بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   القسم الأدبى (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=28)
-   -   من واقع الحياة (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=253476)

الأستاذة ام فيصل 01-12-2010 11:41 PM

تسلمي عزيزتي على القصص والمغامرات الجميله
بارك الله فيك وجزاك خيرا
تحياتي

المفكرة 04-12-2010 11:04 AM

السلام عليكم
المغامرة تفتح للبشر آفاقا متعددة و تخبرهم أن الحياة أوسع من ضيق يومهم الرتيب ، شكراً جزيلا على المرور و التعليق ،وفقك الله لما يحب و يرضى.

المفكرة 04-12-2010 11:10 AM

تلك الأغنية لك
عاودني هذا الحلم ليلة تلو الأخرى، ابني كريج ميت و مغطّى بكفن عند الحانوتي و استيقظت فزعة و زوجي إيرني يهزني قائلاً،" ما بك يا ماريون؟" قلت،" إنه كابوس."و ذهبت لأطمئن على ابني كريج فوجدته نائماً في سريره.
كريج طفل مكتمل الصحة في الثامنة من عمره و لكن موت أمي بمرض السرطان أثّر في أعصابي و أثار رد فعل مبالغ فيه في نفسي، إنني بحاجة لأجازة. حجزنا اسبوع في أسبانيا مع مجموعة من الأصدقاء في خريف 89 و استمتعنا بوقتنا. و كسب كريج مسابقة يانصيب و حظي ب 21,000 بياتسو و قال عنه الجميع إنه ولد محظوظ.
و بينما نحن عائدون بالطائرة، اشتكى كريج من ألم في أذنه. و حين وصلنا بيتنا في انجلترا ازداد الألم سوءاً فأخذته للطبيب الذي قال أن الأمر لا يعدو عدوى فيروسية ستزول بمرور الوقت لكن الألم ازداد سوءاً حتى استيقظت على صوته و هو يبكي و يمسك أذنه من شدة الألم و هو يهز نفسه بشدة. قال الطبيب،" إنها عدوى جرثومية تحتاج لمضاد حيوي و أنه سيتحسن في اسبوع." لم أقتنع برأي الطبيب فأخذته لمستشفى الأطفال الكبير لآخذ رأي طبيب آخر. لكن المستشفى كان مزدحماً و اضطررت للإنتظار لمدة ساعتين قبل أن أرى طبيباً مرهقاً قال إن كريج لديه عدوى في أنفه و أذنه و أنه بحاجة لمضاد حيوي أقوى. أعطيت كريج الدواء و حين استيقظ صباح اليوم التالي كان جائعاً و طلب الطعام، فأطعمته إفطاره و شعرت بتحسن لأنه لم يكن يأكل منذ أيام و بعدها بقليل تقيأ الطعام الذي أكله بقوة شديدة كالإنفجار. و بدت عيناه خاويتان مما أخافني، اتصلت بالمستشفى و طلبت موعداً قريباً فأجابتني الممرضة أنه لا يوجد موعد قبل يومين.
انفعلت بشدة و قلت لها إن ابني مريض جداً و أنا بحاجة لموعد عاجل فقالت لي سأرى ما يمكنني فعله. ثم اتصلت بي و أعطتني موعد بعد ساعات. نام كريج ثم أفاق و قال إن أذنه تؤلمه جداً فأخذته للمستشفى حيث انتظرنا في حجرة الإنتظار. كان كل صوت يؤلمه كأنما أحد قد ضربه بشدة. ثم استفرغ ما في جوفه ثانية فانحنت ممرضة لترى ما به و قالت،" لا عليك يا صغيري." و حين نظرت إلى عينيه تغيرت نظرتها ثم وضعت يدها على كتفي و قالت،" إن ابنك مريض جداً."
دخل كريج إلى الطبيب الذي طلب منه أن يعد أصابع الطبيب و أن يضع أصبعه على أنفه و يسير على خط محدد. لم يتمكن كريج من أداء الحركات المطلوبة. قال الطبيب،" سندخل كريج المستشفى لإجراء أشعة على المخ هذه الليلة فلابد أن نعرف ما يحدث في رأسه بسرعة لكي نقرر العلاج المطلوب." بعد الأشعة قال الطبيب،"أنا آسف لإبلاغكما ذلك، لكن كريج لديه ورم في المخ." سألته،" هل سيموت؟" فقال،" أخشى أن هذا احتمال وارد."
حينما عرف أقاربنا بما جرى لولدي بدأوا يتوافدون عليه في المستشفى بلندن لزيارته. و كلما حضر أحد أحضر معه كارت مكتوب عليه لتتحسن قريباً.
قال الجراح هايورد الذي سيتولى علاج ابننا،" لدى كريج ورم ضخم في أوسط المخ." سألته،"هل الورم خبيث (سرطان)؟" فأجاب،"سأعرف حين أراه في المعمل بعد استئصاله. لقد تسبب الورم في تجمع للسوائل يضغط على المخ و يسبّب الألم الشديد بالأذن، بعد غد سندخل انبوبة لإزالة السائل و إزالة الألم مما سيسهل التعامل مع الورم فيما بعد." أردت أن أطمأن من الطبيب على ابني لكنه قال،"لن أضللكما، كريج مريض جداً و يمكن أن يموت قبل أو أثناء أو بعد العملية حتى لو استئصلنا الورم فربما يتلف المخ تلفاً يتركه أعمى أو مشلول."
**********
هل أجرى كريج الجراحة و هل كانت سببا في شفائه ؟ هذا ما أخبركم به لاحقا بإذن الله.

المفكرة 05-12-2010 09:19 PM

استفاق كريج من الجراحة التي أجريت له و كان وجهه منتفخاً لكنه لم يعد يتشنج كما كان يفعل قبل العملية.
ذهبت للكنيسة لأشكر الرب على سلامة ابني. وصلت كريج أكواماً من الكروت يتمنى له فيها الأصدقاء السلامة و الشفاء مما أسعد كريج و رفع روحه و رغبته في مقاومة المرض. في اليوم التالي جاء الطبيب و قال لقد رأيت أحدث أشعة لمخ الولد و الورم ينمو بسرعة، لابد من إجراء جراحة عاجلة. و بينما كان ينصرف، لاحظ الطبيب أكوام الكروت على المكتب بجوار سرير كريج فقال الدكتور: " ماذا تفعل هذه الكروت هنا؟ علقوها بحيث يراها فستجعله يشعر بتحسن." ساعدتني الممرضات في تعليق الكروت على الحائط و حين انتهينا لم يبق أي مكان فارغ على الحائط. و قد أسعد ذلك كريج كثيراً. أثناء مرور الطبيب بكريج في اليوم التالي، لاحظ الكروت المعلّقة حين كان على وشك الإنصراف، استعاد الطبيب خطواته و بالغ في إظهار دهشته قائلاً: لا أصدق ذلك، لم أر في حياتي كل هذا العدد من الكروت، ضحك كريج فقال الطبيب:" يجب أن يوضع اسمك في موسوعة الأرقام القياسية جينيس." أعرف أن الطبيب لم يكن جاداً، لكن أحد أصدقائنا اقترح حملة لحث الناس على ارسال كروت لكريج ليشغل بها فكره. تلقى كريج حتى الآن 200 كارت. و كان وصولها أمر محبب إليه فوافقت على ذلك.
تضخم الورم و اضطر الطبيب لتأجيل العملية اسبوعين، تحسنت بعدها حالة كريج و انخفضت حرارته. صباح العملية دعوت الرب في الكنيسة أن يشفي ابني. استغرقت العملية 10ساعات خرج بعدها كريج ملفوفاً بالشاش و كان جسده متصلاً بالعديد من الأجهزة منها انبوبة في فمه للتنفس. جلست بجواره و أخذت أغني له من أعماق قلبي، بعدها استيقظ و قال،"أنا أحبك يا أمي." في اليوم التالي قابلنا الطبيب الذي قال،" لقد كان الورم قريباً من جذع المخ الذي يتحكم في وظائف القلب و التنفس و تلف هذا الجزء من المخ يسبب الموت لذلك لم أستطع استئصال أكثر من 75% من الورم. سألته،"هل سيعاود الورم النمو؟" فأجاب،"لست متأكداً، سأعرف عندما أتلقى تقرير المعمل." قلت،"أليست لديك فكرة من مجرد النظر إليه؟" فقال،" من مظهره يبدو أنه ورم خبيث سيعاود النمو،إن له زوائد مثل الأسنان و الأظافر و الشعر. و عادة ما نراه في البطن و نادراً ما رأيته في الدماغ." شعرت بالرعب، ما هذا الوحش الذي يحيا في دماغ ابني الجميل. عاود كريج الألم الشديد عند سماع أي صوت و بردت قدماه و يداه و أخذت أدلكهم طوال اليوم و لم يتمكن من النوم 5 أيام و بعدها نام بعمق و استيقظ و قد تحسن حاله. استدعاني الطبيب بعد أيام و قال،"آسف، إنه ورم خبيث و يزداد نمواً كل لحظة، لابد من بدء العلاج الكيميائي و الإشعاعي حالاً.
" تذكرت معاناة أمي مع نفس المرض فبكيت بحرقة. تم حقن الدواء من كيس متصل بإبرة لجسمه عدة ساعات كل يوم و عندها كان يصاب بالقئ و الإسهال نتيجة أخذ الدواء. لم يشتكِ كريج مرة واحدة و احتفظ بروحه المرحة و كان يلقي النكات على كل من يسمعه. استدعاني الطبيب قائلاً، لقد انتقل السرطان للنخاع الشوكي ((spinal cord و سنحاول أن نعالجه."
لم يتحسن الورم بعد العلاج الكيميائي مطلقاً، كل هذا العناء ذهب أدراج الرياح. بدأنا العلاج الإشعاعي و كان كريج يتلقاه ثم يعود للبيت و أيضاً لم يؤثر العلاج في الورم.
بعد الإنتهاء من العلاج، ازداد كريج سوءاً فاضطررت لإدخاله المستشفى.
*********
مرض شديد و أم مثابرة تود لإبنها الشفاء فهل تتغلب إرادتها على عناء المرض؟ هذا ما تعرفونه لاحقا بإذن خالق الخلق.

الأستاذة ام فيصل 06-12-2010 12:43 AM

اللهم نسألك الصحة والعافية
قصة موجعة مؤلمة مشوقة
شكرا على مجهودك
بمناسبة بدء السنة الهجرية الجديدة

أدعو الله سبحانه وتعالى أن تكون سنة مباركة على المسلمين وأن يمن عليهم بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام.
اللهم اجعل هذا العام الهجري الجديد عام عزة ونصرة للإسلام والمسلمين.

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
كل عام وانت بالف خير
عام سعيد

المفكرة 07-12-2010 03:29 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأستاذة نغم محمد (المشاركة 2895096)
اللهم نسألك الصحة والعافية

أدعو الله سبحانه وتعالى أن تكون سنة مباركة على المسلمين وأن يمن عليهم بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام.
اللهم اجعل هذا العام الهجري الجديد عام عزة ونصرة للإسلام والمسلمين.
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
كل عام وانت بالف خير
عام سعيد

اللهم آميــــــــــــــن.

المفكرة 07-12-2010 03:33 PM

جاءني برايان سادلر أحد المتطوعين الذين يعملون لجمع تبرعات مالية للمستشفى و سألني،"هل حقاً ما سمعته عن رغبتك في إدخال كريج موسوعة جينيس؟"قلت،"أجل إنني أحاول في الأمر." قال،"إن الرقم المسجل حالياً أكثر من مليون." قلت،"لقد استلمت أكثر من 3000 كارت فقط، لن أستطيع تحقيق الرقم." قال برايان،" بل تستطيعين،فبوسعنا أن نعمل حملة للدعاية نناشد فيها الناس إرسال الكروت لكريج و هذا سيكون لصالح المستشفى إذ من المؤكد أن يتعرف عليه الناس و يتبرعوا لصالحه، لكنني لا أريد إرغامك على ذلك.” قلت،" أخبرني ما يتوجب علي فعله."
في اليوم التالي أجرى بعض مراسلوا الصحف مقابلة مع كريج و معي و ناشدوا الناس إرسال كروت لنا لكسر الرقم القياسي كما وضع التلفزيون عنواننا في أحد برامجه. بعد اسبوع استلمنا 200 كارت مما أضحك كريج. و بعدها جاءني تشارلي كنج مدير وحدة توزيع في مصلحة البريد يعرض مساندة البريد لنا في التوزيع و العد و تسجيل الرقم.
سألته،"ماذا أفعل بعد تسجيل الرقم؟" قال،"بيعيها لشركة تصنيع الورق و يذهب المال لصالح مرضى السرطان." وصلنا طوفان من الكروت، حوالي 10،000 كارت يومياً. سمح لنا القسيس باستخدام قاعة الكنيسة لعد الكروت فكان 200 شخص من الجيران و الأقارب يجتمعون فيها كل ثلاثاء يعدون الكروت. و قد أسعدتنا الكروت فكلها تحمل دعوات أصحابها بالشفاء لإبني. و قد نظّم كنج التسليم و العد باتقان شديد. و كنا نعد 50 ألف كارت في كل اجتماع تقريباً. أجرى التلفزيون المزيد من المقابلات مع كريج الذي أسعده الأمر و بدا واثقاً من نفسه و هو يتلو الأرقام من ذاكرته.
تراجع السرطان الذي في نخاعه الشوكي فعزوت ذلك لتأثير الكروت في إسعاده. ثم وصلنا نبأ مزعج من مؤسسة جينيس التي قالت أنها قررت إلغاء هذا الرقم من موسوعتها. لكنني قررت الإستمرار حتى نحطم الرقم و حتى يتعافى ابني و عندما عرف الناس قرار جينيس أرسلوا آلاف الرسائل التي تدعونا للإستمرار.
وصلتنا كروت من مشاهير مثل الرئيس الأمريكي و الروسي. أرسل آخرين خطابات يقولون أن شجاعة كريج قد ألهمتهم القوة. ثم ازداد عد الكروت فأخذنا نعقد 3 اجتماعات اسبوعياً لعدها.
**********
هل يدخل الفتى موسوعة جينيس
أم
يدمر السرطان الحياة في جسده؟
أخبركم عم قريب بإذن الله.

المفكرة 08-12-2010 07:50 PM

في منتصف نوفمبر تجاوزنا المليون و قد صعد تشارلي لمنصة الكنيسة و أمسك الميكروفون و أعلن الخبر فضجت القاعة بالتصفيق. و أخذ الجميع يغنون في مرح. في اليوم التالي اتصلت بنا مندوبة من جينيس و أخبرتنا أن الرقم سيتم تسجيله في منتصف مايو فسعد كريج بذلك جداً. و عند موعد تسجيل الرقم كنا قد تجاوزنا 16،250 مليون كارت و لاتزال تنصب علينا المزيد منها. احتفت وسائل الإعلام بكريج احتفاءها بنجوم الغناء. لكن حالة كريج ساءت في الصيف و لم يعد بوسعه المشي. استدعتني الطبيبة ماريون و قالت لي،"إن هذا الورم غير عادي و هو يزداد سوءاً." فسألتها،" متى سيموت؟" فقالت،" إنها لا تستطيع التنبؤ." أخذت أبكي طول الليل و أنا أدعو الرب أن يشفي ابني. ثم حاولت أن لا أفكر في الأمر و قررت أن أقرأ أحد هذه الكروت لعلها تواسيني.
كان هناك الأكوام منها تملأ البيت في أكياس. اخترت واحداً منها و فتحته، كانت رسالة من دكتور كاسل من جامعة فيرجينيا للطب بالولايات المتحدة، وصلتنا من 6 أسابيع و قرأت الآتي،"أكتب بالنيابة عن جون كلوج و هو أغنى رجل في أمريكا. و قد جاءني اليوم عندما سمع قصة كريج و طلب مني أن أقّيم حالته و أرى إن كان بإمكاني علاجه. لقد حاولنا الإتصال بك فلم نتمكن من ذلك. برجاء الإتصال بنا. دكتور نيل كاسل:نائب مدير الجامعة"
أخذت نفساً عميقاً و شعرت بطمأنينة، لقد استجاب الرب لدعائي.
سافرنا إلى فيرجينيا بالولايات المتحدة و قابلنا دكتور كاسل و هو في الأربعينات من عمره. قال الطبيب،"إن لديه جهاز جديد يدعى سكين أشعة جاما يدمر الورم و سيرى إن كان بالإمكان استخدامه مع كريج." بعد أن رأى الطبيب الأشعة قال،" إن الورم كبير و لا يمكن استخدام التقنية الجديدة معه." قلت،"أليس بوسعك أن تفعل أي شئ." قال متردداً،" بوسعي أن أجري جراحة لإستئصال نصف الورم ثم أدمر الباقي بالأشعة. لكن الورم في مكان صعب و يمكن أن يموت أثناء الجراحة." سألت الطبيب،" هل لديك أبناء." فقال،"لدي 3 بنات." قلت،"لو أن إحداهن أصيبت بهذا الورم ، هل كنت تجري لها الجراحة." قال الطبيب،" إن هذا قرار صعب، وحدك أنت و كريج تقرران إجراء الجراحة أم لا. عودى لبلدك و اقضي عيد الكريسماس معهم و استشيري عائلتك و إن كنت عازمة على إجراء الجراحة فأنا مستعد لذلك."
عدنا لإنجلترا و ترددت في إجراء الجراحة فقد أردت أن أجنب ابني المزيد من الآلام.و أخذت أصلي و أدعو لأجل اتخاذ القرار السليم. أما كريج فقد كان واثقاً في قدرة دكتور كاسل على علاجه و قال لي،" لا تقلقي يا أمي فلن أموت." قلت،"ربما تصاب بالشلل بسبب الجراحة فهل ستلومني حينها على ذلك." قال،" لا سألوم المرض. أنا أرغب في إجراء الجراحة." كانت أعياد الميلاد حزينة، إذ ازداد كريج سوءاً. و في نهاية فبراير شكا من فقدان الإحساس في جانب وجهه الأيسر. عندها اتصلت بدكتور كاسل وقلت،" إننا مستعدون لإجراء الجراحة."
نظر الطبيب للأشعة المقطعية للمخ و قال،" أمام ابنك فرصة نجاة 20% فقد انتشر السرطان بشدة." قلت،"إن ابني يثق بك و يريد إجراء الجراحة." قال كاسل،"ليتني أشعر بنفس هذه الثقة." بعد بضع ساعات استدعاني الطبيب ثانية و قال،" لقد حددت موعداً للعملية صباح الغد فالأمر عاجل جداً. سأستقطع 50% من الورم ثم أدمر الباقي بالأشعة." كانت روح كريج مرتفعة قبل العملية و وعدني بأن يهزم المرض. و كانت شجاعته مثار إعجاب الجميع.
بدأت العملية في السابعة و النصف صباحاً و انتهت في الثالثة ظهراً. جاء الطبيب مبتسماً و قال،" لقد استقطعت أكثر من90% من الورم، و سأخبرك بأخبار أفضل بعد يومين." دخلت على ابني بعد العملية و أخذت أهمس له فسألتني الممرضة لماذا تهمسين ؟
فقلت ،" كي لا أزيد آلامه." قالت الممرضة،" لقد أزلنا مصدر الألم فتحدثي بصوت مرتفع." لمست يديه فإذا هما دافئتان. فحمدت الرب. جاء الطبيب بعد يومين و قال،" جاء تقرير المعمل مؤكداً ظني. لقد تغيرت طبيعة الورم فلم يعد سرطاناً ينمو و ال10% الباقية خاملة لا تنمو. لقد نجا ابنك و أمامه حياة طويلة و ناجحة."
*******
هذا ليس آخر القصة!

الأستاذة ام فيصل 09-12-2010 11:48 PM

يالها من قصة رائعة تحمل بين طياتها كثيرا من المعاني الجميلة
شكرا لك عزيزتي المفكره يارب ارحمنا وادخل الرحمة في قلوب البشر

المفكرة 10-12-2010 05:44 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأستاذة نغم محمد (المشاركة 2906102)
يالها من قصة رائعة تحمل بين طياتها كثيرا من المعاني الجميلة
شكرا لك عزيزتي المفكره يارب ارحمنا وادخل الرحمة في قلوب البشر


نغم الصدق و الصداقة الحنون بارك الله كلماتك الطيبة و أدام ذلك المرور الرقيق نواحي.
اللهم ارحمنا رحمة تغنينا بها عن رحمة من سواك. اللهم آمين ، اللهم هذا لي و لوالدي وأهلي و نغم و صالح المسلمين.
لأكمل القصة كي يتضح المعنى. و لكل من رأوا من الحياة سطرا أو بعض سطر، طالعوا من مرت بهم عدة صفحات من ألوان الحياة ، عسى أن يستقر المعنى كاملا في قلوبكم فتنهض فيكم إرادة الفعل.

المفكرة 13-12-2010 08:23 PM

هائم في المحيط
طفا الغواص على سطح المياه ليرى قاربه يرحل للتو
تطلّع دان كارلوك لهذه الرحلة مع شركة مغامرات المحيط للغوص. دان مهندس يعمل في شركة لصناعة الطائرات و أنظمة الفضاء و هذه فرصته للهروب من ضغوط العمل الهائلة. صعد دان على متن السفينة "صن دايفر" في فجر الأحد يوم 24 من إبريل 2004، و بدأ الضباب يغطي البحر بغطاء رمادي. يوجد على متن السفينة 17 غواصاً جاءوا للاستمتاع بجمال المياه و مناظر المحيط الأخاذة، يصحبهم 3 من الغواصين المحترفين لتفادي أي حوادث. وصلت السفينة إلى أول موقع للغطس بعد ساعة من الإبحار. يوجد هذا الموقع أسفل حفّار البترول الضخم "إيروكا". تلقى دان تدريباً مسبقاً على كيفية الغوص و لديه شهادة تثبت ذلك. و قد وضع معداته التي تشمل كاميرا و لوحاً و قلم رصاص لتسجيل الملاحظات و صفارة و أنبوبة ملّونة يمكن نفخها لإستخدامها كعوّامة و علامة على مكان صاحبها.
على بعد 30 كيلومتراً، رست سفينة "أرجس" و انطلق 17 صبياً من أعضاء الكشافة يمرحون في جزيرة "كتالانيا". قام الأولاد بتسلق صاري السفينة التي يبلغ عمرها قرناً من الزمان. كما تسلقوا حبالها ثم قفزوا في البحر حيث سبحوا في مياهه الداكنة. أسقط الربان آل سوركين دمية تمثل رجل في المياه و طلب من الأولاد تتبعه بأنظارهم و الإشارة إلى مكانه حتى يمكن انقاذه و هو تدريب روتيني يجريه الأولاد ليساعدهم لإنقاذ غريق حقيقي. فشل الكشافة في تتبع الدمية و عجزوا عن تحديد مكانها فزمجر الكابتن الذي يبدو كقرصان حقيقي," لو كان هذا أحدكم لما استطعنا انقاذه."
كان دان كارلوك في أول مجموعة تقوم بالغوص، كان التيار قوياً و احتاج الوصول لمنصة الحفار للسباحة بقوة، عندما وصل الغواصون الأربعة للحفّار، كان عليهم أن يبقوا سوياً و يغوصوا تحت الحفّار و حين يعودون للسطح، كان عليهم أن يبقوا بالقرب من أعمدة الحفار حتى لا يجرفهم التيار. كانت الساعة 8:45 صباحاً عندما اختفى الغواصون في المياه المظلمة.
يبلغ كابتن سفينة الأرجوس (التي تقل الكشافة) 72 عاماً قضى منها 25 عام في قيادة هذه السفينة الأثرية. و هو يعلم أن طريق العودة للميناء يعترض طريق البواخر التجارية الكبيرة. و لولا الضباب الكثيف لكان الأمر سهلاً. لكن الأرجوس مصنوعة من الخشب مما يجعل الرادار لا ينعكس عن سطحها بشكل جيد لذلك فقد لا تراها البواخر. بينما البواخر الحديثة مصنوعة من المعدن أو البلاستيك.
بعد الغوص لمسافة 10 أمتار، شعر دان بالضغط يسد أذنيه فتوقف قليلاً ريثما يخف الضغط، بينما واصل الغواصون الثلاثة، بوسعه أن يلحقهم بتتبع الفقاعات، لكن دان فوجئ باختفاء الفقاعات الصادرة عن الغواصين عندما تابع الغوص. على بعد 30 متر من السطح قرر دان العودة للسطح و انتظارهم هناك. صعد 5 أمتار ثم توقف 3 دقائق ليعّود جسمه على الضغط الجديد، و هذه هي الطريقة السليمة للصعود من انخفاض كبير إلى السطح. واصل دان الصعود على هذا النحو حتى وصل السطح و عندها لم يجد سوى الضباب. حتى وضعه بالنسبة للحفار اختلف، يبدو أن التيار قد سحبه بعيداً. سمع دان صوت القارب يخفت حتى اختفى الصوت تماماً.
في الساعة العاشرة صباحاً، على متن سفينة الكشافة أرجوس، ظهرت بقعة دائرية على شاشة الرادار، قال الكابتن," إنها سفينة بضائع." أبطأ الكابتن حركة السفينة و لم يستطع الكشافة رؤية شئ خلال الضباب الكثيف، لكن صوت انذار الضباب كان عالياً.
نفخ دان صافرته لينادي السفينة أو رفاقه، لكن صوت البوق الذي يحذّر من الضباب على متن الحفّار كان عالياً بحيث غطّى على صوت صافرته. حين اختفى صوت القارب أدرك دان أنهم تركوه و اتجهوا لموقع الغوص التالي.
زاك البالغ من العمر 15 عاماً أحد أعضاء فريق الكشافة و كان مغرماً بالماء منذ صغره. أخذ زاك منظاراً مكبّراً و أخذ يراقب سطح البحر، إذ أن الكابتن توقف عن الإبحار ريثما تمر السفينيتان التجاريتان اللتان رأهما على شاشة الرادار. ثم قرر أن يغير مساره فانطلق بميل 45° غرباً.
حتى مع ارتدائه لبدلة غوص، فإن درجة حرارة جسم دان بدأت في الانخفاض، إذ أن حرارة الماء تقارب الصفر، ألقى دان ثقل الغوص في الماء كي يطفو و نفخ سترة النجاة و الأنبوبة الملونة التي تدل عليه و تساعده على الطفو. لكن ساقاه و ذراعاه بدأت تضعف.
أخذ فكر دان المنظم يعمل، أخذ الكاميرا و صوّر موقعه و صوّر نفسه و أخذ يسجل ملاحظات بالقلم على اللوح الذي يحمله إذ أنه قرر أن يسجل ما يحدث حتى لو استلمه من يجد جثته.
أخذ دان يفكر و أخذ يسائل نفسه أسئلة ماذا يحدث إذا...؟ ماذا يحدث إذا مت؟ هل ت*** الصدمة والداي؟ ماذا لو هبطت حرارة جسمي ؟ و ماذا لو بقيت هنا حتى الليل موعد خروج أسماك القرش للصيد؟ استلقى دان على ظهره و أخذ يدعو.
تلقى خفر السواحل في لوس أنجلس أول بلاغ عن غياب دان في الثانية عشر ظهراً. خلال 5 دقائق، أرسل الخفر بياناً بأوصاف دان لكل السفن في المنطقة. و انطلقت أحد سفنهم للقاء السفينة صن دايفر للبحث عن الغواص المفقود، كما انطلقت طائرة هيليكوبتر للبحث عنه و إلقاء طوافة إذا وجدته.
لكن دان لم يعتبر مفقوداً إلا عندما خرج الغواصون من موقع الغوص الثاني، لذلك فإن الجميع كانوا يبحثون عنه في الموقع الخاطئ، على بعد حوالي 16 كيلومتراً.
بقي دان ثلاث ساعات في الماء و شعر بالإرهاق الشديد و صارت دعواته أكثر إلحاحاً," يا رب ابعث لي ملاكاً يحرسني و أخبر الكابتن بمكاني." أخذ الضباب ينقشع رويداً، و رأى دان بعض الطيور تحلق فوقه فتساءل," هل يحرسونني؟" رأى دان أيضاً بعض الطحالب و الأخشاب الطافية فاستنتج أن اليابسة قريبة. ليبعد دان الفزع عن عقله، أخذ يخاطب نفسه," لمدة العشر ثواني القادمة، أنا لازلت على قيد الحياة و على ما يرام."
الثانية عشر و النصف، و زاك فتى الكشافة ينظر في نظاراته المُكبرة و يخبر أحد الملاحين عما يراه ليساعده في الإبحار، و إذا بزاك يلمح شخصاً يطفو، صرخ الفتى,"رجل هائم في البحر." فتحلق أصحابه حوله ينظرون في النظارة المكبرة. ثم جاء ربان السفينة و أخذ المنظار و نظر فرأى دان، لكنه حسبه جثة هامدة. و إذ تحرك دان و حرّك ذراعيه أدرك الربان أن الرجل لايزال حياً. التقط الكابتن جهاز الراديو و أرسل رسالة أنه وجد رجلاً حياً هائماً في البحر.
رأى دان سفينة تقترب منه، لكنها بدت كسفينة من كتاب للحكايات، ضخمة و لها سارية طويلة و أشرعة من القماش.فكر دان, أجل إنها حقيقية، هل سيرونني؟ صفّر و أخذ يحرك ذراعيه الواهنتين. أرسل الكابتن أحد الكشافة و بحاراً في قارب صغير ذى موتور لإنتشال دان. حيث سحباه إلى القارب لوهنه الشديد ثم اتجها إلى السفينة أرجوس. أخلعه الكشافة سترته و لفوه ببطانية. كان دان مستنفذ القوى، لكن تصريف القدر وتصرفه السليم و دعاؤه الحار أبقوه على قيد الحياة.
قام حرس السواحل بالتحقيق فيما حدث لدان و قد قال كابتن السفينة صن دايفر أنهم قاموا بعدّ الغواصين حين صعدوا من موقع الغوص الأول و وجدوا العدد كاملاً، كما أنهم نادوا أسماء كل الغواصين و سمعوا رداً حين نادوا اسم دان. لكن حرس السواحل اتهم صن دايفر بالإهمال و تم توقيف السفينة شهراً.
استعاد دان صحته، لكنه لم يقرب الماء ثانية، إذ فارقته روح المغامرة.


المفكرة 14-12-2010 06:17 PM

قصص من واقع الحياة.
دراما لا تصدق في غرفة الطوارئ.
حينما واجهته إصابة خطيرة في رأس مراهق، نفّذ الجرّاح كيرتس ديكمان علاجاً جرئيأً.
كان ماركوس بارا 17 عاماً يشعر بالملل في صيف 2002 فخرج مع أصحابه في نزهة بالسيارة. أوقف بارا السيارة عند إشارة المرور و إذا بسيارة يقودها سائق مخمور تصطدم بجنب سيارته بسرعة 60 كم في الساعة من ناحية بارا. أخرج رجال الإسعاف بارا من السيارة. الأربطة التي تصل جمجمة بارا بالعمود الفقاري تقطعت من الصدمة فانفصلت جمجمته عن عموده الفقاري، فقط العضلات تربط الرأس بالجسم و أي حركة بسيطة قد تصيبه بالشلل أو ت***ه. و بالرغم من ذلك لم يكن بارا ينزف و لم تكن به جروح سطحية و لم يكن يدرك حجم إصابته.
اتخذ رجال الإسعاف خطوة حاسمة حين قرروا نقل بارا إلى مركز طوارئ سانت جوزيف و هو أحد ثلاث مراكز للطوارئ قريبة من مكان الحادث.تم الإتصال بجراح الأعصاب كيرتس ديكمان بعد منتصف الليل فحضر و اطلع على الأشعة الخاصة ببارا التي أكدت انفصال الجمجمة عن الجسم.
يبلغ ديكمان من العمر 43 عاماً و يدير مركزاً لأبحاث الأعصاب ذا شهرة عالمية. قضى ديكمان و زميله فرناندو جونزالز العامان الماضيان في اختبار طريقة جديدة لعلاج الحالات المشابهة لحالة بارا. و قد أتما للتو مقالاً و بحثاُ للأسلوب الجديد لعرضه على العالم.
كانت الطريقة بسيطة و جريئة، بدلاً من العملية التقليدية التي تثّبت الجمجمة في العمود الفقاري بخطاطيف و مسامير و أسلاك متعددة يكتفي جونزالز و ديكمان بمسمارين من معدن التيتانيوم، طول كل منهما 2,5 سم.
تتزن الرأس على الفقرتين الأولى و الثانية من العمود الفقاري مما يسمح بحركة الرأس من الجانب إلى الجانب و من فوق إلى أسفل. الجراحة التقليدية تؤدي إلى التحام الفقرة الأولى و الثانية فلا يستطيع المريض أن يحرك رأسه يميناً و يساراً بعد العملية.أما الطريقة الجديدة فتصل الجمجمة بالفقرة الأولى فقط فيستطيع المريض تحريك رأسه بعد العملية و يفقد فقط 5% من مدى الحركة الأصلي.
لهذه العملية مخاطر، إذ أن الأوعية الدموية تتعرج مثل الثعبان في العمود الفقاري وصولاً إلى المخ لتغذيه بالدماء.وضع المسمار بشكل خاطئ يمكن أن يضغط على هذه الأوعية مسبباً الشلل أو الغيبوبة أو جلطة دموية أو حتى الموت.هناك مأخذ آخر على هذه العملية، فقد جرّب الطبيبان طريقتهما على الجثث فقط و لم يجرّباها على مريض حي،إذ أن مصاباً بهذه الحالة عادة ما يموت في مكان الحادث، أربطة الرأس هي أقوى أربطة الجسم و الصدمة التي تقطع هذه الأربطة تكون من القوة بحيث ت*** المصاب. حتى نهاية 1980، كانت وسائل الإسعاف متأخرة فلم ينجو من إصابة خلع الرأس سوى 15 حالة في العالم كله. أما الآن فإن مريضاً كل عام ينجو من الموت و يصل مستشفى سانت جوزيف و لكنه يكون مصاباً بالغيبوبة أو الشلل مما يمنع استخدام طريقة ديكمان الجديدة، أما بارا فقد أصيب بكسر في عظام الحوض و الضلوع لكن عظام الجمجمة و العمود الفقاري لم تتحطم و كذلك الأعصاب بقيت سليمة لم تتقطع.عظام بارا السميكة ميزة أخرى، إذ يعني ذلك إمكانية وضع المسامير بدون قطع الأعصاب أو الأوعية الدموية.
الوقت ضيق و لابد من قرار حاسم و سريع، إذ أن أي حركة ست*** بارا. قرر ديكمان بعد فحص بارا أنه مناسب تماماً للعملية الجديدة و قرّر أن يكون بارا أول من تجرى له العملية. وضعت 6 مسامير معدنية في رأس بارا و تم وصل المسامير بحلقة معدنية حول الرأس لمنع أي حركة للرأس حتى يتم إجراء العملية. لم يشعر بارا بأي ألم و كان منطلقاً كعادته و أخذ يتحدث مع من حوله و يلقي النكات. في اليوم التالي للحادث تم حمله إلى غرفة العمليات و هو لايزال مثبتاً بالحلقة المعدنية، و تم تخديره و وضعه على بطنه، فتح الطبيب الجلد و كشف العضلات حتى وصل إلى سطح الجمجمة و العمود الفقاري، هذه ضربة حظ موفقة أخرى، إذ أن زاوية الكسر تسمح بإدخال المسمارين بشكل مائل بدون إتلاف الأوعية الدموية.حفر ديكمان حفرتين في أول فقرات العنق حتى وصل إلى قاع الجمجمة. بعد ذلك أدخل سلكاً معدنياً استكشافياً ليعرف أين يضع المسامير ثم شدّ عظام الجمجمة و فقرات العنق حتى التصقت ببعضها ثم أدخل المسامير مكان الأسلاك و أزال الأسلاك و أخذ يحكم غلق المسامير ببطء و حرص حتى أمسكت العظام بعضها.أزال الطبيب جزءاً من عظام الحوض و ثبتّها بسلك في المكان الذي تلتقي فيه الجمجمة بالعمود الفقاري.يقول ديكمان ,"المسمار مجرد دعامة، الأهم هو رقعة العظم التى ثبّتها حتى تتشابك مع عظام الجمجمة و تعطي استقراراً على المدى البعيد." استغرقت العملية 3 ساعات و شعر الطبيبان بالإثارة لأنها المرة الأولى التي ينفذان فيها فكرتهما الجديدة. أكّدت الأشعة المقطعية أن المسامير ثابتة في مكانها.
يقول جونزالز ," طريقة الجراحة هي فكرتي لكن شجاعة ديكمان جعلته يجرب شيئاً جديداً. كان ديكمان حذراً و أخذ يتابع حالة بارا على مدى أشهر قبل أن يعتبر أن العملية قد نجحت.
أفاق بارا من العملية على صوت الأطباء و هم يقرصون أصابعه و يسألونه، هل تشعر بهذا؟ هل يمكن أن تحرك ذلك؟ يجب أن تبقى الحلقة المعدنية مثبتة برأسه 3 اشهر و عند إزالتها سيُعرف إن كان بارا سيمشي أم سيصاب بالشلل.لم يكن بارا حزيناً بسبب ما أصابه و كان يرغب في العودة للعمل و النشاط.
بقي بارا حبيس الفراش 3 شهور ثم بدأ يمشي على عكازين ثم عصا فقط. كان من الصعب عليه الإستحمام أو النوم حتى أصابه اليأس. أسوأ اللحظات كانت عند إزالة الحلقة المعدنية. يقول بارا,"كنت أخشى أن تسقط رأسي عن كتفي." و للحظة مالت رأسه للأمام و لكنه رفع ذقنه و ابتسم ابتسامته المميزة.أظهرت الأشعة المقطعية أن رقعة العظم التئمت جيداً.
بعد نجاح عملية بارا أجرى ديكمان مع فريقه عمليتان مماثلتان بنجاح.
هناك نقطة في مؤخرة رأس بارا ليس بها إحساس كما أنه لا يستطيع أن يلف رأسه بشكل كامل إلى الجانبين و لكن ذلك يُعد ثمناً بسيطاً مقابل المنحة التي تلقاها: إنه يخطّط أن يصبح قسيساً في المستقبل. يقول بارا," إنني أشعر بقيمة كل ما لدي لأنني كدت أن أفقده في لحظة لذلك فإنني أهتم أكثر بكل ما حولي و أنا شاكر لفرصة الحياة الجديدة و الناس الذين أحسنوا إلي. كان ينبغي أن أكون ميتاً و لكنني على قيد الحياة."


المفكرة 15-12-2010 10:19 PM

إلى محبي المغامرات :

قصص من واقع الحياة
إنقلاب سفينة.
عندما إنقلب قارب ايزابيل أوستي بعيداً عن الأرض، لم يوجد من ينقذها عدا شخص بمثل جرأتها.

كانت إيزابيل أوستي على متن قاربها الذي يبلغ طوله 20 متراً و يدعى ب- ر- ب في المنطقة المسمّاة الحفرة في المحيط الجنوبي حيث لا تصل طائرات البحث و إلانقاذ. قريباَ من القارة المتجمدة الجنوبية، أبعد ما يكون عن اليابسة عندما هبت رياح ذات ضغط منخفض من الغرب على قارب المرأة الفرنسية ذات الإثنين و الأربعين عاماً.
إيزابيل مشهورة في بلادها مثل نجوم الغناء. كانت تقطع سباقاً حول الدائرة القطبية وحدها في عام 98 يمتد السباق 43200 كيلومتراً حول العالم. قطعت 27200 كيلومتراً في 5 أشهر من مسافة السباق.وصل بها الإرهاق و الخوف مداه.
العاصفة أصابت القارب و قطعته مثل سكيناً حادة و ألقته على جانبه في المياه و قبل أن تخرج من الكابينة لتصحّح وضع القارب أصابت القارب موجة عالية فقلبته إلى أسفل.
هذه رابع مرة تخوض فيها إيزابيل هذا السباق. أكثر من ألف كيلوجرام من الماء يضغط فوق السفينة . المنظر الذي رأته من نافذة الكابينة المغلقة أشعرها بأنها في حوض للأسماك.نظرت أسفلها فرأت الأشرعة تتقطع و السارية تتحطم. تسرب الزيت من المحرك و ملأ القارب فجعل رائحة الكابينة لا تطاق.
قامت إيزابيل بتشغيل إشارة راديو تحدد فيها موقعها من إحداثيات الطول و العرض و ترسل هذا الموقع إلى أي قارب مجاور يمكن أن يستقبله. لا توجد سفن تجارية و لكن ربما يستجيب متسابق آخر لإشارة الإستغاثة.

ترى كيف ستنجو إيزابيل من هذه الورطة المميتة ؟

مرت إيزابيل بظروف صعبة خلال السباقات السابقة، ففي سباق عام 97 اختفى قارب المتسابق الكندي جيري روف في دائرة قطرها 160 كيلومتراً من المكان الذي توجد فيه إيزابيل الآن. لكن روف لم يشّغل الإشارة التي تحدد موقعه و بدونها لا أمل في أن تجده، صارعت إيزابيل أمواجاً بارتفاع 7 طوابق و رياح عاصفة و قامت بالبحث عنه ساعات طويلة. انقلب مركبها 6 مرات خلال البحث و أصابها الإعياء الشديد و لم تعد تميّز السحب من الأمواج وعندها اتصلت بادارة البحث و الإنقاذ الذين أعفوها من متابعة البحث عن روف فعادت إلى مواصلة السباق. تقول إيزابيل ," البحث عن روف كان أصعب ما مر بي في هذا السباق إذ أن حياته كانت معرضة للخطر و لكن لم يكن لدي الموارد التي تمكني من إيجاده فاضطررت للإنسحاب."
عندما التقطت إدارة السباق إشارة الإستغاثة من إيزابيل أرسلتها إلى إثنين من المتسابقين يمران بقرب إيزابيل هما الفرنسي مارك و الإيطالي سولديني و كلاهما على بعد 320 كيلومتراً منها. كان من الضروري الوصول إلى قاربها بسرعة فالعاصفة قادمة بسرعة 40 عقدة وعندها سترتفع الأمواج إلى 8 أمتار. كما أن البحث في الدائرة الواسعة عن القارب ليس سهلاً حيث معظم القارب في الماء و لا يبدو منه إلا قاعه. قال مارك إن قاربه انكسرت ساريته لذلك لن يتمكن من انقاذ إيزابيل. أما سولديني الذي أنفق ملايين الدولارات و 3 سنوات إستعداداً للسباق فلم يتردد و أرسل بريداً الكترونياً يقول لن أدع البحث حتى أجد إيزا.
في ظلام دامس و باستخدام إضاءة كشّاف، حاولت إيزابيل أن تصحح وضع قاربها بواسطة الأجهزة الموجودة بداخله فلم يمكنها ذلك. يوجد فتحة للنجاة من القارب في حالة انقلابه و هذا الباب هو أملها الوحيد إن وجدها أحد. أخذت تقلق من أن يصيب بعض حطام القارب أحد النوافذ فيدخل الماء إلى الكابينة.
سولديني شاب مغامر في 32 من عمره. أثناء سباق عبور المحيط الأطلسي مع أربع من رفاقه انقلب مركبه فيلا في عاصفة هوجاء.عاد القارب إلى وضعه الطبيعي و لكن البحارة غرق في الماء و لم يره أحد .




************************************************** ****************
أبحر سولديني لمدة 12 ساعة في اتجاه ب-ر-ب ثم اعترضته رياح قوية جداً فغيّر مساره و هو على بعد 80 كيلومتراً منها. و حين تغير اتجاه الرياح، قطع 16 كيلومتراً في ساعتين خلال مياه بارتفاع 8 أمتار. كان عليه أن يتمسك جيداً داخل قاربه حتى لا يتم قذفه من القارب بسبب الأمواج. ثم انخفضت سرعة الرياح و تحسن الطقس.وصل سولديني إلى الموقع الذي حددته إيزابيل في استغاثتها و هو موقع تقريبي بحوالي 1،6 كيلومتراً و لأن الرؤية ضعيفة و البحر هائج فإن هذه المسافة واسعة جداً و بدا البحث عن القارب المقلوب مثل البحث عن إبرة في كومة قش. قسّم سولديني البحر إلى شبكة من الإحداثيات و بدأ يبحث بانتظام خلالها. مضت أكثر من ساعة من البحث في المنطقة المتوقعة و لم يجد شيئاً، العاصفة قادمة و ربما يغرق القارب. كان سولديني على وشك أن يغير مساره لمنطقة بحث أخرى عندما رأى القارب لكن بلا أثر للربّان. أمسك مطرقة و ألقاها على القارب. سمعت إيزابيل صوت المطرقة فنظرت خلال باب النجاة و حين رأت سولديني، وضعت سترة النجاة و خرجت من باب النجاة إلى سطح الماء. اقترب سولديني منها و التقطها. ثم أكمل السباق. بدأت العاصفة فجعل سولديني القائد الآلي يتولى مهمة الملاحة، و أخذ يتكلم لساعات مع إيزابيل عن الإبحار. يقول سولديني ،"إنقاذ إيزا أعاد لي التوازن, إذ فقدت حياة خلال الإبحار و أنقذت واحدة.
بعد اسبوعين، وصل المتسابقين إلى الأورجواي في أمريكا الجنوبية،أشعل سولديني شعلات إنارة و أضاء
السفينة كما حلقت فوقه طائرة هيلكوبتر و ألقت بإضاءة قوية على القارب مما أيقظ روح المثابرة و التحمل
في المشجعين و هذه هي أهمية تلك السباقات. في المؤتمر الصحفي الذي تم في اليوم التالي ، سئل سولديني و إيزابيل، لماذا يكرران هذا السباق؟ فبدا حبهما الشديد للإبحار واضحاً. قال سولديني ،" إن هذه اللعبة تجعلني أعرف حدود قوتي الحقيقية. أما إيزابيل فقالت يكفيني هذا السباق أربع مرات و لكن ما يهم هو أنها تمكنت من الإبحار في المحيط الجنوبي العظيم. فعلت ذلك بكل مهارتي و عزيمتي حتى النهاية.

في عام 99، أبحر سولديني في نفس المسار و أكمل سباق حول العالم منفرداً و فاز به إذ قطع المسافة في 116 يوماً و 20 ساعة محطماً الرقم السابق بأربعة أيام و 21 ساعة.

المفكرة 27-12-2010 06:07 PM

الحادثة
ضغط السائق الفرامل، فطار جسد صغير في الهواء، بروك أليسون ذات الأحد عشر ربيعاً لم تستطع الحركة أو التنفس و هنا تبدأ قصتها.
بروك: انقضى صيف 1990،هذا هو اليوم الأول للدراسة، أمي جين تبدأ عملها بتدريس ذوي الإحتياجات الخاصة. عادت أمي للدراسة و حصلت على شهادتها الجامعية و اليوم تستلم العمل و تدرّس الصف السابع (الأول الإعدادي) بمدرسة في نيويورك. والدي موظف و قد أخذ اليوم إجازة كي يشرف على ذهابنا أنا و أختي و أخي للمدرسة. أمي متوترة لأنه أول يوم عمل لها و أول يوم تترك فيها أبناؤها الثلاثة يعتمدوا على أنفسهم.تحب أمي النظام و قد أخذت تكرر مواعيد الباص و المكان الذي سينتظرنا فيه. وضعت أمي ثياب المدرسة على السرير قبل أن تنزل و قالت لا تنسي كراساتك و جدولك و تذكري أن تسألي عن دروس آلة التشيلو كي توفقّي بينها و بين الدراسة. و تذكري كل ما سيمر بك اليوم كي تحكيه لي. كنت على وشك أن أبدأ عامي السابع بالمدرسة. قلت: سأعتني بكل ذلك.كانتلدينا متاعبنا المالية، فوظيفة والدي آمنة لكن أجرها منخفض. و قد أردنا شراء سيارة جديدة فقررّت أمي العمل لزيادة دخلنا.
قال والدي,"تبدين رائعة، هيا نذهب، هل أرافقك إلى محطة الباص أم تذهبين بنفسك؟" قلت,"تعالى معي." تشابكت أيدينا و تحدثنا. و لو علمت بما سيحدث لما تركت يده أبداً.
جين: بالرغم من تخوفي من ترك الأطفال فإنني استطعت السيطرة على مشاعري و الإهتمام بعملي. كنت قد عدت من تناول طعام الغذاء عندما نادتني موظفة, هناك مكالمة طارئة لك يا جين. إنه إد زوجك. أجبت الهاتف و أنا منزعجة، قال إد,"احضري بسرعة، بروك تعرضت لحادثة."
ذهبت فوراً للمستشفى, قال إد أنه ذهب ليحضر بروك من محطة الباص فلم يجدها، ثم جاءه أحد أصدقائها مسرعاً و قال لقد صدمت سيارة بروك على الطريق السريع الذي يفصل المدرسة عن الحي الذي نسكنه، لكن الأولاد لديهم تعليمات مشدّدة بعدم الإقتراب منه. ذهب إد إلى موقع الحادث فوجد سيارة الإسعاف و سيارة الشرطة بصفارتها المميزة. ألقت السيارة بروك على بعد 30 متراً، كانت تنزف و كانت فاقدة للوعي. حاول رجال الإسعاف إنعاشها حتى لا تموت. السيارة التي صدمتها كانت متوقفة على جانب الطريق زجاجها الأمامي محطم و الراديتور منبعج للداخل و حولها رجال الشرطة يأخذون القياسات ليحددوا كيف حدثت الصدمة. بدلاً من أن ركوب الباص قررت بروك أن تمشي عبر ملاعب ثم غابة صغيرة ثم الطريق السريع مع أصدقائها، وجدوا كسراً في الحاجز المحيط بالطريق السريع فعبر زملاءها أما هي فصدمتها سيارة.
سمح لنا الأطباء برؤيتها بعد 7 ساعات من حضورها للمستشفى. كانت في غيبوبة لا تشعر بما حولها.في جبهتها جرح عميق تمت خياطته و رأسها ملفوف بضمادة. في فمها انبوبة متصلة بجهاز للتنفس يبقيها على قيد الحياة. تورّم وجهها فاختلفت معالمه.
بروك: كنت أحلم بالاشتراك في كورال المدرسة فأنا أعزف التشيلو و أغني مع الكورال، و حين أفقت وجدت نفسي في مستشفى، جدرانها بيضاء و معقّمة على عكس جدران حجرتي الوردية المغطاة باللوحات. كنت محاطة بأعمدة تحمل أكياساً و أنابيب متصلة بجسمي بإبر. مئات الكروت تغطي الحائط كروت مكتوب بها تعافي قريباً.حاولت الكلام فلم يخرج الصوت من حنجرتي. لا أشعر بجسمي على الإطلاق. قال والدي," استدعوا الطبيب فقد أفاقت." جاء الطبيب و وّجه الضوء إلى عيناي و سألني هل تعرفين من أنت و ما حدث لك؟ لم أجب عن أسئلته فلم يكن بوسعي الكلام أو المشي أو التنفس.
جين: عندما أفاقت بروك قلت لها هل بإمكانك التعرف علينا؟ أطرفي عينك إن استطعت، فطرفت عينها، كان بعينيها إدراك و فهم و لم تكونا خاليتين من أي معنى، بدا في عينيها الخوف و الحزن ثم أخذت تبكي.
بروك: جاءت كوكبة من الأطباء و أخذوا يغرسون الإبر في أنحاء جسمي و يقولون أليسون هل تشعرين بذلك، لم يكونوا يعرفون إسمي الأول، و لم يفهموا أنني لا أقدر أن أجيب عليهم.
تحدّث الأطباء من حولي عن حالتي كأنني غير موجودة. جاء جرّاح و تحدث مع طبيب آخر بشأن الأربطة الممزققة بركبتي و أخبره أنه ليس مهماً أن يصلح الأربطة إذ أنني لن أستطيع المشي ثانية فقد فقدت القدرة على الحركة من الرقبة و حتى أطراف أصابعي بسبب إصابة بالنخاع الشوكي، كما فقدت القدرة على التنفس بذاتي و لابد أن أعتمد على جهاز التنفس طوال عمري و بدونه أموت. غضب أبي جداً و قال للطبيبان أنهما لو ناقشا تلك الأمور أمامي ثانية فإنهما سيحتاجان إلي جرّاح ليصلح عظامهما المكسورة.
جين: بقيت بروك إسبوعاً في العناية المركّزة، شق الأطباء الحنجرة في رقبتها و وضعوا لها أنبوباً للتنفس فلم تستطع الكلام. أخذت تحرك شفتيها بكلام و استطعت قراءة حركة شفتيها و فهمت ما تقول.سألتني هل سأتخلف عمن حولي. أجيتها : ستتعافين و تعودين للبيت و المدرسة.حركّت بروك شفتيها، قالت," هل هذا وعد؟" فقلت," أجل إنه وعد."
أخذنا بروك إلى مركز إعادة التأهيل بنيوجيرسي حيث أضافوا جهازاً لإنيوب التنفس فاستعادت قدرتها على الكلام. جاهدت بروك لإستعادة القدرة على الحركة و التنفس وكان ذلك مؤلماً، قال الأطباء الأمل مهم لكننا لم نرغب في إعطاء بروك آمالاً كاذبة و لم تتحسن حالتها فأخذناها للبيت.
أعدنا تجديد البيت ليتناسب مع حالتها. أعطيناها غرفة واسعة بالطابق الأسفل و أضفنا حماماً يمكنها لتستخدمه بالكرسي المتحرك و أضفنا لوحاً مائلاً بمدخل البيت حتى تتمكن من الدخول و الخروج على كرسيها المتحرك.كلفنا ذلك الكثير ، لكن جيراننا جمعوا التبرعات من أجلنا و أقاموا حفلاً به مأدبة و صنعوا الكثير من الطعام و باعوه لصالحنا، كل من حضر الحفل دفع ثمن تذكرة دخول لتغطية تكاليف العلاج.
كيف واصلت بروك دراستها؟
هذا ما أقصه عليكم لاحق بإذن الله.

المفكرة 28-12-2010 05:29 PM

بروك: عندما عدت للمنزل استغربت ذهاب إخوتي للمدرسة و بقائي بالمنزل.كانت أمي تعتني بي و تلبسني ثيابي و تضعني في الكرسي و تعطيني أدويتي و لم تشتكي أبداً من عبئي و بالرغم من ذلك مرت بنا أوقاتاً عصيبة كثيرة.
قلت لنفسي لو بقيت أفكر في الماضي فإنني لن أفلح. كان بوسعي أن أبقى أمام التلفزيون طوال النهار و لم يكن أحد ليلومني على ذلك و لكنني لم أرغب أن أفعل ذلك بنفسي أو أبواي. بشكل ما كان علي أن أواصل. لقد تابعت المذاكرة في المستشفى، لكن ذلك لا يكفي لدخول المدرسة في العام القادم. جاء 4 مدرسين لتعليمي بالمنزل و كنت متوترة و تساءلت كيف سيتقبلوني؟ أحدهم جاء لتعليمي اللاتينية و لم يتساهل معي بسبب حالتي و هذا ما أردته و صرنا أصدقاء. بنهاية الصيف اجتزت امتحانات العام الذي فاتني و صرت مستعدة للعودة للمدرسة مع زملائي.

جين: اجتمعنا مع مديري المدرسة لأن حالة بروك لم تحدث من قبل. لم يأتي للمدرسة طالب بجهاز للتنفس ليجلس في الفصل المعتاد.
تحتاج بروك إلى باص مجّهز يسمح بدخول الكرسي المتحرك. و تحتاج مرافق لتسجيل الدروس و ممرضة لرعايتها طبياً.
وافقت المدرسة على تلك الأمور إلا الممرضة فقلت لزوجي أنني أريد الذهاب مع بروك إلى المدرسة للعناية بها. وافقت المدرسة على ذلك فبدلاً من أن أكون مدرسة أواجه الفصل فإنني سأجلس في الخلف كممرضة. لقد حافظت على وعدي.

بروك: وصلت للمدرسة فحياني صديقي مايكل، بعد الحادثة توطدت صداقتنا و كان يزورني بانتظام على عكس معظم أصدقائي الذين خسرتهم بعد ما حدث لي. كان مايكل يحمل عني حقيبة المدرسة و حقيبة الأدوية و يصاحبني للفصل، و ساعدني في التغلب على مخاوف العودة للمدرسة.
في البيت، تضع أمي الكتاب على حامل حتى أقرأ منه و لكنني أحتاج لمن يقّلب لي الصفحات. جاءت المعالجة الطبيعية لتدلك لي عضلاتي حتى لا تتلف و تضمر فطلبت منها أن تقلب الصفحة فقالت ألا تتعبين أبداً من المذاكرة ستخرج عيناك من رأسك.
كنت أذاكر بالنهار قبل الذهاب للمدرسة بينما تلبسني أمي ثيابي و بعد أن أعود بينما تجهز العشاء و أذاكر في الليل حتى لا يعود بوسعي الإستيقاظ. أملي الواجب على من يكتبه لي. أحتاج وقتاً أطول لأنجز ما ينجزه الطالب السليم.
قالت المُعالجة," حسناً سأدلك رقبتك و أقلّب لك الصفحات بينما تقرأين. ثم قالت لأمي," لا أستطيع أن أستوعب ما تستوعبه بروك." فقالت أمي," و لا أنا رغم أنني أذهب للمدرسة معها." إنني لا أصدق أنها وصلت للمدرسة الثانوية. أظن أنني لو طرفت عيناي مرتين فإنها ستكون بالجامعة.
لا أدري كيف مر الوقت سريعاً. يقول والدي إن الحياة مثل سباق الماراثون و لكي تتقدم فيها يجب أن تضع قدماً أمام الأخرى.

جين: أنهت بروك الدراسة الثانوية بامتياز فتأهلت لدخول صف البحث العلمي الذي لا يقبل سوى الفائقين من الطلبة. تدرّس هذا الفصل السيدة كريجز و هي إمرأة صلبة ذات سمعة مخيفة.
حين قابلناها قالت," أناالا أقبل الأبحاث المتأخرة و لا أتنازل في تقديم الواجبات و سيتم معاملتك مثل أي طالب آخر، أنا لست متأكدة أن كنت ستنجحين مثل بقية الطلاب و لكن يمكن أن تحاولي."
ثم تركتني لتعمل مع طالب آخر. خرجت أنا و ابنتي من عندها فقالت بروك," أمي لا أدري إن كان بوسعي النجاح في هذا الفصل." قلت لها," أحياناً تكون لدى الناس أفكاراً مسبقة خاطئة، إن لم تريها أنها مخطئة فلن تتغير الأمور. تلك عقبة جديدة أمامك عليك أن تتخطيها."
بروك: اعتاد زملائي على وجود أمي معي و امتزجت حياتنا سويا. كان الطلاب يمرون بي فيسلمون علىّ لكن معظمهم لم يحاولوا مصاحبتي. كتبت المقالة التالية:
" هل يعرفني أحد حقاً؟ أنا الفتاة التي تتنفس بجهاز و تتحرك على كرسي، هل هذه حقيقتي؟ هذا فقط ما ترونه مني. أنا فتاة ذات آمال. لدى الآمال و الأحلام و الرغبات ذاتها التي كنت دائماً أريدها.
أنا محبة للطبيعة و الفن و الصداقة و طيبة القلب. إننا كائنات معقدة و لا يمكن وصف أي منّا بكلمة واحدة. علينا أن تهتم بأن نعرف بعضنا قبل أن تقرر ماهية من أمامك مما تراه فقط.
عندما تراني، أنظر عبر المعدن و الأجهزة و قل كيف حالك؟ فأنا أرغب في التعرف عليك حقاً و أرغب أن تعرف حقيقتي."
جين: سألتني بروك," أمي، ماذا تقولين لو رغبت في السفر من أجل الدراسة الجامعية؟" فسألتها ," كيف سنتدبر أمرنا إن قررت السفر، أين ترغبين أن تدرسي؟" قالت," جامعة هارفارد." فقلت,"أنت تعلمين أننا لا نطيق تكاليفها." قالت بروك," أليس بوسعنا أن نتحقق من الأمر؟"
ناقشت الأمر مع زوجي و تلقينا طلبات التقديم و اطلعنا عليها و ملأناها و أضفنا إليها شهادتها الثانوية و شهادة تزكية من مدرسيها و شهادة استحسان من مدرستها كريجز التي كانت تشك في قدراتها فأصبحت من أشد مؤازريها. لقد وعدتها أن أساعدها قدر استطاعتي.
بروك: اتصلت أمي بمكتب التقديم في جامعة هارفارد و أمسكت السمّاعة، أجابتني الموظفة قائلة مرحباً بك في دفعة هارفارد 2000 فقد تم قبولك و هو ليس أمراً سهلاً حتى مع التفوق. بكيت مع أمي و اعتبرنا هذا القبول تتويجاً لجهودنا عبر السنين الماضية.
**************************
أرأيتم قيمة العزيمة في صنع حياة كريمة لصاحبها؟
لكن هل تذهب بروك إلى هارفارد و هل تتمكن من مواصلة الدراسة الجامعية هناك؟
في المرة القادمة ، أكمل لكم الحكاية بإذن الله.


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 10:54 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.