بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   أرشيف المنتدى (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=513)
-   -   موسوعة الأخلاق الإسلامية (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=511314)

محمد رافع 52 28-05-2013 05:13 PM

موانع اكتساب القناعة
1- الإكثار من مجالسة ذوي الأموال والمترفين.
2- طلب الزيادة عن الكفاية، والتوسع في جمع الأموال.
3- ترك قراءة القرآن الكريم وتدبُّر آياته.
4- قلة تذكر الموت والدار الآخرة.
5- الانغماس في شهوات الدنيا.
6- التوسع في المباحات والإكثار منها.
الأسباب المعينة على اكتساب القناعة:
1- اكتفاء الإنسان بما رُزق.
2- الاطلاع على سيرة السلف الصالح، وزهدهم وقناعتهم، والاقتداء بهم.
3- الاقتصاد في الإنفاق، وعدم الإسراف والتبذير.
4- الإلحاح في الدعاء بأنَّ يرزقه الله القناعة، كما فعل ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم.
5- الإيمان الجازم بأنَّ الأرزاق مقدرة مقسومة.
6- تعويد النفس على القناعة، والبعد عن الحرص والطمع.
7- تقوية الإيمان بالله تعالى.
8- النظر إلى من هو أقل منه في الرزق، ولا ينظر إلى من هو أعلى منه .
9- الاعتقاد بأن الله سبحانه جعل التفاوت في الأرزاق بين الناس لحكمة يعلمها.
10- تذكر الموت وزيارة القبور.
11- قراءة القرآن والتأمل في الآيات القرآنية التي تناولت قضية الرزق والمعيشة.
12 أن يعلم أنَّ في القناعة عزة للنفس، وفي الطمع ذل ومهانة.
13- أن يعرف أنَّ في جمع المال انشغال القلب به.

محمد رافع 52 28-05-2013 05:17 PM

نماذج من قناعة النبي صلى الله عليه وسلم
كان النبي صلى الله عليه وسلم قنوعًا زاهدًا، فكان من أبعد الناس عن ملذات الدنيا، وأرغبهم إلى الآخرة، وقد خيره ربه جلَّ وعلا بين الدنيا، وأن يعيش فيها ما شاء، وبين الآخرة، فاختار الآخرة وما عند الله، وخيَّره أن يكون ملكًا نبيًّا أو عبدًا نبيًّا، فاختار أن يكون عبدًا نبيًّا.
- قال عمر رضي الله عنه: ((دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجعٌ على حصيرٍ، فجلست، فأدنى عليه إزاره http://www.dorar.net/misc/tip.gifوليس عليه غيره، وإذا الحصير قد أثر في جنبه، فنظرت ببصري في خزانة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أنا بقبضةٍ من شعيرٍ نحو الصاع، ومثلها قرظًا في ناحية الغرفة، وإذا أفيقٌ معلقٌ، قال: فابتدرت عيناي، قال: ما يبكيك يا ابن الخطاب؟ قلت: يا نبي الله، وما لي لا أبكي وهذا الحصير قد أثَّر في جنبك، وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى، وذاك قيصر وكسرى في الثمار والأنهار، وأنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصفوته، وهذه خزانتك، فقال: يا ابن الخطاب، ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا؟ قلت: بلى...)) .
- وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو: ((اللهم قنِّعني بما رزقتني، وبارك لي فيه، واخلف على كلِّ غائبة لي بخير)) .
- وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لعروة: ((ابن أختي، إن كنا لننظر إلى الهلال ثلاثة أهلة في شهرين، وما أُوقدت في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار. فقلت: ما كان يُعيِّشكم؟ قالت: الأسودان: التمر والماء، إلا أنَّه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار كان لهم منائح ، وكانوا يمنحون رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبياتهم، فيسقيناه)) .
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم ارزق آل محمد قوتًا)) .
- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ((كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أدم وحشوه ليف)) .
- وعن قتادة رضي الله عنه قال: ((كنا نأتي أنس بن مالك وخبازه قائم، وقال: كلوا، فما أعلم النبي صلى الله عليه وسلم رأى رغيفًا مرقَّقًا حتى لحق بالله، ولا رأى شاة سميطًا بعينه قط)) .
- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ((لقد توفي النبي صلى الله عليه وسلم وما في رفي من شيء يأكله ذو كبد، إلا شطر شعير في رف لي، فأكلت منه حتى طال علي، فكلته ففني)) .
- وعن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: ((لقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما شبع من خبز وزيت، في يوم واحد، مرتين)) .
- وعن أنس رضي الله عنه قال: ((لم يأكل النبي صلى الله عليه وسلم على خوان حتى مات، وما أكل خبزًا مرقَّقًا حتى مات)) .
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو كان لي مثل أحد ذهبًا ما يسرني أن لا يمرَّ علي ثلاث وعندي منه شيء، إلا شيء أرصده لدين)) .
- وعن عروة عن عائشة رضي الله عنهما قالت: ((ما أكل آل محمد صلى الله عليه وسلم أكلتين في يوم إلا إحداهما تمر)) .
- وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ((ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من خبز شعير، يومين متتابعين، حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم)) .
- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ((ما شبع آل محمد منذ قدم المدينة من طعام برٍّ ثلاث ليال تباعًا حتى قُبض)) .

محمد رافع 52 28-05-2013 05:20 PM

نماذج من قناعة الصحابة رضي الله عنهم
لقد سار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، على ما كان عليه واتبعوا آثاره، وتخلَّقوا بأخلاقه، وعاشوا التقشُّف والزهد في أول أمرهم نظرًا لقلة ذات اليد، ثم انتشر الإسلام وجاءتهم الغنائم وفتح الله عليهم، فلم تؤثر هذه الأموال التي اكتسبوها من الغنائم على زهدهم، بل استمروا على ما هم فيه من قناعة وتقشف، وهنا نذكر بعض النماذج من قناعة الصحابة وبعدهم عن الطمع:
- عن أبي العالية: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من يكفل لي أن لا يسأل أحدًا شيئًا، وأتكفل له بالجنة؟ فقال ثوبان: أنا. فكان لا يسأل أحدًا شيئًا)) .
- وعن أبي هريرة، قال: (لقد رأيت سبعين من أصحاب الصفة ما منهم رجلٌ عليه رداءٌ، إما إزارٌ وإما كساءٌ، قد ربطوا في أعناقهم، فمنها ما يبلغ نصف الساقين، ومنها ما يبلغ الكعبين، فيجمعه بيده، كراهية أن تُرى عورته) .
قال الحافظ ابن حجر: (قوله: لقد رأيت سبعين من أصحاب الصفة. يُشعر بأنهم كانوا أكثر من سبعين، وهؤلاء الذين رآهم أبو هريرة غير السبعين الذين بعثهم النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بئر معونة، وكانوا من أهل الصفة أيضًا، لكنهم استشهدوا قبل إسلام أبي هريرة) .
- وعن الحسن قال: (كان عطاء سلمان خمسة آلاف، وكان أميرًا على زهاء ثلاثين ألفًا من المسلمين، وكان يخطب في عباءة يفترش نصفها، ويلبس نصفها، فإذا خرج عطاؤه تصدَّق به، وأكل من سفيف يده) .

محمد رافع 52 29-05-2013 10:41 AM

نماذج في القناعة عند السلف

- (ورث داود الطائي من أبيه دارًا ودنانير، فكان كلما خرب في الدار بيت انتقل إلى غيره ولم يعمره، ولم يزل يتقوت بالدنانير حتى كفن في آخرها) .
- و(عن يحيى بن عروة بن أذينة قال: لما أتى أبي وجماعةٌ من الشعراء هشام ابن عبد الملك فأنشدوه، فلما عرف أبي قال: ألست القائل:


لقد علمت وما الإسراف من خلقي***أن الذي هو رزقي سوف يأتيني



أسعى له فيعنيني تطلبه***ولو قعدت أتاني لا يعنيني



فهلا جلست في بيتك حتى يأتيك؟ فسكت أبي ولم يجبه، فلما خرجوا من عنده جلس أبي على راحلته حتى أتى المدينة، وأمر هشامٌ بجوائزهم، فقعد أبي فسأل عنه فلما خبر بانصرافه، قال: لا جرم، والله ليعلمنَّ أنَّ ذلك سيأتيه. ثم أضعف له ما أعطى واحدًا من أصحابه، وكتب له فريضتين) .
- (وقال زمعة بن صالحٍ: كتب إلى أبي حازمٍ بعض بني أمية يعزم عليه إلا رفع إليه حوائجه، فكتب إليه: أما بعد، فقد جاءني كتابك تعزم علي أن أرفع إليك حوائجي، وهيهات، قد رفعت حوائجي إلى ربي، ما أعطاني منها قبلت، وما أمسك علي منها قنعت) .
- (وعن حفصٍ الجعفي، قال: ورث داود الطائي من أمه أربع مائة درهمٍ، فمكث يتقوت بها ثلاثين عامًا، فلما نفدت، جعل ينقض سقوف الدويرة، فيبيعها.
- وقال عطاء بن مسلمٍ: عاش داود عشرين سنةً بثلاث مائة درهمٍ) .
- (وذكر إبراهيم بن السري الزجاج: أنه كان يجري على أبي جعفرٍ في الشهر أربعة دراهم، يتقوت بها. قال: وكان لا يسأل أحدًا شيئًا) .

محمد رافع 52 29-05-2013 10:46 AM

نماذج في القناعة عند العلماء المعاصرين

الشيخ محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي:
كان الشنقيطي قنوعًا بما رزقه الله، زاهدًا في الدنيا، عفيفًا عما في أيدي الناس، كريمًا بما يملك. وقد ذكر عنه بعض أقاربه وطلابه شيئًا من قناعته وزهده، نذكر طرفًا منها:
قال عنه ابنه عبد الله: (كان رحمه الله لا يريد الدنيا، ولا يهتم بها، ويحرص على الاقتصاد. ويقول: الذي يفرحنا أن الدنيا لو كانت ميتة لأباح الله منها سد الخلة. وكان يقول: لم أقترض قطُّ لأحد، ولم أبع، ولم أشتر، وترك لي والدي ثروة، فكنت أعيش منها، وكان عندي كنز عظيم أرجو الله أن لا يضيع مني؛ هو القناعة.
وقال عنه أيضًا: أنَّه كان في المدينة، وكان لا يوجد عنده أي مال، وقد وعده أحد جيرانه أن يقترض له مالًا. ولما أراد الشيخ رحمه الله أن يأتيه وجده يشتغل، وعليه ملابس متبذلة، فرجع عنه وكأنه وجد في نفسه قليلًا أنه في عازة. قال: ولم أشعر حتى خررت ساجدًا في الطريق في الغبار، ورفعت رأسي وعندي فرح ونشوة لا يعلمها إلا الله إكرامًا لما أعطاني من العلم، فكيف أريد دنيا، وربي أكرمني بالعلم، وبفهم كتاب الله. فذهبت إلى البيت وكأنَّ الدنيا كملت لي؛ لاستشعاري نعمة الله علي بما أعطاني من فهم القرآن. وقد سد الله لي تلك الحاجة من غير أن أسأل أحدًا، ونذهب لأحد، إكرامًا منه وفضلًا) .
وقال عنه عطية سالم: (والواقع أنَّ الدنيا لم تكن تساوي عنده شيئًا فلم يكن يهتم لها. ومنذ وجوده في المملكة وصلته بالحكومة حتى فارق الدنيا لم يطلب عطاء ولا مرتبًا ولا ترفيعًا لمرتبه ولا حصولًا على مكافأة أو علاوة. ولكن ما جاءه من غير سؤال أخذه، وما حصل عليه لم يكن ليستبقيه، بل يوزعه في حينه على المعوزين من أرامل ومنقطعين، وكنت أتولَّى توزيعه وإرساله من الرياض إلى كلِّ من مكة والمدينة. ومات ولم يخلف درهمًا ولا دينارًا، وكان مستغنيًا بعفته وقناعته. بل إنَّ حقَّه الخاص ليتركه تعففًا عنه، كما فعل في مؤلفاته، وهي فريدة في نوعها، لم يقبل التكسب بها وتركها لطلبة العلم. وسمعته يقول: لقد جئت معي من البلاد بكنز عظيم يكفيني مدى الحياة، وأخشى عليه الضياع. فقلت له: وما هو؟ قال: القناعة. وكان شعاره في ذلك قول الشاعر:


الجوع يطرد بالرغيف اليابس***فعلام تكثر حسرتي ووساوسي

محمد رافع 52 29-05-2013 10:49 AM

مواعظ حول القناعة
موعظة عمر بن عبد العزيز في القناعة:
(قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: من وعظ أخاه بنصيحةٍ له في دينه، ونظر له في صلاح دنياه، فقد أحسن صلته، وأدى واجب حقه، فاتقوا الله، فإنها نصيحةٌ لكم في دينكم فاقبلوها، وموعظةٌ منجيةٌ من العواقب فالزموها، فالرزق مقسومٌ، ولن يعدو المرء ما قسم له، فأجملوا في الطلب، فإنَّ في القنوع سعةً وبلغةً، وكفًّا عن كَلَفةٍ، لا يحل الموت في أعناقكم، وجهته أيامكم، وما ترون ذاهبٌ، وما مضى كأن لم يكن، وكل ما هو آتٍ قريبٌ، أما رأيتم حالات المنيب وهو يشرف ويعد فراغه، وقد ذاق الموت وعائلهم تعجيل إخراج أهله إياه من داره إلى قبره، وسرعة انصرافهم إلى مسكنه، وجهه مفقودٌ، وذكره منسي، وبابه عن قليلٍ مهجورٌ، كأن لم يخالط إخوان الحفاظ، ولم يعمر الديار، فاتقوا يومًا لا تخفى فيه مثقال حبةٍ في الموازين) .
موعظة وهب بن منبه لعطاء الخرساني في القناعة:
(قال وهب بن منبهٍ لعطاءٍ الخراساني: ويحك يا عطاء! ألم أخبر أنك تحمل علمك إلى أبواب الملوك وأبناء الدنيا، ويحك يا عطاء! تأتي من يغلق عنك بابه، ويظهر لك فقره، ويواري عنك غناه! وتدع من يفتح لك بابه ويظهر لك غناه، ويقول: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر: 60]. يا عطاء أترضى بالدون من الدنيا مع الحكمة، ولا ترضى بالدون من الحكمة مع الدنيا؟! ويحك يا عطاء! إن كان يغنيك ما يكفيك، وإنَّ أدنى ما في الدنيا يكفيك، وإن كان لا يغنيك ما يكفيك فليس في الدنيا شيءٌ يكفيك. ويحك يا عطاء! إنما بطنك بحرٌ من البحور، ووادٍ من الأودية، ولا يملؤه شيءٌ إلا التراب)

محمد رافع 52 29-05-2013 10:52 AM

أقوال الأدباء والحكماء في القناعة
- (قال أكثم بن صيفي: من باع الحرص بالقناعة ظفر بالغنى والثروة.
- وقال بعض السلف: قد يخيب الجاهد الساعي، ويظفر الوادع الهادي. فأخذه البحتري فقال:


لم ألق مقدورًا على استحقاقه***في الحظ إما ناقصًا أو زائدا



وعجبت للمحدود يحرم ناصبًا***كلفًا وللمجدود يغنم قاعدا



ما خطب من حرم الإرادة قاعدًا***خطب الذي حرم الإرادة جاهدا



- وقال بعض الحكماء: إنَّ من قنع كان غنيًّا وإن كان مقترًا ، ومن لم يقنع كان فقيرًا، وإن كان مكثرًا.
- وقال بعض البلغاء: إذا طلبت العزَّ فاطلبه بالطاعة، وإذا طلبت الغنى فاطلبه بالقناعة، فمن أطاع الله عز وجل عن نصره، ومن لزم القناعة زال فقره.
- وقال بعض الأدباء: القناعة عزُّ المعسر، والصدقة حرز الموسر) .
- (وقيل لبعض الحكماء: اكتسب فلانٌ مالًا، قال: فهل اكتسب أيامًا يأكله فيها؟ قيل: ومن يقدر على ذلك؟ قال: فما أراه اكتسب شيئًا) .
- و(كتب حكيمٌ إلى أخٍ له: أما بعد فاجعل القنوع ذخرًا، ولا تعجل على ثمرة لم تدرك، فإنك تدركها في أوانها عذبةً، والمدبر لك أعلم بالوقت الذي يصلح لما تؤمِّل، فثق بخيرته لك في أمورك كلِّها) .
- و(قال الحكيم: أربعةٌ طلبناها فأخطأنا طرقها: طلبنا الغنى في المال، فإذا هو في القناعة، وطلبنا الراحة في الكثرة، فإذا هي في القلة، وطلبنا الكرامة في الخلق، فإذا هي في التقوى، وطلبنا النعمة في الطعام واللباس، فإذا هي في الستر والإسلام) .
- (وقال بعض الحكماء: ما فوق الكفاف إسرافٌ.
- وقال بعض البلغاء: من رضي بالمقدور قنع بالميسور) .
- (وقال بعض الحكماء: الرضى بالكفاف يؤدي إلى العفاف) .
- و(قال أعرابي لأهل البصرة: من سيد أهل هذه القرية؟ قالوا: الحسن، قال: بم سادهم؟ قالوا: احتاج الناس إلى علمه، واستغنى هو عن دنياهم) .

محمد رافع 52 29-05-2013 10:53 AM

أمثال في القناعة

- يقال في المثل: خير الغنى القنوع، وشر الفقر الخضوع .
- القناعة مال لا ينفد .
- وقولهم: يكفيك ما بلغك المحل .
- شر الفقر الخضوع، وخير الغنى القناعة .

محمد رافع 52 29-05-2013 11:03 AM

القناعة في واحة الشعر
قال بشر بن الحارث:


أفادتنا القناعةُ أيَّ عزٍّ***ولا عزًّا أعز من القناعه



فخذْ منها لنفسِك رأسَ مالٍ***وصيِّر بعدَها التقوَى بضاعه



تحزْ حالين: تغنى عن بخيلٍ***وتسعدُ في الِجنانِ بصبرِ ساعه



وقال محمد بن حميد الأكاف:


تقنَّعْ بالكَفافِ تعِشْ رخيا***ولا تبغِ الفضول من الكفافِ



ففي خبز القفار بغير أُدمٍ***وفي ماء القِراح غنًى وكافِ



وفي الثوب المرقَّع ما يُغطَّى***به من كلِّ عريٍ وانكشافِ



وكلُّ تزيُّن بالمرء زين***وأزينه التزيُّنُ بالعفافِ



وقال آخر:


هـي القنـاعةُ لا تـرضَى بهــا بـدلا***فيهــا النعيـمُ وفيهــا راحـةُ البـدنِ



انظـرْ لمـن ملَــك الدُّنيـا بأجمـعِـها***هـل راح منها بغيــر القطـن والكفـن



وقال عبد العزيز بن سليمان الأبرش:


إذا المرءُ لم يقنَعْ بعيشٍ فإنَّه***وإن كان ذا مالٍ من الفقرِ مُوقرُ



إذا كان فضلُ الناس يُغنيك بينهم***فأنت بفضل الله أغنى وأيسرُ



وقال آخر:


نصف القنوع وأينا يقنع***أو أينا يرضى بما يجمع



لله درُّ ذوي القناعةِ ما***أصفى معاشهم وما أوسع



من كان يبغي أن يلذَّ وأن***تهدى جوارحه فما يطمع



فقرُ النفوس بقدر حاجتها***وغنى النفوس بقدر ما تقنع



وقال محمود الوراق:


غنى النفس يغنيها إذا كنت قانعا***وليس بمغنيك الكثيرُ مع الحرصِ



وإن اعتقاد الهمِّ للخير جامعٌ***وقلةُ همِّ المرء يدعو إلى النقصِ



وقال آخر:


رضيتُ من الدنيا بقوتٍ يقيمني***فلا أبتغي مِن بعده أبدًا فضلا



ولست أرومُ القُوتَ إلَّا لأنَّه***يُعينُ على علمٍ أردُّ به جهلا



فما هذه الدنيا بطِيبِ نعيمها***لأيسرِ ما في العلمِ من نكتةٍ عَدلا



وقال آخر:


عليك بتقوَى اللهِ واقنعْ برزقِه***فخيرُ عبادِ الله مَن هو قانعُ



ولا تُلهِك الدنيا ولا تطمعْ بها***فقد يُهلك المغرورَ فيها المطامعُ



وقال ابن تيمية:


وجدتُ القناعةَ ثوبَ الغنى***فصرتُ بأذيالها أمتسكْ



فألبسني جاهُها حلةً***يمرُّ الزمانُ ولم تُنتهَكْ



فصرتُ غنيًّا بلا درهمٍ***أمرُّ عزيزًا كأنِّي مَلِكْ



وما أحسن قول الشافعي:


خَبَرتُ بَني الدنيا فلم أرَ منهم***سِوى خادعٍ والخبثُ حشوُ إهابِه



فجرَّدتُ عن غِمدِ القناعةِ صارمًا ***قطعتُ رجائي منهمُ بذُبابِه



فلا ذا يراني واقفًا بطريقِه***ولا ذا يراني قاعدًا عندَ بابِه



غنيٌّ بلا مالٍ عن الناسِ كلِّهم***وليس الغِنى إلا عن الشيءِ لا به



وقال آخر:


إذا أظمأتك أكفُّ اللئامِ***كفَتْك القناعةُ شِبَعًا ورِيَّا



فكن رجلًا رِجله في الثَّرَى***وهامةُ همَّتِه في الثُّريَّا



أبيًّا لنائلِ ذي ثروةٍ***تَراه بما في يديه أبيا



فإنَّ إراقةَ ماءِ الحياةِ***دونَ إراقةِ ماءِ المحيَّا

http://1.bp.blogspot.com/-5QNz0VwOpK...(2)_-_Copy.jpg

محمد رافع 52 29-05-2013 11:10 AM

كتمان السِّرِّ

كتمان السِّرِّ لغةً واصطلاحًا
الكتمان لغةً:
الكتمان مصدر كتم، من باب نصر، يقال: كتم الشيء كَتمًا وكِتمانًا: ستره وأخفاه .
الكتمان اصطلاحًا:
الكتمان هو: ستر الحديث .
وقيل: (هو ضبط النفس ضد دوافع التعبير عما يختلج فيها) .
السِّر لغةً:
السِّرُّ: ما تكتمه وتخفيه، وهو خلاف الإعلان، وجمعه أسرار. والسرِيرةُ: كالسِّرِّ، والجمع السرائر، وأسْرَرْت الحديث إسرارًا أخفيته .
السِّر اصطلاحًا:
السِّر هو: الحديث المكتتم في النفس .

محمد رافع 52 29-05-2013 11:12 AM

الفرق بين الكتمان والسِّرِّ والنَّجوى والاختفاء

- الفرق بين النَّجوى والسِّرِّ:
(أنَّ النجوى: اسم للكلام الخفي الذي تناجي به صاحبك، كأنَّك ترفعه عن غيره، وذلك أنَّ أصل الكلمة الرفعة، ومنه النجوة من الأرض، وسمِّي تكليم الله تعالى موسى عليه السلام مناجاةً؛ لأنَّه كان كلامًا أخفاه عن غيره.
والسِّرُّ: إخفاء الشيء في النفس، ولو اختفى بسترٍ، أو وراء جدارٍ لم يكن سرًّا، ويقال في هذا الكلام سر تشبيهًا بما يخفي في النفس، ويقال: سري عند فلان، تريد ما يخفيه في نفسه من ذلك، ولا يقال: نجواي عنده. وتقول لصاحبك: هذا أُلقيه إليك. تريد المعنى الذي تخفيه في نفسك، والنجوى تتناول جملة ما يتناجى به من الكلام، والسِّر يتناول معنى ذلك، وقد يكون السِّر في غير المعاني مجازًا تقول: فعل هذا سرًّا، وقد أسرَّ الأمر. والنجوى لا تكون إلا كلامًا) .
- الفرق بين الكتمان والإسرار:
(قيل: المكتوم يختص بالمعاني، كالأسرار والأخبار؛ لأنَّ الكتمان لا يستعمل إلا فيهما.
والمستور يختص بالجثث والأعيان؛ لأنَّ الأصل في السِّر تغطية الشيء بغطاء. ثم استعمل في غيرها تجوزًا) .
- الفرق بين الكتمان والاختفاء:
(أن الكتمان هو السكوت عن المعنى، وقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ [البقرة: 159] أي: يسكتون عن ذكره.
والإخفاء: يكون في ذلك وفي غيره، والشاهد أنك تقول: أخفيت الدرهم في الثوب. ولا تقول: كتمت ذلك. وتقول: كتمت المعنى وأخفيته. فالإخفاء أعمُّ من الكتمان) .

محمد رافع 52 30-05-2013 11:28 PM

أولًا: في القرآن الكريم

- قال تعالى حكايةً عن كتمان يوسف عليه السلام للرؤيا التي رآها بأمر من أبيه: قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ [يوسف: 5].
قال ابن كثير: (يقول تعالى مخبرًا عن قول يعقوب لابنه يوسف حين قصَّ عليه ما رأى من هذه الرؤيا، التي تعبيرها خضوع إخوته له وتعظيمهم إياه تعظيمًا زائدًا، بحيث يخرُّون له ساجدين إجلالًا، وإكرامًا، واحترامًا، فخشي يعقوب عليه السلام، أن يحدِّث بهذا المنام أحدًا من إخوته فيحسدوه على ذلك، فيبغوا له الغوائل، حسدًا منهم له؛ ولهذا قال له: يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا [يوسف: 5] أي: يحتالوا لك حيلة يردونك فيها... ومن هذا يؤخذ الأمر بكتمان النعمة حتى توجد وتظهر) .
وقال سبحانه في مؤمن آل فرعون الذي كتم إيمانه: وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ [غافر: 28].

محمد رافع 52 30-05-2013 11:32 PM

ثانيًا: في السُّنَّة النَّبويَّة
- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إنَّ من أشرِّ الناس عند الله منزلةً يوم القيامة، الرجل يفضي إلى امرأته، وتفضي إليه، ثم ينشر سرَّها)) .
قال ابن الجوزي: (المراد بالسرِّ ها هنا: ما يكون من عيوب البدن الباطنة، وذاك كالأمانة فلزم كتمانه) .
- وعن جابر رضي الله عنه عن النَّبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((إذا حدَّث الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانة)) .


قال المناوي في شرحه لهذا الحديث: (قوله: إذا حدَّث الرجل. أي: الإنسان فذكر الرجل غالبي .الحديث. وفي رواية:أخًا له بحديث. وفي أخرى: إذا حدث رجل رجلًا بحديث ثم التفت. أي: غاب عن المجلس، أو التفت يمينًا وشمالًا، فظهر من حاله بالقرائن أنَّ قصده أن لا يطَّلع على حديثه غير الذي حدَّثه به. فهي. أي: الكلمة التي حدثه بها. أمانة. عند المحدث أودعه إياها، فإن حدَّث بها غيره فقد خالف أمر الله، حيث أدَّى
الأمانة إلى غير أهلها، فيكون من الظالمين فيجب عليه كتمها؛ إذ التفاته بمنزلة استكتامه بالنطق، قالوا وهذا من جوامع الكلم، لما في هذا اللفظ الوجيز من الحمل على آداب العشرة، وحسن الصحبة، وكتم السِّر، وحفظ الودِّ، والتحذير من النَّمِيمَة بين الإخوان، المؤدية للشنآن ما لا يخفى)

محمد رافع 52 30-05-2013 11:35 PM

أقوال السلف والعلماء في كتمان السر
- قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (سرُّك أسيرك، فإن تكلمت به، صرت أسيره) .
- وقال عمرو بن العاص: (عجبت من الرجل يفرُّ من القدر، وهو مواقعه! ويرى القذاة في عين أخيه، ويدع الجذع في عينه! ويخرج الضغن من نفس أخيه، ويدع الضغن في نفسه! وما وضعت سرِّي عند أحد فلمته على إفشاءه، وكيف ألومه وقد ضقت به ذراعا؟) .
- وقال أيضًا: (ما وضعت سرِّي عند أحد أفشاه عليَّ فلمته، أنا كنت أضيق به حيث استودعته إياه) .
- وأسرَّ معاوية رضي الله عنه إلى الوليد بن عتبة حديثًا، فقال لأبيه: (يا أبت، إن أمير المؤمنين أسرَّ إليَّ حديثًا، وما أراه يطوي عنك ما بسطه إلى غيرك. قال: فلا تحدثني به؛ فإنَّ من كتم سرَّه كان الخيار له، ومن أفشاه كان الخيار عليه، قال: قلت: يا أبت، وإنَّ هذا ليدخل بين الرجل وبين أبيه؟ قال: لا والله يا بني، ولكن أحبُّ أن لا تذلل لسانك بأحاديث السرِّ. فأتيت معاوية رضي الله عنه فحدثته، فقال: يا وليد، أعتقك أخي من رقِّ الخطأ) .
- وقال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: (القلوب أوعية الأسرار، والشفاه أقفالها، والألسن مفاتيحها، فليحفظ كلُّ امرئ مفتاح سرِّه) .
- وعن الحسن رحمه الله، قال: (سمعته يقول: إنَّ من الخيانة أن تحدِّث بسرِّ أخيك) .
- وقال أبو حاتم: (من حصَّن بالكتمان سرَّه تمَّ له تدبيره، وكان له الظفر بما يريد، والسلامة من العيب والضرر، وإن أخطأه التمكن والظفر والحازم يجعل سره في وعاء، ويكتمه عن كل مستودع، فإن اضطره الأمر وغلبه، أودعه العاقل الناصح له؛ لأنَّ السِّر أمانة، وإفشاؤه خيانة، والقلب له وعاؤه، فمن الأوعية ما يضيق بما يودع، ومنها ما يتسع لما استودع) .
- وقال أيضًا: (الإفراط في الاسترسال بالأسرار عجز، وما كتمه المرء من عدوه فلا يجب أن يظهره لصديقه، وكفى لذوي الألباب عبرًا ما جربوا، ومن استودع حديثًا فليستر، ولا يكن مهتاكًا، ولا مشياعًا؛ لأن السِّر إنَّما سمِّي سرًّا؛ لأنَّه لا يفشى، فيجب على العاقل أن يكون صدره أوسع لسرِّه من صدر غيره، بأن لا يفشيه) .
- وقال: (الظفر بالحزم، والحزم بإجالة الرأي، والرأي بتحصين الأسرار، ومن كتم سره كانت الخيرة في يده، ومن أنبأ الناس بأسراره هان عليهم وأذاعوها، ومن لم يكتم السِّر استحقَّ الندم، ومن استحق الندم صار ناقص العقل، ومن دام على هذا رجع إلى الجهل، فتحصين السِّرِّ للعاقل أولى به من التلهُّف بالندم بعد خروجه منه، ولقد أحسن الذي يقول:


خشيت لساني أن يكون خؤونا***فأودعته قلبي فكان أمينا



فقلت ليخفى دون شخصي وناظري***أيا حركاتي كن في سكونا)




- وقال ابن الجوزي: (رأيت أكثر الناس لا يتمالكون من إفشاء سرِّهم، فإذا ظهر، عاتبوا من أخبروا به. فوا عجبًا! كيف ضاقوا بحبسه ذرعًا، ثم لاموا من أفشاه؟!) .
- وقال الراغب الأصفهاني: (إذاعة السِّر من قلة الصبر، وضيق الصدر، وتوصف به ضعفة الرجال والصبيان والنساء

محمد رافع 52 30-05-2013 11:37 PM

فوائد كتمان السر

1- حفظ الأسرار من علامات المروءَة والنبل.
2- من أعظم أسباب النصر على الأعداء.
3- درء مفسدة الحقد والحسد.
4- تُقَوِّي الصِّلة بين الإخوة.
5- تُقَلأسرار سبب من أسباب النجاح، وأدوم لأحوال الصلاح .
7- كتمان السِّر كرم فِي النَّفس، وسمو فِي الهمة، وَدَلِيل على المروءَة، وسبب للمحبة، ومبلغ إلى جليل الرتبة


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 01:02 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.