بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   أرشيف المنتدي (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=513)
-   -   موسوعة الأخلاق الإسلامية (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=511314)

محمد رافع 52 15-05-2013 09:02 PM

العِزَّة في واحة الشِّعر
قال المتنبِّي:


عِش عزيزًا أو مُتْ وأنت كريم ***بين طَعنِ الـقَـنَا وخفق الـبنُـودِ



وقال آخر:


ستُّ عيونٍ مَن تأتَّتْ له***كانت له شافيةً كافية



العِلْمُ والعلياءُ والعفوُ والعِـ***زَّةُ والعِفَّةُ والعافية



وقال آخر:


لنا العِزَّة الـقَـعْسَاءُ والعدد الذي***عليه إذا عُـدَّ الحصى يُتَـحَـلَّفُ



وقال آخر:


وإذا ما اعْتَــرَتْك في الغَضَب العِزَّة***فَاذْكُر تَذَلُّلَ الِاعْتِذَارِ



وقال عبد الصَّمد بن المعَذَّل:


إذا عزَّ يومًا أخو***ك في بعض أمر فهُنْ



وقال الرَّبيع بن أبي الحُقَيق اليهودي:


إذا ماتَ منَّا سيِّدٌ قام بعده***له خلَفٌ بادي السِّيادةِ بارعُ



من أبنائنا والغصن ينضُر فرعُهُ***على أصله والعِرق للمرءِ نازعُ



وإنَّا لتغشانا الجدوبُ فما نُرَى***تُقَرِّبـُـنا للمُدنياتِ المطامعُ



وقال قَطَرِيُّ بن الفُجَاءة مُظهرًا عزَّة نفسه:


أقولُ لها إذا جاشتْ حياءً***من الأبطالِ ويحَك لن تُراعِي



فإنَّكِ لو طلبتِ حياةَ يومٍ***على الأجلِ الذي لكِ لن تُطاعي



فصبرًا في مجال الموتِ صبرًا***فما نَيْلُ الخلودِ بمُستطاعِ



وما ثوبُ الحياةِ بثوب عزٍّ***فيُطوَى عن أخي الخَنَع اليَراعِ



سبيلُ الموتِ غايةُ كلِّ حيٍّ***وداعِيه لأهل الأرض داعِي



ومَن لا يُعتبَطْ يهرَمْ ويسأَمْ***ويُفضِ به البقاءُ إلى انقطاعِ



وقال آخر:


ألا هل أتى الأقوام بَذْلي نصيحة ***حبوت بها منِّى سبيعًا وميثمًا



وقلت اعلما أنَّ التَّدابر غادرت***عواقبه للذُّلِّ والقُلِّ جرهما



فلا تقدحا زَنْد العقوق وأبقيا***على العِزَّة القَعْسَاء أن تتهدَّما



وقال النَّابغة الجعدي:


فإن كنتَ ترجو أن تحوِّل عزَّنا***بكفَّيْك فانقل ذا المناكب يذبُلا



وإني لأرجو إن أردت انتقاله***بكفَّيك أن يأتي عليك ويثقُلا

محمد رافع 52 15-05-2013 09:05 PM

http://www.dorar.net/misc/akhlaq.jpg
العزم والعزيمة

معنى العزم والعزيمة لغةً واصطلاحًا

معنى العزم والعزيمة لغةً:
العزم: الصبر والجد، مصدر عَزَم على الأمر يَعْزِم عَزْمًا ومَعْزِمًا، وعُزْمانًا، وعَزِيمًا، وعَزِيمة. وعَزَمَه. والعَزْمُ الصبر في لغة هذيل. والعزيمة هي الحاجة التي قد عزمت على فعلها . قال الطبري: (أصل العزم اعتقاد القلب على الشيء) .
معنى العزم والعزيمة اصطلاحًا:
قال ابن عاشور في تعريف العزم: هو (إمضاء الرأي، وعدم التردد بعد تبين السداد) .
وقال الهروي: (العزم تحقيق القصد طوعًا أو كرهًا) .
وقال ابن الأثير: العزيمة (هي ما وكدت رأيك وعزمك عليه، ووفيت بعهد الله فيه) .

محمد رافع 52 15-05-2013 09:08 PM

الفرق بين العزم والحزم والنية
- الفرق بين العزم والحزم:
في العزم والحزم وجهان:
أحدهما: أن معناهما واحد وإن اختلف لفظهما.
الثاني: معناهما مختلف:
الحزم والعزم أصلان، وما قاله المبرد من أن العين قلبت حاء ليس بشيء، لاطراد تصاريف كل واحد من اللفظين، فليس أحدهما أصلًا للآخر.
وفي اختلافهما وجهان:
- الحزم جودة النظر في الأمر، ونتيجته الحذر من الخطأ فيه. والعزم قصد الإمضاء، وعليه فالحزم الحذر والعزم القوة، ومنه المثل: لا خير في عزم بغير حزم.
الثاني: أن الحزم التأهب للأمر والعزم النفاذ فيه، ومنه قولهم في بعض الأمثال: رَوِّ بحزم فإذا استوضحت فاعزم .
- الفرق بين العزم والنية:
(الصلة بين النية والعزم: أنهما مرحلتان من مراحل الإرادة، والعزم اسم للمتقدم على الفعل، والنية اسم للمقترن بالفعل مع دخوله تحت العلم بالمنوي) .

محمد رافع 52 16-05-2013 10:29 PM

أولًا: في القرآن الكريم
العزم على فعل الخير وعدم التردد والمسارعة لفعل الخيرات من شيم الصالحين، والعزيمة هي الدافع لفعل الخير، ولهذا حثَّ الله عليها في كتابه في غير آية ومن ذلك:
- قال تعالى: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ [آل عمران: 159].
وقال ابن جرير الطبري: (أما قوله: فإذا عزمت فتوكل على الله. فإنه يعني: فإذا صح عزمك بتثبيتنا إياك، وتسديدنا لك فيما نابك وحزبك من أمر دينك ودنياك، فامض لما أمرناك به على ما أمرناك به، وافق ذلك آراء أصحابك وما أشاروا به عليك، أو خالفها، وتوكل فيما تأتي من أمورك وتدع وتحاول أو تزاول على ربك، فثق به في كل ذلك، وارض بقضائه في جميعه، دون آراء سائر خلقه ومعونتهم، فإنَّ الله يحبُّ المتوكلين، وهم الراضون بقضائه، والمستسلمون لحكمه فيهم، وافق ذلك منهم هوى أو خالفه) .
وقال الجصاص: (في ذكر العزيمة عقيب المشاورة دلالة على أنها صدرت عن المشورة، وأنه لم يكن فيها نص قبلها) .
وقال البخاري: (فإذا عزم الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن لبشر التقدم على الله ورسوله) .
- وقال تعالى: لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ [آل عمران: 186]
قال الشوكاني في قوله: فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ أي: (مما يجب عليكم أن تعزموا عليه؛ لكونه عزمة من عزمات الله التي أوجب عليهم القيام بها) .
وقال الرازي: (من صواب التدبير الذي لا شكَّ في ظهور الرشد فيه، وهو مما ينبغي لكل عاقل أن يعزم عليه، فتأخذ نفسه لا محالة به... ولا يجوز ذلك الترخص في تركه، فما كان من الأمور حميد العاقبة معروفًا بالرشد والصواب، فهو من عزم الأمور؛ لأنه مما لا يجوز لعاقل أن يترخص في تركه) .
وقال ابن عاشور: (وإن تصبروا وتتقوا تنالوا ثواب أهل العزم؛ فإن ذلك من عزم الأمور) .
- وقوله تعالى: يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ [لقمان: 17].
قال أبو حيان الأندلسي: (العزم مصدر، فاحتمل أن يراد به المفعول، أي من معزوم الأمور، واحتمل أن يراد به الفاعل، أي عازم الأمور) .
قال القرطبي: (إن إقامة الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من عزم الأمور، أي مما عزمه الله وأمر به قاله ابن جريج، ويحتمل أن يريد أن ذلك من مكارم الأخلاق، وعزائم أهل الحزم السالكين طريق النجاة، وقول ابن جريج أصوب) .
- وقال تعالى: وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ [الشورى: 43].
قال الماوردي: (يحتمل قوله: إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ وجهين:
أحدهما: لمن عزائم الله التي أمر بها.
الثاني: لمن عزائم الصواب التي وفق لها) .
وقال ابن كثير: إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ أي: لمن الأمور المشكورة، والأفعال الحميدة، التي عليها ثواب جزيل، وثناء جميل) .
وقال السعدي: (إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (أي: لمن الأمور التي حث الله عليها وأكدها، وأخبر أنه لا يلقاها إلا أهل الصبر والحظوظ العظيمة، ومن الأمور التي لا يُوفَّق لها إلا أولو العزائم والهمم، وذوو الألباب والبصائر) .
وقال الواحدي: إِنَّ ذَلِكَ (أي: الصبر والغفران لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ؛ لأنَّه يوجب الثواب، فهو أتمُّ عزم) .
- وقوله تعالى: طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ [محمد: 21].
عن مجاهد في قوله تعالى: فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ. قال: ((إذا جدَّ الأمر)). وقال قتادة: فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ يقول: طواعية الله ورسوله، وقول معروف عند حقائق الأمور خير لهم) .
قال الرازي: (جوابه -أي جواب إذا- محذوف تقديره فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ خالفوا وتخلفوا، وهو مناسب لمعنى قراءة أُبيٍّ، كأنه يقول في أول الأمر قالوا سمعًا وطاعة، وعند آخر الأمر خالفوا وأخلفوا موعدهم، ونسب العزم إلى الأمر والعزم لصاحب الأمر معناه: فإذا عزم صاحب الأمر. هذا قول الزمخشري، ويحتمل أن يقال هو مجاز، كقولنا: جاء الأمر وولى، فإنَّ الأمر في الأول يتوقع أن لا يقع، وعند إظلاله وعجز الكاره عن إبطاله فهو واقع فقال عَزَمَ، والوجهان متقاربان) .
- وقال تعالى: وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا [طه: 115].
قال ابن الجوزي: (قوله تعالى: وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا العزم في اللغة: توطين النفس على الفعل. وفي المعنى أربعة أقوال.
أحدها: لم نجد له حفظًا، رواه العوفي عن ابن عباس، والمعنى:لم يحفظ ما أُمِر به.
والثاني: صبرًا، قاله قتادة ومقاتل، والمعنى: لم يصبر عما نُهي عنه.
والثالث: حزمًا، قاله ابن السائب. قال ابن الأنباري: وهذا لا يُخرج آدم من أولي العزم. وإنما لم يكن له عزم في الأكل فحسب.
والرابع: عزمًا في العَوْد إِلى الذَّنْب) .
وقال الرازي: (قوله: وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا يحتمل ولم نجد له عزمًا على القيام على المعصية، فيكون إلى المدح أقرب، ويحتمل أن يكون المراد ولم نجد له عزمًا على ترك المعصية، أو لم نجد له عزمًا على التحفظ والاحتراز عن الغفلة، أو لم نجد له عزمًا على الاحتياط في كيفية الاجتهاد؛ إذا قلنا: إنه عليه السلام إنما أخطأ بالاجتهاد) .
ورحج ابن جرير الطبري أن تأويل وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا هو (لم نجد له عزم قلب، على الوفاء لله بعهده، ولا على حفظ ما عهد إليه) .
وقال ابن عاشور: (واستعمل نفي وجدان العزم عند آدم في معنى عدم وجود العزم من صفته فيما عهد إليه؛ تمثيلًا لحال طلب حصوله عنده بحال الباحث على عزمه، فلم يجده عنده بعد البحث) .

محمد رافع 52 16-05-2013 10:32 PM

ثانيًا: في السنة النبوية

- عن أبى هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يقولنَّ أحدكم: اللهمَّ اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت. ليعزم في الدعاء؛ فإنَّ الله صانع ما شاء لا مكره له)) .
قال النووي: (عزم المسألة: الشدة في طلبها، والحزم من غير ضعف في الطلب، ولا تعليق على مشيئة ونحوها) .
وقال ابن حجر: (قوله: ((فليعزم المسألة)). في رواية أحمد عن إسماعيل المذكور الدعاء، ومعنى الأمر بالعزم الجد فيه، وأن يجزم بوقوع مطلوبه، ولا يعلق ذلك بمشيئة الله تعالى، وإن كان مأمورًا في جميع ما يريد فعله أن يعلقه بمشيئة الله تعالى، وقيل معنى العزم: أن يحسن الظن بالله في الإجابة... وقال الداودي: معنى قوله ليعزم المسألة أن يجتهد ويلح، ولا يقل إن شئت كالمستثنى، ولكن دعاء البائس الفقير) .
قال بدر الدين العيني: (قوله: فليعزم المسألة. أي: فليقطع بالسؤال، ولا يعلق بالمشيئة؛ إذ في التعليق صورة الاستغناء عن المطلوب منه والمطلوب) .
وقال السيوطي: (ليعزم المسألة أي يعري دعاءه وسؤاله من لفظ المشيئة) .
- و(عن ابن مسعود، قال: لقد سألني رجل عن أمر ما دريت ما أردُّ عليه، فقال: أرأيت رجلًا مؤديًا نشيطًا يخرج مع أمرائنا في المغازي، فيعزم علينا في أشياء لا نحصيها؟ فقلت له: والله ما أدري ما أقول لك، إلا أنا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فعسى أن لا يعزم علينا في أمر إلا مرة حتى نفعله، وإنَّ أحدكم لن يزال بخير ما اتقى الله، وإذا شك في نفسه شيء سأل رجلًا فشفاه منه، وأوشك أن لا تجدوه، والذي لا إله إلا هو ما أذكر ما غبر من الدنيا إلا كالثغب شرب صفوه، وبقي كدره) .
قال بدر الدين العيني: (قوله: فيعزم علينا. أي: الأمير يشدد علينا في أشياء لا نطيقها، وقال الكرماني: فيعزم إن كان بلفظ المجهول فهو ظاهر يعني لا يحتاج إلى تقدير الفاعل ظاهرًا، هذا إن كان جاءت به رواية، قوله: حتى نفعله غايةً لقوله: لا يعزم. أو للعزم الذي يتعلق به المستثنى) .
- وعن جماعة من الصحابة مرفوعًا (إن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه) .
قال المناوي: (عزائمه أي مطلوباته الواجبة، فإنَّ أمر الله في الرخص والعزائم واحد) .
قال القاري: (الرخصة إذا كانت حسنًا فالعزيمة أولى بذلك) .
- وعن شدَّاد بن أوس رضي الله عنه قال: ((إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في صلاته: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسألك شكر نعمتك، وحسن عبادتك، وأسألك قلبًا سليمًا، ولسانًا صادقًا، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم)) .
قال المناوي: (... ((وأسألك عزيمة الرشد)) وفي رواية: ((العزيمة على الرشد))، قال الحرالي: وهو حسن التصرف في الأمر، والإقامة عليه بحسب ما يثبت ويدوم) .

محمد رافع 52 16-05-2013 10:33 PM

من أقوال العلماء في العزم والعزيمة
- قال ابن منظور: (لا خير في عزم بغير حزم، فإنَّ القوة إذا لم يكن معها حذر أورطت صاحبها) .
- وقال فخر الدين الرازي: (منصب النبوة والإمامة لا يليق بالفاسقين؛ لأنَّه لا بد في الإمامة والنبوة من قوة العزم، والصبر على ضروب المحنة حتى يؤدي عن الله أمره ونهيه، ولا تأخذه في الدين لومة لائم، وسطوة جبار) .
- وقال الغزالي: (التقوى في قول شيوخنا: تنزيه القلب عن ذنب لم يسبق منك مثله، حتى يحصل للعبد من قوة العزم على تركه وقاية بينه وبين المعاصي) .
- وقال ابن الجوزي: (ليس في سياط التأديب أجود من سوط العزم)

محمد رافع 52 16-05-2013 10:38 PM

فوائد العزم والعزيمة
1- مظنة قبول الدعاء:
فقوة العزم والجزم في الدعاء، وعدم تعليقه بالمشيئة من آداب الدعاء وأرجى للقبول.
2- قوة العزم والعزيمة من وسائل تهذيب النفس، وتحصيل الأخلاق الفاضلة:
قال ابن قدامة: (وأشدُّ حاجة الرائض لنفسه، قوة العزم، فمتى كان مترددًا بعد فلاحه، ومتى أحس من نفسه ضعف العزم تصبر، فإذا انقضت عزيمتها عاقبها لئلا تعاود، كما قال رجل لنفسه: تتكلمين فيما لا يعنيك؟! لأعاقبنك بصوم سنة) . ومن صفات المؤمن القوي قوة العزم على الأمر.
3- قوة العزم والعزيمة تعين على تحقيق التقوى:
وذلك بحمل النفس على فعل المأمورات وترك المنهيات وهذه هي حقيقة التقوى قال تعالى: لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ [آل عمران: 186].


4- قوة
العزم والعزيمة تعين على ترك المعاصي.
5- العزم والعزيمة من وسائل التخلص من تلبيس الشيطان ووسوسته:
لأنه إذا كانت مهمة الشيطان هي الوسوسة، ومقصده منها (التشكيك والذبذبة والتردد، فإن عمومات التكليف تلزم المسلم بالعزم واليقين والمضي دون تردد، كما في قوله: فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ [آل عمران: 159]، وامتدح بعض الرسل بالعزم وأمر بالاقتداء بهم فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ [الأحقاف: 35]... فمن هذا كله كانت دوافع العزيمة مستقاة من التكاليف، مما يقضي على نوازع الشك والتردد، ولم يبق في قلب المؤمن مجال لشك ولا محل لوسوسة) .
6-


العزم على ترك الذنب من شروط قبول التوبة:
فالتوبة واجبة من كل ذنب ولها ثلاثة شروط:ومنها العزم على عدم العودة للذنب أبدًا .
قال أبو حازم: (عند تصحيح الضمائر تغفر الكبائر، وإذا عزم العبد على ترك الآثام أمَّه الفتوح) .
7- قوة العزم والعزيمة من علامات التوفيق:
قال ابن القيم: (الدين مداره على أصلين العزم والثبات، وهما الأصلان المذكوران في (الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد)) . وأصل الشكر: صحة العزيمة، وأصل الصبر قوة الثبات، فمتى أُيِّد العبد بعزيمة وثبات فقد أُيِّد بالمعونة والتوفيق) .
8- قوة العزم والعزيمة تحصل للمرء كل مقام شريف ومنزلة رفيعة:
قال ابن القيم: (فإن كمال العبد بالعزيمة والثبات، فمن لم يكن له عزيمة فهو ناقص ،ومن كانت له عزيمة ولكن لا ثبات له عليها فهو ناقص، فإذا انضمَّ الثبات إلى العزيمة أثمر كلَّ مقام شريف وحال كامل، ولهذا في دعاء النبي الذي رواه الإمام أحمد وابن حبان في صحيحه: ((اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد)) ومعلوم أن شجرة الثبات والعزيمة لا تقوم إلا على ساق الصبر) .
9- صاحب


العزم والعزيمة القوية الصادقة أكثر الناس صبرًا على البلاء.
10- قوة العزم من صفات الأنبياء والمرسلين والصالحين:
قال تعالى: فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ [الأحقاف: 35].

محمد رافع 52 16-05-2013 10:46 PM

موانع اكتساب صفة العزم والعزيمة
1- مرض القلب وضعف النفس وانهزامها:
إذا فقد القلب عزمه خارت قوى الجسد مهما كان قويًّا، قال تعالى: فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ [الحج: 46].
وقال تعالى: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ [ق: 37]، فإنَّ ضعف العزيمة من ضعف حياة القلب، وهي دليل على حياته، وعلى مرضه أو موته.
2- العجز والكسل:
فالعجز والكسل (هما العائقان اللذان أكثر الرسول من التعوذ بالله سبحانه منهما ، وقد يعذر العاجز لعدم قدرته، بخلاف الكسول الذي يتثاقل ويتراخى مما ينبغي مع القدرة، قال تعالى: وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ [التوبة: 46] .
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجِزْ)) .
4- التسويف والتمني وترك الأخذ بالأسباب:
(وهما صفة بليد الحس عديم المبالاة، الذي كلما همت نفسه بخير- وعزمت عليه- إما يعيقها بـ(سوف) حتى يفجأه الموت فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ [المنافقون: 10]، وإما يركب بها بحر التمني، وهو بحر لا ساحل له، يدمن ركوبه مفاليس العالم ...وما أحسن ما قال أبو تمام:


من كان مرعى عزمه وهمومه***روض الأماني لم يزل مهزولا)



5- الخوف من الفشل:
إن الخوف الدائم من الفشل، وتوقع انتقاد الآخرين، من العوامل المؤثرة في ضعف عزيمة النفس، فالمطلوب هو أن تقاوم الخوف، وتتأسى بأصحاب العزم الصادق الذين قال الله تعالى عن عزمهم، وقوتهم في مواجهة الحياة، وحسن توكلهم عليه سبحانه في تقوية عزائمهم على مواجهة الصعوبات الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ [آل عمران: 173-174] واعلم أن عليك أن تسعى وتأخذ بالأسباب، وليس عليك تحصيل النتائج قال تعالى: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا [الأحزاب: 23].
6- التردد وعدم وضوح الأهداف:
(إن الإسلام يكره لك أن تكون مترددًا في أمورك، تحار في اختيار أصوبها وأسلمها، وتكثر الهواجس في رأسك؛ فتخلق أمامك جوًّا من الريبة والتوجس، فلا تدري كيف تفعل، وتضعف قبضتك في الإمساك بما ينفعك فيفلت منك، ثم يذهب سدى) ، ولهذا شرع لنا الله سبحانه مشاورة أهل الرأي والخبرة من أهل الصلاح قال تعالى: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [الأنبياء: 43]، وشرع لنا الرسول الاستخارة ، إعانة للمرء على بلوغ الصواب، وبعد المشاورة يكون التنفيذ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ [آل عمران: 159].


7-
سوء الظن بالله، واليأس، وفقدان الأمل، والنظرة التشاؤمية للحياة:
إن فقدان الأمل يقعد الإنسان عن طلب المعالي؛ ليأسه وحكمه على المستقبل بما يعيشه من واقع أليم، وإنَّ (عمل الشيطان هو تشييع الماضي بالنحيب والإعوال، هو ما يلقيه في النفس من أسى وقنوط على ما فات، إن الرجل لا يلتفت وراءه إلا بمقدار ما ينتفع به في حاضره ومستقبله، أما الوقوف مع هزائم الأمس، واستعادة أحزانها، والتعثر في عقابيلها وتكرار لو، وليت، فليس ذلك من خلق المسلم... قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [آل عمران: 156] .
وانظر لنبي الله يعقوب؛ لم يمنعه طول الزمان بعد فقدانه ليوسف في الأمل في الله أن يعيده له، بل ازداد أمله بعد حبس ابنه الثاني بمصر فقال لأولاده يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ [يوسف: 87].
8- قلة الصبر، وعدم الثبات، واستطالة الطريق، واستعجال النتائج:
قلة


الصبر وعدم الثبات تحرم الإنسان من بلوغ أي هدف، وتحقيق أي كمال، وما أخرج آدم عليه الصلاة والسلام من جنة الخلد، وجوار الرحمن، والعيش الهني، والمسكن الطيب إلى شقاء الدنيا، وتعبها، وهمومها إلا قلة الصبر عما نهاه الله عنه، وعدم الثبات على ما أمر به، قال تعالى: وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا [طه: 115] .
9-

الفتور والغفلة:
الفتور والغفلة هما رأس البلاء، ومكمن الداء، وإن كان (لابد من سنة الغفلة ورقاد الغفلة ولكن كن خفيف النوم) فلا يعني ذلك ترك الواجبات وفعل المحرمات، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ((إِن لكل عمل شِرَّة ، ولكل شِرَّة فَتْرَة فمن كانت شِرَّتُهُ إلى سنتي فقد أفلح، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك)) .
ومن مظاهر ذلك:
- (تضييع الوقت وعدم الإفادة منه، وتزجيته بما لا يعود بالنفع، وتقديم غير المهم على المهم، والشعور بالفراغ الروحي والوقتي وعدم البركة في الأوقات، وعدم إنجاز شيء من العمل مع طول الزمن.
- عدم الاستعداد للالتزام بشيء، والتهرب من كل عمل جدي.
- الفوضوية في العمل: فلا هدف محدد، ولا عمل متقن، الأعمال ارتجالية، التنقل بين الأعمال بغير داع.
- خداع النفس؛ بالانشغال مع الفراغ، وبالعمل وهي عاطلة، الانشغال بجزئيات لا قيمة لها ولا أثر يذكر، ليس لها أصل في الكتاب أو السنة، وإنما هي أعمال تافهة ومشاريع وهمية لا تسمن ولا تغني من جوع.
- النقد لكل عمل إيجابي؛ تنصلًا من المشاركة والعمل، وتضخيم الأخطاء والسلبيات؛ تبريرًا لعجزه وفتوره، تراه يبحث عن المعاذير، ويصطنع الأسباب؛ للتخلص والفرار وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ. [التوبة: 81].)


.

محمد رافع 52 16-05-2013 11:01 PM

الوسائل المعينة على تقوية العزم والعزيمة
1- التوكل على الله وحسن الظن به سبحانه في الوصول للهدف:
أرشدنا الله سبحانه لهذا بقوله سبحانه: فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ [آل عمران: 159] وإن من آثار عقيدة التوحيد في نفس المؤمن قوة العزم والصبر والثبات لعلمه أن الله معه وأنه مؤيده وناصره، فهو يردد قول الله تعالى: حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ [آل عمران: 173] التي قالها إبراهيم عندما أُريد إلقاؤه في النار، ومحمد صلى الله عليه وسلم عندما خوِّف بصناديد المشركين، وقول هود عليه السلام لقومه: فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ [هود: 55-56] .
2- الدعاء:
فقد كان من دعائه صلى الله عليه وسلم ((اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد)).
3- الاقتداء بأصحاب العزائم من أهل الصلاح والدين:
قال تعالى: فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ [الأحقاف: 35].
وقال تعالى في الاقتداء بالصالحين قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ [الممتحنة: 4].
4- مصاحبة أهل العزائم القوية، والهمم العالية:
فالمرء على دين خليله، قال ابن تيمية: (الناس كأسراب القطا مجبولون على تشبه بعضهم ببعض) ، وقال لقمان الحكيم لابنه: (من يقارن قرين السوء لا يسلم، ومن لا يملك لسانه يندم، يا بني كن عبدًا للأخيار، ولا تكن خليلًا للأشرار) .


أحبُّ الصالحين ولست منهم ***لعلي أن أنال بهم شفاعة



وأكره من تجارته المعاصي***وإن كنا سواء في البضاعة



5- المسارعة في التنفيذ، وعدم التردد بعد عقد العزم على العمل:
قال تعالى: فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ [محمد: 21].
6- أخذ الأمور بجدية:
الجدية في الحياة كلها، وإلزام النفس بما يراد تحقيقه طريق الناجحين في حياتهم، ومن جدَّ وجدَ، ومن زرع حصد، قال تعالى: يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا [مريم: 12]، وقال تعالى: خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة: 63 ].
7- عدم الاتكال على الحسب والنسب:
والقاعدة الإسلامية لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، ولا يستوي العالم والجاهل، ولا المؤمن والكافر، ولا المجتهد والكسول، ولا القوي والضعيف.
قال المتنبي:


لا بقومي شرفت بل شرفوا بي***وبنفسي فخرت لا بجدودي



ولسنا وإن أحسابنا كرمت ***يومًا على الأحساب نتكل



نبني كما كانت أوائلنا***تبني ونفعل مثل ما فعلوا



إذا ما المرء لم يبن افتخارًا لنفسه***تضايق عنه ما بنته جدوده



8- الرغبة الصادقة في تقوية العزم والعزيمة:
وهذا يشمل خطوات:
- تغيير العادات السلبية إلى أخرى إيجابية:
السعي الحثيث لرفع العزيمة وتقويتها يبدأ بالرغبة في إصلاح مواطن الضعف في النفس، والصدق في تحويلها لمواطن قوة، ولهذا فلم تمنع قاتل التسعة والتسعين نفسًا آثامه من السعي للتغيير، بل ولما أكمل المائة ما زال عازمًا على التوبة، فبحث وسأل، بل وترك ما يحبُّ من أهل ووطن في سبيل ما يرجو، حتى كانت العاقبة مغفرة الله ورضوانه .
- تحديد الهدف المراد تحقيقه ووضوحه.
- معرفة فائدة العمل في حياتك الدينية والدنيوية.
فمعرفة فائدة العمل تعين على تحمل مشاق العمل، ولهذا جاءت الشريعة بالترغيب في العمل الصالح، والترهيب من المعاصي، وذمِّ البطالة والكسل.
- وضع أهداف قصيرة المدى.
- مكافأة النفس بعد كل عمل تنجزه، والمكافأة بقدر العمل.
- محاسبة النفس على التقصير، ومعاقبتها بترك بعض ما تحب.

محمد رافع 52 16-05-2013 11:08 PM

نماذج من عزم الأنبياء والمرسلين
لقد نال الأنبياء والمرسلين من قومهم الأذى الشديد، ولكنهم صبروا مما لقوه من المكاره وواصلوا مهمتهم بالعزم والإصرار، وقد أشاد القرآن بعزمهم الصادق في قوله: اصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ [الأحقاف: 35].


وأولو
العزم من الرسل هم الذين صبروا وجدوا في سبيل دعوتهم .
نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام والعزم على طلب العلم:
قال تعالى: وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا [الكهف: 60].
(يخبر تعالى عن نبيه موسى عليه السلام، وشدة رغبته في الخير وطلب العلم، أنه قال لخادمه لا أزال مسافرًا وإن طالت علي الشقة، ولحقتني المشقة، حتى أصل إلى مجمع البحرين، وهو المكان الذي أوحي إليه أنك ستجد فيه عبدًا من عباد الله العالـِمِين، عنده من العلم ما ليس عندك، أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا أي: مسافة طويلة، وهذا عزم منه جازم، فلذلك أمضاه) ، ولم يمنعه من الاستمرار في رحلته قوله لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا أي تعبًا، وكذلك لم يثنِ عزمه صلى الله عليه وسلم أنهم أخطؤوا الطريق قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا (64) فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا [الكهف: 64-66].
وسبب رحلة نبي الله موسى لطلب العلم أنه (بينما موسى في ملأ من بني إسرائيل؛ جاءه رجل فقال: هل تعلم أحدًا أعلم منك؟ قال موسى: لا. فأوحى الله عز وجل إلى موسى: بلى، عبدنا خضر. فسأل موسى السبيل إليه، فجعل الله له الحوت آية، وقيل له: إذا فقدت الحوت فارجع، فإنك ستلقاه) .

محمد رافع 52 16-05-2013 11:11 PM

نماذج من عزم النبي صلى الله عليه وسلم في تبليغ الرسالة
لقد لقي النبي صلى الله عليه وسلم في سبيل تبليغه للرسالة أشد الأذى والمحن، فصبر، مع عزم لا يلين، ممتثلًا لأمر الله عز وجل له: فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ [الأحقاف: 35] وقد تجلت عزيمة النبي صلى الله عليه وسلم في مثابرته وجهاده ودعوته إلى الله عز وجل.
قال ابن جرير الطبري: (يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، مثبته على المضي لما قلده من عبء الرسالة، وثقل أحمال النبوة صلى الله عليه وسلم، وآمره بالائتساء في العزم على النفوذ لذلك بأولي العزم من قبله من رسله الذين صبروا على عظيم ما لقوا فيه من قومهم من المكاره، ونالهم فيه منهم من الأذى والشدائد) .
وقال ابن عجيبة: (فإنك من جملتهم، بل من أكملهم وأفضلهم) .
والنماذج في تحمل النبي صلى الله عليه وسلم مشاق الدعوة وقوة عزيمته كثيرة، ومن ذلك ما روته عائشة رضي الله عنها أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: ((يا رسول الله هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ فقال صلى الله عليه وسلم: لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال: فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم فناداني ملك الجبال، فسلم عليَّ، ثم قال: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فما شئت؟ إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله تعالى وحده لا يشرك به شيئًا)) .

محمد رافع 52 16-05-2013 11:14 PM

نماذج من عزم الصحابة رضي الله عنهم

-عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كان أول من أظهر إسلامه سبعة: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمار، وأمه سمية، وصهيب، وبلال، والمقداد، فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه أبى طالب، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم فأخذهم المشركون، وألبسوهم أدراع الحديد، وصهروهم في الشمس، فما منهم من أحد إلا وقد واتاهم على ما أرادوا، إلا بلالًا فإنَّه قد هانت عليه نفسه في الله، وهان على قومه؛ فأخذوه فأعطوه الولدان فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة، وهو يقول: أحد أحد) .
قال السيوطي: (قد وافقوا المشركين على ما أرادوا منهم تقية، والتقية في مثل هذه الحال جائزة، لقوله تعالى: إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ [النحل: 106]، والصبر على أذاهم مستحب، وقد علموا على الرخصة، وعمل بلال على العزيمة) .


قال ابن الجوزي: (ولولا جدُّ أنس بن النضر في ترك هواه، وقد سمعت من أثر عزمته: لئن أشهدني الله مشهدًا ليرينَّ الله ما أصنع. فأقبل يوم أحد يقاتل حتى ***، فلم يعرف إلا ببنانه، فلولا هذا
العزم ما كان انبساط وجهه يوم حلف، والله لا تكسر سنُّ الربيع) .
- عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتعلم له كتاب يهود قال: ((إني والله ما آمن يهود على كتاب)). قال: فما مرَّ بي نصف شهر حتى تعلمته له، قال: فلما تعلمته كان إذا كتب إلى يهود كتبت إليهم، وإذا كتبوا إليه قرأت له كتابهم) .
- أرسل يزدجرد كسرى فارس إلى ملك الصين يطلب المدد لمحاربة المسلمين الذين استولوا على بلاد فارس في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فأرسل ملك الصين يعتذر عن نجدته بقوله: (إنه لم يمنعني أن أبعث إليك بجيش أوله بمرو وآخره بالصين الجهالة بما يحق علي، ولكن هؤلاء القوم الذين وصف لي رسولك صفتهم لو يحاولون الجبال لهدوها، ولو خلي سربهم أزالوني ما داموا على ما وصف، فسالمهم وارض منهم بالمساكنة، ولا تهجهم ما لم يهيجوك) .
- في (سنة سبع وثمانين وأربعمائة في شهر ربيع، وقيل في جمادى الأولى، أمير الجيوش: أبو النجم بدر الجمالي كان مملوكًا أرمنيًّا لجمال الدولة بن عمار؛ فلذلك عرف: بالجمال، وما زال يأخذ بالجد من زمن سبيه فيما يباشره، ويوطن نفسه على قوة العزم، وينتقل في الخدم، حتى ولي إمارة دمشق من قبل المستنصر) .

محمد رافع 52 16-05-2013 11:16 PM

أمثال في العزم والعزيمة
- قوة العزم تذيب الحجرا .
- رَوِّ بحزم، فإذا استوضحت فاعزم .
(ومعنى المثل أنَّ من حزم الإنسان أن يتروى في الأمر، ويتفكر في مجاريه وعواقبه، إذا أراد أن يأتيه، حتى إذا تبين له أنَّه محمود فليقدم عليه بعزم، ولا يتوانَ فيه حتى يدرك فتور فيتعطل) .
- قد أحزم لو أعزم .

محمد رافع 52 16-05-2013 11:21 PM

العزم والعزيمة في واحة الشعر


إذا هَمَّ ألقَى بين عينيه عزمَه***ونَكَّب عن ذكر العواقب جانبا



ولم يستشِرْ في أمره غيرَ نفسه***ولم يرضَ إلا قائمَ السيفِ صاحبا



قال امرؤ القيس:


ولو أنَّما أسعَى لأدَنى معيشةٍ***كفاني- ولم أطلبْ- قليلٌ من المالِ



ولكنَّما أسعَى لمجدٍ مؤثَّلٍ ***وقد يدركُ المجدَ المؤثلَ أمثالي



وقال أبودُلَف:


وليس فراغُ القلبِ مجدًا ورفعةً***ولكنَّ شغلَ القلبِ للمرءِ رافعُ



قال المتنبي:


إذا غامرتَ في شرفٍ مَرومٍ ***فلا تقنعْ بما دونَ النُّجومِ



فطعمُ الموتِ في أمرٍ حقيرٍ***كطعمِ الموتِ في أمرٍ عظيمِ



وقال أيضًا:


على قدرِ أهلِ العزمِ تأتي العزائمُ***وتأتي على قدرِ الكرامِ المكارمُ



وتعظمُ في عينِ الصغيرِ صغارُها***وتصغرُ في عينِ العظيمِ العظائمُ

https://encrypted-tbn3.gstatic.com/i...LwPBmUxBgwO-4h

محمد رافع 52 16-05-2013 11:27 PM

العفة

معنى العفة لغةً واصطلاحًا

معنى العفة لغةً:
مصدر عفَّ يقال: عَفَّ عن الحرام يعِفُّ عِفَّةً وعَفًّا وعَفَافَةً أي: كفَّ، فهو عَفٌّ وعَفِيفٌ والمرأة عَفَّةٌ وعَفِيفَةٌ وأعَفَّهُ الله، واسْتَعَفَّ عن المسألة أي: عفَّ، وتَعَفَّفَ: تكلف العِفَّةَ.
والعِفة الكَفُّ عما لا يَحِلُّ ويَجْمُل، والاسْتِعْفاف طلَبُ العَفافِ .
معنى العفة اصطلاحًا:
هي: (هيئة للقوة الشهوية متوسطة بين الفجور الذي هو إفراط هذه القوة، والخمود الذي هو تفريطها، فالعفيف من يباشر الأمور على وفق الشرع والمروءة) .
وقيل هي: (ضبط النفس عن الشهوات وقصرها على الاكتفاء بما يقيم أود الجسد، ويحفظ صحته فقط، واجتناب السَّرف في جميع الملذات وقصد الاعتدال) .
وقيل هي: (ضبط النفس عن الملاذ الحيوانية، وهي حالة متوسطة من إفراط وهو الشره وتفريط وهو جمود الشهوة) .


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 07:36 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.