بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   التاريخ والحضارة الإسلامية (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=569)
-   -   موسوعــة تـاريــخ المســاجــــد (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=549925)

Mr. Ali 1 31-10-2013 01:48 PM

مسجد الجزائر الكبير - الجزائر










قد لا تشعرون للوهلة الأولى أننا ننظر لمسجد، لكن هذا التصميم الغير تقليدي هو شكل مسجد الجزائر الكبير الذي يطل على خليج الجزائر في حي المحمدية بشرق العاصمة الجزائر، والذي يفترض أن يكتمل بناؤه في العام 2014 بعد 3 سنوات من الآن.

قام بتصميم هذا المسجد مجموعة
KSP Juergen Engel المعمارية الألمانية
وسيكون بعد بنائه ثالث أكبر مسجد في العالم بعد مكة والمدينة، حيث سيمتد على مساحة تفوق الـ200,000 متر مربع، وسيكون من الكِبر لدرجة أنه يمكن لرائد فضاء في المحطة الفضائية الدولية أن يراه بالعين المجردة!


المميز في هذا المسجد ليس حجمه الهائل فقط، بل مئذنته التي ستكون أطول مئذنة في العالم بارتفاع يفوق 200 متر، لذا يمكننا اعتبارها مئذنة وناطحة سحاب في آن !

وبذا ستسحب البساط من جامع الحسن الثاني في المغرب، الذي يعد حاليا ثالث أكبر المساجد في العالم

سيحتوي المسجد على قاعة صلاة رئيسية تتسع لـ 36,000 شخص، كما سيحتوي مكتبة تتسع لـ2,000 شخص.

أما عن المشروع بأكمله فسيحتوي على مدرسة لتعليم القرآن الكريم وعلومه، بجانب قاعات مؤتمرات ومراكز ثقافية وإعلامية، وحدائق. كما سيضم المسجد كذلك ثلاثة طوابق تحت الأرض، تتسع لـ6,000 سيارة!

أما عن تكلفة المشروع فتبلغ ما يقارب 1.4 مليار دولار، لذا ومع مشروع بهذا الحجم اشترطت الحكومة الجزائرية على الشركات التي تقدمت لمناقصة بناء هذا المشروع أن يكون لديها موظفين مثبتين يفوق عددهم 2,000 شخص من مهندسين وفنيين وإداريين، بجانب أن يفوق دوران رأس مالها السنوي أكثر من مليار يورو!

وبالفعل تقدم لهذه المناقصة 24 شركة من مختلف أنحاء العالم، منها 3 دول عربية هي مصر ولبنان وتونس، فضلاً عن ثلاث شركات جزائرية. وباقي الشركات من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا وأسبانيا وكوريا الشمالية والصين.

واثار هذا المشروع جدلاً كبيراً في الجزائر منذ تم الإعلان عنه، لعدة أسباب منها غرابة تصميمه الذي يفتقد للهوية الإسلامية ، لدرجة أن مئذنة المسجد تبدو أقرب لبرج مراقبة في مطار منها لمئذنة!

والنقطة الثانية هي جدوى هذا المشروع بتكلفته الكبيرة جداً، وهو ما دفع بالعديد من المحللين والإعلاميين لاتهام الحكومة الجزائرية بالرغبة في سحب البساط من تحت أقدام المغرب ومسجدها الذي يحمل الآن أكبر مئذنة في العالم !



Mr. Ali 1 31-10-2013 01:56 PM

الجامع الكبير - الجزائر




http://www.qantara-med.org/qantara4/...C_0059_154.jpg


  • الاسم : المسجد الكبير بالجزائر
  • المكان : الجزائر، الجزائر العاصمة
  • تاريخ/حقبة الإنشاء : 1096، المئذنة 1324
  • مستلزمات الإنشاء : حجر، آجر، قرميد، خشب ؛ الزخرفة: زليج، خشب
المسجد الكبير بالجزائر، ذو التصميم العربي، نموذجا للعمارة الدينية المرابطية بالإضافة إلى كونه أكبر وأقدم مساجد العاصمة .

البناية ذات شكل مستطيل أكثر اتساعا وأقل عمقا. وهي مغطاة بسقف مزدوج من القرميد كما هو الحال في جميع المساجد المرابطية. يتم الولوج إلى الصحن بواسطة رواق يؤدي إلى ثلاث مداخل في الواجهة الشمالية. تحيط بالصحن الممدد الشكل أروقة تعد امتدادا لبلاطات قاعة الصلاة. تتشكل هذه الأخيرة من إحدى عشرة بلاطة موازية لجدار القبلة ويتم الدخول إليها عبر أبواب جانبية. وسط القاعة تتداخل الأقواس المفصصة المتعامدة مع المحراب بأخرى متجاوزة ومكسورة نسبيا في الاتجاه المعاكس ؛ وترتكز كلها على أعمدة مستطيلة وأخرى صليبية الشكل.

إضافة إلى العقود المكسورة التي شاع استعمالها في بنايات الحقب السابقة، استخدم المرابطون في زخارفهم أشكالا أخرى متعددة. فقد طوروا ببلاد المغرب القوس المتعدد الفصوص الذي سبق للأندلسيين أن استعملوه في جامع قرطبة وأبدعوا في تنويعه. كما استخدموا العقود المشكلة من خمسة أو تسعة أو إحدى عشر فصا ليدرجوا ضمن أبنيتهم الدينية سلسلة حقيقية من العقود سيتبناها خلفهم فيما بعد. تمنح ضخامة الأعمدة وجمالية الأقواس المتجاوزة والمكسورة لبلاطات المسجد الكبير بساطة وأناقة متناهيتين.


زينت البلاطة المحورية الأكثر اتساعا، بعقود مفصصة محاطة بشرائط متشابكة وهو يؤدي إلى المحراب الذي أعيد بناؤه. هذا الأخير عبارة عن كوة مكسورة الزوايا يحد مدخلها عمودان حلزونيان يعلوهما قوس قوطي ذو زخارف جبصية بارزة. بجانبي المحراب ينفتح بابان يؤديان إلى غرف صغيرة ومستطيلة واحدة لازالت تحتفظ على الأرض بنظام سكة حديد بارعة كانت تمكن من تحريك وسحب منبر ذو عجلات إلى قاعة الصلاة. هذا المنبر المعروض حاليا بالمتحف الوطني للآثار والفنون الإسلامية يعد أقدم وأجمل منابر العاصمة.

يوجد في الزاوية الشمالية الشرقية باب الجنينة بمختلف غرفه المخصصة للإمام إضافة إلى المئذنة التي تشكل بفضل موقعها داخل المسجد إحدى الخصوصيات الملاحظة في مساجد بني عبد الواد الذين تأثروا بالموحدين الذين بنوا مآذن الكتبية والقصبة وإشبيلية في الزاوية الشمالية الشرقية. وينتهي جذعها الطويل والممتد بشرافات مسننة ومنور.

أما واجهاتها فتتخللها كوات مستطيلة ذات عقود مفصصة مسدودة وغطاء من الزليج الأبيض والأزرق ناتج عن أعمال ترميم تعود للفترة الاستعمارية.



Mr. Ali 1 31-10-2013 02:05 PM

جامع كتشاوة - الجزائر




http://n4hr.com/up/uploads/7b651da59c.jpg



جامع كتشاوة معلم تاريخي في غاية الجمال، يُعد من أبرز وأروع المعالم التاريخية التي تحتضنها القصبة. بناه العثمانيون سنة 1021 هـ/1612 م، فكانت له هبة خاصّة إلى يومنا هذا، فعند الوقوف أمامه يمنحك نوعا من السكينة والوقار.




التأثيرات التاريخية والتغييرات التي شهدها:



حوّل إلى كنيسة بعد أن قام الجنرال "دو روفيغو" القائد الأعلى للقوات الفرنسية الذي كان تحت إمرة قائد الحملة الفرنسية الاستعمارية "دوبونياك"، بإخراج جميع المصاحف الموجودة فيه إلى ساحة الماعز المجاورة التي صارت تحمل فيما بعد اسم ساحة الشهداء، وأحرقها بالكامل، فذلك المنظر أشبه بمنظر إحراق "هولاكو" للكتب في بغداد عندما اجتاحها.

وقد قام الجنرال روفيغو، بعد ذلك، بتحويل الجامع إلى إسطبل، بعد أن قتـل فيه من المصلين ما يفوق أربعة آلاف مسلم كانوا قد اعتصموا فيه احتجاجا على قراره تحويله إلى كنيسة، وكان يقول: «يلزمني أجمل مسجد في المدينة لنجعل منه معبد إله المسيحيين» ثم هدم المسجد سنة1832 م، وأقيم مكانه كاتدرائية، حملـت اسم "سانت فيليب"، وصلّى المسيحيون فيه أول صلاة مسيحية ليلة عيد الميلاد 24 ديسمبر 1832 م، فبعثت الملكة "إميلي زوجة لويس فيليب" هداياها الثمينة للكنيسة الجديدة، أما الملك فأرسل الستائر الفاخرة، وبعث البابا "غريغور السادس عشر" تماثيل للقديسين.

جامع كتشاوة، تحفة معمارية عثمانية آية في الجمال. سمي بكتشاوة نسبة إلى السوق التي كانت تقام في الساحة المجاورة، وكان يطلقون عليها اسم: "سوق الماعز".

يقع جامع كتشاوة بالقرب من مدينة القصبة بالجزائر العاصمة ويعد الطابع المعماري للقصبة عثمانيا خالصا.

في سنة 1382 هـ / 2 من نوفمبر 1962م، أقام العلامة الجزائري البشير الإبراهيمي صلاة الجمعة في جامع كتشاوة بالجزائر، وكانت هذه هي الجمعة الأولى التي تقام في ذلك المسجد بعد مائة عام من تحويل الاحتلال الفرنسي هذا المسجد إلى كنيسة.

يحظى مسجد كتشاوة، إضافة للجامع الكبير باستقبال العلماء الكبار الوافدين إلى الجزائر من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، حيث تقام دروس يحضرها الآلاف من المصلين.

ورغم مرور الزمن، لا يزال هذا المسجد يحافظ على تاريخه ويقف شامخًا متصديًا بذلك الظّروف الطبيعية الصعبة، حيث يوجد في الواجهة البحرية للعاصمة الجزائرية، فالداخل إلى حي القصبة العتيقة يتراءى له من بعيد الجامع الذي يتوسّط ساحة الشهداء.

Mr. Ali 1 31-10-2013 02:19 PM

المسجد الجديد - الجزائر




http://upload.wikimedia.org/wikipedi...ers_mosque.jpg




بني «الجامع الجديد» في القرن الـ11 هجري، وتحديداً في سنة 1070 هجرية، وقد بناه الحكام العثمانيون قرب “ساحة الشهداء” بوسط الجزائر العاصمة، وكان “رياس البحر” وهم القادة البحريون العثمانيون الذين كانوا يحاربون السفن الأوروبية في البحر المتوسط، أو على شواطئ الجزائر، يقضون صلواتهم في المكان الذي بُني فيه الجامع الجديد فيما بعد.

على الرغم من أن “المسجد الكبير” لا يبعد عن هذا المكان سوى أمتار قليلة، ثم طلبوا من الحاكم العثماني بالجزائر أن يبني لهم مسجداً في المكان نفسه فلبى طلبَهم، وتقول بعض الروايات إن الحكام العثمانيين بالجزائر وكذا “رياس البحر” كانوا يشعرون بالغيرة من روعة جمال “المسجد الكبير” الذي بناه خليفة الموحّدين يوسف بن تاشفين في عام 1097 ميلادية على النمط الأندلسي المغربي الشهير، فرأوا أن يبنوا مسجداً آخر ينافسه في جماله وهندسته وزخارفه ويستقطب المصلين بدوره ويكون ذا طابع عمراني عثماني، فبنوا “الجامع الجديد” أو “الجامع الصغير” كما يسميه بعض السكان.

حيلة المهندس الأوروبي

يقول علي تامن، وهو إمامٌ متطوّع منذ 5 سنوات، إن البحارة العثمانيين أو “رياس البحر” عرفوا أن أحد الأسرى الأوروبيين لغاراتهم في البحر المتوسط، مهندسٌ معماري كفء، فطلبوا منه أن يضع تصميماً للمسجد ويشرف على بنائه مقابل عتقه من الأسر بعد اكتمال بنائه، فوافق على الاقتراح ووضع له تصميماً رائعاً أعجب البحارة والحاكم، واكتمل بناء المسجد وزخرفته بعد سنوات وفُتح للمصلين، وكان المهندس الأوروبي ينتظر إطلاقه من الأسر أخيراً، إلا أن ذلك لم يحدث بعد أن انتبه أحدُهم إلى أنه احتال وبنى القبب الأربع المركزية للمسجد بشكل ممدّد وتقابلي، بحيث تظهر في النهاية على شكل صليب، وحاول أن يموّه عنه ببناء أربع قِبب صغيرة بجوارها تعلوها قبة كبيرة مركزية، فأثار ذلك غضب العثمانيين فأعدموه.

ويضيف تامن: “بعد أن انتهى بناءُ المسجد تعذر إزالة أي شيء فيه وبقيت القببُ الأربع المركزية قائمة إلى اليوم، ولكن الأمر لا يطرح أي إشكال من الناحية الدينية، فهو مسجد، وحتى الكنائس التي حُوّلت إلى مساجد في الجزائر والعالم يؤدي فيها المسلمون صلواتهم دون أن يثير ذلك أي إشكال ديني”.
يُعدّ “الجامع الجديد” تحفة فنية حقيقية تزين “ساحة الشهداء” وقلب الجزائر العاصمة وتجذب إليها أنظار أي وافد جديد من الولايات الداخلية أو من السياح الأجانب، فشكله الخارجي جذاب ويدعو إلى التأمل والتمتع ببياض لونه وقِببه وشكل مئذنته المبنية على النمط الأندلسي المغربي الذي يبدو أنه أسر العثمانيين فأمروا المهندس الأوروبي بأن يُقحمه في بناء المئذنة على الأقل. وقد زوّدت المئذنة حديثاً بأربع ساعات كبيرة زادتها جمالاً برغم عدم انتظام أوقاتها، أما الأبواب والنوافذ فهي من النوع الذي نجده غالباً في القصور العثمانية بالقصبة، رقيقة واسعة تملأها زخارف متنوعة، وللمسجد ساحة صغيرة يستريح فيها عابرو السبيل وأعداد كبيرة من الحمام.

زخارف كثيرة

أما المسجد من داخله، فإن أول ما يجذب المصلي هو امتلاء جدرانه بقطع البلاط المزخرفة بألوان متعددة، وتتكاثف هذه الزخارف قرب المحراب والمنبر، حيث كتبت آيات عديدة بالخط المغربي الشهير، إلا أن السقف هو الأكثر إثارة للانتباه بعد أن ملئت قبابه الأربع من الداخل بقطع بلاط جذابة الألوان ويطغى عليها الأخضر الفاتح والأصفر، وقد زينتها كتاباتٌ تحمل لفظ الجلالة واسم الرسول الأعظم صل الله عليه وسلم كما كتبت أسماء الخلفاء الراشدين الأربعة على القباب الأربع المفتوحة على الداخل؛ كل قبة تحمل اسماً، ويبدو أن العثمانيين أرادوا بذلك استدراك ما قام به البحارُ الأوروبي الأسير، و”أسْلمة” القبب بطريقتهم الخاصة.

فرش المسجد ببساط أخضر فاتح ينسجم مع لون البلاط الذي يكسو الجدار والسقف، كما أن اللافت للانتباه أنه يحتوي على محرابين اثنين، محراب صغير وجديد مبني بالرخام يقف عليه الإمام كل جمعة لإلقاء الخطب، ومحراب آخر من الخشب القديم زحزح إلى وسط المسجد، وهو المحراب الأصلي، وقد وُضع هناك للزينة ومُلأ أيضاً بالمصاحف، كما خُصصت رفوفٌ عديدة بالمسجد لحمل المصاحف التي عادة ما يقرأ المصلون فيها ما تيسر من القرآن في انتظار الصلوات، وإن كان أغلب المصلين يفضلون متابعة ترتيل القرآن بطريقة ورش من طرف الإمام وبعض الشيوخ قبل صلوات الظهر والعصر والمغرب. يقول الإمام تامن “نقرأ يومياً حزبين قبل أداء الصلوات الثلاث، ونختم القرآن كل شهر”.
طابق من الخشب

ولأن المسجد لا يتسع سوى لنحو 2500 مصلٍ على الأكثر وليست له ساحاتٌ خارجية، فقد تمّ بناء طابق أعلى بالخشب، ويسمى “السدّة” ويتكون هذا الطابق من خمسة أماكن غير موصولة ببعضها البعض، أحدها للنساء، بينما خصصت “سدّة” أخرى لتحفيظ الأطفال القرآن الكريم مجاناً، وهي تستوعب 150 طالباً، إلا أن العدد الآن لا يتجاوز 25 بسبب العطلة الصيفية، بحسب الإمام تامن الذي توقّع أن تتضاعف أعدادُهم في سبتمبر المقبل. ويؤكد تامن أن نحو 20 طالباً تخرجوا في هذه المدرسة القرآنية بحفظ القرآن كاملاً، وبعضهم أصبح إماماً، ومنهم رابح زرقيني، الذي كان يؤم المصلين بالمسجد الجديد قبل أن يتحول إلى أحد المساجد الأثرية بعد ترميمه، كما مرّ بالمسجد شيوخٌ مشهورون في الجزائر لإلقاء دروس أو للإفتاء للناس ومنهم الشيخ بن شيكو والشيخ محمد دواخ ومحمد شارف والإمام سعيدي أحمد الذي عمل إماماً للمسجد لمدة 45 سنة وكان يجمع المصلين على صحيح البخاري لمدة 3 أشهر تبدأ من أول رجب وتختتم في ليلة السابع والعشرين من كل شهر رمضان.

Mr. Ali 1 01-11-2013 10:18 AM

مسجد الكوثر - الجزائر




http://3.bp.blogspot.com/-wjH4L24QkF...8%AB%D8%B1.jpg




يقع مسجد الكوثر وسط المدينة وبالتحديد بساحة بن مراح المعروفة بساحة التوت الشهيرة بالبليدة.

يتميز المسجد بفساحته إذ يستقطب أكثر من 12 ألف مصلٍ بالمناسبات الدينية.

تأسس المسجد سنة 1533 على يد الشيخ سيدي احمد الكبير وبني بفضل تبرعات اهل المنطقة، وككل المساجد في الجزائر تعرض مسجد الكوثر إبان الحقبة الاستعمارية إلى انتهاك حرمته وتهديمه من قبل المستعمر الفرنسي سنة 1830 وبعدها بني في مكانه كنيسة للفرنسيين، وظلت إلى ما بعد الاستقلال حتى سنة 1974 حين قامت السلطات الولائية بالتنسيق مع مفتشية الشؤون الدينية بولاية البليدة بتهديم الكنيسة وإعادة بناء مسجد الكوثر وتوسيعه، وسمي بالكوثر، استنادا لما ورد في الأثر الإسلامي .


فتح المسجد رسميا لأداء الصلوات الخمس سنة 1981 وحوالي سنة بعد فتحه دشن المسجد وأصبحت تؤدى به كل صلوات المناسبات الدينية، صلاة التراويح في شهر رمضان والأعياد الدينية• وتعاقب على مسجد الكوثر كبار الأئمة بالجزائر كالشيخ علي الشرفي، الشيخ الزبير ومحيي الدين تشاتشان.

يتربع مسجد الكوثر ككل على مساحة 12000 م2 وبه قاعة الصلاة بالطابق العلوي مساحتها حوالي 4000 م2 وتتسع لـ 8000 مصلٍ ترتكز على 25 عمودا منها الأعمدة المزدوجة، ويضم المسجد بالطابق السفلي مدرسة قرآنية، قاعة المحاضرات تضم 550 مقعد، بيوتا للوضوء ومكتبتين داخلية وخارجية تحوي كتبا من مختلف المجالات ويوجد بالمسجد المركز الثقافي الإسلامي.


وأكثر ما يلفت الانتباه بمسجد الكوثر هو قبته الكبيرة التي تعد من أكبر قباب المساجد بالجزائر وكذلك مئذناته الأربع التي تظهر بمجرد أن ترفع رأسك إلى الأعلى والتي اعتمد المهندسون في بنائها على الشكل الثماني ويبلغ طول كل مئذنة 60 متراً.


وتعرضت مؤخرا قبة المسجد إلى تصدعات في زلزال بومرداس وهي الآن في مرحلة الترميم، وطبيعة بناء المسجد تصميم قديم وبناء حديث يوجد بداخله محراب منقوشة عليه آيات قرآنية بالجبس ومنبر ثابت مبني بالرخام• تركز التعبير الفني بالمسجد على كتابة المصحف الشريف على بلاطات تحيط بالمسجد من الداخل والخارج من سورة الفاتحة إلى سورة الناس وبمراقبة كبار أئمة ولاية البليدة.


Mr. Ali 1 01-11-2013 10:33 AM

مسجد غانم - الجزائر





http://www.bnatsoft.com/upfiles/uploads/13513157431.jpg





يعد مسجد (سيدي غانم) الذي بناه الصحابي الجليل أبو المهاجر دينار سنة 59 للهجرة الموافق لسنة 678 ميلادية من المساجد القديمة التي مازالت تنبض برائحة الفتوحات الاسلامية في الجزائر.



ويصنف المؤرخون المسجد الواقع في مدينة (ميلة) العتيقة على بعد 495 كيلومترا شرق العاصمة الجزائرية و الذي بني على أنقاض كنيسة رومانية على أنه ثاني أقدم مسجد على مستوى المغرب العربي بعد مسجد ( القيروان) في تونس.
تسمية المسجد الذي بناه أبو المهاجر دينار بمسجد (سيدي غانم) مرتبطة بأحد الأولياء الصالحينالذين كانوا من رجالات العلم والمعرفة في المنطقة.
وقد مكث الصحابي الجليل أبو المهاجر دينار بمدينة (ميلة) عامين وجعلها مركزا لجنوده الفاتحين وأرسل منها الحملات العسكرية وشكلت منطلق الفتوحات الاسلامية كما أنه حارب البربر خصوصا.

يشكل مسجد (سيدي غانم) رمزا حضاريا و تاريخيا وهو ذو قيمة فنية عالمية, فأثناء أثناء الحفريات التي اقيمت عام 1968 تم اكتشاف كنيسة رومانية مسيحية تحت أنقاض الأقواس الاسلامية للمسجد.

وقد احتضنت المدينة مقرين للهيئات الدينية المسيحية الأولى في عام 402 ميلادي والثانية في عام 416 ميلادي وترأس الاخيرة القديس أوغستين حيث كانت حركة التنصير في عهده منتشرة خاصة بعد هزيمة (الوندال) على يد البيزنطيين الذين دام حكمهم في المنطقة حتى سنة 674 ميلادية.

ويمكن تحديد معالم المسجد الذي بني بعد أربع سنوات من حكم البيزنطيين من خلال الباب الشرقي لمدينة (ميلة) العتيقة والذي يسمى (باب البلد) حيث ان المسجد ملاصق لدار الامارة هناك.


بناء مسجد (سيدي غانم) الذي يسمى ايضا بمسجد (ابو المهاجر دينار) بناء بسيط يدل على بساطة الفاتحين و كبره يعود لكبر تعدادهم, ولكن المسجد تأثر كغيره من المعالم الاسلامية والثقافية في الجزائر بالاستعمار الفرنسي الذي حاول طمس الهوية الاسلامية الجزائرية حيث تحول مسجد (سيدي غانم) والأسوار المحاذية له الى ثكنة عسكرية يحيط بها سور المدينة والذي يعود تاريخ بنائه للعهد البيزنطي بطول 1200 متر و يتواجد به 14 برجا للمراقبة.

وبقيت الثكنة العسكرية والأسوار الأربعة المحيطة بها حتى الان شاهدة على فترة الاستعمار الفرنسي وبقي المسجد مغطى من الخارج بالقرميد حيث حاول الجيش الفرنسي هدمه الا ان آثاره بقيت لتدل على معلم تاريخي مهم يشكل حلقة مهمة من مسلسل التاريخ الجزائري عامة و في ولاية (ميلة) على وجه الخصوص.

Mr. Ali 1 01-11-2013 11:01 AM

المسجد الأخضر - الجزائر




http://www.binbadis.net/plugins/cont...khedar/kh7.jpg




المسجد الأخضر من أهم مساجد مدينة قسنطينة والجزائر عموما بناه الباي حسن بن حسين الملقب ''أبو حنك'' الذي تولى حكم قسنطينة من عام 1736 حتى 1754 وكان بناء المسجد سنة 1743 كما تدل عليه كتابة الرخامة الموجودة فوق باب مدخل بيت الصلاة وبجواره مدرسة أيضا.


كان يقوم بالتدريس فيه نحو 8 من المدرسين وآخر من أحيا فيه سنة التدريس العلامة ابن باديس.

يسمى الجامع الأخضر بالجامع الأعظم وهو يقع بحي الجزارين قرب رحبة الصوف ولا تزال تقام فيه الصلاة وبعض دروس الوعظ والإرشاد، أما عهد ازدهاره الذي بلغت سمعته خارج الحدود فكان في زمن جمعية العلماء، حيث قام ابن باديس بالتدريس وتفسير القرآن لمدة 25 سنة.

كان البرنامج الدراسي في هذا المسجد يدل على مستوى التعليم الشرعي في تلك الأيام، حيث قدمت دروس للمبتدئين وغيرهم مشتملة على فنون من علم اللسان يقدمها ابن باديس وخلاصة الطلبة الدارسين في المسجد.

بلغ عدد التلاميذ الذين يدرسون العلم الشرعي في كل من الجامع الأخضر ومسجد سيدي قموش 200 طالب كان ابن باديس يجمعهم في نهاية السنة في حفل بهيج يكرم فيه المتخرجين ويحثهم على العمل لدين الله عز وجل ويرغب من حضر الحفل من غير الطلبة على الالتحاق بركب العلم.

كان المسجد الأخضر بحق أحد قلاع الدين والعلم التي حفظت للأمة دينها وهويتها طيلة فترة الاستعمار.

كان المسجد مركزا تربويا يربى فيه عامة الناس على فضائل الأخلاق وكريم الشمائل ومعرفة حقوقهم وواجباتهم في المجتمع المسلم، وبقي المسجد محافظا على هذه المبادئ في وقت طغت بعض الأغراض الدنيوية على مساجد أخرى، حيث انقلبت بعض حلقاته الى موارد للرزق ومعاقل للتعصب المذهبي والطائفي.

يقول ابن باديس حول الرسالة الرائدة للمسجد في مجال التعليم ''المسجد والتعليم صنوان في الاسلام من يوم ظهر الاسلام فما بنى النبي الأعظم يوم استقر في دار السلام بيته حتى بنى المسجد فأقام الصلاة فيه وجلس لتعليم أصحابه ليرتبط المسجد بالتعليم كارتباطه بالصلاة فكما لا مسجد دون صلاة كذلك لا مسجد دون تعليم وحاجة الاسلام إليه كحاجته إلى الصلاة''.

يبرز ابن باديس الدور الايجابي الذي تؤديه المساجد في تعليم وتثقيف العامة فيقول ''إذا كانت المساجد معمورة بدروس العلم فإن العامة التي تنتاب تلك المساجد تكون من العلم على حظ وافر وتتكون منها طبقة مثقفة الفكر، صحيحة العقيدة بصيرة بالدين''.

اتخذ ابن باديس من المسجد الأخضر مدرسة لتكوين القادة واعداد النخبة التي حملت مشعل الاصلاح وأخذت بيد الأمة تعلمها دينها وتصحح عقائدها وتوحد صفوفها ضد الاستعمار.

Mr. Ali 1 02-11-2013 10:04 AM

مسجد البيضاوي - الجزائر






يوجد بحي باب القنطرة، بني في فترة ما بعد الاستقلال، تعاقب عليه كبار علماء مدينة قسنطينة منهم الشيخ الطولقي والشيخ يوسف بوغابة الداعية المعروف، ويوجد بجوار المسجد معهد الإمام البيضاوي للعلوم الشرعية.

Mr. Ali 1 02-11-2013 10:14 AM

مسجد الأمير عبد القادر - الجزائر




http://i70.servimg.com/u/f70/13/20/64/76/1911.jpg



المواصفات


الطول 160 م
العرض 80 م
الارتفاع 606
عدد المصلين 15000
عدد المآذن 2
ارتفاع المئذنة 107م
قطر القبة 20 م
ارتفاع القبة 65 م


يعتبر من أكبر المساجد شمال إفريقيا، يتميز بعلو مئذنتيه اللتين يبلغ ارتفاع كل واحدة 107م وارتفاع قبته64م، يبهرك منظره بهندسته المعمارية الرائعة ويعدّ إحدى التحف التي أبدعتها يد الإنسان في العصر الحاضر، وإن إنجازه بهذا التصميم على النمط المشرقي الأندلسي، كان ثمرة تعاون بين بعض المهندسين والتقنيين من مصريين ومغاربة، إضافة إلى المساهمة الكبيرة للمهندسين والفنيين والعمال الجزائريين، ويتسمع المسجد لنحو 15 ألف مصل، ونشير إلى أن المهندس المصري مصطفى موسى الذي يعدّ من كبار المهندسين العرب هو الذي قام بتصاميم المسجد والجامعة. ويهزك مسجد الأمير بمجرد ولوجك إليه بزخرفته الراقية وباحتوائه على أضخم ثريّا بالجزائر وأشكال جمالية أبدع فيها جزائريون وعرب. يطل على الأربع جهات نحو المنظر الجميل، واحد من أرقى أحياء قسنطينة، وحي فيلالي والجامعة المركزية وحي قدور بومدوس.


بناء مسجد الأمير عبد القادر الذي يعد إلى جانب الجامعة آية من آيات الفن المعماري الإسلامي وقد أسهم في إنجازها عدد كبير من المعماريين المسلمين المختصين في العمارة الإسلامية من ذوي الكفاءات العالية.

سميت الجامعة والمسجد باسم الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة. ولد عبد القادر بن محي الدين في سنة 1807 بقرية القيطنة الواقعة على واد الحمام شمال غرب مدينة معسكر. وفي سنة 1827 صحب والـده إلى الـحج فطـاف معه عواصـم الشـرق، وتعرف إلى كبار الشخصيات العلمية والدينية والسياسية. كانت بيعته الأولى الخاصة بوادي فروحة عند شجرة الدر دائرة من بلاد غريس أواخر سنة 1832 ،وبيعته العامة بمعسكر لأوائل سنة 1833. واجه الفرنسيين بوسائل متعددة منها المعارك الحربية التي انتهت بعقد مفاوضات مع الفرنسيين. أهم المعاهدات التي وقعها، الأولى المعروفة بمعاهدة " دي ميشل " سنة 1834 والثانية المعروفة بمعاهدة " التافنة " سنة 1837.

توقف عن الجهاد عام 1848، ولجأ إلى خارج الجزائر حيث وضع تحت الإقامة الجبريــة في فرنسا من عام 1848 إلى 1852 حيث سافر إلى بورصة عاصمة العثمانيون الأولى سنة 1852 ثم انتقل إلى الأستانة (استنبول) عام 1853 ومنها انتقل إلى دمشق حيث عاش حتى وفاته سنة 1883. وأهم مؤلفاته : المواقف، وكتاب المقراض, الحاد لقطع لسان الطاعن في دين الإسلام من أهل الباطل والإلحاد، وذكرى العاقل وتنبيه الغافل.

Mr. Ali 1 02-11-2013 10:22 AM

مسجد قسنطينة الكبير - الجزائر




http://www.elwassat.com/wp-content/u...3-1024x768.jpg



يعتبر الجامع الكبير بقسنطينة (500 كلم شرق الجزائر)، من أشهر المساجد في البلاد، وهو أقدم مساجد المدينة إلى جانب جامع سيدي الكتاني الذي أنشأه صالح باي بن مصطفى الذي تولى حكم قسنطينة بين (1185- 1207 هـ) الموافق (1771- 1792 ميلادية) وجلب دعائمه الرخامية وأهم مواد بنائه من ايطاليا، وأنفق عليه أموالا طائلة، لتطبع الروح المسجدية والهالة الروحية مدينة قسنطينة التي تأسست سنة 1450 قبل الميلاد، بعد أن نزح إليها بنو كنعان النازحين من فلسطين حوالي سنة 1300 قبل الميلاد، وامتزجوا بقدماء النوميديين – سكان المغرب الأوسط- وقتئذ.


وحسب المحقّق الجزائري عبد الله بوفولة، فإنّ كتابات عربية كوفية وجدت على محراب الجامع الكبير، وتشير إلى أنّ هذا الأخير جرى اتمام بنائه قبل نحو تسع قرون، ونص تلك الكتابة يقول: “هذا من عمل محمد أبو علي البغدادي في عام 513 هجري الموافق لسنة 1136 ميلادي”.


ومن وجهة تاريخية، يتزامن التاريخ المذكور مع أيام حكم الدولة الصنهاجية الحمادية بالجزائر وتونس، وعلى وجه التحقيق أيام الأمير يحيى بن تميم بن المعز ابن باديس أحد ولاة بني حماد الذين كانوا مقتسمين الحكم في تونس وبعض الولايات مثل بجاية وقسنطينة، إلى أن استولى على ممتلكاتهم “عبد المؤمن ابن علي” مؤسس دولة الموحدين بعد المهدي بن تومرت.


لكن الباحث جورج مارصي في كتابه” تاريخ الفن الاسلامي المعماري” ذهب إلى أنّ: “تاريخ الجامع الكبير مجهول، حتى وإن كان هذا المسجد موجودا في القرن السادس الهجري حسبما دلت عليه كتابة عربية عثر عليها أثناء عمليات التغيير التي أدخلها الفرنسيون عليه، ووجدت هذه الكتابة بالجانب الغربي من المسجد منقوشة في الشاهد الرخامي القائم عند رأس العالم الجزائري الشهير محمد بن ابراهيم المراكشي المتوفى بقسنطينة والمدفون بتربة الجامع المذكور العام 618 هـ (1222م)، وهي الفترة التي تولى فيها الأمير الحفصي عبد الرحمن بن محمد الذي ولي الحكم بقسنطينة وتونس بعد وفاة أبيه محمد بن أبي حفص شيخ الحفصيين، وهي وثيقة تاريخية معتبرة استدل بها المستشرق الفرنسي شربونو على وجود المسجد قبل القرن السادس الهجري، ورجّح أن يكون تاريخ (530هـ- 1136م) عنوانا لاستكمال أشغال تزينيية خاصة بالمحراب.


الجامع الكبير الذي يقع ببطحاء السويقة وسط قسنطينة، ويمر أمامه الآن شارع بن مهيدي الذاهب من ساحة باب الوادي الى قنطرة محطة السكة الحديدية، شهد العام 1000 هـ الموافق 1679 م، قيام شيخ الاسلام محمد بن أحمد بن عبد الكريم الفقون، بتجديد وتوسيع الجزء الشرقي من الجامع الكبير، علما إنّ هذا الجزء حوّل الآن إلى معهد للتدريس، وقد دلت على هذا التجديد كتابة عربية وجدت أثناء عمليات التغيير التي أدخلها عليه المهندس الفرنسي جيل بواتي العام1227 هـ الموافق 1860 ميلادي، وتمكّن بواتي الذي كان مولوعا بالفن المعماري الإسلامي، من استكمال بيت الوضوء والمنارة بتمامهما، مع الإشارة أنّ المنارة ارتفعت إلى حدود 133 درجة، لذا تظهر المدينة من أعلى المنارة في أبهى حلة وأجمل مظهر.


وذكر المؤرخ الجزائري علي النبيري (اليوناني الأصل التونسي النشأة) الترجمان الشرعي بالمحكمة المدنية بقسنطينة، العام 1263 هـ الموافق 1846 م في كتابه” علاج السفينة في بحر قسنطينة”، أنّه في السنوات العشر التي تلت غزو الفرنسيين العام 1832، كان يشرف على تسيير وخدمة الجامع الكبير أربعة عشر موظفا، بينهم أئمة ومؤذنون وقيمون وحراس ومدرسون وقراء حزب، ورجال إفتاء، وظلّ محلّ اعتناء كبير من مشايخ المدينة وأبنائها على مدار فترة الاستعمار الفرنسي على نحوة حال دون تحويله إلى كنيسة مثلما كان مصير أغلب المساجد آنذاك، وأكثر من ذلك تحوّل المسجد الكبير طوال تلك الحقبة، إلى مدرسة لتكوين القادة وإعداد النخبة، التي حملت مشعل الإصلاح، وأخذت بيد الأمة تعلمها دينها، وتصحح عقائدها، وتوحد صفوفها ضد المستعمر الغاشم، واتخذ العالم الشهير ورائد النهضة الجزائرية الحديثة عبد الحميد بن باديس(1889- 1940) الجامع الكبير مقاما لإلقاء دروسه، فبعد إتمام دراسته بجامع الزيتونة، ابتدأ حلقاته العلمية فيه بدراسة كتاب الشفاء للقاضي عياض، حتى عمد مفتي قسنطينة وقتئذ ابن الموهوب إلى منعه بإيعاز من السلطات الاستعمارية الفرنسية.


ونصت قرارات ما كان يعرف بـ “قائد البلد” الصادرة في المدة الواقعة بين 30 ماي 1848م و28 فيفري 1850 م، على تسمية عدة مدرسين بالجامع الكبير، وأقرّ سلما للأجور يتقاضاها المدرسون، والأئمة الذين كانوا متساوين في الرتب، وتراوحت أجورهم بين 200 و300 فرنك فرنسي في العام، وهي أجور محترمة بالنسبة لذلك الوقت، بينما كانت أجور بقية موظفي السلك الديني يومئذ أدناها عشرة فرنك في العام. مع العلم أنّ الأئمة وكذلك القضاة كانوا يتطوعون بالتدريس في المساجد زيادة على أعمال وظائفهم الأصلية. 
ونشرت جريدة” لاديباش القسنطينية” التي كانت تصدر بالفرنسية، بتاريخ 13 نوفمبر عام 1378 هـ الموافق لسنة 1951 ميلادي مقالا ضافيا احتوى حقائق عن تاريخ المسجد الكبير وصور لبعض أجزائه، وفي العام نفسه، أجرت الإدارة الفرنسية عدة تحسينات ظاهرية على سقف المسجد الكبير وأبوابه وجصصت جدرانه وصبغت بالأصباغ الدهنية وانتصبت في سطح المسجد الأعلى ساعتان شمسيتان، بينما عرف المسجد ذاته في الأعوام التي تلت استقلال الجزائر سنة 1962، تطويرا غير مسبوق في مختلف مرافقه، وتمّ العام 1388 هـ الموافق لسنة 1968 م، تغطية سقفه الخارجي المقابل لبيت الصلاة لاحتياج المصلين الى تغطيته نظرا لتزايد عدد المصلين.


وعلى مدار تاريخه الطويل الحافل، تولى التدريس في المسجد الكبير، العديد من مشاهير علماء المدينة. قبل الاحتلال الفرنسي وبعده، منهم الشيخ المكي البوطالبي، والشيخ محمد الشاذلي، والشيخ عبد القادر المجاوي والشيخ حمدانا الونيسي، وغيرهم من المتأخرين كالشيخ مرزوق بن الشيخ الحسين وكذا العالم المصري الراحل محمد الغزالي والشيخ الداعية يوسف القرضاوي اللذان واظبا على إلقاء دروس بالمسجد الكبير في أواسط ثمانينيات القرن الماضي.

Mr. Ali 1 02-11-2013 09:02 PM




المساحة الكلية 27580م²
المساحة المبنية 13872م²
المساحة المستعملة 16203م²

تفصيل مساحة المرافق الملحقة للمسجد

المائضة 1 بمساحة: 822م²
قاعة المحاضرات 1 بمساحة: 1050م²
أقسام الدراسة 1 بمساحة: 994م²
القسم التربوي الثقافي 1 بمساحة: 744م²
تفصيل مساحة أهم أقسام الجامع
قاعة صلاة للرجال 1 بمساحة: 6020م²
صحن يتوسط الجامع مساحته: 2502م²
مائضة للرجال 1 بمساحة: 448م²
مائضة للنساء 1 بمساحة: 51م²
قاعة محاضرات 1 بسعة: 433 م²
قاعة مطالعة للرجال 1 بمساحة: 433 م²
قاعة مطالعة للنساء 1 بمساحة 433م²
قاعة صلاة للنساء 1 بمساحة 1700م²
المكتبة 1 بمساحة: 109م²
قسم الطباعة 1 بمساحة 100 م²
قاعة للعرض 1 بمساحة: 576م²
قاعات الندوات 4 بمساحة: 576م²
المكاتب 11 مكتبا للإدارة، بمساحة 385م²
أقسام التدريس 16 قسما، بمساحة 960م²
المآذن 4 بعلو 50م، منها 2 منها بمصعد
القبب 2: بعلو 6م، القطر: 6024م
3 بعلو 4م، القطر: 1220م
الأبواب 14 باب، منها 8 لقاعة الصلاة
النوافذ 357 نافذة، منها 110 لقاعة الصلاة

Mr. Ali 1 02-11-2013 09:04 PM

عد مسجد أول نوفمبر بباتنة 1954 صرح ديني شامخ وتحفة معمارية ذات طابع هندسي مغاربي إسلامي تفخر بها عاصمة الأوراس، باتنة، التي يشهد لها تاريخ 3 / 07 / 1980 م الموافق لـ 20 شعبان 1400 هـ، يوم سار جماعة من المواطنين مكونة من مجاهدين ومحامين ومهندسين وتجار ومقاولين وأساتذة في التعليم، موظفين وأئمة وأطباء إلى السلطات المعنية بالولاية وتقدمت بطلب لإنشاء جمعية دينية تشرف على بناء هذا المسجد، يكون صرحا معماريا شماخا يستمد شموخه من الأوراس الأشم، ويضاهيه شساعة وكبرياء، فكانت الموافقة عليه بقرار ولائي صدر بعد ذلك التاريخ ثلاثة أسابيع ليعلن عن بداية تجسيد الفكرة التي كنت عبارة عن حبر على ورق إلى واقع ميداني تجسد في عدد قليل من السنين إلى حقيقة تحفها أعين الناظرين بشيء من الافتخار والاعتزاز بهذه العلامة في المكانية، التي تتربع على مساحته الإجمالية 27.580م² .



وكان من بين الذين بادروا إلى العمل في نشاط كبير العقيد عبيدي محمد الطاهر رحمه الله، المدعو الحاج لخضر، أحد مفجري ثورة نوفمبر الخالدة، وغيره من أصحاب الفكرة التي عرفت التجسيد في أكتوبر 1980م التاريخ الذي وقع فيه تخصيص المكان الذي سيبني فيه المسجد، وقد وقع الاختيار عليه بوسط المدينة القديمة يطل على شارع الجمهورية ومقابل لمبنى المسرح البلدي، غير أنه بعد شهر من ذلك التاريخ تقرر توسيع المشروع من مسجد إلى مجمع إسلامي لا يقتصر على أداء الصلوات المفروضة فحسب، بل وأن يشمل نشاطات تربوية تتمثل في الاعتناء بتحفيظ القران الكريم، وتدريس علومه بالوسائل العصرية – السمعية البصرية – ولهذه النظرة أصبح المكان الأول لا يتسع للمجمع، وتم البحث عن مكان ملائم، فوقع الاختيار على المكان الحالي، الذي يمتاز بوجوده بمكان مرتفع بحي النصر وعلى شارع التحرير، وبجوار الحي الجامعي ومن على منارات هذا المسجد التي تكاد أن تعانق قمة الشلعلع بارتفاعها الشاهق يتمكن الناظر من رؤية جميع أحياء المدينة وضواحيها، ومن شرفاتها ترتفع كلمة الله أكبر تدوي في أرجاء المدينة فتهتز لها مشاعر المؤمنين، وتردد صداها الجبال التي احتضنت مجاهدي ثورة نوفمبر الذين جاهدوا واستشهدوا في سبيل العقيدة الإسلامية والوطن.



يتكون المجمع الذي سيقام على هذه المساحة من قاعتي الصلاة للرجال والنساء، وصحن المسجد، ومعهد يضم 16 قسما للذكور والإناث لتحفيظ القرآن وعلومه بالوسائل السمعية البصرية، وقاعة للمحاضرات بـ 683 مقعد، ومكتبة، وقاعة للمطالعة، ودورة المياه وقسم للطباعة، والمائضة، و3 سكنات، ومكاتب لإدارة المجمع، وقاعة للعرض، وتبلغ تكاليف المجمع خمسة ملايير تقريبا.



وتعلو المسجد الذي زينت جدرانه بزخارف إسلامية أنيقة ولوحات كتبت عليها آيات قرآنية كريمة بأجمل أنواع الخطوط العربية قبتان ذهبيتان اللون وأربع مآذن يقدر طول كل واحدة منها 56 مترا في تناسق عام للمبنى أضفى مسحة جمالية على هذا الجزء من المدينة. ويضم هذا المسجد أيضا دارا للإفتاء وإصلاح ذات البين تفتح على مدار الأسبوع للسائلين على أمور دينهم ودنياهم تحت إشراف مجموعة من الأئمة الأكفاء والضالعين في العلوم الشرعية والفقهية. ويسعى حاليا القائمون على قطاع الشؤون الدينية والأوقاف وكذا السلطات المحلية بالولاية إلى تفعيل دور هذا المسجد وإعطائه مكانة علمية ودينية مميزة محليا ووطنيا.



وتخليدا لثورة نوفمبر التي استمدت روحها وقوتها من روح ثورة الإسلام العظيمة التي جاءت لتحرير الإنسانية من الاضطهاد والظلم، والطغيان هذه الثورة التي حمل مشعلها الأول محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، ومن بعده أتباعه الذين سلكوا نهجه على مر العصور والقرون ومن الذين رفعوا لواء الجهاد في هذا المضمار أحفاد أولئك الأبطال، ثوار أول نوفمبر 1954م فاستردوا كرامة هذا الشعب المسلم، الروحية والوطنية، استمد المسجد اسمه هذا مسجد أول نوفمبر لما للعقيدة الإسلامية من تأثير على ثورة نوفمبر.

ولقد مكن النشاط المتواصل والإرادة الفذة للشباب الباتني من وضع أساس المكتبة، الذي انطلق – حسب زينب شريفي، المشرفة بالمدرسة القرآنية، في تصريح لها لإذاعة القرآن الكريم – من مبادرة أولى قامت بها طبيبة، حيث نقلت عددا من الكتب والأشرطة من مكتبتها الخاصة ووضعتها كبداية لإنشاء مكتبة للمسجد، ليلتف المتبرعون والمحسنون بعد ذلك ويولون لها اهتماما بالغا إلى أن صارت على قدر عال من الأهمية:

وفي تصريح له لذات الإذاعة أشار إمام المسجد محمد مقاتلي إلى أن أهم والمصنفات التي تكون مكتبة المسجد، مصادر في الفقه المالكي، وهي موضوعة تحت تصرف المشايخ الناشطين بدار الفتوى، بالإضافة إلى الطلبة والأساتذة والباحثين:

ائتلاف الجامعة بالمسجد وجه للعطاء التربوي والمعرفي والديني



من النشاطات مسجد أول نوفمبر 1954 الدروس اليوم التي يتناوب على تقديمها أساتذة الجامعة يوميا من بعد وقت صلاة المغرب إلى وقت صلاة العشاء، حول عدد من المحاور، منها شرح موطئ الإمام مالك يلقيه عددا من الدكاترة الأخصائيين في الفقه، ومنها أيضا محور تفسير القرآن الذي دأب الناس على الاستماع إليه كل جمعة ما بين المغرب والعشاء، ومن المحاور أيضا محور في السيرة والأعلام ومحور شرح رياض الصالحين، ومحور الأخلاق الإسلامية، هذا فظلا عن المناسبات الدينية كيوم عاشوراء والسابع والعشرين من رمضان والإسراء والمعراج والمولد النبوي وإلى آخر ذلك من المناسبات بقول إمام المسجد:

وعلى مستوى النشاط التعليمي يحتوي المسجد على أربعة أقسام هي في خالة نشاط، ينشط القسم الأول في تحفيظ القرآن للطالبات، حيث يبلغ عدد المسجلات والمواظبات على الحضور باستمرار 103 طالبة، ويخص هذا القسم اللواتي حصلن على مستوى دراسي لم تجاوز الطورين التعليميين الأول والثاني، كما كان معمول به في التعليم الأساسي سابقا. ويخضعن هؤلاء الطالبات لبرنامج خاص، بقوم على تدعيمهن بدروس إضافية لتحسين مستواهن، إضافة إلى متابعتهن حفظ القرآن إلى غاية الانتهاء منه، تضيف شريفي:

كما يوجد قسم آخر نظامي يستقبل الطالبات المتحصلات على مستوى التاسعة أساسي، ويتضمن برنامجا خاصا ينتهي في أربع سنوات منها تحفيظ القرآن، بالإضافة إلى دروس متنوعة في مختلف المقاييس المتعلقة بالفقه والسيرة والتشريع والتاريخ الوطني ويوجد بهذا القسم عدد من الموظفين، والمتعاقدين المختصين في الموضوع من الجامعة، تقول أحدى الطالبات في تصريح لها لإذاعة القرآن الكريم:

يوجد بمسجد أول نوفمبر 1954 قسم خاص بمحو الأمية ويتضمن حوالي 290 مسجلة، أبدين مثلا بالغا على التعلق والإصرار على محو ماضي الأمية محوا لا رجعة إليه، كما تم مشاهدته غب هذا المثال لعجوز في السن السادسة والثمانين (86)، أبت إلا أن تمضي قدما بمضي العمر الذي لم تثنيها مساحات الشيب التي تجتاحها على مواصلة التعلم:

عشرات الآلاف في ضيافة الرحمن بأول نوفمبر كل رمضان

يتحول مسجد أول نوفمبر1954 مع بداية كل شهر رمضان إلى قبلة للمصلين من المدينة وضواحيها لأداء صلاة التراويح بهذا الصرح الديني الذي يعد حاليا من أكبر المساجد على المستويين المحلي والوطني، حيث يتوافد عليه منذ بداية الشهر الكريم كل ليلة مئات النساء والرجال الذين عادة ما يلتحقون بقاعة الصلاة بعد آذان المغرب مباشرة خشية أن لا يظفروا بمكان في المصلى إن كانوا من المتأخرين على الرغم من اتساعه لحوالي 30 ألف مصلي.



Mr. Ali 1 02-11-2013 11:01 PM

مسجد حسن الباشا - الجزائر




http://www.eldjazaireldjadida.dz/loc...3328-bf9a9.jpg




مسجد حسن الباشا هو أحد مساجد وهران شيد عام 1797 في عهد الباي محمد الكبير بأمر من بابا حسن باشا الجزائر العاصمة (طرد الموريسكيين). أول إمام للمسجد كان الشيخ سيدي محمد الساني المهاجي.
  • بعد احتلال فرنسا للجزائر أحتل هذا المسجد وأفرز كل محتواها ولكنها أعيدت للجزائرين لممارسة الشعائر فيه عام 1883 بناءا عاى أوامر الجنرال ديسمشيل ن ولكنه سرعان مااعيد بأمر من نابليون الثالث وألصق على أبوابه الأسلحة.
  • وهناك أسطورة شعبية تقول ان في وهران الناس يتحدثون عن بناء المسجد على أسس عميقة وارتفاع المئذنة كرمز للإيمان بأن يرفع الروح العالية حتى يمكن أن تظل مرتفعة في الوحل.
  • والأن أصبح المسجد عبارة عن أطلال بسب الإهمال الذي لقيه من طرف المستعمر ولذلك ينتظر أن يتم ترميمه من طرف الحكومة الجزائرية بتمويل أميركي أن يتم ترميمه وتحويله لتراث وطني.
نلاحظ في هذا المسجد أثر العثمانيين على صنع المئذنة المتاخمة والمغطاة بالقرميد، ويزين مدخل هذا المسجد مجموعة من المنحوتات وأيات من القرأن الكريم بالخط الكوفي ومدخل المسجد على شكل الهلال وتحيط بالممر العديد من الأعمدة ويتزين بحوض لغسل الأرضية الرخامية البيضاء وهي مغطاة بقبة صغيرة.

Mr. Ali 1 02-11-2013 11:05 PM

المسجد الجامع بتلمسان - الجزائر









يتموقع المسجد الجامع الواقع بعاصمة الزيانيين ولاية تلمسان، كأحد أشهر المساجد وأكبرها في الجزائر، ويتمتع المسجد الجامع بعراقة لافتة في المنطقة التي تحتضن زهاء 60 مسجدا، منذ أن بناه المرابطون قبل 853 سنة خلت، ولا يختلف هذا المسجد في تصميمه وزخرفته عن جامع “قرطبة” الشهير، ومئذنته تشبه إلى حدّ كبير مئذنة جامع قرطبة. وقد شُيّدت على قاعدة مربّعة، وارتفع بنيانها على هذه القاعدة، حيث انتهت في الأعلى بمربّع أصغر من مربّع القاعدة تحيط به شرفة يستطيع المؤذّن أن يُطلّ منها على المدينة بكاملها.



وتذكر مصادر تاريخية، أنّ المسجد الجامع هو أحد مفاخر المرابطين في المغرب الأوسط، ويؤرخ تأسيسه في سنة 530هـ/ 1153 م، حسب الكتابة الموجودة على عنق القبة مع اسم المؤسس الذي طمس إبان العهد الموحدي، واستنادا إلى ما رواه المؤرخون، فمن المحتمل جدا أن يكون المؤسس هو “علي بن يوسف بن تاشفين” (1106ه/1142 م) وإليه يرجع تاريخ تأسيس القبة التي جاءت على منوال القباب الأندلسية المتقاطعة الأضلاع الموجودة بجامع قرطبة، بينما الجدران الخارجية للجامع فهي مطليّة بالجص، ومزيّنة بالفسيفساء، أما داخل المسجد فقد زُينّ بأقواس تنحني بأقواس صغيرة متعاقبة على شكل أوراق الورد.
ويقول ابن مرزوق في المسند، إنّ المسجد الجامع يتمتع بأعلى مئذنة في الجزائر، وتمتاز بأصالة لا نظير لها، بجانب زخرفته المزيّنة بأعمدة مربعة قصيرة تعلوها أقواس على شكل نصف دائرة.



ويرى الباحثان أبو عبيد البكري وجورج مارسيه، أنّ مئذنته تشكّل بجانب مئذنة جامع المنصورة القريب من أرقى ما وصلت إليه المآذن الجزائرية لكونها تتكون من نواة مركزية جوفاء، وهي بهذه الميزة تعتبر الوحيدة في مآذن الجزائر، كما تبدو قبة المسجد الجامع من الخارج على مظهر مغاير تماما لأشكال القباب الأخرى، فهي مغطاة بالقرميد على أوجهها الأربعة، لكن هي في الحقيقة قبة ذات ضلوع من الآجر تحاكي قبة مسجد باب المردوم بالأندلس وجامع قرطبة مثلما سلف الإشارة إليه، وقد فتحت في رقبة القبة شبابيك مخرّمة من الجص لإدخال الضوء والهواء إلى بيت الصلاة، وبهذه الصفة التي ساهم فيها بناؤون استقدموا من قرطبة، تعد بمنظار أهل الاختصاص من أروع القباب المخرمة في العالم الإسلامي حسبما جاء في تاريخ هايدو.



وتقول إفادات إنّ المسجد الجامع لم يكن مكانا مفضّلا للعبادة فحسب، بل كان مسرحا لتدريس عديد العلوم والفنون، ويركّز الباحث الجزائري رشيد بورويبة في مؤلفه (جولة عبر مساجد تلمسان) على أنّ الدروس التي كانت تلقى في رحاب المسجد الجامع، ظلت تضاهي ما كان يلقى في مدارس تلمسان الكبرى، ومن ثم يمكن اعتبار هذا المسجد جامعة على طريقة المتقدمين، حيث كان يحتضن مجالس مختلف العلوم، وكانت تدرس فيه أمهات الكتب والدواوين، بدءا من القرآن والحديث وعلومهما، إلى العقائد وأصول الدين، والفقه وأصوله، واللغة وعلومها، والتصوف، والمنطق، والفلسفة، والطب، والهندسة، والفلك وعلوم الزراعة، وهو بذلك يضاهي جامع القرويين بفاس، وجامع الزيتونة بتونس، وجامع الأزهر بالقاهرة، علما أنّ المسجد الجامع بتلمسان شهد تعاقب عائلات كاملة من العلماء الكبار على الإمامة وإلقاء الدروس على غرار: عائلة المرازقة، وعائلة العقبانيين، وابنا الإمام، وابن زاغو، وابن العباس، والسنوسي، وابن زكري، والمغيلي، والمازوني، والونشريسي، والحوضي، والتنسي وغيرهم.



واستمد سكان المدينة من هذه الخاصية التلقينية والدعوية الاستثنائية التي انفرد بها المسجد الجامع قوة جعلتهم يقفون بضراوة أمام موجة “الفَرْنَسَة” ومَسْح الشخصية المسلمة واللغة العربية أيام الحكم الفرنسي.
الزائر لتلمسان كما المقيم فيها يلفت نظره دونما شك هي صومعته المتشامخة التي تحيط بالمدينة من الغرب، وتطلّ على التلال والبساتين المثمرة الممتدّة خلفه، وهذه ليست كلَّ شيء في معلم لا يزال ينتظر أن يأخذ نصيبه الذي يستحق من البحث والدراسة والاهتمام، طالما أنّ كثيرا من جوانبه تبقى تسيل لعاب المولوعين بتراث المساجد عبر العالم.



وبدأت السلطات حملة قبل فترة لترميم المسجد التاريخي “باشا” بحي “سيدي الهواري” في الباهية وهران، بغية الحفاظ عليها وحمايتها من الاندثار والسرقة وكذا التلف الذي يطال جوانبها.



وستشمل العملية التي ستنطلق الأسبوع القادم، الكتب القديمة والمخطوطات الثمينة والثرايا وغيرها من المحتويات التي يزخر بها هذا الصرح الديني، الذي يعرف أيضا باسم “المسجد الكبير” وذلك في انتظار ترميمه.



كما برمجت الملحقة المذكورة حملة تنظيف واسعة للمسجد، بمشاركة فريق من المختصين في علم الآثار والمهتمين بالتراث المادي لوهران ومديرية الثقافة ومصالح البلدية والجمعيات المهتمة بحماية المعالم الأثرية، على غرار جمعية “الإمام الهواري”.



واستنادا إلى المعطيات التاريخية فإن جامع “الباشا” الذي يتميز بهندسة معمارية رائعة وصنف في 1952، قد شيد سنة 1796 في عهد الباي محمد الكبير وذلك بأمر من حسن باشا باي الجزائر العاصمة، كما يزخر هذا الصرح الديني الذي له شكل مثمن الأضلع والمزين بالحجارة المصقولة بمئذنة تهيمن على جميع مساكن الحي وتعتبر واحدة من أجمل المآذن بالجزائر.



وتزخر مدينة وهران بخمسة مساجد تاريخية وأثرية، وهي “سيدي محمد الكبير” و”الجوهرة” و”الباشا” و”الإمام الهواري” و”عبد الله بن سلام”.

Mr. Ali 1 02-11-2013 11:14 PM

مسجد عبد الله بن سلام - الجزائر




http://upload.wikimedia.org/wikipedi...29_en_2011.JPG




مسجد عبد الله بن سلام مسجد يقع وسط مدينة وهران ويضم أيضا مقرات لوزارة الشؤون الدينية الجزائرية.


المسجد كان قبل استقلال الجزائر عن فرنسا كنيسا يهوديا بني سنة 1918. وكان واحد من أكبر المعابد وأجملها في شمال أفريقيا.


تم إعادة ترميم الكنيس وحول إلى مسجد عام 1975 وسمي عبد الله بن سلام تخليداً لاسم اليهودي الغني من المدينة الذي أمن برسالة النبي محمد واعتنق الإسلام.

Mr. Ali 1 02-11-2013 11:23 PM

مسجد الباي محمد عثمان الكبير - الجزائر




http://upload.wikimedia.org/wikipedi...e_Bey_Oran.jpg




بُني هذا المسجد في سهل خنق النِّطاح إلى الشَّرق من مدينة وهران القديمة على حوالي كيلومتر و نصف تقريباً، ولا يبعد كثيراً عن المنحدر الذي يُشرف على البحر والميناء البحري شمالاً، وقد بُني على أرضٍ سهليةٍ منبسطةٍ واسعة، خاليةٍ من العمران بعيدة كلَّ البُعد عن المدينة القديمة وهران بمسافة طويلة، وهو حالياً بموازاة شارع جبهة البحر الواجهة البحرية في شارع طرابلس قرب سوق ميشلي المخصَّصِ للخضر والفواكه، وتفصل بينه و بينها عمارات حديثة و شاهقة استحدثها الفرنسيون مؤخَّراً. لقد بنيَ هذا المسجد على شكلٍ مستطيلٍ، نصفه الشرقي قاعة متوسّطة الحجم وشبه مربَّعة، ونصفه الغربي تتوسَّطه ساحة صغيرة بها نخلة وبعض الحشائش، وهي محاطة بسياج من الآجر ونافورة من المياه.

وفي الزَّاوية الشرقية للقاعة توجد منارة متوسّطة العلوِّ ومربّعة الشّكل، ووراءها إلى الغرب بيت صغير إقتطع من القاعة الرئيسية يتَّخذه الإمام حاليا مقراً له ولإعداد خطبه ودروسه، وإلى يسار المنارة وبيت الإمام يوجد بيت متوسِّط الحجم في مقدمة المسجد شرقاً به حالياً آثاثٌ قديمٌ ويُعتَقدُ أنَّه كان مثوى وقبر للباي محمد الكبير مؤسّس المسجد، وفي مؤخِّرته توجد أماكن للوضوء يبدو أنّها حديثة و لم تكن سابقاً وهي موجودة في ناحيته الغربية.


عرف مسجد الباي محمد الكبير كغيره من المساجد في الحواضر الجزائرية العديد من الإصلاحات والترميمات و التجديدات عبر الأزمنة المختلفة، ففي سنة 1930م تعرض هذا المسجد لبعض الترميمات والإصلاحات من الداخل و الخارج أدَّى ذلك إلى تغيير المسجد وإزاحته بعض الشيء عن طابعه الأصلي القديم.



وبـعد استقلال الجزائر أصبح مسجد الباي وعلى غرار المساجد الجزائرية الأخرى تحت رعاية وإدارة وزارة الشؤون الدينية التي تبنت وتبنَّى الشعب معها مهمَّة إعادةِ الوجه الإسلامي إليها و إلى كلِّ البلاد ومؤسَّساتها.



أمَّا مسجد الباي فقد فتح للصَّلاة كما كان سابقاً، وأدخلت عليه عدَّة إصلاحاتٍ نجملها فيما يلي :
1 : أُزِيلت الساحة الداخلية ، و اقتـلعت النّخلة التي كانت داخلها وضمت إلى ساحة قاعة الصَّلاة، ووضع لها سقف من أخشاب طويلة مصفَّحة هذه بجانب الأخرى، وبذلك توسَّعت قاعة الصَّلاة كثيراً حتّى شملت أغلب مساحة المسجد .
2 : استحدث للمسجد مدخل ثانوي على يساره الشمالي يستعمله النساء للدخول إلى المسجد يوم الجمعة والأعياد، كما استحدث مدخلٌ آخر على اليمين في مؤخِّرة المسجد تقريباً إلى الجنوب يفتح عند اكتظاظ المسجد بالمصلَّين كذلك يوم الجمعة والأعياد .
3 : استحدث منبر للخطابة يوم الجمعة وضع في البيت الوسطى الأمامية التي كانت في الأصل مقبرة الباي محمد بن عثمان الكبير ومدفنه، واستحدث باب إلى يسارها يؤدَّي إلى البيت المجاورة على اليسار والتي لها باب في الغرب قديم ما يزال قائماً ويُفتح يوم الجمعة ليصلَّي فيه النَّاس، أمَّا البيت الموجود على اليمين إلى الأمام فقد اتّخذها الإمام الحالي بيتاً له، وبداخلها شرقاً باب يؤدّي إلى منارة المسجد .
4 : أغلقت الباب الدَّاخلية خلف المسجد التي تؤدِّي إلى المراحيض وأماكن الوضوء واستحدثت باب خارجية غرباً وراء المسجد لها وذلك تفادياً لاتِّساخ قاعة الصّلاة بالماء والقاذورات و المخلَّفات اللاّصقة بأرجل المصلِّين المتوضِّئين، فكان ذلك كلُّه جهود ومساعدات على نقاوة المسجد وبقائه نظيفاً .

بكلِّ هذه التَّحسينات والإصلاحات، أصبح مسجد الباي حالياً تحفةً فنّيةً إسلاميّةً رائعةً يعجُّ بالمصلّين والمتعبّدين كلّ يوم وفي كلّ صلاة رغم صغره، كما يعطي للحي الذي يقع فيه رونقاً وجمالاً ومسحةً إسلاميّةً هو بحاجة إليها، وذلك نظراً للطَّمس و التَّخريب الذين تعرَّضت لهما مدينة وهران خلال العهد الاستعماري الطَّويل الذي دام قرابة أربة قرون بشقّيه : الإسباني، الفرنسي، ونظراً إلى خلوِّ الحي من أيِّ مسجد عداه.

Mr. Ali 1 03-11-2013 01:57 PM




يعد المسجد الأعظم (الجامع الكبير) بتازة من المعالم الحضارية والدينية والفضاءات التاريخية الجميلة٬ التي تعكس عبقرية الصانع المغربي وجمالية الفن الأندلسي الأصيل والغنى الحضاري والتنوع الثقافي للمدينة.


فالمسجد الأعظم٬ الذي يحظى بمكانة عظيمة لدى الساكنة والعلماء وأهل الذكر٬ ما يزال شاهدا على حضارة وعمق تاريخ تازة٬ ويعتبر من أهم المعالم التاريخية منذ أن بناه الموحدون في أوائل القرن السادس الهجري٬ غير أنه لم يبد على الشكل الذي عليه الآن إلا في عهد المرينيين الذين أتموا الشطر الثاني منه بإضافة ست بلاطات وقبة مشرفة على المحراب٬ تعتبر من أبدع القباب تصميما وزخرفة وأجملها رونقا وفتونا.


كما وقع تجميل المسجد بثريا فريدة٬ أمر السلطان أبو يعقوب يوسف المريني بتعليقها سنة 694 ه ٬ تزن 32 قنطارا مصنوعة من البرونز ويحيط بها 514 سراجا وهاجا تضاهي جمالا وبهاء وعظمة مثيلاتها في المساجد الحديثة للمملكة.
وما يزيد المسجد الأعظم رفعة ومكانة احتضانه على مر العصور الحفلات الدينية وتلاوة القرآن الكريم والأمداح النبوية الشريفة٬ مما أهله لكي يكون قبلة لأهل العلم والذكر٬ وكذا الساكنة التي تجد فيه ملاذا ربانيا لتأدية شعائرهم الدينية ومنارة ساطعة للعلم والمعرفة.


وبذلك٬ أضحى المسجد الأعظم٬ الذي يكبر جامع القرويين من حيث المساحة٬ معلمة دينية قائمة الذات٬ احتفظت ٬ وما تزال على مر الزمن ٬ بإشعاعها العلمي والتنويري بفضل دروس العلم التي تلقى بين أركانها والدور الذي تضطلع به في مجال الوعظ والإرشاد.


وتتمركز في قلب المسجد الأعظم ( الجامع الكبير ) خزانة تعرف "بخزانة المسجد الأعظم" يرجع تاريخها إلى العهد الموحدي٬ حيث تضم عددا كبيرا من الكتب المخطوطة في شتى أنواع العلوم سواء كانت فقهية أو حية٬ وقد أنشئت في أول الأمر بغرض حفظ كتب القاضي عياض من التلف خاصة كتاب " الشفا بتعريف حقوق المصطفى".


وتضم هذه الخزانة العديد من المخطوطات والوثائق والرسائل الموحدية الأصلية التي في مجملها للمهدي بن تومرت٬ حيث نشر بعضها في كتاب " أعز ما يطلب"٬ وقد بلغ عدد هذه المخطوطات 907 مخطوطا٬ حسب الفهرسة التي نشرتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
وفي هذا الصدد٬ قال الأستاذ عبد الهادي التازي في إحدى محاضراته " أجزم أن خزانة المسجد الأعظم بتازة ترجع إلى العهد الموحدي٬ وتعد كأقدم خزانة للكتب المخطوطة بالمغرب ولا تزال قائمة إلى الآن .. ذلك أنه علاوة على احتوائها على كتب القاضي عياض وخزانته .. كانت تتوفر على المخطوطات والوثائق والرسائل الموحدية الأصلية التي في مجملها للمهدي بن تومرت٬ حيث نشر بعضها في كتاب "أعز ما يطلب" المطبوع بالجزائر العاصمة سنة 1903 م وغير ذلك مما وقف عليه الأستاذ محمد بن ابراهيم الكتاني من هذه الرسائل بخزانة المسجد الأعظم بتازة ونشره بمجلة هسبريس تمودا ".


ومنذ تأسيس هذه المعلمة التاريخية حبس السلاطين وكثير من الناس الكتب العلمية والفقهية لفائدتها٬ خاصة في عهد الدولة العلوية٬ فأصبحت الخزانة تتوفر على كم هائل من الكتب المخطوطة٬حيث كونت٬ بذلك٬ ثروة علمية هامة صقل منها الكثير من العلماء والفقهاء٬ الذين استوطنوا مؤقتا بمدينة تازة٬ معارفهم العلمية والفقهية٬ من قبيل لسان الدين بن الخطيب٬ وعبد الرحمان بن خلدون٬ والمختار السوسي وغيرهم٬ كما كانت قبلة للعديد من العلماء والباحثين الذين كانوا يقيمون بتازة من أجل الاغتراف من منبعها العلمي (خزانة المسجد الأعظم ) من بينهم ابن بري٬ وابن يجبش٬ ومولاي الطيب العلوي٬ وإدريس ابن الأشهب٬ وباحثين أوربيين كهنري باسي٬ وهنري طراس٬ وكومباردو٬ وجان جون باي٬ ولويس فوانو وغيرهم .

Mr. Ali 1 03-11-2013 02:11 PM

المسجد الأعظم بتينمل - المغرب




المسجد الأعظم بمدينة تينمل قرب مراكش، المغرب هو مسجد تاريخي.



شيد هذا المسجد من لدن الخليفة عبد المومن الموحدي حوالي سنة 547 هـ / 1153 م، ويقع بتينمل بالأطلس الكبير ويتسع بالعرض أكثر من العمق، وتشكل الصومعة استثناء من حيث شكلها إذ تتخذ تصميما مستطيلا، وتتواجد وراء المحراب ويبرز هيكلها خارج جدار القبلة.




يضم المسجد الأعظم بتينمل بيتا للصلاة ذا تسع بلاطات عمودية، وصحنا مستطيل الشكل.


تقع مدينة تينمل المغربية على بعد 100 كلم جنوب شرق مدينة مراكش، على الطريق المؤدية إلى تارودانت عبر ممر تيزي نتاست. وتنتشر أطلالها على الضفة اليسرى لـ واد نفيس وسط جبال الأطلس الكبير على علو يناهز 1230م.



لا زال الموقع والمسجد والقرية الحالية يحملون الاسم القديم "تينمل". وتخليدا لذكرى المهدي بن تومرت أمر خلفه السلطان عبد المومن بن علي الكومي في سنة 1153م ببناء مسجد تينمل.



بني المسجد بتصميم ذي شكل مستطيل على مساحة طولها 48,10مترا وعرضها 43,60 مترا وهو محاط بسور مرتفع تعلوه شرفات.



تتكون قاعة الصلاة من تسع أروقة موجهة نحو القبلة، كما يشكل التقاء البلاط المحوري والرواق الموازي لجدار القبلة شكلا هندسيا على نحو الحرف اللاتيني T.



أما القباب الثلاث فتتوزع بشكل منتظم على طول رواق القبلة، إلا أنه لم يتبق منها إلا واحدة في الزاوية الجنوبية الغربية.



ترتكز أروقة المسجد على دعامات مبنية من الآجر بواسطة أقواس متنوعة الأشكال، تساهم في إعطاء جمالية خاصة لقاعة الصلاة، وتعلو المنبر والمحراب صومعة مستطيلة الشكل، وهو ما يعتبر استثناء في هندسة الجوامع بالمغرب.



أما الصحن فيمتد شمال غرب قاعة الصلاة وهو محاط بأروقة. من حيث الزخرفية يشكل محراب تينمل إحدى روائع الفن الإسلامي بالمغرب.


وصفوة القول أن مسجد تينمل يتميز بأحجام متوازنة وتناسق تركيبي تدريجي لمرافقه المركزة جميعها على عنصر المحراب ليس فقط على مستوى الزخرفة بل وحتى على مستوى الترابطات الهندسية وترابطات الأحجام.

Mr. Ali 1 03-11-2013 02:18 PM

جامع القرويين بفاس - المغرب








جامع القرويين أو مسجد القرويين هو جامع في مدينة فاس المغربية، بني عام 245 هـ/859 م.

قامت ببنائه فاطمة الفهرية حيث وهبت كل ما ورثته لبناء المسجد.

كان أهل المدينة وحكامها يقومون بتوسعة المسجد وترميمه والقيام بشؤونه.

أضاف الأمراء الزناتيون بمساعدة من أمويي الأندلس حوالي 3 آلاف متر مربع إلى المسجد وقام بعدهم المرابطون بإجراء توسعة أخرى.

وقد سمي الجامع بالقرويين نسبة إلى القيروان مدينة فاطمة الفهرية.

لا تزال الصومعة المربعة الواسعة في المسجد قائمة إلى الآن من يوم توسعة الأمراء الزناتيين عمال عبد الرحمن الناصر على المدينة، تعد هذه الصومعة أقدم منارة مربعة في بلاد المغرب العربي.

قام المرابطون بإجراء إضافات على المسجد فغيروا من شكل المسجد الذي كان يتسم بالبساطة في عمارته وزخرفته وبنائه إلا أنهم حافظوا على ملامحه العامة. كان هناك تفنن من قبل المعماريين في صنع القباب ووضع الأقواس ونقش آيات القرآن والأدعية. أبرز ما تركه المرابطون في المسجد هو المنبر الذي لا يزال قائما إلى اليوم. بعد المرابطين، قام الموحدون بوضع الثريا الكبرى والتي تزين المسجد الفاسي إلى اليوم.

لمسجد القرويين سبعة عشر بابا وجناحان يلتقيان في طرفي الصحن الذي يتوسط المسجد. كل جناح يحتوي على مكان للوضوء من المرمر، وهو تصميم مشابه لتصميم صحن الأسود في قصر الحمراء في الأندلس.

عرف الجامع المزيد من الاهتمام في مجال المرافق الضرورية فزين بالعديد من الثريات والساعات الشمسية والرملية وأضيفت للمسجد مقصورة القاضي والمحراب الواسع وخزانة الكتب والمصاحف.

طراز الجامع المعماري بشكل عام هو الطراز المعماري الأندلسي.

Mr. Ali 1 04-11-2013 03:44 PM

مسجد الكتيبة - المغرب





http://files2.fatakat.com/2013/5/13696676871718.jpg




http://files2.fatakat.com/2013/5/13696680399400.jpg




يتوسط جامع الكتبية مدينة مراكش، بالقرب من ساحة جامع الفنا. وتسمية المسجد مشتقة من "الكتبيين"، وهو اسم سوق لبيع الكتب يعتقد أنه كان بمقربة من المساجد.

لقد بني جامع الكتبية الأول من طرف الخليفة عبد المومن بن علي الكومي سنة 1147م على أنقاض قصر الحجر المرابطي الذي كشفت التنقيبات الأثرية على بناياته ومكوناته المعمارية.

أما المسجد الثاني فقد تم بنائه في سنة 1158م، وهو يشبه من حيث الحجم البناية الأولى، وينتظم في قاعة للصلاة مستطيلة الشكل تضم سبعة عشر رواقا موجهة بشكل عمودي نحو القبلة، تحملها أعمدة وأقواس متناسقة وتيجان فريدة تذكر بتلك التي نجدها بجامع القرويين بفاس. ويشكل التقاء رواق القبلة بقببه الخمسة والرواق المحوري تصميما وفيا لخاصيات العمارة الدينية الموحدية التي كان لها بالغ التأثير في مختلف أرجاء الغرب الإسلامي.

من المعالم الإسلامية الراسخة في تاريخ المغرب الحدث مسجد الكتبية المنارة الإسلامية الموجودة في قلب مدينة مراكش النابض للمسجد تاريخ ضارب في القدم من عهد حظارات فنت وبقى هو شاهداً على تاريخها أتت تسمية مسجد الكتبية بهذا الاسم مقتبسة أو مستحاة من نوع النشاط في المساحة القريبة من المسجد وهم الكتابون والخطاطون والكتبيون كمان كانو يسمون قديماً مسجد الكتبية تم بنائه في عهد الدولة الموحدية وفي عهد خلفيتها عبد المؤمن بن علي في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الميلادي ويقول صاحب الحلل الموشية في ذكر الأخبار المراكشية: " فبنى عبد المومن بدار الحجر مسجدا آخر، جمع فيه الجمعة، وشرع في بناء المسجد الجامع، وهدم الجامع الذي كان أسفل المدينة الذي بناه علي بن يوس ويعتبر جامع الكتبية من أهم جوامع المغرب. إنه ذو أبعاد استثنائية، فهو يشغل مساحة 5300 متر مربع وفيه 17 جناحًا و11 قبة مزدانة بالنقوش. فيه أعلنت قرارات السلاطين المهيبة وجرت كبريات الأحداث.

الجامع ومئذنته المزخرفة في أجزائها العليا بإفريز خزفي مطلي بلون الفيروز أصبحا رمزًا للمدينة. أما منبر الكتبية الجليل فهو مزوّد بنظام آلي للحركة يعتبر من روائع فن النجارة الإسلامية. وقد صنع هذا المنبر في قرطبة في بداية القرن الثاني عشر بطلب من الأمير المرابطي علي بن يوسف بن تاشفين من أجل الجامع الذي انتهى من بنائه في مراكش. نقل المنبر إلى الكتبية نحو سنة 1150م "المغرب اروع مكان في العالم".

يضم جامع الكتبية، على جانب قاعة الصلاة، صومعة متميزة أقدم من مثيلاتها، الخيرالدا باشبيلية وحسّان بالرباط، والنموذج الأول الذي وجه بناءها. أنشأت هذه الصومعة بأمر من الخليفة الموحدي عبد المؤمن (1163-1130) وأنهاها بعده ابنه المنصور (1184-1199). تتواجد الصومعة في الجزء الجنوبي-الشرقي للجامع وتتخذ تصميما مربعا يعلوه المنور المتوج بقبة مضلعة. كما تعلو هذين المستويين شرافات. تتكون نواة الصومعة من ستة غرف متطابقة الواحدة فوق الأخرى، محاطة بممر مائل ومستقيم ومغطى بقباب نصف أسطوانية تنطلق منها، على مستوى الزوايا، بعض القباب ذات الحافة الحادة. هذا النظام الذكي مأخوذ من نموذج برج "المنار" بقلعة "بني حمّاد" (الجزائر)، الذي بني في بداية القرن 11م.

بنيت هذه المعلمة بالحجر الرملي النضيد الذي جلب من جبل كيليز في مراكش. ولتخفيف ثقل الصومعة، تم استعمال الأحجار الصغيرة مع الآجر في أجزائها العلوية. يقدم مجموع هذا البناء واجهة من الحجر و جالآجر؛ إلا أنه كان في الأصل مغطى بطبقة من طلاء كلسي. وقد تم تزيين الجدار بخطوط التقاء وهمية لتغطية عيوب تقطيع الأحجار (لازالت آثار ذلك ظاهرة).

تنقسم زخرفة الصومعة إلى خمس مستويات. تنتشر على كل واجهة أشرطة مسطحة تتكون من عقود دائرية متجاوزة متعددة الفصوص. أما الفضاءات الفارغة بين الزخارف المنقوشة فتستقبل رسوما ملونة حمراء على الطلاء تمثل زخارف نباتية، وهندسية وكتابية (سعيفات بسيطة ومزدوجة زهيرات، صنوبريات، وعبارات قصيرة بالخط الكوفي). أما الأشرطة الأخيرة المحيطة بالأجزاء العلوية للصومعة والمنور، فهي تركيبات هندسية مؤلفة من تربيعات خزفية بيضاء وخضراء مائلة للزرقة تجعلها متميزة عن باقي أجزاء المعلمة.

إن مبدأ زخرفة صومعة الكتبية كما هو شأن صومعة الخيرالدا في اشبيلية أو صومعة حسان في الرباط، مستلهم بالتأكيد من صومعة عبد الرحمان الثالث في جامع قرطبة الكبير، الذي تم التعرف على شكله عبر رسمين مؤرخين بسنتي (1562-1571) منحوتين فوق باب القديسة كاتالينا.

من المعلوم أن هذه الصومعة قد حظيت بعناية خاصة في زخرفة واجهاتها، خصوصا بإنشاء حنيات صمّاء. كما تجب الإشارة إلى تأثير عمارة بني حماد : فإضافة إلى الزخرفة على شكل تجويفات عمودية وكذا الواجهات المنحوتة المزينة لصومعة جامع قلعة بني حماد، نجد فيها كذلك إدخال تقنية الزليج.

لقد تلقى داخل صومعة جامع الكتبية زخرفة مميزة. وهكذا زينت عدد من غرفها بقباب : قبة مخروطية مجزءة بالنسبة للأولى، ذات قاعدة مثمنة، وأربعة حنيات ركنية بمقرنصات بالنسبة للثانية. أما الخامسة فهي ذات شكل هرمي من ثمانية أضلاع تقوم على قاعدة مثمنة وعلى حنيات ركنية ذات زوايا على شكل نصف قبو من الحافات الحادة. أما الأخيرة، الأكثر إتقانا، فغطيت بقبة ذات أضلاع متجاوزة على حنيات ركنية بمقرنصات و ذات قاعدة مثمنة. أما الغرفتين الثالثة والرابعة، فهما ذات قبة من الحافات الحادة بعقود متجاوزة تقوم على أعمدة صغيرة في الزوايا.

رغم أن هذه القباب تتواجد داخل الصومعة، فقد حظيت بعمل متقن يؤكد على أهمية هذا الانجاز المعماري في عمومه، ويذكر تنوعها بقباب جامع باب المردوم بطليطلة، الذي يظل، رغم سبقه التاريخي (نهاية القرن 10 م)، شاهدا على تلك الروابط المتينة بين الفن الأندلسي ونظيره المغاربي.

Mr. Ali 1 04-11-2013 03:50 PM

مسجد الحسن الثاني - المغرب







مسجد الحسن الثاني يقع بمدينة الدار البيضاء بالمغرب، شرع في بنائه سنة 1987 م تم أكمل بنائه ليلة المولد النبوي يوم 11 ربيع الأول 1414 / 30 أغسطس 1993، في فترة حكم ملك المغرب الحسن الثاني.

تتسع قاعة الصلاة بمساحتها ال 20,000 متر مربع ل 25,000 مُصلي إضافة إلى 80,000 في الباحة. يتوفر المسجد علي تقنيات حديثة منها السطح التلقائي (يفتح ويغلق آليًا) وأشعة الليزر يصل مداها إلى 30 كلم في إتجاه مكة المكرمة.

مسجد الحسن الثاني من بين أكبر مساجد العالم ، مئذنته أندلسية الطابع ترتفع 210 متر وهي أعلى بناية دينية في العالم.

مميزاته

استعملت التقنية إلى أقصى الحدود خدمة لصناعة البناء وللصناعة التقليدية المغربية ويقدر ذلك بـ 2,500 عامل و 10,000 صانع تقليدي و 50,000 ساعة عمل. وهكدا فإن رافعة الأثقال التي تعتبر أعلى رافعة في العالم قد صيغت لتتناسب مع العلو الكبير للصومعة ذات الفانوس والجامور اللامعين، البالغ ارتفاعها مائتي متر. واستعمل اسمنت ضوعف مفعوله اربعة لا لدعم نفق تحت المانش ولكن لإقامة صومعة لا مثيل لها.

ويتسع المسجد لما لا يقل عن ثمانين ألف شخص.

إن مسجد الحسن الثاني هو ثمرة لمجموعة متلاحقة من البنايات والمنشآت الإسلامية في سياق إحياء الثرات الأندلسي وتجديده. وبخاصة منها المغربية. وهو يستمد نبله ومظاهره الجميلة من جامع القرويين بفاس، ذلك الجامع الدي يبلغ من العمر أكثر من ألف سنة، كما أنه يرث كثيرا من رونق صومعة حسان بالرباط، وصومعة الكتبية بمراكش، والخيرالدة بإشبيلية وجميعها أقامها السلطان الموحدي يعقوب المنصور. وتشترك المدارس المرينية مع مسجد الحسن الثاني في توفر كل منهما على خزانة. لكن المتحف الذي يعتبر امتداداً للخزانة يجعل منه مركباً ثقافياً حقيقياً يضفي ثراء على مجموع البناية وهي تؤدي رسالتها الدينية.

ويرتبط مسجد الحسن الثاني يرتبط بالعنصر البحري الدي يضفي عليه طابعاً خاصا مع التركيز على إشعاع الإسلام في كل من المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، تم تصميمه بالاعتماد على الآية القرآنية { وكان عرشه على الماء }.

Mr. Ali 1 04-11-2013 03:58 PM

جامع وصومعة حسان - المغرب




http://files2.fatakat.com/2013/5/13696692187084.jpg



http://files2.fatakat.com/2013/5/13696692618699.jpg




صومعة حسان من المباني التاريخية المتميزة بالعاصمة المغربية الرباط، والتي شيدت في عصر دولة الموحدين. تم تأسيس "جامع حسان" بناءً على أمر يعقوب المنصور سنة 593 هـ (1197-1198 م) أضافت منظمة اليونسكو للتراث العالمي هذا الموقع لقائمة أولية 1 يوليو 1995 في فئة الثقافة.

لمحة تاريخية

شيد من طرف السلطان يعقوب المنصور الموحدي، وكان يعد من أكبر المساجد في عهده. لكن هذا المشروع الطموح توقف بعد وفاته سنة 1199، كما تعرض للاندثار بسبب الزلزال الذي ضرب الرباط سنة 1755م.

وتشهد آثاره على مدى ضخامة البناية الأصلية للمسجد، حيث يصل طوله 180 مترا وعرضه 140 مترا، كما تشهد الصومعة التي تعد إحدى الشقيقات الثلاث لصومعة الكتبية بمراكش، والخيرالدا بإشبيلية على وجود المسجد وضخامته. ويرى مؤرخون أن اختيار هذا المسجد الذي تتجاوز مساحته 2550م 2 بمدينة الرباط ليكون أكبر مساجد المغرب وليداني أكبر مساجد الشرق مساحة وفخامة، يدل على أن الموحدين كانوا يرغبون في أن يتخذوا من الرباط مدينة كبيرة تخلف في أهميتها مدينتي فاس ومراكش، وبالرغم من العناية التي بذلها كل من أبي يعقوب وأبي يوسف في إنشاء مدينة كبيرة بكل مرافقها لتخلد بذلك اسم الدولة الموحدية، فإن الرباط في الواقع لم تعمر بقدر ما كان يأمله منها أبو يوسف وخلفه.

وهذا الأمر قد يكون من أهم الأسباب التي أوقفت حركة البناء في هذا الجامع بالإضافة إلى موت أبو يوسف المنصور قبل إكمال بنائه، كما أنه كان يستنفذ موارد الدولة مع المرافق الأخرى للرباط. في عهد الدولة الموحدية نفسها وفي فترة احتضارها عمد السعيد الموحدي إلى أخشاب المسجد وأبوابه، فصنع منها أجفانا سنة 641هـ فما لبثت أن احترقت بنهر أم الربيع وبذلك فسح للعامة مجال النهب والسلب ليسطوا على بقية هذه الأخشاب التي كانت من أشجار الأرز. وتوالي السطو أيام المرينيين ثم السعديين بل حتى أيام العلويين عهد السلطان عبد الله بن إسماعيل حيث صنع القراصنة من سلا والرباط سفينة من أخشاب الجامع المذكور وسموها بسفينة ال****جية ثم انتزعها منهم السلطان محمد بن عبد الله. ولم تكن أحداث الطبيعة بأرحم من الناس على هذا الأثر، فقد كان زلزال لشبونة سنة 1169 (1755م) الذي عم أثره بعض أنحاء المغرب خاصةً مكناس والرباط، سببا في سقوط عدة أعمدة وأطراف من السور والمنار، كما تهدمت عدة منازل من الرباط ثم تلا هذا الزلزال حريق عظيم أتى على ما بقي من أخشاب المسجد التي تحولت رمادا، وكان للأمطار ورطوبة البحر وتقلبات الجو أثرها أيضا على هذا البناء الأثري حتى استحال الجانب المطل على نهر أبي رقراق من المنار رماديا كما يبدو ذلك حتى الآن.

موارد البناء

تتكون مواد البناء من مختلف المواد التي تشكل عادة البناء الأندلسي المغربي، كالحجر الرملي والآجر والحجر المنحوت والجص الذي كان يحتوي على قدر وافر من الجير ثم الرخام والخشب. وكانت تحادي سور القبلة عدة أبراج للزينة ولحفظ التوازن في آن واحد. وليس معروفًا تمامًا الطريقة التي اعتمد عليها الموحدون لامداد الجامع بالماء، بصرف النظر عن الآبار، ولكن من الثابت أن عين أغبولة (بالدشيرة) كانت المورد الرئيسي لإمداد المدينة كلها بالماء، بل ولإمداد سلا أيضا عن طريق اقنية تمتد على القنطرة الكبيرة التي بناها أبو يوسف المنصور بين العدوتين، وهي قنطرة كان يعبرها الجيش وعموم الناس وكانت مبنية بناء محكما حسبما نقله صاحب كتاب "المغرب ومدنه الأثرية".

Mr. Ali 1 04-11-2013 04:01 PM

منارة المسجد (الصومعة)

الصومعة مربعة الشكل ويصل علوها 44 مترا، ولها مطلع داخلي ملتو، يؤدي إلى أعلى الصومعة ويمر على ست غرف تشكل طبقات. وقد زينت واجهاتها الأربع بزخارف ونقوش مختلفة على الحجر المنحوت وذلك على النمط الأندلسي المغربي من القرن الثاني عشر. يبلغ عرض جدار المنار مترين ونصف، ومن شأن العرض أن يحفظ توازنه، كما يبلغ عرض الصور مترا ونصف، وعلوه تسعة أمتار. وكان يقابل المحراب في خط مستقيم بخلاف أكثر المنارات في المساجد المغربية الأخرى التي تنزوي عادة في أحد الركنين من الجدار المقابل لجدار المحراب. ومن شأن هذا التصميم أن يضفي على الجامع طابعا هندسيا مميزًا. يبلغ كل جانب من المنار 16 مترا عرضا. أما ارتفاعه. فيبلغ 65 مترا ولكنه لو تم لبلغ علوه تقدير بعض الخبراء 80 مترا. وأهم المميزات المعمارية في هذا المنار بناؤه من حجر صلد نضدت أجزاؤه بعناية بالغة، وليس من المستبعد أن تكون أحجار المنار قد اقتطعت من محاجر تقع بالرباط نفسها. تم اختيار موقع المنارة في أمتن البقاع وأقدرها تحملا لثقل هذا البناء المميز. أضف إلى هذه المميزات أن الصومعة سهلة الارتقاء بفضل الدرجات المنبسطة التي كانت ترقاها الدواب حاملة أدوات البناء من حجر وطين وغيره. ولولا هذه المتانة التي تميز بناء المنار لتداعى على أثر الزلزال سنة 1755 م. ويكاد يستحيل أن يتم أخذ نظرة حقيقية عن الفن الزخرفي المعقد الذي تتميز به المنارة، ولعل أهم مايميزها هو التصميم الزخرفي المختلف لكل وجه من أوجهها الأربع. فالعقود المتجاوزة التي نحتت على كل من جدران المنار تزينها المقرنصات التي يرجع اتخاذها بالمغرب إلى عهد المرابطين، ولكنها تطورت بعدهم مع تعاقب الدول حتى اتخذت أشكالاً مختلفة. أما المعينات المقرصنة بدورها فتمثل بداية لدخول هذا الشكل الهندسي في مختلف العناصر الزخرفية في فن البناء وغيره منذ عصر المرينيين، كما يستدل على ذلك من بوابات المدارس ونوافذ بيوت الطلبة والمصنوعات الجلدية.

مكونات المسجد

يبلغ طول المسجد 183م و 40 ر 139م عرضا. كما تبلغ مساحة قاعة الصلاة وحدها أزيد من 1932 متر مربع أي 139 x 139 وهي مساحة غير معهودة في قاعات الصلاة بالمساجد الأخرى. وليس للمسجد صحن واحد كباقي المساجد المغربية بل له صحن كبير قرب المنار وصحنان جانبيان ووسطه كله تثفله الأعمدة التي تتفاوت علوا من 25 ر 3م إلى 50 ر 6م، وتتميز البلاطات المقاربة للأسوار بعلو أعمدتها المستديرة الشكل. على أن استدارة الأعمدة كلها أمر غير عادي في عامة مساجد المغرب. ولضمان متانة السقوف، فقد اختيرت الأعمدة من الحجر والرخام الذي لا يعرف بالضبط مصدره ولكنه مجلوب من خارج الرباط. كما أن كل عمود يتكون من عدة قطع كثير منها غير منسجم انسجاما تاما ولكن لا يبعد أن تكون نية المصمم قد اتجهت إلى تلبيس أو زخرفة هذه الأعمدة فيما بعد، وإن كان من المعتاد لدى الموحدين وسابقيهم المرابطين الاهتمام بعنصر الضخامة والبساطة أكثر من الاهتمام بعنصر الزخرفة. وككل مساجد المغرب تقريبا فإن عقود جامع حسان كانت على ما يحتمل تتجه نحو القبلة.

بيت الصلاة

ويشكل بيت الصلاة تصميما على شكل T ولكن الغريب أن أكثر الأساكيب الكبرى هي التي تحادي الصحن المجاور للمنار. ويبلغ مجموع أساكيب بيت الصلاة 18 منها ثلاثة في الجنوب وسبعة في الشمال تحتوي على تسع عشرة بلاطة. أما الأساكيب الوسطى التي يجاورها صحنان صغيران فتشتمل على إحدى عشرة بلاطة وهذا بقطع النظر عن الأروقة الجانبية. وفي داخل بيت الصلاة يمكن مشاهدة أعمدة صغيرة بين الأعمدة الأساسية، وهي من الآجر ويرتفع علوها إلى 40 سنتمترا تقريبا. وكان الغرض من هذه الأعمدة الصغيرة حفظ القوالب التي شيدت عليها العقود والتي ضاع أثرها.ويوجد جنوب الصحنين الصغيرين ثلاث بلاطات صغيرة وثلاث أكاسيب يفصلها عن باقي بيت الصلاة أعمدة صغيرة.

أعمدة المسجد

تبلغ أعمدته حوالي أربعمائة، كما كان عدد أبوابه 16، ستة منها في الجانب الغربي وأربعة في الجانب الشرقي واثنان جنوبا وأربعة في الجانب الشمالي. على أن تساقط أعمدة الجامع سنة 1755م ثم إعادة وضعها في عهد الحماية الفرنسية قد يثير بعض الشك في التصميم الأصلي لأعمدة المسجد. ولعل هذا هو السبب في عدم تناسق قطعيا تناسقا تاما.

محراب المسجد

أما محراب المسجد فيبلغ ثلاثة أمتار عرضا وثلاثة طولا. ولكن لم يبق إلا مكانة تهدم أعلاه.ويحيط بالمسجد سور عظيم يبدو من جهة المحراب مزدوجا، بدليل أن بعض أجزاء هذه الجهة قد سقط منها السور الداخلي، وبقي السور الخارجي مائلا. وقد عمل في هذا المسجد سبعمائة أسير من أسارى الأفرنج مثل كثير من المساجد الأخرى بالمغرب. وقد وصفه صاحب الروض المعطار بأنه من أعظم مساجد الإسلام وأحسنها شكلا وأفسحها مجالا وأنزهها منظرا. ويلاحظ أن المحراب الذي يقع في أقصى البلاطة المركزية لا يتجه نحو الجنوب الشرقي، فجدار القبلة ينحرف كثيرا نحو الشرق، وهو مربع الشكل بخلاف باقي المساجد المغربية. ويتجه الصحنان الجانبيان عبر ثمانية أساكيب وثلاث بلاطات ويحيط بهما أعمدة ترتفع عليها عقود.

أبواب المسجد

بقايا السور المحيط بالجامع، ويظهر أفراد من الحرس الملكي المغربي على البوابة ونظرا لارتفاع البناء فإن بعض أبواب المسجد كان يصعد إليها بدرجات لم يبق منها الآن إلا سافلها يحيط بها جدران من الجص وكانت سبعة من هذه الأبواب تشرف على الصحن. وكانت الأبواب في غاية الضخامة حسب تقدير بعض الخبراء. فقد كان ارتفاعها يتجاوز ارتفاع الجدار نفسه أي 10 أمتار، كما كان عرضها يداني عشرة أمتار ونصفا. أما تيجان الأعمدة فتختلف زخرفته، فبعضها يشبه تيجان باب الرواح وبعضها يشبه تيجان أعمدة مسجد قرطبة.

صحن المسجد

ويمتد الصحن الكبير على مسافة 139 x 139م. ويشمل على آبار تغطيها عدة عقود. وتقع الآبار في وسط الصحن المذكور ويبلغ طولها 69م وعرضها 28م ونصفا بينما يتجاوز عمقها سبعة أمتار.وتحادي الصحن الكبير أروقة تمتد على جانب سور الجامع من الشرق إلى الغرب، كما يمتد رواق مزدوج جهة الجنوب.

الفن الزخرفي لهذا المسجد

ويستمد جامع حسان فنه في الجملة من مساجد الأندلس والقيروان والشرق الإسلامي. وهكذا يأخذ الجامع شكله العام من هندسة الجوامع الأندلسية، ومن بين مؤثراته الشرقية السدفتان المواجهتان لجدار القبلة، ومن مؤثرات القيروان عقود المنار المتجاوزة، وكذلك عدم تساوي الأعمدة ولو أنها كانت عن قصد في جامع حسان، ربما لترفع فوق صغارها قباب تتساوى في ارتفاعها مع السقف المنصوب فوق الأعمدة الكبيرة، ولكي لا يضفي تساوي العقود على المسجد طابعا رتيبا.

قنوات الماء

يحتوي المسجد على آبار داخلية لحفظ المياه وتصريفها وبالتالي للاستعانة بها بالإضافة إلى مياه القنوات الخارجية التي لا يبدو لها مع ذلك أثر، كما لا نشاهد أثرا لفسقيات الوضوء التي يبدو من تصميم الجامع أنه لم يكن لها مكان في وسطه الذي كان معدا للتسقيف كمعظم مساحة الجامع. ولقنوات الماء منافذ متباعدة تسدها بلاطات حجرية. وتمتد قناة أسفل أرض كل صحن على عمق ثلاثة أمتار وقد بنيت كلها من الجص إلا في بعض الأماكن حيث تتشكل أقواسها من الآجر. وعلى مسافة من أركان الآبار في الحاجز الشمالي تمتد قنوات أخرى محاذية لجوانب الصومعة. وهذه القنوات أسفل الأرض كسابقتها.

Mr. Ali 1 04-11-2013 04:05 PM

مسجد ثقسفت ندهار - المغرب




http://files2.fatakat.com/2013/5/13696694818571.jpg




يوجد مسجد ثقسفت ندهار في وسط القرية في منطقة مرتفعة بحيث يمكن رؤيته من أي مكان في القرية وخارجها .

وقد بني هذا المسجد منذ زمن بعيد وفي الثمانينات تم بناء الصومعة التي تشبه إلى حد كبير إحدى منارات الحرم المكي .

ويتميز هذا المسجد ببنائه على الطريقة العصرية ويتوفر على قاعة للصلاة تتسع لأزيد من ألف مصلي مجهزة بسجاد أرضي يحمي من البرد ومروحيات هوائية تساعد على التخفيف من درجة الحرارة أثناء الصيف .

ويتوفر المسجد أيضا على قاعة للوضوء مجهزة بأحدث التجهيزات ويوجد في هذا المسجد أيضا العديد من البيوت منها بيت خاص للفيقه وبيوت للطلبة وبيت للمطبخ و بيت للتعليم يستخدم لتعليم الأطفال الصغار الذين لم يحن بعد موعد تسجيلهم بالمدرسة.

وفي هذا المسجد يتم أداء الصلوات الخمس وخطبة الجمعة وصلاة العيد أيضا كما يستخدم أيضا لمزيد من المصالح العامة للناس.

Mr. Ali 1 05-11-2013 12:05 PM

مسجد مولاي إدريس زرهون بمكناس - المغرب




http://www3.0zz0.com/2013/11/05/10/351992137.jpg




تاريخ المبنى:


الفترة الإدريسية (القرن 3 - 4 الهجري / 9 - 10 الميلادي)؛ الفترة المرينية (القرن 7 - 9 الهجري / القرن 13- 14 الميلادي)؛ الفترة العلوية (القرن 11 - القرن 15 الهجري / القرن 17 - 20 ميلادي)

الفترة/الأسرة الحاكمة:

الفترات الإدريسية والمرينية والعلوية.




راعي المبنى:


مولاي إدريس الثاني (حكم في الفترة 188 - 213 هجري / 803 - 829 ميلادي). كما قام السلطان مولاي عبد الرحمان، في عام 1240 هجري / 1824 ميلادي، ببناء مسجد جديد مرتبط بالضريح.



المعمارون أو معلمو البناء أو الحرفيون الذين شاركوا في تصميم المبنى أو تنفيذه:



قام مفتي فاس، الحاج المبارك، بإدارة الأعمال في عام 1308 هجري / 1890 ميلادي.



الوصف:



يشكل المسجد الذي يقع في قلب المدينة، والذي يحتضن قبر إدريس الثاني، مؤسس فاس والمعروف عموماً بزاوية مولاي إدريس، مع مسجد القرويين، الصرح الأشهر والأكثر زيارة في المدينة. تنتظم حوله شبكة من الأزقة، الواصلة إلى الأسواق والمدارس وأبواب المدينة.



يشكل الضريح جزءاً من مجموعة حضرية تضم:


- دار القيطون، وهي المسكن الأول، الذي سكنه المولى إدريس، في البدايات الأولى لبناء المدينة.
- مسجد الأشراف حيث كان مؤسس المدينة يؤدي الصلاة.
- دار الوضوء.
حمل هذا المركب كله اسم "الحٌرم".

يشكل هذا الضريح بالتحديد مسجدا واسعا وجميلا، شيد خلال تأسيس المدينة، وتقام فيه صلاة يوم الجمعة (مسجد جامع). وقد عرفت البناية تعديلات عديدة وترميمات
وتوسيعات، وخاصة خلال حكم المرينيين والوطاسيين والسعديين والعلويين.


ففي القرن 3 الهجري / القرن 9 الميلادي وبعد بناء مسجد القرويين ونقل خطبة يوم الجمعة إليه، فَقَدَ الضريحُ جزءا من إشعاعه. لكن الصرح سيحافظ على مخططه الأصلي، وعناصره البنيوية والمعمارية، حتى القرن 8 الهجري / القرن 14 الميلادي.

وفي عام 707 هجري / 1308 ميلادي، إبان حكم المرينيين، قام الشرفاء الأدارسة، سليلي إدريس الثاني، بإعادة بنائه بمبادرة من مفتي فاس، الحاج

وبما أن المبارك. وفي القرن 9 الهجري / القرن 15 الميلادي، شرع الوطاسيون في أعمال ترميم المسجد، فاكتشفوا في عام 841 هجري / 1437 ميلادي تابوت إدريس الثاني، وتعرف العلماء ورجال الدين لذلك العهد شرعيا على رفاته الجليلة.

ضريح المولى إدريس قد أضحى محجاً، فإن عددا من السلاطين عملوا على توسيع وتزيين المزار والمسجد؛ لكن التحولات الأكثر أهمية لم تحصل قبل حكم السلطان المولى إسماعيل (1083 - 1140 هجري / 1672 - 1727 ميلادي).

فقد جهز السلطانُ البنايةَ بالقبة الكبيرة الهرمية الشكل والخضراء اللون، التي تحتضنُ القبرَ الإدريسي، المغطى بقبة من الخشب المنحوت، والمرصع بترصيعات نحاسية وذهبية، والمحاط بعدة عواميد من الرخام الأسود والأبيض، وزَيَّنَ – المولى إسماعيل - الصحن بنافورة بديعة. كما شُيدتْ مئذنةٌ كبيرةٌ وجميلة متعددة الألوان، تُعدُّ أعلى مئذنة في المدينة العتيقة بأكملها. ووفقا للأسطورة والروايات التاريخية، فإن إنجاز الأعمال قد تم على يد متطوعين.

وقد أولى فيما بعد السلطان، المولى عبد الرحمان، عناية خاصة بالضريح، وبنى به المسجدَ الجديد في عام 1240 هجري / 1824 ميلادي، في موضع منزل شقشاق.


يتميز السجل الزخرفي للمسجد بالتنوع، لكنه يتواجد بشكل رئيس في الداخل؛ ولاتبدو في الخارج إلا بعض الزخارف. وتوجد على العقد المركزي للبوابة نقيشة كتابية حسنة التنسيق، ألوانها متعددة براقة ومتموجة تذكر بمجد الله ونبيه.


وقد قام بأغلبية الترميمات، التي يمكن للزائر أن يراها، الملك محمد الخامس، بعد عام 1956 ميلادي.


Mr. Ali 1 05-11-2013 12:22 PM

مسجد الأندلس - المغرب




http://www.habous.net/images/masajid...alous2-fes.JPG




في أيام يحيى بن محمد بن إدريس فكرت أسرة قيروانية كانت تسكن عدوة القروانيين، تتكون من رجل اسمه محمد الفهري القيرواني ومن ابنتين له إحداهما اسمها فاطمة والثانية اسمها مريم. فلما مات هذا الأب خلف مالا كثيرا ففكرت فاطمة في بناء جامع القرويين بهذا المال الموروث. وفكرت أختها مريم في بناء جامع الأندلس وشرعتا في ذلك سنة (245هـ).




عدوة فاس وعدوة القرويين


إن المولى ادريس حينما كان بمدينة وليلي وفد عليه عدد وافر من الأندلسيين والقيروانيين فكان من الضروري أن يفكر في تأسيس مدينة تضم الوافدين وتجمع أسرهم وتلائم أحوالهم فما كان منه إلا أن بنى مدينة فاس.

كانت المدينة أول الأمر صغيرة وكان البناء فيها يقتصر على ناحية كرواوة وما جاورها حيث بنى المولى ادريس مسجدا صغيرا سماه مسجد الأشياخ ولكن الوفود كانت تتوالى عليه وتنضم إلى دولته وتستظل بحمايته فضاقت المدينة وعمد إلى بناء الضفة الأخرى حيث بنى دورا للسكنى ومسجدا آخر عرف فيما بعد بمجد الشرفاء.


إن العدوة الأولى كانت مسكنا للأندلسين الذين التجأوا إلى المغرب بعد فرارهم من الحكم بن هشام الذي أوقع بالفقهاء فنسبت إليهم وأما العدوة الثانية فقد استقر بها المولى ادريس مع بعض القيروانيين فعرفت بعدوة القروانيين.


إن هاته الهجرة التي قام بها القيروانيون والأندلسيون إلى مدينة فاس كانت سببا في نهضتها العلمية والاقتصادية وسببا في ازدهارها وترقيتها وعاملا فعالا في نشر اللغة العربية بين أرجائها وتعميم هاته اللغة من بعد في بلاد المغرب.


وإن الاهتمام الذي أولاه المولى ادريس لهؤلاء المهاجرين جعل الهجرة إلى هاته المدينة يعلو رقمها يوما فيوما وجعلها تستمر ولو بعد وفاته حتى بلغ رقما قياسيا أيام حفيده يحيى بن محمد الذي تولى الملك سنة 234هـ.



تطور العمران والحاجة إلى الزيادة في بناء المساجد


إن كثرة الوافدين على مدينة فاس أيام هذا الملك كانت سببا في عمرانها وحيويتها وتمكين نفوذها في باقي أجزاء المملكة ولكن ليس من المعقول أن تظل المدينة كما كانت من قبل لأن الضرورة أصبحت تدعو إلى زيادة فيها والى توسيعها والى تهييء المساجد الكافية للصلاة والتعليم فقد كان في بلاد الإسلام يعتبر مركزا ثقافيا يتلقى فيه المسلمون دروس دينهم ولغتهم بعد أن يؤدوا فيه صلواتهم ولم يعد المسجدان اللذان كانا بالمدينة كافيين لهذا الحجم الغفير من السكان بل أصبح الواقع يدعو إلى التفكير في بناء مساجد أخرى وكانت أريحية المسلمين تدعوهم إلى الاهتمام بشؤون دينهم وإلى العمل على تركيز أسسه والى إنفاق الأموال في سبيل ذلك ولكنهم كانوا يخشون أن ينفقوا مالا حراما في شيء من هذا لذلك كانوا ينتظرون الفرصة حتى يملكوا مالا لا شبهة فيه وحينئذ تطمئن قلوبهم إلى أن يحققوا بعض المشاريع الدينية وهذا ما وقع بالفعل أيام يحيى بن محمد بن ادريس فإن أسرة قيروانية كانت تسكن عدوة القروانيين تتكون من رجل اسمه محمد الفهري القيرواني ومن ابنتين له إحداهما اسمها فاطمة والثانية اسمها مريم فلما مات هذا الأب خلف مالا كثيرا ففكرت فاطمة في بناء جامع القرويين بهذا المال الموروث وفكرت أختها مريم في بناء جامع الأندلس وشرعتا في ذلك سنة 245هـ.


الأنشطة العلمية لجامع الأندلس

إن هذا الشعور الديني الذي شع من هاتين المرأتين ليعد بحق مفخرة من مفاخر المرأة العربية المسلمة وليعتبر من أقوى مظاهر الرقي الفكري عند نسائنا في الماضي وان تفكير السيدة مريم القيروانية لنستدل به على الانسجام الذي كان سائدا بين سكان فاس أيام الأدارسة وعلى التآلف الحاصل بين عدوتيها وأن ما وقع من التناحر أيام المغراويين بين هاتين العدوتين إنما كان أساسه الخلاف الحاصل بين الحاكمين.


ولما تم المسجد بالبناء أقبل الناس عليه واهتموا به إلا أنه لم يصبح مسجدا جامعا تقام فيه الخطبة إلا في أيام الزناتيين الموالين للأمويين بالأندلس سنة 345هـ بعد مائة عام من تأسيسه فقد زاد فيه الأمير أحمد ابن أبي بكر الزناتي زيادة كثيرة نقل إليه الخطبة من مسجد الأشياخ.

وبعد نقل الخطبة إليه أصبح له دور سياسي خطير لأن منبر المسجد كان يوجه الشعب حسب آراء الدولة الحاكمة ويشرح للرعايا نظام الحكم الجديد ويحلل لهم المبادئ والخطط التي يسير عليها الملوك الحاكمون خصوصا في تلك الفترة الحاسمة التي كان المغرب يعيش فيها مهدد الجانبين وتحاول كل من الدولة الفاطمية التي كانت قد تأسست بتونس سنة 297هـ والدولة الأموية بالأندلس أن يكون تحت قبضتهما وكلما حاول الاستقلال عنهما أو الصمود في وجهيهما لقي الأهوال والشدائد فهذا يحيى بن ادريس بن عمر ابن ادريس أعظم الأدارسة صيتا وأقدرهم على مجابهة الأهوال وتسيير الدولة مني بهجوم العبيديين عليه سنة 305هـ ورغم مقاومته لهم فقد اضطر إلى أن يقيم معاهدة صلح معهم على شرط ذكرهم في المنابر والدعاء لهم في المساجد ورغم هذه الشروط فقد رجع إليه العبيديون مرة أخرى سنة309هـ وبقي سجينا في يد موسى بن أبي العافية ما يزيد على العشرين سنة.


تراجع هذا الدور


ورأى الأمويون أن سلطتهم بالأندلس ستنهار إذا ما استمر العبيديون بالمغرب لأنهم سيجعلونه ممرا إلى غزوهم ولذلك ارتأى نظرهم أن يحتلوه ويشجعوا فيه الفتن حتى إذا جاؤوا إليه وجدوه طائعا لينا واستخدموا دهاءهم السياسي فأفسدوا العلاقة بين موسى بن أبي العافية والعبيديين سنة 320هـ، وضيقوا الخناق على الدولة الادريسية التي انتقلت إلى شمال المغرب وتمكن عبد الرحمن الناصر من سبتة وطنجة وجعلهما مبدأ انطلاقه لاحتلال البلاد وأصبح يقاتل البربر حينا ويستميلهم أحيانا حتى أصبحوا تحت طاعته وما هي إلا أيام حتى احتل مدينة فاس وجعل عليها وليا من الزناتيين هو محمد بن الخير ثم ولى من بعده ابن عمه أحمد بن أبي بكر الذي أبعد الرأي العام عن المسجدين الأولين اللذين كانت تنبعث منهما الدعوة للعبيديين والأدارسة ووجه عنايته إلى اصلاح مسجد الأندلس ومسجد القرويين ونقل الخطبة إليهما.


وكادت فاس تعرف في أيامه نوعا من الاستقرار السياسي وتأمن غوائل الفتن التي كانت تتعاقب عليها وكاد السكان ينسون ما لاقوه من محن وأصبحوا يهتمون من جديد بالثقافة وأصبح مسجد الأندلس منبعا لما يأوي إليه الطلاب من كل صوب وحدب ينهلون منه غذائهم الفكري ويستفتون فيه عن قضاياهم الدينية بل كاد يصبح مركزا للفقه المالكي نظرا لما يقوم به علماء المذهب من نشاط تعليمي حينذاك يقول الجزنائي في كتابه زهرة الآس
أن جماعة من الصلحاء والعباد التزموا جامع الأندلس وتفرغوا فيه للعبادة بعد تحصيل العلم ويقصدهم الناس للفتاوي وطلب العلم والأدب والتماس الدعاء وذكر منهم الفقيه جبر الله بن القاسم نزيل عدوة الأندلسيين بفاس فقال: وهو ممن أدخل علم مالك إليها وهو من مشاهير فقهائها ومتقدميهم لقي أصبغ بن الفرج وسمع منه… وهو ممن لحق دراس بن اسماعيل رحمه الله. كان جبر الله هذا مطلعا على الفقه المالكي اطلاعا متينا حتى أنه استطاع أن يجيب دراسا عن كل ما تضمنه كتاب ابن المواز.


وشاء القدر لهاته النهضة العلمية أن يكبح جماحها ولهذا المسجد أن يفقد نشاطه العلمي حين أرسل العبيديون جيشا عظيما سنة 349هـ بقيادة قائدهم جوهر فدخل فاسا عنوة وقتـل عددا من أبنائها وعلمائها وأسر أميرها أحمد بن أبي بكر الزناتي وخمسة عشر من أعيان البلاد وحملهم إلى القيروان وهم في أقفاص من خشب وطاف بهم ثم حملهم بعد ذلك إلى المهدية حيث سجنوا إلى أن ماتوا في السجن.


Mr. Ali 1 05-11-2013 12:28 PM


من مركز ثقافي إلى مقر سياسي

إن مسجد الأندلس بعد هاته الوقعة فقد مركزه الثقافي وأصبح مقرا سياسيا يوجه السكان إلى خطط جديدة خصوصا بعد أن استقلت العدوة عن الأخرى وذلك حينما حاول الأمويون إيعاد شبح العبيديين عن المغرب مرة أخرى فقد أعطوا أمرهم لزيري بن عطية المغراوي باحتلال المغرب فأرسل قائده عسكلان الذي احتل عدوة الأندلس سنة 375هـ، واستغل منبر جامع الأندلس للدعاية لبني أمية وأعلن البيعة لعبد الرحمن الناصر في حين أن عدوة القرويين بقيت في يد العبيديين إلى سنة 376هـ. ثم وقع ذلك مرة أخرى حينما استقل فتوح ابن دوناس المغراوي بعدوة الأندلس وأخوه عجيسة بعدوة القرويين.

إن هذا الاضطراب افقد البلاد ازدهارها وأطفأ شعلتها وزال لمسجد الأندلس مكانته الثقافية ولم يسلم المغرب من هذا الاضطراب إلا حينما استولى المرابطون على المغرب بقيادة يوسف بن تاشفين الذي دخل مدينة فاس سنة 462هأ، بعد حصار طويل وبعد أن قتـل من أهلها عددا كبيرا وذكر ابن أبي زرع أن ابن تاشقين قتـل بجامع القرويين وبجامع الأندلس ما يزيد على ثلاثة آلاف.


وفي أيامه استتب الأمن في البلاد لأنه كان مشتهرا بالحزم والجرأة في مجابهة المخالفين ولقد عمل على نشر المهب المالكي بكل الوسائل وعمر المساجد وأعطى الأوامر بعقاب الذين لا يبنونها بإحيائهم لذلك كثرت وانتشرت فلا تمر إلا خطوات حتى تجد مسجدا يذكر فيه اسم الله أو يعلم فيه كتابه أو يلقن فيه درس في الثقافة العامة.


جامع الأمويين في عهد المرابطين


إلا أن الملاحظ يرى أن جامع الأندلس في أيام المرابطين فقد تلك المكانة التي كان يمتاز بها من قبل وأصبح مسجدا عاديا وتوجهت عناية الدولة إلى جامع القرويين فهذا على بن يوسف بن تاشفين قد وسع مسجد القرويين وزينه بكثير من النقوش ووشى جدرانه بالزخارف البديعة في حين أنه لم يفعل شيئا من ذلك في مسجد الأندلس ولعل السبب يرجع إلى الظاهرة الجديدة التي أصبحت عليها مدينة فاس بعد احتلالها من طرف يوسف بن تاشفين لأن هدم الأسوار التي كانت تحجز بين العدوتين وصير المدينتين مدينة واحدة فقد سئم من تلك الوضعية التي كانت عليها البلاد لأنها كانت تجر دائما إلى التفرقة والثورة ويكفي فاسا ما قاسته أيام المغراويين ويكفيها ما شاهدته من الأهوال أيام تنافس العبيديين والأمويين وأن المصلحة تقضي الوحدة بين جزئيها ولم شتاتها وتوجيه سكانها إلى مسجد واحد يدرسون به وتكون له الأهمية الكبرى في البلد فقر رأيهم أن يكون هذا المسجد هو جامع القرويين ولذلك لا نجد لمسجد الأندلس في عهدهم شخصية يمتاز بها دون غيره.


بعث دور الجامع في عهد الموحدين


فلما انقضى عهدهم وتولى الكم أصحاب المهدي بن تومرت رجعت مكانته لحاجة الموحدين إلى المساجد يشرحون فيها نظريتهم التي يدعون إليها ويبينون للناس مدى الفرق بين التحرر الفكري الذي يسبرون عليه وبين ما كان عليه الفقهاء أيام المرابطين لقد استغلوا المساجد حينذاك في شرح العقيدة الأشعرية وشجعوا المجددين الذين يعملون على نشرها واشترطوا في الخطباء أن يكونوا عارفين باللغة البربرية بعيدين عن التقيد بمذهب مالك وأصبح مسجد الأندلس يشارك بدوره في توجيه الأفكار ضد المذهب المالكي سيرا مع الدولة الحاكمة التي قاومته بكل نشاط خصوصا أيام الناصر الذي بويع له سنة 595هـ قال عبد الواحد المراكشي في كتابه المعجب: وفي أيامه انقطع علم الفروع وخافه الفقهاء وأمر بإحراق كتب المذهب بعد أن يحرر ما فيها من حديث رسول الله ص والقرآن ففعل ذلك وأحرق منها جملة في سائر البلاد كمدونة سحنون ونوادر ابن أبي زيد ومختصره وكتاب التهذيب للبرادعي وواضحة ابن حبيب وما جانس هذه الكتب ونحا نحوها قال ولقد شهدت منها وأنا يومئذ بمدينة فاس يؤتى منها بالاحمال فتوضع ويطلق فيها النار ثم قال وكان قصده في الجملة محو مذهب مالك وإزالته من المغرب مرة وحدة وحمل الناس على الظاهر من القرآن والحديث وهذا المقصد بعينه كان مقصد أبيه وجده إلا أنهما لم يظهره وأظهره يعقوب هذا
.


ولا شك أن مثل هذا التضييق على مذهب مالك فيه الضغط والإكراه بل يحتاج أيضا إلى تبيين ذلك على أسس العلم والمعرفة وتلك مهمة العلماء في المساجد وإذا كان مسجد الأندلس في تاريخه مرتبطا بحلقات دروس الفقهاء المالكيين فلماذا لا يرجع أيام الموحدين مركزا للدراسات الجديدة؟ لذلك استقر رأي الناصر الموحدي على تجديده وادخل فيه من الإصلاحات ما بقي خالدا إلى الآن ويكفيه فخرا أنه هو الذي بنى أعظم أبوابه وأحسنها زخرفة تلك هي الباب المدرجة التي توجد في جنوب المسجد.


إدخال إصلاحات ه
ا
مة تطال جامع فاس


قال الناصري
وفي سنة 604هـ، أمر الناصر ببناء دار الوضوء والسقاية بإزاء الجامع وجلب إليها الماء من العين التي ارج باب الحديد وأمر ببناء الباب الكبير المدرج الذي بحصن الجامع وانفق عن ذلك كله من بيت المال.


وأصبح المسجد بعد هذا الإصلاح من أعظم مساجد فاس وتهافت الناس على التعبد فيه والاستماع إلى العلماء والخطباء من منبره خصوصا في السنوات الأولى بعد إصلاحه أن مدة ازدهاره لن تدم نظرا لوفاة الناصر الذي كان حريصا على نشر العلم ونظرا للسبيل العظيم الذي جرف عدوة الأندلس سنة 626هـ فهدم من جامعها ثلاثة بلاطات وهدم دورا كثيرة وفنادق متعددة ونظرا للحالة التي كانت عليها البلد حينذاك فإن الدولة الموحدية كانت في حالة احتضار بعد موت الناصر سنة610هـ، ولم يبق لها الفراغ للعمل على رتق ما فسد إنما كانت تقضي أيامها في الحروب الداخلية التي منيت بها بسبب الخلاف الحاصل بين أفرادها وبسبب اكتساح بني مرين لنواحي فاس وسبب استقلال الدولة الحفصية بتونس وبسبب المحاولة التي قام بها بنو عبد الواد في الجزائر ليستقلوا عن حكم الموحدين لذلك بقي مسجد الأندلس مهدما في بعض الجوانب لا تقام الصلاة إلا في جزء منه حتى إذا كانت سنة695هـ، في أيام المرينيين عرف خطيبه وإمامه الشيخ أبو عبد الله محمد بن مونة الأمير أبا يعقوب ابن أبي يوسف بن عبد الحق بحالته فجدد وأصلحه من مال الأوقاف.


وبعد هذا الإصلاح أصبح المسجد كلية تكاد مختصة بدراسة الفقه المالكي وتحليل كتبه لأن رد الفعل من بني مرين كان في منتهاه ضد الموحدين وأصبحوا يحيون من جديد جميع الكتب التي أحرقت في أيامهم وقام العلماء بتدريس ذلك في جامع الأندلس فهذا أبو الربيع سليمان الونشريسي الفاسي المتوفى في سنة 705هـ، كان يدرس بهذا المسجد كتاب التفريع لابن الجلاب والمدونة يقوم عليهما أتم قيام ولأهمية دروسه كان يحضره علماء البلد الأكفاء فقد كان يحضر مجلسه خلف الله المجاصي
الذي كان يحفظ المقدمات والتحصيل والبيان لابن رشد والقاضي أبو سالم ابراهيم اليزناسني.


ازدهار هذا الجامع في عهد المرينيين



وفي عهد المرينيين بلغ ازدهار هذا المسجد أوجه لأنهم كانوا يعتنون بالعلم عناية فائقة ويعملون على نشره بكل الوسائل خصوصا في أيام أبي سعيد عثمان وأبي الحسن وأبي عنان فلقد بنى أبو الحسن مدرسة الصهريج بإزائه ليقرب على الطلبة مشقة اليسر وليجعل مأواهم قرب المسجد الذي يدرسون به وكذلك بنى مدرسة السبعين وجعلها خاصة للروايات السبع في القرءان.


ورغم أن مسجد الأندلس كان يدرس به في هذا العهد بعض فطاحل العلماء ويخطب به فضلاؤهم فقد كان يعتبره بعض الخطباء دون جامع القرويين لذلك نرى أن ابن الحباك المكناسي المتوفى سنة870هـ حينما كان خطيبا بالقرويين وأزيل من الخطبة طولب بعد ذلك بالإمامة بجامع الأندلس فأبى وقال إذا كان خلعي عن تجريح فأنا لا أصلح لإمامة الأندلس أيضا وإن كان ير ذلك فقبولي من قلة الهمة
وعلق ابن زيدان على هاته الملاحظة فقال لأن منصب الخطابة بالقرويين أشرف من منصب الإمامة بالأندلس.


ربما أن البحث قد جرنا إلى ذكر بعض الخطباء والمدرسين بجامع الأندلس فإني أرى واجبا على أن أذكر من بينهم العلامة الفاضل عليا بن عبد الرحمن الأنفاسي المتوفى سنة860هـ لقد كان مطلعا على الفقه المالكي وانتفع به في قراءة المدونة جماعة من العلماء كالشيخ زروق والأستاذ الصغير النيجي والعلامة ابن غازي ذكره في سلوة الأنفاس فقال: حكي أن الناس احتاجوا في أيامه للمطر فسألوه أن يستغيت لهم ويستسقي والحوا عليه في ذلك فوعدهم ليوم ثالث من يومئذ ولما كان الغد أخرج ما عنده من الزرع وصيره صيرة في صحن جامع الأندلس ثم تصدق به وقال لهم الآن ابكي كبكاء المسلمين فاستقسى لهم فسقوا
وبعد وفاته تولى الخطابة بالمسجد تلميذه أبو عبد الله محمد بن الحسين بن محمد بن حمامة الأوربي النيجي المعروف بالصغير ذكر ابن غازي أنه لازمه كثيرا وقرأ عليه القرءان ثلاث ختمات آخرها للقراءات السبعة وذكر المنجور في فهرسته إنه ختم عليه القرءان بالقراءات السبعة ثلاثمائة طالب وتوفي سنة 887هـ، وبعد وفاته تولى الخطابة أبو الحسن علي بن القاسم التجيبي الشهير بالزقاق صاحب النظم المعروف بالزقاقية توفي سنة 912هـ.


وإذا تتبع الباحث هؤلاء الخطباء أيام بني مرين وبني وطاس فإنه سيجدهم من العلماء المبرزين ويكفيك دليلا على ذلك أن من بينهم رواية المغرب ومفتي فاس أبا محمد عبد الله بن علي بن أحمد العاصمي المعروف بسقين لقد كان مشتهرا بعلمه في الشرق والمغرب رحل إلى المشرق سنة 909هـ وزار بلاد السودان وروى الحديث بمصر عن القلقشندي وزكرياء الأنصاري والسخاوي ورواه بمكة عن ابن فهد وكلهم ن الحافظ بن حجر لذلك اجتمع له من العلم بالحديث ما لم يتسير لغيره من أهل فاس
خطب بجامع الأندلس سنة 944 إلى أن توفى سنة 956هـ، وهي السنة التي استولى فيها محمد الشيخ السعدي على فاس.


لقد رأى محمد الشيخ أن الدولة السابقة كانت تعتني بجامع الأندلس فتختار لها من العلماء والخطباء ذوي الكفاءة والفضل فسار على نهجهم ولما وفد على فاس العالم التلمساني أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمان المغراوي قلده السلطان منصب الفتوى والتدريس المغراوي خطيبا بمسجد الأندلس فاستمر به مدة ثماني سنوات ثم انتقل بعد ذلك إلى الخطبة بجامع القرويين.


جامع الأندلس في عهد السعديين


وسار السعديون على النهج رغم اشتغالهم بالحروب ومحافظة الثغور ومعارضة التدخل الأجنبي لأن اهتمامهم بالعلم كان من أسس سيرتهم خصوصا في أيام أحمد المنصور الذهبي الذي تولى الملك سنة 986هـ بعد الانتصار العظيم الذي حصل عليه بوادي المخازن وبعد القضاء على كل سعي يحاول الأجنبي القيام به لاحتلال البلاد من جديد.


وفي أيامه كان المتولي لخطابة الأندلس والتدريس به العالم الشهير يحيى بن محمد السراج الأندلسي وهو حفيد الشيخ يحيى السراج
صاحب ابن عباد وكان ماهرا في علوم الفقه مدرسا يعرف المدونة ويدرسها توفي سنة 1007هـ.



ورغم اعتناء السعديين بالدراسة في هذا المسجد واختبار أحسن الخطباء له فهم لم يهتموا ببنايته ولم يصلحوه لذلك وجده العلويون في حاجة إلى عنايتهم فقام المولى إسماعيل فخر الدولة العلوية ومحرر المهدية والعرائش من يد الاسبان وطنجة من يد الانجليز بتجديده وترصيفه يقول ابن زيدان في كتاب الدرر الفاخرة حين تحدثه عن المولى إسماعيل: وفي عام 1093هـ جدد مسجد الأندلس ورصف صحنه بالزليج يشهد بذلك ما هو منقوش في الخشب خارج قبة السقاية هناك ولفظه:

مولاي اسماعيل البسني البها *** فسحــبت ذيلي فوق كــل نـفيس
زهوي ببيت الله حسبي مفخرا*** إذ صـرت أجلي فيه جلو عروس
فرفعت فوق السلسبيل سرادفا ***في عام 1093 يحمل شاهد تأسيسي


وكان ابتداء العمل فيه عام تسع وثمانين وألف هـ
.

الفايق 05-11-2013 12:30 PM

مشكووووووووووووور

Mr. Ali 1 05-11-2013 12:43 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفايق (المشاركة 5578049)
مشكووووووووووووور



شكراً علي المرور الكريم

Mr. Ali 1 05-11-2013 12:53 PM

مسجد النور بأزرو - المغرب




http://3.bp.blogspot.com/-DYP5httH7H...MAGE_00157.jpg



مسجد النور- العهد العلوي بعد الإستقلال - آزرو.


شيد مسجد النور بآزرو من طرف المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه.

Mr. Ali 1 05-11-2013 01:02 PM

جامع بن يوسف بمراكش - المغرب




http://www.habous.net/images/masajid...-marrakech.JPG






بني مسجد بن يوسف بمراكش على يد علي بن يوسف اللمتوني سنة 525 هـ، على قطعة أرضية مساحتها 5000 م²، وأعاد بناءه المولى سليمان سنة 1235 هـ 1819 -1820ميلادية.



مقدمة:


في الوقت الذي كانت فيه أوروبا ترتع في رِبْقَةِ الجهل، وتتقلب في ظُلُمات الانحطاط والتأخر - كانت الحضارة الإسلاميَّة في أوج مَجدها وعظمتها في شَتَّى ألوان الآداب والعلوم والفنون، مؤلفة الكتب في كُلِّ علم، ومُسطِّرة التقدم في كل مضمار، ومُشيدة لتلك القصور والنَّوادي والمراكز والجوامع في كل صقع، فكان جامع القرمللى بطرابلس، وجامعة القيروان، وجامع الزيتونة وتلمسان..

وعلى الرَّغم من البعد الجغرافي للمغرب الأقصى عن الشَّرق، فقد ظل حضاريًّا قريبًا منه، بفضل المراكز العلميَّة التي كانت مقصد طلاب العلم من مختلف الأصقاع، فاشتهرت بها الحواضر والمدن التي احتضنتها.

فإذا كانت مدينة "فاس" بالمغرب قد اشتهرت بجامع القرويين، فإنَّ مراكش عاصمة الجنوب قد اشتهرت أيضًا بجامع ابن يوسف، وابن يوسف هذا هو أبو الحسن علي، الابن الأكبر ليوسف بن تاشفين الصنهاجي اللمتوني، مُقعِّد قواعد دولة المرابطين، ومُؤسس مدينة مراكش الحمراء، الذي عرف بالحزم والصَّرامة، حيثُ باشر أمورَ المغرب الأقصى بقوة، بمجرد تسلُّمه مقاليد الحكم من أبيه، وكان في بداية حكمه شديدَ الحرص على توحيد جهات المغرب.

أولاً: في مفهوم الجامع وأهميته

ولا بُدَّ من الإشارة في البداية إلى أنَّ مصطلح الجامع دالٌّ على المسجد الكبير، الذي تقام فيه صلاة الجمعة، بَيْدَ أنَّه لم ترد هذه التسمية في القرآن الكريم، وإنَّما وردت فيه عبارة المسجد، فيقال: "مسجد مكة"، و"مسجد المدينة"، و"مسجد قباء"، وصفًا للمسجد، وجدير بالذِّكْر أنَّه ورد الجامع في الحديث؛ إذ ترجم البخاري في الصَّحيح: "باب الاستسقاء في المسجد الجامع".

لقد وجد في المغرب المسجد والجامع، واسْتُعْمِلَ فيه الاسمان معًا دون أن يكون بينهما حدٌّ فاصل، إلاَّ أن الجامع أخذ اهتمامًا أكبر في كتب التاريخ والحوليَّات والحوالات الوقفيَّة؛ لأهميته، وسعته، وتعدد مرافقه، وزخارفه، ووفرة ريع أوقافه في أغلب الأحيان.

وقد حقَّ ما قاله المستشرق (ليفي بروفنسال) عن أهميَّة الجامع في الحضارة الإسلاميَّة؛ حيثُ قال: المركز الحقيقي الذي يُعَدُّ قلب المدينة الخفَّاق هو المسجد الجامع، وما يلاصقه في أي مدينة إسلاميَّة لها شيء من الأهمية، ذو منزلة تُغني على كل إطناب، ذلك بأنه ليس بيت العبادة فحسب، ولكنَّه المركز الذي تدور حوله الحياة الدينية، والعقلية، والسياسية للمدينة.

إلى درجة قوله: المسجد الجامع - لا مَقَر الحكومة - هو الذي يَجب أن يتخذ مِفْتاحًا لكل دراسة طبوغرافيَّة أو تاريخيَّة، في أي مدينة إسلاميَّة، والواقع أنه من النَّادر أن يصف جغرافِيٌّ عربي مدينة دون أن يبدأ بجملة من الأخبار عن المسجد الجامع فيها.

وعليه؛ فالمسجدُ الجامع هو القلب النابض الذي تنطلق منه الدقات الحضارية؛ فهو مجال التعبد أولاً، ومكان التواصل والتآلف ثانيًا.

وعليه؛ فإنَّ الحديث عن مسجد ابن يوسف، كصرح شامخ، ومنارة للهدى عبر العصور، ومركز للإشعاع المعرفي، وحقل لصقل المواهب والعبقريَّات، وحرم جامعي خالد ومتميز - حديثٌ يستدعي الوقوف والتأمُّل لاستخلاص الدُّروس والعبر.

ثانيًا: ابن يوسف والتأسيس والإصلاحات

لقد جعلت بعضُ الوقائع التاريخيَّة الدولةَ المرابطيَّة في مواجهة من القوى الإقليميَّة الكبرى، وكان اللِّقاء التاريخي بموقعة الزلاقة الفاصلة، فزادَ الدَّولة بهذا النصر فخرًا آخرَ، ومكسبًا جديدًا، وقد أرادت الدولة المرابطية أن تعزز هذا السبق العسكري بسبق علمي ومعرفي، فكان التفكير في تأسيس معلمة تنبعث منها أنوارُ الهداية، وتَخرج منها المعارف الإسلاميَّة، ولم تَكُن ثَمرة ذلك سوى جامع ابن يوسف.

وقد اختلفت المصادر التاريخيَّة في سنة تأسيسه، فذهب ابن القطان والزَّركشي وصاحب الحلل إلى نهاية سنة 520 هـ.

بَيْدَ أنَّ ما يجعلنا نستبعد هذا التاريخ أنَّ صاحب "الحلل الموشية" نفسه يعودُ فيؤكد: أن محمدَّ بن تومرت نَاظَرَ فقهاء المالكيَّة مناظرته الشهيرة، بمسجد ابن يوسف سنة 515 هـ، وهذا يدُلُّ على أنه كان قائمَ الدَّعائم، قبل السنة التي حددتها تلك المصادر، ويُؤكد ذلك محمد بن عثمان المراكشي بقوله: "ولما انتهى الإمام المرابطي من تشييده سنة 514 هـ، زوَّده بحظ أوفر من عنايته، وجَلَبَ أهل العلم والفَضْل لساحته، وجمع رجالَ الفكرِ والأدب بجانبه، فوَطِئته أقدامُ الأندلس، وحلَّت به ركابه الأولى، وتدفق فيه علمها وآدابها.

كما استدل العلاَّمة الرحالي الفاروق على أنَّ سنة تأسيسه كانت سنة 514 هـ؛ استنادًا إلى ما ذكره ابن خَلْدون حول مناظرة المهدي، والفقهاء اللمتونيين، التي تَمَّت في ظل الجامع عام 515 هـ.

وعليه؛ فالرَّاجح أنَّ النواة الأولى لهذه الجامعة - جامع ابن يوسف - تأسست عام 514هـ، في وسط المدينة، على مساحة فسيحة تبلغ نحو 10000 متر مربع؛ ليكونَ دار علم ومعرفة، وتقلصت هذه المساحة مع مرور الزَّمن، ووصف الحسن الوزان المعروف بليون الإفريقي في كتابه "وصف إفريقيا" عن مشاهدة جامع ابن يوسف قائلاً : "إنَّه في غاية الحسن".

وقد عرف الجامع عدَّة إصلاحات وتجديدات عبر القرون؛ هَدَفَ بعضٌ منها إلى طمس معالم مؤسسه الأول، وفي هذا الصَّدد يذكر الحسن الوزان تبعًا لمؤرخين سابقين أن: "عبدالمؤمن بن علي مؤسس الدولة الموحدية هَدَمَ هذا الجامع، وأعاد بناءه؛ ليمحوَ اسمَ مُؤسسه علي بن يوسف، ويَجعل اسمه هو مكانه"، بَيْدَ أن عمله ذهب سُدًى، والدليل على ذلك أنَّه لا يجري على ألسنة النَّاس إلى الآن إلا الاسم القديم: "جامع ابن يوسف".

وقد تقلَّصت مساحته أثناء عمليَّة التَّرميم، وكان آخر من جدَّده السلطانُ المولى سليمان عام 1236 - 1820 بناه بناء ضخمًا، وأزال منارته الأصليَّة التي كانت له قديمًا، ولا زال آثارها ظاهرًا، وشيد منارة أخرى بديعة الحسن رائعة الصنعة - حَسَبَ تَعبير صاحب "الاستقصاء" - كما أنَّ الملك محمد الخامس أمر بتنظيم الدِّراسة فيه على غرار مسجد القرويين، وذلك في 1938م، وهو إلى اليوم يحتفظ بنفس الشكل الذي وصفه المستشرق الفرنسي كاستون دوفيردان Gaston Deverdun.

Mr. Ali 1 05-11-2013 01:05 PM


ثالثًا: ابن يوسف قِبْلَة أهل العلم وحاضن المناظرة الكبرى


لقد جعل جامع ابن يوسف من مراكش مَحجًّا للعلماء وطلاب العلم، بشكل جعل العاصمة المرابطيَّة منبرًا للدَّعوة إلى الله، وقلعة من قلاع الشريعة الإسلاميَّة، ونشرًا لمبادئها وأصولها، ومنهلاً للمعرفة، ومنتدًى للثقافة الإسلاميَّة، ومركزًا لإثبات دعائم الدولة الفَتِيَّة.

فقد شهد الجامع إجراءَ المناظرة التاريخيَّة الكبرى بين ابن تومرت المُسَمَّى بالمهدي وفقهاء المرابطين، التي أسفرت عن تطورات سياسية ومذهبية أشغلت الغربَ الإسلامي كُلَّه، طوال ثلاثة قرون، وأدَّت إلى قيام الدولة المعروفة في التاريخ بدولة الموحدين، والتَّخلي عن المذهب المالكي وإحراق كتبه، والاجتهاد في أمور الدِّين، وازدهار العلوم الفلسفيَّة والحكمية وسائر المعقولات.

ومن بين مَن وَفَد عليه وزاول مُهمة التدريس فيه منذ عهد التأسيس: علماء كبار من المغرب والأندلس؛ إذ من المعلوم أنَّ الإمبراطوريَّة المرابطية كانت تَمتد من حوض السنغال جنوبًا إلى شمال إسبانيا، وتشمل شرقًا معظم المغرب الأوسط، ومن أشهر الشخصيات العلمية التي عرفها جامع ابن يوسف في مراحله الأولى: أبو الوليد ابن رُشد الجد رأس فقهاء الأندلس، وحفيده أبو الوليد ابن رشد إمام الفلاسفة والحكماء، كما كانت جنبات الجامع تعجُّ بفطاحل العلماء من أمثال: ابن زهر، ومالك بن وهيب، وابن عطيَّة، وابن القصيرة، وابن أبي الخصال وغيرهم.

كما أنَّ الجامع خَرَّجَ عددًا من العلماء الكبار، هم مصدر فخر واعتزاز للذاكرة المغربية، من أمثال: أبي علي المراكشي، وعبدالواحد المراكشي، والقاضي عياض، وابن البناء العالم الرِّياضي، وابن طفيل الطبيب الأندلسي، والمنصور السعدي، والنبيل زيدان، وابن القاضي، واليفراني، وجماعة لا يستهان بهم من رجال العلم والأدب.

وبذلك أصبحت مدينة مراكش بفضل هذا الجامع الكبير قِبْلَةً لطلاب العلم والعلماء، شأنها في ذلك شأن باقي كُبْرَيات العواصم الإسلاميَّة في ذات الوقت، كما أصبحَ هذا الجامع مهبطًا لوحي الأفكار، وملتقى أهل المعرفة والأخبار، تنبعث منه أنوار الهداية والعرفان، ومنطلقًا إلى مختلف جهات المغرب وإلى الأقطار المجاورة؛ ليستَمِرَّ إشعاعُ المركز العلمي الأوَّل بمراكش مدة طويلة.

بل استَمَرَّ إلى العصر الحديث حيثُ ساهم جامع ابن يوسف في نشر وإذكاء الرُّوح الوطنية إبَّان فترة الحماية والاستعمار، بل إنَّه كان سبَّاقًا إلى إيقاظ الحس الوطني في نفس كل مواطن مغربي، في مختلف الشرائح الاجتماعيَّة؛ أساتذة وطلبة، وتجار، وحرفيين، وتكفي الإشارة إلى أنَّ علماء الجامع كانوا وراء تفجير شرارة الاحتجاج على ظهير 30 مايو 1930، وكان على رأس مُفَجِّريها: السيد التهامي المعروفي، والعلاَّمة المختار السوسي، إضافة إلى ما أقدم عليه طلبة مدرسة بن يوسف سنة 1937 بمناسبة زيارة المقيمِ العامِ لمدينتهم - من فضحٍ لأوضاع البُؤْسِ والحرمان والمعاناة، التي حاولَ حُكَّام مراكش إخفاءها عن عين المُقيم، وكان من نتائجها انتفاضة طلابية كان من نتائجها تعرُّض عدد منهم للاعتقال والنَّفي.

وكان ممن وقع على وثيقة المطالبة بالاستقلال، في 11 يناير 1944 من علماءَ وطلبةِ ابن يوسف: السيد مبارك الغراس، السيد الحسين الوزاني، السيد عبدالله إبراهيم، والطالب الغراس، والطالب عبدالنبي بن العادل.



"مدرسة ابن يوسف: الكتاب المفتوح لتأريخ الفن المغربي"

لابُدَّ من الإشارة إلى أنَّه لم تكد تخلو مدينة مغربيَّة من مدارسه العلميَّة البديعة، التي حَظِيَت بالعناية والاهتمام، ومن بين هذه المدارس مدرسة ابن يوسف، التي أخذت هذا الاسم لوقوعها بالقُرب من جامع ابن يوسف، وارتبطت به ارتباطًا وثيقًا، لدرجةٍ لا يُمكن الحديث عن المدرسة إلاَّ مقرونة بجامع ابن يوسف، الذي تعطَّلت مهامه زهاء الثَّلاثين سنة، من فترة الحُكم الموحدي، وهناك إشاراتٌ تاريخيَّة محدودة إلى تَعَرُّض جُملة من المساجد المُرابطيَّة للتَّخريب من قِبَل الموحدين، وبناء أخرى.

ولَمَّا استعادت مراكش مركزها كعاصمة للدولة مع الشرفاء السَّعديين، جدَّدَ السلطان عبدالله الغالب مدرسة ابن يوسف، كما روى المؤرخ الإسباني مارمول كرباخال، وقد بالغ في زخرفتها وتأنيقها، بالشكل الرائع الذي توجد عليه الآن؛ تقربًا إلى الله - تعالى - وطلبًا للشفاء من مرض البطنة، وكتب اسمه في جدرانها؛ ليطمسَ أَثَرَ مؤسسها المريني الأَوَّل - مثلما فعل عبدالمؤمن من قبل - ولكنَّ الذَّاكرة الشعبية أَبَتْ إلاَّ أن تظلَّ وفيَّة للمُؤسِّس الحقيقي لأضخم مؤسسة تعليميَّة بعاصمة الجنوب بمراكش، ولا تُردِّد ألسنتُها حتَّى اليوم سوى جامع ابن يوسف ومدرسة ابن يوسف.

وتَحتلُّ المدرسة مساحةً تُقَدَّر بحوالي 1680 مِتْرًا، وهي ذات شكل مربع، وكانت على امتداد أربعة قرون قِبْلَة العلماء وطلاب العلم، قبل أن تتحول في السَّنوات الأخيرة إلى مَزارٍ سياحي يَحرص زُوَّار مراكش على الاستمتاع بتحفه الأثريَّة الرَّائعة، وهي - حقيقةً - علامة شاهدة على الازدهار الحضاري الإسلامي بالمغرب.

وللإشارة؛ لم تكن الدُّروس تلقى بالمدرسة نفسها، ولكن بداخل مسجد بن يوسف المجاور، وهذا سِرٌّ من أسرار ارتباط المدرسة بالجامع؛ حيثُ كانت عبارة عن "حي جامعي"، بالمفهوم المتعارف عليه اليوم، لسكن الطلبة، وتضم حوالي 132 غرفة؛ حيثُ كان يعيش الطلبة ويراجعون دروسهم، في حين كان الجامع يُستعمل لأداء الواجب الديني والدروس.

معالم فنية آيات في السحر والجمال
لم يكن التفرد في استقطاب العلماء وكبار الأساتذة من السِّمات المميزة لهذه المعلمة الحضاريَّة فقط؛ بل كان المعمار وجماليَّته أيضًا من سماتِها المميزة، فقبل الولوج إلى داخل بِنايَة المدرسة، تسترعي انتباه الزائر قُبَّة مزخرفة بالجبس و النقوش، أما باب المعلمة، فمغطى بالبرونز المنقوش، ويتمُّ الولوج إلى المدرسة عَبْرَ ممر مغطى تتخلله فتحات هندسية تضيء المكان، ثم يجد المرء نفسه بعد ذلك في دهليز يؤدِّي إلى مختلف أنحاء البناية.

أما في وسط المدرسة فتوجد قاعة الصلاة، ومكونة من ثلاث بلاطات عرضية، يفصلها صَفَّان من الأعمدة الرُّخامية، وتتوفر على خزانات خشبية كانت تستعمل مكتبات خاصة بنُزلاء المدرسة.

أما المحراب، فهو الآية البديعة، بموادِّها المتنوعة؛ مثل: الرخام، والخشب، والجبس بألوانه المختلفة، وهو مزود بشرفات خماسيَّة الأضلاع مُقوسة، ومدعومة بأربعة أعمدة صغيرة ومُزَيَّنة بالرخام، وتُغطيه قبَّة صغيرة مزينة بالجبس، ويُشكِّلُ المحراب - حقيقةً - أحدَ عناصر غنى هذه المعلمة الخالدة، وبجانبه عمودان منقوشان بالرُّخام الإيطالي؛ الذي استعمل بكثرة في المدرسة - أرضيَّة المدرسة وغرف الطلبة وصحونها - إلى جانب الجبس المنقوش يدويًّا؛ إذ لا تكاد جدران المدرسة تَخلو من لوحات فنيَّة، يكون الجبسُ بألوانه الزَّاهية مادتها الأساسية، وتزداد المعلمة رونقًا وجمالاً باستعمال الزليج بألوانه المتنوعة وأشكاله الهندسيَّة وتقنياته المختلفة؛ إذ يُغطي أسفلَ الجدران وكذا الأعمدة، وأمَّا الطَّابق العلوي، فيُفضَى إليه عَبْر درج تقليد البناية والهندسة، وهو يُفضي إلى غرف الطلبة.

أما قباب هذه المعلمة، فمصنوعة من خشب الأرز من جبال الأطلس بالمغرب، وتبقى قُبَّته الكبرى من المعالم التاريخيَّة، التي تكاد تكون الوحيدة في المغرب الباقية كاملة من العمارة المرابطيَّة؛ وهي تتكون من جزأَيْن: القبة التي تُغطي حوضًا مستطيلاً كان يُستعمَلُ للطهارة، ومجمعًا مائيًّا يضمُّ بقايا مراحيض، ومطفية لخزن الماء وتوزيعه، وقنوًا من الطين لتصريف هذه المياه، وتتميَّز هندسة القبة في كونها تُقدِّم مستطيلاً يتحول في الأعلى إلى مُربع داخلي، ثُم على شكل مُثَمَّن الأضلاع ترسو فوقه القبة، ومن الدَّاخل تكمُن روعة هذه القبة في مرور ثمانية أضلاع كبيرة على إفريز مَنقوش بالكتابة، وعلى توريق عربِي، تبرزها أربعة مَجالات فارغة في الزوايا.

إنَّ تنوع مواد البناء وتعدد الزخارف الهندسية يجعل هذه المعلمة تُحفة فَنِّيَّة من المعمار المغربي الإسلامي الأصيل، وسجلاً حيًّا يؤرخ لتتمازج اللَّمسات الفنية الأندلسيَّة بالمغربية، فابن يوسف مُنحدر من أم أندلسية، ومولود بسبتة؛ لذا حَضَرَ التخطيط الأندلسي في كثير من مبانيه المعمارية.

أما خزانة ابن يوسف الشهيرة حتَّى أيَّامنا هذه، فتعد ثاني الخزائن المغربية العتيقة، المليئة بالمخطوطات النَّفيسة، ويرجع تاريخُ تأسيسها إلى أوائل القرن الثاني عشر، حين شيد علي بن يوسف بن تاشفين، ثاني ملوك الدَّولة المرابطية، ومقعد قواعدها - الجامع الكبير بمراكش، وجعلت الخزانة العلميَّة بأحد مقاصيره، وبعد المرحلة الصَّعبة التي قطعها جامع ابن يوسف وخزانته في عهد الموحدين، الذين عملوا على طَمْس جميع آثار المرابطين - استعادت خزانة ابن يوسف مع الجامع حياة نشيطة، وازدهرت بالخصوص مع الشرفاء السَّعديين الذين اتخذوا من مراكش عاصمة لهم، وتنافسوا في تزويد الخزائن العلميَّة بحاضرتهم بمختلف المؤلفات الثَّمينة القديمة والحديثة.

وأخيرًا: اعتنى الحسن الأول ببناء مركز جديد لخزانة ابن يوسف، ووضع ابنه عبدالحفيظ عندما كان خليفة لأخيه السلطان عبدالعزيز بمراكش فهرسًا لهذه الخزانة الجديدة سنة 1953، وجهزت بالوسائل اللاَّزمة إلى أن نقلت سنة 1960 إلى قصر "الأكلاوي"، حيثُ ما تزال فيه حتى اليوم، ومخطوطاتها الباقية تناهز ألفي مخطوط، بعضها قديم لا يوجد في غيرها من الخزائن المغربية والأجنبية.

وهكذا تبقى مؤسسات ابن يوسف منذ تأسيسها - وعلى رأسها الجامع الكبير - لها الدَّور الكبير في الإشعاع العلمي والثقافي لمراكش، الذي تأرجح مجاله بالوضعية السياسية للمغرب، فعندما كانت الحاضرة العاصمة المركزية امتَدَّ إلى مَجالات قاريةٍ شاسعة، ثم تَحول الإشعاع إلى مُستوى إقليمي باضمحلال الإمبراطوريَّة المغربيَّة، وفقدان مراكش مكانتها كعاصمة سياسية للبلاد، بَيْدَ أن جامع يوسف ظلَّ على الدوام أحد المعالم العلميَّة والحضارية الشاهدة على عبقرية مؤسسيها ومُشيديها، وظَلَّت على مَرِّ العصور تدافع عن تراثِ الإسلام واللُّغة العربية في أقصى نقطة من غرب العالم الإسلامي، بتمسكها بالتعليم الأصيل تلقينًا وتكوينًا، كما قدمت لنا نماذج من كفاح أساتذتها وطُلاَّبها في سبيل إحقاق الحق، ضد الضلال والفساد، والعمل على نشر الخير والفضيلة، ونبذ ما يَمس القيم الإسلامية والمبادئ الإنسانية، والدعوة إلى التربية الإسلامية بالقدوة والعمل قبل القول.

خاتمة:

وفي كلمة أخيرة، يُمكن القول: إنَّ هذه المؤسسة لعبت دورًا رياديًّا في مجال العلم والمعرفة، وكانت بذلك إحدى أشهر جوامع العالم الإسلامي صحبة للمسجد النَّبوي، والحرم المكي، ومسجد قرطبة، وجامع الزيتونة.

وعليه؛ فيَحِقُّ لهذه المؤسسة أن تفخر بإنجابها لمختلف الأعلام العلمية، وبدورها البطولي في مقاومة الاستعمار، وتحقيق الحرية والاستقلال.

~Pearl-Knight~ 05-11-2013 04:57 PM

جزاك الله خيرا

Young7952 06-11-2013 06:33 AM

معلومات لطيفة، وذلك بفضل لتقاسم.

Mr. Ali 1 06-11-2013 02:15 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة pearlknight (المشاركة 5578380)
جزاك الله خيرا




وجزاك مثله إن شاء الله تعالي .

شكراً علي المرور الكريم

Mr. Ali 1 06-11-2013 02:17 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة young7952 (المشاركة 5579201)
معلومات لطيفة، وذلك بفضل لتقاسم.



شكراً علي مرورك الكريم

Mr. Ali 1 06-11-2013 04:09 PM

مسجد الكتبية بمراكش - المغرب




http://www.makulture.com/files/artic...f67a35fe25.jpg



  • الاسم : جامع الكتبية
  • المكان : المغرب، مراكش
  • تاريخ/حقبة الإنشاء : 1160 م و 1195 م
  • مستلزمات الإنشاء : حجر، آجر، خشب
  • الديكور المعماري : خزف، جبس، خشب
  • الحجم : محيط قاعة الصلاة، 305 م، الصحن: ( 46 × 18،75 م) المئذنة: ارتفاع: 69 م ؛ عرض كل جانب: 12،80 م

بني جامع الكتبية بعد سقوط المرابطين والانتصار الكبير للموحدين في العاصمة مراكش سنة 1147م. قام الموحدون بعد ذلك بتحطيم المباني الدينية التي أسسها المرابطون لتحل مكانها مساجد جديدة. فقد قام عبد المؤمن ببناء هذا المسجد على أطلال قصر الخليفة المرابطي علي بن يوسف، وعرف جامع الكتبية مرحلتين في البناء، المرحلة الأولى ( والذي كان فيه اتجاه القبلة موجها بشكل خاطئ) لم يتبق منه سوى بعض الآثار، والمرحلة الثانية (البناء الحالي) تحتفظ فيها المعلمة بنفس التصميم وبصومعته المبنية في الزاوية الجنوبية الشرقية للمسجد. هذا البناء ذو الشكل الشبه المنحرف يعتبر من أكبر المساجد في المغرب.


تضم قاعة الصلاة سبعة عشرة بلاطة عمودية لحائط القبلة متخذة بذلك تصميما على شكل حرف (T) اللاتيني، وهو نفس تصميم مسجدي تينمل والقيروان. كان هذا النوع من التصميم معروفا في بلاد مابين النهرين في القرن 9م مثل مسجد أبو دولف بمدينة سامراء (العراق)، وهو نتاج البلاطتين الكبيرتين المشتملتين على خمسة قباب، إحداهن توجد في محور المحراب، أما الثانية فهي موازية لحائط القبلة.

يبدو أن هذه البنية هي من تأثير الفاطميين الذين عرفوا بالبلاطات المتعامدة لحائط القبلة والمضخمة بالقباب في نهاية القرن العاشر الميلادي.


ويفترض الباحث ك. كريسويل K. CRESWELL أن ثلاث قباب كانت تعلو البلاطة العمودية في مسجد الحاكم بالقاهرة، والأروقة الأربعة الموجودة في كل جهة صحن المسجد يمكن اعتبارها استمرارا للبلاطات الجانبية على شاكلة مسجد أبو دولف. كان الدخول إلى قاعة الصلاة يتم عبر الأبواب الجانبية الستة، والمحاطة بكتلة بناء مؤطرة لها.


ينتصب المحراب وسط حائط القبلة، وهو عبارة عن تجويف مفتوح على شكل عقد حدوي يعلوه قوس آخر متعدد الفصوص داخل إطار مستطيل يضم كذلك عقدا ذا حاشيات مزخرفة بوريدات بارزة. ميزت هذه الزخرفة العمارة الإسلامية في إسبانيا قبل أن تنتقل إلى الغرب المسيحي. تقوم نوازل العقود على طبلات محمولة بدورها على تيجان أموية أعيد استعمالها كما تم ذلك في عمارة المرابطين. تعلو داخل المحراب قبة ثمانية بمقرنصات تكون مع تلك الموجودة في البلاطة المحورية، وقبتي تينمل، النماذج الموحدية التي ما زالت محفوظة في المغرب. و تؤثث خمسة أقواس الواجهة العليا للمحراب.


زخرفت عقود البلاطة الأفقية وآخر عقد البلاطة المحورية بالمقرنصات. أما العقود الأخرى لقاعة الصلاة، المنكسرة والمتجاوزة، فهي محمولة فوق سواري مربعة من الآجر المطلي بالجبس، بدون زخرفة. وتقلل الدعامات الصغيرة الغائرة في الحائط أحجامها، وهي تحمل في أعلاها تيجان تضم زخرفة نباتية منظمة في صفين من ورقة الأقنثة المسطحة، أما الصف السفلي فيتلخص في شريط بسيط متعرج.


بالنسبة للتيجان القريبة من المحراب فهي تمثل استثناءا، فأوراق الأقنثة تمنح تصبيعات مختلفة، وإن يبدو كشكل قديم، فأنها شديدة الدقة. إن تيجان جامع الكتبية وجامع تينمل تسمح بفهم نشأة التيجان الأندلسية المغربية التي تطورت من نموذج مركب إلى تاج ذو عصابة زخرفية، انتشر بشكل كبير في عهد الخلافة الأموية بالأندلس وفي القرن 11 م. ونلاحظ تشابها كبيرا مع قصر الجعفرية في سرقسطة (القرن 11 م) المميز بزخرفته الغنية بالسعيفات التي تغطي التيجان القرطبية. كما أن زخرفة قاعة الصلاة في جامع الكتبية تنتمي لنفس أسلوب مسجد تينمل، الذي يتميز بقوته وبساطته وتراتبيته.


Mr. Ali 1 06-11-2013 04:13 PM

مسجد حسان بالرباط - المغرب




http://imageshack.us/a/img714/6316/1...a0678b490o.jpg




يعتبر مسجد حسان الشهير من مآثر الدولة الموحدية برباط الفتح، ويقع على ربوة عالية عن سطح المحيط الأطلسي بثلاثين مترًا عن يمين الطريق الذاهبة من رباط الفتح إلى سلا، على الضفة اليسرى من وادي أبي رقراق في الجهة الشرقية من رباط الفتح، وأول ما يشاهده المسافرون في البواخر العابرة للمحيط الأطلسي إلى الدار البيضاء، أو العكس إلى طنجة، وكذا من أعلى الجو في الطائرات، منارته الشامخة العظيمة تعاند بإيمانها الصامد الراسخ تقلبات التعرية والزمان، فتذهله وتنقله إلى عالم التساؤل التاريخي.. من الآمر ببنائها؟ وفي أي تاريخ؟ ومن هو مهندسها؟ ويبقى الجواب عن هذه الأسئلة مرهونًا بزيارة المسجد وقراءة تاريخه.

يرجع تاريخ بناء مسجد حسان إلى عهد السلطان يعقوب المنصور الموحدي بعد رجوعه من الأندلس إلى المغرب، من معركة «الأرك» التي انتصر فيها على الفونصو الثامن ملك قشتالة في شهر شعبان عام 591 هـ يوليو 1195م، فبعد مسجد القصبة القديم الذي بناه عبدالمؤمن بن علي سنة 445هـ، أراد أن يكون بناء مسجد حسان من أكبر مساجد العالم الإسلامي، ومنارة الأعضم المضروب به المثل في الضخامة وحسن الصنع، فسخر في بنائه ونقل حجارته 700 أسير من أسارى معركة الأرك.

ويرى أحد المؤرخين أنه أضيف إلى مسجد حسان تذكار باسم بنيه، على أن هذه النسبة يحيط بها الغموض، ولكن أرجح الروايات تذكر أن حسان مهندس أندلسي، ووضع تصميم المسجد والمنار، وأشرف على ما شيد فيه، وليس هناك ما يؤكد أن المهندس شارك في تصاميم أخرى بالمغرب، ويوجد ضريح حسان هذا في مقبرة صغيرة قرب المسجد.

وقد اختلف في تحديد مساحته، وعرضه، وطوله، فبعض المؤرخين يرى أن مساحته 2600 متر مربع، وطوله 180 مترًا، وعرضه 142 مترًا، وبه 12 بابًا، ومنهم من يرى مساحته 2500 متر مربع، ومنهم من يرى مساحته 2552، وطوله 183 مترًا، وعرضه 139.40 مترًا، وتبلغ مساحة قاعة الصلاة وحدها أكثر من 1962 مترًا مربعًا، وعدد أعمدته أربعمائة، ومحيط السارية ثمانون سنتيمترا، وعدد أبوابه ستة عشر بابًا، ومحرابه ثلاثة أمتار طولا ومثلها عرضًا.

ومنارته(صومعته) شبيهة بمنارة الخرالدا بإشبيلية وجامع الكتبيين، وتم تشييدها في عهد يعقوب المنصور الموحدي عام 591-592هـ، وصومعة حسان مسافتها للمحراب في خط مستقيم، يبلغ كل جانب من المنارة 16مترًا، وارتفاعه 44 مترًا، وهي الباقية من المئذنة، وقاعدتها مبنية بالحجر المصقول والمنضد ببالغ العناية والبراعة، وهي تضم غرفا إلى علو ستة أدوار، وفي داخلها طريق صاعد مائل ميلًا بطيئًا بحساب هندسي جميل، ويصعد إليها دون درج، وكانت الدواب حينئذ عند الضرورة تصعد بجميع ما تحتاج إليه.

وأمر يعقوب المنصور بجلب الماء إلى مسجد حسان في قنوات من مسافة 20 كلم طولًا، من عين غبولة، ويجهل الطريق التي كانت تمد الجامع بالماء، بصرف النظر عن الآبار الموجودة بالصحن الكبير غير أنه من الثابت بالمسجد وجود آبار داخلية لحفظ المياه وتصريفها، وتعتبر صومعة حسان الثالثة بعد خرالدا بإشبيلية والكتبية بمراكش وعلوها جعلها أفخم منارة برباط الفتح.

يبلغ عرض السور 1.5 متر وعلوه 9 أمتار، وكانت تحاذي سور القبلة عدة أبراج للزينة وحفظ التوازن في آن، وكان المحراب منحرفا بعض الشيء من القبلة، وتختلف زخرفة تيجان الأعمدة، فبعضها يشبه تيجان أعمدة قرطبة، والباقي يشبه تيجان باب الرواح برباط الفتح، وكانت الأبواب في غاية الضخامة يتجاوز علوها 10 أمتار.

ويمتد الصحن الكبير مسافة 1139 مترًا، وتحاذيه أروقه تمتد جانب سور الجامع من الشرق والغرب.. ويبلغ مجموع أساكيب بيت الصلاة 18 ثلاثة في الجنوب وسبعة في الشمال، ويحتوي على 19 بلاطا، والأساكيب الوسطى التي يجاوزها صحنان صغيران، فتشتمل على بلاطة بقطع النظر عن الأروقة الجانبية.

وقد ذكر أحد المورخين أن عدد بلاطات هذا المسجد كانت 21، سعة البلاطة الواحدة خمسة أمتار، فكان عرضه عند الصلاة في ذلك الجامع 105 أمتار أما جوفه أو عمقه فيتكون من 5 أساكيب موازية لجوار القبلة، وكانت للجامع منجبات يمنى ويسرى وخلفية.

وقد اختلف المؤرخون في إتمام بناء المسجد فمنهم من يرى أنه لم يتم بناؤه في عهد يعقوب المنصور الذي توفي عام 595هـ، ولا حتى في عهد ابنه عبدالله محمد الناصر لدين الله يعقوب المنصور الذي اهتم بغزو الأندلس، وما لحقه من انهزام في معركة العقاب في 15 صفر عام 607هـ والمتوفى في أواخر ذي الحجة عام 609هـ، ولا حتى في عهد حفيده يوسف المنتصر بالله بن الناصر بن المنصور المتوفى عام 618 هـ، وسجل أنه كان غير تام سنة 621 هـ ومنهم من يرى أنه تم بناؤه كاملًا.

والذي بقي دون تسجيل عند المؤرخين للفصل في الاختلاف، وتثبت الحقيقة التاريخية بصفة قطعية عدم تعرضهم لذكر العوامل الطبيعية وغيرها التي أدت إلى انهيار سقفه والجزء العلوي من المنارة وأسوار وأبواب مسجد حسان!

وما تبقى من آثار مسجد حسان من أعمدة وأسوار ومن المنارة العجيبة، من أعجب الفن المعماري الأندلسي المغربي، وإلى عهد قريب كان يسمح بالصعود إلى المنارة للتمتع بالرؤية الشاملة للعدوتين الرباط وسلا، ولظروف أمنية أقفل باب المنارة حفاظًا على سلامة الزائرين من السقوط من أعلاها، والاكتفاء بالتملي في عظمتها من أسفل أرضية المسجد.


وفي عقد المغفور له الحسن الثاني في السبعينيات، شيد بجانبه معلم تاريخي عظيم وهو ضريح المغفور له محمد الخامس، وشملت عناية المغفور له الحسن الثاني مسجد حسان فبلط، والعناية بأسواره، وأحيط بالحدائق وإقامة الصلوات الخمس، وإقامة خطبة الجمعة بمسجد الضريح.

ويشكل ضريح المغفور له محمد الخامس، وبقايا آثار مسجد حسان مفخرة معمارية عظيمة جمعت روعة جمالية الفن المغربي والأندلسي بعدوة رباط الفتح، وسجلها تاريخ المغرب الوسيط والمعاصر بمداد الفخر والاعتزاز.

ما بقي من أثار المسجد من أعمدة وأسوار من أعجب الفن المعماري الأندلسي المغربي.

Mr. Ali 1 06-11-2013 04:19 PM

مسجد مولاي اليزيد بمراكش - المغرب




http://photos.wikimapia.org/p/00/00/25/89/53_big.jpg




يوجد مسجد مولاي اليزيد في قلب الحي الشعبي القصبة بمراكش، وهو غير بعيد عن مسجد الكتبية، ومجاور للإقامة الملكية الحالية ، تصل اليه عبر زقاق ضيق من أزقة المدينة القديمة داخلا اليه من «باب أكناو» البديع الصنع، قبل أن تفاجأ بساحة كبيرة تمتد على طوله جدار المسجد، والى جانبه عدد من المآثر التاريخية أهمها قبور السعديين.

يعتبر هذا الجامع من اكبر المساجد في المدينة بمساحة تقدر بحوالي 6500 متر مربع، وأحسنها هندسة ورونقا، وقد سمي على مر التاريخ بأسماء متعددة منها جامع المنصور نسبة إلى مؤسسه يعقوب المنصور الموحدي ، أو جامع القصر، أو الجامع الأعظم الأعلى أو الجامع الكبير أو الجامع الأعلى، ويحلو للمراكشيين الآن أن يسموه مسجد مولاي اليزيد رغم أنه اشتهر سابقا بمسجد القصبة. الداخل إليه يشعر بطمأنينة كبيرة جدا تزيد بزيادة سقفه العالي جدا. كان فألا حسنا على المسلمين الذين كانوا يستعدون عند بداية تشييده سنة سنتي 581هـ للإبحار إلى الأندلس لخوض المعركة الشهيرة «غزوة الأرك»، فلما رجعوا وجدوه قد شيد في أحسن صورة، ففرحوا بنصرهم، وفرحوا ببناء الجامع الأعظم أيما فرح، وقد أنفق فيه مؤسسه على مدى خمس سنوات أخماس غنائم المعركة.

وللجامع الحالي أربعة أبواب عمومية، في حين ذكر المؤرخون أنه كان له سبعة ابواب وباب خاص بالسلطان ، عندما تصل إلى قاعة الصلاة تجد أحد عشر بلاطا تعامد حائط القبلة، وعرضها ثلاث سقائف اخرها على هيئة البلاط، تعلوها ثلاث قباب واحدة امام المحراب، والثاني والثالث عن يمينه ويساره، وما تبقى من الساحة صحن عظيم.أما واجهة المسجد فعلى قدر من الضخامة، تتوجها شرفات مسننة، وهي مقسمة على عدد البلاطات بداخل الجامع، وذلك بابراز انكسار أقواسه ، وتحيط بهذه الاقواس أعمدة مثقلة بالنقوش.

أما محراب الجامع فهو واسع عريض ، يقوم على أربعة أعمدة من حجر كريم، تعلوها أحجار أموية بديعة، وبه اربعة اعمدة أخرى منتصفة تحمل الإطار الفخم للقوس، عليها تيجان، مثلها تحمل إطار العقد ولوحة المحراب، والإطار غاية في الفخامة. اما المنبر فكان عبارة عن قطعة اثاثية جليلة ، وهو أقل مهابة وضخامة من منبر الكتبية، فهو من البساطة وزخارفه الزهرية.

وقد شيدت المئذنة في الركن الشمالي الغربي من الجامع، مربعة القاعدة ضلعها 8,8 متر، ملساء إلى حدود سقف الجامع، ومزخرفة بعد ذلك إلى القمة، حيث افريز من الخزف يسطع نورا، نحفه عصابتان افقيتان، على كل جهة ثلاث عقود مفصصة، تقوم على أعمدة وتيجان مزخرفة، وتحيط بثلاث نوافد مصطفة في خط واحد.

كل هذا الجمال وكل هذا الاشعاع أغاظ بعض أسارى النصارى الموجودين في المدينة وارادوا بالجامع والسلطان شرا ، في سنة 981هـ حفروا في خفية تحت الجامع حفرة ملؤوها بالبارود ووضعوا فيها فتيلا تسري فيه النار على مهل كي ينقلب الجامع بأهله وقت الصلاة، فانهدمت القبة الواسعة وانشق مسارها شقا كبيرا ما زال ماثلا إلى الآن، وقد جدد الجامع في عهد السلطان محمد بن عبد الله ثم السلطان مولاي عبد الرحمان، وهو الآن مغلق في وجه العموم وتجري فيه الآن أشغال ترميم عظيمة، تشمل ترميم الواجهة الجنوبية للمسجد، وترميم الأسقف والقباب وتدعيم أرضية وجدران المسجد، وترميم العناصر الزخرفية على الخشب والجبص، وتأهيل الشبكة الكهربائية والصوتية، كما يتم تهيئة الساحة المجاورة له بخلق مناطق خضراء وتجهيز النافورات وتزويدها.

رابعوية و افتخر 07-11-2013 11:36 AM

بسم الله ما شاء الله

Mr. Ali 1 07-11-2013 01:03 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رابعوية و افتخر (المشاركة 5580780)
بسم الله ما شاء الله



شكراً علي مرورك الكريم

Mr. Ali 1 07-11-2013 01:11 PM

المسجد الأعظم بسلا - المغرب




http://www.oloum-omran.ma/Dossiers/M...20ala3tham.jpg




في الربوة العليا من مدينة سلا المشرفة على المحيط الأطلسي من جهة و وادي أبي رقراق من جهة ثانية، يقع المسجد الأعظم الذي أسسه بنو القاسم بن عشرة جوار دورهم وقصورهم عام 420، وذلك على عهد دولة مغراوة التي خلفت دولة الأدارسة، وكانت تلك الربوة قبل أن تعرف بطالعة سلا تسمى حومة الجامع وبها كانت دور بني العشرة كما كانوا يعرفون بالعشريين حسبما جاء في كتاب الاستبصار في عجائب الأمصار.


يندرج المسجد الأعظم بسلا أو ما يعرف لدى الساكنة السلاوية بالجامع الكبير ضمن المآثر الروحية والعلمية التي تميز المدينة، ويعتبر من أعظم المساجد في العالم الإسلامي، جرى توسيعه وإعادة بنائه في عهد السلطان الموحدي يعقوب المنصور سنة 593/1196، وكان أول من ولي الخطبة فيه على عهد مؤسسه يعقوب المنصور الفقيه أبا محمد عبد الله ابن سليمان الأنصاري قاضي مدينتي سلا ورباط الفتح.


أقيم المسجد الأعظم فوق مساحة شاسعة تزيد عن 5070 مترا مربعا، تغطي مربعا منحرف الشكل، وتضم ساحته أسوارا عالية، قاعتين للصلاة وثلاثة صحون ومجموعة من الملحقات، وجاء كباقي المساجد الموحدية ليضاهي أكبر الجوامع الإسلامية بأعمدته العالية وأقواسه المختلفة الأشكال وتصميمه المحكم.



يتوفر المسجد على خمسة أبواب موزعة على مختلف الواجهات، نذكر منها بابين رئيسيين، يوجد الأول بالجهة الجنوبية الشرقية وينفتح بجانب المحراب بواسطة قوس منكسر، تزين ظاهره عقود مصففة، تعلوها نقيشتان تحتضنان زخرفة خطية "الملك لله" تسجيلا لوظيفته الثانية المتمثلة في استعماله كمقر للقضاء، وتذكيرا للقضاء والمتقاضين الذين كانوا يقصدونه للجلوس لرد المظالم، أما الباب الثاني فينفتح في وسط الواجهة الشمالية الغربية، ويتميز ببساطة زخرفته وانسجام خطوطه.



بيت الصلاة: يتكون من ثلاثة عشر بلاطا متعامدا مع جدار القبلة، يضم دعامات وأقواس عالية ضخمة مختلفة الأحجام والأشكال، كتلك التي اعتمدت في باقي المساجد الموحدية مثل الكتبية بمراكش والمسجد الكبير بمدينة تازة.



الصحن الرئيسي: تنفتح قاعة الصلاة في واجهتها الشمالية الغربية على مربع منحرف الشكل يمثل الصحن الرئيسي للمسجد، هذا الأخير تحيط به صفوف من الأقواس المنكسرة المتجاوزة تتوسطها في الواجهة الجنوبية الشرقية عقود مزدوجة تساهم في تحديد موقع المحراب.



الصحنان الجانبيان: يزيدانه تناسقا واتساعا مما يسمح بتصنيفه ضمن المساجد الكبرى في العالم الإسلامي. يحتل هذان الصحنان الجانبيان الواجهتين الجنوبية والشمالية للمسجد، ويغطيان مساحتين مستطيلتين تشكلان امتدادا للأروقة الجانبية. تشابه تصميمهما بذلك الموجود بمسجدي حسان بالرباط والقصبة بمراكش، يطرح عدة تساؤلات عن أصل هذين الصحنين وتاريخ بنائهما. فقد حاول البعض ربطهما بالمسجد الفاطمي بالمهدية بتونس التي دخلها أبو يعقوب يوسف منتصرا، أما البعض الآخر فيرى فيهما ما يذكر بالزيادات التي عرفها مسجد سامراء بالعراق وابن طولون بمصر.



الزخرفة: من الصعب الحديث عن الزخرفة الأصيلة للمسجد الأعظم بسبب تعرض جل مكونات هذه المعلمة إلى ترميم لم يأخذ في غالب الأحيان بعين الاعتبار أهمية المحافظة على البنيات الأصلية للبناية، مما أدى إلى تغيير جذري لعناصرها، فيما يخص الخاصيات المعمارية لجدار القبلة وللمحراب والقبب التي طورت من طرف حرفيي الموحدين لتزيين مساجدهم.



واحتفاءا بتاريخ المسجد العريق والذي يزيد عن ألف سنة، تم التحضير لكتاب يحمل عنوان "الذكرى الألفية للمسجد الأعظم بسلا"، بتعاون بين جمعية أبي رقراق ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الكتاب تم طبعه ليصبح مكتملا قبل 7 سنوات في حفل تقديمه برحاب جمعية أبي رقراق.

Mr. Ali 1 07-11-2013 01:22 PM

المسجد الأعظم بطنجة - المغرب




http://farm4.static.flickr.com/3624/...537e3fe867.jpg



http://www.3dmekanlar.com/tn-tr/tanca-ulu-cami-pic.jpg





من المعروف تاريخيا أن احتلال طنجة قد أحدث شرخا فظيعا في تاريخها، وذلك لكون المدة الزمنية الطويلة التي ظلت فيها تحت حكم البرتغال أولا، قم في يد الإنجليز بعد ذلك ثانيا، فصلتها عن الحركة العلمية الأدبية التي كانت في الحواضر المغربية الأخرى، وعليه فلا نعجب إن لاحظنا اختفاء طنجة خلال المدة المذكورة من كتب الرجال، وهي مصنفات تبرز أكثر من غيرها النشاط العلمي. وليس من المبالغة في شيء، القول بأن طنجة الحالية التي يبتدئ تاريخها بالعصر الإسماعيلي لا صلة لها من حيث آثارها الإسلامية من مساجد وغيرها بطنجة التي دخلها البرتغال عام 869 هـ، وذلك لكون البرتغاليين قد عمدوا، عند دخولهم إلى المدينة، إلى تخريب مساجدها، وأقاموا كنائسهم مكانها، وانمحت بذلك آثار طنجة الإسلامية، ومن سخريات الزمن أن الانجليز لما تسلموا طنجة من يد البرتغال، في قصة معروفة، عمدوا إلى تخريب الكنائس البرتغالية، ولم يتركوا من سبع عشرة كنيسة كانت للبرتغال إلا واحدة، فكانت حملة التخريب هذه ثاني حملة تشهدها المدينة، وأما الحملة الأخيرة فقد تعرضت لها المدينة لما اشتد حصار المسلمين على الإنجليز بها، وأيقنوا أن لا قبل لهم بمقاومة المسلمين، فلم يخرج الانجليز من طنجة إلا بعد أن خربوا بناياتها ، هكذا يتبين أن كل مساجد طنجة وزواياها وأبنيتها، بشكل عام، لا ترقى إلى ما قبل سنة 1095 هــ وهو تاريخ استرجاع المدينة من يد الانجليز على يد السلطان مولاي إسماعيل رحمه الله.


واستعادة طنجة وما صاحبه من بطولات ملحمة من ملاحم التاريخ المغربي العظمى، التي لا يمكن إلا الإلمام ببعض ملامحها، لما لذلك من صلة حميمة لما نحن بصدده، ويحدثنا التاريخ أن المغاربة لم يتوقفوا عن محاصرة طنجة بغرض طرد العدو منها، وذلك طوال المدة التي كانت المدينة أسيرة فيها، وكانت للمجاهدين وقائع دونها التاريخ، وأثمر ذلك أشعارا وأزجالا عنيت بها كتب الآداب وأضرابها.


كان السلطان المولى إسماعيل جعل على رأس اهتماماته السياسية تحرير الثغور المغربية من يد البرتغال والإسبان والإنجليز، وقد تمكن بالفعل من تحرير العرائش، وأصيلا، والمهدية، وحاصر سبتة، فكان القتال لا ينقطع عنها صباحا ومساء، وطال الأمد، حتى إن السلطان، رحمه الله، اتهم القواد الذين كانوا على حصارها بعدم النصح في افتتاحها، لئلا يبعث بهم بعدها إلى البريجة فيبعدوا عن بلادهم، مع أنهم سئموا كثرة الأسفار ومشتقات الحروب.


أما بخصوص فتح طنجة وإعادة بنائها، وبناء مساجدها وسورها فيقول الناصري :"عقد السلطان المولى إسماعيل، رحمه الله، للقائد أبي الحسن علي بن عبد الله الريفي، على جيش المجاهدين، ووجهه لحصار طنجة، فضيقوا على من بها من النصارى وطاولوهم إلى أن ركبوا سفنهم، وهربوا في البحر، وتركوها خاوية على عروشها" ونقل الناصري عن "البستان" أنه "لما ضاق الأمر عل النصارى الذين بطنجة، وطال عليها الحصار خربوها وهدموا أسوارها وأبراجها، وشرع قائد المجاهدين علي بن عبد الله الريفي في بناء ما تهدم من أسوارها ومساجدها".


هذا وينص عبد الكريم الريفي في كتابه :"زهر الأكم" على أن السلطان المولى إسماعيل أمر أبا الحسن علي الريفي، على ثغر طنجة، وذلك بعد ابن عم له، واسمه عمر بن حدو، وكان هذا قد أخذ بساتين طنجة، وقصبة مرشان، ودار البارود، ثم إن أبا الحسن الريفي سارع إثر تنصيبه أميرا على ثغر طنجة من قبل السلطان المولى إسماعيل إلى فك أسر المدينة من وثاقها "وكان فتحها، كما ذكرنا سنة 1095 هـ ثم بنى بها مسجدا، وبنى المسجد الأعظم بالمدينة. وأقام به الخطبة أيضا، فصارت حاضرة البر والبحر، وأمر السلطان، رحمه الله، بعمارة ثغر طنجة وبتحصينها، وأسكن فيها وجوه القبائل وجمعا عظيما من أهل الريف".

يتحصل من كل هذا أن المسجد الأعظم بمدينة طنجة تم بناؤه على يد أبي الحسن علي الريفي، المقدم من قبل السلطان المولى إسماعيل على المدينة، وبذلك فإنه معلمة من معالم هذا السلطان الجليل.


ولم تتأخر طنجة كثيرا عن الالتحاق مرة أخرى بباقي الحواضر المغربية، فقد تمكنت، في ظرف وجيز، من استرداد مجدها في العلوم والآداب، واستطاع ولاتها الريفيون أن يجلبوا عددا من العلماء والشعراء إليها، فتحلق حولهم الشعراء يمدحونهم ويمدحون معهم ولي نعمتهم : السلطان المولى إسماعيل، كما في الأبيات الآتية / زهي من شعر الشاعر محمد بن الطيب الشلوشي :

وبالحـي حوراء المحاجر لو بدت *** لشمـس الضحى مدت إليها الأنامل

أبيـــت وجفني ساهر (ومكلم) *** وأضحــى وطرفي بالمدامع هامل

إلى الله أشكو طول بيني وغربتي *** لأن الهـــوى شغل لقلبي شاغل

أداري الهوى عنها وأخضع للعدى *** وأخشـــى عليها ما تجر الغوائل

ذهلـت عن الأوقات وجدا وحسرة *** وقد كان قبل الحب ذهني غافل

فقلــت لهــا مهلا علي فإنني *** علــى كل حال عن جنابك راحل

إلى أن يقول :

أمــولاي إسماعيل جيشك غالب *** بنصر من المولى على من يخاذل

تنــادي الذي لباك طوع إجابة *** بعــزم وقوم أعقبتها الصواهل

ســـري كمي، جامع لخصاله *** تقـــي، جلي، كامل، يتطاول

سليل كرام من ذوي السمر والقنا *** لقــد عجزت عنهم نمير ووائل

لقد ضربوا في المكرمات بأسهـم *** وهـم حيث ذكراهم غلينا الأوائل



وتتوالى عناية الملوك العلويين بالمسجد الأعظم بطنجة، فوقفوا عليه الأوقاف وحبسوا الكتب، وذلك ما سنرى بعضه في حينه، ونكتفي، الآن، بالإشارة إلى أن السلطان سيدي محمد بن عبد الله حبس على المسجد الأعظم بطنجة عددا كبيرا من الكتب، وسنأتي على ذكر بعضها في حينه كذلك.


Mr. Ali 1 07-11-2013 01:29 PM

إن اتساع العمران في طنجة أدى إلى التفكير في توسعة المسجد الأعظم فيها، وكان السلطان المولى سليمان هو الذي أمر بإصلاح المسجد الأعظم بطنجة، وعناية هذا السلطان رحمه الله، بإصلاح المساجد وملحقاتها في جميع بلاد المغرب معروفة. فمن المساجد التي أمر بإصلاحها مسجد أبي الحسن بن غالب، وضريحه في مدينة القصر الكبير، ومسجد صفرو، ومسجد وجدة، ومسجد وزان، ومسجد تطوان، ومسجد أصيلا، ومسجد الجزارين بسلا، والمسجد الأعظم بالرباط، ومسجد أبي الجعد بتادلا، والمسجد الأعظم بمراكش، وذلك إلي مساجد أخرى كثيرة، ومنشآت تتصل بحياة الناس الدينية أو الأمنية.

وقد وقع تجديد المسجد الجامع بطنجة على يد السلطان المولى سليمان سنة 1233، قال الضعيف في تاريخه :"وفي يوم الأحد الثاني من رمضان حج السلطان – يعني المولى سليمان – من طنجة إلى مكناس بعد أن بعث للمعلم الحسن السوداني والحاج قاسم الفاسي الرباطي لأجل بناء الجامع الكبير ، وكان السلطان المولى سليمان قصد طنجة، وكان أمر تطوان قد استعصى عليه، وذلك في حركة بسط القول فيها الناصري، وكانت تلك الحركة في حدود 1232 هـ، وقد كتب فوق باب المسجد الأعظم بطنجة : النصر والظفر والأمان لأمير المؤمنين مولانا سليمان، فاتح عام 1233.

وعناية مولاي سليمان بالمساجد لم تكن تقل عن عانيته بالعلم والعلماء، وأخبار ذلك كله تطول، وكان السلطان مولاي سليمان معدودا من العلماء، وله مشيخة جمعها له أبو القاسم الزياني، ثم اختصرها الفقيه محمد التهامي بن المكي ابن رحمون في كتاب بعنوان :"الدر والعقيان فيما قيدته من جمهرة التيجان"، وعنوان الفهرسة الأصيلة :"جمهرة التيجان، وفهرسة الياقوت واللؤلؤ والمرجان، في أشياخ أمير المومنين مولانا سليمان".

كان إصلاح السلطان المولى سليمان للمسجد الأعظم بطنجة ثاني إصلاح لهذا المسجد، بعد الإصلاح الأول الذي تم على يد السلطان سيدي محمد بن عبد الله له، كما تؤكد ذلك نصوص الوقف على هذا المسجد.

وفي عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الله تم تشييد المدرسة التي تقع في واجهة المسجد الأعظم، وكان ذلك في حدود سنة 1191 هـ.

ولما زار جلالة الملك الحسن الثاني مدينة طنجة سنة 1962 أمر بإصلاح المسجد الأعظم فيه وبالزيادة فيه، وتوجد قرب باب المسجد رخامة كتب فيها ما يلي :

"أمر بتوسعة هذا المسجد الأعظم بمدينة طنجة حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم الحسن الثاني، نصره الله، وقد تفضل أعلاه الله، فدشنه بتاريخ 17 صفر الخير عام 1382، موافق 20 يوليوز سنة 1962 حيث أدى فيه، حفظه الله، فريضة الجمعة، في موكب عظيم، وحفل حفيل".

وقد وقع الانتهاء من إصلاح محراب المسجد سنة 1384 هـ كما تثبت كتابة فيه، ونصها :

"أمر بتجديد هذا المحراب مولانا أمير المومنين، وحامي حمى الملة والدين، جلالة الملك الهمام، مولانا الحسن الثاني أدام الله عزه، وخلد في الصالحات ذكره، عام 1384 هـ".

وأما الثريا التي علقت في واجهة المحراب فهي حديثة الصنع، صنعها كما سجل عليها، المعلم العباسي المراكشي، سنة 1964م.

بعد هذا العرض الوجيز لتاريخ هذا المسجد الأعظم، نعود إلى جوانب أخرى من تاريخه، ونعني بذلك خزانته العلمية.
رأينا أن تأسيس هذا المسجد تم بعد فتح طنجة مباشرة على يد السلطان المولى إسماعيل، وأرخ صاحب زهر الأكم ذلك بتاريخ 1095، وكان بناؤه على خرائب كنيسة كانت بنيت عند احتلال طنجة على أطلال المسجد طنجة الأعظم القديم.


وتوالت عناية ملوك الدولة العلوية بهذا المسجد، وهكذا نجد السلطان العالم سيدي محمد بن عبد الله يقوم إضافة على إصلاح المسجد، بتحبيس عدد من الكتب عليه، ويعطي أوامره بشراء ساعة كبيرة، يفوق طولها طول الرجل، وذلك في سنة 1184 وهي ساعة عجيبة تحدد تقلبات القمر، بالإضافة إلى وظائف أخرى تؤديها الساعة، وأما الكتب التي حبسها هذا السلطان الجليل قدس الله روحه، فنورد عناوين بعضها ضمن هاتين الوثيقتين :

"تقييد الكتب الواردة من حضرة أمير المومنين، المجاهد في سبيل رب العالمين، سيدي محمد بن عبد الله بن إسماعيل، نصره الله وأعزه، ونفعه بثوابها أمين، بقصد التحبيس والانتفاع بها في المسجد الأعظم بطنجة، حسبما هو مشهود على جميع المومنين المذكور، على أول ورقة من كل كتاب من الكتب المذكورة : (فمن) ذلك :

الحطاب، في خمسة أسفار، والإتقان في علوم القرآن، في سفر، الخميس في التاريخ (؟) جزء من المنذري، المناوي على الشمائل في سفر، المنهاج الواضح في كرامات أبي محمد صالح في سفر، مجموع شروح الصغرى في سفر، تأليف السيوطي في سفر، تخميس البردة في سفر، مسلسلات السيوطي جزء، النصيحة الكافية، الرسموكي، على الدادسية، الشفا : نسختان، غريب القرآن، حاشية على البخاري، الزرقاني في أربعة أسفار، الدمامني على البخاري، الجامع الصغير للسيوطي، سيدي يوسف الفاسي على السيرة، صون المنطق والكلام عن النطق والكلام، ابن النحاس في فضل الجهاد، النووي في الأذكار، أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب، نسخة، التسهيل لابن مالك، شرح دالية اليوسي، ابن غازي على الألفية، المنهاج في حديث المعراج، شرح البردة للألبيري (لعله الأليوري)، تحفة الظرفاء في اختصار الكلاعي، المجراد على ابن بري، حاشية اليوسي على المختصر، الشمني على الشفا، سفر، الجامع الكبير للسيوطي، ابن سيد الناس في المغازي...

مجموع ذلك كله سبعون سفرا، وفيها الصغير والكبير وبمحضر شهيديه ومعاينتهما حاز ناظر الأحباس وقته السيد الظاهر بن محمد اللغميش، وأدخل ذلك للخزانة بالمسجد المذكور على الوجه المذكور، شهد به عليه وعرفه في غرة ربيع الأول عام تسعين ومائة وألف.

وهذه وثيقة أخرى في نفس الموضوع ونصها :

" حبس مولانا أمير المؤمنين المؤيد بالله، والمعتصم بمولاه، سيدنا ومولانا محمد ابن سيدنا ومولانا عبد الله بن سيدنا ومولانا إسماعيل، نصره الله نصرا أعز به الدين، وأهان بوجوده الإشراك (المشركين) المتعدين، وفتح به وعلى يده، والله خير الفاتحين، وذلك خمسة وثلاثين سفرا، منها :

مصحف في سفر، مصاحف في سفرين، ذو الجلالين، الجامع الصغير، الشفا، أربع نسخ، النصف الأول من الشفا، شمائل المصطفى، شجرة نبوية، الجمان، التعليق على الشمائل لابن مخلص، دلائل الخيرات، ابن سيد الناس، جزء فيه ميارة على ابن عاشر، ابن هشام على الألفية، النصف الأول من القاموس، كفاية الطالب، تنبيه الأنام، تعليق على ابن حجر، السمرقندي نسختان، مقامات الحريري النصف الأخير من القلشاني، النصف الأخير من الكلاعي، شرح المنجور على المنهاج وما معه، المصباح في اللغة، نوازل البرزلي، الألفية، الرسالة، النصف الثاني من الزمخشري، هذا ما حبسه، أعزه الله، على المسجد الأعظم من ثغر طنجة، عمرها الله بدوام ذكره، جعله حبسا مؤبدا، وقفا مخلدا، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهو خير الوارثين. ومن بدل أو غير، فالله حسيبه وسائله.

دفع جميع ما ذكر بواسطة من محبسه بيد ناظر الأحباس في حينه السيد أحمد بن محمد السوسي، المتولي انظر على الجامع المذكور من قبل من يجب، فحاز بمعاينة شهيديه، والتزم حفظه وصيانته وعدم تفويته، تقبله الله من محبسه، وبلغه مأموله والنفع به .. أوائل جمادى الثانية عام أربعة وثمانين ومائة ألف.

وهذا نص وثيقة تحبيسية ثالثة تخص الكتب أيضا :

الحمد لله، بحسب النيابة عن مولانا أمير المومنين أبي عبد الله سيدي محمد ابن مولانا عبد الله، نصره الله وأعلى أمره، سلم خديمه الفقيه الكاتب سيدي محمد الحيحي لناظر الأحباس وقته بثغر طنجة، حرسها الله بالعافية، أربعة عشر سفرا : سفرين منهم (كذا) محتويين على القرآن العظيم، في كل واحد نصفه، وسفرا واجد مصحفا كاملا، وسفرا واحدا مشتملا على شمائل المصطفى صلى الله عليه وسلم، وسفرا آخر في شرح الشمائل المذكورة سفر واحد، كتاب السيوطي الصغير، وسفرا واحد مشتملا على جزء من كتاب الشفا للإمام عياض، وسفرا آخر مشتملا على كتاب الشفا له، وسفرا آخر فيه مقامات الحريري، وسفرين اثنين محتويين على ذي الجلالين، تفسير القرآن العظيم، وسفرا واحدا محتويا على كتاب ابن هشام، شرح ألفية ابن مالك، وسفرا آخر محتويا على الشجرة النبوية، ونبذا من الجمان في أخبار الزمان، وسفرا محتويا على بهجة النفوس، وسفرا واحدا على كتاب ابن سيد الناس، ليكون ذلك حبسا في الجامع المذكور، وذلك من المنوب عنه في الدفع : مولانا نصر الله، قاصدا فيه وجه الله العظيم. فحاز ذلك الناظر على الوجه المذكور معاينة، وأبرأ منه الدافع ..

في أواسط ربيع الثاني عام أربعة وثمانين ومائة ألف.

وقد تجمع بفضل ما حبسه سلاطين الدولة العلوية على المسجد الأعظم من كتب، وبما حبسه المحسنون من غيرهم مآت الكتب، فكانت خزانة المسجد الأعظم بطنجة عظيمة، وقد قام المستشرق مييراد، في بداية هذا القرن، بتقديم قائمة مطولة بالكتب التي كانت في خزانة المسجد الأعظم في طنجة ونقرأ ضمن تلك القائمة العناوين الآتية :

النصيحة لزروق، مزيل الخفا عن ألفاظ الشفا للشمني، المعيار للونشريسي، اختصار مسلم للقرطبي، المنهاج الواضح، هداية المريد لعليش، الرصاع على الحدود، الفتوحات الإلهية، زروق على الرسالة، تنبيه المرام في بيان عالي المقام، تخميس البردة، سيدي يوسف القاسمي على السيرة، ابن النحاس في فضل الجهاد، أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب، تحفة الظرفاء في اختصار الكلاعي، شرح المجراد على ابن بري، حشية اليوسي على المختصر، رسائل ابن العربي في التوحيد، الجمان من تأليف الشطيبي محمد بن علي الزروالي المتوفى سنة 963، تعليق على الشمائل لابن مخلص، المنجور على المنهاج، نوازل البرزلي أبو الحسن الصغير على المدونة، تأليف في سياسة الرئاسة، تحفة اللبيب للحبيب، أخبار الدنيا وعجائبها، التتائي على المختصر، شرح التاودي على الأحاديث الأربعينية، مناقب الصحابة لابن أبي الخصال، الذكاة للزياتي، التاودي على ابن عاصم، ميارة على ابن عاصم... وهذه، لعمري، كتب نفسية جدا، ومما يزيد من أهميتها بالنسبة لنا، نحن المغاربة، أن قدرا غير قليل منها من تأليف أجدادنا المغاربة، وضياعها إن كانت ضاعت، لا قدر الله ، خسارة كبرى.

وفي الوثيقة التالية نقف على نص يطلعنا على الصورة التي كانت تتم بها عملية التحبيس تقول الوثيقــة :

"لما صدر الإنعام على مولانا أمير المومنين، ونعمة الله سبحانه على العالمين، قطب دائرة الرشاد، وركن السعادة والعماد : سيدنا مولانا الحسن بن أمراء (المومنين) وحماة بيضة الإسلام، جيلا عن جيل، قدس الله أرواحهم مع النبيئين والشهداء والصالحين، بتحبيس نسختين من صحيح سيدي البخاري المكتوبين بالقلم، على خزانة المسجد الأعظم من ثغر طنجة السعيد، كلأه الله، بالشهادة على كل سفر بخط العلامة سيدي عبد الواحد بن المواز وشكله، والعاطف عليه الشريف القدوة سيدي بن (كذا) محمد المدغري الحسني، لينتفع بقراءتهما من له أهبة، وانتخب، أيده الله، لتوجيههما الفقيه النبيه الكاتب الأديب سيدي إدريس بن سيدي محمد بن المختار... وورد صحبته، كتاب شريف على الفقيه العلامة الأفضل البركة الأمثل، المحدث النفاعة سيدنا القاضي الشريف الجليل سيد محمد التاودي السودي القرشي الحسني، بالأمر بحوز النسختين من الرسول المذكور، وتحويزهما للناظرين الأجلين الفقيه العدل السيد محمد مفرج، والطالب الأبر السيد أحمد بوصوف، والإشهاد عليهما بذلك حتى يصلا ليد قيم الخزانة، وكتب أيده الله للناظرين بأمرهما بذلك، وكان أيده الله كتب أيضا للخديم الأفضل البركة : سيدي الحاج محمد الطريس التطواني، يأمره بالحضور على ذلك (بقصد) التبرك، فامتثل جميع من ذكر الأمر الشريف، وحضروا بالمسجد المذكور، وحضروا (كذا) معهم عدول الحبس، وفر الله جمعهم، وحاز الناظران المذكوران النسختين الموصوفتين بكتاب سيدنا، ودفعاهما لقيم الخزانة المذكورة، وهو الفقيه الخير العدل : سيدي عبد الله الفلوس، وحازهما من يد الناظرين المذكورين، بمحضر جميع من ذكر، بشهادة شهيديه، فشكر الجميع صنيع سيدنا المنصور بالله، ورفعوا أيديهم، داعين لسيدنا بجميع الخيرات، طالبين من المولى جل علاه، نثره وتأييده في جميع الأحوال، وظفره بأعدائه اللئام، بجاه سيد الأولين والآخرين.

فمن عاين ما ذكر قيده شاهدا به على من ذكرهم.

وهذا نص آخر في الموضوع، وهو :

"الحمد لله وحده، نسخة من كتاب شريف هاشمي علوي منيف، افتتاحه :

الحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وآله.

وبعده، الطابع الشريف داخله: الحسن بن محمد، الله وليه ومولاه.

ونص الخطاب :

خديمينا الأرضيين ناظري أحباس طنجة، حرسها الله، وفقكما الله، وسلام عليكما ورحمة الله.

وبعد : فترد عليكما نسختان من صحيح الإمام البخاري، وبخط القلم المغربي، بقصد تحبيسهما على خزانة المسجد الأعظم هناك لانتفاع طلبة العلم بالقراءة بهما على شرط، فنأمركما بوضعهما بالخزانة المذكورة على يد القاضي برسم التحبيس، تقبل الله، وقد كتبنا لك بذلك والسلام.



في 6 رمضان المعظم عام 1310".

هكذا كانت عناية ملوك الدولة العلوية بالمسجد الأعظم بطنجة، موضوع بحثنا هذا، ولا شك في أن توالي تحبيسهم لأنفس الكتب على خزانة المسجد الأعظم بطنجة قد جعل خزانة هذا المسجد من أغنى خزانات المساجد المغربية، إن لم تكن أغناها على الإطلاق، ونظرا للقدر الكبير من الكتب التي كانت خزانة المسجد الأعظم بطنجة تضمه فقد كان لها قيم خاص يقوم على حفظ الكتب، وكان هو الذي يتولى تسلمها من يد محبسيها، أو من يد من ينوب عنهم كما رأينا في الوثائق السابقة، وقيم خزانة المسجد الأعظم بطنجة كان له شأن كبير، آية ذلك أننا نجد في جملة من الوثائق التي بين أيدينا أن السلطان نفسه هو الذي كان يعينه ويختاره، وفي النص الآتي بيان ذلك :

"الحمد له وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وآله، وبعده الطابع الشريف، (به) نقش : عبد الرحمن بن هشام، غفر الله له، وبعد الطابع المذكور :

نفذنا، بحول الله وإفضاله، للشريف الفقيه السيد أحمد بن العلامة السيد عبد الرحمن الفلوس الإمامة بالجامع الأعظم بثغر طنجة، حرسها الله، وإمامة الأوقات الخمس بها، ومفتاح خزانة كتبها، والتدريس بها، وخطابة العيدين الفطر والأضحى، وعليه في ذلك بتقوى الله، والقيام بهذه الوظائف جهده..

وقد جعلنا له على ذلك إعانة عشرة مثاقل.. ونأمر الناظر أن يمكنه منها ولا يماطله، في 6 رجب عام 1238هـ".

ومن مظاهر عناية الملوك العلويين، رحمهم الله، بالمسجد الأعظم بطنجة كذلك، حرصهم على تعيين مؤقت المسجد، والمدرس به كما يتبين من الوثيقتين الآتيتين، نص الأولى :

الحمد لله، نسخة من كتاب الباشا سيد بوسلهام بن علي العرائشي، افتتاحه :

الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه، ونصه :

محبنا الرضي الطالب عبد السلام أبرودي، سلام الله عليك ورحمة الله تعالى وبركاته. عن خير (كذا) سيدنا أيده الله، وبعد : فقد وصل كتابك، وعرفنا ما فيه من أن مصرية التوقيت قد كمل العمل فيها، فإن تم، فالفقيه المسفيوي يكون مؤقتا فيها، حسبما قدمنا لك، والمواكين قد كتبنا عليهم (كذا) لذلك إن شاء الله. واعلم أنا قد رتبنا للقاضي الفقيه سيدي محمد الهسكوري الذي عندكم هناك خمسة عشر مثقالا، يقبضها عن كل شهر من أحباس المسجد، فادفعها له، ليستعين بها على عياله في هذا الوقت،.. في 29 ذي الحجة الحرام عام 1266 هـ وبعده، طابعه المعهود منه داخله : خديم المقام العالي بالله بوسلهام بن علي، الله وليه...

ونص الثاني :

"الحمد لله وحده، نسخة من كتاب شريف علوي هاشمي منيف، افتتاحه : الحمد لله وحده. طابعه الشريف :

عبد الرحمن بن هشام غفر الله له :

خديمنا الأرضى القائد العربي السعيد : أرشدك الله، وسلام عليك ورحمة الله وبعد : فقد وصلنا كتابك فجر شروع السيد.. في سرد صحيح سيدي مسلم، بمسجد القصبة، وقد قدمنا لك أمرنا الشريف بأن يسرد الفقيه السيد أحمد الفلوس السفر الذي يكمله بالمسجد الأعظم، ليعم النفع. فنأمر ناظر الأوقاف بطنجة، أن يرتب لكل واحد منهما ثلاثين أوقية في كل شهر، إعانة لهما على ذلك. والله الموفق والمعين، والسلام.

في 5 ربيع الأول عام 1245 هـ".

وأخيرا فلعلنا من خلال الوثائق التي تعمدنا أفكار منها، عن تاريخ هذا المسجد العظيم، وهو كما رأينا مسجد أسس على تقوى من الله، مباشرة بعد فتح طنجة، ليكون فاتح عهد جديد في تاريخ هذه المدينة، وقد أدرك السلطان مولاي إسماعيل، بثاقب ذهنه، أن طنجة في حاجة، عقب الفتح، على أمرين اثنين، لن تقوم لها قائمة بدونهما : سور يحيط بها ويحميها من هجمات الأعداء، ومسجد يحصنها من الداخل ويعيد للمدينة تاريخها المفقود، أو يعيد المدينة، بعد أن فقدت، إلى تاريخها، وتوالت كما رأينا، عناية ملوك الدولة العلوية المجيدة بالمسجد، مدفوعين إلى ذلك بنفس الإيمان الذي كان السبب في تأسيسه، فحبسوا عليه الأراضي، وأغنوا خزانته العلمية، وتعهدوه بالإصلاح، وتتبعوا سائر أمور، فكانوا حريصين على اختيار المسؤولين عن القيام بشؤونه، وقد وقفنا على ذلك كله، فجازاهم الله أحسن الجزاء.

Mr. Ali 1 07-11-2013 01:39 PM

المسجد الأعظم بشفشاون - المغرب




http://www.almosafr.com/forum/imgcac...955alsh3er.jpg




كان القرن التاسع الهجري ـ الخامس عشر الميلادي ـ بالنسبة للمغرب، عصر الأحداث والآلام، وعهد التدهور والانحطاط، ففيه سقطت دولة الأندلس (الفردوس المفقود) وفيه تكالب العدو على شواطئ المغرب، واحتل أهم ثغوره كسبتة وطنجة وما أليهما، ولم يكن هناك حاكم حازم، ولا ملك رشيد، بل كانت الفوضى تضرب أطنابها في طول البلاد وعرضها، وساد الجهل وانتشر الفساد، وضعفت الهمم، واستسلم الناس للخرافات والأوهام.


في هذا الجو المضطرب، وفي هذا الظرف الحالك، قام جماعة الأشراف العلميين، بشمال المغرب، يذبون عن حوزة البلاد، ويطاردون العدو في الجبال والأوهاد، وأسسوا جبهة قوية، يحسب لها حسابها، وظلوا رافعين راية الكفاح نحو قرن كامل، وفي حدود سنة 876 هـ نزلوا بسفح جبل أشاون ـ والشاون في لغة مازيغ : قرون الجبال، واختطوا مدينة شفشاون على بعد مسيرة يوم من جبل العلم (مسقط رأسهم) بقصد تحصين المسلمين، ورد عاديات العدو، وكان من أشهرهم ذكرا، وأبعدهم صيتا الأمير أبو الحسن علي بن راشد المتوفى سنة 917 هـ الذي بنى مدينة شفشاون الحالية، وشيد قصبتها، وأوطنها بأهله وعشيرته، ونزل بها الناس فبنوا، وصارت في عداد المدن المغربية . ومن هذا الحصن المنيع كان بنو راشد يوجهون إلى العدو ضرباتهم القوية، وهجوماتهم المتوالية، وكانت لهم جولات موفقة في ميدان البطولة خلدت اسمهم إلى الأبد، قال في المرآة ص 86/187 : (ولم يزل أولاده بها بين سلم وحرب، إلى أن حاصرهم الوزير ابن القادر بن محمد الشيخ بجيوش عمه الخليفة محمد الغالب بالله وصاحب شفشاون يومئذ الأمير أبو عبد الله محمد بن راشد، فلما اشتد عليه الحصار، خرج فيمن إليه من أهله وولده وقرابته، وساروا إلى أن وصلوا ترغة (من غمارة) ومنها ركبوا البحر يوم تاسع صفر 969 هـ واستقر الأمير بالمدينة المشرفة إلى أن مات بها) وفي أيام الأمير أبي عبد الله ابن رشد هذا وحوالي منصف القرن العاشر الهجري بنى الجامع الأعظم بشفشاون، بناه الأمير في جملة ما بنى إلى جانب قصبة والده المولى علي بن راشد، وقد كثر الواردون على شفشاون،وهاجر إليها جماعات من الأندلسيين، وقد أمرهم الأمير محمد بن راشد أن ينزلوا فوق ساقية العنصر، حتى لا يضايقوا السكان الأصليين في السقي، وأسسوا حومة خاصة بهم تعرف ـ إلى اليوم ـ بريف الأندلس، وكان بالقصبة مسجد صغير، لم يعد يفي بحاجة المصلين، فأصبح الناس في حاجة إلى جامع كبير، ويقع الجامع الأعظم بجنب برج القصبة يفصل بينهما الطريق المار على ربوة عالية تتربع على وطأة الحمام (السويقة) الحومة الأولى للبلد، وتطل على المدينة من سائر جهاتها، وكانت في الأصل موضع (أندر) لرجل من بني جبارة يدعى اللحيح، والجامع يتألف من قسمين: بيت الصلاة، والصحن ويشتمل بيت الصلاة على أربع بلاطات عرضية من الجنوب إلى الشمال، يفصل فيما بينهما عقود من نصف دائرة، متجاوزة بعض الشيء (أقواس بيضية تقوم على أعمدة، وهذه البلاطات تختلف عن بعضها البعض في الطول والعرض هكذا : (1) 30 و 15 على 40 و 2 م ـ (2) 30 ، 17 على 40، 2م ـ (3) و 75 16 على 75، 2م ـ (4) 50، 15 على 50، 2م) وللجامع أربعة أبواب :

1) الباب الرئيسي : وهو إلى جهة الغرب، ويسمى باب الحمراء.

2) باب الجنائز : وهو إلى جهة الشرق، وكانت تخرج منه الجنائز بعد الصلاة عليها داخل المسجد.

3) باب الوضوء : وهو إلى جهة الشمال، ويخرج منه إلى مكان الوضوء، ويقابله من الخارج باب القصبة.

4) باب المدرسة : وهو إلى جهة الجنوب، وينفتح إلى صحن المدرسة المجاورة للجامع، وعلى يسار الباب الرئيسي للمسجد مكان الصومعة، وكانت في أول أمرها مئذنة صغيرة غير مرتفعة، وأسس الأمير أبو عبد الله ابن راشد ـ إلى جانب الجامع ـ مدرسة صغيرة تتصل مباشرة بالجدار الجنوبي منه، وتعرف عند العامة بالمدبرسة، وتذكرها بعض الوثائق الوقفية بمدرسة شفشاون، والمدرسة على شكل مربع تحيط به بيوت لسكنى الطلبة وتتألف من طابقين أعلى وأسفل، بتوسطها صحن كبير في نحو 16 على 17م.


وفي وسطه فوارة (خصة) وتتخلله بعض الأشجار ولم يبق منها الآن سوى أشجار اللرنج، وينفتح في الجدار الجنوبي للجامع ـ كما أسلفنا ـ باب إلى المدرسة، وكان هناك ممر من المقصورة إلى المدرسة، وكان بالصحن إلى جهة القبلة رواق ومحراب صيفي (العنزة) وفي الإصلاحات الأخيرة للمدرسة أزيل كل ذلك، وسد الباب الذي كان يؤدي إلى المقصورة، ودفن بصحن المدرسة إلى جهة الشمال أبو عبد الله محمد الغالي بن الشاهد العلمي، وكان من المدرسين البارزين، تولى قضاء شفشاون أيام ابن عبد الكريم الخطابي، وكتب على رخامة فوق قبره أنه توفي ليلة الأربعاء 18 صفر عام 1348 هـ وبالقرب منه ابن عمه محمد العربي العلمي.


والباب الرئيسي للمدرسة في الجدار الغربي ـ إلى جهة الجنوب، ويقابله من الخارج دار القاضي (أبو الحسن الشريف العلمي النوازلي).


ومدخل المدرسة على هيئة مرفق منحن في تخطيطه، شأنه في ذلك شأن مدخل الدور المغربية، وبجانبي المدخل محكمة القاضي، وبيت العدول، ويؤدي المدخل من الجنوب إلى الميضاة، ومراحض الطلبة.


أما الجامع فظل على صورته الأولى إلى أن ولي قضاء شفشاون أبو العباس أحمد بن الشريف العلمي سنة 1012 هـ، وقد اتسعت دائرة المدينة، وتعددت حومات البلد، فكانت هناك ـ زيادة على حومة السويقة الحومة الأولى كما سبق ـ حومة ريف الأندلس، وريف الصائبين، وحومة العنصر، وحومة السوق، والخرازين وما إليها.


وربما كان لكل حومة مسجده الخاص، ولكن الجمعة للعتيق، وقد أضحى المسجد العتيق لا يتسع للمصلين، فاستأذن القاضي أبو العباس ـ وكان إماما وخطيبا ومدرسا بالجامع ـ سلطان العصر في توسعته، ولعله زيدان بن المنصور السعدي، وكان زيدان ـ وهو العالم الأديب ـ في حاجة إلى الدعاية وإلى من يلتف حوله من العلم والفضل، وقد انتثر عقد الدولة السعدية، وتنازع الملك جماعة من أبناء المنصور وإخوته . فأذن له زيدان في ذلك، وساعده بقدر كبير من مال الخراج واغتنمها فرصة لاستلال الضغائن ومحو الحزازات التي تركتها أعمال عمه الغالب بصفة خاصة فزاد القاضي في الجامع زيادة مهمة، وكان مما زاده في طول الجامع إلى جهة الشرق ـ أربعة بلاطات عريضة موازية لجدار القبلة.


وهي أطول من البلاطات الأولى، وعقودها أكثر ارتفاعا، وأوسع عرضا، وهذه البلاطات تختلف أيضا عن بعضها البعض في الطول والعرض هكذا : 5) 18م على 40، 2 ـ 6) 35، 19م على 40، 2 ـ 7) 20م على 45، 2 ـ 8 ) 65، 20م على 20، 3.


وتتقاطع البلاط الأخير المحاذي لجدار القبلة من المحراب إلى الجنوب عقود تتجلى فيها روعة الفن المغربي، وبطبيعة الحال فإن البلاطات الأربعة التي زيدت في الجامع، قد شغلت الصحن القديم، فكان من الضروري أن يقام للجامع صحن جديد، ويمتد الصحن على الجدار الشرقي في نحو 18م على 12م ومن أعلام شفشاون الذين دفنوا بهذا الصحن القاضي أحمد بن الحسين العلمي المتوفى سنة 1315 هـ وبجانبه ولده عبد السلام، وينفتح في الجدار القبلي للجامع بابان أحدهما على يمين المحراب، إلى المقصورة، والآخر على يساره إلى الصحن ويتوسط الجدار الشمالي مصلى النساء، وفي الإصلاح الأخير للجامع سد باب هذا المصلى، وجعل مكانه فوارة (خصة) للوضوء وقطع المصلى من المسجد وصار مع الأسف حانوتا لإسكافي، على أنه حجز النصف الشمالي من البلاط الأول لصلاة النساء بحاجز خشبي مما جعل المسجد يفقد شكله الهندسي، وصورته الفنية، وكم نود أن تكون هذه الإصلاحات التي تقام بالمساجد والزوايا تحت رقابة خاصة لإدارة فنية لها اختصاصها في الآثار القديمة، والفنون الجميلة، وكم يعز علينا أن يضيع الكثير منها بسبب التهاون والإهمال فمنذ سنتين أو ثلاث سقط جانب من صومعة مسجد (إشرافات) على بعد 35 كلم من شفشاون، وربما كان أقدم نسجد بالمغرب، بناه طارق بن زياد أيام ولاية ياصف بن عبد الملك بن أباد بن عثمان على هذه الجهات أواخر القرن الأول الهجري وقد هدمت الصومعة بالمرة، وأعيد بناؤها على شكل جديد، لا يتفق وصورة هذا المسجد التاريخي، وكم له من نظير؟ وجدران الجامع والمدرسة مبنية بالطيبة) وسقفها كباقي دور المدينة بالقرمود الأحمر ومن الداخل بالخشب المنجور المزخرف.

وفي أيام سلطة القائد أحمد الريفي على تطوان وشفشاون وما إليهما أدخلت بعض الإصلاحات على المدرسة، ونذكر بعض المصادر الأجنبية أنه في هذا التاريخ نقل إلى مدرسة شفشاون قدر كبير من الزليج والرخام الأندلسي.

وفي عهد ولاية القائد أبي محمد عبد القادر البردون البوفراحي على شفشاون أواخر القرن الحادي عشر، صنع منبر كبير للجامع، وثريا خشبية على شكل هرمي، علقت أمام المحراب، وقد كتب على لوحة بالدرج الأخير من المنبر : (الحمد لله صنع هذا المنبر السعيد سنة 1098 هـ)، وجدد تنميقه سنة 1351 هـ ) وكان للقائد الريفي عبد القادر البردون اهتمام زائد بالمدرسة وبالطلبة الساكنين بها.


وفي أوائل المائة الثالثة عشرة، اتسع عمران المدينة، وغدا الجامع الأعظم ـ وهو الوحيد ـ لا يكفي بالطبع لمئات المصلين، بل الآلاف، فأحدثت أغطية بجامع الخرازين، ومسجد ريف الأندلس ومما يلاحظ أن شفشاون منذ هذا التاريخ أصبحت تابعة لتطوان سياسيا، ولم تزل كذلك إلى اليوم إلا في فترات من التاريخ. وفي أيام الناضر محمد بن قاسم شهبون بنيت صومعة الجامع الأعظم بشفشاون وباع الناظر من أجل إقامتها بعض حوانيت الحبس بالسويقة، وقد استغرقت مدة البناء نحو سنتين، ويقال أن الذي تولى بناء الأجداد يروون للأحفاد قصته مع ولده الذي أخطأ في شيء من البناء، وقد أشرفت الصومعة على الانتهاء، فلطمه الوالد لطمة ألقت به من أعلى الصومعة فبقي معلقا وقد أقيمت الصومعة بمكان المئذنة الصغيرة على يسار الباب الرئيسي للجامع إلى جهة الجنوب كما سبق، وقاعدة الصومعة مربعة، ولكنها بعد أن استوت مع سقف الجامع في نحو ستة أمتار صارت مثمنة، وبجدرانها من الخارج فتحة ضيقة تشبه منافذ السهام، الغرض منها مد الدرج بالضوء، وينفتح في وسط المئذنة إلى جهة الجنوب ـ باب إلى غرفة المؤقتين، وقد بينت في الطابق الأعلى من المدرسة، وعلقت بها مجانات (ساعات) ويلاحظ أن أقدم هذه الساعات يرجع تاريخه إلى سنة 1256 هـ وفي نهاية المئذنة شرفات ويعلو سطح المئذنة (صار) في نحو خمسة أمتار مثمن كالصومعة وقد صعد معه عمود من حديد تعلق به الرايات التقليدية.


والصومعة آية الفن الأندلسي المغربي، وفي سنة 1255 أدخلت إصلاحات على مراحض المسجد وجر ماؤها في القواديس إلى الخارج. وكانت هناك خزانة تابعة للجامع، حافلة بالكتب العلمية والدينية، الغرض من تحبيسها القراءة والمطالعة والنسخ...

وقد لقيت هذه المؤسسات، سواء منها الدينية والثقافية، عناية فائقة من مختلف الطبقات، فكانت هناك أوقاف الجامع، والمدرسة، والخزانة، وكان للإمام والمؤذن والمدرس والخطيب أوقاف، وللطلبة أوقاف، وللقيم أوقاف وهلم جرا... وقلما تجد عائلة من العائلات أو شخصية من الشخصيات ليس لها وقف على الجامع أو المدرسة أو عليهما معا.

Mr. Ali 1 07-11-2013 01:41 PM

ونجد في الطليعة أبناء راشد الأمراء، وأبناء عرضون قضاة شفشاون، وأبناء الشريف العلمي سدنة المسجد والمدرسة .. وقد تكاثرت الأوقاف داخل المدينة وخارجها، في القرية القريبة والنائية، وفي كل جهة من الجهات، اتسع نطاقها، وتنوعت مصالحها حتى لقد كان في بعض الأحيان، للجامع ناظر، وللمدرسة ناظر أخر. وإذا كان ملوك الدولتين الوطاسية والسعدية، حاربوا الأشراف العلميين، وهاجموا المدينة الراشدية غير مرة، وضايقوا أهلها، وحطموا بعض دورها، فقد كان للملوك العلويين اهتمام بالغ وعطف خاص على هذه المدينة وأهلها، وكان لهم أوقاف على مساجد شفشاون عموما، والجامع الأعظم بوجه خاص، ومن مظاهر هذا الاهتمام وهذا العطف ـ ما جاء في ظهير للسلطان محمد بن عبد الله مؤرخ بـ 9 قعدة عام 1183 ـ : يعلم من هذا الكتاب الكريم أننا أمضينا الأمر في الحمام الذي بمدينة شفشاون للجامع الكبير الذي هناك، وجعلناه من جملة أوقافها بحيث لا يتصرف فيه إلا ناظر الجامع المذكور، وصرف مستفاده من ضرورية الجامع كغيره من الأحباس، من غير منازع ولا معارض وكل من يرد على المدينة الشفشاونية من جميع القبائل بقصد الاستيطان والإقامة فهو من جملة أهلها يلزمه ما يلزمهم إجمالا وتفصيلا، وإن أقام بين ظهورهم شهرا أو دونه فهو منهم، ولا يطالب بوظيف مع إخوانه خارج المدينة، وأهل شفشاون منهم إلينا ومنا إليهم، ولا واسطة بيننا وبينهم، فهم خدامنا ومحسوبون علينا، ولهم منا ـ إن شاء االله ـ ما يحمدون عاقبته في الحال والمال والسلام. وأصدر السلطان محمد بن عبد الرحمن مرسوما يقضي بأن يجعل للجامع الكبير عشرة مثاقيل في كل شهر من مستفاد ((الكنطردات)) ويدفع لناظر الجامع الكبير وفي ميدان تشجيع العلم وأهله فقد أصدر السلطان المولى سليمان أمره بتنفيذ ثلاثين أقية في كل شهر للفقيه عبد السلام بن الأستاذ سعيد زنبار الجباري).

ويدل على مدى عنايتهم بهذه الأوقاف، التي تعتبر كضمانة للشعائر الدينية، وحرصهم الشديد على أن ما يضيع منها ولو درهم واحد ـ ما جاء في مرسوم للسلطان محمد بن عبد الرحمن مؤرخ بـ 22 جمادى الأولى عام 1281 هـ وبعد : فإن ميزانا للأحباس بأشاون كان ناظرها يحصل فيه ما بين السبعين والتسعين منقالا، ولما بيعت المستفادات المخزنية، حيز من جملتها وبيع، ولا بد أن تأمروا مشتري المستفادات بالشاون أن يدفع مائة وعشرين مثقالا للناظر من ثمن كراء المستفادات والأمثلة من هذا كثير. وللقائد الريفي عبد القادر البردون السالف الذكر عدة أوقاف على الطلبة الغرباء الساكنين بالمدرسة وكانت تصرف فوائدها عليهم في شبه نظام الخبرة بجامع القرويين وأسهم في هذا الميدان كثير المحسنين والمحسنات مما شجع إقبال الطلبة على العلم، وازدهار الثقافة والمعرفة بهذه الديار.
أما الخزانة فقد تنافس العامة والخاصة في الوقف عليها، وهناك طائفة من علماء شفشاون جعلوا مكتباتهم حبسا معقبا على خزانة الجامع الأعظم، ومن الوثائق الوقفية في هذا الصدد : الحمد لله حبس الواضع إسمه عقب تاريخه (القاضي محمد بن محمد البرنوس) على أولاد الذكور دون الإناث. جميع ما هو ملكه من الكتب الفقهية، والنوازل الشرعية، والأحاديث النبوية.. وغيرها من كتب العربية واللغوية ينتفعون بها بالقراءة والمطالعة فإن انقرض الجميع رجعت للمسجد الأكبر بشفشاون ينتفع بها طلبة العلم بالمطالعة، والمدارسة، والمناسخة... حبسا مؤيدا في 2 حجة متم عام 1194 هـ. وحتى النساء والعوام فقد كانوا يشترون الكتب العلمية والدينية ويوقفونها على خزانة الجامع بقصد الانتفاع بها تعلما وتعليما، ومن هذه الوثائق الوقفية : الحمد لله بعد ما اشترى الحاج محمد بن العربي شابو، والحاج عبد القادر المسال.. حمع السفر الواحد المسمى بالدرر السافرة في أمور الآخرة، تأليف السيوطي، اشتراء تاما أشهد إذ ذاك المشتريان المذكوران أنهما حبسا الكتاب المذكور على خزانة الجامع من محروسة شفشاون ـ أمنها الله ـ ينتفع به في المسجد المذكور بالسرد الكرسي بالمسجد المذكور وغيره من أوجه الانتفاع.. في أواسط رجب الفرد الحرام عام 1208 هـ) وقد احتفظت لنا بعض دواوين الحبس بقائمة من المكتب التي أوقفتها فاطمة بنت المقدم وهذه طائفة منها :

ـ نسخة من صحيح البخاري ـ في عشرة أجزاء ـ بخط الفقيه ابن سودة.

ـ فتح الباري على البخاري للحافظ ابن حجر ـ في تسعة أسفار.

ـ التوشيح على الصحيح، حاشية للسيوطي على البخاري.

ـ شرح العمدة في الحديث لابن الأثير.

ـ سيرة الكلاعن بخط الفقيه ابن رحمون نسخة أخرى بخط القاضي محمد البرنوسي.

ـ السفر الأول من موطأ مالك، مجموع في الطب به منظومة لابن الخطيب في الطب.

ـ مجموع به شرح الأجرومية، ولامية الأفعال مع شرحها.

ـ مجموعة كبيرة من المصاحف.

ونجد قائمة أخرى في بعض الدواوين نذكر من بينها. التفسير لأبي طالب مكي، الفشني على الرسالة، أبو الحسن على الرسالة، الرصاع، سراج الملوك للطرطوشي .. وتذكر بعض الوثائق الوقفية أنه بتاريخ 1216هـ كانت مداخيل الجامع نحو مائتي مثقال يصرف منها على مصالح الجامع نحو النصف، ويصرف على تفسير الكتب نحو خمسة عشر مثقالا، وهو مال كبير بالنسبة لميزانية الجامع في هذا العهد.

وكانت العادة أن تستعار هذه الكتب من قيم الخزانة كل يوم الجمعة بعد صلاة العصر ، وكانت تخرج عشرات الكتب ولا يرجع منها ولو واحد، وخصوصا منها ما كان للنسخ، وهذه الفوضى في الاستعارة هي التي أضاعت الكثير منها الكثير منها وخربت مكتبات المساجد والزوايا بالمغرب، أضف إلى ذلك المؤامرات التي كان يدبرها الاستعمار لاختلاس ما كان بهذه الخزائن من نفائس وذخائر، وقد أخبرت أن مجموعة كبيرة من كتب خزانة شفشاون توجد الآن بالمكتبة الوطنية بمدريد، وكم مر في تاريخ المغرب من هذه المآسي.


وقد دونت أوقاف الجامع الكبير والمدرسة في دواوين خاصة، وتعرف إلى اليوم بالحوالات الحبسية، لأن وثائق التحبيس قد حولت ونقلت إليها، وكان كلما تجمعت أملاك وأوقاف دونها القاضي بنفسه، أو أمر بعض العدول البارزين لديه بتدوينها ومر هذا التدوين بمراحل : وتبتدئ المرحلة الأولى من نحو سنة 980هـ/1012 هـ على يد القاضيين أبي العباس أحمد بن عرضون المتوفى سنة 1012 هـ وقد دامت ولايتهما على شفشاون نحو ثلاثين سنة وإليهما يرجع الفضل في تنظيم هذه الأوقاف، والسهر عليها كما يذكر ذلك القاضي أبو عبد الله مخشان المتوفى 1042 : (وقد تقر ضبطه ـ رحمه الله للأوقاف وغيرها ـ يعني أبا العباس بن عرضون ـ حتى أنه لم يدع وقفا من أوقاف عمالته الشفشاونية، حاضره وبادية إلا دونها، وجعل عليها عاملا يطوف عليها مدة دولته احتراسا لها من الضياع ولا شك أنه بعد موت القاضيين رحمهما الله وقع إهمال في الأوقاف ولا سيما ما كان منها بالبادية).

ويأتي في المرحلة الثانية من قضاة القرن الحادي عشر أبو عبد الله محمد مخشان وأبو زيد عبد الرحمان أمفرج وشارك في تدوين المرحلة الثالثة من أهل القرن الثاني عشر والثالث عشر أبو مهدي عيسى بن علي الشريف وولداه محمد وعلي، وعبد السلام بن علي الشريف وأخوه محمد ثم أحمد الشاهد العلمي ومحمد الصغير اليلصوتي وعبد الكريم الحضري والفقيه العدل محمد شابو وكان إلى جانب الجامع الكبير (العتيق) بشفشاون عدة مساجد وزوايا : كمسجد أبي خنشة، ومسجد ريف الأندلس، ومسجد السوق، ومسجد الصبانين، ومسجد العنصر.. ومن الزوايا ـ وقد تكاثرت في القرنين الثاني عشر والثالث عشر ـ الزاوية الناصرية، والزاوية التليدية، والزاوية الجيلانية، والزاوية الدرقاوية، وكان لكثرة هذه المساجد والزوايا ـ على صغر المدينة ـ أثرها القوي في الروح الدينية التي سادت هذه المدينة حتى صارت تعرف ـ فيما بعد ـ بالمدينة الصالحة، والجامع الأعظم ـ على الخصوص ـ ومعه المدرسة التي كانت بمثابة قسم داخلي له قد أدت مهمة مزدوجة، روحية وثقافية، دينية وفكرية، ويأتي في الرعيل الأول من الذين خلقوا الحركة الفكرية بهذه الديار، وبذروا البذور الأولى في أجوائها أبو عبد الله محمد بن عرضون 1012 ومن تلاميذه الأبرار أبو العباس أحمد بن الشريف العلمي المتوفى سنة 1027 الذي يعتبر المؤسس الحقيقي لهذا المعهد الإسلامي، وكان الجامع للدراسة، والمدرسة لسكنى الطلبة، فكنت ترى حلقات الدروس تلقى هنا وهناك، وفي كل زاوية من زوايا الجامع، كان يجلس الشيخ فيلتف حوله الطلاب، ويلقي عليهم دروسا في الفقه والعربية والدين، على اختلاف طبقاتهم ومستوياتهم ويحدثنا أبو حامد الفاسي عن الدور الهام الذي قام به أستاذه أبو العباس بن الشريف العلمي، في حقل التعليم وفي ميدان الوعظ والإرشاد، بمعهد الجامع الكبير بشفشاون فيقول : (ولي أبو العباس خطابة الجامع الأعظم، فحسس موقعه من قلوب الخاصة والعامة، حسن بيان، وفصاحة لسان، ومراعاة ما يليق بكل زمان، وقام بحق تلك الخطة أحسن قيام، وشهد الجميع بأنه لم يتقدم مثله هناك خطيب ولا إمام.. وكان أبو العباس يدرس في الفقه وغيره، وانتفع به خلق كثير ..) وكتب إليه أستاذه الشيخ النصار ينوه بمدرسته الجديدة في شفشاون، ويثني على جهوده وإخلاصه، ويبدي رأيه في المنهاج الدراسي، الذي عرضه على أنظاره فيقول : (وفرحت غاية الفرح بختمك الصغرى فطالع كتب الشيخ السنوسي السبعة، وكتاب ابن مالك : الفوائد المحوية في المقاصد النحوية، فيه ما في الكافية، وأعجبني إقراؤك الرسالة، وفرحت به. لا سيما إذا اقتصرت على المحتاج إليه، وختمتها سريعا، وكذلك إقراؤك الخراز فقد أعجبني كثيرا، واعتمد عل ابن أجطا فإن نقله صحيح جدا، وكثير من شروح الخراز فيه تحريف، نفعك الله، ونفع بك.. ويشير الشيخ القصار في غضون كلامه إلى روح العلم، والطموح الفكري الذي كان عليه أبو العباس فيقول : وإذا رأيت تأليفا لم تتحقق أني رأيته، فأعلمني به والمراد أن الإنسان بموت طالبا للعلم .. والسلام، وبلغ من اهتمام الإمام القصار بهذه المدرسة، أن كتب إلى الشيخ ابن ريسون بجبل العلم، بحته على أن يبعث بأولاده إلى مدرسة شفشاون، فيقول : (.. والله والله فيهم في طلب العلم، وعندكم اليوم ابن عمكم سيدي أحمد.. فقيه جليل، ولكم فيه عون) ويمكن أن نستنتج من النصوص السابقة أن المواد الدراسية التي كانت تدرس بمعهد الجامع الكبير بشفشاون في القرن الحادي عشر هي كما يلي :
(1) العربية : بالفية ابن مالك : شرح المكودي أو المرادي.
(2) التوحيد : بصغرى السنوسي وشروحها.
(3) الفقه برسالة ابن أبي زيد وشرح أبي الحسن.
(4) التجويد والقراءات بكتاب الخراز وشرح ابن آجطا .


وقد تخرج من هذا المعهد علماء كان لهم صدى بعيد في ميدان العلم والثقافة، وفي ميدان التأليف والكتابة كأبي العباس بن الشريف العلمي تـ 1027 وله مؤلفات منها حاشية على الصغرى، وجزء في نقل الميت من قبر إلى قبر، وجزء في أنساب العلميين.. ومقيدات في الفقه والأحوال، والعربية والطب والتاريخ وما إلى ذلك..

وكأبي الحسن بن علي بن الشريف العلمي، صاحب النوازل المشهورة المتوفى 1126 هـ وغيرها كثير، وكان بين أساتذة جامع شفشاون، وشيوخ القرويين صلات علمية وثيقة ووشائج قربى ومودة، وكان أكثر علماء شفشاون يتخرجون من جامعة فاس، وإن درسوا أكثر العلوم في غيرها، فلا بد أن يتبركوا بها، ومع ذلك فقد كان هؤلاء العلماء يعتزون بآرائهم وأفكارهم، ويناقشون علماء فاس مناقشة الند للند، وكانت بينهم مساجلات ومناقضات تشتد أحيانا وتخف أخرى، ونجد صورا منها في كتب التاريخ والفقه، وتقرأ نماذج من هذه الأبحاث العميقة، والردود القوية لأبي محمد الهبطي المتوفى 963 هـ وأبي العباس ابن عرضون المتوفى 992 هـ واخيه أبي عبد الله ابن عرضون في كتاب مرآة المحاسن لأبي حامد الفاسي ونوازل الشريف العلمي، على أن كثيرا من علماء شفشاون والبادية تولوا التدريس بفاس، وتلمذتهم أبناء فاس كأبي العباس ابن الشريف العلمي فبعد أن تعلم بشفشاون مسقط رأسه انتقل إلى فاس، وأخذ عن شيوخها، وتولى الإقراء بها ومن تلاميذه أبو حامد محمد العربي القاسي تـ 1052 هـ.

وقد توارث الشرفاء العلميون الخطابة والتدريس بجامع شفشاون كما تعاقبوا على ولاية القضاء بشفشاون منذ أوائل القرن الحادي عشر الهجري، وكان أول قاض منهم أبو العباس ابن الشريف العلمي، وكان قبل ولايته القضاء خطيبا ومدرسا كما سبق وتذكر بعض الوثائق الوقفية أن الأحباس كانت تساعده على الخطابة التي كانت له فيها صولة وجولة بعشر أواق، ومن الذين تولوا التدريس والخطابة بالجامع الأعظم بشفشاون أبو عبد الله محمد بن أحمد بن الشريف العلمي وكان بتاريخ 1088 قاضيا على شفشاون وأبو مهدي عيسى بن علي الشريف حفيد أبي العباس الشريف وهو من أهل القرن الحادي عشر وأبو الحسن علي بن عيسى الشريف العلمي النوازلي المشهور المتوفى سنة 1126 وأبو العباس أحمد بن محمد بن عبد السلام العلمي كان بتاريخ 1232 قاضيا على شفشاون وتذكر بعض المصادر من الذين تولوا التدريس بالجامع الكبير القاضي أبا عبد الله محمد الحوات وولده الأديب سليمان الحوات والقاضي عبد الكريم الحضري والقاضي عبد الكريم الورديغي ومحمد العربي الريسوني وعبد القادر الورديغي الرحالة المشهور وكانت هناك أحباس الرسالة وأحباس البخاري وأحباس التوريق بين العصرين وما إلى ذلك وكانت العادة ـ إذا دخلت الأشهر الحرم ـ أن يقوم كبار العلماء بتدريس البخاري بالجامع الكبير ومن الذين درسوا البخاري بالجامع الأعظم أبو الحسن علي بن الشريف العلمي وكانت هناك نسخة من صحيح البخاري بخزانة الجامع تعرف باسمه ويتبرك بها في الأزمات وجاء بعده أبو العباس أحمد بن الشاهد العلمي كان في سنة 1177 قاضيا على شفشاون ودرس صحيح البخاري بعدهما العالم الأديب أبو محمد عبد الملك الخيراني الورديغي صاحب القصيدة المشهورة في مدينة شفشاون تولى قضاء شفشاون وكانت بينه وبين العلميين منافسات ومشاذة توفي سنة 1209 هـ ومن المدرسين البارزين في الطبقة الأخيرة، أبو عبد الله محمد الغالي بن الشاهد العلمي المتوفى سنة 1348 هـ وسبق أنه دفن بصحن المدرسة وفي سنة وكتب على لوحة فوق باب الجامع الكبير فيها ما يلي : الحمد لله قام بإصلاح هذا المسجد باشا المدينة الشريف عبد الوافي البقالي في عهد الخليفة الحسن بن المهدي في رمضان عام 1350 هـ وكان قاضي شفشاون في هذا التاريخ الحسن بن أحمد العلمي وهو آخر القضاة العلميين بهذه المدينة.

وفي سنة 1355 أصلحت المدرسة إصلاحا كاملا وزيد في غرف الطلبة، وأحدث في الطابق الأعلى مكتبة نقل إليها بعض ما تبقى من كتب الأحباس بمساجد شفشاون، ومن هذا التاريخ أصبح الجامع الكبير بشفشاون معهدا دينيا خاضعا لنظم وقوانين جديدة، وعلى رأسه مدير وموظفون وأساتذة رسميون تدرس فيه أقسام الابتدائي والثانوي وتسير فيه الدراسة بصفة منتظمة، في كل بلاط فصل أو فصلان... والطلبة حلقات على الطريقة القديمة.

ومنذ عهد الاستقلال بدأت الدراسة تختفي من المساجد، وتنتقل من الجوامع تدريجيا ولا تزال بعض الفصول تدرس بهذا الجامع إلى اليوم، والمدرسة كقسم داخلي لسكنى الطلبة تابع لإدارة المعهد الديني وهكذا ظل جامع شفشاون ـ طيلة أربعة قرون ـ وربع قرن ـ المورد العذب، والمنهل الصافي، يرده الطلاب، ويكترعون من حياضه ومناهله، وقد وقف كالجبل الشامخ، يصارع الزمان، ويؤدي رسالته الخالدة، وكان منار إشعاع الفكر ويرشد العقل، ويهدي إلى طريق النجاة والسعادة.

ومن هنا نستطيع أن نتبين مقدار الرسالة الكبرى التي أداها ويؤديها المسجد للمجتمع، والدور الخطير الذي قام به في حياة الأمة الإسلامية، فهو المصنع الذي يصنع الجمهور، والسواد الأعظم من المسلمين، ويصقل عقولهم، ويهذب نفوسهم وأرواحهم وهو البلسم الشافي، والدواء الناجع لأمراض الجهل والجمود، وأدواء الانحلال والتفسخ الخلقي، ( في بيوت أذن الله أن ترفع، ويذكر فيها اسمه، يسبح له فيها بالغدو والآصال، رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ).

Mr. Ali 1 07-11-2013 01:57 PM

المسجد الأعظم بوجدة - المغرب




http://www.habous.net/images/masajid...de-mosquee.jpg




بني المسجد الأعظم بمدينة وجدة على يد السلطان أبي يعقوب
يوسف المريني سنة 696 هـ / 1296 م في إطار إعادة بناء
مدينة وجدة.

يشتمل المسجد على قاعة للصلاة تحتوي على
خمس بلاطات متعامدة مع جدار القبلة.

تنتصب صومعة المسجد المريني بالزاوية الجنوبية الغربية لبيت
الصلاة، ويحتمل أن يكون بناؤها قد تأخر عن بناء المسجد
بحوالي عشرين سنة أي إلى 717 ه / 1317 م، الصومعة
في شكلها العام رباعية الأضلاع، طول كل ضلع منها 4,65 م
بارتفاع 24 م. وهي مبنية بالآجر الأحمر الصلب.

Mr. Ali 1 08-11-2013 02:14 PM

الجامع الكبير بتارودانت - المغرب





http://t1.hespress.com/files/jamiaa_..._759078886.jpg




http://www.klamkom.com/photo/art/def...88-8194761.jpg




يمثل المسجد الكبير بتارودانت بالمغرب والذي بني قبل أكثر من خمسة قرون في عهد الدولة السعدية٬ أحد أهم وأعرق المعالم الحضارية في العالم الإسلامي التي كان لها إشعاع كبير ومكانة هامة لدى المغاربة و المسلمين بصفة عامة.
ونعود هنا إلى هذا المسجد للحديث عن عمارته بعد الحريق الذي شب فيه مؤخرا نتيجة خلل كهربائي تسبب في تشويه جماله وأناقته ومظهره الساحر.
المسجد الكبير بتارودانت يعتبر من أكبر المساجد السعدية على الإطلاق٬ جدد بناؤه تحت حكم محمد الشيخ السعدي عند منتصف القرن 16م.

وشهد هذا المسجد، الذي يرجح أنه قد بني في عهد المرابطين أو الموحدين، عدة إصلاحات وأشغال توسعة في عهد السعديين والعلويين، ويعود آخر ترميم له إلى سنة 2002.

وهو يغطي مساحة إجمالية تصل إلى 3214 مترا مربعا منها 2614 مترا مربعا مغطاة، ويتسع لحوالي 4000 مصل، كما يتوفر على صومعة بعلو 27 مترا وعلى ستة أبواب، بالإضافة إلى مدخل للنساء ومدخل للإمام وكتاب قرآني وقاعة للصلاة وبهو ومقصورة.

وتذكر كتب التاريخ أن سلاطين الدولة السعدية سهروا على تزيين هذا المسجد بكل ما أوتوا وبكل المهارات الموجودة في عصرهم من تقنيات البناء العربية الأندلسية من جبس منقوش وخشب وفسيفساء وغيرها من التقنيات، التي جلبوا لها مهرة الصناع والبنائين.

بل إن هذا المسجد٬ الذي غدا مفخرة معمارية٬ سرعان ما تحول إلى معلمة حضارية كبرى٬ بحيث يعتبره الباحثون وعلى رأسهم الراحل الدكتور محمد حجي في كتابه "الحركة الفكرية بالمغرب في عهد السعديين" أكبر الجامعات المغربية، إلى جانب جامعة القرويين بفاس.

وتخرج منه كبار العلماء والفقهاء والمفتين والقضاة، الذين حرسوا المذهب المالكي وطوروه على الطريقة المغربية فكان منهم مفتون كبار أمثال سيدي سعيد بن علي الهزالي، وأبو مهدي عيسى بن عبد الرحمن السكتاني، وأبو زيد عبد الرحمن التمنارتي، ويحيى بن عبد الله الحاجي، وغيرهم كثير.

والجامع الكبير لم يقتصر على تدريس العلوم الدينية فقط٬ بل كانت فيه كراسي العلم في المنطق والرياضيات والطب والفلك وغيرها من التخصصات الأخرى٬ إضافة إلى علوم اللغة والأدب٬ فكان به خطباء فصحاء معروفون وعلى رأسهم محمد بن عبد الرحمن التمنارتي، الذي كان السلطان المنصور يشيد به ويقول إنه ليس في المغرب أخطب منه، ولكن الله اختاره لمدينة تارودانت.

وفي صدر الدولة العلوية٬ أصبحت تارودانت قبلة للفنانين والأدباء والشعراء في عهد الأمير محمد العالم، ابن السلطان المولى إسماعيل الذي أولى عناية خاصة للجامع الكبير ولحلقات الدرس والعلم فيه٬ وهو الاهتمام الذي ظل موصولا إلى اليوم.

والمسجد الأعظم لم يلعب فقط دورا دينيا وثقافيا وتدريسيا وعلميا٬ بل لعب أيضا دورا سياسيا، إذ فيه كانت تؤخذ البيعة لسلاطين المغرب وأثناء فترة التجزئة التي أعقبت الدولة السعدية٬ كان يعقد فيه الصلح وتبرم الاتفاقيات٬ وفيه كان يجري تدبير كل أمور السياسة والحرب، نظرا لحرمته وللمكانة التي يحتلها عند سكان الجنوب المغربي.

ويشار إلى أن المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) عبرت عن أسفها وألمها لاحتراق الجامع الأعظم في مدينة تارودانت هذا الجامع التاريخي المهم. واعتبرت أن فقدان هذا الجامع الكبير المتميز بعمارته الجميلة وصومعته النادرة٬ والذي كان منارة للعلم والتقوى تخرج منه علماء وفقهاء كرام أغنوا مجالات المعرفة الإسلامية بعطائهم٬ هي خسارة كبيرة لمعلم من أهم وأعرق المعالم الحضارية في المغرب وفي العالم الإسلامي.

ودعت (الإيسيسكو) الجهات المختصة إلى "العمل سريعا على إعادة بنائه وفق الوضع الذي كان عليه"٬ مبدية استعدادها للإسهام في ذلك.

Mr. Ali 1 08-11-2013 02:18 PM

جامع المواسين بمراكش - المغرب




http://www.habous.net/images/masajid...ne-mosquee.JPG






يوجد مسجد الشرفاء او جامع المواسين بقلب المدينة القديمة بحي المواسين قرب الأسواق التقليدية، فالطريق اليه منها سهلة وميسرة وهو الجوامع الكبيرة في مدينة مراكش بالرغم من عدم توفره على صومعة مرتفعة. بني من قبل السلطان الغالب بالله السعدي ما بين 970 و980 هجرية على مساحة تقدر بحوالي 2600 متر مربع ، وشيد معه مجمع ديني يحتوي على سقاية كبيرة معروفة وميضأة واسعة لها باب خاص بها صهاريج وأماكن للاستفراغ، وحمام من أشهر حمامات المدينة قسم للرجال وقسم للنساء به جناح خاص بالعرائس ، وكتاب ومسكن للقائمين على شؤون هذا المسجد . ويعرف عن المسجد أنه مثار جدل بين عامة الناس في وجود مقبرة لليهود بأحد أركانه تشير اليها بعض المصادر الغربية، وعلى أحد جدرانه الخارجية يظهر قوس يسمى «برج اليهودية»، اختلف في حقيقته هل هو مقبرة كما يظن اليهود الذين يتجنبون المرور بجوار المسجد إلى الآن، ام بيتا لمؤقت الجامع، في حين يقول صاحب السعادة الابدية «فكيف يكون مسجد هذا الفقيه ومقامه مجاورا لليهود، وله جاه وعلم وصلاح».

يتكون المسجد من سبع بلاطات ، والبلاط المحوري أوسع ويمتد سقفه الخشبي الغني بالنقش من القبة التي أمام المحراب إلى العنزة التي تفصله عن الصحن، وتسمى هذه الزخرفة ب «أطبع العمارة» وتحت السقف الخشبي نقش على الجبص بديع الصنع ، كما يشتمل المسجد على اربعة أساكيب بالإضافة إلى المحراب الذي يحتوي على ثلاث قباب واحدة أمام المحراب وواحدة في طرفيه ،والقبة التي أمام المحراب جملية وفي منتهى الإبداع الفني والزخرفي، وفيه خزانة أسسها الغالب بالله السعدي بجوار المسجد وأوقف عليها من نفائس الكتب الشيء الكثير، وظل الامراء والمحسنون يوقفون عليها من امهات الكتب ما جعلها قرينة مكتبة القرويين.

وللمسجد ثلاثة أبواب لدخول المصلين اثنان من هذه الأبواب الثلاث يقابل احدهما الآخر. ويؤديان إلى الجناح الأخير للجامع ، وكل مدخل يكون في خارجه ثغرة مبنية يعلوها تقبيب مخرم تخريما نازلا إلى الأسفل ، وزينت مصارع هذه الأبواب بمزالج مزخرفة بنقوش تحمل اسم السلطان المؤسس لهذا الجامع ، وقد جاء في الأثر أن احد هذه الأبواب نقل من غرناطة. أما سقف الجامع فجميل جدا ويشهد ببراعة صناعه، ويمثل أجمل ما في هذا الجامع من المنجزات الرائعة، ويضم الجامع اربعة أنواع من الأقواس وكتب على أغلبها بالخط الكوفي «الملك لله» أو «العزة لله» أو «الحمد لله»..

محراب المسجد عبارة عن قوس يسمى ظهر السلة، ومن فوقه كتابة كوفية لآية قرآنية تحوط بالقوس، من فوق الكتابة شمسيات زخرفة تسمى إدو، وفي داخل المحراب قبة على شكل طاسة، وجدار المحراب بني على شكل مربع ويحمل قوس المحراب ثلاث أعمدة رخامية. أما المنبر فهو بحق تحفة نادرة لما يحتويه من زخرفة بديعة ، يحتوي على أربعة اقواس وهو شبيه كل الشبه بمنبر جامع القصبة. صحن الجامع مربع المساحة ، اما الصومعة فقد شيدت ملتصقة بالواجهة الرئيسية، وهو وضع يختلف عما نراه في جامع باب دكالة حيث الصومعة داخلة في المستطيل العام للجامع، وهي ايضا قصيرة لا تكاد تعلو السطوح المجاورة خلافا لما نراه في المساجد الكبرى. ويروى أن سبب ذلك هو وجود منزل لأحد الوزراء السعديين بحوار المسجد. وهو في حالة اليوم تلزم تدخلا عاجلا من أجل الترميم والإصلاح.

Mr. Ali 1 08-11-2013 02:24 PM

مسجد الرصيف بفاس - المغرب




http://photos.wikimapia.org/p/00/02/96/07/84_full.jpg




http://photos.wikimapia.org/p/00/02/87/01/61_full.jpg




يقع جامع الرصيف في عدوة القرويين، بالقرب من ساحة الرصيف، وهو الجامع الرئيسي
بحومة القطانين، ويشرف على سوق الرصيف، أحد أهم أسواق الخضر والفواكه بهذه العدوة.
1790 و 1792 لكن الأعمال / أسس الجامع في عهد المولى يزيد مابين سنتي 1205 و 1207
1796 الذي أوكل مهمة -1795/ لم تنته إلا على عهد السلطان المولى سليمان في سنة 1210
الإشراف عليها إلى المعلم الحسن السوداني الذي رسم التصميم وأدار أعمال البناء.

يتكون المسجد من قاعة للصلاة مستطيلة الشكل ومقسمة إلى ثلاث بلاطات موازية لجدار
القبلة، يتوسطها البلاط الأوسط الذي يفضي إلى المحراب. يتخذ الصحن شكل مستطيل مساو
تقريبا لمساحة قاعة الصلاة، تبلغ مقاييسه 21.10 طولا و 13.10 عرضا، وتتوسطه فسقية
مستطيلة من الرخام الأبيض مخصصة لتجديد الوضوء.

ولتسهيل الولوج إلى الجامع، تم بناء
أربعة أبواب موزعة على الجوانب الأربعة للمسجد من أهمها الباب الرئيسي المنفتح في
الزاوية الشمالية والمزين بزخرفة دقيقة، وباب درب الحمام وباب المستودع وباب الرصيف.

من جهة أخرى، جهز الجامع بمجموعة من الملحقات من بينها غرفة الموقت والصومعة التي
ترتفع بالزاوية الشمالية للبناية، والتي تشكل أعلى منارة بفاس إذ يصل علوها إلى 26 متر.


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:28 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.