بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   الأدب العربي (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=28)
-   -   واحة الأدب (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=290809)

عمروعبده 25-02-2011 07:21 AM

أروع القصائد في وصف صورة معبرة (2)


http://saaid.net/wahat/gz00.jpg

http://saaid.net/wahat/gz11.gif
عروج الهمم

تسلّق سبيل الهداة العرب *** وطاول بعزم عنان السحبْ
فأنت كأنفٍ رفيع المكان *** وغيرك يهوي لجرَّ الذنبْ
تسلّق بثوب الحياة النجاة *** وضمَّ الأكف وضمَّ الركبْ
ودَعْ عنك ثوب القساة العتاة *** ودّعْ عنك ثوب الضلال الخَرِبْ
بثوب البياض وهمَّ الرجال *** ستهزمُ ليلاً شديدَ الكربْ
فما عاد يُجدي قعودُ الجمال *** ونوم الكسالى وصوت الطربْ
ترفّع فحولك سيل الدمار *** وخلفك طيش كواه الغضبْ
فجدّك سعد وأنت الوليد *** وأمك حفصٌ، فنعم النسبْ
قويّو السَّنان، فصيحو اللسان *** نقيّو الجنان، كعرق الذهبْ
صعدت وتدري بأن الصعود *** محاطٌ بموج الهوى والوصب
أتعلو وحيداً على مصعدٍ *** تنادي الأحبة: أين اللهبْ؟
شممتُ الرجولة في عزكم *** ولم أر ناراً تجيب الحطبْ
فهل أشعل القوم ذرَّ الغبار *** فغطّى الغبار السنا وانتحبْ
فأضحت جراحي مُبْكى الجراح *** تئن وتشكو انهزام الخطبْ
أنمتم؟! وسار فحولُ الأنام *** لأغلى وسام وأعلى لقبْ
تنال المعالي بهجر النعيم *** حرام المنال على من هربْ
ولو رمتُ غُسلاً بماء الظلام *** لخضت برجلي حتى العَصَبْ
وسرتُ على شط بحر الهروب *** فحزت الثناء وتاجَ الرتبْ
أَبَيْتُ انتظارَ زمان الخلاص *** قفزت إلى نهج من قد ذهبْ
فلبّى العمود وصاح: الرحيل *** هلمَّ إليّ إذن واقتربْ
أنا وَتَدٌ قد نشرتُ الجذور *** بتاريخ جَدًّ وأمًّ وأبْ
أضأتُ بنوري ذرا المشرقين *** تشبّث بنوري وسر وارتقبْ
فإنّ فؤادي مضى للسماء *** فأنّى لعزمي بلوغُ التعبْ؟
وهمّي ترقى نطح النجوم *** فإمّا الوصول وإمّا الطلبْ؟

رياض بن عقيل أبونمي – حضرموت

http://saaid.net/wahat/gz00.jpg

http://saaid.net/wahat/gz22.gif
طوفان العولمة الفكرية

إلى أين ترقى؟ بما تحتمي؟ *** أترقى السماء بلا سُلّمِ؟
أحاط بك الويل من كل صوب *** كما لُفّ عقْدٌ على معصمِ
تعولمت الأرض من حولنا *** ليعبثَ موجٌ بنا يرتمي
وجاءتْ من الغرب أمواجه *** تساوم في إرثنا القيمِ
فحارتْ لدى الفيض كلُّ العقول *** ولم ينج منه سوى المُحْتَمِي
تعرتْ وجوه، وزلّتْ بها *** إليه غباوات رأي عمِ
لتَقْبَل منه رؤى مظلمات *** لترتع في لجها المظلمِ
وأخرى استقلتْ طريقاً غريبْ *** لتلقى من الويل موجاً ظمِ
أتانا ففرّق منا الجموع *** بسيف إلى عقله ينتمي
وجاء بزِيًّ ووجه جديد *** وفكرٍ كما شاء للمسلمِ
يريه التراث زماناً خنا *** عقيماً وفي قعر جُبًّ رُمِي
أحاط بنا موج طوفانه *** فكيف الخلاص؟ بمَا نحتمي؟
ففي شاشة العرض أنيابه *** ويهمس بوق الخنا بالفمِ
ويعرض في السوق إنتاجه *** لهذا الثّرِيّ وذا المعدمِ
فهل كنت منه تريد النجاة *** فقد صار منك بمجرى الدمِ
لماذا خسرتَ وصرت الغريق *** وما نؤت عنه من المجثمِ؟!
لأنك ضيّعتَ سبل النجاة *** لتلقى زماناً به تندمِ
ونحن الأُولى جاء فينا الرشاد *** شربناه صافٍ من المُحكمِ
لنا الفكر إرث عن الأنبياء *** يشعُّ سناه هدىً فاغنمِ
فعم ضياه الدُّنا رحمة *** تفك القيود بحدّ الصمِ
فمنها بدأنا بها نحتمي *** فأُنجدْ إليها ولا تُتْهمِ
وأطلق سراحك من فكرهم *** وعالجه سُقْماً من البلسمِ
ولا تحسب الماء عذباً زلال *** فما كان يوماً سوى العلقمِ
وأمسكْ بحبل شديد الوثاق *** نجاة لمن شاء لا يصرمِ
فهيّا جميعاً لبرّ النجاة *** بفلك عنيد ونورٍ همِ

عادل أحمد الزليل – حجة

http://saaid.net/wahat/gz00.jpg

http://saaid.net/wahat/gz33.gif

هذا بما كسبت أيادينا

أيُغْرِقُ السيلُ أمجادي وشاراتي *** أم يستبيح العدى عِزّ الكراماتِ
هذا لعمري عقاب الله أرسله *** كي يَغْسل الأرض من سوء الدناءاتِ
سيلٌ تعدّى حدوداً كي يؤدبنا *** بما كسبناه من شر البلياتِ
في البر والبحر عَمّ الإثمُ ثم طغى *** فاستبدل اللهُ راياتٍ براياتِ
عجبتُ من معشر خانوا رسالتهم *** واستعصموا بالهوى دين الضلالاتِ
يا لائمين كفى لوماً ففي كبدي *** منكم جراح تنزّتْ بين آهاتي
لا تحسبوا أنني ممن تجارتُهم *** محارمُ الله أو خانوا الأماناتِ
لا لستُ ممن بغوا في الأرض وانتكسوا *** إلى الرذيلة عاشوا للملذاتِ
نعم تحلّيتُ بالأكفان مبتغياً *** موتي شهيداً لكي أحيا بجنّاتي
إني تمسكت بالإسلام معتصماً *** وتبتُ مستغفراً من كل زلاتي
لما طغى الماء آفاقي حملتُ على *** سفينة الروح أنواري وراياتي
بالأمس كُنّا وكان المجدُ مركبنا *** والعزُّ رائدنا عند الفتوحاتِ
هذي مبادئنا في الكون شامخة *** من وحي خالقنا ربّ البريات
ما لي أغنّي زمان العز فانهملتْ *** مني الدموع على أنّات أبياتي
واليوم صرنا ذيول الكفر وا أسفي *** فالقرد يُفسدُ أمجاد النبواتِ
ما بالنا اليوم نُصْلَى نارَ محنتنا *** ونُجْرع السمْ من أشداق حياتِ
القهر مركبنا والذل سائقنا *** والضيم يطعمنا وَحْلَ السياساتِ
يا قادة العرب هل ماتت ضمائركم *** أم أنكم قد رضيتم بالتفاهاتِ؟!
ما بالنا اليوم نجني من سياستكم *** عارَ المذلّة والتنكيس للآتِ
ما بالنا اليوم ننسى سرّ نهضتنا *** ونكتوي تحت ويلات الولاياتِ
كأننا لم نكن والله غايتنا *** نخاطب السحب من صرح الحضاراتِ
وا حر قلباه، هل لَمٌّ لفرقتنا *** فالغرب يقصفُ أوطاني وجناتي
والله لو صدقتْ نياتُنا لغدتْ *** أفواجُنا مدداً في نصرنا الآتي

عبده خالد أحمد – تعز

http://saaid.net/wahat/gz00.jpg

http://saaid.net/wahat/gz44.gif

صراع البقاء

آثرت صمتي فاستهلّ رثائي *** وبقيتُ وحدي أستلّذ بُكَائي
وصعدتُ أستبقي الحياة وهدّني *** ألمي وجَالَ بخافقي خيلائي
في كل زاويةٍ يطاردني الردى *** ويطول من لقيا الردى إيماني
أنّى ألتفتُ أرى الحياة بلا قعاً *** وأرى بكل بُقيعةٍ بَلْوائي
قد أعتمتْ كلُّ الدروب بساحتي *** وأضعتُ في ليل العناء ضيائي
ضاع الرجاء هنا وحاط بجثتي *** ماءٌ يريد بدفقه إطفائي
ما عاد في رَمَقِ الحياة سوى الردى *** ينتاب أوردتي ودفق دمائي
والقلب تثقله الهمومُ بوقعها *** ويثير أوجاع الأنين بكائي
ما باله الطوفان يزحف شطّه *** ويحوطني من سائر الأرجاء
ما باله الطوفان سَدّد سهمه نحوي *** وضاق من البلاء فضائي
وتكاد تخطفني الرياح بهوجها *** وتخرّ من هول الدمار سمائي
وتكاد تصعقني مناظر إخوةٍ *** شطَّت بهم أمواجه الهوجاءِ
دفنت معالمهم وأنهت عهدهم *** وغدوا كنَصَّ صحيفة بيضاءِ
في كل مفترقٍ تلوحُ شخوصُها *** لتمدّ صرخة نجدةٍ ونداءِ
رحلوا عن الدنيا بغير تحيّة *** وطواهمُ الطوفان دون عناءِ
لكأنّهم ما سَطّروا أعمارَهم *** أضحوا كأَغْرَبِ قصة بَكْماءِ
وطواهمُ الطوفان في جبروته *** وغدوا كطيفٍ موجزِ الأنباءِ
كم من ديارٍ أقفرتْ من أهلها *** لتطلّ صورة عبرةٍ دكناءِ
وغدوتُ أرفُلُ في حنوط منيتي *** ويثور بين جوانحي استجدائي
رباه.. قد ضاق الوجود ومَلّني *** هذا العمود وخانني استقوائي
رباه.. قد عظمت مصائبنا فمَنْ *** يا رب غيرك يستجيب دعائي
لكن برغم فجيعتي في خافقي *** أملٌ وتسليمٌ بكلّ قَضَاءِ
لكأنّه الطوفان رغم عُتُوّه *** طهرٌ يزيل جرائم السفهاءِ

محمد أحمد فقيه – بيت الفقيه

http://saaid.net/wahat/gz00.jpg

http://saaid.net/wahat/gz55.gif
المتشبث بالموت

مساءً فاعذريني يا مسائي *** وصبحاً فاغسلي عني حيائي
وغَطّي الذلّ في حَرْفي بثوبٍ *** قشيبٍ مفعمٍ بالكبرياءِ
وصُبّي من شذاك على القوافي *** ورُشّيها بزخات النقاءِ
ولُمي ما تفرّق من شتاتي *** وأضرمي نار حرفك بانطفائي
لعلي أن أرى شيئاً فشيئاً *** وأسمع ما يجلجل في فضائي
كأنّي بالمحاصر يبتليني *** بأسئلةٍ ويصرخ: وا شقائي
تسونامي وشاراتٍ ثلاثٍ *** لقد أضحى حصاري كهرومائي
فأيّهما يكون أرقُّ طبعاً *** فأدخل فيه ممتطياً غبائي
وأيّ الشرَّ أهونُ من سواه *** وأيُّهما يدقّق في اقتفائي
فقلتُ: أجَلْ علقتُ وكيف تنجو *** ولذتَ بما يعجل بالفناءِ
وما يغني التشّبثُ عنك شيئاً *** إذا نزل الموكّل بالقضاءٍ
إذا التنور فار فليس يغني *** سوى قلبٍ تعلّق بالسماءِ
وما يبكيك أهونُ من عدوٍ *** يؤجّج نار حربه من بكائي
وخنجرُه يسافر كلّ يومٍ *** إلى جسدي ويسبح في دمائي
ويقطعَ بعض أوصالي ويمضي *** فيشويها ويا شرَّ الشواءِ
ويشربني كآخر كأس خمرٍ *** ويرمي العظم عارٍ في العراءِ
ويسكب في بقايا الروح رقّاً *** فأُطرقُ طائعاً مثل الإماءِ
وينشرُ في ضميري كاسحاتٍ *** تزلزلني وتسلبني هنائي
تدمرني وتتركني هشيماً *** تبعثره العواصف في الشتاءِ
لَكَم ناديتُ من حولي عساني *** أرى نصراً يعجّل بالشفاءِ
ملأتُ الكون من حولي صراخاً *** فما أجدى وما أغنى ندائي
فلا أملاً بمعتصمٍ يرجّى *** ولا حُلماً بخطَّابٍ إزائي
ترجّلْ يالمحاصر فاقتفيني *** تسلّح بالعزيمة والإباءِ
أنِخْ كل المخاطر وامتطيها *** وقاومْ ما استطعت وكن فدائي
فهذا الحلَّ في زمن التلاشي *** وعين النصر في زمن الغثاءِ

رياض عبد الله الحمادي – تعز

http://saaid.net/wahat/gz00.jpg

بقولِ : كُنْ

جلَّ الذي غَمَرَ البرايا كل آن *** غيثاً من الرحمات فضلاً وامتنانْ
مُلِئتْ بهذا الغيث كلُّ جوانحي *** حتى انتشى الوجدان وانتعش الجنانْ
عجزتْ لغاتُ الشعر عن شكرٍ فقد *** كَلّتْ بلاغة كُلَّ سحبان البيانْ
ما أروع الماء الذي ملأ المدى *** لُجَجَاً تجلّتْ في جمال للعيانْ
الماء يربو لُجّة لكنه *** غيث الهنا برداً سلاماً وأمانْ
يطفي لهيب القحط في أرجائنا *** ومُحُوْلَ نفسٍ قد تنفّستِ الدخانْ
ويطهّر الأفق الملوّثَ غاسلاً *** آثامَنا وعن القلوب ركامَ رانْ
لا تعجبوا كيف المياه هنا رَبَتْ؟! *** فبقول ربي (كن) لذا الماء فكانْ
وخزائن الرحمن تزخر أبحراً *** جوداً غزيراً للورى إنساً وجانْ
وقف المرور بدا حضور غيابه *** لما طغى الماءُ الشوارعَ والمكانْ
وقف المرور سوى انسياب الماء في *** مرأى به ارتسمت مباهج مهرجانْ
وأمام ذا المرأى البهيج وجدتني *** قد خضته وتغيب فيه الركبتنانْ
والقلب يخفق في الحنايا راقصاً *** من نشوة غمرت شعوري والكيانْ
دفعت بجسمي أرتقي هذا العمود *** أرى إطاراً من عَلٍ زانَ المكانْ
وعلى العمود تسلّقتْ كَفّاي والرجلان *** أصعد كي يؤانسني احتضانْ
وتشم روحي حين تسبح في المدى *** للغيث نكهته وأنداء الحنانْ
أعلو على هذا العمود مرتلاً *** لله آي الحمد تصدح كالأذانْ
يسري صداه إلى مسامع عصرنا *** وأنا وصورة ذي المياه الترجمانْ
فالماء روح حياتنا قد سَبّحتْ *** ذراتُه المولى العظيم بكل شانْ
لو ماؤكم غورٌ فمن يأتيكمُ *** بمعينه، من غير ربي مستعانْ؟
أَعْظِمْ بها من آية في سِفْر هذا *** الكون يقرؤها الحجا والمقلتانْ؟
فانظروا إلى آثار رحمة ربنا *** فبأيّ آلاء الإله تكذّبانْ؟

صالح سعيد المريسي – تعز

http://saaid.net/wahat/gz00.jpg

بشائر النصر

بشائرُ النصر لاحت في دجى الظلم *** تزفُّ في نورها البشرى لذي الهممِ
بشائر النصر تدعو كل ذي شرفٍ: *** يا طالب العزّ ثِقْ بالله واعتصمِ
فالنصر آتٍ وقد لاحت كواكبه *** رغم اشتداد ظلام الموج والخضمِ
النصر آتٍ وقد لاحت كتائبه *** - واهاً لهم- هُمْ ليوث الغاب والأجمِ
من كلّ حرًّ سَمَا عن كل ناقصة *** يَهْوي الشموخ قويًّ فارس وكَمِي
هم فتية طهّر الإسلام أنفسَهم *** بتوبة فارتووا من طيّب القيمِ
يجدّدون لنا الإقدام حيث عفتْ *** منه الرسوم وأضحى دارس العلمِ
قد جَنّدوا سعيهم للدين ليس لهم *** في غير نصرة هذا الدين من هممِ
وجمّلوا سعيهم بالخير فاتسمت *** بالمجد أخلاقهم والجود والكرمِ
لا ينثنون لما يلقون من كَرَبٍ *** دهياء معضلة تجري على سقمِ
ولا يصدهمُ عن قصد غايتهم *** ما نابهم أبداً من فارح عَمِمِ
هُمُ الرجال إلى العلياء قد وثبوا *** بقوة فهموا في الناس كالنجمِ
قد أدركوا بضياء العلم أنهمُ *** أهلُ المكارم والتمكين في الأممِ
وأن أنوار هذا الدين بالغة *** لكل صِقعٍ بلوغ الفجر والعَتَمِ
لن يبق سهلٌ ولا هدٌّ ولا جبلٌ *** بل أي دار بأرض العرب والعجمِ
إلا ودانتْ بدين الحق واتخذت *** نوراً تشير به من أطيب الكلمِ
إما بعزًّ يُعزّ الله من عَمُرَتْ *** قلوبهم بجميل الذكر والحكمِ
ومن تعامى عن الآيات في صلفٍ *** أذلّه الله رب العرش بالنقمِ
فأبشري أمتي يا خير من وطأت *** أقدامهم في الثرى بالقادم البسمِ
واستمسكي أبداً بالحق وانتصري *** للحق كي تخرجي من حمأة الظلمِ
عن غاية النصر لا تصغي لملهية *** لا تعجزي عن طلاب العزّ لا تنمي
واستنهضي العزم إن النصر مُرْتهنٌ *** بالحزم والعزم لا بالرقص والنَّغَمِ
متى يكن تُدْرِكُ الآمال أمتنا *** طوبى لها ويعمّ الخيرُ في الأممِ

نايف محمد الحاشدي – إب


أروع القصائد في وصف صورة معبرة (1)

http://saaid.net/wahat/q139.htm


موضوع انتقاء من مجلة مساء العدد 33 / ذو القعدة 1426هـ
تحرير: حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »



عمروعبده 25-02-2011 07:24 AM

أروع القصائد في وصف صورة معبرة (3)


http://saaid.net/wahat/q170.jpg

كنا سادة الدنيا

تربّص أيها المحتال حيناً *** فلست ببالغٍ منا الظنونا
أغرّك أننا أشلاء شتى *** وأن عدونا أضحى مكينا
وأنا قد تناسينا بعصر *** هويتنا وأنفسنا نسينا
وعطّلنا الجهاد وكان ركناً *** يقوم عليه ملك المسلمينا
تُعزُّ بإخوةٍ لك من يهود *** على صدر العروبة جاثمينا
وتستقوي بأبناءٍ لعمًّ *** نصارى في العراق مخيمينا
وتنسى أننا كنا أسوداً *** نذود عن الحمى نحمي العرينا
ألم نكُ سادة الدنيا وفينا *** أبو حفصٍ أمير المؤمنينا
يوجّه خيله شرقاً وغرباً *** ويبعث بالجيوش الفاتحينا
تدكّ قلاعَ قيصر باسلاتٍ *** وتقتحم المعاقلَ والحصونا
وتطفئ في المدائن نار كسرى *** وتفتح أرضه فتحاً مبينا
ألم نك سادة الدنيا ملوكاً *** تدين لنا ملوك العالمينا
ملكْنا شرقها والغرب فتحاً *** وأخضعنا الممالك أجمعينا
رفعنا راية الإسلام عليا *** ونكّسنا لواء الملحدينا
أغرَّك أن ترى اليوم انتكاساً *** وذلاً وانهزاماً حلَّ فينا
ومجداً شاده الأجداد أضحى *** بأعماق الثرى ميتاً دفينا
سننبشه من الأعماق يوماً *** وحياً سوف نبعثه يقينا
سنبعثه إذا هبّت عليه *** غداة غد رياح الثائرين
غداً ستهبُّ من دم كل حرٍ *** شهيد في سجل الخالدينا
ومن دمع الأرامل والثكالى *** ومن زفرات كل الموجعِينا
رياح صرصر كرياح عاد *** أعاصيراً على المتربصينا
تدمّرُ كل ما تأتي عليه *** وتجتاح السهولة والحزونا
تطهَّر أرضنا من كل رجس *** وتجتث الغزاة الغاصبينا
وتسحق كل عسف واضطهاد *** وتعصف بالطغاة الحاقدينا
وحيئنذ أراك بثوب ذلًّ *** حقيراً خانعاً فينا مهينا

غالب أحمد صلاح – الحديدة

تلك القصيدة أخذت المركز الأول في مسابقة مجلة مساء " آفاق صورة "
حصل صاحبها على 555 ريالا


دمشق وتربص الضاري

غفتِ الشموسُ ونامت الأنسام *** واستيقظت في جرحنا الآلامُ
وتضاءلت عند المساء حياتنا *** وتلاشت الآمال والأحلامُ
ماذا أقول.. وكيف أوصف ما أرى؟ *** والمفردات حجارةٌ وحطامُ
ماذا أقول.. وكيف أرثي أمة *** ذهبت بنور صمودها الأيامُ
باتت بلاد المسلمين فريسة *** ترنو إلى خيراتها الأقوامُ
تمتد من خلف الظلام مخالبٌ *** مسعورةٌ وخناجرٌ وسهامُ
يجترنا الضاري وينهش لحمنا *** وتلوكنا الأنيابُ والأسقامُ
والرعب يفترس النفوس محطماً *** ما شيَّد الإصرارُ والإقدامُ
لف الظلام ربوعنا فأطلَّ من *** خلف التلال الشر والإجرامُ
يرنو إلى خطواتنا متربصاً *** لما غفا عنه الرعاة وناموا
يا أيها الشره المطلُّ برأسه *** ما عاد زادٌ عندنا وطعامُ
فرغت موائدنا وغار شرابنا *** واستنزفت من حولنا الآكامُ
القدس ثكلى والعراق ممزقٌ *** لم تبق إلا فارسٌ والشامُ
إني أراك إلى دمشق ميمماً *** فاحذر.. فإن دروبك الأوهامُ
إن كنت ذئباً غادراً في طبعه *** فدمشق فيها الليث والضرغامُ
جاءت ضواري الغرب قبلك ها هنا *** وعلى صدور البائسين أقاموا
جاءوا لنشر عدالة دولية *** أوصى بها القسيس والحاخامُ
نصبوا بأرض الرافدين مذابحاً *** فجماجمٌ منثورة وعظامُ
الموت في بغداد بات مسيطراً *** ما عاد في ((دار السلام)) سلامُ
طبع الشراسة في العلوج مؤصلٌ *** ومتى الذئاب على العداء تُلامُ؟
باسم التحرر صُودرت أفواهنا *** وأُدينت الكلمات والأقلامُ
لكن صوت الحق أعلن رفضه *** وأطلَّ من غمد الشقاء حسامُ
ما طاب للأعداء في بغداد أو *** في القدس – يوماً – مجلسٌ ومقامُ
إن مزّق الأوغاد وجه حضارتي *** وغدت تسوس أمورنا الأقزامُ
فغداً سينتصر الإباء لنفسه *** ويعود ينشر ضوءه الإسلامُ

محمود وهيب قافر - الحديدة
المركز الثاني وحصل على 444 ريالا


هجير المنافي

قالوا بأنك خلف الريح ترتجف *** مشتت الفكر مسلوب النهى دنفُ
وأن عينيك ترحل في الأسى زمناً *** وقلبك الحرُّ بالأحزان ملتحفُ
قد هدك الجرح والأنواء تشعله *** وشاخ عزمك والأحلام تنقصفُ
وضاع دربك واندست معالمه *** وهد زنديك ما قد صاغه الصلفُ
قد مر عمرك كالأوهام أسغبه *** جدبٌ.. وفي مخدع الآمال تعتكفُ
تصوب الحلم في الأحداق أمنية *** تهوي ((ويسخر من تصويبك الهدفُ))
تفلسف الوجد تستجدي عواصفهُ *** وفي مهاوي الردى يلهو بك الشغفُ
في كل مهد تحس الصمت زلزلة *** يطاول البوح تسترعي له الصحفُ
وفي السماء بروق الوعد ترمقها *** حبلى.. وفي متنها الإملاق والترفُ
ها قد أتى الليل في كفيه ألويةٌ *** من الهموم وفي آفاقه سجفُ
ها قد أتت زمر الآلام متخمة *** من ثقلها وبدا في طيها السرفُ
فأفصحت عن مسير الحزن أسئلة *** طالت كما امتد من إيمائه الشطفُ
وطاولت في شموخ الجرح سوسنة *** وساومت في معاني بدئها الألفُ
ووشوشت عنك أحلام منمقة *** فكنت فوق ما اجترح الواشون متصفُ
ماذا تبقى؟ رمال الأرض ظامئةٌ *** وأنت من وجع الصحراء ترتشفُ
شربت حزنك في صمت وفي ألم *** ويستفز صدى أيامك الأسفُ
منافي العمر في عينيك أحجية *** وفوق ظهرك من أثقالها سدفُ
لبست جلد الصحاري دونما حلل *** ورحت من صلف الأوقات تعتلفُ
رويت من دمك الصحراء وانهمرت *** دموع قلبك تروي بعض ما اقترفوا
ماذا ستنوي؟ مطايا الليل زاحفةٌ *** وفي جفون الضحى من فيضها نتفُ

محمد أحمد فقيه – الحسينية
المركز الثالث وحصل على 333 ريالا


فتربصوا

حُبست خيوط النور في حفر
الضمائر
فإذا القلوب المظلمات كأنها
لشعاعه لحُدت مقابر!
نزل الظلام بساحنا
فتفحّمت آفاقنا!
ودم الأصيل تساقطت
قطراته
قطران يغمر أرضنا
والليل: من قار الدجى
نسج الستائر
والمكر – في خبث – بنا
متربص
يقظان
يستبر الغوائر
أمسى ثعالة كامناً
كالليث
لا يخشى الدوائر
وغدا أميراً
في ثغور
غادرتها أسدها
لتعيش آمنة بأسوار الحظائر
أضحى مليك سهولنا
وجبالنا
يلتذُّ لعق جراحنا
ثملان
يطرب من نشيج اليُتم
من إيقاع أنات الثكالى
إذ تنوء به الحرائر
بقرت مخالبه بطون ترابنا
واستخرجت من رحمه بكر
الجواهر
والعين ترتقب الغد المأمول
تنتظر البشائر
مهلاً
رويدك
قد وطئت على الجمار
تستف مل سعيرها
تصلى
تطاردك الحجار
والموت من كل الجهات
أتاك مُتقداً على موج القفار
يحد بالناب.. الأظافر
ها قد وجدت أبا الحصون
بني الأسود
تفك أغلال القيود
تحطم الأسوار
باسم الله
كالإعصار
لا تخشى المصائر
والنصر
قد رسمت أكف حماسنا
قسماته
كالفجر في بسماته
دوّى له التكبير من كل المنابر

سعيد بن سعيد غالب - تعز
المركز الرابع وحصل على 222 ريالا


ضبابية المشهد

هو المكر في المشهد الحاضر *** يشير إلى الثعلب الماكرِ
ويُلقي الغموض على شاهد *** تمتع بالمنظر الظاهرِ
فراح يُوزع إحساسه *** على صفحة الطرس كالشاعرِ
وطار به الحرف في صورة *** ضبابية اللون للناظرِ
وظل يُجدّف في رقّةٍ *** على صفحة الماء كالفاترِ
وأمسى يغني على مشهدٍ *** يمت إلى ليله الساهرِ
وعن تربة الأرض كيف انطوت *** على رقعة الجدب كالعاقرِ
وعن نزلة الغيم في منزل *** سيذعن – بالطوع – للآمرِ
وعن فطرة الخوف في لحظة *** وعن نظرة الهجرس الحائرِ
تهادى على السطح في حيرة *** وشق عباب المدى السائرِ
فباغته الحس في بُرهة *** مباغتة الصقر للطائرِ
وغاص به الحرف في لجة *** وزجّ به الشعر في الغائرِ
وألقى به الموج في دهشة *** إلى ضفّة المشهد الآخرِ
هو المكر أنشب أظفاره *** طباعاً على المنهج الغادرِ
وفصَّل للغدر أسماله *** لباساً على سنة الحاذرِ
وظل يراقب في خلسة *** ويبدي التمسكن للسائرِ
ويُلقي السلام على أمة *** وينخر في عرضها الطاهرِ
ويرتاد أسواقنا سلعة *** لتلقاه في حلة التاجرِ
فيقرأ في الضعف عنواننا *** ويمتد في غيه السافرِ
ويُشرع في جس أرواحنا *** فيلقى همود الوغى الثائرِ
فيزداد في غيه جرأة *** ويمتد للطيب الطاهرِ
فإن ناله الشد من واحد *** تكور في المكمن الدائرِ
وراح يُخطط من خيفة *** ليضرب بالأول العاشرِ
إذا شب في حيلة هجرسٌ *** وأُرضع من ثديها الزاخرِ
فلا تسأل العهد من ثعلبٍ *** ولا تخطب الودَّ من غادرِ

نذير حازم الشميري – تعز
المركز الخامس وحصل على 111 ريالا


المتربص بنا الدوائر

قلمي انتضاه الشعر باستنفار *** من غمد فكر الهاجس الموارِ
أجلو به نظرات ذئب قد بدا *** عنوان قصة كل حقد ضاري
رمزاً لكل مختال ينسل في *** شرياننا يُروي هوى استعمارِ
وخلاصة المكر الدؤوب على المدى *** ليلاً نهاراً في لهاث سعارِ
هو للفريسة راصدٌ ولجبنه *** يخفي مخالب حقده بستارِ
فالله قد وصف العدا: ما قاتلوا *** إلا بحصن أو وراء جدارِ
متمترس متربص دوماً بنا *** كل الدوائر خلف كل شعارِ
ذئب ومحض الغدر فيه جبلة *** هل يُرتجى قطر الندى من نارِ؟
هل يُرتجى منه السلام وحقنا *** في جوفه في الشدق في الأظفارِ؟
أنّى سيرعى سلمنا من ذا رأى *** ذئباً رعى غنماً لوجه الباري
وهو الألذ ألذ منه ذيوله *** من قومنا لتشابه الأدوارِ
هل ظنه قومي رسول محبة *** حين ادَّعى التحرير للأقطارِ
أم جاءنا (وهو المسمم فكرنا) *** يتلو علينا نشرة الأخبارِ
لم قد أتى؟ ماذا يجر وراءه *** من بعد أن جاس الحمى بدياري
هل خلفه قاد الذئاب لساحنا *** لما رآنا رهن كل صغارِ
لما رأى رب الشياه مباركاً *** صفقاته السوداء كالسمسارِ
راض به سراً ويشجب جهده *** ليحلنا والقوم دار بوارِ
يرغي ويزبة ثرثرات في الهوا *** وإذا به الحادي لعير العارِ
فإلى متى هذا الهوان؟ أفي بني *** ديني بقايا عزةٍ للثارِ
كي يستفيقوا من سبات سدورهم *** من سكرة دارت مع الدولارِ
فأمامهم ذئب العدو وخلفهم *** بحر التخاذل وهو ذئب ضاري
إن يقدموا سيفر يسحب ذيله *** مثل السراب يضيع بين قفارِ
فلنمض طراً كي يبيد فكيده *** يهوي به من حرف جرف هارِ
ليذوق حشرجة احتضار حضارة *** وغروب وجه الغرب باكفهرارِ
ليشع فجر ظهورنا حتى يرى *** كل الورى وجه الخداع العاري

صالح سعيد المريسي - تعز


إنهم مرتقبون

ثِبْ.. ولا تنتظر الوقت المناسب *** ما الذي ترصده؟ من ذا تراقبْ؟
لا تخف ما دمت في أوطاننا *** هل ترى إلا دجاجاً أو أرانبْ؟
وجيوشاً قد سئمنا عرضها *** دجّنت للحرب آلاف الكتائبْ
من ((أولي البأس)) ولكن.. بينهم *** وأولي القوة.. في فتل الشواربْ
فلمن بت على هذي الدُنى *** تنسج الكيد شباكاً من غياهبْ
ولمن أرصدت فينا أعينناً *** سهرت للغوص في غور العواقبْ
تغتلي غيظاً وأحقاداً وقد *** لاح منها نظر في المكر ثاقبْ
هل ترى دبّابة دَبّت هنا؟ *** أبداً.. أمست بيوتاً للعناكبْ
ما لها في أرضنا من حاجة *** غير تزيين الكراسي والمواكبْ
بُل عليها! إنها أصنامنا *** وقديماً فوقها بالت الثعالبْ
اسحب الذيل على هاماتها *** واستلب ما شئت من هذي الزرائبْ
لك أن تحمي ((دجاجات الحمى)) *** إن تولى أمرها ديك مشاغبْ
ولك الأمر إذا أحببت أن *** تنشب الأنياب فيها والمخالبْ
لست سفاكاً ولا مغتصباً *** إنما أنت لها خل وصاحبْ
حكمة التطبيع – حتماً – تقتضي *** ما ترى فيها لأن الطبع غالبْ
لقن القوم دمقراطية *** لا يعيها متخم منها وساغبْ
كم رعوها بذرة ترجى فما *** حصدوا من زرعها إلا مصائبْ
يا ((مسائي)) لا تلومي إن غدت *** كل أبياتي ثكالى ونوادبْ
اعذريني.. فبلايا أمتي *** مبكيات ومآسيها عجائبْ
بت أبكيها.. وقد غنيتها *** وحداها نغمي نحو الكواكبْ
أمتي.. حتى متى يطغى على *** صرخة الذبح خوارٌ متثائبْ
خبريني.. كيف نرضى ضيمنا؟ *** نقبل الذل.. على أي المذاهبْ
أمتي.. كم خضت من معترك *** صدق القول به والفعل كاذبْ
لا تقولي – أبداً -: ((أنّى)) إذا *** ضاع حقٌ خلفه ذلّ مطالبْ
ليس إدراك المعالي بالمنى *** للعلا مهرٌ.. وللعز ضرائبْ

محمد حزام البردادي – تعز




أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 1 )
http://saaid.net/wahat/q139.htm

أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 2 )
http://saaid.net/wahat/q166.htm


موضوعا منتقى من مجلة مساء العدد 35 السنة 1427هـ

تحرير: حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »



عمروعبده 25-02-2011 07:32 AM

أروع القصائد في وصف صورة معبرة (4)


http://saaid.net/wahat/q172.jpg

الصخور الثائرة

القصيدة جميلة بحق تدل على نفسٍ متوقدة وعاطفة جياشة مع جمال في
الأسلوب وقوة في التصوير.


أيُطفئُ الشاطئُ الصّخّاب نيراني؟ ............ أم تُخْمِد الموجةُ الهوجاءُ دُخّاني؟
وكَيف يُطَفأ بركانٌ أفجّرهُ ............ من قعْر جوفي ومن أغوار قيعاني
أنا الصخورُ: دموعي في الأسى حُممٌ ............ كانت تُترجمُ آهاتي وأشجاني
كثرُ المآسي وعمق الجرح زَحْزحني ............ فألفِظُ النارَ تنفيساً لأحزاني
ماذا أخبّئ في الأعماق من ألمي؟ ............ وقد رأيتُ بلادي تحت عدوانِ
في دلجة الليل أشباحٌ تحاربني ............ هُمُ عداتي كأمريكا وشيطانِ
وقد مكثتُ طويلاً تحت وطْأتِهم ............ فلم يبالوا بمكثي دون بركاني
إني رأيتُ رُبى كشميرَ باكيَة ............ تلقى الجرائمَ من عُبّاد ثيرانِ
والقدسَ: آهٍ لقدسٍ مَنْ يُحرّرُها؟ ............ ويمسح الغَمَّ من طفلٍ ونسوانِ
وبرَما والفلبين التي صمدتْ ............ وكم شهيدٍ على أطراف شيشانِ
نَعَمْ أُهاجمُ أعدائي لأحْرقهم ............ وهم هنا حولنا في أفقنا الداني
يمشون حولي وحول البحر في ظلمٍ ............ يُخططون لإخمادي وإذعاني
فلا تظنّوا مياهَ البحر تُطْفئني ............ كما ترونَ ولكنْ سوف ترعاني
يومَ القيامة.. حينَ الله يُسْجرُهُ* ............ ويقذف البحرُ ناراً مثل طوفانِ
وما قذفتُ لَهيبي من منابعِهِ ............ إلاّ لأنذِرَهم بطشي وإيماني
وخلف ناري ودخّاني يطالعُني ............ شعاعُ شمسٍ مع الإصباح يلقاني
عند الظهيرة تُذكيني حرارتُه ............ حتى انْفجرتُ على طاغٍ وطغيانِ

* إشارة إلى قوله تعالى: (والبحر المسجور) فقد فسر بأنه يوقد يوم القيامة ناراً.
روي ذلك عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وابن عباس رضي الله عنه وغيرهم.
رياض بونمي – حضر موت
تلك القصيدة أخذت المركز الأول في مسابقة مجلة مساء " آفاق صورة "
حصل صاحبها على 555 ريالا

صرخة جزائرية
لن تطفأ يا بحر براكيني..
كلا.. لن تطفأ.. لن تطفأ.
لا.. لن تخمد نيراناً تسري
وسط شراييني..
يا بحر لا تتعب نفسك
نيراني من نوع آخر..
نيراني تكوي يا بحر أيدي المحتال.
نيراني تشوي القلب المختال..
نيراني تصرخ.. تصرخ.. تصرخ..
تصرخ في وجه الأنذال..
نيراني تصرخ في صخري..
يا صخر تحرك.. يا صخر تصدع..
تُقرأ آيات الأنفال..
نيراني تحترق من الداخل..
تبكي أحشائي مستعرة..
تخرج آهاتاً.. دمعاً.. تبكي منفجرة..
هل تدري يا بحر.. ماؤك من أين؟
ماؤك مالح أكثر من كل مياه الدنيا..
هل تدري من أين الملح.. داخل جوفك من أين؟
ماؤك من دمعي المترنح فوق السكين..
تتداعى أختٌ.. يتداعى أطفال..
تُكتم آهاتٌ.. تُقتل آمال..
يتضاءل صوت الصرخة في صوت مبحوح..
يتدثر صبيان بالأمل المذبوح..
أنهارٌ تجري لوناً أحمر قان..
يشبه نيراني..
في أيامي
رأيت رقاباً تتدلى..
علقها رجل يسعى..
ينفلق الصبح ويأتيني رجل آخر..
يمسك سكيناً.. وبيده الأخرى حجرٌ أحمر..
يغمد سكينة في صدري.. يمسح بالحجر دمائي..
قلت له: كلا أرجوك توقف.. لا تمسح بالحجر
دمائي.. إني أتألم.. ليست من حجري.. أرجوك
توقف..
ضحك القاتل.. قهقه..
رفع الحجر وتكلم كالأفعي:
((هذا حجر مسمومٌ
وبقية أحجاري تترى..))
أقسمت بربي لن أهدأ..
ولتسخر مني أو تهزأ..
فلسوف يأتيك جنيني..
هند الخميس - الرياض
المركز الثاني وحصلت على 444 ريالا

ماء ونار
اللوحة الأولى
ماءٌ ونارٌ كيف يجتمعان؟! ............ سبحان ربيّ خالق الأكوانِ
فلكم رأينا من عجائب صنعه ............ وبديعه، فهو العظيم الشّانِ
في البحر في الأفلاك فامض مفكراً ............ في الورد في الريحان والرّمانِ
في الشمس تجري في النجوم لوامعٌ ............ في الماء، في الإنسان والحيوانِ
يا أيّها الرجل الجهول بربّه ............ أوَما رأيت عجائب البستان؟
أوَما قرأت كتاب ربّك مرةً ............ من سورة اليس والعمرانِ؟
فانظر تأمل جل بفكرك يا أخي ............ ولتشعرنْ بحلاوة الإيمانِ
اللوحة الثانية
إني رأيت النّار هذي خلُتها ........... أحزان قلبي أيّما أحزانِ!
فكأنما الأحزان جمرٌ حارقٌ ........... يكوي فؤاد الحائر الولهانِ
نارٌ تأجّج هولَها وتضرّمت ........... أبداً وتلك طبيعة النيرانِ...
فإذا بماء البحر في أمواجه ........... هاجت، لتخمد شعلة الشُّطآن
كالقلب يجلي عنه غمٌ غمّه ........... بقراءة الأذكار والقرآنِ
هي بلسمٌ يشفي الجراح جميعها ........... ويعيد الاستقرار للإنسَانِ
فاعلم بأن ربّك وحده.. ........... ما في الوجود له إله ثاني
أحمد العينزان - الجبيل
المركز الثالث وحصل على 333 ريالا

نار القدس وأمواجه
غضب بصدري بات يعصف كزوابع كالرياح
فلسوف أكتب من دمي والآه عن قصص الكفاح
ولسوف أبعث من جحيم الآه في صدري صلاح
ولسوف أبعث ألف خالد من دمائي والجراح
ماذا تشاهد مقلتي ماذا توافينا المساء
أمن الجبال تصوغها أم من لهيب الكبرياء
أمن البحار وموجها أم من دماء الأبرياء
أم من دخان القصف في شعب كرامته تباح
فلكم أبات على لظى الذكرى إذا جن المساء
ولكم أقاسي من صراع الدمع من عبث الدماء
فإلى متى يا قدس نركض في ميادين الهراء
فلتشعل الأحجار جمراً قددنا عهد الكفاح
سأعود يا أقصى بزحف ليس توقفه السدود
وعلى طريق سوف تنصهر الجبال في عصر الركود
وبما تبقى من دمائي سوف أغسل ما يدنسه اليهود
وسأكسر القيد المكبل معصميك لتنهضي عند الصباح
آه يا عصر الدمار ماذا تقول الأرض في شطئانها ألم ونار
وإلى السماء دخانها تزجيه آلات الدمار
وهناك في الأفق البعيد الفجر يأذن بالنهار
لكنها لم تشك يوماً أو تَئن من الجراح
سأعيش كالشم الرواسي نقذف الأحجار نارْ
لست أبكي قتل طفل قبل أن آخذ ثارْ
ليس في أرضي صغير كل من فيها كبارْ
ليس فيها من صغير قال حين القصف آح
كل فرد في بلادي كالقنابل كالرصاص
سوف يكتسح الأعادي ليس للأعداء مناص
ولسوف تنفجر القنابل كي نري حكم القصاص
ولسوف تختلط الدماء مع الجحيم على البطاح
صبراً أيا وطني سنبلغ ما يسمى بالمحال
فلكم تذوب من الأسى والصبر في قلبي حبال
ولكم نحن إلى لقاء الفجر من خلف التلال
ومع سواد نحكي للصغار عن الصباح
علي محبوب - الحديدة
المركز الرابع وحصل على 222 ريالا

صرخة الحِمَم في وجه البحر
أيها البحر مهلاً لو يُجدي المَهَلْ
ما جئتُك مُنتحراً قد هدَّني المللْ
وليس بي جنونٌ ولا أشكو العلل
ولا جئتك مشتاقاً بالحب والغزل
وماؤك العدو لي إن أدركني قَتَلْ
وما نحيا سويّة من سالف الأزلْ
لكن حكايتي الأكيدة وخطْبي الجَللْ
أني جئت مُكرهاً لا حولَ ولا حيَلْ
فهذه سُنَنٌ مَجْبُولةَ لكل من رحلْ
إن كان مثلي سائلٌ في عاليٍ نَزَلْ
وجاء مكتوف اليدين من قمَّة الجبلْ
حتى يكون منتهاه في بحر أو سَهَلْ
وليس لي من صولةٍ قُبَالة الأجلْ
ولا جدالي طائلٌ وهل ينفع الجَدَلْ
فلا تسيء الظن بي والذنبُ مُحْتَمَلْ
لكن عذري يا فتى ((مرغم أخاك لا بطلْ))
أحمد اليريمي - تعز
المركز الخامس وحصل على 111 ريالا

غضب الصخرة
هذا الجماد بصمته يتكلم ........... والصخر في وادي الحميم يحطم
غضب يزيد من الحميم تدفقاً ........... قل للعصى عليك ليل مظلم
الليل حط على الوجود بظلمة ........... والنار في تلك السواد تقدم
شريان أرضي لا يقرَّ قراره ........... قُطع الوريد وبان منه المعصم
أنا لا أرى غير الحريق بأرضنا ........... إن الجبال بأرضنا تتألم
لا تحسبوا البركان يقذف ناره ........... حمم تطير على الفضاء وتحجم
أنا لا أرى جبلاً يزيد بلاؤه ........... هذا المكفن في البياض لمسلم
هو من رجال الحرب يتقن صنعها ........... هذا الشجاع يفر منه الضيغم
هذي الدواء تفجرت من جرحه ........... بل كله جرح ولحم يفرم
لو صور الصحفي سفح جبالنا ........... لرأيت أعضاء العباد تقلم
ورأيت آذاناً هناك تقطعت ........... فإلى متى يطغى العدو ويجرم
من يعشق الإجرام يصعب رده ........... إن التكبر مبغض ومحرم
لو أن قطاً للنصارى عذبت ........... لرأيت جيشاً في الصباح يقدم
لكن شعبي يستهان بقتله ........... فرؤوسه فوق التلال تحطم
ودماؤه تنحط إثر مذابح ........... فيصيح طفلي ناطقاً والأبكم
قوموا حماة الدين نقبر أهلنا ........... جثت هناك على العراء تلثم
إن شئت أن تكسو الجبال بخضرة ........... فامنع دعاة الشر أن يتقدموا
فلقد عثوا في أرضنا يا إخوتي ........... ولقد تطاول فوق شعبي الأقزم
قد يسلم الكفار من قانونهم ........... لكن شعبي عندهم لا يسلم
عبثاً تصور في المساء جبالنا ........... لاشيء عندك في الجبال يكرم
بمكبر يا قوم ننظر جسمه ........... فهناك يظهر للعيون سقام

طيبة صديقي - بريدة

أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 1 )
http://saaid.net/wahat/q139.htm

أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 2 )
http://saaid.net/wahat/q166.htm

أروع القصائد في وصف صورة معبرة (3)
http://saaid.net/wahat/q170.htm


المصدر: مجلة مساء العدد 16 شعبان 1422هـ

تحرير: حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »



عمروعبده 25-02-2011 07:33 AM

أروع القصائد في وصف صورة معبرة (5)



http://saaid.net/wahat/4.jpg

النخل باسقة الجبين

النخلُ باسقةُ الجبين...
والوجدُ يمضي في مواجعِ خطوها مُرّ السنين..
لا فجرَ في الأرضِ السليبة... لا حنين..!!
والأرضُ تزهر بالعنا..
وبكل صلدِ الصخر.... تمنحنا الأنين...
النخلُ باسقةُ الجبين ..
من أين تنبثقُ الرؤى..؟؟!
من أين تأتينا المُنى..؟!!
لا وقتَ يا قلمي... لنرحلَ في تخومِ الوصف..
تشحذنا الأمانيّ..
نحو بستانٍ تجلّتْ في نواحي دربهِ..
نخلٌ تسامقَ في الفضاء..
وتفرّعتْ جنبَاتُها نحو السماء..
هي أربعٌ.... ليستْ من العجبِ العُجاب...
فالشوقُ أنّبتها..
فبنتْ من الآمالِ أشرعةَ المدى..
ومضتْ تعانق في شموخٍ..
صفحة الآفاق... تمتشق السحاب...!!
ما زلتُ يا قلمي....
أسافرُ في المدى المفتوح..
في وضح النهار..
ما زلت أرحل في مدى الأكوانِ... في جنح المعانيّ..!!
والرؤى الخضراءُ تنشدُني تعالْ...
أنا لستُ إلا شاعراً...
قد جاء تحدوهُ آمالٌ كبار...
ورأى في النخلِ.. عنوانَ التحديّ والصمود..
ورأى في مدهَا كلَ ما أمَّل..
من قادمٍ يشدو على الآفاقِ.. مَبسمُهُ الحنون..!!
إني أتيتُ أراقبُ النخلَ الذي ساوى.. بطلعتهِ الخيال..!!
وأرى الحياةَ تدبُ من عمقِ الجذور....
إلى مطاولةِ الزمان..!! وأرى الفروعَ تسامقتْ...
تُهدي إلى الآفاقِ كل الوجدِ والمجد..
وكل النورِ تنثُرهُ على شطِ القِفار..
وأرى في سدرةِ الأشواق..
حادينا إلى النصر المؤزر..
يا كل أوجاعِ العراجين... يا سعفَ الأمانيّ...
يا كل أنداءِ الظلال..
عذراً ... باسقاتِ الطلعِ .. في الزمنِ الجديب..
عذراً إذا ما جئتُ تحدوني مواجعنا...
وتثخنُ في الجراح ...
فلأنني... قد جئتُ... لكن...
في فؤادي يصدحُ الألمُ المضرّجُ بالنواح...
وتعيد لي شدوي على أيكِ الخضيرة..
أشتهي دفءَ الموانئَّ ....
حين تمتشقُ الصواريّ.. كل أشرعةِ الرياح..
والآن أنثرُ كل ما عندي..
وأمعنُ في الرحيلِ.. إليكِ ...
يا دوحةََ النخلِ التي...
لم تزلْ تُلقي على أوجاعنا..
درس الكفاح..


محمد أحمد حسن- الحسينية

القصيدة أخذت المركز الأول في مسابقة مجلة مساء " آفاق صورة "
حصل صاحبها على 555 ريالا



منهل الإلهام

في ثراكِ العلا وفيك الإباء = واعتلاء إلى الفضاء وارتقاءُ
وجذور إلى المدى ضارباتٌ = وجذوع نما عليها الوفاءُ
تعصف الريح والزمان فتبقى = في شموخ يميس فيه البقاءُ
ثمرٌ طيب ورزق هنيء = طاب في أصله فطاب العطاءُ
كل جزء لديك فيه انتفاع = كل حين لنا فنِعم السخاءُ
أنتِ كالمؤمن المكمل طيبا = حلّ في طيبه الغنى والهناءُ
عرف العُرب في القديم مزايا = فيك لما بدا عليك الثراءُ
كرمٌ واسع وظلٌ ظليل = واصطبار وعزة واستواءُ
وتحدًّ بوجه الضر دوماً = وصفات يقّل عنها الثناءُ
زرعوها فأطعمتهم إباءً = عَذُبَ الموتُ عنده واللقاءُ
كرهوا الذلَّ والخضوع لباساً = أو يكون للعدى منهم رجاءُ
أكرموا الضيف والضعيف ولبّوا = دعوة المستغيث نصراً وجاؤوا
فغدت نخلة الوفاء لديهم = مطعماً للعلا ومنها الغذاءُ
آه يا نخلة الإباء أطلّي = لتري عُرْبنا وكيف الإباءُ
عرب اليوم للعروبة عارٌ = صنع الذل فيهم ما يشاءُ
لطخوا وجه العروبة حتى = أخذ الخزي حظه والشقاءُ
ما تبقى من العروبة فيهم = غير رسم يطوف فيه الخواءُ
عرب يعربون الكلام ولكن = غاب الاعراب ثم حل البناءُ
سجدوا للعدى سجود خضوع = واليهم صلاتهم والدعاءُ
كم سُلبنا وكم تسيل دمانا = كم غُزينا وكم يصيح الحياءُ
كم نداءٍ شقَّ السماء دوياً = مستغيثاً فأين منا الولاءُ؟
في فلسطين والعراق رزايا = يهرم الطفل عندها والضياءُ
فَلْنُمتْها دعوى العروبة لكن = أين دين يعيش فيه الإخاءُ؟
فوداعاً نخلة الإباء فإنا = ما برئنا وفي حمانا الشفاءُ
ربما يولد الكرامُ إذا ما = رحل اللؤم قبلهم والغثاءُ

عبد الله عبده العواضي/ إب

المركز الثاني وحصل على 444 ريالا


جذع تفرق شمله وتجمعا


ذو همة فوق الفلاة ترعرعا = بترت كرائم طلعه فتفرعا
قضت المنون وريبها في طلعه = بمصيبة أزرت به فاسترجعا
وشكا بصمت فقد طلع واحد = فأثابه الرحمنُ أربعةً معا
لله آيات وليس كهذه = جذع تفرق شمله وتجمعا
أبصرت آيته فقلتُ مسبحاً = سبحان من جعل الوحيدة أربعا
هي عبرةٌ في آية من صنعه = ما أبدع الصنع العظيم وأروعا
هي حكمة للناس عن ذي همة = ثبتت عقيدته فلم يتزعزعا
لما أُريد به الفناء تجبراً = رفع التوكل راية فترفعا
عاث العدو به فساداً ظالماً = لكنه لعدوه لم يخضعا
يا من يريد عدوه تركيعهُ = هذا لغير إلهه لم يركعا
فامْدُدْ بأسباب التمكن صابراً = وارفع أكفك للسماء تضرعا
واثبت كما ثبت النخيل بأصلهِ = تحيا على عرض الهدى متربعا
فالله يرعى المؤمنين فكن على = ثقة بمن حفظ النخيل ومن رعا
واصبر لكيد الخائنين محاذراً = أن يعتريك عن السبيل تراجعا
لا ترتج عند العدو سماحة = فالذل من بشع العداوة أبشعا
أو تطلب الماء الزلال من الذي = أسقاك من يمناه سماً ناقعاً
النصر آتٍ لا محالة فارتقب = إجفال ليلٍ عن ضياء ساطعاً
فلربَّ صاحب همة في أمةٍ = أحيا بها جيلاً عريضاً واسعا
ولربَّ فتحٍ قد أطل زمانه = يغدو بإذن الله أمراً واقعا
حاكِ النخيل فإنما هي حكمة = لتبث فيك تشجعاً وتطلعا
هي أمة الإسلام أغدق طلعها = هيهات أن يفنى و (إن) يتقطعا
ما زالت الأجيال من قبس الهدى = كالطلع من جذع كريم يرضعا

صالح محمد الماوري / ذمار


المركز الثالث وحصل على 333 ريالا


النخلة المتضرعة

مدي يديك إلى السماء تضرعا = وتضوّري خلف السحائب أدمعا
ودعي شموخك يمتطي أنفاسه = متوسّلاً رب البرية بالدعا
وابكي على ماضي الرجال ومجدهم = وذري الصبابة تستقيك الأربعا
وانعي زمان السابقين توحدوا = سادت حضارتهم.. فكنت الألمعا
مالي أرى كل النخيل توحدت = وبناتُك الحُبلى تزيد تفرعا
وأنا وأنتِ نستحم بحزننا = وأنين قلبينا يهدّ الأضلعا
مدي يديك فكم شربت تقهقراً = ولكم سُقيتِ من الزمان تقمعا
وذري نشيد القهر يعصف ناظري = ويشق بي صمتُ السباتِ المضجعا
وإرخي ستار الموت خلف مغاربي = كي لا أرى بعد المغارب مطلعا
ما حيلة الظمآن يشرب ظله = ويحيك من ظمأ السحابة منبعا
أو حيلة الجوعان يأكل بعضه = ويموت في شبق الظلام تجوعا
أواه.. كيف تمزقت أعلامنا = وبناؤنا المشيود كيف تزعزعا
أواه.. هذي الموبقات تكاملت = والجرح في صدر العروبة أينعا
يا نخلة هتك الهوان جبينها = وسطا المشيب برأسها وتربعا
هذا إزار الذل أرخى سدله = ونما الخنوع بأمتي وترعرعا
وطغى بأرض الرافدين تأمركٌ = وشكا العراق تهتكاً وتصدعا
بغداد لا تهني فأنتِ طموحنا = تباً لمن قبل الخيانة أو سعى
بغداد يا قمراً يطير بخافقي = ويشع في وجعي العتيق توجعا
بغداد يا مهد الحضارة إن لي = قلباً يتوق إلى اللقاء تلوعا
بغداد يا نغماً يسافر في فمي = سحقاً لمن باعوا سناك الأنصعا
فلبئسما اقترفت أياديهم وما = أبدت نواياهم.. وساءت مطمعا
هذي حروف قصائدي الثكلى بكت = وأتاك شعريّ حائراً متمنعا
وأتيت والآلام تركض في دمي = وعلى يدي موتي يعض الأصبعا
أسفي على الأقصى ينوح تضرماً = وحباله العطشى تذوب تقطعا
والقدس يقضم قلبه متألماً = متوقداً.. متحسراً.. متوجعا
وأنا وأرباب المناصب نستقي = كأس الهزيمة.. مذ هجرنا المدفعا
يا نخلة شاخ الزمان بعينها = وغدت مآذنها تحزُّ المسمعا
ما قهقهت شمس الصباح بعاتقي = إلا وأحزاني تزيد تضوّعا
وعلى رصيف التيه يعدو خافقي = ويسير في أقصى الشقاوة مسرعا
هذي أسود العرب غاب زئيرها = ومضت خساستهم تجوب المصرعا
وتغرّبت أفكار من صلبوا على = نهج الخنوع تأدباً وتطبعا
حتى بدا وجه العروبة ذاوياً = يا ليته قبل الرحيل تقنعا

وضاح ناجي مزيد / صنعاء

المركز الرابع وحصل على 222 ريالا
أنبت ببذرك

انبت ببذرك في العلا واثبت = بحذرك كالجبال ولا تبالْ
لا لا تبال من العواصف = والزلازل والقواصف والنبالْ
فالمرء يثبت حيث ينبت = لا يفتُّ بعزمه ظمأ الرمالْ
وارفع جناح العز في وجه الثرى = واشمخ بأنفك كالشبالْ
ولئن عشقْتَ لك العلا = فالتاج يأبى أن يعيش مع النعالْ
هي فطرتي – أكرم بها - = جُبلت على أسمى السجايا والخلالْ
لم أتجه شرقاً ولا غرباً = ولا يَمّ الجنوب ولا الشمالْ
وجهت وجهي للذي فطر السما = والأرض ربي ذي الجلالْ
أنمو وأسمو للسماء فأرتقي = مثلاً لأطيب ما يقالْ
أعلاي أعذق في السماء = وأسفلي في الأرض أعذق بالظلالْ
ما فقت بالتطفيف أترابي = ولا زاد اكتيالي باحتيالْ
الله ربي زاد جسمي بسطة = أفلا أقوم له الليالْ؟
تواقة نفسي إلى الحسنى = وأطمح للزيادة في النوالْ
أسمو لأحلامي على متن = الحقيقة لا بأجنحة الخيالْ
وسقوط أوراقي وأخلاقي = هما أمران دونهما المحالْ
عش في التفاهة في العلا = فالأرض قد طعنت بداء الاحتلالْ
بجراثم الأعداء منهكة الحشا = دوماً ومرهقة التلالْ
وأرى الخبائث لوثت فوق الثرى = ماء اليانبيع الزلالْ
فأتيت للنبع المطهّر والنقي = وسموت للسحب الثقالْ
والجذر في كبد الثرى لن = أرتوي أبداً من الزبد الجفالْ
سيظل جذعي قائماً حياً = وميتاً في صمود كالجبالْ
كالتين والزيتون والليمون = في أرض الإبا والبرتقالْ
في طور سنين استمر مدى = السنين على الإباء على النضالْ
حتى إذا وضع الجناة الغاصبون = الفأس في رأسي ومالْ
سيزيد بأسي أنّ رأسي = في غدٍ ينمو بأربعة رجالْ


منصور جعفر فايد / صنعاء

المركز الخامس وحصل على 111 ريالا
شموخ المآذن

سارت بنا في دروب الحب راياتُ = ومضيتُ في الدرب تتبعني الإشاراتُ
هنا وقفتُ على بستان عزتنا = كما تسامت عن الأوجاع أوقاتُ

رأيتها في سماء المجد شامخةً = وطاولت في مدى الأكوان شاماتُ.
فركت عيني أحلمٌ ما أعاينهُ؟؟ = أم أنها في دروب الوهم أشتاتُ.
في دوحة من رياض الحب باسمةً = أتيت والقلب تثقله الملمّاتُ.
في روضة الحسن قد أمضيتُ قائلتي = وزال عن خاطري المكدود آهاتُ
يا باسقاتٍ بروض الحسن رونقها = ومن تسامت برغم الحزن راياتُ
أهديتني كل درسِ كنت أحسبه = في ساحة من منافيَّ العمر أنَّاتُ
يا رحلة العمر في أقسى مراحلها = أتيتِ كالزهر تسبقكِ البشارات
أما أنا فلقد جاءت مخيلتي = حيرى .. وفي رقعة الأوقاتِ أوقاتُ
أتيتُ في خاطري المكدود أسئلةٌ = طالت كما طال من صبري مسافاتُ
أتيتُ يا نخلة الأشواق في خلدي = حزنٌ وفي خافقي تنمو الجراحاتُ
من أين تنبثق الأحلام يا أملي = ما عاد في خافق الدنيا مساءاتُ
سارت بنا نحو مجد الكون ألويةٌ = وطاولت في سماء المجد راياتُ
واليوم ضعنا على أنغام غفلتنا = ما عاد فينا من الأزمانِ شدّاتُ
يا نخلةً كانت هنا يوماً مطاولةً = أفق الحياةِ وفي الإنشادِ أبيّاتُ
فلتشمخي اليوم في أوطان حسرتنا = قامت لك اليوم في الدنيا قياماتُ
أنتِ المآذن في آفاقنا أبداً = كالطودِ ما عصفت فيها الرياحاتُ
فلتشمخي اليوم إن خانتكِ أمنيةٌ = فأنتِ يا نخلة الآمالِ آياتُ
عسى شموخكِ أن يبني لنا أملاً = وأن يعيدَ لبعضِ القوم هِمّات...

عبد الله هبه إبراهيم/ اليمن


أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 1 )
http://saaid.net/wahat/q139.htm

أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 2 )
http://saaid.net/wahat/q166.htm

أروع القصائد في وصف صورة معبرة (3)
http://saaid.net/wahat/q170.htm

أروع القصائد في وصف صورة معبرة (4)

http://saaid.net/wahat/q172.htm

المرجع: مجلة مساء العدد (39) جمادى الأول 1428هـ


تحرير: حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »



عمروعبده 25-02-2011 07:35 AM

أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 6 )



الصورة محدودة بإطارها ، لكن
آفاقها ليس لها حدود

http://saaid.net/wahat/23.jpg


إني لأحمل
حمل ناقة

تعلو شفاهك بسمة رغم الحمولة
متفائلاً رغم الدموع
بثبات خطوك قد تجسدت الرجولة
تأبى الهوان أو الخضوع
بتماسك الكفين هان الوزن واعتلت الطفولة
كالسهم تمضي لست ترضى بالرجوع
علت الهمم حتى تناثرت الحزم الثقولة
وغدت كريشٍ لا تؤثر في النزول أو الطلوع
يا حامل الأثقال من شفتيك أقتبس المقولة
من لا يكابد لن يُرى يوماً لكوكبه سطوع
من رام أن القدس عودته ستأتي بالسهولة
بتعايش سلمي أو بمعاهدة بيع الربوع
فأجبه يا من تحمل الأثقال كيف هي البطولة
علمه أن الهمة الشماء لا ترضى الخنوع
علمه أنك حين تحمل ضعف وزنك ما استعنت بأي دولة
كلا ولا ناديت فرداً كي يعينك أو جموع
يا فتية الإسلام هل صارت عزائمكم كسولة
أم هل سقيتم الذل كالطفل الرضوع
يا فتية الإسلام في الأقصى جرائمهم مهولة
قتلوا الأرامل يتموا الأطفال حطموا الزروع
وكأننا يا فتية الإسلام قد بعنا الرجولة
حتى نوفر في موالدنا إضاءات الشموع
عذراً بني الإسلام فيكم من له في الحق صولات وجولة
أحفاد خالد والمثنى من أبوا إلا لربهم الركوع
لكن حاضرنا يؤلمني يؤجج في الحشا ناراً شعولة
حتى يكاد القلب أن ينشق من بين الضلوع
ألماً وحزناً واشتياقاً للجهاد متى حلوله
حتى نطهر قدسنا وبه نصلي في خشوع
حقاً فما راح بالقوة هي القوة تؤكد في وصوله
هيا بني الإسلام هبوا آن للقدس الرجوع
ما زال فينا العرق ينبض ما هوى تاريخ ( خولة )
كلا ولا (آيات) في الميدان لم تخش الدروع
تاريخنا دررٌ مضيئة شمسنا ليست أفوله
المجد يحكي مجدنا قصصاً بها شغفٌ ولوع
لما حملنا راية الإسلام تخفق في السماء ليست خجولة
دانت لنا الدنيا وعمّ الخير واختفت الدموع
لكأن هذا الطفل نادى صارخاً فينا بقوله
إني لأحمل حمل ناقة لا أبالي بالطلوع
هيا اهتفوا الله أكبر جددوا عزم الرجولة
إن الشهيد يموت حياً ويريد للدنيا الرجوع
وختام من الصلاة من الكريم على رسوله
طه الذي لفراقه قد حن في الشجر الجذوع


نبيل عبد القوي الصوفي / ذمار



إلى طريق العزة

الحمل يثقل كاهليك وأنت تبسم للحياة
وأراك ترنوا للأمام ولا تبالي بالطغاة
وكأنما يحدو خطاك إلى التقدم ما تراه
فاسمع مقولة ناصح يحيا على درب الإباه

* * *

قد جرب الدنيا وأدرك ما يدبره الجناه
إن كان يثقل كاهليك اليوم شيء من حطام
فلسوف تحمل عن قريب ما ينوء به الأنام
فاقض الطفولة باسماً فلقد يذوب الابتسام

* * *

إن لم تكن ذا همة سترى المذلة والسقام
فاجعل لنفسك عزة وارفع بيمناك الحسام
إن كنت تحمل في الطفولة شيئاً من تراب
مستثقلاً للحمل تحيا لا تراه سوى عذاب

* * *

فاعلم أن الترب جزء من سهولك والهضاب
فاحمه يا ولدي وحاذر أن تدنسه الكلاب
فالأرض أرض الله لا أرض الأفاعي والذئاب
فإذا كبرت ولم تجد إلا بقايا من وطن

* * *

ورأيت فيها خائناً باع الثمين بلا ثمن
ورأيت أنك واحدٌ في أمة تأبى الإحن
فاربأ بنفسك أن تذل وأن تدنس بالفتن
فلئن فهمت مقولتي فأنت فيه المؤتمن

* * *

ثبت خطاك على الهدى واسع لإرضاء الإله
واعبده واعلم أنه ما خاب يوماً من رجاه
والأرض يورثها الإله لمن رجاه واتقاه
من جاهد الكفار حتى لا تذلك له الجباه
فهناك يبقى الكفر مخذولاً بما اقترفت يداه



عبد الملك أحمد إسماعيل / رداع




نغم
يفتّش عن صدى

أمضي ويمتص المدى خطواتي
وتسافر الأحزان في خلجاتي
وتهدني الأحلام تثقل كاهلي
أضغاثها واستنفرت آهاتي
ما بين مبتدئي وخاتمتي مساحاتٌ
من الأوجاع والحسرات
أجتازها وجعا تفاقم كلما
أسرعت تسرع نحوه أنّاتي
يا دربُ هل تهوى الوصول فلم تزل
تمضي وأبقى عالقاً في ذاتي
غادرتُ مقبرة الضمير لأنها
صمتٌ تلاشت وسطه أصواتي
سافرتُ عبرك لا رحمت طفولتي
يوماً ولم تأبه لبعض شكاتي
هل كان ذا ذنبي وما كسبت يدي
غير البزوغ بموكب الأموات
أم أنني أخطأت حين وجدتُني
رجلاً بقلب فتى بلا عزمات
يا دربُ هأنذا أراوح بقعتي
وأراك تضحك في شحوب شفاتي
لكنني سأظل أحتقر المدى
ما دمتُ أرشف من رحيق صلاتي
هذا أنا أبكي وفي دمعي لظىً
يُذكي خطاي ويستحث ثباتي
النائبات صنعت منها وثبةً
ولبستها في أحلك الأوقات
لن أشتكيك فلست وحدك من وقفتَ
بوجهتي وعبثت في قسماتي
فأنا هنا نغمٌ يفتش عن صدى
وهناك قاموس من الحسرات




بلقيس يحيى يسر/ إب



أوزار

صديقي ..
هأنا أعبُرُ قسراً..
في دياجير الدمنْ
مُثْقلاً منذُُ زمنْ
باحثاً عن حياةٍ..
غادَرتْ روحي..
وعن ( حضنِ وطنْ )!
يا صديقي ..
ضاقَ عيشي في بلادي..
وأضناني الشجنْ !
أنا طيرٌ ناح قهراً..
ينشدُ الموتَ على كلِ فننْ !
تاه عقلي يا صديقي ..
لست أدري أنا : منْ ؟
أين أمضي ؟؟
كلما يممتُ قُطراً.
تحاصرني الإحنْ!
وإذا رمتُ بلادي لبياتٍ ..
تلاحقني المحنْ !!!
غير أنّي...
هارب منها.. إليها.
خُفيةً دون علنْ !!
فأنا المكدودُ بأثقالِ الزمنْ !
وأنا المغموسُ بأوحالِ العفنْ !
أنا.. من ذاك الوطنْ ..
غرُبتْ شمسُ حياتي..
عندما ساد ظلومٌ
وتوارى مؤتمنْ !
عندما حلّتْ بأرضي..
معضلاتٌ وفِتنْ!!
يا صديقي..
لم أعدْ أملكُ شيئاً..
سوف أمضي لا تسلني ..
ما على متني ؟
وعن: (كيف) و : (مَنْ) ؟
(إنه) ليس طعاماً..
أو لباساً أو سكنْ؟
إنه ليس ضميراً.
ليس شيئاً يُرتهنْ !
يا صديقي ..
(إنه) كل جراحاتي ..
وأوزاري..
جُمعتْ..
كـ (بقايا من وطنْ)!!


غالب محمد غالب السميعي / لحج


بعض
أسرار التعب


من بلادي قاطعاً تلك المسافات الطوال
قاصداً أرض الذهب فوق ظهري
أحمل قشاً أو بقايا من حطب
وبجوفي أحمل همي أو شظايا من لهب
في بلادي حملة التنصير موج
هاج فيها واضطرب
فاعذروني إن أنا بحت بسري
أو بأسرار الحطب
اعذروني إن تماديت بلفظي أو تجاوزت الأدب
اعذروني إن أنا أثقلت ظهري أو تركت الراحة واخترت التعب
اعذروني إن أنا أسبلت دمعي أو بكيت مثلما تبكي العرب
إن تروني قد حملت اليوم قشي
هكذا – حراً – أعيش لست للغرب بذيل أو ذنب
قد سئمت من قرارات توشى من بقايا الذل
وأنصاف الخطب
من دعاوى السلم في وجه الغضب
بل يئست من سرابٍ
نسميه جيوشاً قد أعدت للمواكب
لفنون العرض أو لإخماد الشغب
كلما تغرب شمس غصت في بحر العجب
من شباب مسلم أهملوا دينهم وهاموا بالطرب
فاجمعوا تلك الصفوف واركبوا درب الحتوف
مزقوا تلك الدفوف.. أشعلوا فيها الحطب


فايز علي دبوان/ إب



الصغائر

يعتلي وجهي شحوب *** تائه بين الدروب
حائراً أمضي وحيداً *** وشمالي كالجنوب
خطواتي تتهاوى *** تحت أرزاء الخطوب
والمنايا تحتويني *** أقبلت من كل صوب
صارت الدنيا ورائي *** حان ميقات الغروب
موعد التوبة ولى *** أملي كان كذوب
أصبح الحمل ثقيلاً *** من صغيرات الذنوب
عن صغيرات ذنوبي *** عجزت كل القلوب
وضمير غاب عني *** ليس يجدي أن يؤوب
سوف أمضي برداءٍ *** أبيض دون جيوب
أدخل القبر وحولي *** ظلماتٌ وكروب
وعظامي سوف تبلى *** في ترابي ستذوب
وغداً ألقى بهذا الحمل *** علام الغيوب
يا إلهي رحمة بي *** كنت أنوي أن أتوب
رب ارجعني لكي أبرأ *** من تلك العيوب
رحمة منك إلهي *** تحتوي كل الشعوب
لست أرجو غير عفو *** منك غفار الذنوب



لطيفة عبد الرب المفلحي/ عدن

المصدر من مجلة مساء العدد (40) شعبان 1428هـ


أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 1 )
http://saaid.net/wahat/q139.htm

أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 2 )
http://saaid.net/wahat/q166.htm

أروع القصائد في وصف صورة معبرة (3)
http://saaid.net/wahat/q170.htm

أروع القصائد في وصف صورة معبرة (4)
http://saaid.net/wahat/q172.htm

أروع القصائد في وصف صورة معبرة (5)
http://saaid.net/wahat/23.htm



تحرير: حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »



عمروعبده 25-02-2011 07:36 AM

من أحاديث الهابطين

شعر : حامد بن خلف العُمري
Abusufean*gawab.com


يُروى لنا بأنَّ عصفوراً غـدا *** من عُـشِّهِ ذات صباح مُصعِدا
فَراعَهُ الصيادُ لمَّا أبـصرهْ *** يذبحُ عصفوراً بأصلِ الشجرة
لكنَّ مـا أثار فيـه العجبا *** رؤيــتــُهُ الصيادَ لمَا نَحَبا
و قولُهُ مسكينُ يا عصفـورُ *** متى تنال العزَّ يا مقهـــورُ
حتى تصير سيداً بين الطيورْ *** و تسبق العقبان من قبل النسورْ
فانطلق الأحمقُ نحو النادي *** يــقولُ كم نظلمُ من نُعادي
و تـنبري أحـكامنا جُزافا *** فلا تـرى عــدلاً ولا إنصافا
و فِـكرُنا يُقصي فلا يُقرِّبُ *** فالكلُّ في أذهاننا مخـــرِّبُ
قالوا له ما الأمرُ يا ذكــيُّ *** قلْ أيـها المفـكِّرُ الأبــيُّ
قـال لهم أما رأيتم ما حصل؟ *** فالتمسوا الفرخ توافون الأمل
فثمَّ شخصٌ ناطقٌ بالحــقِّ *** يُـقطر من فيهِ حديثُ الصدقِ
يـدعو إلى نُصرتنا و يرحمُ *** بل قد رأيتُ الدمعَ منهُ يَسجِمُ
فأطرب البعضَ نشيدُ الشادي *** فـأوجـبوا زيـارةَ الصيَّـادِ
و أجمعوا على الهبوطِ أمرهم *** فليت شعري ما الذي حلَّ بهم؟



عمروعبده 25-02-2011 07:38 AM

حيّرتني "حار فكري"

زكريا أحمد الرحال

( شاعرنا الحبيب الدكتور عبد المعطي الدالاتي:
أبت حيرتك إلا أن تحير أصحاب العقول من الأدباء والشعراء
عندما طفت بفكرك في عالم الرسول صلى الله عليه وسلم ،
وهذا من حيرتي بعد حيرتك )

حيّرتني (حار فكري) لست أدري ما أقولْ
أيُّ سحرٍ حلّ فيها فسبتْ كل العقول!ْ
حيّرتني ما أحيلى الوصف فيها للرسولْ
قد بدا الإخلاص فيها.. وحوت سرَّ القبولْ

***
أيقظت فينا حنيناً واشتياقْ
وسمت بالروح للسبع الطباقْ
وسقتنا الحبّ من صافي المذاقْ
قلت هذا فيضُ قلبٍ ذاق مامعنى الوصولْ

***
كيف لايحتار فكر المادحينْ ؟!
في صفات المصطفى الهادي الأمينْ
لوسمعتَ الجذع في يوم الحنينْ
أنّ شوقاً وحنيناً..شاقه فقدُ الرسولْ

***
في حراءٍ جاءه وحيُ السماءْ
قال : اِقرأ ياختام الأنبياءْ
خصّك الله بهذا الإصطفاءْ
كن رؤوفاً كن رحيماً واملأ الدنيا ضياءْ
إن هذا الدين شمسٌ مالها أبداً أفولْ

****

رابط قصيدة حار فكري للدكتور عبدالمعطي الدلاتي

عمروعبده 25-02-2011 07:39 AM

أم على لسان أطفالها

زكريا أحمد الرحال

أنت نعم الأم يابدر البدور *** أنت نبع فاض حبا وسرور
أنت مشكاة أنارت دربنا *** أنت يا أماه نو ر فوق نور
وجهك الوضاء سر ساحر *** جل من سواك مولانا الشكور
كم سهرت الليل ياأمي ولم *** تضجري منا ويعلوك الحبور
وجعلت الثدي نبعا دافقا *** سائغا بالخير ياأمي يفور
فاح منك العطف ريحا طيبا *** مثل فوح العطر من روض الزهور
أنت أم وأب أنت التي *** اسمها من وصفها بدر البدور
لوقضينا العمر شكرا ماكفى *** وهن يوم كيف بالتسع الشهور؟
(وقضى ربك ألا تعبدوا ) *** فيها كل البر تتلى في سطور
***

عمروعبده 25-02-2011 07:40 AM

رد السلام على الأحبة

الدكتور عثمان قدري مكانسي

رد السـلام على الأحبـة عادتي = ولقاؤهـم من متعـتي يا سـادتي
لمـا سـمعـت سـلامكـم ألفيتـني = أهتز من نشوى وأشـدو قالـتي
ما كـل قـول قد يزيـد صبـابتي = أبداً ولا يـوري أوار حشاشـتي
لكـنـني لـمـا ســبـاني نـوركـم = ضج الهوى والودّ أسعد حالتي
******
إني أهيم بمن سـمت أقـدارهـم = خلـُقاُ فكانـوا في المكارم قـادتي
وقبست من أفكارهم نهج السنا = فعلى خطاهم في الحياة هدايتي
قالوا: السلامُ اسم الإله فكن له = سلماً وعش في ظلـه في طاعة
واعمل لخيرالناس تلقَ الحبّ في = أحداقهـم والـودَّ في ابـتـسـامة
قلت الحياة بهم ، فهل من ساعة= تحلو بغير ســنائهم يا إخـوتي
من أعذب الأوقـات أن تـلقـاهـمُ = وتعيش في روضاتهم في راحة
فهـمُ الأساتذة الأولى من نبعهم = نهلَتْ وطالت في الورى أغرودتي
أنـا فـيهِـمُ غصن سويّ بـاسـق = مـدّ الـفـروعَ إلـى أصـول ثـرّة
فـأفـاد منـهـم قــوة وعــزيمـة = وجنىً كريمـاً في لطيـف مودة
أنا منهمُ ، وبهـم أراني هـاديـاً = وبنور شـرع الله تعلـو رايـتي
أجمِـلْ بإخـوان العقـيـدة معشراً = طاب انتمائي فيهمُ وسعـادتي

17-10-2007


عمروعبده 25-02-2011 07:42 AM

المُختار من شعر أهل جزيرة صِقِلِّيَّة
من كتاب
( الدرة الخطيرة في شعراء أهل الجزيرة )
لأبي القاسم علي بن جعفر السعدي
المعروف بابن القطاع الصقلي
المتوفى سنة ( 515هـ )

موسى بن سليمان السويداء

تقع جزيرة صقلية بالقرب من الحذاء الإيطالية وهي كما في الخريطة مثلثة الشكل تقريباً دخلها الإسلام سنة ( 212هـ ) في ولاية بني الأغلب على يد قاضي تونس أسد بن الفرات المتوفى سنة ( 213 هـ ) بأمر الخليفة العباسي المأمون قال زكريا القزويني : ( كانت قليلة العمارة خاملة الذكر إلى أن فتح المسلمون بلاد افريقية فهرب أهل افريقية إليها وعمروها حتى فتحت في أيام بني الأغلب في ولاية المأمون )(1) .

وفي وصفها قال ياقوت الحموي : ( وهي جزيرة خصيبة كثيرة البلدان والقرى والأمصار وقرأت بخط ابن القطاع اللغوي على ظهر كتاب تاريخ صقلية وجدت في بعض النسخ سيرة صقلية تعليقاً على حاشية أن بصقلية ثلاثاً وعشرين مدينة وثلاثة عشر حصناً ومن الضّياع ما لا يعرف وذكر أبو على الحسن بن يحيى الفقيه في تاريخ صقلية حاكياً عن القاضي أبي الفضل أن بصقلية ثمان عشرة مدينة احدها " بَلَرم " وان فيها ثلاثمائة ونيفاً وعشرين قلعة ولم تزل في قديم وحديث بيد متملّك لا يطيع من حوله من الملوك وإن جلَّ قدرهم لحصانتها وسعة دخلها وبها عيون غزيرة وانهار جارية ونزه عجيبة ولذلك يقول ابن حَمديس :

ذكرتُ صقلية والهـوىَ = يهيَّج للنفس تذكارها
فإن كنت أخرجت من جنة = فإني أحدّث أخبارها

وفي وسطها جبل يسمى " يَانِه " هكذا يقولونه بكسر النون وهي أعجوبة من عجائب الدهر عليه مدينة عظيمة شامخة وحولها من الحرث والبساتين شيءٌ كثير وكل ذلك يحويه باب المدينة وهي شاهقة في الهواء والأنهار تتفجر من أعلاها وحولها وكذلك جميع جبال الجزيرة وفيها جبل النار لا تزال تشتعل فيه أبداً ظاهرة لا يستطيع احد الدُّنُوّ منها فإن أقتبس منها مقتبس طفئت في يده إذا فارق موضعها! وهي كثيرة المواشي جدّاً من الخيل ، والبغال ، والحمير ، والبقر ، والغنم ، والحيوان الوحشي ، وليس فيها سبعٌ ، ولا حية ، ولا عقرب ، وفيها معدن الذهب ، والفضة ، والنحاس ، والرصاص ، والزئبق ، وجميع الفواكه على اختلاف أنواعها ، وكلأها لا ينقطع صيفاً ولا شتاءً ، وفي أرضها ينبت الزعفران )(2) .

ومن المدن القديمة التي ذكرها ياقوت الحموي في معجم البلدان مدينة " مَازَرُ " ومنها الإمام المازري أحد شُراح صحيح مسلم و" أطرابنش " عبارة عن مرسى على الساحل و" بَلَرم " وهي اكبر مدنها و" خالصة " وكانت مدينة مستقلة ثم أصبحت إحدى إحياء " بلرم " وأما اليوم فبعض هذه المدن لم تتغير أسمائها كثيراً فـ" بلرم " وهي عاصمة الجزيرة الآن يطلقون عليها " باليرمو " وجبل " يَانِه " المتوسط في قلب الجزيرة يطلقون عليه " إتنا " وهذا يدل على أن بعض المسميات بقية على أصلها العربي الإسلامي مع تغيير يسير في النطق بسبب العُجمه وهذا يذكرنا ببعض أسماء مدن الأندلسية التي بقية على مسميتها إلى اليوم .

وقد أطال في ذكرها الشريف الأدريسي في كتابه " نزهة المشتاق في اختراق الأفاق " وابن جبير في رحلته . خرج منها الإسلام بالكلية سنة ( 484هـ ) على ما ذكره أهل التاريخ(3) وقيل أن فيها اليوم بقايا لأثار المسلمين لكنها لا تجد عناية من الباحثين .

والجدير بالذكر في هذا المقام هو كثرة الشعراء والعلماء في هذه الجزيرة وقت وجود الإسلام فيها فقد ذكر ابن القطاع الصقلي في كتابه " الدرة الخطيرة " (106) شعراء ختمهم بنفسه وهذا على حسب الطبعة الموجودة وأما على ما ذكره ياقوت الحموي في ترجمة ابن القطاع عند ذكر كتاب " الدرة " فقال : ( اشتملت على مائة وسبعين شاعراً وعشرين ألف بيت شعرٍ )(4)وهذا يدل على وجود سقط في المطبوعة عن الأصل .

وفي هذه العُجالة سوف نذكر بعض الشعراء مع بعض أشعارهم المستحسنة فمنهم :

أبو الحسن احمد بن نصر الكاتب له شعر في وصف الفرس يقول فيه :

ولي صاحب ليس لي منية = سوى أن يرى باقياً في التراثي
طويل الثلاث قصير الثلاث = حديد الثلاث عريض الثلاثِ

قال محقق كتاب " الدرة " في الحاشية في توضيح البيت الثاني :
( البيت تضمين لخبر مروي عن صعصعة بن صوحان وقد سأله معاوية – رضي الله عنه - : أي الخيل أفضل ؟ فقال : الطويل الثلاث العريض الثلاث القصير الثلاث الصافي الثلاث . فقال معاوية : فَسرِّ لنا قال : أما الطويل الثلاث : فالأذن والعنق والحزام وأما القصير الثلاث : فالصلب والعسيب والقضيب وأما العريض الثلاث : فالجبهة والمنخر والورك وأما الصافي الثلاث : فالأديم والعين والحافر . نهاية الأرب 10/20)(5) .

ومنهم أبو عبدالله محمد بن علي الصباغ له مقطوعة في وصف شخص ذكي :

أذكى الورى كلهم وأعلمهم = فما يرى مثل لبّه لبُّ
يوضح بالفهم كلَّ مشكلة = كأنما كلُّ جسمه قلبُ

ومنهم عبد الجبار بن عبد الرحمن بن سرعين الكاتب له في ذم حاسد في ثلاثة أبيات :
وحاسدٍ لا يزال منِّي = فؤاده الدهر في اشتعالِ
كاتب يمناه مثل حالي = ومثله كاتبُ الشمالِ
ذاك في راحةٍ وهذا = في تعبٍ منه واشتغالِ

ومنهم أبو حفص عمر بن خلف بن مكي فقيه محدث لغوي له تصنيف في اللغة سماه " تثقيف اللسان وتلقيح الجنان " له شعر رائق منه قوله في القناعة :
يا حريصاً قطع الأيام في = بُؤس عيش وعناءِ وتعبْ
ليس يعدُوك من الرزق الذي = قسمَ اللهُ فأجمل في الطلب

وله في ذم إبداء النصيحة قبل طلبها :
لا تبادر بالرأي من قبل أن تُسـ = ـأل عنه وإن رأيتَ عوارا
أحمق الناس من أشار على النا = س برأي من قبل أن يُستشارا

ومنهم أبو عبدالله محمد بن الحسن ابن الطوبي صاحب ديوان الإنشاء فيه دعابة له شعر كثير واغلبه مقطوعات منها قوله في ذم بخيل :
أتيته زائراً أحدّثهُ = ولست في ماله بذي طمعِ
فظن أني أتيت أسألهُ = فكاد يقضي من شدة الجزعِ

وقال يذم مُغني :
ومغنّ نحن منه = بين أسقام وكُربهْ
يضرب العود ولكن = ضربُه يوجب ضربهْ

وقال في أبخر أسمه معمر :
مالي أرى صاحبنا معمرا = قد عدم المنظر والمخبرا
تُفسد ريح المسك أنفاسه = وتبطل الكافور والعنبرا
وكل من حدثه ساعة = يقيم أياماً يشُم الخرا

وقال في الزهد وترك المعاصي :
لو قلت لي : أي شيء = تهوى ؟ لقلت خلاصي
الناس طرّاً أفاعٍ = فلات حين مناصِ
نسوا الشريعة حتى = تجاهروا بالمعاصي
فشرهم في ازدياد = وخيرهم في انتقاصِ

ومنهم ابن الكموني أبو الحسن علي بن عبد الجبار له أبيات يرثي بها صقلية بعد خروج المسلين منها يقول فيها :
قد كانت الدار وكنا بها = في ظل عيش ناعم رطبِ
مدَ عليه الأمن أستاره = فسار ذكراها مع الركبِ
لم يشكروا نعمة ما خوِّلوا = فبُدلوا الملح من العذبِ


-----------------------
1/ آثار البلاد وأخبار العباد , زكريا بن محمد بن محمود القزويني ص215 طبعة دار صادر .
2/ معجم البلدان , ياقوت الحموي عند ذكر صقلية من حرف الصاد .
3/ تاريخ ابن الأثير عند أحداث سنة ( 484 هـ ) .
4/ معجم الأدباء ، ياقوت الحموي ج12 ص279 طبعة أحياء التراث .
5/ الدرة الخطيرة في شعراء أهل الجزيرة , لابن القطاع الصقلي ص49 دار الغرب الإسلامي .

عمروعبده 25-02-2011 07:45 AM

بين الجرذ و الحوت

شعر : حامد بن خلف العُمري
abusufean*************


ذكرَ الماضون يوماً سار في البحر سفينـةْ
و غدت تمخُرُهُ جريـاً إلى الأرضِ الحزينةْ
حملت بُراً وتـمراً مُلئت منه الخزيـــنةْ
كي تُغيث الناسَ حيث الجوع في كلِ مدينةْ
و ترى الرُبَّانَ عند المــوجِ تعلوهُ السكينةْ
لا يهابُ البحرَ قد أفنـى به جُلَّ سنيــنهْ
ولهُ قد أنشد الركــابُ لحناً يعشــقونهْ
نــحنُ في أيدِ أمينة نـحنُ في أيدٍ أمينةْ
***
عن سفينِ الخيرِ و الإحسانِ كم يحلو الكلامْ
فعليها ساد بين الركـبِ حـبٌ ووئـامْ
جمعتـهم غايةٌ كبرى و أَهـدافٌ عِـظامْ
حبُّ بذلِ الخيرِ للملهوفِ من كلِ الأنـامْ
ليس يؤذي عيـشَهُم إلا ينابيعُ السِـمامْ
سكنوا في القاعِ قصـداً في دياجيرِ الظلامْ
يقرضون الحبل سراً و يعيثوا في الطعـامْ
لا يُراعون جِواراً أَو عهوداً أو ذِمـــامْ

***
ذاتَ يومٍ طافَ حوتُ البحرِ ذو النابِ الطريرْ
فرأى المرْكَبَ يـجـري وبهِ صـيدٌ وفـيرْ
فدنا كي يــسبرَ الأغـــوارَ فالأمرُ مُثيرْ
فرأى الجرذَ صباحاً يسْـرِقُ الجبنَ الكثــيرْ
قال مهلاً يا صديقَ العمرِ ذا الشأنِ الخطـيرْ
كم تُـقاسي من عذابٍ أَيها الحـرُّ الصـبورْ
ليس عدلاً أن تُرى اليـوم ذليلاً و حقــيرْ
إنـما الإنـصافُ أنْ تحـيا بـعزٍ كالأمـيرْ
***
أَنصتَ الجرذُ إلى الحوتِ ببِشْرٍ و انشراحْ
و سرى في القلبِ حبٌ وسرورٌ و ارتياحْ
قال مهلاً يا صديقَ العمرِ أَلهبتَ الجراحْ
هل عساك اليوم تهديني سبيلاً للفـلاحْ؟
فأَجاب الحوتُ قد بانتْ أَماراتُ النجاحْ
و أَرى في الأُفْقِ يا صاحِ تباشيرَ الصباحْ
فاسمعِ اليومَ حديثاً يشبه الماءَ الــقَراحْ
لا يُنالُ العزُّ إلاّ تحت راياتِ الكــفاحْ
***
أَطرقَ الجرذُ إلى الأرضِ ومنه الفكرُ حارْ
وسؤالٌ يشغلُ الذهنَ حقيقٌ أَن يُثــارْ
ما هو المطلوب منَّا الآن يا شيخَ البحـارْ
كي يذوق الجرذُ بعد الذلِّ طعمَ الانتصارْ
ضحك الحوتُ و قال الأمرُ سهلٌ، فالبدارْ
فإذا ما الليـلُ أرخى بدَياجِيه الســتارْ
و من الآفاقِ قد زالت علاماتُ الـنهارْ
فازعموا أن حريقاً شبَّ في ذاتِ الدِّسارْ
و اثقبوا الألواحَ كيما تطفئُ الأمـواجُ نارْ
عندها سوف يرى الأعداءُ آثارَ الدمـارْ
و إلى البحرِ سيمضونَ صغاراً و الكبـارْ
و بهِ سوف يكونُ الثأرُ للحوتِ شعــارْ
بعدها يا سيدَ الجرذانِ تَجنون الثــمارْ
و سنشدو حينها لحنَ نشيدِ الانــتصارْ
***
فرحَ الجرذُ و دمعٌ فاض من بين المُقـلْ
و خيالُ النصرِ قد أَذكى به روحَ البطلْ
أيها الحوتُ سلاماً عشت يا رمزَ الأملْ
ومضى للصحبِ يحدوهم إلى تركِ الكسلْ
و استخف القومَ فانحازوا جميعاً للعمـلْ
يثقبون اللوحَ من غيرِ توانٍ أو ملــلْ
ليس فيهِم واحدٌ يوماً لأمرٍ قد عقــلْ
جمعوا لؤماً و حقداً وغباءً و خطــلْ
فنسُوا أن يحسنوا التفكيرَ في الأمرِ الجللْ
***

عمروعبده 25-02-2011 07:47 AM

ورد في الأغاني أن ابنة عم الفرزدق ، النوار ، خطبها رجل ، فطلبت من الفرزدق - ابن عمها أن يكون وليّها ، فطلب منها أن تُشهد الناس أنّه وليُّها ، فوافقت وأشهدَتهم أنّه وليّها ، فقال : " اشهدوا أنني زوجت النوار من نفسي ، " فغضبت النوار ، وهربت منه إلى الزبير ، وكان واليا على الحجاز والعراق ، واستجارت به فاحتال الفرزدق حتى أعادها ، وتزوّجها ، ويبدو أنّه لم يسعد معها ، فقد تزوّج عليها امرأتين ، وتزايد نشوزها إلى أن طلقها ، وكانت امرأة ذات دين وخلق ساهما في ابتعادها عنه – فقد عُرف عنه التهاون فيهما - ويظهر أنها كانت تتعالى عليه، وهي عنده ، و عندما هربت منه ، ثم عندما طلّقها وندم ندما شديداً، فأنشد :
ندمت ندامة الكسعيّ لمّـا *** غدَتْ مني مطلقةً نوارُ
لن أتحدث عن نوار فقصتها معروفة لكنني أقف على مقدمة القصيدة الغريبة التي لم يعتد النقاد على مثلها ، هذه المقدمة كانت في تصوير الفرزدق موقفاً لم يكن يريده - ولربما اصطنعه لأمر في نفسه - حينما فرض أحد الذئاب الجائعة نفسه عليه يريد التهامه أو مشاركته في الشواء الذي جذبته رائحته من بعيد ، وساعد على ذلك نار الشواء في هذا البرية الصحراوية المظلمة .
ولعله – إن تقرأِ القصيدة - يريد أن يقول : إن النوار والذئب كانا من أهل الغدر ، فقد فتح قلبه لهما ، فكانا غادرين لم يرعيا عهده .

وسواء كانت قصته مع الذئب حقيقية أم غير ذلك – من بنات خياله – فقد كانت رائعة ذات صور تقليدية ، وذات صور مرسومة ممتدة تعتمد على ( الكلمات واللون والصوت والرائحة )
الأبيات :

وأطلس عسال وما كان صاحبا *** دعـَوت بنـاري مـَوهِـنا فأتـاني
فلما دنـا قلت ادن ،دونـك ، إنّني *** وإيـاك في زادي لـمشـتـركـان
فـَبـِتّ أقـُدّ الـزاد بـيـني وبـيـنــه *** على ضَـوء نـارٍ مـرّة ودخـان
فقـُلـت لـه لـمّـا تكشّـر ضاحكـا *** وقائـم سـيـفي من يدي بمكـان
تعـشّ فإن عاهدتني لا تخـونني *** نكن مثل من يا ذئب يصطحبان
وأنت امرؤ يا ذئب والغدر كنتما *** أخـَيـّيـْن كـانـا أرضِعـا بـِلـَبـان
ولو غيـْرَنـا نبّهـتَ تلتمس القـِرى *** أتـاك بسـهـم أو شـَبـاة سـِـنـان
وكلّ رفيـقـَي كلّ رحل وإن هما *** تعـاطى القنـا قوماهما أخـَوان
وإنـا لـَتـَرعى الـوحـشُ آمنـةً بنا *** ويرهبنا – إن نغضبِ- الثقلان
فالذئب : أطلس اللون ( فيه غبرة إلى السواد ) أتاه يعسل ( يسرع بمشية مطّربة) وهذه مشية الراغب في الحصول على شيء يريده متلهفاً إليه .
والفرزدق في أخرة من الليل وهدْأة فيه أشعل النار ليأنس في هذا الليل الهادئ البهيم ويرى ما حوله خشية أن ينقض عليه وحش أو هامة ، وشغل نفسه بالشواء ، أو بغيره ، فالزاد يُطلق على ما يتزود به المسافر أيّاً كان .
ولم يكن الفرزدق يرغب في رؤية هذا الذئب الذي دعته النار ورائحة الطعام إليه ، ولكنه بإشعال النار كانت الدعوة ، وما كل من أوقد النار رغب بالضيف . والدليل على أنه لم يرغب فيه قولـُه : دعوتُ . ولم يقل : دعوته .- دون النظر إلى وزن البيت - لكنه فوجئ به يعسل باتجاهه . لقد أجاب الذئب دعوته مسرعاً ، وكان يودّ لو كان المجيب غزالاً أو حيواناً أليفاً يأنس كل منهما للآخر في هذه الفلاة القفر .

لقد كان الفرزدق خائفاً ، ولو ادّعى الشجاعة والبطولة . لقد كشف نفسه من حيث كان يريد أن يمتدحها لعوامل عدة ، منها :

1- أنه قال للذئب :( ادنُ )، ولن يحتاج الذئب لسماح الفرزدق له بالدنوّ ، ولكنّه إثبات للذات وسبيل للتحدي .
2- لقد قال له متحفزاً للدفاع عن نفسه بعد أن اقترب أكثر : (دونك ) إياك أن تقترب أكثر من هذا .
3- اضطراره مشاركته في زاده ، فهو ابتداء لم يدْعه ، ولكنْ لا بد مما ليس منه بُدّ ، فالذئب جائع وقد أسرع إليه ودنا منه يريد أن يأكل الشاعر ، فإن لم يستطع فما يقدمه الشاعر له .
4- قال : ( في زادي ) فالزاد للشاعر وهو في الظاهر يكرمه إلا أنه مضطر أن يشاركه فيه ولو كان زاده ، وكان أولى أن يقول ( في الزاد ) بغض الطرف عن وزن البيت ، فنحن نغوص في نفسية الشاعر ونقرأ ما وراء السطور .
5- ثم قوله ( إنني وإياك) وكان المختصر المفيد أن يقول ( إننا )
6- التوكيد المتكرر في قوله (إنّ مع الضمير المتصل ، ثم الضمير المتصل المنصوب : إياك ، ثم اللام المزحلقة في : لمشتركان ) حديث مستفيض يريد أن يملأ الوقت ويسمع الذئب صوته القوي فيبعده .. وكثيراً ما نرى الخائف في الليل أو في مكان موحش يكلم نفسه بصوت عال يواري به خوفه ، ويسرّي عن نفسه .
7- وتصور معي الفرق بين ( أقدّ الزاد ) و( أقطّ الزاد ) فالقدّ بالدال أقوى من القَطّ ويحتاج إلى عزم أشد وتلويح بالقوة أكبر .
8- ويستر خوفه بصوت ( القدّ) يري الذئب – على ضوء النار تارة وضوء الدخان تارة أخرى – عملية ال( القدّ ) هذه ( يعتمد على الصوت واللون ) في إبعاد الذئب عن الوثب نحوه .
9- لا شك أن الحريص على حياته أمام الذئب يظل ممسكاً بقوة بمقبض سيفه ، ولكن حينما تدعو أحدهم إلى طعامك ، ويظل مكشراً يبغي المزيد أو الوثوب عليك تطرده وتمتنع عن الاستمرار بإطعامه ... أما أن تقول له بعد كل ما قدمتَه – غير عابئ بك – يضحك منك مكشراً ( تعشّ) فهذا استجداء للأمان مغلف بالخوف والرغبة بالسلامة في أدنى صورها .
10- وبعد كل هذا يطلب إليه العهد بالأمان وعدم الخيانة ( فإن عاهدتني لا تخونني )
11- كما أن الخوف ظاهر بوضوح في تكرار كلمة ( يا ذئب ) . فكيف يطلب الصحبة والعهد من غدار؟ بل إن الذئب أُشرب الغدر فكان صفة ملازمة فيه ! ومع ذلك فهو يريده أخاً وصفياً فالذئب عند الشاعر ( امرؤ) وإنسان سوي يمكن معاهدته !:
وكلّ رفيـقـَي كلّ رحل وأن هما *** تعـاطى القنـا قوماهما أخـَوان
ونعتقد أن الشاعر تأثر لغدر نوار إياه – كما يرى - فغلف غدرها بقصة الذئب .
أرغب إلى الدارسين –إن أحبوا أن يقارنوا بين الغدرين أن يعودوا إلى قصيدة الشاعر فهي معاناة إنسانية تستحق الوقوف عنها على الرغم مما استنبطته من موقفه والذئب ، فمهمتنا – معشر النقاد – أن نجلو المواقف ونترك للآخرين أن يحكموا دون أن نفرض عليهم ما نريد .



الفرزدق والذئب

دكتور عثمان قدري مكانسي

عمروعبده 25-02-2011 07:49 AM

يوم الحشر

الدكتور عثمان قدري مكانسي

ويوم الحشر من سود الليالي *** تضعضعَ فيه دجالُ المقال
يُرى كالذرّ مرذولاً قميئاً *** وقد كان "المكرَّم " في الرجال!
يعيث تجبتّراً ، ويتيه كِبراً *** فصار إلى صغار في المآل
ويمقته المليك فلا نجاح *** وخسران النفوس بلا جدال
ويلقى في الجحيم على قفاه *** ولا أحد بتوبته!! يبالي
وما الجدوى لإيمان إذا لم *** يكن تقواه في دنيا الفعال
فإن الفعل في الأولى سبيل *** إلى غرف المكارم والنوال
ووجه المسلم المرضيّ نور *** فكان الشمسَ من حسنٍ تلالي
وفي يمناه أوراق حسانٌ *** تؤهله إلى نيل المعالي
وتدخله جنان الخلد يسعى *** إلى الحور الحسان إلى الجمال
فما من عاقل يرضى زوالاً *** بباقية ! فذاك من المحال
ومن يشري خلوداً من فناء *** لعمر الله ، ذاك من الخبال
*******
فثبتني على الإيمان ربي *** وفي قبري على رد السؤال
وبين يديك فارحمني ؛إلهي *** وتحت العرش في فيء الظلال
وجوّزني الصراط كلمح طرف *** وأدخلني الجنان مع الغوالي
بصحبة سيّدي خير البرايا *** فهل ترأف يا ربي بحالي ؟


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 01:32 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.