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم) [متفق عليه]. وكذلك يجب على صاحب العمل أن يوفر للعامل ما يلزمه من رعاية صحية.
* الحقوق الاجتماعية: وهي التي بينها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (مَنْ كان لنا عاملا فلم يكن له زوجة فليكتسب زوجة، فإن لم يكن له خادم فليكتسب له خادمًا، فإن لم يكن له مسكن فليكتسب مسكنًا. من اتخذ غير ذلك فهو غَالٌّ أو سارق) [أبو داود].
ثانيا: واجبات العامل:
وكما أن العامل له حقوق فإن عليه واجبات، ومن هذه الواجبات:
* الأمانة: فالغش ليس من صفات المؤمنين، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من غش فليس مني) [مسلم وأبو داود والترمذي].
* الإتقان والإجادة: لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) [البيهقي].
* التبكير إلى العمل: حيث يكون النشاط موفورًا، وتتحقق البركة، قال صلى الله عليه وسلم: (اللهم بارك لأمتي في بكورها) [الترمذي وابن ماجه].
* التشاور والتناصح: حيث يمكن التوصل للرأي السديد، قال صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة) [مسلم والترمذي].
* حفظ الأسرار: يجب على العامل أن يحفظ أسرار عمله، فلا يتحدث إلى أحد -خارج عمله- عن أمورٍ تعتبر من أسرار العمل.
* الطاعة: فيجب على العامل أن يطيع رؤساءه في العمل في غير معصية، وأن يلتزم بقوانين العمل.


محمد رافع 52 04-01-2013 11:27 PM

التعامل مع غير المسلمين
سؤال يحيرني: كيف أعامل جاري غير المسلم؟
هذا السؤال مصدر حيرة وقلق لكثير من المسلمين الذين يخشون على دينهم، ويريدون الوصول إلى قول فصل، حتى يكونوا على بينة من أمرهم، والإجابة ميسرة إلى حد بعيد، فكل ما على المسلم أن يفعله أن يرجع إلى كتاب ربه، وسنة نبيه (، وسيصل إلى بغيته في ذلك، فالإسلام هو الدين الوحيد الذي قدَّم لنا حلاًّ لتَعَايُش المسلم مع غيره من أصحاب الملل المختلفة، ومن تعليمات الإسلام وإرشاداته ما يأتي:
- البر بهم والإحسان إليهم:
يرشدنا الإسلام إلى أن الأصل في معاملة الناس جميعًا مسلمهم وكافرهم البر بهم، والإحسان إليهم، قال تعالى: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين. إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون} [الممتحنة: 8ذ-9].
فلم تُرَغِّب الآيات في العدل والإحسان إلى غير المسلمين فحسب، بل رغبت في البر إليهم أيضًا.
وإذا كان الإسلام لا ينهي عن البر والإقساط إلى المخالفين من أي دين ولو كانوا وثنيين أو مشركين، فإنه ينظر نظرة خاصة لأهل الكتاب من اليهود والنصارى، فقد قدَّم القرآن الكريم نموذجًا في أدب الحوار معهم فلا يناديهم إلا بقوله تعالى: يا أهل الكتاب، يا أيها الذين أوتوا الكتاب، وذلك إشارة إلى أنهم في الأصل أهل دين سماوي، وبينهم وبين المسلمين رحم وقربي، يتمثل في أصول الدين الواحد الذي بعث به الله -سبحانه وتعالى- أنبياءه جميعًا قال تعالى: {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحًا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه} [الشورى: 13].
وقد مات ( ودرعه مرهونة عند يهودي في نفقة عياله. ودخل وفد نجران على النبي ( مسجده بعد العصر، فكانت صلاتهم، فقاموا يصلون في مسجده، فأراد الناس منعهم، فقال (: (دعوهم)! فاستقبلوا المشرق فصلوا صلاتهم.
وقد أوصي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وهو على فراش الموت الخليفة من بعده بأهل الذمة خيرًا، وأن يفي بعهدهم، ولا يكلفهم فوق طاقتهم. والذمة معناها العهد، الذي يشمل عنصري التأمين والحماية، وهذا سبق وريادة يُعرف في عصرنا بالحقوق المدنية وال***ية.
الإيمان بجميع الرسل:
جعل الإسلام من بين أركان عقيدته الإيمان بكتب الله قاطبة، ورسله جميعًا، ومن ينكر ذلك يدخل في دائرة الكفر، قال تعالى: {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون} [البقرة: 136].
مؤاكلتهم ومصاهرتهم:
أباح الإسلام مؤاكلة أهل الكتاب وتناول ذبائحهم ومصاهرتهم، والتزوج من نسائهم في الحدود الشرعية المسموحة، قال تعالى: {وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم} [المائدة: 5].
- التدفق في الحديث معهم:
حث الإسلام على الترفق في الحديث معهم، ومجادلتهم بالتي هي أحسن؛ لأن في ذلك نزعًا للأحقاد، وتنقية للنفوس مما يعلق بها من حقد، قال تعالى: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون} [العنكبوت: 46].
- توفير الحياة الآمنة:
كذلك حث الإسلام على توفير الحياة الآمنة، كما حث على الصدق في التعامل والعدل والسلام مع غير المسلمين، وقال (: (من آذى ذميًّا فأنا خصمه، ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة) [الخطيب]، وقال: (من ظلم معاهدًا، أو انتقص حقًّا، أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئًا بغير طيب نفس، فأنا حجيجه يوم القيامة) [أبو داود].
- الإهداء لهم:
وأجاز الإسلام للمسلم أن يهْدي الهدايا إلى غير المسلمين، وأن يقبل منهم الهدية ويجازيه عليها، فقد ثبت أن النبي ( أهدى إليه الملوك، فقبل منهم، وكانوا غير مسلمين، فعن أم سلمة -أم المؤمنين- رضي الله عنها-، أن النبي ( قال لها: (إني قد أهديت إلى النجاشي حلة وأواقي من مسك) [أحمد].
ويجب على المسلم أن يكون تعامله مع غير المسلم في حدود التأثير فيه لا التأثر به، فكل له عاداته وتقاليده، فلا يجوز للمسلم التشبه بغير المسلم فيما يخالف مبادئ الإسلام، كأن يتشبه بهم في ملابسهم، أو يقدم مشروبًا محرمًا لضيوفه، أو طعامًا غير حلال للمسلمين، أو ما شابه ذلك.
هذه هي مبادئ الإسلام الخالدة وقيمه السامية التي تتعامل مع الإنسان وتحترمه، فقد كان سهل بن ضيف، وقيس بن سعد قاعدين بالقادسية، فمرَّ الناس عليهما بجنازة فقاما، فقيل لهما: إنها من أهل الأرض -أي من أهل الذمة- فقالا: إن النبي ( مرت به جنازة فقام، فقيل له: إنها جنازة يهودي، فقال: (أليست نفسًا) [البخاري].


محمد رافع 52 05-01-2013 12:45 AM

ثقافة الاعتدال في الاستهلاك (1)

جمع وإعداد: عفاف بنت يحيى آل حريد
بسم الله الرحمن الرحيم


حياتنا والاستهلاك (1)



ما أدق الخيوط والفواصل التي تفصل بين الشيء وضده، بين الإيجاب والسلب، في ميزان الله عز وجل.
وما أدق الفارق بين الشح والادخار، بين الكرم والتبذير، بين الاكتفاء والزهد، وبين الزهد والحرمان، وما أسرع ما تطيش كفة على حساب كفة أخرى عندما يفقد الإنسان أو يغفل عن دقة وزن الأمور بالقسط، على النحو الذي يبينه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حديثه للناس كافة: ) يا ابن آدم، إنك إن تبذل الفضل خير لك، وإن تمسكه شر لك، ولا تلام على كفاف، وابدأ بمن تعول، واليد العليا خير من اليد السفلى ( رواه مسلم.
تلك هي الخطوط العريضة التي تحدد نمط معيشة متوازنًا ومتكاملًا، تدفع بالإنسان أولًا إلى تأمين ما يسد احتياجاته الضرورية، واحتياجات من يعيل من أفراد أسرته؛ ليكون له بعدها ثواب بسط الفضل -الزائد عن الحاجة- إلى من هو بحاجة إليه في مجتمعه، فإمساك ما هو زائد عن الحاجة شر وعبء، يوصل صاحبه إلى الإصابة بعارض الاحتقان المزمن، ويمنع تكافله مع أفراد مجتمعه.
لكن مسلم اليوم عاجز في عصر الاستهلاك عن بذل ما هو زائد عن الحاجة؛ لأنه عاجز عن تحديد معيار الحاجة.
إن الوسطية والاعتدال هي أعظم تجليات الرسالة الخاتمة، وهي التي أكسبت المسلمين يومًا موقع الشهادة: ﴿ وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ﴾ [البقرة: 143].
ومنذ أن بدأنا نطفف ونخسر الميزان أصاب حياتنا ومعيشتنا الخلل، وفقدنا الاعتدال.
علينا أن نعترف بمرض خطير أصابنا: إنه مرض حمى الاستهلاك، وعلينا أيضًا أن نعرف ما هي أعراض هذا المرض.
العوارض المرضية:
العارض الأول: حمى التسوق.
مما يساعد ويدعم حمى التسوق: شبكة الاتصالات (الإنترنت)، والدعاية والإعلان.
حينما نقوم بزيارة لأحد المجمعات التسويقية الضخمة، نجد كل ما يغرينا ويدفعنا إلى التسوق، ألوان من التسلية والترفية، تنقلها لنا أجواؤها البراقة.
لقد بات كثير منا ينظر إلى تلك المجمعات التسويقية على أنها المكان الأمثل لالتقاء الأسرة، وفي الواقع فإن كل فرد يذهب بمعزل عن الآخر إلى المكان الذي يستهويه.
لقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يدرك يقينًا ما يمكن أن تحدثه التجارة أو اللهو من وقع على النفس، والله -عز وجل- يقول: ﴿ وإذا رأوا تجارة أو لهو انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين ﴾ [الجمعة: 11].
فإذا كان هوى النفس قد حمل الصحابة على ترك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو قائم في مسجده؛ بحثًا عن اللهو أو التجارة! فكيف بمسلم اليوم وسيل رغباته إذا ما رأى تجارة مقترنة بلهو؟!
العارض الثاني: طفح الإفلاسات.
إن أكثر ما يدفع الناس إلى التسوق والاستهلاك هو "بطاقة الائتمان"، حيث سهولة استخدام تلك البطاقة من جهة، وسهولة الحصول عليها من جهة أخرى، قد جعلت الناس يقبلون على كثرة التسوق، وشراء المزيد من البضائع لغير حاجة.
إن وفرة وسهولة تلك البطاقات قد جعلت الناس ينسون أنهم يتعاملون مع مال حقيقي، وهذا ما يجعلهم يستغرقون بالتسوق إلى أن يصبحوا عاجزين تمامًا عن سداد ما عليهم من أقساط، فتزداد الديون تراكمًا، إلى أن يصلوا حد الإفلاس.
كثيرًا ما ننظر إلى جانب من المسألة دون آخر، لا شك أن بطاقات الائتمان باتت اليوم من مستلزمات العصر، فهي أكثر سهولة ويسرًا في التداول والتعامل المالي من الأوراق النقدية، كما تعين على حرية التنقل من مكان لآخر، دون خوف من سرقة أو عملية نشل.
المشكلة إذن ليست في الوسيلة، بل فيمن يستخدمها.
على الرغم من عدم انتشار ظاهرة استخدام البطاقات الائتمانية في بلادنا العربية، إلا أن شعوبنا باتت عاجزة عن رفع الديون عن كاهلها، طفح الديون بين أبناء الطبقة المتوسطة، والطبقة الفقيرة، بل حتى بين أبناء الطبقة الغنية، يعود إلى انتشار ثقافة الاستهلاك الوبائية.
العارض الثالث: انتفاخ التطلعات وتضخم الأطماع.
إن ما يمتلكه أبناء هذا الجيل أكثر مما كان يمتلكه أبناء الجيل السابق، وبالمقابل فأطماعهم وتطلعاتهم باتت أكثر.
فإذا نظرنا إلى مستوى المعيشة سابقًا كيف كان وكيف أصبح الآن؟
أصبح الكل يتطلع اليوم إلى منازل واسعة، كذلك إلى سيارات مزودة بوسائل الراحة والجمال، أيضًا تناول الأطعمة الغربية الدخيلة أمرًا اعتياديًا مألوفًا، ولهذا فإن الحاجة تزداد يومًا فيومًا إلى تجربة ما هو أجد.
المسلم مأمور بالتطلع، بل بـ (انتفاخ التطلعات والأطماع)، ولكن بموازين مختلفة، فإذا كان التطلع متوجهًا إلى الثراء المادي، أتى الأمر من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بتحويل الوجهة والنظر إلى من يعيش ظروفًا مادية أدنى؛ ليستشعر الإنسان عظيم نعم الله عليه ويعمل على تأديته ) انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم؛ فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم ( متفق عليه.
وإذا ما كان التطلع متوجهًا إلى الثراء النوعي، يدفع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأمته إلى مزيد من التطلع؛ بل وإلى انتفاخ الأطماع بقوله: ) لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالًا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها (.
المرجع:
• "حمى الاستهلاك - رؤية نقدية في حوار مع الآخر"، لسحر العظم، بتصرف.

محمد رافع 52 05-01-2013 12:49 AM

ثقافة الاعتدال في الاستهلاك (2)

جمع وإعداد: عفاف بنت يحيى آل حريد
بسم الله الرحمن الرحيم


حياتنا والاستهلاك (2)



تكلمنا في المقال السابق عن عوارض مرض حمى الاستهلاك، والآن نكمل هذه العوارض.
العارض الرابع: احتقان مزمن.
ماذا نعني باحتقان مزمن؟
لقد أصبحنا محشورين في البيوت، في الشوارع، وفي أماكن العمل، بأكوام من الأشياء، وأشياؤنا تتطلب منا أن نعتني بها أولًا، نخزنها ثم نرميها، لنقوم من جديد بشراء بديل عنها ... إلخ.
وكلما حصلنا على شيء جديد، نضطر إلى شراء شيء آخر معه.
عندما نتكلم عن الأمس، نجد أمثلة بسيطة قد تكشف لنا كيف تغلغلت اليوم ثقافة الاستهلاك.
الأم في الماضي حينما يكون عندها فائض من الطعام، فإنها بمهارة تحوله إلى طبق آخر، وكذلك سرعان ما كان يتحول ثوب الشقيقة الكبرى ليلائم الصغرى، بإضافة لمسات أنيقة فيبدو زاهيًا جديدًا.
واليوم فإن الأم الفقيرة بل المعدمة لا تفكر بالقيام بمثل تلك الأشياء!
فكيف بالأم التي تعيش في منزلها محشورة بالأكوام المتراكمة من المقتنيات والأشياء؟!
لقد أبدع آباء اليوم تربية جيل أتقن فن التبذير والاستهلاك.
ألسنا نحن الآباء من نعزز النزعة الفردية، الأنانية، حب التملك والاستئثار عند أبنائنا، عندما نلبي على الفور طلباتهم ورغباتهم، التي تتنامى طردًا مع تنامي الأشياء من حولهم؟
فكيف نتوقع من صغارنا مستقبلًا أن يجيدوا -فضلًا عن أن يهتموا- الحديث حول المضامين الهامة والخطيرة، إذا ما تمت تنشئتهم في الحلية والمتاع والرفاهية والزينة؟!.
لقد لخص أعظم من أوتي البيان والعلم بالإنسان: سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وبسطر واحد فقط، كل ما جاء به العلماء في الغرب، عن أثر الأنماط الفكرية والثقافة المعاشة التي درج عليها الآباء في تشكيل قيم ومفاهيم الأبناء: ) كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه( رواه مسلم.
العارض الخامس: ضغط الإفراط (تحت وطأة الاستزادة).
نحن اليوم نعيش دوامة التقدم والازدهار، التقدم الاقتصادي يعني إنتاجًا أكثر، والإنتاج يتطلب إثارة رغبات استهلاكية أكثر، واستهلاك ما هو أكثر يستدعي ساعات عمل أطول، وكثافة ساعات العمل أدت إلى ضغط الوقت، وهذا أدى بدوره إلى مرض الإجهاد الحاد.
وأما ما تبقى لنا من وقت، فإننا نمضيه في مشاهدة التلفاز الذي أدى بدوره إلى انخفاض ساعات نومنا والإضرار بصحتنا.
هناك نعم أهدرت من أجل التنافس على متاع الدنيا الزائل، ولشد ما يلحق الغبن بالإنسان إذا ما أهدر، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: ) نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ ( متفق عليه.
وما أسعد من سخر صحته، ووقته وعمره في ولوج مضمار التقوى: التسابق على الطاعة، والخير والبر والإحسان إلى الناس؛ ليفوز بجنة عرضها السماوات والأرض.
العارض السادس: تشنجات أسرية.
هنالك اليوم تنافر ما بين القيم المادية والقيم الأسرية.
إن التعارض القائم ما بين الرغبة بالنمو الاقتصادي السريع والتغيير الاقتصادي الجذري من جهة، وبين الحاجة من جهة أخرى إلى القيم الأسرية والاستقرار الاجتماعي، أمر شديد التناقض، ومن الممكن أن يبقى التعارض قائمًا ومستمرًا ما رفضنا وبعدائية النظر فيه.
إننا نحن الناس الذين نشكل المجتمع، نحن الآباء والأبناء الذين يرغبون أن يعيشوا أجواء العدل ضمن بيئة صحية جميلة.
وقد آن أوان التحليل وربط الأسباب بمسبباتها، لندرك كيف تم التحول عن الأخلاق والقيم الإيمانية إلى القيم المادية، وكيف كانت مخالفة سنن الله -عز وجل- في الأنفس السبب في الانهيار الأسري القائم اليوم.
لقد وقفت الأسرة في مجتمعاتنا على شفا جرف هار، منذ أن صدّعت المادية أسس البناء الأسري، أو بكلمة أكثر صحة أساس البناء الفكري والقيمي للمسلم، وكاد أن ينهار أهم معقل من معاقل الإسلام (الأسرة).
وقد آن الأوان أن نعيد تأسيس البنيان الأسري على تقوى من الله ورضوان؛ لتكون كما أرادها -عز وجل- آية من آياته، قال تعالى: ﴿ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون [الروم: 21].
إن بناء شراكة زوجية يجد فيها كل شريك بالآخر الأنس والسكنى والسكينة والسكن الدائم، لا تقوم بوصفة سحرية، أو بخارقة من السماء، بل بعمل دؤوب، يسعى فيه كل من الشريكين وبموجب الميثاق الغليظ الذي عقداه أمام الله، على أداء الواجب قبل المطالبة بالحق.
بل يجب أن يتجاوزا الواجب إلى الرحمة، رحمة كل طرف منهما بالآخر؛ لتكون رابطة المودة والرحمة الوجه الملموس والمظهر المجلي لكلمة (حب)، حتى الحب يصنع صناعة، ويبنى يومًا فيومًا، وساعة ساعة بالإرادة.
المرجع:
• "حمى الاستهلاك - رؤية نقدية في حوار مع الآخر"، لسحر العظم، بتصرف.

محمد رافع 52 05-01-2013 12:53 AM

ثقافة الاعتدال في الاستهلاك (3)

جمع وإعداد: عفاف بنت يحيى آل حريد
بسم الله الرحمن الرحيم


حياتنا والاستهلاك (3)



العارض السابع: اتساع الحدقات لدى الأطفال.
إن أكثر الاتجاهات سخونة في عالم الإعلان التجاري والتسويقي اليوم هو ذاك الموجَه للأطفال، حيث لاحظت الشركات أن الأطفال وخاصة صغار السن أسرع إلى تبني نمط المعيشة الاستهلاكي.
أصبحنا لا نتقن التعبير عن حبنا لأبنائنا إلا بمقدار ما نتسوقه لهم من أشياء، ولا غرابة أن نجد الطفل يقول لأبوية عندما لا يلبيان طلبه: إنكم لا تحبونني، بل إن ما يسترعي الانتباه أن نجد الطفل يرمي بالشيء الذي ألح على اقتنائه وكأنه يوجه رسالة لأبويه: أنا لست بحاجة إلى ما في جيوبكم، بقدر حاجتي إلى تواجدكم، والتواصل معكم، والإحساس بحنانكم.
الطفل أشبه بالصفحة البيضاء وهو يرنو بفطرته إلى الحق، ولكن إذا ما كان الباطل أسرع وصولًا إليه من الحق، أملى في صحيفته ما يشاء.
بعض من منهجية التربية والتعامل السليم مع الطفل:
1. وفق ميزان الوسطية والاعتدال: قال تعالى: ﴿ إنا كل شيء خلقناه بقدر [القمر: 49]، الطفل بحاجة إلى أخذ كل شيء بقدر، القدر الذي يكفيه من الحب والحنان، والقدر الذي يكفيه من الحزم، ليحسن الانضباط بالنظم الأسرية القائمة على القواعد والأخلاق الإيمانية.
2. البدائل: لا يمكن أن نصرف صغارنا عن نمط معيشة استهلاكي، إلا إذا أعددنا البديل الذي يحمل لعالمهم السعادة والتشويق، فالطفل ينزع بطبعه إلى المرح والاكتشاف، وهو بحاجة لشيء يشبع فضوله للمعرفة ويحقق له التسلية بآن معًا، ومن هنا يمكن للآباء إشباع احتياجات صغارهم بإعداد بدائل تحقق متعة المشاركة، والتواصل، والتسلية، والفائدة، مثل:
أ. ابتكار وصنع الألعاب، من أدوات وأشياء بسيطة يمكن أن توجد في أي منزل.
ب. المشاركة في قراءة القصص والاطلاع على الكتب، أو مشاهدة برامج عبر التلفاز أو الكمبيوتر، من شأنها أن تطور فيهم ملكة الربط والاستنتاج العقلي، وملكة الذوق؛ تذوق معنى الجمال في الأخلاق، وفي الفن والأدب عبر استحسان كل ما هو جميل وراقٍ.
ج. التواصل عبر المشاركة في ممارسة رياضة أو هواية ما، أو القيام برحلات ونزهات في أحضان الطبيعة تحقق لجميع أفراد الأسرة الحبور، أو القيام برحلات إلى المناطق الأثرية والأحياء العريقة، تؤصل في صغارنا الارتباط بالجذور والاعتزاز بالهوية، والانتماء وحب الوطن.
3. غرس مفهوم العمل والإحساس بالمسؤولية: علينا كآباء أن نعلم صغارنا معنى أداء الواجب والالتزام بالعمل، بدءًا من ترتيب الطفل أغراضه وسريره، إلى مساعدة الأم في الشؤون المنزلية البسيطة.
إن قيامنا عن صغارنا بأداء ما يمكنهم فعله، قد جعل منهم كبارًا شبابًا متواكلًا وأنانيًا، يُحسن الأخذ دون العطاء.
العارض الثامن: قشعريرة ... جماعية.
إن مجتمعنا منذ أن أصيب بمرض الاستهلاك، بات يدور في حلقة مفرغة، أصبحنا أفرادًا نفضل الأشياء على الأشخاص؛ الأمر الذي أدى إلى عزلتنا عن الحياة الاجتماعية، ودفعنا إلى مزيدٍ من الاستهلاك، ومزيدٍ من التفكك والانعزال.
لقد أفاد علماء الصحة أن الأشخاص الذين يتمتعون بروابط الصداقة والألفة مع الجيرة، هم أقل احتياجًا من غيرهم للرعاية الصحية.
ما أسرع ما انتقل الوباء من الفرد إلى الجيرة والحي، ليشمل المجتمع العربي بطبقاته وأطيافه كافة، فتخدرت المشاعر، وتبلد الحس العام بعد أن أصاب فيروس ثقافة الاستهلاك العصب الحسي، فلم نعد نحرص كعهدنا سابقًا على بر الآباء والأبناء، وعلى صلة الأرحام والجيران، بل لم نعد نشعر بمصاب أبنائنا في فلسطين والعراق الذين تنزف جراحهم دمًا.
إن مشكلة الاستهلاك ليست في كثرة طعام وشراب ومقتنيات فحسب، بل هي مشكلة ثقافة أنماط جديدة من التفكير المرضي، مغايرة تمامًا لعقيدة المسلم المحددة لنمط حياته، تغلغلت في عمق القاعدة العريضة من المسلمين فأفسدتهم.
ليس الخوف من تبدل شكل مدننا: أسواقنا، أحيائنا، وبيوتنا، بل الخوف الحقيقي هو تبدل المعايير الأخلاقية والقيم الإيمانية التي بها تشكلت روابطنا وتوطدت علاقاتنا الأسرية والاجتماعية.
العارض التاسع: ندبات اجتماعية.
نعني بندبات اجتماعية أن الاحتفال اللا محدود بالثراء وبالأشياء التي يشتريها المال، قد خلق علامات على الوجه تنبي بـ: أنا ثري، أما أنت .. فلا، ومواقف وأوضاع صنفت الناس إلى صنفين: إما رابحون أو خاسرون، إما أمراء أو عالة.
وما أن أخذ وباء الاستهلاك المفرط في الانتشار بالعالم أجمع، حتى ازدادت الفجوة بين الغني والفقير عمقًا واتساعًا.
إن خمس سكان العالم أي ما يقارب مليار إنسان يعيشون في فقر مدقع، ويموتون ببطء من الجوع والمرض، بالإضافة إلى ملايين آخرين يتطلعون بيأس للحصول على مزيد من الأشياء.
الإسلام هو الذي أسس الاقتصاد القائم على عدالة التوزيع في الأرباح بموجب قانون إلهي (الزكاة)، وفيما سواها من حق في المال كالصدقات، ليضمن تفتيت الثروات وسيولة المال في قنوات المجتمع، منعًا لأن يكون حكرًا لدى فئة قليلة من الناس، كما بين الله -عز وجل-: ﴿ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ [الحشر: 7].
الاقتصاد الذي حدد الإسلام فيه آلية صرف أموال الزكاة وفق نظام الدوائر: دائرة الأسرة الصغيرة، ثم الأرحام، فالجوار والحي، ثم المجتمع المحلي، فالمجتمعات العربية والإسلامية، انتهاء بدائرة المجتمع العالمي.
إن الاقتصاد الذي جعل الله -عز وجل- فيه حق معلوم، من المال الذي يؤديه الغني طواعية بلا منة ولا فضل إلى الفقير، يسفر عن مجتمع متكافل متلاحم بأفراده وبطبقاته كافة كالبنيان المرصوص، لا مكان فيه لفجوات أو ندبات تنزف اليوم دمًا في ظل العولمة لاقتصاد قائم على فرط الاستهلاك.
إن الإستراتيجية الاقتصادية في الإسلام التي رسم إطارها الإله، لا تستهدف زيادة ترف الإنسان المادية، بل تعمل على زيادة رقيه الإنساني، وإشباع نزعته الفطرية إلى حياة كريمة يعيش في ظلها معاني:
1. العدل والإنصاف: في عدالة التوزيع في الأرباح.
2. السلام: في سلامة المجتمع وسلامة صدور أفراده من حقد، وغل وحسد وبطر، وكبر وشح وأنانية.
3. التوازن في معيشة قائمة على التوسط والاعتدال.
المرجع:
• حمى الاستهلاك - رؤية نقدية في حوار مع الآخر، لسحر العظم.

محمد رافع 52 05-01-2013 12:56 AM

ثقافة الاعتدال في الاستهلاك (4)

جمع وتلخيص: عفاف بنت يحيى آل حريد
بسم الله الرحمن الرحيم


حياتنا والاستهلاك (4)



العارض العاشر: الثراء والسعادة.
نحرص على حرياتنا الشخصية ونحن في أمس الحاجة إلى التواصل، إننا في عصر الفيض والوفرة، نفتقر بشدة إلى الغذاء الروحي.
نحن نفتش عن السعادة والرضا من خارجنا، بينما لا تنبع إلا من داخلنا.
إن الإحساس بالسعادة ينبع من خلال إنجاز أهداف جوهرية، مثل: توطيد الروابط الإنسانية القائمة على الحب المتبادل.
أما إنجاز الأهداف اللا جوهرية مثل: الثروة النقدية، الشهرة، والمظاهر، فإنها مجرد أهداف بديلة خارجية يحاول الناس من خلالها تعويض الخواء والفراغ الداخلي.
ولكن هذا لا يعني أن الأثرياء كافة هم أشخاص تعساء، فالسعادة والتعاسة مرتبطة بكيفية توظيف المال.
كلنا ينشد السعادة في الحياة، أيًّا كانت الأفكار والقناعات التي نحملها، وأي قيمة لثقافة فكر أو فلسفة أو مذهب أو دين، إذا ما كانت تحول دون مشاعر السعادة والرضا؟!
وما أكثر فرص السعادة التي سرقت منا في نمط الحياة الاستهلاكي الذي نعيشه؛ وما أكثر النعم التي كنا فيها فاكهين ولم ندرك قيمتها إلا بعد أن ولّت عنا.
الحياة لا تبنى بلا طموح وعمل، بقدر ما ترمز إلى أن السعادة ليست أن تملك أكثر، بل في أن تتمتع بما لديك أكثر، وألا تفوت في غمرة انشغالك في الحياة فرص سعادة حقيقية.
طريقة العلاج والاستشفاء من مرض الاستهلاك:
لقد أعطانا الله -عز وجل- من النعم ما لا يعد ولا يحصى، ولكنه أمرنا باستثمارها على أكمل وجه.
ما من شيء إلا ويمكنك استثماره: بيتك، ملابسك، جسدك، حواسك، قلمك، وأولها عقلك؛ لأن التفكر بآيات الله وآلائه أعظم عبادة.
نحن لا نستعمل أكثر من 1% من الطاقات والإمكانات التي أودعها فينا.
فلنبدأ إذن بتوسيع دائرة الطاقة وحدود استعمالنا لها، لتكون حياتنا وأفعالنا وبيوتنا مثالًا يحتذي للآخرين؛ فيتبعونا بدلًا من أن نكون تبعًا لتفاهمات الآخرين، نحن الأجدر بأن نُتبع لا أن نكون تبعًا، ولن يتحقق ذلك إلا إذا تطابق عملنا مع ما ندعو إليه.
لا يكفي أن نقول الربا حرام، بل علينا أن نؤسس لعمل استثماري نظيف يحل محل الخبيث، ولا يكفي أن ننتقد الإعلام المزيف، بل علينا أن نخترق عالم الإعلام، علينا أن نتواجد في كل مكان، وأن نتصدر كل جانب من جوانب الحياة.
نحن نظن أننا نعيش عصر المعلومات، وأن هنالك ثورة معلوماتية، ولكن المعلومة الحقيقية والتي كانت بمتناول البشر وغابت عن حيز تفكيرنا، هي معرفة (من نحن) ... وكيف نعيش الحياة؟
إن تبديل الأفكار داخل عقولنا هو أعظم عمل يمكن للإنسان أن يقوم به، فالاقتصاد ذو الكفاءة والفاعلية العالية هو ذاك الذي يكفل للإنسان ادخار المال بدلًا من أنفاقه على أشياء تضطره لدفع مزيد من المال على صحته.
والتحول من الكم إلى النوع - المنتج الوافي - تجعل أصحاب الدخل المحدود أكثر المستفيدين.
لقد قام مجموعة من العلماء بوضع مقترحات مفيدة، لمساعدة الناس على فهم احتياجاتهم وأولوياتهم الضرورية، وانتقاء الأنسب من الأشياء والمنتجات التي تسوق.
وهم لا يهدفون بهذا الضغط على المستهلك، بل لجم اندفاعه ليبدأ بالتوقف والتفكير قبل الإقدام على تسوق واستهلاك ما اعتاده، فإثارة الوعي بأمور قليلة يمكن أن تحدث فروق كبيرة، سواء في نمط الحياة (المعاش)، أم من حيث التأثيرات السلبية على البيئة.
مثال ذلك: عندما نقلص من حجم استهلاكنا للحوم، ونستعيض عنها بالخضروات والفواكه؛ فإننا نخفف وبشكل جذري الصدمة على الأرض.
فاستهلاك اللحوم يتطلب مساحات شاسعة من الأراضي الرعوية تقدر بـ 20ضعفًا، زيادة عن المساحة التي نحتاجها لزراعة الحبوب والبقول؛ وتتطلب تربية الماشية وزراعة العلف كميات هائلة من المياه النقية، تخرج ملوثة بسبب الأسمدة الكيميائية التي تحتاجها الأعلاف، ونسبة تلوث المياه بسبب النفايات الحيوانية تزيد 17ضعفًا عمّا تسفر عنه زراعة الحبوب، ناهيك عمّا تسببه المخلفات الحيوانية من تلوث في الهواء.
إن الوعي بمعلومة كهذه لا بد سيخفف من حجم استهلاكنا للحوم، ويثير اهتمامنا بأطباق الخضار والفواكه الشهية، وسيجنبنا خطر الإصابة بالأمراض الهضمية والقلبية.
فالمستحيل اليوم ليس مستحيلًا غدًا، وكلما بذل الإنسان ما في وسعه، وسّع الله عليه دائرة وسعه.
ومن وسائل العلاج البساطة:
إن مفهوم البساطة أشمل من أن يكون مجرد تراجع عن كم الاستهلاك، بل تراجع عن الأفكار العقيمة، ومشاعر الضغط والضياع، برمي كل ما هو صناعي ومصنَّع، مقابل الحصول على كل ما هو حقيقي وأصيل.
إن البساطة ليست فقط في أسلوب تناول الأشياء، بل وفي بساطة ونقاوة الهدف، وصفاء الذهن الذي يقودنا إلى حياة أكثر رضا وترابطًا، بدلًا من البقاء في حيرة وتخبط.
وعندما نصحو من غفوتنا سوف يكون لدينا الوعي كيف نلبي احتياجاتنا دون الحاجة لأكياس مليئة بالأشياء الباهظة الثمن.
حقيقة قالها سيدنا عمر بن الخطاب: «نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، وإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله».
فالذل اليوم نتيجة اختلال الثقة بعظمة الموروث الفكري الديني الذي جاءت بها منظومة التوحيد في الإسلام.
الذل نتيجة التقليد الأعمى لتفاهمات كنا في غنى عنها، لو حصرنا تطلعنا إلى الآخر في علومه ومعارفه الإنسانية.
الذل في الوهن الذي أصابنا نتيجة الإدمان على حب الدنيا؛ فكرهنا الموت.
مؤشرات الأمل:
مؤشرات الأمل في وعي آباء وأمهات بدؤوا يلحظون خطر ثقافة تسرق أبناءهم؛ فعمدوا إلى جلسات نقاش يحاولون من خلالها إيجاد سبل وقايتهم.
مؤشرات الأمل في حرقة جيل من الكتّاب الشباب وأصحاب دور نشر تعمل على نهضة جديدة.
قاعدة الوسطية والاعتدال التي جاء بها الإسلام هي التي تعيد إلينا التوازن الفكري والنفسي والصحي والبيئي والمعيشي، قال تعالى: ﴿ وكذلك جعلناكم أمة وسطًا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدًا [البقرة: 143].
المرجع:
• "حمى الاستهلاك - رؤية نقدية في حوار مع الآخر" لسحر العظم، بتصرف.

محمد رافع 52 10-01-2013 11:44 PM

البيت المسلم

البيت المسلم
ليس بغريب أن يهتم الإسلام بالبيت المسلم، فهو نواة المجتمع الإسلامي، والبيت هو عش الأسرة الذي تعيش فيه جزءًا كبيرًا من حياتها؛ لذا وجب عليـهم أن يضعوا دستـورًا لهـذا البيت، على أسـاس من تـقوى اللـه ومراعــاة العشير.
كما أن الأسرة مطالبة بتهيئة البيت لحياة سعيدة، ملؤها النظام والنظافة، فتجعل منه مسجدًا للعبادة، ومعهدًا للعلم، وملتقى للفرح والمرح؛ لذا جاء هذا الكتاب ليرسم للأسرة المسلمة الطريق إلى كل ذلك، وليجيب عن أسئلة كثيرة ذات شأن في بناء البيت المسلم.
إن هذا البرنامج جمع أشتاتًا متفرقة، وطرح قضايا مثيرة، جديرة بأن تهتم بها الأسرة المسلمة، التي تبتغى رضا الله، والنجاح في حياتها، والسعادة لمن
حولها، ومن أهم تلك القضايا التعريف بالبيت المسلم، ودستوره في الحياة، ومواصفات هذا البيت، ومكانة العبادة والعلم فيه، وأهمية التنظيم والنظافة والجمال في إظهار البيت المسلم في أبهى صورة، وإبراز الوسائل التي تجعل البيت المسلم آمنًا وصحيًّا، ثم الحديث عن اقتصاديات البيت المسلم وأثرها في المعيشة، بالإضافة إلى كثير من المعلومات التي تهم البيت المسلم والأسرة المسلمة.

محمد رافع 52 10-01-2013 11:54 PM

دستور البيت المسلم
يقوم البيت المسلم على مجموعة من الأسس والقواعد التي تحكمه، وتنظم سير الحياة فيه، كما أنها تميزه عن غيره من البيوت، وتُستمد هذه القواعد من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وحياة الصحابة و التابعين.
أهم قواعد هذا الدستور هي:
-الإيمان الصادق بالله -سبحانه- وما يتطلبه ذلك من الإخلاص له، ودوام الخشية منه، وتقواه، والعمل بأوامره، واجتناب نواهيه، والإكثار من ذكره.
-الإيمان بملائكة الله، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقضاء والقدر، قال تعالى: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسوله لا نفرق بين أحد من رسله} [البقرة: 285].
-الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم والالتزام بسنته، والعمل بما أمر به، والبعد عما نهى عنه، قال تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} [الحشر: 7].
-أداء الصلوات والمحافظة على مواقيتها، قال تعالى: {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا}_[النساء: 103].
-أداء حق الله في المال من زكاة وصدقة ، قال تعالى: {والذين في أموالهم حق معلوم . للسائل والمحروم} [المعارج: 24-25].
-صيام شهر رمضان، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}_[البقرة: 183].
-الذهاب لأداء فريضة الحج عند القدرة عليه، قال تعالى: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا}_[آل عمران: 97].
-العلاقة الزوجية تقوم على السكن والمودة والرحمة، قال تعالى: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} [الروم: 21]. وعلى الزوجين أن يضعا دستورًا لحياتهما وأسسًا للتفاهم المشترك بينهما لتدوم المودة والرحمة، وتتحقق السعادة لهما.
-للرجل حق القوامة في البيت، قال تعالى: {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم} [النساء: 34].
-الرعاية حق مشترك بين الرجل والمرأة في البيت، قال صلى الله عليه وسلم: (الرجل راعٍ في أهله وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها، وهي مسئولة عن رعيتها) [متفق عليه].
-التزام المرأة بالوفاء بحقوق زوجها عليها، وحسن طاعته، قال صلى الله عليه وسلم: (إيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة) [الترمذي].
-التزام الرجل بالوفاء بحقوق زوجته؛ بحسن معاشرتها وإعفافها والإنفاق
عليها، قال صلى الله عليه وسلم: (إذا أنفق المسلم نفقة على أهله وهو
يحتسبها؛ كانت له صدقة)_[متفق عليه].
-التزام الوالدين برعاية أولادهما، وحسن تربيتهم، وتعليمهم أمور دينهم، قال صلى الله عليه وسلم: (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين . وفرقوا بينهم في المضاجع) [أبوداود].
-التزام الأبناء ببر الوالدين وطاعتهما فيما يرضي الله، قال تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا}_[الإسراء: 23].
-صلة الأرحام وبر الأقارب والأصحاب، قال تعالى: {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام} [النساء: 1]. وقال صلى الله عليه وسلم: (من سره أن يُبسط له في رزقه، وأن يُنسأ له في أثره، فليصل رحمه) [البخاري]. وقال صلى الله عليه وسلم: (من أبَر البر أن يصل الرجل وُدَّ أبيه)_[مسلم والترمذي].
-الالتزام بحق الجار، قال صلى الله عليه وسلم: (مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننتُ أنه سيورِّثه) [متفق عليه].
-معرفة الفضل لأهله واحترام الكبير، قال صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا)_[أبو داود والترمذي]، وقال صلى الله عليه وسلم: (أنزلوا الناس منازلهم) [أبوداود].
-التحلي بالصبر أمام الشدائد والمصائب وفي كل الأمور، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين} [البقرة: 153].
-الصدق في المعاملة والحديث، قال صلى الله عليه وسلم: (إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة) [متفق عليه].
-التوكل على الله والاعتماد عليه، قال تعالى:{ومن يتوكل على الله فهو حسبه} _[لطلاق: 3].
-الاستقامة على طريق الله، قال تعالى: {فاستقم كما أمرت} [هود: 112].
-المسارعة إلى الخيرات والعمل الصالح، قال تعالى: {فاستبقوا الخيرات}
[المائدة: 48].
-تجنُّب البدع ومحدثات الأمور، قال صلى الله عليه وسلم: (من أَحْدَث في أمرنا هذا ما ليس فيه؛ فهو رَدّ) [متفق عليه].
-التعاون على البر والتقوى، وفي كل أمور الحياة، قال تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى} [المائدة: 2].
-بذل النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة) [مسلم].
-الابتعاد عن الظلم، قال صلى الله عليه وسلم: (اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة) [مسلم].
-ستر العورات والمحافظة على حرمة الغير، قال صلى الله عليه وسلم: (لا يستر عبدٌ عبدًا في الدنيا، إلا ستره الله يوم القيامة) [مسلم].
-قضاء حوائج المسلمين، قال صلى الله عليه وسلم: (من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كُرْبة؛ فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة) [مسلم].
-الزهد في الدنيا والتخفُّف من أعبائها، قال تعالى: {وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور} [الحديد: 20].
-الاعتدال والاقتصاد في المعيشة والإنفاق، قال تعالى: {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قوامًا} [الفرقان: 67].
-الكرم والجود، قال تعالى: {وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم}
[البقرة: 273].
-الإيثار واجتناب البخل والشُّح، قال تعالى: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون} [الحشر: 9].
-الوَرَع وترْك الشبهات، قال صلى الله عليه وسلم:( إن الحلالَ بَيِّن وإن الحرام بَيِّن، وبينهما مُشْتَبِهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام) [متفق عليه].
-التواضع وخفض الجناح، قال صلى الله عليه وسلم: ( إن الله أوحى إليَّ أن تواضعوا؛ حتى لا يفخر أحدٌ على أحدٍ؛ ولا يبغي أحدٌ على أحدٍ [مسلم].
-الحِلم والرأفة والرفق، قال تعالى: {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين} [آل عمران: 134]. وقال صلى الله عليه وسلم: إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه) [مسلم].
-التخلق بالحياء، قال صلى الله عليه وسلم: (الحياء لا يأتي إلا بخير)
[متفق عليه].
-الوفاء بالعهد، قال تعالى: {وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا}
[الإسراء: 34].
-البشاشة والمرح، قال صلى الله عليه وسلم: تبسمك في وجه أخيك لك صدقة) [الترمذي].
-الوقار والسكينة، قال تعالى: {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونًا} [الفرقان: 63].
-حسن الخلق، قال صلى الله عليه وسلم: (أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم) [الترمذي].
-إلقاء السلام، قال تعالى: {فإذا دخلتم بيوتًا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة} [النور: 61].
-الاستئذان، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتًا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون} [النور: 27].
-الإحسان إلى الخدم، قال صلى الله عليه وسلم: (فمن كان أخوه تحت يده فَلْيُطعمه مما يأكل، ولْيُلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم ) [متفق عليه].
-حب العلم والتعلم، قال صلى الله عليه وسلم: (من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا؛ سهل الله له طريقًا إلى الجنة) [مسلم].
-الابتعاد عن التجسس والغِيبة والنميمة، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضًا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم} [الحجرات: 12].
-الابتعاد عن الحسد، قال صلى الله عليه وسلم: (إياكم والحسد ؛ فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب) [أبو داود].
-عدم إساءة الظن، قال صلى الله عليه وسلم: (إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث) [متفق عليه].
-الاهتمام بجمال البيت، قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله -تعالى- جميل يحب الجمال) [مسلم].
-مراعاة النظام في كل أمور المنزل.

محمد رافع 52 11-01-2013 12:00 AM

مواصفات البيت المسلم
البيت هو موطن سكن الأسرة واستقرارها، ومكان راحة أفرادها، والملجأ من تعب الحياة وكدها، ولذلك يفضل اختياره -إن تيسر- وفق مواصفات خاصة، لتحقيق السكينة والهدوء والراحة والاستقرار.
واختيار البيت بمواصفات خاصة يعد مشكلة اجتماعية كبيرة في كثير من مجتمعاتنا الإسلامية، وتؤثر في هذه المشكلة عوامل متعددة، منها عوامل اقتصادية، مثل ضيق دخل الزوج أو سعته، ومنها عوامل اجتماعية، وغير ذلك من العوامل النفسية والذوقية والعامة.
ولذلك فإن للبيت المسلم مواصفات يفضَّل مراعاتها كلما أمكن ذلك؛ حتى يكون بيتًا مثاليًّا مريحًا لمن يعيشون فيه، من غير مغالاة ولا سرف، وفي ضوء الممكن والمتاح، مع الرضا برزق الله وما قسمه.
ومن هذه المواصفات :
البيئة الاجتماعية الصالحة
: وهي أول ما تضعه الأسرة أمام عينيها وهي تختار بيتها، فإن للبيئة أثرًا كبيرًا ودورًا خطيرًا في سلوكيات أصحابها، وقد قيل في الأمثال: اختر الرفيق قبل الطريق، والجار قبل الدار. لذا يجب ألا يكون البيت في منطقة مشهورة بآفات معينة؛ كتجارة المخدرات وأماكن الفسق والخلاعة؛ حتى لا يتأثر بذلك الأبناء.
وقد قيل: إن قيمة البيت تزداد بانتقاء جيرانه. وقد حكى أن رجلاً كان يسكن بجوار الإمام أبى حنيفة، وأراد أن يبيع بيته، فجاءه رجل ليشتريه منه، فقال صاحب البيت: أبيعك البيت بثمن، وأبيعك جوار أبى حنيفة بثمن آخر.
وإذا كان الجيران مسلمين يعرفون للجيران حقوقهم، ويحبون لهم ما يحبون لأنفسهم، فلن يؤذوا أحدًا، ولن يُلْقُوا بأقذارهم أمام البيت، ولن يحدثوا صخبًا، ولن يفعلوا ما يجرح المشاعر، وإنما يتسامَوْنَ عن الصغائر ويَتعالَوْن عن الدنايا؛ ليكونوا على مستوى إسلامهم وقدر إيمانهم.
والبيت المسلم يراعي جيرانه -أيضًا- ويحفظ لهم حقوقهم، ويتحسس أحوالهم وحاجاتهم، ويعينهم ويرشدهم ويحفظ أعراضهم، وذلك لعظم حق الجار، قال صلى الله عليه وسلم: (مازال جبريل يوصيني بالجار؛ حتى ظننت أنه سيورّثُه).
[متفق عليه].
والبيت المسلم يلتزم بحقوق جيرانه كاملة، كما وضحها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، حيث روى أنه قال: (أتدرون ما حق الجار؟ إن استعان بك أعنته، وإن استنصرك نصرته، وإن استقرضك أقرضته، وإن افتقر عدت عليه، وإن مرض عدته، وإن مات تبعت جنازته، وإن أصابه خير هنأته، وإن أصابته مصيبة عزيته، ولا تَسْتَعْلِ عليه بالبناء فتحجب عنه الريح إلا بإذنه، وإن اشتريت فاكهة فأهدِ له، فإن لم تفعل فأدخلها سرًّا، ولا يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده، ولا تؤذه بقتار قِدْرِك (رائحة طعامك) إلا أن تغرف له منه، ثم قال: أتدرون ما حق الجار؟ والذي نفسي بيده، لا يبلغ حقَّ الجار إلا من رحمه الله) [البزار].
الموقع: وهو من أهم الأمور التي تجعل البيت مثاليًّا، ويحسن أن يتوافر في موقع البيت عدة أمور، منها :
توافر الخدمات ومتطلبات المعيشة -ما أمكن ذلك- كالكهرباء، والصرف الصحي، والمياه الصحية، ويحسن أن يكون قريبًا من عمل الزوج ومدارس الأبناء وأسواق الخدمات المختلفة، ففي ذلك تيسير لحركة الحياة واختصار للجهد والوقت، أن يكون البيت في منطقة هادئة -إذا تيسر ذلك- بعيدًا عن الشوارع الرئيسية والميادين العامة، فكلما تحقق ذلك؛ تمتع أهل البيت بسكن هادئ وراحة نفسية.
الناحية الصحية: وذلك يتحقق بوجود الإضاءة الكافية والهواء النقي في موقع البيت، وأن يكون بعيدًا عن المستنقعات والبرك وأماكن تجمُّع المهملات، وهناك بعض الحالات الخاصة التي تُراعَى عند اختيار السكن، فإذا كان في الأسرة مريض بالقلب أو بشلل الأطفال مثلا يجب أن يكون السكن في طابق غير مرتفع، خاصة إذا لم يوجد مصعد كهربى، كذلك يستحب ألا يكون المسكن في الأماكن الصناعية الملوثة بالأتربة والدخان.
المساحة: مهما كانت مساحة البيت المسلم صغيرة، فإن المرأة يمكنها أن تستثمر هذه المساحة لتحقيق الراحة والسكينة لأفراد البيت. فالبيت الواسع الفسيح غير المنظم بيت لا راحة فيه، والبيت الضيق الصغير مع حسن الترتيب وجودة استعمال مرافقه بيت ملؤه الراحة والسعادة، ولا شك أن كل إنسان يتمنى أن يعيش في سكن فسيح رحب، فالمسكن الواسع من الأمور التي تسعد الأسرة وتريحها نفسيًّا وصحيًّا، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو، فيقول: (اللهم وسِّع لي في دارى) [أحمد].
واتساع المكان يمنح الفرصة الكافية لتنظيمه، وترتيب أثاثه بشكل أفضل ومتجدد دائمًا؛ حيث يمكن التغيير بين قِطَع الأثاث داخل الحجرة الواحدة والتبديل بين الحجرات، ولا شك أن التغيير في البيت يعطي إحساسًا بالتجديد، ويساعد على التخلص من الرتابة والملل اللذين قد ينتابان الإنسان من وقت لآخر.
كما أن اتساع المكان -إن تيسر- يعطي الفرصة لتخصيص حجرة لاستقبال الضيوف؛ مما يساعد على توفير الراحة لهم، وحسن استقبالهم، ويكفل الراحة لأهل البيت وعدم التضييق عليهم، ويعطي الفرصة لتخصيص حجرة للأطفال فتحقق الراحة لهم، وتكون مكانًا لمذاكرتهم ولعبهم.
والمساحة المتسعة تساعد على أن تُلحَق بالبيت حديقة تحيط بجوانبه، تكون مكانًا لِلَعِبِ الأطفال ومرحهم، وتعطيهم الفرصة للاهتمام بالزرع والعناية به
وتنسيقه، وكذلك فإن وجود البيت في شارع واسع ونظيف يعطي فرصة أفضل للتهوية والإضاءة الجيدة، وتكون المسافة بينه وبين البيوت المجاورة مناسبة؛ فلا تنكشف عورات البيت.
وقد لا تسمح الظروف بتوافر السعة في البيت، وهذا لا يعد عذرًا في ألا يكون البيت جميلا مريحًا، فالتنسيق الجيد يجعلنا نتغلب على مشكلة ضيق البيت، وقد يكون البيت واسعًا لكنه إذا كان مضطربًا وغير منظف أو غير منظم بدا ضيقًا مزعجًا.
وهناك عدة وسائل تساعد على الإحساس بالاتساع والتغلب على عيوب ضيق المكان، ومنها:
-ارتفاع جدران البيت .
-طلاء السقف بلون فاتح إذا كان منخفضًا، وطلاء الحوائط بألوان فاتحة.
-تزيين الجدران بصور طبيعية للبحار أو الأشجار، واستخدام المرايا في بعض الطرقات أو الأماكن؛ لتعطي إحساسًا بالاتساع .
-استخدام ورق حائط خطوطُه أفقية إذا كانت الحجرة ضيقة، وورقٍ خطوطُه رأسية إذا كان السقف منخفضًا .
-تقليل عدد الحواجز الثابتة، مثل الحوائط، واستبدالها بحواجز متحركة، مثل الستائر أو الحواجز الخشبية) البرفانات) التي يمكن تحريكها عند الحاجة أو استقبال عدد كبير من الضيوف، أو ما شابه ذلك.
-استعمال بعض قطع الأثاث لأكثر من غرض .
-استخدام أثاثات ذات أحجام مناسبة لمساحة البيت، وعدم الإكثار من الأثاثات في البيت الضيق .
التهوية: التهوية الجيدة في البيت من الأمور المهمة التي تجعل منه بيتًا
صحيًّا، ويمكن أن تتحقق التهوية الجيدة عن طريق وجود عدد مناسب من النوافذ تسمح بدخول الهواء وتجدده يوميًّا؛ مما يساعد في القضاء على الميكروبات والحشرات والروائح الكريهة.
لذلك يجب فتح النوافذ مع مراعاة التوقيت المناسب، فإذا كان البيت يقع في منطقة صناعية فلا تفتح النوافذ وقت عمل المصانع، لتجنُّب العوادم التي تُسبِّب الأضرار الصحية.
والمطبخ أكثر أركان البيت احتياجًا إلى التهوية الدائمة؛ حيث إن وجود المواقد يعمل على تصاعد الأبخرة الساخنة ورائحة الطعام، وقد تؤثر الأبخرة على نظافة الجدران وتغيُّر رائحة البيت، ويمكن التغلب على ذلك باستخدام أجهزة طرد الهواء الكهربائية (الشفاطات) كما يجب الاهتمام بتهوية الحمَّام؛ للتخلص من الروائح غير الطيبة، ومن الميكروبات.
التشميس: هناك حكمة تقول: البيت الذي تدخله الشمس لا يدخله الطبيب؛ لأن أشعة الشمس تعمل على تطهير البيت، ومده بالدفء اللازم في الشتاء؛ لذا يجب مراعاة الأوقات التي يتعرض فيها البيت إلى أشعة الشمس حتى يمكن الاستفادة منها؛ فإذا كان البيت في بيئة صحراوية حارة فيجب عدم السماح للشمس بدخوله بصورة مستمرة، خاصة إذا كانت الشمس عمودية عليه؛ حتى لا تجعله حارًّا. أما إذا كان البيت في بيئة ساحلية باردة فيراعى أن يكون توافر الشمس فيه لأكبر وقت ممكن؛ حتى تمنحه الدفء وتقلل من برودته.

محمد رافع 52 11-01-2013 12:03 AM

مهارات الأسرة المسلمة
الأسرة المسلمة مطالبة بتعلم المهارات المنزلية المختلفة، التي تنفعها، ويجنى ثمارها أفراد بيتها أجمعون، ولا شك أن المهارات المنزلية توفر كثيرًا من الوقت والجهد والمال .
وتكتسب المهارات والصناعات المنزلية بالتمرين والممارسة، مع وجود الرغبة الحقيقية والدافع الصادق لاكتساب تلك المهارات على أساس متين من العلم
والمعرفة .
ومن الأمور التي ينبغي اتباعها حتى تكتسب المهارات المنزلية ما يلي:
-اتباع أفضل الطرق - و إن كانت صعبة- منذ البداية .
-التركيز في العمل المراد اكتساب المهارة فيه .
-التمرين على اكتساب المهارة من خلال ممارسة العمل والتمرين عليه وقتًا كافيًا.
-الوصول إلى مرحلة الإتقان والتفوق لا يكون إلا بالإصرار والعزيمة والفطنة .
ومن المهارات المهمة التي تفيد البيت المسلم:
الطهي: ففنون صناعة الطعام من أهم المهارات التي يجب أن تهتم بها المرأة المسلمة، وتستطيع أن تبلغ في ذلك درجة عظيمة، وتستطيع المرأة بذلك أن تكسر الملل من تكرار بعض الأطعمة، كما أنها توفر جزءًا كبيرًا من الميزانية .
قواعد الطهي الحديث:
ينقسم الطهي إلى ثمانية أقسام، هي:
1-السلق. 2- الطهي في الفرن (الروستو).
3-الطهي على البخار. 4- التشريح.
5-التحمير. 6- الشي.
7-التخديع والتسبيك. 8- الطهي بضغط البخار.
نظام المطبخ:
يراعى في المطبـخ الحديث أن تُغطى جدرانه بالسيراميك، أو تدهن بالزيت، حتى يسهل غسلها، ويفضل أن يكون المطبخ مرتبًا، ذا إضاءة جيدة؛ حتى يسهل على المرأة القيام بأي عمل دون تعب.
ويجب أن يوضع في المطبخ دولاب بضلف من الزجاج لتنظيم الأدوات الصغيرة، وآخر لحفظ الأدوات المعدنية، ومائدة مغطاة بالزنك، ويستحسن أن توضع فوقها قطعة من الرخام المصقول، ثم تركب قواعد متحركة (عجلات) تحت قطع الأثاث الثقيلة حتى يسهل تحريكها عند النظافة، وإعادتها مكانها.
صناعة الحلويات: فهي من الأمور التي تستطيع أن تبرع فيها المسلمة؛ حيث يمكنها صناعة أنواع كثيرة من الحلويات، وذلك مثل الجاتوهات والتورتات والكيك وغيرها.
التخليل: وهو من المهارات التي توفر جزءًا كبيرًا من الميزانية، ويمكنها تخليل أنواع متعددة مثل: اللفت والخيار والجزر والبصل والزيتون والليمون والفلفل.
التخزين: وهو من المهارات التي لها أهمية كبيرة، والمواد التي يمكن تخزينها هي: الحبوب والبقول، والبصل، والثوم، والبطاطس، وغيرها مما تحتاج إليه المرأة المسلمة في بيتها .
تجميد الخضر: يمكن أن تقوم المسلمة بتجميد الخضر المختلفة كالبامية والملوخية والفاصوليا وغيرها، في أوقات رخص ثمنها في مواسمها، وتوضع في الجزء العلوي من الثلاجة في أكياس حسب الكميات في كل وجبة، وتخرجها عند الحاجة إليها في أوقات غلاء ثمنها أو في غير مواسمها.
أعمال الصيانة: كصيانة الأجهزة الكهربائية وإصلاحها، وصيانة صنابيـر المياه ومصارف الأحواض وغيرها.
تعلم الصناعات البسيطة: مثل: صناعة العصائر و المربات، أو صناعة الصابون..

محمد رافع 52 11-01-2013 12:10 AM

بيتنا نظيف
النظافة من الإيمان، وديننا الإسلامي يدعونا إليها دائمًا، قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله طيب يحب الطِّيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جَوَاد يحب الجود، فنظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود). [الترمذي]؛ لذا فالأسرة المسلمة تحرص على نظافة بيتها، فالمكان الطاهر النظيف يعطى إحساسًا بالراحة لمن يقيمون فيه ومن يزورونهم، فالعلاقة وثيقة بين نظافة البيت والصحة العامة لساكنيه. والبيت النظيف عنوان أهله.
وتتحقق النظافة بالوقاية والعلاج؛ فالوقاية تكون عن طريق تجنب ما يؤدي إلى قذارة البيت، وذلك بتخصيص سلة للمهملات في كل حجرة من حجرات البيت، وتناول الطعام في المكان المخصص لذلك؛ بحيث لا تتناثر بقايا الأكل فتجلب الحشرات، أمـا العـلاج فيكـون عـن طريق التنظيف الدائـم بشكــل يومــي أو أسبوعي أو شهري، حسب حاجة المكان إلى النظافة.
تنظيف غرف البيت: تُنظف غرف البيت عن طريق كنس الأرضيات ومسحها، وتهوية المفروشات وإعادة ترتيبها. وينظف البيت تنظيفًا دوريًّا كل أسبوع.
تنظيف الحمَّام: الحمام من الأماكن التي تحتاج إلى عناية وتنظيف مستمرين؛ لأن إهماله ينتج عنه أضرار كثيرة من خلال تراكم الجراثيم والروائح الكريهة. ويراعى الاهتمام بتنظيف الأحواض والمرحاض بصفة مستمرة، مع تجنب استعمال ما يخدش سطوحها أثناء التنظيف، وتستخدم المنظفات المناسبة لهذا الأمر وتستخدم المطهرات بصفة دائمة، ويجب الحرص على عدم انسداد
البالوعة وتنظيفها.
وينبغي الصيانة الفورية والدائمة للمحابس وصنابير المياه، وذلك للمحافظة على نظافة المنزل ومنع إهدار الماء من غير فائدة. وإذا كانت الغسالة في الحمام فإنه ينبغي تحريكها؛ حتى ينظف مكانها فلا يتراكم تحتها الماء أو تختبئ
الحشرات، وتخصص قطعة من فرش الحمام أمام الحمام للحفاظ على نظافة البيت وطهارته.
تنظيف المطبخ: يحتاج المطبخ إلى عناية خاصة ونظافة بالغة؛ لأن نظافة الطعام من نظافة المطبخ، فإذا وجدت حشرات في المطبخ بسبب فقدان النظافة كان ذلك مصدرًا للأمراض التي ستصيب أصحاب المنزل، ولذا يجب أن ترش الأرفف والجوانب والزوايا بالمبيدات الحشرية، مع مراعاة أن يكون ذلك ليلا مع إغلاق المطبخ جيدًا وتغطية الأطعمة والأشربة وما شابهها، وتنظيف آثار المبيدات بعد انتهاء المدة المناسبة.
إزالة بقع البلاط: يجب الاهتمام بنظافة الأرضيات بشكل دائم مع مراعاة نوع البقع عند إزالتها. فمثلا:
-تزال بقع الطلاء الحديثة بزيت التربنتينا .
-تزال بقع الطلاء القديمة بوضع زيت طلاء ساخن عليها، وتترك طوال الليل، ثم تزال الطبقة البارزة بعد ذلك بحكها بالسكين .
-تزال بقع الدهون بالماء الساخن والصابون؛ لأن السخونة تعمل على ذوبان الدهون.
-تزال بقع الأسمنت بالخل المغلي.
-تزال بقع الجبس بالخل البارد.
-البلاط المعتم نتيجة لترسب أملاح الكالسيوم الموجودة في الماء يُنظف بدعكه بخرقة مبللة بالخل الأبيض .
تنظيف أدوات المطبخ:
يجب الاهتمام بنظافة أدوات المطبخ لضمان سلامة الطعام، وسلامة أفراد الأسرة جميعًا، وهذه هي أدوات المطبخ وأوانيه، وطرق تنظيفها:
تنظيف السكاكين: لتنظيف السكاكين يغسل نصلها جيدًا عقب استعمالها مباشرة بمادة حمضية كالليمون، ثم تغسل بالماء والصابون وتجفف، ويجفف المِقْبَض على حسب نوعه؛ فالمقبض الخشبي ينظف بقليل من الزيت، والمِقْبَض المعدني ينظف كما تنظف الفِضِّيات، فتغطى بالماء المغلي مع إضافة ملعقة كبيرة من الخل وأخرى من بيكربونات الصوديوم لكل لتر ماء، أما المقبض العاجي فينظف بالإسبيداج والليمون، والسكاكين الاستانلس يكتفي عند تنظيفها بالماء والصابون.
تنظيف الصيني: يغسل بالماء الدافئ والصابون ثم يشطف بالماء الساخن، أما الصيني المنقوش الثمين فيدهن بكريم أثاث سائل، ثم يلمع بخرقة ناعمة، ثم بفرشاة متينة نوعًا ما لتزول آثار السواد بين النقوش، ثم تغسل إذا كانت ضمن أدوات الأكل. وتزال بقع السجائر من الطفاية الصيني وذلك بِبَلِّ مكان البقعة، ثم دعكها بالملح الناعم، وغسلها وشطفها بعد ذلك .
تنظيف النحاسيات: تغسل بالماء والصابون بعد إضافة ملعقة كبيرة من النوشادر، وتشطف جيدًا ثم تجفف، كذلك يمكن تنظيفها بخليط من الكحول الأحمر والماء والنوشادر بمقادير متساوية، وإذا كانت القطعة النحاسية شديدة القذارة تغمس في الملح والخل ثم تنظف بدعكها دائريًّا بقطعة من قشر الليمون أو بمساحيق تنظيف النحاس.
تنظيف الألومنيوم: يُدْعَك جيدًا بسلك الألومنيوم والصابون الجيد؛ لأن الصابون الرديء يُحَوِّل لونه إلى الزرقة التي تميل إلى السواد، فإذا اسود لون الألومنيوم فيمكن إعادة البريق إليه بغَلْيِهِ في ماء مضاف إليه خل بنسبة النصف إلى الثلث حسب درجة السواد، ويتجنب استعمال القلويات كالصودا عند تنظيف الألومنيوم حيث إنها تحدث له ضررًا بالغًا.
وعند وجود أطعمة محروقة في قعر إناء الألومنيوم يصب عليها الخل الصافي ثم تترك عشر دقائق وتُكْشط وتغسل غسلا عاديًا وتجفف .
تنظيف الأكواب والقطع الكريستالية: تنظف بالماء الدافئ والصابون، ثم تشطف بماء بارد مضاف إليه نوشادر أو خل، بنسبة ملعقتين كبيرتين لكل جالون ماء.
تنظيف زجاجات ودوارق المياه: لإزالة بقع الماء من زجاجات الثلاجة، يوضع بها بطاطس مقطعة على شكل مكعبات صغيرة، ثم يصب عليها خل يكفي لتغطيتها، وتُرَجُّ جيدًا وتترك طوال الليل، وفي الصباح يُرَجُّ الدورق ويفرغ ويُغْسَل .
ويمكن تنظيفها بوضع قليل من الرمل الناعم وترج جيدًا ثم تشطف بالماء. وتنظف -أيضًا- بوضع كوب من الخل وملعقة كبيرة من الملح في الزجاجة ثم تُرَجّ وتُشْطَف، أو استعمال صابون سائل من نوع جيد.
تنظيف الأواني الزجاجية: يمكن إزالة البقع التي يصعب إزالتها باليد -لضيق فوهتها- بإحدى الطرق الآتية:
-يوضع في الآنية ملعقة كبيرة من الملح وملعقة أخرى من الخل ومقدار من ورق الشاي المستعمل، وتملأ الآنية إلى منتصفها بالماء، ثم ترج وتُتْرَك ساعةً ثم تشطف.
-استعمال الرَّدَّة والماء الدافئ ورجّها ثم تترك بها لمدة أربع وعشرين ساعة ثم تشطف.
-استعمال الرمل والماء البارد .
-استعمال قشر البطاطس والماء البارد .
تنظيف المذهبات: تنظف الأدوات المذهبة كالفازات وإطارات البراويز بدعكها بقشر الليمون أو قطعة من البصل.
تنظيف الصفائح: مثل أواني الكعك أو قَطَّاعات البسكويت؛ وهي عبارة عن صفائح من الحديد مطلية بالقصدير الذي لا يتَّحد بسهولة مع أكسجين الهواء ولذلك لا يصدأ، ولتنظيفه يُغْسَل بماء وصابون مضاف إليه قليل من الصودا لإزالة المواد الدهنية، ثم تشطف وتجفف جيدًا، وبعد ذلك تلمع بالإسبيداج أو مسحوق الطباشير الناشف.
تنظيف الرخام: تنظف أرفف المطبخ وأغطية الموائد الرخامية من البقع كالتالي:
-بُقَع الصدأ تزال بدلكها بالليمون والملح، ويجب الإسراع في التنظيف؛ حتى لا يؤثر الحامض على الرخام، وتشطف جيدًا ثم تجفف .
-بقع الزيت تغسل بالماء الدافئ والصابون مع الدلك .
-بقع اليود تنظف بدلكها بالنوشادر .
تنظيف الدواليب والأرفف الخشبية: يراعى عدم استعمال أية مواد خشنة في تنظيفها حتى لا تخدش، كما يُراعى قلة استعمال الماء في غسلها؛ لأن استخدام الماء البارد يتسبب في تجمد الصابون بسرعة، فيلتصق بالخشب ويعتم لونه.
ويكون تنظيف الخشب بمزيج من ماء، مضاف إليه الصابون الرخو (وهو نوع رخيص أسمر اللون لَيِّن يباع في محلات الزيوت والطلاء)، والرمل الأبيض الناعم، والإسبيداج، ويضاف إلى كل رطل من المقادير السابقة لتر ماء، ويذاب الصابون في الماء ثم تضاف إليه المقادير الأخرى ويُقَلَّب الجميع جيدًا، ويستمر الخليط على النار مدة ساعة مع استمرار التقليب، حتى يصير المزيج سميكًا، ثم يحفظ ويستعمل وقت الحاجة.
تنظيف مسطحات الزجاج: تمسح النوافذ والبللور وغيرها بخرقة مبللة بالماء المضاف إليه نوشادر بنسبة ملعقة كبيرة لكل أربعة أكواب من الماء، ثم يلمع بخرقة نظيفة، وتزال البقع بقطعة من القماش المبلل بالكحول.
أما الزجاج المعتم فينظف بدهنه بعجينة من الإسبيداج والكحول الأحمر (عجينة نصف سائلة) تترك عليه حتى تجف، ثم تُزَال بدعكها بخرقة وتشطف وتجفف.
تنظيف الصدف: يدْعَك بخرقة مبللة بالماء المضافِ إليه خَلّ، ولتبييضه ينظف بقطعة مبللة بالماء المضاف إليه عصير ليمون بنسبة ملعقة كبيرة إلى كوب الماء، أو يُدْعَكُ بخرقة مبللة بعصير الليمون.
تنظيف السجاد: تحرك المكنسة الكهربائية - إن وجدت- ببطء وانتظام، مع ضغط مناسب فوق السجادة لإزالة القاذورات.
أما عند عدم وجود مكنسة كهربائية، فينظف السجاد بالمكنسة العادية بعد بَلِّ قطعة قماش بالماء والصابون، ثم تُمْسَح بها السجادة لإزالة أية بقع متسخة أو غبار زائد عالق بالسجاد. ويراعى عدم الضغط الزائد؛ لأن ذلك يسبب نحل الوَبَرة، ولا يغسل السجاد إلا في حالات الضرورة القصوى، ويتم ذلك بإحضار إناء فيه ماء دافئ وصابون مبشور أو صابون سائل وقليل من النوشادر، ويتم تقليبها حتى تظهر رغوة، ويدعك بها أجزاء السجاد بشكل دائري، ثم تشطف بقطعة قماش مبللة، وتوضع السجادة في الشمس. ويمكن أن يكون الشطف بماء فيه ملح وخل بنسبة ملعقتين خل وملعقتين ملح لكل صفيحة من الماء.
وإذا وجدت بقعة في السجادة يراعى تنظيفها والتخلص منها بسرعة، وإلا اضطر إلى استعمال الطرق التي قد تؤثر على نسيج السجاد ولونه. وتزال البقع من السجاد كالتالي:
-تُزال بقع الشحم والدهون بدعكها بالبنزين بشكل دائري، ثم يوضع عليها بودرة (تلك).
-تُزال بقع الشمع عن طريق وضع ورق نشاف عليها، ثم تُكْوَى بمِكْواة ساخنة فينصهر الشمع ويمتصه النشّاف.
-بقع الحبر الجاف ينظف بالكحول ويغسل .
-بقع الحبر السائل يوضع فوقه بعض الزبادي مع ملح الطعام، ويترك فترة، ثم يغسل بالماء والصابون.
-تُزال بقع الطلاء باستخدام زيت التربنتينا، ثم بالبنزين، ثم بالماء والصابون .
-قطع اللِّبان يوضع فوقها قطعة من الثلج؛ لتتجمد ويسهل خلعها.
وللعناية بالسجاد يتبع الآتي:
-ألا يُعرض لحرارة الشمس أو رطوبة الأرض أو البلل؛ لأن هذا يؤدي إلى إتلافه.
-عدم جرِّ الأثاث على السجاد .
-يجب ألا يوضع أثاث ثقيل على السجاد مباشرة، ويحسن وضع قطع من ورق الكرتون تحت الأرجل بشرط ألا تظهر؛ للمحافظة على جمال الشكل، وهذا يقلل من الضغط على السجاد ويمنع حدوث أثر منخفض به.
تنظيف المرايا: تدعك بالكحول بواسطة خرقة ناعمة، أو تدعك بمعجون الإسبيداج بعد نَخْله وخلطه بالماء المضاف إليه خل بنسبة ملعقة كبيرة لكل لتر ماء، ثم تشطف وتجفف.
تنظيف الأحذية: للمحافظة على شكل الحذاء جيدًا يراعى ما يلي:
-إزالة الأتربة والطين منه أولا بأول .
-إذا تم تخزين الحذاء يفضل وضعه في قالب خاص به لكي يحافظ على طبيعة شكله، أوحشوه بورق جرائد أو غيره ثم يحفظ في كيس بلاستيكي.
تنظيف الملابس: عند تنظيف الملابس يراعى فصل الملوَّنة منها عن البيضاء بعناية؛ حتى لا يتأثر لونها.
-خياطة أيّ قَطْع أو تمزق حتى لا يتسع مع الغسيل .
-لا تترك (سُوسَت) الملابس مفتوحة أثناء الغسيل .
-فك الأزرار حتى لا تتسع مساحة العراوي أثناء دورانها في الغسالة .
-إخراج قلب الجيوب لكي تنظف جيدًا.
-قلب البنطلونات والبلوفرات على الظهر لضمان سلامتها من الوبر والخيوط التي تعلق بها .
-نقع الملابس في الماء قبل الغسيل للحصول على درجة نظافة أعلى .
-عند غسيل رابطة العنق يتم وضعها في برطمان مليء بالماء المذاب فيه مسحوق غسيل أو صابون سائل، ويقفل جيدًا ثم يُرَجّ لفترة بسيطة، ثم تشطف بنفس الطريقة بماء نظيف، وبالتالي لا يتغيَّر شكلها.
-ولجعل الملابس بيضاء ناصعة، يمكن وضع ملعقة من النوشادر في بعض الماء المغلي.
-يراعى شطف الغسيل جيدًا بعد تنظيفه من الصابون لعدم اصفرار لونه بمجرد نشره في الشمس، أو تعرضه لحرارة المكواة.
-وضع قليل من الملح والخل في ماء الشطف للحصول على ألوان ثابتة للملابس الغامقة والملونة .
-عند نشر الأقمشة ينظف الحبل جيدًا، ويمكن وضع شريط من الورق المشمع ولفه على الحبل .
-دعك الأيدي بالملح الناعم بعد الغسل حتى لا تتشقق في الشتاء.
تنظيف الملابس القطنية البيضاء: وتتم عملية الغسل على عدة مراحل، تختلف باختلاف نوعية أقمشة الملابس، فغسل الملابس القطنية البيضاء يتم على عدة مراحل، هي:
تنقع الملابس في الماء البارد لفترة تتراوح ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات. وأهمية عملية نقع الملابس تكمن في أنها تساعد على إذابة البقع القابلة للذوبان فضلا على تليين القذارة وتسهيل إزالتها.
ويراعى عند النقع أنه إذا كانت الأنسجة شديدة القذارة مثل ملابس العمال فإنها تنقع في ماء دافئ وصابون؛ لأن الماء الدافئ يساعد على تحلل المواد الدهنية وتفاعلها مع الصابون، ويفضل نقع الملابس المتسخة جدًّا في إناء منفصل، كما يراعى نقع المناديل على حدة في ماء بارد وملح بنسبة ملعقة كبيرة ملح للصفيحة المتوسطة؛ حتى تتحلل المادة المخاطية ثم تضاف مادة مطهِّرة.
-بعد ذلك يغلى الغسيل لمدة زمنية تتراوح بين 15- 20دقيقة؛ وذلك لتطهير أنسجة القماش، كما أن الغلي يعطي البياض الناصع للأنسجة، خاصة عندما تكون الشمس في أيام الشتاء ضعيفة، فتقل فرصة تعريض الغسيل للشمس.
ويراعى أن تبسط القطع جيدًا في الماء، ويستحسن وضع القطع الصغيرة مثل المناديل في كيس من الشاش أو كيس به أثقب، وتقلب القطع جيدًا من آن لآخر في إناء الغلي عن طريق عصا من الخشب..
وبالنسبة لإناء الغلي يملأ إلى ثلاثة أرباعه بالماء، ويوضع على النار، ويضاف لكل أربع لترات من الماء ملعقة كبيرة (بوراكس) إذا كانت الأنسجة رقيقة، أو (بوتاس) إذا كانت الأنسجة عادية، ويجب إذابة البوتاس قبل وضعه في الماء المغلي خوفًا من بقاء قطعة صلبة تحتك بالأنسجة فتتسبب في إتلافها.
-شطف الملابس جيدًا يحافظ على صفاء لون الأقمشة؛ لأنه يزيل الصابون الذي إذا ترك يسبب اصفرارها، وتتم عملية الشطف باستخدام ماء دافئ؛ لأنه يساعد على سهولة إذابة الصابون، ثم تشطف بماء بارد.
-تزهر الأنسجة البيضاء للتغلب على ظهور اللون الأصفر، الذي يظهر من تكرار عملية الغسل، وإذا أريد تقوية الأنسجة، يضاف النشا بنسبة معقولة.
تنظيف الملابس الصوفية البيضاء: هناك خطوات لتنظيف الملابس البيضاء الصوفية، وهي:
-يبشر الصابون في الماء المغلي حتى يذوب لعمل سائل الصابون .
-إزالة الغبار من وبر الصوف، ثم يغسل أحد وجهيه في ماء دافئ مضاف إليه سائل الصابون مع الدَّعك، ويعاد غسله على وجهه الآخر حتى ينظف، ثم يشطف في ماء دافئ مرتين .
-يجب أن يكون ماء الغسيل والشطف في درجة حرارة واحدة ؛ حتى لا ينقبض الصوف وينكمش، وبذلك يتلف .
-توضع ملعقة كبيرة من النوشادر لكل أربعة لترات من الماء الدافئ للشطف؛ لأن الصابون الكثير يتلفه .
-لا تستخدم صودا الغسيل في غسل الصوف؛ لأنها تتلف الألياف .
-لا ينقع الصوف في الماء الساخن حتى لا يتقلص أو يتلبد .
-لا يُعْصر نسيج الصوف، ولا يُغْلَى على النار .
-ينشر الصوف في مكان دافئ جاف فقط، ولا يُعَرَّض لحرارة شديدة حتى لا ينكمش.
-عند كيّ الملابس الصوفية فإنها تكوى على ظهرها بمكواة معتدلة الحرارة قبل جفافها، وإذا جفت قبل كيها، يوضع عليها قطعة من القماش مبللة بماء دافئ ثم تضغط بالمكواة؛ لكي يُنَدَّى الصوف، ثم ترفع قطعة القماش ويكوى الصوف كالعادة .
-بعد انتهاء كَيِّ الظهر، تقلب الملابس الصوفية ؛ لتُكْوَى على وجهها.
تنظيف الملابس الصوفية الملونة: هناك ملاحظات وخطوات تراعى عند غسل الملابس الصوفية الملونة، وهي:
-تنقع في ماء فاتر وملح (فنجان صغير ملح لكل ستة لترات من الماء) لمدة خمس عشرة دقيقة؛ حتى يثبت لونها .
-لا يستخدم النوشادر؛ لأنه يعمل على تغيير الألوان .
-تغسل بماء دافئ وسائل الصابون -الذي قمنا بتصنيعه فيما سبق- ثم تشطف في ماء دافئ، مضاف إليه قليل من الخل بنسبة ملعقة كبيرة لكل أربع لترات من الماء الدافئ؛ لأن في ذلك إعادة لرونق الصوف وبهائه بعد غسله بالصابون ذي التأثير القلوي.
-عند غسل الملابس الصوفية المتعددة الألوان تلف بفوطة قديمة أو أي ثوب آخر، ثم تطوى وتعصر؛ حتى لا تختلط الألوان .
-الجوارب الصوف تغسل على وجهها أولا، ثم تقلب وتغسل على ظهرها، وينبغي أن تغسل الجوارب الجديدة قبل لبسها؛ حتى لا تبلى أو تتمزق بسرعة. وتغسل الجوارب الصوف حسب الطريقتين السابقتين.
تنظيف الملابس الحريرية: لغسل الملابس الحريرية يراعى الآتي:
-تُزَال البقع من الملابس الحريرية قبل غسلها، ولا تستخدم محاليل إزالة الألوان؛ لأنها تتلفها سريعًا.
-تنفَّض الملابس قبل غسلها لكي نتخلص من الغبار المتراكم عليها .
-تغسل بالضغط، عن طريق وضع سائل الصابون في ماء دافئ، ولا تدلك منها إلا الأجزاء القذرة؛ كطوق الرقبة والأكمام، ثم تشطف في ماء بارد لإزالة الصابون مرتين .
-يجب تجنب استعمال القلويات -حتى النوشادر- باستثناء الحرير الأسود الذي يفضل فيه وضع قليل من النوشادر فقط.
-وعند كيّ الحرير يبسط بين قطعتين من الشاش؛ حتى لا يتغير لونه من حرارة المكواة. وأخيرًا، يفضل معرفة رموز الغسيل والكي المثبتة على المنتج.
إزالة البقع من الملابس: على ربة البيت الإسراع في إزالة البقع عقب حدوثها مباشرة؛ لأن إزالتها تكون أسهل مما لو تركت لمدة طويلة، وتكون إزالة البقعة حسب نوعها وذلك كالآتي:
-بقع الفاكهة الحديثة في الملابس المصنوعة من القطن والكتان الأبيض تغطى بطبقة من ملح الطعام الناعم؛ لمنع انتشارها، ثم يصب عليها ماء دافئ، والبوراكس فتزول البقعة، ثم تغسل .
-بقع الفاكهة الحديثة في باقي أنواع الأنسجة تغطى بطبقة من ملح الطعام، ويصب عليها الماء الدافئ، وتكرر العملية حتى تزول البقعة، أو يضاف (البوراكس) إلى الماء.
-بقع الفاكهة القديمة في الملابس المصنوعة من القطن والكتان الأبيض تبلل البقعة بالماء المغلي، ثم يوضع عليها البوراكس وتترك قليلا، ثم يصب عليها ماء مغلي، أو تعالج بمحلول معالجة الألوان .
-بقع الشحم في جميع الأنسجة والألوان تكشط البقعة السطحية، ثم تدلك بزيت النفط (التربنتينا)، أو البنزين أو زيت البترول، ثم تغسل .
-بقع الصدأ في الملابس المصنوعة من القطن والكتان الأبيض تبلل البقعة وتوضع في وعاء ضيق، ويصب عليها الماء الساخن ثم يوضع عليها طبقة من ملح الليمون، وتدلك دلكًا خفيفًا بملعقة خشبية، وتترك بضع ثوان، ثم يصب عليها الماء المغلي. أو تعرض إلى بخار الماء المغلي، فتتلاشى البقعة، أو تبلل وتوضع في عصير الليمون وهو يغلى على النار، وأحيانًا يضاف إليه قليل من الملح، ثم البوراكس .
-بقع الصدأ في الأنسجة الملونة وباقي أنواع الأنسجة تستعمل المواد المذكورة، ولكن في محلول مخفف دافئ فقط، وبعد أن تزال البقعة يشطف النسيج في محلول قلوِيّ خفيف من صودا الغسيل أو الصابون ليتعادل الحامض .
ملحوظة: لا تعالج بقعة الصدأ بمحاليل التبييض المثبتة؛ لأنها تزيد ثباتها ولا تزيلها مطلقًا.
-تُزال بقعة الدم في الأنسجة القابلة للغسل بنقعها في ماء بارد، ثم تغسل غسلا عاديًّا، أو تنقع في ماء بارد وملح بنسبة ملعقة كبيرة لكل لتر ماء، ثم تشطف جيدًا لإزالة أثر الملح .
-تُزال بقعة الدم في الأنسجة القطنية والكتانية البيضاء بنقعها في الماء والملح مدة اثنتي عشرة ساعة؛ حتى يذوب الدم، ثم تشطف بالماء جيدًا، وتغسل بالماء والصابون، وتغلى بالطريقة العادية، ثم تعرض لضوء الشمس، فإذا لم تتلاشَ؛ تزال بمحلول إزالـة الألوان.
-تُزال بقعة الدم في الأنسجة غير القابلة للغسل -سواء كانت البقعة حديثة أو قديمة- بعمل عجينة من النشا، ثم تغطى بها البقعة، وتترك حتى تجف فيمتص النشا البقعة.
-تُزال بقعة الحبر القديم في جميع أنواع الأنسجة كما في حالة بقعة الصدأ، ثم تعاد العملية باستعمال البوراكس بعد الحامض؛ لإزالة الصبغة الزرقاء، أو يعالج بمحلول البوراكس المخفف.
-تُزال بقعة الحبر الحديث في جميع أنواع الأنسجة بشطفها بالماء البارد ليزول منه كل ما يمكن إزالته، ثم تدلك ببعض الليمون وملح الطعام أو تبلل باللبن النيِّئ ثم تغسل بالماء، فإذا لم تختفِ البقعة فيمكن استعمال الكحول .
-يُزال الشمع في الأنسجة القابلة للغسيل بكشط طبقة الشمع، ثم تغسل بالماء الساخن والصابون .
-يُزال الشمع في الأنسجة غير القابلة للغسيل بكشط طبقة الشمع السطحية، ثم توضع بين طبقتين من ورق النشاف، ويضغط عليها بمكواة، أو بظهر ملعقة ساخنة، مع تغيير موضع البقعة على الورق؛ حتى يمتص جميع الشمع المنصهر وتزول البقعة، وإذا ظهرت علامة على شكل حلقة خفيفة تعالج بالبنزين أو زيت التربنتينا.
-تُزال البقع الدهنية في الأنسجة القطنية والكتانية البيضاء والأنسجة القابلة للغسل بغسلها بالماء الدافئ أو الساخن والصابون والصودا حسب نوع النسيج.
-تُزال البقع الدهنية في حرير طبيعي أو صناعي بالبنزين، ثم توضع البقعة وظهرُها إلى أسفل على ورق النشاف أو على وِسَادة من النسيج اللَّيِّن، وتضغط بعد ذلك بمكواة معتدلة الحرارة .
-تُزال بقعة شراب أو حلوى أو مربَّى أو مواد سكرية في نسيج قطني بالماء الساخن والصابون، وإذا احتاج الأمر تُبَيَّض ببودرة (التلك).
-تُزال بقعة شراب أو حلوى أو مربَّى أو مواد سكرية في نسيج صوفي بماء فاتر مع نوشادر، حيث تبلل البقعة بالماء الفاتر، وتستعمل الفرشاة برفق بعد غمسها في الماء مع بعض نقط النوشادر.
-تُزال بقعة أحمر الشفاه في نسيج قطني بالكحول، ثم تغسل بالماء الساخن والصابون، ثم تشطف بماء ساخن .
-تُزال بقعة أحمر الشفاه في نسيج صوفي بالبنزين، ثم ترش عليها بودرة التلك مع إزالتها بالفرشاة .
-تُزال بقعة أحمر الشفاه في نسيج صناعي بالماء الفاتر وقليل من الصابون، ثم تشطف.
-تُزال بقع الشاي، والقهوة، والشيكولاتة حديثة العهد في نسيج قطني أو كتاني بماء ساخن أو مغلي وبوراكس، ثم تغسل غسلا عاديًّا.
-تُزال بقع الشاي، والقهوة، والشيكولاتة حديثة العهد في باقي أنواع الأنسجة بنقعها في ماء دافئ ثم تغسل حسب نوعها.
-تُزال بقع الشاي، والقهوة، والشيكولاتة قديمة العهد في الأنسجة القطنية أو الكتانية البيضاء بغسلها بالماء الساخن، وتغطى بمسحوق البوراكس، ويصب فوقها ماء مغلي، وتبيض بمحلول إزالة الألوان .
-تُزال بقع الشاي، والقهوة، والشيكولاتة قديمة العهد في نسيج قطني أو كتاني ملون أو قاتم بنقعها في محلول البوراكس الدافئ، وفي حالة الألوان الثابتة جدًّا تزال بمحلول الألوان المخففة جدًّا.
-تُزال بقع الشاي، والقهوة، والشيكولاتة قديمة العهد في نسيج حريري أو صوفي أو حرير صناعي بنقعها في محلول البوراكس الدافئ، أو تنقع في محلول فوق أكسيد الأيدروجين الدافئ (ماء الأكسجين).
-تُزال بقع اللبان في جميع الأنسجة بوضع قطعة من الثلج على البقعة فيتجمد اللِّبَان ويرفع بعد ذلك، ويزال الأثر الباقي بدعكه بالأستون، أما الحرير الصناعي فيزال أثر اللبان منه بدعكه بقطعة من لباب الخبز الإفرنجي أو الكيروسين.
تنظيف البيت من الحشرات :
تتحقق سلامة البيت في خلوه من كل الحشرات؛ لذا يجب مقاومة الحشرات والحيوانات الضارة في المنزل؛ حتى تتحقق السلامة والوقاية من الأمراض، ويكون التخلص من الحشرات المنزلية بمكافحتها والوقاية منها حسب نوع هذه الحشرات، وذلك كالتالي:
-حشرة الذباب تنقل التيفود والكوليرا والرمد الصديدي، ويتم التخلص منها برشِّ الحجرات بالمبيدات المخصصة لذلك، ثم تُغلق لمدة نصف ساعة أو ساعة، ثم يجمع الذباب ويرمى في صندوق القمامة.
-حشرة البعوض تنقل الحُمَّى الصفراء والملاريا، ويتم التخلص منها بردم البرك والمستنقعات حتى لا يتكاثر البعوض فيها، أو ترش بمادة كيماوية ت*** اليرقات. ويصب الكيروسين في بالوعات تصريف المياه في المنازل، وخصوصًا في وقت الصيف، بالإضافة إلى استعمال المبيدات كالفليت وغيره .
-حشرة القمل تنقل التيفود، ويتم التخلص منها بدهن الشعر بمرهم الزئبق بعد غسل الرأس بالماء الساخن والصابون، مرة كل ثلاثة أيام، وتستمر هذه العملية لمدة عشرين يومًا، أو يدلك الشعر بحوالي ملعقة شاي من بودرة تحتوى على مادة (د.د.ت) كل ثمانية أو عشرة أيام.
ويباد قمل الملابس برش الملابس على ظهرها ببودرة تحتوى على مادة (د.د.ت) بنسبة 10% وتترك أربعًا وعشرين ساعة تقريبًا، ثم تُغْسَل ويُغْلَى القطن الأبيض منها وتُكْوَى، مع مراعاة كثرة تعريض المفروشات لأشعة الشمس.
-حشرة الصراصير تنقل السرطان، ويتم التخلص منها بسد فوهة البالوعات والمراحيض، وخاصة في الليل، ويصب محلول مكوَّن من حامض الفنيك، وقليل من الكيروسين في البالوعات والمراحيض.
وتُرشُّ جدران المطبخ والحمام بالمبيد الحشري، وتوضع كرات من الدقيق المعجون بالبوراكس والسكر في المكان الذي يكثر فيه وجود الصراصير، وتصنع هذه العجينة من ملء فنجان شاي بوراكس وملعقة كبيرة سكر وماء ودقيق؛ حيث يغلى البوراكس في الماء ويضاف إليه السكر؛ ويعجن بالدقيق عجينة يابسة وتكوَّر وتوضع في الأماكن التي بها الصراصير .
-حشرة البراغيث تنقل الطاعون؛ حيث ينتقل عن طريقها من الفئران والقطط والكلاب إلى الإنسان، ويتم التخلص منها بعرض المفروشات لحرارة الشمس القوية جدًّا، واتباع أساليب النظافة التامة، واستخدام المبيدات.
-الفئران تنقل الطاعون، ويتم التخلص منها باستعمال المستحضرات السامة الجاهزة للقضاء على الفئران، واستعمال مصائد الفئران بوضعها تحت المنضدة أو قريبًا من الحائط، بعيدًا عن الممرات.
-حشرة العتة تصيب الملابس، ويتم التخلص منها بتعريض الملابس المخزنة للضوء. وتنظيف الملابس وإزالة البقع قبل تخزينها، مع إحكام غلق أماكن تخزينها، وتُرش الدواليب وأماكن التخزين بالمبيدات، ويمكن استعمال النفتلين.

التخلص من روائح المطبخ:
الرائحة الجميلة في البيت تؤدى إلى راحة النفس وهدوء الأعصاب؛ لذا يجب على ربة البيت أن تتخلص من روائح المطبخ، وذلك كالتالي:
-رائحة الثوم والبصل تزال من اليد بدعك الأصابع بالملح والماء البارد، أو تدعك بقطعة من البطاطس النيئة أو بمجموعة من عروق البقدونس .
وتزال من نصل السكين بدعكها بقطعة من البطاطس النيئة، ثم تُغْسَل جيدًا، واستخدامها في تقطيع الطماطم بعد تقطيع البصل أو الثوم يؤدى إلى إزالة الرائحة.
-للتغلب على رائحة الجمبري أثناء سلقه؛ يضاف معه بعض أوراق الكرفس الأخضر.
-للتغلب على رائحة السمك في الأطباق يضاف قليل من الخل لماء الغسيل.
-للتغلب على رائحة الكرنب والقرنبيط يضاف بعض الكمون أثناء السلق.

محمد رافع 52 11-01-2013 12:11 AM

بيتنا جميل
فطر الله النفوس على حب الجمال؛ لذلك تنسجم الفطرة السليمة مع كل ما هو جميل، وترتاح إليه، وتأنس به. ولقد خلق الله الكون بما فيه في أحسن صور الجمال، والإنسان يستطيع أن يلمس ذلك الجمال في كل مخلوقات الله فهي تنطق بالجمال وحسن الصنعة.
والجمال صفة أحبها الله وأحب كل من يتحلى بها ؛ قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله جميل يحب الجمال) [مسلم].
لكل ذلك، فإن الأسرة المسلمة تحب جمال الباطن وجمال الظاهر معًا؛ وهما جمال الخلق وجمال الصورة. ولتحقيق الجمال في البيت المسلم ينبغي مراعاة بعض الأسس والقواعد، منها:
-لا يُشْتَرَط في الجمال فخامة الأثاث وغلو ثمنه، وإنما يتحقق بالتنظيم الجيد والتنسيق الحسن للأثاث حتى وإن كان بسيطًا .
-القصد الاعتدال فيما ينفق من أموال لتجميل البيت .
-الاعتماد على الأشياء البيئية الطبيعية التي حبانا الله بها، فيمكن لمن يعيش في البيئة الساحلية أن يستغل أصداف البحر وقواقعه في عمل أشكال جميلة تستخدم في الزينة، ويمكن لمن يعيش في البيئة الريفية ؛حيث انتشار الخضرة والأشجار أن يصنع أشكالا جميلة من عيدان بعض النباتات أو الفخار أو غير ذلك، وجعلها قطعًا فنية رائعة.
ويمكن تجميل الحوائط باستخدام ورق الحائط أو الطلاء الجميل الجيد، أو باستعمال الأخشاب أو المرايا، وقد تستخدم اللوحات الطبيعية ذات الألوان الجميلة، مثل: صور الأنهار والأشجار والجبال والبحار، التي تدل على عظمة الخالق -عز وجل-، وعند استخدام هذه الصور واللوحات يراعى التناسب بين حجم الجدران وحجم اللوحات والمناظر الطبيعية. ولاشك أن الصور الطبيعية تساعد في التغلب على ضيق المكان، كما أن استخدام المرايا يعطى إحساسًا بمضاعفة مساحة المكان واتساعه، ويمكن استخدام النوع المرسوم عليه بالألوان الجميلة .
ويمكن استخدام اللوحات التي تحمل آيات قرآنية وبعض ما أثر من الحكم أو الأدعية والأذكار في تجميل البيت بالإضافة إلى أنها تذكر بالله سبحانه، فتوضع لوحة دعاء دخول البيت في المدخل، ولوحة دعاء النوم في حجرة النوم مثلا.
ويجب على الأسرة المسلمة ألا تستعمل التماثيل في تجميل بيتها، فعن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه كلب، ولا صورة تماثيل) [البخاري].
واستخدام الستائر على نوافذ البيت تزيد من جماله، فضلا عن أنها تستر عورات البيت، وأهم ما يراعى عند استخدام الستائر توافق لونها مع جدران وأثاث ومفروشات البيت، ويراعى جيدًا طريقة تثبيتها وطريقة تحريكها حتى يمكن فتحها وغلقها بسهولة .
وتجميل حجرة الطفل ضرورة، فهي عالمه الخاص؛ يعتز بها، ويشعر فيها بالراحة والاستقلال، وكلما كانت منسقة ونظيفة شعر فيها بالاستقرار النفسي؛ لذا يجب الاعتناء بها وتجميلها بالمناظر الطبيعية والصور البسيطة التي تناسب عمره، ويمكن استخدام اللُّعَب في تجميل حجرة الطفل لتعطيها لمسة جمال خاصة به.
وتجميل المائدة من الأمور المهمة في البيت، وأيًّا كان شكل المائدة وحدودها وإمكاناتها، فإنها يجب أن تكون جميلة وجذابة، وتفصح عن ذوق رفيع في
تزيينها، يمكن تجميل مفروشات البيت عن طريق زخرفة وتطريز بياضات وأقمشة الغرف المختلفة بدلا من شراء المفروشات المزخرفة بأسعار مرتفعة، وقد يكون التطريز أو الزخرفة بالطريقة اليدوية أو الطريقة الآلية أو غير ذلك من طرق الزخرفة والتزيين.
وتستخدم نباتات الزينة في تجميل البيت، فهي تعطى جمالا وراحة نفسية لأهل البيت، كما أن لها أهمية صحية حيث تعمل على تنقية الهواء، وتستخدم كذلك الورود والأزهار، وهناك نباتات الظل التي تصلح للنمو داخل البيت، وأخرى ضوئية شمسية تصلح لشرفات البيت وحديقته، ويجب عند شراء هذه النباتات معرفة طرق العناية بها، ويمكن الاستفادة بأية زجاجات أو أوانٍ فارغة، وتجميلها، وتحويلها إلى أشكال جميلة تستعمل كآنية تزرع فيها نباتات الزينة.
وأسماك الزينة بأشكالها الجميلة وألوانها البديعة -خاصة إذا زودت بالإضاءة المناسبة- من مظاهر الجمال الطبيعي التي تضفي جمالا وبهجة على مشاعر أهل البيت. ويجب مراعاة حجم الحوض مع أعداد السمك، كما يجب أن يتناسب الحوض مع سعة المكان الذي يراد تزيينه، وينبغي وجود نباتات في الأحواض لتنمو بها الطفيليات المائية التي يتغذى عليها السمك، إضافة إلى أنها تمتص
ثاني أكسيد الكربون فتسهل على السمك عملية التنفس، كذلك يمكن تجميل قاع الحوض بالأعشاب والأحجار والصدف والذي يفيد كثيرًا عندما يضع السمك بيضه.
إن جمال البيت المسلم يجب أن ينعكس على جمال الأفراد؛ فيبدو كل واحد منهم في أجمل صورة وأحسنها، ويجب على المرأة المسلمة أن تحرص على جمالها أمام زوجها، فمن تمام سعادة الرجل أنه إذا نظر إلى زوجته سَرَّتْه، فيجب أن يكون أجمل ما في البيت سيدته ومليكته وراعيته، والمرأة بطبيعتها تحب التجمل والتزين والتعطر، والإسلام لا يمنعها من ذلك مادام في الإطار الشرعي الذي أباحه اللَّه، ولقد حث الإسلام المرأة أن تتزين لزوجها وتتجمل له؛ لتصبح كالكوكب الدري في فلك الأسرة .
والرجل يتجمل لزوجته كما تتجمل له، ليشعرها بمدى أهميتها بالنسبة له، وبأنه يحرص على إرضائها كما تحرص هي على إرضائه، وبذا تدوم المحبة بينهما.

محمد رافع 52 11-01-2013 12:14 AM

بيتنا آمن
الأمن نعمة كبرى من نعم الله تعالى، ولقد مَنَّ الله على أهل قريش بها، وذكرهم بها في سياق أمره لهم بعبادته، فقال تعالى: {فليعبدوا رب هذا البيت. الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف} [قريش: 3-4]. ويستمد الإنسان الأمن والأمان والطمأنينة من إيمانه بالله تعالى، فكلما زاد إيمان الإنسان؛ زاد شعوره بالأمن والاستقرار النفسي، قال تعالى: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون} [الأنعام: 82]. ومما يحقق الأمن في البيت المسلم حماية البيت وأهله من الانحراف والمكروه والضرر، وحمايته من الأخطار بأنواعها المختلفة؛ لذا ينبغي أن تبتعد الأسرة المسلمة عن كل ما يتنافى مع الأخلاق الحسنة والسلوكيات القويمـة، وتجنب كـل تصرف شـاذ أو قول لا يليق سواء مع بعضهم البعض أو مع غيرهم، حتى يصير البيت المسلم حرمًا آمنًا. وعلى الأسرة المسلمة مراعاة عدة أمور، منها: -تأمين البيت المسلم بكثرة الدعاء والذكر وقراءة القرآن الكريم، فالبيت الذي يُقْرأ فيه القرآن الكريم، يكثر خيره ويقل شره، والبيت الذي لا يُقْرأ فيه القرآن، يكثر شره، ويقل خيره. -ترديد دعاء دخول المنزل؛ لطرد الشيطان من البيت فلا يبيت فيه، ودعاء الدخول هو : (اللهم إنى أسألك خير المولج وخير المخرج، باسم الله ولجنا، وباسم الله خرجنا، وعلى الله ربنا توكلنا)_[أبو داود]. -التسمية عند بداية الطعام؛ لمنع الشيطان من الأكل من طعام أهل البيت. -الدعاء عند الجماع، لحماية الولد من الشيطان، فنقول: (باسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا).[البخاري]. -الدعاء عند دخول دورات المياه وعند الخروج منها للحفظ من الشياطين. ودعاء الدخول: (اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث) ودعاء الخروج: (غفرانك) [البخاري]. -الدعاء عند لبس الملابس وعند خلعها، فنقول : (اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه، أسألك خيره وخير ما صنع له، وأعوذ بك من شره، وشر ما صنع له). [أبو داود والترمذي]. الأمن في المطبخ: هناك عدة أشياء يجب أخذها في الاعتبار أثناء الوجود في المطبخ، وهي : -الاحتراس عند استعمال فتاحة العلب؛ لأن حواف العلب بعد فتحها تكون حادة جدًّا، ثم توضع في صندوق القمامة بعد أخذ ما بها. -عند الإمساك بالسكين، يجب أن تمسك بإحكام، ويستحسن أن يستعمل لوح خشبي توضع عليه الأشياء المـراد تقطيعهـا؛ حتى لا تجرح الأيدي . -عند انكسار الأواني الزجاجية أو غيرها، يراعى كنس جميع الأجزاء المكسورة، ثم تجمع في صندوق القمامة باستخدام مكنسة وجاروف وقطعة قماش مبللة لجمع القطع الزجاجية الصغيرة . -إشعال الكبريت قبل إدارة مفتاح الغاز؛ حتى لا يتسرب الغاز قبل اشتعال الكبريت. -عند إشعال فرن البوتاجاز يفتح الباب، ويترك لمدة دقائق قبل إشعاله؛ حتى يخرج أي غاز موجود فيه . -عدم إلقاء أعواد الكبريت الساخنة في صندوق القمامة قبل التأكد من إطفائها وبرودتها. -الحرص أثناء تقليب الطعام على النار؛ حتى لا تتعرض اليد للبخار،مما قد يسبب حروقًا بها، وعند رفع الغطاء من على الإناء الساخن لتقليب الطعام يجب خفض حرارة المشعل، ورفع الغطاء بحذر . -عند تصفية الأطعمة الساخنة يراعى استخدام فوطة جافة لمسك الإناء؛ لأن الفوطة المبتلة تسخن وتسبب حرق اليد . -عند الحاجة لإحضار شيء من مكان عال، يفضل استخدام سلم مزدوج، فإذا لم يوجد، يوضع كرسي قوى ويصعد فوقه مع الاحتراس أثناء الصعود. -غلق أنبوبة الغاز أو مفتاح الغاز بعد الانتهاء من استعمال البوتاجاز . -ضرورة وجود طفاية للحريق وكيس من الرمال في المطبخ . الأمن أثناء السفر: عند سفر الأسرة لعدة أيام أو شهور خارج البيت، يجب مراعاة بعض الأمور : -الاهتمام بحفظ مفاتيح البيت وعدم تداولها لغير أهل البيت؛ إلا من يثق بدينهم وأمانتهم. -غلق نوافذ البيت جيدًا. -غلق جميع المحابس والصنابير المائية، خاصة المحبس الرئيسي للبيت . -تفريغ أنبوبة البوتاجاز في بانيو ممتلئ بالماء، أو غلقها غلقًا محكمًا؛ حتى لا يتعرض البيت للخطر تحت أية ظروف . -فصل التيار الكهربي عن الأجهزة، كما يستحسن فصل الوصلة الكهربائية الأساسية عن البيت. توفير الأمن للأطفال: يجب على الأسرة توفير الأمن لأطفالها بعدة أمور، منها: -عدم ترك أشياء قابلة للكسر في متناول أيديهم . -عدم وضع الأشياء القاطعة، مثل: السكاكين والمقصات في متناول أيديهم. -تحذير الأطفال من العبث في مفاتيح البوتاجاز، ويمكن رفع البوتاجاز قليلا عن الأرض حتى لا تصل أيدي الأطفال إليه . -إبعاد الأدوية الطبية عن الأطفال، وحفظها في صيدلية البيت بعيدًا عنهم . -يفضل استعمال الأدوات البلاستيكية؛ لقدرتها على التحمل في حجرات الأطفال. -عدم وضع الكراسي في البلكونات أو الشرفات عند وجود أطفال . -عدم تركيب وصلات كهربائية في أماكن منخفضة من حتى لا تكون في متناول الأطفال. -الحذر من الأسلاك المكشوفة في الوصلات الكهربائية. -حسن وسرعة التصرف عند وقوع الأخطار، فكلما كان أفراد البيت على قدر من الخبرة والدراية وحسن التصرف؛ فسوف تقل الأخطار، ويمكن التغلب عليها. -عند حدوث تسرب الغاز من الأنابيب واختناق جو البيت به، يجب المسارعة أولا بغلق الصمام جيدًا، ثم التوجه لفتح أقرب نافذة . -عند حدوث تسرب الغاز ليلا، يجب منع الاقتراب من أية مفاتيح لإنارة المصابيح، حتى ولو كان الجو مظلمًا؛ لأن إنارة المصباح ينتج عنه شرارة كهربية قد تسبب اشتعال الغاز المتسرب، فينتج عنها الحريق لا قدر الله. -الحذر عند حدوث طفح أو انسداد في مواسير الصرف الصحي؛ حتى لا تتسرب المياه أسفل المفروشات، أو أثاثات المنزل. -عند اشتعال حريق يجب المسارعة برش المادة المضادة للحريق؛ لذا يجب توافر طفاية الحريق باستمرار في المنزل مع وجود كيس رمل، ويمكن استخدام بطانية لإطفاء الحريق، عن طريق تغطية الشيء المشتعل لمنع وصول الهواء إلى النار، وذلك إذا كانت البطانية مصنوعة من مادة بطيئة الاشتعال، مع المسارعة بالاتصال بجهاز المطافئ إن كان الحريق مما يصعب السيطرة عليه . على باب البيت المسلم: البيت المسلم حرم آمن، لا يدخله أحد إلا برغبة أهله وإذنهم، وقد يطرق الباب طارق ممن يمارسون بعض الأعمال مثل: كشاف الكهرباء أو بائع الجرائد أو بائع اللبن أو عامل البوتاجاز أو غيرهم ممن ترتبط حاجات المنزل بهم، أو يكون زائرًا، أو يكون سائلا، ونحو ذلك، لذا يجب مراعاة هذه الأمور : -غلق الباب غلقًا جيدًا، و لا يترك مفتوحًا . -أن تكون بالباب عين سحرية لمعرفة الطارق قبل التحدث معه أو السماح له بالدخول، مع وجود فتحة صغيرة تستخدم في تناول الأشياء تكون في الباب نفسه أو بجانبه، وأن تكون محكمة الغلق. -أن يوضع عداد الكهرباء أو المياه خارج البيت حتى لا تضطر المرأة إلى إدخال كشاف العداد إلى البيت . -إضاءة المنطقة أمام الباب . -استخدام جرس، أو استخدام دكتافون لمخاطبة القادم ومعرفة حاجته . -وضع صندوق بريد خارج باب البيت . -تنبيه الأطفال إلى عدم فتح الباب، إلا بعد معرفة القادم وحاجته . -يمكن أن تتعامل المرأة مع البائعين من خلال فتحـة الباب، أو يترك البائع البضاعة خلف الباب وينصرف بعد أن تناوله المرأة ثمنها من خلال فتحة الباب، ثم تفتح وتأخذها بعد انصراف البائع. في بيتنا تليفون: عند وجود التليفون في البيت ينبغي مراعاة الأمور التالية : -البدء بإلقاء السلام عند الرد على التليفون، أو عند محادثة الغير . -استخدام التليفون على قدر الحاجة فقط، و البعد عن الأحاديث الطويلة، وسرد الحكايات، وغير ذلك من الأمور التي ليس موضعها الحديث في التليفون. -التصدي للمعاكسات في التليفون، والتعامل معها بحزم وشدة.


محمد رافع 52 11-01-2013 12:18 AM

بيتنا صحي
الصحة نعمة من الله لا يعرف فضلها كثير من الناس؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)._[البخاري والترمذي وابن ماجه]، والصحة تاج على رءوس الأصحاء، ولذا فإن الأسرة المسلمة تراعى الأمور التالية لكي تتحقق لها الصحة الجيدة:
-النظام لأنه مفتاح صحة البيت المسلم، فهو مطلوب في كل جوانب الحياة، كالنوم وتناول الطعام.
-الهواء والشمس لأنهما من أهم ضمانات الصحة في البيت.
-وجود النباتات الطبيعية الخضراء حول البيت وداخله تعمل على توافر الأكسجين ونقاء الهواء.
-المحافظة على اعتدال درجة حرارة البيت .
-النظافة الجيدة عامل من عوامل الصحة الجيدة .
-مواصفات الأثاث الصحية تضمن راحة أفراد الأسرة .
-الوقاية خير من العلاج.
-متابعة الأحوال الصحية لأفراد الأسرة؛ لتفادي الأوبئة والأمراض المعتادة التي تنتشر في أوقات معينة، والإسراع في اتخاذ الإجراءات اللازمة للوقاية كالتطعيمات والأمصال المختلفة ضد الأمراض العديدة .
-الحرص على ارتداء الملابس المريحة؛ حتى لا تعوق حركة الدم في الجسم مع مراعاة ارتداء الملابس الثقيلة في الشتاء والخفيفة في الصيف .
-مراعاة اتباع الإرشادات الصحية في أوضاع الجسم عند القيام والقعود والنوم وصعود السلم ونزوله وعند مشاهدة التليفزيون، وعند حمل الأثقال أو رفعها.
-الطعام الجيد كامل القيمة الغذائية من أهم عوامل سلامة البدن من الأمراض؛ فيجب أن يكون الطعام كافيًا، وأن يحتوي على كافة العناصر الغذائية المطلوبة للجسم، وأن يناسب أعمار أفراد الأسرة، وظروفهم الصحية .
أنواع العناصر الغذائية اللازمة للجسم، والأطعمة التي تحتوى عليها:
البروتينات: وهي أغذية بناء الجسم، فهي تمده بالمركبات التي يحتاج إليها في النمو، وتعوضه عما يفقده من أنسجة؛ لذا ينبغي العناية بأغذية البناء في غذاء الأطفال؛ لأن نقصها يؤدى إلى ضعف عملية بناء وتجديد الأنسجة. وهذه الأغذية توجد في اللحوم والأسماك والبيض واللبن. وفي البقوليات، مثل: فول الصويا، والفاصوليا، والبسلة، وغيرها.
النشويات والسكريات والدهون: وهي أغذية الطاقة، فهي تمنح الجسم الطاقة اللازمة لبذل الحركة والجهد العضلي، ويجب عدم الإكثار منها؛ حتى لا تؤدى إلى السمنة. وهي توجد في الحبوب كالقمح والذرة والأرز، وفي الفاكهة، وفي المربات والحلوى، وفي بعض الدرنات؛ كالبطاطس والقلقاس، وفي الدهون الحيوانية؛ كالزبد والسمن، وفي الدهون النباتية؛ كزيت الذرة والزيتون، وزيت بذرة القطن.
فيتامينات وأملاح معدنية: وهي أغذية الوقاية؛ حيث تحمي الجسم من الأمراض، وتزيد من حيوية الجسم، وهي توجد في الخضر والجزر، وفي الفاكهة، وفي الأسماك.
ومن العادات الغذائية السيئة:
-شرب الشاي أو المنبهات أثناء الطعام أو بعده مباشرة مما يمنع امتصاص الحديد من الطعام، ويتسبب عنه فقر في الدم؛ لذا من الأفضل تناول الشاي بعد الأكل بساعتين أو أكثر .
-عدم مضغ الطعام مضغًا جيدًا يجهد المعدة ويسبب عسر الهضم .
-الإكثار من المواد الغذائية الحريفة يؤدي إلى قرحة في المعدة.
-كثرة الأطعمة المقلية والمحمرة المطهية في الدهون تؤدي إلى عسر الهضم، كما أنها تجهد الجهاز الهضمي.
-عدم تناول وجبة الإفطار يقلل من جهد الإنسان وطاقته .
-شرب المياه الغازية أو المياه العادية أثناء الطعام يؤدي إلى تخفيف العصارة الهاضمة، وبالتالي يؤدي إلى عسر الهضم .
-يجب غسل اليدين قبل الأكل وقبل إعداد الطعام، ولا ينبغي تمشيط الشعر في المطبخ حتى لا يتساقط الشعر في الطعام .
بعض الملاحظات الصحية:
-تجميد اللحوم والأسماك في الثلاجة أكثر من مرة يؤدي إلى فسادها؛ لذا يجب تقطيعها في أكياس، كل كيس يكفي لإعداد وجبة واحدة .
-تُحضَّر السلطات قبل تناول الوجبة مباشرة؛ حتى لا تفقد فيتاميناتها نتيجة تعرضها للهواء.
-لا يستخدم الزيت للتحمير أكثر من مرتين، ويراعى تصفيته جيدًا للتخلص من الشوائب .
-يمكن الاستفادة من الماء الناتج عن سلق الخضر عدا الكرنب والبطاطس والقرنبيط.
-يفضل أن يتبل اللحم والدجاج والسمك بالبصل والليمون قبل التحمير أو الشَّي، ثم يتبل بالملح والتوابل بعد ذلك .
-إذا كان الملح في الخضر المطهية زائدًا عن المطلوب يمكن امتصاصه بإضافة ثمرة صحيحة من البطاطس، ثم التخلص منها بعد النضج.
-معظم المادة الغذائية في الخضر التي يتم تقشيرها توجد تحت القشرة مباشرة كالبطاطس والكوسة والباذنجان؛ لذا يجب عدم المبالغة في تقشيرها، فتصبح القشرة سميكة، وتفقد كثيرًا من المواد الغذائية الهامة.
-عند طهي الأطعمة المحتوية على مواد مخاطية، مثل : البامية والقلقاس يضاف عصير الليمون في السائل قبل إضافة الخضر للاحتفاظ بالقيمة الغذائية.
الأوضاع الصحية للجسم خلال العمل:
-عند رفع شيء من فوق الأرض، يستحسن ثنى الركبتين، مع المحافظة على الجذع في وضع مستقيم.
-عند حمل الأشياء الثقيلة، يراعى أن تكون قريبة من الجسم ما أمكن ذلك .
-عند نشر الملابس توضع الملابس المبللة في إناء على كرسي أو منضدة عالية؛ لمنع تكرر الانحناء عدة مرات .
-عند الكنس أو المسح أو تلميع الأرضيات يراعى أن تكون الأدوات المستخدمة ذات طول مناسب؛ لمنع انحناء المرأة كثيرًا .
-عند تحريك الأشياء الثقيلة يراعى أن تجمع قوة الدفع عند مركز ثقل الجسم المراد دفعه .
-عند جلوس ربة البيت لأداء بعض الأعمال ، يجب مراعاة سهولة حركة اليدين، وأن يكون ارتفاع المنضدة التي تجرى عليها العمل والكرسي الذي تجلس عليه مناسبين لطبيعة العمل ، وجسم المرأة .
الإسعافات الأولية:
-عدم الإسراع في إعطاء أي دواء إلا عند التيقن من أنه خاص بالحالة المعالجة وبالرجوع إلى الطبيب.
-في حالة وقوع كسر أو التواء يجب التوجه إلى أقرب مستشفي بها استقبال حوادث لعمل الجبيرة اللازمة بمعرفة الطبيب المختص.
-في حالة دخول أي جسم غريب إلى أي جزء من جسم الإنسان مثل قطع الزجاج أو الخشب أو مسمار أو خلافه ، يجب جذبه واستخلاصه من الجسم إذا كان ظاهرًا بواسطة (الجفت)، ثم يطهر موضعه بإحدى المطهرات الموجودة ، أما إذا تعذر إخراجه فيجب التوجه إلى أقرب مستشفي أو عيادة لعمل الإسعافات اللازمة .
-يفضل عدم استخدام أية أدوية للعين أو الأذن إلا بعد استشارة الطبيب .

الصيدلية المنزلية:
وجود صيدلية في البيت أمر ضروري ولازم؛ لإسعاف المصاب بشكل سريع ومؤقت لحين وصـول الطبيب أو الإسعاف أو لحين الانتقال إلى المستشفي .
وليس من الضروري أن يكـون أحد أفراد الأسرة طبيبًا أو صيدليًّا؛ كي تجهز الصيدلية، فقليل من الخبرة والاهتمام يكفي، مع مراعاة الأمور التالية:
-تحفظ الصيدلية في مكان خاص وتثبت بعيدًا عن متناول الأطفال منعًا لحوادث التسمم بالأدوية نتيجة لتناول الأطفال لها ظنا منهم أنها نوع من الحلوى خاصة بعد التطور الخطير في تغليف عبوات الأدوية الحديثة، وعدم توفر عبوات الأمان التي يصعب على الطفل فتحها .
-يفضل أن تكون الصيدلية المنزلية على هيئة أرفف كل رف به نوعية مستقلة من الأدوية، مثل: رف لأدوية الحروق والجروح (الإسعافات الأولية)، ورف لأدوات الغيار والأربطة وخلافه، ورف لأدوية العيون (القطرات والمراهم) الموصوفة من الطبيب، ورف للأدوية التي تتعاطى عن طريق الفم.
-يفضل عمل صيدلية خاصة لأدوية الأطفال .
-أن تكون الصيدلية في مكان جيد التهوية، بعيدًا عن الحرارة العالية أو الرطوبة، وهناك أدوية يجب حفظها بالثلاجة، فيجب أن تكون في مكان بعيد عن أيدي الأطفال أو توضع في المكان المخصص للأدوية الطبية في الثلاجة، إن وجد.
-تكتب أسماء الأدوية بخط واضح مقروء على العلب المحفوظة بها، إذا لزم ذلك.
-إذا وجد أكثر من مريض في وقت واحد في المنزل، فيجب كتابة اسم كل مريض على الدواء الخاص به، منعًا لاحتمال تناول دواء مريض آخر، وما قد يترتب على ذلك من آثار غير مرغوبة .
-تُعْطَى الأدوية للمريض بجرعاتها المحددة وفي المواعيد التي يقررها الطبيب والصيدلي، ويجب ألا ينقطع المريض عن تعاطى الأدوية المحددة له من قبل الطبيب المعالج، واتباعًا لإرشادات الصيدلي إلا باستشارة طبية، كذلك عدم استخدام الدواء بجرعات أكثر من التي حددها الطبيب.
-عدم تكرار المريض للدواء من تلقاء نفسه دون استشارة طبية.
-في حالة تعاطي بعض الأدوية وظهور أعراض حساسية لنفس الـدواء، مثــل: ظهـور طفح جلدي أو احمرار بالجلــد أو الموضع الذي وضع عليه العلاج كما في حالة المراهم وقطرات العيون والدهانات، فيجب توقف المريض عن تعاطى العلاج فورًا، واستشارة الطبيب أو الصيدلي في أقرب فرصة منعًا لحدوث مضاعفات.
-في حالة وجود مريض في الأسرة يستخدم أدوية مزمنة، مثل علاج أمراض السكر أو الضغط أو القرحة أو الروماتيزم وخلافه؛ يجب أن توضع هذه الأدوية في ركن مستقل بالصيدلية ولا يفتح إلا بواسطة المريض نفسه أو من يقوم بإعطائه العلاج منعًا لحدوث اختلاط هذه الأدوية العامة بالصيدلية المنزلية.
-توافر بعض الأدوات المهمة في الصيدلية مثل: مقص جراحي، جفت، قربة كمادات، قفاز طبي، أربطة شاش، أربطة ضاغطة، لفات بلاستر، قطع قطن طبي، ترمومتر طبي.
في بـيتنا مريض :
المرض ابتلاء من الله يبتلى به من يشاء من عباده ليختبره ويطهره من آثامه ، قال صلى الله عليه وسلم: (عجبًا لأمر المؤمن، إنَّ أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراءُ شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراءُ صبر، فكان خيرًا له) [مسلم].
وقد يصاب أحد أفراد الأسرة بمرض يلزمه الفراش، أو يوجد أفراد مسنون يحتاجون لرعاية خاصة، فمثل هذه الحالات لابد لها من الاهتمام والرعاية الخاصة، ويجب أن يتوافر الهدوء والراحة النفسية في حجرة المريض؛ حتى تكون عاملا مساعدًا على الشفاء، ولذلك يجب:
-الاهتمام بالمريض والدعاء له بالشفاء، لإدخال البهجة والسرور عليه؛ فندعو ونقول: (أذهب الباس رب الناس. اشف وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا) [البخاري].
(اللهم رب الناس! مُذهب الباس، اشف أنت الشافي، ولا شافي إلا أنت، اشف شفاءً لا يغادر سقمًا) [أحمد والبخاري].
-أن تكون إضاءة حجرته مناسبة، فتكون هادئة وخافتة؛ لتعطى إحساسًا بالراحة والهدوء، مع مراعاة عدم تسلط الضوء على عين المريض مباشرة، وإذا احتاج إضاءة قوية لقراءةٍ أو ما شابه ذلك فلا مانع إن كانت حالته الصحية تسمح بذلك.
-أن تكون تهوية الحجرة مناسبة، فلا يتعرض المريض لتيارات هوائية شديدة، وعند فتح النوافذ لتهوية الحجرة، توضع الحواجز (بارافانات)؛ حتى لا يندفع الهواء نحو المريض مباشرةً أو تفتح النوافذ فتحة بسيطة، وكذا فالمحافظة على درجة حرارة الحجرة بصفة مستمرة لها أهمية كبيرة.
-الاهتمام بنظافة الحجرة باستمرار بما لا يزعج المريض، ويراعى استخدام المطهرات أثناء عملية التنظيف، كما يراعى قدر الإمكان الإقلال من الغبار المثار والصوت الناتج عن عملية التنظيف .
-ضرورة وجود الأزهار والنباتات في حجرة المريض؛ لأنها تضفي نوعًا من البهجة والانتعاش الذي يساعد المريض على الراحة النفسية، كما أن تغيير شكل وتنظيم الأزهار من وقت لآخر يساعد على الإحساس بالتجدد وعدم الملل والرتابة، ويلاحظ وضع الأزهار ذات الرائحة النفاذة بعيدًا عن سرير المريض إذا تطلبت ظروفه الصحية ذلك .
-تلبية رغبات المريض، وتوفير لوازمه دون أن يطلبها.
-إذا كان المريض يستطيع خدمة نفسه، فيفضل أن تكون الأدوية التي يحتاج إليها في متناول يده على منضدة مجاورة له، ومعها كوب ماء، ومناديل ورق، وساعة صغيرة، ومصحف، وكتاب يفضله، ومذياع صغير... وما شابه ذلك.

محمد رافع 52 11-01-2013 12:20 AM

بيتنا مرح
البيت المسلم لا يخلو من الدعابة والمرح، رغم أنه بيت جهد وعمل، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة في ذلك، فكان ضحاكًا بسامًا، فعن أبى أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان من أضحك الناس وأطيبهم نفسًا._[الطبراني].
والمرح في البيت المسلم لا يخدش الحياء، ولا يزعج الجيران، ولا يميت القلوب، ليس فيه سخرية، ولا غيبة، ولا عيب في أحد، لكنه يجدد النشاط، ويقضى على الرتابة والملل، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (روحوا القلوب ساعة فساعة) [أبو داود] .
ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يداعب أهله ويمازحهم، فامتلأت بيوته صلى الله عليه وسلم بالمرح والسعادة؛ فعن عائشة -رضى الله عنها- أنها كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، قالت: فسابقته فسبقتُه على رِجْلي، فلما حملت اللحم سابقته فسبقني، قال: (هذه بتلك السبقة) [أبو داود].
وعنها أيضا قالت: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه، وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد، حتى أكون أنا التي أسأم (أملُّ). فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن، الحريصة على اللهو._[متفق عليه].
وكان صلى الله عليه وسلم يداعب صغار أهل بيته ويمازحهم ويضاحكهم، فعن عبدالله بن الحارث -رضى الله عنه- قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَصُفُّ عبدالله وعبيد الله وكثيرًا من بنى العباس -رضى الله عنهم- ثم يقول: (من سبق إلى فله كذا وكذا). قال :فيستبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم ويلزمهم._[أحمد].
وعن جابر -رضى الله عنه- قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعينا إلى طعام، فإذا الحسين -رضى الله عنه- يلعب في الطريق مع صبيان فأسرع النبي صلى الله عليه وسلم أمام القوم ثم بسط يده، فجعل حسين يفر ههنا وههنا فيضاحكه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أخذه فجعل إحدى يديه في ذقنه والأخرى بين رأسه وأذنيه ثم اعتنقه وقبله._[الطبراني].
التليفزيون والفيديو في البيت المسلم :
يعتبر التليفزيون من أخطر وسائل الإعلام الحديثة، وهو سلاح ذو حدين، فقد يستغل في غرس المبادئ والقيم، أو يكون معول هدم يحطم القيم ويفسد الأخلاق. ودور التليفزيون لا يقل خطورة عن دور الأسرة والمدرسة خاصة مع الأطفال والشباب، والبعض يطلق عليه الأب الثالث تعبيرًا عن شدة تأثيره معرفيّا ووجدانيًّا وسلوكيًّا على الأبناء، ومن هنا فلابد من الحذر مما يقدمه التليفزيون، وهذا ليس معناه رفض التليفزيون لذاته، ولكن المطلوب استخدامه فيما يفيد وفيما يرضي الله -سبحانه- بحيث يغرس الأخلاق ويدعو للفضيلة، وبذلك يصبح وسيلة للتعليم والتربية، وليس وسيلة لتحطيم الأفكار التي تلقاها الطفل من بيته ومدرسته.
فيجب عدم مشاهدة البرامج غير النافعة، وإقناع الأبناء بطريقة لطيفة بأن كثيرًا مما يعرض على شاشة التليفزيون ضرره أكثر من نفعه، كما يجب أن يتفادى أفراد الأسرة السهر أمام شاشة التليفزيون، لما في ذلك من إضاعة للوقت مما ينتج عنه ضياع صلاة الفجر في وقتها، أو التأخر في الاستيقاظ بالإضافة إلى الكسل والخمول لعدم الحصول على قسط كافٍ من النوم .
والفيديو أحد الأجهزة الإعلامية المهمة، ويجب التحكم فيما يعرض فيه من خلال الأب والأم، عندئذٍ يمكن استخدام هذا الجهاز استخدامًا صحيحًا، وذلك بمشاهدة البرامج النافعة والهادفة التي تساعد في تربية الأبناء وتوجيههم وتعليمهم، وما ظهر من أفلام تعالج قضايا مهمة للأسرة.
وعلى المسلمة أن تزود مكتبة بيتها بشرائط الفيديو العلمية والدينية، كما يجب عليها أن تراقب أبناءها فيما لديهم من أشرطة، وتتابعهم حتى لا تتسرب إليهم أفلام فاسدة عن طريق أصدقاء السوء، مع توفير البديل الصحيح الذي يشبع رغباتهم.

محمد رافع 52 11-01-2013 12:26 AM

بيتنا مقتصد
يقوم اقتصاد البيت المسلم على مجموعة من القيم والأسس التي تميزه عن غيره، منها:
*الإيمان بأن المال مال الله، وأن أفراد الأسرة مستخلفون فيه، قال تعالى: {آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه} [الحديد: 7].
* الإيمان بأن الله فَضَّل بعض الناس على بعض في الرزق، قال تعالى: {والله فضل بعضكم على بعض في الرزق} [النحل: 71]. والتفاضل في الرزق يعنى تفاوت الناس فيما قدر لهم من أرزاق، وليس معناه أن الغنى أفضل من الفقير، بل الأفضلية عند الله بالتقوى والعمل الصالح، فللفقراء منزلة عظيمة عند الله، متى تحلَّوْا بالصبر والرضا بما قسمه الله، وهذا لا يعنى أن نتمنى الفقر، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر).
[أبو داود والنسائي وأحمد] بل إننا مطالبون بالعمل والسعي والكسب حتى لا نكون فقراء.
*الالتزام بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم بعدم النظر إلى من هو أعلى منا، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (انظروا إلى من أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله) _[مسلم] .
* الكسب الحلال، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون} [البقرة: 172] فالله طيب لا يقبل إلا طيبًا، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم} [البقرة: 267]، ويقول صلى الله عليه وسلم: (إنه لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به) [الترمذي وأحمد]. والكسب الحلال أحد أسباب استجابة الدعاء، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ... ومطعمه حرام، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك) [مسلم].
*مسئولية الرجل عن الإنفاق، يقول تعالى: {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم} [النساء: 34]، والإنفاق يكون في حدود الطاقات المادية، يقول تعالى: {لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسًا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرًا} [الطلاق: 7]، وقال صلى الله عليه وسلم: (من أنفق على امرأته وولده وأهل بيته فهي صدقة) [الطبراني].
* الاعتدال في الإنفاق وتدبير شئون البيت، قال تعالى: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملومًا محسورًا} [الإسراء: 29].
وقال أبو بكر -رضى الله عنه-: إني أبغض أهل البيت الذين ينفقون رزق أيام في يوم واحد.
ولقد أوصت سيدة صالحة ابنتها: لا تكلفي زوجك إلا ما يطيق طبقًا للأحوال، وارفعيه بيدك عن مواطن الضعف و الضيق، فحمل الصخور أخف من حمل الديون.
*إدراك الفرق بين الاقتصاد والشح، فالمسلم منهي عن البخل والشح، ولا شك أن ضرورات عصر تختلف عن ضرورات عصر آخر، وضرورات بيت تختلف عن ضرورات بيت آخر، والعبرة ألا يشتري إلا ما هو ضروري للاستعمال .
*ترتيب أولويات الإنفاق في حدود الكسب، فيكون الاهتمام بالضروريات ثم الكماليات، ويجب البعد عن الإنفاق غير المشروع، مثل الإنفاق على وسائل اللهو غير المشروعة، أو شراء ما حرمه الشرع من طعام أو شراب .
* ادخار الفائض من الحاجات الأساسية، فقد يحتاج البيت لهذا الفائض بعد ذلك، وخاصة في حالات الشدة و الضيق .
* إعداد الميزانية، ويقصد بها توزيع الموارد المحدودة على الحاجات المتعددة. والقصد من وضع الميزانية حسن استغلال الموارد.
ومن الأشياء التي يجب مراعاتها أثناء إعداد الميزانية:
-أن يتعلم أفراد الأسرة كيفية صنع القرارات السليمة والحكيمة، التي تساعدهم على اتباع أفضل الطرق لاستعمال ما يتوفر لديهم من موارد و إمكانيات؛ لتحقيق ما يرجونه من أهداف، وما يتطلعون إليه من آمال في حياتهم.
-الاعتماد على الشورى بين أفراد الأسرة ، لضبط الميزانية كلما أمكن، فمشاركة أفراد الأسرة في إعداد الميزانية تعطى حافزًا معنويا وعزيمة لكل أفراد الأسرة، كما أنها تساعدهم في إنجاح الميزانية وتجعلهم يتحملون جميعًا عبء ضبطها.
-تنظيم عملية الإدارة المنزلية؛ والتخطيط السليم، ليسهل حل المشكلات التي تواجه أفراد الأسرة، والموازنة بين مسئولية الفرد نحو الأسرة ومسؤولية الأسرة نحو الفرد.
وتتكون العملية الإدارية من خمس مراحل، هي: تحديد الهدف، والتخطيط، والتنظيم، والتنفيذ، والتقييم. وذلك مع مراعاة الالتزام بعناصر العملية الإدارية مثل:
* تقدير قيمة الوقت، والجهد المبذول من كل فرد من أفراد الأسرة، و غير ذلك.
* مراعاة مستويات الأفراد.
* حساب الظروف الطارئة .
* تحديد حجم الموارد، وتقسيم موارد الأسرة إلى موارد بشرية، وموارد غير بشرية.
فمن الموارد البشرية: المهارات والقدرات والميول والطاقات والاتجاهات.
ومن الموارد غير البشرية: الوقت والمال والممتلكات وتسهيلات المجتمع.
وهناك بعض العوامل التي تؤثر في موارد الأسرة مثل : مستوى معيشة الأسرة ، وحجمها، ومكان السكن، والمرحلة التي تعيش فيها، وغير ذلك.
ترشيد استهلاك المواد الغذائية:
يتم ترشيد استهلاك المواد الغذائية، باتباع خطوات محددة، منها:
-معرفة السلع من حيث جودتها وسعرها.
-معرفة بدائل السلع الأساسية؛ حتى يمكن الاستعانة بها عند اختفاء سلعة أو ارتفاع ثمنها.
-عدم الوقوع تحت تأثير الإعلانات، حيث إن دورها يكون سلبيا في غالب الأحيان، ويهدف إلى التأثير على الناس لشراء ما لا يحتاجون إليه.
-شراء الاحتياجات الأساسية بالكميات التي يحتاج إليها دون زيادة.
-اختيار البضاعة المناسبة لدخل الأسرة، و الموجودة في أسواق الجملة القريبة من المسكن.
-مراعاة التوقيت المناسب لشراء السلع؛ فهناك بعض المواسم التي تقل فيها أسعار السلع، مثل الطماطم ، فيمكن شراء كمية كبيرة و تحويلها إلي(صلصة)، لتُستعمل في الأيام التي ترتفع فيها أسعار الطماطم .
-عدم طبخ كميات كبيرة من الطعام تزيد عن الحاجة، كما أنه ليس هناك داعٍ للإكثار من الأصناف المطهية في الوجبة الواحدة .
-الاستفادة من بواقي الأطعمة، بدلا من التخلص منها .
-ومن أشكال الترشيد ألا يرمى جزء كبير من الثمرة مع قشرتها .
-عند إعداد المائدة يوضع عليها طعام قدر الحاجة فقط، فالإسلام يوجهنا إلى أن اللقمة نعمة يجب المحافظة عليها وصيانتها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من أذى، ثم ليأكلها، و لا يدعها للشيطان، فإذا فرغ فليلعق أصابعه، فإنه لا يدرى في أي طعامه تكون البركة) [مسلم] .
-استعمال الأدوات المنزلية غير القابلة للكسر أثناء العمل في المطبخ، و يقتصر استعمال الأدوات ذات القيمة على المناسبات.
ترشيد استهلاك الملابس:
-إن معرفة سيدة البيت بالأشغال اليدوية، مثل: الخياطة والتفصيل والتطريز من الأشياء التي تساعد على ترشيد الاستهلاك في جانب الملابس؛ حيث يمكن توفير جزء كبير من الميزانية كان سيوجه إلى شراء الملابس الجاهزة.
-شراء بواقي الأقمشة بأسعار رخيصة، مع اختيار الألوان المتناسقة لعمل ملابس الأطفال.
-عند حدوث تلف أو قطع في أجزاء الملابس يجب الإسراع بإصلاحه حتى لا تفسد كلها، كذلك يجب تثبيت الأزرار عند اختلالها؛ حتى توفر ثمن إعادة شرائها .
-مراعاة الطرق الصحيحة في الغسل والكي والتجفيف؛ لأنها تحافظ على الملابس لأطول فترة ممكنة .
-يمكن استخدام ملابس الطفل الكبير لأخيه الأصغر منه؛ لتوفير ثمن الملابس الجديدة، ولكن بشرط مراعاة الناحية التربوية؛ فلا تكون كل ملابس الأخ الأصغر هي الفائضة عن الأخ الأكبر، فيترجم ذلك على أنه تفرقة في المعاملة بين الإخوة مما يسبب الغيرة و العداوة بين الأشقاء. وعند إعطائه ملابس أخيه يجب إقناعه بتقبل ذلك بصورة عادية؛ وذلك بغرس الحب بين الأخوين، وتوضيح أنه لا فرق بينهما، وأن أخاه يعطيه ملابسه بدافع الحب.
ترشيد استهلاك الأجهزة الكهربائية:
لقد منَّ الله على البشرية بالعلم، وكان من آثار هذا العلم المخترعات الحديثة التي يسَّرتْ سُبُلَ الحياة، ووفرت كثيرًا من طاقات الإنسان؛ لذا يجب المحافظة على الأجهزة الكهربية وصيانتها ومعرفة كيفية التعامل معها، وهناك بعض التعليمات العامة في هذا الأمر، منها:
-قراءة التعليمات المرفقة بالجهاز .
-العناية بنظافة الأجهزة .
-حسن استعمال الأجهزة وعدم تحميلها أكثر من طاقتها .
وهناك بعض التعليمات عند استخدام بعض الأجهزة الكهربائية:
الثلاجة: للحفاظ على سلامة الثلاجة ، يراعى ما يلي:
-وضع الثلاجة في مكان بعيد عن الحرارة ، وترك مسافة بينها وبين الحائط .
-إذابة الثلج المتراكم داخلها أولا بأول، ولا تستخدم سكينًا حادًّا في ذلك؛ كي لا تثقب الأنابيب فيتسرب غاز التبريد (الفريون) فيضطر إلى تغيير علبة التبريد .
-تجنب فتح الباب مرات عديدة، أو تركه مفتوحًا كأن يفتحها كل من يريد أن يشرب، فالأفضل وجود إناء كبير للشرب خارج الثلاجة.
-عدم ملء الثلاجة بأكثر مما تتسع .
-عند السفر تنظف الثلاجة، و تفصل عنها الكهرباء، ويترك الباب مفتوحًا .
-اختبار سلامة الإطار الفليني على الباب من آن لآخر، ويتم ذلك بوضع ورقة بين إطار الباب وجسم الثلاجة، فإذا فتحت بسهولة دل ذلك على وجوب تغيير الإطار .
-ضبط درجة تبريد الثلاجة بقدر الحاجة.
-إذا كانت الثلاجة فارغة لسبب أو لآخر فلا داعي لتشغيلها .
-وضع علبة بها فحم نباتي داخل الثلاجة؛ لتمتص الروائح .
الغسالة: هي من الأجهزة التي وفرت جهدًا كبيرًا كان يبذل في غسل الملابس؛ لذا يجب المحافظة عليها، وترشيد استهلاكها، ومراعاة الأمور التالية:
-التأكد من سلامة التوصيلات الكهربية، ووضع عازل مطاطي أو خشبي للوقوف عليه أثناء التشغيل؛ لتجنب حدوث أية صدمة كهربية .
-بعد الانتهاء من الغسيل يفرغ الماء من الغسالة عن طريق الخرطوم، وتنظف جيدًا من آثار الماء والصابون، وتوضع في مكان خاص بها .
-عدم نقع الملابس في الغسالة لفترة طويلة؛ لأن ترسب الأملاح والصابون على جدرانها يسبب تآكلها، ويفضل النقع في إناء منفصل .
-استعمال ماء دافئ نقي في الغسيل .
غسالة الأطباق: يجب مراعاة الأمور التالية للمحافظة عليها:
-يراعى استعمال الماء النقي الدافئ.
-إزالة بواقي الأطعمة المحروقة من الآنية قبل وضعها في الغسالة .
-توضع الأكواب والأطباق بعيدة عن بعضها؛ بحيث تتعرض لأكبر كمية من الماء.
-وضع كمية مناسبة من المنظف؛ حتى تتكون رغوة تكفي لعملية التنظيف، أما الكمية القليلة فهي لا تكفي التنظيف الجيد .
البوتاجاز وسخان الغاز: للمحافظة عليهما يجب مراعاة الأمور التالية:
-عدم تسرب الغاز لتجنب الحوادث و الأخطار؛ لذا يجب التأكد من طريقة إشعاله، وسلامة خرطوم الغاز الموصل للجهاز وجودة تركيبه .
-عند انطفاء الشعلة فجأة يجب عدم إشعال أي لـهب أو ثقاب، بل يغلق أولا مفتاح الغاز، ويهوى المكان .
-تنظيف البوتاجاز من الخارج والداخل؛ حتى لا تتسبب بقايا الأطعمة في انسداده.
مفرمة اللحم: يراعى ما يأتي:
-إذا كانت المفرمة يدوية تغسل أجزاؤها بالماء والصابون جيدًا وتجفف، أما إذا كانت كهربية فتغسل أجزاؤها عدا الجزء الخاص بالموتور، فيفصل عنه الكهرباء، ويمسح جيدًا بقطعة قماش مبللة بالماء والصابون ثم بالماء فقط .
-يسَنُّ سلاح المفرمة من آن لآخر حتى يسهل استعمالها، ويراعى عدم تشغيل المفرمة لمدة طويلة متواصلة ؛ لأن سخونة الموتور تؤدى إلى احتراقه .
-عدم وضع أشياء صلبة كالعظام ونحوها ضمن اللحم، وعدم استخدام ملعقة الخشب في دفع اللحم حرصًا على سلامة المفرمة.
-لا تستخدم المفرمة في غير ما خصصت له .
خلاط العجين: يجب أن تراعى الأمور التالية للمحافظة عليه:
-وضع كمية الطعام المناسبة له .
-عدم تعريض الموتور للماء، ويكتفي عند تنظيفه بقطعة مبللة بالماء .
-لا يشغل الخلاط لمدة طويلة؛ لتجنب تلف الموتور .
-التأكد من توازن الخلاط، فلا يميل إلى جهة واحدة أثناء الدوران .
الخلاط: يستخدم الخلاط الكهربي عادة في عصر الفواكه والطماطم وعمل العصائر المتنوعة، وللعناية به يتبع الآتي:
-العناية بالأسلحة وتنظيفها وتجفيفها .
-يغسل الجزء العلوي فقط، أما الموتور فيمسح بقطعة قماش مبللة؛ لأن الماء إذا تسرب إليه يسبب تلفه .
-لا يستعمل الجهاز لفترات طويلة متواصلة ؛ لأن ذلك يسبب ارتفاع درجة حرارة الموتور مما يؤدي إلى احتراقه.
المروحة: يكثر استعمال المروحة في أوقات الصيف، ولاسيما في الساعات شديدة الحرارة، وللمحافظة عليها وترشيد استخدامها يراعى ما يأتي:
-تنظف من الخارج بقطعة قماش مبللة ناعمة .
-إذا اتسخت الأجنحة الداخلية يمكن فك الهيكل الخارجي وتلميعها .
-عدم تعريض الموتور للماء نهائيا؛ لأن ذلك يتلفه .
-تتم عملية التزييت للمروحة مرة كل سنة بواسطة متخصص.
المكيف: للعناية بجهاز التكييف يجب اتباع التعليمات الآتية:
-عدم تغطية واجهة الجهاز بأي شيء؛ حتى لا يعوق مرور الهواء .
-استعمال سلك كهربي متين ووصلات كهربية قوية؛ لتتحمل قوة سحب الجهاز .
-تستعمل المكنسة الكهربية عند تنظيفه؛ لامتصاص الأتربة .
-يغير لوح تنقية الهواء من وقت لآخر حسب التعليمات المرفقة بالجهاز .
-إذا صدر من الجهاز أى صوت غريب يجب فصل التيار الكهربى في الحال، ويعرض الجهاز على متخصص.
المكنسة الكهربائية: حتى تتحقق سلامتها لأطول فترة ممكنة يتبع الآتي:
-تفريغ كيس الغبار كلما امتلأ إلى نصفه .
-تنظيف المرشح باستمرار، باستعمال فرشاة ناعمة، ثم تمسح أجزاء المكنسة الداخلية .
-يجدد الخرطوم المطاطي إذا فقد متانته، أو زاد طوله عن المفروض .
-تشحم المكنسة على فترات بواسطة متخصص .
المكواة: يجب اتباع الآتي، للمحافظة عليها:
-تنظف المكواة بقطعة مبللة بماء دافئ وصابون، ولا تنظف بمادة خشنة ؛حتى لا تصيب نعومة سطحها .
-لا تخزن المكواة إلا بعد تمام تبريدها، ثم يلف السلك من حولها .
-يفصل التيار الكهربي عنـد ملء خزان المكواة بالماء، أو تفريغه.
-يفضل استخدام ماء نظيف مقطر في ملء الخزان؛ وذلك لضمان عدم تسرب أية أملاح قد تتسبب في تلفه، أو تقلل من سرعة التبخر .
-وضع المكواة في الوضع الذي نضمن به عدم وقوعها أثناء التشغيل .
-تدهن المكواة بطبقة من الفازلين أو الشمع لمنع الصدأ، وذلك إذا تركت فترة بدون استعمال، ويمكن استعمال الصنفرة الناعمة لإزالة الصدأ.
ماكينة الخياطة: من الأجهزة الضرورية التي يفضَّل تواجدها في البيت، وللعناية بماكينة الخياطة والحفاظ عليها، تراعى الأمور الآتية:
-تغطيتها عند عدم الاستعمال، وتزييتها بانتظام بواسطة الزيت الخاص بها .
-يزال الزيت الزائد و الأتربة المتراكمة؛ حتى لا تتسخ الملابس أثناء خياطتها .
-استخدام الخيط المناسب، وضبط اتجاه النسيج؛ لتسهيل عملية الخياطة .
-استخدام الإبر الخاصة بأنواع النسيج المختلفة .
-الحفاظ على توازن الدواسة أثناء الضغط عليها بالقدم (عند عدم وجود موتور)، بحيث تكون القدمان أفقيتين عليها، وتكون القدم اليمنى على الركن الأسفل من الناحية اليمني، والقدم اليسرى على الركن الأعلى من الناحية اليسرى. وعند تشغيل الماكينة بموتور كهربي يستغنى عن هذه الدواسة، وتستخدم دواسة الموتور .

محمد رافع 52 11-01-2013 01:21 AM

الله أكبر وارتَـمَى قـلبِي بـِبابِ الرَّحمَةِ

اللهُ أكبـَرُ وانـتـهَـى نـصَـبِـي وزالـت شِقـوَتـي
اللهُ أكبَـرُ وارتــَمَـى قـلبـِي بــبـَابِ الرّحـمَــةِ
حَـلّـقـتُ في أفِـقِ الخُشُوع ِ وقـَد شرَقـتُ بـدمـعَـتـِي
ونـَفَـضـتُ عَن قـلبِـي جِـبَالاً مِـن ذنـُوب الغــَفـلةِ
وتـركتُ أوصـالي يـجُـول بـِهَـا إرتـِعَــادُ الخَـشيـَةِ
وبـَدأتُ أبـكِي مِـثـلَ طِـفـل خـَائـِـف فِـي الظـُلـمَـةِ
فـوَجَدتُ في المِـحـراب أنسِي بَـعـد طـُـول الوَحـشةِ
وغدوتُ قـلـبــًا نـابضـًا يَـهتـَـزُّ مِـثـلَ الشُعــلـَةِ
فـإذا أنـَـا والله لا أحـدٌ يُـعَـجِّــلُ صُـحــبَـتـِي
وإذا العَـوَالِــم قـَد رَنـَـت نَـحـوي بِـعَـيـنِ الغَـيْـرَةِ
إن الصَّـلاة بِـهـا ثـبَـاتُ القـَــلب عـنـدَ المِـحـنـَةِ
وَهِـي العَـفَــافُ إذا دُعِـيـتَ إلى سعِـيـرِ الشهْــوَةِ
يَـارَبِّ فـَاجـعَـل فِـي الصَّــلاة حَـيـَاتـَهـا للأمَّـةِ
يُـجـزى المُـصَلـِّي بِـالجِـنـان وفـِي صَـلاتي جَـنـَّـتي
اللهُ أكبَـرُ وانـتـَهى نَـصَـبِـي وزالَـتْ شِـقـوتِـي
الله أكبــر وارتَـمَـى قــلبِـي بـِـبَــابِ الرَّحـمَـةِ
قـلبِـي بِـبَـابِ الرَّحمَـةِ ..... قـَـلبي بِـبـَابِ الرَّحمَـةِ !!!

محمد رافع 52 11-01-2013 01:30 AM

عوامل إصلاح المجتمع
المجتمع في أشد الحاجة إلى الإصلاح, المجتمع الإسلامي وغير الإسلامي, ولكن بوجه أخص المجتمع الإسلامي في أشد الحاجة إلى أن يسير على النهج القويم, وأن يأخذ بالعوامل والأسباب والوسائل التي بها صلاحه, وأن يسير على النهج الذي سار عليه خيرة هذه الأمة, خليل الرحمن وصفوته من عباده, سيدنا محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام.
ومعلوم أن العوامل التي بها صلاح المجتمع الإسلامي وغير الإسلامي, هي العوامل التي قام بها إمام المرسلين, وخاتم النبيين عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم, وقام بها صحابته الكرام وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون المهديون: أبو بكر الصديق , وعمر الفاروق , وعثمان ذو النورين , وعلي المرتضى, أبو الحسن , ثم من معهم من الصحابة رضي الله عن الجميع, وجعلنا من أتباعهم بإحسان.
ومن المعلوم أن هذه العوامل قام بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في مكة أولا, ثم في المدينة , ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا الذي صلح به أولها كما قال أهل العلم والإيمان, ومن جملتهم الإمام المشهور مالك بن أنس إمام أهل الهجرة في زمانه, والفقيه المعروف, أحد الأئمة الأربعة قال هذه المقالة, وتلقاها أهل العلم في زمانه وبعده, ووافقوا عليها جميعا: ( لن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها ).
والمعنى: أن الذي صلح به أولها وهو اتباع كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم هو الذي يصلح به آخرها إلى يوم القيامة.
ومن أراد صلاح المجتمع الإسلامي, أو صلاح المجتمعات الأخرى في هذه الدنيا بغير الطريق والوسائل والعوامل التي صلح بها الأولون فقد غلط, وقال غير الحق, فليس إلى غير هذا من سبيل, إنما السبيل إلى إصلاح الناس وإقامتهم على الطريق السوي, هو السبيل الذي درج عليه نبينا عليه الصلاة والسلام, ودرج عليه صحابته الكرام ثم اتباعهم بإحسان إلى يومنا هذا, وهو العناية بالقرآن العظيم, والعناية بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, ودعوة الناس إليهما والتفقه فيهما, ونشرهما بين الناس عن علم وبصيرة وإيضاح ما دل عليه هذان الأصلان من الأحكام في العقيدة الأساسية الصحيحة.
ومن الآراء التي يجب على المجتمع الإسلامي الأخذ بها, وبيان المحارم التي يجب على المجتمع الإسلامي الحذر منها , وبيان الحدود التي حدها الله ورسوله, حتى يقف عندها, كما قال عز وجل: ( تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا )]سورة البقرة الآية 187[،وهي المحارم نهى عن قربانها باقتراف المعاصي, كما نهى عن تعدي الحدود التي حدها لعباده وهي ما فرضه عليهم, وألزمهم به من العبادات والأحكام.
والرسول صلى الله عليه وسلم أول عمل عمله, وأول أساس رسمه, أنه دعا الناس إلى توحيد الله , وإخلاص العبادة له.
هذا أول عمل, وهذا أول أساس تكلم به ودعا إليه وسار عليه, هو دعوة الناس إلى توحيد الله , وإرشادهم إلى تفاصيل ذلك.
والكلمة التي دلت على هذا المعنى هي قول: لا إله إلا الله هذه هي الأساس المتين, ومعها شهادة أن محمدا رسول الله.
هذان الأصلان والأساسان المهمان: هما أساس الإسلام , وهما أساس صلاح هذه الأمة, من أخذ بهما واستقام عليهما عملا وعلما ودعوة وصبرا, استقام له أمره وأصلح الله به الأمة, على قدر جهاده وقدرته وأسبابه, ومن أضاعهما أو أضاع أحدهما ضاع وهلك.

ولما بعث الله نبيه عليه الصلاة والسلام, وأنزل القرآن, كان أول ما نزل عليه: اقرأ, ثم المدثر, فقام إلى الناس ينذرهم ويدعوهم إلى توحيد الله ويحذرهم نقمة الله عز وجل, ويقول:" يا قوم قولوا لا إله إلا الله تفلحوا" . ]مسند أحمد بن حنبل (3/492) [. فاستكبر المشركون واستنكروا هذا ; لأنه ليس الأمر الذي اعتادوه, وليس الأمر الذي أدركوا عليه أسلافهم, ولهذا استنكروه, وقالوا عند ذلك: (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ) ]سورة ص الآية 5 وقالوا: أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ ]سورة الصافات الآية 36 وقبلها قوله سبحانه: (إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ) ]سورة الصافات الآية 35-36[ فرد الله عليهم بقوله: ( بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ)] سورة الصافات الآية 37[
وبسبب تساهل الكثير من العلماء وطلبة العلم, وأعيان أهل الإسلام الذين فقهوا توحيد الله, بسبب التساهل في هذا الأصل الأصيل, انتشر الشرك في بلدان كثيرة, وعبدت القبور وأهلها من دون الله, وصرف لها الكثير من عبادة الله, فهذا يدعو صاحب القبر, وهذا يستغيث به, وهذا ينذر له, وهذا يطلبه المدد كما فعلت قريش وغيرها في الجاهلية مع العزى, وكما فعل غيرهم مع اللات ومع مناة, ومع أصنام أخرى, وكما يفعل المشركون في كل زمان مع أصنامهم وأوثانهم, في التعظيم والدعاء والاستغاثة, والتمسح والتبرك وطلب المدد.
وهذا من دسائس الشيطان ومن مكائده, فإنه أحرص شيء على إزاحة الناس عن عقيدتهم ودينهم, وعلى إبعادهم عنها بكل وسيلة.

فالواجب على طلبة العلم - وهم أمل الأمة بعد الله عز وجل في القيادة المستقبلة, وهم رجال الغد في أي جامعة تخرجوا - أن يقودوا السفينة بحكمة وإخلاص وصدق, وأن يعنوا بالأساس وأن يعرفوا العامل الوحيد العظيم الذي عليه الارتكاز, والذي يتبعه ما سواه, وهو العناية بتوحيد الله والإخلاص له , والعناية بالإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم, وأنه رسول الله حقا, وأن الواجب اتباعه, والسير في منهاجه, وأن صحابته هم خير الأمة, وهم أفضلها, فيجب حسن الظن بهم, واعتقاد عدالتهم, وأنهم خير الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم, وأنهم حملة السنة وحملة القرآن, فوجب السير على منهاجهم والترضي عنهم جميعا, واعتقاد أنهم خير الناس, وهم أفضل الناس بعد الأنبياء كما ثبت في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم " ]صحيح البخاري الشهادات (2509),صحيح مسلم فضائل الصحابة (2533),سنن الترمذي المناقب (3859),سنن ابن ماجه الأحكام (2362),مسند أحمد بن حنبل (1/434) [. وهناك أحاديث أخرى دلت على ذلك.
فأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم , هم خير الناس بعد الأنبياء, وهم أفضل الناس, وهم على مراتب في الفضل, فأفضلهم الخلفاء الراشدون ثم بقية العشرة المشهود لهم بالجنة , ثم الباقون على مراتبهم, وعلى حسب علمهم وفضلهم, فوجب أن نعني بهذا الأساس وأن ندعو الناس إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له, وألا نغلو في القبور والأنبياء والأولياء ونعبدهم مع الله, ونصرف لهم العبادة من دعاء أو خوف أو رجاء أو نحو ذلك.

ويجب على طالب العلم وعلى القائد أن يعظم أمر الله ونهيه, وأن يستقر خوف الله في قلبه, فوق جميع الأشياء, وأن يعظم أمره ونهيه, وألا يبالي بما يرجف به المرجفون ضد الحق وأهله ثقة بالله, وتصديقا لما وعد رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم وكافة الرسل كما في قوله جل وعلا:( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ. وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ الآية) ]سورة إبراهيم الآية13- 14[
فطالب العلم العالم والموجه, والقائد البصير لا يبالي بإرجاف عباد القبور, ولا بإرجاف الخرافيين, ولا بإرجاف من يعادي الإسلام من أي صنف, بل يصمد في الميدان, ويصبر ويعلق قلبه بالله, ويخافه سبحانه, ويرجو منه النصر جل وعلا, فهو الناصر وهو الولي سبحانه وتعالى, وقد وعد أن ينصر من ينصره فقال:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) ]سورة محمد الآية 7[ ويقول سبحانه: وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ] سورة الروم الآية 47 [لكن بالشرط وهو التمسك بدين الله, والإيمان به, والإيمان برسوله صلى الله عليه وسلم, والاستقامة على دين الله.
هذا هو السبب, وهذا هو الشرط في نصر الله لنا , كما قال عز وجل:( وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ . الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ) ]سورة الحج الآية 40-41[
وفي الآية الأخرى يقول سبحانه: )(وعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا) ]سورة النور الآية 55[
فهذا وعده عز وجل لمن استقام على الإيمان والهدى والعمل الصالح : أن الله يستخلفه في الأرض ويمكن له دينه, ويؤمنه ويعيذه من شر الأعداء ومكائدهم وينصره عليهم.
ومن تحقيق شهادة أن محمدا رسول الله تعظيم سنته, والدعوة إليها وتنفيذ مقاصدها, والتحذير من خلافها, وتفسير القرآن الكريم بها فيما قد يخفى من آياته, فإنه يفسر بالسنة ويوضح بها, فالسنة توضح القرآن وتبينه وتدل عليه, وتعبر عنه, كما قال عز وجل: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )]سورة النحل الآية 44[
هذا الأساس العظيم يجب أن يكون منه المنطلق للدعاة المخلصين, والمصلحين في الأرض, الذين يريدون أن يتولوا إصلاح المجتمع والأخذ بيده إلى شاطئ السلامة, وسفينة النجاة, كي يرتكز هذا الإصلاح على أعظم عامل, وهو الإخلاص لله في العبادة والإيمان برسوله عليه الصلاة والسلام , وتعظيم أمره ونهيه, باتباع شريعته والحذر مما يخالفها.
ثم بعد ذلك ينظر في العوامل الأخرى التي هي تابعة لهذا الأساس, فيدعو إلى أداء فرائض الله من صلاة وزكاة وصوم وحج, وغير ذلك ، وينهى عن محارم الله من الشرك وما دونه من سائر المعاصي والشرور, ويسعى بالإصلاح بين الناس بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله وإصلاح ذات البين, إلى غير ذلك.
فهو ساع بكل جهده إلى إقامة أمر الله في أرض الله, وإلى ترك محارم الله والوقوف عند حدود الله, وإلى الحذر من البدع المحظورة في الدين, هكذا يكون المصلح الموفق يأخذ العوامل عاملا عاملا مع مراعاة الأساس المتين, وهو تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله, وأن محمدا رسول الله علما وعملا, فهو يعلمها الناس ويعمل بها في نفسه, فيوحد الله, ويخصه بالعبادة وينقاد لشريعته خلف رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم, يتلقى السنة ويعظمها كما عظمها الصحابة , ويسير على نهجها وعلى مقتضاها مع كتاب الله كما سار الصحابة , فإن علم الصحابة من كتاب الله ومن سنة رسوله عليه الصلاة والسلام, ما عندهم كتب أخرى, وإنما جاءت الكتب بعدهم.
أما الصحابة والتابعون فكانت سيرتهم, وكانت أعمالهم مستقاة من الكتاب العظيم, يتدبرونه ويقرءونه بقصد صالح, بقصد العلم والإفادة والعمل, ومن السنة كذلك يدرسونها ويحفظونها, ويأخذون منها العلم والعمل.
هكذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهكذا كان التابعون لهم بإحسان قبل وجود المؤلفات في الحديث وغير الحديث.
فقدر لنفسك مع أولئك, واستنبط من كتاب ربك, وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, ومن كلام أهل العلم ما يعينك على فهم كتاب الله, وعلى فهم السنة, وكن حريصا على العلم والفقه في الدين حتى تستطيع أن توجه المجتمع إلى الطريق السوي, وتأخذ بيده إلى شاطئ السلامة, وحتى تعلم كيف تعمل, فتبدأ بنفسك, وتجتهد في إصلاح سيرتك ومسابقتك إلى كل خير, فتكون مع أول الناس في الصلاة, ومع أول الناس في كل خير, وتكون من أبعدهم عن كل شر, تمتثل تنفيذ كتاب الله, وتنفيذ سنة رسوله صلى الله عليه وسلم في أعمالك وفي أقوالك مع زملائك وإخوانك وأعوانك.
هكذا يكون المؤمن, وهكذا كان الصحابة رضي الله عنهم, وهكذا كان أتباعهم من التابعين, وأتباع التابعين والمصلحين, وأئمة الهدى يدرسون كتاب الله, ويعملون بما فيه ويقرئونه الناس ويعلمونهم إياه, ويرشدونهم إلى معانيه, ويعلمونهم السنة ويحثونهم على التمسك بها والفقه فيها, ويوصونهم بتعظيم الأوامر والنواهي, والوقوف عند الحدود التي حدها الله ورسوله مدة حياتهم في هذه العاجلة.
فكل عامل من عوامل الإصلاح يتطلب إخلاصا وصدقا . فالدعوة إلى توحيد الله تحتاج إلى إخلاص وصدق وبيان معنى لا إله إلا الله , وأن معناها: لا معبود حق إلا الله, وأن الواجب الحذر من الشرك كله دقيقه وجليله, وتحذير الناس منه كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم, وكما فعل أصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم.
وبتدبر القرآن العظيم يتضح هذا المعنى كثيرا, وهكذا السنة تعظيمها والدعوة إليها بعد الإيمان أن محمدا رسول الله, وأن الواجب اتباعه وأن الله أرسله إلى الناس كافة, عربهم وعجمهم, جنهم وإنسهم, ذكورهم وإناثهم, فعلى جميع أهل الأرض أن يتبعوه, كما قال سبحانه:( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) ]سورة الأعراف الآية 158[ وقال قبلها سبحانه:( فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ]سورة الأعراف الآية 157[
فمن اتبعه وعظم أمره ونهيه فهو المفلح, ومن حاد عن ذلك وتبع الهوى والشيطان فهو الخاسر الهالك ولا حول ولا قوة إلا بالله.
والعوامل تتعدد بحسب ما تدعو إليه, وما تنهى عنه, فأنت تجتهد في اختيار العامل الذي تقوم به العامل الشرعي الذي عرفت أصله, وعرفت مأخذه من كتاب الله, ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, فأنت تدعو الناس إلى دين الله, وإلى أداء فرائض الله, وإلى ترك محارم الله على الطريقة التي سلكها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والعوامل والمجتمعات تختلف, فالمجتمع المحارب للدين, والذي ليس فيه قائد يعينك على الإصلاح والتوجيه تعمل فيه كما عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة , تدعو إلى الله بالحسنى وبالأسلوب الحسن, وبالكلمات اللينة, حتى يدخل ما تقول في القلوب , وحتى يؤثر فيها فيحصل بذلك انجذاب القلوب إلى طاعة الله وتوحيده, وتتعاون مع إخوانك ومن سار على نهجك في دعوة الناس وإرشادهم بالطرق اللينة في المجتمعات التي يمكن حضورها حتى يثبت هذا الإيمان في القلوب, وحتى ينتشر بين الناس بأدلته الواضحة.
وفي المجتمع الإسلامي, ووجود القائد الإسلامي الذي يعينك يكون لك نشاط أكثر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, والاتصال بالمسئولين عند وجود المعاندين, والذين يخشى من عنادهم الخطر على المجتمع, وتكون مع ذلك سالكا المسلك القويم بالرفق والحكمة والصبر, كما قال عز وجل: (وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)] سورة العصر الآية 1-3[
فلا بد من صبر وتواص بالحق, ودعوة إليه, حتى تنجح في مهمتك, وكذلك المسئولون والكبار الذين يخشى من شرهم على الدعوة, ينصحون بالأسلوب الحسن, ويوجهون, ويدعون بالكتابة والمشافهة من أعيان الأمة ورجالها وقادتها وأمرائها, كما قال سبحانه:( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ الآية) ]سورة آل عمران الآية 159[, وكما قال سبحانه لموسى وهارون عليهما الصلاة والسلام لما بعثهما إلى فرعون :( فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى )] سورة طه الآية 44[

فالواجب على المصلحين والدعاة أن يسلكوا هذا السبيل, وأن يعالجوا مشكلات المجتمع بالحكمة والموعظة الحسنة, وأن يخاطبوا كل إنسان بما يليق به, حتى ينجحوا في مهمتهم, ويصلوا إلى غايتهم.
وعلى الداعي أيضا إلى الله سبحانه والراغب في الإصلاح أن يراعي عاملين آخرين, سوى العاملين السابقين وهما: عامل التناصح والتواصي بالحق مع إخوانه وزملائه ومع أعيان المجتمع وقادته . وعامل الصبر على ما قد يقع من الأذى من الأعيان أو غيرهم . عملا بما دلت عليه السورة السابقة وهي قوله سبحانه:( وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) ]سورة العصر الآية1-3[

وتأسيا بالرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام, كما قال الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم في آخر سورة الأحقاف وهي مكية:( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ الآية ) ]سورة الأحقاف الآية 35 [, وقال سبحانه في سورة آل عمران وهي مدنية:( لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) ]سورة آل عمران الآية 186[وقال فيها سبحانه لما نهى عن اتخاذ البطانة من المشركين:( وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) ]سورة آل عمران الآية 120[ وقال سبحانه في آخر سورة النحل , وهي مكية أيضا:( وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ .إ ِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) ]سورة النحل الآية 127- 128 [والآيات في هذا المعنى كثيرة.
وكل من سلك مسلك الرسل من الدعاة والمصلحين, نجح في دعوته, وفاز بالعاقبة الحميدة والنصر على الأعداء ومن سبر ذلك, ودرس أخبار المصلحين وسيرتهم علم ذلك وتحققه,
فأسأل الله بأسمائه الحسنى, وصفاته العلى, أن يصلح أحوال المسلمين, ويمنحهم الفقه في الدين, وأن يوفق قادتهم لكل خير, ويصلح لهم البطانة, وأن يعيذ المسلمين جميعا في كل مكان من مضلات الفتن, ومن طاعة الهوى والشيطان, إنه ولي ذلك والقادر عليه.. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله

محمد رافع 52 11-01-2013 01:38 AM



الحاجة إلى العقيدة :


الإنسان مخلوق ضعيف ، ويرجع ضعفه إلى خصائص فيه وإلى خصائص في البيئة التي تؤويه فمهـما تعاظم الإنسان فلن يستطيع خرق الأرض ولن يستطيع بلوغ الجبال طولا، ومهما تزايدت قوته فلن يكون أقوى من الريح التي تعصف و الرعد الذي يبرق أو البحر الذي يزبد أو غيرها من قوى الطبيعة التي تغلبه لا محالة ورغم هذا فهو في حاجة إليها في طعامه وشرابه وملبسه ومسكنه وموطنه وملعبه وغير ذلك مما يميزه عن الطبيعة من حوله ، وعند محاولة الإنسان تلبية رغباته في العيش فهو يصطدم بهذه القوى و بعض المعوقات الدنيوية البشرية التى تِؤثر على توازنه العقلي أو الجسدي


يقول أحد الباحثين الغربيين : إن عدم استقرار الحياة العصرية و الانفعال الدائم و وانعدام الأمن يخلق حالة من الشعور تجلب الاضطرابات العصبية و العضوية للمعدة و الأمعاء ، وكذا نقص التغذية و تسرب الجراثيم المعوية إلى الدورة الدموية و التهاب الكلى و ما يصاحبه من أمراض الكلى و المثانة ، وإن هي إلا نتائج بعيدة لعدم توازن العقلي و الأدبي


ومن منطلق هذا الضعف وتلبيتا لحاجياته، بدأ الإنسان في رحلت للبحث عن القوة التي تعينه لإتمام حياته فبدأ بالالتجاء إلى غيره من البشر فكانت الجماعات والقبائل غير أن هذه القوة المضافة لم تؤثر كثيرا على قدرته في مواجهة الطبيعة بقسوتها وشراستها.. واستمر ضعفه كما هو، فاتجه إلى محاولة استرضاء هذه الطبيعة بما يتصور أن له علاقة بينه وبينها يستطيع أن ينميها فيخضعها وفشلت هذه المحاولة في الوصول إلى غرضها و الوصول إلى القوة ومن ثم الطمأنينة والأمان وفي بحثه الكوني اتجه إلى تصور القوة الأكبر لله التي تسيطر على كل هذه القوى الأصغر المناوئة له والتي تثير خشيته وخوفه، قال عز وجل عن إبراهيم عليه السلام (وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين ) (75) . فكانت الملاحظة التي وجهه إليهـا الله عز وجل ملاحظة الكون سماءا وأرضا ليصل في النهاية إلى اليقين. (فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين (76) فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين (77) فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال يقوم إني بريء مما تشركون (78) إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين (79) وحاجه قومه قال أتحاجوني في الله وقد هدان ولا أخاف ما تشركون به. إلا أن يشاء ربي شيئا وسع ربي كل شيء علما أفلا تتذكرون (80) " سورة الأنعام ".


وأخيرا اهتدي الإنسان إلى وجود خالقه وخالق الكون الرازق القادر القاهر المصور لكل ظاهره الباري ، وبهذا بدأت محاولات الإنسان في البحث عن العقيدة من خلال البحث عن الله أملا في طمأنينة وأمن ، وتحقيقا لاحتياجات ورغبات وهكذا بدا أن الاحتياج إلى العقيدة احتياج أساسي ملازم للحياة .


ومع الإحساس الفطري للإنسان بوجود الله الخالق نزلت الديانات السماوية تترى لتنتهي بالعقيدة الكاملة ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا). سورة المائدة/ 3

محمد رافع 52 11-01-2013 01:40 AM

العقيدة والعلوم النفسية



يقول بريل المحلل النفسي : المرء المتدين لايعاني قط مرضا نفسيا .


ويذكر نهرى لينك العالم الإمريكي في كتابه العودة إلى الإيمان : الذين يترددون إلى دور العبادة يتمتعون بشخصية أقوى و أفضل ممن لادين لهم و لا يقومون بالعبادة.


ومن هنا فالعقيدة تشمل البشر جميعا حتى إننا نستطيع أن نجزم بأنه لا يوجد إنسان بلا عقيدة بمعنى أنه لا يوجد إنسان بلا مفهوم ينظم العلاقة بينه وبين القوى الحاكمة في الكون والحياة أي قوة الله، وهذه العقيدة نجدها في البشر الذين يؤمنون بالديانات السماوية كما نجدها في غيرهم من البشر الذين لا يؤمون بالديانات السماوية.


فالعقيدة فطرة فطر الله الناس عليها وكما في الحديث الشريف الذي معناه كل مولود يولد على الفطرة، أي وجود الاستعداد للعقيدة ، وإنما أبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه.


أي أن نوعية العقيدة هي التي تحدد بالظروف الاجتماعية التي تحكم الإنسان أما الأصل والعقيدة والاتجاه إليها ففطرة إنسانية.


والدراسة النفسية للعقيدة لا تضيف إليها شيئا بينما العقيدة تضيف الكثير إلى العلوم النفسية إذ أنها تبحث في أسباب التدين ولزومه وهو حقيقة ثابتة ثبات الشمس لا تحتاج لكثير من جهد لإثبات وجودها. ونلاحظ أن اهتمام العقيدة والعلوم النفسية بالإنسان اهتمام متبادل وقديم، ففي المرحلة الأولى من حياة البشرية كانت ترد بعض الأمراض النفسية إلى أسباب دينية كما كانت ترد أحيانا إلى أسباب طبيعية وهكذا نشأت ، دراسات علم النفس الديني والطب النفسي الديني في محاولة لفهم الإنسان من خلال معطيات الدين فالمرض في ضوء هذه المفاهيم سواء كان جسمانيا أو نفسيا ما هو إلا نتيجة للخطيئة أو التلبس بالشيطان وعلم النفس في علاقته مع العقيدة والدين اتجه اتجاهين الاتجاه الأول إلى دراسة فلسفة الدين والاجتماع البشري للدين وتطبيقاته العملية في مجال الوقاية والعلاج وهذه تعرفنا على تسميته علم النفس الديني . والاتجاه الثاني درس قضية التدين أي انتماء الفرد إلى عقيدة وكيف يتم ذلك وأسباب ذلك الانتماء وتأثيره على سلوك الفرد والجماعة وهذا الاتجاه أصبح يعرف بعلم نفس التدين .

محمد رافع 52 11-01-2013 01:43 AM

العلاقة بين الأيمان و الأمن النفسي من الناحية الطبية



إن مرد تلك العلاقة ، يرجع إلى تركيب الجهاز العصبي خصوصا الذاتي منه ، بفرعيه ( السمبثاوي) "Sympathetic Nervous Systam " و ( الباراسمبثاوي "Para Smpathetic " ويسميان كذلك الودي وغير الودي وعلاقة ذلك الجهاز بمراكز المخ العليا من جهة و الغدد الصماء من جهة أخرى من طريق الهيبو ثلاموس أو منطقة تحت المهاد .


فهذا الجهاز يسيطر على الوظائف التي لا سلطان للإنسان عليها مثل نبضات القلب و قوتها وعددها وحركة الأمعاء و إفرازاتها وتدفق الدم في أجزاء الجسم المختلفة و إفرازات بعض الغدد مثل الغدد العرقية وغيرها . ويوجد مركز التحكم في هذا الجهاز في منطقة الهايبوثلاموس تحت المهاد وهذه تتصل بقشرة المخ (Cerbral Cortex) ، ومراكز المخ الأخرى و تتفاعل معها و تتأثر بها .


ومن ناحية أخرى تتصل الهيبوثلاموس بالغدة النخامية ، وهذه الغدة الموجودة في قاع الجمجمة رغم صغرها ، حيث تزن حوالي نصف جرام فإنها تسيطر على عدد من الغدد الصم المنظمة لكثير من وظائف الجسم مثل الغدة الدرقية و الغدة فوق الكلوية أو الكظرية و الخصيتين في الذكور و المبيضين في الإناث وذلك من طريق إفراز مواد كيماوية منشطة أو مثبطة لعمل تلك الغدد ، و العلاقة بينهما متبادلة .


و العلاقة بين نشاط هذه الغدد والحالة النفسية للإنسان وثيقة ، فإن التوتر يؤدي إلى زيادة في إفرازات تلك الغدد أو عدم توازنها . و إذا استمر التوتر فقد يؤدي إلى حالة مرضية بسبب زيادة تلك الإفرازات .


كما يصاحب الامراض العضوية لتلك الغدد تغيير في الحالة النفسية والعصبية للمريض . لا تختلف كثيرا عن الأمراض النفسية .


و الغدد الكظرية تفرز عديدا من الهرومونات ، أهمها الكورتيزول الأدرينالين ، وهما من هرمونات الإجهاد (أي يزيد إفرازهما عند التعرض للضغط و الإجهاد ).


ويؤثر الكورتيزول الذي يفرز من القشرة في كثير من وظائف الجسم فهو يؤثر في التمثيل الغذائي ( الإستقلاب) فيؤدي إلى زيادة معدل الجلوكوز في الدم ، وقد يؤدي إلى ظهور مرض السكري ويساعد على ترسيب الشحوم في مناطق معينة من الجسم ، ويؤثر في الأوعية الدموية فيزيد من ضغط الدم .


وكذلك يؤثر في بعض مكونات الدم والخلايا المناعية وغير ذلك من الآثار ، أما الأدرينالين فيفرزه كل من نخاع الغدة الكظرية و الجهاز السمبثاوي ( الودي) ، وهو يؤدي إلى زيادة ضربات القلب وقوتها ، وزيادة الدم الخارج من القلب ، وزيادة الجهد على القلب وانقباض بعض الأوعية الدموية ، وارتفاع ضغط الدم ، وزيادة معدل الجلوكوز في الدم ، وارتخاء عضلات الشعب الهوائية و الأمعاء ، واتساع حدقة العين وكلا الهرمونين الكورتيزول و الأدرينالين يعدان الجسم للتحفيز و مواجهة المواقف الصعبة والطارئة ، ويبدو ذلك واضحا في حالات الخوف و الانفعال حيث تزداد ضربات القلب ، ويرتفع الضغط و يقف الشعر ويتصبب عرقا بارد يصحبه شحوب في اللون وبرودة في الأطراف . وقد يقبض عضلات الرحم فتؤدي إلى الإجهاض في بعض الحالات.


ومن أثار نشاط الجهاز العصبي الذاتي الودي مايلي :


- اتساع حدقة العين


- زيادة سرعة ضربات القلب وقوتها


- يقلل من سرعة التنفس ، ويسبب ارتخاء عضلات الشعب الهوائية


- ارتخاء عضلات الأمعاء مع انقباض عضلات العصارة ، مسببا إمساكا مزمنا


- ارتخاء عضلات المثانة ، وانقباض عضلاتها العصارة وصعوبة التبول


- انقباض عضلات الحويصلة الصفراء


- ينبه عضلات الرحم ، وقد يؤدي الانفعال الشديد إلى الإجهاض


- يؤدي انقباض عضلات الأوعية الدموية ، مسببا ارتفاع في ضغط الدم


- ينبه بعض غدد الخلايا الجلد ، ويؤدي إلى انقباض عضلات جذور الشعر وينبه الغدد الدمعية وينبه إفراز الغدد اللعابية مؤديا إلى جفاف الحلق


- ينبه الغدة الكظرية فيزيد من إفراز الأدرينالين .


- يؤدي إلى انقباض عضلات الأوعية الدموية لأعضاء التناسل ، مسببا الضعف ال***ي ،وعدم القدرة على الانتصاب ، وسرعة القذف. وهكذا يعبئ الجهاز السمبثاوي الطاقة الجسمية لمواجهة الطوارئ



أما الجهاز الباراسمبثاوي فتتلخص آثاره ووظائفه في مايلي :


- قابض لحدقة العين ، وخافض للجفن العلوي


- يقلل من سرعة ضربات القلب


- زيادة سرعة التنفس ، مع انقباض عضلات الشعب الهوائية


- يغذي غشاء اللسان بألياف للتذوق ، وألياف لاستدرار إفرازه


- قابض للمريء و المعدة والأمعاء


- زيادة إفرازات المعدة والبنكرياس ، مع حدوث تنبيه بسيط لإفرازات الكبد والحويصلة الصفراء


- يغذي للغدد اللعابية


- انقباض عضلات المثانة مع ارتخاء عضلاتها العاصرة ، الأمر الذي يؤدي إلى كثرة البول


- يسبب ارتخاء أوعية أعضاء التناسل وتوسيعها ، خاصة أوعية القضيب و البظر ، فيسبب الانتصاب


* وعلاقة الجهاز العصبي الذاتي (اللاإرادي ) وكذلك أدرينالين الغدة الكظرية بالتوتر و الانفعال ، علاقة وثيقة تظهر في :


1 – التأثير في الجهاز العضلي الإرادي ، كما يحدث في حالات الغضب كذلك البكاء و الضحك و الابتسام


2 –التأثير في الغدد المقناة ، والعضلات الملساء و الأوعية الدموية مؤديا إلى زيادة إفراز العرق وزيادة ضغط الدم و احمرار الوجه أو شحوبه.


3 –التأثير في الجهاز التنفسي ، فيزيد معدل التنفس أو يقل تبعا للموقف وشدته


4 – التأثير في الجهاز الهضمي فقد لوحظ عند الغضب احمرار و تورم و انتفاخ الأغشية الداخلية للمعدة مع زيادة انقباض عضلاتها وارتفاع في نسبة إفراز الحامض وتكف المعدة عن الحركة ويصاحب ذلك إكلينيكيا صعوبة الهضم و انتفاخ البطن ، وإسهال أو إمساك ، و آلام ومغص في المعدة و الأمعاء


ولا يقتصر تأثير التوتر النفسي و الانفعال على هذه الأجهزة بل يمتد إلى أجهزة أخرى و يسبب عللا مختلفة مثل أمراض الحساسية و الربو و أمراض الجلد مثل الأكزيما و الصدفية و مرض السكري و أمراض الغدد الدرقية و أمراض الجهاز البولي و التناسلي في الذكور و الإناث .


هذا إضافة إلى أثر الانفعال في التفكير و القدرة على النقد و التصرف السليم وقوة الذاكرة و سلوك الفرد نحو نفسه ومجتمعه .


و الحالة السوية للإنسان هي حالة التوازن بين الجهازين الودي و الغير ودي حيث أن تأثير أحدهما يضاد تأثير الآخر إلا في حالات نادرة مثل الجماع حيث يعملان معا.


وهذا التوازن يمكن تحقيقه بالهدوء النفسي و الاطمئنان ومواجهة الأمور بحكمة ومواجهة الشدائد بالصبر ، فينعكس أثر ذلك على الجهاز العصبي بفرعيه وعلى الغدد الصماء .


وهنا يتضح دور الإيمان و العقيدة الصادقة و ارتباط الإنسان بخالقه وعلمه بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطاه لم يكن ليصيبه و أن له بكل بلاء أجرا وبكل شدة مغفرة و فرجا، فتستريح نفسه و تهدأ روحه حتى لو انفعل الإنسان المؤمن المسلم فإنه يعود سريعا إلى هدوئه و سكينته ولا يذهب به الفكر كل مذهب ، كما يحدث في هذا العصر حيث تفشت الأمراض النفسية والعضوية .


وبدلا من اللجوء إلى الله و الاعتصام به ذهب بعض الناس إلى المخدرات و الانغماس في الشذوذ ، بل وصل الأمر عند الغرب إلى التخلص من حياته يأسا وهروبا من الحياة وهربا من تبعاتها ، ولهذا فإن الاسلام أهتم بتربية النفس الانسانية أشد اهتمام و اهتم بالضوابط التي تحكم وتؤثر على النفس وسلوكها حتى لاتنحرف عن السبيل و الطريق السوي الذي رسمه لها الأسلام ومن أدلة ذلك الاهتمام قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم و القائم ولا يتم لرجل حسن خلقه حتى يتم عقله فعند ذلك تم إيمانه و أطاع ربه وعصى عدوه إبليس ) – رواه الترميذي و أبو داود -

محمد رافع 52 11-01-2013 01:45 AM

نفحات من الكتاب و السنة



أنزل ربنا العلي القدير على لسان خليله إبراهيم عليه السلام في سورة الشعراء " و إذا مرضت فهو يشفين " الأية 80


فإبراهيم عليه السلام أسند المرض إلى نفسه ، و إن كان على قدر الله و قضائه وخلقه ولكن أضافه إلى نفسه أدبا مع الله ، أي إذا وقعت في مرض فإنه لا يقدر على شفائي أحد غيره بما يقدر من الأسباب الموصلة إليه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "عجب لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا المؤمن ، إن أصابته سراء شكر ، فكان خيرا له ، و إن أصابته ضراء صبر ، فكان خيرا له " رواه مسلم .


وعند الإمام أحمد عن صهيب رضي الله عنه قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد مع أصحابه ، إذ ضحك فقال : " ألا تسألون مم أضحك ؟ "قالوا يا رسول الله ومما تضحك ؟ قال : " عجبت لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، إن أصابه ما يحب حمد الله ، وكان خيرا له ، و إن أصابه ما يكره فصبر كان له خير ، وليس كل أحد أمره كله له خير إلا المؤمن "


وكان أحد السلف أقرع الرأس ، أبرص البدن ، أعمى العينين ، مشلول القدمين و اليدين ، وكان يقول : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيرا ممن خلق وفضلني تفضيلا ، فمر به رجل فقاله : مما عافاك ؟ أعمى و أبرص و أقرع ومشلول ، فمم عافاك ؟ فقال : ويحك يا رجل ، جعل لي لسانس ذاكرا ، وقلبا شاكرا وبدنا على البلاء صابرا .


قال شيخ الإسلام ابن تيميه : العبد دائما بين نعمة من الله يحتاج فيها إلى شكر ، وذنب منه يحتاج فيه إلى الاستغفار، وكل هذه الأمور اللازمة للعبد دائما فإنه لايزال يتقلب في نعم الله و آلائه ، ولا يزال محتاجا إلى التوبة و الاستغفار.


وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء " رواه البخاري


وعموما مفهوم هذا الحديث ، أن جميع الأمراض الظاهرة و الباطنة ، الجسدية و الحسية لها أدوية تقاومها وتداويها بأمر الله عز وجل ، إلا أن هذا لا يمنعنا من تعلم طب الأبدان و القلوب ، بل وجب علينا التعلم لأن هذا العلم هو من جملة الأسباب النافعة بإذن الله


وخير ما نختم به قصة نبي الله أيوب عليه السلام ، قال تعالى في محكم التنزيل : " و اذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر و أنت أرحم الرحمين " – الأنبياء 83 -. واختصار للقصة نبي الله أيوب ، أن الله عز وجل أنعم على عبده الخير الكثير الظاهر عليه في جسده و عياله وماله ، فحمد الله حمدا كثيرا ، فابتلاه ربه بأن حبس عليه هذه النعم بل انزل عليه مرضا في بدنه ، فكان نبي الله أيوب من الصابرين الشاكرين ، فدعى ربه فقال " مسني الضر " - الأنبياء و قال " مسني الشيطان بنصب وعذاب " – ص 41-


ويروى أن أيوب عليه السلام كان أكثر الناس بكاء ن قال ابن عباس رضي الله عنهما : فلما ابتلى لم يبك قط مخافة أن يكون جزعا . وبصبره ودعائه لربه شفاه الله وعوضه .وخلاصة قولنا أن المسلم وجب عليه اليقين في أن الله عز وجل هو من ينزل علينا جميع أنواع الأمراض و الأسقام ، وهو ربنا الواحد الأحد الذي يشفينا



االمصادر


* فصول في طب الرسول صلى الله عليه وسلم / د جمال الزكى

* الإسلام والصحة النفسية / د عمر شاهين

محمد رافع 52 11-01-2013 01:48 AM


محمد رافع 52 11-01-2013 01:50 AM


محمد رافع 52 11-01-2013 01:51 AM


محمد رافع 52 11-01-2013 01:52 AM


محمد رافع 52 11-01-2013 01:54 AM


محمد رافع 52 11-01-2013 01:55 AM


محمد رافع 52 11-01-2013 02:07 AM

صلة الرحم


عبدالرحمن بن عايد العايد

الحمد لله خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً, أحمده سبحانه واشكره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, أحاط بكل شيء خبراً ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد عبده ورسوله أعلى الناس منزلة وأعظمهم قدراً, صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:

هذه رسالة كتبتها عن صلة الرحم, وسيكون الكلام فيها عن النقاط التالية:
1- معنى صلة الرحم.
2- حكم صلة الرحم.
3- ما ورد بشأن صلة الرحم وقطعها.
4- مَن الأرحام الذين تجب صلتهم ؟.
5- كيفية الصلة.
6- فوائد صلة الرحم.
7- مظاهر عدم صلة الرحم.
8- أسباب عدم صلة الرحم.
9- الأمور المعينة على الصلة.

أولاً : معنى صلة الرحم :
صلة الرحم تعني الإحسان إلى الأقربين وإيصال ما أمكن من الخير إليهم ودفع ما أمكن من الشر عنهم.
وقطيعة الرحم تعني عدم الإحسان إلى الأقارب, وقيل بل هي الإساءة إليهم.
وفيه فرق بين المعنيين فالمعنى الأول يرى أنه يلزم من نفي الصلة ثبوت القطيعة, والمعنى الثاني يرى أن هناك ثلاث درجات:
1- واصل وهو من يحسن إلى الأقارب.
2- قاطع وهو من يسيء إليهم.
3- لا واصل ولا قاطع وهو من لا يحسن ولا يسيء, وربما يسمى المكافئ وهو الذي لا يحسن إلى أقاربه إلا إذا أحسنوا إليه, ولكنه لا يصل إلى درجة الإساءة إليهم.

ثانياً : حكم صلة الرحم :
لا خلاف أن صلة الرحم واجبة في الجملة, وقطيعتها معصية من كبائر الذنوب, وقد نقل الاتفاق على وجوب صلة الرحم وتحريم القطيعة القرطبي والقاضي عياض وغيرهما.

وصلة الرحم عند الدخول في تفصيلاتها يختلف حكمها باختلاف قدرة الواصل وحاجة الموصول , وباختلاف الشيء الذي يوصل به.

أوضح هذا فأقول :
لو كان لإنسان غني أخ فقير يحتاج للمساعدة فإن الأخ الغني هنا يجب عليه أن يصل رحمه بإعطاء أخيه الفقير, فهنا الإعطاء أصبح من الصلة وهو واجب, بينما لو كان الأخ غنياً لا يحتاج إلى المال لأصبح الإعطاء غير واجب لكن الصلة بالأشياء الأخرى كالسلام والصلة بالكلام هي التي تصبح واجبة. إذن هنا راعينا حاجة الموصول.

كذلك يجب أن تراعى قدرة الواصل فإن كان مقتدراً فإنه تجب عليه الصلة وإلا فلا.

كذلك لا بد من الانتباه إلى الشيء الذي يوصل به فهناك أشياء تكون هي محل الوجوب وهناك أشياء أخرى يكون فعلها على سبيل الاستحباب.

ففي المثال السابق نجد أن الأخ الفقير صلته تكون بإعطائه فالإعطاء هنا واجب بينما إذا كان غنياً فصلته لا تكون بإعطائه فالإعطاء يصبح مستحباُ وليس بواجب.

وأيضاً أمر آخر وهو أن الوجوب يكون على الأقرب فمن بعده فمثلاً إذا كان الغني له أخ فقير وعم فقير ولا يستطيع أن يقوم بحقهما جميعاً فهنا نقول أن الواجب صلة الأخ الفقير لأنه أقرب وتكون صلة العم على سبيل الاستحباب.

أمر آخر يجب التنبيه عليه وهو أن تقصير الأقرب في القيام بواجبه تجاه رحمه لا يعفي البعيد من المسؤولية فمثلاً لو افترضنا أن هناك شخص غني وله أخ فقير يحتاج إلى صلته ولهما عم غني, فهنا صلة الأخ الفقير تجب على أخيه الغني وتكون بالنسبة للعم مستحبة, ولكن لو افترضنا أن الأخ الغني لم يقم بواجبه وقطع رحمه, فإن العم لا يحق له أن يقول إن صلة هذا القريب على أخيه وقد قصر فلا أتحمل أنا المسؤولية, بل ينتقل الوجوب إلى العم وهكذا.

ثالثاً : ما ورد بشأن صلة الرحم وقطعها :
أمر الله بالإحسان إلى ذوي القربى وهم الأرحام الذين يجب وصلهم فقال تعالى : (( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ) (البقرة:83) .

وقال تعالى : (( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)) (البقرة:177) .

وقال تعالى : (( يَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ)) (البقرة:215) .

وقال تعالى : (( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ . وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )) (لأنفال:74ـ 75) .

وقال تعالى : (( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً )) (النساء:36) .

وقال تعالى : (( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)) (النحل:90).

وقال تعالى : (( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً * رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً * وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً )) (الإسراء:27) .

وقال تعالى : (( فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه وأولئك هم المفلحون)) .

كما أنه سبحانه عظم قدر الأرحام فقال تعالى : (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) (النساء:1).

وقال سبحانه وتعالى : (( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ)) (محمد:23).

وقال سبحانه وتعالى : (( وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ)) (الرعد:25).

ووردت أحاديث كثيرة فيها الأمر بصلة الرحم وبيان ثواب الواصل والنهي عن قطيعة الرحم وبيان عقاب القاطع منها ما يلي :

1- عن أبي أيوب الأنصاري- رضي الله عنه - أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أخبرني بعمل يدخلني الجنة . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( تعبد الله،ولا تشرك به شيئاً،وتقيم الصلاة،وتؤتي الزكاة،وتصل الرحم)) البخاري-الفتح واللفظ له ، ومسلم .

2- عن أنس-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله : (( إن الرحم شُجْنةُ متمِسكة بالعرش تكلم بلسان ذُلَق ، اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني ، فيقول ـ تبارك وتعالى ـ : أنا الرحمن الرحيم ، و إني شققت للرحم من اسمي ، فمن وصلها وصلته،ومن نكثها نكثه)) الحديث له اصل في البخاري – الفتح والأدب المفرد ومجمع الزوائد واللفظ له وقال : رواه البزار وإسناده حسن والترغيب والترهيب وقال إسنادة حسن.

3- عن أبي ذر- رضي الله عنه- أنه قال : (( أوصاني خليلي أن لا تأخذني في الله لومةُ لائم ، وأوصاني بصلة الرحم وإن أدبرت )) : ذكره في المجمع وقال : رواه الطبراني في الصغير ورجال الطبراني رجال الصحيح غير سلام بن المنذر وهو ثقه .

4- عن عائشة_ رضي الله عنها_ قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله،ومن قطعني قطعه الله )) البخاري- ومسلم وهذا لفظه.

5- عن أنس بن مالك_ رضي الله عنه_ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من سرهُ أن يبسط له في رزقه ، ويُنسأ له في أثرة فليصل رحمه)) البخاري الفتح ومسلم

6- عن عبدا لله بن سلام _ رضي الله عنه_قال : لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ، انجفل الناس قِبَلهُ . وقيل : قد قدم رسول لله صلى الله عليه وسلم ، قد قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قد قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً فجئت في الناس لأنظُرَ فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب ،فكان أول شيء سمعتهُ تكلم به أن قال : (( يا أيها الناس أفشوا السلام ،وأطعموا الطعام،وصلوا الأرحام،وصلوا بالليل والناس نيام،تدخلوا الجنة بسلام)) الترمذي وابن ماجه . واللفظ له . وأحمد . وذكره الألباني .

7- عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه،ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)) البخاري-الفتح واللفظ له ، ومسلم .

8 ـ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم )) رواه أحمد وإسناده صحيح .

9 ـ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن خمر وقاطع الرحم)) رواه أحمد .

10 ـ وعن جبير بن مطعم ـ رضي الله عنه ـ قال . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يدخل الجنة قاطع)) أي قاطع رحم .

محمد رافع 52 11-01-2013 02:21 AM

رابعاً : من الأرحام الذين تجب صلتهم :
اختلف العلماء في من الأرحام الذين تجب صلتهم, فقيل هم المحارم الذين تكون بينهم قرابة بحيث لو كان أحدهما ذكراً والآخر أنثى لم يحل له نكاح الآخر وعلى هذا القول فالأرحام هم الوالدان ووالديهم وإن علو والأولاد وأولادهم وإن نزلوا, والإخوة وأولادهم والأخوات وأولادهن, والأعمام والعمات والأخوال والخالات.

ويخرج على هذا القول أولاد الأعمام وأولاد العمات وأولاد الأخوال وأولاد الخالات فليسوا من الأرحام.

واستدل أصحاب هذا القول بأن الشارع حرم الجمع بين المرأة وعمتها والمرأة وخالتها وقال صلى الله عليه وسلم في إحدى روايات الحديث عند ابن حبان : ((إنكن إن فعلتن ذلك قطعتن أرحامكن)).

ولو كان بنت العم أو العمة أو بنت الخال أو الخالة لو كان هؤلاء من الأرحام ما وافق الشرع على الجمع بين المرأة وابنة عمتها أو ابنة خالتها أو ابنة خالتها . [شرح النووي على مسلم ].

القول الثاني : الأرحام هم القرابة الذين يتوارثون, وعلى هذا يخرج الأخوال والخالات, أي أن الأخوال والخالات على هذا القول لا تجب صلتهم ولا يحرم قطعهم. [القرطبي ] وهذا القول غير صحيح وكيف يكون صحيحاً والنبي صلى الله عليه وسلم قال : ((الخالة بمنزلة الأم)) .

القول الثالث : أن الأرحام عام في كل ما يشمله الرحم, فكل قريب لك هم من الأرحام الذين تجب صلتهم.

وعلى هذا القول فأولاد العم وأولاد العمة وأولاد الخال وأولاد الخالة وأولادهم كل هؤلاء يدخلون تحت مسمى الأرحام.

وإن كان تتنوع كيفية وصلهم فهذا تجب صلته كل يوم وهذا كل أسبوع وهذا كل شهر وهذا في المناسبات وهكذا.

كذلك يتنوع الموصول به فهذا يوصل بالمال وهذا يوصل بالسلام وهذا يوصل بالمكالمة وهكذا.

وقد قيل إن القرابة إلى أربعة آباء فيشمل الأولاد وأولاد الأب وأولاد الجد وأولاد جد الأب . ( المغني ) .

خامساً : كيفية الصلة:
تحت هذا العنوان فقرتان :
الأولى : متى تكون الصلة.
الثانية : بم تكون الصلة.

أما الأولى : متى تكون الصلة:
فأقول : يختلف الأرحام بحسب قربهم وبعدهم من الشخص, البعد النَسَبي والبعد المكاني.

فالرحم القريب نسباً كالوالد والأخ يختلف عن الرحم البعيد كابن العم أو ابن الخال , كذلك الذي يسكن بحيك يختلف عن آخر يسكن في حي آخر والذي يسكن في مدينتك يختلف عن الذي يسكن خارجها وهكذا.

وعلى كل حال نقول إن الرحم القريب أولى بالصلة من البعيد, وليس هناك تحديد للزمن الذي يجب فيه الوصل فلا نستطيع أن نقول يجب عليك أن تصل أخاك كل يوم أو كل يومين أو كل أسبوع وعمك كل كذا إن كان في بلدك وكذا إن كان في غير بلدك.

أقول ليس هناك زمن يمكن تحديده وإنما يرجع في ذلك إلى العرف بحيث يتعارف الناس على أن هذا الرحم يوصل في كذا وكذا وهذا إن كان قريب المسكن فيوصل عند كذا وكذا.

ولكن كما قلت لك أيها الأخ رتب أرحامك على حسب القرب منك وعليه فرتب صلتهم على هذا الأساس.

وأما الثانية : بم تكون الصلة :
تختلف الصلة بحسب حاجة الموصول وحسب قدرة الواصل, فإذا كان الموصول
محتاجاً لشيء ما وأنت تقدر عليه فإنك تصله بهذا الشيء, كما تختلف الصلة
بحسب قرب الرحم منك وبعده عنك فما تصل به الخال قد يختلف عما تصل به
أبناء عمك.

وعموماً الصلة يمكن أن تكون بما يلي:
1- الزيارة : بأن تذهب إليهم في أماكنهم.
2- الاستضافة : بأن تستضيفهم عندك في مكانك.
3- تفقدهم والسؤال عنهم والسلام عليهم: تسأل عن أحوالهم سواء سألتهم عن طريق الهاتف أو بلغت سلامك وسؤالك من ينقله إليهم , أو أرسلت ذلك عن طريق رسالة.
4- إعطاؤهم من مالك سواء كان هذا الإعطاء صدقة إذا كان الموصول محتاجاً أو هدية إن لم يكن محتاجاً, وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة )) رواه النسائي واللفظ له والترمذي وحسنه.
5- توقير كبيرهم ورحمة ضعيفهم.
6- إنزالهم منازلهم التي يستحقونها وإعلاء شأنهم.
7- مشاركتهم في أفراحهم بتهنئتهم ومواساتهم في أحزانهم بتعزيتهم, فمثلاً هذا تزوج أو رزق بمولود أو توظف أو غير ذلك تشاركه الفرحة بهدية أو مقابلة تظهر فيها الفرح والسرور بفرحة أو مكالمة تضمنها تبريكاتك وإظهار فرحك بما رزقوا, فإن مات لهم أحد أو أصيبوا بمصيبة تواسيهم وتحاول أن تخفف عنهم وتذكرهم بالصبر والأجر للصابرين, وتظهر لهم حزنك لما أصابهم.
8- عيادة مرضاهم.
9- إتباع جنائزهم.
10- إجابة دعوتهم, إذا وجهوا لك الدعوة فلا تتخلف إلا لعذر.
11- سلامة الصدر نحوهم فلا تحمل الحقد الدفين عليهم وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا.
12- إصلاح ذات البين بينهم, فإذا علمت بفساد علاقة بعضهم ببعض بادرت بالإصلاح وتقريب وجهات النظر ومحاولة إعادة العلاقة بينهم
13- الدعاء لهم,وهذا يملكه كل أحد ويحتاجه كل أحد.
14- دعوتهم إلى الهدى وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر بالأسلوب المناسب.

سادساً : فوائد صلة الرحم :
1- صلة الرحم سبب لصلة الله للواصل في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة : ((إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك واقطع من قطعك قالت بلى يا رب قال فهو لك)) رواه البخاري واللفظ له ومسلم

2- صلة الرحم سبب لدخول الجنة في الحديث المتفق عليه عن أبي أيوب الأنصاري أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عمل يدخله الجنة ويباعده من النار فقال صلى الله عليه وسلم : (( تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم )) رواه البخاري ومسلم .

وعن عبدالله بن سلام قال قال صلى الله عليه وسلم (يا أيها الناس أفشوا السلام أطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام) رواه الترمذي وابن ماجة وصححه الألباني .

3- صلة الرحم امتثال لأمر الله قال تعالى : (( والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب)) ( الرعد 21) .

4- صلة الرحم تدل على الأيمان بالله واليوم الآخر: عن أبي هريرة قال قال صلى الله عليه وسلم : ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه)) رواه البخاري .

5- صلة الرحم من أحب الأعمال إلى الله: فقد سأل رجل من خثعم رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: الإيمان بالله، قال: ثم مه ؟ قال: ثم صلة الرحم، قال: ثم مه ؟ قال : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. قال: قلت يا رسول الله أي الأعمال أبغض إلى الله ؟ قال : الإشراك بالله ، قال: قلت يا رسول الله ثم مه؟ قال: ثم قطيعة الرحم، قال: قلت يا رسول الله ثم مه ؟ قال : الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف)) رواه أبو يعلى بإسناد جيد, كما ذكر ذلك المنذري في الترغيب والترهيب , وانظر جمع الزوائد .

6- صلة الرحم تنفيذ لوصية النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي ذر أنه قال (( أوصاني خليلي أن لا تأخذني في الله لومة لائم وأوصاني بصلة الرحم وإن أدبرت)) مجمع الزوائد وقال رواه الطبراني في الصغير والكبير ورجاله رجال الصحيح غير سلام بن المنذر وهو ثقة.

ولا يخفى عليك أخي القارئ الحديث الذي فيه قصة أبي سفيان مع هرقل وأن أبا سفيان أجاب هرقل حينما سأله ماذا يأمركم ؟ قال : قلت (أبو سفيان) قلت يقول : (( اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئاً واتركوا ما يقول آباؤكم ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة )) رواه البخاري ومسلم

7- الرحم تشهد للواصل بالوصل يوم القيامة عن ابن عباس قال: قال صلى الله عليه وسلم : (( وكل رحم آتية يوم القيامة أمام صاحبها تشهد له بصلة إن كان وصلها وعليه بقطيعة إن كان قطعها)) رواه البخاري في الأدب المفرد والحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين.

8- صلة الرحم سبب لزيادة العمر وبسط الرزق عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه)) رواه البخاري , مسلم .

وقيل : إن معنى زيادة العمر وبسط الرزق أن يبارك الله في عمر الإنسان ورزقه فيعمل في وقته ما لا يعمله غيره فيه.

وقيل : إن معنى زيادة العمر وبسط الرزق على حقيقتها فيزيد الله في عمره ويزيد في رزقه ولا يشكل على هذا أن الأجل محدود والرزق مكتوب فكيف يزاد ؟ وذلك لأن الأجل والرزق على نوعين : أجل مطلق يعلمه الله وأجل مقيد, ورزق مطلق يعلمه ورزق مقيد, فالمطلق هو ما علمه الله أنه يؤجله إليه أو ما علمه الله أنه يرزقه فهذا لا يتغير, والثاني يكون كتبه الله واعلم به الملائكة فهذا يزيد وينقص بحسب الأسباب .

9- صلة الرحم تعجل الثواب وقطيعتها تعجل العقاب, عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ليس شيء أُطِيع الله فيه أعجل ثواباً من صلة الرحم وليس شيء أعجل عقاباً من البغي وقطيعة الرحم)) البيهقي في السنن الكبرى وصححه الألباني في صحيح الجامع .

10- صلة الرحم تدفع ميتة السوء عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من سره أن يمد له في عمره ويوسع له في رزقه ويدفع عنه ميتة السوء فليتق الله وليصل رحمه)) رواه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند وصححه أحمد شاكر, وجود إسناده المنذري في الترغيب والترهيب , وانظره في مجمع الزوائد .

11- صلة الرحم أفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة, عن عقبة بن عامر أنه قال لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدرته فأخذت بيده وبدرني فأخذ بيدي فقال : (( يا عقبة ألا أخبرك بأفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك, ألا ومن أراد أن يمد له في عمره ويبسط في رزقه فليصل ذا رحمه )) الحاكم في المستدرك وسكت عنه الذهبي وذكره المنذري في الترغيب والترهيب .

12- صلة الرحم تثمر الأموال وتعمر الديار عند أحمد ورجاله ثقات عن عائشة رضي الله عنها : (( صلة الرحم وحسن الجوار أو حسن الخلق يعمران الديار ويزيدان في الأعمار)) رواه أحمد , وانظر فتح الباري , والترغيب والترهيب .

وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله ليعمّر بالقوم الديار ويثمر لهم الأموال وما نظر إليهم منذ خلقهم بغضاً لهم, قيل وكيف ذلك يا رسول الله قال بصلتهم لأرحامهم)) رواه الطبراني وإسناده حسن انظر جمع الزوائد.

13- صلة الرحم سبب لمحبة الأهل للواصل: روى الترمذي وحسنه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منسأة في الأثر)) وصححه الألباني في صحيح الجامع .

14- أن قاطع الرحم لا يدخل الجنة : في الحديث المتفق عليه عن جبير بن مطعم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا يدخل الجنة قاطع)) رواه البخاري ومسلم قال سفيان بن عيينة أحد الرواة يعني قاطع رحم ( فتح الباري ).

15- أن قاطع الرحم لا يقبل عمله : عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم)) رواه أحمد وقال الهيثمي في مجمع الزوائد رجاله ثقات وصحح إسناده أحمد شاكر.

16- أن الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم : رواه البخاري في الأدب المفرد قال الطيبي يحتمل أن يراد بالقوم الذين يساعدونه على قطيعة الرحم ولا ينكرونه عليه, ويحتمل أن يراد بالرحمة المطر وأنه يحبس عن الناس بشؤم التقاطع.(فتح الباري ).

محمد رافع 52 11-01-2013 02:24 AM

سابعاً : مظاهر عدم صلة الرحم:
1- عدم الصدقة على المحتاج من الأرحام, فبعض الأسر فيها أغنياء ومع ذلك تجد أن فيها فقراء محتاجين ربما تصلهم المساعدات من الأباعد.

2- عدم الإهداء إما بخلاً وإما اعتقاداً بأن الموصول ليس بحاجة وأنه ربما يفهمها خطأ بأن هذا ما أعطاه إلا لأنه رأى عليه آثار الحاجة, ومعلوم أن الهدية تجلب المودة وفي الحديث : (( تهادوا تحابوا )) .

3- عدم التزاور بين الأرحام فربما مضت الأيام والشهور والسنون ولم ير الأرحام بعضهم بعضاً.

4- عدم مشاركة الأرحام أفراحهم وأحزانهم.

5- عدم الحضور إلى اجتماع الأرحام إن كان لهم اجتماع.

6- عدم وصل الأقارب إلا إذا وصلوه, وهذا في الحقيقة ليس واصلاً وإنما هو مكافئ في الحديث الذي أخرجه البخاري : (( ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها)).

وفي حديث عند مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال: (( يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عنهم ويجهلون علي, فقال : لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم مادمت على ذلك)).

1- عدم دعوتهم إلى الهدي وعدم أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر.
2- تحزيب الأقارب وتفريق شملهم وجعلهم جماعات متنافرة.
3- الإساءة إلى الأرحام بالقول أو الفعل.
وغيرها من المظاهر.

ثامناً : أسباب عدم صلة الرحم :
1- الجهل بفضل صلة الرحم وعاقبة قطيعتها.
2- ضعف الدين وبالتالي يزهد بالثواب على صلة الرحم, ولا يأبه للعقاب على قطيعتها.
3- الكِبر: بأن يكون غنياً أو آتاه الله منصباً رفيعاً أو جاهاً عريضاً فيستنكف أن يبادر هو بصلة رحمه.
4- التقليد للوالدين: إذ ربما لم ير من أبيه أنه يصل أقاربه فيصعب على الابن وصل قرابة أبيه, وكذلك بالنسبة للأم.
5- الانقطاع الطويل, فعندما ينقطع عن أرحامه وقتاً طويلاً يستصعب أن يصلهم ويسوف حتى تتولد الوحشة بينهم ويألف القطيعة.
6- العتاب الشديد فبعض الأرحام عندما تزوره يبدأ بمعاتبتك لماذا لم تزرني لماذا ولماذا حتى يضيق الزائر بذلك ويحسب للزيارة الأخرى ألف حساب.
7- الشح والبخل: فقد يكون غنياً ولأنه يخاف أن يطلب أرحامه منه شيئاً يتهرب عنهم.
8- التكلف عند الزيارة: وهذا يضيق به المتكلف والمتكلف له.
9- قلة الاهتمام بالزائر: وهذا عكس السابق والخير في الوسط.
10ـ رغبته عدم إطلاع أرحامه على حاله: فبعض الأغنياء يخرج زكاته إلى الأباعد ويترك الأرحام ويقول إذا أعطيت الأرحام عرفوا مقدار ما عندي.
11- تأخير قسمة الميراث: مما يسبب العداوة بينهم وربما اتهم كل واحد الآخر وأنه يريد أن يأكل من الميراث وهكذا.
12 ـ الانشغال بالدنيا مما يجعل الإنسان لا يجد وقتاً للوصل.
13ـ الخجل المذموم: فتراه لا يذهب إلى رحمه خجلاً منه, ويترك التزاور والصلة بزعمه إلى أن تحين مناسبة.
14ـ الاستغراب والتعجب الذي يجده الزائر من المزور, فبعض الأرحام عندما تزوره دون أن يكون هناك مناسبة للزيارة كعيد أو وليمة تجده وأنت تسلم عليه مستغرباً متعجباً من زيارتك ينتظر منك إبداء السبب لزيارته, وربما فسر زيارتك له بأن وراءها ما وراءها, وهذا يولد شعوراً عكسياً عند الزائر.
15ـ بعد المسافة بين الأرحام مما يولد التكاسل عند الزيارة.
16ـ قلة تحمل الأقارب وعدم الصبر عليهم, فأدنى كلمة وأقل هفوة تسبب التقاطع.
17ـ نسيان الأقارب في دعوتهم عند المناسبات مما يجعل هذا المنسي يفسر هذا النسيان بأنه احتقار لشخصه فيقوده هذا إلى قطع رحمه.

* الحسد: قد يكون في العائلة غنياً أو وجيهاً له مكانته في العائلة فيحسده بعض أفراد العائلة على ما آتاه الله من فضله.

* عدم الاحترام المتبادل بين أفراد العائلة وربما أدى ذلك إلى التقاطع, فالذي يسخر منه ويستهزأ به عند اجتماع العائلة لن يأتي إلى هذا الاجتماع مرة أخرى.

* سوء الظن: بعض الأقارب قد يطلب من قريبه حاجة فلا يستطيع تلبيتها له, ويعتذر منه فيسيء هذا الطالب الظن بقريبه ويتهمه أنه يستطيع ومع ذلك لم يفعل وله مقاصد في رفضه وهذا يولد نفرة وتباغض.

وربما ظن بعض الأقارب بقريبهم أنه غني وعنده مال ومع ذلك لا يعطيهم وقد يكون هذا الشخص محملاً بالديون وإن أظهر للناس الغنى, ومن سوء الظن التفسيرات الخاطئة للمواقف .

* السعي بالنميمة: فالنمام يفسد بين الناس يأتي لهذا القريب وينقل له كلاماً من قريب آخر يسبب هذا النقل تغير الود بينهما.

* قد يكون السبب من بعض الزوجات : إذ إن هناك من الزوجات من تنفر زوجها من أقاربه , ولا تريدهم فتقول وتعمل ما يجعل هذا الزوج ينفر من أرحامه.

فمثلاً بعض الزوجات تحاول إبعاد زوجها عن أرحامه بكلامها فإذا تكلمت معه قالت فلان لا يحبك فلان لا يحترمك فلان يحتقرك إنما جاءك لحاجة فإن لم تكن حاجة نسيك.

وربما استغلت بعض المواقف لتدلل على قولها , مما يثير حفيظة هذا الزوج على أرحامه.

وبعضهن تتضايق من زوجها عندما يصل أرحامه وتغضب وتفتعل الخلاف معه مما ينغص عليه عيشه فيضطر إلى ترك وصل أرحامه.

وبعضهن تقف في طريقه عندما يريد استضافة أرحامه وبعضهن تظهر العبوس والتضايق عندما يأتي أرحام زوجها مما يجعلهم يتراجعون عن زيارته مرة أخرى.

وبعضهن تغار على زوجها من أخواته وربما من أمه ومحارمه فتبدأ بلومه وتقريعه على ممازحته لأخته ومضاحكته لابنة أخيه وهكذا حتى يتضايق من ذلك ويترك هذا خوفاً من لومة الزوجة العزيزة .

ولا شك أن على الزوج أن لا ينقاد لأمر زوجته فيما يغضب الله ويسبب قطيعة الرحم وعدم وصلها.

* قد يكون من الأسباب المعاملات المالية إذ يكون هذا اشترى من هذا شيئاً فتبين له أنه غشه أو انتقص هذا من الثمن, أو أقرضه وماطل في السداد ونحو ذلك من المعاملات المالية.

تاسعاً : الأمور المعينة على الصلة :
1- معرفة ما أعده الله للواصلين من ثواب وما توعد به القاطعين من عقاب.
2- مقابلة الإساءة منهم بالعفو والإحسان وقد سبق الحديث الذي في مسلم (( لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك)).
3- قبول اعتذارهم عن الخطأ الذي وقعوا فيه إذا اعتذروا.
4- التواضع ولين الجانب.
5- التغاضي والتغافل: فلا يتوقف عند كل زلة أو عند كل موقف ويبحث لهم عن المعاذير, ويحسن الظن فيهم.
6- بذل ما استطاع من الخدمة بالنفس أو الجاه أو المال.
7- ترك المنة عليهم والبعد عن مطالبتهم بالمثل.
8- الرضا بالقليل من الأقارب, ولا يعود نفسه على استيفاء حقه كاملاً.
9- فهم نفسياتهم وإنزالهم منازلهم.
10- ترك التكلف بين الأقارب.
11- عدم الإكثار من المعاتبة.
12- تحمل عتاب الأقارب إذا عاتبوا واحملها على أنها من شدة حبهم لك.
13- عدم نسيان الأقارب في المناسبات والولائم.
14- تعجيل قسمة الميراث.
15- الاجتماعات الدورية.
16- اصطحاب أولادك معك لزيارة الأقارب لتعويدهم على الصلة ولتعريفهم بأقاربهم.
17- حفظ الأنساب والتعرف على الأقارب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم )) رواه الترمذي وحسنه وصححه الألباني في صحيح الجامع .

أسأل الله عز وجل أن ينفعنا بما قلنا و سمعنا وأن يجعله حجة لنا لا علينا اللهم أغفر لنا و لوالدينا ولإخواننا المسلمين، ربنا هب لنا من أزواجنا… ربنا لا تزغ قلوبنا ... ربنا أتنا في الدنيا حسنة.

و صلى الله على نبينا محمد وسلم.

المصدر : شبكة نور الإسلام

محمد رافع 52 11-01-2013 02:31 AM


محمد رافع 52 11-01-2013 02:32 AM


محمد رافع 52 11-01-2013 02:33 AM


محمد رافع 52 11-01-2013 02:34 AM


محمد رافع 52 11-01-2013 02:35 AM


محمد رافع 52 11-01-2013 02:35 AM


محمد رافع 52 11-01-2013 02:37 AM


محمد رافع 52 11-01-2013 02:37 AM



جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 04:34 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.