بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   محمد نبينا .. للخير ينادينا (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=43)
-   -   هدى النبى صلى الله عليه وسلم (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=71968)

عمر ابو قطرة 03-05-2011 09:58 AM

بارك الله فيك
وجعله في ميزان حسناتك

محمد رافع 52 04-05-2011 12:52 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبده الجغر (المشاركة 3376308)
جزاك الله خيرا

بارك الله فيك

محمد رافع 52 04-05-2011 12:53 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر ابو قطرة (المشاركة 3377692)
بارك الله فيك

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر ابو قطرة (المشاركة 3377692)

وجعله في ميزان حسناتك


عمر ابو قطرة 04-05-2011 12:01 PM

فعلا بارك الله فيك

محمد رافع 52 04-05-2011 11:22 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر ابو قطرة (المشاركة 3380737)
فعلا بارك الله فيك

اكرمك الله ورضى عنك

ممكلة الحب 05-05-2011 06:45 PM

اللهم صلى وسلم وبارك على اشرف رسول جاء على جميع البشر

محمد رافع 52 05-05-2011 11:54 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ممكلة الحب (المشاركة 3384664)
اللهم صلى وسلم وبارك على اشرف رسول جاء على جميع البشر

اللهم صلى وسلم وبارك عليه

aboalhasanabas13 06-05-2011 12:00 AM

جزاك الله كل خير وخلقنا الله جميعا بخلق النبى صلى الله عليه وسلم

محمد رافع 52 06-05-2011 12:20 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aboalhasanabas13 (المشاركة 3385528)
جزاك الله كل خير وخلقنا الله جميعا بخلق النبى صلى الله عليه وسلم

اللهم آمين
بارك الله فيك
عليه الصلاة والسلام

محمد رافع 52 06-05-2011 05:33 PM


محمد رافع 52 06-05-2011 05:34 PM


محمد رافع 52 06-05-2011 05:35 PM


كلمات وكنوز من هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم


عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه أنه قال
يا رسول الله مُرْني بِكلماتٍ أقولهُنَّ إذا أصبحتُ وإذا أمسيتُ
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
قُلْ اللهمَّ فاطر السموات والأرضِ
عالم الغيبِ والشهادة
ربَّ كلِّ شيءٍ ومَليكَه
أشهد أن لا إله إلا أنتَ
أعوذُ بك منْ شـرِّ نفسي
وشـر الشيطانِ وشركهِ
ثم قال صلى الله عليه وسلم
قُلها إذا أصبحتَ وإذا أمسيتَ
وإذا أخذتَ مَضْجعك
رواه أبو داود والترمذي
وقالا حديث حسن صحيح

وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه
أنه قال لرسـول اللـه صلى اللـه عليه وسلم
علّمني دُعاءً أدعو به في صلاتي
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
قُلْ اللهمّ إنّي ظَلَمتُ نفسي ظُلْماً كثيراً
ولا يغفر الذنوب إلا أنت
فاغفر لي مغفرةً من عندك
وارحمني إنك أنت الغفور الرّحيم
متفق عليه



محمد رافع 52 06-05-2011 05:36 PM

وعن علي بن أبى طالب رضي الله عنه وأرضاه
أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال له ولفاطمة رضي الله عنهما وأرضاهما
إذا أوَيْتُما إلى فراشكما
أوْ أخذتما مَضاجعكما
فكَبّرا ثلاثاً وثلاثين
وسبّحا ثلاثاً وثلاثين
واحْمَدا ثلاثاً وثلاثين
متفق عليه


وعن علي بن أبى طالب رضي الله عنه وأرضاه قال
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم
قُلْ اللهمّ اهْدِني وسَدِّدْني
رواه مسلم


عن أبي ذر رضي الله عنه وأرضاه قال
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم
ألا أخبرك بأحبِّ الكلام إلى الله؟
إنَّ أحبّ الكلام إلى الله
سُبحان الله وبِحَمدِه
رواه مسلم

محمد رافع 52 06-05-2011 05:37 PM

وعن أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها وأرضاها
أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج مِنْ عندها
بُكرةً حين صلّى الصّبـح وهِيَ في مسجدها
ثم رَجَع بَعْـد أن أضحى وهي جالسـة
فقال صلى الله عليه وسلم
أمازِلْـتِ على الحـال التي فارَقْتُـكِ عليهـا؟
قالت نعم
فقال النبي صلى الله عليه وسلم
لقد قُلتُ بَعْدك أرْبع كلمات ثلاث مرّات
لو وُزِنَت بما قلتِ مُنذُ اليوم لوَزَنَتَهُنّ
سبحان الله وبحمده
عَدَدَ خَلْقهِ
ورِضاءَ نَفْسهِ
وزِنَةَ عرشه
ومِداد كلماته
رواه مسلم


عن أبي موسـى رضي اللـه عنه وأرضاه قال
قال لي رسـول اللـه -صلى الله عليه وسلم
ألا أدُلّك على كَنْـزٍ من كنوز الجنّة؟
فقلتُ : بلى يا رسول الله
قال صلى الله عليه وسلم
لا حول ولا قوة إلا بالله
متفق عليه


عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه
أنَّ فُقراء المهاجرين أتَوْا
رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالوا ذهب أهْلُ الدُّثُور
بالدرجات العُلى والنّعيم المقيم
يُصلون كما نُصَلي
ويصومون كما نصوم
ولهم فضل من أموال
يحجون ويَعتَمرون
ويجاهدون ويتصدقون
فقال صلى الله عليه وسلم
ألا أعلّمُكم شَيْئاً تُدْركون به مَنْ سَبَقكم
وتسبقون بِهِ منْ بَعدكم
ولا يكون أحَدٌ أفْضَلَ منكم
إلا من صَنَع مِثل ما صَنَعْتُم ؟
قالوا بَلَى يا رسول الله
قال صلى الله عليه وسلم
تُسبِّحون وتَحْمدون وتُكبّرون
خلفَ كل صلاة ثلاثاً وثلاثين
مُتفق عليه

محمد رافع 52 06-05-2011 05:42 PM


محمد رافع 52 06-05-2011 05:44 PM


محمد رافع 52 06-05-2011 05:45 PM


محمد رافع 52 06-05-2011 05:46 PM


محمد رافع 52 06-05-2011 05:48 PM

أدم الصلاة َعَلى الحبَيب ِفَصَلاتُه نورٌ وطيبُ
أنفاسُ جَناتٍ مفاتيحُ رحمة ٍنغَمُ حبيب

http://forums.ozkorallah.com/imgcache/17878.png

محمد رافع 52 06-05-2011 05:49 PM

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"إن أولى الناس بى يوم القيامة أكثرهم علي صلاة"

(رواه النسائى وابن حبان عن ابن مسعود رضى الله عنه).
http://forums.ozkorallah.com/imgcache/17884.png

صلـى الله عليه وسلم

محمد رافع 52 06-05-2011 05:52 PM


محمد رافع 52 06-05-2011 05:54 PM


محمد رافع 52 06-05-2011 05:55 PM


محمد رافع 52 06-05-2011 05:56 PM


المراجع الخارجي.هشام عامر 06-05-2011 08:40 PM

بارك الله فيك وجزاك كل الخير على هذا العمل الرائع

محمد رافع 52 06-05-2011 10:28 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hesham1470 (المشاركة 3387791)
بارك الله فيك وجزاك كل الخير على هذا العمل الرائع

اكرمك الله ورضى عنك اخى الكريم

مصرى انا 12-05-2011 02:54 PM

جزاك الله خيرا

engi11 12-05-2011 06:01 PM

بارك الله فيك

محمد رافع 52 13-05-2011 01:03 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصرى انا (المشاركة 3404620)
جزاك الله خيرا


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة engi11 (المشاركة 3405232)
بارك الله فيك

رضى الله عنكم وغفر لكم واثابكم الجنة

محمد رافع 52 13-05-2011 08:40 AM


Observer 20-05-2011 06:21 PM

http://syria2u.com/vb/imgcache/14742.imgcache.gif

محمد رافع 52 22-05-2011 07:07 PM


ام خلود-2000 25-05-2011 10:24 AM

جزاك الله خيرا على هذا الموضوع الرائع

محمد رافع 52 25-05-2011 10:33 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام خلود-2000 (المشاركة 3446969)
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع الرائع

http://www.1eman.com/vb/uploaded/1721_21236436038.gif

محمد رافع 52 25-05-2011 10:34 PM


محمد رافع 52 25-05-2011 10:36 PM


محمد رافع 52 25-05-2011 10:51 PM

رحمته بالخلق صلى الله عليه وسلم

جمع الله سبحانه وتعالى في نبيّه محمد صلى الله عليه وسلم صفات الجمال والكمال البشري، وتألّقت روحه الطاهرة بعظيم الشمائل والخِصال، وكريم الصفات والأفعال، حتى أبهرت سيرته القريب والبعيد، وتملكت هيبتهُ العدوّ والصديق، وقد صوّر لنا هذه المشاعر الصحابي الجليل حسان بن ثابت رضي الله عنه أبلغ تصوير حينما قال:
وأجمل منك لم ترَ قط عيني وأكمل منك لم تلد النساء
خُلقت مبرّأً من كل عيب كأنك قد خُلقت كما تشاء
فمن سمات الكمال التي تحلّى بها صلى الله عليه وسلم خُلُقُ الرحمة والرأفة بالغير، كيف لا؟ وهو المبعوث رحمة للعالمين، فقد وهبه الله قلباً رحيماً، يرقّ للضعيف، ويحنّ على المسكين، ويعطف على الخلق أجمعين، حتى صارت الرحمة له سجيّة، فشملت الصغير والكبير، والقريب والبعيد، والمؤمن والكافر، فنال بذلك رحمة الله تعالى، فالراحمون يرحمهم الرحمن.
وقد تجلّت رحمته صلى الله عليه وسلم في عددٍ من المظاهر والمواقف، ومن تلك المواقف:
رحمته بالأطفال:
كان صلى الله عليه وسلم يعطف على الأطفال ويرقّ لهم، حتى كان كالوالد لهم، يقبّلهم ويضمّهم، ويلاعبهم ويحنّكهم بالتمر، كما فعل بعبدالله بن الزبير عند ولادته.
وجاءه أعرابي فرآه يُقبّل الحسن بن علي رضي الله عنهما فتعجّب الأعرابي وقال: "تقبلون صبيانكم؟ فما نقبلهم" فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: (أو أملك أن نزع الله من قلبك الرحمة؟).
وصلى عليه الصلاة والسلام مرّة وهو حامل أمامة بنت زينب، فكان إذا سجد وضعها، وإذا قام حملها.
وكان إذا دخل في الصلاة فسمع بكاء الصبيّ، أسرع في أدائها وخفّفها، فعن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطول فيها، فأسمع بكاء الصبي، فأتجوز في صلاتي، كراهية أن أشقّ على أمّه) رواه البخاري ومسلم.
وكان يحمل الأطفال، ويصبر على أذاهم، فعن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: (أُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بصبي، فبال على ثوبه، فدعا بماء، فأتبعه إياه) رواه البخاري.
وكان يحزن لفقد الأطفال، ويصيبه ما يصيب البشر، مع كامل الرضا والتسليم، والصبر والاحتساب، ولما مات حفيده صلى الله عليه وسلم فاضت عيناه، فقال سعد بن عبادة - رضي الله عنه: "يا رسول الله ما هذا؟" فقال: (هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء).
رحمته بالنساء
لما كانت طبيعة النساء الضعف وقلة التحمل، كانت العناية بهنّ أعظم، والرفق بهنّ أكثر، وقد تجلّى ذلك في خلقه وسيرته على أكمل وجه، فحثّ صلى الله عليه وسلم على رعاية البنات والإحسان إليهنّ، وكان يقول: (من ولي من البنات شيئاً فأحسن إليهن كن له سترا من النار)، بل إنه شدّد في الوصية بحق الزوجة والاهتمام بشؤونها فقال: (ألا واستوصوا بالنساء خيرا؛ فإنهنّ عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك، إلا أن يأتين بفاحشة مبينة).
وضرب صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في التلطّف مع أهل بيته، حتى إنه كان يجلس عند بعيره فيضع ركبته وتضع صفية رضي الله عنها رجلها على ركبته حتى تركب البعير، وكان عندما تأتيه ابنته فاطمة رضي الله عنها يأخذ بيدها ويقبلها، ويجلسها في مكانه الذي يجلس فيه.
رحمته بالضعفاء عموماً
وكان صلى الله عليه وسلم يهتمّ بأمر الضعفاء والخدم، الذين هم مظنّة وقوع الظلم عليهم، والاستيلاء على حقوقهم، وكان يقول في شأن الخدم: (هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم من العمل ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم).
ومن مظاهر الرحمة بهم كذلك، ما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم: (إذا جاء خادم أحدكم بطعامه فليقعده معه أو ليناوله منه فإنه هو الذي ولي حره ودخانه) رواه ابن ماجة وأصله في مسلم.
ومثل ذلك اليتامى والأرامل، فقد حثّ الناس على كفالة اليتيم، وكان يقول: (أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة، وأشار بالسبابة والوسطى)، وجعل الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، وكالذي يصوم النهار ويقوم الليل، واعتبر وجود الضعفاء في الأمة، والعطف عليهم سبباً من أسباب النصر على الأعداء، فقال صلى الله عليه وسلم: (أبلغوني الضعفاء؛ فإنما تنصرون وتُرزقون بضعفائكم) .

محمد رافع 52 25-05-2011 10:57 PM

محمد نبي الصفح والمرحمة
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ * فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} سورة التوبة الآيتان 128 : 129.
هاتان الآيتان اللتان ختمت بهما سورة التوبة وهي المدنية التي فضحت النفاق وأهله ويروي أنهما مكيتان وتتحدث إحداهما عن الصلة بين الرسول وقومه وعن حرصه عليهم ورحمته بهم.
والآية الثانية توجيه لهذا الرسول أن يعتمد على ربه وحده حين يتولى عنه من يتولى فالله وليه وناصره وكافيه وقد ذكر في سبب نزولهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما استعصى عليه إيمان أهل مكة فذهب الى الطائف حيث تسكن ثقيف وهي تبعد عن مكة حوالي خمسين ميلا وقصد الى نفر من رجالاتها الذين ينتهي إليهم أمرها.
ثم كلمهم في الإسلام ودعاهم الى الله فردوا عليه ردا منكرا وأغلظوا له الجواب فلما يئس من خيرهم قال لهم اذا أبيتكم فاكتموا على ذلك فقالوا له أخرج من بلدنا وحرشوا عليه الصبيان والرعاع فوقفوا له صفين يرمونه بالحجارة حتى شج في ذلك رأسه وأصيب في قدميه فسالت منهما الدماء واضطره المطاردون أن يلجأ الى بستان لعتيبة وشيبة ابني ربيعة وهما من أشد أعدائه.
حيث جلس في ظل كرمة يلتمس الراحة والأمن وكان أصحاب البستان فيه فصرفوا عنه الأوباش واستوحش الرسول لهذا الحاضر المرير فهتف يقول (اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، أنت أرحم الراحمين. أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري؟ ان لم يكن بك غضب علي فلا أبالي غير أن عافيتك هي اوسع لي، أعوذ بوجه نورك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن يحل على غضبك أو أن ينزل بي سخطك لك العتبي حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك).
وضجت ملائكة السماء لشكاية رسول الله فأنزل الله جبريل ومعه ملك الجبال وقال: يا محمد إن الله أمرني أن أطيعك في قومك لما صنعوه معك فان أمرتني أن أطبق عليهم الأخشبين فسأطبقهما عليهم ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: إن الله سبحانه وتعالى لم يبعثني لعانا وإنما بعثني الله رحمة للعالمين وإني لأرجو الله تعالى أن يخرج من أصلاب هؤلاء من يعبد الله ويوحده ثم قال: (اللهم إهد قومي فانهم لا يعلمون).
فقال له جبريل: صدق من سماك الرءوف الرحيم وأنزل الله هاتين الآيتين: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ}... الخ.
فأي عفوا هذا وأي صفح ذلك الذي تعجز البشريه عن مقاربته ولكن لا عجب فهو عفو الأنبياء وصفح المرسلين وغفران من أرسله الله رحمة للعالمين، وليس هذا هو الموقف الوحيد لرسولنا صلى الله عليه وسلم في الصفح والحلم والعفو بل أن مواقفه في هذا الميدان أكثر من أن يحصيها عد أو يحيطها حصر.
ومن مواقف العفو والصفح التي لا مثيل لها بين الناس عفوه صلى الله عليه وسلم عن زعيم المنافقين عبدالله بن أبي فقد كان من أشد الناس عداوة للرسول والمسلمين وللدعوة وظل طول حياته يتربص بهم الدوائر ويحالف عليهم الشيطان ويحيك لهم المؤامرات ولا يجد فرصة للطعن عليهم والنيل من نبيهم الا انتهزها.
وهو الذي أشاع قالة السوء عن أم المؤمنين عائشة وجعل المرجفين يتهامسون بالإفك حولها ويهزؤون أركان المجتمع الإسلامي بهذا الاتهام الدنئ، وتقاليد الشرق من قديم تجعل عرض المرأة في الذروة من القداسة وتربط به كرامتها وكرامة اهلها.
ولذلك فقد كان وقع الألم قاسيا في نفس رسول الله وأصحابه، وكانت الغضاضة من هذا التلفيق الجريء تملأ نفوسهم كآبة وغما حتى نزلت الآيات تكشف مكر المنافقين وتفضح ما اجترحوا وتنوه بطهر أم المؤمنين ونقاء صفحتها {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.
وكتب الله الفوز لرسوله وجنده واكتسح الإسلام مخلفات القرون البائدة المخرفة وانحصر أعدائه في حدود أنفسهم وانكمش ابن أبي ثم مرض ومات بعد ان ملات رائحة نفاقه كل فج وجاء ولده الى رسول الله وكان من الصالحين يطلب من الرسول الصفح عن أبيه فصفح ثم طلب منه أن يكفن في قميصه فمنحه اياه.

محمد رافع 52 27-05-2011 11:04 PM

اللهمَّ صلِّ صلاةً كاملةً،
وسلِّم سلامًا تامًّا على سيدِنَا محمّدٍ،
الذي تَنْحَلُّ بهِ العُقَدُ وتَنْفَرِجُ بِهِ الكُرَبُ وتُقْضَى بِهِ الحوائجُ
وتُنَالُ بهِ الرّغائِبُ وحُسْنُ الخواتيمِ ويُسْتَسْقَى الغمامُ بوجهِهِ الكَرِيمِ
وعلى ءالهِ وصحبه وسلِّم

محمد رافع 52 27-05-2011 11:06 PM



رحلة الطائف نموذجا

صاحب الفكرة المهموم بها ، يبذل جهده لنشرها و التبشير بها ، و هو فى سبيل ذلك يواجه عقبات شتى عليه أن يتخطاها نصرة لفكرته و سعيا فى إبلاغها . و الأمر كذلك ، فما البال ، إن لم تكن فكرة فحسب بل رسالة و نبوة و تكليفا من قبل الرب المعبود سبحانه إلى نبيه محمد * . فهو يبذل جهده و سعيه و يعانى الأهوال فى اجتياز العقبات و محاولات الصد من قبل أصحاب الجاه و السلطان من مشركى مكة . ويتفنن صلى الله عليه و سلم فى ابتكار الوسائل و رسم السياسات مواجهة لأعداء الرسالة و تضييقا عليهم، فى بسط أرض جديدة للدعوة و الرسالة . و رسول الله * يتصرف فى مثل هذه الأحوال و الظروف – لا كداعية مبشر فحسب أو فيلسوف منظر - بل كرجل الدولة ، توجهه عناية الله تعالى و وحيه .
" 1"
لماذا اختار رسول الله * الطائف ؟
تربط كتب السيرة دائما بين توجه رسول الله * إلى الطائف و بين ما لاقاه من أذى قريش خاصة بعد وفاة زوجه خديجة * و عمه أبى طالب . و يبدوا من خلال هذا الربط اليسير أن توجه النبى الكريم * إلى الطائف كان عفويا و كأنه تسرية لنفسه عما يلاقيه فى مكة ، و الرسالات الكبرى و المهام العظيمة لا تبلغ غاياتها هكذا .فقد كانت رحلة الطائف تمثل محورا مهما فى مخطط استراتيجى كبير عند رسول الله* يهدف من وراءه إلى إقامة دولة تحمى الدين و تنشر الدعوة بين العالمين . لكن لماذا كانت الطائف يختارها رسول الله * على وجه الخصوص ؟!
كانت الطائف تمثل العمق الإستراتيجي لملأ قريش، بل كانت لقريش أطماع في الطائف، ولقد حاولت في الماضي أن تضم الطائف إليها، ووثبت على وادي وج وذلك لما فيه من الشجر والزرع، حتى خافتهم ثقيف وحالفتهم, وأدخلت معهم بني دوس، وقد كان كثير من أغنياء مكة يملكون الأملاك في الطائف, ويقضون فيها فصل الصيف، وكانت قبيلة بني هاشم وعبد شمس على اتصال مستمر مع الطائف، كما كانت تربط مخزوم مصالح مالية مشتركة بثقيففإذا اتجه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الطائف فذلك توجه مدروس، وإذا استطاع أن يجد له فيها موضع قدم, وعصبة تناصره، فإن ذلك سيفزع قريشًا، ويهدد أمنها ومصالحها الاقتصادية تهديدًا مباشرًا، بل قد يؤدي لتطويقها وعزلها عن الخارج، وهذا التحرك الدعوي السياسي الاستراتيجي, الذي يقوم به الرسول صلى الله عليه وسلم يدل على حرصه في الأخذ بالأسباب لإيجاد دولة مسلمة أو قوة جديدة, تطرح نفسها داخل حلبة الصراع؛ لأن الدولة أو إيجاد القوة التي لها وجودها, من الوسائل المهمة في تبليغ دعوة الله إلى الناس.
عندما وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف اتجه مباشرة إلى مركز السلطة وموضع القرار السياسي في الطائف .
أين كان موضع السلطة في الطائف؟
كان بنو مالك والأحلاف -بحكم أسبقيتهم الزمنية للاستيطان- هما المسيطرين عليها وتنتهي إليهما قيادتها, فكانت لهما الرئاسة الدينية المتمثلة في رعاية المسجد, بالإضافة إلى الزعامة السياسية العامة والعلاقة الخارجية, والنفوذ الاقتصادي، إلا أنهما مع ذلك لم يكونا في وضع يمكنهما من الدفاع عن منطقة الطائف، التي كانت من أخصب بلاد العرب وأكثرها جذبًا للأنظار والأطماع، فكانا يخافان قبيلة هوازن، ويخافان قريش ويخافان بني عامر، وكلها قبائل قوية وقادرة على الانقضاض والاستلاب؛ ولذلك فقد اعتمد زعماء الطائف على سياسة المهادنة وحفظ الاستقرار السياسي عن طريق المعاهدات والموازنات وهي عين الطريق التي كانت تسير عليها قريش، فصار بنو مالك يوثقون علاقاتهم مع هوازن ليأمنوا شرها، وصار الأحلاف يرتبطون بقريش لتأمين جانبها .
هذا ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم غافلاً عن هذه الشبكة من العلاقات والمعاهدات, وهو يتجه إلى الطائف، بل كان يعرف أن الطائف لم تكن توجد بها سلطة مركزية واحدة، وإنما يقتسم السلطة فيها بطنان من بطون العرب بموجب اتفاقية داخلية، وأن أيا منهما كان يدور في فلك قبيلة خارجية أقوى، فإذا استطاع أن يستميل إليه أيا منهما, فسوف يكون لذلك أثر كبير في ميزان القوى السياسية، هذا على وجه العموم، أما إذا استطاع على وجه الخصوص أن يستميل إليه الأحلاف، وهو المعسكر المتحالف مع قريش، فإن خطته تكون قد بلغت تمامها وهو أمر غير مستحيل، فهو يعلم أن موادة هذا المعسكر لقريش لا تقوم على القناعة المذهبية أو الولاء الديني بقدر ما تقوم على أساس التخوف من قريش، وعلى هذا التقدير للوضع السياسي اتجه الرسول صلى الله عليه وسلم مباشرة حينما دخل الطائف، إلى بني عمرو بن عمير الذين يترأسون الأحلاف، ويرتبطون بقريش، ولم يذهب إلى بني مالك الذين يتحالفون مع هوازن قال ابن هشام في السيرة: «لما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف عمد إلى نفر من ثقيف هم يومئذ سادة ثقيف وأشرافهم، وهم إخوة ثلاثة عبد ياليل بن عمرو، ومسعود بن عمرو، وحبيب بن عمرو وعند أحدهم امرأة من قريش من بني جُمح غير أن بني عمرو كانوا شديدي الحذر وكثيري التخوف، فلم يستجيبوا لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم بل بالغوا في السفه وسوء الأدب معه فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من عندهم, وقد يئس من خير ثقيف وقال لهم: «إذا فعلتم ما فعلتم فاكتموا عني» ، وكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبلغ قومه عنه فيؤزرهم ذلك عليه، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يود أن تتم اتصالاته تلك في جو من السرية، وألا تنكشف تحركاته لقريش، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يهتم كثيرا بجوانب الحيطة والحذر .

محمد رافع 52 27-05-2011 11:07 PM

الهدى النبوى فى الأزمات : براعة السياسة "2"
العودة من الطائف ، و كيفية الدخول إلى مكة
انتهت رحلة الطائف على ما نعلم من صدود أهلها عن دعوة النبى الكريم لهم و مبالغتهم فى آذاه " صلى الله عليه و سلم "
و فى طريق العودة إلى مكة ، عرض على النبى منهجان لإحداث التغيير فى واقع الأحداث ، يتضح أولهما هكذا :

فعن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ قال: «لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كُلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي, فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال، فسلم علي ثم قال: يا محمد فقال: ذلك فيما شئت, إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين».
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشركُ به شيئًا» .
كانت إصابته صلى الله عليه وسلم يوم أحد أبلغ من الناحية الجسمية، أما من الناحية النفسية, فإن إصابته يوم الطائف أبلغ وأشد؛ لأن فيها إرهاقًا كبيرًا لنفسه ومعاناة فكرية شديدة جعلته يستغرق في التفكير من الطائف إلى قرن الثعالب.

كان مقترح ملك الجبال أن يطبق عليهم الأخشبين, وهو يدخل تحت أسلوب الاستئصال، وقد نفذ في قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط قال تعالى: فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّن أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [العنكبوت: 40].
و أما المنهج الثانى :
فكان اقتراح آخر وهو أن يستمر في هجرته, والابتعاد عن مكة والطائف الكافرتين، فالأولى أخرجته والثانية خذلته, وعرض ذلك الأمر زيد بن حارثة على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن القيم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن لم يجد ناصرًا في الطائف، انصرف إلى مكة ومعه مولاه زيد بن حارثة محزونًا، وهو يدعو بدعاء الطائف المشهور، فأرسل ربه تبارك وتعالى ملك الجبال يستأمره أن يطبق الأخشبين على أهل مكة، وهما جبلاها اللذان كانت بينهما، فقال: «لا، بل أستأني بهم, لعل الله يخرج من أصلابهم من يعبده ولا يشرك به شيئا».. وأقام بنخلة أيامًا، فقال له زيد بن حارثة: كيف تدخل عليهم وقد أخرجوك، يعني قريشًا، وخرجت تستنصر فلم تنصر، يعني الطائف فقال: «يا زيد، إن الله جاعل لما ترى فرجًا ومخرجًا، وإن الله ناصر دينه ومظهر نبيه» .
إن النبي صلى الله عليه وسلم رفض منهج الاستئصال، وامتنع عن فكرة الاعتزال, أو الهجرة المستمرة، ونظر إلى المستقبل بنور الإيمان، وقرر الدخول إلى مكة الكافرة ليواصل جهاده الميمون، ويستثمر كل ما يستطيعه من أجل دعوة التوحيد, لم يَحْتَرْ النبي صلى الله عليه وسلم بين المنهجين السابقين, بل تقدم نحو المنهج البديل, الذي عزم عليه وهو منهج يقوم على فكرة دخول مكة الكافرة وليس الانسحاب منها، ويقوم على ضرورة الوجود على ذات الأرض التي يقف عليها الكافرون، واعتصار مؤسساتها واستثمار علاقاتها، وتحوير غاياتها ليتغذى بكل ذلك مجتمع المؤمنين الذي سيولد من أحشائها، أي أنه كان صلى الله عليه وسلم يريد أن يتخذ من أصلاب الكافرين مصانع بشرية تخرج أجيالاً من المسلمين المقاتلين في سبيل الله، فالنظر النبوي هنا مصوب نحو المستقبل بصورة جلية، ولم يكن ذلك يعني الانسحاب من الحاضر كان النبي صلى الله عليه وسلم قد عزم على دخول مكة مرة ثانية، غير أن ظاهر الأحوال تدل على أن دخول مكة لم يكن أمرًا هينًا ولا آمنًا، وهنالك احتمال كبير للغدر به ولاغتياله من قبل قريش، التي لا يمكن أن تصبر أكثر, وهو قد أعلن الخروج عليها وذهب يستنصر بالقبائل الأخرى, ويوقع بينها وبين حلفائها، ثم إنه حتى لو لم تكن هناك خطورة على شخصه، فإن دخوله إلى مكة بصورة عادية وقد طردته الطائف، سيجعل أهل مكة يصورون الأمر كهزيمة كبيرة أصابت المسلمين ويجترئون عليهم ويزدادون سفهًا، ولذلك فقد اتجه نظر الرسول صلى الله عليه وسلم هذه المرة إلى تفجير مكة من الداخل بدلاً من تطويقها من الخارج، أي أراد أن يتغلغل في داخل بطون قريش ذاتها، ويُوجِد له حلفاء من بينهم وَيُكَوِّن له وجودًا في قلبها .
وذكر ابن هشام في السيرة في معرض الحديث عن إجارة المطعم بن عدي: إنه صلى الله عليه وسلم لما انصرف من الطائف ولم يجيبوه إلى ما دعاهم إليه, من تصديقه ونصرته، صار إلى حراء ثم بعث إلى الأخنس بن شريق ليجيره فقال: أنا حليف والحليف لا يجير، فبعث إلى سهيل بن عمرو، فقال له: إن بني عامر لا تجير على بني كعب، فبعث إلى المطعم بن عدي -سيد قبيلة بني نوفل بن عبد مناف- بعث إليه رجلاً من خزاعة، «أدخل في جوارك؟» فقال: نعم: ودعا بنيه وقومه فقال: البسوا السلاح وكونوا عند أركان البيت فإني قد أجرت محمدًا، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه زيد بن حارثة حتى انتهى إلى المسجد الحرام، فقام المطعم بن عدي على راحلته, فنادى: يا معشر قريش إني قد أجرت محمدًا فلا يهجه أحد منكم, فانتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الركن فاستلمه وصلى ركعتين وانصرف إلى بيته, والمطعم بن عدي وولده محدقون بالسلاح حتى دخل بيته .
لقد تغير الوضع كثيرًا بسبب منهجية الرسول صلى الله عليه وسلم الجديدة، فبدلاً من أن يدخل مكة منهزمًا مختفيًا دخلها ويحرسه بالسلاح سيد من سادات قريش, على مسمع منهم ومرأى، هذا ونلاحظ أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد اختار رجلاً من خزاعة فبعثه رسولاً، وفي هذين الاختيارين حنكة سياسية مدهشة، ووعي تاريخي ودبلوماسي عميق، لأن نوفلاً، وهو الأب الأكبر لقبيلة نوفل التي يتزعمها المطعم بن عدي آنئذ، كان خصيمًا لعبد المطلب جد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية، فقد وثب على أفنية وساحات كانت لعبد المطلب، واغتصبها، فاضطرب عبد المطلب لذلك واستنهض قومه فلم ينهض كبير أحد منهم، فكتب إلى أخواله من بني النجار من الخزرج قصيدة يستنصرهم، قالوا: فقدم عليه منهم جمع كثيف فأناخوا بفناء الكعبة وتنكبوا القسي وعلقوا التراس، فلما رآهم نوفل، قال: لشرٍّ ما قدم هؤلاء؟ فكلموه فخافهم ورد أركاح عبد المطلب إليه، فلما نصر بنو الخزرج عبد المطلب قالت خزاعة, وهم قد قووا وعزوا: والله ما رأينا بهذا الوادي أحدًا أحسن وجهًا ولا أتم خلقًا ولا أعظم حلمًا من هذا الإنسان، يعنون عبد المطلب، وقد نصره أخواله من الخزرج، ولقد ولدناه كما ولدوه, وإن جده عبد مناف لابن حبي بنت حليل بن حبشية سيد خزاعة، ولو بذلنا له نصرنا وحالفنا، انتفعنا به وبقومه وانتفع بنا، فأتاه وجوههم، فقالوا: يا أبا الحارث إنا قد ولدناك كما ولدك قوم من بني النجار، ونحن بعد متجاورون في الدار، وقد أماتت الأيام ما يكون في قلوب بعضنا على قريش من الأحقاد، فهلم فنحالفك فأعجب ذلك عبد المطلب وقبله وسارع إليه، ولم يحضر أحد من بني نوفل ولا عبد شمس.
هذا النص يشير إلى جذور الصراع التاريخي القديم بين خزاعة وقريش، حينما جمع قصي بن كلاب قريشًا من متفرقات المواقع، وقاتل بهم خزاعة التي كانت لديها رئاسة البيت مبغضة لقريش كارهين لها، ولما اضطرب الأمر بين قريش وعبد المطلب, تحالفت خزاعة مع عبد المطلب, نكاية بقريش, وإضعافًا لها، وليس صحيحًا أن الأيام قد أماتت ما كان في قلوب بعضهم على قريش من الأحقاد, كما ذكر وفدهم, بل الصحيح أن الأحقاد لم تزل حية والصراع لم يزل مستمرًا، ومما يدل على ذلك أن بني نوفل وبني عبد شمس لم يدخلا ولم يحضرا هذا الحلف، إذ أنه حلف مضاد لهما.
فإذا بعث الرسول صلى الله عليه وسلم رجلاً من خزاعة إلى سيد قبيلة بني نوفل فإن هذا الفعل إشارة ظاهرة إلى تلك الوقائع التاريخية, التي ذكرناها, كما فيها تذكير بالحلف القديم بين عبد المطلب وخزاعة، ضد بني نوفل وعبد شمس ليفهم من ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يقف معزولاً في مكة، وأنه قد يفعل ما فعله جده عبد المطلب، فيتحالف مع خزاعة، أو يستنصر بالخزرج؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن في الواقع يستعطف المطعم بن عدي سيد بني نوفل ليدخل في جواره، بقدر ما كان يهدده ويثير مخاوفه، وحماية المطعم بن عدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم لم تكن مجرد أريحية ونبل بقدر ما كانت رعاية لمصلحته وحماية لوضعه، وصمت قريش وهي ترى محمدًا صلى الله عليه وسلم يدخل في جوار بني نوفل ويحرسونه بالسلاح, لم يكن خوفًا من سلاح نوفل، وإنما خوفا من سلاح خزاعة وقسي الخزرج .
كما لا ننسى أن المطعم ممن قام بنقض الصحيفة الظالمة, مع من ذكرنا فيما مضى.
وقد حفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم صنيع مطعم بن عدي، وعرف مدى الخطورة التي عرض نفسه وولده وقومه لها من أجله، فقال عن أسارى بدر السبعين يوم أسرهم: «لو كان المطعم بن عدي حيًّا ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له» .
فمع العداء العقدي فرسول الله صلى الله عليه وسلم يفرق بين من يعادي هذه العقيدة ويحاربها، ومن يناصرها ويسالمها، إنهم وإن كانوا كفارًا فليس من سمة النبوة أن تتنكر للجميل .
وهكذا صلى الله عليه وسلم, كان يوظف الأعراف والتقاليد التي في مجتمعه لمصلحة الإسلام، فكان ينظر للبناء الاجتماعي القائم، باعتباره حقيقة موضوعية، تاريخية، وينظر للإنسان الكافر ليس باعتباره رقمًا حسابيًا فرديًا منقطعًا، وإنما ينظر إليه كفرد في شبكة اجتماعية متداخلة العلاقات ومتنوعة الدوافع، وإن الإنسان يملك الفرصة والإمكان لأن يتحول هو نفسه وطوع إرادته إلى قوة اجتماعية مؤثرة، وله وزن في اتخاذ القرار ونقضه، وفقًا للقيم التي يختارها، والمطعم بن عدي لم يكن فردًا وإنما كان مؤسسة، وهي مؤسسة لم تولد بميلاده، وإنما يرجع وجودها إلى تاريخ قديم، تصارعت فيها قيم التوحيد والإشراك، فإن صارت مؤسسة خالصة للكافرين الآن ، فلا يعنى ذلك استحالة الانتفاع بها و تسخيرها للعودة للإيمان والتوحيد.
و يثور فى الذهن تساؤل :
ألم يكن رسول الله متوقعا أن يرفض الأخنس بن شريق و من بعده سهيل بن عمرو طلب إجارته ؟ ألم يكن النبى الكريم على دراية بأعراف القوم و قوانينهم : - الحليف لا يجير ، و الأخنس حليف !!
- و الأدنى (بنو عامر و منهم سهيل ) لا يجير على
الأعلى ( بنى كعب ، فرع رسول الله ) .
و لماذا لم يرسل إلى المطعم بن عدى مباشرة ؟!


محمد رافع 52 27-05-2011 11:08 PM




ما نحتاجه نحن المسلمين اليوم هوتغير طريقة تفكيرنا فنتعدى زماننا ومكاننا ونحلل أوضاعنا في ضوء القواعد التي انزلها الله لخلقه وبعث لإرسائها رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم


قال تعالى: " وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا " (سورة النساء، 104)



نرى من خلال الآية البشارات السعيدة التي وعد بها المؤمنون والتي عليهم تذكرها في اللحظات العصيبة. قد يأتي إلى أذهاننا أنه لا مخرج لأمتنا من المآزق التي هي فيها ،لكن يجب علينا أن نتذكر أن الله جل جلاله قد وعد بنصرة هذه الأمة وقتما يشاء بناءا على حكمته.



قد نكون في موقف ضعف في الوقت الراهن، لكننا متيقنين أنه سيتغير إلى قوة. يقول الإمام أحمد أن الظلم لن ينتصر على الحق إذا كانت قلوبنا متعلقة بالحق. نحن متأكدون من أن الحق سيزهق الباطل وسيكون النصر قريبا عندما نأخذ بأسباب النصر بإذن الله.



هنا سنستعرض ثلاث مواقف من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أكد فيها المعنى السابق – قرب تحقق النصر للمؤمنين- وأعطى من خلالها بشارات أثلجت صدور أصحابه وتابعيه:


النبي صلى الله عليه وسلم في الطائف:

عندما اشتد الأذى والكيد في قريش بعد موت عم وزوج النبي صلى الله عليه وسلم توجه إلى الطائف بلد أخواله وخالاته يأمل أن يجد فيهم اهتماما ودعما كبيرا لرسالته. لكنهم في المقابل أقصوه بطريقة غير مهذبة. حيث شجعوا الغلمان على قذفه بالحجارة حتى أدموا قدميه الشريفتين.

توجه بعدها النبي صلوات الله وسلامه عليه تلقاء مكة بعزم جديد لاستكمال خطته السابقة لدعوة الناس إلى الإسلام وتبليغ رسالته بروح عظيمة من الحمية والحماس.
قال له زيد بن حارثة مولاه : "كيف تذهب مرة أخرى إلى مكة بعد أن نفتك قريش؟" فرد الرسول عليه الصلاة والسلام: "إن الله سيجعل لي من أمري هذا مخرجا لأنه لا بد أن ينتصر لرسالته ونبيه".



النبي صلى الله عليه وسلم بصحبة أبي بكر رضي الله عنه في الهجرة :

اقام وجهاء قريش ندوة عاجلة لاقتفاء اثر الرسول وأبي بكر والبحث في كل المناطق للقبض عليهما. قرروا أن يسدوا كل المنافذ الخارجة من مكة واقاموا الحدود والمتاريس العسكرية على كل المخارج الممكنة. كان السعر عال جدا والجائزة مغرية وهي 100 مائة جمل على كل رأس من الإثنين المطلوبين (صلى الله على محمد ورضي الله عن أبي بكر الصديق).وبالطبع كانت الوسائل المستخدمة المشاة وراكبي الخيول والبصاصين لحصار المدينة. وبمجرد وصولهم لفتحة الغار الذي اختبأ به الرسول وصاحبه همس أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بمقولته الشهيرة: " لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا" فرد النبي الواثق بنصر ربه: " يا أبو بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟ ".

كانت بالفعل معجزة إلهية..فالمطاردون كانوا بالفعل على بعد خطوات قليلة من الغار.



غزوة الخندق

كانت الغزوة في فصل الشتاء والطقس باردا وثمة نقص في الطعام بالمدينة المنورة وذلك تحت ما يشبه بحصار فظ ولكن روح المقاومة كانت منبثقة من الأمل. وبما أن الحصار كاد أن يعرض المسلمين لأمراض قاسية وبالتالي سيكون التسليم المذل هو البديل، لذلك سعى النبي صلى الله عليه وسلم جاهدا لرفع الروح المعنوية لأصحابه لأعلى درجة ممكنة ليوقنوا بأن هذه التجربة التي تواجههم ما هي إلا سحابة عابرة سرعان ما ستنقشع وسيستمر الإسلام في زحفه وسيدخل الناس في دين الله أفواجا. وبذلك ستتحطم قوى الطغيان ولن تفلح جميع المكائد ضده ولن يخشى المسلمون شرورهم أبدا. هذا هو قانون السياسات الذي لا يتوقف مجهوده ببث الأمل والعزيمة في النفوس المؤمنة....



ثمة شيء خارق للطبيعة حدث أيضا في هذه الغزوة- ساعد على رفع الروح المعنوية للصحابة- فعندما كان المسلمون يحفرون الخندق فإذا بصخرة كبيرة تعيق تقدمهم بالحفر فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم فأسه ضاربا عليها فتحولت إلى كثيب رملي أملس في الحال.


وبالتالي عندما زحف الحلفاء نحو المدينة وأقاموا حصار أو سياج محكم حولها لم ييأس المسلمون بل واجهوا الحقيقة المرة مع أمل ثابت من أجل مستقبل أفضل...

قال تعالى :

"ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما"


ولكن المنافقون وضعاف القلوب أخذوا يسخرون من وعود النصر وقالوا لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقول لكم الرسول أنه يرى من يثرب قصور كسرى ومدينة الحيرة وأنتم تحفرون الخندق والواحد لا يأمن على نفسه قضاء حاجته من شدة الخوف".



فأنزل الله قرآنا يتلى إلى يوم القيامة : " وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا "


ومرت 13 سنة وتحقق وعد الرسول صلى الله عليه وسلم بفتح بلاد فارس.

ونلاحظ اليوم من يردد نفس الكلام : بأن ما وعدنا الله باطل ( حاشى لله ).

يقول الله تعالى : "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"

محمد رافع 52 27-05-2011 11:10 PM


هدي النبي صلى الله عليه وسلم في معاملة مخالفيه
مداخلة: ذكرت أن هذا العالم عالم مجنون، تسفك فيه الدماء، وغرور القوة مسيطر تماماً على العالم كله، والأعداء يحاربون بكل ما هو محرم في كل مجال، ي***ون الأطفال، والنساء، والشيوخ، ويهدمون البيوت، ويحرقون الأشجار، فنريد أن نعرف خلق الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا؟! الشيخ: ما شاء الله، هذه لمحةٌ جميلة، وأتمنى أن العالم كله يقرأ التاريخ من جديد؛ فما زالت صفحات التاريخ مفتوحة، واسمح لي أن أستهل الجواب على سؤالك الجميل بقولةٍ لهذا المفكر الشهير بستاف لفن حينما قال: ما عرف العالم في التاريخ القديم والحديث ديناً سمحاً كالإسلام، وما عرف العالم في التاريخ القديم والحديث فاتحين متسامحين كالمسلمين، هذه حقيقة. مع أن رؤية الدم تثير الدم، وتحرك الشهوة للانتقام، لكن مع كل ذلك انظر إلى أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، وإلى أخلاق الدين حتى مع الأعداء. وأنا أود أن أقول: حينما نتحدث الآن عن خلق الحبيب صلى الله عليه وسلم مع أعدائه؛ فنحن لا نريد بذلك أن نتحدث حديثاً ذهنياً بارداً باهتاً، وإنما نود أن نذكر العالم بصفةٍ عامة، وأمتنا المسلمة بصفةٍ خاصة، بأنه لا قيمة لهذه الأخلاق إلا إذا تحولت في حياتنا من جديد إلى واقع عملي، ومنهج حياة، وإلا فسيظل هذا المنهج المشرق حبراً على الورق. النبي صلى الله عليه وسلم استطاع أن يقيم للإسلام دولة، واستطاع أن يربي جيلاً قرآنياً فريداً لم ولن تعرف البشرية له مثيلاً، وذلك يوم أن نجح بطبع عشرات الآلاف من النسخ من المنهج التربوي الإسلامي الخلقي، لكنه صلى الله عليه وسلم لم يطبعها بالحبر على صحائف الورق، وإنما طبعها على صحائف قلوب أصحابه بمداد من التقى والهدى والنور؛ فحولوا هذه الأخلاق النبوية العظيمة في حياتهم إلى واقع عملي ومنهج حياة.
http://audio.islamweb.net/audio/fasil.gif



محمد رافع 52 27-05-2011 11:11 PM

حرص النبي عليه الصلاة والسلام على هداية قومه

انظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم في أحرج الأوقات، وفي أشد الأزمات، عن عائشة رضوان الله عليها- والحديث رواه البخاري و مسلم أنها قالت: (يارسول الله! هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟!)، ويوم أحد كان يوماً عظيماً، نزف فيه دم النبي صلى الله عليه وسلم من جسده، وشج وجهه، وكسرت رباعيته، وتعرض النبي صلى الله عليه وسلم للموت الحقيقي، بل لقد انتشر بالفعل في الميدان خبر *** النبي صلى الله عليه وسلم، حتى ألقى بعض الصحابة السلاح وقالوا: وماذا نصنع بالحياة بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقام أنس بن النضر رضي الله عنه -وحديثه في الصحيحين- فقال لهم: (قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم)، ونزل في هذه المعركة قول الله جل وعلا: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[آل عمران:144]. فالسيدة عائشة قالت له: (هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ فقال: لقد لقيت من قومك ما لقيت يا عائشة ، وكان أشد ما لقيت يوم عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال)، وهو رجل من أشراف أهل الطائف، فحينما خرج الحبيب صلى الله عليه وسلم من مكة إلى الطائف، ولم يخرج ليطلب مالاً، ولا ليطلب دنيا ولا جاهاً، ولا وجاهة، ولا شهرةً، ولا منصباً، وإنما ليخرجهم من ظلام الشرك والوثنية إلى أنوار التوحيد والإيمان برب البرية جل وعلا. تصور معي أنه صلى الله عليه وسلم مشى من مكة إلى الطائف على قدميه أكثر من سبعين كيلو، لا توجد سيارة، ولا دابة، بل مشى على قدميه المتعبتين الداميتين، وتحت حرارة شمسٍ محرقة يعلمها كل من سافر إلى مكة للحج والعمرة، شمس انعكست أشعتها على الرمال؛ فكادت الأشعة المنعكسة أن تحرق الأبصار. طريق غير ممهدة، لم يركب حماراً، ولا بغلاً، ولا جواداً، ولا ناقة، ومع ذلك لما وصل إلى الطائف سلط الأشرافُ السفهاءَ والصبيان على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففعلوا به ما لا يتصور البتة أن يفعله إنسان صاحب مروءة بإنسان غريب؛ رموه بالحجارة، سبوه، شتموه، وعاد النبي صلى الله عليه وسلم حزيناً كئيباً، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فلما لم يجبني إلى ما أردت -أي: ابن عبد ياليل بن عبد كلال، وهو شريف الطائف- عدت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب)، وقرن الثعالب مكان يبعد عن الطائف حوالي خمسة كيلو. أريد منك أخي أن تتصور، فكان من الهم الذي يحطم فؤاده، ومن الألم الذي يفتت كبده؛ لا يعرف أين هو، عاد وهو مهموم على وجهه.. دعوة مطاردة.. أصحابٌ مشردون في الحبشة، وصاحب الدعوة صلى الله عليه وسلم يُضرب، ويُسب، ويُشتم، ويُرمى بالحجارة. أريد منك أن تتصور الحالة النفسية التي كان يعيشها النبي عليه الصلاة والسلام في هذه اللحظات، يقول: (فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فإذ بسحابة قد أظلتني) -هذه هي التي شدت انتباهه، وهي التي أخرجته من الهموم والآلام والأحزان-: (فنظرت فرأيت جبريل عليه السلام -والحديث في الصحيحين- فنادى جبريل على النبي الجليل صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله! إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا به عليك، وإن الله تعالى قد أرسل إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت -بالله عليك افترض أي بشر في هذا الموقف؛ دماؤه تنزف.. مطرود.. مهان.. سبوه شتموه.. تصور كيف يكون الرد!- وإذ بملك الجبال ينادي عليّ: السلام عليك يا رسول الله! لقد أرسلني الله عز وجل إليك لتأمرني بما شئت فيهم، لو أمرتني أن أطبق عليهم الأخشبين لفعلت). ما هما الأخشبان؟ الأخشبان: جبلان عظيمان، يقال للأول: أبو قبيس، ويقال للجبل للثاني: الأحمر، ووالله الذي لا إله غيره لو كان الحبيب صلى الله عليه وسلم ممن ينتقمون لأنفسهم وذواتهم وأشخاصهم، ولو كان الحبيب ممن خرج لذاته أو لمجد شخصي أو لانتفاع دنيوي حقيرٍ زائل؛ لأمر النبي ملك الجبال أن يحطم هذه الرءوس الصلدة، والجماجم العنيدة، ولسالت دماء من الطائف ليراها أهل مكة بمكة، لكن اسمع ماذا قال صاحب الخلق الرفيع؟ اسمع ماذا قال الرحمة المهداة لملك الجبال؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (بل أرجو الله عز وجل أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئاً) لم يبعث لعاناً ولا فحاشاً، وإنما كما قال هو عن نفسه صلى الله عليه وسلم: (إنما بعثت رحمة) ، وكما قال ربه جل جلاله: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الأنبياء:107]، وكما قال ابن عباس : هو رحمة للفاجر والبار؛ فمن آمن به فقد تمت له النعمة، ومن كفر به أمن من العذاب في الدنيا: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الأنفال:33].

موسى يوسف2010 30-05-2011 07:04 PM

جزاك الله خيرا

محمد رافع 52 30-05-2011 08:56 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موسى يوسف2010 (المشاركة 3463809)
جزاك الله خيرا

بارك الله فيك ورضى عنك

الاميرة ديانا 31-05-2011 10:46 AM

بارك الله فيكم

Arkenine 01-06-2011 12:56 PM

بارك الله فيك .

محمد رافع 52 01-06-2011 04:47 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاميرة ديانا (المشاركة 3465498)
بارك الله فيكم

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة arkenine (المشاركة 3469244)
بارك الله فيك .

جزاكم الله خيرا ورضى عنكم

محمد رافع 52 06-06-2011 11:09 AM

ماذا فعل الإسلام بعد أن جاء به صلى الله عليه وسلم إلى العالمين؟
ماذا فعلت رساله محمد صلى الله عليه وسلم بالدنيا كلها؟
يلخص ذلك الصحابى الجليل ربعى بن عامر بمقولته الشهيره عندما دخل على رستم ملك الفرس,سأله رستم ما الذى جاءبكم إلينا ؟ فرد ربعى قائلاً إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد لعبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضسق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخره
فأيما ناظر للدنيا بعد مجئ محمد صلى الله عليه وسلم بمائة عام يرى
* التقدم العلمى الذى شمل كل مناحى الحياه من طب وهندسة ورياضيات وغيرها على يد العلماء المسلمين
* العدل الإجتماعى الذى يجعل الحاكم يأخذ من الغنى ليعطى الفقير ...فلا يجوع مسلم وأخوه عنده فائض
* وحرية المرأه التى تحولت من خادمه وجاريه إلى شريكة للرجل ترث من أبويها بعد أن كان الإرث فى كل الحضارات السابقه للرجال فقط
* انعدام المظالم والفساد لدرجة أن القاضى يجلس شهراً كاملاً فى ديوان القضاء فلا يدخل عليه منازعات
وصدق الله العظيم إذا يقول ((قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ))
فالنور هو محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 02:58 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.