بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   محمد نبينا .. للخير ينادينا (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=43)
-   -   هدى النبى صلى الله عليه وسلم (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=71968)

محمد رافع 52 15-09-2012 10:44 AM

كان من ضمن أسرى كفار بدر العاص بن الربيع زوج زينب بنت النبي صلى الله عليه و سلم .. ترسل زينب بقلادة لتفدي بها زوجها العاص كانت السيدة خديجة رضي الله عنها قد أهدتها إليها عند زواجها فيرى النبي صلى الله عليه و سلم القلادة و يتذكر خديجة رضي الله عنها فيقول للمسلمين "إن رأيتم أن تطلقوا سراحه و تردوا عليها قلادتها فافعلوا" .. و بعدها يسأل النبي صلى الله عليه و سلم العاص بن الربيع أن تلحق به ابنته زينب رضي الله عنها في المدينة لانها مسلمة لا تحل له و هو كافر .. فيوافق العاص و تترك زينب مكة متجهة إلى المدينة فيضربها هبار بن الأسود أحد الكفار برمحه فتسقط من على البعير و يموت جنينها و تعيش هي مريضة حتى تموت أمام عيني ابيها و أمام زوجها العاص بعد أن أسلم و لحق بهم .. تاركة لهم ابنتها أمامة .. و كذلك تموت ابنتيه رقية و أم كلثوم في حياته صلى الله عليه و سلم .. فإن الله إذا أحب عبدا ابتلاه .. بعد هزيمة المشركين في غزوة بدر صمموا على العودة للانتقام من محمد و للقضاء على دينه .. و كانت غزوة أحد التي انهزم فيها المشركون أول الأمر .. ثم يعصى الرماة أوامر النبي صلى الله عليه و سلم و تركوا أماكنهم على الجبل و نزلوا ليجمعوا غنائم المشركين .. و لينتهز خالد بن الوليد الفرصة ليعود بجيشه من خلف جيش المسلمين و ها هو عتبة بن أبي وقاص المشرك أخو سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه يرمي النبي صلى الله عليه و سلم بأربع من الحجارة كان قد جهزها لي*** بها النبي صلى الله عليه و سلم فيدمى وجهه الكريم .. ثم يأتي بن قميئة ليضربه بسيفه فيعترضه طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه مدافعا عن النبي الكريم .. ثم يركض عبد الله بن زهير بفرسه ليجهز على النبي صلى الله عليه و سلم في***ه أبو دجانة الأنصاري رضي الله عنه و ي*** فرسه .. و تدمى رباعية النبي صلى الله عليه و سلم و شفتيه و وجنتيه حتى أخضلت لحيته صلى الله عليه وسلم بالدم .. يجلس أبو عبيدة بن الجراح ليخرج حلقتي المغفر من وجه النبي صلى الله عليه و سلم بأسنانه .. حتى تقع ثنايا أبي عبيدة و هو يخرج حلقتي المغفر من وجهه الشريف .. و لي*** في ذلك اليوم سبعون صحابيا منهم أسد الله حمزة و مصعب و عمرو بن الجموح و عبد الله بن حرام و عبد الله بن جحش و سعد بن الربيع الذي قال و هو في آخر رمق "اللهم اجزي عنا نبيك خير ما جازيت نبيا عن أمته .. ليس لكم عذر عند الله إن خلص إلى نبيكم و فيكم عرق ينبض" .. ينادي أبو سفيان بن حرب أفيكم محمد؟ .. فيأمر النبي صلى الله عليه و سلم أصحابه أن لا يردوا عليه .. فلا يرد أحد عليه .. ثم يقول أبو سفيان "اعلو هبل" .. حينئذ يأمر النبي صلى الله عليه و سلم أن يقولوا "الله أعلى و أجل" .. و تتنزل آيات ترشد الذين ألقوا اسلحتهم في المعركة لما وصلتهم اشاعة *** النبي صلى الله عليه و سلم .. بعدم التعلق بأحد غيره حتى و لو كان حبيبه محمدا يقول فيها "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ" .. آيات يعدهم فيها الله تعالى بأن النصر من عنده هو و أن الجهاد لا يكون إلا في سبيل الله و أن الفتوحات مستمرة بعد النبي صلى الله عليه و سلم لأن محمد يموت و الله تعالى حي لا يموت


محمد رافع 52 15-09-2012 10:46 AM

بعد غزوة أحد يحاول يهود بني النضير *** النبي صلى الله عليه و سلم بإلقاء حجر عليه من فوق حائط كان يجلس هو بجواره فيخبره جبريل عليه السلام بمكرهم .. فيقوم صلى الله عليه و سلم فجأة من مجلسه ليسقط الحجر على الأرض دون أن يصيبه صلى الله عليه و سلم أذى .. يأمر صلى الله عليه و سلم يهود بني النضير بالخروج من المدينة على أن يتركوا أسلحتهم جزاءا لخيانتهم .. بعدها يجمع الحارث بن ضرار سيد يهود بني المصطلق قومه ليهجموا على المدينة ليقضوا على محمد صلى الله عليه و سلم و رسالته و انتقاما ليهود بني النضير .. و يصل الخبر للنبي صلى الله عليه و سلم فيجمع المسلمين و يتوجهوا إلى حيث يوجد جيش اليهود فيهرب كثير من اليهود و ينهزم الباقون .. يتزوج النبي صلى الله عليه و سلم أم المؤمنين جويرية بنت الحارث و التي كانت قد رأت رؤيا قبل ذلك بأن القمر يسقط في حجرها .. و ليدخل بعد ذلك أبوها الحارث بن ضرار و معه قومه جميعا في الإسلام .. يستجمع المشركون في مكة عدتهم مرة أخرى بقيادة أبي سفيان بن حرب و يتحالفوا مع يهود بني قريظة بالمدينة على *** محمد و القضاء على دينه حتى لا ينتشر هذا الدين في جزيرة العرب و يكون خطرا عليهم و كذلك يتحالفوا مع يهود خيبر بقيادة حيي بن أخطب .. يشير سلمان الفارسي على النبي صلى الله عليه و سلم بحفر الخندق و يشترك معهم النبي صلى الله عليه و سلم في الحفر ليقول بشارة تحققت بعد ذلك "الله أكبـر أعطيت مفاتيح الشام والله إني لأبصـر قصورها الحمر الساعة .. الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس والله إني لأبصـر قصر المدائن أبيض .. الله أكبـر أعطيت مفاتيح اليمن والله إني لأبصـر أبواب صنعاء من مكاني هذا الساعة" .. تتجمع الأحزاب على المسلمين في غزوة الخندق ليكونوا من فوقهم و من أسفل منهم .. و تبلغ القلوب الحناجر و يربط النبي صلى الله عليه وسلم على بطنه حجرين من الجوع .. و يدعوه جابر بن عبد الله إلى طعام يكفي شخصا أو شخصين فيدعو النبي معه جيش المسلمين كله و يدعو الله بالبركة فيأكل الجيش كله و يبقى الطعام كما هو كأن لم يقربه أحد .. يعبر الخندق عمرو بن عبد ود فارس العرب الصنديد و معه عكرمة بن أبي جهل ليطلب عمرو من يبارزه فيخرج له علي بن أبي طالب رضي الله عنه ليفلق هامته بسيفه .. و ليهرب عكرمة بن أبي جهل ليسلم بعد فتح مكة و يحسن إسلامه و ي*** بإذن الله شهيدا في معركة اليرموك .. يقول المنافقون "ما وعدنا الله و رسوله إلا غرورا" .. يأتي وعد الله تعالى بالنصر و يرسل ريحا ت***ع الكفار بخيامهم .. و يكبتهم فينقلبوا خاسرين .. بعدها يخرج النبي صلى الله عليه و سلم للعُمرة و يرسل عثمان بن عفان رضي الله عنه لقريش بأنه لم يأتي لقتال و إنما جاء للعمرة .. فيمنعه المشركون .. و ترسل قريش عروة بن مسعود الثقفي إلى المسلمين ليستطلع الأمر فيرجع إلى أصحابه قائلا: "أي قوم والله لقد وفدت على الملوك كسرى وقيصر والنجاشي والله ما رأيت ملكاً يعظمه أصحابه كما يعظم أصحاب محمد محمداً فإنه إذا أمر ابتدروا أمره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه وإذا تكلم خفضوا أصواتهم وما يحدون إليه النظر تعظيماً له" ثم قال: "وقد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها" .. فأرسل مشركو مكة سهيلا بن عمر إليه صلى الله عليه و سلم ليبرم معه عهدا بأن يعود إلى المدينة هذا العام ثم يقدم مكة في العام الذي يليه و بأنه من يأتي محمدا صلى الله عليه و سلم مسلما من المشركين يعيده إليهم و من يأتي إلى المشركين مرتدا من عند محمد صلى الله عليه و سلم لا يردوه إليه و يرضى النبي صلى الله عليه و سلم بذلك الصلح .. و يبدأ النبي صلى الله عليه و سلم بعدها بإجلاء خونة العهد من يهود بني قريظة في المدينة ثم يقاتل يهود خيبر الخونة المتحصنين في حصونهم و يقول لأعطين الراية غدا لرجل من المؤمنين يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله يفتح الله له .. ثم يعطيها لعلي رضي الله عنه في الغد .. و يفتح الله على يدي علي حصون خيبر .. يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم من أم المؤمنين صفية بن حيي بن أخطب ملك يهود خيبر و تصدق نبوءة داود عليه السلام الواردة في المزمور 45 "اسمعي يا بنت وانظري وأميلي أذنك انسي شعبك وبيت أبيك فيشتهي الملك حسنك لأنه هو سيدك فاسجدي له .. عوضاً عن آبائك يكون بنوك تقيمهم رؤساء في كل الأرض" لتصبح السيدة صفية أما للمؤمنين .. يقدم عمرو بن العاص و خالد بن الوليد من مكة على النبي صلى الله عليه و سلم في المدينة مسلمين ليقول خالد : "يا رسول الله ادعو الله أن يغفر لي" فيقول النبي صلى الله عليه و سلم "اللهم اغفر لخالد .. اللهم اغفر لخالد"

محمد رافع 52 15-09-2012 10:47 AM

يعلم النبي صلى الله عليه و سلم بأن الروم يتحالفون مع نصارى العرب و يجهزون جيوشهم لغزو المدينة و كان عددهم مائتي ألف مقاتل .. فيرسل صلى الله عليه و سلم سرية قوامها ثلاثة آلاف جندي مسلم إلى مؤتة على رأسها زيد بن حارثة و جعفر بن أبي طالب و عبد الله بن رواحة .. ليقول لهم النبي صلى الله عليه و سلم "اغزوا بسم الله في سبيل الله قاتلوا مَنْ كفر بالله لا تغدروا ولا تغلوا ولا ت***وا وليداً ولا امرأة ولا كبيراً فانياً ولا منعزلاً بصومعة ولا تقطعوا نخلاً ولا شجرة ولا تهدموا بناء" .. تنطلق السرية إلى حيث أمرهم النبي صلى الله عليه و سلم و يرى النبي صلى الله عليه و سلم المعركة و هو جالس على منبره في المدينة فيقول "أخذ الراية زيد ف*** .. ثم أخذها جعفر ف*** .. ثم أخذها بن رواحة ف*** .. ثم أخذها سيف من سيوف الله يقصد خالد بن الوليد ففتح الله عليه" .. و يعود خالد بالجيش بعد أن ظن الرومان في ميدان المعركة انه يستدرجهم و يمكر بهم و كان قد وصل لخيمة قائد جيش الروم ثم انسحب .. ترسل امرأة من اليهود تسمى زينب بنت الحارث بشاة مسمومة إلى النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه تقصد ***ه .. قائلة "إن كان نبيا فسينجو و إن كان كاذبا استرحنا منه" فلا تفلح زينب بنت الحارث هي الأخرى و يخبر الله تعالى نبيه بذلك و تنطق الشاة إني مسمومة فيلفظها النبي صلى الله عليه و سلم و يموت بشر بن الحارث من جراء هذا السم .. ثم يقوم لبيد بن عاصم اليهودي عملاق السحر عند قومه بعمل سحر للنبي صلى الله عليه و سلم قاصدا إهلاكه و ***ه مصداقا لقول التوراة "لذلك هكذا قال الرب عن الأنبياء الذين يتنبأون باسمي و أنا لم أرسلهم ..... يفنى أولئك الأنبياء" .. و لتقول أخت لبيد "إن يكن نبيًا فسيخبر وإلا فسيذهله هذا السحر حتى يذهب عقله" .. لقد كان النبي محمد صلى الله عليه و سلم نبيا صادقا .. لأن الله نجاه من كل هذه الشراك و الحيل .. و هذا تأكيد آخر على صدق نبوة النبي محمد .. لأن الله أخبره و نجاه و لم يهلك كما تؤكد التوراة عن النبي الكاذب؟! .. تنقض قريش العهد و تعتدي على قبيلة كانت في حلف النبي صلى الله عليه و سلم فيجهز صلى الله عليه و سلم جيشا قوامه عشرة آلاف صحابي مسلم .. فيعلم الصحابي حافظ بن أبي بلتعة بذلك فيرسل إلى قريش مع امرأة من قريش كتابا بذلك .. فيخبر جبريل النبي صلى الله عليه و سلم فيرسل خلف المرأة عليا و الزبير بن العوام رضي الله عنهما فيدركاها في الطريق و يأخذا منها الرسالة .. ثم يخرج النبي صلى الله عليه و سلم متجها إلى مكة فيقابله عمه العباس معلنا إسلامه .. فيرسله النبي صلى الله عليه و سلم إلى أهل مكة بأنه لا يريد قتالا فيقابل العباس أبا سفيان و يخبره و يرى أبو سفيان الجيش بنفسه .. دخل جيش المسلمين مكة في صباح يوم الجمعة الموافق عشرين من رمضان من السنة الثامنة للهجرة في عشرة آلاف صحابي كل منهم يحمل شعلة نار و لتصدق نبوءة موسى عليه السلام حين قال "وَتَأَلَّقَ فِي جَبَلِ فَارَانَ جَاءَ مُحَاطاً بِعَشَرة آلاف من الرجال القديسين وَعَنْ يَمِينِهِ نار شريعة" .. و لتصدق نبوءة ادريس عليه السلام حين قال "قد جاء بِصُحْبَةِ عَشَرَة آلاف مِنْ قِدِّيسِيهِ لِيَدِينَ جَمِيعَ النَّاسِ وَيُوَبِّخَ جَمِيعَ الأَشْرَارِ" .. يدخل النبي صلى الله عليه و سلم مكة من غير حرب إلا معركة صغيرة كانت بين سهيل بن عمرو و معه عكرمة بن أبي جهل و معهم آخرون و بين جيش خالد بن الوليد و ينهزم المشركون و يفر سهيل و عكرمة .. يدخل النبي صلى الله عليه و سلم مكة خافضا رأسه لله و هو على ناقته تواضعا حتى تكاد رأسه الشريفة أن تمس سنام الناقة .. و يقول مناديا: "من دخل المسجد فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن و من دخل دار أبي سفيانٍ فهو آمن" و ليشير بعصاه إلى الأصنام التي كانت قد ملأت أرجاء الكعبة الشريفة قائلا "قل جاء الحق و زهق الباطل إن الباطل كان زهوقا" .. لتسقط الأصنام متهدمة و لتعلو كلمة الله تعالى على أرض الله .. و تصدق نبوءة سفر زكريا حين أخبر الله تعالى عن نبي آخر الزمان "و يكون في هذه الأيام اقطع اسماء الاصنام من الارض فلا تذكر بعد" .. فقد أباد النبي صلى الله عليه و سلم أصنام اللات و العزى و مناة و ود و سواع و يغوث و يعوق و نسرا .. يعود النبي صلى الله عليه و سلم ليقيم بين إخوانه من الأنصار في المدينة .. يعفو النبي صلى الله عليه و سلم عن أهل مكة قائلا "أقول لكم كما قال أخي يوسف لإخوته .. لا تثريب عليكم اليوم .. اذهبوا فأنتم الطلقاء"

محمد رافع 52 15-09-2012 10:48 AM

تصل الأخبار إلى النبي صلى الله عليه و سلم بأن المشركين من قبيلة هوازن و غطفان قد أجمعوا أمرهم في ثلاثين ألفا من الجنود بقيادة مالك بن عوف لقتال المسلمين انتقاما لحلفائهم من المشركين في مكة فينادي النبي في أصحابه بالجهاد فيتجمع اثنا عشر ألفا من الجنود المسلمين ليتجهوا إلى قتال المشركين في وادي حنين .. و يعجب المسلمون بكثرتهم فيقولوا لن نغلب اليوم من قلة .. فيهجم عليهم المشركون من خلف التلال و هم في الوادي فيتفرق المسلمون و يأخذ النبي صلى الله عليه و سلم بيده حفنة من تراب و يقول ألا شاهت الوجوه .. فما من أحد من المشركين إلا و أصيب في عينيه .. و ينادي النبي صلى الله عليه و سلم على المسلمين عن طريق العباس بن عبد المطلب فيتجمعوا مرة أخرى و ينتصر المسلمون .. و يسلم مالك بن عوف و قومه و يرد النبي صلى الله عليه و سلم ما كان قد أخذ منهم بل و يزيدهم .. يعلم النبي صلى الله عليه و سلم بأن الروم يتحالفون مع نصارى العرب في تبوك و يجهزون جيوشهم لغزو المدينة و كان عمره 62 سنة .. فينادي النبي صلى الله عليه و سلم في أصحابه بالجهاد و ينادي "من يجهز جيش العسرة و له الجنة" فيأتي أبو بكر رضي الله عنه بماله كله و يأتي عمر رضي الله عنه بنصف ماله و يجهز عثمان ألف مجاهد بألف بعير و ألف دينار من ذهب فيقول النبي صلى الله عليه و سلم "اللهم إني راض عن عثمان فارض عنه .. ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم" .. يخرج النبي صلى الله عليه و سلم على راحلته و معه ثلاثون ألف مسلم مجاهد .. متجها إلى تبوك في مسيرة مقدارها شهر ذهابا و شهر إيابا .. و حينما وصل إليها النبي صلى الله عليه و سلم عسكر هناك شهرا .. و لما وجد العدو قد فر قرر العودة .. ليحاول المنافقون أن ي***وه و لكن الله تعالى ينجيه .. و ليستعد النبي صلى الله عليه و سلم بعد ذلك ليحج حجة الوداع و هي الحجة الوحيدة التي حجها النبي صلى الله عليه و سلم ليضع فيها منهاجا لأمته إلى يوم القيامة .. و يقف بأبي هو و أمي قائلا: "أيها الناس اسمعوا قولي فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدا أيها الناس إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا وكحرمة شهركم هذا وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم وقد بلغت فمن كان عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها وإن كل ربا موضوع ولكن لكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون . قضى الله أنه لا ربا وإن ربا عباس بن عبد المطلب موضوع كله" .. "أيها الناس فإن الشيطان قد يئس من أن يعبد بأرضكم هذه أبدا ولكنه إن يطع فيما سوى ذلك فقد رضي به بما تحقرون من أعمالكم فاحذروه على دينكم" .. "أيها الناس إن لكم على نسائكم حقا ولهن عليكم حقا لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه وعليهن أن لا يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضربا غير مبرح فإن انتهين فلهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمات الله فاعقلوا أيها الناس قولي فإني قد بلغت وقد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا أمرا بينا كتاب الله وسنة نبيه" .. "أيها الناس اسمعوا قولي واعقلوه .. تعلمن أن كل مسلم أخ للمسلم وأن المسلمين إخوة فلا يحل لامرئ من أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس منه فلا تظلمن أنفسكم اللهم هل بلغت ؟" .. فقال الناس: اللهم نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اللهم فاشهد"

محمد رافع 52 15-09-2012 10:49 AM


تتنزل آية من أواخر الآيات مؤذنة بنعي النبي صلى الله عليه و سلم و هي "ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلأسْلاَمَ دِينا"ً .. و يعود النبي صلى الله عليه و سلم إلى المدينة و يمرض بالحمى .. ثم يشعر صلى الله عليه و سلم بقوة في جسده فيخرج على أصحابه قائلا "إن عبدًا خيره الله أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عنده فاختار ما عنده" فيبكي أبو بكر رضي الله عنه .. ثم يقول صلى الله عليه و سلم "إني فرطكم وإني شهيد عليكم وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن وإني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض وإني والله ما أخاف أن تشركوا بعدي ولكني أخاف عليكم أن تنافسوا فيها" .. ثم يزور أهل البقيع و شهداء أحد ليلا قائلا: "السلام عليكم يا أهل المقابر ليهن لكم ما أصبحتم فيه بما أصبح الناس فيه أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها الآخرة شر من الأولى" .. و تتنزل آخر سورة من سور القرآن الكريم قبل وفاة النبي صلى الله عليه و سلم بأيام قلائل "إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ. وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا. فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا" و لتصدق كلمات الله تعالى في سفر اشعياء القائل عن نبي كل الأمم "جَمِيعُ قُطْعَانِ قِيدَارَ تَجْتَمِعُ إِلَيْكِ وَكِبَاشُ نَبَايُوتَ تَخْدُمُكِ تُقَدِّمُ قَرَابِينَ مَقْبُولَةً عَلَى مَذْبَحِي وَأُمَجِّدُ بَيْتِي الْبَهِي" و قيدار و نبايوت هم أبناء اسماعيل عليه السلام .. و يشتد المرض بالنبي صلى الله عليه و سلم فيستأذن نساءه أن يمرض في بيت عائشة رضي الله عنها فيأذن له .. و يستخلف النبي صلى الله عليه و سلم أبا بكر الصديق للصلاة بالناس .. و كان آخر ما فعله فجر الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول أن أزاح ستارا كانت على باب حجرته ليرى المسلمين و هم يصطفون في صلاة الفجر خلف أبي بكر الصديق فيبتسم صلى الله عليه و سلم .. ثم يستأذنه جبريل و معه ملك الموت .. ليرفع النبي صلى الله عليه و سلم سبابته إلى السماء قائلا .. "بل الرفيق الأعلى .. بل الرفيق الأعلى .. مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين و الشهداء و الصالحين" .. و لتصعد روح أحب خلق الله إلى الله و هو يرتدي رداءا و إزارا مرقعين .. نعم مات عليه الصلاة والسلام و قد ملك من أقصى اليمن إلى صحراء عمان إلى أقصى الحجاز .. من البحر إلى البحر .. ثم توفي وعليه دين ودرعه مرهونة في طعام لأهله .. لم يترك دينارا ولا درهما ولا شيد قصرا .. وكان يأكل على الأرض ويجلس على الأرض ويجالس المساكين ويمشي في الأسواق ويتوسد يده ويرقع ثوبه ويخصف نعله ويصلح خصه ويمهن لأهله ولا يأكل متكئا ويقول: أنا عبد آكل كما يأكل العبد .. ويقتص من نفسه ولا يرى ضاحكا ملئ فيه .. لا يأكل وحده ولا يضرب عبده ولا يمنع رفده ولا ضرب قط بيده إلا في سبيل الله وقام لله حتى ورمت قدماه فقيل له: أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال : أفلا أكون عبدا شكورا؟ .. وكان يسمع لجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء إذا قام بالليل .. كان من صفاته صلى الله عليه وسلم الأمانه وصدق اللهجة فكان يسمى قبل النبوه بالصادق الأمين .. عندما شفع اسامة بن زيد في اقامة حد السرقة على فاطمة المخزومية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أتشفع في حد من حدود الله ياأسامة والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد يدها" .. دخل عليه رجل فأصابته هيبته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم له "هون عليك يا أخي انما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد" .. كان كثير السكوت لا يتكلم في غير حاجة يعرض عمن تكلم بغير جميل كان ضحكه تبسما وكلامه فصلا اذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير .. قالت السيدة عائشة رضي الله عنها ماشبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام تباعا من خبز حتى مضى .. وقالت ايضا رضي الله عنها في وصف خلقه: "لم يكن رسول الله فاحشاً ولامتفحشاً ولا يجزي السيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح وقالت: ما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله تعالى" .. و من زهده صلى الله عليه و سلم أن عبد الله بن عمر قال: "اضطجع النبي صلى الله عليه وسلم على حصير فأثر الحصير بجلده فجعلت أمسحه وأقول: بأبي أنت وأمي يارسول الله ألا أذنتنا فنبسط لك شيئاً يقيك منه تنام عليه فقال عليه الصلاة والسلام: "مالي وللدنيا وماأنا والدنيا إنما أنا والدنيا ****ب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها" .. ما خير بين أمرين الا اختار أيسرهما مالم يكن اثما وما انتقم لنفسه قط .. كان لايزيده جهل الجاهل الا عفوا وصفحا فقد روى أنس بن مالك رضي الله عنه قال:"كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم وعليه برد غليظ الحاشية فجذ به أعرابي بردائه جذبة شديدة حتى أثرت حاشية البرد في صفحة عنقه ثم قال: يا محمد احمل لي على بعيري هذين من مال الله الذي عندك فإنك لا تحمل لي من مالك ولا من مال أبيك! فقال النبي صلى الله عليه وسلم المال مال الله وأنا عبده" .. كان أجود الناس وما سئل عن شيء قط فقال لا ويقول "ما أحب ان لي ذهبا تمضي علي ثلاث أيام وعندي منه دينار الا شىء أرصده لديني" .. كان أشد الناس حياء وكان أشد حياء من العذراء في خدرها من سأله حاجه لم يرده الا بها أو بقول حسن وكان دائم البشر لين الجانب وكان أوسع الناس صدرا وأصدقهم لهجه وأكرمهم عشرة .. لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يمر في طريق فيتبعه أحد إلا عرف أنه سلكه من طيبه صلى الله عليه وسلم .. تقول السيدة عائشة رضي الله عنها في وصفه: "أبيض يستسقي الغمام بوجهه ربيع اليتامى عصمة للأرامل" .. صلى الله عليه وسلم وعلى آله و أصحابه وأتباعه صلاة دائمة إلى يوم القيامة .. و إنا لنشهد أنه بلغ الرسالة و أدى الأمانة و نصح فكان خير ناصح .. فاللهم اجزه عنا خير ما جازيت نبيا عن أمته و رسولا عن قومه .. اللهم اجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنة.

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .. و لا تنسوا أخيكم المسلم بدعوة في ظهر الغيب بأن يتخذني الله تعالى عنده شهيدا

dinaali5 17-09-2012 11:45 AM

جزاكم الله خيرا

محمد رافع 52 17-09-2012 12:47 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dinaali5 (المشاركة 4852517)
جزاكم الله خيرا



بارك الله فيكم

عمر ابو قطرة 17-09-2012 01:28 PM

بجد انا مش عارف اقول
بسم الله ما شاء الله
وجزاك الله خير الجزاء

محمد رافع 52 18-09-2012 12:19 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر ابو قطرة (المشاركة 4852676)
بجد انا مش عارف اقول
بسم الله ما شاء الله
وجزاك الله خير الجزاء

بارك الله فيك أخى الكريم
ورضى عنك وعن والديك

محمد رافع 52 19-09-2012 06:57 PM


اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم ....:
- قال رسول الله صلى الله علية وسلم : ( من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات ، وحطت عنه عشر خطيئات ، ورفعت له عشر درجات ). صحيح النسائي.


نسيــــــم الجنـــــــــة 19-09-2012 09:03 PM




صلى عليك إله العرش مـا طلعـت ... شمس وحن إليـك الضـال والسلـم




يا سيدي يا رسـول الله خـذ بيـدي ... فقد تحملــت عبئـا فيـه لـم أقـم



أستغفر الله مما قـد جنيـت علـى ... نفسي ويا خجلي منـه ويـا ندمـي




إن لم تكن لي شفيعا في المعاد فمـن ... يجير لـي مـن عـذاب الله والنقـم



محمد رافع 52 20-09-2012 09:34 AM

محمد .. صاحب الخلق العظيم











محمد -صلى الله عليه وسلم- صاحب الخلق العظيم



لقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنسانًا فريدًا في كل أطوار حياته منذ طفولته المبكرة.

في شبابه - قبل البعثة - كانتْ حياته نموذجًا كريمًا للخُلق الرفيع، بل يقول بعض أصحاب السِّيَر: إنَّ محمدًا وهو رضيع كان دائمًا يرضع ثَدي مُرضعته الأيمن، ولا يرضع من الأيسر، كأنما يتركه لإخوته الآخرين من الرضاعة، ولا غَرَابة في ذلك؛ فقد صنَعه ربُّه على عينه، ربَّاه فأكمَل تربيته، وأدَّبه فأحسَن تأديبه، وفطَرَه على محاسِن الشِّيم ومكارم الأخلاق، ولا يستطيع بشَرٌ كائنًا مَن كان أن يبلغَ من الخُلق الرفيع ما بلغَه خاتَم النبيين؛ لأنَّ الله هو الذي ربَّاه وكمَّله.


فَهْوَ الَّذِي تَمَّ مَعْنَاهُ وَصُورَتَهُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif***ثُمَّ اصْطَفَاهُ حَبِيبًا بَارِئَ النَّسَمِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

مُنَزَّهًا عَنْ شَرِيكٍ فِي مَحَاسِنِهِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif***فَجَوْهَرُ الْحُسْنِ فِيهِ غَيْرُمُنْقَسِمِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وَمَبْلَغُ الْعِلْمِ فِيهِ أَنَّهُ بَشَرٌ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif***وَأَنَّهُ خَيْرُ خَلْقِ اللهِ كُلِّهِمِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif





ونحن أمام حديقة أخلاق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الغنَّاء الوارفة الظلال، الواسعة الأرجاء، نشعر أننا جدُّ عاجزين عن الإحاطة بهذا البحر الْخِضَم، فلقد كان محمد - صلى الله عليه وسلم - مثلاً أعلى في كل خُلقٍ كريم بما لا يبلغ الوصْف مُنتهاه، كان جَمَّ التواضع، حليمًا، شجاعًا، كريمًا، عدْلاً، حكيمًا،.... إلى غير ذلك مما لا حدودَ له، فإن الله - عز وجل - قد وفَّاه حقَّه؛ إذ قال: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].

ومع أنَّ الله أعطاه كلَّ أسباب الرِّفْعة والشرف، فما مِن نبي مُرسَل ولا مَلَك مُقرَّب نَال ما نالَه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الفضْل والكرامة، ورفيع المنزلة عند ربِّه - جلَّ وعلا - وما تيسَّر له من أسباب العَظَمة الحقيقيَّة والمهابة الربَّانيَّة، والكمال الإنساني، فقد كان - عليه الصلاة والسلام - غاية في التواضُع، كان بتواضُعه متميِّزًا، ويَخفض جَناحَه متعززًا، كيف لا وقد رسَم له ربُّه منهجَ التواضع، فقال له: ﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الشعراء: 215].

يروي الإمام أحمد والبيهقي أنه - صلى الله عليه وسلم - خُيِّر بين أن يكون نبيًّا مَلِكًا، أو أن يكون نبيًّا عبدًا، فاختَار - عليه الصلاة والسلام - أن يكون نبيًّا عبدًا.

فقال له إسرافيل عند ذلك: إنَّ الله أعطاك بما تواضعتَ له، أنَّك سيِّدُ ولد آدمَ، وأنك أوَّل مَن تنشقُّ الأرض عنه يوم القيامة، وأنك أوَّل شافعٍ.

ومع ما آتاه الله من التقدُّم والإمامة والفضْل على سائر الأنبياء، فقد كان يَكْره أن يُفَضِّلَه أحدٌ على أنبياء الله؛ تواضُعًا منه - صلى الله عليه وسلم.

ورَد أنه استبَّ مسلمٌ ويهودي، فقال اليهودي معتزًّا بنبيِّه موسى: والذي اصطفَى موسى على العالَمين، فغاظَ ذلك المسلمَ فلطَمه، فبلَغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((لا تُفاضلوا بين الأنبياء، ولا تخيِّروني على موسى))، مع أنه - صلى الله عليه وسلم - يقول في حديث: ((لو كان موسى حيًّا، ما وسعَه إلا اتباعي)).

ولقد كان محمد - صلى الله عليه وسلم - متواضعًا في كل حال، متواضعًا مع أهله، متواضعًا مع خَدَمه، متواضعًا مع أصحابه ومع الناس أجمعين، أمَّا تواضعُه مع أهله، فلقد سُئِلَتْ عائشة - رضي الله عنها - ماذا يصنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيْته؟ فقالتْ: كما يصنع أحدُكم في بيته، يَخصف[1] نعْلَه، ويَحلب شاتَه، ويَخدِم نفسه، ويكون في مهنة أهله.

وأمَّا تواضُعه مع خَدَمه، فإن أنس بن مالك - رضي الله عنه - يقول: خدمتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - نحو عشر سنين، فما قال لشيء فعلتُه: لِمَ فعلته؟ وما قال لشيء تركتُه: لِمَ تركته؟ وأعجبُ من ذلك ما يَرويه أنس من سُمو خُلق الرسول - صلى الله عليه وسلم - في تواضعه يقول: خدمتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - نحو عشر سنين، فما صحبتُه في حضرٍ ولا في سفر لأخدمه، إلاَّ وكانتْ خِدْمته لي أكثر من خِدْمتي له.

أما تواضعُه - صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه، فقد كان جَمَّ التواضُع، ومن ذلك أنه خرَج يومًا على أصحابه متوكِّئًا على عصًا، فقاموا له، فلم يفرَحْ ولَم يَشكرْهم، ولكن قال لهم: ((لا تقوموا كما يقوم الأعاجم، يعظِّم بعضُهم بعضًا، إنما أنا عبدٌ آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلِس العبد)).

وتستوقفه المرأة العجوز في الطريق، فيستمع لها وييسِّر لها حاجتها، ويسعد أنْ يجالس الفقراء والمساكين، وكان يجلس مع أصحابه مختلطًا بهم، فحيث انتهى به المجلس جلَس، ويقول - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: ((لا تُطروني كما أطرتِ النصارى ابنَ مريم، إنما أنا عبد؛ فقولوا: عبد الله ورسوله)).

ولقد دخَل عليه رجل، فأصابته رعْدَة، وما كان محمد - عليه الصلاة والسلام - في قصْر ولا في حرسٍ، وإنما كان ذلك من هَيبة النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له رسول الله: ((هَوِّن عليك؛ فإني لستُ بملكٍ، إنما أنا ابنُ امرأة من قريش، كانتْ تأكل القديد[2] بمكة)).

أما حُسن عِشْرته وجمال أدَبه، وبَسط خُلقه مع سائر الناس، فمما تواتَر به صحيحُ الأخبار، فهذا علي - وهو أقربُ الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم - يقول: كان - عليه الصلاة والسلام - أوسع الناس صدرًا، وأصدقهم لَهْجة، وألْيَنهم عَريكة[3]، وأكرمَهم عِشْرة، وكان - عليه الصلاة والسلام - يتفقَّد أصحابَه، ويحذر الناس من غير أن يطوي عن أحدٍ بِشْرَه وبَشاشته، وكان أكْيسَ الناس، وكان يعطي كلَّ جُلسائه نصيبَهم من الإكرام؛ حتى لا يحسب جليسُه أنَّ أحدًا أكرمَ عليه منه، ويقول أنس بن مالك: ما الْتَقَم أحدٌ أُذُنَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يُحادثه، فينحِّي رأْسَه، حتى يكون الرجل هو الذي ينحِّي رأسَه أولاً، وما أخذ أحدٌ بيده فيرسلُها، حتى يُرسلها الآخر.

وما سُئِل عن حاجة إلاَّ جاد بها، أو بميسور من القول، إن لَم تكنْ عنده، قد وسِعَ الناس بسطه وخُلقُه، فصار لهم أبًا، وصاروا عنده في الحق سواءً، ما نَهر خادمًا قطُّ، ولا ضرَب بيده أحدًا، إلاَّ أنْ يُجاهد في سبيل الله، وتقول عائشة - رضي الله عنها - كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خلا في بيته عن أعين الناس بسَّامًا ضحَّاكًا، وجاء وفْدُ النجاشي، فقام - عليه الصلاة والسلام - يَخدمهم بنفسه، فقال له أصحابه: يا رسول الله، إنا نَكفيك ذلك، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنهم كانوا لأصحابنا مُكْرِمين، وأنا أحبُّ أنْ أكافِئهم)).

وكان - عليه الصلاة والسلام - يَمزح ولا يقول إلاَّ حقًّا، جاءته عجوز تقول: يا رسول الله، ادعُ الله أن يُدْخلني الجنة، فقال: ((يا أمَّ فلان، إن الجنة لا يدخلها عجوز، فولَّت المرأة تبكي))، فقال - عليه الصلاة والسلام – ((أخبروها ألاَّ تدخلَها وهي عجوز؛ إنَّ الله -تعالى- يقول: ﴿ إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا﴾ [الواقعة: 35 - 37])).

أما سَعة صدْره وعظيم حِلمه، فقد كان على غير ما يكون الإنسان العادي، فإن الإنسان بطبيعته رُبَّما رُكِّب فيه من غرائز ودوافع، إذا ما ارْتُكِب ضدَّه عملٌ ضارٌّ به، أو سَمِع قولاً يُغضبه، فإنه سَرعان ما تثور عواطفُه، وتتوتَّر نفسه، فيندفع بالتعجيل بالانتقام، وما كان محمد على هذا النمط قطُّ، كان منهجه في حِلمه وسَعة صدْره ما رسَمه له ربُّه بقوله: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199].

وفي تأويل هذه الآية يقول له جبريل: يا محمد، إنَّ الله يأمرك أن تصِلَ مَن قطَعَك، وتُعطي من حرَمَك، وتعفو عمَّن ظلَمَك.

ولقد طبَّق الرسول - صلى الله عليه وسلم - هذا المنهج كأحسن ما يكون التطبيق، يروي أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنه كان يسير مع النبي - عليه الصلاة والسلام - وعليه بُردٌ غليظ الحاشية، إذ بأعرابي يُسيء إليه فعلاً وقوْلاً؛ أما فِعلاً، فقد جذَبه من رِدَائه جَذْبة شديدة؛ حتى أثَّرتْ حاشية البُرد في صفحة عُنق النبي - صلى الله عليه وسلم - وأما قولاً فهو يقول له: يا محمد، احملْ لي على بعيري هذَيْن مِن مال الله الذي عندك؛ فإنك لا تُعطيني من مالك ولا مِن مال أبيك، فسكت رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قليلاً، ثم قال: ((المال مال الله، وأنا عبده ويُقاد منك يا أعرابي ما فعلتَ بي))، فقال الرجل: لا، لا يُقاد مني، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ولِمَ؟))، قال: لأنك لا تكافئ بالسيئة السيئة، فضحِكَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمر بأن يحملَ له على بعيرٍ تَمْر، وعلى الآخر شَعير.

ولا أدَّل على تَمَكُّن صفة الحِلْم من نفسه - عليه الصلاة والسلام - وأصالتها في أخلاقه من أنَّ حِلمه كان عامًّا، حتى شمل أعداءَه، وكان سببًا في إسلام الكثير منهم، يقول عبدالله بن سلام: لَمَّا أرادَ الله هِداية زيد بن سعنة - وكان زيد من أحبار اليهود - قال زيد: إنه ما من علامات النبوة شيء إلاَّ عرَفْتُه في وجْه محمد، إلاَّ علامتين لَم أخبرْهما منه: يَسبق حِلمه جهلَ الجاهل، ولا تزيده شدة الجهل عليه إلاَّ حِلمًا، يقول زيد: وكنتُ أنطلق إليه وأخالِطُه؛ لأعرف حِلمه، ثم إنه كان لزيد عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دَيْن، وكان الدَّيْن محدودًا بأجلٍ، فتعمَّد زيد أن يأتِيَه قبل الأجَل بأيام، وبينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخرج إلى جنازة ومعه بعض أصحابه، يقول زيد: فجذبتُ النبي جذبةً قوية؛ حتى سقَط رداؤه عن عُنقه، ثم أقبلتُ إليه بوجْه جَهْمٍ غليظ، وقلت: ألاَّ تقضيني يا محمد دَيْني، فما عَلِمتُكم يا بني عبدالمطلب إلاَّ مطلاً، قال ذلك، فتحرَّك عمر في قوة، ورمَى ببصره إلى اليهودي، وقال: يا هذا، أتفعَل ذلك برسول الله، وتقول ما أسمع، وتفعل به ما أرى، فوالذي بعثَه بالحقِّ، لولا ما أخاف فوْته، لسبقني رأْسُك، كل ذلك ورسول الله هادئ ساكن، يبتسم في هدوء، يقول: ((يا عمر، أنا وهو أوْلَى منك بغير ذلك، أنْ تأمرَني بحُسن الأداء، وتأمره بحسن التِّباعة؛ أي: بحُسن الطلب))، ثم يقول: ((اذهبْ يا عمر، فأعطه حقَّه، وزِدْه عشرين صاعًا من تمرٍ جزاء ما رُعْتَه))، فانطلَق معه عمر، وأعطاه حقَّه، وزاده عشرين صاعًا كما أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال زيد: ما هذا قال: أمرَني رسول الله أن أزيدَك هذا التمر مكان ما رُعْتُك، قال: يا عمر أتعرفني؟ قال: لا، فمَن أنت؟ قال: زيد بن سعنة، قال: الْحَبْر، قال: فما الذي حمَلك على أن تفعلَ ما فعلتَ، وتقول ما قلتَ؟ قال يا عمر: إنه ما من علامات النبوَّة شيء إلاَّ عرَفْتُها في وجْه محمد، إلاَّ هاتين العلامتين: يَسبق حِلْمه جهلَ الجاهل، ولا تزيده شدة الجهل عليه إلاَّ حِلمًا، أما وأني قد خُبِّرتُهما منه، فإني أُشهدك يا عمر بأني قد رضيتُ بالله ربًّا، وبالإسلام دِينًا، وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - نبيًّا، وأشهدك يا عمر أني جعلتُ شَطْر مالي - وأنا من أكثر الناس مالاً - صدقة على أُمَّة محمد - صلى الله عليه وسلم - قال عمر: أو على بعضهم؛ فإنك لا تَسعهم، ثم انطلَق به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسْلَم وأسلمَ أهلُ بيته، وأما شمول عفوه، فكان منهجه في ذلك ما رسَمه له ربُّه بقوله: ﴿ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ﴾ [الحجر: 85].

لذلك ما انتقَم الرسول لنفسه قطُّ، بل سلَك سبيل العفو عند المقدرة، ويتجلَّى ذلك بجلاء في موقفه يوم فتح مكة من ألدِّ الأعداء، فلقد دخلَها ظافرًا منتصرًا، ومَكَّنه الله من رِقَاب أعدائه، وكان يُمكنه حصادُها، ولو فعَل كان له العُذر؛ فإن القوم آذوه وقاتَلوه وأخرجوه، ولكن غلَب لِينُه شِدَّتهم، ورِفْقُه غِلْظتهم، وحِلْمه جَهلهم، وإنسانيته وحْشِيَّتهم، فما عامَلهم بالمثْل، بل وقَف المتجبِّرون بالأمس جلوسًا، تعلوهم الذِّلَّة والصَّغار، ينتظروه ما يقرِّره مصيرهم على يد محمد الظافر، وإذا بالرسول - عليه الصلاة والسلام - يقول لهم: ((يا معشر قريش، ما تظنون أني فاعلٌ بكم؟))، قالوا: خيرًا، أخٌ كريم، وابن أخٍ كريم، فأصْدَر عفوَه الشامل بكلمته الخالدة: ((اذهبوا فأنتم الطُّلقاء)).

ولا يعلم إلا الله وحْدَه كم حَقَنتْ هذه الكلمة من دماء، وكم أبْقَتْ على نفوس! وكم وصَلَتْ من أرحام! وكم أفادتِ الإسلام والمسلمين؛ فدخَل الناس في دين الله أفواجًا لِمَا رأوا من سماحة الإسلام، وكريم عفو الرسول، وصدق الله العظيم: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ [آل عمران: 159].

وأمَّا رحمتُه - صلى الله عليه وسلم - فهي رحمة عمَّت العالمين، وقد شَهِد له ربُّه بذلك؛ إذ قال: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107].

وسَمَّاه الرؤوف الرحيم، فقال -تعالى-: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128].

فكان - صلى الله عليه وسلم - يعامل برحمة الكبير والصغير، والمؤمن والمشرك، بل لقد رحمَ أعداءَه، فما دعا عليهم، بل كان يحتمل أذاهم، ويرجو صلاحَهم، ويدعو لهم قائلاً: ((اللهم اغفرْ لقومي؛ فإنهم لا يعلمون)).

ويعقب القاضي عِياض على هذا القول، فيقول: انظرْ إلى هذا القول من جماع الفضْل ودرجات الإحسان، وحُسن الخُلق، وكَرَمِ النفْس، وغاية الصبر والْحِلم؛ إذ لَم يسكتْ عن قومه وقد فعلوا به ما فعلوا، بل عفَا عنهم وزادهم، فأشْفَقَ عليهم؛ حيث رحمَهم ودعا لهم، فقال: ((اللهم اغفرْ))، ثم بيَّن سببَ الشفقة والرحمة، فقال: ((لقومي))، ثم اعتذَر عن جْهلهم معه، فقال: ((فإنهم لا يعلمون)).

وإذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رحيمًا بالناس جميعًا، فهو بأهله أرْحمُ وبأزواجه أرفق، فقد كان مع أزواجه المثَل الأعلى في الرِّفْق والحنان، وحُسن المعاشرة، بل لقد جعَل الرسول الكريم حُسن معاشرة الزوجة ميزانًا لأفضليَّة المسلم، يقول: ((أكمل المؤمنين إيمانًا، أحسنهم خُلقًا، وخياركم خيارُكم لنسائهم))، ويقول في حديث آخرَ: ((خيرُكم خيركم لأهله، وأنا خيرُكم لأهلي)).

ولقد كان كثيرًا ما يحتمل أزواجه، ويَصبِر على ما قد يبدر منهنَّ؛ تطبيقًا لقوله -تعالى-: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [النساء: 19]، يقول العقَّاد - رحمه الله -: لَم يجعلْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من هيبة النبوَّة سَدًّا منيعًا بينه وبين نسائه، بل أنساهنَّ - بكرم معاملته وإيناسه ورِفْقه - أنهنَّ يخاطبْنَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولقد كان - صلى الله عليه وسلم - هاشًّا باشًّا، يُدْخِل السرور على أهله؛ تقول عائشة - رضي الله عنها -: كنتُ ألعب بالبنات - أي بالصور على هيئة البنات - فيَجِيء صويحباتي، فيلعبْنَ معي، فإذا رأيْنَ رسول الله، انقمَعْنَ - تعني دخلْنَ خلف الستر حياءً وأدبًا - فكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يبحث عنهنَّ ويُدْخِلهُنَّ عليّ؛ ليلْعَبْنَ معي، وقد كان حاله في غضبه لا يقلُّ لُطفًا وصَفحًا عن حاله في السرور؛ تقول عائشة - رضي الله عنها - كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا غضبتُ يضع يدَه على منكبي، ويقول: ((اللهم اغفرْ لها ذنبَها، وأذهبْ عنها غيظَ قلبها، وأعذْها من الفتنة)).

ومما ورَد في جميل رِقَّته ولُطفه، ما جاء في البخاري من قوله - صلى الله عليه وسلم - لعائشة - رضي الله عنها -: ((إني لأعلم إذا كنتِ عليّ غَضْبى أو كنتِ عني راضية))، قالت: وكيف تعرف ذلك يا رسول الله؟ قال: ((إذا كنتِ عني راضية تقولين: لا ورَبِّ محمد، وإذا كنتِ علي غضبى، تقولين: لا ورَبِّ إبراهيم))، قالتْ عائشة: أجَل يا رسول الله، والله ما أهْجُر إلاَّ اسْمَك.

لقد كان - صلى الله عليه وسلم - كريمَ الرِّفْق بزوجاته، يطيِّب خاطِرَ إحداهنَّ إذا أُسِيء إليها.

ومن ذلك ما رواه الحاكم في المستدْرَك عن صفيَّة بنت حُيَي - وقد كانتْ يهوديْة فأسلمتْ وتزوَّجتْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تقول صفيَّة: دخَل عليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أبكي، فقال: ((يا بنت حُيَي، ما يُبكيك؟))، قالتْ: بلغني أنَّ عائشة وحفصة تنالان مني، تقولان: نحن خيرٌ منها، نحن بنات عمِّ النبي وزوجاته، تُرى كيف يُطيِّب الرسول خاطرَها؟ لقد قال لها في جميل كياسة، وحُسْن سياسة ليرضيَها: ((أفلا قلتِ لهنَّ كيف تكونان خيرًا مني، وأبي هارون، وعمِّي موسى، وزوجي محمد - صلى الله عليه وسلم)).

إنه الخلُق الكريم في أروع صُوَره، وأجمل مَراميه:

خُلُقٌ أَرَقُّ مِنَ النَّسِيمِ وَرَحْمَةٌ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif**عَمَّتْ يشِيدُ بِذِكْرِهَا الرُّحَمَاءُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وَحُلِيتَ مِنْ شَرَفِ الأَمَانَةِ حُلَّةً http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif**وَمِنَ السَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ رِدَاءُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


صلوات الله وسلامه عليك يا صاحب الخُلق العظيم.




[1] يخصف: يصلح.


[2] القديد: اللحم المجفف بالشمس.


[3] العريكة: الطبيعة: والمعنى: أنه كان - صلى الله عيله وسلم - مطاوعًا قليلَ الخلاف.

محمد رافع 52 20-09-2012 09:43 AM

هذا محمد .. فمن أنتم؟





هذا محمد..فمن أنتم؟




الحمد لله المتفرد باسمه الأسمى المختص بالملك الأعز الأحمى الذي وسع كل شيء رحمة وعلمًا، وأسبغ على أوليائه نعمًا، وبعث فيهم رسولا من أنفسهم أزكاهم محتدًا ومنمى و أرجحهم عقلاً وحلمًا وأوفرهم علمًا و فهمًا وأقواهم يقينًا وعزمًا وأشدهم بهم رأفة ورحمى، وزكاه روحًا و جسمًا، وحاشاه عيبا ووصمًا، وآتاه حكمة وحكمًا، وفتح به أعينًا عمًيا و قلوبًا غلفًا وآذانًا صمًا، فآمن به وعزره ونصره من جعل الله له في مغنم السعادة قسمًا، وكذب به و صدف عن آياته من كتب الله عليه الشقاء حتمًا، و من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى، صلى الله عليه وسلم صلاة تنمو و تنمى، وعلى آله وصحبه و سلم تسليمًا كثيرًا.


وبعد:
فإن النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم هو النبي الذي أرسله الله تعالى ليغير مجرى التاريخ؛ وليعيد البشرية إلى رشدها، بعد أن كانت غارقة في وثنيات فاجرة، وعادات جاهلية ظالمة، وانحرافات خُلُقية مقيتة، وعبودية مذلة للشيطان وجنده.

فجاء محمد صلى الله عليه وسلم على حين فترة من الرسل وانطماس من السبل، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ويهديهم إلى الصراط المستقيم، ويبصرّهم من بعد عمًى وضلال؛ ليخرجهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.

قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ [التوبة: 33].


وما بعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم إلا لرحمة الناس وإنقاذهم من الهلاك، وتمهيد سبيل السعادة لهم، ودعوتهم للحياة الحقيقية في ظل توحيد الله ونبذ كل عبودية لغيره، فدعوته صلى الله عليه وسلم سبب الرحمة للبشرية جمعاء.

قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِي﴾ [الأنبياء: 107].


ودعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم هي حياة القلوب والأبدان، وهي سبب السعادة في الحياة الدنيا للإنس والجان، وسبب النعيم الأبدي والرضا السرمدي حيث الحياة الحقة في الجنان.

قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال: 24].


وقد كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم شديدَ الحرص على الناس، باذلاً نفسه في سبيل هدايتهم، حاملاً لهم في قلبه تمام الرحمة وكامل الرأفة.

قال تعالى: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [التوبة: 128].


حتى إنه صلى الله عليه وسلم من شدة رحمته ورأفته بالناس كاد يموت أسفًا وحزنًا وشفقة على أعدائه من الكفار لعدم إيمانهم بهذه الرسالة، حتى قال الله تعالى له: ﴿ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آَثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ﴾[الكهف: 6].

وما بعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم إلا ليكمل دعوة الأنبياء والمرسلين إلى مكارم الأخلاق، فجاء داعيًا لكل خلق حميد صالح، ناهيًا عن كل الخصال الفاسدة والأخلاق الذميمة، فقد جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق" [1].

وكما جمع محمد صلى الله عليه وسلم كل خصال الكمال في دعوته، فقد جمعها أيضًا في أقواله وأفعاله، فبلغ درجة من الكمال الخلقي لم يبلغها إنسان قبله ولن يبلغها إنسان بعده، وكفاه في ذلك تزكية رب العالمين له بقوله: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].


ولذلك لم يكن عجيبًا أن يجعل الله التأسّي بمحمد صلى الله عليه وسلم عبادة يتقرب بها إلى الله وينال بها رضوانه، وأن يجعل الاقتداء به سبيلاً للجنة، وطريقًا للنجاة يوم القيامة.

قال الله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا[الأحزاب: 21].


بل جعل الله اتباع محمد صلى الله عليه وسلم علامة على حب الله، وأمارة على صدق هذه المحبة، وسببًا لمحبة الله للعباد ومغفرته ذنوبهم، فقال الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [آل عمران: 31].


إن الله قد اختار محمدًا صلى الله عليه وسلم ليكون النبي الخاتم الذي لا نبي بعده، فلا سبيل للنجاة إلا بالإيمان به واتباع هديه، فكل السبل مغلقة إلا سبيله، وكل الأبواب مُوصدة إلا بابه.

قال الله تعالى: ﴿ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴾[الأحزاب: 40].


واختار الله محمدًا صلى الله عليه وسلم ليوحي إليه أعظم الكتب السماوية وهو القرآن العظيم الذي جاء مهيمنًا على كل الكتب السماوية قبله.

قال الله تعالى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ [المائدة: 48].


كما اختار الله محمدًا صلى الله عليه وسلم ليحمل أشرف رسالة، وأكمل شريعة، وأعظم دين وهو دين الإسلام، النعمة التامة الكاملة التي منّ الله بها على الخلق كافة.

قال الله تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا [المائدة: 3].


واختص الله محمدًا صلى الله عليه وسلم بخير الأصحاب وأفضل الأتباع الذين كانوا خير دليل على حسن تعليمه، وبينة عملية على كمال تربيته، وشاهدًا تاريخيًا على أثره العظيم في تحويل جيل كامل من جاهلية جهلاء ومعيشة ظلماء وعقائد عوجاء وارتكاسات حمقاء، إلى عقيدة التوحيد والنقاء وشريعة العفة والصفاء، إلى كمال بشري وسمو أخلاقي قد بلغ عَنان السماء.

قال الله تعالى: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا[الفتح: 29].


واصطفى الله أمة محمد صلى الله عليه وسلم ليكونوا شهداء على الناس، ثم اصطفاه الله تعالى ليكون شاهدًا على هذه الأمة.

قال الله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ [البقرة: 143].


وقال سبحانه وتعالى: ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا [النساء: 41].


واصطفى الله أمة محمد صلى الله عليه وسلم كذلك ليكونوا خير أمة أخرجت للناس بتنفيذهم للتعاليم التي جاء بها نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم من أمر بمعروف ونهي عن المنكر.


قال الله تعالى: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران: 110].


واصطفى الله محمدًا صلى الله عليه وسلم ليكون أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة، وليكون أول شافع وأول مشفع، فقد صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر، وأنا أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة ولا فخر، وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر، ولواء الحمد بيدي يوم القيامة ولا فخر"[2].


بل إن باب الجنة لن يُفتح إلا لمحمد صلى الله عليه وسلم، وهو أول من سيقرع باب الجنة، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: "آتي باب الجنة فأستفتح، فيقول الخازن، من أنت؟ فأقول محمد، فيقول: بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك" [3].


وقال عليه الصلاة والسلام: " أنا أول من يقرع باب الجنة"[4].


بل إن الله اصطفى أمة محمد صلى الله عليه وسلم لتكون أول أمة تدخل الجنة، كما قال عليه الصلاة والسلام: "نحن الآخرون الأولون يوم القيامة، نحن أول الناس دخولاً الجنة" [5].


إن النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم هو سيد الأنام وأكرم رسل الله الكرام فهو الأرفع مكانة والأعلى درجة والأسمى رتبة بما شرفه الله به من فضائل وخصال، ومكارم وخلال، لم تجتمع لغيره، ولن تكون لأحد دونه.


إنه الرحمة المهداة والنعمة المسداة، وإمام الهدى ومصباح الدجى والسراج المنير‎ والرحمة للعالمين.

إنه سحاب لا يضره نباح المرجفين، وقمة لا تنالها سهام المشككين، وطود شامخ لا تهزه افتراءات الكافرين وأكاذيب أعداء الدين.

فيا معشر المسلمين.. ارفعوا رؤوسكم فأنتم أتباع الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، واسجدوا لله شكرًا فأنتم إخوان الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، وأبشروا يا من تحبون محمدًا صلى الله عليه وسلم بصحبته في جنات النعيم على سرر متقابلين.

أما أتباع الشياطين، أولئك الذين يرفعون عقيرتهم راغبين في انتقاص خير البرية وخاتم المرسلين، متطاولين على سيدهم وسيد خلق الله أجمعين، فأقول لهم:

هذا محمد...فمن أنتم؟



[1] أخرجه أحمد (8595) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وسنده صحيح، قال الهيثمي في المجمع: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، وصحح العجلوني سنده في كشف الخفا، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2349).

[2] الترمذي (3548)، ابن ماجه (4298) وصححه الألباني في الصحيحة (1571).

[3] مسلم (292).

[4] مسلم (290).

[5] البخاري(231)، ومسلم(1413).

محمد رافع 52 20-09-2012 10:10 AM

دفاع عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم من استهزاء بعض الصحف الغربية
الأطروحات العدائية والاستفزازية لن تزيد العالم إلا شقاءً وبؤساً، ذلك أننا جميعاً بحاجة لمصادر الرحمة والهدى، والتي يسَّرها رب العالمين على يدي رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فكان المستهزئون به عليه الصلاة والسلام، المشوهون لحقيقة حياته ورسالته ممن يصد الناس عن الخير ويمنع من استقرار العالم وطمأنينته، وهذا الصنف من الناس توعده الله في كتابه وندد بسوء فعالهم: ﴿الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً أُوْلَ-ئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ﴾ [إبراهيم: 3].


لحال البشرية اليوم، مع ما وصلت إليه من التقدم في مجالات عديدة من علوم الدنيا، بما تتضمنه من الاكتشافات المبهرة، ثم يأتي في هذا الخضم من العواصم التي تدَّعي التحضر أصواتٌ مبحوحة وكتابات ساقطة تتردى معها تلك المجتمعات بسبب إسقاطات أخلاقية

حرية التعبير لا تجيز الإساءة لأحد:
إن ادعاء صحيفة (Jyllands-Posten) حرية التعبير في نشرها لتلك الرسوم الساخرة من محمد رسول الله، ادعاءٌ غير مسلَّم ولا مقنع، لأن جميع دساتير العالم ومنظماته تؤكد على احترام الرسل، وعلى احترام الشرائع السماوية، واحترام الآخرين وعدم الطعن فيهم بلا


الله محمد صلى الله عليه وسلم ما أوحاه الله إليه في القرآن الكريم من ثناء الله جل وعلا على أولئك النصارى الذي صدقوا في دينهم وفي أمانتهم، وهو قول الله في القرآن الكريم: ﴿وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ﴾ [ سورة

الاستهزاء بالأنبياء مسلك الأشرار:
إن تلك الإساءة التي نشرتها صحيفة (جيلاندز بوستن) لم تخرج عن طريقة أصحاب المناهج الشريرة، الذين الذي حاربوا الأنبياء والمصلحين، وهذا ما أخبرنا الله به عنهم في القرآن الكريم: فقال تعالى: ﴿فَإِن كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ جَآؤُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ﴾ [آل عمران: 184].

وقال سبحانه عن اليهود: ﴿كُلَّمَا جَاءهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُواْ وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ﴾ [المائدة: 70].

وقال الله عزَّ وجلَّ: ﴿قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ * وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ﴾ [الأنعام: 33، 34].
وبين أولئك المبطلين المستهزئين، لننظر من تكون له العاقبة، ومن الذي يضل سعيه، ويكذب كلامه، وتظهر للعالمين أباطيله وافتراءاته، فقد قالها أمثالهم، فلمن كانت العاقبة؟ وأين آثارهم وأين مثواهم؟ قال الله جل شأنه في القرآن الكريم: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [التوبة: 61]، وقال الله سبحانه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً﴾ [الأحزاب: 57].






محمد رافع 52 20-09-2012 10:17 AM

الفيلم المسيء .. وبم نرد؟


إنَّ الحمد لله تعالى، نَحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يَهْد الله فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحْده لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله.

أمَّا بعدُ:
فكلنا يعرف ما حدَث من عرْض الفيلم المسيء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وتداعيات ذلك ورَد فِعْل أبناء الإسلام.

أتفق تمامًا مع إخواني على الخروج من أجل التظاهر ضد هذا الفيلم، ومحاكمة كل مَن له علاقة من قريب أو بعيد بهذا العمل المَشين، فالغرب يدَّعي الحرية، ويقول: إنه يحترم الأديان، فأين هذا الاحترام؟ وهل الحرية هي التعدي على الرُّسل والمقدَّسات، وتجريح مشاعر ملايين المسلمين؟!

ولكني لا أتَّفق مع كل مَن خرَج ليُخرب، أو يُدمِّر، أو يَ***، وكلنا يعرف ما حدَث في ليبيا ومصر واليمن، فالإسلام لا يُقابِل الإساءة بالإساءة، ولكن بالإحسان، والتاريخ خيرُ شاهدٍ.

وهناك وسائل أخرى يمكن أن نقوم بها؛ لنُثبت للعالم أن الإسلام دين علمٍ وحضارة، لا دين إرهاب، وأن رسول الإسلام - صلى الله عليه وسلم - رجل علَّم البشريةَ معنى الحياة، ووضع قواعد الحضارة؛ كما قال برنارد شو، ومايكل هارت، وليو تولستوي، وويل ديورانت.

ومن هذه الوسائل:
الدعوة لعقد مؤتمر إسلامي كبير؛ لمناقشة ما حدَث، والقيام برفع دعوة في المحكمة الدولية لمحاكمة القائمين على هذا الفيلم.

تحسين الدور الذي تقوم به المراكزُ الإسلامية في عواصم وبلدان أوروبا، وذلك عن طريق إنشاء مكتبة إسلامية ضخمة في كل مركز من هذه المراكز، تحوي كُتبًا تتحدث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وسماحة الإسلام، والفقه الإسلامي، والتاريخ والثقافة الإسلامية، وترجمة هذه الكتب إلى اللغات المشهورة عالميًّا.

دعوة كِبار علماء المسلمين من حينٍ لآخر في هذه المراكز؛ لإعطاء محاضرات عن رسول الإسلام، وحضارة الإسلام، وبعد ذلك تُطبَع هذه المحاضرات وتُترجَم إلى اللغات المشهورة عالميًّا، وتُوزَّع.

قيام العلماء المسلمين بكتابة كُتَيِّبات صغيرة، مُعَنْوَنة بـ"وماذا عن الإسلام؟" أو "وماذا عن رسول الإسلام؟"، وتُترجم أيضًا هذه الكُتيِّبات إلى اللغات المشهورة عالميًّا، ثم تُوزَّع في أماكن التجمُّعات ومحطات القطار والمترو؛ كما يَفعل المُنصِّرون في إفريقيا، وهذا من باب الحرية كما يقول المُنصرون!

العودة إلى كتاب الله وسُنة رسوله الكريم، فلا تقدُّم ولا علم إلا بهما.

الحث على النبوغ والتميُّز في العلوم الحديثة -إلى جوار العلوم الشرعية- كي نُرِيَ الغرب أننا ما زلنا أصحاب حضارة.

وختامًا أقول: لم يَقُم الغرب بهجمة شَرِسة على الإسلام والمسلمين، إلا ونُصِر الإسلام والمسلمون بعد ذلك، فها هي أحداث الحادي عشر قد وقَعت، فقلنا: لن تقوم للإسلام قائمة في الغرب بعد ذلك، وسبحان الله، دخل الإسلام من أبناء الصليب في الغرب ألوف مؤلَّفة، أذْهَلت العالم؛ إذ كيف يُقبل الناس على هذا الدين، والإعلامُ الغربي يُخرجه في صورة الدين الذي يحث على سفْك الدماء وهتْك الإعراض وظُلم المرأة؟!
وأقول: لا تَبْتَئِسوا، فالنصر قادم، وغدًا سنرى - إن شاء الله تعالى.



محمد رافع 52 23-09-2012 01:14 PM


محمد .. صاحب الخلق العظيم



د. طه عبدالسلام
مقالات متعلقة







http://www.alukah.net/Images/Content...16_180x180.jpg




محمد -صلى الله عليه وسلم- صاحب الخلق العظيم




لقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنسانًا فريدًا في كل أطوار حياته منذ طفولته المبكرة.


في شبابه - قبل البعثة - كانتْ حياته نموذجًا كريمًا للخُلق الرفيع، بل يقول بعض أصحاب السِّيَر: إنَّ محمدًا وهو رضيع كان دائمًا يرضع ثَدي مُرضعته الأيمن، ولا يرضع من الأيسر، كأنما يتركه لإخوته الآخرين من الرضاعة، ولا غَرَابة في ذلك؛ فقد صنَعه ربُّه على عينه، ربَّاه فأكمَل تربيته، وأدَّبه فأحسَن تأديبه، وفطَرَه على محاسِن الشِّيم ومكارم الأخلاق، ولا يستطيع بشَرٌ كائنًا مَن كان أن يبلغَ من الخُلق الرفيع ما بلغَه خاتَم النبيين؛ لأنَّ الله هو الذي ربَّاه وكمَّله.


فَهْوَ الَّذِي تَمَّ مَعْنَاهُ وَصُورَتَهُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif***ثُمَّ اصْطَفَاهُ حَبِيبًا بَارِئَ النَّسَمِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

مُنَزَّهًا عَنْ شَرِيكٍ فِي مَحَاسِنِهِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif***فَجَوْهَرُ الْحُسْنِ فِيهِ غَيْرُمُنْقَسِمِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وَمَبْلَغُ الْعِلْمِ فِيهِ أَنَّهُ بَشَرٌ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif***وَأَنَّهُ خَيْرُ خَلْقِ اللهِ كُلِّهِمِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif






ونحن أمام حديقة أخلاق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الغنَّاء الوارفة الظلال، الواسعة الأرجاء، نشعر أننا جدُّ عاجزين عن الإحاطة بهذا البحر الْخِضَم، فلقد كان محمد - صلى الله عليه وسلم - مثلاً أعلى في كل خُلقٍ كريم بما لا يبلغ الوصْف مُنتهاه، كان جَمَّ التواضع، حليمًا، شجاعًا، كريمًا، عدْلاً، حكيمًا،.... إلى غير ذلك مما لا حدودَ له، فإن الله - عز وجل - قد وفَّاه حقَّه؛ إذ قال: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].

ومع أنَّ الله أعطاه كلَّ أسباب الرِّفْعة والشرف، فما مِن نبي مُرسَل ولا مَلَك مُقرَّب نَال ما نالَه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الفضْل والكرامة، ورفيع المنزلة عند ربِّه - جلَّ وعلا - وما تيسَّر له من أسباب العَظَمة الحقيقيَّة والمهابة الربَّانيَّة، والكمال الإنساني، فقد كان - عليه الصلاة والسلام - غاية في التواضُع، كان بتواضُعه متميِّزًا، ويَخفض جَناحَه متعززًا، كيف لا وقد رسَم له ربُّه منهجَ التواضع، فقال له: ﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الشعراء: 215].

يروي الإمام أحمد والبيهقي أنه - صلى الله عليه وسلم - خُيِّر بين أن يكون نبيًّا مَلِكًا، أو أن يكون نبيًّا عبدًا، فاختَار - عليه الصلاة والسلام - أن يكون نبيًّا عبدًا.

فقال له إسرافيل عند ذلك: إنَّ الله أعطاك بما تواضعتَ له، أنَّك سيِّدُ ولد آدمَ، وأنك أوَّل مَن تنشقُّ الأرض عنه يوم القيامة، وأنك أوَّل شافعٍ.

ومع ما آتاه الله من التقدُّم والإمامة والفضْل على سائر الأنبياء، فقد كان يَكْره أن يُفَضِّلَه أحدٌ على أنبياء الله؛ تواضُعًا منه - صلى الله عليه وسلم.

ورَد أنه استبَّ مسلمٌ ويهودي، فقال اليهودي معتزًّا بنبيِّه موسى: والذي اصطفَى موسى على العالَمين، فغاظَ ذلك المسلمَ فلطَمه، فبلَغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((لا تُفاضلوا بين الأنبياء، ولا تخيِّروني على موسى))، مع أنه - صلى الله عليه وسلم - يقول في حديث: ((لو كان موسى حيًّا، ما وسعَه إلا اتباعي)).

ولقد كان محمد - صلى الله عليه وسلم - متواضعًا في كل حال، متواضعًا مع أهله، متواضعًا مع خَدَمه، متواضعًا مع أصحابه ومع الناس أجمعين، أمَّا تواضعُه مع أهله، فلقد سُئِلَتْ عائشة - رضي الله عنها - ماذا يصنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيْته؟ فقالتْ: كما يصنع أحدُكم في بيته، يَخصف[1] نعْلَه، ويَحلب شاتَه، ويَخدِم نفسه، ويكون في مهنة أهله.

وأمَّا تواضُعه مع خَدَمه، فإن أنس بن مالك - رضي الله عنه - يقول: خدمتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - نحو عشر سنين، فما قال لشيء فعلتُه: لِمَ فعلته؟ وما قال لشيء تركتُه: لِمَ تركته؟ وأعجبُ من ذلك ما يَرويه أنس من سُمو خُلق الرسول - صلى الله عليه وسلم - في تواضعه يقول: خدمتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - نحو عشر سنين، فما صحبتُه في حضرٍ ولا في سفر لأخدمه، إلاَّ وكانتْ خِدْمته لي أكثر من خِدْمتي له.

أما تواضعُه - صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه، فقد كان جَمَّ التواضُع، ومن ذلك أنه خرَج يومًا على أصحابه متوكِّئًا على عصًا، فقاموا له، فلم يفرَحْ ولَم يَشكرْهم، ولكن قال لهم: ((لا تقوموا كما يقوم الأعاجم، يعظِّم بعضُهم بعضًا، إنما أنا عبدٌ آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلِس العبد)).

وتستوقفه المرأة العجوز في الطريق، فيستمع لها وييسِّر لها حاجتها، ويسعد أنْ يجالس الفقراء والمساكين، وكان يجلس مع أصحابه مختلطًا بهم، فحيث انتهى به المجلس جلَس، ويقول - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: ((لا تُطروني كما أطرتِ النصارى ابنَ مريم، إنما أنا عبد؛ فقولوا: عبد الله ورسوله)).

ولقد دخَل عليه رجل، فأصابته رعْدَة، وما كان محمد - عليه الصلاة والسلام - في قصْر ولا في حرسٍ، وإنما كان ذلك من هَيبة النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له رسول الله: ((هَوِّن عليك؛ فإني لستُ بملكٍ، إنما أنا ابنُ امرأة من قريش، كانتْ تأكل القديد[2] بمكة)).

أما حُسن عِشْرته وجمال أدَبه، وبَسط خُلقه مع سائر الناس، فمما تواتَر به صحيحُ الأخبار، فهذا علي - وهو أقربُ الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم - يقول: كان - عليه الصلاة والسلام - أوسع الناس صدرًا، وأصدقهم لَهْجة، وألْيَنهم عَريكة[3]، وأكرمَهم عِشْرة، وكان - عليه الصلاة والسلام - يتفقَّد أصحابَه، ويحذر الناس من غير أن يطوي عن أحدٍ بِشْرَه وبَشاشته، وكان أكْيسَ الناس، وكان يعطي كلَّ جُلسائه نصيبَهم من الإكرام؛ حتى لا يحسب جليسُه أنَّ أحدًا أكرمَ عليه منه، ويقول أنس بن مالك: ما الْتَقَم أحدٌ أُذُنَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يُحادثه، فينحِّي رأْسَه، حتى يكون الرجل هو الذي ينحِّي رأسَه أولاً، وما أخذ أحدٌ بيده فيرسلُها، حتى يُرسلها الآخر.

وما سُئِل عن حاجة إلاَّ جاد بها، أو بميسور من القول، إن لَم تكنْ عنده، قد وسِعَ الناس بسطه وخُلقُه، فصار لهم أبًا، وصاروا عنده في الحق سواءً، ما نَهر خادمًا قطُّ، ولا ضرَب بيده أحدًا، إلاَّ أنْ يُجاهد في سبيل الله، وتقول عائشة - رضي الله عنها - كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خلا في بيته عن أعين الناس بسَّامًا ضحَّاكًا، وجاء وفْدُ النجاشي، فقام - عليه الصلاة والسلام - يَخدمهم بنفسه، فقال له أصحابه: يا رسول الله، إنا نَكفيك ذلك، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنهم كانوا لأصحابنا مُكْرِمين، وأنا أحبُّ أنْ أكافِئهم)).

وكان - عليه الصلاة والسلام - يَمزح ولا يقول إلاَّ حقًّا، جاءته عجوز تقول: يا رسول الله، ادعُ الله أن يُدْخلني الجنة، فقال: ((يا أمَّ فلان، إن الجنة لا يدخلها عجوز، فولَّت المرأة تبكي))، فقال - عليه الصلاة والسلام – ((أخبروها ألاَّ تدخلَها وهي عجوز؛ إنَّ الله -تعالى- يقول: ﴿ إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا﴾ [الواقعة: 35 - 37])).

أما سَعة صدْره وعظيم حِلمه، فقد كان على غير ما يكون الإنسان العادي، فإن الإنسان بطبيعته رُبَّما رُكِّب فيه من غرائز ودوافع، إذا ما ارْتُكِب ضدَّه عملٌ ضارٌّ به، أو سَمِع قولاً يُغضبه، فإنه سَرعان ما تثور عواطفُه، وتتوتَّر نفسه، فيندفع بالتعجيل بالانتقام، وما كان محمد على هذا النمط قطُّ، كان منهجه في حِلمه وسَعة صدْره ما رسَمه له ربُّه بقوله: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199].

وفي تأويل هذه الآية يقول له جبريل: يا محمد، إنَّ الله يأمرك أن تصِلَ مَن قطَعَك، وتُعطي من حرَمَك، وتعفو عمَّن ظلَمَك.

ولقد طبَّق الرسول - صلى الله عليه وسلم - هذا المنهج كأحسن ما يكون التطبيق، يروي أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنه كان يسير مع النبي - عليه الصلاة والسلام - وعليه بُردٌ غليظ الحاشية، إذ بأعرابي يُسيء إليه فعلاً وقوْلاً؛ أما فِعلاً، فقد جذَبه من رِدَائه جَذْبة شديدة؛ حتى أثَّرتْ حاشية البُرد في صفحة عُنق النبي - صلى الله عليه وسلم - وأما قولاً فهو يقول له: يا محمد، احملْ لي على بعيري هذَيْن مِن مال الله الذي عندك؛ فإنك لا تُعطيني من مالك ولا مِن مال أبيك، فسكت رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قليلاً، ثم قال: ((المال مال الله، وأنا عبده ويُقاد منك يا أعرابي ما فعلتَ بي))، فقال الرجل: لا، لا يُقاد مني، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ولِمَ؟))، قال: لأنك لا تكافئ بالسيئة السيئة، فضحِكَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمر بأن يحملَ له على بعيرٍ تَمْر، وعلى الآخر شَعير.

ولا أدَّل على تَمَكُّن صفة الحِلْم من نفسه - عليه الصلاة والسلام - وأصالتها في أخلاقه من أنَّ حِلمه كان عامًّا، حتى شمل أعداءَه، وكان سببًا في إسلام الكثير منهم، يقول عبدالله بن سلام: لَمَّا أرادَ الله هِداية زيد بن سعنة - وكان زيد من أحبار اليهود - قال زيد: إنه ما من علامات النبوة شيء إلاَّ عرَفْتُه في وجْه محمد، إلاَّ علامتين لَم أخبرْهما منه: يَسبق حِلمه جهلَ الجاهل، ولا تزيده شدة الجهل عليه إلاَّ حِلمًا، يقول زيد: وكنتُ أنطلق إليه وأخالِطُه؛ لأعرف حِلمه، ثم إنه كان لزيد عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دَيْن، وكان الدَّيْن محدودًا بأجلٍ، فتعمَّد زيد أن يأتِيَه قبل الأجَل بأيام، وبينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخرج إلى جنازة ومعه بعض أصحابه، يقول زيد: فجذبتُ النبي جذبةً قوية؛ حتى سقَط رداؤه عن عُنقه، ثم أقبلتُ إليه بوجْه جَهْمٍ غليظ، وقلت: ألاَّ تقضيني يا محمد دَيْني، فما عَلِمتُكم يا بني عبدالمطلب إلاَّ مطلاً، قال ذلك، فتحرَّك عمر في قوة، ورمَى ببصره إلى اليهودي، وقال: يا هذا، أتفعَل ذلك برسول الله، وتقول ما أسمع، وتفعل به ما أرى، فوالذي بعثَه بالحقِّ، لولا ما أخاف فوْته، لسبقني رأْسُك، كل ذلك ورسول الله هادئ ساكن، يبتسم في هدوء، يقول: ((يا عمر، أنا وهو أوْلَى منك بغير ذلك، أنْ تأمرَني بحُسن الأداء، وتأمره بحسن التِّباعة؛ أي: بحُسن الطلب))، ثم يقول: ((اذهبْ يا عمر، فأعطه حقَّه، وزِدْه عشرين صاعًا من تمرٍ جزاء ما رُعْتَه))، فانطلَق معه عمر، وأعطاه حقَّه، وزاده عشرين صاعًا كما أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال زيد: ما هذا قال: أمرَني رسول الله أن أزيدَك هذا التمر مكان ما رُعْتُك، قال: يا عمر أتعرفني؟ قال: لا، فمَن أنت؟ قال: زيد بن سعنة، قال: الْحَبْر، قال: فما الذي حمَلك على أن تفعلَ ما فعلتَ، وتقول ما قلتَ؟ قال يا عمر: إنه ما من علامات النبوَّة شيء إلاَّ عرَفْتُها في وجْه محمد، إلاَّ هاتين العلامتين: يَسبق حِلْمه جهلَ الجاهل، ولا تزيده شدة الجهل عليه إلاَّ حِلمًا، أما وأني قد خُبِّرتُهما منه، فإني أُشهدك يا عمر بأني قد رضيتُ بالله ربًّا، وبالإسلام دِينًا، وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - نبيًّا، وأشهدك يا عمر أني جعلتُ شَطْر مالي - وأنا من أكثر الناس مالاً - صدقة على أُمَّة محمد - صلى الله عليه وسلم - قال عمر: أو على بعضهم؛ فإنك لا تَسعهم، ثم انطلَق به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسْلَم وأسلمَ أهلُ بيته، وأما شمول عفوه، فكان منهجه في ذلك ما رسَمه له ربُّه بقوله: ﴿ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ﴾ [الحجر: 85].


محمد رافع 52 23-09-2012 01:16 PM

لذلك ما انتقَم الرسول لنفسه قطُّ، بل سلَك سبيل العفو عند المقدرة، ويتجلَّى ذلك بجلاء في موقفه يوم فتح مكة من ألدِّ الأعداء، فلقد دخلَها ظافرًا منتصرًا، ومَكَّنه الله من رِقَاب أعدائه، وكان يُمكنه حصادُها، ولو فعَل كان له العُذر؛ فإن القوم آذوه وقاتَلوه وأخرجوه، ولكن غلَب لِينُه شِدَّتهم، ورِفْقُه غِلْظتهم، وحِلْمه جَهلهم، وإنسانيته وحْشِيَّتهم، فما عامَلهم بالمثْل، بل وقَف المتجبِّرون بالأمس جلوسًا، تعلوهم الذِّلَّة والصَّغار، ينتظروه ما يقرِّره مصيرهم على يد محمد الظافر، وإذا بالرسول - عليه الصلاة والسلام - يقول لهم: ((يا معشر قريش، ما تظنون أني فاعلٌ بكم؟))، قالوا: خيرًا، أخٌ كريم، وابن أخٍ كريم، فأصْدَر عفوَه الشامل بكلمته الخالدة: ((اذهبوا فأنتم الطُّلقاء)).

ولا يعلم إلا الله وحْدَه كم حَقَنتْ هذه الكلمة من دماء، وكم أبْقَتْ على نفوس! وكم وصَلَتْ من أرحام! وكم أفادتِ الإسلام والمسلمين؛ فدخَل الناس في دين الله أفواجًا لِمَا رأوا من سماحة الإسلام، وكريم عفو الرسول، وصدق الله العظيم: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ [آل عمران: 159].


وأمَّا رحمتُه - صلى الله عليه وسلم - فهي رحمة عمَّت العالمين، وقد شَهِد له ربُّه بذلك؛ إذ قال: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107].

وسَمَّاه الرؤوف الرحيم، فقال -تعالى-: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128].

فكان - صلى الله عليه وسلم - يعامل برحمة الكبير والصغير، والمؤمن والمشرك، بل لقد رحمَ أعداءَه، فما دعا عليهم، بل كان يحتمل أذاهم، ويرجو صلاحَهم، ويدعو لهم قائلاً: ((اللهم اغفرْ لقومي؛ فإنهم لا يعلمون)).

ويعقب القاضي عِياض على هذا القول، فيقول: انظرْ إلى هذا القول من جماع الفضْل ودرجات الإحسان، وحُسن الخُلق، وكَرَمِ النفْس، وغاية الصبر والْحِلم؛ إذ لَم يسكتْ عن قومه وقد فعلوا به ما فعلوا، بل عفَا عنهم وزادهم، فأشْفَقَ عليهم؛ حيث رحمَهم ودعا لهم، فقال: ((اللهم اغفرْ))، ثم بيَّن سببَ الشفقة والرحمة، فقال: ((لقومي))، ثم اعتذَر عن جْهلهم معه، فقال: ((فإنهم لا يعلمون)).

وإذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رحيمًا بالناس جميعًا، فهو بأهله أرْحمُ وبأزواجه أرفق، فقد كان مع أزواجه المثَل الأعلى في الرِّفْق والحنان، وحُسن المعاشرة، بل لقد جعَل الرسول الكريم حُسن معاشرة الزوجة ميزانًا لأفضليَّة المسلم، يقول: ((أكمل المؤمنين إيمانًا، أحسنهم خُلقًا، وخياركم خيارُكم لنسائهم))، ويقول في حديث آخرَ: ((خيرُكم خيركم لأهله، وأنا خيرُكم لأهلي)).

ولقد كان كثيرًا ما يحتمل أزواجه، ويَصبِر على ما قد يبدر منهنَّ؛ تطبيقًا لقوله -تعالى-: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [النساء: 19]، يقول العقَّاد - رحمه الله -: لَم يجعلْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من هيبة النبوَّة سَدًّا منيعًا بينه وبين نسائه، بل أنساهنَّ - بكرم معاملته وإيناسه ورِفْقه - أنهنَّ يخاطبْنَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولقد كان - صلى الله عليه وسلم - هاشًّا باشًّا، يُدْخِل السرور على أهله؛ تقول عائشة - رضي الله عنها -: كنتُ ألعب بالبنات - أي بالصور على هيئة البنات - فيَجِيء صويحباتي، فيلعبْنَ معي، فإذا رأيْنَ رسول الله، انقمَعْنَ - تعني دخلْنَ خلف الستر حياءً وأدبًا - فكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يبحث عنهنَّ ويُدْخِلهُنَّ عليّ؛ ليلْعَبْنَ معي، وقد كان حاله في غضبه لا يقلُّ لُطفًا وصَفحًا عن حاله في السرور؛ تقول عائشة - رضي الله عنها - كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا غضبتُ يضع يدَه على منكبي، ويقول: ((اللهم اغفرْ لها ذنبَها، وأذهبْ عنها غيظَ قلبها، وأعذْها من الفتنة)).

ومما ورَد في جميل رِقَّته ولُطفه، ما جاء في البخاري من قوله - صلى الله عليه وسلم - لعائشة - رضي الله عنها -: ((إني لأعلم إذا كنتِ عليّ غَضْبى أو كنتِ عني راضية))، قالت: وكيف تعرف ذلك يا رسول الله؟ قال: ((إذا كنتِ عني راضية تقولين: لا ورَبِّ محمد، وإذا كنتِ علي غضبى، تقولين: لا ورَبِّ إبراهيم))، قالتْ عائشة: أجَل يا رسول الله، والله ما أهْجُر إلاَّ اسْمَك.

لقد كان - صلى الله عليه وسلم - كريمَ الرِّفْق بزوجاته، يطيِّب خاطِرَ إحداهنَّ إذا أُسِيء إليها.

ومن ذلك ما رواه الحاكم في المستدْرَك عن صفيَّة بنت حُيَي - وقد كانتْ يهوديْة فأسلمتْ وتزوَّجتْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تقول صفيَّة: دخَل عليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أبكي، فقال: ((يا بنت حُيَي، ما يُبكيك؟))، قالتْ: بلغني أنَّ عائشة وحفصة تنالان مني، تقولان: نحن خيرٌ منها، نحن بنات عمِّ النبي وزوجاته، تُرى كيف يُطيِّب الرسول خاطرَها؟ لقد قال لها في جميل كياسة، وحُسْن سياسة ليرضيَها: ((أفلا قلتِ لهنَّ كيف تكونان خيرًا مني، وأبي هارون، وعمِّي موسى، وزوجي محمد - صلى الله عليه وسلم)).

إنه الخلُق الكريم في أروع صُوَره، وأجمل مَراميه:

خُلُقٌ أَرَقُّ مِنَ النَّسِيمِ وَرَحْمَةٌ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif**عَمَّتْ يشِيدُ بِذِكْرِهَا الرُّحَمَاءُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وَحُلِيتَ مِنْ شَرَفِ الأَمَانَةِ حُلَّةً http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif**وَمِنَ السَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ رِدَاءُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



صلوات الله وسلامه عليك يا صاحب الخُلق العظيم.




[1] يخصف: يصلح.


[2] القديد: اللحم المجفف بالشمس.


[3] العريكة: الطبيعة: والمعنى: أنه كان - صلى الله عيله وسلم - مطاوعًا قليلَ الخلاف

محمد رافع 52 23-09-2012 01:17 PM


بأبي أنت وأمي يا رسول الله
د. عائض القرنـــي

( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ )

صلى عليك الله يا علم الهدى *** واستبشرت بقدومك الأيامُ
هتفت لك الأرواح من أشواقها *** وازينــت بحديثك الأقلامُ
ما أحسن الاسم والمسمَّى ، وهو النبي العظيم في سورة عمّ ، إذا ذكرته هلَّت الدموع السواكب ، وإذا تذكرته أقبلت الذكريات من كل جانب .

وكنت إذا ما اشتدّ بي الشوق والجوى *** وكادت عُرى الصبر الجميل تفصمُ
أُعلِّل نفسي بالتلاقي وقربــــه *** وأوهمــها لكنّــــها تتوهم
المتعبد في غار حراء ، صاحب الشريعة الغراء ، والملة السمحاء ، والحنيفية البيضاء ، وصاحب الشفاعة والإسراء ، له المقام المحمود ، واللواء المعقود ، والحوض المورود ، هو المذكور في التوراة والإنجيل ، وصاحب الغرة والتحجيل ، والمؤيد بجبريل ، خاتم الأنبياء ، وصاحب صفوة الأولياء ، إمام الصالحين ، وقدوة المفلحين ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) .

السماوات شيّقات ظِمـــاءُ *** والفضــا والنجوم والأضواءُ
كلها لهفة إلى العلَم الهــــا *** دي وشـوق لذاتــه واحتفـاءُ

تنظم في مدحه الأشعار ، وتدبج فيه المقامات الكبار ، وتنقل في الثناء عليه السير والأخبار ، ثم يبقى كنـزاً محفوظاً لا يوفّيه حقه الكلام ، وعلماً شامخاً لا تنصفه الأقلام ، إذا تحدثنا عن غيره عصرنا الذكريات ، وبحثنا عن الكلمات ، وإذا تحدثنا عنه تدفق الخاطر، بكل حديث عاطر ، وجاش الفؤاد ، بالحب والوداد ، ونسيت النفس همومها ، وأغفلت الروح غمومها ، وسبح العقل في ملكوت الحب ، وطاف القلب بكعبة القرب ، هو الرمز لكل فضيلة ، وهو قبة الفلك للخصال الجميلة ، وهو ذروة سنام المجد لكل خلال جليلة .
مرحباً بالحبيب والأريب والنجيب الذي إذا تحدثت عنه تزاحمت الذكريات ، وتسابقت المشاهد والمقالات .
صلى الله على ذاك القدوة ما أحلاه ، وسلم الله ذاك الوجه ما أبهاه ، وبارك الله على ذاك الأسوة ما أكمله وأعلاه ، علَّمَ الأمة الصدق وكانت في صحراء الكذب هائمة ، وأرشدها إلى الحق وكانت في ظلمات الباطل عائمة ، وقادها إلى النور وكانت في دياجير الزور قائمة .

وشبَّ طفل الهدى المحبوب متشحاً *** بالخير متزراً بالنور والنار
في كفه شعلة تهدي وفي دمـــه *** عقيدة تتحـــدى كل جبارِ

كانت الأمة قبله في سبات عميق ، وفي حضيض من الجهل سحيق ، فبعثه الله على فترة من المرسلين ، وانقطاع من النبيين ، فأقام الله به الميزان ، وأنزل عليه القرآن ، وفرق به الكفر والبهتان ، وحطمت به الأوثان والصلبان ، للأمم رموز يخطئون ويصيبون ، ويسدّدون ويغلطون ، لكن رسولنا صلى الله عليه وسلم معصوم من الزلل ، محفوظ من الخلل ، سليم من العلل ، عصم قلبه من الزيغ والهوى ، فما ضل أبداً وما غوى ، (إنْ هو إلا وحي يوحى) .
للشعوب قادات لكنهم ليسوا بمعصومين ، ولهم سادات لكنهم ليسوا بالنبوة موسومين ، أما قائدنا وسيدنا فمعصوم من الانحراف ، محفوف بالعناية والألطاف .
قصارى ما يطلبه سادات الدنيا قصور مشيدة ، وعساكر ترفع الولاء مؤيدة، وخيول مسومة في ملكهم مقيدة ، وقناطير مقنطرة في خزائنهم مخلدة ، وخدم في راحتهم معبدة.
أما محمّد عليه الصلاة والسلام فغاية مطلوبه ، ونهاية مرغوبه ، أن يُعبد الله فلا يُشرك معه أحد ، لأنه فرد صمد (لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد) .
يسكن بيتاً من الطين ، وأتباعه يجتاحون قصور كسرى وقيصر فاتحين ، يلبس القميص المرقوع ، ويربط على بطنه حجرين من الجوع ، والمدائن تُفتَح بدعوته ، والخزائن تُقسم لأمته .

إن البرية يوم مبعث أحـــمدٍ *** نظر الإله لــها فبدّل حالها
بل كرَّم الإنسان حين اختار من *** خير البريــة نجمها وهلالها
لبس المرقع وهو قائـــد أمةٍ *** جبت الكنوز وكسَّرت أغلالها
لما رآها الله تمشي نـــحوه *** لا تبتـغي إلا رضاه سعى لها
ماذا أقول في النبي الرسول ؟ هل أقول للبدر حييت يا قمر السماء ؟ أم أقول للشمس أهلاً يا كاشفة الظلماء ، أم أقول للسحاب سَلِمتَ يا حامل الماء ؟
اسلك معه حيثما سلك ، فإن سنته سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها هلك ، نزل بزُّ رسالته في غار حراء ، وبيع في المدينة ، وفصل في بدر ، فلبسه كل مؤمن فيا سعادة من لبس ، ويا خسارة من خلعه فتعس وانتكس ، إذا لم يكن الماء من نهر رسالته فلا تشرب ، وإذا لم يكن الفرس مسوَّماً على علامته فلا تركب ، بلال بن رباح صار باتِّباعه سيداً بلا نسب ، وماجداً بلا حسب ، وغنيّاً بلا فضة ولا ذهب ، أبو لهب عمه لما عصاه خسر وتبَّ ، (سيصلى ناراً ذات لهب) .

الفرس والروم واليونان إن ذكروا *** فعند ذكرك أسمال على قزم
هم نـمَّقوا لوحة بالـرِّقِ هائمـة *** وأنت لوحك محفوظ من التهمِ
وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ، وإنك لعلى خُلُق عظيم ، وإنك لعلى نهج قويم ، ما ضلَّ ، وما زلَّ ، وما ذلَّ ، وما غلَّ ، وما ملَّ ، وما كلَّ ، فما ضلَّ لأن الله هاديه، وجبريل يكلمه ويناديه ، وما زلّ لأن العصمة ترعاه ، والله أيده وهداه ، وما ذلّ لأن النصر حليفه ، والفوز رديفه ، وما غلّ لأنه صاحب أمانة ، وصيانة ، وديانة، وما ملّ لأنه أُعطي الصبر ، وشُرح له الصدر ، وما كلّ لأن له عزيمة ، وهمة كريمة ، ونفساً طاهرة مستقيمة .

كأنك في الكتاب وجدت لاءً *** محرمة عليــك فلا تحلُّ
إذا حضر الشتاء فأنت شمسٌ *** وإن حل المصيف فأنت ظلُّ
صلى الله عليه وسلم ما كان أشرح صدره ، وأرفع ذكره ، وأعظم قدره ، وأنفذ أمره ، وأعلى شرفه ، وأربح صفقة من آمن به وعرفه ، مع سعة الفناء ، وعِظَم الآناء ، وكرم الآباء ، فهو محمد الممجد ، كريم المحتد ، سخي اليد ، كأن الألسنة والقلوب ريضت على حبه ، وأنست بقربه ، فما تنعقد إلا على وده ، ولا تنطق إلا بحمده ، ولا تسبح إلا في بحر مجده .

نور العرارة نوره ونسيمــــه *** نشر الخزامى في اخضرار الآسِ
وعليه تاج محبة من ربـــه *** ما صيغ من ذهب ولا من ماسِ

إن للفطر السليمة ، والقلوب المستقيمة ، حباً لمنهاجه ، ورغبة عارمة لسلوك فجاجه، فهو القدوة الإمام ، الذي يهدي به الله من اتبع رضوانه سُبُل السلام .
صلى الله عليه وسلم، علَّم اللسان الذكر ، والقلب الشكر ، والجسد الصبر ، والنفس الطهر ، وعلَّم القادة الإنصاف ، والرعية العفاف ، وحبب للناس عيش الكفاف ، صبر على الفقر ، لأنه عاش فقيرا ، وصبر على جموع الغنى لأنه ملك ملكاً كبيرا ، بُعث بالرسالة ، وحكم بالعدالة ، وعلّم من الجهالة ، وهدى من الضلالة ، ارتقى في درجات الكمال حتى بلغ الوسيلة ، وصعد في سُلّم الفضل حتى حاز كل فضيلة .


أتاك رسول المكرمـات مسلمـاً *** يريد رســـــول الله أعظم متقي
فأقبل يسعى في البساط فـما درى *** إلى البحر يسعى أم إلى الشمس يرتقي

هذا هو النور المبارك يا من أبصر ، هذا هو الحجة القائمة يامن أدبر ، هذا الذي أنذر وأعذر ، وبشر وحذر ، وسهل ويسر ، كانت الشهادة صعبة فسهّلها من أتباعه مصعب ، فصار كل بطل بعده إلى حياضه يرغب ، ومن مورده يشرب ، وكان الكذب قبله في كل طريق ، فأباده بالصديق ، من طلابه أبو بكر الصديق ، وكان الظلم قبل أن يبعث متراكماً كالسحاب ، فزحزحه بالعدل من تلاميذه عمر بن الخطاب ، وهو الذي ربى عثمان ذا النورين ، وصاحب البيعتين ، واليمين والمتصدق بكل ماله مرتين ، وهو إمام علي حيدرة ، فكم من كافر عفرّه ، وكم من محارب نحره ، وكم من لواء للباطل كسره ، كأن المشركين أمامه حُمُرٌ مستنفرة ، فرَّت من قسوره .

إذا كان هذا الجيل أتباع نهــــجه *** وقد حكموا السادات في البدو والحَضَرْ
فقل كيف كان المصطفى وهو رمزهم *** مـــع نوره لا تذكر الشمس والقَمرْ

كانت الدنيا في بلابل الفتنة نائمة ، في خسارة لا تعرف الربح ، وفي اللهو هائمة، فأذّن بلال بن رباح ، بحيَّ على الفلاح ، فاهتزت القلوب ، بتوحيد علاّم الغيوب ، فطارت المهج تطلب الشهادة ، وسبَّحت الأرواح في محراب العبادة ، وشهدت المعمورة لهم بالسيادة .

كل المشارب غير النيل آسنةٌ *** وكل أرض سوى الزهراء قيعانُ
لا تُنحرُ النفس إلا عند خيمته *** فالموت فوق بلاط الحب رضوانُ

أرسله الله على الظلماء كشمس النهار ، وعلى الظمأ كالغيث المدرار ، فهزّ بسيوفه رؤوس المشركين هزّاً ، لأن في الرؤوس مسامير اللات والعُزَّى ، عظمت بدعوته المنن ، فإرساله إلينا أعظم منّة ، وأحيا الله برسالته السنن ، فأعظم طريق للنجاة إتباع تلك السنة . تعلَّم اليهود العلم فعطَّلوه عن العمل ، ووقعوا في الزيغ والزلل ، وعمل النصارى بضلال ، فعملهم عليهم وبال ، وبعث عليه الصلاة والسلام بالعلم المفيد ، والعلم الصالح الرشيد .

أخوك عيسـى دعا ميْتـاً فقام له *** وأنت أحييت أجيالاً من الرممِ
قحطان عدنان حازوا منك عزّتهم *** بك التشرف للتـاريخ لا بهمِ




محمد رافع 52 23-09-2012 01:18 PM


محمد رافع 52 23-09-2012 01:20 PM

فداك ابى وامى يارسول الله رائعة من روائع الشيخ محمد جبريل

فــداك ابـــى وامــى يــــارســول الله فــــداك ابـى وامــى ياحـبـيــب الله



فــداك ابـــى وامــى ياخير خلق الله فــداك ابى وامى ياخاتم رسل الله



فيديو رائع لفضيلة الشيخ محمد جبريل

http://www.saaid.net/mohamed/sa1.jpg





اللهم صلى وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا


التحميل






4shared.com - file sharing - download movie file

M..osama 23-09-2012 01:27 PM

فداك نفسى و ابى وامى يارسول الله

محمد رافع 52 24-09-2012 08:12 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة m..osama (المشاركة 4867831)
فداك نفسى و ابى وامى يارسول الله

عليه الصلاة والسلام
بارك الله فيك ورضى عنك

shimaa swelam 26-09-2012 03:42 PM

فداك روحي يارسول الله

محمد رافع 52 26-09-2012 04:25 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shimaa swelam (المشاركة 4874144)
فداك روحي يارسول الله

عليه الصلاة وأزكى السلام

محمد رافع 52 29-09-2012 11:27 AM

كتب عن الرسول صلى الله عليه وسلم:

اضغط على اسم الكتاب لتقرأه







الشفا في حقوق المصطفى
القاضي عياض





الصارم المسلول على شاتم الرسول
شيخ الإسلام ابن تيمية

زاد المعاد في هدي خير العباد
ابن قيم الجوزية

السيرة النبوية لابن هشام
ابن هشام

الرحيق المختوم
صفي الرحمن المباركفوري

الشمائل المحمدية
الترمذي

قبسات من الرسول صلى الله عليه وسلم
محمد قطب

شخصية الرسول وأثره
د.مصطفى السباعي

الرسول صلى الله عليه وسلم
سعيد حوى

الأنوار في شمائل النبي المختار
الإمام البغوي

محمد صلى الله عليه وسلم كأنك تراه
عائض بن عبدالله القرني

قيادة الرسول صلى الله عليه وسلم السياسة والعسكرية
أحمد راتب عرموش

أعرف نبيك صلى الله عليه وسلم
ماجد إسلام البنكاني

الرضاب المعسول في جود الرسول عليه الصلاة والسلام
علي بن عبدالخالق القرني

قم فأنذر .. أم لم يعرفوا رسولهم
د.محمد بن عبدالرحمن العريفي

تذكير المسلمين باتباع سيد المرسلين
عبد الله بن جار الله الجار الله

الخلاصة في حقوق النبي - صلى الله عليه وسلم -
علي بن نايف الشحود

هل تريد أن يحبك النبي صلى الله عليه وسلم وأن ترافقه في الجنة؟!
ماجد إسلام البنكاني

الأساليب النبوية في التعليم
علي بن نايف الشحود

خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
علي بن نايف الشحود

التعريف بنبي الرحمة
عبد الرشيد هدية الله

نزهة العباد بفوائد زاد المعاد
ماجد إسلام البنكاني

وإنك لعلى خلق عظيم - الرسول محمد صلى الله عليه وسلم - نسخة مصورة
صفي الرحمن المباركفوري

الخلاصة في الشمائل المحمدية
علي بن نايف الشحود

تقريب الصارم المسلول على شاتم الرسول
د. صلاح الصاوي

محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه
عبدالله الخضيري - عبداللطيف الحسن

المنهاج النبوي في تصحيح أخطاء الفرد والمجتمع
محمد علي محمد يحيى الأخرش

إمتاع الأسماع بما للنبى من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع
الإمام المقريزي

موسوعة نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم - نسخة مصورة
صالح بن عبدالله بن حميد - عبدالرحمن بن محمد ملوح

40 مجلساً في صحبة الحبيب صلى الله عليه وسلم - سيرته – أخلاقه – شمائله
د.عادل بن علي الشدي

محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة والحكمة بين عيون المعتدلين وفتون المعتدين
أ. د. حكمت بن بشير بن ياسين

هذا الحبيب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يامحب ... نسخة مصورة
أبو بكر الجزائري

الإنصاف فيما قيل في المولد من الغلو والإجحاف
أبو بكر الجزائري

مواقف من رفق النبي صلى الله عليه وسلم
أبو إسلام أحمد بن علي

الرؤى النبوية
أبو إسلام أحمد بن علي

على مائدة النبي صلى الله عليه وسلم
أبو إسلام أحمد بن علي

مواقف بكى منها النبي صلى الله عليه وسلم
أبو إسلام أحمد بن علي

40 موقف غضب فيها النبي صلى الله عليه وسلم
أبو إسلام أحمد بن علي

محمد رسول الله خلاصة سيرته، ومقالات نادرة فيها
محمد بن إبراهيم الحمد

100 ضحكة وابتسامة للنبي صلى الله عليه وسلم
أبو إسلام أحمد بن علي

لماذا يكرهونه ؟! الأصول الفكرية لعلاقة الغرب بنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم
د. باسم خفاجي

حب النبي صلى الله عليه وسلم وعلاماته
د.فضل ألهى

كان خلقه القرآن
أبو إسلام أحمد بن علي

الهدي النبوي في الطب
عبد الله بن جار الله الجار الله

تحفةُ الأَريِب .. في نُصرة الحبيب
أحمد بن محمد السعيد

الضوابط المنهجية لاتباع الرسول صلى الله عليه وسلم
د.صلاح الدين سلطان

تقريب الوصول إلي معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم
طارق محمد امعيتيق

أحوال النبي صلى الله عليه وسلم
د. مهران ماهر عثمان نوري

قاعدة تتضمن ذكر ملابس النبي وسلاحه ودوابه القرمانية جواب فتيا في لبس النبي
شيخ الإسلام ابن تيمية

يوم في بيت الرسول صلى الله عليه وسلم
عبد الملك القاسم

يا رسول الله ! لماذا أحبك ؟ ولماذا أصلي عليك ؟
حسن بن عبيد باحبيشي

خمسون بشارة بالنبي محمد صلى الله عليه و سلم في الكتاب المقدس
حبيب بن عبدالملك بن حبيب

وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين
أبو عبد الرحمن سلطان علي

رعاية الرسول صلى الله عليه وسلم للضعفاء : الفقراء . الخدم . العبيد . المعاقين . المسنين
محمد مسعد ياقوت

نبي الرحمة
عبد الرحمن بن عبدالله

دور الرسول صلى الله عليه وسلم في تحضّر العرب !
محمد مسعد ياقوت

الأخلاق النبوية في الصراعات السياسية والعسكرية
محمد مسعد ياقوت

عناية الرسول صلى الله عليه وسلم بالمرأة والطفل
محمد مسعد ياقوت

نبي الرحمة الرسالة والإنسان
محمد مسعد ياقوت

الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلها وكيفيتها ومواضعها والتحذير من تركها
شحاتة محمد صقر

القول المبين في بيان منزلة رسول رب العالمين
خليل بن إبراهيم العراقي

نزهة العباد بفوائد زاد المعاد
ماجد إسلام البنكاني

الحق الواضح المبين في الذب عن عرض الصادق الأمين
د. قذلة بنت محمد القحطاني

نداءات الرحمن للنبي المختار في كلام العزيز الغفار
علي بن عبدالعزيز الراجحي

بحث للتعريف بالنبي صلى الله عليه وسلم
د. جمال محمد المتولى

واجبنا نحو الرسول صلى الله عليه وسلم
عبد الله بن أحمد آل علاف الغامدي

خاتم النبيين في كتاب رب العالمين
بهجت بن فاضل

إسعاف المؤمنين بنصرة خاتم المرسلين
د. وسيم فتح الله

شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم
أبو محمد مور كبي

وجوب محبة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه
الشيخ عبدالرزاق عفيفي

المعجزة المحمدية
السيد إبراهيم أحمد

إنه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
محمد شاكر الشريف

شهد الكلام فى وصف خير الأنام
بهجت بن فاضل

مختصر الشمائل المحمدية
محمد ناصر الدين الألباني

رحمة للعالمين
د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني

محبة النبي وتعظيمه
فهد عبد الله

نور اليقين في سيرة سيد المرسلين
محمد الخضرى

سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
محمد رشيد رضا

إيماض البرق في خلق سيد الخلق صلى وسلم عليه الحق
علي بن عبدالخالق القرني

عذب الكلام فيما يجب على الأنام من حقوق النبي عليه الصلاة والسلام
أبو يوسف محمد زايد

يا أمة محمد
خالد الراشد

القول الأقوم في معجزات النبي الأكرم
أبو يوسف محمد زايد

نداءات رب العالمين للنبي خاتم المرسلين
أبو يوسف محمد زايد

محمد صلى الله عليه وسلم الخليفة الطبيعي للمسيح
أحمد ديدات

محمد صلى الله عليه وسلم في الكتب السماوية
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم

رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين
إسلام محمود دربالة

حقوق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته في ضوء الكتاب والسنة
د. محمد بن خليفة التميمي

محمد المثال الأسمى
أحمد ديدات

الرسول الأعظم
أحمد ديدات

التأدب مع الرسول في ضوء الكتاب والسنة
حسن نور حسن

خصائص المصطفى صلى الله عليه وسلم بين الغلو والجفاء
الصادق بن محمد بن إبراهيم

حق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته
يحيى بن موسى الزهراني

فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
عبد المحسن بن حمد العباد

في الرفيق الأعلى
فهد بن ناصر الجديد

قطوف من الشمائل المحمدية والأخلاق النبوية والآداب الإسلامية
محمد بن جميل زينو



محمد رافع 52 29-09-2012 11:41 AM

ذكر النبي فى القرآن

لِنَبِيٍّ:مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الأَخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (الأنفال/67 )

النَّبِيَّ:
*الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ ءَامَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (الأعراف/157 )
*وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ ءَامَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (التوبة/61 )
*وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَاأَهْلَ يَثْرِبَ لاَ مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَئْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَارًا (الأحزاب/13 )
*يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلاَ مُسْتَئْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِ مِنكُمْ وَاللَّهُ لاَ يَسْتَحْيِ مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَسْئَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا (الأحزاب/53 )
*يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لاَ يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا مَعَهُنُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (التحريم/8 )
النَّبِيُّ:
*يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (الأنفال/64 )
*يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ (الأنفال/65 )
*يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى إِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (الأنفال/70 )
*يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (التوبة/73 )
*يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلاَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (الأحزاب/1 )
*النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلاَّ أَن تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (الأحزاب/6 )
*يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلاً (الأحزاب/28 )
*يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (الأحزاب/45 )
*يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ الَّلاتِي ءَاتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاَتِكَ الَّلاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَقَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلاَ يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (الأحزاب/50 )
*يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ الَّلاتِي ءَاتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاَتِكَ الَّلاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّأَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلاَ يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (الأحزاب/50 )
*يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (الأحزاب/59 )
*يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لاَّ يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلاَ يَسْرِقْنَ وَلاَ يَزْنِينَ وَلاَ يَقْتُلْنَ أَوْلاَدَهُنَّ وَلاَ يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرُجُلِهِ نَّ وَلاَ يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (الممتحنة/12 )
*يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لاَ تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلاَ يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لاَ تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (الطلاق/1 )
*يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (التحريم/1 )
*وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (التحريم/3 )
*يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (التحريم/9 )

محمد رافع 52 29-09-2012 01:42 PM




محمد رافع 52 29-09-2012 01:47 PM


محمد رافع 52 29-09-2012 01:48 PM





محمد رافع 52 29-09-2012 01:49 PM


محمد رافع 52 29-09-2012 01:50 PM

الصلاة والسلام عليك ياحبيبي يارسول الله
فــــــداك أبي وأمي ونفسى ياخيــر رســل الله

http://a3.sphotos.ak.fbcdn.net/hphot...54781086_n.jpg

محمد رافع 52 29-09-2012 01:51 PM


محمد رافع 52 29-09-2012 01:52 PM


محمد رافع 52 29-09-2012 01:54 PM


محمد رافع 52 30-09-2012 12:16 AM


أكرم الله البشرية ، بمحمد صلى الله عليه وسلم خير البرية ، حيث أخرجها الله به من الظلمات إلى النور ، ومن الذل إلى العز ، ومن المهانة إلى الكرامة ، ومن الجهل إلى العلم ، فأبطل عادات الجاهلية ، وقضى على معالم الوثنية ، وغير الكرة الأرضية ، من ظلم وتجبر ، واستعباد وتكبر ، إلى عدل ومحبة ومساواة ، وتواضع وتسامح ومساماة ، هذا هو محمد صلى الله عليه وسلم ، قائد أعظم أمة في التأريخ ، شيخ المجاهدين ، سيد المرسلين ، إمام المتقين ، لم يعرف التأريخ نبياً أرسى معالم المحبة ، ونشر دواوين الألفة ، مثل محمد صلى الله عليه وسلم ، فلماذا يتبجح الغرب الكافر بسبه ، وتشويه صورته ، وتعتيم حقيقته ، وتضليل الرأي العام في بلدانهم عن اتِّباعه ، فهو لا يغدر ، ولا يسرق ، ولا ينهب ، ولا يغتال ، ولا يأمر بذلك كله ، بينما الغرب الكافر اليوم ، يأسر المسلمين ، ويسجنهم ويعذبهم ، دون أدنى تهمة توجه لهم ، فأي رحمة وديمقراطية يدعون ، وأي حقد وغل يضمرون ؟ أليس لهذا النبي الكريم علينا حقوقاً نقوم بها ، ومساعٍ نشكره عليها ، وعرضاً نذب عنه ، وقولاً ندافع به ، وهو القائل صلى الله عليه وسلم : " من ردّ عن عِرْض أخيه المسلم ، كان حقاً على الله عز وجل أن يردّ عنه نار جهنم " [ أخرجه الترمذي وغيره وحسنه من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه ] ، فإذا كان هذا في حق بقية الناس ، فكيف بحق النبي صلى الله عليه وسلم ، الذي ظهرت للناس معجزاته ورأفته ، وبانت لمتبعيه محبته وشفقته ، وتبين للمسلمين عطفه ورحمته ، فحري بكل مسلم ، بل واجب على كل مسلم ومسلمة ، أن يدافع عنه ، ويذب عن عرضه المصون ، وينافح ويناضل أهل المجون ، بل ويقاتل من أجل حقوقه إذا انتهكت ، وسيرته إذا انتقصت ، وصورته إذا تشوهت ، كل بما آتاه الله من الاستطاعة .


محمد رافع 52 30-09-2012 12:17 AM

لقد تجرأت بعض صحف الغرب، على سب النبي صلى الله عليه وسلم ، والاستهزاء به ، والتنقص من قدره ، وتم إنكار المنكر ولله الحمد والفضل ، من قبل الحكومات والسفارات العربية والإسلامية ، لاسيما هذه الدولة المباركة ، التي تستمد أحكامها من الكتاب والسنة ، وإجماع الأمة ، فلقد أثلج صدور المؤمنين ، وأرغم أنوف الكافرين ، استنكار وشجب مجلس الوزراء ، ومجلس الشورى ، وهيئة كبار العلماء ، لهذه الحادثة الأليمة الآثمة ، والواقعة الحزينة الغاشمة ، فأجزل الله مثوبتهم ، ورفع قدرهم ، وأعلى شأنهم ، ولقد ذهبت وفود سفراء الدول الإسلامية والعربية في تلك الدول ،وكان الرد حرية التعبير والرأي ، فأي حرية يدعونها ، وأي حقيقة يزيفونها ، وقد علموا أن هناك قانوناً دولياً يحذر سب الأديان ، ويحرم انتقاص الأنبياء صلى الله وسلم عليهم أجمعين ، فيا أمة المليار مسلم ويزيدون ، ماذا تنتظرون ، وقد أهين نبيكم صلى الله عليه وسلم ، من قبل دولة كافرة ، يرعاها اللوبي الصهيوني ، تدعي كذباً وزوراً أنها تكفل حرية الأديان ، والتحضر والتمدن في البلدان ، والرقي بالمعايير الغربية ، وهي تضمر العداء والكراهية ، للإسلام وأهله سراً وعلانية ، قال تعالى : " قَدْ بَدَتِ ٱلْبَغْضَآءُ مِنْ أَفْوَٰهِهِمْ وَمَا تُخْفِى صُدُورُهُمْ أَكْبَرُۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ ٱلآيَـٰتِۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ " ، سبحان الله ! يسبون نبي الرحمة والهدى ، رسول الخير والتقى ، وقد نالت شفقته كل البشرية ، ورعى الحقوق المرعية ، حتى بلغت رحمته كفار الأرض ، قال صلى الله عليه وسلم : " ألاَ مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِداً ، أوْ انْتَقَصَهُ ، أوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ ، أوْ أخَذَ مِنْهُ شَيْئاً بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ ، فَأنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " [ أخرجه أبو داود وغيره ، وصححه الألباني ‌] ، يا لها من رحمة عظيمة بالعالمين ، وشفقة كبيرة بالناس أجمعين ، فتقرحت أفواه الكفار ، وتشققت حناجر الفجار ، لما سبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى : { وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } .





محمد رافع 52 30-09-2012 12:21 AM

لقد أخذ علينا النبي صلى الله عليه وسلم الميثاق في إيمانية محبته ، والذود عن حياضه وسنته ، في حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه حيث قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم : " لاَ يُؤمِنُ أَحَدَكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ " [ أخرجه مسلم ] ، فلنكن مثل فاروق الأمة ، عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، عندما قال للنبيِّ صلى الله عليه وسلم : يا رسولَ اللّه ، لأنت أحبُّ إليَّ من كل شيء إلا من نفسي ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : " لا والذي نفسي بيده ، حتى أكونَ أحبَّ إليك من نفسك " ، فقال له عمر : فإنه الآن واللّهِ لأنتَ أحبُّ إليَّ من نفسي ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : " الآنَ يا عمرُ " [ أخرجه البخاري ] ، فأظهروا حسن سيرته العطرة ، وطيب نفسه الطاهرة ، بينوا الخطر الداهم الذي دهم الأمة ، وأصابها في نبيها صلى الله عليه وسلم ، لما تعرض للسب والشتم ، والوقيعة في عرضه ونفسه ، ممن شنوا عليه حرباً لا هوادة فيها ، فارموهم بسهام لا رحمة فيها ، اقذفوا الأعداء بحمم من نار ، وصبوا عليهم الحميم الحار ، فإلى جهنم وبئس القرار ، ولتقاطع تلكم الدولة الكافرة الفاجرة ، زيارة وسياسة ، اقتصاداً وتجارة ، حتى لو اعتذرت وعادت للحق ، فمن سب النبي صلى الله عليه وسلم فلا توبة له ، وهو كافر زنديق ، مهدور الدم ، لا حرمة لنفسه ، ولا عصمة لروحه ، ولا قيمة له ، فمن آذى النبي صلى الله عليه وسلم ، وجبت معاداته لأنه كفر ، ومن أهانه واستهزأ به فدمه هدر ، وله العذاب في القبر ، ويوم العرض والحشر ، قال ربكم في القرآن ذي الذكر : { إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً } .

محمد رافع 52 30-09-2012 12:22 AM

وأيم الله ما انتصر الإسلام في أوج عصره ، وبداية صدره ، إلا برجال باعوا الدنيا ، وطلقوها طلاقاً بائناً ، هنالك ترأسوا الكرة الأرضة ، ونحن اليوم أهمتنا الأسهم والسندات ، والاشتراك في البنوك والشركات ، وشراء العقارات ، تركنا تعلم الدين ، وركنا إلى الدنانير المهينة ، والدنيا المشينة ، فأخذت لب قلوبنا ، وزهرة حياتنا ، فحان الأوان لتصفية الحساب ، والموازنة والعتاب ، فلنكن عن حياض الدين منافحين ، وعن نبينا صلى الله عليه وسلم مدافعين ، وإلا فقد صدق فينا حديث ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : " يوشك الأمم أن تَداعَى عليكم ، كما تَداعى الأكلةُ إِلى قصعتها " ، فقال قائل : ومن قلةٍ نحن يومئذ ؟ قال : " بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غُثاء كغثاءِ السَّيل ، ولينزعنَّ الله من صدورِ عدوكم المهابة منكم ، وليقذفنَّ في قلوبكم الوَهن " ، قال قائل : يا رسول الله ! وما الوهن ؟ قال : " حبُّ الدُّنيا وكراهيةُ الموت " [ أخرجه أبو داود وغيره وصحح الألباني في صحيح الجامع برقم 958 ] ، فأين الهمم ، أم ماتت العزائم والشيم ؟ أروا الله من أنفسكم خيراً ، واعملوا صالحاً ، فقد اقتحم العدو بلدانكم ، وخرب دياركم ، وسب دينكم ، واستهزأ بنبيكم ، فما أنتم فاعلون ؟ وما أنتم قائلون ؟ واعلموا أنكم يوم القيامة عن نبيكم مسئولون ، فقوموا بواجبكم نحو نبيكم ، واحذروا سخط الله عليكم ، وإنزال عقوبته بكم ، لقد رضينا بهوان الأعداء طوعاً أو كرهاً ، في كل مساعي الحياة ، إلا رسول الله ، فلن نقبل به مساومة ولا اعتذار ، بل كل عزم واقتدار ، فهبوا أمة المليار ، لنصرة سيد الأبرار ، بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة ، ونفعنا بما فيهما من الآيات والحكمة ، أقول ما سمعتم ، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب وسوء ، فاستغفروه وتوبوا إليه ، إنه هو الغفور الرحيم .

من خطبة الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم

يحيى بن موسى الزهراني

محمد رافع 52 01-10-2012 02:02 PM


سألت نفسى سؤال
ماذا تعلمت من رسول الله صلي الله عليه وسلم ؟
فتوصلت لبعض الاجابات:
.تعلمت أن تبسمك في وجهه اخيك صدقه
.تعلمت أن الشفاء السريع بالصدقه
.تعلمت أن الحياء عندما تجد نفسك غير قادر على فعل القبيح
.تعلمت ان اللسان الذاكر سبب لدخول الجنه

.تعلمت أن اول خطوات التوبة ان تشعر بالندم وتعترف بالذنب
.تعلمت أن التوبه بعدم الرجوع الي الذنب
.تعلمت أن الاستغفار يزيل الهم ويكثر من الرزق
.تعلمت أن الكافر له الدنيا، والمؤمن له الدنيا والآخرة
.تعلمت أن أردت أن يسامحك الناس فسامحهم.
.تعلمت أن الأمانة جزءٌ من الايمان، فلا إيمانَ لمن لا أمانةَ له.
.تعلمت أن الايمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصيه

.تعلمت أن ثقل الميزان في كلمتين ::سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
.تعلمت أن المؤمن يرزقه الله راحة البال والسعادة لانه يشكر الله في السراء والضراء وجميع الاحوال

.تعلمت ان كل ما فى الدنيا زائل وفانى واهم شئ الاستعداد للاخره لدخول الجنه
.تعلمت أن للصّائم فرحتان فرحةٌ عندما يُفطر عند أذان المغرب، وفرحةٌ أخرى عندما يلقى ربّه، ويرى ثوابَ صيامهِ عندَ الله سبحانه وتعالى.
فماذا تعلمت انت اخى -اختى الكريمة؟؟؟


نسيــــــم الجنـــــــــة 01-10-2012 07:32 PM

الَّلهُــــــــمّے ♥صَــــــلٌ علَےَ سيدنا♥ مُحمَّــــــــدْ ♥و علَےَ آل سيدنا♥ مُحمَّــــــــدْ كما صَــــــلٌيت


على سيدنا♥ إِبْرَاهِيمَ و علَےَآل سيدنا♥ إِبْرَاهِيمَ وبارك علَےَ♥ سيدنا مُحمَّــــــــدْ♥ و علَےَ آل سيدنا مُحمَّــــــــد...ْ ♥كما باركت♥...علَےَ سيدنا...ِبْرَاهِيمَ♥ و علَےَ آل سيدناإِبْرَاهِيمَ فى الْعَالَمِينَ انك حميد مجيد




محمد رافع 52 01-10-2012 09:00 PM

تعلمت من الحبيب معنى الرضا كان رضا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه فوق ما يصفه الواصفون، فهو راض في الغنى

والفقر، راض في السلم والحرب، راض وقت القوة والضعف، راض وقت الصحة والسقم، راض في

لشدة والرخاء .عاش صلى الله عليه وسلم مرارة اليتم ، وأسى اليتم ، ولوعة اليتم فكان راضيا ، وافتقر صلى الله عليه وسلم حتى ما

يجد دقل التمر ، وكان يربط الحجر على بطنه من شدة الجوع ، ويقترض شعيرا من يهودي ويرهن درعه عنده ، وينام على الحصير

فيؤثر في جنبه ، وتمر ثلاثة أيام لا يجد شيئا يأكله ، ومع ذلك كان راضيا عن الله رب العالمين : (
تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من

لك جنات تجري من تحتها الأنهار و يجعل لك قصورا
) ( الفرقان :10 ) .ورضي عن ربه وقت المجابهة الأولى ، يوم وقف هو في حزب

المؤمنين ، ووقفت الدنيا – كل الدنيا – تحاربه بخيلها ورجلها ، بغناها وبزخرفها ، بزهوها وبخيلائها ، فكان راضيا عن الله .رضي عن

الله في الفترة الحرجة ، يوم مات عمه وزوجته خديجة ، وأوذي اشد الأذى ، وكذب اشد التكذيب ، وخدشت كرامته ، ورمى في صدقه ،

فقيل له : كذاب وساحر ، وكاهن ومجنون وشاعر .ورضي يوم طرد من بلده ومسقط رأسه التي فيها مراحل صباه وملاعب طفولته و

أفانين شبابه ، فيلتفت الي مكه وتسيل دموعه ويقول انك احب بلاد الله الي ولولا ان اهلك اخرجوني منك ماخرجت ) صحيح رواه

الترمزيورضي عن الله وهو يذهب الي الطائف ليعرض دعوته فيواجه بأقبح رد وبأسوأ استقبال ويرمى بالحجارة حتى تسيل قدماه

فيرضي عن مولاه .ويرضي عن الله وهو يخرج من مكه مرغما فيسير الي المدينة ويطارد بالخيل وتوضع العراقيل في طريقه اينما

ذهب .ويرض عن ربه في كل موطن وفي كل مكان وفي كل زمان .يحضر غزوة احد فيشج رأسه وتكسر ثنيته وي*** عمه وي***

اصحابه ويغلب جيشه فيقـــــول : ( صفوا ورائى لأثني علي ربي )ويرضي عن ربه وقد ظهر حلف كافر ضده من المنافقين والمشركين

فيقف صامدا متوكلا علي الله مفوضا الامر اليه .وجزاء هذا الرضا من صلى الله عليه وسلم قول الله تعالي
ولسوف يعطيك ربك

ترضي
) ( الضحي :5 )نشهدك أننا لك مستجيبون ، لك محبون ، إليك مشتاقون يا حبيبي وقرة عيني واحب الي من نفسي ومن الدنيا

ومافيهافقد بلغت الامانة واديت الرسالة ونصحت الامة وجاهدت في الله حتى اتاك اليقين.اللهم اشهد وأصلي وأسلم على سيدنا وحبيبنا

وشفيعنا وقائدنا محمد خير خلق الله اجمعين



محمد رافع 52 05-10-2012 08:43 AM

من هدي النبوة
د/ خالد سعد النجار

  • عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم
    ( ارحموا ترحموا , واغفروا يغفر لكم , ويل لأقماع القول , ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون ) (1)
    أمتع وجدانك بروائع من كلمات سيد المرسلين , فأنت بالروح لا بالجسد إنسان ، وترجم هذا الخير واقعا عمليا في حياتك لتنال مثوبة رب العالمين , وتحس بروعة هذا الدين ، وتفتخر بأنك من أتباع خاتم النبيين , لا من أتباع الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا , وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ... إن في العمل بهذا المنهج النبوي راحة للنفس لا تدانيها راحة , ومتعة للوجدان والضمير لا يستطيع أن يصفها لك أحد بكلمات مهما أوتي من فصاحة وبلاغة إلا بقوله : من ذاق عرف
    قال المناوي ( ارحموا ترحموا ) لأن الرحمة من صفات الحق التي شمل بها عباده , فلذا كانت أعلاماً اتصف بها البشر , فندب إليها الشارع في كل شيء حتى في قتال الكفار وال*** وإقامة الحجج وغير ذلك ( واغفروا يغفر لكم ) لأنه سبحانه وتعالى يحب أسمائه وصفاته التي منها الرحمة والعفو ويحب من خلقه من تخلق بها ( ويل لأقماع القول ) أي شدة هلكة لمن لا يعي أوامر الشرع ولم يتأدب بآدابه ، والأقماع بفتح الهمزة جمع قمع بكسر القاف وفتح الميم وتسكن , الإناء الذي يجعل في رأس الظرف ليملأ بالمائع ، شبه استماع الذين يستمعون القول ولا يعونه ولا يعملون به بالأقماع التي لا تعي شيئاً مما يفرغ فيها , فكأنه يمر عليها مجتازاً كما يمر الشراب في القمع , كذلك قال الزمخشري : من المجاز ويل لأقماع القول وهم الذين يستمعون ولا يعون ( ويل للمصرين ) على الذنوب أي العازمين على المداومة عليها ( الذين يصرون على ما فعلوا ) يقيمون عليها فلم يتوبوا ولم يستغفروا ( وهم يعلمون ) حال أي يصرون في حال علمهم بأن ما فعلوه معصية , أو يعلمون بأن الإصرار أعظم من الذنب أو يعلمون بأنه يعاقب على الذنب (2)
    فقوله صلى الله عليه وسلم ( ارحموا ترحموا ) لأن الجزاء من *** العمل ، فلتكن الرحمة سجيتك والرفق خلقك ، أما تحب أن يرحمك الله , قال صلى الله عليه وسلم ( ارحم من في الأرض , يرحمك من في السماء ) (3) , وقال صلى الله عليه وسلم ( إنما يرحم الله من عباده الرحماء ) (4) وقال صلى الله عليه وسلم ( من رحم ولو ذبيحة عصفور , رحمه الله يوم القيامة ) (5) وقال صلى الله عليه وسلم ( الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى , ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) زاد أحمد والترمذي والحاكم ( والرحم شجنة من الرحمن , فمن وصلها وصله الله , ومن قطعها قطعه الله ) (6) أي ‏الراحمون لمن في الأرض من آدمي وحيوان لم يؤمر ب***ه بالشفقة والإحسان والمؤاساة والشفاعة وكف الظلم ثم بالتوجع والتوجه إلى اللّه والالتجاء إليه والدعاء بإصلاح الحال ولكل مقام مقال , قال البوني : فإن كان لك شوق إلى رحمة من اللّه , فكن رحيماً لنفسك ولغيرك ولا تستبد بخيرك , فارحم الجاهل بعلمك , والذليل بجاهك , والفقير بمالك , والكبير والصغير بشفقتك ورأفتك , والعصاة بدعوتك , والبهائم بعطفك ورفع غضبك , فأقرب الناس من رحمة اللّه أرحمهم لخلقه , فكل ما يفعله من خير دق أو جل فهو صادر عن صفة الرحمة (7)
    وقوله صلى الله عليه وسلم ( واغفروا يغفر لكم ) هذا كقوله تعالى ( وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) النور 22 قال الشنقيطي : فيه الأمر من الله للمؤمنين إذا أساء إليهم بعض إخوانهم المسلمين أن يعفوا عن إساءتهم ويصفحوا , وأصل العفو : من عفت الرياح الأثر إذا طمسته , والمعنى : فليطمسوا آثار الإساءة بحلمهم وتجاوزهم والصفح , قال بعض أهل العلم : مشتق من صفحة العنق , أي أعرضوا عن مكافأة إساءتهم حتى كأنكم تولونها بصفحة العنق , معرضين عنها ( ألا تحبون أن يغفر الله لكم ) دليل على لأن العفو والصفح عن المسيء المسلم من موجبات غفران الذنوب , والجزاء من *** العمل (8)
    وقوله صلى الله عليه وسلم ( ويل لأقماع القول ) أي الذين لا يعون أوامر الشرع ولا يتأدبون بآدابه ، قال جل ذكره ( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَْـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ) الأعراف 179 والذين يغفلون عما حولهم من آيات الله في الكون وفي الحياة , والذين يغفلون عما يمر بهم من الأحداث والغير فلا يرون فيها يد الله ... أولئك كالأنعام بل هم أضل ..فللأنعام استعدادات فطرية تهديها , أما الجن والإنس فقد زودوا بالقلب الواعي والعين المبصرة والأذن الملتقطة , فإذا لم يفتحوا قلوبهم وأبصارهم وأسماعهم ليدركوا , إذا مروا بالحياة غافلين لا تلتقط قلوبهم معانيها وغاياتها , ولا تلتقط أعينهم مشاهدها ودلالاتها , ولا تلتقط آذانهم إيقاعاتها وإيحاءاتها ... فإنهم يكونون أضل من الأنعام الموكولة إلى استعداداتها الفطرية الهادية ...ثم هم يكونون من ذرء جهنم ! (9) , وقال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ , وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ , إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ ) الأنفال 20-22 جعلهم تعالى من *** البهائم لصرفهم جوارحهم عما خلقت له ، ثم جعلهم شرها لأنهم عاندوا بعد الفهم , وكابروا بعد العقل , وفي ذكرهم في معرض التشبيه بهذا الأسلوب غاية في الذم
    وقوله صلى الله عليه وسلم ( ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون ) وهؤلاء الأشرار على النقيض من أهل الخير الذين قال تعالى فيهم ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ , أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ) آل عمران 135 -136 والفاحشة أبشع الذنوب وأكبرها , ولكن سماحة هذا الدين لا تطرد من يهوون إليها من رحمة الله , ولا تجعلهم في ذيل القافلة ..قافلة المؤمنين ..إنما ترتفع بهم إلى أعلى مرتبة ...مرتبة المتقين ..على شرط واحد , شرط يكشف عن طبيعة هذا الدين ووجهته ..أن يذكروا الله فيستغفروا لذنوبهم , وألا يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون أنه الخطيئة , وألا يتبجحوا بالمعصية في غير تحرج ولا حياء .. وبعبارة أخرى أن يكونوا في إطار العبودية لله , والاستسلام له في النهاية , فيظلوا في كنف الله وفي محيط عفوه ورحمته وفضله
    والإسلام لا يدعو بهذا إلى الترخص , ولا يمجد العاثر الهابط , ولا يهتف له بجمال المستنقع ! كما تهتف [الواقعية] إنما هو يقيل عثرة الضعف , ليستجيش في النفس الإنسانية الرجاء , كما يستجيش فيها الحياء ! فالمغفرة من الله ــ ومن يغفر الذنوب إلا الله ؟ ــ تخجل ولا تطمع , وتثير الاستغفار ولا تثير الاستهتار , فأما الذين يستهترون ويصرون فهم هنالك خارج الأسوار , موصدة في وجوههم الأسوار ! (10)

    الهوامش
    (1) رواه أحمد في مسنده 2/165, 219, والبخاري في الأدب المفرد رقم 380 , والبيهقي في شعب الإيمان (صحيح) انظر حديث رقم: 897 في صحيح الجامع ــ السيوطي / الألباني ‌, والسلسلة الصحيحة للألباني رقم 482
    (2) فيض القدير للمناوي 2/745 (3) رواه الطبراني في المعجم الكبير عن جرير والحاكم في المستدرك عن ابن مسعود وأبو نعيم في الحلية وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم 909 (4) رواه الطبراني في الكبير عن جرير وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5) رواه الطبراني عن أبي أمامة (حسن) انظر حديث رقم: 6261 في صحيح الجامع.‌ (6) رواه أحمد وأبو داود والترمذي عن ابن عمرو (صحيح) انظر حديث رقم: 3522 في صحيح الجامع (7) فيض القدير للمناوي 2/452 (8) أضواء البيان ــ سورة النور ج 5 بتصرف (9) في ظلال القرآن ــ سيد قطب ص 1401 (10) الظلال ص 477 بتصرف


محمد رافع 52 05-10-2012 08:43 AM

عن أبي هريرة رضي الله عنه ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “


المؤمن
القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن

أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا كان كذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان
صدق

رسول الله صلى الله عليه وسلم (رواه مسلم).



في هذا الحديث النبوي الكريم دعوة الى القوة والى الأخذ بأسباب العزة والنصر، فالاسلام دين القوة ودين العزة ودين

الكرامة لا يرضى بحال من الأحوال ان يكون أتباعه في ضعف وهوان، او ذلة او استكانة لأن المؤمن عزيز
ولله العزة

ولرسوله وللمؤمنين
(المنافقون 8)

فلا يجتمع ايمان وهوان كما لا يجتمع النور مع الظلم، كيف لا والمؤمن يعلم ان له إحدى الحسنيين اما النصر والسعادة

واما الفوز بالشهادة،


وشعاره الذي يردده قول الشاعر العربي:

عش عزيزاً او مت وأنت كريم بين طعن القنا وخفق البنود


ولهذا فقد دعا الاسلام الى القوة في كثير من آيات الذكر الحكيم
واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل

ترهبون به عدو الله وعدوكم
(الأنفال 60)

وضرب رسول الانسانية محمد صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في الشجاعة والقوة حين فر الناس يوم حنين ولم يبق

معه إلا نفر يسير فكان صلى الله عليه وسلم وهو راكب على بغلته يخترق صفوف الأعداء وهو يقول: “
انا النبي لا كذب

انا ابن عبدالمطلب
”.


ولا عجب ان نرى هذا التوجه الكريم من رسول الهدى ونبي الرحمة يدعونا فيه الى سلوك طريق القوة، ويفضل المؤمن

القوي على المؤمن الضعيف، لأن القوة هي طريق العزة وهي طريق النصر وليست القوة التي دعا إليها نبي الاسلام

قاصرة على قوة العضلات او قوة الجسم بل هي تشمل ضروب القوة من قوة الجسم والعقل والعلم، وقوة الخلق،

والدين، وجميع السبل التي تقوي الانسان جسمياً وعقلياً او روحياً حتى يبقى المؤمن مهيب الجانب عزيز النفس مصون

الكرامة، وليس الأخذ بالأسباب يتنافى مع الاعتماد على الله والاستعانة به فعلى الانسان ان يسعى للأخذ بالأسباب مع

اعتماده الأساسي على الله عز وجل ولو ان المسلمين أخذوا بهذا الهدي النبوي الكريم لعاشوا أعزة سعداء كرماء


وليتهم يفعلون!


ونرى بلاغة الرسول في هذا الهدي الكريم في قوله صلى الله عليه سلم
المؤمن القوي
جملة خبرية من الضرب

الابتدائي وفائدة الخبر هو تحريك الهمة والحث والترغيب لاكتساب أنواع القوة


وفي قوله
“خير”
أفعل تفضيل بمعنى أكثر فضلاً ومثله أحب إلى الله فإن كلا اللفظين يقصد به التفضيل ولكن لفظ خير

لا تدخله الهمزة وكذلك لفظ شر تقول فلان خير من فلان ولا تقول أخير.


وفي قوله صلى الله عليه وسل
م “
وفي كل
فيه مجاز بالحذف وفي التنوين إشارة الى هذا الحذف وأصله في المؤمن

القوي خير وفي المؤمن الضعيف خير،

وفي قوله صلى الله عليه وسلمالقوي
بين لفظ القوي الضعيف من المحسنات البديعية ما يسمى الطباق مثل قوله

تعالى: “وتحسبهم أيقاظاً وهم رقود”.

وفي قوله “تفتح عمل الشيطان
المراد تأتي بالوساوس والأوهام فهو إذاً كناية عن الوساوس التي تصيب الانسان من

جراء
قوله
“لو”،

واستخدام الرسول للفظ “القوي
جاء اللفظ عاماً ليشمل القوة بجميع أنواعها من قوة البدن والنفس والعلم والايمان،

فالمؤمن القوي في ايمانه وفي عقديته وفي علمه وفي جسمه خير من المؤمن الضعيف، وخير أفعل تفضيل حذفت ألفه

تخفيفاً وليس مصدراً لأن معناه التفضيل.

وفي جمال اسلوبه صلى الله عليه وسلم في قولهوفي كلٍ
تنوين عوض عن قوله “وفي المؤمن القوي خير وفي

المؤمن الضعيف خير” وهذا التنوين عوض عن الاسم ويلحق لفظ كل.

وفي أمره صلى الله عليه وسلم في قولهاحرصمن الحرص وهو العناية بالشيء والاهتمام به حتى لا يفوت ومع

الحرص الاستعانة بطلب العون من الله سبحانه وتعالى وفيه دلالة على خوفه على هذه الأمرة وانها يجب ان تنتهز


الفرصة لتفوز برضا الله وحب النبى


محمد رافع 52 06-10-2012 10:54 AM


محمد رافع 52 06-10-2012 10:59 AM


أشرف الصواف 13-10-2012 09:43 PM

جزيت خيرا على نصرتك للنبي

M..osama 13-10-2012 09:58 PM

http://kids.islamweb.net/subjects/Im...fElNabi/01.jpg





.

M..osama 13-10-2012 10:00 PM

http://kids.islamweb.net/subjects/Images/Mawakef/02.jpg





.

محمد رافع 52 14-10-2012 02:36 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أشرف الصواف (المشاركة 4910086)
جزيت خيرا على نصرتك للنبي

بارك الله فيك
ورضى عنك وعن والديك

محمد رافع 52 14-10-2012 02:45 AM

*رسول الله صلى الله عليه وسلم*
رسول الله رسول الله
رسول الله رسول الله
رسول الله أخجلني قصيدي ٭٭ فكيف الوصف ما للوصفِ حدُّ
رسول الله يمنعني حيائي ٭٭ ويبدو وجه قافيتي يصدُّ
رسول الله ما أغناك شِعْرِي ٭٭ أيُرجى من دخان السَّمْرِ نَدُّ؟
فعذرًا يا مكان الروح مني ٭٭ سيطرُقُ بابكم شعري فيشدو
بمقدمكم رسول الله ذُبْـنَا ٭٭ لكم شوقــًا .. بكم شَرُفَتْ مَعَدُّ بمقدمكم تصافحتِ البرايا ٭٭ وألقى سيفَهُ خصمٌ ألدُّ
بمقدمكم لقد طربتْ جبالٌ ٭٭ لتشهدَ رايةً للحقِّ تبدو
بمقدمكم ليالي الأُنْسِ تحلو ٭٭ كما يحلو على الأذواق شهدُ
وُصِفتم أنتُمُ بأبي وأمي ٭٭ بأخلاقٍ حِسَانٍ لا تُعَدُّ
زرعتَ شمائلاً ..فزكت نفوسٌ ٭٭ فذاك حصادكم عمرٌو وسعدُ
نثَرْتَهُمُ كواكب لامعاتٍ ٭٭ فكانوها وللإسلام جـنــــــــــدُ
رعيتَ أمانةً .. ووفيتَ عهدًا ٭٭ وبلَّغْتَ الرِّسالة .. منكَ جهدُ
فجازِ إلهنا عنَّا رسولاً ٭٭ تمام الدين والركن الأشدُّ
أيا ربَّاه فاجـمعنا بدارٍ ٭٭ هناك نعيمها .. وهناك خلدُ


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 09:57 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.