أحمد علي |
11-08-2011 12:28 AM |
حاكم البلاد
كان حاكم البلاد ينظر من شرفات قصره علي المظاهرات الكبيرة التي تحيط بقصر الحكم وحرس القصر يحاول ابعادها بصعوبة ورجعت الذاكرة بالحاكم عدة سنوات وتذكر أن نفس هذا الشعب كان يهتف بحياته ، فماذا حدث للشعب ؟ هكذا سأل حاكم البلاد نفسه : هل أنا الذي تغيرت أم الشعب الذي تغير ، ورجعت ذاكرة الحاكم الي سنوات طويلة وتذكر في بداية حكمه عندما كان يحبه الشعب ويهتف بحياته وكان يقدم مشروعات حقيقية وأنجازات تخدم الشعب ، ثم بعد أن تقدم به العمر وأصبحت صحته علي غير مايرام نصحت زوجة الحاكم زوجها بأن يفوض أبنها في بعض شئون الحكم لكي يساعده ثم مالبثت أن نصحت الحاكم بأن يعد أبنها لحكم البلاد من بعده وفي بداية الأمر رفض الحاكم هذا الموضوع ثم ما لبث رجال ) بطانة ( القصر أن زينوا له بأن يقبل بهذا الأمر وبعد ألحاح كبير قبل حاكم البلاد هذا الأمر ، وتذكر الحاكم أنه أهمل البلاد وترك معظم أمور الحكم لأبنه ولرجال القصر وبعض رجال الأعمال الفاسدين ، فعم الفساد في البلاد وأنتشر الظلم وسوء المعاملة من رجال الشرطة لأفراد الشعب ، وزاد الفقر بين أفراد الشعب وكذلك الأمراض وكثير من المشكلات كمشكلة الأسكان وأرتفاع سن الزواج واحتكار بعض رجال الأعمال لبعض الصناعات ، وهجرة الشباب بحثا عن فرص الرزق وغرقهم في البحر ، وانتشار البطالة ،وغلاء الأسعار وقلة المرتبات وسوء الأوضاع الأقتصادية للبلاد ، وتزوير للأنتخابات ، وتذكر حاكم البلاد أنه أضاع الفرصة تلو الأخري للأصلاح في البلاد ، وأخيرا أفاق حاكم البلاد علي صوت قائد الجيش يقول له أن عليه التخلي عن حكم البلاد الأن قبل أن تقتحم جموع الشعب الثائرة قصر الحكم ويحدث ما لا يحمد عقباه ، فقبل الحاكم بذلك وهو مرغم وصعد الي الطائرة الهليكوبتر مع أسرته ، وهو يكاد يبكي علي ضياع تاريخه ويلوم أسرته علي ذلك وأيضا يلوم نفسه علي انعزاله عن شعبه واستهانته بهم .) تمت (
|