(21) أَبُـــو رَجَــــــــــاءٍ الــعُــطَـــــــــارِدِيُّ هُـــــــوَ: عِمْرَانُ بنُ مِلْحَانَ التَّمِيْمِيُّ، البَصْرِيُّ. الإِمَامُ الكَبِيْرُ المُعَمَّرُ، مِنْ كِبَارِ المُخَضْرَمِيْنَ أَدْرَكَ الجَاهِلِيَّةَ أَسْلَمَ بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ، ولَمْ يَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهُوَ مِن كِبَارِ التَّابِعِينَ. وكَانَ عَابِداً، كَثِيْرَ الصَّلاَةِ وتِلاَوَةِ القُرْآنِ، وقَد رَأَى أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيْق. حَـــدَّثَ عَـــن: عُمَرَ بْنِ الخَطَّاب وعُثْمَانَ بْنِ عَفَّان وعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ وأَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيِّ وعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ وسَمُرَةَ بنِ جُنْدَبٍ ، وأُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم. وحَــدَّثَ عَـنْـــهُ: أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ وعَبْدُ اللهِ بنُ عَوْنِ وعَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ وسَعِيْدُ بنُ أَبِي عَرُوْبَةَ وسَلْمُ بنُ زَرِيْرٍ وصَخْرُ بنُ جُوَيْرِيَةَ ومَهْدِيُّ بنُ مَيْمُوْنٍ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ أَبُو رَجَاءٍ سَنَةَ خَمْسٍ ومِائَـة (105 هــ)، وقَد عَاشَ أَزْيَدَ مِنْ مِائَةٍ وعِشْرِيْنَ سَنَةً. |
(22) الأَعــْـــــــــــــرَج هُـــــــوَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ هُرْمُزَ، أَبُو دَاوُدَ المَدَنِيُّ. الإِمَامُ الحَافِظُ، الحُجَّةُ الثَّبْتُ، مِن كِبَارِ تَلاَمِذَةِ أَبِي هُرَيْرَةَ ومِن أَثْبَتِهِم فِيهِ، وكَانَ مِن أَعْلَمِ النَّاسِ بِأَنْسَابِ قُرَيْشٍ، وكَانَ يَكْتُبُ المَصَاحِفَ. سَمِعَ الحَدِيثَ مِن: أَبَي هُرَيْرَةَ وأَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ وعَبْدَ اللهِ بْنِ مَالِكِ بنِ بُحَيْنَةَ، وَطَائِفَةً. وحَـدَّثَ عَـنْــهُ: الزُّهْرِيُّ وأَبُو الزِّنَادِ وصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ ويَحْيَى بْنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَفَـاتَـــــهُ: سَافَرَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ إِلَى مِصْرَ، ومَاتَ مُرَابِطاً بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ، وذَلِكَ فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ ومِائَـةٍ (117 هــ). |
(23) قَـــتَـــــــــــــادَةُ الـــسَّــــــدُوْسِـــــــــــيُّ هُـــــــوَ: قَتَادَةُ بْنُ دِعَامَةَ بْنِ قَتَادَةَ بْنِ عَزِيْزٍ السَّدُوْسِيُّ، أَبُو الخَطَّابِ البَصْرِيُّ. الإِمَامُ الكَبِيرِ، حَافِظُ العَصْرِ. يُضْرَبُ بِحِفْظِهِ المثلُ؛ إِذْ كَانَ لاَ يَسْمَعُ شَيْئاً إِلاَّ حَفِظَه مِن أَوَّلِ مَرَّةٍ!! وكَانَ أَيْضاً رَأْساً فِي العَرَبِيَّةِ، وأَيَّامِ العَرَبِ، وأَنسَابِهَا. مَـوْلِـــدُهُ: وُلِدَ فِي سَنَةِ سِتِّيْنَ (60 هــ). وكَانَ مِن كِبَارِ تَلاَمِذَةِ الحَسَنَ البَصْرِيِّ، جَالَسَهُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، ولَمْ يَكُنْ يَقُولُ فِي العِلْمِ شَيْئاً بِرَأْيِهِ؛ وكَانَ عَابِداً، كَانَ يَخْتِمُ القُرْآنَ الكَرِيمَ فِي سَبْعٍ لَيَالٍ، وإِذَا جَاءَ رَمَضَانُ، خَتمَ فِي كُلِّ ثَلاَثٍ، فَإِذَا جَاءَ العَشرُ الأَوَاخِر، خَتَمَ كُلَّ لَيْلَةٍ. رَوَى الحَدِيثَ عَـــنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ وعَبْدِ اللهِ بنِ سَرْجِسَ وَأَبِي الطُّفَيْلِ اللَّيْثِيِّ، رَضْيَ اللَّهُ عَنْهُم. وعَـــنْ: سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ والشَّعْبِيِّ وعَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ وأَبِي الشَّعْثَاءِ الأزْدِيِّ وعِكْرِمَةَ القُرَشِيِّ ومُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ والحَسَنِ البَصْرِيِّ وأَبِي العَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ وصَفْوَانَ بنِ مُحْرِزٍ وأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وبَكْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ المُزَنِيِّ وحُمَيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ وعَبْدِ اللهِ بنِ شَقِيْقٍ. ورَوَى عَنْهُ أَئِمَّةُ الإِسْلاَمِ: أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ والأَعمَشُ وأَبُو حَنِيفَةَ النُّعمَانَ وسَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ وشُعْبَةُ بْنُ الحَجَّاجِ وهِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ والأَوْزَاعِيُّ ومَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ وَجَرِيْرُ بْنُ حَازِمٍ وحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَأَبُو عَوَانَةَ اليَشْكُرِيُّ ومِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ وسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ ورَوْحُ بْنُ القَاسِمِ العَنْبَرِيُّ وعَمْرُو بْنُ الحَارِثِ المِصْرِيُّ؛ وَأُمَمٌ سِوَاهُم. قَـــالُـــــواْ عَـــنْـــــــهُ: - قال سَعِيْدُ بْنُ المُسَيِّبِ: مَا أَتَانِي عِرَاقِيٌّ أَحْفَظُ مِنْ قَتَادَةَ. - وقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سِيْرِيْنَ: قَتَادَةُ؛ مِنْ أَحْفَظِ النَّاسِ. - وقَالَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ: وهَلْ كَانَ فِي الدُّنْيَا مِثْلُ قَتَادَةَ؟! - وقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ قَتَادَةُ أَحْفَظَ أَهْلِ البَصْرَةِ. مِـن أَقْوَالِــــهِ: - قَالَ قَتَادَةُ: يُسْتَحَبُّ أَلَّا تَقْرَأَ أَحَادِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا عَلَى طُهُورٍ. - وقَالَ: الحِفظُ فِي الصِّغَرِ كَالنَّقشِ فِي الحَجَرِ. - وقَالَ: بَابٌ مِنَ العِلْمِ يَحفَظُه الرَّجُلُ لِصَلاَحِ نَفْسِه وصَلاَحِ مَنْ بَعْدَهُ، أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ حَوْلٍ. - وقَالَ: إِيَّاكُم والتَكَلُّفَ والتَنَطُّعَ والغُلُوَّ والإِعجَابَ بِالأَنْفُسِ، تَوَاضَعُوا للهِ، لَعَلَّ اللهَ يَرْفَعُكُم. - وقَالَ: مَنْ قَلَّ طَعَامُهُ؛ فَهِمَ وأَفْهَمَ وَصَفَا وَرَقَّ. وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ قَتَادَةُ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ ومِائَـةٍ (117 هــ)، ولَهُ سَبْعٌ وخَمْسُونَ سَنَـة (57). |
(24) ثَـــابِـــــــتُ الـــبُــــــنَـــــــانِـــــــــــيُّ هُـــــــوَ: ثَابِتُ بْنُ أَسْلَمَ البُنَانِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ البَصْرِيُّ. الإِمَامُ، الحَافِظُ، الكَبِيرُ، مِن كِبَارِ تَلاَمِذَةِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ لاَزَمَهُ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً. وكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ العِلْمِ وَالعَمَلِ؛ مِنْ تَابِعِي أَهْلِ البَصْرَةِ، وَزُهَّادِهِم، وَمُحَدِّثِيْهِم الثِّقَات. حَـــدَّثَ عَـــنْ: عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ وأَنَسِ بنِ مَالِكٍ وعَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ وعَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ المُزَنِيِّ وَأَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ، رَضْيَ اللَّهُ عَنْهُم. وحَـــدَّثَ عَـنْـــهُ: شُعْبَةُ بْنُ الحَجَّاج وحُمَيْدٌ الطَّوِيْلُ ويُوْنُسُ بنُ عُبَيْدٍ وحَبِيْبُ بنُ الشَّهِيْدِ ودَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ وعُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ العُمَرَيِّ وحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ وحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ وَأَبُو عَوَانَةَ اليَشْكُرِيِّ ومَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ وجَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ الأَزْدِيُّ وسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَـــالُـــــواْ عَـــنْـــــــهُ: - قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضْيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ لِلْخَيْرِ أَهْلاً، وَإِنَّ ثَابِتاً هَذَا مِنْ مَفَاتِيْحِ الخَيْرِ. - وقَالَ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ: ثَبَّتَ فِي الحَدِيْثِ، مِنَ الثِّقَاتِ المَأْمُوْنِيْنَ، صَحِيْحَ الحَدِيْثِ. - وقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: أَثْبَتُ أَصْحَابِ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ: الزُّهْرِيُّ، ثُمَّ ثَابِتٌ، ثُمَّ قَتَادَةُ. وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ ثَابِتٌ سَنَةَ ثَلاَثٍ وعِشْرِيْنَ ومِائَةٍ (123 هــ). |
(25) الـــــــزُّهْــــــــــــــــــــــــــرِيُّ هُـــــــوَ: مُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بنِ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بنِ كِلاَبِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ الزُّهْرِيُّ القُرَشِيُّ، أَبُو بَكْرٍ المَدَنِيُّ. الإِمَامُ، العَلَمُ، الثَّبْتُ، الحُجَّةُ، حَافِظُ زَمَانِه، يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي الحِفْظِ؛ حَفِظَ القُرآنَ الكَرِيمَ فِي ثَمَانِيْنَ لَيْلَةً!!! وهُوَ أَوَّلُ مَنْ دَوَّنَ العِلْمَ وَكَتَبَهُ، ومِن كِبَارِ تَلاَمِذَةِ سَعِيْدِ بْنِ المُسَيِّبِ، جَالَسَه ثَمَانِيَ سَنَوَاتٍ. مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ (56 هــ). رَوَى عَـــنْ: عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ وأَنَسِ بنِ مَالِكٍ وكَثِيْرِ بنِ العَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وسَهْلِ بنِ سَعْدٍ وعَامِرُ بنُ وَاثِلَةَ اللَّيْثِيُّ والسَّائِبِ بنِ يَزِيْدَ ومَحْمُوْدِ بنِ الرَّبِيْعِ وَمَحْمُوْدِ بنِ لَبِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَزْهَرَ؛ رَضْيَ اللَّهُ عَنْهُم. وعَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ عَامِرِ بنِ رَبِيْعَةَ ومَالِكِ بنِ أَوْسِ بنِ الحَدَثَانِ وسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ وعَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ وسَالِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ والقَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ بْنِ أَبِي بَكْرٍ وعُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ وأَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ وعُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ وخَارِجَةَ بنِ زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ وأَبِي بَكْرٍ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَارِثِ وأَبَانِ بنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّان وعَامِرِ بنِ سَعْدٍ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ومُحَمَّدِ بنِ جُبَيْرِ بنِ مُطْعِمٍ ومُحَمَّدِ بنِ النُّعْمَانِ بنِ بَشِيْرٍ وعَبْدِ اللهِ بنِ كَعْبِ بنِ مَالِكٍ وعَلْقَمَةَ بنِ وَقَّاصٍ وأَبِي إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيِّ وقَبِيْصَةَ بنِ ذُؤَيْبٍ. وحَـدَّثَ عَـنْـهُ أَئِـمَّـةُ الإِسْـلاَمِ: عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ وعَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ وعَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ وقَتَادَةُ بنُ دِعَامَةَ وزَيْدُ بنُ أَسْلَمَ ومَنْصُوْرُ بنُ المُعْتَمِرِ وأَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ ويَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ وَأَبُو الزِّنَادِ وصَالِحُ بنُ كَيْسَانَ وعُقَيْلُ بنُ خَالِدٍ وَبَكْرُ بنُ وَائِلٍ وعَمْرُو بنُ الحَارِثِ وابْنُ جُرَيْجٍ وعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ المَاجِشُوْنِ ومَعْمَرُ بنُ رَاشِدٍ والأَوْزَاعِيُّ وشُعَيْبُ بنُ أَبِي حَمْزَةَ ومَالِكُ بنُ أَنَسٍ واللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ وسَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ وابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وابْنُ إِسْحَاقَ وهُشَيْمُ بنُ بَشِيْرٍ وسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَأُمَمٌ سِوَاهُم. قَـــالُـــــواْ عَـــنْـــــــهُ: - قَالَ عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: مَا سَاقَ الحَدِيْثَ أَحَدٌ مِثْلَ الزُّهْرِيِّ. - وقَالَ مَكْحُوْلٌ الشَّامِيُّ: الزُّهْرِيُّ أَعْلَمُ النَّاسِ. - وقَالَ أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَعْلَمَ مِنَ الزُّهْرِيِّ. - وقَالَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: مَا كَانَ إِلاَّ بَحْراً فِي العِلْمِ. - وقَالَ رَبِيْعَةُ الرَّأْيُ: مَا ظَنَنْتُ أَنَّ أَحَداً بَلَغَ مِنَ العِلْمِ مَا بَلَغَ الزُّهْرِيُّ. - وقَالَ سُفْيَانٌ الثَّوْرِيُّ: كَانَ الزُّهْرِيُّ أَعْلَمَ أَهْلِ المَدِيْنَةِ. - وقَالَ مَالِكٌ: الزُّهْرِيُّ، مَا لَهُ فِي النَّاسِ نَظِيْرٌ. - وقَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ: مَا رَأَيْتُ عَالِماً قَطُّ أَجْمَعَ مِن الزُّهْرِيُّ. - وقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: الزُّهْرِيُّ أَحْسَنُ النَّاسِ حَدِيْثاً، وَأَجْوَدُ النَّاسِ إِسْنَاداً. مِـن أَقْـوَالِــــهِ: - قَالَ الزُّهْرِيِّ: الاِعتِصَامُ بِالسُّنَّةِ نَجَاةٌ. - وقَالَ: أَمِرُّوا أَحَادِيْثَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا جَاءتْ. - وقَالَ: إِنَّمَا يُذْهِبُ العِلْمَ النِّسْيَانُ، وَتَرْكُ المُذَاكرَةِ. - وقَالَ: إِذَا طَالَ المَجْلِسُ، كَانَ لِلشَّيْطَانِ فِيْهِ نَصِيْبٌ. - وقَالَ: لاَ يُرضِي النَّاسَ قَوْلُ عَالِمٍ لاَ يَعْمَلُ، ولاَ عَمَلُ عَامِلٍ لاَ يَعْلَمُ. - وقَالَ الزُّهْرِيُّ: ثَلاَثٌ إِذَا كُنَّ فِي القَاضِي، فَلَيْسَ بِقَاضٍ: إِذَا كَرِهَ المَلاَمَ، وأَحَبَّ المَحَامِدَ، وكَرِهَ العَزْلَ. - وقَالَ: العَمَائِمُ تِيْجَانُ العَرَبِ، والاِضطِجَاعُ فِي المَسْجِدِ رِبَاطُ المُؤْمِنِيْنَ. - وقَالَ: الحَافِظُ لاَ يُوْلدُ إِلاَّ فِي كُلِّ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً مَرَّةً. وَفَـاتُـــــهُ: تُوُفِّيَ الزُّهْرِيُّ سَنَةَ أَربَعٍ وعِشْرِيْنَ ومِائَةٍ (124 هــ)، وهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وسِتِّينَ سَنَـةً (68)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى. |
(26) أَبُـــو إِسْـــــحَـــــــاقَ الــسَّـــــبِـــــيْــــعِــــــــيُّ هُـــــــوَ: عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَلِيٍّ الهَمْدَانِيُّ، الكُوْفِيُّ. الإِمَامُ، الحَافِظُ، المُعَمَّرُ، شَيْخُ الكُوْفَةِ، وعَالِمُهَا، ومُحَدِّثُهَا. سَمِعَ مِنْ ثَمَانِيَةٍ وثَلاَثِيْنَ صَحَابِيّاً. وكَانَ عَابِداً، يَقْرَأُ القُرْآنَ الكَرِيمَ فِي كُلِّ ثَلاَثِ لَيَالٍ. وكَانَ كَثِيرَ الصَّلاَةِ بِاللَّيْلِ .. فَكَانَ يَقْرَأُ البَقَرَةَ فِي رَكْعَةٍ، وكَانَ مُوَاظِباً عَلَى الصُوْمِ، فَكَانَ يَصُومُ الأَشْهُرَ الحُرمَ، وثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، والاِثْنَيْن والخَمِيْس؛ وكُفَّ بَصَرُهُ فِي آخِرِ عُمُرُهِ. مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِـدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وثَلاَثِينَ (33 هــ). وكَانَ طَلاَّبَةً لِلْعِلْمِ، كَبِيْرَ القَدْرِ؛ مِنَ العُلَمَاءِ العَامِلِيْنَ، ومِنْ جِلَّةِ التَّابِعِيْنَ. لَقِيَ أَبُو إِسْحَاقَ مِنَ الصَّحَابَةِ: عَلِيَّ بنَ أَبِي طَالِبٍ وابْنَ عَبَّاسٍ وابْنَ عُمَرَ ومُعَاوِيَةَ بنَ أَبِي سُفْيَانَ وجَابِرَ بنَ سَمُرَةَ والنُّعْمَانَ بنَ بَشِيْرٍ وجَرِيْرَ بنَ عَبْدِ اللهِ وأُسَامَةَ بنَ زَيْدٍ ورَافِعَ بنَ خَدِيْجٍ والمِسْوَرَ بنَ مَخْرَمَةَ وَسَلَمَةَ بنَ قَيْسٍ الأَشْجَعِيَّ وسُرَاقَةَ بنَ مَالِكٍ وعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ أَبْزَى، ولَمْ يَروِي عَنْهُم فِي الحَدِيثِ شَيْئاً؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُم. فَرَوَى الحَدِيثَ عَنْ: عَدِيِّ بنِ حَاتِمٍ الطَّائِيِّ والبَرَاءِ بنِ عَازِبٍ وزَيْدِ بنِ أَرْقَمَ وعَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاصِ وأَبِي جُحَيْفَةَ السُّوَائِيِّ وسُلَيْمَانَ بنِ صُرَدٍ وعُمَارَةَ بنِ رُوَيْبَةَ الثَّقَفِيِّ وعَبْدِ اللهِ بنِ يَزِيْدَ الأَنْصَارِيِّ وعَمْرِو بنِ الحَارِثِ الخُزَاعِيِّ، وَغَيْرِهِم مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ومِن كِبَارِ التَّابِعِين: عَلْقَمَةَ بنِ قَيْسٍ ومَسْرُوْقِ بنِ الأَجْدَعِ وعَمْرِو بنِ شُرَحْبِيْلَ الشَّعبٍيِّ وعُمَرَ بنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيِّ وعَبِيْدَةَ بنِ عَمْرٍو السَّلْمَانِيِّ وعَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ بنِ مَسْعُوْدٍ وعَمْرِو بنِ مَيْمُوْنٍ الأَوْدِيِّ وصِلَةَ بنِ زُفَرَ العَبْسِيِّ وعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبْزَى الخُزَاعِيِّ وأَبِي الأَحْوَصِ عَوْفِ بنِ مَالِكٍ وشُرَيْحٍ القَاضِي وأَبِي عُبَيْدَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ الهُذَلِيِّ وَالأَسْوَدِ بنِ هِلاَلٍ المُحَارِبِيِّ؛ وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ مِنْ كُبَرَاءِ التَّابِعِيْنَ. وحَـدَّثَ عَـنْـهُ: وَلَدُه؛ يُوْنُسُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وحَفِيْدُه؛ إِسْرَائِيْلُ. ومَنْصُوْرُ بْنُ المُعْتَمِر والأَعمَشُ وزَيْدُ بنُ أَبِي أُنَيْسَةَ وزَكَرِيَّا بنُ أَبِي زَائِدَةَ ومِسْعَرُ كِداَمٍ وسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ومَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ وشُعْبَةُ بنُ الحَجَّاجِ وزَائِدَةُ بنُ قُدَامَةَ وإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ والمَسْعُوْدِيُّ والحُسَيْنُ بنُ وَاقِدٍ وَالحَسَنُ بنُ صَالِحِ بنِ حَيٍّ وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ طَهْمَانَ والجَرَّاحُ بنُ مَلِيْحٍ وجَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ وحَمْزَةُ الزَّيَّاتُ وفِطْرُ بنُ خَلِيْفَةَ ووَرْقَاءُ بنُ عُمَرَاليَشْكُرِيُّ ورَقَبَةُ بنُ مَصْقَلَةَ العَبْدِيُّ وأَبُو خَيْثَمَةَ الجُعْفِيُّ وأَبُو عَوَانَةَ اليَشْكُرِيُّ وَشَرِيْكٌ القَاضِي وسَلاَّمُ بنُ سُلَيْمٍ وسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. - قَالَ جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمَيْدِ: كَانَ يُقَالُ: مَنْ جَالَسَ أَبَا إِسْحَاقَ، فَقَد جَالَسَ عَلِيّاً بْنَ أبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. - وقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: حَفِظَ العِلْمَ عَلَى الأُمَّةِ سِتَّةٌ: فَلأَهْلِ الكُوْفَةِ: أَبُو إِسْحَاقَ، والأَعْمَشُ. ولأَهْلِ البَصْرَةِ: قَتَادَةُ، وَيَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيْرٍ. ولأَهْلِ المَدِيْنَةِ: الزُّهْرِيُّ. وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ أَبُو إِسْحَاقَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وعِشْرِيْنَ ومِائَةٍ (127 هــ)، وقَد عَاشَ أَربَعاً وتِسْعِيْنَ سَنَةً (94)؛ رَحِمَهُ اللهُ. |
(27) عَــبْــــدُ اللهِ بْـــنُ دِيْــنَـــــــارٍ الـمَــدَنِـــــــيُّ هُـــــــوَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ دِيْنَارٍ العَدَوِيُّ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَدَنِيُّ. الإِمَامُ الحَافِظُ، الحُجَّةُ الثَّبتُ. سَمِعَ الحَدِيثَ مِن: عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ وأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضْيَ اللَّهُ عَنْهُمَا؛ وسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ وأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانَ ومُحَمَّد بْنِ أُسَامَة بْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَة والزُّهْرِىِّ وسَلْمَان الأَغَرّ والنُّعمَان بْن أَبِي عَيَّاشٍ. وحَدَّثَ عَنْهُ أَئِمَّةُ الإِسْلاَمِ: شُعْبَةُ بْنُ الحَجَّاج وسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وأَبُو حَنِيفَةَ النُّعمَان وعُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ العَدَوِيُّ ومَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ واللَّيْثُ بْنُ سَعْدِ ووَرْقَاءُ بْنُ عُمَرَ وسُلَيْمَانُ بنُ بِلاَلٍ التَّيْمِيُّ وإِسْمَاعِيْلُ بْنُ جَعْفَرٍ الأَنْصَارِيُّ والحَسَنُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيّ وعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَبْدِ اللهِ المَاجَشُوْنُ ومُوْسَى بنُ عُقْبَةَ الأَسَدِيُّ ويَحْيَى بنُ سَعِيْدِ الأَنْصَارِيُّ ويَزِيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الهَادِ وإِبْرَاهِيْمُ بْنُ طَهْمَانَ الهَرَوِيُّ؛ وغَيْرُهُم الكَثِير. وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وعِشْرِيْنَ ومِائَةٍ (127 هــ)؛ رَحِمَهُ اللهُ. |
(28) يَـحـــيَـــــى بْـنُ أَبِـــي كَـــثِـــــيْـــــــــــرٍ هُـــــــوَ: يَحْيَى بْنُ صَالِحٌ بْنِ المُتَوَكِّلِ الطَّائِيُّ، أَبُو نَصرٍ اليَمَامِيُّ. الإِمَامُ الحَافِظُ، أَحَدُ الأَعلاَمِ كَانَ طَلاَّبَةً لِلْعِلْمِ، حُجَّةً، أَقَامَ بِالمَدِيْنَةِ عَشْرَ سِنِيْنَ فِي طَلَبِ العِلْمِ؛ وكَانَ مِنَ العُبَّادِ الزُّهَادِ، فَكَانَ إِذَا حَضَرَ جَنَازَةً، لَمْ يَتَعَشَّ تِلْكَ اللَّيلَةَ، وَلاَ يُكَلِّمُه أَحَدٌ. ورَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، ولَم يَروِي عَنْهُ شَيْئاً. رَوَى الحَدِيثَ عَنْ: أَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍالهِلاَلِيِّ وعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاح القُرَشِيُّ وعِكْرِمَةَ القُرَشِيِّ وإِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الأَنْصَارِيِّ ونَافِعٍ المَدَنِيِّ والأَعرَجِ وأَبِي جَعفَرٍ البَاقِر وعَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي قَتَادَةَ وأَبِي قِلاَبَةَ الجَرمِيِّ وبَعجَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ الجُهَنِيِّ وهِلاَلِ بنِ أَبِي مَيْمُوْنَةَ وزَيد بْن سَلاَّم بْن أَبي سَلاَّم الدِّمَشقيّ ومُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيِّ، وغَيْرِهِم. ورَوَى عَـنْـهُ: أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ وشُعْبَةُ بنُ الحَجَّاجِ ومَعمَرٌ بنُ رَاشِدٍ والأَوْزَاعِيُّ وهِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيِّ وحَربُ بنُ شَدَّادٍ وعِكْرِمَةُ بنُ عَمَّارٍ وشَيْبَانُ النَّحْوِيُّ وهَمَّامُ بنُ يَحْيَى وجَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ وحَجَّاجُ الصَّوَّافُ، وغَيْرُهُم الكَثِير. قَـــالُـــــواْ عَـــنْـــــــهُ: - قَالَ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ: مَا بَقِيَ عَلَى وَجهِ الأَرضِ مِثلُ يَحيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ. - وقَالَ شُعْبَةُ بنُ الحَجَّاجِ: يَحيَى بنُ أَبِي كَثِيْرٍ أَحسَنُ حَدِيْثاً مِنَ الزُّهْرِيِّ. - وقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: هُوَ مِنْ أَثْبَتِ النَّاسِ، يُعَدُّ مَعَ الزُّهْرِيِّ ويَحيَى بنِ سَعِيْدٍ؛ وإِذَا خَالَفَه الزُّهْرِيُّ، فَالقَولُ قَوْلُ يَحْيَى. - وقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: هُوَ إِمَامٌ، لاَ يَروِي إِلاَّ عَنْ ثِقَةٍ، وقَد نَالَتهُ مِحنَةٌ، وضُرِبَ لِكَلاَمِه فِي وُلاَةِ الجَوْرِ. ومِـن أَقْوَالِــــهِ: - لاَ يُسْتَطَاعُ العِلْمُ بِرَاحَةِ الجَسَدِ. - إِذَا رَأَيْتَ المُبْتَدِعَ فِي طَرِيْقٍ، فَخُذ فِي غَيْرِهِ. وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وعِشْرِيْنَ ومِائَةٍ (129 هــ). |
(29) ابْـــنُ الــمُـــنْـــكَــــــــــــــدِر هُـــــــوَ: مُحَمَّدُ بْنُ المُنْكَدِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الهُدَيْرِ التَّيْمِيُّ، أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ. الإِمَامُ، الحَافِظُ، العَابِدُ القُدوَةُ، مِنْ سَادَاتِ التَّابِعِينَ كَانَ غَايَةً فِي الإِتقَانِ والحِفظِ والزُّهْدِ، ثَبْتاً، حُجَّةً؛ ومِنْ سَادَاتِ القُرَّاءِ، وكَانَ لَا يَتَمَالَكُ البُكَاءَ إِذَا قَرَأَ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِدَ سَنَةَ بِضعٍ وثَلاَثِينَ مِن الهِجرَةِ. وحَدَّثَ عَنِ: أَبِي هُرَيْرَةَ وعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ وجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ وعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ وعَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَأَنَسِ بنِ مَالِكٍوَأَبِي أُمَامَةَ بنِ سَهْلٍ وعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيِّ؛ وعَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ وأُمَيْمَةَ بِنْتِ رُقَيْقَةَ التَّيْمِيَّة، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم. ومِن كِبَارِ التَّابِعِينَ: سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ ومَسْعُودِ بْنِ الْحَكَمِ ومَالِكِ بنِ أَوْسِ بنِ الحَدَثَانِ والقَاسِمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وعُروَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ وعَامِرِ بنِ سَعدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ ومُحَمَّدِ بْنِ كَعبٍ القُرَظِيُّ وأَبِي بُردَةَ بنِ أَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيِّ وأَبِي صَالِحٍ السَّمَّان. وحَدَّثَ عَـنْـهُ أَئِمَّةُ الإِسْلاَمِ: الزُّهْرِيُّ وعَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ وهِشَامُ بنُ عُروَةَ وشُعْبَةُ بْنُ الحَجَّاج وسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ومُوْسَى بنُ عُقبَةَ ويَحيَى بنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ وعُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ وابْنُ جُرَيْجٍ ومَعمَر بْن رَاشِد وَأَبُو حَنِيْفَةَ ومَالِكٌ وابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وأَبُو عَوَانَةَ اليَشْكُرِيُّ وجَعْفَرٌ الصَّادِقُ ورَوْحُ بنُ القَاسِمِ وشُعَيْبُ بنُ أَبِي حَمْزَةَ والأَوْزَاعِيُّ وعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ المَاجِشُوْنِ وسُفْيَانُ بْن عُيَيْنَة وعَمْرُو بنُ الحَارِثِ؛ وخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَـــالُــــــواْ عَــنْـــهُ: - قَالَ سُفيَانُ بن عُيَيْنَةَ: كَانَ مِن مَعَادِنِ الصِّدقِ. - وقَالَ مَالِكٌ: كَانَ ابْنُ المُنْكَدِرِ سَيِّدَ القُرَّاءِ. مِـن أَقْوَالِــــهِ: - قَالَ: إِنَّ اللهَ يَحفَظُ العَبْدَ المُؤْمِنَ فِي وَلَدِهِ ووَلَدِ وَلَدِه، ويَحفَظُه فِي دُوَيرَتِه ودُوَيرَاتٍ حَوْلَه، فَمَا يَزَالُونَ فِي حِفْظٍ مَا كَانَ بَيْنَ ظَهْرَانِيْهِم. - وقَالَ: نِعمَ العَونُ عَلَى تَقوَى اللهِ الغِنَى. وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ ابْنُ المُنْكَدِرِ سَنَةَ ثَلاَثِينَ ومِائَةٍ (130 هــ)، وعَاشَ أَزْيَد مِن تِسْعِينَ سَنَةً؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى. |
(30) مَـــنْـــصُـــــــور بْـــنُ الـــمُـــعـــتَـــمِــــــــــر هُـــــــوَ: مَنْصُوْرُ بْنُ المُعْتَمِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبِيْعَةَ، أَبُو عَتَّابٍ السُّلَمِيُّ ثُمَّ الكُوفِيُّ. الإِمَامُ الحَافِظُ، الثَّبْتُ الحُجَّةُ، أَحَدُ الأَعلاَمِ. كَانَ صَاحِبَ حِفْظٍ وإِتقَانٍ وخَيْرٍ وتَعَبُّدٍ، صَامَ أَربَعِيْنَ سَنَةً، وقَامَ لَيْلَهَا! ومَا كَتَبَ حَدِيْثاً قَطُّ، إِنَّمَا كَانَ يَحفَظُ! وعُرِضَ عَلَيْهِ القَضَاءُ فَرَفَضَهُ، بَعدَمَا حُبِسَ فِيهِ شَهْراً! رَوَى عَـــنْ: إِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ وأَبِي وَائِلٍ الأَسَدِيِّ وعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ والحَسَن البَصْرِيِّ وسَعِيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ ومُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ ونَافِعٍ العَدَوِيِّ والشَّعْبِيِّ والحَكَم بْنِ عُتَيْبَةَ الكِنْدِيِّ ورِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشِ الغَطَفَانِيِّ وطَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفِ اليَامِيِّ وعَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الهَادِ وخَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَذْحِجِيِّ؛ وغَيْرِهِم. وحَدَّثَ عَنْهُ خَلْقٌ كَثِيْرٌ، مِنْهُم: أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ وسُلَيْمَانُ الأَعْمَشُ وسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ -وهُم مِنْ أَقرَانِهِ-؛ وشُعْبَةُ بْنُ الحَجَّاج وسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وشَرِيْكٌ القَاضِي ومَعْمَرُ بنُ رَاشِدٍ وإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَدْهَمَ والفُضَيْلُ بنُ عِيَاضٍ والحَسَنُ بنُ صَالِحِ بنِ حَيٍّ وزَائِدَةُ بنُ قُدَامَةَ ووُهَيْبُ بنُ خَالِدٍ وأَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ والقَاسِمُ بنُ مَعْنٍ المَسْعُوْدِيُّ وأَبُو عَوَانَةَ اليَشْكُرِيِّ وجَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمَيْدِ ومُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ وسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ. قَـــالُــــــواْ عَــنْـــهُ: - قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: كُنْتُ لاَ أُحَدِّثُ الأَعْمَشَ عَنْ أَحَدٍ إِلاَّ رَدَّه، فَإِذَا قُلْتُ: مَنْصُوْرٌ، سَكَتَ. - وقَالَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ: مَنْصُوْرٌ؛ مِنْ أَثْبَتِ النَّاسِ. - وقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ: لَمْ يَكُنْ بِالكُوْفَةِ أَحَدٌ أَحْفَظَ مِنْ مَنْصُوْرٍ. - وقَالَ عَلِيُّ بْنُ المَدِيْنِيِّ: إِذَا حَدَّثكَ عَنْ مَنْصُوْرٍ ثِقَةٌ، فَقَدْ مَلأتَ يَدَيْكَ، لاَ تُرِيْدُ غَيْرَه. - وقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: كَانَ مَنْصُوْرٌ أَثْبَتَ أَهْلِ الكُوْفَةِ، لاَ يَخْتَلِفُ فِيْهِ أَحَدٌ، صَالِحٌ، مُتَعَبِّدٌ. - وقَالَ ابْنُ سَعدٍ: كانَ ثِقَةً مَأْمُونًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ رَفِيعًا عَالِيًا. - وقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ: هُوَ أَحَدُ مُتَّقِي مَشَايِخِ الكُوْفِيِّينَ ونُسَّاكِهِم. وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ سَنَةَ اثِنْتَيْنِ وثَلاَثِيْنَ ومِائَةٍ (132 هــ)؛ رَحِمَهُ اللهُ. |
(31) أَبُـــــو حَــــــــــــــــازِم هُـــــــوَ: سَلَمَةُ بنُ دِيْنَارٍ المَخْزُوْمِيُّ، أَبُو حَازِمٍ المَدِيْنِيُّ الأَعرَجُ. الإِمَامُ الحَافِظُ، القُدْوَةُ، العَابِدُ، الزَّاهِدُ، الوَاعِظُ، شَيْخُ المَدِيْنَةِ النَّبَويَّةِ. وأَخَـــذَ الـعِـلْـــمَ مِـــن: سَهْلِ بنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه؛ وهُوَ رَاوِيَتُهُ. ومِن كِبَارِ التَّابِعِينَ: أَبِي أُمَامَةَ بنِ سَهْلٍ وزَيْنِ العَابِدِيْنَ وسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ وأَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍوعَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ وعَوْن بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ وعَطَاءِ بنِ يَسَارٍ المَدَنِيِّ وعَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ وعُبَيْدِ اللهِ بنِ مِقْسَمٍ ومُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ وأَبِي صَالِحٍ السَّمَّان، وأُمِّ الدَّرْدَاءِ الصُّغْرَى. وكَانَ مِن عُبَّادِ أَهْلِ المَدِينَة وزُهَّادِهِم، الَّذِينَ يُضْرَبُ بِهِمُ المَثَلُ فِي التَّقَشُّف ولُزُومِ الوَرَعِ الخَفِيّ والتَّخَلِي بِالعِبَادَةِ ورَفْضِ النَّاسِ ومَا هُم فِيهِ؛ ومِن حُفَّاظِ الحَدِيثِ، فَأَحَادِيثُهُ فِي دَوَاوِين السُّنَّةِ كُلِّهَا. رَوَى عَـنْـــهُ: ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ ويَزِيْدُ بنِ الهَادِ وعُمَارَةُ بنُ غَزِيَّةَ وزَيْدُ بنُ أَبِي أُنَيْسَةَ وسُّفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وعُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ العُمَرَيُّ وحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ وحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ ومَالِكٌ وسُّفْيَانُ بنُ عَيَيْنَةَ والدَّرَاوَرْدِيُّ وعُمَرُ بنُ عَلِيٍّ المُقَدَّمِيُّ وعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي حَازِمٍ، وخَلْقٌ سِوَاهُم. قَـــالُــــــواْ عَــنْـــهُ: - قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً، الحِكْمَةُ أَقْرَبُ إِلَى فِيْهِ مِنْ أَبِي حَازِمٍ. - وقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: ثِقَةٌ، لَمْ يَكُنْ فِي زَمَانِهِ مِثْلُهُ. مِـن أَقْوَالِــــهِ: - قَالَ أَبُو حَازِمٍ: لَيْسَ لِلمُلُوكِ صَدِيْقٌ، ولاَ لِلحَسُودِ رَاحَةٌ. - وقَالَ: لاَ تَكُوْنُ عَالِماً حَتَّى يَكُوْنَ فِيْكَ ثَلاَثُ خِصَالٍ: لاَ تَبغِ عَلَى مَنْ فَوْقَكَ، وَلاَ تَحقِرْ مَنْ دُوْنكَ، وَلاَ تَأخُذْ عَلَى عِلْمِكَ دُنْيَا. - وقَالَ: مَا أَحببتَ أَنْ يَكُوْنَ مَعَكَ فِي الآخِرَةِ، فَاترُكْهُ اليَوْمَ. - وقَالَ: يَسِيْرُ الدُّنْيَا يُشغِلُ عَنْ كَثِيْرِ الآخِرَةِ. - وقَالَ: انْظُرِ الَّذِي يُصلِحُكَ فَاعملْ بِهِ، وَإِنْ كَانَ فَسَاداً لِلنَّاسِ، وَانظُرِ الَّذِي يُفسِدُكَ فَدَعْهُ، وَإِنْ كَانَ صَلاَحاً لِلنَّاسِ. - وقَالَ: شَيْئَانِ إِذَا عَمِلتَ بِهِمَا، أَصبتَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ: تَحمِلُ مَا تَكرَهُ إِذَا أَحَبَّهُ اللهُ، وَتتركُ مَا تُحبُّ إِذَا كَرِهَهُ اللهُ. - وقَالَ: نِعمَةُ اللهِ فِيْمَا زَوَى عَنِّي مِنَ الدُّنْيَا، أَعظَمُ مِنْ نِعمَتِهِ فِيْمَا أَعطَانِي مِنْهَا، لأَنِّي رَأَيْتُهُ أَعطَاهَا قَوْماً فَهَلكُوا. - وقَالَ: لاَ تُعَادِيَنَّ رَجُلاً، وَلاَ تُنَاصِبنَّهُ حَتَّى تَنْظُرَ إِلَى سَرِيْرتِهِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ، فَإِنْ يَكُنْ لَهُ سَرِيْرَةٌ حَسَنَةٌ، فَإِنَّ اللهَ لَمْ يَكُنْ لِيَخذِلَهُ بِعَدَاوتِكَ، وَإِنْ كَانَتْ لَهُ سَرِيْرَةٌ رَدِيئَةٌ، فَقَد كَفَاكَ مَسَاوِئَهُ، وَلَوْ أَرَدتَ أَنْ تَعمَلَ بِهِ أَكْثَرَ مِنْ مَعَاصِي اللهِ، لَمْ تَقْدِر. - وقَالَ: مَا إِبْلِيْسُ..؟! لَقَدْ عُصِيَ فَمَا ضَرَّ، وَلَقَد أُطِيْعَ فَمَا نَفعَ. - وقَالَ: مَا الدُّنْيَا..؟! مَا مَضَى مِنْهَا، فَحُلُمٌ، وَمَا بَقِيَ مِنْهَا، فَأَمَانِي. - وقَالَ: السَّيِّئُ الخُلُقِ أَشْقَى النَّاسِ بِهِ نَفْسُهُ الَّتِي بَيْنَ جَنْبَيْهِ، هِيَ مِنْهُ فِي بَلاَءٍ، ثُمَّ زَوْجَتُهُ، ثُمَّ وَلَدُهُ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَدخُلُ بَيْتَهُ، وَإِنَّهُم لَفِي سُرُوْرٍ، فَيَسْمَعُوْنَ صَوْتَهُ، فَيَنفِرُوْنَ عَنْهُ فَرَقاً مِنْهُ، وَحَتَّى إِنَّ دَابَّتَهُ تَحِيْدُ مِمَّا يَرمِيهَا بِالحِجَارَةِ، وَإِنَّ كَلْبَهُ لَيَرَاهُ فَيَنْزُو عَلَى الجِدَارِ، حَتَّى إِنَّ قِطَّهُ لَيَفِرُّ مِنْهُ. - وقَالَ: وَجَدتُ الدُّنْيَا شَيْئَيْنِ: فَشَيْئاً هُوَ لِي، وَشَيْئاً لِغَيْرِي، فَأَمَّا مَا كَانَ لِغَيْرِي، فَلَوْ طَلبتُهُ بِحِيْلَةِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَمْ أَصِلْ إِلَيْهِ، فَيُمنعُ رِزْقُ غَيْرِي مِنِّي، كَمَا يُمْنَعُ رِزقِي مِنْ غَيْرِي. - وقَالَ: كُلُّ عَملٍ تَكرَهُ مِنْ أَجلِهِ المَوْتَ، فَاترُكْهُ، ثُمَّ لاَ يَضرُّكَ مَتَى مِتَّ. - وقَالَ: لاَ يُحسِنُ عَبْدٌ فِيْمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ، إِلاَ أَحسَنَ اللهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ العِبَادِ، وَلاَ يُعوِّرُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ، إِلاَّ عَوَّرَ فِيْمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ العِبَادِ، لَمُصَانَعَةُ وَجْهٍ وَاحِدٍ أَيسرُ مِنْ مُصَانَعَةِ الوُجُوْهِ كُلِّهَا، إِنَّكَ إِذَا صَانَعْتَهُ مَالتِ الوُجُوْهُ كُلُّهَا إِلَيْكَ، وَإِذَا اسْتفسَدْتَ مَا بَيْنَهُ، شَنِئَتْكَ الوُجُوْهُ كُلُّهَا. - وقَالَ: اكْتُمْ حَسنَاتِكَ كَمَا تَكتُمُ سَيِّئَاتِكَ. - وقَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعملُ السَّيِّئَةَ، مَا عَمِلَ حَسَنَةً قَطُّ أَنْفَعَ لَهُ مِنْهَا، وَكَذَا فِي الحَسَنَةِ. - وقَالَ: إِنَّ خَيْرَ الأُمَرَاءِ مَنْ أَحَبَّ العُلَمَاءَ، وَإِنْ شَرَّ العُلَمَاءِ مَنْ أَحَبَّ الأُمَرَاءَ. - وقَالَ: إِذَا رَأَيْتَ رَبَّكَ يُتَابعُ نِعمَةً عَلَيْكَ وأَنْتَ تَعصِيْهِ، فَاحذَرهُ، وَإِذَا أَحببْتَ أَخاً فِي اللهِ، فَأَقِلَّ مُخَالَطَتَهُ فِي دُنْيَاهُ. - وقَالَ: يَسِيرُ الدُّنْيَا يَشْغَلُ عَنْ كَثِيرِ الْآخِرَةِ، وَإِنَّكَ تَجِدُ الرَّجُلَ يَشْغَلُ نَفْسَهُ بِهَمِّ غَيْرِهِ، حَتَّى لَهُوَ أَشَدُّ اهْتِمَامًا مِنْ صَاحِبِ الْهَمِّ بِهَمِّ نَفْسِهِ. - وقَالَ: إِذَا عَزَمَ العَبْدُ عَلَى تَرْكِ الآثَامِ أَتَتْهُ الْفُتُوحُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ. - وقَالَ:كُلُّ نِعْمَةٍ لَا تُقَرِّبُ مِنَ اللَّهِ فَهِيَ بَلِيَّةٌ، وَيَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَكُونَ أَشَدَّ حِفْظًا لِلِسَانِهِ مِنْهُ لِمَوْضِعِ قَدَمَيْهِ. - وقَالَ: قَاتِلْ هَوَاكَ أَشَدَّ مَا يُقَاتِلُكَ عَدُوُّكَ. - وقَالَ: لَا تُرِيدُ أَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَتُوبَ، وَلَا تَتُوبُ حَتَّى تَمُوتَ، وَإِنْ مِتَّ لَمْ تُرْفَعِ الْأَسْوَاقُ لِمَوْتِكَ، إِنَّ شَأْنَكَ صَغِيرٌ فَاعرِفْ نَفْسَكَ. عِـــزَّةُ نَـــفْــــسِـــــهِ بَعَثَ إِلَيْهِ الاَمِيرُ سُلَيْمَانُ بْنُ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الأُمَوِيُّ رَجُلاً لِيَأْتِيهِ؛ فقال أَبُو حَازِمٍ لِمَن أَرسَلَهُ: مَا لِي إِلَيْهِ حَاجَةٌ، فَإِنْ كَانَت لَهُ حَاجَةٌ فَلْيَأْتِنِي!! وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ سَنَةَ أَربَعِينَ ومِائَةٍ (140 هــ)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى. |
|
اقتباس:
شكراً لمرور حضرتِك |
(32) دَاوُدُ بْـــنُ أَبِـــي هِـــنْـــــــد هُـــــــوَ: دَاوُدُ بْنُ دِيْنَارُ بْنُ عُذَافِرٍ الخُرَاسَانِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ البَصرِيُّ. الإِمَامُ، الحَافِظُ، العَابِدُ، الثِّقَةُ، المُتْقِنُ. حَـــدَّثَ عَـــنْ: سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ وأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وعَامِرٍ الشَّعْبِيِّومُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ والحَسَن البَصْرِيِّ وبَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ المُزَنِيِّ وأَبِي نَضْرَةَ العَبْدِيُّ وأَبِي العَالِيَةَ الرِّيَاحِيِّ وأَبِي قِلاَبَةَ الجَرمِيِّ ومَكْحُولٍ الشَّامِيِّ؛ وغَيْرِهِم. - ورَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، ولَم يروِ عَنْهُ شَيْئاً. - وكَانَ مِن أَهْلِ العِلْمِ والوَرَعِ والفَضْلِ والعِبَادَةِ؛ فَقَد صَامَ أَربَعِيْنَ سَنَةً!! - وأُصِيبَ بِالطَّاعُون، ولَكِنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ شَفَاهُ مِنْهُ. - وكَانَ فَقِيهاً. وحَـــدَّثَ عَـنْـهُ مِـن أَئِـمَّـةِ الإِسْـلاَمِ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وشُعْبَةُ بْنُ الحَجَّاجِ وحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ وهُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ وابْنُ عُلَيَّةَ وابْنُ جُرَيْجٍ ويَحْيَى القَطَّانُ ويَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ وبِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ ويَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ وحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ وعَبْدُ اللهِ بْنِ إِدرِيس ووُهَيْبُ بنُ خَالِدِ وأبو مُعَاوِيَةَ الضَّرِير والمُعتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وخَلْقٌ كَثِيرُ جِدّاً. قَـــالُــــــواْ عَــنْـــهُ: - قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: هُوَ مِن حُفَّاظِ البَصْرِيينَ. - وقَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَفْقَهَ مِنْ دَاوُدَ. - وقَالَ يَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ: كَانَ دَاوُدُ مُفْتِيَ أَهْلِ البَصْرَةِ. - وقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: عَجباً لأَهْلِ البَصْرَةِ، يَسْأَلُوْنَ عُثْمَانَ البَتِّيَّ، وَعِنْدَهُم دَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ. - وقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ دَاوُدَ بنِ أَبِي هِنْدٍ. - وقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ دَاوُدَ بنِ أَبِي هِنْدٍ..؟! فَقَالَ: مِثْلُ دَاوُدَ يُسْأَلُ عَنْهُ؟ دَاوُدُ: ثِقَةٌ ثِقَةٌ. مِـن أَقْوَالِــــهِ: - قَالَ دَاوُدُ: ثِنْتَانِ لَوْ لَمْ تَكُوْنَا لَمْ يَنْتَفِعِ النَّاسُ بِدُنْيَاهم: المَوْتُ، وَالأَرْضُ تنشفُ النَّدَى. - وقَالَ: إِنَّكَ إِذَا أَخَذْتَ بِالَّذِي اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ لَمْ يَضُرَّكَ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ، وَإِنَّ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ هُوَ الَّذِي نُهُوا عَنْهُ. وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ سَنَةَ أَربَعِيْنَ ومِائَةٍ (140 هــ). |
(33) أَبُـــو إِسْـــحَـــــاقَ الــشَّـــيْــــبَــــانِـــــيُّ هُـــــــوَ: سُلَيْمَانُ بْنُ فَيْرُوْزَ الشَّيْبَانِيُّ، أَبُو إِسْحَاقَ الكُوْفِيُّ. الإِمَامُ الحَافِظُ، الحُجَّةُ الثَّبْتُ. - ورَأَى عَبْدَ اللهِ بنَ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وسَمِعَ مِنْهُ ورَوَى عَنْهُ. وحَـــدَّثَ عَـــنْ كِــبَـــارِ الــتَّـــابِــعِـــيْـــــنَ: يُسِيْرِ بنِ عَمْرٍو الكُوْفِيُّ وزِرِّ بنِ حُبَيْشٍ وعَبْدِ اللهِ بنِ شَدَّادِ بنِ الهَادِ وَأَبِي بُرْدَةَ بن أبي موسى الأشعري والشَّعْبِيِّ وعَبْدِ الرَّحمَنِ بنِ يَزِيْدَ النَّخَعِيِّ وعِكْرِمَةَ القُرَشِيِّ وسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وحَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ومُحَارِب بْنِ دِثَارِ وأَبِي الزِّنَادِ؛ وطَائِفَةٍ. - وكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ؛ مُتَّفَقٌ عَلَى إِمَامَتِهِ وجَلاَلَتِهِ وثِقَتِهِ؛ وحَدِيثُهُ فِي دَوَاوِينِ السُّنَّةِ كُلِّهَا. حَـــدَّثَ عَــنْـــهُ مِــن الأَئِــمِّـــة: أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ وعَاصِمٌ الأَحْوَلُ -وهُمَا مِنْ طَبَقَتِهِ- وشُعْبَةُ بْنُ الحَجَّاجِ وسُفْيَانُ الثَّوْرِيِّ ومِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ وإِبْرَاهِيْمُ بنُ طَهْمَانَ وجَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ وسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وزَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ والفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ وهُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ وأَبُو عَوَانَةَ اليَشْكُرِيُّ وحَفْصُ بنُ غِيَاثٍ وأَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ وخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الوَاسِطِيُّ وعَبْدُ اللهِ بْنِ إِدرِيسَ وأَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ وأَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرِ؛ وخَلْقٌ سِوَاهُم. قَـــالُــــــواْ عَــنْـــهُ: - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ أَهْلٌ أَنْ لاَ نَدَعَ لَهُ شَيْئاً. (يَعنِي مِن أَحَادِيثِهِ) - وقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ، حُجَّةٌ. وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ سَنَةَ أَربَعِيْنَ ومِائَةٍ (140 هــ). |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 06:21 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.