بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   التاريخ والحضارة الإسلامية (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=569)
-   -   القيم الاسلامية (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=395371)

محمد رافع 52 18-04-2012 09:03 PM

النهى عن النميمة

عن حذيفة قال سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول “لا يدخل الجنة نمام”



عن أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم “هل تدرون من شراركم؟

قالوا اللَّه ورسوله أعلم.

قال شراركم ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه”.



عن ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما قال: مرّ النبي صلى اللَّه عليه وسلم بقبرين جديدين فقال

إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستره من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة”

ثم أخذ جريدة رطبة فشقها نصفين وغرز في كل قبر واحدة،

فقالوا يا رسول اللَّه لم صنعت هذا؟

فقال لعله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا”.

ومعنى قوله “ما يعذبان في كبير” يعني ليس بكبيرة عندكم ولكنه كبيرة عند الله.



فالواجب على النمام أن يتوب إلى اللَّه تعالى فإن النمام ذليل في الدنيا وهو في عذاب القبر بعد موته، وهو في النار يوم القيامة فإن تاب قبل موته تاب اللَّه عليه.

وروى الحسن عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال “من شرّ الناس ذو الوجهين يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه، ومن كان ذا لسانين في الدنيا فإن اللَّه تعالى يجعل له يوم القيامة لسانين من النار”



عن أبي ذر،عن النبي صلى الله عليه وسلم قالثلاثة لايكلمهم الله يوم القيامة ولاينظر إليهم ولايزكيهم ولهم عذاب أليم

قال فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات.

قال أبوذر خابوا وخسروا من هم يارسول الله

قالالمسبل إزاره والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب.

وروى عن حماد بن سلمة أنه قال: باع رجل غلاما فقال للمشتري ليس فيه عيب إلاّ أنه نمام فاستخفه المشتري فاشتراه على ذلك العيب،

فمكث الغلام عنده أياما ثم قال لزوجة مولاه إن زوجك لا يحبك وهو يريد أن يتسرى عليك، أفتريدين أن يعطف عليك؟

قالت نعم،

قال لها خذي الموسى واحلقي شعرات من باطن لحيته إذا نام،

ثم جاء إلى الزوج وقال إن امرأتك تخاذنت يعني اتخذت خليلا وهي قاتلتك أتريد أن يتبين ذلك؟

قال نعم،

قال فتناوم لها فتناوم الرجل فجاءت امرأته بموسى لتحلق الشعرات فظن الزوج أنها تريد قتله فأخذ منها الموسى فقتلها، فجاء أولياؤها فقتلوه فجاء أولياء الرجل ووقع القتال بين الفريقين.

وعن الحسن البصري رحمه اللَّه تعالى قال: من نقل إليك حديثا فاعلم أنه ينقل إلى غيرك حديثك.

روى عن عمر بن عبد العزيز أنه دخل عليه رجل فذكر عنده رجلاً فقال له عمر: إن شئت نظرنا في أمرك إن كنت كاذبا فأنت من أهل هذه الآية {جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا}

وإن كنت صادقا فأنت من أهل هذه الآية {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ}

وإن شئت عفونا عنك، فقال العفو يا أمير المؤمنين. لا أعود إلى مثل ذلك.

وقال بعض الحكماء: من أخبرك بشتم عن أخ فهو الشاتم لا من شتمك.

وقال وهب بن منبه رحمه اللَّه تعالى: من مدحك بما ليس فيك فلا تأمن أن يذمك بما ليس فيك.

فإذا أتاك إنسان فأخبرك أن فلانا قد فعل بك كذا وكذا وقال فيك كذا وكذا فإنه يجب عليك ستة أشياء

أوّلها: أن لا تصدقه لأن النمام مردود الشهادة عند أهل الإسلام وقد قال اللَّه تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} يعني إن جاءكم فاسق بخبر فانظروا في الأمر ولا تعجلوا لكي لا تصيبوا قوما بجهالة.

والثاني: أن تنهاه عن ذلك الآن النهي عن المنكر واجب وقد قال اللَّه تعالى {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ المُنكَرِ}

والثالث: أن تبغضه في اللَّه تعالى فإنه عاص وبغض العاصي واجب لأن اللَّه تعالى يبغضه.

والرابع: أن لا تظن بأخيك الغائب الظن السوء فإن إساءة الظن بالمسلم حرام، وقد قال اللَّه تعالى {إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}

والخامس: أن لا تجسس عن أمره فإن اللَّه تعالى نهى عن التجسس وهو قوله تعالى {وَلَا تَجَسَّسُوا}

والسادس: ما لا ترضى من هذا النمام فلا تفعله أنت وهو أن لا تخبر أحدا بما أتاك به هذا النمام، وبالله التوفيق.‏

اناحر 21-04-2012 05:26 PM

جزاكم الله خيرا ياأخى

محمد رافع 52 21-04-2012 05:33 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اناحر (المشاركة 4440127)
جزاكم الله خيرا ياأخى

بارك الله فيك ورضى عنك

محمد رافع 52 21-04-2012 05:38 PM

حق الجار

عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ” والذي نفسي بيده لا يسلم عبد حتى يسلم الناس من قلبه ولسانه ويده، ولا يؤمن عبد حتى يأمن جاره بواثقه. قلنا يا رسول اللَّه وما بواثقه؟ قال غشه وظلمه ”



وعن سعيد بن المسيب أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال “حرمة الجار على الجار كحرمة أمه”



قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم “سبعة لا ينظر اللَّه إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ويقول لهم ادخلوا النار مع الداخلين:

الفاعل والمفعول يعني اللواطة، والناكح يده، وناكح البهيمة،وناكح المرأة في دبرها، وجامع المرأة وابنتها، والزاني بحليلة جاره، والسابع المؤذي جاره حتى يلعنه الناس إلاّ أن يتوب بشروطها“.



وعن مجاهد قال: قال عبد اللَّه بن عمرو بن العاص لغلامه:



اذبح الشاة وأطعم جارنا اليهودي،

ثم تحدث ساعة فقال يا غلام:إذا ذبحت الشاة فأطعم جارنا اليهودي

فقال الغلام: قد آذيتنا بجارك هذا اليهودي،

فقال عبد اللَّه بن عمر: ويحك إن النبي صلى اللَّه عليه وسلم لم يزل يوصينا بالجار حتى ظننا أنه سيورثه.



وعن أبي شريح الكعبي أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته يوم وليلة، والضيافة ثلاثة أيام وما كان بعد ذلك فهو صدقة”



و بإسناد عن الحسن البصري قال:

قيل يا رسول اللَّه ما حق الجار على الجار؟

قال إن استقرضك أقرضته، وإن دعاك أجبته، وإن مرض عدته، وإن استعان بك أعنته، وإن أصابته مصيبة عزيته، وإن أصابه خير هنيته، وإن مات شهدته، وإن غاب حفظته: يعني منزله وعياله، ولا تؤذه بقتار قدرك إلاّ أن تهدي إليه”.



وروي في خبر آخر زيادة على هذه التسعة “والعاشر أن لا تطيل بنائك عليه إلاّ بطيبة من نفسه”.



وروى أبو هريرة رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم “لا يزال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه”



وروى أبو هريرة رضي اللَّه تعالى عنه عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال “يا أبا هريرة كن ورعاً تكن أعبد الناس، وكن قنعاً تكن أشكر الناس، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمناً، وأحسن مجاورة من جاورك تكن مسلماً، وأقل الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب”





قال اللَّه تعالى {وَاعْبُدُوا اللَّه وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِالوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي القُرْبَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَالجَارِ ذِي القُرْبَى وَالجَارِ الجُنُبِ}





وروي عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال “الجيران ثلاثة: فمنهم من له ثلاثة حقوق، ومنه من له حقان، ومنهم من له حق واحد،

فأما الجار الذي له ثلاثة حقوق فجارك القريب المسلم،

وأما الجار الذي له حقان، فجارك المسلم،

وأما الذي له حق واحدفجارك الذمّي”





يعني إذا كان الجار قريبه وهو مسلم فله حق القرابة وحق الإسلام وحق الجوار،

وأما الذي له حقان فالجار المسلم فله حق الإسلام وحق الجوار،

وأما الذي له حق واحد فجارك الذمّي فله حق الجوار، فينبغي أن يعرف حق الجار وإن كان ذمياً.



قال أبو ذر الغفاري رضي اللَّه تعالى عنه أوصاني خليلي محمد صلى اللَّه عليه وسلم بثلاث قال: “اسمع وأطع ولو لعبد مجدوع الأنف، فإذا صنعت مرقة فأكثر ماءها ثم انظر إلى أهل بيت جيرانك فأصبهم منها بمرقتك وصلّ الصلاة لوقتها”





ويقال: من مات وله جيران ثلاثة كلهم راضون عنه غفر له.



وروي عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أن رجلاً جاء إليه يشكو جاره فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم “كف أذاك عنه واصبر على أذاه وكفى بالموت فرّاقا”



وقال الحسن البصري: ليس حسن الجوار كف الأذى عن الجار ولكن حسن الجوار الصبر على الأذى من الجار.



وقال عمر بن العاص: ليس الواصل الذي يصل من وصله ويقطع من قطعه إنما ذلك المنصف، وإنما الواصل الذي يصل من قطعه ويعطف على من جفا. وليس الحليم



وينبغي للمسلم أن يصبر على أذى الجار ولا يؤذي جاره ويكون بحال يكون جاره آمناً منه، وأمانه لجاره يكون بثلاثة أشياء: باليد وباللسان وبالعورة

فأما أمانه بلسانه: فهو أن لا يتكلم بكلام لو دخل عليه جاره لسكت أو لو بلغ إلى جاره لاستحيى منه

وأما أمانه بيده: فهو أن جاره لو كان بالسوق وتذكر أن كيسه نسيه في منزله فإنه لا يخاف عليه ويقول منزله ومنزلي سواء

وأما أمانه بالعورة: فهو أنه لو كان في السفر فبلغه أن جاره دخل منزله لسكن قلبه وفرح.



وروى أنس بن مالك رضي اللَّه تعالى عنه عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال “إن الجار يتعلق بجاره يوم القيامة فيقول: يا رب وسعت على أخي هذا وقترت عليّ أمسى جائعاً يمسي هذا شبعان فسله لما أغلق بابه دوني وحرمني ما قد وسعت عليه”.



وتمام حسن الجوار في أربعة أشياء.

أولها أن يواسيه بما عنده.

والثاني أن لا يطمع فيما عنده.

والثالث أن يمنع أذاه عنه.

والرابع أن يصبر على أذاه.

محمد رافع 52 21-04-2012 05:41 PM

الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر



روى أبو هريرة رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال: “مروا بالمعروف وإن لم تعملوا به وانهوا عن المنكر وإن لم تنتهوا عنه”



عن عمر بن عبد العزيز رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال: إن اللَّه تعالى لا يعذب العامة بعمل الخاصة ولكن إذا أظهرت المعاصي فلم ينكر فقد استحق القوم جميعاً العقوبة



وروى أنس بن مالك رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: “إن من الناس ناساً مفاتيح للخير مغاليق للشر وإن من الناس ناساً مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل اللَّه تعالى مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل اللَّه تعالى مفاتيح الشر على يديه”



يعني الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فهو مفتاح للخير ومغلاق للشر وهو من المؤمنين كما قال اللَّه تعالى {وَالمُؤْمِنُونَ وَالمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ المُنكَرِ





قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم اللَّه وجهه: أفضل الأعمال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وشنآن الفاسق: يعني بغضه، فمن أمر بالمعروف

فقد شدّ ظهر المؤمن ومن نهى عن المنكر أرغم ألف منافق،



وروى سعيد عن قتادة قال: ذكر لنا “أن رجلاً أتى النبي صلى اللَّه عليه وسلم وهو يومئذ بمكة فقال: أنت الذي تزعم أنك رسول الله؟

قال نعم

قال فأي الأعمال أحب إلى اللَّه تعالى؟ قال الإيمان بالله

قال ثم ماذا؟ قال : صلة الرحم،

قال :ثم ماذا؟ قال :الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

قال : فأي الأعمال أبغض إلى اللَّه سبحانه وتعالى؟ قال : الشرك بالله

قال :ثم ماذا؟ قال:قطيعة الرحم،

قال : ثم ماذا؟ قال ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”



قال رسول صلى اللَّه عليه وسلم: “ما من قوم يكون فيهم رجل يعمل بالمعاصي ويقدرون أن يغيروه فلا يغيرونه إلا عمهم اللَّه بعذاب قبل أن يموتوا”.

لأن اللَّه تعالى مدح هذه الأمة بذلك قال {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ المُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمْ المُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمْ الفَاسِقُونَ}



وقال في آية أخرى {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ المُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ المُفْلِحُونَ}وهذه اللام لام الأمر يعني لتكن منكم جماعة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر

وقد ذم اللَّه تعالى أقواماً بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ}





قال أبو الدرداء رضي اللَّه تعالى عنه: من وعظ أخاه في العلانية فقد شانه، ومن وعظ أخاه في السر فقد زانه، فإن لم تنفعه الموعظة في السر يأمره في العلانية، ويستعين بأهل الصلاح وأهل الخير ليزجروه عن المعصية فإنهم إن لم يفعلوا ذلك غلب عليهم أهل المعصية، فيأتيهم العذاب فيهلكهم جميعاً



عن مجاهد عن الشعبي قال: سمعت النعمان بن بشير رضي اللَّه تعالى عنه يقول سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: “مثل المداهن في حقوق اللَّه تعالى والواقع فيها والقائم عليها كمثل ثلاثة رجال كانوا في سفينة فاقتسموا منازلهم وصار لأحدهم أعلاها ولأحدهم أوسطها ولأحدهم أسفلها فبينما هم كذلك إذ أخذ أحدهم القدوم فقالوا له ما تريد؟

قال أخرق في مكاني خرقاً فيكون الماء أقرب إليّ ويكون فيها مخلاتي ومهراق دمائي،

فقال بعضهم اتركوه أبعده اللَّه يخرق في حقه ما شاء،

وقال بعضهم:لا تدعوه يخرقها فيهلكنا ويهلك نفسه فإن هم أخذوا على يديه نجا ونجوا وإن هم لم يأخذوا على يديه هلكوا وهلك”



وروي عن أبي الدرداء رضي اللَّه تعالى عنه قال: “لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليسلطن اللَّه عليكم سلطاناً ظالماً لا يجل كبيركم ولا يرحم صغيركم، وتدعوا خياركم فلا يستجاب لهم ويستنصرون فلا ينصرون ويستغفرون فلا يغفر لهم”



وروي عن حذيفة رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: “والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشك أن يبعث اللَّه عليكم عقاباً من عنده ثم تدعونه فلا يستجيب لكم”



وروي عن علي كرم اللَّه وجهه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: “إذا هابت أمتي أن يقولوا للظالم أنت ظالم فتودع منهم”



وروى أبو سعيد الخدري رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: “إذا رأى أحدكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان”



وينبغي للذي يأمر بالمعروف أن يقصد به وجه اللَّه تعالى وإعزاز الدين ولا يكون لحمية نفسه، فإنه إن قصد به وجه اللَّه تعالى وإعزاز الدين نصره اللَّه تعالى، ووفقه لذلك وإن كان أمره لحمية نفسه خذله اللَّه تعالى فإنه بلغنا عن عكرمة رضي اللَّه تعالى عنه: أن رجلاً مرّ بشجرة تعبد من دون اللَّه تعالى فغضب وقال: هذه الشجرة تعبد من دون اللَّه ثم إنه أخذ فأسه وركب حماره ثم توجه نحو الشجرة ليقطعها



فلقيه إبليس عليه اللعنة في الطريق على صورة إنسان فقال له إلى أين؟

قال :رأيت شجرة تعبد من دون اللَّه عز وجل فأعطيت اللَّه عهداً أن أركب حماري وأخذ فأسي وأتوجه نحوها فأقطعها،

فقال له إبليس مالك ولها دعها ومن يعبدها أبعدهم اللَّه تعالى فتخاصما وتضاربا ثلاث مرات، فلما عجز إبليس لعنه اللَّه تعالى ولم يرجع لقوله

قال له إبليس لعنه اللَّه ارجع وأنا أعطيك كل يوم أربعة دراهم فترفع كل يوم طرف فراشك فتأخذها،

فقال: أو تفعل ذلك؟

قال نعم، ضمنت لك ذلك كل يوم فرجع إلى منزله فوجد ذلك يومين أو ثلاثاً أو ما شاء الله

فلما أصبح بعد ذلك طرف فراشه فلم يرى شيئاً ثم يوماً أخر،

فلما رأى أنه لا يجد الدراهم أخذ الفأس وركب الحمار فلقيه إبليس على صورة إنسان فقال له: أين تريد؟

قال شجرة تعبد من دون اللَّه تعالى أريد أن أقطعها،

فقال له إبليس لا تطيق ذلك، أما أول مرة فكان خروجك غضباً لله تعالى فلو اجتمع أهل السماوات والأرض ما ردوك وأما الآن فإنما خروجك لنفسك حيث لم تجد الدراهم فلئن تقدمت لندقن عنقك فرجع إلى بيته وترك الشجرة.



وروى أنس بن مالك رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: “رأيت ليلة أسري بي إلى السماء رجالاً تقرض شفاههم بالمقاريض

فقلت من هؤلاء يا جبريل؟

قال : خطباء أمتك الذين كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون”

وعن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: “أنتم على بينة من ربكم” يعني على بيان من ربكم، “قد بين اللَّه تعالى لكم طريقكم ما تظهر فيكم السكرتان سكرة العيش وسكرة الجهل، فأنتم اليوم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتجاهدون في سبيل الله، وستحولون عن ذلك إذا فشى فيكم حب الدنيا فلا تأمرون بالمعروف ولا تنهون عن المنكر وتجاهدون في غير سبيل اللَّه والقائمون يومئذ بالكتاب سراً وعلانيةً كالسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار”.



وروي عن عبد اللَّه ابن مسعود رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال: بحسب امرأ منكم أنه إذا رأى منكراً لا يستطيع له تغييراً أن يعلم اللَّه من قلبه أنه له كاره.



وروى عن عمر بن جابر اللخمي عن أبي أمية قال: سألت أبا ثعلبة الخشني عن هذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ}

فقال لقد سألت عنها خبيراً

فقال لقد سألت عنها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقال: “يا أبا ثعلبة ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر، فإذا رأيت دنيا مؤثرة وشحاً مطاعاً وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك نفسك، فإن من بعدكم أيام الصبر وللمتمسك يومئذ بمثل الذي أنتم كأجر خمسين عاملاً

فقالوا يا رسول اللَّه : كأجر خمسين عاملاً منهم أو منا؟

فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم : لا بل كأجر خمسين عاملاً منكم”.



وعن قيس بن أبي حازم قال: سمعت أبا بكر الصديق رضي اللَّه تعالى عنه يقول تقرءون هذه الآية وتضعونها في غير موضعها {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّه مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً}



وإني سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول “ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي ولا يغيرونها إلا أوشك أن يعمهم اللَّه بعقاب منه”



وعن ابن مسعود رضي اللَّه تعالى عنه أنه سئل عن هذه الآية فقال: ليس ذا زمان ذلك، ولكن إذا كثرت أهواؤهم وألفوا الجدال فعلى كل امرئ نفسه جاء تأويلها.

محمد رافع 52 01-07-2012 04:21 AM

بعض القيم الإسلامية:

* النظر والتبصر:
النظر والتبصر معناه" تقليب البصيرة لإدراك حقائق الأشياء ومعرفتها بعد التأمل فيها، وفحصها وطلب ذلك من خلال البراهين الحسية المشاهدة، ومن الأدلة النقلية علي مشروعية هذه القيمة العقلية، قوله تعالي: " قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " (سورة العنكبوت: 20)، وقوله تعالي: " وفي الأرض آيات للموقنين، وفي أنفسكم أفلا تبصرون " (سورة الذاريات: 20- 21).
قيمة الحلـــم:
الحلم معناه " ضبط النفس عند ثورة الغضب حال وجود ما يدعو إليه، وتملك عنانها حذر الاسترسال في هيجانها والحلم من صفات الله – عز وجل- قال تعالي " قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ " (سورة البقرة: 263)، ومن ثم فقد رغب فيها الرسول- صلى الله عليه وسلم - فعن سيدنا أنس بن مالك- رضى الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - " التأني من الله، والعجلة من الشيطان، وما أحد أكثر معاذير من الله، وما من شئ أحب إلى الله من الحلم" (رواه الترمذي، حديث رقم 2012).
قيمة النشاط :
معناه: أداء العمل بجد وهمة عالية وعدم التواني والكسل، وقد رغب النبي - صلى الله عليه وسلم - المسلم في التحلي بقيمة النشاط، فعن سيدنا أبي هريرة - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يعقد الشيطان علي قافية رأس أحدكم إذ هو نام ثلاث عقد، يضرب علي مكان كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلي انحلت عقدة، فأصبح نشيطاً طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان" (رواه مسلم حديث 776).

قيمة التعـــارف:
التعارف معناه "معرفة الناس بعضهم بعضاً بحسب انتسابهم جميعاً إلى أب واحد وأم واحدة، ثم بحسب الدين والشعوب والقبائل، بحيث يكون ذلك مدعاة للشفقة والألفة والوئام لا إلى التنافر والعصبية، ومن الأدلة النقلية علي مشروعية التعارف قوله تعالي: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " (سورة الحجرات: 13)، وقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها أئتلف، وما تناكر منها اختلف " (ابن حجر العسقلاني، حديث رقم 3336).

محمد رافع 52 01-07-2012 04:27 AM

قيمة التعاون علي البر والتقوي:
التعاون علي البر والتقوي معناه " أن يظاهر المسلم أخاه ويعينه في فعل الخيرات، وعلي طاعة الله – عز وجل – وتجنب معصيته"، وقد دعا الله – تعالي- عباده المؤمنين إلى التحلي بهذه القيمة فقال عز وجل: " أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَاناً وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " (سورة المائدة: 2) كما رغب الرسول - صلى الله عليه وسلم– المسلم في التخلق بها فقال: " والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه" (رواه مسلم حديث رقم 2699).
* المـــداراة:
المداراة معناها " خفض الجناح للناس، ولين الكلام، وترك الإغلاظ لهم في القول، ومن الأدلة النقلية علي هذه القيمة، قول الله تعالي، " ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ " (سورة النحل: 125)، وقوله : صلى الله عليه وسلم" مداراة الناس صدقة "، (رواه بن حجر العسقلاني، حديث رقم 545).
قيمة إفشــاء الســلام:
إفشاء السلام معناه: نشر السلام بين الناس بأن يسلم المسلم علي من عرف من المسلمين ومن لم يعرف، وأن يرد التحية بمثلها أو بأحسن منها، ومن الأدلة النقلية علي هذه القيمة قوله تعالي: " وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً " (سورة النساء: 86)، وعن سيدنا أبي هريرة - رضى الله عنه - " إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه، فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه" (رواه أبو داود، حديث رقم 5200).
قيمة التأمــــل:
التأمل معناه "تدقيق النظر في الكائنات بغرض الاتعاظ والتذكر"، والتأمل من القيم العقلية التي دعا إليها الإسلام، قال تعالي: " إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ " (سورة البقرة: 164).

محمد رافع 52 01-07-2012 04:41 AM

* العلـــم:
العلم معناه: سعي المسلم للحصول علي المعرفة وتوظيفها في خدمة المجتمع، ومن الأدلة النقلية علي قيمة العلم قوله تعالي: " {فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً* قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً }" (سورة الكهف: 65- 66)، وعن سيدنا أبي هريرة- رضى الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها، إلا ذكر الله، وما والاه، أو عالما أو متعلماً" (رواه الترمذي، حديث رقم 2322).

* علو الهمة:
علو الهمة معناها "التطلع إلى الكمال والترفع عن النقص في أي نشاط يقوم به المسلم"، ومن الأدلة النقلية علي هذه القيمة ما رواه سيدنا الحسين بن علي- رضي الله عنهما أن النبي- صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله – تعالي- يحب معالي الأمور، وأشرافها، ويكره سفاسفها" (رواه الألباني في صحيحة، حديث رقم 1886).
* قوة الإرادة:
قوة الإرادة معناها "تهيؤ القلب والعقل بشدة وعزم لإحداث الفعل أو عدم إحداثه"، وقوة الإرادة من قيم الإسلام العقلية، فعن سيدنا زيد بن ثابت- t - قال: "أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أتعلم له كتاب يهود، قال: إني والله ما آمن يهود علي كتاب، قال: فما مربي نصف شهر حتي تعلمته له. قال: فلما تعلمته كان إذا كتب إلى يهود كتبت إليهم، وإذا كتبوا إليه قرأت له كتابهم". (رواه الترمذي، حديث رقم 2715).
* الـفـــرح:
الفرح معناه " انشراح الصدر بلذة فيها طمأنينة النفس "، ومن الأدلة النقلية علي هذه القيمة، قوله تعالي: " وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ {} فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {} يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ " (سورة آل عمران: 169-171)، وعن سيدنا عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - قال: " إذا صار أهل الجنة إلى الجنة، وصار أهل النار إلى النار، أتي بالموت حتي يجعل بين الجنة والنار، ثم يذبح، ثم ينادي مناد: يا أهل الجنة لا موت، ويا أهل النار لا موت، فيزداد أهل الجنة فرحاً إلى فرحهم، ويزداد أهل النار حزناً إلى حزنهم" (رواه مسلم، حديث رقم 2850).

محمد رافع 52 01-07-2012 04:45 AM

* طلاقة الوجه:
طلاقة الوجه يقصد به "البشاشة والسرور الذي يتجلي عند لقاء الناس بعضهم بعضاً"، ومن الأدلة النقلية علي هذه القيمة ما رواه "سيدنا أبو ذر الغفاري- رضى الله عنه - أنه قال: قال لي النبي- صلى الله عليه وسلم -" لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقي أخاك بوجه طلق" (رواه مسلم، حديث رقم 2626).
* الأدب:
الأدب معناه" التحلي بأحسن صفات الكمال والتخلي عن الرذائل والبعد عن النقائص، بحيث يكون الإنسان في جميع أحواله ومعاملاته في المجتمع علي مقتضي العقل الكامل والذوق السليم". (أحمد الدجوي، 1991م، 3)، وقد تحلي الرسول - صلى الله عليه وسلم - بكل خصال الأدب وجوامع الأخلاق، قال تعالي: " وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ " (سورة القلم: 4)، وقال صلى الله عليه وسلم : "إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق" (رواه أحمد، حديث رقم 381).
* التفــــاؤل:
التفاؤل معناه " انشراح قلب الإنسان، وإحسانه الظن، وتوقع الخير بما يسمعه من الكلم الصالح أو الحسن أو الطيب "، ومن الأدلة النقلية علي هذه القيمة، ما رواه سيدنا أبو هريرة - رضى الله عنه - أنه قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا طيرة وخيرها الفأل، قيل: يارسول الله. وما الفأل؟ قال: الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم" (رواه مسلم، حديث رقم 2223)، وروي – أيضاً- عن سيدنا أبي هريرة - رضى الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمع كلمة فأعجبته فقال: "أخذنا فالك من فيك" (رواه أبو داود حديث رقم 3917).
قيمة حــق الجـار:
حق الجار معناه "الإحسان إليه بحسب الطاقة كالهدية، والسلام، وطلاقة الوجه عند لقائه، وتفقد حاله، ومعاونته فيما احتاج إليه، وكف أسباب الأذى عنه" (ابن حجر العسقلاني، ج 456، 10) وأمر الله – تعالي -بمراعاة حقوق الجار، فقال عز وجل: " وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً " (سورة النساء: 36) وقال صلى الله عليه وسلم : "خير الأصحاب عند الله: خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله: خيرهم لجاره" (رواه الترمذي، حديث رقم 1944).

محمد رافع 52 01-07-2012 04:48 AM

قيمة النظــــام:
النظام معناه "ترتيب الأمور ترتيباً يجعلها متناسقة مؤتلفة لا تناقض فيها ولا تنافر، ولا يكون ذلك إلا بإتباع منهج الشرع الحنيف، وما أقرته الجماعة بما لا يتعارض مع ذلك المنهج"، والنظام مشروع بالكتاب والسنة، قال تعالي: " إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص " (سورة الصف: 4)، وقال صلى الله عليه وسلم : "لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بي وجوهكم" (رواه مسلم، حديث رقم 436).
* النظافـــة:
النظافة معناها: طهارة الجسد والملبس والمشرب والمسكن، والتجمل في مواطن الاجتماع، مع طهارة الباطن – أيضاً- أي خلو القلب من كل ما يغضب الله، والإسلام دين النظافة، قال تعالي: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ " (سورة المائدة: 6)، وعن سيدنا عبد الله بن أبي أوفى –رضي الله عنهما- قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " اللهم لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد، اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد، اللهم طهرني من الذنوب والخطايا كما ينقي الثوب الأبيض من الوسخ" (رواه مسلم، حديث رقم 476).
قيمة أكل الطيبات:
أكل الطيبات معناها: ما يطعمه الإنسان من صنوف الأغذية وغيرها التي أحلها الله ورسوله واكتسبها- بالعمل الصالح، ومن الأدلة النقلية علي هذه القيمة، قوله تعالي: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ " (سورة البقرة: 172)، وعن السيدة عائشة – رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم - "إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وإن ولده من كسبه" (رواه أبو داود، حديث رقم 3528).
د- مجال القيم الاجتماعية: ويتضمن قيم: حق الجار - الاستئذان – عيادة المريض – خفض الصوت - الرحمة - المحبة – الشجاعة – الانتماء، وفيما يلي عرض لهذه القيم:
قيمة الاستئذان:
الاستئذان معناه: طلب الإذن بالدخول إلى بيت لا يملكه المستأذن حرصاً علي حرمته واحتراماً لمشاعر أهله وصيانة لأعراضهم، ومن الأدلة النقلية علي هذه القيمة، قوله تعالي: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ " (سورة النور: 27-28)، وعن سيدنا ثوبان مولي سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " لا يحل لامرئ مسلم أن ينظر إلى جوف بيت حتي يستأذن" (رواه أبو داود، حديث رقم 90).

محمد رافع 52 01-07-2012 04:53 AM

* عيادة المريض:
عيادة المريض معناها "أن يزور المرء أخاه ويتفقده إذا أصابته علة أو ضعف يخرج به جسمه عن حد الاعتدال والصحة"، ومن الأدلة النقلية علي هذه القيمة قوله صلى الله عليه وسلم : "أطعموا الجائع، وعودوا المريض، وفكوا العاني" (رواه أحمد حديث رقم 394).
قيمة الرحمــة:
الرحمة معناها "مشاركة الكائن الحي لغيره في مثل آلامه ومسراته والشعور بمثل مشاعره"، والإسلام دين الرحمة، قال تعالي: " " بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ {} الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {} الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ " (سورة الفاتحة: 1-3)، وعن سيدنا جرير بن عبد الله- رضى الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " لا يرحم الله من لا يرحم الناس " (رواه مسلم، حديث رقم 2319).
* قيمة المحبـة:
المحبة معناها: إرادة الخير لكل الناس وفق منهج الله وسنة رسوله، ومن الأدلة النقلية علي هذه القيمة قوله صلى الله عليه وسلم : "لا يؤمن أحدكم حتي يحب لأخيه ما يحب لنفسه" (رواه مسلم، حديث رقم 45).
* الشجاعــة:
الشجاعة معناها "قوة في عزيمة النفس تدفع إلى الإقدام في مخاطرة أو قول لتحصيل خير أو دفع شر، مع ما في ذلك من توقع هلاك أو مضرة يقيناً أو ظناً "، ومن الأدلة النقلية علي هذه القيمة، قوله تعالي: " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ " (سورة التحريم: 9)، وعن سيدنا أنس- رضى الله عنه - أنه قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أحسن الناس، وأشجع الناس، وأجود الناس، ولقد فزع أهل المدينة فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - سبقهم علي فرس، قال: " وجدنا بحراً" (رواه مسلم حديث رقم 2307).

محمد رافع 52 01-07-2012 04:56 AM

* الانتمــاء:
الانتماء معناه " الانتساب المقرون بالولاء والتقدير للعقيدة، وللوطن، وللمؤمنين "، ومن الأدلة النقلية علي هذه القيمة، قوله تعالي: " إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ {} وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ " (سورة المائدة: 55-56)، وعن سيدنا عمرو بن العاص- رضى الله عنه - قال: سمعت النبي- صلى الله عليه وسلم - جهارا غير سر- يقول: " إن آل أبي ليس بأوليائي إنما وليي الله وصالح المؤمنين " (رواه مسلم، حديث رقم 215).
* الأمانــــة:
الأمانة معناها "خلق ثابت في النفس يعف به الإنسان عما ليس له به حق، وإن تهيأت له ظروف العدوان عليه دون أن يكون عرضة للإدانة عند الناس، ويؤدي به ما عليه أو لديه من حق لغيره، والإسلام دين الأمانة، قال تعالي: " إ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً " (سورة النساء: 58)، وعن سيدنا أبي هريرة- رضى الله عنه - أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " أدِ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك " (رواه أبو داود، حديث رقم 3535).
* الصـــدق:
الصدق معناه "القول بما يطابق الحقيقة والواقع من غير تبديل ولا زيادة ولا نقصان"، والإسلام دين الصدق، قال تعالي: " قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " (سورة المائدة: 119)، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة، والكذب ريبة" (رواه الترمذي، حديث رقم 2518).

محمد رافع 52 01-07-2012 05:01 AM

* العمــــل:
العمل معناه "كل جهد أو نشاط يقوم به المسلم لإنتاج سلعة وأداء مهام تعود عليه وعلي مجتمعه وعلي دينه بالنفع والفائدة، والإسلام دين العمل والإنتاج، قال تعالي: " وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ " (سورة التوبة: 105)، وعن سيدنا أنس - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما من مسلم يغرس غرساً، أو يزرع زرعاً، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة، إلا كان له به صدقة" (رواه مسلم حديث رقم 1553).
* الإنفـــاق:
الإنفاق معناه: صرف المال فيما أحله الله- تعالي – من غير إسراف أو تقتير، وبذله في وجوه الخير"، ومن الأدلة النقلية على هذه القيمة، قوله تعالي: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ " (سورة البقرة: 267)، وعن سيدنا أبي هريرة - رضى الله عنه - أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينا تصدقت به علي مسكين، ودينار أنفقته علي أهلك، أعظمها أجراً الذي أنفقته علي أهلك" (رواه مسلم، حديث رقم 995).

محمد رافع 52 01-07-2012 05:03 AM

* الكـــرم:
الكرم معناه "مد يد المساعدة لذوي الحاجة والبائسين، والعمل علي تخفيف الكوارث عمن سطا عليهم الدهر وصرعتهم شقوة الحياة"، ومن الأدلة النقلية علي هذه القيمة، قوله تعالي: " كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ {} وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ " (سورة الفجر: 17-18)، وقوله صلى الله عليه وسلم : "المؤمن غر كريم، والكافر خب لئيم" (رواه أبو داود، حديث رقم 4790).
* الحفاظ علي البيئة:
الحفاظ علي البيئة معناه "حماية البيئة وصيانتها من كل خطر يهددها، والارتقاء العلمي بجميع مكوناتها، والتعامل معها بمعيار الضوابط الأخلاقية التي فرضها منهج الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم " (آمنة نصير، 2001، 90)، ومن الأدلة النقلية علي هذه القيمة، قوله تعالي: " وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ " (سورة الأعراف: 56)، وقوله صلى الله عليه وسلم : " لا يبولن أحدكم في الماء الدائم ثم يغتسل فيه" (رواه أبو داود، حديث رقم 69)، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: " اتقوا الملاعن الثلاث: البراز في الماء، والظل، وفي طريق الناس " (رواه ابن ماجة، حديث رقم 328) وقال – أيضاً – " دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلا هي أطعمتها ولا هي أرسلتها، تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت هذلاً" (رواه مسلم، حديث رقم 2619)، وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة يستطيع أن يغرسها فليفعل" (رواه أحمد).

محمد رافع 52 01-07-2012 05:04 AM

* تجميل البيئة:
تجميل البيئة معناه: الحرص علي نظافة البيئة، وإعمارها، وترشيداً لاستثمار مواردها بما يعود عليه وعلي مجتمعه بالنفع والخير، ومن الأدلة النقلية الدالة علي هذه القيمة، قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود" (رواه الترمذي، حديث رقم 5243)، وقوله - صلى الله عليه وسلم - " إن الله جميل يحب الجمال" (رواه مسلم، حديث رقم 91).
مما سبق يتضح لنا أن اهتمام الإسلام بالقيم والأخلاق يرجع؛ لأنها تعطي للحياة معني، سواء في ذلك حياة الناس كأفراد أو كجماعات، حيث تبدو أهميتها للفرد في أنها "تحقق له الإحساس بالأمان، فهو يستعين بها في مواجهة ضعفه، وفي مواجهة التحديات التي تواجهه، وتعطيه فرصة للتعبير عن نفسه، مؤكداً ذاته عن فهم عميق لها، كما أنها تعمل علي ضبط شهواته ومطامعه كي لا تتغلب علي عقله ووجدانه، لأنها تربط سلوكه وتصرفاته بمعايير وأحكام يتصرف في ضوئها وعلي هديها في الحكم علي الخطأ والصواب، والحسن والقبيح، والخير والشر"، وتدفعه إلى إتقان العمل، وتحميه من بعض الأمراض النفسية التي قد تصيبه في مشوار حياته، سواء أكانت من ذاته، أم من الآخرين، وتقدم له الخلفية الأساسية لفهم ما يجري من حوله، وفهم الحياة فهماً صحيحاً، وتفتح أمامه الباب، لتحقيق المكاسب المناسبة والسريعة، سواء كانت هذه المكاسب: مادية أم معنوية، وتشعره بإنسانيته، وترقي به إلى المستويات التي لا تتحقق إلا بين بني البشر، وتدفعه لأن يضحي في سبيلها، ويزود عنها بكل ما أوتي من قوة".

المصدر: دكتور وجيه المرسي دكتور سيد سنجى

محمد رافع 52 01-07-2012 05:08 AM


(*أحمد عرفة*) 01-07-2012 02:05 PM

بارك الله فيك و أكثر الله من أمثالك ....

محمد رافع 52 04-07-2012 01:46 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ( صقر قريش ) (المشاركة 4611671)
بارك الله فيك و أكثر الله من أمثالك ....

جزاك الله خيراً

said0107787505 18-07-2012 11:04 PM

مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ور

محمد رافع 52 19-07-2012 11:06 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة said0107787505 (المشاركة 4658716)
مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ور

http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:A...8O90ns3bVZwtWK

احبكـ ربى 30-07-2012 03:23 AM

جزاكم الله خيراً

علي هذا الطرح الرائع

محمد رافع 52 30-07-2012 08:54 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احبكـ ربى (المشاركة 4699729)
جزاكم الله خيراً

علي هذا الطرح الرائع

اشكرك
بارك الله فيك

سعيد عابدين 10-08-2012 10:52 AM

شكرا على الموضوع الجميل

محمد رافع 52 12-08-2012 01:16 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيد عابدين (المشاركة 4739178)
شكرا على الموضوع الجميل

رضى الله عنك

المسلم المثابر 28-02-2013 09:56 PM

جزاك الله خيراً

محمد رافع 52 01-03-2013 03:05 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسلم المثابر (المشاركة 5157841)
جزاك الله خيراً

بارك الله فيك

البطل السيناوي 02-10-2013 12:41 AM

دمت برضى من الرح ــمن
لك خالص إحترامى وتقديرى

محمد رافع 52 02-10-2013 08:39 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البطل السيناوي (المشاركة 5526021)
دمت برضى من الرح ــمن


لك خالص إحترامى وتقديرى



واياكم اخى الكريم
رضى الله عنك وغفر لك
ولوالديك

محمد ميدو22 03-10-2013 07:16 PM

مشكوور جداا

محمد رافع 52 04-10-2013 08:18 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد ميدو22 (المشاركة 5528432)
مشكوور جداا

الله يكرمك ويرضى عنك

محمد رافع 52 04-10-2013 08:27 PM

الوقاية من الأمراض قيمة إسلامية
الدكتور/عمر فتحي العياط
يعرض هذا الكتاب القيم جوانب الاستفادة من الدين في نشر الوعي الصحي السليم بين الناس، فلقد جاء الدين الإسلامي بقواعد أساسية في الحفاظ على الصحة، ولو طبق الناس تلك القواعد لانخفضت معدلات الإصابة بالأمراض إلى أدنى المستويات. وقواعد الإسلام في حفظ الصحة تكمن غالبيتها في الجانب الوقائي وذلك لحماية الفرد والمجتمع من التعرض لخطر المرض. ونعرض عليكم بعض النصائح الطبية التي أوردها الكتاب استشهادا بالقرآن الكريم والسنة المشرفة.

الإسلام يدعو إلى نظافة الجسم
قال تعالى في سورة المدثر: ( وثيابك فطهّر) سورة المدثر آية رقم 4، وهي ثاني سورة أُنزلت في القرآن الكريم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (طهّروا هذه الأجسام طهّركم الله) فالنظافة والطهارة بمعنى التعقيم أو محاربة التلوث هما عماد الصحة.

ومن مظاهر النظافة التي دعا إليها الإسلام :-
الوضوء وغسيل الأيدي ونظافة الأقدام ونظافة الفم والأسنان ونظافة الأنف وشعر الرأس والثياب.

الإسلام يدعو إلى نظافة البيئة المحيطة بالإنسان
دعا الإسلام إلى مكافحة الحشرات الناقلة للأمراض وإلى نظافة مصادر المياه وإلى نظافة المسكن والشارع، ولم يترك الإسلام صغيرة أو كبيرة في نظافة البيئة إلا وأكد عليها، ولو طبق المسلمون هذه التعاليم لكانوا أصحاب أنظف وأطهر مظهر بين كافة الأمم.

تعاليم الإسلام الوقائية عند حدوث المرض المعدي
دعا الإسلام إلى عدم السخط أو الانزعاج من المرض عند وقوعه مما يجعل المسلم يقابل المرض بمعنويات عالية تساعده على سرعة الشفاء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ما من مسلم يصيبه أذى من شوكة فما فوقها إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها)، كما حث الدين أيضا إلى الدعاء للمريض بالشفاء.

كما دعا الإسلام إلى الاستعانة بالطبيب لمعرفة المرض ووصف العلاج، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( تداووا عباد الله فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد: الهرم).

وحث الإسلام على عزل المريض بمرض معدي في البيت أو المستشفى، وعلى عدم اختلاطه بالأصحاء حتى لا تنتقل إليهم العدوى، كما قال صلى الله عليه وسلم (لا يوردنَ مُمض على مصح) أي لا يدخل المريض على الأصحاء فينقل إليهم العدوى.

وقد سن الإسلام مبدأ الحجر الصحي وعزل المريض الذي لا يرجى شفاؤه عن الناس وهذا مثال في تغليب العقل على العاطفة والمنطق العلمي على المجاملات (كلم المجذوم وبينك وبينه قدر رمح أو رمحين) .

كما وضع الإسلام قاعدة في التعامل مع المرض الوبائي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوا عليه وإذا وقع وأنتم بأرض فلا تخرجوا منها فرارا منه).

ولقد بدأت تدابير الحجر الصحي في العالم في القرن التاسع عشر الميلادي بعد اكتشاف العوامل الممرضة لكثير من الأمراض الوبائية ، والطاعون هو مرض وبائي يستدعي العزل والحجر الصحي لناقل العدوى سواء كان مريضا أو مشتبه في مرضه، ومن هنا نرى الحكمة والوحي الإلهي في توجيهات الرسول الكريم للناس عندما بين قبل أربعة عشر قرنا أسس الوقاية من الطاعون كمثال للمرض المعدي وهي نفس التدابير التي يدعو لها خبراء الصحة الآن.

حث الإسلام كذلك على العلاج الوقائي والتحصينات الوقائية ولا يعتبر ذلك هروبا من قضاء الله, فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله : يا رسول الله أرأيت في رقى نسترقيها ودواء نتداوى به وتقاة نتقيها هل ترد من قدر الله شيئا؟ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: بل هي من قدر الله.

ومن آداب الإسلام في زيارة المريض :غسيل الأيدي قبل الدخول على المريض وبعد الخروج من عنده، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من توضأ فأحسن الوضوء، وعاد أخاه المسلم محتسبا بوعد من جهنم مسيرة سبعين خريفا) والحكمة من هذه التعاليم أن الإنسان السليم قد يكون حاملا للميكروب في يديه أو حلقه فينقل الميكروبات للمريض الذي يكون ضعيف المقاومة للمرض أو قد ينقله من المريض لغيره من الأصحاء.

ومن السنة أيضا إذا عطس المسلم أدار وجهه وغطى أنفه وفمه بكفيه وذلك للوقاية من الأمراض المعدية التي تنتقل عن طريق الرذاذ كالسعال والعطس وكذلك نهى الإسلام عن البصق على الأرض حيث اكتشف العلماء بعد ذلك أن المريض بالسل ( التدرن) إذا بصق على الأرض فان الميكروب الموجود في البصاق يعيش مدة طويلة ثم يحمله الهواء مع ذرات الغبار فيصل إلى الإنسان السليم فتحدث العدوى.

اهتمام الإسلام بالوقاية من الأمراض عن طريق التغذية السليمة
لم يهتم الإسلام بنظافة الطعام والشراب فقط بل إهتم كذلك بتحديد المباح من الأطعمة فحث عليها, والمحرم من الأطعمة لحكمة إلهية. وحذر منها لضررها, وقد أثبت العلم ذلك فيما بعد.

وقد اهتم الإسلام أيضا بتنظيم عادات الغذاء توقيتا وكمَا ( بالاعتدال في الكمية) وكيفا ( بالتأني في تناوله ومضغه) وبالتشجيع على الصيام الذي أثبت العلم فوائده الطبية والنفسية.

هذه هي نظرة الإسلام للصحة كما عرضها معد الكتاب كقيمة عالية وغالية، والقاعدة الشرعية تتمثل في الآيات الكريمة " ولا ت***وا أنفسكم " سورة النساء آية 29 , " ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" سورة البقرة-آية 19. وفي الحديث الشريف :"لا ضرر ولا ضرار" أي تحريم كل ما يضر الجسم أو يضر الغير.

فمقاصد الشريعة الإسلامية تشمل حفظ الضرورات الخمس وهي حفظ الدين والنفس والمال والعقل والنسب, لذا تعتبر المحافظة على الصحة والوقاية من الأمراض طاعة لله تبارك وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلّم ويؤجر عليه المرء في أخرته بعد أن يسعد بها في دنياه.

وأخيرا إن كتاب" الوقاية من الأمراض قيمة إسلامية" والذي أصدرته لجنة التوعية الصحية بمنطقة العاصمة الصحية وتكفلت بطباعته لجنة الدعوة الإسلامية. كتاب يجب أن يقرؤه كل فرد مسلم. وهو خطوة سليمة في طريق رفع مستوى الوعي الصحي في مجتمعنا الإسلامي. جزا الله خيرا كل من ساهم في إعداد وإصدار وطباعة هذا الكتاب القيم.

yasserey 13-10-2013 12:14 AM

جهد مشكور واكثر من رائع

محمد رافع 52 13-10-2013 01:58 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة yasserey (المشاركة 5543159)
جهد مشكور واكثر من رائع

شكراً
بارك الله فيك

أحمدناصرالطباخ 24-10-2013 06:53 PM

القيمـــة هي صفة في شئ تجعله موضع تقدير واحترام أي أن هذه الصفة تجعل ذلك الشيء مطلوباً ومرغوباً فيه ، سواءً كانت الرغبة عند شخص واحد ، أو عند مجموعة من الأشخاص. مثال ذلك إن للنسب عند الأشراف قيمة عالية ، وللحكمة عند العٌلماء قيمة عظيمة ، وللشجاعة عند الأمراء قيمة مرغوبة ، ونحو ذلك.

وموضوع القيمة : هو البحث عن الموجود من حيث هو مرغوب فيه لذاته، والنظر في قيم الأشياء، وتحليلها، وبيان أنواعها وأصولها، فإن فسرت "القيمة" بنسبتها إلى الصور الغائبة، المرتسمة على صفحات الذهن، كان تفسيرها مثالياً، وإذا فسرت بأسباب طبيعية أو نفسية أو اجتماعية، كان تفسيرها وجودياً. وخير تفسير للقيم ما جمع بين الاثنين، المعنى المثالي، والمعنى الطبيعي، إذ لا يمكن تصور أحد هذين المعنيين في القيمة، دون الآخر، ولولا ذلك، لما كان للقيمة وجود، ولا للوجود قيمة


القيم الإنسانية هي مجموعة من الحقوق التي يتحلى بها الإنسان ومن بينها: الحرية٬الكرامة٬العدل٬ التضامن٬المساواة٬الملك٬الأخوة٬المودة٬المحبة.
♦ القيم الٳسلامية هي صفات إنسانية إيجابية راقية مضبوطة بضوابط الشريعة الإسلامية.


محمد رافع 52 25-10-2013 12:37 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمدناصرالطباخ (المشاركة 5560642)
القيمـــة هي صفة في شئ تجعله موضع تقدير واحترام أي أن هذه الصفة تجعل ذلك الشيء مطلوباً ومرغوباً فيه ، سواءً كانت الرغبة عند شخص واحد ، أو عند مجموعة من الأشخاص. مثال ذلك إن للنسب عند الأشراف قيمة عالية ، وللحكمة عند العٌلماء قيمة عظيمة ، وللشجاعة عند الأمراء قيمة مرغوبة ، ونحو ذلك.


وموضوع القيمة : هو البحث عن الموجود من حيث هو مرغوب فيه لذاته، والنظر في قيم الأشياء، وتحليلها، وبيان أنواعها وأصولها، فإن فسرت "القيمة" بنسبتها إلى الصور الغائبة، المرتسمة على صفحات الذهن، كان تفسيرها مثالياً، وإذا فسرت بأسباب طبيعية أو نفسية أو اجتماعية، كان تفسيرها وجودياً. وخير تفسير للقيم ما جمع بين الاثنين، المعنى المثالي، والمعنى الطبيعي، إذ لا يمكن تصور أحد هذين المعنيين في القيمة، دون الآخر، ولولا ذلك، لما كان للقيمة وجود، ولا للوجود قيمة


القيم الإنسانية هي مجموعة من الحقوق التي يتحلى بها الإنسان ومن بينها: الحرية٬الكرامة٬العدل٬ التضامن٬المساواة٬الملك٬الأخوة٬المودة٬المحبة.
♦ القيم الٳسلامية هي صفات إنسانية إيجابية راقية مضبوطة بضوابط الشريعة الإسلامية.



بارك الله فيك

طائر الغيوم 09-11-2013 08:19 PM

موضوع رائع ومفيد جدا شكرا لكم تقبلو مرورى البسيط تحياتي الكبيرة لكم

محمد رافع 52 09-11-2013 09:44 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طائر الغيوم (المشاركة 5584466)
موضوع رائع ومفيد جدا شكرا لكم تقبلو مرورى البسيط تحياتي الكبيرة لكم

شكراً
بارك الله فيك

ezz-edeen 10-03-2014 01:30 AM

شكراً لك وجزاك الله خيراً

محمد رافع 52 10-03-2014 07:53 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ezz-edeen (المشاركة 5777077)
شكراً لك وجزاك الله خيراً

بارك الله فيك ورضى عنك

soufianYH 14-04-2014 08:45 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

محمد رافع 52 16-04-2014 02:20 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة soufianyh (المشاركة 5817457)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك

محمد رافع 52 11-06-2014 12:09 AM

التسامح. قيمة إسلامية غائبة
رجب ابو الدهب
من القيم التي أقرها الاسلام قيمة التسامح والتي إذا سادت في المجتمع شعر جميع ابنائه بالسعادة والأمان، وإذا اختفت كان الهلع والذعر شعارا لهذا المجتمع الذي لا يستطيع البناء أو التقدم قيد أنملة في غياب هذه القيمة ولذا حفل القرآن الكريم والسنة النبوية بالكثير من الاوامر التي تحض علي نشر العفو والصفح بين الجميع لدرجة أن عدم السماح أو العفو اعتبرته الشريعة من صفات المنافقين لقوله صلي الله عليه وسلم "إذا خاصم فجر".
حول معني التسامح وأثره وكيفية غرسه في النفوس كان لنا هذا التحقيق:
في البداية يوضح الشيخ محمد البسطويسي نقيب الأئمة بالأوقاف أن التسامح هو مقابلة الإساءة بالإحسان لقوله تعالي "وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان"، والتسامح هو العفو عمن ظلمك وأن تعطي من حرمك وأن تصل من قطعك، كما أنه علو في الهمة والوصول بالنفس الانسانية إلي مبلغ الصالحين، وخير مثال علي ذلك هو المعصوم صلي الله عليه وسلم الذي أوذي فصبر وتعرض لأنواع الإيذاء من القول وبالسب والاعتداء عليه بإلقاء القاذورات أمام بيته والاعتداء عليه بالخنق وعندما فتح الله له مكة قال لهم ماذا تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا خيرا وهم في موضع الضعف والانكسار فقال صلوات الله عليه لهم لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين اذهبوا فأنتم الطلقاء.
- ويضيف الشيخ البسطويسي أن التسامح يورث التواضع والتواضع يورث المحبة في القلوب والمحبة من علامات القبول للعبد في الارض فإذا وضع القبول في الارض فاعلم أن الله تعالي راض عن ذلك العبد مشيرا إلي أن غياب التسامح بين أبناء المجتمع من أسباب ال*** في الشارع المصري فكان الانتقام والخصام والشقاق والنفاق محل التسامح والوئام والمحبة مؤكدا أنه رغم ذلك فالشعب المصري عاطفي بفطرته ومتسامح ، وأن ما ينقصه لتحقيق قيمة التسامح هو تنحية المصالح الشخصية جانبا، والنظر لمصر باعتبار أنها قامة ومفخرة للعالم العربي والإسلامي، فإذا انهارت هذه الدولة التي هي عصب التاريخ انهارت معها كل القيم والبلاد العربية والإسلامية (ويحذر البسطويسي من التعصب لتيار سياسي أو التحزب وما ينتج عنهما من تقديم المصالح الشخصية علي المصالح العامة للأمة لقول الرسول صلي الله عليه وسلم "دعوا العصبية فإنها فتنة"وقوله أيضا "الله الله في دينكم أبدعوي الجاهلية تدعون وأنا بين ظهرانيكم".
ويري الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الاسبق وعضو هيئة كبار العلماء أن قيمة التسامح تصون شخصية مجتمع فاضل يهجر الناس فيه البغضاء والأثرة والانتقام ويتصافحون ويتسامحون فيكونون قد أحرزوا الخير كله لقوله تعالي "فمن عفا وأصلح فأجره علي الله" بعكس الرغبة في التشفي والانتقام والاستحواذ فهذه الصفات خاصة بأهل الشر الذين لا يعرفون التسامح ولا يعرف التسامح لقلوبهم طريقا.
ويضيف د. هاشم اذا أردنا أن نبني مجتمعا علي الخير فيجب أن نتحرى تطبيق التسامح بين الناس حتى يعيشوا أحبة لا يحمل أحد أي ضغينة لأحد وإنما يكونون أحبة متسامحين، فإذا طبق المجتمع هذا المعني استقر فيه الأمان، ولم تكن فيه هذه الشحناء ولا الارهاب الذي نستشعره الآن إلا أن تحقيق ثقافة التسامح تحتاج أن يبدأ بها ولاة الأمر والمسئولون أولا ليكونوا قدوة للشعب وليرفعوا راية الصفح والحب حتى تلتئم الجراح وحتى تتضافر القوي من أجل المصلحة العامة.. ويؤكد الدكتور طه أبوكريشة نائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق إن التسامح من المبادئ المقررة في الاسلام باعتبار أن المؤمنين أخوة تجمعهم رابطة الاخوة الاسلامية والتي تعني انه يحب المسلم لأخيه ما يحبه لنفسه وأن يكره له ما يكره لنفسه وكذلك لأنها تعني الحرص الدائم علي تحقيق هذا المعني من خلال العلاقات الانسانية التي تشمل كل جانب من جوانب الحياة، وكل نشاط من الانشطة فيها، ومن هنا أكدت الشريعة الاسلامية تحقيق الايجابيات التي تضمن بقاء هذه العلاقة الايمانية الواجبة بينهم ومن أمثلة ذلك التعاون علي البر والتقوى لا علي الإثم والعدوان وتحقيق التواصل الانساني بين الجميع في كل لحظة من لحظات هذه الحياة قولا وفعلا وسلوكا وإلي جانب ذلك ضرورة البعد عن كل السلبيات التي تحدث شرخا وثقبا في جدار هذه العلاقة الايمانية ولأن البشر بشر وكل بني آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون فقد يحدث في وقت من الاوقات إساءة من طرف نحو طرف آخر وهنا يدعو الاسلام إلي علاج هذه الأمور الطارئة علي أساس من التسامح والعفو الذي دعا اليه القرآن الكريم في قوله تعالي "خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين" وقوله تعالي "ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم" وفي قوله تعالي "والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين" فإذا كان المؤمن وثيق الصلة بكتاب ربه فإنه يتذكر هذه التوجيهات فإذا وقعت عليه إساءة من غيره فيملك نفسه ويضبط مشاعره ولا يبادل الكلمة السيئة بالكلمة السيئة وإنما يتغاضي ويمسك لسانه عن الرد المسيء كما يسارع إلي كبح جماح نفسه حتى لا يصدر منها اعتداء مماثل لما وقع عليه ويقول الدكتور عبدالمهدي عبدالقادر أستاذ الحديث بجامعة الازهر ان التسامح يدعو إلي العفو والصفح عمن أساء اليه فهو خلق يريح المجتمع بكل أفراده، ويجعل الحياة هادئة طيبة، فليعفو كل منا ولنكن متعاونين لا متناحرين، غير ان التسامح كخلق له حدود، إذ يبيح الاسلام للمسلم ان يؤدب المعتدي وان يأخذ حقه منه لقوله تعالي "فمن اعتدي عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدي عليكم".
ويقول د. عبدالمهدي ان الأمة قد ابتليت في اخلاقها في الفترة الأخيرة حتى أصبحت الهيئات لا تدرس الأخلاق وإنما تدرس الاعتداء والظلم مطالبا بالعودة إلي الاخلاق وتدريسها سواء في المسجد أو التعليم ويقول الشيخ حسن محمد من علماء الازهر أن اختفاء قيمة التسامح بين ابناء المجتمع إنما يعود للبعد عن الدين بالإضافة لما كرس له العهد السابق من *** بإبعاد الناس عن دينهم فكان أئمة المساجد مكممة أفواههم وكان الظلم يصيب الناس جميعا حتى انفجروا بسبب عدم توجيه هذا الغضب التوجيه الصحيح فانفجر بعضهم في بعض، ودائما ما يكون الإنسان سريع الغضب إذا كان بعيدا عن الدين بعكس الملتزم والقريب من الله لقول الرسول صلي الله عليه وسلم "لا تغضب" كما أن المسلم إذا خاصم لا يفجر لأنها من صفات المنافقين.
ويري أن العلاج يكون بتضافر جهود أبناء المجتمع جميعا أفرادا ومؤسسات وهيئات ووزارات لغرس قيم التسامح في نفوس النشء.


elkomy2014 09-08-2014 08:49 AM

جزاك الله خيرا

elkomy2014 09-08-2014 08:51 AM

ربنا يجعله فى ميزان حسناتك

elkomy2014 09-08-2014 08:52 AM

تسلم ياغالى

elkomy2014 09-08-2014 08:57 AM

تسلم يا غالى

محمد رافع 52 14-08-2014 09:33 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة elkomy2014 (المشاركة 5961497)
جزاك الله خيرا

بارك الله فيك

محمد رافع 52 14-08-2014 09:33 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة elkomy2014 (المشاركة 5961499)
ربنا يجعله فى ميزان حسناتك

ربنا يرضى عنك

acdredsea 07-12-2014 07:24 PM

ما شاء الله موضوع ممتع ومجهود رائع

محمد رافع 52 07-12-2014 08:15 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة acdredsea (المشاركة 6063896)
ما شاء الله موضوع ممتع ومجهود رائع

ربنا يبارك فيك ويرضى عنك


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 01:12 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.