بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   محمد نبينا .. للخير ينادينا (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=43)
-   -   دلائل النبوة (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=504522)

محمد رافع 52 05-03-2013 02:12 PM

رضاع النبي ومرضعته وحاضنته
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو

العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال
فدفع رسول الله إلى أمه والتمس له الرضعاء واسترضع له من حليمة بنت أبي ذويب وأبو ذؤيب عبد الله بن الحارث بن شجنة بن جابر بن رزام بن ناصرة بن سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر
واسم أبي رسول الله الذي أرضعه الحارث بن عبد العزى بن رفاعة بن ملان بن ناصرة بن سعد بن بكر بن هوازن
وإخوته من الرضاعة عبد الله بن الحارث وأنيسة بنت الحارث وحذافة بنت الحارث وهي الشيماء غلب عليها ذلك فلا تعرف في قومها إلا به وهي لحليمة بنت أبي ذؤيب أم رسول الله
وذكروا أن الشيماء كانت تحضن رسول الله مع أمه إذ كان عندهم
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير قال حدثنا ابن إسحاق قال
حدثني جهم بن أبي جهم مولى لامرأة من بني تميم كانت عند الحارث بن حاطب فكان يقال مولى الحارث بن حاطب قال حدثني من سمع عبد الله بن جعفر بن أبي طالب يقول
حدثت عن حليمة بنت الحارث أم رسول الله التي أرضعته أنها قالت
قدمت مكة في نسوة من بني سعد بن بكر ألتمس بها الرضعاء وفي سنة شهباء فقدمت على أتان لي قمراء كانت أذمت بالركب ومعي صبي لنا وشارف لنا والله ما تبض بقطرة وما ننام ليلنا ذلك أجمع مع صبينا ذاك ما يجد في ثديي ما يغنيه ولا في شارفنا ما يغذيه فقدمنا مكة فوالله ما علمت منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله فتأباه إذا قيل إنه يتيم تركناه قلنا ماذا عسى أن تصنع إلينا أمه إنما نرجو المعروف من أب الوليد وأما أمه فماذا عسى أن تصنع إلينا فوالله ما بقي من صواحبي امرأة إلا أخذت رضيعاً غيري فلما لم أجد رضيعاً غيره قلت لزوجي الحارث بن عبد العزى والله إني لأكره أن أرجع

من بين صواحبي ليس معي رضيع لأنطلقن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه فقال لا عليك فذهبت فأخذته فوالله ما أخذته إلا أني لم أجد غيره فما هو إلا أن أخذته فجئت به إلى رحلي فأقبل عليه ثدياي بما شاء من لبن فشرب حتى روي وشرب أخوه حتى روي وقام صاحبي إلى شارفنا تلك فإذا إنها لحافل فحلب ما شرب وشربت حتى روينا فبتنا بخير ليلة فقال صاحبي يا حليمة والله إني لأراك قد أخذت نسمة مباركة ألم تري ما بتنا به الليلة من الخير والبركة حين أخذناه فلم يزل الله عز وجل يزيدنا خيراً حتى خرجنا راجعين إلى بلادنا فوالله لقطعت أتاني بالركب حتى ما يتعلق بها حمار حتى إن صواحباتي يقلن ويلك يا ابنة أبي ذؤيب أهذه أتانك التي خرجت عليها معنا فأقول نعم والله إنها لهي فيقلن والله إن لها لشأنا حتى قدمنا أرض بني سعد وما أعلم أرضاً من أرض الله تعالى أجدب منها فإن كانت غنمي لتسرح ثم تروح شباعاً لبناً فنحلب ما شئنا وما حولنا أحد تبض له شاة بقطرة لبن وإن أغنامهم لتروح جياعاً حتى إنهم ليقولون لرعيانهم ويحكم انظروا حيث تسرح غنم ابنة أبي ذؤيب فاسرحوا معهم فيسرحون مع غنمي حيث تسرح فيريحون أغنامهم جياعاً ما فيها قطرة لبن وتروح غنمي شباعاً لبناً نحلب ما شئنا فلم يزل الله تعالى يرينا البركة ونتعرفها حتى بلغ سنتيه فكان يشب شباباً لا يشبه
الغلمان فوالله ما بلغ السنتين حتى كان غلاماً جفراً فقدمنا به على أمه ونحن أضن شيء به مما رأينا فيه من البركة فلما رأته أمه قلنا لها يا ظئر دعينا نرجع ببنينا هذه السنة الأخرى فإنا نخشى عليه وباء مكة فوالله ما زلنا بها حتى قالت فنعم فسرحته معنا فأقمنا به شهرين أو ثلاثة فبينا هو خلف بيوتنا مع أخ له من الرضاعة في بهم لنا جاءنا أخوه ذلك يشتد فقال ذاك أخي القرشي قد جاءه رجلان عليهما ثياب بياض فأضجعاه فشقا بطنه فخرجت أنا وأبوه نشتد نحوه فنجده قائماً منتقعاً لونه فاعتنقه أبوه فقال أي بني ما شأنك فقال جاءني رجلان عليهما ثياب بياض فأضجعاني فشقا بطني ثم استخرجا منه شيئاً فطرحاه ثم رداه كما كان فرجعنا به معنا فقال أبوه يا حليمة لقد خشيت أن يكون ابني قد اصيب فانطلقي بنا فلنرده إلى أهله قبل أن يظهر فيه ما نتخوف قالت حليمة فاحتملناه فلم ترع أمه إلا به قد قدمنا به عليها فقالت ما ردكما به فقد كنتما عليه حريصين فقلنا لها لا والله يا ظئر إلا أن الله تعالى قد أدى عنا وقضينا الذي علينا فقلنا نخشى الإتلاف والأحداث نرده على أهله قالت ما ذاك بكما فاصدقاني شأنكما فلم تدعنا حتى أخبرناها خبره قالت أخشيتما عليه الشيطان كلا والله ما للشيطان عليه سبيل وإنه لكائن لابني هذا شأن ألا أخبركما
خبره قلنا بلى قالت حملت به فما حملت حملاً قط أخف منه فأريت في المنام حين حملت به كأنه خرج مني نور أضاءت له قصور الشام ثم وقع حين ولدته وقوعاً ما يقعه المولود معتمداً على يديه رافعاً رأسه إلى السماء فدعاه عنكما


قلت وقد روى محمد بن زكريا الغلابي بإسناده عن ابن عباس عن حليمة هذه القصة بزيادات كثيرة وهي لي مسموعة إلا أن محمد بن زكريا هذا متهم بالوضع فالاقتصار على ما هو معروف عند أهل المغازي أولى والله أعلم
ثم إني استخرت الله تعالى في إيرادها فوقعت الخيرة على إلحاقه بما تقدمه من نقل أهل المغازي لشهرته بين المذكورين
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن يوسف العماني قال حدثنا محمد بن زكريا الغلابي حدثنا يعقوب بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس قال حدثني أبي عن أبيه سليمان بن علي عن أبيه علي بن عبد الله بن عباس عن عبد الله بن عباس قال
كانت حليمة بنت أبي ذؤيب التي أرضعت النبي تحدث أنها لما فطمت رسول الله تكلم قالت سمعته يقول كلاماً عجيباً سمعته
يقول الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرة وأصيلاً فلما ترعرع كان يخرج فينظر إلى الصبيان يلعبون فيجتنبهم فقال لي يوماً من الأيام يا أماه مالي لا أرى إخوتي بالنهار قلت فدتك نفسي يرعون غنماً لنا فيروحون من ليل إلى ليل فأسبل عينيه فبكى فقال يا أماه فما أصنع ههنا وحدي ابعثيني معهم قلت أوتحب ذلك قال نعم قالت فلما أصبح دهنته وكحلته وقمصته وعمدت إلى خرزة جزع يمانية فعلقت في عنقه من العين وأخذ عصاً وخرج مع إخوته فكان يخرج مسروراً ويرجع مسروراً فلما كان يوماً من ذلك خرجوا يرعون بهماً لنا حول بيوتنا فلما انتصف النهار إذا أنا بابني ضمرة يعدو فزعاً وجبينه يرشح قد علاه البهر باكياً ينادي يا أبت يا أبه ويا أمه الحقا أخي محمداً فما تلحقاه إلا ميتاً قلت وما قصته قال بينا ونحن قيام نترامى ونلعب إذ أتاه رجل فاختطفه من أوساطنا وعلا به ذروة الجبل ونحن ننظر إليه حتى شق من صدره إلى عانته ولا أدري ما فعل به ولا أظنكما تلحقاه أبداً إلا ميتاً قالت فأقبلت أنا وأبوه تعني زوجها نسعى سعياً فإذا نحن به قاعداً على ذروة الجبل شاخصاً ببصره إلى السماء يتبسم ويضحك فأكببت عليه وقبلت بين عينيه وقلت فدتك نفسي ما الذي دهاك قال خيراً يا أماه بينا أنا الساعة قائم على إخوتي إذ أتاني رهط ثلاثة بيد أحدهم إبريق فضة وفي يد الثاني طست من زمردة خضراء ملؤها ثلج فأخذوني فانطلقوا بي إلى ذروة الجبل فأضجعوني على الجبل إضجاعاً لطيفاً ثم شق من صدري إلى عانتي وأنا أنظر إليه فلم أجد لذلك حساً ولا ألماً ثم أدخل يده في
جوفي فأخرج أحشاء بطني فغسلها بذلك الثلج فأنعم غسلها ثم أعادها وقام الثاني فقال للأول تنح فقد أنجزت ما أمرك الله به فدنا مني فأدخل يده في جوفي فانتزع قلبي وشقه فأخرج منه نكتة سوداء مملوءة بالدم فرمى بها فقال هذا حظ الشيطان منك يا حبيب الله ثم حشاه بشيء كان معه ورده مكانه ثم ختمه بخاتم من نور فأنا الساعة أجد برد الخاتم في عروقي ومفاصلي وقام الثالث فقال تنحيا فقد أنجزتما ما أمر الله فيه ثم دنا الثالث مني فأمر يده ما بين مفرق صدري إلى منتهى عانتي قال الملك زنوه بعشرة من أمته فوزنوني فرجحتهم ثم قال دعوه فلو وزنتموه بأمته كلها لرجح بهم ثم أخذ بيدي فأنهضني إنهاضاً لطيفاً فأكبوا علي وقبلوا رأسي وما بين عيني وقالوا يا حبيب الله إنك لن تراع ولو تدري ما يراد بك من الخير لقرت عيناك وتركوني قاعداً في مكاني هذا ثم جعلوا يطيرون حتى حيال السماء وأنا أنظر إليهما ولو شئت لأريتك موضع دخولهما قالت فاحتملته فأتيت به منزلاً من منازل بني سعد بن بكر فقال لي الناس اذهبي به إلى الكاهن حتى دخلوا ينظر إليه ويداويه فقال ما بي شيء مما تذكرون وإني أرى نفسي سليمة وفؤادي صحيح بحمد الله فقال الناس أصابه لمم أو طائف من الجن قالت فغلبوني على رأيي فانطلقت به إلى الكاهن فقصصت عليه القصة قال دعيني أنا أسمع منه فإن الغلام أبصر بأمره منكم تكلم يا غلام قالت حليمة فقص ابني محمد قصته ما بين أولها إلى آخرها فوثب الكاهن قائماً على قدميه فضمه إلى صدره ونادى بأعلى صوته يا آل العرب يا آل
العرب من شر قد اقترب ا***وا هذا الغلام وا***وني معه فإنكم إن تركتموه وأدرك مدرك الرجال ليسفهن أحلامكم وليكذبن أديانكم وليدعونكم إلى رب لا تعرفونه ودين تنكرونه
قالت فلما سمعت مقالته انتزعته من يده وقلت لأنت أعته منه وأجن ولو علمت أن هذا يكون من قولك ما أتيتك به اطلب لنفسك من ي***ك فإنا لا ن*** محمداً فاحتملته فأتيت به منزلي فما أتيت يعلم الله منزلاً من منازل بني سعد بن بكر إلا وقد شممنا منه ريح المسك الأذفر وكان في كل يوم ينزل عليه رجلان أبيضان فيغيبان في ثيابه ولا يظهران فقال الناس رديه يا حليمة على جده عبد المطلب وأخرجيه من أمانتك قالت فعزمت على ذلك فسمعت منادياً ينادي هنيئاً لك يا بطحاء مكة اليوم يرد عليك النور والدين والبهاء والكمال فقد أمنت أن تخذلين أو تحزنين أبد الآبدين ودهر الداهرين قالت فركبت أتاني وحملت النبي بين يدي أسير حتى أتيت الباب الأعظم من أبواب مكة وعليه جماعة فوضعته لأقضي حاجة وأصلح شأني فسمعت هدة شديدة فالتفت فلم أره فقلت معاشر الناس أين الصبي قالوا أي الصبيان قلت محمد ابن عبد الله بن عبد المطلب الذي نضر الله به وجهي وأغنى عيلتي وأشبع جوعتي ربيته حتى إذا أدركت به سروري وأملي أتيت به أرده وأخرج من أمانتي فاختلس من يدي من غير أن تمس قدميه الأرض واللات والعزى لئن لم أره لأرمين بنفسي من شاهق هذا الجبل ولأتقطعن إرباً إرباً فقال الناس إنا لنراك غائبة عن الركبان ما معك محمد قالت قلت الساعة
كان بين أيديكم قالوا ما رأينا شيئاً فلما أيسوني وضعت يدي على رأسي فقلت وامحمداه واولداه أبكيت الجواري الأبكار لبكائي وضج الناس معي بالبكاء حرقة لي فإذا أنا بشيخ كالفاني متوكئاً على عكاز له قالت فقال لي مالي أراك أيها السعدية تبكين وتضجين قالت فقلت فقدت ابني محمداً قال لا تبكين أنا أدلك على من يعلم علمه وإن شاء أن يرده عليك فعل قالت قلت دلني عليه قال الصنم الأعظم قالت ثكلتك أمك كأنك لم تر ما نزل باللات والعزى في الليلة التي ولد فيها محمد قال إنك لتهذين و لا تدرين ما تقولين أنا أدخل عليه وأسأله أن يرده عليك قالت حليمة فدخل وأنا أنظر فطاف بهبل أسبوعاً وقبل رأسه ونادى يا سيداه لم تزل منعماً على قريش وهذه السعدية تزعم أن محمداً قد ضل قال فانكب هبل على وجهه فتساقطت الأصنام بعضها على بعض ونطقت أو نطق منها وقالت إليك عنا أيها الشيخ إنما هلاكنا على يدي محمد قالت فأقبل الشيخ لأسنانه اصتكاك ولركبتيه ارتعاداً وقد ألقى عكازه من يده وهو يبكي ويقول يا حليمة لا تبكي فإن لابنك رباً لا يضيعه فاطلبيه على مهل قالت فخفت
أن يبلغ الخبر عبد المطلب قبلي فقصدت قصده فلما نظر إلي قال أسعد نزل بك أم نحوس قالت قلت بل نحس الأكبر ففهمها منى وقال لعل ابنك قد ضل منك قالت قلت نعم بعض قريش اغتاله ف***ه فسل عبد المطلب سيفه وغضب وكان إذا غضب لم يثبت له أحد من شدة غضبه فنادى بأعلى صوته يا يسيل وكانت دعوتهم في الجاهلية قال فأجابته قريش بأجمعها فقالت ما قصتك يا أبا الحارث فقال فقد ابني محمد فقالت قريش اركب نركب معك فإن سبقت خيلاً سبقنا معك وإن خضت بحراً خضنا معك قال فركب وركبت معه قريش فأخذ على أعلى مكة وانحدر على أسفلها فلما أن لم ير شيئاً ترك الناس واتشح بثوب وارتدى بآخر وأقبل إلى البيت الحرام فطاف أسبوعاً ثم أنشأ يقول
(يا رب إن محمداً لم يوجد فجميع قومي كلهم متردد)
فسمعنا منادياً ينادي من جو الهواء معاشر القوم لا تصيحوا فإن لمحمد رباً لا يخذله ولا يضيعه فقال عبد المطلب يأيها الهاتف من لنا به قالوا بوادي تهامة عند شجرة اليمنى فأقبل عبد
المطلب فلما صار في بعض الطريق تلقاه ورقة بن نوفل فصارا جميعاً يسيران فبينما هم كذلك إذا النبي قائم تحت شجرة يجذب أغصانها ويعبث بالورق فقال عبد المطلب من أنت يا غلام فقال أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب قال عبد المطلب فدتك نفسي وأنا جدك عبد المطلب ثم احتمله وعانقه ولثمه وضمه إلى صدره وجعل يبكي ثم حمله على قربوس سرجه ورده إلى مكة فاطمأنت قريش فلما اطمأن الناس نحر عبد المطلب عشرين جزوراً و*** الشاء والبقر وجعل طعاماً وأطعم أهل مكة
قالت حليمة ثم جهزني عبد المطلب بأحسن الجهاز وصرفني فانصرفت إلى منزلي وأنا بكل خير دنيا لا أحسن وصف كنه خيري وصار محمد عند جده
قالت حليمة وحدثت عبد المطلب بحديثه كله فضمه إلى صدره وبكى وقال يا حليمة إن لابني شأنا وددت أني أدرك ذلك الزمان
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس قال حدثنا أحمد قال حدثنا يونس عن ابن إسحاق قال حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أصحاب رسول الله أنهم قالوا له أخبرنا عن نفسك فذكر الحديث قال
واسترضعت في بني سعد بن بكر فبينا أنا مع أخ لي في بهم لنا أتاني رجلان عليهما ثياب بياض معهما طست من ذهب مملوءة ثلجاً فأضجعاني فشقا بطني ثم استخرجا قلبي فشقاه فأخرجا منه علقة سوداء فألقياها ثم غسلا قلبي وبطني بذلك الثلج حتى إذا أنقيا ثم رداه كما كان ثم قال أحدهما لصاحبه زنه بعشرة من أمته فوزنني بعشرة فوزنتهم ثم قال زنه بمائة من أمته فوزنني بمائة بمائة فوزنتهم ثم قال زنه بألف من أمته فوزنني بألف فوزنتهم فقال دعه عنك فلو وزنته بأمته لوزنهم
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس قال حدثنا أحمد حدثنا يونس عن أبي سنان الشيباني عن حبيب بن أبي ثابت عن يحيى بن جعدة قال
قال رسول الله
إن ملكين جاءاني في صورة كركيين معهما ثلج وبرد وماء بارد فشرح أحدهما صدري ومج الآخر بمنقاره فيه فغسله
هذا مرسل وقد روى حديث الشق بإسناد صحيح موصول
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ قال حدثني محمد بن صالح بن هاني قال حدثنا محمد بن النضر بن عبد الوهاب قال حدثنا شيبان بن فروخ قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك

أن رسول الله أتاه جبريل عليه السلام وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب فاستخرج منه علقة فقال هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم لأمه ثم أعاده في مكانه وجاء الغلمان يسعون إلى أمه يعني ظئره فقالوا إن محمداً قد *** فاستقبلوه وهو منتقع اللون
قال أنس وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره
رواه مسلم في الصحيح عن شيبان بن فروخ وهو يوافق ما هو المعروف عند أهل المغازي
وقد أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان قال حدثنا أحمد بن عبيد الصفار قال حدثنا تمتام قال حدثنا موسى هو ابن إسماعيل قال حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال
قال رسول الله أتيت وأنا في أهلي فانطلق بي إلى زمزم فشرح صدري ثم غسل بماء زمزم ثم أتيت بطست من ذهب ممتلئة إيماناً وحكمة فحشي بها صدري قال أنس ورسول الله يرينا أثره فعرج بي الملك إلى السماء الدنيا فاستفتح الملك وذكر حديث المعراج
أخرجه مسلم في الصحيح من حديث بهز بن أسد عن سليمان بن المغيرة

محمد رافع 52 05-03-2013 02:16 PM

وبمعناه رواه شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن أنس بن مالك عن النبي
والزهري عن أنس بن مالك عن أبي ذر عن النبي
وقتادة عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة عن النبي
ويحتمل أن ذلك كان مرتين مرة حين كان عند مرضعته حليمة ومرة حين كان بمكة بعد ما بعث ليلة المعراج والله أعلم
وكانت ثويبة مولاة أبي لهب بن عبد المطلب أرضعت أيضاً رسول الله مع أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي
أخبرنا بذلك أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا حدثنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني قال أخبرنا علي بن محمد بن عيسى قال حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال
أخبرني عروة بن الزبير أن زينب بنت أبي سلمة وأمها أم سلمة أخبرته أن أم حبيبة ابنة أبي سفيان أخبرتها أنها قالت
قلت يا رسول الله انكح أختي ابنة أبي سفيان قالت فقال لي أوتحبين ذلك قالت فقلت يا رسول الله نعم لست لك بمخلية وأحب من شركني في خير أختي قالت فقال رسول إن ذلك لا يحل لي قالت فقلت والله يا رسول الله إنا لنتحدث أنك تريد أن تنكح درة بنت أبي سلمة فقال ابنة أم سلمة فقلت نعم فقال والله لو
أنها لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي إنها لابنة أخي من الرضاعة أرضعتني وأبا سلمة ثويبة فلا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن
قال عروة وثويبة مولاة أبي لهب كان أبو لهب أعتقها فأرضعت رسول الله فلما مات أبو لهب أرية بعض أهله في النوم بشرحيبة فقال له ماذا لقيت فقال أبو لهب لم ألق بعدكم رخاء غير أني سقيت في هذه مني بعتاقتي ثويبة وأشار إلى النقير التي بين الإبهام والتي يليها من الأصابع
رواه البخاري في الصحيح
وكانت أم أيمن حاضنته حتى كبر
أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق قال حدثنا عبد الله بن يوسف قال حدثنا ابن وهب
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو عبد الله بن يعقوب قال حدثنا حسين بن حسن ومحمد بن إسماعيل قالا حدثنا أبو الطاهر قال حدثنا ابن وهب قال أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن أنس بن مالك أنه قال
لما قدم المهاجرون من مكة إلى المدينة فذكر الحديث وفيه قال
وكانت أم سليم أعطت رسول الله عذاقاً لها فأعطاهن رسول الله أم أيمن وهي مولاته أم أسامة بن زيد
قال ابن شهاب وكان من شأن أم أيمن أم أسامة بن زيد أنها كانت وصيفة لعبد الله بن عبد المطلب وكانت من الحبشة فلما ولدت آمنة رسول الله بعد ما توفي أبوه فكانت أم أيمن تحضنه حتى كبر رسول الله فأعتقها ثم أنكحها زيد بن حارثة ثم توفيت بعد ما توفي رسول الله بخمسة أشهر
رواه مسلم في الصحيح عن أبي الطاهر

محمد رافع 52 05-03-2013 02:22 PM

أسماء رسول الله
قال الله عز وجل (محمد رسول الله) وقال (ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد)
حدثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء قال حدثنا أبو جعفر البغدادي لفظاً قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا عمرو بن عون الواسطي قال حدثنا خالد بن عبد الله عن داود بن أبي هند عن العباس ابن عبد الرحمن عن كندير بن سعيد عن أبيه قال
حججت في الجاهلية فإذا أنا برجل يطوف بالبيت وهو يرتجز ويقول
(يا رب رد راكبي محمداً يا رب رده واصطنع عندي يدا)
وقال غيره رده رب فقلت من هذا فقال عبد المطلب بن هاشم بعث بابن ابنه محمد في طلب إبل له ولم يبعثه في حاجة إلا أنجح فيها وقد أبطأ عليه قال فلم يلبث أن جاء محمد والإبل فاعتنقه وقال يا بني لقد جزعت عليك جزعاً لم أجزعه على شيءٍ قط والله لا أبعثك في

حاجة أبداً ولا تفارقني بعد هذا أبداً
أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان ببغداد قال أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا أبو بكر الحميدي قال حدثنا سفيان قال حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال
قال رسول الله ألا تعجبون كيف يصرف الله عز وجل عني شتم قريش ولعنهم يسبون مذمماً ويلعنون مذمما وأنا محمد
رواه البخاري في الصحيح عن علي بن عبد الله عن سفيان
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال حدثنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا أبو اليمان قال أخبرني شعيب عن الزهري قال أخبرني محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال
سمعت رسول الله يقول
إن لي أسماء أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد


رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان ورواه مسلم عن عبد بن حميد عن أبي اليمان
وأخرجه مسلم من حديث ابن عيينة وعقيل عن الزهري
والبخاري من حديث مالك بن أنس عن الزهري
وأخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ببغداد قال حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار قال حدثنا أحمد ابن منصور قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال
سمعت رسول الله يقول
إن لي أسماء أنا أحمد وأنا محمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وأنا الحاشر يحشر الناس على قدمي وأنا العاقب
قال قلت للزهري وما العاقب قال الذي ليس بعده نبي
رواه مسلم في الصحيح عن عبد بن حميد عن عبد الرزاق


وأخرجه أيضاً من حديث يونس بن يزيد عن الزهري وقال في الحديث وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد وقد سماه الله تعالى رءوفاً رحيماً
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرنا أبو عبد الله بن يعقوب قال حدثنا حسن بن سفيان قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب فذكره وقال إن رسول الله قال
ويحتمل أن يكون تفسير العاقب من قول الزهري كما بينه معمر
وقوله وقد سماه الله تعالى رءوفاً رحيماً من قول الزهري والله أعلم
حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله قال أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن دلويه الدقاق قال حدثنا أحمد بن حفص بن عبد الله قال حدثني أبي قال حدثني إبراهيم بن طهمان عن محمد بن ميسرة عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن رسول الله أنه قال
لي خمسة أسماء أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله تعالى بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وأنا العاقب يعني الخاتم


ورواه نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه فعدهن مع الخاتم ستة
أخبرنا محمد بن الحسين القطان ببغداد قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا حجاج قال حدثنا حماد عن جعفر بن أبي وحشية عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه قال
سمعت النبي يقول
أنا محمد وأنا أحمد والحاشر والماحي والخاتم والعاقب
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان قال حدثنا أبو بكر محمد بن محويه العسكري قال حدثنا جعفر بن محمد القلانسي قال

حدثنا آدم بن أبي إياس قال حدثنا الليث بن سعد
ح وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا أبو صالح قال حدثني الليث قال حدثني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن عقبة بن مسلم عن نافع بن جبير بن مطعم
أنه دخل على عبد الملك بن مروان فقال له عبد الملك أتحصى أسماء رسول الله التي كان جبير بن مطعم يعدها قال نعم هي ستة محمد وأحمد وخاتم وحاشر وعاقب وماحي فأما الحاشر فبعث مع الساعة نذيراً لكم بين يدي عذاب شديد وأما عاقب فإنه عقب الأنبياء وأما ماحي فإن الله تعالى محا به سيئات من اتبعه
أخبرنا أبو بكر بن فورك قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الأصفهاني قال حدثنا يونس بن حبيب قال حدثنا أبو داود الطيالسي قال حدثنا المسعودي عن عمرو بن مرة
ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرني محمد بن إبراهيم الهاشمي قال حدثنا أحمد بن سلمة قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا جرير عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن أبي موسى قال
كان رسول الله سمى لنا نفسه فقال أنا محمد

وأحمد والحاشر والمقفى ونبي التوبة والملحمة
لفظ حديث الأعمش وفي رواية المسعودي قال سمى لنا رسول الله نفسه أسماء منها ما حفظنا ثم ذكرهن
رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم
أخبرنا أبو القاسم زيد بن أبي هاشم العلوي بالكوفة قال أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله قال حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي صالح قال
قال رسول الله أيها الناس إنما أنا رحمة مهداة
هذا منقطع وروى موصولاً
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم قال حدثنا الحسين بن محمد بن زياد وإبراهيم بن أبي طالب قالا حدثنا زياد بن يحيى الحساني
ح وأخبرنا أبو بكر محمد بن أبي سعيد بن سختويه الإسفرايني المجاور بمكة وكتبه لي بخطه قال حدثنا أبو بكر محمد بن محمد بن أحمد الطرازي البغدادي بنيسابور وأبو علي محمد بن علي بن
الحسن الحافظ وأبو النضر شافع بن محمد بن أبي عوانة قالوا حدثنا أبو روق أحمد بن بكر الهزاني بالبصرة قال حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى الحساني قال حدثنا مالك بن محمد بن سعير بن الخمس عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال
قال رسول الله
إنما أنا رحمة مهداة
لفظ حديث الإسفرايني
وفي رواية أبي عبد الله قال حدثنا الأعمش وقال يأيها الناس إنما أنا رحمة مهداة
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار حدثنا وكيع عن إسماعيل الأزرق عن ابن عمر عن محمد بن الحنفية قال (يس) قال محمد
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا

ابن فضيل عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى (طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى) يا رجل ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى وكان يقوم الليل على رجليه فهي لغة لعك إن قلت لعكي يا رجل لم يلتفت وإذا قلت له طه التفت إليك
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري يقول
قال الخليل بن أحمد خمسة من الأنبياء ذوو اسمين محمد وأحمد نبينا وعيسى والمسيح صلى الله عليه وإسرائيل ويعقوب صلى الله عليه ويونس وذو النون صلى الله عليه والياس وذو الكفل صلى الله عليه
قال أبو زكريا ولنبينا خمسة أسماء في القرآن محمد وأحمد وعبد الله وطه ويسن قال الله عز وجل في ذكر محمد (محمد رسول الله) وقال (ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد) وقال الله عز وجل في ذكر عبد الله (وأنه لما قام عبد الله يدعوه) يعني النبي ليلة الجن (كادوا يكونون عليه لبداً) وإنما كانوا يقعون بعضهم على بعض كما أن اللبد يتخذ من

الصوف فيوضع بعضه على بعض فيصير لبداً وقال عز وجل (طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى) والقرآن إنما نزل على رسول الله دون غيره وقال عز وجل (يس) يعني يا إنسان والإنسان هاهنا العاقل وهو محمد (إنك لمن المرسلين)
قلت وزاد غيره من أهل العلم فقال سماه الله تعالى في القرآن رسولاً نبياً أميا وسماه شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً وسماه رءوفاً رحيماً وسماه نذيراً مبيناً وسماه مذكراً وجعله رحمه ونعمة وهادياً وسماه عبداً صلى الله عليه وعلى آله وسلم كثيراً
وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال حدثنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا أبو عثمان قال حدثنا عبد الله وهو ابن المبارك قال أخبرنا إبراهيم بن إسحاق قال حدثنا المسيب بن رافع قال
قال كعب قال الله تعالى لمحمد عبدي سميتك المتوكل المختار
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا خلف بن محمد البخاري قال حدثنا صالح بن محمد بن حبيب الحافظ قال حدثنا محمد بن ميمون

المكي قال حدثنا سفيان بن عيينة عن علي بن زيد قال
سمعته يقول اجتمعوا فتذاكروا أي بيت أحسن فيما قالته العرب قالوا الذي قاله أبو طالب للنبي
(وشقه له من اسمه كي يجله فذوا العرش محمود وهذا محمد)
ورواه المسيب بن واضح عن سفيان وقال ليجله


محمد رافع 52 05-03-2013 02:24 PM

كنية رسول الله
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى بن أسد قال حدثنا سفيان بن عيينة عن أيوب عن محمد بن سيرين قال سمعت أبا هريرة يقول
قال أبو القاسم
تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي
رواه البخاري في الصحيح عن علي بن عبد الله
ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره عن سفيان
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أخبرنا عبد الله بن جعفر

حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا أبو عاصم عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة قال
قال رسول الله لا تجمعوا اسمي وكنيتي أنا أبو القاسم الله يرزق وأنا أقسم
وحدثنا أبو سعيد عبد الملك بن أبي عثمان الزاهد قال أخبرنا أبو عمرو إسماعيل بن نجيد السلمي قال حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله قال حدثنا أبو عاصم فذكره بنحوه إلا أنه قال والله يعطي وأنا أقسم
أخبرنا أبو الطاهر الفقيه قال حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد ابن عبدوس الطرائفي قال حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي حدثنا عمرو بن خالد الحراني
ح وحدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصفهاني وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال حدثنا عثمان بن صالح قال حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب وعقيل عن ابن شهاب عن أنس ابن مالك


أنه لما ولد إبراهيم ابن النبي من مارية جاريته كان يقع في نفس النبي منه حتى أتاه جبريل عليه السلام فقال السلام فقال عليك أبا إبراهيم وفي رواية الفقيه يا أبا إبراهيم

محمد رافع 52 05-03-2013 02:33 PM

شرف أصل رسول الله ونسبه
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا الربيع بن سليمان وسعيد بن عثمان قالا حدثنا بشر بن بكر عن الأوزاعي قال حدثني أبو عمار شداد عن واثلة ابن الأسقع قال
قال رسول الله إن الله عز وجل اصطفى بني كنانة من بني إسماعيل واصطفى من بني كنانة قريشاً واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم

لفظ حديث سعيد
وأخبرنا أبو عبد الله قال أخبرني علي بن العباس الإسكندراني بمكة قال حدثنا سعيد بن هاشم قال حدثنا دحيم قال حدثنا الوليد ابن مسلم قال حدثنا الأوزاعي عن أبي عمار شداد أنه سمع واثلة بن الأسقع يقول
سمعت رسول الله يقول إن الله تعالى اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشاً من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم
رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن مهران وغيره عن الوليد بن

مسلم وله شاهد مرسل أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد قال حدثنا عبد الله ابن جعفر بن درستويه قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا سليمان بن حرب والحجاج بن المنهال قالا حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن محمد بن علي
أن رسول الله قال إن الله عز وجل اختار فاختار العرب ثم اختار منهم كنانة أو النضر بن كنانة ثم اختار منهم قريشا ثم اختار منهم بني هاشم ثم اختارني من بني هاشم
وروي من وجه آخر في معناه
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال حدثنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسماعيل بن أبي خالد عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن العباس قال
قلت يا رسول الله إن قريشاً إذا التقوا لقي بعضهم بعضاً بالبشاشة وإذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها فغضب رسول الله عند ذلك غضباً شديداً ثم قال
والذي نفس محمد بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم الله

ورسوله فقلت يا رسول الله إن قريشاً جلسوا تذاكروا أحسابهم فجعلوا مثلك مثل نخلة في كبوة من الأرض فقال رسول الله
إن الله عز وجل يوم خلق الخلق جعلني في خيرهم ثم حين فرقهم جعلني في خير الفريقين ثم حين جعل القبائل جعلني في خير قبيلة ثم حين جعل البيوت جعلني في خير بيوتهم فأنا خيرهم نسباً وخيرهم بيتاً
وحدثنا محمد بن عبد الله الحافظ قال حدثنا علي بن حمشاد قال حدثنا موسى بن إسحاق القاضي قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا ابن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب قال
بلغ النبي أن قوماً نالوا منه وقالوا له إنما مثل محمد كمثل نخلة نبتت في كناس فغضب رسول الله ثم قال أيها الناس إن الله تعالى خلق خلقه فجعلهم فريقين فجعلني في خير

الفريقين ثم جعلهم قبائل فجعلني في خيرهم قبيلا ثم جعلهم بيوتاً فجعلني في خيرهم بيتاً ثم قال رسول الله أنا خيركم قبيلا وخيركم بيتاً
كذا قال عن ربيعة بن الحارث وقال غيره عن المطلب بن ربيعة بن الحارث وابن ربيعة إنما هو عبد المطلب بن ربيعة له صحبة
وقد قيل عن المطلب بن أبي وداعة
أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عبد الله بن نوح من أولاد إبراهيم النخعي بالكوفة قال أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم قال حدثنا أحمد بن حازم بن أبي عزرة قال حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا سفيان عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن المطلب بن أبي وداعة قال قال العباس وبلغه بعض ما يقول الناس له
ح وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا أبو نعيم وهو الفضل بن دكين حدثنا سفيان عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن المطلب بن أبي وداعة قال
قال رسول الله وبلغه بعض ما يقول الناس فصعد المنبر

فحمد الله تعالى وأثنى عليه وقال من أنا قالوا أنت رسول الله قال أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب إن الله خلق الخلق فجعلني في خير خلقه وجعلهم فرقتين فجعلني في خير فرقة وجعلهم قبائل فجعلني في خيرهم قبيلة وجعلهم بيوتاً فجعلني في خيرهم بيتاً فأنا خيركم بيتاً وخيركم نفساً
وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثني يحيى بن عبد الحميد قال حدثنا قيس عن الأعمش عن عباية بن ربعي عن ابن عباس قال
قال رسول الله إن الله عز وجل قسم الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسماً وذلك قوله (وأصحاب اليمين) و (أصحاب الشمال) فأنا من أصحاب اليمين وأنا خير أصحاب اليمين ثم جعل القسمين أثلاثا فجعلني في خيرها ثلثاً فذلك قوله تعالى ( فأصحاب الميمنة) (والسابقون السابقون) فأنا من السابقين وأنا خير السابقين ثم جعل الأثلاث قبائل فجعلني في خيرها قبيلة وذلك قول الله تعالى (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) وأنا أتقى ولد آدم وأكرمهم على الله ولا فخر ثم

جعل القبائل بيوتاً فجعلني في خيرها بيتاً وذلك قوله عز وجل (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) فأنا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال حدثنا عبد الله بن بكر السهمي قال حدثنا يزيد بن عوانة عن محمد بن ذكوان خال ولد حماد بن زيد قال أبو وهب فلا أحسب محمداً إلا حدثني به عن عمرو بن دينار عن ابن عمر قال
أنا لقعود بفناء النبي إذ مرت به امرأة فقال بعض القوم هذه ابنة رسول الله فقال أبو سفيان مثل محمد في بني هاشم مثل الريحانة في وسط النتن فانطلقت المرأة فأخبرت النبي فجاء النبي يعرف في وجهه الغضب فقال ما بال أقوال تبلغني عن أقوام إن الله عز وجل خلق السموات سبعاً فاختار العليا منها
فأسكنها من شاء من خلقه ثم خلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم واختار من بني آدم العرب واختار من العرب مضر واختار من مضر قريشاً واختار من قريش بني هاشم واختارني من بني هاشم فأنا من خيار إلى خيار فمن أحب العرب فبحبي أحبهم ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم
لفظ حديث أبي عبد الله
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ قال أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير التستري قال حدثنا أحمد بن المقدام قال حدثنا حماد بن واقد عن محمد بن ذكوان خال ولد حماد بن زيد فذكره بإسناده نحوه


أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قال حدثنا أبو محمد يحيى بن منصور قال حدثنا أبو المثنى معاذ بن المثنى قال حدثنا غسان بن مالك قال حدثنا عبد الواحد بن زياد قال حدثنا كليب بن وائل قال حدثتنا ربيبة النبي ولا أعلمها إلا زينب قالت
نهى رسول الله عن الدباء والحنتم قال وأراه ذكر النقير قال قلت لها أخبريني عن النبي ممن كان من مضر قالت فممن كان إلا من مضر كان من بني النضر بن كنانة
رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن إسماعيل عن عبد الواحد
أخبرنا أبو بكر بن فورك رحمه الله قال أخبرنا عبد الله بن جعفر أخبرنا يونس بن حبيب حدثنا أبو داود حدثنا حماد بن سلمة عن عقيل بن طلحة السلمي عن مسلم بن هيضم عن الأشعث بن قيس قال
قلت يا رسول الله إنا نزعم أنا منكم أو أنكم منا فقال رسول الله نحن بنو النضر بن كنانة لا ننتفي من أبينا ولا نقفو أمنا قال

فقال الأشعث لا أجد أحداً أولا نؤتى بأحد نفى قريشاً من كنانة إلا جلدته الحد
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن حفص المقرئ ببغداد قال حدثنا أبو عيسى بكار بن أحمد بن بكار قال حدثنا أبو جعفر أحمد بن موسى بن سعيد إملاء سنة ست وتسعين ومائتين قال حدثنا أبو جعفر محمد بن أبان القلانسي قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي قال حدثنا مالك بن أنس عن الزهري عن أنس بن مالك وعن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قالا
بلغ النبي أن رجالاً من كندة يزعمون أنه منهم فقال إنما كان يقول ذاك العباس وأبو سفيان بن حرب إذا قدما المدينة ليأمنا بذلك وإنا لن ننتفي من آبائنا نحن بنو النضر بن كنانة
قال وخطب رسول الله فقال
أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ابن قصى بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر ابن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار وما افترق الناس فرقتين إلا جعلني الله في خيرهما فأخرجت من بين أبوين فلم يصبني شيء من عهر الجاهلية وخرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم حتى انتهيت إلى أبي وأمي فأنا خيركم نفساً وخيركم أباً
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرني أبو علي الحسين بن علي الحافظ قال أخبرنا محمد بن سعيد بن بكر الرازي بعسقلان قال حدثنا صالح بن علي النوفلي قال حدثنا عبد الله بن محمد بن ربيعة فذكره بإسناده نحوه إلا أنه لم يذكر قوله فأخرجت إلى قوله حتى خرجت
تفرد به أبو محمد عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي هذا وله عن مالك وغيره أفراد لم يتابع عليها والله أعلم
أخبرنا أبو سعيد الخليل بن أحمد بن محمد البستي القاضي قال حدثنا أبو العباس أحمد بن المظفر البكري قال حدثنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال حدثنا منصور بن أبي مزاحم قال حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عمرو بن أبي عمرو عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة
أن رسول الله قال بعثت من خير قرون بني آدم قرناً فقرناً حتى بعثت من القرن الذي كنت فيه


أخرجه البخاري عن قتيبة عن يعقوب عن عمرو
أخبرنا أبو القاسم عبد الخالق بن علي بن عبد الخالق المؤذن النيسابوري قال حدثنا أبو بكر بن خنب قال حدثنا أبو قلابة ح
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عتاب العبدي ببغداد قال حدثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام الرياحي قال أخبرنا بهلول بن المورق قال حدثنا موسى بن عبيدة قال حدثنا عمرو بن عبد الله بن نوفل عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة قالت
قال رسول الله قال لي جبريل عليه السلام قلبت الأرض مشارقها ومغاربها فلم أجد رجلاً أفضل من محمد وقلبت الأرض مشارقها ومغاربها فلم أجد بني أبٍ أفضل من بني هاشم
قال أحمد هذه الأحاديث وإن كان في روايتها من لا تصح به فبعضها يؤكد بعضاً ومعنى جميعها يرجع لما روينا عن واثلة بن الأسقع وأبي هريرة والله أعلم


أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي ببغداد قال حدثنا أبو العباس محمد بن أحمد يعني ابن حمدان النيسابوري قال حدثنا محمد بن أيوب قال أخبرنا محمد بن كثير العبدي قال حدثنا سفيان بن سعيد عن أبي إسحاق قال
سمعت البراء بن عازب يقول وجاءه رجل فقال يا أبا عمارة أوليت يوم حنين قال أما أنا فأشهد على رسول الله أنه لم يول ولكن عجل سرعان القوم وقد رشقتهم هوازن وأبو سفيان بن الحارث آخذ برأس بغلته البيضاء وهو يقول
(أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب)
رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن كثير
وأخرجه مسلم من وجه آخر عن سفيان
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا إبراهيم بن المنذر قال
قلت لعبد العزيز بن عمران أمل علي النسب إلى آدم فأملى علي محمد رسول الله ابن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد
قال عبد العزيز وحدثني موسى بن يعقوب الزمعي من بني أسد بن عبد العزى قال أخبرني عمي أبو الحويرث عن أبيه عن ام سلمة زوج النبي قالت


سمعت رسول الله يقول معد بن عدنان بن أدد بن زند بن يرى بن أعراق فقالت أم سلمة فمعد معد وعدنان عدنان وأدد أدد وزند هميسع ويرى نبت وإسماعيل بن إبراهيم أعراق الثرى
قال إبراهيم بن المنذر وأملى علي محمد بن طلحة بن الطويل التيمي فقال محمد بن عبد الله مثله إلى معد بن عدنان
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله

ابن عتاب العبدي ببغداد قال حدثنا أحمد بن حبان بن ملاعب قال حدثنا خالد بن مخلد القطواني قال حدثنا موسى بن يعقوب عن عمه الحارث بن عبد الله بن زمعة عن أبيه عن أم سلمة قالت
سمعت رسول الله يقول معد بن عدنان بن أدد بن زند ابن يرى بن أعراق الثرى قالت ثم قرأ رسول الله ( وأنه أهلك عادا الأولى وثمود فما أبقى ) (وعاداً وثمود وأصحاب الرس وقروناً بين ذلك كثيراً) لا يعلمهم إلا الله
قالت أم سلمة وأعراق الثرى إسماعيل بن إبراهيم وزيد هميسع ويرى نبت
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي قال حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال
محمد رسول الله ابن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم ابن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أدد بن المقوم ابن ناحور بن تارح بن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل بن إبراهيم بن آزر وهو في التوراة ابن تارخ بن ناحور بن أرغوى بن

سارح بن فالح بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ بن يرد بن مهلاييل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم أبو البشر صلوات الله عليه وعلى أنبياء الله الطيبين الأخيار وسلم
ورواه عبيد بن يعيش عن يونس بن بكير وقال فيه تارخ ابن ناحور بن عور بن فلاح بن عابر بن شالخ بن سام بن نوح بن لامك بن متوشلخ بن خانوخ بن مهليل بن قينان بن شيث بن آدم وقال إن أدد بن المقوم
قلت كذا في هذه الرواية عن محمد بن إسحاق بن يسار واختلف عليه في ذلك واختلف النسابون فيه أيضاً وذكر اختلافهم ههنا مما يطول به الكتاب وليس منه كثير فائدة
وكان شيخنا أبو عبد الله الحافظ رحمه الله يقول نسبة رسول الله صحيحة إلى عدنان وما وراء عدنان فليس فيه شيء يعتمد عليه
أخبرنا أبو نصر بن قتادة قال حدثنا أبو الحسن علي بن عيسى الماليني قال حدثنا محمد بن الحسن بن الخليل النسوي أن أبا كريب

حدثهم قالب حدثنا وكيع بن الجراح عن هشام بن عروة عن أبيه عن أبي ريحانة العامري
أن معاوية قال لابن عباس فلم سميت قريش قريشاً
قال لدابة تكون في البحر تكون أعظم دوابه يقال لها القرش لا تمر بشيء من الغث والسمين إلا أكلته
قال فأنشدني في ذلك شيئاً فأنشدته شعر الجمحي إذ يقول
(وقريش هي التي تسكن البحر بها سميت قريش قريشاً)
(تأكل الغث والسمين ولا تت رك فيها لذى جناحين ريشاً)
(هكذا في البلاد حي قريش يأكلون البلاد أكلا كميشا)
(ولهم آخر الزمان نبي يكثر ال*** فيهم والخموشا)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرني أبو أحمد بن أبي الحسن قال حدثنا عبد الرحمن هو ابن أبي حاتم قال حدثنا علي بن الحسن قال سمعت أحمد بن حنبل عن الشافعي رحمه الله قال
عبد المطلب اسمه شيبة وهاشم اسمه عمرو بن عبد مناف واسم عبد مناف المغيرة بن قصي واسم قصي زيد بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة

بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرني الحسين بن محمد بن يحيى الدارمي وهو أبو أحمد قال حدثنا عبد الرحمن هو ابن أبي حاتم قال أخبرني عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلى قال وجدت في كتاب أبي بخط يده حدثنا محمد بن إدريس الشافعي قال
أول الناس يلقى النبي بالنسب بنو عبد المطلب فذكرهم وذكر في بني هاشم عبد المطلب وأسداً والد فاطمة أم علي ونضلة وأبا صيفي قال ويقال وصيفي ثم ذكر بني عبد المطلب ثم ذكر بني عبد شمس ثم ذكر بني نوفل ثم ذكر بني أسد بن عبد العزى بن قصي وبني عبد الدار بن قصي ثم ذكر بني زهرة بن كلاب بن مرة وذكر منهم أم النبي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة ثم ذكر بني تيم بن مرة ثم بنى مخزوم بن يقظة بن مرة ثم ذكر بني عدي بن كعب ثم بني جمح وسهم ابني عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي ثم ذكر بني الحارث بن فهر وذكر أسامي المعروفين من الصحابة والتابعين الذين ينتسبون إلى بعض هؤلاء القبائل ونحن نأتي على جميع ذلك بمشيئة الله تعالى في كتاب فضائل الصحابة رضي الله عنهم
قلت وبلغني أن أبا كبشة أول من عبد الشعرى وخالف دين قومه فلما خالف النبي دين قريش وجاء بالحنيفية شبهوه بأبي كبشة ونسبوه إليه فقالوا ابن أبي كبشة

وبلغني أنه كان سيداً في قومه خزاعة وبلغني أن اسمه وجز بن غالب ابن عامر بن الحارث وهو أبو عمرة بنت وجز وعمرة هي أم وهب بن عبد مناف أبي آمنة امم رسول الله فشبهوه بجده من قبل أمه أبي كبشة والله أعلم
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد قال حدثنا عبد الله ابن جعفر قال حدثنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان قال حدثنا الحجاج بن أبي منيع قال حدثنا جدي عن الزهري قال
أم رسول الله التي ولدته آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب وأمها برة بنت عبد العزي بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرة وأمها أم سفيان بنت أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة وأمها برة بنت عوف بن عبيد بن عويج من بني عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر وأمها قلابة بنت الحارث بن صعصعة من بني عائذ بن لحيان بن هذيل وأمها ابنة مالك بن غنم من بني لحيان
وأم رسول الله التي أرضعته حتى شب حليمة بنت الحارث بن سجنة السعدية من بني سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر


وزوج حليمة الحارث بن عبد العزى
ففي هؤلاء نسب رسول الله
كذا في كتابي وقال غيره بدل أم سفيان أم حبيب وقال بدل عويج عريج
قال الزهري وقد أرضعت رسول الله أيضاً ثويبة مولاة أبي لهب واسم أبي لهب عبد العزى
وجدة رسول الله أم أبيه عبد الله بن عبد المطلب فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بمن مخزوم وأمها صخرة بنت عبدة بن عمران بن مخزوم وأمها تخمر بنت عبد بن قصي بن كلاب بن مرة وأمها سلمى بنت عامر بن عميرة ابن وديعة بن الحارث بن فهر وأمها أخت بني وائلة بن عدوان بن قيس
أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد قال حدثنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار قال حدثنا الحسن بن علي بن عفان قال حدثنا أبو أسامة عن شعبة عن عبد الملك بن ميسرة عن طاوس عن ابن عباس في قوله عز وجل (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى) قال لم يكن بطن من بطون قريش إلا وللنبي فيهم قرابة فقال لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربي قال لا تؤذوني في قرابتي قال ونسخت هذه الآية (قل ما سألتكم من أجر فهو لكم)


وأخرجاه في الصحيح من حديث شعبة
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس أحمد بن هارون الفقيه قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا عمرو بن عون قال حدثنا هشيم قال أخبرنا داود عن الشعبي قال
أكثر الناس علينا في هذه الآية (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى) فكتبنا إلى ابن عباس نسأله عن ذلك فكتب ابن عباس إن رسول الله كان واسط النسب في قريش ليس بطن من بطونهم إلا وقد ولده فقال الله عز وجل (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى) أي ما أدعوكم إليه إلا أن لا تؤذوني بقرابتي منكم وتحفظوني لها
قال هشيم وأخبرني حصين عن عكرمة عن ابن عباس بنحو من ذلك
قلت قد مضى في الجزء الأول ذكر أسماء أعمام النبي
فأما عماته
فأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال سمعت محمد بن الحسين بن أبي الحسن يقول سمعت أبا غسان يقول سمعت ابن عيينة يقول


عمات النبي بنات عبد المطلب عاتكة وأم حكيم وهي البيضاء وهي توءم عبد الله وصفية وهي أم الزبير وبرة وأميمة
وأخبرنا أبو عبد الله قال حدثنا أبو العباس قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال
لما حضرت عبد المطلب الوفاة قال لبناته ابكين علي حتى أسمع وكن ست نسوة وهي أميمة وأم حكيم وبرة وعاتكة وصفية وأروى عمات رسول الله

محمد رافع 52 06-03-2013 10:14 AM

وفاة عبد الله أبي رسول الله ووفاة أمه آمنة بنت وهب ووفاة جده عبد المطلب بن هاشم
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثني أصبغ بن الفرج قال أخبرني ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب قال
بعث عبد المطلب عبد الله بن عبد المطلب يمتار له تمراً من يثرب فتوفي عبد الله بن عبد المطلب وولدت آمنة رسول الله ابن عبد الله فكان في حجر جده عبد المطلب
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق بن يسار قال
وقد هلك أبوه عبد الله وهي حبلى قال ويقال إن عبد الله هلك والنبي ابن ثمانية وعشرين شهراً والله أعلم أي ذلك كان


قلت وقال بعضهم مات أبوه وهو ابن سبعة أشهر
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال
حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم قال قدمت آمنة بنت وهب أم رسول الله على أخواله من بني عدي بن النجار المدينة ثم رجعت به حتى إذا كانت بالأبواء هلكت بها ورسول الله ابن ست سنين
قلت وهذا لأن هاشم بن عبد مناف كان قد تزوج بالمدينة سلمى بنت عمرو من بني النجار فولدت له عبد المطلب
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس عن ابن إسحاق قال
ومات عبد المطلب والنبي ابن ثمان سنين فلم يبك أحد كان قبله بكاءه
قال وولي زمزم والسقاية من بنيه العباس بن عبد المطلب فلم تزل إليه حتى قام الإسلام وهي بيده فأقرها رسول الله على ما مضى


أخبرنا أبو الطاهر محمد بن محمد بن محمش الفقيه قال أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان قال حدثنا أحمد بن يوسف السلمي قال حدثنا محمد بن يوسف الفريابي قال حدثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال
انتهى النبي إلى رسم قبر فجلس وجلس الناس حوله كثير فجعل يحرك رأسه كالمخاطب قال ثم بكى فاستقبله عمر رضي الله عنه فقال ما يبكيك يا رسول الله قال هذا قبر آمنة بنت وهب استأذنت ربي في أن أزور قبرها فأذن لي واستأذنته في الاستغفار لها فأبى علي وأدركتني رقتها فبكيت قال فما رأيت ساعة أكثر باكياً من تلك الساعة
تابعة محارب بن دثار عن ابن بريدة عن أبيه
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا بحر بن نصر قال حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرنا ابن جريج عن أيوب بن هانئ عن مسروق بن الأجدع عن عبد الله بن مسعود قال
خرج رسول الله ينظر في المقابر وخرجنا معه فأمرنا فجلسنا ثم تخطى القبور حتى انتهى إلى قبر منها فناجاه طويلاً ثم ارتفع نحيب رسول الله باكياً فبكينا لبكاء رسول الله ثم إن رسول الله أقبل إلينا فتلقاه عمر بن الخطاب فقال يا رسول الله صلى الله عليك ما الذي أبكاك لقد أبكانا وأفزعنا فجاء فجلس إلينا فقال
رأيتموني أناجي فيه قبر آمنة بنت وهب وإني استأذنت ربي في زيارتها فأذن لي فيه واستأذنت ربي في الاستغفار لها فلم يأذن لي فيه ونزل علي (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين) حتى ختم الآية (وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه) فأخذني ما يأخذ الولد للوالدة من الرقة فذلك الذي أبكاني
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله قال حدثنا محمد بن عبيد
ح وأخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري قال أخبرنا جدي يحيى بن منصور القاضي قال حدثنا أحمد بن سلمة قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا محمد بن عبيد قال حدثنا يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال
زار النبي قبر أمه فبكى وأبكى من حوله ثم قال استأذنت ربي في زيارة قبر أمي فأذن لي واستأذنته في الاستغفار فلم يأذن لي فزوروا القبور تذكركم الموت رواه مسلم في الصحيح عن ابي بكر بن أبى شيبة عن محمد بن عبيد
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ قال حدثنا علي بن حمشاد قال حدثنا محمد بن أيوب قال أخبرنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة
ح وأخبرنا محمد بن عبد الله قال أخبرني أبو بكر بن عبد الله قال حدثنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس
أن رجلاً قال يا رسول الله أين أبي قال في النار فلما قفى دعاه فقال إن أبي وأباك في النار
رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الحرضي النيسابوري قال أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن يعقوب بن مقسم المقرئ قال حدثنا موسى بن الحسن النسوي قال حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عامر بن سعد عن أبيه قال
جاء أعرابي إلى النبي فقال إن أبي كان يصل الرحم وكان وكان فأين هو قال في النار قال فكأن الأعرابي وجد من ذلك فقال يارسول الله فأين أبوك قال حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار قال فأسلم الأعرابي بعد فقال لقد كلفني رسول الله تعباً ما مررت بقبر كافر إلا بشرته بالنار
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان قال حدثنا أحمد بن عبيد الصفار قال حدثنا عبد الله بن شريك قال حدثنا ابن أبي مريم قال حدثنا نافع بن يزيد قال حدثني ربيعة بن سيف قال أخبرني أبو عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو قال
قبرنا مع رسول الله رجلاً فلما رجعنا وجاذبنا بابه إذا هو بامرأة مقبلة لا نظنه عرفها فقال يا فاطمة من أين جئت قالت جئت من عند أهل هذا الميت رحمت إليهم ميتهم وعزيتهم قال فلعلك بلغت معهم الكدى قالت معاذ الله أن أبلغ معهم الكدى وقد سمعتك تذكر فيه ما تذكر قال لو بلغت معهم الكدى ما رأيت الجنة حتى يراها جد أبيك
والكدى المقابر
قلت جد أبيها عبد المطلب بن هاشم
وكيف لا يكون أبواه وجده بهذه الصفة في الآخرة وكانوا يعبدون الوثن حتى ماتوا ولم يدينوا دين عيسى بن مريم عليه السلام وأمرهم لا يقدح في نسب رسول الله لأن أنكحه الكفار صحيحة ألا تراهم يسلمون مع

زوجاتهم فلا يلزمهم تجديد العقد ولا مفارقتهن إذا كان مثله يجوز في الإسلام وبالله التوفيق

محمد رافع 52 06-03-2013 10:18 AM


صفة رسول الله
صفة وجهه
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ رحمه الله قال أخبرنا أبو الحسين علي بن عبد الرحمن بن ماتي بالكوفة قال حدثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة قال أخبرنا أبو غسان قال حدثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق عن أبيه عن أبي إسحاق قال سمعت البراء يقول
كان رسول الله أحسن الناس وجهاً وأحسنه خلقاً ليس بالطويل الذاهب ولا بالقصير
أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث إسحاق بن منصور عن إبراهيم
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن بندار القزويني المجاور بمكة في

المسجد الحرام قال أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري قال حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن شريك الأسدي الكوفي سنة إحدى وثلاثمائة قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعي قال حدثنا زهير قال حدثنا أبو إسحاق قال
قال رجل للبراء أكان وجه رسول الله حديداً مثل السيف فقال لا ولكنه كان مثل القمر
وأخبرنا أبو عبد الحافظ قال حدثنا أبو بكر أحمد بن سليمان الفقيه قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا زهير عن أبي إسحاق قال
سأل رجل البراء أليس كان وجه رسول الله مثل السيف قال لا كان مثل القمر
رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد قال أخبرنا عبد الله ابن جعفر بن درستويه قال حدثنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان قال حدثنا أبو نعيم وعبيد الله عن إسرائيل عن سماك
أنه سمع جابر بن سمرة قال له رجل أكان رسول الله وجهه مثل

السيف قال جابر لا بل مثل الشمس والقمر مستديراً
رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عبيد الله بن موسى
أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الفقيه قال أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز قال حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي قال حدثنا المحاربي عن أشعث عن أبي إسحاق عن جابر بن سمرة قال
رأيت النبي في ليلة إضحيان وعليه حلة حمراء فجعلت أنظر إليه وإلى القمر فلهو كان في عيني أحسن من القمر
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال حدثنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثني محمد بن عبد العزيز الرملي قال حدثنا القاسم بن غصن عن الأشعث عن أبي إسحاق عن جابر بن سمرة قال
رأيت رسول الله في ليلة إضحيان وعليه حلة حمراء فجعلت أماثل بينه وبين القمر
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو بكر بن إسحاق قال

حدثنا عبيد بن عبد الواحد قال حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك
وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا أبو صالح وابن بكير قالا حدثنا الليث قال حدثني عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن عبد الله بن كعب بن مالك وكان قائد كعب من بنيه حين عمى قال
سمعت كعب بن مالك يقول لما سلمت على رسول الله وهو يبرق وجهه وكان رسول الله إذا سر استنار وجهه كأنه قطعة قمر وكنا نعرف ذلك منه
لفظ حديث أبي عبد الله
رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير


أخبرنا أبو طاهر الفقيه قال أخبرنا أبو بكر القطان قال حدثنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا ابن جريج عن ابن شهاب الزهري عن عروة عن عائشة قالت
دخل النبي يوماً مسروراً وأسارير وجهه تبرق فقال ألم تسمعي ما قال مجزز المدلجي ورأى زيداً وأسامة قد غطيا رؤوسهما وبدت أقدامهما فقال إن هذه الأقدام بعضها من بعض رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن عبد الرزاق
ورواه مسلم عن عبد بن حميد عن عبد الرزاق
أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا سعيد قال حدثنا يونس بن أبي يعفور العبدي عن أبي إسحاق الهمداني عن امرأة من همدان سماها قالت
حججت مع النبي مرات على بعير له يطوف بالكعبة بيده محجن عليه بردان أحمران تكاد تمس منكبه إذا مر بالحجر استلمه بالمحجن ثم يرفعه إليه فيقبله
قال أبو إسحاق فقلت لها شبهيه قالت كالقمر ليلة البدر لم أر قبله ولا بعده مثله

أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال حدثنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا إبراهيم بن المنذر
ح وحدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني إملاء قال أخبرنا عبد الله بن محمد بن إسحاق الفاكهي بمكة قال حدثنا أبو يحيى بن أبي مسرة قال حدثنا يعقوب بن محمد الزهري قال حدثنا عبد الله ابن موسى التيمي قال حدثنا أسامة بن زيد عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال
قلت للربيع بنت معوذ صفي لي رسول الله قالت لو رأيته لقلت الشمس طالعة
لفظ حديث يعقوب بن محمد وفي رواية إبراهيم قالت يا بني لو رأيته رأيت الشمس طالعة

محمد رافع 52 06-03-2013 10:20 AM

لون رسول الله
أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد المصري قال حدثنا روح بن الفرج قال حدثنا يحيى بن بكير قال حدثني الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أنه قال
سمعت أنس بن مالك وهو يصف رسول الله قال كان ربعة من القوم ليس بالطويل ولا بالقصير أزهر اللون أمهق ليس بأبيض ولا آدم ليس بجعد قطط ولا بالسبط رجل نزل عليه وهو ابن أربعين سنة فلبث بمكة عشر سنين ينزل عليه وبالمدينة عشر سنين ثم توفي هو ابن ستين سنة وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء


قال ربيعة فرأيت شعراً من شعره فإذا هو قد احمر فسألت فقيل أحمر من الطيب
رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا علي بن حمشاذ العدل قال حدثنا محمد بن نعيم قال حدثنا قتيبة بن سعيد
ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ قال حدثنا الحسن بن محمد بن إسحاق قال حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي حدثنا

أبو الربيع قالا حدثنا إسماعيل بن جعفر قال حدثنا ربيعة أنه سمع أنس بن مالك يقول
كان رسول الله رجل الشعر ليس بالسبط ولا الجعد القطط أزهر ليس بالآدم ولا الأبيض الأمهق كان ربعة من القوم ليس بالقصير ولا الطويل البائن بعث على رأس أربعين أقام بالمدينة عشراً وبمكة عشراً وتوفي على رأس ستين سنة ليس في رأسه ولا في لحيته عشرون شعرة بيضاء
رواه مسلم في الصحيح عن قتيبة بن سعيد وغيره وأخرجاه من وجه آخر عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن
وراه ثابت عن أنس فقال كان أزهر اللون
ورواه حميد الطويل كما أخبرنا أبو الحسن بن بشران قال حدثنا إسماعيل الصفار قال حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال حدثنا أبو سعيد الحداد قال حدثنا خالد الواسطي
وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثني عمرو بن عون وسعيد بن منصور قالا حدثنا خالد بن عبد الله عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال كان رسول الله أسمر اللون


وأخبرنا أبو الحسين بن بشران قال أخبرنا أبو جعفر الرزاز حدثنا يحيى بن جعفر قال أخبرنا علي بن عاصم أخبرنا حميد قال
سمعت أنس بن مالك يقول فذكر الحديث في صفة النبي قال وكان أبيض بياضه إلى السمرة
وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن الغضائري ببغداد قال حدثنا أبو جعفر الرزاز قال حدثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا الجريري قال
كنت أنا وأبو الطفيل نطوف بالبيت فقال أبو الطفيل ما بقي أحد رأى رسول الله غيري قال قلت ورأيته قال نعم قلت كيف كانت صفته قال كان أبيض مليحاً مقصداً
وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثني عمرو بن عون وسعيد بن منصور قالا حدثنا خالد بن عبد الله عن الجريري عن أبي الطفيل قال
رأيت النبي ولم يبق أحد رأى غيري النبي قال فقلنا

له صفة لنا رسول الله فقال كان أبيض مليح الوجه
رواه مسلم في الصحيح عن سعيد بن منصور
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ قال أخبرنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم قال حدثنا أحمد بن سلمة قال حدثنا واصل بن عبد الأعلى الأسدي قال حدثنا محمد بن فضيل عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي جحيفة قال
رأيت رسول الله أبيض قد شاب وكان الحسن بن علي يشبهه
رواه مسلم في الصحيح عن واصل بن عبد الأعلى
ورواه البخاري عن عمرو بن علي عن محمد بن فضيل


أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان قال أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله قال حدثنا حجاج قال حدثنا حماد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن محمد بن علي يعني ابن الحنفية عن أبيه قال
كان رسول الله أزهر اللون
حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك رحمه الله قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الأصبهاني قال حدثنا يونس بن حبيب قال حدثنا أبو داود الطيالسي قال حدثنا المسعودي عن عثمان بن عبد الله بن هرمز عن نافع بن جبير عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال
كان رسول الله مشرباً وجهه حمرة
وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال حدثنا عبد الله بن جعفر النحوي قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا ابن الأصبهاني قال حدثنا شريك عن عبد الملك بن عمير عن نافع بن جبير قال
وصف لنا علي النبي فقال كان أبيض مشرب الحمرة
وروى ذلك هكذا من أوجه أخرى عن علي
ويقال إن المشرب منه حمرة وما تحت الثياب فهو الأبيض الأزهر
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن

يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال
فحدثني محمد بن مسلم عن عبد الرحمن بن مالك بن جعشم عن عمه سراقه بن جعشم
وأخبربا أبو الحسين بن الفضل قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا الحسن بن الربيع قال حدثنا ابن إدريس قال حدثنا محمد بن إسحاق عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن مالك بن جعشم عن أبيه أن سراقة بن جعشم قال
أتيت رسول الله فلما دنوت منه وهو على ناقته أنظر إلى ساقه كأنها جمارة
وفي رواية يونس والله لكأني أنظر إلى ساقه في غرزه كأنها جمارة
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا أبو بكر الحميدي قال حدثنا سفيان قال أخبرنا إسماعيل بن أمية عن مزاحم بن أبي مزاحم عن عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد عن محرش الكعبي قال
اعتمر رسول الله من الجعرانة ليلاً فنظرت إلى ظهره كأنه سبيكة فضة


أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء قال حدثني عمرو بن الحارث قال حدثني عبد الله بن سالم عن الزبيدي قال أخبرني محمد بن مسلم عن سعيد بن المسيب
أنه سمع أبا هريرة يصف رسول الله فقال كان شديد البياض
أخبرني أبو عبد الرحمن السلمي قال أخبرنا أبو الحسن المحمودي قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي الحافظ قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا يعمر بن بشر قال حدثنا ابن المبارك قال أخبرني

رشدين بن سعد قال أخبرني عمرو بن الحارث عن أبي يونس مولى أبي هريرة أنه سمع أبا هريرة قال
ما رأيت شيئاً أحسن من النبي كأن الشمس تجري في وجهه وما رأيت أحداً أسرع في مشيه منه كأن الأرض تطوى له إنا لنجتهد وإنه غير مكترث

محمد رافع 52 06-03-2013 10:22 AM

عين رسول الله وأشفاره وفمه
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا شعبة عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال
كان رسول الله ضليع الفم أشكل العينين منهوس العقبين


أخرجه مسلم في الصحيح من حديث غندر عن شعبة
وحدثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء قال حدثنا أبو العباس قاسم ابن القاسم السياري بمرو قال حدثنا أبو الموجه قال حدثنا عبدان قال أخبرني أبي عن شعبة عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال
كان رسول الله أشكل العينين ضليع الفم قلت ما أشكل العينين قال باد أم جشم
قلت وهذا التفسير من جهة سماك وكذلك قاله معاذ بن معاذ عن شعبة أشكل العينين وقال أبو داود عن شعبة أشهل العينين
حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك قال حدثنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يونس بن حبيب قال حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة قال أخبرني سماك قال سمعت جابر بن سمرة يقول
كان رسول الله أشهل العينين منهوس العقب ضليع الفم


قال أبو عبيد الشكلة كهيئة الحمرة تكون في بياض العين والشهلة غير الشكلة وهي حمرة في سواد العين
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا عباد عن حجاج عن سماك عن جابر بن سمرة عن رسول الله قال
كنت إذا نظرت إليه قلت أكحل العينين وليس بأكحل وكان في ساقي رسول الله حموشة وكان لا يضحك إلا تبسماً
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان قال أخبرنا أحمد بن عبيد قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله قال حدثنا حجاج قال حدثنا حماد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن محمد بن علي عن أبيه قال
كان رسول الله عظيم العينين أهدب الأشفار مشرب العين بحمرة
وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا سعيد بن منصور قال حدثنا خالد بن عبد الله عن عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده قال
قيل لعلي انعت لنا رسول الله فقال كان أبيض مشرباً بياضه

حمرة قال وكان أسود الحدقة أهدب الأشفار
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا عبد الله بن سلمة وسعيد بن منصور قالا حدثنا عيسى بن يونس قال حدثنا عمر بن عبد الله مولى غفرة عن إبراهيم بن محمد من ولد علي قال
كان علي رضي الله عنه إذا نعت رسول الله قال كان في الوجه تدوير أبيض مشرب أدعج العينين أهدب الأشفار
وأخبرنا أبو الحسين قال أخبرنا عبد الله قال حدثنا يعقوب قال حدثنا عاصم بن علي بن عاصم وآدم قالا حدثنا ابن أبي ذئب قال حدثنا صالح مولى التوءمة عن أبي هريرة أنه كان ينعت النبي قال كان أهدب أشفار العينين

محمد رافع 52 06-03-2013 10:23 AM

جبين رسول الله وحاجبيه وأنفه وفمه وأسنانه
أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين القطان قال أخبرنا عبد الله ابن جعفر بن درستويه قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثني عمرو بن الحارث قال حدثني عبد الله بن سالم عن الزبيدي قال حدثني الزهري محمد بن مسلم عن سعيد بن المسيب أنه سمع أنا هريرة يصف رسول الله فقال
كان مفاض الجبين أهدب الأشفار
وأخبرنا أبو الحسين قال أخبرنا عبد الله قال حدثنا يعقوب قال حدثنا أبو غسان قال حدثنا جميع بن عمر بن عبد الرحمن العجلي قال حدثني رجل بمكة عن ابن لأبي هالة التميمي عن الحسن بن علي عن خاله قال
كان رسول الله واسع الجبين أزج الحواجب سوابغ

في غير قرن بينهما عرق يدره الغضب أقنى العرنين له نور يعلوه يحسبه من لم يتأمله أشم سهل الخدين ضليع الفم أشنب مفلج الأسنان
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا عبد العزيز بن أبي ثابت الزهري قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة عن كريب عن ابن عباس قال
كان رسول الله أفلج الثنيتين وكان إذا تكلم رؤى كالنور بين ثناياه

محمد رافع 52 06-03-2013 10:25 AM

رأس رسول الله وصفة لحيته
حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك رحمه الله قال أخبرنا عبد الله بن جعفر بن أحمد الأصبهاني قال حدثنا يونس بن حبيب قال حدثنا أبو داود قال حدثنا المسعودي عن عثمان بن عبد الله بن هرمز عن نافع بن جبير عن علي بن أبي طالب قال
كان رسول الله ضخم الرأس واللحية
وأخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا ابن الأصبهاني قال حدثنا شريك عن عبد الملك بن عمير عن نافع بن جبير قال
وصف لنا علي النبي فقال كان ضخم الهامة عظيم اللحية
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا سعيد بن منصور قال حدثنا نوح بن قيس الحداني قال حدثنا خالد بن خالد التميمي عن يوسف بن مازن الراسبي


أن رجلاً قال لعلي يا أمير المؤمنين انعت لنا النبي قال كان أبيض مشرباً حمرة ضخم الهامة أغر أبلج أهدب الأشفار
قال أخبرنا أحمد بن عبيد قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان قال حدثنا حجاج قال حدثنا حماد عن عبد الله ابن محمد بن عقيل عن محمد بن علي عن أبيه قال كان رسول الله كث اللحية
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثني عمرو ابن الحارث قال حدثني عبد الله بن سالم عن الزبيدي قال أخبرني الزهري محمد بن مسلم عن سعيد بن المسيب أنه سمع أبا هريرة يصف رسول الله فقال
كان رسول الله أسود اللحية حسن الثغر
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال حدثنا أبو الحسن المحمودي قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي الحافظ قال حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى قال حدثنا يحيى بن كثير أبو غسان عن جهضم بن الضحاك


نزلت بالرخيخ فقيل لي ههنا رجل قد رأى النبي فأتيته فقلت رأيت رسول الله قال نعم رأيته رجلاً مربوعاً حسن السبلة قال وكانت اللحية تدعى في أول الإسلام سبلة والله أعلم

محمد رافع 52 06-03-2013 10:28 AM

باب صفة شعر رسول الله
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرني أبو محمد زياد قال حدثنا محمد بن إسحاق قال حدثني علي بن حجر قال حدثنا إسماعيل بن جعفر عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أنه سمع أنس بن مالك يقول
كان رسول الله رجل الشعر ليس بالسبط ولا بالجعد القطط
رواه مسلم في الصحيح عن علي بن حجر وأخرجاه من حديث مالك وغيره عن ربيعة
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا جرير بن حازم قال حدثنا قتادة قال
سئل أنس بن مالك عن شعر النبي فقال كان شعره بين الشعرين لا سبط ولا جعد بين أذنيه وعاتقه


رواه البخاري في الصحيح عن مسلم بن إبراهيم وعن عمرو بن علي عن وهب بن جرير عن أبيه
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا علي بن حمشاد قال حدثنا محمد بن أيوب وتميم بن محمد والحسن بن سفيان قالوا حدثنا شيبان ابن فروخ قال حدثنا جرير بن حازم قال حدثنا قتادة قال
قلت لأنس بن مالك كيف كان شعر رسول الله قال كان شعراً رجلاً ليس بالجعد ولا بالسبط بين أذنيه وعاتقه
رواه مسلم في الصحيح عن شيبان بن فروخ
أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل قال أخبرنا عبد الله ابن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا عمرو بن عاصم قال حدثنا همام قال حدثنا قتادة ح
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرني عبد الله بن محمد الكعبي

قال حدثنا محمد بن أيوب قال حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا همام عن قتادة عن أنس بن مالك قال
كان شعر رسول الله يضرب منكبيه
رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن إسماعيل وأخرجاه من حديث حبان عن همام
وأخبرنا أبو علي الروذباري قال حدثنا أبو بكر بن داسة قال حدثنا أبو داود قال حدثنا مخلد بن مخلد قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن ثابت عن أنس قال
كان شعر رسول الله إلى شحمة أذنيه
وقال حميد عن أنس كان شعر رسول الله إلى أنصاف أذنيه
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرني الكرابيسي قال حدثنا محمد بن نصر قال حدثنا يحيى بن يحيى قال أخبرنا إسماعيل بن علية

عن حميد فذكره
رواه مسلم عن يحيى بن يحيى
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا أبو عمر
ح وأخبرنا أبو الحسين بن بشران قال أخبرنا أبو عمرو بن السماك قال حدثنا حنبل بن إسحاق قال حدثنا عفان أخبرنا شعبة قال أخبرنا أبو إسحاق قال سمعت البراء بن عازب قال
كان رسول الله مربوعاً بعيد ما بين المنكبين يبلغ شعره شحمة أذنيه عليه حلة حمراء ما رأيت شيئاً أحسن منه
رواه البخاري في الصحيح عن أبي عمر حفص بن عمر وأخرجه مسلم من حديث غندر عن شعبة
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى قال حدثنا أبو غسان قال حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق قال سمعت البراء قال


ما رأيت أحداً من خلق الله تعالى في حلة حمراء يعني أحسن من رسول الله إن جمته تضرب قريباً من منكبيه
قال أبو إسحاق سمعته يحدث بهذا الحديث مراراً وما حدث به قط إلا ضحك
رواه البخاري في الصحيح عن أبي غسان مالك بن إسماعيل
أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري قال أخبرنا أبو بكر ابن داسه قال أخبرنا أبو داود قال حدثنا عبد الله بن مسلمة ومحمد بن سليمان الأنباري قالا حدثنا وكيع ح
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرنا محمد بن يعقوب الشيباني قال حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا أبو كريب قال حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن البراء قال
ما رأيت من ذي لمة أحسن في حلة حمراء من رسول الله له شعر يضرب منكبيه بعيد ما بين المنكبين ليس بالطويل ولا بالقصير
لفظ حديث أبي كريب
رواه مسلم في الصحيح عن أبي كريب
وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا ابن الأصبهاني قال حدثنا شريك عن عبد الملك بن عمرو عن نافع بن جبير بن مطعم قال
وصف لنا علي النبي فقال كان كثير شعر الرأس رجله


وأخبرنا أبو علي الروذباري قال أخبرنا أبو بكر بن داسة قال حدثنا أبو داود قال حدثنا ابن نفيل قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت
كان شعر النبي فوق الوفرة ودون الجمة
وأخبرنا أبو الحسين القطان قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا عبد الله بن مسلمة ويحيى بن عبد الحميد قالا حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال
قالت أم هانئ قدم النبي مكة قدمة وله أربع غدائر تعني ضفائر


أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرني أبو بكر بن أبي إسحاق الفقيه قال أخبرنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا إبراهيم بن سعد قال حدثنا ابن شهاب عن عبيد الله ابن عبد الله عن ابن عباس قال
كان رسول الله يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه وكان أهل الكتاب يسدلون أشعارهم وكان المشركون يفرقون رؤوسهم فسدل رسول الله ناصيته ثم فرق بعد
رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن يونس
ورواه مسلم عن محمد بن جعفر الوركاني وغيره عن إبراهيم
وأخبرنا الفقيه أبو الحسن محمد بن يعقوب الطابراني بها قال أخبرنا أبو علي الصواف قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال حدثنا حماد بن خالد قال حدثنا مالك قال حدثنا زياد بن سعد عن الزهري عن أنس
أن النبي سدل ناصيته ما شاء الله أن يسدل ثم فرق بعد


أخبرنا أبو الطاهر الفقيه قال حدثنا أبو حامد بن بلال البزار قال حدثنا أبو الأزهر قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال
حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت
أنا فرقت لرسول الله رأسه صدعت فرقه عن يافوخه وأرسلت ناصيته بين عينيه
قال ابن إسحاق والله أعلم أذلك لقول رسول الله لا تكف ثوباً ولا شعراً أم هي سيماء كان يتسوم بها
قال وقد قال لي محمد بن جعفر وكان فقيهاً مسلماً ما هي إلا سيماء من سيماء الأنبياء تمسكت بها النصارى من بين الناس


أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني قال أخبرنا أبو سعيد ابن الأعرابي قال حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني قال حدثنا سفيان بن عيينة عن هشام عن محمد بن سيرين عن أنس بن مالك قال
لما رمى رسول الله الجمرة ونحر هديه ناول الحلاق شقه الأيمن فحلقه فناوله أبا طلحة ثم ناوله شقه الأيسر فحلقه وأمره أن يقسم بين الناس
رواه مسلم في الصحيح عن ابن أبي عمر عن سفيان


محمد رافع 52 06-03-2013 10:31 AM

شيب النبي وما ورد في خضابه
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد قال أخبرنا عبد الله ابن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا أبو صالح قال حدثني الليث قال حدثني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أنه قال سمعت أنس بن مالك يقول
توفي رسول الله وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء قال ربيعة فرأيت شعراً من شعر رسول الله فإذا هو أحمر فسألت فقيل من الطيب
رواه البخاري في الصحيح عن ابن بكير عن الليث وأخرجاه من حديث مالك عن ربيعة وكذلك روى عن الزهري عن أنس
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ قال حدثنا السري بن خزيمة قال حدثنا معلى بن أسد قال حدثنا وهيب عن أيوب عن محمد بن سيرين قال


سألت أنس بن مالك أخضب رسول الله فقال إنه لم ير من الشيب إلا قليلاً
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا عبد الله الشيباني قال حدثنا علي بن الحسن الهلالي قال حدثنا معلى بن أسد فذكره بمثله
رواه البخاري في الصحيح عن معلى بن أسد ورواه مسلم عن حجاج الشاعر عن معلى بن أسد
أخبرنا أبو الحسين الفضل بن القطان قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد هو ابن زيد عن ثابت قال
سألت أنس بن مالك هل خضب رسول الله فقال إنه لم ير من الشيب ما يخضب ولو شئت أن أعد شمطات كن في لحيته ولكن خضب أبو بكر بالحناء


رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب
وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ قال أخبرنا الحسن ابن محمد بن إسحاق قال حدثنا يوسف بن يعقوب قال حدثنا أبو الربيع قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا ثابت قال
سئل أنس عن خضاب النبي فقال لو شئت أن أعد شمطات كن في رأسه فعلت قال ولم يختضب وقد اختضب أبو بكر بالحناء والكتم واختضب عمر بالحناء بحتاً
رواه مسلم في الصحيح عن أبي الربيع
وأخبرنا محمد بن أبي الحسين بن الفضل قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا الحجاج
وحدثنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا علي بن حمشاد العدل قال أخبرنا أبو مسلم أن الحجاج بن منهال حدثهم قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا ثابت قال


قيل لأنس هل كان النبي شاب فقال ما شانه الله تعالى بالشيب ما كان في رأسه إلا سبع عشرة أو ثمان عشرة شعرة
لفظ حديث يعقوب وفي رواية أبي مسلم قيل لأنس ما كان شيب النبي ثم ذكره
أخبرنا علي بن محمد المقري الاسفراييني قال أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق قال حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي قال حدثنا محمد بن أبي بكر قال حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال حدثنا المثنى بن سعيد عن قتادة عن أنس
أن النبي لم يختضب إنما كان شمط عند ال***قة يسيراً وفي الصدغين يسيراً وفي الرأس يسيراً
رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن مثنى عن عبد الصمد
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني قال أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان قال حدثنا إبراهيم بن الحارث

البغدادي قال أخبرنا يحيى بن أبي بكير قال حدثنا زهير ح
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال حدثنا أحمد بن يونس قال حدثنا زهير ح
وأخبرنا أبو عبد الله قال أخبرنا أبو بكر بن إسحاق قال
أخبرنا إسماعيل بن قتيبة قال حدثنا يحيى بن يحيى قال حدثنا أبو خيثمة عن أبي إسحاق عن أبي جحيفة قال
رأيت رسول الله هذه منه بيضاء ووضع زهير بعض أصابعه على ***قته فقيل له مثل من أنت يومئذ فقال أبري النبل وأريشها
وفي رواية الأصفهاني ووضع يده على ***قته
رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى وأحمد بن يونس
وأخرجه البخاري من حديث إسرائيل عن أبي إسحاق
حدثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء وأبو سعيد بن أبي عمرو قراءة قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي بدمشق قال حدثنا علي بن عياش قال حدثنا حريز بن عثمان قال


قلت لعبد الله بن بسر السلمي رأيت رسول الله أكان شيخاً قال كان في ***قته شعرات بيض
رواه البخاري في الصحيح عن عصام بن خالد عن حريز بن عثمان
حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك قال أخبرنا عبد الله بن جعفر بن أحمد الأصبهاني قال حدثنا يونس بن حبيب قال حدثا أبو داود الطيالسي قال حدثنا شعبة عن سماك قال
سمعت جابر بن سمرة وذكر شمط النبي قال إذا أدهن لم ير وإذا لم يدهن تبين
رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن مثنى عن أبي داود
وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال أخبرنا عبد الله بن جعفر النحوي قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا الحجاج قال حدثنا حماد عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال
ما كان في رأس رسول الله ولا في لحيته من الشيب إلا شعرات

في مفرق رأسه إذا ادهن واراهن الدهن
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال أخبرنا عبد الله بن جعفر النحوي قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا عبد الله بن موسى وأبو نعيم قالا حدثنا إسرائيل عن سماك أنه سمع جابر بن سمرة يقول
كان رسول الله قد شمط مقدم رأسه ولحيته وإذا آدهن ومشطه لم يستبن
قال أبو نعيم فكان إذا دهنه ومشطه لم يتبين زاد أبو نعيم وكان كثير الشعر واللحية
قالا جميعاً في الحديث وإذا شعث رأسه تبين فقال رجل كان وجهه مثل السيف فقال جابر لا بل مثل الشمس والقمر مستديراً ورأيت خاتمه عند كتفيه مثل بيضة الحمامة يشبه جسده
رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عبيد الله بن موسى
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا عبد الله بن عثمان عن أبي حمزة السكري عن عثمان بن عبد الله بن موهب القرشي قال


دخلنا على أم سلمة زوج النبي فأخرجت إلينا من شعر رسول الله فإذا هو أحمر مصبوغ بالحناء والكتم
وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان قال حدثنا أحمد بن عبيد الصفار قال حدثنا تمتام محمد بن غالب قال حدثني موسى قال حدثنا سلام بن أبي مطيع عن عثمان بن عبد الله بن موهب قال
أخرجت إلينا أم سلمة شعراً من شعر النبي مخضوباً قال أراه قال بالحناء والكتم
رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن إسماعيل دون قوله بالحناء والكتم
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن إسحاق الصغاني قال حدثنا يحيى بن أبي بكير قال حدثنا إسرائيل عن عثمان بن عبد الله بن موهب قال
كان عند أم سلمة جلجل من فضة ضخم فيه من شعر النبي فكان إذا أصاب إنساناً الحمى بعث إليها فخضخضته فيه ثم ينضحه الرجل على وجهه قال بعثني أهلي إليها فأخرجته فإذا هو هكذا وأشار إسرائيل بثلاث أصابع وكان فيه شعرات حمراء


رواه البخاري في الصحيح عن مالك بن إسماعيل عن إسرائيل
حدثنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرنا أبو العباس السياري قال حدثنا محمد بن موسى بن حاتم قال حدثنا علي بن الحسن بن شقيق قال أخبرنا أبو حمزة عبد الملك بن عمير عن إياد بن لقيط عن أبي رمثة قال
أتيت النبي وعليه بردان أخضران وله شعر قد علاه الشيب وشيبه أحمر مخضوب بالحناء
وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا عبيد الله بن إياد قال حدثني إياد بن أبي رمثة قال
انطلقت مع أبي نحو رسول الله فلما رأيته قال لي هل تدري من هذا قلت لا قال إن هذا رسول الله فاقشعررت حين قال ذلك وكنت أظن رسول الله شيئاً لا يشبه الناس فإذا هو بشر ذو وفرة بها ردع من حناء وعليه بردان أخضران


أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم قال حدثنا الحسن بن محمد بن زياد قال حدثنا عبيد الله بن سعيد
ح وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال أخبرنا عبد الله ابن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثني محمد بن عبد الله المخرمي قال حدثنا أبو سفيان الحميري عن الضحاك بن حمزة عن غيلان بن جامع بن إياد بن لقيط عن أبي رمثة قال
كان رسول الله يخضب بالحناء والكتم زاد المخرمي في روايته وكان شعره يبلغ كتفيه أو منكبيه
أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري قال أخبرنا أبو بكر ابن داسة قال حدثنا أبو داود السجستاني قال حدثنا عبد الرحيم بن مطرف أبو سفيان قال حدثنا عمرو بن محمد قال أخبرنا ابن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر
أن النبي كان يلبس النعال السبتية ويصفر لحيته بالورس والزعفران وكان ابن عمر يفعل ذلك
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم قال حدثنا الحسين بن محمد بن زياد قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا يحيى بن آدم ح


وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثني أبو جعفر محمد بن عمر بن الوليد الكندي الكوفي قال حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا شريك عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال
كان شيب رسول الله نحواً من عشرين شعرة
وفي رواية إسحاق قال رأيت شيب رسول الله نحواً من عشرين شعرة بيضاء في مقدمه
حدثنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أحمد بن سليمان الفقيه قال حدثنا هلال بن العلاء الرقي قال حدثنا حسين بن عياش الرقي قال حدثنا جعفر بن برقان قال حدثنا عبد الله بن عقيل قال
قدم أنس بن مالك المدينة وعمر بن عبد العزيز والٍ عليها فبعث إليه عمر وقال للرسول سله هل خضب رسول الله فإني رأيت شعراً من شعره قد لون فقال أنس إن رسول الله كان قد متع بالسواد ولو عددت ما أقبل علي من شيبه في رأسه ولحيته ما كنت أزيدهن على إحدى عشرة شيبة وأنما هذا الذي لون من الطيب الذي كان يطيب به شعر رسول الله هو الذي غير لونه

محمد رافع 52 06-03-2013 10:33 AM

بعد ما بين منكبي رسول الله
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك رحمه الله قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الأصبهاني قال حدثنا يونس بن حبيب قال حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال
سمعت البراء يقول كان رسول الله مربوعاً بعيد ما بين المنكبين أعظم الناس وأحسن الناس جمته إلى أذنيه عليه حلة حمراء ما رأيت شيئاً قط أحسن منه
أخرجاه في الصحيح من حديث شعبة
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال أخبرنا عبد الله بن جعفر النحوي قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثني عمرو بن الحارث قال حدثني عبد الله بن سالم

عن الزبيدي قال أخبرني الزهري محمد بن مسلم عن سعيد بن المسيب
أنه سمع أبا هريرة يصف رسول الله فقال كان بعيد ما بين المنكبين
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم قال حدثنا الحسين بن محمد بن زياد قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا النضر بن شميل قال حدثنا صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال
كان رسول الله كأنما صيغ من فضة رجل الشعر مفاض البطن عظيم مشاش المنكبين يطأ بقدمه جميعاً إذا أقبل أقبل جميعاً وإذا أدبر أدبر جميعاً

محمد رافع 52 06-03-2013 10:35 AM


كفي رسول الله وقدميه وإبطيه وذراعيه وساقيه وصدره
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه ببغداد قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى قال حدثنا مسلم ابن إبراهيم قال حدثنا جرير عن قتادة عن أنس قال
كان رسول الله ضخم اليدين لم أر بعده مثله وكان شعر النبي رجلاً لا جعد ولا سبط
رواه البخاري في الصحيح عن مسلم بن إبراهيم
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان قال أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار قال حدثنا أبو مسلم الكجي قال حدثنا سليمان وأبو النعمان قالا حدثنا جرير عن قتادة عن أنس قال
كان النبي ضخم الكفين والقدمين سائل العرق
رواه البخاري عن أبي النعمان إلا أنه قال ضخم الرأس

والقدمين وكان بسيط الكفين ولم يذكر العرق
أخبرنا أبو عمر محمد بن عبد الله الأديب قال حدثنا أبو بكر الإسماعيلي قال أخبرني الحسن هو ابن سفيان قال حدثنا هدبة بن خالد القيسي قال حدثنا همام قال حدثنا قتادة عن أنس بن مالك أو عن رجل عن أبي هريرة قال
كان رسول الله ضخم القدمين حسن الوجه لم أر بعده مثله
رواه البخاري في الصحيح عن عمرو بن علي عن معاذ بن هانئ عن همام
قال البخاري وقال هشام عن معمر عن قتادة عن أنس
كان النبي شثن القدمين والكفين
وأخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن الحمامي المقرئ أخبرنا أحمد بن سليمان الفقيه حدثنا جعفر بن أبي عثمان الطيالسي حدثنا يحيى ابن معين حدثنا هشام بن يوسف حدثنا معمر فذكره بإسناده مثله غير أنه قال شثن الكفين والقدمين
وأخبرناه أبو الحسين بن الفضل القطان قال حدثنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا أبو جعفر مهدي بن أبي مهدي قال حدثنا هشام بن يوسف فذكره إلا أنه لم يذكر الكفين


قال البخاري وقال أبو هلال حدثنا قتادة فذكر معنى ما أخبرنا علي ابن أحمد بن عبدان قال أخبرنا أحمد بن عبيد قال حدثنا محمد بن إسحاق البغوي قال حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل المنقري قال حدثنا أبو هلال عن قتادة عن أنس أو عن جابر بن عبد الله كذا قال أبو سلمة قال
كان رسول الله ضخم القدمين ضخم الكفين لم أر بعده شبيهاً به
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا آدم وعاصم بن علي قالا حدثنا ابن أبي ذئب قال حدثنا صالح مولى التوءمة قال
كان أبو هريرة ينعت النبي قال
كان شبح الذراعين بعيداً ما بين المنكبين أهدب أشفار العينين
حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك رحمه الله قال حدثنا عبد الله بن جعفر الأصبهاني قال حدثنا يونس بن حبيب قال حدثنا أبو داود قال حدثنا المسعودي عن عثمان بن عبد الله بن هرمز عن نافع بن جبير عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال
كان رسول الله شثن الكفين والقدمين ضخم الكراديس طويل المسربة
أبو الحسن علي بن محمد المصري قال حدثنا مالك بن يحيى قال حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا عبد الله بن يزيد بن مقسم وهو ابن ضبة قال حدثتني عمتي سارة بنت مقسم عن ميمونة بنت كردم قالت
رأيت رسول الله بمكة وهو على ناقة له وأنا مع أبي وبيد رسول الله درة كدرة الكتاب فدنا منه أبي فأخذ بقدمه فأقر له رسول الله قالت فما نسيت طول إصبع قدمه السبابة على سائر أصابعه
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه قال حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر قال حدثنا محمد بن سابق قال حدثنا مالك بن مغول قال سمعت عون بن أبي جحيفة ذكر عن أبيه قال
دفعت إلى النبي بالأبطح في قبة بالهاجرة فخرج بلال فنادى بالصلاة ثم دخل فأخرج فضل وضوء رسول الله فوقف الناس عليه يأخذون منه قال ثم دخل فأخرج العنزة ثم خرج رسول الله كأني أنظر إلى وبيص ساقيه فركز العنزة ثم صلى بنا الظهر ركعتين يمر بين يديه المرأة والحمار
رواه البخاري في الصحيح عن الحسن بن الصباح عن محمد بن سابق


وأخرجه مسلم من وجه آخر عن مالك بن مغول
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو عبد الله محمد ابن يعقوب قال حدثنا محمد بن عبد الوهاب القراء قال أخبرنا يحيى بن أبي بكير قال حدثنا شعبة عن ثابت عن أنس قال
رأيت رسول الله يرفع يديه في الدعاء حتى يرى بياض إبطيه يعني في الاستسقاء
رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة عن يحيى بن أبي بكير
وأخرجه البخاري من حديث قتادة عن أنس
حدثنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرني أبو سعيد الأحمسي قال حدثنا الحسين بن حميد قال حدثنا أحمد بن منيع قال حدثنا عياد بن القوام قال حدثنا حجاج عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال
كان رسول الله لا يضحك إلا تبسماً وكان في ساقيه حموشة

محمد رافع 52 06-03-2013 10:37 AM

قامة رسول الله
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد قال أخبرنا عبد الله ابن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا أبو صالح قال حدثنا الليث قال حدثنا خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن ربيعة أنه قال
سمعت أنس بن مالك وهو يصف رسول الله قال كان ربعة من القوم ليس بالطويل ولا بالقصير
رواه البخاري في الصحيح عن ابن بكير عن الليث
أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد قال حدثنا أحمد بن سليمان الفقيه قال حدثنا أحمد بن زهير بن حرب قال حدثنا أبو غسان قال حدثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق عن أبيه عن أبي إسحاق قال سمعت البراء يقول
كان رسول الله أحسن الناس وجهاً وأحسنهم خلقاً ليس بالطويل الذاهب ولا بالقصير

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرني أبو عبد الله محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن سلمة وإبراهيم بن أبي طالب ومحمد بن إسماعيل وعبد الله بن محمد قالوا حدثنا أبو كريب قال حدثنا إسحاق ابن منصور عن إبراهيم بن يوسف فذكره بمثل إسناده
رواه مسلم في الصحيح عن أبي كريب
ورواه البخاري عن أحمد بن سعيد عن إسحاق بن منصور
حدثنا أبو بكر بن فورك رحمه الله قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الأصبهاني قال حدثنا يونس بن حبيب قال حدثنا أبو داود قال حدثنا المسعودي عن عثمان بن عبد الله بن هرمز عن نافع بن جبير عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال
كان رسول الله ليس بالقصير ولا بالطويل وذكر الحديث إلى أن قال إذا مشى تكفأ تكفؤاً كأنما ينحط من صبب لم أر قبله ولا بعده مثله
وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال أخبرنا ابن درستويه قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا ابن الأصبهاني قال حدثنا شريك بن عبد الله عن عبد الملك بن عمير عن نافع بن جبير قال
وصف لنا علي النبي فقال كان لا قصير ولا طويل قال

محمد رافع 52 06-03-2013 10:38 AM

رائحة رسول الله وبرودة يده ولينها في يد من مسها وصف عرقه
أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار ببغداد قال أخبرنا الحسين بن يحيى بن عياش القطان قال حدثنا أبو الأشعث قال حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس قال
ما مسست بيدي ديباجاً ولا حريراً ولا شيئاً ألين من كف رسول الله ولا شممت رائحة قط أطيب من ريح رسول الله
رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب عن حماد بن زيد


وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب قال حدثنا إبراهيم بن محمد الصيدلاني وحسين بن حسين قالا حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا جعفر بن سليمان عن ثابت البناني عن أنس ح
وأخبرنا أبو عبد الله واللفظ لحديثه هذا قال حدثنا محمد بن صالح ابن هانئ قال حدثنا السري بن خزيمة قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت قال
قال أنس ما شممت شيئاً قط مسكاً ولا عنبراً أطيب من ريح رسول الله ولا مسست شيئاً قط حريراً ولا ديباجاً ألين مساً من كف رسول الله
رواه مسلم في الصحيح عن قتيبة وغيره وزهير عن هاشم عن سليمان
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ قال أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين الخسروجردي بخسروجرد قال حدثنا محمد بن أيوب قال أخبرنا موسى بن إسماعيل أبو سلمة والعيشي وعلي بن عثمان عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال
كان رسول الله أزهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ إذا مشى تكفأ وما مسست حريراً ولا ديباجاً ألين من كف رسول الله ولا شممت مسكاً ولا عنبراً أطيب رائحة من رسول الله
فجعلت تسلت العرق فاستيقظ النبي فقال يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين قالت هذا عرق نجعله لطيبنا وهو أطيب الطيب
رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب عن أبي النضر
وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ قال أخبرني أبو عمرو المقرئ قال أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا عفان قال حدثنا وهيب قال حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أنس عن أم سليم
أن النبي كان يأتيها فيقيل عندها فتبسط له نطعاً فيقيل عليه وكان كثير العرق فكانت تجمع عرقه فتجعله في الطيب والقوارير فقال النبي يا أم سليم ما هذا قالت عرقك أدوف به طيبي
رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة

محمد رافع 52 06-03-2013 10:41 AM

خاتم النبوة
أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل ببغداد قال أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا حاتم بن إسماعيل قال حدثنا الجعيد بن عبد الرحمن بن أويس قال سمعت السائب بن يزيد يقول
ذهبت بي خالتي إلى رسول الله فقالت يا رسول الله إن ابن أختي وجع فمسح رأسي ودعا لي بالبركة ثم توضأ فشربت من وضوئه ثم قمت خلف ظهره فنظرت إلى خاتمه بين كتفيه مثل زر الحجلة

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو الفضل بن إبراهيم قال حدثنا أحمد بن سلمة قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا حاتم ابن إسماعيل عن الجعيد بن عبد الرحمن فذكره بمثله
رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن عبيد الله عن حاتم بن إسماعيل
ورواه مسلم عن قتيبة بن سعيد


هكذا المعروف زر الحجلة وقال إبراهيم بن حمزة عن حاتم زر الحجلة الراء قبل الزاي
وحكى أبو سليمان عن بعضهم أن رز الحجلة بيض الحجل
أخبرنا أبو منصور المظفر بن محمد بن أحمد بن زياد العلوي رحمه الله قال أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم قال حدثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا إسرائيل عن سماك أنه سمع جابر بن سمرة يقول
كان رسول الله وجهه مستديراً مثل الشمس والقمر ورأيت خاتم البنوة بين كتفيه مثل بيضة الحمام
وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا عبيد الله بن موسى وأبو نعيم عن إسرائيل فذكر الحديث إلا أنه قال ورأيت خاتمه عند كتفيه مثل بيضة الحمامة تشبه جسده
رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عبيد الله بن موسى
وأخبرنا أبو منصور المظفر بن محمد العلوي حدثنا أبو جعفر بن
دحيم حدثنا أحمد بن حازم حدثنا عبيد الله بن موسى قال حدثنا حسن ابن صالح عن سماك قال حدثني جابر بن سمرة قال
رأيت الخاتم الذي في ظهر رسول الله مثل بيضة الحمام
رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن عبد الله بن نمير عن عبيد الله بن موسى
أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار ببغداد قال حدثنا الحسين بن يحيى بن عياش قال حدثنا أبو الأشعث قال حدثنا حماد بن زيد عن عاصم بن سليمان ح
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو الفضل بن إبراهيم قال حدثنا أحمد بن سلمة قال حدثنا حامد بن عمر البكراوي قال أخبرنا عبد الواحد بن زياد قال حدثنا عاصم الأحول عن عبد الله بن سرجس قال
رأيت النبي وأكلت معه خبراً ولحماً أو قال ثريداً قال فقلت يا رسول الله غفر الله لك قال ولك فقلت استغفر لك رسول الله قال نعم ولكم ثم تلا هذه الآية (واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات) قال ثم درت خلفه فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه عند نغض كتفه اليسرى جمعا عليه خيلان كأمثال الثاليل


لفظ حديث عبد الواحد
رواه مسلم في الصحيح عن حامد بن عمر البكراوي وعن أبي كامل عن حماد
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد قال أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار قال حدثنا أحمد بن منصور قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر قال حدثنا عاصم الأحول قال سمعت عبد الله بن سرجس يقول
ترون هذا الشيخ يعني نفسه رأيت رسول الله وأكلت معه ورأيت العلامة التي فيه وهي إلى أصل نغض كتفه عليه خيلان كهيئة الثاليل
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك قال أخبرنا عبد الله بن جعفر بن أحمد قال حدثنا يونس بن حبيب قال حدثنا أبو داود قال حدثنا قرة بن خالد قال حدثنا معاوية بن قرة عن أبيه قال
أتيت رسول الله فقلت يا رسول الله أرني الخاتم فقال أدخل يدك فأدخلت يدي في جربانه فجعلت ألمس أنظر إلى الخاتم فإذا هو على نغض كتفه مثل البيضة فما منعه ذاك أن جعل يدعو لي وإن يدي لفي جربانه
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا يحيى بن أبي طالب حدثنا أبو داود فذكره بإسناده ومعناه

غير أنه قال على نغض كتفه مثل السلعة
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال أخبرنا ابن درستويه قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا عبيد الله بن إياد قال حدثني أبي عن أبي رمثة قال
انطلقت مع أبي نحو النبي فنظر إلى مثل السلعة بين كتفيه فقال يا رسول الله إني كأطب الرجال أفأعالجها لك قال لا طبيبها الذي خلقها
وقال الثوري عن إياد بن لقيط في هذا الحديث فإذا خلف كتفه مثل التفاحة
وقال عاصم بن بهدلة عن أبي رمثة فإذا في نغض كتفه مثل بعرة البعير أو بيضة الحمامة
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال أخبرنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا عبد الله ابن ميسرة قال حدثنا عتاب قال
سمعت أبا سعيد يقول الختم الذي بين كتفي النبي لحمة ناتئة
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان قال أخبرنا أحمد بن عبيد

الصفار قال حدثنا تمتام قال حدثنا قيس بن حفص الدارمي قال حدثنا مسلمة بن علقمة قال حدثنا داود بن أبي هند عن سماك بن حرب عن سلامة العجلي عن سلمان الفارسي قال
أتيت رسول الله فألقى إلى رداءه وقال يا سلمان انظر إلى ما أمرت به قال فرأيت الخاتم بين كتفيه مثل بيضة الحمام
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا أبو بكر الحميدي قال حدثنا يحيى بن سليم عن ابن خثيم عن سعيد بن أبي راشد قال
لقيت التنوخي رسول هرقل إلى رسول الله بحمص وكان جاراً لي شيخاً كبيراً قد بلغ الفند أو قريباً فقلت ألا تخبرني قال بلى قدم رسول الله تبوك فانطلقت بكتاب هرقل حتى جئت تبوك فإذا هو جالس بن ظهري أصحابه محتب على الماء فقال النبي يا أخا تنوخ فأقبلت أهوي حتى كنت قائماً بين يديه فجعل حبوته عن ظهره ثم قال ها هنا أمض لما أمرت به فجلت في ظهره فإذا أنا بخاتم في موضع غضروف الكتف مثل المحجمة الضخمة
أخبرني أبو عبد الرحمن السلمي قال أخبرنا الحسن المحمودي قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي الحافظ قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا أبو عامر عبد الملك بن عمر قال حدثنا عبد الله بن جعفر الزهري عن أم بكر وهي عمة عبد الله بن جعفر بنت المسور بن مخرمة عن المسور بن مخرمة قال


مر بي يهودي وأنا قائم خلف النبي والنبي يتوضأ فقال اليهودي ارفع ثوبه عن ظهره فذهبت أرفعه فنضح النبي في وجهي من الماء
قلت وإنما كانوا يبحثون عن ذلك لأنه كان مكتوباً عندهم بصفته

محمد رافع 52 06-03-2013 10:44 AM

جامع صفة رسول الله
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا معمر والمسعودي عن عثمان بن مسلم بن هرمز عن نافع بن جبير بن مطعم قال في حديث المسعودي عن علي رضي الله عنه
ح وأخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن أحمد بن علي بن شوذب المقري الواسطي بها قال حدثنا شعيب بن أيوب قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا المسعودي عن عثمان بن عبد الله بن هرمز عن نافع بن جبير بن مطعم عن علي كرم الله وجهه قال
لم يكن رسول الله بالطويل ولا بالقصير وكان شثن الكفين والقدمين ضخم الرأس واللحية مشرباً وجهه حمرة ضخم الكراديس طويل المسربة إذا مشى يمشي قلعاً كأنما ينحدر من صبب لم أر قبله ولا بعده مثله
وحدثنا أبو بكر بن فورك قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يونس بن حبيب قال حدثنا أبو داود قال حدثنا المسعودي عن عثمان بن عبد الله بن هرمز عن نافع بن جبير عن علي بن أبي طالب فذكره إلا أنه قال إذا مشى تكفأ تكفؤاً كأنما ينحط من صبب
اختلفوا في اسم أبي عثمان كما ذكرناه وكذلك اختلف غيرهم في ذلك فبعضهم قال ابن مسلم وبعضهم قال ابن عبد الله
أخبرنا أبو الحسن بن علي بن محمد المقرئ الإسفرايني بها قال حدثنا الحسن بن محمد بن إسحاق قال حدثنا يوسف بن يعقوب قال حدثنا محمد بن أبي بكر قال حدثنا عيسى بن يونس ح
وأخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا عبد الله بن مسلمة وسعيد بن منصور قالا حدثنا عيسى بن يونس قال حدثنا عمر بن عبد الله مولى غفرة قال حدثني إبراهيم بن محمد من ولد علي قال
كان علي رضي الله عنه إذا نعت رسول الله قال
لم يكن بالطويل الممغط ولا القصير المتردد كان ربعة من القوم ولم يكن بالجعد القطط ولا بالسبط كان جعداً رجلاً ولم يكن بالمطهم ولا المكلثم وكان في الوجه تدوير أبيض مشرب أدعج العينين أهدب الأشفار جليل المشاش والكتف أو قال الكتد أجرد ذا مسربة شثن الكفين والقدمين إذا مشى تقلع كأنما يمشي في صبب وإذا التفت التفت معاً بين كتفيه خاتم النبوة أجود الناس كفاً وأجرأ الناس صدراً وأصدق الناس لهجة وأوفى الناس بذمة وألينهم عريكة وأكرمهم عشرة من رآه بديهة هابه ومن خالطه معرفة أحبه يقول ناعته لم أر قبله ولا بعده مثله
زاد المقري في روايته عند قوله خاتم النبوة وهو خاتم النبيين قال وأرحب الناس صدراً
أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي قال
أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الحسن الكارزي قال أخبرنا علي بن عبد العزيز قال
قال أبو عبيد في صفة النبي إن علياً كان إذا نعته قال لم يكن بالطويل الممغط ولا بالقصير المتردد لم يكن بالمطهم ولا بالمكلثم أبيض مشرب أدعج العينين أهدب الأشفار جليل المشاش والكتد شثن الكفين والقدمين دقيق المسربة إذا مشى تقلع كأنما يمشي في صبب وإذا التفت التفت معا ليس بالسبط ولا الجعد القطط
قال أبو عبيد حدثنيه أبو إسماعيل المؤدب عن عمر مولى غفرة عن إبراهيم بن محمد بن الحنفية قال كان علي إذا نعت النبي قال ذلك
وفي حديث آخر حدثناه إسماعيل بن جعفر قال كان أزهر اللون
ليس بالأبيض الأمهق
وفي حديث آخر كان في عينيه شكلة
وفي حديث آخر كان شبح الذارعين
قال الكسائي والأصمعي وأبو عمرو وغير واحد ذكر كل واحد منهم بعض تفسير هذا الحديث قوله ليس بالطويل الممغط يقول ليس بالبائن الطويل ولا القصير المتردد يعني قد تردد خلقه بعضه على بعض فهو مجتمع ليس بسبط الخلق يقول فليس هو كذاك ولكن ربعة بين الرجلين وهكذا صفته في حديث آخر إنه كان ضرب اللحم بين الرجلين
وقوله ليس بالمطهم قال الأصمعي التام كل شيء منه على حدته فهو بارع الجمال
وقال غير الأصمعي المكلثم المدور الوجه يقول فليس كذلك ولكنه مسنون
وقوله مشرب يعني الذي أشرب حمرة
والأدعج العين الشديد سواد العينين قال الأصمعي الدعجة هي السواد
قال والجليل المشاش العظيم رءوس العظام مثل الركبتين والمرفقين والمنكبين
وقوله الكتد هو الكاهل وما يليه من جسده
وقوله شثن الكفين والقدمين يعني أنها إلى الغلظ
وقوله إذا مشى تقلع كأنما يمشي في صبب الصبب الإنحدار

وجمعه أصباب
وقوله ليس بالسبط ولا الجعد القطط والقطط الشديد الجعودة مثل أشعار الحبش والسبط الذي ليس فيه تكسر يقول فهو جعد رجل
وقوله كان أزهر الأزهر الأبيض النير البياض الذي لا يخالط بياضه حمرة
وقوله ليس بالأمهق والأمهق الشديد البياض الذي لا يخالط بياضه شيء من الحمرة وليس بنير ولكن كلون الجص أو نحوه يقول فليس هو كذلك
وقوله في عينيه شكلة فالشكلة كهيئة الحمرة تكون في بياض العين والشهلة غير الشكلة وهي حمرة في سواد العين
والمرهة البياض الذي لا يخلطه غيره
وقوله أهدب الأشفار يعني طويل الأشفار
وقوله شبح الذراعين يعني عبل الذراعين عريضهما
والمسربة الشعر المستدق ما بين اللبة إلى السرة
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرنا محمد بن علي المقري قال حدثنا أبو عيسى الترمذي قال قال أبو جعفر محمد بن الحسين سمعت الأصمعي يقول في تفسير صفة النبي
الممغط الذاهب طولاً وسمعت أعرابياً يقول في كلامه تمغط في نشابته أي مدها مداً شديداً المتردد الداخل بعضه في بعض قصراً


وأما القطط فالشديد الجعودة والرجل الذي في شعره حجونة أي تثن قليلاً
وأما المطهم فالبادن الكثير اللحم
والمكلثم المدور الوجه والمشرب الذي في بياضه حمرة
والأدعج الشديد سواد العين
والأهدب الطويل الأشفار
والكتد مجتمع الكتفين وهو الكاهل
والمسربة هو الشعر الدقيق الذي هو كأنه قضيب من الصدر إلى السرة
والشثن الغليظ الأصابع من الكفين والقدمين
والتقلع أن يمشي بقوة
والصبب الحدور وتقول انحدرنا في صبوب وصبب
وقوله جليل المشاش يريد رؤوس المناكب
والعشرة الصحبة والعشير الصاحب
والبديهة المفاجأة يقال بدهته بأمر فجأته
أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري قال أخبرنا عبد الله ابن عمر بن أحمد بن شوذب المقري الواسطي بها قال حدثنا شعيب بن أيوب قال حدثنا يعلى بن عبيد عن مجمع بن يحيى الأنصاري عن عبد الله بن عمران عن رجل من الأنصار أنه سأل علياً رضي الله عنه عن نعت النبي فقال


كان رسول الله أبيض اللون مشرب حمرة أدعج العينين سبط الشعر ذو وفرة دقيق المسربة كأن عنقه إبريق فضة من لبته إلى سرته شعر يجري كالقضيب ليس في بطنه ولا صدره شعر غيره شثن الكف والقدم إذا مشى كأنما ينحدر من صبب وإذا مشى كأنما يتقلع من صخر وإذا التفت التفت جميعاً كأن عرقه اللؤلؤ ولريح عرقه أطيب من المسك الأذفر ليس بالطويل ولا بالقصير ولا العاجز ولا اللئيم لم أر قبله ولا بعده مثله
أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين العلوي قال أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز قال حدثنا أحمد بن حفص ابن عبد الله قال حدثني أبي قال حدثني إبراهيم بن طهمان عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال
لم يكن النبي بالآدم ولا الأبيض شديد البياض فوق الربعة ودون الطويل كان من أحسن من رأيته من خلق الله تعالى وأطيبه ريحاً وألينه كفا ليس بالجعد الشديد الجعودة وكان يرسل شعره إلى أنصاف أذنه وكان يتوكأ إذا مشى
أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار قال حدثنا أحمد بن منصور قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري قال


سئل أبو هريرة عن صفة النبي فقال كان أحسن الناس صفة وأجملها كان ربعة إلى الطول ما هو بعيد ما بين المنكبين أسيل الجبين شديد سواد الشعر أكحل العينين أهدب إذا وطئ بقدمه بكلها ليس أخمص إذا وضع رداءه عن منكبيه فكأنه سبيكة فضة وإذا ضحك يتلألأ لم أر قبله ولا بعده مثله

محمد رافع 52 06-03-2013 10:58 AM

حديث أم معبد في صفة رسول الله
أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة من أصل

كتابه قال أخبرنا أبو عمرو محمد بن جعفر بن محمد بن مطر قال حدثنا أبو زيد عبد الواحد بن يوسف بن أيوب بن الحكم بن أيوب بن سليمان ابن ثابت بن يسار الخزاعي الكعبي بقديد إملاء قال حدثني عمي سليمان بن الحكم عن جدي أيوب بن الحكم الخزاعي عن حزام بن هشام عن أبيه هشام عن جده حبيش بن خالد صاحب رسول الله أن رسول الله
ح وحدثنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي قال أخبرنا أبو عمرو بن مطرف قال حدثنا محمد بن محمد بن سليمان بن الحكم ابن أيوب بن سليمان بن ثابت بن يسار الخزاعي بقديد يعرف بأبي عبد الله ابن أبي هشام القافة قال حدثنا أبي محمد بن سليمان قال حدثنا عمي أيوب بن الحكم عن حزام بن هشام عن أبيه هشام عن جده حبيش بن خالد قتيل البطحاء يوم فتح مكة أن رسول الله
ح وأخبرنا أبو نصر بن قتادة أخبرنا أبو عمرو بن مطر قال حدثنا أبو جعفر محمد بن موسى بن عيسى الحلواني قال حدثنا مكرم بن محرز ابن مهدي قال حدثني أبي محرز بن مهدي عن حزام بن هشام عن

حبيش بن خالد عن أبيه عن جده حبيش بن خالد صاحب رسول الله قتيل البطحاء يوم الفتح وهو أخو عاتكة بنت خالد
أن رسول الله حين أخرج من مكة مهاجراً إلى المدينة هو وأبو بكر ومولى أبي بكر عامر بن فهيرة ودليلهما الليثي عبد الله بن الاريقط مروا على خيمتي أم معبد الخزاعية وكانت برزة جلدة تحتبي بفناء القبة ثم تسقي وتطعم فسألوها لحماً وتمراً ليشتروه منها فلم يصيبوا عندها شيئاً من ذلك وكان القوم مرملين مسنتين فقالت والله لو كان عندنا شيء ما أعوزناكم نحرها فنظر رسول الله إلى شاة في كسر الخيمة فقال ما هذه الشاة يا أم معبد قالت شاة خلفها الجهد عن الغنم قال أبها من لبن وقال أبو زيد هل بها من لبن قالت هي أجهد من ذلك قال أتأذنين لي أن أحلبها قالت بأبي وأمي إن رأيت بها حلباً فاحلبها فدعا بها رسول الله فمسح بيده ضرعها وسمى الله تعالى ودعا لها في شاتها فتفاجت عليه ودرت واجترت ودعا بإناء يربض الرهط فحلب فيه ثجاً حتى علاه البهاء ثم سقاها حتى رويت وسقى أصحابه حتى رووا ثم شرب آخرهم رسول الله ثم أراضوا ثم حلب فيه ثانياً بعد بدء حتى ملأ الإناء ثم غادره عندها ثم بايعها وارتحل عنها فقل ما لبثت حتى جاءها زوجها أبو معبد يسوق أعنزاً يتساوكن هزلاً ضحاً مخهن قليل

وقال أبو زيد ضحاً مخهن قليل فلما رأى أبو معبد اللبن عجب وقال من أين لك هذا اللبن يا أم معبد والشاء عازب حيال ولا حلوب في البيت
فقالت لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا قال صفية لي يا أم معبد قالت رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة أبلج الوجه حسن الخلق لم تعبه نحلة ولم تزر به صعلة وسيم قسيم وقال محمد بن موسى وسيماً قسيماً في عينه دعج وفي أشفاره غطف وفي صوته صهل وفي عنقه سطع وفي لحيته كثاثة أزج أقرن إن صمت فعليه الوقار وإن تكلم سما وعلاه البهاء أجمل الناس وأبهاه من بعيد وأحلاه وأحسنه من قريب حلو المنطق فصل لا نزر ولا هزر كأن منطقه خرزات نظم ينحدرن ربعة لا يأس من طول ولا تقتحمه عين من قصر غصناً بين غصنين فهو أنضر الثلاثة منظراً وأحسنهم قدراً له رفقاء يحفون به إن قال أنصتوا لقوله وإن أمر تبادروا إلى أمره محفود محشود لا عابس ولا مفند
فقال أبو معبد هو والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة ولقد هممت أن أصحبه ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلاً فأصبح صوت بمكة عالياً يسمعون الصوت ولا يدرون من صاحبه وهو يقول
(جزى الله رب الناس خير جزائه رفيقين قالا خيمتي أم معبد)


(هما نزلاها بالهدى واهتدت به فقد فاز من أمسى رفيق محمد)
(فيا لقصي ما زوى الله عنكم به من فعال لا تجارى وسؤدد)
(ليهن بني كعب مقام فتاتهم ومقعدها للمؤمنين بمرصد)
(سلوا أختكم عن شاتها وإنائها فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد)
(دعاها بشاة حائل فتحلبت له بصريح ضرة الشاة مزبد)
(فغادرها رهناً لديها بحالب يرددها في مصدر ثم مورد)
فلما سمع حسان بن ثابت الأنصاري شاعر رسول الله شبب يجاوب الهاتف وهو يقول
(لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم وقدس من يسري إليهم ويغتدي)
(ترحل عن قوم فضلت عقولهم وحل على قوم بنور مجدد)
(هداهم به بعد الضلالة ربهم وأرشدهم من يتبع الحق يرشد)
(وهل يستوي ضلال قوم تسفهوا عمى وهداة يهتدون بمهتد)
(وقد نزلت منه على أهل يثرب ركاب هدى حلت عليهم بأسعد)
(نبي يرى ما لا يرى الناس حوله ويتلو كتاب الله في كل مسجد)
(وإن قال في يوم مقالة غائب فتصديقها في اليوم أو في ضحا الغد)
(ليهن أبا بكر سعادة جده بصحبته من يسعد الله يسعد)
(ليهن بني كعب مقام فتاتهم ومقعدها للمؤمنين بمرصد)
لقظ حديث أبي نصر بن قتادة قال أبو نصر قال أبو عمرو بن مطرف قال أبو جعفر بن محمد بن موسى سألت مكرماً عن اسم أم معبد فقال اسمها عاتكة بنت خالد وكنيتها أم معبد وأبو معبد اسمه أكثم بن أبي

الجون ويقال له عبد العزى
وحدثنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد ابن عمرو الأحمسي قال حدثنا الحسين بن حميد بن الربيع الخزاز قال حدثنا سليمان بن الحكم بن أيوب بن سليمان بن ثابت بن يسار الخزاعي قال حدثنا أخي أيوب بن الحكم وسالم بن محمد الخزاعي جميعاً عن حزام بن هشام فذكره بإسناده نحوه بنقصان بيتين من شعر حسان في آخره وقد ذكرهما في موضع آخر
ورواه يعقوب بن سفيان الفسوي عن مكرم بن محرز دون الأشعار
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا أبو القاسم مكرم بن محرز بن المهدي بن عبد الرحمن بن عمرو الخزاعي قال حدثني أبي محرز بن المهدي فذكره
وحدثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء قال حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري قال حدثنا الحسين بن محمد بن زياد وجعفر بن محمد بن سوار ح قال وأخبرني عبد الله بن محمد الدورقي في آخرين قالوا حدثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة الإمام ح قال وأخبرني مخلد بن جعفر قال حدثنا محمد بن جرير قالوا حدثنا مكرم بن محرز
قال أبو عبد الله الحافظ ثم سمعت الشيخ الصالح أبا بكر أحمد بن جعفر القطيعي يقول حدثنا مكرم بن محرز عن آبائه فذكر الحديث بطوله فقلت لشيخنا أبي بكر سمعه الشيخ من مكرم فقال أي والله حج بي أبي وأنا ابن سبع سنين فأدخلني على مكرم بن محرز
وبلغني عن أبي محمد القتيبي رحمه الله أنه قال في تفسير ما عسى

يشكل من ألفاظ هذا الحديث
قوله برزة يريد أنها خلا لها سن فهي تبرز ليست بمنزلة الصغيرة المحجوبة
وقوله مرملين يريد قد نفد زادهم
وقوله مشتين يريد داخلين في الشتاء ويروي مسنتين أي داخلين في السنة وهي الجدب والمجاعة
وقوله كسر الخيمة يريد جانباً منها
وقوله فتفاجت يريد فتحت ما بين رجليها للحلب
وقوله دعا بإناء يربض الرهط أي يرويهم حتى يثقلوا فيربضوا والرهط ما بين الثلاثة إلى العشرة
وقوله ثجا يريد سيلا
وقوله حتى علاه البهاء يريد علا الإناء بها اللبن وهو وبيص رغوته يريد أنه ملأها
قوله فشربوا حتى أراضوا يريد شربوا حتى رووا فنقعوا بالري
وقوله تشاركن هزلاً أي عمهن الهزال فليس فيهن منقيه ولا ذات طرق وهو من الاشتراك


وقوله والشاء عازب أي بعيد في المرعى
وقولها ظاهر الوضاءة
قال غير القتيبي تريد ظاهر الجمال
قال القتيبي وقولها أبلج الوجه تريد مشرق الوجه مضيئة
وقولها لم تعبه نحلة فالنحل الدقة والضمير
وقولها ولم تزريه صقلة فالصقل منقطع الأضلاع والصقلة الخاصرة تريد أنه ضرب ليس بمنتفخ ولا ناحل ويروي لم تعبه ثجلة ولم تزريه صعلة
والثجلة عظم البطن واسترخاء أسفله
والصعلة صغر الرأس والوسيم الحسن الوضيء وكذلك القسيم والدعج السواد في العين وغيره
وقولها في أشفاره عطف قال القتيبي سألت عنه الرياشي فقال لا أعرف العطف وأحسبه غطف بالغين معجمة وهو أن تطول الأشفار ثم تنعطف والعطف أيضاً إن كان هو المحفوظ شبيه بذلك وهو انعطاف الأشفار وروى وفي أشفاره وطف وهو الطول
وقولها في صوته صهل ويروي صحل أي كالبحة وهو أن لا يكون حاداً
وقولها في عنقه سطع أي طول إن تكلم سما تريد علا برأسه أو يده


وقولها في وصف منطقه فصل لا نزر ولا هذر تريد أنه وسط ليس بقليل ولا كثير
وقولها لا يأس من طول يحتمل أن يكون معناه إنه ليس بالطويل الذي يؤيس مباريه عن مطاولته ويحتمل أن يكون تصحيفاً وأحسبه لا بائن من طول
وقولها لا تقتحمه عين من قصر لا تحتقره ولا تزدريه
محفود أي مخدوم محشود هو من قولك حشدت لفلان في كذا إذا أردت أنك أعددت له وجمعت
وقال غيره المحشود المحفوف وحشده أصحابه أطافوا به
وقولها لا عابس تريد لا عابس الوجه ولا معتد من العداء وهو الظلم
وقول الهاتف فتحلبت له بصريح والصريح الخالص والضرة لحم الضرع فغادرها رهناً لديها لحالب يريد أنه خلف الشاة عندها مرتهنة بأن تدر

حديث هند بن إبي هالة في صفة رسول الله
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ لفظاً وقراءة عليه وقال حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب العقيقي صاحب

كتاب النسب ببغداد قال حدثنا إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو محمد بالمدينة سنة ثلاث وستين ومائتين قال حدثني علي بن جعفر بن محمد عن أخيه موسى بن جعفر عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن علي بن الحسين قال قال الحسن بن علي سألت خالي هند بن أبي هالة عن حلية رسول الله وكان وصافا وأنا أرجو أن يصف لي شيئاً أتعلق به
ح وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد قال حدثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي قال حدثنا يعقوب بن سفيان الفسوي قال حدثنا سعيد بن حماد الأنصاري المصري وأبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي قالا حدثنا جميع بن عمر بن عبد الرحمن العجلي قال حدثني رجل بمكة عن ابن لأبي هالة التميمي عن الحسن بن علي قال
سألت خالي هند بن أبي هالة التميمي وكان وصافاً عن حلية النبي وأنا أشتهي أن يصف لي منها شيئاً أتعلق به فقال
كان رسول الله فخماً مفخماً يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر أطول من المربوع وأقصر من المشذب عظيم الهامة رجل الشعر إن انفرقت عقيقته فرق وفي رواية العلوي ان انفرقت عقيصته فرق وإلا فلا يجاوز شعره شحمة أذنه إذا هو وفره أزهر اللون واسع الجبين أزج

الحواجب سوابغ في غير قرن بينهما عرق يدره الغضب أقنى العرنين له نور يعلوه يحسبه من لم يتأمله أشم كث اللحية سهل الخدين وفي رواية العلوي المسربة كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة معتدل الخلق بادن متماسك سوي البطن والصدر عريض الصدر وفي رواية العلوي فسيح الصدر بعيد ما بين المنكبين ضخم الكراديس أنور المتجرد موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر طويل الزندين رحب الراحة وفي رواية العلوي رحب الجبهة سبط القصب شثن الكفين والقدمين
لم يذكر العلوي القدمين سائل الأطراف خمصان الأخمصين مسيح القدمين ينبو عنهما الماء إذا زال زال قلعاً يخطو تكفياً ويمشي هوناً ذريع المشية إذا مشى كأنما ينحط من صبب وإذا التفت التفت جمعاً وفي رواية العلوي جميعاً خافض الطرف نظره إلى الأرض أطول من نظرة إلى السماء جل نظره الملاحظة يسوق أصحابه يبدر وفي رواية العلوي يبدأ من لقي بالسلام
قلت صف لي منطقة
قال كان رسول الله متواصل الأحزان دائم الفكرة وفي رواية العلوي الفكر ليست له راحة لا يتكلم في غير حاجة طويل السكتة وفي رواية العلوي السكوت يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه ويتكلم بجوامع الكلم وفي رواية العلوي الكلام فصل لا فضول ولا تقصير دمث

ليس بالجافي ولا المهين يعظم النعمة وإن دقت لا يذم منها شيئاً لا يذم ذواقاً ولا يمدحه وفي رواية العلوي لم يكن ذواقاً ولا مدحة لا يقوم لغضبه إذا تعرض الحق شيء حتى ينتصر له وفي الرواية الأخرى لا تغضبه الدنيا وما كان لها فإذا تعوطي الحق لم يعرفه أحد ولم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له لا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها إذا أشار أشار بكفه كلها وإذا تعجب قلبها وإذا تحدث اتصل بها يضرب براحته اليمنى بطن إبهامه اليسرى وفي رواية العلوي فيضرب بإبهامه اليمنى باطن راحته اليسرى وإذا غضب أعرض وأشاح وإذا فرح غض طرفه جل ضحكه التبسم ويفتر عن مثل حب الغمام
قال فكتمتها الحسين بن علي زماناً ثم حدثته فوجدته قد سبقني إليه فسأله عما سألته عنه ووجدته قد سأل أباه عن مدخله ومجلسه ومخرجه وشكله فلم يدع منه شيئاً
قال الحسين سألت أبي عن دخول رسول الله فقال
كان دخوله لنفسه مأذون له في ذلك فكان إذا أوى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء جزءاً لله تعالى وجزءاً لأهله وحزءاً لنفسه ثم جزأ جزأه بينه وبين الناس فيرد ذلك على العامة والخاصة ولا يذخره فقال أبو غسان أو يذخر عنهم شيئاً وفي رواية العلوي ولا يدخر عنهم شيئاً


وكان من سيرته في جزء الأمة إيثار أهل الفضل بإذنه وقسمه على قدر فضلهم في الدين فمنهم ذو الحاجة منهم ذو الحاجتين ومنهم ذو الحوائج فيتشاغل بهم ويشغلهم فيما أصلحهم والأمة من مسألته عنهم وإخبارهم بالذي ينبغي لهم ويقول ليبلغ الشاهد منكم الغائب وأبلغوني حاجة من لا يستطيع إبلاغي حاجته فإنه من أبلغ سلطاناً حاجة من لا يستطيع إبلاغها إياه ثبت الله قدميه يوم القيامة لا يذكر عنده إلا ذلك ولا يقبل من أحد غيره يدخلون عليه رواداً ولا يفترقون إلا عن ذواق وفي رواية العلوي ولا يتفرقون إلا عن ذوق ويخرجون أدلة زاد العلوي يعني فقهاء
قال فسألته عن مخرجه كيف كان يصنع فيه وفي رواية العلوي قلت فأخبرني عن مخرجه كيف كان يصنع فيه
فقال كان رسول الله يخزن لسانه إلا مما يعنيهم ويؤلفهم ولا ينفرهم قال أبو غسان أو يفرقهم وفي رواية العلوي ولا يفرقهم ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم ويحذر الناس ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد بشره ولا خلقه يتفقد أصحابه ويسأل الناس عما في الناس ويحسن الحسن ويقويه ويقبح القبيح ويوهيه معتدل الأمر غير مختلف لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يملوا لكل حال عنده عتاد لا يقصر عن الحق ولا

يحوزه الذين يلونه من الناس خيارهم أفضلهم عنده أعمهم نصيحة وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة
قال فسألته عن مخرجه مجلسه زاد العلوى كيف كان ولا يصنع فيه
فقال كان رسول الله لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكره ولا يوطن الأماكن وينهي عن إيطانها وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك يعطي كل جلسائه نصيبه لا يحسب جليسه أن أحداً أكرم عليه منه من جالسه أو قاومه في حاجة صابره حتى يكون هو المنصرف ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول قد وسع الناس منه بسطه وخلقه فصار لهم أباً وصاروا عنده في الحق سواء مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة لا ترفع فيه الأصوات ولا تؤبه فيه الحرم ولا تنثى فلتاته متعادلين يتفاضلون فيه بالتقوى وفي رواية العلوي وصاروا عنده في الحق متقاربين يتفاضلون بالتقوى سقط منها ما بينهما ثم اتفقت الروايتان متواضعين يوقرون فيه الكبير ويرحمون فيه الصغير ويؤثرون ذا الحاجة
ويحفظون قال أبو غسان أو يحيطون الغريب وفي رواية العلوي ويرحمون الغريب
قال قلت كيف كان سيرته في جلسائه وفي رواية العلوي فسألته عن سيرته في جلسائه


فقال كان رسول الله دائم البشر سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب ولا فحاش ولا عياب ولا مزاح يتغافل عما لا يشتهي ولا يويس منه ولا يحبب فيه قد ترك نفسه من ثلاث المراء والإكثار وما لا يعنيه وترك الناس من ثلاث كان لا يذم أحداً ولا يعيره ولا يطلب عورته ولا يتكلم إلا فيما رجى ثوابه إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير فإذا سكت تكلموا ولا يتنازعون عند زاد العلوي الحديث
من تكلم أنصتوا له حتى يفرغ حديثهم عنده حديث ألويتهم وفي رواية العلوي أولهم يضحك مما يضحكون منه ويتعجب مما يتعجبون منه ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته حتى إذا كان أصحابه ليستجلبونهم وفي رواية العلوي في المنطق ويقول إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فأرفدوه ولا يقبل الثناء إلا من مكاف ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوز فيقطعه بنهي أو قيام وفي رواية العلوي بانتهاء أو قيام
قال فسألته كيف كان سكوته
قال كان سكوت رسول الله على أربع الحلم والحذر والتقدير والتفكر وفي رواية العلوي والتفكير
فأما تقديره ففي تسويته النظر والاستماع بين الناس
وأما تذكره أو قال تفكره قال سعيد تفكره ولم يشك وفي رواية العلوي تفكيره ففيما يبقى ويفنى


وجمع له الحلم والصبر فكان لا يغضبه شيء ولا يستفزه وجمع له الحذر في أربع أخذه بالحسنى قال سعيد والعلوي بالحسن ليقتدى به وتركه القبيح لينتهي عنه وفي رواية العلوي ليتناهى عنه واجتهاد الرأي فيما أصلح أمته والقيام فيما جمع لهم الدنيا والآخرة وفي رواية العلوي والقيام لهم فيما جمع لهم أمر الدنيا والآخرة
وقال أبو عبد الله الحافظ قال أبو محمد الحسن بن محمد قال أخبرنا إسماعيل بن محمد حين فرغنا من سماع هذا الحديث منه حدثناه علي بن جعفر بن محمد سنة تسع ومائتين قيل له من حفظه قال نعم قيل له متى مات علي بن جعفر قال سنة عشر ومائتين بعدما حدثناه بسنة
قلت وبلغني عن القتيبي وغيره في تفسير ما عسى يشكل من ألفاظ هذا الحديث
قوله كان فخماً مفخماً أي عظيماً معظماً
وقوله أقصر من المشذب المشذب الطويل البائن
وقوله إن انفرقت عقيقته فرق أصل العقيقة شعر الصبي قبل أن يحلق فإذا حلق ونبت ثانية فقد زال عنه اسم العقيقة وربما سمى الشعر

عقيقة بعد الحلق على الاستعارة وبذلك جاء هذا الحديث يريد أنه كان لا يفرق شعره إلا أن يفترق هو وكان هذا في صدر الإسلام ثم فرق
قلت وقال غير القتيبي في رواية من روى عقيصته قال العقيصة الشعر المعقوص وهو نحو من المضفور
قال القتيبي وقوله أزهر اللون يريد أبيض اللون مشرقه ومنه سميت الزهرة لشدة ضوئها فأما الأبيض غير المشرق فهو الأمهق
وقوله أزج الحواجب الزجج طول الحاجبين ودقتهما وسبوغهما إلى مؤخر العينين
ثم وصف الحواجب فقال سوابغ في غير قرن والقرن أن يطول الحاجبان حتى يلتقي طرفاهما
وهذا خلاف ما وصفته به أم معبد لأنها قالت في وصفه أزج أقرن ولا أراه إلا كما ذكر ابن أبي هالة وقال الأصمعي كانت العرب تكره القرن وتستحب البلج
والبلج أن ينقطع الحاجبان فيكون ما بينهما نقياً
وقوله أقنى العرنين والعرنين المعطس وهو المرسن والقنى فيه طوله ودقة أرنبته وحدب في وسطه
وقوله يحسبه من لم يتأمله أشم فالشمم ارتفاع القصبة وحسنها واستواء أعلاها وإشراف الأرنبة قليلاً يقول هو لحسن قناء أنفه واعتدال ذلك يحسب قبل التأمل أشم


وقوله ضليع الفم أي عظيمه وكانت العرب تحمد ذلك وتذم صغير الفم وقال بعضهم الضليع المهزول الذابل وهو في صفة فم النبي ذبول شفتيه ورقتهما وحسنهما
وقوله في وصف منطقه إنه كان يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه وذلك لرحب شدقيه وعن الأصمعي قلت لأعرابي ما الجمال فقال غئور العينين وإشراف الحاجبين ورحب الشدقين فأما ما جاء عنه عليه السلام في المتشادقين فإنه أراد به الذين يتشادقون إذا تكلموا فيميلون بأشداقهم يميناً وشمالاً ويتنطعون في القول
وقوله أشنب من الشنب في الأسنان وهو تحدد أطرافها
وقوله دقيق المسربة فالمسربة الشعر المستدق ما بين اللبة إلى السرة
وقوله كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة الجيد العنق والدمية الصورة شبهها في بياضها بالفضة
وقوله بادن متماسك البادن الضخم يريد أنه مع بدانته متماسك اللحم
وقوله سواء البطن والصدر يريد أن بطنه غير مستفيض فهو مساوٍ لصدره وصدره عريض فهو مساو لبطنه ضخم الكراديس يريد الأعضاء
وقوله أنور المتجرد والمتجرد ما جرد عنه الثوب من بدنه وهو المجرد أيضاً وأنور من النور يريد شدة بياضه
وقوله طويل الزندين الزند من الذراع ما انحسر عنه اللحم وللزند رأسان الكوع والكرسوع فالكرسوع رأس الزند الذي يلي الخنصر

والكوع رأس الزند الذي يلي الإبهام
وقوله رحب الراحة يريد واسع الراحة وكانت العرب تحمد ذلك وتمدح به
وقوله شثن الكفين والقدمين يريد أنها إلى الغلظ والقصر
وقوله سائل الأطراف يريد الأصابع أنها طوال ليست بمنعقدة ولا متغضنة
وقوله خمصان الأخمصين الإخمص في القدم من تحتها وهو ما ارتفع عن الأرض في وسطها أراد أن ذلك منه مرتفع وأنه ليس بأزج وهو الذي يستوي باطن قدمه حتى يمس جميعه الأرض
قلت وهذا بخلاف ما روينا عن أبي هريرة في وصف النبي أنه كان يطأ بقدميه جميعاً ليس له أخمص
وقوله مسيح القدمين يعني أنه ممسوح ظاهر القدمين فالماء إذا صب عليها مر عليها مراً سريعاً لاستوائهما وانملاسهما
وقوله يخطو تكفياً ويمشي هوناً يريد أنه يميد إذا خطا ويمشي في رفق غير مختال
وقوله ذريع المشية يريد أنه مع هذا الرفق سريع المشية
وقوله إذا مشى كأنما ينحط من صبب الصبب الانحدار
وقوله يسوق أصحابه يريد أنه إذا مشى مع أصحابه قدمهم بين يديه ومشى وراءهم


وقوله دمثاً يعني سهلاً ليناً
وقوله ليس بالجافي ولا المهين يريد أنه لا يجفو الناس ولا يهينهم ويروي ولا المهين فإن كانت الرواية كذلك فإنه أراد ليس بالفظ الغليظ الجافي ولا الحقير الضعيف
وقوله ويعظم النعمة وإن دقت يقول لا يستصغر شيئاً أوتيه وإن كان صغيراً ولا يستحقره
وقوله لا يذم ذواقاً ولا يمدحه يريد أنه كان لا يصف الطعام بطيب ولا بفساد وإن كان فيه
وقوله أعرض وأشاح يقال أشاح إذا جد ويقال أشاح إذا عدل بوجهه وهذا معنى الحرف في هذا الموضع
وقوله يفتر أي يبتسم وحب الغمام البرد شبه ثغره به
وقوله فيرد ذلك على العامة بالخاصة يريد أن العامة كانت لا تصل إليه في منزله ذلك الوقت ولكنه كان يوصل إليها حظها من ذلك الجزء بالخاصة التي تصل إليه فيوصلها إلى العامة
وقوله يدخلون رواداً يريد طالبين ما عنده من النفع في دينهم ودنياهم
وقوله ولا يتفرقون إلا عن ذواق الذواق أصله الطعم منها ولكنه ضربه مثلاً لما ينالون عنده من الخير
وقوله يخرجون من عنده أدلة يريد بما قد علموه فيدلون الناس عليه
وقوله لا تؤبن فيه الحرم أي لا تقترف فيه


وقوله لا تنثى فلتاته أي لا يتحدث بهفوة أو زلة إن كانت في مجلسه من بعض القوم يقال نثوت الحديث فأنا أنثوه إذا أذعته والفلتات جمع فلتة وهو ههنا الزلة والسقطة
وقوله إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير يريد أنهم يسكنون ولا يتحركون ويغضون أبصارهم والطير لا تسقط إلا على ساكن
وقوله لا يقبل الثناء إلا من مكاف يريد أنه كان إذا ابتدى بمدح كره ذلك وكان إذا اصطنع معروفاً فأثنى به عليه مثن وشكره قبل ثناؤه
وقال أبو بكر بن الأنباري هذا غلط لأنه لا ينفك أحد من إنعام رسول الله وبسط الكلام فيه وإنما المعنى أنه لا يقبل الثناء عليه إلا من رجل يعرف حقيقة إسلامه فيكون مكافئاً بثنائه عليه ما سلف من نعمة النبي عنده وإحسانه إليه
وقال الأزهري معناه إلا من مقارب في مدحه غير مجاوز به حد مثله ولا مقصر به عما رفعه الله إليه ألا تراه يقول لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم ولكن قولوا عبد الله ورسوله فإذا قيل نبي الله ورسوله فقد وصف بما لا يجوز أن يوصف به أحد من أمته فهو مدح مكافئ له


قلت وقد يخرج قول القتيبي صحيحاً فإنه كان يأتيه المسلم والكافر ويثني عليه البر والفاجر فكان لا يقبله إلا ممن كان قد اصطنع إليه معروفاً على الخصوص والله أعلم
قلت وقد روى صبيح بن عبد الله الفرغاني وليس بالمعروف حديثاً آخر في صفة النبي وأدرج فيه تفسير بعض ألفاظه ولم يبين قائل تفسيره فيما سمعنا إلا أنه يوافق جملة ما روينا في الأحاديث الصحيحة والمشهورة فرويناه والاعتماد على ما مضى
أخبرناه أبو عبد الله الحافظ قال أخبرناه أبو عبد الله محمد بن يوسف المؤذن قال حدثنا محمد بن عمران النسوي قال حدثنا أحمد ابن زهير قال حدثنا صبيح بن عبد الله الفرغاني قال حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد قال حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه وهشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها قالت
كان من صفة رسول الله في قامته أنه لم يكن بالطويل البائن ولا المشذب الذاهب والمشذب الطول نفسه إلا أنه المخفف ولم يكن بالقصير المتردد وكان ينسب إلى الربعة إذا مشى وحده ولم يكن على حال يماشيه أحد من الناس ينسب إلى الطول إلا طاله رسول الله وربما أكتنفه الرجلان الطويلان فيطولهما فإذا فارقاه نسب رسول الله إلى الربعة ويقول نسب الخير كله إلى الربعة


وكان لونه ليس بالأبيض الأمهق الشديد البياض الذي تضرب بياضه الشهبة
ولم يكن بالآدم وكان أزهر اللون والأزهر الأبيض الناصع البياض الذي لا تشوبه حمرة ولا صفرة ولا شيء من الألوان وكان ابن عمر كثيراً ما ينشد في مسجد رسول الله نعت عمه أبي طالب إياه في لونه حيث يقول
(وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل)
ويقول كل من سمعه هكذا كان
وقد نعته بعض من نعته بأنه كان مشرب حمرة وقد صدق من نعته بذلك ولكن إنما كان المشرب منه حمرة ما ضحا للشمس والرياح فقد كان بياضه من ذلك قد أشرب حمرة وما تحت الثياب فهو الأبيض الأزهر لا يشك فيه أحد ممن وصفه بأنه أبيض أزهر فعنى ما تحت الثياب فقد أصاب
ومن نعت ما ضحا للشمس والرياح بأنه أزهر مشرب حمرة فقد أصاب
ولونه الذي لا يشك فيه الأبيض الأزهر وإنما الحمرة من قبل الشمس والرياح
وكان عرقه في وجهه مثل اللؤلؤ أطيب من المسك الأذفر وكان رجل

الشعر حسناً ليس بالسبط ولا الجعد القطط كان إذا مشطه بالمشط كأنه حبك الرمل أو كأنه المتون التي تكون في الغدر إذا سفتها الرياح فإذا مكث لم يرجل أخذ بعضه بعضاً وتحلق حتى يكون متحلقاً كالخواتم ثم كان أول مرة قد سدل ناصيته بين عينيه كما تسدل نواصي الخيل ثم جاءه جبريل عليه السلام بالفرق ففرق
كان شعره فوق حاجبيه ومنهم من قال كان يضرب شعره منكبيه وأكثر ذلك إذا كان إلى شحمة أذنيه
وكان ربما جعله غدائر أربعاً يخرج الأذن اليمنى من بين غديرتين يكتنفانها ويخرج الأذن اليسرى من بين غديرتين يكتنفانها وتخرج الأذنان ببياضهما من بين تلك الغدائر كأنها توقد الكواكب الدرية من سواد شعره وكان أكثر شيبه في الرأس في فودي رأسه
والفودان حرفا الفرق وكان أكثر شيبه في لحيته فوق الذقن وكان شيبه كأنه خيوط الفضة يتلألأ بين ظهري سواد الشعر الذي معه وإذا مس ذلك الشيب الصفرة وكان كثيراً ما يفعل صار كأنه خيوط الذهب يتلألأ بين ظهري سواد الشعر الذي معه
وكان أحسن الناس وجهاً وأنورهم لوناً لم يصفه واصفب قط بلغتنا صفته إلا شبه وجهه بالقمر ليلة البدر ولقد كان يقول من كان يقول منهم لربما نظرنا إلى القمر ليلة البدر فنقول هو أحسن في أعيننا من القمر أزهر اللون نير الوجه يتلألأ تلالؤ القمر


يعرف رضاه وغضبه في سروره بوجهه كان إذا رضي أو سر فكأن وجهه المرآة وكأنما الجدر تلاحك وجهه وإذا غضب تلون وجهه واحمرت عيناه
قال وكانوا يقولون هو كما وصفه صاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
(أمين مصطفى للخير يدعو كضوء البدر زايله الظلام)
ويقولون كذلك كان
وكان ابن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كثيراً ما ينشد قول زهير بن أبي سلمى حين يقول لهرم بن سنان
(لو كنت من شيء سوى بشر كنت المضيء لليلة البدر)
فيقول عمر ومن سمع ذلك كان النبي كذلك ولم يكن كذلك غيره
وكذلك قالت عمته عاتكة بنت عبد المطلب بعد ما سار من مكة مهاجراً فجزعت عليه بنو هاشم فانبعثت تقول
(عيني جودا بالدموع السواجم على المرتضى كالبدر من آل هاشم)
(على المرتضى للبر والعدل والتقى وللدين والدنيا بهيم المعالم)


(على الصادق الميمون ذي الحلم والنهى وذي الفضل والداعي لخير التراحم)
فشبهته بالبدر ونعتته بهذا النعت ووقعت في النفوس لما ألقى الله تعالى منه في الصدور
ولقد نعتته وإنها لعلى دين قومها
وكان أجلى الجبين إذا طلع جبينه من بين الشعر أو اطلع في فلق الصبح أو عند طفل الليل أو طلع بوجهه على الناس تراءوا جبينه كأنه ضوء السراج المتوقد يتلألأ
وكانوا يقولون هو كما قال شاعره حسان بن ثابت
(متى يبد في الداج البهيم جبينه يلح مثل مصباح الدجى المتوقد)
(فمن كان أو من قد يكون كأحمد نظام لحق أو نكال لملحد)
وكان النبي واسع الجبهة أزج الحاجبين سابغهما
والحاجبان الأزجان هما الحاجبان المتوسطان اللذان لا تعدو شعرة منهما شعرة في النبات والاستواء من غير قرن بينهما وكان أبلج ما بين الحاجبين حتى كأن ما بينهما الفضة المخلصة


بينهما عرق يدره الغضب لا يرى ذلك العرق إلا أن يدره الغضب والأبلج النقي ما بين الحاجبين من الشعر
وكانت عيناه نجلاوان أدعجهما والعين النجلاء الواسعة الحسنة والدعج شدة سواد الحدقة لا يكون الدعج في شيء إلا في سواد الحدق وكان في عينيه تمزج من حمرة وكان أهدب الأشفار حتى تكاد تلتبس من كثرتها
أقنى العرنين والعرنين المستوى الأنف من أوله إلى آخره وهو الأشم
كما أفلج الأسنان أشنبها قال والشنب أن تكون الأسنان متفرقة فيها طرائق مثل تعرض المشط إلا أنها حديدة الأطراف وهو الأشر الذي يكون أسفل الأسنان كأنه ماء يقطر في تفتحه ذلك وطرائقه وكان يتبسم عن مثل البرد المنحدر من متون الغمام فإذا افتر ضاحكاً افتر عن مثل سناء البرق إذا تلألأ وكان أحسن عباد الله شفتين وألطفه ختم فم سهل الخدين صلتهما قال والصلت الخد هو الأسيل الخد المستوى الذي لا يفوت بعض لحم بعضه بعضاً
ليس بالطويل الوجه ولا بالمكلثم كث اللحية والكث الكثير منابت الشعر الملتفها وكانت ***قته بارزة
فنيكاه حول ال***قة كأنها بياض اللؤلؤ في أسفل ***قته شعر منقاد حتى يقع انقيادها على شعر اللحية حتى يكون كأنه منها والفنيكان هما مواضع الطعام حول ال***قة من جانبيها جميعاً


وكان أحسن عباد الله عنقاً لا ينسب إلى الطول ولا إلى القصر ما ظهر من عنقه للشمس والرياح فكأنه إبريق فضة يشوب ذهباً يتلألأ في بياض الفضة وحمرة الذهب وما غيب الثياب من عنقه ما تحتها فكأنه القمر ليلة البدر
وكان عريض الصدر ممسوحه كأنه المرايا في شدتها واستوائها لا يعدو بعض لحمه بعضاً على بياض القمر ليلة البدر موصول ما بين لبته إلى سرته شعر منقاد كالقضيب لم يكن في صدره ولا بطنه شعر غيره
وكان له عكن ثلاث يغطي الإزار منها واحدة وتظهر ثنتان ومنهم من قال يغطي الإزار منها ثنتين وتظهر واحدة تلك العكن أبيض من القباطي المطواة وألين مساً
وكان عظيم المنكبين أشعرهما ضخم الكراديس والكراديس عظام المنكبين والمرفقين والوركين والركبتين
وكان جليل الكتد قال والكتد مجتمع الكتفين والظهر واسع الظهر بين كتفيه خاتم النبوة وهو مما يلي منكبه الأيمن فيه شامة سوداء تضرب إلى الصفرة حولها شعرات متواليات كأنهن من عرف فرس ومنهم من قال كانت شامة النبوة بأسفل كتفه خضراء منحفرة في اللحم قليلاً
وكان طويل مسربة الظهر والمسربة الفقار الذي في الظهر من أعلاه إلى أسفله


وكان عبل العضدين والذراعين طول الزندين والزندان العظمان اللذان في ظاهر الساعدين
وكان فعم الأوصال ضبط القصب شثن الكف رحب الراحة سائل الأطراف كأن أصابعه قضبان فضة كفه ألين من الخز وكأن كفه كف عطار طيباً مسها بطيب أو لم يمسها يصافحه المصافح فيظل يومه يجد ريحها ويضعها على رأس الصبي فيعرف من بين الصبيان من ريحها على رأسه
وكان عبل ما تحت الإزار من الفخذين والساق شثن القدم غليظهما ليس لهما خمص منهم من قال كان في قدمه شيء من خمص
يطأ الأرض بجميع قدميه معتدل الخلق بدن في آخر زمانه وكان بذلك البدن متماسكاً وكاد يكون على الخلق الأول لم يضره السن
وكان فخماً مفخماً في جسده كله إذا التفت التفت جميعاً وإذا أدبر أدبر جميعاً
وكان فيه شيء من صور والصور الرجل الذي كأنه يلمح الشيء ببعض وجهه
وإذا مشى فكأنما يتقلع في صخر وينحدر في صبب يخطو تكفياً

ويمشي الهوينا بغير عثر والهوينا تقارب الخطا والمشي على الهينة يبدر القوم إذا سارع إلى خير أو مشى إليه ويسوقهم إذا لم يسارع إلى شيء بمشية الهوينا وترفعه فيها
وكان يقول أنا أشبه الناس بأبي آدم عليه السلام وكان أبي إبراهيم خليل الرحمن أشبه الناس بي خلقاً وخلقاً وعلى جميع أنبياء الله
وأخبرناه عالياً القاضي أبو عمر محمد بن الحسين رحمه الله قال حدثنا سليمان بن أحمد بن أيوب قال حدثنا محمد بن عبدة المصيصي من كتابه قال حدثنا صبيح بن عبد الله القرشي أبو محمد قال حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمي عن جعفر بن محمد عن أبيه وهشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت كان من صفة رسول الله أنه لم يكن بالطويل البائن ولا المشذب الذاهب قال وساق الحديث في صفته بهذا
أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري قال أخبرنا عبد الله ابن عمر بن شوذب أبو محمد الواسطي بها قال حدثنا شعيب بن أيوب الصريفيني قال حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن عمر بن سعيد بن أبي حسين عن ابن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث قال
صلى بنا أبو بكر رضي الله عنه العصر ثم خرج وعلي يمشيان

فرأى الحسين يلعب مع الغلمان فأخذه فحمله على عنقه قال ثم قال
(بأبي شبيه بالنبي ليس شبيهاً بعلي)
وعلي رضي الله عنه يتبسم أو يضحك
رواه البخاري في الصحيح عن أبي عاصم
وأخبرنا أبو علي الروذباري قال أخبرنا ابن شوذب قال حدثنا شعيب بن أيوب قال حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي قال
كان الحسن أشبه برسول الله ما بين الصدر إلى الرأس والحسين أشبه برسول الله ما كان أسفل من ذلك

محمد رافع 52 06-03-2013 02:30 PM

أخبار رويت في شمائله وأخلاقه على طريق الاختصار
تشهد لما روينا في حديث هند بن أبي هالة بالصحة وقد قال الله عز وجل (وإنك لعلى خلق عظيم)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا الحسين بن علي بن عفان قال حدثنا محمد بن بشر العبدي قال حدثنا سعيد بن أبي عروبة قال حدثنا قتادة عن زرارة بن أبي أوفى عن سعد بن هشام أنه قال لعائشة
يا أم المؤمنين أخبريني عن خلق رسول الله فقالت ألست تقرأ القرآن قال بلى قالت فإن خلق رسول الله كان القرآن
رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة عن محمد بن بشر
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرنا أحمد بن سهل الفقيه ببخارى قال حدثنا قيس بن أنيف قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا جعفر بن سليمان عن أبي عمران عن يزيد بن بابنوس قال
قلنا لعائشة يا أم المؤمنين كيف كان خلق رسول الله قالت كان خلق رسول الله القرآن ثم قالت تقرأ سورة المؤمنين إقرأ (قد أفلح المؤمنون) إلى العشر حتى بلغ العشر فقالت هكذا كان خلق رسول الله
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد قال أخبرنا عبد الله ابن جعفر بن درستويه قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا سليمان بن عبد الرحمن قال حدثنا الحسن بن يحيى قال حدثنا زيد بن واقد عن بسر بن عبيد الله بن أبي إدريس الخولاني عن أبي الدرداء قال
سألت عائشة عن خلق رسول الله فقالت كان خلقه القرآن

يرضى لرضاه ويسخط لسخطه
وأخبرنا أبو طاهر الفقيه قال أخبرنا أبو حامد بن بلال قال حدثنا الزعفراني يعني الحسن بن محمد بن الصباح قال حدثنا أسباط بن محمد عن فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي في قوله تعالى (وإنك لعلى خلق عظيم) قال أدب القرآن
أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري قال أخبرنا أبو بكر محمد بن بكر بن داسة قال حدثنا أبو داود السجستاني قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي عن هشام ابن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير في قوله عز وجل (خذ العفو) قال أمر نبي الله أن يأخذ العفو من أخلاق الناس
أخرجه البخاري في الصحيح من حديث أبي أسامة عن هشام
أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثني عبد الله بن مسلمة عن مالك ح
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا علي بن عيسى قال حدثنا موسى بن محمد الذهلي قال حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي أنها قالت
ما خير رسول الله بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثماً فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه وما انتقم رسول الله لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله تعالى


زاد القطان في روايته فينتقم لله بها
رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن مسلمة القعبني ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرنا إبراهيم بن أبي طالب قال حدثنا عبيد الهباري قال حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت
ما ضرب رسول الله بيده شيئاً قط لا امرأة ولا خادماً إلا أن يجاهد في سبيل الله ولا نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله تعالى فينتقم الله
رواه مسلم في الصحيح عن ابي كريب عن أبي أسامه
وأخبرنا أبو طاهر الفقيه قال أخبرنا أبو محمد حاجب بن أحمد

قال حدثنا محمد بن حماد الأبيوردي قال حدثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت
ما رأيت رسول الله ضرب خادماً له قط ولا ضرب امرأة له قط ولا ضرب بيده شيئاً قط إلا أن يجاهد في سبيل الله ولا نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن يكون الله تعالى فإذا كان لله انتقم له ولا عرض عليه أمران إلا أخذ الذي هو أيسر حتى يكون إثماً فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه
رواه مسلم في الصحيح عن أبي كريب عن أبي معاوية
أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار ببغداد قال أخبرنا الحسين بن يحيى بن عياش القطان قال حدثنا أبو الأشعث قال حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس قال
لقد خدمت رسول الله عشر سنين فوالله ما قال لي أف قط ولا قال لشيء فعلته لم فعلت كذا ولا لشيء لم أفعله ألا فعلت كذا
رواه مسلم في الصحيح عن سعيد بن منصور وأبي الربيع عن حماد
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرني أبو بكر بن عبد الله قال أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبد الوارث عن أبي التياح عن

أنس قال
كان رسول الله أحسن الناس خلقاً وكان لي أخ يقال له أبو عمير أحسبه قال كان فطيماً قال فكان إذا جاء رسول الله فرآه قال يا أبا عمير ما فعل النغير قال فكان يلعب به
رواه مسلم عن شيبان بن فروخ
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا سليمان بن حرب وسعيد قالا حدثنا حماد عن ثابت عن أنس قال كان رسول الله من أجمل الناس ومن أجود الناس ومن أشجع الناس


رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب ورواه مسلم عن سعيد بن منصور
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان قال حدثنا أحمد بن عبيد الصفار قال حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي قال حدثنا محمد بن سنان العوفي قال حدثنا فليح ح
وأخبرنا أبو طاهر الفقيه واللفظ له قال أخبرنا أبو حامد ابن بلال قال حدثنا أبو الأزهر قال حدثنا يونس بن محمد قال حدثنا فليح عن هلال بن علي قال قال أنس
لم يكن رسول الله سباباً ولا فحاشاً ولا لعاناً كان يقول لأحدنا عند المعتبة ماله تربت جبينه
رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن سنان
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا الحسن بن علي بن عفان العامري قال حدثنا عبد الله بن نمير

عن الأعمش عن شقيق عن مسروق قال سمعت عبد الله بن عمرو يقول
إن رسول الله لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً وإنه كان يقول إن خياركم أحاسنكم أخلاقاً
رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن عبد الله بن نمير عن أبيه وأخرجاه من وجه آخر عن الأعمش
وحدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك رحمه الله قال حدثنا عبد الله بن جعفر الأصبهاني قال حدثنا يونس بن حبيب قال حدثنا أبو داود الطيالسي قال حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت أبا عبد الله الجدلي يقول
سألت عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله فقالت لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً ولا سخاباً في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح أو قالت يعفو ويغفر شك أبو داود


أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال حدثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا آدم وعاصم ابن علي قالا حدثنا ابن أبي ذؤيب قال حدثنا صالح مولى التوأمة قال
كان أبو هريرة ينعت النبي فقال
كان يقبل جميعاً ويدبر جميعاً بأبي وأمي ولم يكن فاحشاً ولا متفحشاً ولا سخاباً في الأسواق
زاد آدم ولم أر مثله قبله ولم أر بعده
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا هارون بن سليمان الأصبهاني قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن قتادة قال سمعت عبد الله بن أبي عتبة يقول سمعت أبا سعيد الخدري يقول
كان رسول الله أشد حياء من العذراء في خدرها وكان إذا كره شيئاً عرفناه في وجهه
رواه البخاري في الصحيح عن بندار ورواه مسلم عن زهير بن

حوب وغيره كلهم عن عبد الرحمن بن مهدي
أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري قال أخبرنا أبو بكر بن داسة قال حدثنا أبو داود قال حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا سلم العلوي عن أنس
أن رجلاً دخل على رسول الله وعليه أثر صفرة وكان رسول الله قلما يواجه رجلاً في وجهه بشيء يكرهه فلما خرج قال لو أمرتم هذا أن يغسل ذا عنه
أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو سعيد محمد بن موسى قالا حدثنا أبو العباس الأصم حدثنا العباس بن محمد حدثنا الحماني
ح وأخبرنا أبو علي الروذباري قال حدثنا أبو بكر بن داسة حدثنا أبو داود حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا عبد الحميد الحماني قال حدثنا الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عائشة قالت
كان النبي إذا بلغه عن الرجل الشيء لم يقل ما بال فلان يقول ولكن يقول ما بال أقوام يقولون كذا وكذا
لفظ حديث عثمان وفي رواية العباس إذا بلغه الشيء عن الرجل لم يقل كذا وكذا ثم ذكره
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا علي بن محمد بن سختويه قال حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي قال حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال حدثنا مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس قال
كنت أمشي مع النبي وعليه برد غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجبذ بردائه جبذاً شديداً حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله قد أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته ثم قال يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك قال فالتفت إليه رسول الله فضحك ثم أمر له بعطاء

رواه البخاري في الصحيح عن ابن أبي أويس وأخرجه مسلم من وجه آخر عن مالك
وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا عبيد الله بن موسى بن شيبان عن الأعمش عن ثمامة بن عقبة عن زيد بن أرقم قال
كان رجل من الأنصار يدخل على النبي ويأتمنه وأنه عقد له عقداً فألقاه في بئر فصدع ذلك النبي فأتاه ملكان يعودانه فأخبراه أن فلاناً عقد له عقداص وهي في بئر بني فلان ولقد اصفر الماء من شدة عقده فأرسل النبي فاستخرج العقد فوجد الماء قد اصفر فحل العقد ونام النبي فلقد رأيت الرجل بعد ذلك يدخل على النبي فما رأيته في وجه النبي حتى مات

أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا عمران ابن زيد أبو يحيى الملائي قال حدثني زيد العمي عن أنس بن مالك قال
كان رسول الله إذا صافح أو صافحه الرجل لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل ينزع وإن استقبله بوجهه لا يصرفه عنه حتى يكون الرجل ينصرف ولم ير مقدماً ركبته بين يدي جليس له
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني قال أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري قال أخبرنا الحسن بن محمد الصباح قال حدثنا أبو قطن
ح وأخبرنا أبو علي الروذباري قال أخبرنا أبو بكر بن داسة قال حدثنا أبو داود قال حدثنا أحمد بن منيع قال حدثنا أبو قطن قال حدثنا مبارك بن فضالة عن ثابت عن أنس بن مالك قال
ما رأيت رجلاً قط التقم أذن النبي فينحي رأسه حتى يكون الرجل هو الذي ينحي راسه وما رأيت رسول الله أخذ بيد رجل فيترك يده
حتى يكون الرجل هو الذي يدع يده
لفظ حديث الأصبهاني
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي حدثنا علي بن الحسن النسائي حدثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة عن عمر بن عبد العزيز عن يوسف ابن عبد الله بن سلام عن أبيه قال
كان رسول الله إذا جلس يتحدث كثيراً يرفع طرفه إلى السماء
أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قال أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله قال أخبرنا وكيع عن الأعمش قال أظن أبا حازم ذكره عن أبي هريرة قال
ما عاب رسول الله طعاماً قط إن اشتهاه أكله وإلا تركه


أخرجه البخاري في الصحيح من حديث سفيان الثوري وشعبة وأخرجه مسلم من حديث الثوري وزهير بن معاوية وجرير وأبي معاوية عن الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة من غير شك
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا يحيى بن يحيى بن نصر قال حدثنا ابن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن أبا النضر حدثه
ح وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد قال أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا أصبغ ابن الفرج ويحيى بن سليمان قالا حدثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث قال حدثني أبو النضر عن سليمان بن يسار عن عائشة رضي الله عنها قالت
ما رأيت رسول الله قط مستجمعاً ضاحكاً حتى أرى منه لهواته إنما كان يتبسم
زاد يحيى بن نصر في روايته قالت وكان إذا رأى غيماً أو ريحاً عرف في وجهه فقلت يا رسول الله الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر وأراك إذا رأيته عرف في وجهك الكراهية قال يا عائشة وما يؤمنني أن يكون فيه عذاب قد عذب قوم بالريح وقد أتى قوماً العذاب وتلا رسول الله (فلم رأوه عارضاً مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا)
رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن سليمان ورواه مسلم عن
هارون بن معروف وغيره عن ابن وهب
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو بكر بن إسحاق قال أخبرنا إسماعيل بن قتيبة قال حدثنا يحيى بن يحيى قال أخبرنا أبو خيثمة عن سماك بن حرب قال
قلت لجابر بن سمرة أكنت تجالس رسول الله قال نعم كثيراً كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه حتى تطلع الشمس فإذا طلعت قام وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون ويتبسم
رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى
حدثنا أبو بكر بن فورك رحمه الله قال أخبرنا عبد الله بن جعفر بن أحمد قال حدثنا يونس بن حبيب قال أخبرنا داود قال حدثنا شريك وقيس عن سماك بن حرب قال
قلت لجابر بن سمرة أكنت تجالس النبي قال نعم كان

طويل الصمت قليل الضحك وكان أصحابه ربما تناشدوا عنده الشعر والشيء من أمورهم فيضحكون وربما يتبسم
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا محمد بن إسحاق قال أخبرنا أبو عبد الرحمن المقرئ قال حدثنا الليث بن سعد عن الوليد بن أبي الوليد أن سليمان بن خارجة أخبره عن خارجة بن زيد
أن نفراً دخلوا على أبيه زيد بن ثابت فقالوا حدثنا عن بعض أخلاق رسول الله
فقال كنت جاره فكان إذا نزل الوحي بعث إلي فآتيه فأكتب الوحي وكنا إذا ذكرنا الدنيا ذكرها معنا وإذا ذكرنا الآخرة ذكرها معنا وإذا ذكرنا الطعام ذكره معنا فكل هذا نحدثكم عنه
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني قال حدثنا أبو سعيد ابن الأعرابي قال حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني قال حدثنا عمرو بن محمد العنقزي قال حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن علي قال
لما كان يوم بدر اتقينا المشركين برسول الله وكان أشد الناس بأساً


قال وحدثنا الحسن قال حدثنا شبابه قال حدثنا إسرائيل فذكره بإسناده نحوه وزاد فيه وما كان أحد أقرب إلى المشركين منه
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ قال أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق قال حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي قال حدثنا أبو الربيع قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا ثابت عن أنس بن مالك قال
كان النبي أحسن الناس وجهاً وأجود الناس وأشجع الناس ولقد فزع أهل المدينة ليلة فركب فرساً لأبي طلحة عرياً فخرج الناس فإذا هم برسول الله قد سبقهم إلى الصوت قد استبرأ الخبر وهو يقول لن تراعوا وقال النبي لقد وجدنا بحراً أو إنه لبحر
قال حماد وحدثني ثابت أو بلغني عنه قال فما سبق ذلك الفرس بعد ذلك قال وكان فرساً يبطأ
رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب ورواه مسلم عن أبي الربيع وغيره كلهم عن حماد
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان قال أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار قال حدثنا إسماعيل القاضي قال حدثنا محمد بن كثير قال أخبرنا سفيان ابن سعيد عن محمد بن المنكدر قال


سمعت جابراً يقول إن رسول الله لم يسأل شيئاً قط فقال لا
رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن كثير وأخرجه مسلم من وجه آخر عن سفيان الثوري
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرنا الحسن بن محمد بن حليم المروزي قال حدثنا أبو الموجه قال أخبرنا عبدان قال أخبرنا عبد الله قال أخبرني يونس عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال
كان رسول الله أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل عليه السلام وكان جبريل عليه السلام يلقاه كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن قال فرسول الله أجود بالخير من الريح المرسلة


رواه البخاري في الصحيح عن عبدان ورواه مسلم عن أبي كريب عن عبد الله بن المبارك
أخبرنا أبو طاهر الفقيه قال أخبرنا أبو العباس عبد الله بن يعقوب الكرماني عن محمد بن أبي يعقوب الكرماني قال حدثنا خالد بن الحارث قال حدثنا حميد عن موسى بن أنس عن أبيه قال
ما سئل رسول الله على الإسلام شيئاً قط إلا أعطاه فأتاه رجل فسأله فأمر له بغنم بين جبلين فأتى قومه فقال أسلموا فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخاف الفاقة
رواه مسلم في الصحيح عن عاصم بن النضر عن خالد بن الحارث
أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد أحمد بن عبدان أخبرنا محمد بن أحمد بن محموية العسكري حدثنا جعفر بن محمد القلانسي قال حدثنا آدم قال حدثنا شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن الأسود قال
سألت عائشة ما كان رسول الله يصنع في أهله فقالت كان يكون في مهنة أهله قال يعني في خدمة أهله وإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة


رواه البخاري في الصحيح عن آدم
أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو ابن البختري إملاء قال حدثنا محمد بن إسماعيل السلمي قال حدثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن يحيى بن سعيد عن عمرة قالت
قيل لعائشة ما كان يعمل رسول الله في بيته قالت كان رسول الله بشراً من البشر يفلي ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه
أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار قال أخبرنا أحمد بن منصور الرمادي قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة وعن هشام عن أبيه قال
سأل رجل عائشة رضي الله عنها هل كان رسول الله يعمل في بيته قالت نعم كان رسول الله يخصف نعله ويخيط ثوبه

ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته
حدثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء قال حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر الآدمي القاري ببغداد قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا أحمد بن نصر بن مالك الخزاعي قال حدثنا علي ابن الحسين بن واقد عن أبيه قال سمعت يحيى بن عقيل يقول سمعت عبد الله بن أبي أوفى يقول
كان رسول الله يكثر الذكر ويقل اللغو ويطيل الصلاة ويقصر الخطبة ولا يستنكف أن يمشي مع العبد والأرملة حتى يفرغ لهم من حاجاتهم
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو بكر إسماعيل بن محمد ابن إسماعيل الفقيه بالري قال حدثنا أبو بكر محمد بن الفرج الأزرق قال حدثنا هاشم بن القاسم قال حدثنا شيبان أبو معاوية عن أشعث بن أبي الشعثاء عن أبي بردة قال
كان رسول الله يركب الحمار ويلبس الصوف ويعتقل الشاء ويأتي مراعاة الضيف


وأخبرنا أبو بكر بن فورك قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يونس بن حبيب قال حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة قال حدثني مسلم أبو عبد الله الأعور سمع أنساً يقول
كان رسول الله يركب الحمار ويلبس الصوف ويجيب دعوة المملوك ولقد رأيته يوم خيبر على حمار خطامه من ليف
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال حدثنا إسماعيل عن أيوب عن عمرو بن سعيد عن أنس بن مالك قال
ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من رسول الله وذكر الحديث
رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب عن إسماعيل بن علية
أخبرنا أبو طاهر الفقيه قال أخبرني أبو الطيب محمد بن محمد بن المبارك الحناط قال حدثنا الحسين بن الفضل قال حدثنا علي بن الجعد قال حدثنا شعبة عن سيار بن الحكم عن ثابت البناني عن أنس ابن مالك
أنه مر على صبيان فسلم عليهم ثم حدثنا أن رسول الله مر على صبيان فسلم عليهم


رواه البخاري في الصحيح عن علي بن الجعد وأخرجه مسلم من وجه آخر عن شعبة
أخبرنا أبو طاهر الفقيه قال أخبرنا أبو بكر القطان قال حدثنا أبو الأزهر قال حدثنا مروان بن محمد قال حدثنا ابن لهيعة قال حدثني عمارة بن غزية عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال
كان رسول الله من أفكه الناس مع صبي
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال حدثنا أبو النضر قال حدثنا سليمان هو ابن المغيرة عن ثابت عن أنس بن مالك قال
كان رسول الله إذا صلى الغداة جاء خدم المدينة بآنيتهم فيها الماء فما يؤتى بإناء إلا غمس يده فيه فربما جاءوه في الغداة الباردة فيغمس يده فيها
رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي النضر وغيره عن أبي الفضل
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو محمد عبد الرحمن بن أبي حامد المقرئ قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال أخبرنا عارم أبو النعمان قال حدثنا حماد بن

سلمة قال حدثنا ثابت عن أنس بن مالك
أن امرأة في عقلها شيء فقالت يا رسول الله إن لي إليك حاجة فقال رسول الله يا أم فلان انظري أي طريق شئت قومي فيه حتى أقوم معك فخلا معها رسول الله يناجيها حتى قضت حاجتها
أخرجه مسلم في وجه آخر عن حماد


محمد رافع 52 07-03-2013 10:24 AM


اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
النبي الأمي الحبيب العالي القدر العظيم الجاه
وآله وصحبه وسلم

محمد رافع 52 07-03-2013 10:25 AM


محمد رافع 52 07-03-2013 10:26 AM


محمد رافع 52 07-03-2013 10:26 AM


عمر ابو قطرة 10-03-2013 04:31 PM

دلالة القرآن الكريم على نبوته صلى الله عليه وسلم [1]

إن أعظم دلائل النبوة القرآنُ الكريم، كتاب الله الذي أعجز الأولين والآخرين.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من الأنبياء من نبي، إلا قد أُعطي من الآيات، ما مثلٌه آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أُوتيتُ وحياً أَوحى اللهُ إليّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة)). [2]
قال ابن حجر في معنى قوله: ((إنما كان الذي أوتيتُ وحياً )): "أي أن معجزتي التي تَحدّيتُ بها، الوحيُ الذي أُنزِل عليّ، وهو القرآن".
ثم لفت - رحمه الله - النظر إلى أنه ليس المراد من الحديث حصرَ معجزاته صلى الله عليه وسلم في معجزة القرآن الكريم فقال: "بل المراد أنه المعجزة العظمى التي اختصّ بها دون غيره صلى الله عليه وسلم". [3]
وقال ابن كثير في معنى الحديث: " معناه أن معجزة كل نبي انقرضت بموته، وهذا القرآن حجة باقية على الآباد، لا تنقضي عجائبه، ولا يخلَق عن كثرة الرد، ولا يشبع منه العلماء، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى من غيره أضله الله".[4]
وقال ابن القيم في سياق حديثه عن معجزات الأنبياء: "وأعظمها معجزةً كتابٌ باقٍ غضٌ طريّ لم يتغيّر, ولم يتبدّل منه شيء، بل كأنه منزّل الآن، وهو القرآن العظيم، وما أخبر به يقع كل وقتٍ على الوجه الذي أخبر به". [5]
هذه المعجزة العظيمة تحدى الله بها الأولين والآخرين، ودعاهم للإتيان بمثله حين زعموا أن القرآن من كلامه صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى: ]أم يقولون تقَوَّله بل لا يؤمنون * فليأتوا بحديثٍ مثله إن كانوا صاٰدقين[ )الطور: 33-34).
فلما أعجز المشركين أن يأتوا بمثله، تحداهم القرآن أن يأتوا بعشر سور مثله مفتريات من عندهم، قال تعالى: ]أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سورٍ مثله مفترياتٍ وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صـادقين[ (هود: 13).
قال ابن كثير: "بين تعالى إعجاز القرآن، وأنه لا يستطيع أحدٌ أن يأتي بمثله، ولا بعشر سور من مثله، ولا بسورة من مثله؛ لأن كلام الرب تعالى لا يشبه كلام المخلوقين، كما أن صفاته لا تشبه صفات المحدثات، وذاته لا يشبهها شيء ".[6]
فلما عجزوا عن الإتيان بعشر سور تحداهم القرآن أن يأتوا بسورة واحدة، قال تعالى: ]وإن كنتم في ريبٍ مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورةٍ من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صـادقين[ (البقرة: 23).
قال الطبري: " ومن حجة محمدٍ صلى الله عليه وسلم على صدقه، وبرهانه على حقيقة نبوته، وأن ما جاء به من عندي [أي من عند الله] ؛ عجز جميعكم وجميع من تستعينون به من أعوانكم وأنصاركم، عن أن تأتوا بسورة من مثله. وإذا عجزتم عن ذلك ـ وأنتم أهل البراعة في الفصاحة والبلاغة ـ فقد علمتم أن غيركم عما عجزتم عنه من ذلك أعجز".[7]
ويبلغ التحدي القرآني غايته حين يخبر القرآن أن عجز المشركين عن محاكاة القرآن والإتيان بمثله عجز دائم لا انقطاع له، فيقول: ]فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا[ (البقرة: 24).
قال القرطبي: " قوله: ] ولن تفعلوا [ إثارةٌ لهممهم، وتحريكٌ لنفوسهم؛ ليكون عجزهم بعد ذلك أبدع، وهذا من الغيوب التي أخبر بها القرآن قبل وقوعها".[8]
وحين أراد مسيلمة معارضة القرآن فضحه الله وأخزاه، فكان قوله محلاً لسخرية العقلاء وإعراض البلغاء، فقد قال: "يا ضفدع، نقي كما تنقين ، لا الماء تدركين ، ولا الشراب تمنعين".
وقال أيضاً معارضاً القرآن: " ألم تر كيف فعل ربك بالحبلى، أخرج من بطنها نسمة تسعى ، من بين شراشيف وحشى ".
وأما النضر بن الحارث فصيح قريش وبليغها، فأتى بالمضحك من القول حين قال: "والزارعات زرعاً. والحاصدات حصداً. والطاحنات طحناً. والعاجنات عجناً. والخابزات خبزاً ....".[9]
وعندما أراد الأديب ابن المقفع معارضة القرآن كل وعجز، وقال: أشهد أن هذا لا يعارض، وما هو من كلام البشر.
ومثله صنع يحيى الغزال بليغ الأندلس وفصيحها.
وصدق الله العظيم: ]قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هـذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً[ (الإسراء: 88).
قال ابن سعدي: "وكيف يقدر المخلوق من تراب، أن يكون كلامه ككلام رب الأرباب؟ .. هذا ليس في الإمكان، ولا في قدرة الإنسان، وكل من له أدنى ذوقٍ ومعرفةٍ بأنواع الكلام، إذا وزن هذا القرآن العظيم بغيره من كلام البلغاء، ظهر له الفرق العظيم".[10]
لقد اعترف أعداء القرآن بعظمة القرآن، وذلت رقابهم لما سمعوه من محكم آياته، فهاهو الوليد بن المغيرة سيد قريش، يسمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ قوله تعالى: ]إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتآء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون[ (النحل:90).
فيقول قولته المشهورة: "والله إنَّ لقولِه الذي يقولُ لحلاوة، وإنّ عليه لطلاوة، وإنه لمثمرٌ أعلاه، مغدِقٌ أسفلُه، وإنه ليعلو وما يُعلا، وإنه ليَحطِم ما تحته".[11]
ولما جاء عتبة بن ربيعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ قرأ عليه النبي صلى الله عليه وسلم أوائل سورة فصلت، فرجع إلى قريش قائلاً: إني واللهِ قد سمعت قولاً ما سمعتُ بمثلِه قط، والله ما هو بالشعر ولا السحر ولا الكهانة، يا معشر قريش: أطيعوني واجعلوها بي، خلّوا بين هذا الرجل وبينَ ما هو فيه، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعتُ نبأ".[12]
وفي العصر الحديث أيضاً شهد المنصفون من المستشرقين بعظمة القرآن، وسجلت كلماتُهم بحقه المزيدَ من الإعجاب والدَهش.
ومنه قول المستشرق فون هامر في مقدَمة ترجمته للقرآن، فقد قال: "القرآن ليس دستورَ الإسلام فحسب، وإنما هو ذِروة البيانِ العربي، وأسلوبُ القرآن المدهش يشهد على أن القرآنَ هو وحيٌ من الله، وأن محمداً قد نشر سلطانَه بإعجاز الخطاب، فالكلمةُ [أي القرآنُ] لم يكن من الممكن أن تكونَ ثمرةَ قريحةٍ بشرية".[13]
ويقول فيليب حتي في كتابه "الإسلام منهج حياة": "إن الأسلوب القرآني مختلف عن غيره، إنه لا يقبل المقارنة بأسلوب آخر، ولا يمكن أن يقلد، وهذا في أساسه هو إعجاز القرآن .. فمن جميع المعجزات كان القرآن المعجزة الكبرى".
وأما جورج حنا فيقول في كتابه "قصة الإنسان": "إذا كان المسلمون يعتبرون أن صوابية القرآن هي نتيجة محتومة لكون القرآن منزلاً ولا يحتمل التخطئة، فالمسيحيون يعترفون أيضاً بهذه الصوابية، بقطع النظر عن كونه منزلاً أو موضوعاً، ويرجعون إليه للاستشهاد بلغته الصحيحة كلما استعصى عليهم أمر من أمور اللغة".
ويقول الفيلسوف الفرنسي هنري سيرويا في كتابه "فلسفة الفكر الإسلامي" : "القرآن من الله بأسلوب سام ورفيع لا يدانيه أسلوب البشر".
وأما المستشرق بلاشير فلم يألُ جهداً في الطعن في القرآن ومعاداته في كتابه "القرآن الكريم"، لكن الحقيقة غلبته، فقال: "إن القرآن ليس معجزة بمحتواه وتعليمه فقط، إنه أيضاً يمكنه أن يكون قبل أي شيء آخر تحفة أدبية رائعة ؛ تسمو على جميع ما أقرته الإنسانية وبجلته من التحف".
وبهرت جزالة القرآن وروعة أساليبه المستشرق الأديب غوته، فسجل في ديوانه "الديوان الشرقي للشاعر الغربي" هذه الشهادة للقرآن: "القرآن ليس كلام البشر، فإذا أنكرنا كونه من الله، فمعناه أننا اعتبرنا محمداً هو الإله ".
وتحدث بعض المستشرقين عن الانقلاب العظيم الذي أحدثه القرآن في القيم الاجتماعية والأخلاقية للعرب، وكيف صنع منهم ومن الأمم الأخرى التي دخلت في الإسلام أمة الحضارة والريادة طوال قرون، فيقول المفكر الفرنسي مارسيل بوازار في كتابه "إنسانية الإسلام": "إن القرآن لم يُقدّر قط لإصلاح أخلاق عرب الجاهلية، إنه على العكس يحمل الشريعة الخالدة والكاملة والمطابقة للحقائق البشرية والحاجات الاجتماعية في كل الأزمنة".
ويقول ولد يورانت في "قصة الحضارة" عن القرآن: "وقد كان له أكبر الفضل في رفع مستوى المسلمين الأخلاقي والثقافي، وهو الذي أقام فيهم قواعد النظام الاجتماعي والوحدة الاجتماعية، وحرضهم على اتباع القواعد الصحيحة، وحرر وبعث في نفوس الأذلاء الكرامة والعزة، وأوجد بين المسلمين درجة من الاعتدال والبعد عن الشهوات لم يوجد لها نظير في أية بقعة من بقاع العالم يسكنها الرجل الأبيض".
وتقول المستشرقة الإيطالية لورافيشيا فاغليري في كتابها "دفاع عن الإسلام": "إن انتشار الإسلام السريع لم يتم لا عن طريق القوة ولا بجهود المبشرين الموصولة، إن الذي أدى إلى ذلك الانتشار كون الكتاب الذي قدمه المسلمون للشعوب المغلوبة - مع تخييرها بين قبوله ورفضه - كتاب الله، كلمة الحق، أعظم معجزة كان في ميسور محمد أن يقدمها إلى المترددين في هذه الأرض".[14]
ومما أذهل العلماء إعجاز القرآن العلمي، وما حواه من معارف توصلت إليها البشرية قريباً بفضل التقنية العلمية الحديثة، فسجل هؤلاء العلماء شهادات منصفة بحق القرآن العظيم.
ونبدأ بالبروفسور يوشيودي كوزان مدير مرصد طوكيو، إذ يقول: " إن هذا القرآن يصف الكون من أعلى نقطة في الوجود، فكل شيء أمامه مكشوف، إن الذي قال هذا القرآن، [أي الله] يرى كل شيء في هذا الكون، فليس هناك شيء قد خفي عليه ".
وأما البرفسور شرويدر عالم البحار الألماني فيقول في ندوة علماء البحار التي نظمتها جامعة الملك عبد العزيز بجدة: "ما قيل بالفعل منذ عديد من القرون في القرآن الكريم هو حقيقة ما يكتشفه العلماء اليوم، أعتقد أنه من المهم بالنسبة لندوة لهذه أن تبلغ هذا إلى العلماء من جميع الأمم".
ويقول البرفسور درجا برساد راو أستاذ علم جولوجيا البحار في جامعة الملك عبد العزيز، فيقول تعليقاً على إخبار الله في القرآن عن ظلمات البحار وأمواجها الداخلية، فقال: "ومن الصعب أن نفترض أن هذا النوع من المعرفة كان موجوداً في ذلك الوقت منذ 1400سنة ، ولكن بعض الأشياء تتناول فكرة عامة، ولكن وصف هذه الأشياء بتفصيل كبير أمر صعب جداً، ولذلك فمن المؤكد أن هذا ليس علماً بشرياً بسيطاً، لا يستطيع الإنسان العادي أن يشرح هذه الظواهر بذلك القدر من التفصيل، ولذلك فقد فكرت في قوة خارقة للطبيعة خارج الإنسان، لقد جاءت المعلومات من مصدر خارق للطبيعة".
وفي مؤتمر القاهرة (1986م) حول الإعجاز العلمي قدم البرفسور الأمريكي بالمار بحثاً ختمه بقوله: "أنا لا أعلم المستوى الثقافي الذي كان عليه الناس في زمن محمد [صلى الله عليه وسلم] ولا أدري في أي مستوى علمي كانوا، فإذا كان الأمر كما نعرف عن أحوال الأولين والمستوى العلمي المتواضع والذي ليس فيه هذه الإمكانيات، فلا شك أن هذا العلم الذي نقرؤه الآن في القرآن هو نور من العلم الإلهي قد أوحي به إلى محمد ".
ونختم جولتنا مع إعجاز القرآن العلمي بالحديث عن حديث القرآن عن تطور الجنين وتخلقه، وننقل شهادة البروفيسور مارشال جونسون رئيس قسم التشريح ومدير معهد دانيال بجامعة توماس جيفرسون بفلادلفيا بالولايات المتحدة الأمريكية، فقد أذهله ما ذكره القرآن عن تطور الجنين، فقال: "إنني كعالم أستطيع فقط أن أتعامل مع أشياء أستطيع أن أراها بالتحديد، أستطيع أن أفهم علم الأجنة وتطور علم الأحياء، أستطيع أن أفهم الكلمات التي تترجم لي من القرآن .. إنني لا أرى شيئاً لا أرى سبباً لا أرى دليلاً على حقيقة تفند مفهوم هذا الفرد محمد [صلى الله عليه وسلم] الذي لا بد وأنه يتلقى هذه المعلومات من مكان ما، ولذلك إنني لا أرى شيئاً يتضارب مع مفهوم أن التدخل الإلهي كان مشمولاً فيما كان باستطاعته أن يبلغه".
ويضيف البرفسور كيث ل مور مؤلف الكتاب الشهير الذي يعتبر مرجعاً معتمداً في كليات الطب العالمية ( رضي الله عنه hصلى الله عليه وسلم Dصلى الله عليه وسلمvصلى الله عليه وسلمloping Human) "أطوار خلق الإنسان"، فيقول عما سمعه من إعجاز قرآني في علم الأجنة: "يتضح لي أن هذه الأدلة حتماً جاءت لمحمد من عند الله، لأن كل هذه المعلومات لم تكشف إلا حديثاً وبعد قرون عدة، وهذا يثبت لي أن محمداً رسول الله".[15]
وصدق الله وهو يقول: ]ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد[ (سبأ: 6).

محمد رافع 52 11-03-2013 09:18 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر ابو قطرة (المشاركة 5172540)
دلالة القرآن الكريم على نبوته صلى الله عليه وسلم [1]

إن أعظم دلائل النبوة القرآنُ الكريم، كتاب الله الذي أعجز الأولين والآخرين.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من الأنبياء من نبي، إلا قد أُعطي من الآيات، ما مثلٌه آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أُوتيتُ وحياً أَوحى اللهُ إليّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة)). [2]
قال ابن حجر في معنى قوله: ((إنما كان الذي أوتيتُ وحياً )): "أي أن معجزتي التي تَحدّيتُ بها، الوحيُ الذي أُنزِل عليّ، وهو القرآن".
ثم لفت - رحمه الله - النظر إلى أنه ليس المراد من الحديث حصرَ معجزاته صلى الله عليه وسلم في معجزة القرآن الكريم فقال: "بل المراد أنه المعجزة العظمى التي اختصّ بها دون غيره صلى الله عليه وسلم". [3]
وقال ابن كثير في معنى الحديث: " معناه أن معجزة كل نبي انقرضت بموته، وهذا القرآن حجة باقية على الآباد، لا تنقضي عجائبه، ولا يخلَق عن كثرة الرد، ولا يشبع منه العلماء، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى من غيره أضله الله".[4]
وقال ابن القيم في سياق حديثه عن معجزات الأنبياء: "وأعظمها معجزةً كتابٌ باقٍ غضٌ طريّ لم يتغيّر, ولم يتبدّل منه شيء، بل كأنه منزّل الآن، وهو القرآن العظيم، وما أخبر به يقع كل وقتٍ على الوجه الذي أخبر به". [5]
هذه المعجزة العظيمة تحدى الله بها الأولين والآخرين، ودعاهم للإتيان بمثله حين زعموا أن القرآن من كلامه صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى: ]أم يقولون تقَوَّله بل لا يؤمنون * فليأتوا بحديثٍ مثله إن كانوا صاٰدقين[ )الطور: 33-34).
فلما أعجز المشركين أن يأتوا بمثله، تحداهم القرآن أن يأتوا بعشر سور مثله مفتريات من عندهم، قال تعالى: ]أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سورٍ مثله مفترياتٍ وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صـادقين[ (هود: 13).
قال ابن كثير: "بين تعالى إعجاز القرآن، وأنه لا يستطيع أحدٌ أن يأتي بمثله، ولا بعشر سور من مثله، ولا بسورة من مثله؛ لأن كلام الرب تعالى لا يشبه كلام المخلوقين، كما أن صفاته لا تشبه صفات المحدثات، وذاته لا يشبهها شيء ".[6]
فلما عجزوا عن الإتيان بعشر سور تحداهم القرآن أن يأتوا بسورة واحدة، قال تعالى: ]وإن كنتم في ريبٍ مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورةٍ من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صـادقين[ (البقرة: 23).
قال الطبري: " ومن حجة محمدٍ صلى الله عليه وسلم على صدقه، وبرهانه على حقيقة نبوته، وأن ما جاء به من عندي [أي من عند الله] ؛ عجز جميعكم وجميع من تستعينون به من أعوانكم وأنصاركم، عن أن تأتوا بسورة من مثله. وإذا عجزتم عن ذلك ـ وأنتم أهل البراعة في الفصاحة والبلاغة ـ فقد علمتم أن غيركم عما عجزتم عنه من ذلك أعجز".[7]
ويبلغ التحدي القرآني غايته حين يخبر القرآن أن عجز المشركين عن محاكاة القرآن والإتيان بمثله عجز دائم لا انقطاع له، فيقول: ]فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا[ (البقرة: 24).
قال القرطبي: " قوله: ] ولن تفعلوا [ إثارةٌ لهممهم، وتحريكٌ لنفوسهم؛ ليكون عجزهم بعد ذلك أبدع، وهذا من الغيوب التي أخبر بها القرآن قبل وقوعها".[8]
وحين أراد مسيلمة معارضة القرآن فضحه الله وأخزاه، فكان قوله محلاً لسخرية العقلاء وإعراض البلغاء، فقد قال: "يا ضفدع، نقي كما تنقين ، لا الماء تدركين ، ولا الشراب تمنعين".
وقال أيضاً معارضاً القرآن: " ألم تر كيف فعل ربك بالحبلى، أخرج من بطنها نسمة تسعى ، من بين شراشيف وحشى ".
وأما النضر بن الحارث فصيح قريش وبليغها، فأتى بالمضحك من القول حين قال: "والزارعات زرعاً. والحاصدات حصداً. والطاحنات طحناً. والعاجنات عجناً. والخابزات خبزاً ....".[9]
وعندما أراد الأديب ابن المقفع معارضة القرآن كل وعجز، وقال: أشهد أن هذا لا يعارض، وما هو من كلام البشر.
ومثله صنع يحيى الغزال بليغ الأندلس وفصيحها.
وصدق الله العظيم: ]قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هـذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً[ (الإسراء: 88).
قال ابن سعدي: "وكيف يقدر المخلوق من تراب، أن يكون كلامه ككلام رب الأرباب؟ .. هذا ليس في الإمكان، ولا في قدرة الإنسان، وكل من له أدنى ذوقٍ ومعرفةٍ بأنواع الكلام، إذا وزن هذا القرآن العظيم بغيره من كلام البلغاء، ظهر له الفرق العظيم".[10]
لقد اعترف أعداء القرآن بعظمة القرآن، وذلت رقابهم لما سمعوه من محكم آياته، فهاهو الوليد بن المغيرة سيد قريش، يسمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ قوله تعالى: ]إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتآء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون[ (النحل:90).
فيقول قولته المشهورة: "والله إنَّ لقولِه الذي يقولُ لحلاوة، وإنّ عليه لطلاوة، وإنه لمثمرٌ أعلاه، مغدِقٌ أسفلُه، وإنه ليعلو وما يُعلا، وإنه ليَحطِم ما تحته".[11]
ولما جاء عتبة بن ربيعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ قرأ عليه النبي صلى الله عليه وسلم أوائل سورة فصلت، فرجع إلى قريش قائلاً: إني واللهِ قد سمعت قولاً ما سمعتُ بمثلِه قط، والله ما هو بالشعر ولا السحر ولا الكهانة، يا معشر قريش: أطيعوني واجعلوها بي، خلّوا بين هذا الرجل وبينَ ما هو فيه، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعتُ نبأ".[12]
وفي العصر الحديث أيضاً شهد المنصفون من المستشرقين بعظمة القرآن، وسجلت كلماتُهم بحقه المزيدَ من الإعجاب والدَهش.
ومنه قول المستشرق فون هامر في مقدَمة ترجمته للقرآن، فقد قال: "القرآن ليس دستورَ الإسلام فحسب، وإنما هو ذِروة البيانِ العربي، وأسلوبُ القرآن المدهش يشهد على أن القرآنَ هو وحيٌ من الله، وأن محمداً قد نشر سلطانَه بإعجاز الخطاب، فالكلمةُ [أي القرآنُ] لم يكن من الممكن أن تكونَ ثمرةَ قريحةٍ بشرية".[13]
ويقول فيليب حتي في كتابه "الإسلام منهج حياة": "إن الأسلوب القرآني مختلف عن غيره، إنه لا يقبل المقارنة بأسلوب آخر، ولا يمكن أن يقلد، وهذا في أساسه هو إعجاز القرآن .. فمن جميع المعجزات كان القرآن المعجزة الكبرى".
وأما جورج حنا فيقول في كتابه "قصة الإنسان": "إذا كان المسلمون يعتبرون أن صوابية القرآن هي نتيجة محتومة لكون القرآن منزلاً ولا يحتمل التخطئة، فالمسيحيون يعترفون أيضاً بهذه الصوابية، بقطع النظر عن كونه منزلاً أو موضوعاً، ويرجعون إليه للاستشهاد بلغته الصحيحة كلما استعصى عليهم أمر من أمور اللغة".
ويقول الفيلسوف الفرنسي هنري سيرويا في كتابه "فلسفة الفكر الإسلامي" : "القرآن من الله بأسلوب سام ورفيع لا يدانيه أسلوب البشر".
وأما المستشرق بلاشير فلم يألُ جهداً في الطعن في القرآن ومعاداته في كتابه "القرآن الكريم"، لكن الحقيقة غلبته، فقال: "إن القرآن ليس معجزة بمحتواه وتعليمه فقط، إنه أيضاً يمكنه أن يكون قبل أي شيء آخر تحفة أدبية رائعة ؛ تسمو على جميع ما أقرته الإنسانية وبجلته من التحف".
وبهرت جزالة القرآن وروعة أساليبه المستشرق الأديب غوته، فسجل في ديوانه "الديوان الشرقي للشاعر الغربي" هذه الشهادة للقرآن: "القرآن ليس كلام البشر، فإذا أنكرنا كونه من الله، فمعناه أننا اعتبرنا محمداً هو الإله ".
وتحدث بعض المستشرقين عن الانقلاب العظيم الذي أحدثه القرآن في القيم الاجتماعية والأخلاقية للعرب، وكيف صنع منهم ومن الأمم الأخرى التي دخلت في الإسلام أمة الحضارة والريادة طوال قرون، فيقول المفكر الفرنسي مارسيل بوازار في كتابه "إنسانية الإسلام": "إن القرآن لم يُقدّر قط لإصلاح أخلاق عرب الجاهلية، إنه على العكس يحمل الشريعة الخالدة والكاملة والمطابقة للحقائق البشرية والحاجات الاجتماعية في كل الأزمنة".
ويقول ولد يورانت في "قصة الحضارة" عن القرآن: "وقد كان له أكبر الفضل في رفع مستوى المسلمين الأخلاقي والثقافي، وهو الذي أقام فيهم قواعد النظام الاجتماعي والوحدة الاجتماعية، وحرضهم على اتباع القواعد الصحيحة، وحرر وبعث في نفوس الأذلاء الكرامة والعزة، وأوجد بين المسلمين درجة من الاعتدال والبعد عن الشهوات لم يوجد لها نظير في أية بقعة من بقاع العالم يسكنها الرجل الأبيض".
وتقول المستشرقة الإيطالية لورافيشيا فاغليري في كتابها "دفاع عن الإسلام": "إن انتشار الإسلام السريع لم يتم لا عن طريق القوة ولا بجهود المبشرين الموصولة، إن الذي أدى إلى ذلك الانتشار كون الكتاب الذي قدمه المسلمون للشعوب المغلوبة - مع تخييرها بين قبوله ورفضه - كتاب الله، كلمة الحق، أعظم معجزة كان في ميسور محمد أن يقدمها إلى المترددين في هذه الأرض".[14]
ومما أذهل العلماء إعجاز القرآن العلمي، وما حواه من معارف توصلت إليها البشرية قريباً بفضل التقنية العلمية الحديثة، فسجل هؤلاء العلماء شهادات منصفة بحق القرآن العظيم.
ونبدأ بالبروفسور يوشيودي كوزان مدير مرصد طوكيو، إذ يقول: " إن هذا القرآن يصف الكون من أعلى نقطة في الوجود، فكل شيء أمامه مكشوف، إن الذي قال هذا القرآن، [أي الله] يرى كل شيء في هذا الكون، فليس هناك شيء قد خفي عليه ".
وأما البرفسور شرويدر عالم البحار الألماني فيقول في ندوة علماء البحار التي نظمتها جامعة الملك عبد العزيز بجدة: "ما قيل بالفعل منذ عديد من القرون في القرآن الكريم هو حقيقة ما يكتشفه العلماء اليوم، أعتقد أنه من المهم بالنسبة لندوة لهذه أن تبلغ هذا إلى العلماء من جميع الأمم".
ويقول البرفسور درجا برساد راو أستاذ علم جولوجيا البحار في جامعة الملك عبد العزيز، فيقول تعليقاً على إخبار الله في القرآن عن ظلمات البحار وأمواجها الداخلية، فقال: "ومن الصعب أن نفترض أن هذا النوع من المعرفة كان موجوداً في ذلك الوقت منذ 1400سنة ، ولكن بعض الأشياء تتناول فكرة عامة، ولكن وصف هذه الأشياء بتفصيل كبير أمر صعب جداً، ولذلك فمن المؤكد أن هذا ليس علماً بشرياً بسيطاً، لا يستطيع الإنسان العادي أن يشرح هذه الظواهر بذلك القدر من التفصيل، ولذلك فقد فكرت في قوة خارقة للطبيعة خارج الإنسان، لقد جاءت المعلومات من مصدر خارق للطبيعة".
وفي مؤتمر القاهرة (1986م) حول الإعجاز العلمي قدم البرفسور الأمريكي بالمار بحثاً ختمه بقوله: "أنا لا أعلم المستوى الثقافي الذي كان عليه الناس في زمن محمد [صلى الله عليه وسلم] ولا أدري في أي مستوى علمي كانوا، فإذا كان الأمر كما نعرف عن أحوال الأولين والمستوى العلمي المتواضع والذي ليس فيه هذه الإمكانيات، فلا شك أن هذا العلم الذي نقرؤه الآن في القرآن هو نور من العلم الإلهي قد أوحي به إلى محمد ".
ونختم جولتنا مع إعجاز القرآن العلمي بالحديث عن حديث القرآن عن تطور الجنين وتخلقه، وننقل شهادة البروفيسور مارشال جونسون رئيس قسم التشريح ومدير معهد دانيال بجامعة توماس جيفرسون بفلادلفيا بالولايات المتحدة الأمريكية، فقد أذهله ما ذكره القرآن عن تطور الجنين، فقال: "إنني كعالم أستطيع فقط أن أتعامل مع أشياء أستطيع أن أراها بالتحديد، أستطيع أن أفهم علم الأجنة وتطور علم الأحياء، أستطيع أن أفهم الكلمات التي تترجم لي من القرآن .. إنني لا أرى شيئاً لا أرى سبباً لا أرى دليلاً على حقيقة تفند مفهوم هذا الفرد محمد [صلى الله عليه وسلم] الذي لا بد وأنه يتلقى هذه المعلومات من مكان ما، ولذلك إنني لا أرى شيئاً يتضارب مع مفهوم أن التدخل الإلهي كان مشمولاً فيما كان باستطاعته أن يبلغه".
ويضيف البرفسور كيث ل مور مؤلف الكتاب الشهير الذي يعتبر مرجعاً معتمداً في كليات الطب العالمية ( رضي الله عنه hصلى الله عليه وسلم dصلى الله عليه وسلمvصلى الله عليه وسلمloping human) "أطوار خلق الإنسان"، فيقول عما سمعه من إعجاز قرآني في علم الأجنة: "يتضح لي أن هذه الأدلة حتماً جاءت لمحمد من عند الله، لأن كل هذه المعلومات لم تكشف إلا حديثاً وبعد قرون عدة، وهذا يثبت لي أن محمداً رسول الله".[15]
وصدق الله وهو يقول: ]ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد[ (سبأ: 6).

احسنت اخى الكريم على هذه الاضافة
جزاكم الله خيراً واثابك الجنة

محمد رافع 52 11-03-2013 09:31 PM

أخبار رويت في زهده في الدنيا وصبره على القوت الشديد فيها
واختياره الدار الآخرة وما أعد الله تعالى له فيها على الدنيا
وبذلك أمره ربه قال الله عز وجل (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى)
وقد روى أنه خير بين أن يكون عبداً نبياً وبين أن يكون ملكاً نبياً فاستشار فيه جبريل عليه السلام فأشار عليه بأن يتواضع فاختار أن يكون عبداً نبياً
أخبرناه أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد قال أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثني أبو العباس حيوة بن شريح قال أخبرنا بقية بن الوليد عن الزبيدي عن الزهري

عن محمد بن عبد الله بن عباس قال
كان ابن عباس يحدث أن الله عز وجل أرسل إلى نبيه ملكاً من الملائكة معه جبريل عليه السلام فقال الملك لرسول الله إن الله يخبرك بين أن تكون عبداً نبياً وبين أن تكون ملكاً نبياً فالتفت نبي الله إلى جبريل عليه السلام كالمستشير له فأشار جبريل عليه السلام إلى رسول الله أن تواضع فقال رسول الله بل أكون عبداً نبياً قال فما أكل بعد تلك الكلمة طعاماً متكئاً حتى لقي ربه عز وجل


أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله الحربي في جامع الحربية ببغداد قال حدثنا حمزة بن محمد بن العباس قال حدثنا محمد بن غالب قال حدثنا موسى بن مسعود قال حدثنا عكرمة عن أبي زميل قال حدثني ابن عباس أن عمر بن الخطاب حدثه فذكر الحديث في اعتزال رسول الله نساءه إلى أن قال
دخلت على رسول الله في خزانته فإذا هو مضطجع على حصير فأدنى عليه إزاره وجلس وإذا الحصير قد أثر في جنبه وقلبت عيني في خزانة رسول الله فإذا ليس فيها شيء من الدنيا غير قبضتين أو قال قبضة من شعير وقبضة من قرط نحو الصاعين وإذا أفيق معلق أو أفيقان قال فابتدرت عينياي فقال رسول الله ما يبكيك يا ابن الخطاب
قلت يا رسول الله وما لي لا أبكي وأنت صفوة الله عز وجل ورسوله وخيرته من خلقه وهذه خزانتك وهذه الأعجام كسرى وقيصر في الثمار والأنهار وأنت هكذا
قال يا ابن الخطاب أما ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا قلت بلى يا رسول الله قال فاحمد الله عز وجل وذكر الحديث
أخرجه مسلم في الصحيح من وجه آخر عن عكرمة بن عمار وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري قال حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار قال حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال حدثنا

عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور عن ابن عباس عن عمر بن الخطاب في هذه القصة قال
فجلست فرفعت رأسي في البيت فوالله ما رأيت فيه شيئاً يرد البصر إلا أهب ثلاثة فقلت ادع الله يا رسول الله أن يوسع على أمتك فقد وسع على فارس والروم وهم لا يعبدون الله فاستوى جالساً فقال أفي شك أنت يا ابن الخطاب أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا فقلت أستغفر الله يا رسول الله وكان أقسم أن لا يدخل عليهن شهراً من شدة موجدته عليهن حتى عاتبه الله عز وجل
قال الزهري فأخبرني عروة عن عائشة قالت
فلما مضى تسع وعشرون ليلة دخل علي رسول الله بدأ علي فقلت يا رسول الله أقسمت أن لا تدخل علينا شهراً إنك دخلت علي من تسع وعشرين أعدهن فقال إن الشهر تسع وعشرون ثم قال يا عائشة إني ذاكر لك أمراً فلا عليك أن لا تعجلي فيه حتى تستأمري أبويك قالت ثم قرا (يأيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعلين أمتعكن وأسرحكن سراحاً جميلاً وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجراً عظيماً) قالت قد علم والله إن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقه قالت قلت أفي هذا أستأمر أبوي فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة
رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق


وأخرجه البخاري من وجه آخر عن الزهري
حدثنا الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان إملاء قال أخبرنا إسماعيل بن نجيد بن أحمد بن يوسف السلمي قال أخبرنا محمد بن أيوب بن يحيى البجلي قال أخبرني سهل بن بكار قال حدثنا مبارك بن فضالة عن الحسن عن أنس بن مالك قال
دخلت على رسول الله وهو على سرير مرمول بالشريط وتحت رأسه وسادة من أدمٍ حشوها ليف ودخل عليه عمر وناس من أصحابه فانحرف النبي انحرافة فرأى عمر أثر الشريط في جنبه فبكى فقال له ما يبكيك يا عمر
فقال عمر رضي الله عنه ومالي لا أبكي وكسرى وقيصر يعيشان فيما يعيشان فيه من الدنيا وأنت على الحال الذي أرى
فقال له النبي يا عمر أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة قال بلى قال هو كذلك
حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك رحمه الله قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الأصبهاني قال حدثنا يونس بن حبيب قال حدثنا أبو داود قال حدثنا المسعودي عن عمرو بن مرة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال
اضطجع النبي على حصير فأثر الحصير بجلده فجعلت أمسحه عنه وأقول بأبي أنت وأمي يا رسول الله ألا أذنتنا فنبسط لك شيئاً يقيك منه تنام عليه


فقال ما لي وللدنيا وما أنا والدنيا إنما أنا والدنيا ****ب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن ابي إسحاق المزكي وأبو بكر بن الحسن القاضي قالوا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا يحيى بن بحر قال حدثنا ابن وهب قال أخبرني يونس بن يزيد
ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرني عبد العزيز بن عبد الرحمن بن سهل الدباس بمكة قال حدثنا محمد بن علي بن زيد الصائغ قال أخبرنا أحمد بن شبيب قال حدثني أبي عن يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عتبة عن أبي هريرة
أن رسول الله قال لو أن لي مثل أحد ذهباً ما سرني أن يأتي علي ثلاث ليال وعندي منه شيء إلا شيء أرصده لديني
لفظ حديث ابن وهب رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن شبيب


أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا الحسن بن علي بن عفان العامري قال حدثنا أبو أسامة عن الأعمش عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال
قال رسول الله اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً
رواه مسلم في الصحيح عن الأشج عن أبي أسامة وأخرجاه من حديث فضيل بن غزوان عن عمارة
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي المقرئ قال أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق قال حدثنا يوسف بن يعقوب قال حدثنا عمرو بن مرزوق قال أخبرنا زائدة عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت
ما شبع آل محمد منذ قدموا المدينة ثلاث ليال تباعاص من خبر بر حتى توفي
قال وأخبرنا يوسف قال حدثنا أبو الربيع قال حدثنا جرير عن منصور بإسناده نحوه
أخرجاه في الصحيح من حديث جرير بن عبد الحميد
أخبرنا أبو محمد يوسف قال أخبرنا أبو سعيد بن الأعرابي قال حدثنا محمد بن سعيد بن غالب قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت
ما شبع رسول الله ثلاثة ايام تباعاً حتى مضى لسبيله
رواه مسلم عن إسحاق عن أبي معاوية
أخبرنا أبو عبد الحافظ قال حدثنا أبو بكر بن إسحاق إملاء قال
أخبرنا يوسف بن يعقوب قال حدثنا محمد بن كثير قال حدثنا سفيان قال حدثنا عبد الرحمن عن عابس بن ربيعة عن أبيه أن عائشة قالت
كنا نخرج الكراع بعد خمس عشرة فنأكله فقلت ولم تفعلون فضحكت وقالت ما شبع آل محمد من خبز مآدوم حتى لحق بالله عز وجل
رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن كثير
أخبرنا أبو طاهر الفقيه وأبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال أخبرنا أنس بن عياض عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
أنها قالت كنا آل محمد يمر بنا الهلال والهلال والهلال ما نوقد بنار للطعام إلا أنه التمر والماء إلا أنه حولنا أهل دور من الأنصار فيبعث أهل كل دار بغزيرة شاتهم إلى رسول الله فكان النبي يسقينا من ذلك اللبن

أخرجاه في الصحيح من حديث هشام بن عروة
أخبرنا أبو عمر محمد بن عبد الله الأديب قال حدثنا أبو بكر الإسماعيلي قال أخبرني الحسن هو ابن سفيان قال حدثنا هدبة قال حدثنا همام قال حدثنا قتادة قال
كنا نأتي أنس بن مالك وخبازه قائم فقال كلوا فما أعلم رسول الله رأى رغيفاً مرققاً حتى لحق بالله تعالى ولا رأى شاة سميطاً بعينه قط
رواه البخاري في الصحيح عن هدبة
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن سختويه قال حدثنا أبو المثنى العنبري قال حدثني أبي قال حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن يونس عن قتادة عن أنس بن مالك قال
ما أكل النبي على خوان ولا في سكرجة وال خبز له مرقق قال فقلت لأنس فعلام كانوا يأكلون قال على السفر

رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن أبي الأسود وغيره عن معاذ بن هشام
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يونس بن حبيب قال حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت عبد الرحمن بن يزيد يحدث عن الأسود عن عائشة قالت
ما شبع رسول الله من خبز شعير يومين متتابعين حتى قبض
أخرجه مسلم في الصحيح من حديث شعبة
أخبرنا أبو بكر بن فورك قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يونس بن حبيب قال حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة عن سماك بن حرب قال سمعت النعمان بن بشير يقول
سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخطب فذكر ما فتح على الناس فقال لقد رأيت رسول الله يلتوي يومه من الجوع ما يجد من الدقل ما يملأ به بطنه
أخرجه مسلم في الصحيح من حديث شعبة
أخبرنا أبو محمد بن يوسف قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا محمد بن إسحاق قال حدثنا روح بن عبادة قال حدثنا هشام بن أبي عبد الله عن قتادة عن أنس

أنه مشى إلى النبي بخبز شعير وإهالة سنخة ولقد رهن درعه عند يهودي فأخذ لأهله شعيراً ولقد سمعته ذات يوم يقول ما أمسى عند آل محمد صاع تمر ولا صاع حب
أخرجه البخاري من حديث هشام ببعض معناه قال وإنهم يومئذ تسعة أبيات
أخبرنا أبو الطاهر الفقيه قال حدثنا أبو حامد بن بلال قال حدثنا أحمد بن منصور المروزي قال حدثنا النضر بن شميل قال أخبرن هشام ابن عرو قال أخبرني أني عن عائشة رضي الله عنها قالت
كان فراش رسول الله من أدمٍ وحشوه ليف
رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن أبي رجاء عن النضر

وأخرجه مسلم من أوجه أخر عن هشام
أخبرنا أبو علي الروذباري في الفوائد وأبو عبد الله الحسين بن عمر ابن برهان وأبو الحسين بن الفضل القطان وأبو محمد السكري ببغداد قالوا حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار قال حدثنا الحسن بن عرفة قال حدثنا عباد بن عباد المهلبي عن مجالد بن سعيد عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت
دخلت علي امرأة من الأنصار فرأت فراش رسول الله عباءة مثنية فانطلقت فبعثت إلى بفراش حشوه الصوف فدخل علي رسول الله فقال ما هذا يا عائشة قالت قلت يا رسول الله فلانة الأنصارية دخلت عي فرأت فراشك فذهبت فبعثت إلي بهذا فقال رديه قالت فلم أرده وأعجبني أن يكون في بيتي حتى قال ذلك ثلاث مرات فقال رديه يا عائشة فوالله لو شئت لأجرى الله تعالى معي جبال الذهب والفضة
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني قال أخبرنا أبو سعيد ابن الأعرابي قال حدثنا ابن عفان يعين الحسن بن علي قال حدثنا حسين الجعفي قال حدثنا زائدة قال حدثنا عبد الملك بن عمير عن ربعي بن خراش عن أم سلمة قالت
دخل علي رسول الله وهو ساهم الوجه قالت فحسبت ذلك في وجع قالت قلت يا رسول الله مالي أراك ساهم الوجه قال من
أجل الدنانير السبعة التي أتتنا أمس فأمسينا ولم ننفقهن فكن في خمل الفراش
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد الخزاعي بمكة قال حدثنا أبو يحيى بن أبي مسرة قال حدثنا عبد الله بن عبد الحكم المصري قال حدثنا بكر بن مضر عن موسى بن جبير عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال
دخلت أنا وعروة بن الزبير على عائشة رضي الله عنها فقالت لو رأيتما رسول الله في مرض له قالت وكانت عندي ستة دنانير قال موسى أو سبعة قالت فأمرني نبي الله أن أفرقها قالت فشغلني وجع النبي حتى عافاه الله تعالى قالت ثم سألني عنها فقال ما فعلت أكنت فرقت الستة الدنانير أو السبعة قالت لا والله لقد كان شغلني وجعك قالت فدعا بها فوضعها في كفه فقال ما ظن نبي الله لو لقي الله تعالى وهذه عنده
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرني أبو يوسف يعقوب بن أحمد ابن محمد بن يعقوب بن الأزهر الخسروجردي قال حدثنا قتيبة قال حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي عن ثابت البناني عن أنس بن مالك
أن النبي لم يدخر شيئاً لغد
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو بكر بن إسحاق قال أخبرنا إسماعيل بن قتيبة قال حدثنا يحيى بن يحيى قال حدثنا داود بن عبد الرحمن عن منصور يعني ابن عبد الرحمن الحجبي عن أمه عن عائشة قالت
توفي رسول الله حين شبع الناس من الأسودين التمر والماء
رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى
أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال أخبرنا أبو محمد جعفر بن نصير قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله البصري قال حدثنا بكار بن محمد قال حدثنا عبد الله بن عون عن ابن سيرين عن أبي هريرة
أن رسول الله دخل على بلال فوجد عنده صبرا من تمر فقال ما هذا يا بلال قال تمراً أدخره قال ويحك يا بلال أو ما تخاف أن تكون له بخار في النار أنفق بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالاً

محمد رافع 52 11-03-2013 09:35 PM

حديث نفقة رسول الله وما في ذلك من كفاية الله تعالى همه وسعيه على الفقراء وابن السبيل
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني قال أخبرنا أبو سعيد ابن الأعرابي قال حدثنا أبو داود السجستاني قال حدثنا أبو توبة الربيع ابن نافع
ح وأخبرنا أبو علي الروذباري قال أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي قالا حدثنا أبو حاتم محمد بن إدري الرازي قال حدثنا أبو توبة قال حدثني معاوية بن سلام عن يزيد بن سلام أنه سمع أبا سلام قال حدثني عبد الله الهوزني يعني أبا عامر الهوزني قال
لقيت بلالا مؤذن النبي بحلب فقلت يا بلال حدثني كيف كانت نفقة النبي


فقال ما كان له شيء من ذلك إلا أنا الذي كنت ألي ذلك منه منذ بعثه الله تعالى إلى أن توفي فكان إذا أتاه الإنسان المسلم فرآه عارياً يأمرني فأنطلق فأستعرض وأشتري البردة والشيء فأكسوه وأطعمه حتى اعترضني رجل من المشركين فقال يا بلال إن عندي سعة فلا تستقرض من أحد إلا مني ففعلت فلما كان ذات يوم توضأت ثم قمت لأؤذن بالصلاة فإذا المشرك في عصابة من التجار فلما رآني قال يا حبشي قال قلت يا لبيه فتجهمني وقال قولا غليظاً فقال أتدري كم بينك وبين الشهر قلت قريب قال إنما بينك وبينه أربع ليال فآخذك بالذي لي عليك فإني لم أعطك الذي أعطيتك من كرامتك ولا من كرامة صاحبك ولكن أعطيتك لتجب لي عبداً فأردك ترعى الغنم كما كنت قبل ذلك فأخذ في نفسي ما يأخذ في أنفس الناس فانطلقت ثم أذنت بالصلاة حتى إذا صليت العتمة رجع النبي إلى أهله فاستأذنت عليه فأذن لي فقلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي إن المشرك الذي ذكرت لك أني كنت أتدين منه قد قال لي كذا وكذا وليس عندك ما تقضي عني ولا عندي وهو فاضحي فأذن لي آتي بعض هؤلاء الأحياء الذين قد أسلموا حتى يرزق الله رسوله ما يقضي عني فخرجت حتى أتيت منزلي فجعلت سيفي وجرابي ورمحي ونعلي عند رأسي واستقبلت بوجهي الأفق فكلما نمت انتبهت فإذا رأيت علي ليلاً نمت حتى انشق عمود الصبح الأول فأردت أن أنطلق فإذا إنسان يسعى يدعو يا بلال أجب رسول الله فانطلقت حتى أتيته فإذا أربع ركائب عليهن أحمالهن فأتيت النبي فاستأذنت فقال لي النبي أبشر فقد جاءك الله بقضائك فحمدت الله تعالى وقال ألم تمر على الركائب المناخات الأربع قال فقلت بلى قال فإن لك
رقابهن وما عليهن فإذا عليهن كسوة وطعام أهداهن له عظيم فدك فاقبضهن إليك ثم اقصد دينك قال ففعلت فحططت عنهن أحمالهن ثم عقلتهن ثم عمدت إلى تأذين صلاة الصبح حتى إذا صلى رسول الله خرجت إلى البقيع فجعلت إصبعي في أذني فناديت وقلت من كان يطلب رسول الله ديناً فليحضر فما زلت أبيع وأقضي وأعرض وأقضي حتى لم يبق على رسول الله دين في الأرض حتى فضل عندي أوقيتان أو أوقية ونصف ثم انطلقت إلى المسجد وقد ذهب عامة النهار فإذا رسول الله قاعد في المسجد وحده فسلمت عليه فقال لي ما فعل ما قبلك
قلت قد قضى الله كل شيء كان على رسول الله فلم يبق شيء فقال فضل شيء قال قلت نعم ديناران قال انظر أن تريحني منهما فلست بداخل على أحد من أهلي حتى تريحني منهما قال فلم يأتنا أحد فبات في المسجد حتى أصبح وظل في المسجد اليوم الثاني حتى كان في آخر النهار جاء راكبان فانطلقت بهما فكسوتهما وأطعمتهما حتى إذا صلى العتمة دعاني فقال ما فعل الذي قبلك قلت قد أراحك الله منه فكبر وحمد الله شفقاً من أن يدركه الموت وعنده ذلك ثم اتبعته حتى إذا جاء أزواجه فسلم على امرأة امرأة حتى إذا أتى مبيته فهذا الذي سألتني عنه

محمد رافع 52 11-03-2013 09:41 PM

ما جاء في إخبار النبي عن خلفاء يكونون بعده فكانوا
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ أخبرنا أبو الفضل بن إبراهيم حدثنا أحمد بن سلمة حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن فرات يعني القزاز قال سمعت أبا حازم يحدث قال قاعدت أبا هريرة خمس سنين فسمعته يحدث عن النبي قال الله كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلف نبي وأنه لا نبي بعدي وستكون خلفاء فتكثر قالوا فما تأمرنا قال فوا ببيعة الأول فالأول واعطوعم حقهم فإن الله عز وجل سائلهم عما استرعاهم
رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن محمد بن بشار

ما جاء في إخباره عن الملوك يكونون بعد الخلفاء فكانوا كما أخبر صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري أخبرنا جدي يحيى بن منصور القاضي حدثنا أحمد بن سلمة حدثنا محمد بن يحيى حدثنا ابن أبي مريم أخبرنا ابن الدراوردي حدثنا الحارث بن فضيل الخطمي عن جعفر ابن عبد الله بن الحكم عن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة عن أبي رافع مولى رسول الله عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله قال
ما كان نبي إلا كان له حواريون يهدون بهديه ويستنون بسنته ثم يكون من بعده خلوف يقولون ما لا يفعلون ويعملون ما تنكرون
رواه مسلم في الصحيح عن الصغاني عن ابن أبي مريم
حدثنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا إبراهيم بن سليمان البرلسي حدثنا محمد بن عبيد الله السلمي أبو ثابت قال حدثنا عبد الله بن الحارث وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أخبرنا أبو بكر
أحمد بن كامل القاضي حدثنا أبو إسماعيل السلمي حدثنا أبو ثابت حدثنا عبد الله بن الحارث بن محمد بن حاطب الجمحي عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله يكون بعد الأنبياء خلفاء يعملون بكتاب الله ويعدلون في عباد الله ثم يكون بعد الخلفاء ملوك يأخذون بالثأر وي***ون الرجال ويصطفون الأموال فمغير بيده ومغير بلسانه ومغير بقلبه ليس وراء ذلك من الإيمان شئ
أخبرنا أبو بكر بن فورك رحمه الله أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا يونس بن حبيب حدثنا أبو داود حدثنا جرير بن حازم عن ليث عن عبد الرحمن بن سابط عن أبي ثعلبة الخشني عن أبي عبيدة بن الجراح ومعاذ ابن جبل عن النبي قال
إن الله بدأ هذه الأمة نبوة ورحمة وكائنا خلافة ورحمة وكائنا ملكا عضوضا وكائنا عزة وجبرية وفسادا في الأمة يستحلون الفروج والخمور والحرير وينصرون على ذلك ويرزقون أبدا حتى يلقوا الله عز وجل

محمد رافع 52 11-03-2013 09:42 PM

في إخباره عن مدة الخلافة بعده ثم تكون ملكا فكان كما أخبر
أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان ببغداد أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا قيس بن حفص وسوار بن عبد الله قالا حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن سعيد بن جمهان عن سفينة قال قال رسول الله خلافة النبوة ثلاثون سنة ثم يؤتي الملك من يشاء أو قال ملكه من يشاء
قال سعيد قال لي سفينة أمسك أبا بكر سنتين وعمر عشرا وعثمان اثنتي عشرة وعلي ستا قال قلت لسفينة إن هؤلاء يزعمون أن عليا لم يكن بخليفة قال كذبت استاه بني الزرقاء واللفظ لسوار
أخبرنا أبو علي الروذباري أخبرنا أبو بكر بن داسة حدثنا أبو داود حدثنا سوار بن عبد الله فذكره بإسناده نحوه زاد يعني سوار وقال وعلي كذا وهذا لأن خلافته كانت خمس سنين إلا شهرين والزيادة في خلافة أبي
بكر وعمر فإن خلافة أبي بكر كانت سنتين وأربعة أشهر إلا عشر ليال وخلافة عمر عشر سنين وستة أشهر وأربعة أيام وخلافة عثمان اثنتي عشرة سنة إلا اثنى عشر يوما
وفيما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ عن أبي بكر بن المؤمل عن الفضل بن محمد عن أحمد بن حنبل عن إسحاق بن عيسى عن أبي معشر إلا أنه قال في علي رضي الله عنه خمس سنين إلا ثلاثة أشهر
وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا عبيد الله بن موسى أخبرنا حشرج بن نباتة قال حدثنا ابن جمهان عن سفينة مولى رسول الله قال رسول الله الخلافة في أمتي ثلاثون سنة ثم ملك بعد ذلك
قال لي سفينة أمسك خلافة أبي بكر وخلافة عمر وخلافة عثمان وخلافة علي رضي الله عنهم فنظرنا فوجدناها ثلاثين سنة
وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا محمد بن فضيل حدثنا مؤمل حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال سمعت رسول الله يقول
خلافة نبوة ثلاثين عاما ثم يؤتي الله الملك من يشاء فقال معاوية قد رضينا بالملك

محمد رافع 52 11-03-2013 09:44 PM

ما جاء في إخباره بأن الله تعالى يأبى ثم المؤمنون أن يكون بعده الخليفة إلا أبا بكر وإن لم يستخلفه في غير الصلاة نصا فكان كما أخبر
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا الحسن بن مكرم حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا إبراهيم بن سعد عن صالح ابن كيسان عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت دخل علي رسول الله في اليوم الذي بدئ فيه فقلت وارأساه فقال وددت أن ذلك كان وأنا حي فهيأتك ودفنتك قلت غيري كأني بك في ذلك اليوم عروسا فيه ببعض نسائك فقال بل أنا وارأساه ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب لأبي بكر كتابا فإني أخاف أن يقول قائل ويتمنى ويقول أنا أولى ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر
رواه مسلم في الصحيح عن عبيد الله بن سعيد عن يزيد بن هارون وقال في الحديث فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل أنا أولى ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر

ما جاء في إخباره عن رؤياه ورؤيا الأنبياء عليهم السلام وحي بقصر مدة أبي بكر بعده وزيادة مدة عمر بن الخطاب بعد أبي بكر فكانا كما أخبر
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي في آخرين قالوا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا محمد بن نصر حدثنا ابن وهب قال أخبرنا يونس عن ابن شهاب أن سعيدا أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول سمعت رسول الله يقول بينا أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلو فنزعته فنزعت منها ما شاء الله ثم أخذها ابن أبي قحافة فنزع منها ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف والله يغفر له ثم استحالت غربا فأخذها ابن الخطاب فلم أر عبقريا من الناس ينزع نزع عمر بن الخطاب حتى ضرب الناس بعطن
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أبو بكر بن أبي نصر الدابردي بمرو حدثنا أبو الموجه محمد بن عمرو إملاء حدثنا عبدان بن عثمان أخبرنا عبد الله بن يونس عن الزهري أن سعيد بن المسيب فذكره بإسناده نحوه إلا أنه لم يقل فنزعته وقال فنزع بها ذنوبا أو ذنوبين

رواه البخاري في الصحيح عن عبدان ورواه مسلم عن حرملة عن ابن وهب وأخرجاه أيضا من حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل أخبرنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز حدثنا عبد الله بن روح حدثنا شبابة بن سوار حدثنا المغيرة بن مسلم عن مطر الوراق وهشام كلاهما عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي قال رأيت كأني أسقي غنما سودا إذا خالطتهم غنم عنز إذ جاء أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين وفيه ضعف ويغفر الله له إذ جاء عمر فأخذ الدلو فاستحالت غربا فأروى الناس وصدر الشاء فلم أر عبقريا يفري فري عمر قال رسول الله فأولت أن الغنم السود العرب وأن العفر إخوانكم من هذه الأعاجم
أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد الحافظ حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أخبرنا الربيع بن سليمان قال قال الشافعي رحمه الله رؤيا الأنبياء وحي وقوله وفي نزعه ضعف قصر مدته وعجلة موته وشغله بالحرب مع أهل الردة عن الافتتاح والتزيد الذي بلغه عمر في طول مدته

محمد رافع 52 11-03-2013 09:46 PM

ما جاء في الإخبار عن الولاة بعده وما وقع من الفتنة في آخر عهد عثمان ثم في أيام علي رضي الله عنهما حتى لم يستقم له
أمر الولاية كما استقام لأصحابه واغتنام النبي بذلك
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار حدثنا عبيد بن شريك حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن ابن عباس كان يحدث أن رجلا أتى النبي فقال يا رسول الله إني رأيت الليلة في المنام ظلة نتطف السمن والعسل وأرى الناس يتكففون منها بأيديهم فالمستكثر والمستقل وإذا سبب واصل من الأرض إلى السماء فأراك أخذت به فعلوت ثم أخذ به رجل من بعدك فعلا ثم أخذ رجل آخر فعلا ثم أخذ رجل آخر فانقطع ثم وصل له فعلا قال أبو بكر رضي الله عنه يا رسول الله بأبي أنت وأمي لتدعني فأعبره فقال رسول الله أعبر فقال أبو بكر أما الظلة فظلة الإسلام وأما الذي تنطف من السمن والعسل فالقرآن حلاوته ولينه وأما يتكفف الناس من ذلك فالمستكثر من القرآن والمستقل منه وأما السبب الواصل من السماء إلى الأرض فالحق الذي أنت عليه فأخذت به فيعليك الله ثم يأخذ به رجل من بعدك فيعلو ثم يأخذ
به رجل آخر فيعلو ثم يأخذ به رجل آخر فينقطع به ثم يوصل له فيعلو به فأخبرني يا رسول الله بأبي أنت وأمي أصبت أم أخطأت فقال رسول الله أصبت بعضا وأخطأت بعضا قال فوالله يا رسول الله لتخبرني بالذي أخطأت قال لا تقسم
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا بحر ابن نصر حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني يونس فذكره بإسناده نحوه إلا أنه قال وأرى سببا واصلا من السماء إلى الأرض
رواه البخاري في الصحيح عن يحي بن بكير ورواه مسلم عن حرملة عن ابن وهب
وقال أبو سليمان الخطابي اختلف الناس في تأويل قوله عليه السلام أصبت بعضا وأخطأت بعضا فقال بعضهم إنما صوبه في تأويل الرؤيا وخطأه في الافتيات بالتعبير بحضرة رسول الله وقال بعضهم موضع الخطأ في ذلك أن المذكور في الرؤيا شيئان وهما السمن والعسل فعبرهما على شيء واحد وهو القرآن وكان حقه أن يعبر كل واحد منهما على انفراده وإنما هما الكتاب والسنة لأنها بيان الكتاب الذي أنزل عليه قال وبلغني هذا القول أو قريب من معناه عن أبي جعفر الطحاوي

أخبرنا أبو علي الروذباري أخبرنا أبو بكر بن داسة حدثنا أبو داود حدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا شعبة عن الحسن عن أبي بكرة أن النبي قال ذات يوم من رأى منكم رؤيا فقال رجل أنا رأيت كأن ميزانا نزل من السماء فوزنت أنت وأبو بكر فرجحت أنت بأبي بكر ووزن عمر وأبو بكر فرجح أبو بكر ووزن عمر وعثمان فرجح عمر ثم رفع الميزان فرأينا الكراهية في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأخبرنا أبو علي أخبرنا أبو بكر بن داسة حدثنا أبو داود حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا حماد حدثنا علي بن يزيد عن عبد الرحمن بن أبي بكر عن أبيه أن النبي قال ذات يوم أيكم رأى رؤيا فذكر مثله لم يذكر الكراهية فاستاءها رسول الله يعني ساءه ذلك فقال خلافة نبوة ثم يؤتي الله الملك من يشاء
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا بحر بن نصر حدثنا ابن وهب أخبرنا يونس عن ابن شهاب قال كان جابر بن عبد الله يحدث أن رسول الله قال أري الليلة رجل صالح أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه نيط برسول الله ونيط عمر بن الخطاب بأبي بكر ونيط عثمان بن عفان بعمر فقال جابر فلما قمنا من عند رسول الله قلنا أما الرجل الصالح فرسول الله وأما ما ذكر رسول الله من نوط بعضهم ببعض فهم ولاة هذا الأمر الذي بعث الله عز وجل به نبيه
تابعه شعيب بن أبي حمزة عن الزهري هكذا
وأخبرنا أبو علي الروذباري أخبرنا أبو بكر بن داسة حدثنا أبو داود حدثنا
عمرو بن عثمان حدثنا محمد بن حرب عن الزبيدي عن ابن شهاب عن عمرو ابن أبان بن عثمان عن جابر بن عبد الله انه كان يحدث فذكر الحديث بمثله
أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن علي الروذباري أخبرنا أبو بكر ابن داسة حدثنا أبو داود حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عفان بن مسلم حدثنا حماد بن سلمة عن أشعث بن عبد الرحمن عن أبيه عن سمرة بن جندب أن رجلا قال يا رسول الله إني رأيت كأن دلوا دلي من السماء فجاء أبو بكر فأخذ بعراقيها فشرب شربا ضعيفا ثم جاء عمر فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلع ثم جاء عثمان فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلع ثم جاء علي فأخذ بعراقيها فانتشطت فانتضح عليه منه شيء
قلت ضعف شرب أبي بكر قصر مدته والانتضاح منه على علي ما أصابه من المنازعة في ولايته والله أعلم
ُ

محمد رافع 52 11-03-2013 09:49 PM

ما جاء في إخباره عن صدق أبي بكر في إيمانه وشهادته لعمر
وعثمان بالشهادة فاستشهدا بعده كما أخبر مع ما فيه من أمره
الجبل بالثبوت بعد الرجفة وضربه إياه برجله فسكن
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا أحمد بن يونس الضبي حدثنا مكي بن إبراهيم البلخي وروح بن عبادة قالا حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس
قال صعد النبي أحدا وقال روح حراء أو أحدا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم قال مكي فضربه النبي برجله وقال اثبت عليك نبي وصديق وشهيدان
أخرجه البخاري في الصحيح من حديث يزيد بن زريع وغيره عن ابن أبي عروبة وقالوا عنه أحد كما قال مكي

وأخبرنا أبو الحسين بن بشران أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا أحمد بن منصور حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي أن حراء ارتج وعليه النبي وأبو بكر وعمر وعثمان فقال النبي اثبت ما عليك إلا نبي وصديق وشهيدان
قال معمر وسمعت قتادة يحدث عن النبي مثله

ما جاء في إخباره عن صدق أبي بكر في تصديقه وشهادته
لعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير بالشهادة فاستشهدوا كما أخبر
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب حدثنا أحمد بن سلمة وحسين بن حسن قالا حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز ابن محمد الدراوردي عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعلي وعثمان وطلحة والزبير رضي الله عنهم فتحركت الصخرة فقال رسول الله اهدأ فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد
رواه مسلم في الصحيح عن قتيبة بن سعيد

محمد رافع 52 11-03-2013 09:51 PM

ما جاء في دعائه لعكاشة بن محصن وإداركه الشهادة ببركة دعائه وظهور دلالات الصدق فيما أخبر عن حاله
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله قال أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حرملة أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب قال حدثنا سعيد بن المسيب أن أبا هريرة حدثه أنه سمع رسول الله يقول يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفا تضئ وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر قال أبو هريرة فقام عكاشة بن محصن الأسدي يرفع نمرة عليه فقال يا رسول الله أدع الله أن يجعلني منهم فقال رسول اللهم اجعله منهم ثم قام رجل من الأنصار فقال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال سبقك بها عكاشة
رواه مسلم في الصحيح عن حرملة وأخرجه البخاري من حديث ابن المبارك عن يونس ورواه أيضا عمران بن حصين عن النبي
ومشهور فيما بين أهل المغازي أن عكاشة استشهد في أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه

ما جاء في إخباره عن حال ثابت بن قيس بن شماس رضي الله
عنه وشهادته له بالشهادة والجنة ف*** شهيدا يوم مسيلمة في
عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه وما ظهر في رؤيا من رآه
من الآثار
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني حدثنا أبو النضر حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال
لما نزلت هذه الآية (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي) إلى قوله (أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون) وكان ثابت بن قيس بن الشماس رفيع الصوت فقال أنا الذي كنت أرفع صوتي على رسول الله حبط عملي وأنا من أهل النار فجلس في أهله حزينا قال ففقده النبي فانطلق بعض القوم إليه فقالوا له تفقدك رسول الله ما لك قال أنا الذي كنت أرفع صوتي فوق صوت النبي وأجهر له بالقول حبط عملي وأنا من أهل النار فأتوا النبي فأخبروه بما قال فقال لا بل هو من أهل الجنة
قال أنس فكنا نراه يمشي بين أظهرنا ونحن نعلم أنه من أهل الجنة
فلما كان يوم اليمامة قال أنس بن مالك فأنا فيهم قال فكان فينا بعض
انكشاف فجاء ثابت بن قيس قد تحنط ولبس كفنه فقال بئس ما تعودون أقرانكم فقاتلهم حتى ***
أخرجه مسلم في الصحيح من وجه آخر عن سليمان بن المغيرة
وأخبرنا أبوالحسين بن بشران العدل ببغداد أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا أحمد بن منصور حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري أن ثابت بن قيس بن شماس قال يا رسول الله قد خشيت أن أكون قد هلكت نهى الله المرء أن يحب أن يحمد بما لم يفعل وأجدني أحب الحمد ونهى الله عز وجل عن الخيلاء وأجدني أحب الجمال ونهى أن نرفع أصواتنا فوق صوتك وأنا امرؤ جهير الصوت فقال النبي يا ثابت أوما ترضى أن تعيش حميدا وت*** شهيدا وتدخل الجنة قال فعاش حميدا و*** شهيدا يوم مسيلمة
وحدثنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرنا محمد بن عيسى العطار بمرو حدثنا عبدان بن محمد الحافظ حدثنا الفضل بن سهل البغدادي وكان يقال له الأعرج حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال حدثنا أبي عن ابن شهاب قال حدثنا إسماعيل بن محمد بن ثابت الأنصاري عن أبيه أن ثابت ابن قيس قال يا رسول الله لقد خشيت أن أكون قد هلكت قال رسول الله ولم قال نهانا الله أن نحب أن نحمد بما لم نفعل وأجدني أحب الحمد ونهانا عن الخيلاء وأجدني أحب الجمال ونهانا أن نرفع أصواتنا فوق صوتك وأنا جهير الصوت فقال رسول الله يا ثابت ألا ترضى أن تعيش حميدا وت*** شهيدا وتدخل الجنة قال بلى يا رسول الله وقال فعاش حميدا و*** شهيدا يوم مسلمة الكذاب


حدثنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا محمد بن صالح بن هاني حدثنا السري بن خزيمة حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا حماد حدثنا ثابت عن أنس أن ثابت بن قيس جاء يوم اليمامة وقد تحنط ولبس أكفانه وقد انهزم أصحابه فقال اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء فبئس ما عودتم أقرانكم منذ اليوم خلوا بيننا وبين أقراننا ساعة ثم حمل فقاتل ساعة ف*** وكانت له درع قد سرقت فرآه رجل فيما يرى النائم فقال إن درعي في قدر تحت أكاف بمكان كذا وكذا وأوصى بوصايا فطلب الدرع فوجد حيث قال فأنفذوا وصيته
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي قال أخبرنا أبي حدثنا ابن جابر قال حدثنا عطاء الخراساني قال قدمت المدينة فلقيت رجلا من الأنصار فقلت حدثني حديث ثابت بن قيس بن الشماس فقال قم معي فانطلقت حتى دفعنا إلى دار فأدخلني على امرأة فقال هذه ابنة ثابت بن قيس فسلها فقلت حدثيني عنه رحمك الله قالت إنه لما أنزل الله عز وجل على رسوله (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي) فذكر الحديث بمعنى ما روينا في الأخبار قبله إلى قول النبي لست منهم بل تعيش حميدا وت*** شهيدا ويدخلك الله الجنة فلما كان يوم اليمامة أتى مسيلمة فلما لقي أصحاب رسول الله حمل عليهم فانكشفوا فقال ثابت وسالم مولى أبي حذيفة ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله ثم احتفر كل واحد منهما لنفسه حفرة وحمل عليهم القوم فثبتا وقاتلا حتى ***ا وعلى ثابت يومئذ درع له نفيسة فمر به رجل من المسلمين
فأخذها فبينا رجل من المسلمين نائم فأتاه ثابت بن قيس في منامه فقال له أوصيك بوصية إياك أن تقول هذا حلم فتضيعه إني لما ***ت مر بي رجل من المسلمين فأخذ درعي ومنزله في أقصى الناس وعند خبائه فرس يستن في طوله وقد كفأ على درعي برمة وجعل فوق البرمة رحلا فائت خالد بن الوليد فمره أن يبعث إلي درعي فيأخذه وإذا قدمت على خليفة رسول الله فقل له إن علي من الدين كذا وكذا ولي من الدين كذا وكذا وفلان من رقيقي عتيق فإياك أن تقول هذا حلم فتضيعه فأتى الرجل خالد بن الوليد فأخبره فبعث إلى الدرع فنظر إلى خباء في أقصى الناس وإذا عنده فرس يستن في طوله فنظر في الخباء فإذا ليس فيه أحد فدخلوا فرفعوا الرحل فإذا تحته برمة ثم رفعوا البرمة فإذا الدرع تحتها فأتوا بها خالد بن الوليد فلما قدموا المدينة حدث الرجل أبا بكر بالرؤيا فأجاز وصيته ولا نعلم أحدا أجيزت وصيته بعد موته إلا ثابت

محمد رافع 52 11-03-2013 09:53 PM

ما جاء في إخباره بكفاية الله تعالى عباده شر الأسود العنسي ومسيلمة الكذابين ف***ا جميعا
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أخبرني محمد بن الفضل حدثنا عبد الله بن محمد بن مسلم حدثنا سليمان بن سيف حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن صالح بن كيسان عن ابن عبيدة بن نشيط ويقال اسمه عبد الله بن عبد الله أن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال بلغنا أن مسيلمة الكذاب قدم المدينة فنزل في دار ابنة الحارث وكانت تحته بنت الحارث بن كريز وهي أم عبد الله بن عامر فأتاه رسول الله ومعه ثابت بن قيس بن الشماس وهو الذي يقال له خطيب رسول الله وفي يد رسول الله قضيب فوقف عليه فكلمه فقال له مسيلمة إن شئت خليت بيننا وبين الأمر ثم جعلته لنا بعدك قال النبي لو سألتني هذا القضيب ما أعطيتكه وإني لأراك الذي أريت فيه ما أريت وهذا ثابت بن قيس وسيجيبك عني فانصرف النبي
قال عبيد الله بن عبد الله سألت عبد الله بن عباس عن رؤيا رسول الله التي ذكر فقال ابن عباس ذكر لي أن رسول الله قال بينا أنا نائم أريت أنه وضع في يدي سوارين من ذهب ففظعتهما وكرهتهما فأذن لي فنفختهما فطارا فأولتهما كذابين فقال عبيد الله أحدهما العنسي الذي ***ه فيروز باليمن والآخر مسيلمة

رواه البخاري عن سعيد بن محمد الجرمي عن يعقوب بن إبراهيم
وقد مضي في هذا حديث نافع بن جبير عن ابن عباس وهمام بن منبه عن أبي هريرة عند ذكر الوفود
أخبرنا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب حدثنا محمد بن عبد الوهاب أخبرنا جعفر بن عون أخبرنا مسعر عن أبي عون عن رجل أن أبا بكر رضي الله عنه لما أتاه فتح اليمامة سجد
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي حدثنا محمد بن حيان الأنصاري حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا مبارك بن فضالة حدثنا الحسن عن أنس قال لقي رسول الله مسيلمة فقال له مسيلمة تشهد أني رسول الله فقال رسول الله آمنت بالله ورسله ثم قال رسول الله إن هذا رجل أخر لهلكه قومه

محمد رافع 52 11-03-2013 09:56 PM

ما جاء في تحذيره الرجوع إلى الكفر بعد الإيمان وإخباره بالتبديل الذي وجد بعد وفاته حتى قاتلهم أبو بكر الصديق رضي
الله عنه بمن ثبت على دينه من أهل الإسلام
أخبرنا أبو علي الروذباري أخبرنا أبو بكر بن داسة حدثنا أبو داود حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا شعبة قال واقد بن محمد بن عبد الله أخبرني عن أبيه أنه سمع ابن عمر يحدث عن النبي أنه قال لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض
رواه البخاري في الصحيح عن أبي الوليد وأخرجه مسلم من وجه آخر عن شعبة
وبلغني عن موسى بن هارون وكان من الحفاظ أنه سئل عن هذا الحديث فقال هؤلاء أهل الردة ***هم أبو بكر الصديق رضي الله عنه
وقال بعض أهل العلم معناه لا ترجعوا بعدي كفارا أي فرقا مختلفين
يضرب بعضكم رقاب بعض فتكونوا في ذلك مضاهين للكفار فإن الكفار متعادون يضرب بعضهم رقاب بعض والمسلمون متآخون يحقن بعضهم رقاب بعض
وقيل معناه لا ترجعوا بعدي كفارا أي متكفرين بالسلاح
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب حدثنا حسين بن حسن بن مهاجر ومحمد بن نعيم وأحمد بن سلمة قالوا حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم قال سمعت سهلا يقول سمعت رسول الله يقول أنا فرطكم على الحوض من ورد شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا وليردن على أقوام أعرفهم ويعرفوني ثم يحال بيني وبينهمُ
قال أبو حازم فسمع النعمان بن أبي عياش وأنا أحدثهم بهذا الحديث فقال هكذا سمعت سهلا يقول قلت نعم قال فأنا أشهد على أبي سعيد الخدري لسمعته يزيد فيه فأقول إنهم مني فيقال إنك لا تدري ما عملوا بعدك فأقول سحقا سحقا لمن بدل بعدي رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن قتيبة
وقال في حديث ثوبان ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين وحتى تعبد قبائل من أمتى الأوثان
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أبو بكر بن إسحاق أخبرنا أبو مسلم حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن
ثوبان عن النبي في حديث طويل أخرجه مسلم في الصحيحُ
وقد قال الله عز وجل (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم) فارتد من ارتد بعد وفاة النبي فقاتلهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه بمن أطاعه من المهاجرين والأنصار وبمن ثبت على الإسلام من سائر القبائل ولم تأخذهم في الله لومة لائم حتى قهروهم ورجع من بقي منهم إلى الإسلام ولذلك قال الحسن البصري رحمه الله في تفسير الآية ما أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أخبرنا اسماعيل بن محمد الصفار حدثنا العباس بن محمد بن حاتم الدوري حدثنا يحيى بن أبي بكير حدثنا الحسن بن صالح عن أبي بشر عن الحسن (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه) قال أبو بكر وأصحابه تابعه السري بن يحيى عن الحسن وهذا لا يخالف ما روينا في ذلك في أهل اليمن فمن بقي من مهاجري اليمن كان من جملة أصحاب أبي بكر حين قاتلوا أهل الردة فوجد بحمد الله ونعمته تصديق الخبر في جميع ذلك وبالله التوفيق

محمد رافع 52 11-03-2013 09:59 PM

ما جاء في إخباره بأن المسلمين لا يعبدون الشيطان في جزيرة
العرب يريد أصحابه فمن بعدهم فكان كما قال ثم كان ما أخبر
به من التحريش بينهم في آخر أيامه
وأخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الله النوقاني بها حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأصبهاني الصفار حدثنا أحمد بن عصام حدثنا مؤمل ابن إسماعيل حدثنا سفيان الثوري عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون ولكن في التحريش بينهم
أخبرنا أبو القاسم زيد بن أبي هاشم العلوي بالكوفة أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم حدثنا إبراهيم بن عبد الله أخبرنا وكيع عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال قال رسول الله إن الشيطان أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن التحريش
رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع

محمد رافع 52 11-03-2013 10:00 PM

ما جاء في إخباره ابنته بوفاته وبأنها أول أهل بيته لحوقا به
فكانا كما أخبر
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني حدثنا أبو نعيم حدثنا زكريا بن أبي زائدة عن فراس عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت أقبلت فاطمة رضي الله عنها تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله فقال مرحبا بابنتي ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم أسر إليها حديثا فبكت فقلت استخصك رسول الله بحديث لم تبكين ثم اسر إليها حديثا فضحكت فقلت ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن فسألتها عما قال لها فقالت ما كنت لأفشي سر رسول الله حتى إذا قبض سألتها فقالت إنه اسر إلي أن جبريل عليه السلام كان يعارضني بالقرآن كل سنة مرة وأنه عارضني به العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي وإنك أول أهل بيتي لحوقا بي ونعم السلف انا لك فبكيت لذلك ثم قال الا ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الأمة أو نساء المؤمنين فضحكت
رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم وأخرجه مسلم من وجه آخر عن زكريا

واختلفوا في مكث فاطمة رضي الله عنها بعد رسول الله حتى ماتت فقيل مكثت شهرين وقيل ثلاثة أشهر وقيل ستة أشهر وقيل ثمانية أشهر وأصح الروايات رواية الزهري عن عروة عن عائشة قالت مكثت فاطمة بعد وفاة رسول الله ستة أشهر أخبرناه أبو الحسين بن الفضل القطان أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب قال وأخبرنا الحجاج بن أبي منيع حدثنا جدي جميعا عن الزهري قال حدثنا عروة أن عائشة أخبرته قالت
عاشت فاطمة بنت رسول الله بعد وفاة رسول الله ستة أشهر
أخرجاه في الصحيح
367

محمد رافع 52 11-03-2013 10:09 PM

من الآيات الدالة علي نبوة محمد (صلي الله عليه و سلم)
*(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا * وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا * وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا *) (الأحزاب :45 -48)

(مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وَجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)
الفتح

{مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَ لَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَ خَاتَمَ النَّبِيِّينَ } [الأحزاب : 40]
{ وَ مَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ }
[آل عمران: 144]

محمد رافع 52 11-03-2013 10:18 PM

دلائل النبوة

د. محمد بن لطفي الصباغ


قال شيخ الإٍسلام ابن تيمية رحمه الله: "والآيات والبراهين الدالَّة على نبوَّة محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - كثيرة... ويسمِّيها مَن يسمِّيها من النُّظَّار (معجزات)، وتسمَّى (دلائل النبوَّة) و(أعلام النبوَّة)، ونحو ذلك، وهذه الألفاظ إذا سُمِّيت بها آيات الأنبياء، كانت أدلَّ على المقصود من لفظ (المعجزات)"[1].

ومهما يكن من أمرٍ، فإن قولنا: (دلائل النبوة) أصبح لفظًا شائعًا مُستعمَلاً عند العلماء الذين كتبوا في هذا الموضوع، والمعجزات هي من دون شكٍّ من دلائل النبوَّة.

أقول: إن المعجزة ظاهِرَة تكرَّرت في حياة الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم - لتكون دليلاً على صِدْقِ دعواهم، وقد قصَّ القرآنُ الكريم علينا كثيرًا من أنباء المعجزات التي جاءت مُصَدِّقة لرسل الله المتقدِّمين من أمثال: ناقةِ صالح، وعصا موسى، وركوبه البحر، وإحياءِ عيسى الموتى، وإبرائه الأَكْمَه والأَبْرَص.

ولا بُدَّ في المعجزة من أن تتوافَرَ فيها ثلاثة أمور:
1- أنها أمر خارِق للعادة، غير جارٍ على ما اعتاد الناس من سنن الكون والظواهر الطبيعية؛ ولذا فهي غير قابلة لتفسيرها على نحو ما يجري عادَةً في الحياة.

2- أنها مقرونة بالتحدِّي، تحدِّي المكذِّبين أو الشاكِّين، ولا بُدَّ أن يكون الذين يُتَحدَّونَ من القادِرين على الإتيان بمثل المعجزة إن لم تكن من عند الله، وإلاَّ فإن التحدِّي لا يُتَصوَّر؛ إذ إننا لا نستطيع تصوُّرَ بطل في المُلاكَمة يتحدَّى طفلاً؛ لأن هذا الطفل عاجِزٌ عن مقابلته.

وفي ذلك ردٌّ لزعم أبي إسحاق النظَّام من أنَّ العرب سُلِبوا القدرةَ على الإتيان بمثل القرآن مع إمكانهم ذلك.

3- أنها أمر سالِم عن المُعارَضَة، فمتى أمكن لأحدٍ أن يُعارِضَ هذا الأمر ويأتي بمثله، بَطَلَ أن يكون معجزة.

والمعجزة على نوعين: حسيَّة وعقليَّة.

والمُلاحَظ: أن أكثر معجزات الأنبياء السابِقين كانت حسيَّة، في حين نجد أنَّ المعجزة الكبرى التي جاء بها نبيُّنا محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - عقليَّة، ونعني بهذه المعجزة القرآنَ الكريمَ، وهناك معجزات أخرى حسيَّة للنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - جاء في الصحيح أخبارُها وهي كثيرة.

ولعلَّ مَرَدَّ ذلك إلى أن هذه الشريعةَ آخِرُ الشرائع، وستبقى أَبَدَ الدَّهْرِ إلى يوم القيامة، ومن أجل ذلك فقد خُصَّت بالمعجزة العقليَّة الباقِيَة، ليراها ذوو البصائر في كلِّ العصور ومهما تقدَّم الزمان. ومن ثَم فإن معجزات الأنبياء السابقين - عليهم السلام - قد انقرَضَتْ بانقراض أعصارهم، فلم يشاهدها إلا مَن حضَرَها، أما معجزةُ القرآن فباقيةٌ مستمرَّة إلى يوم القيامة.

وبنحوٍ من هذا الذي ذكرنا، فسَّر العلماء قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيما أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم: ((ما من الأنبياء نبيٌّ إلا أُعطِيَ ما مثلُه آمَنَ عليه البَشَرُ، وإنما كان الذي أُوتِيتُه وَحيًا أَوْحاهُ الله إليَّ، فأرجو أن أكونَ أكثرَهم تَبَعًا يوم القيامة))[2].

نعم، إن القرآن الكريم هو أعظم دلائل نبوَّة نبيِّنا محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - الذي كان قومه يَصِفُونه قبل النبوَّة بالصادق الأمين، وقد لبث فيهم أربعين سنةً لم يسمعوا منه شيئًا مثل القرآن، ثم أوحى الله إليه هذا الكتابَ فبلَّغهم رسالة الله؛ يقول تعالى: ﴿ قُلْ لَوْ شَاءَ اللهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ * فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ ﴾ [يونس: 16- 17].

وكان القرآن مُعجِزًا للعرب ذوي الفصاحة وأُولي البلاغة، تحدَّاهم فلم يقدر أحدٌ منهم على معارَضَتِه، وقد قرَّر القرآن أن مجرَّد سماع العرب لآياته حُجَّة كبرى عليهم، وكفى بهذا دليلاً على إعجازه؛ قال الله تعالى في صَدَدِ الردِّ على طلبهم المعجزات، مشيرًا إلى أنَّ هذا الكتابَ يُغنِي عن كلِّ معجزة: ﴿وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ * أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ ﴾ [العنكبوت: 50- 51].

فأخبَرَ سبحانه: أنَّ الكتاب الكريم الذي أنزَلَه، والذي يُتلى عليهم هو آيةٌ من آيات الله، كافٍ في الدلالة على صدق نبوَّة هذا النبي الكريم، قائمٌ مقام معجزات كثيرة، فلماذا يطلب هؤلاء القوم الآيات؟ أَوَلا يكفيهم هذا الكتاب الذي يَفوقُ كلَّ معجزات الأنبياء السابقين في الدلالة على نبوَّته؟!

ويقول تعالى: ﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللهِ ﴾ [التوبة: 6]؛ ذلك لأن العربيَّ إذا سمع كلام الله وتذوَّقه قادَه ذلك الكلام إلى الإيمان إن كان من المنصفين؛ لأنه لا يسمعه مُتَذوِّق مُنصِف إلا وينتهي به إلى الإيمان.

هذا؛ وقد أيَّد الواقع التاريخيُّ ذلك، فقد حدثتنا كتبُ السيرة أن مجرَّد سماع العربي للقرآن كان يُوقِفه على المعجزة العظمى، ويحمله ذلك على الإيمان، وأدرك ذلك كفَّار قريش، فكانوا يَنْهَون عن سماع القرآن، كما حكى الله - سبحانه - ذلك عنهم؛ قال تعالى: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لاَ تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ﴾ [فصِّلت: 26].

وكانوا يسعَوْن جهدهم للحيلولة بين رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وبين مَن يأتي من وفود العرب إلى مكَّة، ومن ذلك ما جاء في "سيرة ابن هشام" من إسلام الطُّفَيل بن عمرو الدَّوْسِيِّ: قَدِم الطُّفَيْلُ مكَّة، ورسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بها، فمشى إليه رجلٌ من قريش، وكان الطُّفَيْلُ شَريفًا شاعرًا لبيبًا، فقالوا له: يا طُفَيل، إنك قَدِمتَ بلادنا، وهذا الرجل الذي بين أظهرنا قد أعضل بنا[3]، وقد فرَّق جماعَتَنا وشتَّت أمرنا، وإنما قوله كالسحر، يفرِّق بين الرجل وبين أبيه، وبين الرجل وبين زوجته، وإنما نخشى عليك وعلى قومك ما قد دخل علينا، فلا تكلمَنَّه ولا تسمعَنَّ منه شيئًا.

قال الطُّفَيل: فوالله ما زالوا بي حتى أجمعتُ ألاَّ أسمعَ منه شيئًا، ولا أكلِّمَه، وحشَوْتُ في أذني حين غدوت إلى المسجد كُرْسُفًا[4] فَرَقًا من أن يبلغني شيء من قوله، وأنا لا أريد أن أسمعه.

فغدَوتُ إلى المسجد فإذا رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قائم يصلِّي عند الكعبة، فقمت منه قريبًا، فأبى الله إلا أن يُسمِعَني بعضَ قوله، فسمعت كلامًا حسنًا، فقلت في نفسي: واثكلَ أمِّي! والله إني لَرجلٌ لبيب شاعر، ما يخفى عليَّ الحسنُ من القبيح، فما يمنعني أن أسمعَ من هذا الرجل ما يقول؟! فإن كان الذي يأتي به حسنًا قبلته، وإن كان قبيحًا تركته.

فمكثت حتى انصَرَف رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلى بيته، فاتبعته، حتى إذا دخل بيته دخلت عليه، فقلت: يا محمد، إنَّ قومك قد قالوا لي كذا وكذا... فوالله ما برحوا يخوِّفونني أمرَك حتى سددتُ أذني، بكُرْسُفٍ لئلاَّ أسمع قولك، ثم أَبَى الله إلا أن يُسمِعَني قولك، فسمعت قولاً حسنًا، فاعرِضْ عليَّ أمرك.

فعرض عليَّ رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وتلا عليَّ القرآن، فلا والله ما سمعت قولاً قطُّ أحسن منه، ولا أمرًا أعدل منه، فأسلمتُ وشهدت شهادةَ الحق[5].

ونتوقَّع أن أمثال هذه الحادثة كثيرٌ، لقد كان القرآن الكريم من أعظم دلائل نبوَّته - صلوات الله وسلامه عليه.

ــــــــــــــــ
[1] "الجواب الصحيح لِمَن بدَّل دين المسيح" 4/ 67.

[2] "صحيح البخاري" برقم (4981)، ومسلم برقم (152).

[3] أي: اشتدَّ أمره بنا.

[4] الكُرْسُف: القطن.

[5]"سيرة ابن هشام"؛ تحقيق السقا وزميليه 2/ 2- 23، و"الرَّوض الأُنُف" 2/ 130، و"البداية والنهاية" 3/ 98.






فاى 11 12-03-2013 05:51 AM

"مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُعَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وَجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً"
اللهم صلى وسلم وبارك على معلم البشرية محمد صلى الله عليه وسلم


بارك الله فيك وجزاك خيرا
جعله الله فى موازيين حسناتك

محمد رافع 52 12-03-2013 08:31 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاى 11 (المشاركة 5174790)
"مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُعَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وَجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً"
اللهم صلى وسلم وبارك على معلم البشرية محمد صلى الله عليه وسلم


بارك الله فيك وجزاك خيرا
جعله الله فى موازيين حسناتك

اللهم صلى ويارك وزد وسلم على الحبيب محمد
واياكم بارك الله فيكم ورضى عنكم
وعن والديكم

محمد رافع 52 13-03-2013 11:50 AM

الدليل على أن النبي عرج به إلى السماء فرأى جبريل عليه السلام في صورته عند سدرة المنتهى وقبل ذلك كان قد رأى جبريل عليه السلام في صورته وهو بالأفق الأعلى
قال الله عز وجل (والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى وهو بالأفق الأعلى ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى ما كذب الفؤاد ما رأى أفتمارونه على ما يرى)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرني أبو الوليد قال حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد قال حدثنا أبو الربيع قال حدثنا عباد بن العوام قال حدثنا الشيباني ح
وأخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب قال أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي قال أخبرني المنيعي قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا الحسين هو ابن علي عن زائدة عن الشيباني قال سألت زرا عن قوله عز وجل (وكان قاب قوسين أو أدنى) فقال حدثنا عبد الله أنه رأى جبريل عليه السلام له ستمائة جناح


رواه البخاري في الصحيح عن طلق بن غنام عن زائدة
ورواه مسلم عن أبي الربيع
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرني أبو الوليد قال أخبرنا الحسن ابن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا حفص بن غياث عن الشيباني عن زر بن حبيش عن عبد الله (ما كذب الفؤاد ما رأى) قال رأى جبريل له ستمائة جناح رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا يحيى بن أبي طالب قال حدثنا إسحاق بن منصور قال حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله ما كذب الفؤاد مع رأى رسول الله جبريل وعليه حلو من رفرف قد ملأ ما بين السماء والأرض
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرنا أبو علي الحافظ قال حدثما يحيى ابن محمد بن صاعد قال حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال حدثنا أبو أسامة عن زكريا ح
أخبرنا أبو عبد الله قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب قال حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال حدثنا أبو أسامة قال حدثنا زكريا عن ابن اشوع عن الشعبي عن مسروق قال قلت لعائشة فأين قوله تعالى دنا فتدلى قالت إنما ذلك جبريل عليه السلام كان يأتيه في صورة الرجال وأنه أتاه في هذه المرة في صورته فسد أفق السماء
أخرجاه في الصحيح ورواه البخاري عن محمد بن يوسف عن أبي أسامة
ورواه مسلم عن ابن نمير أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا ابن بكير قال حدثنا عبد الله بن لهيعة قال حدثني محمد بن عبد الرحمن عن عروة عن عائشة أن نبي الله كان أول شأنه يرى في المنام فكان أول ما رأى جبريل بأجياد أنه خرج لبعض حاجته فصرخ به يا محمد يا محمد فنظر يمينا وشمالا فلم ير شيئا ثم نظر فلم ير شيئا فرفع بصره فإذا هو يراه ثانيا إحدى رجليه على الأخرى على أفق السماء فقال يا محمد جبريل جبريل يسكنه فهرب محمد حتى دخل في الناس فنظر فلم ير شيئا ثم خرج من الناس فنظر فرآه فذلك قوله عز وجل (والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى) الآية
أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قال أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الحسين قال حدثنا سعيد بن منصور قال حدثنا الحارث بن عبيد الإيادي عن أبي عمران
الجوني عن أنس قال قال رسول الله بينا أنا جالس إذ جاء جبريل عليه السلام فوكز بين كتفي فقمت يعني إلى شجرة فيها مثل وكري الطير فقعد جبريل في أحدهما وقعدت في الآخر فسمت وارتفعت حتى سدت الخافقين وأنا أقلب طرفي فلو شئت أن أمس السماء لمسست فالتفت إلي جبريل فإذا هو كأنه حلس فعرفت فضل علمه بالله علي ففتح لي باب من أبواب السماء ورأيت النور الأعظم وإذا دوني حجاب رفرف الدر والياقوت فأوحى إلي ما شاء أن يوحي
وقال غيره في هذا الحديث في آخره ولط دوني الحجاب رفرف الدر والياقوت
هكذا رواه الحارث بن عبيد ورواه حماد بن سلمة عن أبي عمران الجوني عن محمد بن عمير بن عطارد أن رسول الله كان في ملأ من أصحابه فجاءه جبريل فنكت في ظهره فذهب به إلى الشجرة فيها مثل وكري الطير فقعد في أحدهما وقعد جبريل في الآخر فتسامت بناحتي بلغت الأفق فلو بسطت يدي إلى السماء لنلتها فدلي بسبب وهبط النور فوقع جبريل مغشيا عليه كأنه حلس فعرفت فضل خشيته على خشيتي فأوحى إلي نبيا ملكا أو نبيا عبدا أو إلى الجنة ما أنت فأومأ إلي جبريل وهو مضطجع أن تواضع قال قلت لا بل نبيا عبدا

أخبرنا ابو الحسين بن بشران العدل ببغداد قال أخبرنا أبو جعفر محمد ابن عمرو بن البختري وإسماعيل بن محمد الصفار من فيهما قالا حدثنا سعدان بن نصر قال حدثنا محمد بن عبد الله عن ابن عون قال أنبأنا القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت من زعم أن محمدا رأى ربه عز وجل فقد أعظم الفرية على الله عز وجل ولكن رأى جبريل عليه السلام مرتين في صورته وخلقه سادا ما بين الأفق
رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن عبد الله بن أبي الثلج عن محمد ابن عبد الله الأنصاري
قلت فالمرة الأولى التي رآه هي المذكورة فيما كتبنا من سورة النجم وقد روينا أنها نزلت بعدما هاجر عثمان بن عفان وعثمان بن مظعون وأصحابهما إلى أرض الحبشة في الهجرة الأولى فلما قرأها رسول الله في الصلاة وسجد وسجد المسلمون والمشركون وبلغهم الخبر رجعوا ثم هاجروا الهجرة الثانية مع جعفر بن أبي طالب وذلك كان قبل المسرى بسنتين


ثم رآه في المرة الثانية ليلة أسرى به عند سدرة المنتهى في صورته التي هي صورته وهو قول الله عز وجل ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من آيات ربه الكبرى ويحتمل أن السورة نزلت في الوقت الذي هو مشهور عند أهل المغازي غير هذه الآيات ثم نزلت هذه الآيات في رؤيته إياه نزلة أخرى بعد المسرى فألحقت بالسورة والله أعلم
اخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب قال حدثنا حسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا علي بن مسهر عن عبد الملك عن عطاء عن أبي هريرة ولقد رآه نزلة أخرى قال رأى جبريل عليه السلام ورواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة
حدثنا أبو بكر بن فورك قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الأصبهاني قال حدثنا يونس بن حبيب قال حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة عن سليمان الشيباني قال مر بنا زر بن حبيش فقمت إليه فسألته عن قول الله عز وجل (لقد رأى من آيات ربه الكبرى) قال زر قال عبد الله هو ابن مسعود رأى جبريل عليه السلام له ستمائة جناح

رواه مسلم في الصحيح عن عبيد الله بن معاذ عن أبيه عن شعبة
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا محمد بن إسحاق قال حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا عاصم بن بهدلة عن زر عن عبد الله في قوله عز وجل (ولقد رآه نزلة أخرى) قال قال رسول الله رايت جبريل عند سدرة المنتهى عليه ستمائة جناح ينفض من ريشه التهاويل الدر والياقوت وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان قال أخبرنا أحمد بن عبيد قال حدثنا الباغندي قال حدثنا قبيصة قال حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله (لقد رأى من آيات ربه الكبرى) قال رأى رفرفا أخضر قد ملأ الأفق
رواه البخاري في الصحيح عن قبيصة
ويريد ابن مسعود بذلك أنه رأى جبريل عليه السلام في صورته على رفرف أخضر
وقد روي ذلك من وجه آخر عنه مبينا أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب قال حدثنا السري بن خزيمة قال حدثنا يوسف بن بهلول قال حدثنا عبد الله بن نمير عن مالك بن مغول عن الزبير بن عدي عن طلحة بن مصرف عن مرة الهمداني عن عبد
الله بن مسعود قال لما أسرى بالنبي فانتهى إلى سدرة المنتهى وهي في السماء السادسة كذا في هذه الرواية وإليها ينتهي ما يصعد به حتى يقبض منها وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها حتى يقبض منها إذ يغشى السدرة ما يغشى قال غشيها فراش من ذهب وأعطي رسول الله الصلوات الخمس وخواتيم سورة البقرة وعفر لمن لا يشرك بالله المقحمات
رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن عبد الله بن نمير وزهير بن حرب عن عبد الله بن نمير
وهذا الذي ذكره عبد الله بن مسعود طرف من حديث المعراج وقد رواه أنس ابن مالك عن مالك بن صعصعة عن النبي ثم عن أبي ذر عن النبي ثم رواه مرة مرسلا دون ذكرهما أما روايته عن مالك بن صعصعة ففيما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ رحمه الله قال حدثنا أبو العباس محمد ابن يعقوب قال حدثنا يحيى بن أبي طالب قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف قال أخبرنا سعيد يعني ابن أبي عروبة عن قتادة عن أنس ابن مالك عن مالك بن صعصعة عن النبي أنه قال بينما أنا عند البيت بين النائم واليقظان إذ سمعت قائلا يقول أحد الثلاثة بين الرجلين قال فأتيت فانطلق بي ثم أتيت بطست من ذهب فيها من ماء زمزم فشرح صدري إلى كذا وكذا قال قادة قلت لصاحبي ما تعني قال إلى أسفل بطني فاستخرج
قلبي فغسل بماء زمزم ثم أعيد مكانه قال وحشي أو قال وكنز إيمانا وحكمة الشك من سعيد قال ثم أتيت بدابة أبيض يقال له البراق فوق الحمار ودون البغل يقع خطوة عند أقصى طرفه فحملت عليه ومعي صاحبي لا يفارقني فانطلقنا حتى أتينا السماء الدنيا فاستفتح جبريل فقيل من هذا فقال جبريل فقيل ومن معك قال محمد قالوا أو قد بعث إليه قال نعم قال ففتح لنا قالوا مرحبا به ولنعم المجيء جاء فأتيت على آدم عليه السلام فقلت يا جبريل من هذا قال هذا أبوك آدم فسلمت عليه فقال مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الثانية فاستفتح جبريل فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال نعم قال ففتح لنا وقالوا مرحبا به ولنعم المجيء جاء فأتيت على يحيى وعيسى
قال سعيد أحسبه قال ابني الخالة
فسلمت عليهما فقالا مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الثالثة فاستفتح جبريل عليه السلام فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال نعم قالوا مرحبا به ولنعم المجيء جاء فأتيت على يوسف فقلت يا جبريل من هذا قال هذا أخوك يوسف فسلمت عليه فقال مرحبا
بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الرابعة فاستفتح جبريل فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال نعم قالوا مرحبا به ولنعم المجيء جاء فأتيت على إدريس عليه السلام فقلت من هذا يا جبريل قال هذا أخوك إدريس فسلمت عليه فقال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح قال عبد الوهاب قال سعيد وكان قتادة يقول عندها قال الله (ورفعناه مكانا عليا) ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الخامسة فاستفتح جبريل فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال نعم قالوا مرحبا به ولنعم المجيء جاء قال فأتيت على هارون فقلت يا جبريل من هذا قال هذا أخوك هارون فسلمت عليه فقال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم انطلقنا حتى أتينا السماء السادسة فاستفتح جبريل فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال نعم قالوا مرحبا به ولنعم المجيء جاء قال فأتيت على موسى عليه السلام فقلت يا جبريل من هذا قال هذا أخوك موسى فسلمت عليه فقال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح فلما جاوزته بكى فنودي ما يبكيك قال يا رب هذا غلام بعثته بعدي يدخل من أمته الجنة أكثر مما يدخل من أمتي ثم انطلقنا حتى أتينا السماء السابعة فاستفتح جبريل فقيل من هذا قال جبريل وقيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال نعم قالوا مرحبا به ولنعم المجيء جاء فأتيت على إبراهيم عليه السلام فقلت يا جبريل من هذا قال هذا أبوك إبراهيم فسلمت عليه فقال مرحبا بالابن الصالح والنبي
الصالح ورفع لنا البيت المعمور فقلت يا جبريل ما هذا قال هذا البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك حتى إذا خرجوا منه لم يعودوا إليه آخر ما عليهم ثم رفعت لنا سدرة المنتهى فحدث نبي الله أن ورقها مثل آذان الفيلة وأن نبقها مثل قلال هجر وحدث النبي أنه رأى أربعة أنهار يخرج من أصلها نهران باطنان ونهران ظاهران فقلت ما هذه الأنهار يا جبريل فقال أما الباطنان فنهران في الجنة وأما الظاهران فالنيل والفرات قال وأتيت بإناءين أحدهما خمر والآخر لبن فعرضا علي فاخترت اللبن فقيل لي أصبت أصاب الله بك أمتك على الفطرة وفرضت علي خمسون صلاة كل يوم أو قال أمرت بخمسين صلاة كل يوم الشك من سعيد فجئت حتى أتيت على موسى فقال لي بما أمرت فقلت أمرت بخمسين صلاة كل يوم قال إني قد بلوت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة وإن أمتك لا يطيقون ذلك فارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك فرجعت فحط عني خمس صلوات فما زلت اختلف بين ربي وبين موسى كلما أتيت عليه قال لي مثل مقالته حتى رجعت بخمس صلوات كل يوم فلما أتيت على موسى قال لي بما أمرت قلت أمرت بخمس صلوات كل يوم قال إني قد بلوت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة
وإن أمتك لا يطيقون ذلك فأرجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك قلت لقد رجعت إلى ربي حتى استحييت ولكن أرضى وأسلم قال فنوديت أو ناداني مناد الشك من سعيد أن قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي وجعلت بكل حسنة عشر أمثالها
أخرجه مسلم في الصحيح عن محمد بن المثنى عن محمد أبي عدي عن سعيد بن أبي عروبة
وأخرجه أيضا عن محمد بن المثنى عن معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة قال حدثنا أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة أن رسول الله قال فذكر نحوه وزاد فيه فأتيت بطست من ذهب ممتليء حكمة وإيمانا فشق من النحر إلى مراق البطن فغسل بماء زمزم ثم مليء حكمة وإيمانا
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرنا مخلد بن جعفر قال حدثنا محمد بن جرير قال حدثنا محمد بن بشار ومحمد بن المثنى قال حدثنا معاذ بن هشام فذكره
وأخرجه البخاري عن هدبة بن خالد قال حدثنا همام بن يحيى قال حدثنا قتادة عن انس بن مالك عن صعصعة أن نبي الله حدثهم عن ليلة أسرى به بينما أنا في الحطيم وربما قال في الحجر مضطجعا إذ أتاني آت فقد قال وسمعته يقول فشق ما بين هذه إلى هذه فقلت للجارود وهو إلى جنبي ما يعني به قال من ثغرة نحره إلى شعرته وسمعته يقول

من قصة إلى شعرته فاستخرج قلبي ثم أتيت بطست من ذهب مملوء إيمانا فغسل قلبي ثم حشي ثم أعيد ثم أتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض فقال له الجارود هو البراق يا أبا حمزة قال أنس نعم يضع خطوه عند أقصى طرفه فحملت عليه فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل ولقد أرسل إليه قال نعم قال مرحبا به فنعم المجيء جاء ففتح فلما خلصت فإذا فيها آدم فقال هذا أبوك آدم فسلم عليه فسلمت عليه فرد السلام ثم قال مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح ثم ذكر الحديث بطوله على هذا النسق بمعنى حديث ابن أبي عروبة إلا أنه قال بعد ذكر سدرة المنتهى والأنهار ثم رفع لي البيت المعمور ثم أتيت بإناء من خمر وإناء من لبن وإناء من عسل فأخذت اللبن فقال هي الفطرة أنت عليها وأمتك ثم فرضت علي الصلاة خمسين صلاة كل يوم ثم ذكر باقي الحديث بمعناه
أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي قال أخبرنا أبو سعيد إسماعيل بن أحمد بن محمد الخلال الجرجاني قال حدثنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي قال حدثنا أبو خالد هدبة بن خالد فذكره بإسناده نحوه إلا أنه قال ثم رفع لي البيت المعمور
قال قتادة وحدثنا الحسن عن أبي هريرة عن النبي أنه رأى
البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون فيه ثم رجع إلى حديث أنس وأما روايته عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه فأخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان قال أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار قال حدثنا عبيد بن شريك قال حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير قال حدثنا الليث عن يونس ح
وأخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله البسطامي قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي قال أخبرني الحسن بن سفيان قال حدثنا حرملة بن يحيى بن عبد الله بن حرملة بن التجيبي قال أخبرنا عبد الله بن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب عن أنس بن مالك قال كان أبو ذر يحدث أن رسول الله قال فرج عن سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل عليه السلام ففرج صدري ثم غسله من ماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا ثم أفرغها في صدري ثم أطبقه ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء فلما جئنا السماء الدنيا قال جبريل لخازن السماء الدنيا افتح قال من هذا قال هذا جبريل قال هل معك أحد قال نعم معي محمد قال أأرسل إليه قال نعم

فلما فتح علونا السماء الدنيا فإذا رجل عن يمينه أسودة وعن يساره أسودة فإذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى فقال مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح قال قلت يا جبريل من هذا قال هذا آدم عليه السلام وهذه الأسودة عن يمينه وعن شماله نسم بنيه فأهل اليمين أهل الجنة والأسودة التي عن شماله أهل النار فإذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى قال ثم عرج بي جبريل عليه السلام حتى أتى السماء الثانية فقال لخازنها افتح فقال له خازنها مثل ما قال خازن السماء الدنيا ففتح
قال أنس فذكر أنه وجد في السموات آدم وإدريس وموسى وعيسى وإبراهيم عليهم السلام ولم يثبت كيف منازلهم غير أنه ذكر أنه وجد آدم في السماء الدنيا وإبراهيم في السماء السادسة فلما مر جبريل برسول الله بإدريس قال مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح قال قلت من هذا قال هذا إدريس قال ثم مررت بموسى فقال مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح قلت من هذا قال هذا موسى
قال ثم مررت بعيسى فقال مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح قلت من هذا قال هذا عيسى
ثم مررت بإبراهيم فقال مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح قلت
من هذا قال هذا إبراهيم
قال ابن شهاب وأخبرني ابن حزم أن ابن عباس وأبا حبة الأنصاري كانا يقولان قال رسول الله ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى اسمع فيه صريف الأقلام
قال ابن حزم وأنس بن مالك قال رسول الله ففرض الله عز وجل على أمتي خمسين صلاة فرجعت بذلك حتى مررت بموسى فقال موسى ماذا فرض ربك على أمتك قال فقلت فرض عليهم خمسين صلاة قال موسى فراجع ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك قال فراجعت ربي فوضع شطرها قال فرجعت إلى موسى وأخبرته فقال راجع ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك قال فراجعت ربي فقال هي خمس وهي خمسون لا يبدل القول لدي قال فرجعت إلى موسى قال راجع ربك فقلت قد استحييت من ربي قال ثم انطلق بي حتى أتى سدرة المنتهى
فغشيها ألوان لا أدري ما هي ثم أدخلت الجنة فإذا جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك
رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن عبد الله بن بكير ورواه مسلم عن حرملة بن يحيى
وأنبأنا رواية أنس بن مالك عن النبي فأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن سختوية قال حدثنا أبو مسلم ومحمد بن يحيى بن المنذر قالا حدثنا حجاج بن منهال قال حدثنا حماد ابن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك أن رسول الله قال أتيت بالبراق وهو دابة أبيض فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه قال فركبته فسار بي حتى أتينا بيت المقدس فربطت الدابة بالحلقة التي يربطها الأنبياء ثم دخلت فصليت ثم خرجت فأتاني جبريل بإناء من لبن وإناء من خمر فاخترت اللبن فقال جبريل أصبت الفطرة قال ثم
عرج بي إلى السماء الدنيا فاستفتح جبريل عليه السلام فقيل من أنت قال أنا جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال قد أرسل ففتح لنا فإذ بآدم عليه السلام قال فرحب بي ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل فقال من أنت فقال أنا جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال قد أرسل إليه ففتح لنا فإذا أنا بابني الخالة يحيى وعيسى عليهما السلام قال فرحبا ودعوا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل فقيل من أنت قال أنا جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال قد أرسل إليه قال ففتح لنا فإذا أنا بيوسف وإذا هو قد أعطى شطر الحسن قال فرحب ودعا لي بخير قال ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل فقيل من أنت قال أنا جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال وقد أرسل إليه ففتح لنا فإذا أنا بإدريس فرحب ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل فقيل من أنت قال أنا جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال وقد أرسل إليه ففتح لنا فإذا أنا بهارون فرحب ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاسفتح جبريل قيل من أنت قال أنا جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال وقد أرسل إليه ففتح لنا فإذا أنا بموسى عليه السلام فرحب ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل فقيل من أنت قال أنا جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد
أرسل إليه قال وقد أرسل إليه ففتح لنا فإذا أنا بإبراهيم عليه السلام فإذا هو مستند إلى البيت المعمور فرحب بي ودعا لي بخير فإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه قال ثم ذهب بي إلى السدرة المنتهى فإذا ورقها كآذان الفيلة وإذا ثمرها كالقلال قال فلما غشيها من أمر الله ما غشي تغيرت فما أحد من خلق الله عز وجل يستطيع أن ينعتها من حسنها قال فدنا فتدلى فأوحى إلى عبده ما أوحى ة وفرض علي في كل يوم خمسون صلاة قال فنزلت حتى انتهيت إلى موسى قال ما فرض ربك على أمتك قلت خمسين صلاة في كل يوم وليلة قال ارجع إلى ربك فسله التخفيف فإن أمتك لا تطيق ذلك وإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم قال فرجعت فقلت أي رب خفف عن أمتي فحط عني خمسا فرجعت حتى انتهيت إلى موسى فقال ما فعلت قلت قد حط عني خمسا فقال إن أمتك لا تطيق ذلك ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك فلم أزل أرجع بين ربي وبين موسى حتى قال هي خمس صلوات في كل يوم وليلة لكل صلاة عشر فذلك خمسون صلاة
هذا حديث أبي مسلم قال محمد بن يحيى بن المنذر العرار في حديثه فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبت حسنة فإن علمها كتبت عشرا ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئا فإن عملها كتبت واحدة قال فنزلت حتى انتهيت إلى موسى فأخبرته بما فعلت قال ارجع إلى ربك فسله التخفيف قال قلت قد رجعت إلى ربي حتى استحييت

رواه مسلم في الصحيح عن شيبان بن فروخ عن حماد بن سلمة إلا أنه لم يذكر قوله فدنا فتدلى وإنما قال فأوحى إلى عبده ما أوحى فيحتمل أن تكون زيادة في الحديث غير محفوظة فإن كانت محفوظة كما رواه حجاج ابن منهال وكما رواه شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن أنس بن مالك فيحتمل أن يكون جبريل عليه السلام فعل ذلك بالنبي حين رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى كما فعله في المرة الأولى
وفي حديث شريك زيادة تفرد بها على مذهب من زعم أنه صلى الله عليه وسلم رأى ربه عز وجل وقول عائشة وابن مسعود وأبي هريرة في حملهم هذه الآيات على رؤيته جبريل عليه السلام أصح
فقد روينا عن مسروق عن عائشة أنه ذكر لها قول الله عز وجل ( ولقد رآه بالأفق المبين ) ( ولقد رآه نزلة أخرى) فقالت عائشة أنا أول هذه الأمة سأل عن هذا رسول الله فقال إنما هو جبريل لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين
وقد ذكرنا ذلك بشرحه في كتاب الأسماء والصفات وفي كتاب الرؤية وبالله التوفيق
وفي رواية ثابت عن أنس دليل على أن المعراج كان ليلة أسرى به من مكة إلى بيت المقدس

أخبرنا ابو عبد الله الحافظ قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي قال حدثنا إسحاق بن الحسن قال حدثنا حسين بن محمد قال قال حدثنا شيبان عن قتادة عن أبي العالية قال حدثنا ابن عم نبيكم ابن عباس قال قال نبي الله رأيت ليلة أسري بي موسى بن عمران عليه السلام رجلا طوالا جعدا كأنه من رجال شنوءة ورأيت عيسى بن مريم عليه السلام مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرأس وأري مالكا خازن جهنم والدجال في آيات أراهن الله عز وجل إياه قال (فلا تكن في مرية من لقائه) قال فكان قتادة يفسرها أن نبي الله قد لقي موسى (وجعلناه هدى لبني إسرائيل) قال جعل الله موسى هدى لبني إسرائيل
رواه مسلم في الصحيح عن عبد بن حميد عن يونس بن محمد عن شيبان
وأخرجاه من حديث شعبة عن قتادة مختصرا
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرنا ابو الفضل بن إبراهيم قال
حدثنا أحمد بن سلمة قال حدثنا محمد بن رافع قال حدثنا عبد الرزاق قال أنبأنا معمر عن الزهري قال أخبرني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال النبي حين أسري به لقيت موسى فنعته فإذا رجل حسبته قال مضطرب رجل الرأس كأنه من رجال شنوءة قال ولقيت عيسى فنعته النبي قال ربعة أحمر كإنما خرج من ديماس يعني حمام قال ورأيت إبراهيم وأنا أشبه ولده به قال وأتيت بإناءين في أحدهما لبن وفي الآخر خمر قيل لي خذ أيهما شئت فأخذت اللبن فشربت فقيل لي هديت الفطرة أو أصبت الفطرة أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك
رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن رافع
ورواه البخاري عن محمود عن عبد الرزاق
وفي الحديث الصحيح عن سليمان التيمي وثابت البناني عن أنس بن مالك أن رسول الله قال أتيت على موسى ليلة أسرى بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره
وروينا في الحديث الصحيح عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي قال وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء فإذا موسى قائم يصلي وذكر إبراهيم وعيسى ووصفهم ثم قال فجاءت الصلاة فأممتهم


محمد رافع 52 13-03-2013 11:54 AM

وروينا في حديث ابن المسيب أنه لقيهم في بيت المقدس
وروينا في حديث أنس أنه بعث له آدم فمن دونه من الأنبياء عليهم السلام فأمهم رسول الله تلك الليلة
وروينا في الحديث الصحيح عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة وعن أنس عن أبي ذر أن النبي رأى موسى بن عمران في السماء السادسة
وليس بين هذه الأخبار منافاة فقد يراه في مسيره وإنما يصلي في قبره لم يسار به إلى بيت المقدس كما أسري بالنبي فيراه في السماء وكذلك سائر من رآه من الأنبياء في الأرض ثم في السماء والأنبياء صلوات الله عليهم أحياء عند ربهم كالشهداء فلا ينكر حلولهم في أوقات بمواضع مختلفات كما ورد خبر الصادق به

أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان قال أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار قال حدثنا دبيس المعدل قال حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال النبي لما أسري بي مرت بي رائحة طيبة فقلت ما هذه الرائحة قالوا ما شطة ابنة فرعون وأولادها سقط مشطها من يدها فقالت بسم الله فقالت بنت فرعون أبي قالت ربي وربك ورب أبيك قالت أو لك رب غير أبي قالت نعم ربي وربك ورب أبيك الله قال فدعاها فقال ألك رب غيري قالت نعم ربي وربك الله قال فأمر ببقرة من نحاس فأحميت ثم أمر بها لتلقى فيها قالت إن لي إليك حاجة قال ما هي قالت تجمع عظامي وعظام ولدي في موضع قال ذاك لك لما لك علينا من الحق قال فأمرتهم فألقوا واحدا واحدا حتى بلغ رضيعا فيهم فقال قعي يا أمه ولا تقاعسي فإنا على الحق قال وتكلم أربعة وهم صغار هذا وشاهد يوسف وصاحب جريج وعيسى بن مريم
وأخبرنا علي قال أنبأنا أحمد قال حدثنا إسماعيل القاضي قال حدثنا هدبة بن خالد قال حدثنا حماد بن سلمة فذكره بنحوه
وقد روى في قصة المعراج سوى ما ذكرنا أحاديث بأسانيد ضعاف وفيما
ثبت منها غنية وأنا ذاكر بمشيئة الله تعالى منها ما هو أمثل إسنادا وبالله التوفيق
أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أبو بكر يحيى بن أبي طالب قال أنبأنا عبد الوهاب بن عطاء قال أنبأنا أبو محمد بن أسد الحماني عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري عن النبي أنه قال له أصحابه يا رسول الله أخبرنا عن ليلة أسري بك فيها قال قال الله عز وجل (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير) قال فأخبرهم قال بينا أنا قائم عشاء في المسجد الحرام إذ أتاني آت فأيقظني فاستيقظت فلم أر شيئا ثم عدت في النوم ثم أيقظني فاستيقظت فلم أر شيئا ثم عدت في النوم ثم أيقظني فاستيقظت فلم أر شيئا فإذا أنا بكهيئة خيال فاتبعته ببصري حتى خرجت من المسجد فإذا أنا بدابة أدنى شبيهة بدوابكم هذه بغالكم هذه مضطرب الأذنين يقال له البراق وكانت الأنبياء صلوات الله عليهم تركبه قبلي يقع حافره مد بصره فركبته فبينما أنا أسير عليه إذ دعاني داع عن يميني يا محمد أنظرني
أسألك يا محمد أنظرني أسألك فلم أجبه ولم أقم عليه فبينما أنا أسير عليه إذ دعاني داع عن يساري يا محمد أنظرني أسألك يا محمد أنظرني أسألك فلم أجبه ولم أقم عليه وبينما أنا أسير عليه إذا أنا بامرأة حاسرة عن ذراعيها وعليها من كل زينة خلقها الله فقالت يا محمد أنظرني أسألك فلم التفت إليها ولم أقم عليها حيث أتيت بيت المقدس فأوثقت دابتي بالحلقة التي كانت الأنبياء توثقها به فأتاني جبريل عليه السلام بإناءين أحدهما خمر والآخر لبن
فشربت اللبن وتركت الخمر فقال جبريل أصبت الفطرة فقلت الله أكبر الله أكبر فقال جبريل ما رأيت في وجهك هذا قال فقلت بينما أنا أسير إذ دعاني داع عن يميني يا محمد أنظرني أسألك فلم أجبه ولم أقم عليه قال ذاك داعي اليهود أما أنك لو أجبته أو وقفت عليه لتهورت أمتك قال وبينما أنا أسير إذ دعاني داع عن يساري فقال يا محمد أنظرني أسألك فلم ألتفت إليه ولم أقم عليه قال ذاك داعي النصارى إما إنك لو أجبته لتنصرت أمتعك فبينما أنا أسير إذا أنا بامرأة حاسرة عن ذراعيها عليها من كل زينة خلقها الله تقول يا محمد أنظرني أسألك فلم أجبها ولم أقم عليها قال تلك الدنيا أما إنك لو أجبتها لاختارت أمتك الدنيا على الآخرة
قال ثم دخلت أنا وجبريل عليه السلام بيت المقدس فصلى كل واحد منا ركعتين ثم أتيت بالمعراج الذي تعرج عليه أرواح بني آدم فلم ير الخلايق أحسن من المعراج ما رأيتم الميت حين يشق بصره طامحا إلى السماء فإنما يشق بصره طامحا إلى السماء عجب بالمعراج قال فصعدت أنا وجبريل فإذا أنا بملك يقال له إسماعيل وهو صاحب سماء الدنيا وبين يديه سبعون ألف ملك معكل ملك جنده ماية ألف ملك قال وقال الله عز وجل (وما يعلم جنود ربك إلا هو) فاستفتح جبريل باب السماء قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال نعم فإذا أنا بآدم كهيئة يوم خلقه الله على صورته تعرض عليه أرواح ذريته المؤمنين فيقول روح طيبة ونفس طيبة اجعلوها على عليين ثم تعرض عليه أرواح ذريته الفجار فيقول روح خبيثة ونفس خبيثة اجعلوها في سجين ثم مضت هنية فإذا أنا بأخونة يعني الخوان المائدة التي يؤكل عليها لحم مشرح ليس يقربها أحد وإذا إنا بأخونة أخرى عليها لحم قد أروح ونتن عندها أناس يأكلون منها قلت يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء من أمتك يتركون الحلال ويأتون الحرام قال ثم مضت هنية فإذا أنا بأقوام بطونهم أمثال البيوت كلما نهض أحدهم خر يقول اللهم لا تقم الساعة قال وهم على سابلة آل فرعون قال فتجيء السابلة فتطأهم قال فسمعتهم يضجون إلى الله سبحانه قلت يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء من أمتك الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس قال ثم مضت هنية فإذا أنا بأقوام مشافرهم كمشافر الإبل قال فتفتح على أفواههم ويلقون ذلك الحجر ثم يخرج من أسافلهم فسمعتهم يضجون إلى الله عز وجل فقلت يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء من أمتك يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا قال ثم مضت هنيئة فإذا أنا بنساء يعلقن بثديهن فسمعتهن يصحن إلى الله عز وجل قلت يا جبريل
من هؤلاء النساء قال هؤلاء الزناة من أمتك قال ثم مضيت هنية فإذا أنا بأقوام تقطع من جنوبهم اللحم فيلقمون فيقال له كل كما كنت تأكل من لحم أخيك قلت يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء الهمازون من أمتك اللمازون
ثم صعدنا إلى السماء الثانية فإذا أنا برجل أحسن ما خلق الله قد فضل عن الناس بالحسن كالقمر ليلة البدر على سائر الكواكب قلت يا جبريل من هذا قال هذا أخوك يوسف ومعه نفر من قومه فسلمت عليه وسلم علي
ثم صعدت إلى السماء الثالثة فإذا أنا بيحيى وعيسى معهما نفر من قومهما فسلمت عليهما وسلما علي
ثم صعدت إلى السماء الرابعة فإذا أنا بإدريس قد رفعه الله مكانا عليا فسلمت عليه وسلم علي
ثم صعدت إلى السماء الخامسة فإذا أنا بهارون ونصف لحيته بيضاء ونصفها سوداء تكاد لحيته تصيب سرته من طولها قلت يا جبريل من هذا قال هذا المحبب في قومه هذا هارون بن عمران ومعه نفر من قومه فسلمت عليه وسلم علي
ثم صعدت إلى السماء السادسة فإذا أنا بموسى بن عمران رجل آدم كثير الشعر لو كان عليه قميصان لنفد شعره دون القميص وإذا هو يقول يزعم الناس إني أكرم على الله من هذا بل هذا أكرم على الله مني قال قلت يا جبريل من هذا قال هذا أخوك موسى بن عمران قال ومعه نفر من قومه فسلمت عليه وسلم علي
ثم صعدت إلى السماء السابعة فإذا أنا بأبينا إبراهيم خليل الرحمن ساندا
ظهره إلى البيت المعمور كأحسن الرجال قلت يا جبريل من هذا قال هذا أبوك إبراهيم خليل الرحمن وهو نفر من قومه فسلمت عليه وسلم علي وإذا بأمتي شطرين شطر عليهم ثياب بيض كأنها القراطيس وشطر عليهم ثياب رمد
قال فدخلت البيت المعمور ودخل معي الذين عليهم الثياب البيض وحجب الآخرون الذين عليهم ثياب رمد وهم على حر فصليت أنا ومن معي في البيت المعمور ثم خرجت أنا ومن معي قال والبيت المعمور يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون فيه إلى يوم القيامة قال ثم رفعت إلى السدرة المنتهى فإذا كل ورقة منها تكاد أن تغطي هذه الأمة وإذا فيها عين تجري يقال لها سلسبيل فينشق منها نهران أحدهما الكوثر والآخر يقال له نهر الرحمة فاغتسلت فيه فغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر
ثم إني دفعت إلى الجنة فاستقبلتني جارية فقلت لمن أنت يا جارية قالت لزيد بن حارثة وإذا أنا بأنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى وإذا رمانها كأنه الدلاء عظما وإذا أنا بطير كالبخاتي هذه فقال عندها وعلى جميع أنبيائه إن الله قد أعد لعباده الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر قال ثم عرضته على النار فإذا فيها غضب الله ورجزه ونقمته لو
طرح فيها الحجارة والحديد لأكلتها ثم أغلقت دوني ثم إني دفعت إلى السدرة المنتهى فتغشى لي وكان بيني وبينه قاب قوسين أو أدنى قال ونزل على كل ورقة ملك من الملائكة قال وقال فرضت علي خمسون صلاة وقال لك بكل حسنة عشر إذا هممت بالحسنة فلم تعملها كتبت لك حسنة فإذا عملتها كتبت لك عشرا وإذا هممت بالسيئة فلم تعملها لم يكتب عليك شيء فإن عملتها كتبت عليك سيئة واحدة
ثم دفعت إلى موسى فقال بما أمرك ربك قلت بخمسين صلاة قال ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك فإن أمتك لا يطيقون ذلك ومتى لا تطيقه تكفر فرجعت إلى ربي فقلت يا رب خفف عن أمتي فإنها أضعف الأمم فوضع عني عشرا وجعلها أربعين فما زلت اختلف بين موسى وربي كلما أتيت عليه قال لي مثل مقالته حتى رجعت إليه فقال لي بم أمرت قلت أمرت بعشر صلوات قال ارجع إلى ربك فسله التخفيف عن أمتك فرجعت إلى ربي فقلت أي رب خفف عن أمتي فإنها أضعف الأمم فوضع عني خمسا وجعلها خمسا فناداني ملك عندها تمت فريضتي وخففت عن عبادي وأعطيتهم بكل حسنة عشر أمثالها ثم رجعت إلى موسى فقال بم أمرت قلت بخمس صلوات قال ارجع إلى ربك فسله التخفيف فإنه لا يؤوده شيء فسله التخفيف لأمتك فقلت رجعت إلى ربي حتى استحييته
ثم أصبح بمكة يخبرهم بالعجائب أني أتيت البارحة بيت المقدس وعرج بي إلى السماء ورأيت كذا ورأيت كذا فقال أبو جهل بن هشام ألا تعجبون مما يقول محمد يزعم أنه أتى البارحة بيت المقدس ثم أصبح فينا وأحدنا يضرب مطيته مصعدة شهرا ومنقلبة شهرا فهذا مسيرة شهرين في ليلة واحدة قال فأخبرهم بعير لقريش لما كان في مصعدي رأيتها في مكان كذا وكذا
وأنها نفرت فلما رجعت رأيتها عند العقبة وأخبرهم بكل رجل وبعيره كذا وكذا ومتاعه كذا وكذا فقال أبو جهل يخبرنا بأشياء فقال رجل من المشركين أنا اعلم الناس بيت المقدس وكيف بناؤه وكيف هيأته وكيف قربه من الجبل فإن يكون محمد صادقا فسأخبركم وإن يكن كاذبا فسأخبركم فجاءه ذلك المشرك فقال يا محمدا أنا أعلم الناس ببيت المقدس فاخبرني كيف بناؤه وكيف هيأته وكيف قربه من الجبل قال فرفع لرسول الله بيت المقدس من مقعده فنظر إليه كنظر أحدنا إلى بيته بناؤه كذا وكذا وهيأته كذا وكذا وقربه من الجبل كذا وكذا فقال الآخر صدقت فرجع إلى الصحابة فقال صدق محمد فيما قال أو نحوا من هذا الكلام
وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان قال أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار قال أنبأنا أبو يعقوب إسماعيل بن أبي كثير قاضي المدائن قال حدثنا قتيبة بن سعيد أبو رجاء حدثنا نوح بن قيس الحداني قال حدثنا أبو هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال قلنا يا رسول الله حدثنا ما رأيت ليلة أسرى بك قال رسول الله أتيت بدابة أشبه الدواب بالبغلة غير أنه صغار الأذنين يقال له البراق وهو الذي كانت تحمل عليه الأنبياء يضع حافره حيث يبلغ طرفه فحملت عليه من المسجد الحرام فتوجه إلى المسجد الأقصى قال وذكر حديث المعراج بطوله
قال وحدثنا قتيبة قال حدثنا هشيم عن أبي هارون عن أبي سعيد الخدري مثله أو نحوه
ورواه معمر عن أبي هارون ببعض معناه
أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني قال أنبأنا أبو أحمد عبدالله بن
عدي الحافظ قال حدثنا محمد بن الحسن السكري البالسي بالرملة قال حدثنا علي بن سهل قال حدثنا حجاج بن محمد قال حدثنا أبو جعفر الرازي وهو عيسى بن ماهان عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي هريرة أو غيره عن النبي
ح وفيما ذكر شيخنا أبو عبد الله الحافظ رحمه الله أن إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشعراني أخبرهم قال حدثنا جدي قال حدثنا إبراهيم بن حمزة الزبيري قال حدثنا حاتم بن إسماعيل قال حدثني عيسى بن ماهان عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي هريرة عن النبي أنه قال في هذه الآية (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) قال أتى بفرس فحمل عليه

محمد رافع 52 13-03-2013 11:57 AM

قال كل خطوة منتهى أقصى بصره فسار وسار معه جبريل عليه السلام فأتى قوم يزرعون في يوم ويحصدون في يوم كلما حصدوا عاد كما كان فقال يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء المهاجرون في سبيل الله يضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين ثم أتى على قوم ترضخ رؤوسهم بالصخر كلما رضخت عادت كما كانت لا يفتر عنهم من ذلك شيئا فقال يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء الذين تتثاقل رؤوسهم عن الصلاة قال ثم أتى على قوم على أقبالهم رقاع وعلى أدبارهم رقاع يسرحون كما تسرح الأنعام عن الضريع والزقوم ورضف جهنم وحجارتها قال ما هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الذين تتثاقل رؤسهم عن الصلاة قال ثم أتى على قوم على أقبالهم رقاع وعلى أدبارهم رقاع يسرحون كما تسرح الأنعام عن الضريع والزقوم ورضف جهنم وحجارتها قال ما هؤلاء يا جبريل قال ه ؤلاء الذين لا يؤدون صدقات أموالهم وما ظلمهم الله وما الله بظلام للعبيد ثم أتى على قوم بين أيديهم لحم في قدر نضج طيب ولحم آخر خبيث فجعلوا يأكلون من الخبيث ويدعون النضج الطيب فقال يا جبريل من هؤلاء قال هذا الذي يقوم وعنده امرأة حلالا طيبا فيأتي امرأة الخبيثة فتبيت معه حتى يصبح ثم أتى على خشبة على الطريق لا يمر بها شيء إلا قصعته يقول الله عز وجل (ولا تقعدوا بكل صراط توعدون)
ثم مر على رجل قد جمع حزمة عظيمة لا يستطيع حملها وهو يريد أن يزيد عليها قال يا جبريل ما هذا قال هذا رجل من أمتك عليه أمانة لا يستطيع أداءها وهو يزيد عليها
ثم أتى على قوم تقرض ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من حديد كلما قرضت عادت كما كانت ولا يفتر عنهم من ذلك شيء قال يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء خطب الفتنة
ثم أتى على حجر صغير يخرج منه نور عظيم فجعل النور يريد أن يدخل من حيث خرج ولا يستطيع قال ما هذا يا جبريل قال هذا الرجل يتكلم بالكلمة فيندم عليها فيريد أن يردها ولا يستطيع
ثم أتى على واد فوجد ريحا باردة طيبة ووجد ريح المسك وسمع صوتا فقال يا جبريل ما هذه الريح الباردة الطيبة وريح المسك وما هذا الصوت قال هذا صوت الجنة تقول يا رب ائتني بأهلي وبما وعدتني فقد كثر عرفي وحريري وسندسي وإستبرقي وعبقري ولؤلؤي ومرجاني وفضتي وذهبي وأباريقي وفواكهي وعسلي وخمري ولبني فائتني بما وعدتني فقال لك كل مسلم ومسلمة ومؤمن ومؤمنة ومن آمن بي وبرسلي وعمل صالحا ولم يشرك بي شيئا ولم يتخذ من دوني أندادا ومن خشيني آمنته ومن سألني أعطيته ومن أقرضني جزيته ومن توكل علي كيفيته وأنا الله لا إله إلا أنا لا أخلف الميعاد (قد أفلح المؤمنون إلى تبارك الله أحسن الخالقين) قالت قد رضيت
ثم أتى على واد فسمع صوتا منكرا قال يا جبريل ما هذا الصوت قال هذا صوت جهنم يقول ائتني بأهلي وما وعدتني فقد كثر سلاسلي وأغلالي وسعيري وزقومي وحميمي وحجارتي وغساقي وغسليني وقد بعد قعري واشتد حري فأتني بما وعدتني فقال لك كل مشرك ومشركة وكافر وكافرة وكل خبيث وخبيثة وكل جبار لا يؤمن بيوم الحساب قالت قد رضيت
قال ثم سار حتى أتى بيت المقدس فنزل فربط فرسه إلى صخرة ثم دخل فصلى مع الملائكة فلما قضيت قالوا يا جبريل من هذا معك قال محمد رسول الله وخاتم النبيين قالوا وقد أرسل إليه قال نعم قالوا حياه الله من أخ وخليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء قال ثم أتى أرواح الأنبياء فأثنوا على ربهم قال فقال إبراهيم عليه السلام الحمد لله الذي اتخذ إبراهيم خليلا وأعطاني ملكا عظيما وجعلني أمة قانتا لله يؤتم بي وأنقذني من النار وجعلها علي بردا وسلاما
قال ثم إن موسى أثنى على ربه فقال الحمد لله الذي كلمني تكليما واصطفاني برسالته وكلماته وقربني إليه نجيا وأنزل علي التوراة وجعل هلاك آلا فرعون على يدي ونجى بني إسرائيل على يدي
قال ثم إن داود أثنى على ربه فقال الحمد لله الذي خولني ملكا وأنزل علي الزبور وألان لي الحديد وسخر لي الطير والجبال وآتاني الحكمة وفصل الخطاب ثم إن سليمان أثنى على ربه قال الحمد لله الذي سخر لي الرياح والجن والإنس وسخر لي الشياطين يعملون ما شئت من محاريب وتماثيل إلى آخر الآية وعلمني منطق الطير وكل شيء وأسال لي عين القطر وأعطاني ملكا عظيما لا ينبغي لأحد من بعدي
ثم إن عيسى عليه السلام أثنى على ربه فقال الحمد لله الذي علمني التوراة والإنجيل وجعلني أبريء الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذنه ورفعني وطهرني من الذين كفروا وأعاذني وأمي من الشيطان الرجيم فلم يكن للشيطان عليها سبيل
ثم إن محمدا أثنى على ربه فقال كلكم قد أثنى على ربه وإني مثن على ربي فقال الحمد لله الذي أرسلني رحمة للعالمين وكافة للناس بشيرا ونذيرا وأنزل علي الفرقان فيه تبيان كل شيء وجعل أمتي خير أمة أخرجت
للناس وجعل أمتي أمة وسطا وجعل أمتي هم الأولون وهم الآخرون وشرح صدري ووضع عني وزري ورفع لي ذكري وجعلني فاتحا وخاتما
فقال إبراهيم بهذا فضلكم محمد
قال ثم أتى بآنية ثلاثة مغطاة أفواهها فأتى بإناء منها فيه ماء فقيل له اشرب فشرب منه يسيرا ثم رفع إليه إناء آخر فيه لبن فشرب منه حتى روي ثم رفع إليه إناء آخر فيه خمر فقال قد رويت لا أريده فقيل له قد أصبت أما إنها ستحرم على أمتك ولو شربت منها لم يتبعك من أمتك إلا قليلا قال ثم صعد به إلى السماء
فذكر الحديث بنحو مما رويناه في الأحاديث السابقة إلى أن قال ثم صعد إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل فقيل من هذا قال محمد قالوا وقد أرسل إليه قال نعم قالوا حياه الله من أخ وخليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء فدخل فإذا برجل أشمط جالس على كرسي عند باب الجنة وعنده قوم بيض الوجوه وقوم سود الوجوه وفي ألوانهم شيء فأتوا نهرا فاغتسلوا فيه فخرجوا منه وقد خلص من ألوانهم شيء ثم إنهم أتوا نهرا آخر فاغتسلوا فيه فخرجوا وقد خلص من ألوانهم شيء ثم دخلوا النهر الثالث فخرجوا وقد خلصت من ألوانهم مثل ألوان أصحابهم فجلسوا إلى أصحابهم فقال يا جبريل من هؤلاء بيض الوجه وهؤلاء الذين في ألوانهم شيء فدخلوا النهر فخرجوا وقد خلصت ألوانهم فقال هذا أبوك إبراهيم هو أول رجل شمط على وجه الأرض وهؤلاء بيض الوجوه قوم لم يلبسوا إيمانهم بظلم قال وأما هؤلاء الذين في ألوانهم شيء خلطوا
عملا صالحا وآخر سيئا فتابوا فتاب الله عليهم
فأما النهر الأول فرحمة الله وأما النهر الثاني فنعمة الله وأما النهر الثالث فسقاهم ربهم شرابا طهورا
ثم انتهى إلى السدرة المنتهى فقيل لي هذه السدرة إليها منتهى كل أحد من أمتك ويخرج من أصلها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى
قال وهي شجرة يسير الراكب في أصلها عاما لا يقطعها وإن الورقة منها مغطية الخلق قال فغشيها نور الخالق وغشيها الملائكة
فكلمه ربه عند ذلك قال له سل قال إنك اتخذت إبراهيم خليلا وأعطيته ملكا عظيما وكلمت موسى تكليما وأعطيت داود ملكا عظيما وألنت له الحديد وسخرت له الجبال وأعطيت سليمان ملكا عظيما وسخرت له الجبال والجن والإنس وسخرت له الشياطين والرياح وأعطيته ملكا لا ينبغي لأحد من بعده وعلمت عيسى التوراة والإنجيل وجعلته يبرئ الأكمه والأبرص ويحيى الموتى بإذنك وأعذته وأمه من الشياطين فلم يكن له عليهما سبيل فقال له ربه قد اتخذتك خليلا قال وهو مكتوب في التوراة خليل الرحمن وأرسلتك إلى الناس كافة بشيرا ونذيرا وشرحت لك صدرك ووضعت عنك وزرك ورفعت لك ذكرك فلا أذكر إلا ذكرت معي يعني بذلك الأذان وجعلت أمتك خير أمة أخرجت للناس وجعلت أمتك أمة وسطا وجعلت أمتك هم الأولون وهم الآخرون وجعلت من أمتك أقواما قلوبهم أناجيلهم وجعلت أمتك لا تجوز عليهم خطبة حتى يشهدوا أنك عبدي ورسولي
وجعلتك أول النبيين خلقا وآخرهم مبعثا وآتيتك سبعا من المثاني لم أعطها نبيا قبلك وأعطيتك خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش لم أعطها نبيا قبلك وجعلتك فاتحا وخاتما
قال وقال النبي فضلني ربي أرسلني رحمة للعالمين وكافة للناس بشيرا ونذيرا وألقى في قلب عدوي الرعب من مسيرة شهر وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي وجعلت الأرض كلها لي مسجدا وطهورا وأعطيت فواتيح الكلام وخواتمه وجوامعه وعرضت علي أمتي فلم يخف علي التابع والمتبوع
ورأيتهم أتوا على قوم ينتعلون الشعر ورأيتهم أتوا على قوم عراض الوجوه صغار الأعين كأنما خرمت أعينهم بالمخيط فلم يخف علي ما هم لاقون من بعدي وأمرت بخمسين صلاة فرجعت إلى موسى
فذكر الحديث بمعنى ما روينا في الأسانيد الثابتة غير أنه قال في آخره قال فقيل له اصبر على خمس فإنهم يجزين عنك بخمس كل خمس بعشر أمثالها قال فكان موسى أشد عليهم حين مر به وخيرهم حين رجع إليه

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير عن أسباط بن نصر الهمداني عن إسماعيل بن عبد الرحمن القرشي قال لما أسري برسول الله وأخبر قومه بالرفقة والعلامة في العير قالوا فمتى يجيء قال يوم الأربعاء فلما كان ذلك اليوم أشرفت قريش ينظرون وقد ولى النهار ولم يجيء فدعا النبي فزيد له في النهار ساعة وحبست عليه الشمس فلم ترد الشمس على أحد إلا على رسول الله يومئذ وعلى يوشع بن نون حين قاتل الجبارين يوم الجمعة فلما أدبرت الشمس خاف أن تغيب قبل أن يفرغ منهم ويدخل السبت فلا يحل له قتالهم فيه فدعا الله فرد عليه الشمس حتى فرغ من قتالهم
قلت وقد روي في المعراج أحاديث أخر
منها حديث أبي حذيفة إسحاق بن بشر عن ابن جريج عن مجاهد عن ابن عباس وجويبر عن الضحاك عن ابن عباس وإسحاق بن بشر متروك لا يفرح بما ينفرد به
ومنها حديث إسماعيل بن موسى القواريري عن عمر بن سعد المصري وذلك حديث راويه مجهول وإسناده منقطع وقد أخبرناه أبو عبد الله الحافظ قال أنبأنا عبدان بن يزيد بن يعقوب الدقاق بهمدان قال حدثنا إبراهيم بن الحسين الهمداني قال حدثنا أبو محمد إسماعيل بن موسى الفزاري قال حدثنا عمر بن سعد البصري من بني نصر بن قعين قال حدثني عبد العزيز وليث بن أبي سليم وسليمان الأعمش وعطاء بن

السائب بعضهم يزيد في الحديث على بعض عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعن عبد الله بن عباس ومحمد بن إسحاق بن يسار عمن حدثه عن ابن عباس وعن سليمان أو سلمة العقيلي عن عامر الشعبي عن عبدالله بن مسعود وجويبر عن الضحاك بن مزاحم قالوا كان رسول الله في بيت أم هانيء راقدا وقد صلى العشاء الآخرة
قال أبو عبد الله قال لنا هذا الشيخ وذكر الحديث فكتبت المتن من نسخة مسموعة منه فذكر حديثا طويلا يذكر فيه عدد الروح والملائكة وغير ذلك مما لا ينكر شيء منها في قدرة الله تعالى إن صحت الرواية وفيما ذكرنا قبل حديث أبي هارون العبدي في إثبات المسرى والمعراج لغاية وبالله التوفيق
أنبأنا الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن قال أنبأنا أبو نعيم أحمد بن محمد بن إبراهيم البزاز قال حدثنا أبو حامد بن بلال قال قال أبو الأزهر قال جابر بن أبي حكيم قال رأيت في النوم رسول الله فقلت يا رسول الله رجل من أمتك يقال له سفيان الثوري لا بأس به فقال النبي لا بأس به حدثنا عن أبي هارون عن أبي سعيد الخدري عنك ليلة أسري بك أنك قلت رأيت في السماء فحدثته بالحديث فقال لي نعم فقلت له يا رسول الله إن ناسا من أمتك يحدثون عنك في المسرى بعجائب فقال لي ذاك حديث القصاص

محمد رافع 52 13-03-2013 11:59 AM

كيف فرضت الصلاة في الابتداء
أنبأنا أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا محمد بن عوف قال حدثنا أبو المغيرة قال حدثنا الأوزاعي قال سئل الزهري كيف كانت صلاة النبي بمكة قبل أن يهاجر إلى المدينة فقال أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها قالت فرض الله الصلاة أول ما فرضها ركعتين ثم أتمها في الحضر وأقرت صلاة المسافر على الفريضة الأولى
هكذا رواه الأوزاعي ورواه معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت فرضت الصلاة على النبي بمكة ركعتين ركعتين فلما خرج إلى المدينة فرضت أربعا وأقرت صلاة السفر ركعتين
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرني أبو بكر بن عبد الله قال
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا فياض بن زهير قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر فذكره ومن حديث معمر عن الزهري أخرجه البخاري في الصحيح وروي أيضا عن عامر الشعبي عن مسروق عن عائشة واستثنى في هذه الرواية عن الأربع المغرب والصبح
وذهب الحسن بن أبي الحسن البصري إلى أن الصلوات فرضت في الابتداء بأعدادهن وذلك فيما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا يحيى بن أبي طالب قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن أن نبي الله لما جاء بهن إلى قومه يعني الصلوات خلى عنهم حتى إذا زالت الشمس عن بطن السماء نودي فيهم الصلاة جامعة ففزعوا لذلك واجتمعوا فصلى بهم رسول الله الظهر أربع ركعات لا يقرأ فيهن علانية رسول الله بين يدي الناس وجبريل بين يدي رسول الله يقتدي الناس برسول الله ويقتدي رسول الله بجبريل
ثم خلى عنهم حتى تصوبت الشمس وهي بيضاء نقية نودي بهم الصلاة جامعة فاجتمعوا لذلك فصلى بهم رسول الله العصر أربع ركعات دون صلاة الظهر رسول الله بين يدي الناس وجبريل عليه السلام بين يدي رسول الله يقتدي الناس برسول الله ورسول الله يقتدي بجبريل
ثم خلى عنهم حتى إذا غابت الشمس نودي فيهم الصلاة جامعة فاجتمعوا لذلك فصلى بهم رسول الله المغرب ثلاث ركعات يقرأ فيهن في كل ركعتين علانية وركعة لا يقرأ فيها علانية رسول الله بين يدي الناس وجبريل بين يدي رسول الله يقتدي الناس برسول الله ورسول الله
يقتدي بجبريل عليهما السلام
ثم خلى عنهم حتى إذا غاب الشفق وأبطأ العشاء فنودي فيهم الصلاة جامعة فاجتمعوا لذلك فصلى بهم رسول الله أربع ركعات يقرأ في ركعتين علانية ولا يقرأ في ركعتين يعني علانية يقتدي الناس بنبيهم ورسول الله يقتدي بجبريل عليه السلام
ثم بات الناس ولا يدرون أيزادون على ذلك أم لا حتى إذا طلع الفجر نودي فيهم الصلاة جامعة فاجتمعوا لذلك فصلى بهم رسول الله ركعتين يقرأ فيهما علانية ويطيل فيهما القراءة ورسول الله بين يدي الناس وجبريل عليه السلام بين يدي رسول الله يقتدي الناس بنبيهم ويقتدي رسول الله بجبريل

تزوج النبي بعائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنه
وبسودة بنت زمعة بعد وفاة خديجة وقبل أن يهاجر إلى المدينة
وما أري في منامه من صورة عائشة رضي الله عنها وأنها امرأته
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل العطار ببغداد قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا الحجاج قال حدثنا حماد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت تزوجني رسول الله بعد متوفى خديجة قبل مخرجه من مكة وأنا ابنة سبع أو ست سنين فلما قدمنا المدينة جاءني نسوة وأنا ألعب في أرجوحة وأنا مجممة فهيأنني وصنعنني ثم أتين بي إلى رسول الله وأنا ابنة تسع سنين
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان قال أخبرنا أبو القاسم الطبراني قال حدثنا ابن أبي مريم حدثنا الفريابي حدثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي تزوجها وهي ابنة ست وأدخلت عليه وهي ابنة
تسع ومكثت عنده تسعا
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير عن هشام بن عروة عن أبيه قال تزوج رسول الله عائشة بعد موت خديجة بثلاث سنين وعائشة يومئذ بنت ست سنين وبنى بها رسول الله وهي بنت تسع سنين ومات رسول الله وعائشة ابنة ثماني عشرة سنة
ورواه أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه قال توفيت خديجة قبل مخرج النبي إلى المدينة بثلاث سنين فلبث سنتين أو قريبا من ذلك ونكح عائشة وهي ابنة ست سنين ثم بنى بها وهي ابنة تسع سنين
ومن هذا الوجه أخرج البخاري في الصحيح هكذا مرسلا أخبرناه أبو عبد الله الحافظ قال أخبرني أحمد بن محمد النسوي قال حدثنا حماد ابن شاكر قال حدثنا محمد بن إسماعيل قال حدثني عبيد بن إسماعيل قال حدثنا أبو أسامة فذكره
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله قال أريتك
في المنام مرتين أرى رجلا يحملك في سرقة حرير فيقول هذه امرأتك فاكشف فأراك فأقول إن كان هذا من عند الله يمضه أخرجاه في الصحيح من أوجه عن هشام بن عروة
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
ح وأنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز ببغداد قال أخبرنا أبو سهل بن زياد القطان قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا عبد الله بن إدريس الأودي عن محمد بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال قالت عائشة لما ماتت خديجة بنت خويلد جاءت خولة بنت حكيم إلى رسول الله فقالت يا رسول الله ألا تزوج قال ومن قالت إن شئت بكرا وإن شئت ثيبا فقال ومن البكر ومن الثيب فقالت أما البكر فابنة أحب خلق الله إليك عائشة وأما الثيب فسودة بنت زمعة قد آمنت بك واتبعتك
قال فاذكريهما علي قالت فأتيت أم رومان فقلت يا أم رومان ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة قالت وذاك ماذا قالت قلت رسول الله يذكر عائشة قالت انتظري فإن أبا بكر آت قالت فجاء أبو بكر فذكرت ذلك له فقال أفتصلح له وهي ابنة أخيه فقال رسول الله أنا أخوه وهو أخي وابنته تصلح لي
قالت وقام أبو بكر فقالت لي أم رومان إن المطعم بن عدي قد كان ذكرها على ابنه والله ما أخلف وعدا قط يعني أبا بكر قالت فأتى أبا بكر
المطعم فقال ما تقول في أمر هذه الجارية قال فأقبل على امرأته فقال لها ما تقولين يا هذه قال فأقبلت على أبي بكر فقالت لعلنا إن أنكحنا هذا الفتى إليك تصيبه وتدخله في دينك الذي أنت عليه قالت فأقبل عليه أبو بكر فقال ماذا تقول أنت فقال إنها لتقول ما تسمع قالت فقام أبو بكر وليس في نفسه من الموعد شيء
قالت فقال لها أبو بكر قولي لرسول الله فليأت
قالت فجاء رسول الله فملكها
قالت خولة ثم انطلقت إلى سودة بنت زمعة وأبوها شيخ كبير قد جلس عن الموسم قالت فحييته بتحية أهل الجاهلية وقلت أنعم صباحا قال من أنت قالت قلت خولة بنت حكيم قالت فرحب بي وقال ما شاء الله أن يقول قالت قلت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب يذكر سودة بنت زمعة قال كفؤ كريم ماذا تقول صاحبتك قالت قلت تحب ذاك قال قولي له فليأت قالت فجاء رسول الله فملكها قالت وقدم عبد بن زمعة فجعل يحثي على رأسه التراب وقال بعد أن أسلم لعمرك إني لسفيه يوم أحثي على رأسي التراب أن تزوج رسول الله سودة بنت زمعة
لفظ حديث أبي العباس
413

محمد رافع 52 13-03-2013 10:18 PM

عرض النبي نفسه على قبائل العرب وما لحقه من الأذى في تبليغه رسالة ربه عز وجل إلى أن أكرم الله به الأنصار من أهل المدينة وما ظهر من الآيات لله عز وجل في إكرامه نبيه بما وعده من إعزازه وإظهار دينه
أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري قال أخبرنا أبو بكر محمد ابن بكر بن عبد الرزاق قال حدثنا أبو داود السجستاني قال حدثنا محمد ابن كثير قال أخبرنا إسرائيل
ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرني أبو الحسين بن يعقوب قال أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا أبو كريب قال حدثنا مصعب عن إسرائيل بن يونس عن عثمان بن المغيرة عن سالم بن أبي الجعد عن جابر قال كان رسول الله يعرض نفسه على الناس بالموقف فيقول هل من رجل يحملني إلى قومه فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي زاد مصعب بن المقدام في روايته قال فأتاه رجل من همدان فقال أنا فقال وهل عند قومك منعة وسأله من أين هو فقال من همدان ثم إن الرجل الهمداني خشي أن يخفره قومه فأتى رسول الله فقال
آتيهم فأخبرهم ثم ألقاك من عام قابل قال نعم فانطلق وجاء وفد الأنصار في رجب
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن عتاب العبدي قال أخبرنا ا لقاسم بن عبد الله بن المغيرة الجوهري قال أخبرنا إسماعيل بن أبي أويس قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عتبة عن عمه موسى بن عقبة وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشعراني قال حدثنا جدي قال حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال حدثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب وهذا لفظ حديث القطان قال كان رسول الله في تلك السنين يعرض نفسه على قبائل العرب في كل موسم ويكلم كل شريف قوم لا يسلهم مع ذلك إلا أن يروه ويمنعوه ويقول لا أكره أحدا منكم على شيء من رضي منكم بالذي أدعوه إليه فذلك ومن كره لم أكرهه إنما أريد أن تحرزوني مما يراد بي من ال*** حتى أبلغ رسالات ربي وحتى يقضي الله عز وجل لي ولمن صحبني بما شاء الله فلم يقبله أحد منهم ولم يأت أحد من تلك القبائل إلا قال قوم الرجل أعلم به أترون أن رجلا يصلحنا وقد أفسد قومه ولفظوه فكان ذلك مما ذخر الله عز وجل للأنصار وأكرمهم به

فلما توفي أبو طالب ارتد البلاء على رسول الله اشد ما كان فعمد لثقيف بالطائف رجاء أن يأووه فوجد ثلاثة نفر منهم سادة ثقيف يومئذ وهم أخوة عبد يا ليل بن عمرو وحبيب بن عمرو ومسعود بن عمرو فعرض عليهم نفسه وشكا إليهم البلاء وما انتهك منه قومه
فقال أحدهم أنا أمرق أستار الكعبة إن كان الله بعثك بشيء قط
وقال الآخر أعجز الله أن يرسل غيرك
وقال الآخر والله لا أكلمك بعد مجلسك هذا أبدا والله لئن كنت رسول الله لأنت أعظم شرفا وحقا من أن أكلمك ولئن كنت تكذب على الله لأنت أشر من أن أكلمك
وتهزأوا به وأفشوا في قومهم الذي راجعوه به وقعدوا له صفين على طريقه فلما مر رسول الله بين صفيهم جعلوا لا يرفع رجليه ولا يضعهما إلا رضخوهما بالحجارة وكانوا أعدوها حتى أدموا رجليه
فخلص منهم وهما يسيلان الدماء فعمد إلى حائط من حوائطهم واستظل في ظل حبلة منه وهو مكروب موجع تسيل رجلاه دما فإذا في الحائط عقبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة فلما رآهما كره مكانهما لما يعلم من عداوتهما الله ورسوله فلما رأياه أرسلا إليه غلاما لهما يدعى عداسا وهو
نصراني من أهل نينوى معه عنب فلما جاءه عداس قال له رسول الله من أي أرض أنت يا عداس قال له عداس أنا من أهل نينوى فقال له النبي من مدينة الرجل الصالح يونس بن متى فقال له عداس وما يدريك من يونس بن متى قال له رسول الله وكان لا يحقر أحدا أن يبلغه رسالة ربه أنا رسول الله والله تعالى أخبرني خبر يونس بن متى
فلما أخبره بما أوحى الله عز وجل من شأن يونس بن متى خر عداس ساجدا لرسول الله وجعل يقبل قدميه وهما يسيلان الدماء
فلما أبصر عقبة وشيبة ما يصنع غلامهما سكنا فلما أتاهما قالا ما شأنك سجدت لمحمد وقبلت قدميه ولم نرك فعلته بأحد منا قال هذا رجل صالح أخبرني بشيء عرفته من شأن رسول بعثه الله إلينا يدعى يونس ابن متى فضحكا به وقالا لا يفتنك عن نصرانيتك فإنه رجل خداع فرجع رسول الله إلى مكة
حدثنا الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان إملاء قال أخبرنا أبو العباس إسماعيل بن عبد الله الميكالي قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن موسى الأهوازي قال حدثنا عمرو بن سواد السرحي قال أنبأنا عبد الله بن
وهب قال أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة حدثته أنها قالت لرسول الله هل أتى عليك يوم كان أشد عليك من يوم أحد قال ما لقيت من قومك كان أشد منه يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد يا ليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا هو جبريل عليه السلام فناداني فقال إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم ثم ناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال يا محمد إن الله عز وجل قد سمع قول قومك وأنا ملك الجبال وقد بعثني إليك ربك لتأمرني بما شئت إن شئت نطبق عليهم الأخشبين فقال له رسول الله بل أرجو أن يخرج الله من أشرارهم أو قال من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئا
رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف عن ابن وهب
ورواه مسلم عن عمرو بن سواد وغيره
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير عن
ابن إسحاق قال حدثنا الزهري قال أتى رسول الله كندة في منازلهم وفيهم سيد لهم يقال له مليح فدعاهم إلى الله عز وجل وعرض عليهم نفسه فأبوا أن يقبلوا منه نفاسة عليه ثم أتى حيا في كلب يقال لهم بنو عبد الله فقال لهم يا بني عبد الله إن الله قد أحسن اسم أبيكم فلم يقبلوا ما عرض عليهم
حديث سويد بن الصامت
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري عن أشياخ من قومه قالوا قدم سويد بن الصامت أخو بني عمرو بن عوف مكة حاجا أو معتمرا وكان سويد يسميه قومه فيهم الكامل لسنه وجلده وشعره قال فتصدى له رسول الله ودعاه إلى الله عز وجل وإلى الإسلام فقال سويد فلعل الذي معك مثل الذي معي فقال له رسول الله وما الذي معك فقال مجلة لقمان يعني حكمة لقمان فقال رسول الله اعرضها علي فعرضها عليه فقال إن هذا الكلام حسن والذي معي أفضل منه قرآن أنزله الله عز وجل علي هو هدى ونور فتلا عليه رسول الله القرآن ودعاه إلى الإسلام فلم يبعد منه وقال إن هذا لقول حسن ثم انصرف فقدم المدينة على قومه فلم يلبث أن ***ته الخزرج وكان رجال من قومه يقولون إنا لنرى أنه *** وهو مسلم وكان ***ه قبل بعاث
حديث إياس بن معاذ الأشهلي وحديث يوم بعاث
حدثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال حدثني الحصين بن عبد الرحمن بن سعد بن معاذ عن محمود بن لبيد أخي بني عبد الأشهل قال لما قدم أبو الحيسر أنس بن رافع مكة ومعه فتية من بني عبد الأشهل فيهم إياس بن معاذ يلتمسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج سمع بهم رسول الله فأتاهم فجلس إليهم فقال لهم هل لكم إلى خير مما جئتم له فقالوا وما ذاك قال أنا رسول الله بعثني إلى العباد أدعوهم إلى أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وأنزل علي الكتاب ثم ذكر لهم الإسلام وتلا عليهم القرآن فقال إياس بن معاذ وكان غلاما حدثا يا قوم هذا والله خير مما جئتم له
فأخذ أبو الحيسر أنس بن رافع حفنة من البطحاء فضرب بها وجه إياس وقال دعنا منك فلعمري لقد جئنا لغير هذا

فسكت وقام رسول الله عنهم وانصرفوا إلى المدينة وكانت وقعة بعاث بين الأوس والخزرج ثم لم يلبث إياس بن معاذ أن هلك
قال محمود بن لبيد فأخبرني من حضرني من قومي أنهم لم يزالوا يسمعونه يهلل الله ويكبره ويحمده ويسبحه حتى مات وكانوا لا يشكون أن قد مات مسلما قد كان استشعر من الإسلام في ذلك المجلس حين سمع من رسول الله ما سمع أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال حدثنا أبو أسامة قال أنبأنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت كان يوم بعاث يوما قدمه الله تعالى لرسوله فقدم رسول الله المدينة وقد افترق ملأهم و***ت سرواتهم وجرحوا فقدمه الله لرسوله في دخولهم في الإسلام
رواه البخاري في الصحيح عن عبيد بن إسماعيل عن أبي أسامة
حديث أبان بن عبد الله البجلي في عرض رسول الله نفسه على قبائل العرب وقصة مفروق بن عمرو وأصحابه
حدثنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي قال أنبأنا أبو بكر محمد بن إسماعيل الفقيه الشاشي قال حدثنا الحسن بن صاحب بن حميد الشاشي قال حدثني عبد الجبار بن كثير الرقي قال حدثنا محمد ابن بشر اليماني عن أبان بن عبد الله البجلي عن أبان بن ثعلب بن عكرمة عن ابن عباس قال حدثني علي بن أبي طالب من فيه قال لما أمر الله تبارك وتعالى رسوله أن يعرض نفسه على قبائل العرب خرج وأنا معه وأبو بكر رضي الله عنه فدفعنا إلى مجلس من مجالس العرب فتقدم أبو بكر رضي الله عنه وكان مقدما في كل خير وكان رجلا نسابة
فسلم وقال ممن القوم قالوا من ربيعة قال وأي ربيعة أنتم أمن هامها أي من لهازمها فقالوا من الهامة العظمى فقال أبو بكر رضي الله عنه وأي هامتها العظمى أنتم قالوا من ذهل الأكبر قال منكم عوف الذي يقال له لا حر بوادي عوف قالوا لا
قال فمنكم جساس بن مرة حامي الذمار ومانع الجار قالوا لا
قال فمنكم بسطام بن قيس أبو اللواء ومنتهى الأحياء قالوا لا
قال فمنكم الحوفزان قاتل الملوك وسالبها أنفسها قالوا لا
قال فمنكم المزدلف صاحب العمامة الفردة قالوا لا
قال فمنكم أخوال الملوك من كندة قالوا لا
قال فمنكم أصحاب الملوك من لخم قالوا لا قال أبو بكر فلستم من ذهل الأكبر أنتم من ذهل الأصغر قال فقام إليه غلام من بني شيبان يقال له دغفل حين تبين وجهه فقال
(إن على سائلنا أن نسله والعبو لا نعرفه أو نجهله)
يا هذا قد سألتنا فأخبرناك ولم نكتمك شيئا فممن الرجل قال أبو بكر أنا من قريش فقال الفتى بخ بخ أهل الشرف والرياسة فمن أي القرشيين أنت قال من ولد تيم بن مرة فقال الفتى أمكنت والله الرامي من سواء الثغرة أمنكم قصي الذي جمع القبائل من فهر فكان يدعى في قريش مجمعا قال لا قال فمنكم أظنه قال هشام الذي هشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنتون عجاف قال لا قال فمنكم شيبة الحمد عبد المطلب مطعم طير
السماء الذي كان وجهه القمر يضيء في الليلة الداجية الظلماء قال لا قال فمن أهل الإفاضة بالناس أنت قال لا قال فمن أهل الحجابة أنت قال لا قال فمن أهل السقاية أنت قال لا قال فمن أهل النداوة أنت قال لا قال فمن أهل الرفادة أنت قال فاجتذب أبو بكر رضي الله عنه زمام الناقة راجعا إلى رسول الله فقال الغلام
(صادف در السيل درا يدفعه يهضبه حينا وحينا يصدعه)
أما والله لو ثبت لأخبرتك من قريش قال فتبسم رسول الله قال علي فقلت يا أبا بكر لقد وقعت من الأعرابي على باقعة قال أجل أبا حسن ما من طامة إلا وفوقها طامة والبلاء موكل بالمنطق قال ثم دفعنا إلى مجلس آخر عليهم السكينة والوقار فتقدم أبو بكر فسلم فقال ممن القوم قالوا من شيبان بن ثعلبة فالتفت أبو بكر رضي الله عنه إلى رسول الله فقال بأبي أنت وأمي هؤلاء غرر الناس وفيهم مفروق بن عمرو وهانيء بن قبيصة والمثنى بن حارثة والنعمان بن شريك وكان مفروق قد غلبهم جمالا ولسانا وكانت له غديرتان تسقطان على تريبته وكان أدنى القوم مجلسا فقال أبو بكر رضي الله عنه كيف العدد فيكم فقال مفروق أنا لنزيد على ألف ولن تغلب ألف من قلة فقال أبو بكر وكيف المنعمة فيكم فقال المفروق علينا الجهد ولكل قوم جهد فقال أبو بكر رضي الله عنه كيف الحرب بينكم وبين عدوكم فقال مفروق إنا لأشد ما نكون غضبا حين نلقى وإنا لأشد ما نكون لقاء حين نغضب وإنا لنؤثر الجياد على الأولاد والسلاح على اللقاح والنصر من عند الله يديلنا مرة ويديل علينا أخرى لعلك أخا قريش فقال أبو بكر رضي الله عنه قد بلغكم أنه رسول الله ألا هوذا
فقال مفروق بلغنا أنه يذكر ذاك فإلى ما تدعو يا أخا قريش فتقدم رسول الله فجلس وقام أبو بكر رضي الله عنه يظله بثوبه فقال رسول الله أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وإلى أن تؤووني وتنصروني فإن قريشا قد ظاهرت على أمر الله وكذبت رسله واستغنت بالباطل عن الحق والله هو الغني الحميد
فقال مفروق بن عمرو وإلام تدعونا يا أخا قريش فوالله ما سمعت كلاما أحسن من هذا فتلا رسول الله (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم إلى فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون)
فقال مفروق وإلام تدعونا يا أخا قريش زاد فيه غيره فوالله ما هذا من كلام أهل الأرض ثم رجعنا إلى روايتنا قال فتلا رسول الله (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظم لعلكم تذكرون)
فقال مفروق بن عمرو دعوت والله يا أخا قريش إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال ولقد أفك قوم كذبوك وظاهروا عليك
وكأنه أحب أن يشركه في الكلام هانئ بن قبيصة فقال وهذا هانئ شيخنا وصاحب ديننا فقال هانئ قد سمعت مقالتك يا أخا قريش إني أرى إن تركنا ديننا واتباعنا على دينك لمجلس جلسته إلينا ليس له أول ولا آخر أنه زلل في الرأي وقلة نظر في العاقبة وإنما تكون الزلة مع العجلة ومن ورائنا قوم نكره أن يعقد عليهم عقدا ولكن نرجع وترجع وننظر وتنظر

وكأنه أحب أن يشركه المثنى بن حارثة فقال وهذا المثنى بن حارثة شيخنا وصاحب حربنا فقال المثنى بن حارثة سمعت مقالتك يا أخا قريش والجواب فيه جواب هانئ بن قبيصة في تركنا ديننا ومتابعتك على دينك وإنا إنما نزلنا بين صريين اليمامة والسمامة فقال رسول الله ما هذان الصريان فقال أنهار كسرى ومياه العرب فأما ما كان من أنهار كسرى فذنب صاحبه غير مغفور وعذره غير مقبول وأما ما كان مما يلي مياه العرب فذنب صاحبه مغفور وعذره مقبول وإنا إنما نزلنا على عهد أخذه علينا ان لا نحدث حدثا ولا نؤوي محدثا وإني أرى أن هذا الأمر الذي تدعونا إليه يا قرشي مما يكره الملوك فإن أحببت أن نؤويك وننصرك مما يلي مياه العرب فعلنا
فقال رسول الله ما أسأتم في الرد إذ أفصحتم بالصدق وإن دين الله لن ينصره إلا من حاطه من جميع جوانبه أرأيتم أن لم تلبثوا إلا قليلا حتى يورثكم الله أرضهم وديارهم وأموالهم ويفرشكم نساءهم أتسبحون الله وتقدسونه فقال النعمان بن شريك اللهم فلك ذلك قال فتلا رسول الله (إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا)
ثم نهض رسول الله قابضا على يدي أبي بكر وهو يقول يا أبا بكر أية أخلاق في الجاهلية ما أشرفها بها يدفع الله عز وجل بأس بعضهم عن بعض وبها يتحاجزون فيما بينهم
قال فدفعنا إلى مجلس الأوس والخزرج فما نهضنا حتى بايعوا رسول الله
قال فلقد رأيت رسول الله وقد سر بما كان من أبي بكر ومعرفته بأنسابهم
قال لنا أبو عبد الرحمن قال الشيخ أبو بكر قال الحسن بن صاحب كتب هذا الحديث عني أبو حاتم الرازي قلت وقد رواه أيضا محمد بن زكريا الغلابي وهو متروك عن شعيب بن واقد عن أبان بن عبد الله البجلي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد العماني حدثنا محمد بن زكريا الغلابي حدثنا شعيب بن واقد حدثنا أبان بن عبد الله البجلي فذكره بإسناده ومعناه وروى أيضا بإسناد آخر مجهول عن أبان بن تغلب
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أبو محمد جعفر بن عنبسة الكوفي قال حدثني محمد بن الحسين القرشي قال حدثنا أحمد بن أبي نصر السكوني عن أبان بن عثمان الأحمر عن أبان بن ثعلب عن عكرمة عن ابن عباس عن علي بن أبي طالب فذكره وقال خرج إلى منى وأنا معه
حديث سعد بن معاذ وسعد بن عبادة وما سمع من الهاتف بمكة في نصرتهما رسول الله صلى الله عليه وسلم
حدثنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثني أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ قال حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا أبو الأشعث قال حدثنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي قال حدثنا عبد الحميد بن أبي عيسى بن خير كذا قال وهو عبد الحميد بن أبي عبس بن محمد بن خير عن أبيه قال سمعت قريش قائلا يقول في الليل على أبي قبيس
(فإن يسلم السعدان يصبح محمد بمكة لا يخشى خلاف المخالف)
لما أصبحوا قالوا أبو سفيان من السعدان أسعد بن بكر أم سعد بن هذيم فلما كانت في الليلة الثانية سمعوه يقول
(أيا يا سعد سعد الأوس كن أنت ناصرا ويا سعد سعد الخزرجين الغطارف)

(أجيبا إلى داعي الهدى وتمنيا على الله في الفردوس منية عارف)
(فإن ثواب الله للطالب الهدى جنان من الفردوس ذات رفارف)
فلما صبحوا قال أبو سفيان هو والله سعد بن معاذ وسعد بن عبادة

محمد رافع 52 13-03-2013 10:21 PM

العقبة الأولى وما جاء في بيعة من حضر الموسم
من الأنصار رسول الله على الإسلام
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد قال أخبرنا أبو بكر بن عتاب قال حدثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة قال حدثنا ابن أبي أويس قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عتبة عن عمه موسى بن عقبة
ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني قال حدثني جدي قال حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب الزهري في قصة خروج النبي إلى الطائف قال فرجع رسول الله إلى مكة فلما حضر الموسم حج نفر من الأنصار فيهم معاذ بن عفراء وأسعد بن زرارة ورافع بن مالك وذكوان وعبادة بن الصامت وأبو عبد الرحمن بن ثعلبة وأبو الهيثم بن التيهان وعويم بن ساعدة فأتاهم رسول الله فأخبرهم خبره والذي اصطفاه الله به
من كرامته ونبوته وقرأ عليهم القرآن فلما سمعوا قوله أيقنوا به واطمأنت قلوبهم إلى ما سمعوا منه وعرفوا ما كانوا يسمعون من أهل الكتاب من صفته فصدقوه واتبعوه وكانوا من أسباب الخير الذي سبب له
ثم قالوا قد علمت الذي بين الأوس والخزرج من الاختلاف وسفك الدماء ونحن حراص على ما أرشدك الله به مجتهدون لك بالنصيحة وإنا نشير عليك برأينا فامكث على رسلك باسم الله حتى نرجع إلى قومنا فنذكر لهم شأنك وندعوهم إلى الله ورسوله فلعل الله عز وجل أن يصلح ذات بينهم ويجمع لهم أمرهم فإنا اليوم متباغضون متباعدون وإنك إن تقدم علينا ولم نصطلح لا يكون لنا جماعة عليك ولكنا نواعدك الموسم من العام المقبل
فرضي بذلك رسول الله فرجعوا إلى قومهم فدعوهم سرا وأخبروهم برسول الله والذي بعثه الله به وتلوا عليهم القرآن حتى قل دار من دور الأنصار إلا قد اسلم فيها ناس ثم بعثوا إلى رسول الله معاذ بن عفراء ورافع بن مالك أن ابعث إلينا رجلا من قبلك يفقهنا ويدعو الناس بكتاب الله فإنه قمن أن يتبع
قال فبعث إليهم رسول الله مصعب بن عمير أخا بني عبد الدار ابن قصي فنزل في بني تيم على أسعد بن زرارة فجعل يدعو الناس سرا ويفشو الإسلام ويكثر أهله وهم مع ذلك شديد استخفاؤهم
ثم إن أسعد بن زرارة وهو أبو أمامة أقبل هو ومصعب بن عمير حتى أتيا بئر بني مرق فجلسا هنالك وبعثا إلى رهط من الأنصار فأتوهما مستخفين فبينما مصعب بن عمير يحدثهم ويقص عليهم القرآن أخبر بهم سعد بن معاذ ويقول بعض الناس بل أسيد بن حضير فأتاهم في لأمته معه الرمح حتى وقف عليهم فقال لأبي أمامة علام تأتينا في دورنا بهذا الوحيد الغريب الطريد
يسفه ضعفاءنا بالباطل ويدعوهم إليه لا أراك بعدها تسيء من جوارنا فقاموا ورجعوا
ثم إنهم عادوا مرة أخرى لبئر بني مرق أو قريبا منها فذكروا لسعد بن معاذ الثانية فجاءهم فتواعدهم وعيدا دون وعيده الأول فلما رأى اسعد بن زرارة منه لينا قال له يا ابن خالة استمع من قوله فإن سمعت منكرا فاردده بأهدى منه وإن سمعته حقا فأجب إليه
فقال ماذا تقول فقرأ عليه مصعب بن عمير (حم والكتاب المبين إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون)
فقال سعد بن معاذ ما أسمع إلا ما أعرف فرجع سعد بن معاذ وقد هداه الله ولم يظهر لهما إسلامه حتى رجع إلى قومه فدعا بني عبد الأشهل إلى الإسلام وأظهر لهم إسلامه وقال من شك منكم فيه فليأت بأهدى منه فوالله لقد جاء أمر لتحزن فيه الرقاب فأسلمت بنو عبد الأشهل عند إسلام سعد بن معاذ ودعائه إلا من لا يذكر فكانت أول دار من دور الأنصار أسلمت بأسرها
ثم إن بني النجار أخرجوا مصعب بن عمير واشتدوا على أسعد بن زرارة فانتقل مصعب بن عمير إلى سعد بن معاذ فلم يزل عنده يدعو آمنا ويهدي الله على يديه حتى قل دار من دور الأنصار إلا قد أسلم أشرافها
وأسلم عمرو بن الجموح وكسرت أصنامهم وكان المسلمون أعز أهل
المدينة ورجع مصعب إلى رسول الله وكان يدعى المقريء
وقال ابن شهاب وكان أول من جمع الجمعة بالمدينة للمسلمين قبل أن يقدمها رسول الله
هكذا ذكر موسى بن عقبة عن ابن شهاب قصة الأنصار في الخرجة الأولى
وذكرها ابن إسحاق عن شيوخه أتم من ذكره وزعم أنه لقي أولا نفرا منهم فيهم أسعد بن زرارة ثم انصرفوا حتى إذا كان العام المقبل أتى الموسم أثنا عشر رجلا من الأنصار فلقوه بالعقبة وهي العقبة الأولى فبايعوه فيهم أسعد بن زرارة وعبادة بن الصامت وبعث بعدهم أو معهم رسول الله مصعب بن عمير رضي الله عنه وعن جماعتهم ونحن نروي بإذن الله عز وجل القصة بتمامها
أخبرنا أبو عبدالله محمد بن عبد الله الحافظ رحمه الله قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي قال حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق بن يسار قال فلما أراد الله عز وجل إظهار دينه وعزاز نبيه وإنجاز موعده له خرج رسول الله في الموسم الذي لقيه فيه النفر من الأنصار فعرض نفسه على قبائل العرب كما كان يصنع كل موسم فبينما هو عند العقبة لقي رهطا من الخزرج أراد الله بهم خيرا
قال ابن إسحاق حدثنا عاصم بن عمر بن قتادة عن أشياخ من قومه
قالوا لما لقيهم رسول الله قال لهم ممن أنتم قالوا نفر من الخزرج
قال أمن موالي يهود قالوا نعم
قال أفلا تجلسون أكلمكم قالوا بلى
قال فجلسوا معه فدعاهم رسول الله إلى الله عز وجل وعرض عليهم الإسلام وتلا عليهم القرآن وكان مما صنع الله لهم في الإسلام أن يهود كانوا معهم ببلادهم وكانوا أهل كتاب وعلم وكانت الأوس والخزرج أهل شرك وأصحاب أوثان فكانوا إذا كان بينهم شيء قالت اليهود إن نبيا مبعوث الآن قد أظل زمانه نتبعه فن***كم معه *** عاد وإرم
فلما كلم رسول الله أولئك النفر ودعاهم إلى الله عز وجل قال بعضهم لبعض يا قوم اعلموا والله أن هذا النبي الذي توعدكم به يهود فلا تسبقنكم إليه فأجابوه لما دعاهم إلى الله عز وجل وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام وقالوا له إنا قد تركنا قومنا ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم وعسى الله عز وجل أن يجمعهم الله بك وسنقدم عليهم فندعوهم إلى أمرك ونعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين فإن يجمعهم الله عليك فلا رجل أعز منك
ثم انصرفوا عن رسول الله راجعين إلى بلادهم قد آمنوا وصدقوا وهم فيما يزعمون ستة نفر من الخزرج منهم من بني النجار أسعد بن زرارة وهو أبو أمامة وعوف بن مالك بن رفاعة ورافع بن مالك بن العجلان وقطبة بن
عامر بن حديدة وعقبة بن عامر بن زياد وجابر بن عبد الله وذكر أنسابهم إلا أني اختصرتها
قال فلما قدموا المدينة إلى قومهم ذكروا لهم رسول الله ودعوهم إلى الإسلام حتى فشا فيهم فلم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها ذكر من رسول الله
حتى إذا كان العام المقبل أتى الموسم اثنا عشر رجلا من الأنصار فلقوا رسول الله بالعقبة وهي العقبة الأولى فبايعوا رسول الله على بيعة النساء قبل أن تفترض الحرب منهم أسعد بن زرارة وعوف ومعاذ ابنا الحارث ورافع بن مالك وذكوان ابن عبد قيس وعبادة بن الصامت ويزيد بن ثعلبة وعباس بن عبادة بن نضلة وعقبة بن عامر وقطبة بن عامر وأبو الهيثم بن التيهان وعويم بن ساعدة حليفان لهم
وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ الإسفرائني قال أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق قال حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي قال حدثنا نصر بن علي قال حدثنا وهب بن جرير بن حازم قال حدثنا أبي عن محمد بن إسحاق قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة قال حدثني رجل من قومه أنه بينما نفر منهم قد رموا الجمرة ثم انصرفوا عنها اعترضهم رسول الله فقال ممن أنتم قالوا من الخزرج فذكر الحديث بمعنى رواية يونس إلا أنه عد في الستة عوف بن عفراء ومعاذ بن عفراء بدل من عوف بن مالك وعقبة بن عامر

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال فحدثني يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني عن أبي عبدالله الصنابحي عن عبد الرحمن بن عسيلة قال حدثني عبادة ابن الصامت قال بايعنا رسول الله ليلة العقبة الأولى ونحن اثنا عشر رجلا أنا أحدهم فبايعناه بيعة النساء على ألا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا ن*** أولادنا ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيه في معروف وذلك قبل أن تفترض الحرب فإن وفيتم بذلك فلكم الجنة وإن غشيتم شيئا فأمركم إلى الله إن شاء غفر وإن شاء عذب
وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا الحسن بن الربيع قال حدثنا ابن إدريس عن ابن إسحاق قال حدثني يزيد بن أبي حبيب قال حدثنا مرثد ابن عبد الله اليزني عن عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي عن عبادة بن الصامت قال كنا اثني عشر رجلا في العقبة الأولى فذكر الحديث بنحوه لم يقل وذلك قبل أن تفرض الحرب
وذكره جرير بن حازم عن ابن إسحاق
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا عبد الله محمد بن يعقوب قال حدثنا إبراهيم بن محمد الصيدلاني ومحمد بن نعيم ومحمد بن شاذان وأحمد بن سلمة قالوا حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا الليث عن يزيد هو ابن أبي حبيب عن أبي الخير وهو مرثد عن الصنابحي عن عبادة بن الصامت أنه قال إني من النقباء الذين بايعوا رسول الله وقال
بايعناه على أن لا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا ن*** النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا ننتهب ولا نعصى بالجنة إن فعلنا ذلك فإن غشينا من ذلك شيئا كان قضاء ذلك إلى الله عز وجل
رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن قتيبة بن سعيد
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري قال أنبأنا الحسن بن محمد بن إسحاق قال حدثنا يوسف بن يعقوب قال حدثنا نصر بن علي قال حدثنا وهب قال حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال ثم انصرفوا وبعث رسول الله ومعهم مصعب بن عمير قال ابن إسحاق فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة أن رسول الله إنما بعثه بعدهم وإنما كتبوا إليه أن الإسلام قد فشا فينا فابعث إلينا رجلا من أصحابك يقرئنا القرآن ويفقهنا في الإسلام ويقيمنا لسنته وشرائعه ويؤمنا في صلاتنا فبعث مصعب بن عمير فكان ينزل مصعب بن عمير على أبي أمامة أسعد بن زرارة وكان مصعب يسمى بالمدينة المقرئ وكان أبو أمامة يذهب به إلى دور الأنصار يدعوهم إلى الإسلام ويفقه من أسلم منهم
قال ابن إسحاق فحدثني عبد الله بن أبي بكر وعبيد الله بن المغيرة
ابن معيقيب أن أسعد بن زرارة خرج بمصعب بن عمير حتى أتى به دار بني ظفر ودار بني عبد الأشهل فأتاهما من كان من أهل الدارين مسلما وسمع بهما سعد بن معاذ
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال حدثني يزيد بن أبي حبيب قال لما انصرف عن رسول الله القوم بعث رسول الله معهم مصعب بن عمير
قال ابن إسحاق فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة أن مصعب بن عمير كان يصلي بهم وذلك أن الأوس والخزرج كره بعضهم أن يؤمه بعض
قال ابن إسحاق فحدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم وعبد الله بن المغيرة بن معيقيب قال بعث رسول الله مصعب بن عمير مع النفر الاثني عشر الذين بايعوه في العقبة الأولى إلى المدينة يفقه أهلها ويقرئهم القرآن قال وكان عبد الله بن أبي بكر يقول ما أدري ما العقبة الأولى
قال ابن إسحاق بلى لعمري لقد كانت عقبة وعقبة
قالا وكان منزله على أسعد بن زرارة وكان إنما يسمى بالمدينة المقرئ فخرج به يوما اسعد بن زرارة إلى دار بني عبد الأشهل فدخل به حائطا من حوائط بني ظفر وهي قرية لبني ظفر دون قرية بني عبد الأشهل وكانا ابني عم يقال لها بئرمرق فسمع بهما سعد بن معاذ وكان ابن خالته أسعد بن زرارة فقال لأسيد بن حضير إئت أسعد بن زرارة فازدجره عنا
فليكف عنا ما نكره فإنه قد بلغني أنه قد جاء بهذا الرجل الغريب معه يتسفه به سفهاؤنا وضعفاؤنا فإنه لولا ما بيني وبينه من القرابة كفيتك ذلك
فأخذ أسيد بن حضير الحربة ثم خرج حتى أتاهما فلما رآه أسعد بن زرارة قال لمصعب بن عمير هذا والله سيد قومه قد جاءك فابل الله فيه بلاء حسنا
قال إن يقعد أكلمه فوقف عليهما متشتما فقال يا أسعد مالنا ولك تأتينا بهذا الرجل الغريب يسفه به سفهاؤنا وضعفاؤنا فقال أو تجلس فتسمع فإن رضيت أمرا قبلته وإن كرهته كف عنك ما تكره
فقال قد أنصفتم ثم ركز الحربة وجلس فكلمه مصعب بن عمير وعرض عليه الإسلام وتلا عليه القرآن فوالله لعرفنا الإسلام في وجهه قبل أن يتكلم لتسهله ثم قال ما أحسن هذا وأجمله وكيف تصنعون إذا دخلتم في هذا الدين قالا تغتسل وتطهر ثيابك وتشهد شهادة الحق وتصلي ركعتين ففعل
ثم قال لهما إن ورائي رجلا من قومي إن تابعكما لم يخالفكما أحد بعده
ثم خرج حتى أتى سعد بن معاذ فلما رآه سعد بن معاذ مقبلا قال أحلف بالله لقد رجع عليكم أسيد بن حضير بغير الوجه الذي ذهب به ماذا صنعت قال قد ازدجرتهما وقد بلغني أن بني حارثة يريدون أسعد بن زرارة لي***وه ليخفروك فيه لأنه ابن خالتك فقام إليه سعد مغضبا فأخذ الحربة من يده قال والله ما أراك أغنيت شيئا ثم خرج فلما نظر إليه أسعد بن زرارة قد طلع عليهما قال لمصعب هذا والله سيد من وراءه من قومه إن هو تابعك لم يخالفك أحد من قومه فاصدق الله فيه فقال مصعب بن عمير إن يسمع مني أكلمه


فلما وقف عليهما قال يا أسعد ما دعاك إلى أن تغشاني بما أكره وهو متشتم أما والله لولا ما بيني وبينك من القرابة ما طمعت في هذا مني فقال له أو تجلس فتسمع فإن رضيت أمرا قبلته وإن كرهته أعفيت مما تكره
قال انصفتماني ثم ركز الحربة وجلس فكلمه مصعب وعرض عليه الإسلام وتلا عليه القرآن فوالله لعرفنا فيه الإسلام قبل أن يتكلم لتسهل وجهه
ثم قال ما أحسن هذا وكيف تصنعون إذا دخلتم في هذا الدين فقالا له تغتسل وتطهر ثيابك وتشهد شهادة الحق وتركع ركعتين فقام ففعل ثم أخذ الحربة وانصرف عنهما إلى قومه
فلما رآه رجال بني عبد الأشهل قالوا نقسم بالله لقد رجع إليكم سعد بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم فلما وقف عليهم قال يا بني عبد الأشهل أي رجل تعلموني فيكم قالوا نعلمك والله خيرنا وأفضلنا فينا رأيا قال فإن كلام نسائكم ورجالكم علي حرام حتى تؤمنوا بالله وحده وتصدقوا بمحمد فوالله ما أمسى في ذلك اليوم في دار بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا مسلما
ثم انصرف مصعب بن عمير إلى منزل أسعد بن زرارة
كذا قال يونس في روايته فأقام عنده يدعو الناس إلى الإسلام حتى لم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رجال ونساء مسلمون إلا ما كان من دار بني أمية ابن زيد وخطمة ووائل وواقف ثم أن مصعب بن عمير رجع إلى مكة

وروينا عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب الزهري أن مصعب بن عمير كان أول من جمع الجمعة بالمدينة للمسلمين قبل أن يقدمها رسول الله
وقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس عن ابن إسحاق قال حدثني محمد بن أبي أمامة بن سهل عن أبيه قال حدثني عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال كنت قائد أبي حين كف بصره فإذا خرجت به إلى الجمعة فسمع الأذان بها استغفر لأبي أمامة أسعد بن زرارة فمكثت حينا أسمع ذلك منه فذكرت ذلك له فقال أي بني كان أسعد أول من جمع بنا بالمدينة قبل مقدم النبي في هزم من حرة بني بياضة في نقيع الخضمات قلت وكم أنتم يومئذ قال أربعون رجلا
قلت ويحتمل أن لا يخالف هذا قول ابن شهاب وكأن مصعب جمع بهم بمعونة أسعد بن زرارة فأضافه كعب إليه والله أعلم

محمد رافع 52 13-03-2013 10:26 PM

العقبة الثانية وما جاء في بيعة من حضر الموسم من الأنصار
رسول الله على الإسلام وعلى أن يمنعوه مما يمنعون منه
أنفسهم وأموالهم
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ الاسفرايني بها قال أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق قال حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي قال حدثنا عبد الأعلى بن حماد قال حدثنا داود العطار قال حدثنا ابن خثيم عن ابن الزبير محمد بن مسلم أنه حدثه جابر بن عبد الله الأنصاري أن رسول الله لبث عشر سنين يتبع الحاج في منازلهم في المواسم مجنة وعكاط ومنازلهم بمنى من يؤويني وينصرني حتى أبلغ رسالات ربي وله الجنة فلا يجد أحدا يؤويه ولا ينصره حتى أن الرجل يرحل صاحبه من مصر أو اليمن فيأتيه قومه أو ذوو رحمه فيقولون احذر فتى قريش لا يفتنك يمشي بين رحالهم يدعوهم إلى الله عز وجل يشيرون إليه بأصابعهم حتى بعثنا الله عز وجل له من يثرب فيأتيه الرجل منا فيؤمن به ويقرئه القرآن فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه حتى لم يبق دار من يثرب إلا وفيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام

ثم بعثنا الله عز وجل وائتمرنا واجتمعنا سبعين رجلا منا فقلنا حتى متى نذر رسول الله يطوف في جبال مكة ويخاف فرحلنا حتى قدمنا عليه في الموسم فواعدنا شعب العقبة فاجتمعنا فيه من رجل ورجلين حتى توافينا عنده فقلنا يا رسول الله على ما نبايعك فقال بايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل وعلى النفقة في العسر واليسر وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعلى أن تقولوا في الله لا تأخذكم فيه لومة لائم وعلى أن تنصروني إذا قدمت عليكم يثرب تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة
فقمنا نبايعه وأخذ بيده أسعد بن زرارة وهو أصغر السبعين رجلا إلا أنا فقال رويدا يا أهل يثرب إنا لم نضرب إليه أكبار المطي إلا ونحن نعلم أنه رسول الله إن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة و*** خياركم وإن تعضكم السيوف فإما أنتم قوم تصبرون على عض السيوف إذا مستكم وعلى *** خياركم وعلى مفارقة العرب كافة فخذوه وأجركم على الله وإما أنتم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه فهو أعذر لكم عند الله عز وجل فقلنا أمط يدك يا أسعد بن زرارة فوالله لا نذر هذه البيعة ولا نستقبلها فقمنا إليه نبايعه رجلا رجلا يأخذ علينا شرطه ويعطينا على ذلك الجنة
وحدثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء قال حدثني محمد بن إسماعيل المقرئ قال حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني قال حدثنا يحيى بن سليمان عن ابن خثيم عن
أبي الزبير عن جابر بن عبد الله الأنصاري فذكر الحديث بمعناه إلا أنه زاد في وسط الحديث قال فقال له عمه العباس يا ابن أخي لا أدري ما هؤلاء القوم الذين جاؤوك إني ذو معرفة بأهل يثرب فاجتمعنا عنده من رجل ورجلين فلما نظر العباس في وجوهنا قال هؤلاء قوم لا أعرفهم هؤلاء أحداث فقلنا يا رسول الله علام نبايعك فذكره
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي قال حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال فحدثني معبد بن كعب بن مالك بن القين أخو بني سلمة عن أخيه عبد الله عن أبيه كعب بن مالك قال خرجنا في الحجة التي بايعنا فيها رسول الله بالعقبة مع مشركي قومنا ومعنا البراء ابن معرور كبيرنا وسيدنا حتى إذا كنا بظاهر البيداء قال يا هؤلاء تعلمن أني قد رأيت رأيا والله ما أدري توافقون عليه أم لا فقلنا وما هو يا أبا بشر قال إني قد أردت أن أصلي إلى هذه البنية ولا أجعلها مني بظهر فقلنا لا والله لا تفعل والله ما بلغنا أن نبينا يصلي إلا إلى الشام قال فإني والله لمصل إليها فكان إذا حضرت الصلاة توجه إلى الكعبة وتوجهنا إلى الشام
حتى قدمنا مكة فقال لي البراء يا ابن أخي انطلق بنا إلى رسول الله حتى أسأله عما صنعت في سفري هذا فلقد وجدت في نفسي منه
بخلافكم إياي قال فخرجنا نسأل عن رسول الله فلقينا رجلا بالأبطح فقلنا هل تدلنا على محمد بن عبد الله بن عبد المطلب فقال وهل تعرفانه إن رأيتماه فقلنا لا والله ما نعرفه ولم نكن رأينا رسول الله فقال فهل تعرفان العباس بن عبد المطلب فقلنا نعم وقد كنا نعرفه كان يختلف إلينا بالتجارة فقال فإذا دخلتما المسجد فانظرا العباس فهو الرجل الذي معه
قال فدخلنا المسجد فإذا رسول الله والعباس ناحية المسجد جالسين قال فسلمنا ثم جلسنا فقال رسول الله للعباس هل تعرف هذين الرجلين يا أبا الفضل قال نعم هذا البراء بن معرور سيد قومه وهذا كعب بن مالك فوالله ما أنسى قول رسول الله الشاعر قال نعم فقال له البراء يا رسول الله إني قد كنت رأيت في سفري هذا رأيا وقد أحببت أن أسألك عنه لتخبرني عما صنعت فيه قال وما ذاك قال رأيت أن لا أجعل هذه البنية مني بظهر فصليت إليها فقال له رسول الله قد كنت على قبلة لو صبرت عليها فرجع إلى قبلة رسول الله وأهله يقولون قد مات عليها ونحن أعلم به قد رجع إلى قبلة رسول الله وصلى معنا إلى الشام

ثم قد واعدنا رسول الله العقبة أوسط أيام التشريق ونحن سبعون رجلا للبيعة ومعنا عبد الله بن عمرو بن حرام أبو جابر وإنه لعلى شركه فأخذناه فقلنا يا أبا جابر والله إنا لنرغب بك أن تموت على ما أنت عليه فتكون لهذه النار غدا حطبا وإن الله قد بعث رسولا يأمر بتوحيده وعبادته وقد أسلم رجال من قومك وقد واعدنا رسول الله للبيعة فأسلم وطهر ثيابه وحضرها معنا فكان نقيبا
فلما كانت الليلة التي واعدنا فيها رسول الله بمنى أول الليل مع قومنا فلما استثقل الناس في النوم تسللنا من قريش تسلل القطا حتى إذا اجتمعنا بالعقبة فأتانا رسول الله وعمه العباس ليس معه غيره أحب أن يحضر أمر ابن أخيه فكان أول متكلم فقال يا معشر الخزرج وإنما كانت العرب تسمي هذا الحي من الأنصار أوسها وخزرجها إن محمدا منا حيث قد علمتم وهو في منعة من قومه وبلاده قد منعناه ممن هو على مثل رأينا فيه وقد أبى إلا الانقطاع إليكم وإلى ما دعوتموه إليه فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه فأنتم وما تحملتم وإن كنتم تخشون من أنفسكم خذلانا فاتركوه في قومه فإنه في منعة من عشيرته وقومه
فقلنا قد سمعنا ما قلت تكلم يا رسول الله فتكلم رسول الله ودعا إلى الله عز وجل وتلا القرآن ورغب في الإسلام فأجبناه بالإيمان به
والتصديق له وقلنا له يا رسول الله خذ لربك ولنفسك فقال إني أبايعكم على أن تمنعوني مما منعتم منه أبناءكم ونسائكم
فأجابه البراء بن معرور فقال نعم والذي بعثك بالحق مما تمنع منه أزرنا فبايعنا يا رسول الله فنحن والله أهل الحرب وأهل الحلقة ورثناها كابرا عن كابر
فعرض في الحديث أبو الهيثم بن التيهان فقال يا رسول الله أن بيننا وبين أقوام حبالا وإنا قاطعوها فهل عسيت إن الله أظهرك أن ترجع إلى قومك وتدعنا فقال رسول الله بل الدم الدم والهدم الهدم أنا منكم وأنتم مني أسالم من سالمتم وأحارب من حاربتم

فقال له البراء بن معرور ابسط يدك يا رسول الله نبايعك فقال رسول الله أخرجوا إلي منكم اثني عشر نقيبا فأخرجوهم له
فكان نقيب بني النجار أسعد بن زرارة
وكان نقيب بني سلمة البراء بن معرور وعبد الله بن عمرو بن حرام
وكان نقيب بن ساعدة سعد بن عبادة والمنذر بن عمرو
وكان نقيب بني زريق رافع بن مالك بن العجلان
وكان نقيب بني الحارث بن الخزرج عبد الله بن رواحة وسعد بن الربيع
وكان نقيب القوافل بني عوف بن الخزرج عبادة بن الصامت وفي الأوس من بني عبد الأشهل أسيد بن حضير وأبو الهيثم بن التيهان
وكان نقيب بني عمرو بن عوف سعد بن خيثمة فكانوا اثني عشر نقيبا تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس
قال فأخذ البراء بن معرور بيد رسول الله فضرب عليها وكان أول من بايع وتتابع الناس فبايعوا فصرخ الشيطان على العقبة بأبعد والله صوت ما سمعته قط فقال يا أهل الجباجب هلا لكم في مذمم ما يقول محمد والصباء معه قد اجتمعوا على حربكم فقال رسول الله هذا أزب العقبة هذا ابن أزيب أما والله لأفرغن لك ارفضوا إلى رحالكم
فقال العباس بن عبادة بن نضلة أخو بني سالم يا رسول الله والذي بعثك بالحق إن شئت لنميلن غدا على أهل منى بأسيافنا فقال رسول الله إنا لم نؤمر بذلك ارفضوا إلى رحالكم فرجعنا إلى رحالنا فاضطجعنا عل فرشنا
فلما أصبحنا أقبلت جلة من قريش فيهم الحارث بن هشام فتى شاب وعليه نعلان جديدان حتى جاءونا في رحالنا فقالوا يا معشر الخزرج إنه قد بلغنا أنكم جئتم إلى صاحبنا لتستخرجوه من بين أظهرنا وإنه والله ما من العرب أحد أبغض إلينا أن ينشب الحرب فيما بيننا وبينهم منكم فانبعث من هناك من قومنا من المشركين يحلفون لهم بالله ما كان من هذا شيء وما فعلناه وأنا أنظر إلى أبي جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام وهو صامت وأنا صامت فلما تثور القوم لينطلقوا قلت كلمة كأني أشركهم في الكلام يا أبا جابر أنت سيد من سادتنا وكهل من كهولنا لا تستطيع أن تتخذ مثل نعلي هذا الفتى من قريش فسمعه الفتى فخلع نعليه فرمى بهما إلي وقال والله لتلبسنهما فقال أبو جابر مهلا أحفظت لعمر الله الرجل يقول أخجلته اردد عليه نعليه فقلت والله لا أردهما فأل صالح والله إني لأرجو أن اسلبنه
قال ابن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم قال ثم انصرفوا عنهم وأتوا عبد الله بن أبي فسألوه وكلموه فقال إن هذا الأمر جسيم وما كان قومي لتفوتوا علي بمثله فانصرفوا عنه
وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري قال أخبرنا الحسن بن محمد
ابن إسحاق قال حدثنا يوسف بن يعقوب قال حدثنا نصر بن علي قال حدثنا وهب جرير بن حازم قال حدثنا أبي عن محمد بن إسحاق فذكر هذه القصة بإسناد يونس بن بكير عن ابن إسحاق ومعناه
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر بن حزم أن العباس بن عبادة بن نضلة أخا بني سالم قال يا معشر الخزرج هل تدرون على ما تبايعون رسول الله إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود فإن كنتم ترون أنها إذا نهكت أموالكم مصيبة وأشرافكم ***ا أسلمتموه فمن الآن فهو والله إن فعلتم خزي الدنيا والآخرة وإن كنتم ترون أنكم مستضلعون له وافون له بما عاهدتموه عليه على مصيبة الأموال و*** الأشراف فهو والله خير الدنيا والآخرة
قال عاصم فوالله ما قال العباس هذه المقالة إلا ليشتد لرسول الله بها العقد
وقال عبد الله بن أبي بكر ما قالها إلا ليؤخر بها أمر القوم تلك الليلة ليشهد عبد الله بن أبي أمرهم فيكون أقوى لهم
أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد قال أخبرنا أبو عمرو بن السماك قال حدثنا حنبل بن إسحاق قال حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال حدثنا زكريا بن أبي زائدة عن عامر قال انطلق النبي معه العباس عمه إلى السبعين من الأنصار عند العقبة تحت الشجرة قال ليتكلم متكلمكم ولا يطيل الخطبة فإن عليكم من المشركين عينا وإن يعلموا بكم يفضحوكم فقال قائلهم وهو أبو أمامة سل يا محمد لربك ما شئت ثم سل لنفسك بعد ذلك ما
شئت ثم أخبرنا ما لنا من الثواب على الله وعليكم إذا فعلنا ذلك قال أسلكم لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا واسلكم لنفسي ولأصحابي أن تؤوونا وتنصرونا وتمنعونا مما منعتم منه أنفسكم قالوا فمالنا إذا فعلنا ذلك قال لكم الجنة قالوا فلك ذلك
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي قال أخبرنا أبو عبد الله محمد ابن يعقوب قال حدثنا محمد بن عبد الوهاب قال أخبرنا جعفر بن عون قال أخبرنا زكريا بن أبي زائدة عن عامر قال انطلق رسول الله ومعه العباس وكان ذا رأي إلى السبعين من الأنصار ليلا على العقبة تحت الشجرة فذكر الحديث بنحوه وزاد قال فسمعت الشعبي يقول فما سمع الشيب ولا الشبان خطبة أقصر ولا أبلغ منها
وأخبرنا أبو الحسين بن بشران قال أخبرنا أبو عمرو بن السماك قال حدثنا حنبل بن إسحاق قال حدثنا أبو عبد الله يعني أحمد بن حنبل قال حدثنا يحيى بن زكريا قال حدثني مجالد عن عامر عن أبي مسعود الأنصاري بنحوه قال وكان أبو مسعود أصغرهم سنا
وأخبرنا أبو الحسين بن بشران قال أخبرنا أبو عمرو بن السماك قال حدثنا حنبل بن إسحاق قال حدثني أبو عبد الله قال حدثنا يحيى قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال سمعت الشعبي يقول ما سمع الشيب والشبان خطبة مثلها
أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الفقيه قال أخبرنا محمد بن إبراهيم بن الفضل الفحام قال حدثنا محمد بن يحيى الذهلي قال حدثنا عمرو بن عثمان الرقي قال حدثنا زهير قال حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة عن أبيه عبيد بن رفاعة قال قدمت روايا

خمر فأتاها عبادة بن الصامت فحرقها وقال أنا بايعنا رسول الله على السمع والطاعة في النشاط والكسل والنفقة في العسر واليسر وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعلى أن نقول في الله لا تأخذنا فيه لومة لائم وعلى أن ننصر رسول الله إذا قدم علينا يثرب بما نمنع منه أنفسنا وأزواجنا وأبناءنا ولنا الجنة فهذه بيعة رسول الله بايعناه عليها
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس عن ابن إسحاق قال حدثني عبادة بن الوليد عن عبادة بن الصامت عن أبيه عن جده عبادة بن الصامت قال بايعنا رسول الله بيعة الحرب على السمع والطاعة في عسرنا ويسرنا ومنشطنا ومكرهنا وأثرة علينا يقول وإن استؤثر عليكم وقومي يلومونني على هذا الحرف فقلت والله لأحدثنك ما سمعت أبي يحدثني ولا تنازعن الأمر أهله وأن تقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم
قال ابن إسحاق حدثني عبدالله بن أبي بكر بن حزم أن رسول الله قال لأسعد بن زرارة أنت على قومك بما فيهم وأنا على باقي قومي كفالة ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم عليه السلام
وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا الحسن بن الربيع قال حدثنا ابن إدريس عن إسحاق قال وحدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم أن رسول الله قال لهم ابعثوا لي منكم اثني عشر نقيبا كفلاء على قومهم فيما كان منهم ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم عليه السلام فقال أسعد بن زرارة أحد
بني النجار نعم يا رسول الله فقال رسول الله وأنت نقيب على قومك فبايعوا رسول الله وأخذ منهم أثني عشر نقيبا ثم سماهم كما مضى في روايته عن معبد بن كعب بن مالك وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثني يونس بن عبد الأعلى قال أخبرنا ابن وهب قال حدثنا مالك قال كان أسيد بن حضير أحد النقباء وكانت الأنصار منهم اثنا عشر نقيبا وكانوا سبعين رجلا
قال مالك فحدثني شيخ من الأنصار أن جبريل عليه السلام كان يشير له إلى من يجعله نقيبا قال مالك كنت أعجب كيف جاء من كل قبيلة رجلان ومن قبيلة رجل حتى حدثني هذا الشيخ أن جبريل عليه السلام كان يشير إليهم يوم البيعة يوم العقبة قال لي مالك عدة النقباء اثنا عشر رجلا تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال أخبرنا أبو بكر بن عتاب
قال حدثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة الجوهري قال حدثنا ابن أبي أوس قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة
ح وأخبرنا أبو الحسين قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا إبراهيم بن المنذر عن ابن فليح عن يونس عن ابن شهاب قال وحدثنا يعقوب قال وذكر حسان بن عبدالله عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة وهذا لفظ حديثه عن ابن عتاب قال ثم حج العام المقبل من الأنصار سبعون رجلا منهم أربعون رجلا من ذوي أسنانهم وثلاثون من شبابهم أصغرهم عقبة بن عمرو بن ثعلبة وهو أبو مسعود وجابر بن عبد الله فلقوه بالعقبة ومع رسول الله العباس بن عبد المطلب فلما أخبرهم رسول الله بالذي خصه الله عز وجل به من النبوة والكرامة ودعاهم إلى الإسلام وإلى أن يبايعوه على أن يمنعوه مما يمنعون منه أنفسهم وأموالهم أجابوا الله ورسوله وصدقوه وقالوا اشترط علينا لربك عز وجل ولنفسك ما شئت فقال رسول الله اشترط لربي أن لا تشركوا به شيئا واشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون من أنفسكم وأموالكم فلما اطمأنت بذلك أنفسهم من الشرط أخذ عليهم العباس بن عبد المطلب المواثيق لرسول الله بالوفاء وعظم العباس الذي بينهم وبين رسول الله وذكر أن أم عبد المطلب سلمى بنت عمرو بن زيد بن عدي بن النجار وذكر الحديث في مبايعة أبي الهيثم بن التيهان له أولا وما قال وما أجابه رسول الله بمعنى ما مضى في رواية ابن إسحاق ثم ذكر أسماء الذين بايعوه رضي الله عنهم قال عروة فجميع من شهد العقبة من الأوس والخزرج سبعون رجلا وامرأة

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال فجميع من شهد العقبة من الأوس والخزرج وأفناء القبائل سبعون رجلا وامرأتان من بني الخزرج إحداهما أم عمارة وزوجها وابناها فجميع أصحاب العقبة مع المرأتين خمسة وسبعون نفسا
وسماهم ابن إسحاق وذكرهم ههنا مما يطول به الكتاب
قال ابن إسحاق فلما تفرق الناس عن بيعة رسول الله ليلة العقبة وكان الغد فتشت قريش عن الخبر والبيعة فوجدوه حقا فانطلقوا في طلب القوم فأدركوا سعد بن عبادة وأفلتهم منذر بن عمرو فشدوا يدي سعد إلى عنقه بنسعة وكان ذا شعر كثير فطفقوا يجبذونه بجمته ويصكونه ويلكزونه إلى أن جاء مطعم بن عدي والحارث بن أمية وكان سعد يجيرهما إذا قدما المدينة حتى أطلقاه من أيديهم وخليا سبيله
وبهذا الإسناد عن ابن إسحاق قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة قال كانت حواء بنت زيد بن السكن عند قيس بن عبيد الخطيب كذا قال وإنما هو ابن الخطيم بالمدينة وكانت أمها عقرب بنت معاذ أخت سعد بن معاذ فأسلمت حواء فحسن إسلامها وكان زوجها قيس على كفره فكان يدخل عليها وهي تصلي فيؤذيها وكان لا يخفي على رسول الله بمكة أمر يكون بالمدينة إلا بلغه وأخبره به

قال قيس فقدمت مكة في رهط من مشركي قومي حجاجا فبينا نحن إذ جاء رجل يسأل عني فدل علي فأتاني فقال أنت قيس قلت نعم قال زوج حواء قلت نعم قال فمالك تعبث بامرأتك وتؤذيها على دينها فقلت إني لا أفعل قال فلا تفعل ذلك بها دعها لي قلت نعم فلما قدم قيس المدينة ذكر ذلك لامرأته وقال فشأنك بدينك فوالله ما رأيته إلا حسن الوجه حسن الهيئة
وبهذا الإسناد عن ابن إسحاق قال كان معاذ بن عمرو بن الجموح قد شهد العقبة وبايع رسول الله بها وكان عمرو سيدا من سادات بني سلمة وكان قد اتخذ في داره صنما من خشب يقال له منافة فلما أسلم فتيان بني سلمة معاذ بن جبل وابنه معاذ بن عمرو وغيرهما كانوا يدخلون بالليل على صنم عمرو فيحملونه فيطرحونه في بعض حفر بني سلمة وفيها عذر الناس منكسا على رأسه فإذا أصبح عمرو قال ويلكم من عدا على إلهنا في هذه الليلة ثم يغدو يلتمسه حتى إذا وجده غسله وطهره وطيبه ثم قال أما والله لو أعلم من يصنع هذا بك لأحرقه فإذا أمسى وقام عمرو عدوا عليه ففعلوا به مثل ذلك وفعل مرات فلما ألحوا عليه استخرجه من حيث ألقوه فغسله وطهره وطيبه ثم جاء بسيفه فعلقه عليه ثم قال إني والله ما أعلم من يصنع بك ما ترى فإن كان فيك خير فامتنع فهذا السيف معك فلما أمسوا ونام عدوا عليه فأخذوا السيف من عنقه ثم أخذوا كلبا ميتا فعلقوه وقرنوه بحبل ثم ألقوه في بئر من آبار بني سلمة فيها عذر الناس وغدا عمرو فلم يجده فخرج يتبعه حتى وجده في البئر منكسا مقرونا بكلب ميت فلما رآه أبصر شأنه وكلمه من اسلم من قومه فأسلم عمرو بن الجموح فحسن إسلامه فقال عمرو حين أسلم وعرف من الله ما عرف وهو يذكر صنمه ذلك
(تالله لو كنت إلها لم تكن أنت وكلب وسط بئر في قرن)

(أف لمصرعك إلها مستدن الآن فتشناك عن سوء الغبن)
(الحمد لله العلي ذي المنن الواهب الرزاق وديان الدين)
(هو الذي أنقذني من قبل أن أكون في ظلمة قبر مرتهن)
(بأحمد المهدي النبي المؤتمن )


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 05:36 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.