بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   القسم الأدبى (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=28)
-   -   من واقع الحياة (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=253476)

المفكرة 07-12-2010 03:29 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأستاذة نغم محمد (المشاركة 2895096)
اللهم نسألك الصحة والعافية

أدعو الله سبحانه وتعالى أن تكون سنة مباركة على المسلمين وأن يمن عليهم بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام.
اللهم اجعل هذا العام الهجري الجديد عام عزة ونصرة للإسلام والمسلمين.
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
كل عام وانت بالف خير
عام سعيد

اللهم آميــــــــــــــن.

المفكرة 07-12-2010 03:33 PM

جاءني برايان سادلر أحد المتطوعين الذين يعملون لجمع تبرعات مالية للمستشفى و سألني،"هل حقاً ما سمعته عن رغبتك في إدخال كريج موسوعة جينيس؟"قلت،"أجل إنني أحاول في الأمر." قال،"إن الرقم المسجل حالياً أكثر من مليون." قلت،"لقد استلمت أكثر من 3000 كارت فقط، لن أستطيع تحقيق الرقم." قال برايان،" بل تستطيعين،فبوسعنا أن نعمل حملة للدعاية نناشد فيها الناس إرسال الكروت لكريج و هذا سيكون لصالح المستشفى إذ من المؤكد أن يتعرف عليه الناس و يتبرعوا لصالحه، لكنني لا أريد إرغامك على ذلك.” قلت،" أخبرني ما يتوجب علي فعله."
في اليوم التالي أجرى بعض مراسلوا الصحف مقابلة مع كريج و معي و ناشدوا الناس إرسال كروت لنا لكسر الرقم القياسي كما وضع التلفزيون عنواننا في أحد برامجه. بعد اسبوع استلمنا 200 كارت مما أضحك كريج. و بعدها جاءني تشارلي كنج مدير وحدة توزيع في مصلحة البريد يعرض مساندة البريد لنا في التوزيع و العد و تسجيل الرقم.
سألته،"ماذا أفعل بعد تسجيل الرقم؟" قال،"بيعيها لشركة تصنيع الورق و يذهب المال لصالح مرضى السرطان." وصلنا طوفان من الكروت، حوالي 10،000 كارت يومياً. سمح لنا القسيس باستخدام قاعة الكنيسة لعد الكروت فكان 200 شخص من الجيران و الأقارب يجتمعون فيها كل ثلاثاء يعدون الكروت. و قد أسعدتنا الكروت فكلها تحمل دعوات أصحابها بالشفاء لإبني. و قد نظّم كنج التسليم و العد باتقان شديد. و كنا نعد 50 ألف كارت في كل اجتماع تقريباً. أجرى التلفزيون المزيد من المقابلات مع كريج الذي أسعده الأمر و بدا واثقاً من نفسه و هو يتلو الأرقام من ذاكرته.
تراجع السرطان الذي في نخاعه الشوكي فعزوت ذلك لتأثير الكروت في إسعاده. ثم وصلنا نبأ مزعج من مؤسسة جينيس التي قالت أنها قررت إلغاء هذا الرقم من موسوعتها. لكنني قررت الإستمرار حتى نحطم الرقم و حتى يتعافى ابني و عندما عرف الناس قرار جينيس أرسلوا آلاف الرسائل التي تدعونا للإستمرار.
وصلتنا كروت من مشاهير مثل الرئيس الأمريكي و الروسي. أرسل آخرين خطابات يقولون أن شجاعة كريج قد ألهمتهم القوة. ثم ازداد عد الكروت فأخذنا نعقد 3 اجتماعات اسبوعياً لعدها.
**********
هل يدخل الفتى موسوعة جينيس
أم
يدمر السرطان الحياة في جسده؟
أخبركم عم قريب بإذن الله.

المفكرة 08-12-2010 07:50 PM

في منتصف نوفمبر تجاوزنا المليون و قد صعد تشارلي لمنصة الكنيسة و أمسك الميكروفون و أعلن الخبر فضجت القاعة بالتصفيق. و أخذ الجميع يغنون في مرح. في اليوم التالي اتصلت بنا مندوبة من جينيس و أخبرتنا أن الرقم سيتم تسجيله في منتصف مايو فسعد كريج بذلك جداً. و عند موعد تسجيل الرقم كنا قد تجاوزنا 16،250 مليون كارت و لاتزال تنصب علينا المزيد منها. احتفت وسائل الإعلام بكريج احتفاءها بنجوم الغناء. لكن حالة كريج ساءت في الصيف و لم يعد بوسعه المشي. استدعتني الطبيبة ماريون و قالت لي،"إن هذا الورم غير عادي و هو يزداد سوءاً." فسألتها،" متى سيموت؟" فقالت،" إنها لا تستطيع التنبؤ." أخذت أبكي طول الليل و أنا أدعو الرب أن يشفي ابني. ثم حاولت أن لا أفكر في الأمر و قررت أن أقرأ أحد هذه الكروت لعلها تواسيني.
كان هناك الأكوام منها تملأ البيت في أكياس. اخترت واحداً منها و فتحته، كانت رسالة من دكتور كاسل من جامعة فيرجينيا للطب بالولايات المتحدة، وصلتنا من 6 أسابيع و قرأت الآتي،"أكتب بالنيابة عن جون كلوج و هو أغنى رجل في أمريكا. و قد جاءني اليوم عندما سمع قصة كريج و طلب مني أن أقّيم حالته و أرى إن كان بإمكاني علاجه. لقد حاولنا الإتصال بك فلم نتمكن من ذلك. برجاء الإتصال بنا. دكتور نيل كاسل:نائب مدير الجامعة"
أخذت نفساً عميقاً و شعرت بطمأنينة، لقد استجاب الرب لدعائي.
سافرنا إلى فيرجينيا بالولايات المتحدة و قابلنا دكتور كاسل و هو في الأربعينات من عمره. قال الطبيب،"إن لديه جهاز جديد يدعى سكين أشعة جاما يدمر الورم و سيرى إن كان بالإمكان استخدامه مع كريج." بعد أن رأى الطبيب الأشعة قال،" إن الورم كبير و لا يمكن استخدام التقنية الجديدة معه." قلت،"أليس بوسعك أن تفعل أي شئ." قال متردداً،" بوسعي أن أجري جراحة لإستئصال نصف الورم ثم أدمر الباقي بالأشعة. لكن الورم في مكان صعب و يمكن أن يموت أثناء الجراحة." سألت الطبيب،" هل لديك أبناء." فقال،"لدي 3 بنات." قلت،"لو أن إحداهن أصيبت بهذا الورم ، هل كنت تجري لها الجراحة." قال الطبيب،" إن هذا قرار صعب، وحدك أنت و كريج تقرران إجراء الجراحة أم لا. عودى لبلدك و اقضي عيد الكريسماس معهم و استشيري عائلتك و إن كنت عازمة على إجراء الجراحة فأنا مستعد لذلك."
عدنا لإنجلترا و ترددت في إجراء الجراحة فقد أردت أن أجنب ابني المزيد من الآلام.و أخذت أصلي و أدعو لأجل اتخاذ القرار السليم. أما كريج فقد كان واثقاً في قدرة دكتور كاسل على علاجه و قال لي،" لا تقلقي يا أمي فلن أموت." قلت،"ربما تصاب بالشلل بسبب الجراحة فهل ستلومني حينها على ذلك." قال،" لا سألوم المرض. أنا أرغب في إجراء الجراحة." كانت أعياد الميلاد حزينة، إذ ازداد كريج سوءاً. و في نهاية فبراير شكا من فقدان الإحساس في جانب وجهه الأيسر. عندها اتصلت بدكتور كاسل وقلت،" إننا مستعدون لإجراء الجراحة."
نظر الطبيب للأشعة المقطعية للمخ و قال،" أمام ابنك فرصة نجاة 20% فقد انتشر السرطان بشدة." قلت،"إن ابني يثق بك و يريد إجراء الجراحة." قال كاسل،"ليتني أشعر بنفس هذه الثقة." بعد بضع ساعات استدعاني الطبيب ثانية و قال،" لقد حددت موعداً للعملية صباح الغد فالأمر عاجل جداً. سأستقطع 50% من الورم ثم أدمر الباقي بالأشعة." كانت روح كريج مرتفعة قبل العملية و وعدني بأن يهزم المرض. و كانت شجاعته مثار إعجاب الجميع.
بدأت العملية في السابعة و النصف صباحاً و انتهت في الثالثة ظهراً. جاء الطبيب مبتسماً و قال،" لقد استقطعت أكثر من90% من الورم، و سأخبرك بأخبار أفضل بعد يومين." دخلت على ابني بعد العملية و أخذت أهمس له فسألتني الممرضة لماذا تهمسين ؟
فقلت ،" كي لا أزيد آلامه." قالت الممرضة،" لقد أزلنا مصدر الألم فتحدثي بصوت مرتفع." لمست يديه فإذا هما دافئتان. فحمدت الرب. جاء الطبيب بعد يومين و قال،" جاء تقرير المعمل مؤكداً ظني. لقد تغيرت طبيعة الورم فلم يعد سرطاناً ينمو و ال10% الباقية خاملة لا تنمو. لقد نجا ابنك و أمامه حياة طويلة و ناجحة."
*******
هذا ليس آخر القصة!

الأستاذة ام فيصل 09-12-2010 11:48 PM

يالها من قصة رائعة تحمل بين طياتها كثيرا من المعاني الجميلة
شكرا لك عزيزتي المفكره يارب ارحمنا وادخل الرحمة في قلوب البشر

المفكرة 10-12-2010 05:44 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأستاذة نغم محمد (المشاركة 2906102)
يالها من قصة رائعة تحمل بين طياتها كثيرا من المعاني الجميلة
شكرا لك عزيزتي المفكره يارب ارحمنا وادخل الرحمة في قلوب البشر


نغم الصدق و الصداقة الحنون بارك الله كلماتك الطيبة و أدام ذلك المرور الرقيق نواحي.
اللهم ارحمنا رحمة تغنينا بها عن رحمة من سواك. اللهم آمين ، اللهم هذا لي و لوالدي وأهلي و نغم و صالح المسلمين.
لأكمل القصة كي يتضح المعنى. و لكل من رأوا من الحياة سطرا أو بعض سطر، طالعوا من مرت بهم عدة صفحات من ألوان الحياة ، عسى أن يستقر المعنى كاملا في قلوبكم فتنهض فيكم إرادة الفعل.

المفكرة 13-12-2010 08:23 PM

هائم في المحيط
طفا الغواص على سطح المياه ليرى قاربه يرحل للتو
تطلّع دان كارلوك لهذه الرحلة مع شركة مغامرات المحيط للغوص. دان مهندس يعمل في شركة لصناعة الطائرات و أنظمة الفضاء و هذه فرصته للهروب من ضغوط العمل الهائلة. صعد دان على متن السفينة "صن دايفر" في فجر الأحد يوم 24 من إبريل 2004، و بدأ الضباب يغطي البحر بغطاء رمادي. يوجد على متن السفينة 17 غواصاً جاءوا للاستمتاع بجمال المياه و مناظر المحيط الأخاذة، يصحبهم 3 من الغواصين المحترفين لتفادي أي حوادث. وصلت السفينة إلى أول موقع للغطس بعد ساعة من الإبحار. يوجد هذا الموقع أسفل حفّار البترول الضخم "إيروكا". تلقى دان تدريباً مسبقاً على كيفية الغوص و لديه شهادة تثبت ذلك. و قد وضع معداته التي تشمل كاميرا و لوحاً و قلم رصاص لتسجيل الملاحظات و صفارة و أنبوبة ملّونة يمكن نفخها لإستخدامها كعوّامة و علامة على مكان صاحبها.
على بعد 30 كيلومتراً، رست سفينة "أرجس" و انطلق 17 صبياً من أعضاء الكشافة يمرحون في جزيرة "كتالانيا". قام الأولاد بتسلق صاري السفينة التي يبلغ عمرها قرناً من الزمان. كما تسلقوا حبالها ثم قفزوا في البحر حيث سبحوا في مياهه الداكنة. أسقط الربان آل سوركين دمية تمثل رجل في المياه و طلب من الأولاد تتبعه بأنظارهم و الإشارة إلى مكانه حتى يمكن انقاذه و هو تدريب روتيني يجريه الأولاد ليساعدهم لإنقاذ غريق حقيقي. فشل الكشافة في تتبع الدمية و عجزوا عن تحديد مكانها فزمجر الكابتن الذي يبدو كقرصان حقيقي," لو كان هذا أحدكم لما استطعنا انقاذه."
كان دان كارلوك في أول مجموعة تقوم بالغوص، كان التيار قوياً و احتاج الوصول لمنصة الحفار للسباحة بقوة، عندما وصل الغواصون الأربعة للحفّار، كان عليهم أن يبقوا سوياً و يغوصوا تحت الحفّار و حين يعودون للسطح، كان عليهم أن يبقوا بالقرب من أعمدة الحفار حتى لا يجرفهم التيار. كانت الساعة 8:45 صباحاً عندما اختفى الغواصون في المياه المظلمة.
يبلغ كابتن سفينة الأرجوس (التي تقل الكشافة) 72 عاماً قضى منها 25 عام في قيادة هذه السفينة الأثرية. و هو يعلم أن طريق العودة للميناء يعترض طريق البواخر التجارية الكبيرة. و لولا الضباب الكثيف لكان الأمر سهلاً. لكن الأرجوس مصنوعة من الخشب مما يجعل الرادار لا ينعكس عن سطحها بشكل جيد لذلك فقد لا تراها البواخر. بينما البواخر الحديثة مصنوعة من المعدن أو البلاستيك.
بعد الغوص لمسافة 10 أمتار، شعر دان بالضغط يسد أذنيه فتوقف قليلاً ريثما يخف الضغط، بينما واصل الغواصون الثلاثة، بوسعه أن يلحقهم بتتبع الفقاعات، لكن دان فوجئ باختفاء الفقاعات الصادرة عن الغواصين عندما تابع الغوص. على بعد 30 متر من السطح قرر دان العودة للسطح و انتظارهم هناك. صعد 5 أمتار ثم توقف 3 دقائق ليعّود جسمه على الضغط الجديد، و هذه هي الطريقة السليمة للصعود من انخفاض كبير إلى السطح. واصل دان الصعود على هذا النحو حتى وصل السطح و عندها لم يجد سوى الضباب. حتى وضعه بالنسبة للحفار اختلف، يبدو أن التيار قد سحبه بعيداً. سمع دان صوت القارب يخفت حتى اختفى الصوت تماماً.
في الساعة العاشرة صباحاً، على متن سفينة الكشافة أرجوس، ظهرت بقعة دائرية على شاشة الرادار، قال الكابتن," إنها سفينة بضائع." أبطأ الكابتن حركة السفينة و لم يستطع الكشافة رؤية شئ خلال الضباب الكثيف، لكن صوت انذار الضباب كان عالياً.
نفخ دان صافرته لينادي السفينة أو رفاقه، لكن صوت البوق الذي يحذّر من الضباب على متن الحفّار كان عالياً بحيث غطّى على صوت صافرته. حين اختفى صوت القارب أدرك دان أنهم تركوه و اتجهوا لموقع الغوص التالي.
زاك البالغ من العمر 15 عاماً أحد أعضاء فريق الكشافة و كان مغرماً بالماء منذ صغره. أخذ زاك منظاراً مكبّراً و أخذ يراقب سطح البحر، إذ أن الكابتن توقف عن الإبحار ريثما تمر السفينيتان التجاريتان اللتان رأهما على شاشة الرادار. ثم قرر أن يغير مساره فانطلق بميل 45° غرباً.
حتى مع ارتدائه لبدلة غوص، فإن درجة حرارة جسم دان بدأت في الانخفاض، إذ أن حرارة الماء تقارب الصفر، ألقى دان ثقل الغوص في الماء كي يطفو و نفخ سترة النجاة و الأنبوبة الملونة التي تدل عليه و تساعده على الطفو. لكن ساقاه و ذراعاه بدأت تضعف.
أخذ فكر دان المنظم يعمل، أخذ الكاميرا و صوّر موقعه و صوّر نفسه و أخذ يسجل ملاحظات بالقلم على اللوح الذي يحمله إذ أنه قرر أن يسجل ما يحدث حتى لو استلمه من يجد جثته.
أخذ دان يفكر و أخذ يسائل نفسه أسئلة ماذا يحدث إذا...؟ ماذا يحدث إذا مت؟ هل ت*** الصدمة والداي؟ ماذا لو هبطت حرارة جسمي ؟ و ماذا لو بقيت هنا حتى الليل موعد خروج أسماك القرش للصيد؟ استلقى دان على ظهره و أخذ يدعو.
تلقى خفر السواحل في لوس أنجلس أول بلاغ عن غياب دان في الثانية عشر ظهراً. خلال 5 دقائق، أرسل الخفر بياناً بأوصاف دان لكل السفن في المنطقة. و انطلقت أحد سفنهم للقاء السفينة صن دايفر للبحث عن الغواص المفقود، كما انطلقت طائرة هيليكوبتر للبحث عنه و إلقاء طوافة إذا وجدته.
لكن دان لم يعتبر مفقوداً إلا عندما خرج الغواصون من موقع الغوص الثاني، لذلك فإن الجميع كانوا يبحثون عنه في الموقع الخاطئ، على بعد حوالي 16 كيلومتراً.
بقي دان ثلاث ساعات في الماء و شعر بالإرهاق الشديد و صارت دعواته أكثر إلحاحاً," يا رب ابعث لي ملاكاً يحرسني و أخبر الكابتن بمكاني." أخذ الضباب ينقشع رويداً، و رأى دان بعض الطيور تحلق فوقه فتساءل," هل يحرسونني؟" رأى دان أيضاً بعض الطحالب و الأخشاب الطافية فاستنتج أن اليابسة قريبة. ليبعد دان الفزع عن عقله، أخذ يخاطب نفسه," لمدة العشر ثواني القادمة، أنا لازلت على قيد الحياة و على ما يرام."
الثانية عشر و النصف، و زاك فتى الكشافة ينظر في نظاراته المُكبرة و يخبر أحد الملاحين عما يراه ليساعده في الإبحار، و إذا بزاك يلمح شخصاً يطفو، صرخ الفتى,"رجل هائم في البحر." فتحلق أصحابه حوله ينظرون في النظارة المكبرة. ثم جاء ربان السفينة و أخذ المنظار و نظر فرأى دان، لكنه حسبه جثة هامدة. و إذ تحرك دان و حرّك ذراعيه أدرك الربان أن الرجل لايزال حياً. التقط الكابتن جهاز الراديو و أرسل رسالة أنه وجد رجلاً حياً هائماً في البحر.
رأى دان سفينة تقترب منه، لكنها بدت كسفينة من كتاب للحكايات، ضخمة و لها سارية طويلة و أشرعة من القماش.فكر دان, أجل إنها حقيقية، هل سيرونني؟ صفّر و أخذ يحرك ذراعيه الواهنتين. أرسل الكابتن أحد الكشافة و بحاراً في قارب صغير ذى موتور لإنتشال دان. حيث سحباه إلى القارب لوهنه الشديد ثم اتجها إلى السفينة أرجوس. أخلعه الكشافة سترته و لفوه ببطانية. كان دان مستنفذ القوى، لكن تصريف القدر وتصرفه السليم و دعاؤه الحار أبقوه على قيد الحياة.
قام حرس السواحل بالتحقيق فيما حدث لدان و قد قال كابتن السفينة صن دايفر أنهم قاموا بعدّ الغواصين حين صعدوا من موقع الغوص الأول و وجدوا العدد كاملاً، كما أنهم نادوا أسماء كل الغواصين و سمعوا رداً حين نادوا اسم دان. لكن حرس السواحل اتهم صن دايفر بالإهمال و تم توقيف السفينة شهراً.
استعاد دان صحته، لكنه لم يقرب الماء ثانية، إذ فارقته روح المغامرة.


المفكرة 14-12-2010 06:17 PM

قصص من واقع الحياة.
دراما لا تصدق في غرفة الطوارئ.
حينما واجهته إصابة خطيرة في رأس مراهق، نفّذ الجرّاح كيرتس ديكمان علاجاً جرئيأً.
كان ماركوس بارا 17 عاماً يشعر بالملل في صيف 2002 فخرج مع أصحابه في نزهة بالسيارة. أوقف بارا السيارة عند إشارة المرور و إذا بسيارة يقودها سائق مخمور تصطدم بجنب سيارته بسرعة 60 كم في الساعة من ناحية بارا. أخرج رجال الإسعاف بارا من السيارة. الأربطة التي تصل جمجمة بارا بالعمود الفقاري تقطعت من الصدمة فانفصلت جمجمته عن عموده الفقاري، فقط العضلات تربط الرأس بالجسم و أي حركة بسيطة قد تصيبه بالشلل أو ت***ه. و بالرغم من ذلك لم يكن بارا ينزف و لم تكن به جروح سطحية و لم يكن يدرك حجم إصابته.
اتخذ رجال الإسعاف خطوة حاسمة حين قرروا نقل بارا إلى مركز طوارئ سانت جوزيف و هو أحد ثلاث مراكز للطوارئ قريبة من مكان الحادث.تم الإتصال بجراح الأعصاب كيرتس ديكمان بعد منتصف الليل فحضر و اطلع على الأشعة الخاصة ببارا التي أكدت انفصال الجمجمة عن الجسم.
يبلغ ديكمان من العمر 43 عاماً و يدير مركزاً لأبحاث الأعصاب ذا شهرة عالمية. قضى ديكمان و زميله فرناندو جونزالز العامان الماضيان في اختبار طريقة جديدة لعلاج الحالات المشابهة لحالة بارا. و قد أتما للتو مقالاً و بحثاُ للأسلوب الجديد لعرضه على العالم.
كانت الطريقة بسيطة و جريئة، بدلاً من العملية التقليدية التي تثّبت الجمجمة في العمود الفقاري بخطاطيف و مسامير و أسلاك متعددة يكتفي جونزالز و ديكمان بمسمارين من معدن التيتانيوم، طول كل منهما 2,5 سم.
تتزن الرأس على الفقرتين الأولى و الثانية من العمود الفقاري مما يسمح بحركة الرأس من الجانب إلى الجانب و من فوق إلى أسفل. الجراحة التقليدية تؤدي إلى التحام الفقرة الأولى و الثانية فلا يستطيع المريض أن يحرك رأسه يميناً و يساراً بعد العملية.أما الطريقة الجديدة فتصل الجمجمة بالفقرة الأولى فقط فيستطيع المريض تحريك رأسه بعد العملية و يفقد فقط 5% من مدى الحركة الأصلي.
لهذه العملية مخاطر، إذ أن الأوعية الدموية تتعرج مثل الثعبان في العمود الفقاري وصولاً إلى المخ لتغذيه بالدماء.وضع المسمار بشكل خاطئ يمكن أن يضغط على هذه الأوعية مسبباً الشلل أو الغيبوبة أو جلطة دموية أو حتى الموت.هناك مأخذ آخر على هذه العملية، فقد جرّب الطبيبان طريقتهما على الجثث فقط و لم يجرّباها على مريض حي،إذ أن مصاباً بهذه الحالة عادة ما يموت في مكان الحادث، أربطة الرأس هي أقوى أربطة الجسم و الصدمة التي تقطع هذه الأربطة تكون من القوة بحيث ت*** المصاب. حتى نهاية 1980، كانت وسائل الإسعاف متأخرة فلم ينجو من إصابة خلع الرأس سوى 15 حالة في العالم كله. أما الآن فإن مريضاً كل عام ينجو من الموت و يصل مستشفى سانت جوزيف و لكنه يكون مصاباً بالغيبوبة أو الشلل مما يمنع استخدام طريقة ديكمان الجديدة، أما بارا فقد أصيب بكسر في عظام الحوض و الضلوع لكن عظام الجمجمة و العمود الفقاري لم تتحطم و كذلك الأعصاب بقيت سليمة لم تتقطع.عظام بارا السميكة ميزة أخرى، إذ يعني ذلك إمكانية وضع المسامير بدون قطع الأعصاب أو الأوعية الدموية.
الوقت ضيق و لابد من قرار حاسم و سريع، إذ أن أي حركة ست*** بارا. قرر ديكمان بعد فحص بارا أنه مناسب تماماً للعملية الجديدة و قرّر أن يكون بارا أول من تجرى له العملية. وضعت 6 مسامير معدنية في رأس بارا و تم وصل المسامير بحلقة معدنية حول الرأس لمنع أي حركة للرأس حتى يتم إجراء العملية. لم يشعر بارا بأي ألم و كان منطلقاً كعادته و أخذ يتحدث مع من حوله و يلقي النكات. في اليوم التالي للحادث تم حمله إلى غرفة العمليات و هو لايزال مثبتاً بالحلقة المعدنية، و تم تخديره و وضعه على بطنه، فتح الطبيب الجلد و كشف العضلات حتى وصل إلى سطح الجمجمة و العمود الفقاري، هذه ضربة حظ موفقة أخرى، إذ أن زاوية الكسر تسمح بإدخال المسمارين بشكل مائل بدون إتلاف الأوعية الدموية.حفر ديكمان حفرتين في أول فقرات العنق حتى وصل إلى قاع الجمجمة. بعد ذلك أدخل سلكاً معدنياً استكشافياً ليعرف أين يضع المسامير ثم شدّ عظام الجمجمة و فقرات العنق حتى التصقت ببعضها ثم أدخل المسامير مكان الأسلاك و أزال الأسلاك و أخذ يحكم غلق المسامير ببطء و حرص حتى أمسكت العظام بعضها.أزال الطبيب جزءاً من عظام الحوض و ثبتّها بسلك في المكان الذي تلتقي فيه الجمجمة بالعمود الفقاري.يقول ديكمان ,"المسمار مجرد دعامة، الأهم هو رقعة العظم التى ثبّتها حتى تتشابك مع عظام الجمجمة و تعطي استقراراً على المدى البعيد." استغرقت العملية 3 ساعات و شعر الطبيبان بالإثارة لأنها المرة الأولى التي ينفذان فيها فكرتهما الجديدة. أكّدت الأشعة المقطعية أن المسامير ثابتة في مكانها.
يقول جونزالز ," طريقة الجراحة هي فكرتي لكن شجاعة ديكمان جعلته يجرب شيئاً جديداً. كان ديكمان حذراً و أخذ يتابع حالة بارا على مدى أشهر قبل أن يعتبر أن العملية قد نجحت.
أفاق بارا من العملية على صوت الأطباء و هم يقرصون أصابعه و يسألونه، هل تشعر بهذا؟ هل يمكن أن تحرك ذلك؟ يجب أن تبقى الحلقة المعدنية مثبتة برأسه 3 اشهر و عند إزالتها سيُعرف إن كان بارا سيمشي أم سيصاب بالشلل.لم يكن بارا حزيناً بسبب ما أصابه و كان يرغب في العودة للعمل و النشاط.
بقي بارا حبيس الفراش 3 شهور ثم بدأ يمشي على عكازين ثم عصا فقط. كان من الصعب عليه الإستحمام أو النوم حتى أصابه اليأس. أسوأ اللحظات كانت عند إزالة الحلقة المعدنية. يقول بارا,"كنت أخشى أن تسقط رأسي عن كتفي." و للحظة مالت رأسه للأمام و لكنه رفع ذقنه و ابتسم ابتسامته المميزة.أظهرت الأشعة المقطعية أن رقعة العظم التئمت جيداً.
بعد نجاح عملية بارا أجرى ديكمان مع فريقه عمليتان مماثلتان بنجاح.
هناك نقطة في مؤخرة رأس بارا ليس بها إحساس كما أنه لا يستطيع أن يلف رأسه بشكل كامل إلى الجانبين و لكن ذلك يُعد ثمناً بسيطاً مقابل المنحة التي تلقاها: إنه يخطّط أن يصبح قسيساً في المستقبل. يقول بارا," إنني أشعر بقيمة كل ما لدي لأنني كدت أن أفقده في لحظة لذلك فإنني أهتم أكثر بكل ما حولي و أنا شاكر لفرصة الحياة الجديدة و الناس الذين أحسنوا إلي. كان ينبغي أن أكون ميتاً و لكنني على قيد الحياة."


المفكرة 15-12-2010 10:19 PM

إلى محبي المغامرات :

قصص من واقع الحياة
إنقلاب سفينة.
عندما إنقلب قارب ايزابيل أوستي بعيداً عن الأرض، لم يوجد من ينقذها عدا شخص بمثل جرأتها.

كانت إيزابيل أوستي على متن قاربها الذي يبلغ طوله 20 متراً و يدعى ب- ر- ب في المنطقة المسمّاة الحفرة في المحيط الجنوبي حيث لا تصل طائرات البحث و إلانقاذ. قريباَ من القارة المتجمدة الجنوبية، أبعد ما يكون عن اليابسة عندما هبت رياح ذات ضغط منخفض من الغرب على قارب المرأة الفرنسية ذات الإثنين و الأربعين عاماً.
إيزابيل مشهورة في بلادها مثل نجوم الغناء. كانت تقطع سباقاً حول الدائرة القطبية وحدها في عام 98 يمتد السباق 43200 كيلومتراً حول العالم. قطعت 27200 كيلومتراً في 5 أشهر من مسافة السباق.وصل بها الإرهاق و الخوف مداه.
العاصفة أصابت القارب و قطعته مثل سكيناً حادة و ألقته على جانبه في المياه و قبل أن تخرج من الكابينة لتصحّح وضع القارب أصابت القارب موجة عالية فقلبته إلى أسفل.
هذه رابع مرة تخوض فيها إيزابيل هذا السباق. أكثر من ألف كيلوجرام من الماء يضغط فوق السفينة . المنظر الذي رأته من نافذة الكابينة المغلقة أشعرها بأنها في حوض للأسماك.نظرت أسفلها فرأت الأشرعة تتقطع و السارية تتحطم. تسرب الزيت من المحرك و ملأ القارب فجعل رائحة الكابينة لا تطاق.
قامت إيزابيل بتشغيل إشارة راديو تحدد فيها موقعها من إحداثيات الطول و العرض و ترسل هذا الموقع إلى أي قارب مجاور يمكن أن يستقبله. لا توجد سفن تجارية و لكن ربما يستجيب متسابق آخر لإشارة الإستغاثة.

ترى كيف ستنجو إيزابيل من هذه الورطة المميتة ؟

مرت إيزابيل بظروف صعبة خلال السباقات السابقة، ففي سباق عام 97 اختفى قارب المتسابق الكندي جيري روف في دائرة قطرها 160 كيلومتراً من المكان الذي توجد فيه إيزابيل الآن. لكن روف لم يشّغل الإشارة التي تحدد موقعه و بدونها لا أمل في أن تجده، صارعت إيزابيل أمواجاً بارتفاع 7 طوابق و رياح عاصفة و قامت بالبحث عنه ساعات طويلة. انقلب مركبها 6 مرات خلال البحث و أصابها الإعياء الشديد و لم تعد تميّز السحب من الأمواج وعندها اتصلت بادارة البحث و الإنقاذ الذين أعفوها من متابعة البحث عن روف فعادت إلى مواصلة السباق. تقول إيزابيل ," البحث عن روف كان أصعب ما مر بي في هذا السباق إذ أن حياته كانت معرضة للخطر و لكن لم يكن لدي الموارد التي تمكني من إيجاده فاضطررت للإنسحاب."
عندما التقطت إدارة السباق إشارة الإستغاثة من إيزابيل أرسلتها إلى إثنين من المتسابقين يمران بقرب إيزابيل هما الفرنسي مارك و الإيطالي سولديني و كلاهما على بعد 320 كيلومتراً منها. كان من الضروري الوصول إلى قاربها بسرعة فالعاصفة قادمة بسرعة 40 عقدة وعندها سترتفع الأمواج إلى 8 أمتار. كما أن البحث في الدائرة الواسعة عن القارب ليس سهلاً حيث معظم القارب في الماء و لا يبدو منه إلا قاعه. قال مارك إن قاربه انكسرت ساريته لذلك لن يتمكن من انقاذ إيزابيل. أما سولديني الذي أنفق ملايين الدولارات و 3 سنوات إستعداداً للسباق فلم يتردد و أرسل بريداً الكترونياً يقول لن أدع البحث حتى أجد إيزا.
في ظلام دامس و باستخدام إضاءة كشّاف، حاولت إيزابيل أن تصحح وضع قاربها بواسطة الأجهزة الموجودة بداخله فلم يمكنها ذلك. يوجد فتحة للنجاة من القارب في حالة انقلابه و هذا الباب هو أملها الوحيد إن وجدها أحد. أخذت تقلق من أن يصيب بعض حطام القارب أحد النوافذ فيدخل الماء إلى الكابينة.
سولديني شاب مغامر في 32 من عمره. أثناء سباق عبور المحيط الأطلسي مع أربع من رفاقه انقلب مركبه فيلا في عاصفة هوجاء.عاد القارب إلى وضعه الطبيعي و لكن البحارة غرق في الماء و لم يره أحد .




************************************************** ****************
أبحر سولديني لمدة 12 ساعة في اتجاه ب-ر-ب ثم اعترضته رياح قوية جداً فغيّر مساره و هو على بعد 80 كيلومتراً منها. و حين تغير اتجاه الرياح، قطع 16 كيلومتراً في ساعتين خلال مياه بارتفاع 8 أمتار. كان عليه أن يتمسك جيداً داخل قاربه حتى لا يتم قذفه من القارب بسبب الأمواج. ثم انخفضت سرعة الرياح و تحسن الطقس.وصل سولديني إلى الموقع الذي حددته إيزابيل في استغاثتها و هو موقع تقريبي بحوالي 1،6 كيلومتراً و لأن الرؤية ضعيفة و البحر هائج فإن هذه المسافة واسعة جداً و بدا البحث عن القارب المقلوب مثل البحث عن إبرة في كومة قش. قسّم سولديني البحر إلى شبكة من الإحداثيات و بدأ يبحث بانتظام خلالها. مضت أكثر من ساعة من البحث في المنطقة المتوقعة و لم يجد شيئاً، العاصفة قادمة و ربما يغرق القارب. كان سولديني على وشك أن يغير مساره لمنطقة بحث أخرى عندما رأى القارب لكن بلا أثر للربّان. أمسك مطرقة و ألقاها على القارب. سمعت إيزابيل صوت المطرقة فنظرت خلال باب النجاة و حين رأت سولديني، وضعت سترة النجاة و خرجت من باب النجاة إلى سطح الماء. اقترب سولديني منها و التقطها. ثم أكمل السباق. بدأت العاصفة فجعل سولديني القائد الآلي يتولى مهمة الملاحة، و أخذ يتكلم لساعات مع إيزابيل عن الإبحار. يقول سولديني ،"إنقاذ إيزا أعاد لي التوازن, إذ فقدت حياة خلال الإبحار و أنقذت واحدة.
بعد اسبوعين، وصل المتسابقين إلى الأورجواي في أمريكا الجنوبية،أشعل سولديني شعلات إنارة و أضاء
السفينة كما حلقت فوقه طائرة هيلكوبتر و ألقت بإضاءة قوية على القارب مما أيقظ روح المثابرة و التحمل
في المشجعين و هذه هي أهمية تلك السباقات. في المؤتمر الصحفي الذي تم في اليوم التالي ، سئل سولديني و إيزابيل، لماذا يكرران هذا السباق؟ فبدا حبهما الشديد للإبحار واضحاً. قال سولديني ،" إن هذه اللعبة تجعلني أعرف حدود قوتي الحقيقية. أما إيزابيل فقالت يكفيني هذا السباق أربع مرات و لكن ما يهم هو أنها تمكنت من الإبحار في المحيط الجنوبي العظيم. فعلت ذلك بكل مهارتي و عزيمتي حتى النهاية.

في عام 99، أبحر سولديني في نفس المسار و أكمل سباق حول العالم منفرداً و فاز به إذ قطع المسافة في 116 يوماً و 20 ساعة محطماً الرقم السابق بأربعة أيام و 21 ساعة.

المفكرة 27-12-2010 06:07 PM

الحادثة
ضغط السائق الفرامل، فطار جسد صغير في الهواء، بروك أليسون ذات الأحد عشر ربيعاً لم تستطع الحركة أو التنفس و هنا تبدأ قصتها.
بروك: انقضى صيف 1990،هذا هو اليوم الأول للدراسة، أمي جين تبدأ عملها بتدريس ذوي الإحتياجات الخاصة. عادت أمي للدراسة و حصلت على شهادتها الجامعية و اليوم تستلم العمل و تدرّس الصف السابع (الأول الإعدادي) بمدرسة في نيويورك. والدي موظف و قد أخذ اليوم إجازة كي يشرف على ذهابنا أنا و أختي و أخي للمدرسة. أمي متوترة لأنه أول يوم عمل لها و أول يوم تترك فيها أبناؤها الثلاثة يعتمدوا على أنفسهم.تحب أمي النظام و قد أخذت تكرر مواعيد الباص و المكان الذي سينتظرنا فيه. وضعت أمي ثياب المدرسة على السرير قبل أن تنزل و قالت لا تنسي كراساتك و جدولك و تذكري أن تسألي عن دروس آلة التشيلو كي توفقّي بينها و بين الدراسة. و تذكري كل ما سيمر بك اليوم كي تحكيه لي. كنت على وشك أن أبدأ عامي السابع بالمدرسة. قلت: سأعتني بكل ذلك.كانتلدينا متاعبنا المالية، فوظيفة والدي آمنة لكن أجرها منخفض. و قد أردنا شراء سيارة جديدة فقررّت أمي العمل لزيادة دخلنا.
قال والدي,"تبدين رائعة، هيا نذهب، هل أرافقك إلى محطة الباص أم تذهبين بنفسك؟" قلت,"تعالى معي." تشابكت أيدينا و تحدثنا. و لو علمت بما سيحدث لما تركت يده أبداً.
جين: بالرغم من تخوفي من ترك الأطفال فإنني استطعت السيطرة على مشاعري و الإهتمام بعملي. كنت قد عدت من تناول طعام الغذاء عندما نادتني موظفة, هناك مكالمة طارئة لك يا جين. إنه إد زوجك. أجبت الهاتف و أنا منزعجة، قال إد,"احضري بسرعة، بروك تعرضت لحادثة."
ذهبت فوراً للمستشفى, قال إد أنه ذهب ليحضر بروك من محطة الباص فلم يجدها، ثم جاءه أحد أصدقائها مسرعاً و قال لقد صدمت سيارة بروك على الطريق السريع الذي يفصل المدرسة عن الحي الذي نسكنه، لكن الأولاد لديهم تعليمات مشدّدة بعدم الإقتراب منه. ذهب إد إلى موقع الحادث فوجد سيارة الإسعاف و سيارة الشرطة بصفارتها المميزة. ألقت السيارة بروك على بعد 30 متراً، كانت تنزف و كانت فاقدة للوعي. حاول رجال الإسعاف إنعاشها حتى لا تموت. السيارة التي صدمتها كانت متوقفة على جانب الطريق زجاجها الأمامي محطم و الراديتور منبعج للداخل و حولها رجال الشرطة يأخذون القياسات ليحددوا كيف حدثت الصدمة. بدلاً من أن ركوب الباص قررت بروك أن تمشي عبر ملاعب ثم غابة صغيرة ثم الطريق السريع مع أصدقائها، وجدوا كسراً في الحاجز المحيط بالطريق السريع فعبر زملاءها أما هي فصدمتها سيارة.
سمح لنا الأطباء برؤيتها بعد 7 ساعات من حضورها للمستشفى. كانت في غيبوبة لا تشعر بما حولها.في جبهتها جرح عميق تمت خياطته و رأسها ملفوف بضمادة. في فمها انبوبة متصلة بجهاز للتنفس يبقيها على قيد الحياة. تورّم وجهها فاختلفت معالمه.
بروك: كنت أحلم بالاشتراك في كورال المدرسة فأنا أعزف التشيلو و أغني مع الكورال، و حين أفقت وجدت نفسي في مستشفى، جدرانها بيضاء و معقّمة على عكس جدران حجرتي الوردية المغطاة باللوحات. كنت محاطة بأعمدة تحمل أكياساً و أنابيب متصلة بجسمي بإبر. مئات الكروت تغطي الحائط كروت مكتوب بها تعافي قريباً.حاولت الكلام فلم يخرج الصوت من حنجرتي. لا أشعر بجسمي على الإطلاق. قال والدي," استدعوا الطبيب فقد أفاقت." جاء الطبيب و وّجه الضوء إلى عيناي و سألني هل تعرفين من أنت و ما حدث لك؟ لم أجب عن أسئلته فلم يكن بوسعي الكلام أو المشي أو التنفس.
جين: عندما أفاقت بروك قلت لها هل بإمكانك التعرف علينا؟ أطرفي عينك إن استطعت، فطرفت عينها، كان بعينيها إدراك و فهم و لم تكونا خاليتين من أي معنى، بدا في عينيها الخوف و الحزن ثم أخذت تبكي.
بروك: جاءت كوكبة من الأطباء و أخذوا يغرسون الإبر في أنحاء جسمي و يقولون أليسون هل تشعرين بذلك، لم يكونوا يعرفون إسمي الأول، و لم يفهموا أنني لا أقدر أن أجيب عليهم.
تحدّث الأطباء من حولي عن حالتي كأنني غير موجودة. جاء جرّاح و تحدث مع طبيب آخر بشأن الأربطة الممزققة بركبتي و أخبره أنه ليس مهماً أن يصلح الأربطة إذ أنني لن أستطيع المشي ثانية فقد فقدت القدرة على الحركة من الرقبة و حتى أطراف أصابعي بسبب إصابة بالنخاع الشوكي، كما فقدت القدرة على التنفس بذاتي و لابد أن أعتمد على جهاز التنفس طوال عمري و بدونه أموت. غضب أبي جداً و قال للطبيبان أنهما لو ناقشا تلك الأمور أمامي ثانية فإنهما سيحتاجان إلي جرّاح ليصلح عظامهما المكسورة.
جين: بقيت بروك إسبوعاً في العناية المركّزة، شق الأطباء الحنجرة في رقبتها و وضعوا لها أنبوباً للتنفس فلم تستطع الكلام. أخذت تحرك شفتيها بكلام و استطعت قراءة حركة شفتيها و فهمت ما تقول.سألتني هل سأتخلف عمن حولي. أجيتها : ستتعافين و تعودين للبيت و المدرسة.حركّت بروك شفتيها، قالت," هل هذا وعد؟" فقلت," أجل إنه وعد."
أخذنا بروك إلى مركز إعادة التأهيل بنيوجيرسي حيث أضافوا جهازاً لإنيوب التنفس فاستعادت قدرتها على الكلام. جاهدت بروك لإستعادة القدرة على الحركة و التنفس وكان ذلك مؤلماً، قال الأطباء الأمل مهم لكننا لم نرغب في إعطاء بروك آمالاً كاذبة و لم تتحسن حالتها فأخذناها للبيت.
أعدنا تجديد البيت ليتناسب مع حالتها. أعطيناها غرفة واسعة بالطابق الأسفل و أضفنا حماماً يمكنها لتستخدمه بالكرسي المتحرك و أضفنا لوحاً مائلاً بمدخل البيت حتى تتمكن من الدخول و الخروج على كرسيها المتحرك.كلفنا ذلك الكثير ، لكن جيراننا جمعوا التبرعات من أجلنا و أقاموا حفلاً به مأدبة و صنعوا الكثير من الطعام و باعوه لصالحنا، كل من حضر الحفل دفع ثمن تذكرة دخول لتغطية تكاليف العلاج.
كيف واصلت بروك دراستها؟
هذا ما أقصه عليكم لاحق بإذن الله.

المفكرة 28-12-2010 05:29 PM

بروك: عندما عدت للمنزل استغربت ذهاب إخوتي للمدرسة و بقائي بالمنزل.كانت أمي تعتني بي و تلبسني ثيابي و تضعني في الكرسي و تعطيني أدويتي و لم تشتكي أبداً من عبئي و بالرغم من ذلك مرت بنا أوقاتاً عصيبة كثيرة.
قلت لنفسي لو بقيت أفكر في الماضي فإنني لن أفلح. كان بوسعي أن أبقى أمام التلفزيون طوال النهار و لم يكن أحد ليلومني على ذلك و لكنني لم أرغب أن أفعل ذلك بنفسي أو أبواي. بشكل ما كان علي أن أواصل. لقد تابعت المذاكرة في المستشفى، لكن ذلك لا يكفي لدخول المدرسة في العام القادم. جاء 4 مدرسين لتعليمي بالمنزل و كنت متوترة و تساءلت كيف سيتقبلوني؟ أحدهم جاء لتعليمي اللاتينية و لم يتساهل معي بسبب حالتي و هذا ما أردته و صرنا أصدقاء. بنهاية الصيف اجتزت امتحانات العام الذي فاتني و صرت مستعدة للعودة للمدرسة مع زملائي.

جين: اجتمعنا مع مديري المدرسة لأن حالة بروك لم تحدث من قبل. لم يأتي للمدرسة طالب بجهاز للتنفس ليجلس في الفصل المعتاد.
تحتاج بروك إلى باص مجّهز يسمح بدخول الكرسي المتحرك. و تحتاج مرافق لتسجيل الدروس و ممرضة لرعايتها طبياً.
وافقت المدرسة على تلك الأمور إلا الممرضة فقلت لزوجي أنني أريد الذهاب مع بروك إلى المدرسة للعناية بها. وافقت المدرسة على ذلك فبدلاً من أن أكون مدرسة أواجه الفصل فإنني سأجلس في الخلف كممرضة. لقد حافظت على وعدي.

بروك: وصلت للمدرسة فحياني صديقي مايكل، بعد الحادثة توطدت صداقتنا و كان يزورني بانتظام على عكس معظم أصدقائي الذين خسرتهم بعد ما حدث لي. كان مايكل يحمل عني حقيبة المدرسة و حقيبة الأدوية و يصاحبني للفصل، و ساعدني في التغلب على مخاوف العودة للمدرسة.
في البيت، تضع أمي الكتاب على حامل حتى أقرأ منه و لكنني أحتاج لمن يقّلب لي الصفحات. جاءت المعالجة الطبيعية لتدلك لي عضلاتي حتى لا تتلف و تضمر فطلبت منها أن تقلب الصفحة فقالت ألا تتعبين أبداً من المذاكرة ستخرج عيناك من رأسك.
كنت أذاكر بالنهار قبل الذهاب للمدرسة بينما تلبسني أمي ثيابي و بعد أن أعود بينما تجهز العشاء و أذاكر في الليل حتى لا يعود بوسعي الإستيقاظ. أملي الواجب على من يكتبه لي. أحتاج وقتاً أطول لأنجز ما ينجزه الطالب السليم.
قالت المُعالجة," حسناً سأدلك رقبتك و أقلّب لك الصفحات بينما تقرأين. ثم قالت لأمي," لا أستطيع أن أستوعب ما تستوعبه بروك." فقالت أمي," و لا أنا رغم أنني أذهب للمدرسة معها." إنني لا أصدق أنها وصلت للمدرسة الثانوية. أظن أنني لو طرفت عيناي مرتين فإنها ستكون بالجامعة.
لا أدري كيف مر الوقت سريعاً. يقول والدي إن الحياة مثل سباق الماراثون و لكي تتقدم فيها يجب أن تضع قدماً أمام الأخرى.

جين: أنهت بروك الدراسة الثانوية بامتياز فتأهلت لدخول صف البحث العلمي الذي لا يقبل سوى الفائقين من الطلبة. تدرّس هذا الفصل السيدة كريجز و هي إمرأة صلبة ذات سمعة مخيفة.
حين قابلناها قالت," أناالا أقبل الأبحاث المتأخرة و لا أتنازل في تقديم الواجبات و سيتم معاملتك مثل أي طالب آخر، أنا لست متأكدة أن كنت ستنجحين مثل بقية الطلاب و لكن يمكن أن تحاولي."
ثم تركتني لتعمل مع طالب آخر. خرجت أنا و ابنتي من عندها فقالت بروك," أمي لا أدري إن كان بوسعي النجاح في هذا الفصل." قلت لها," أحياناً تكون لدى الناس أفكاراً مسبقة خاطئة، إن لم تريها أنها مخطئة فلن تتغير الأمور. تلك عقبة جديدة أمامك عليك أن تتخطيها."
بروك: اعتاد زملائي على وجود أمي معي و امتزجت حياتنا سويا. كان الطلاب يمرون بي فيسلمون علىّ لكن معظمهم لم يحاولوا مصاحبتي. كتبت المقالة التالية:
" هل يعرفني أحد حقاً؟ أنا الفتاة التي تتنفس بجهاز و تتحرك على كرسي، هل هذه حقيقتي؟ هذا فقط ما ترونه مني. أنا فتاة ذات آمال. لدى الآمال و الأحلام و الرغبات ذاتها التي كنت دائماً أريدها.
أنا محبة للطبيعة و الفن و الصداقة و طيبة القلب. إننا كائنات معقدة و لا يمكن وصف أي منّا بكلمة واحدة. علينا أن تهتم بأن نعرف بعضنا قبل أن تقرر ماهية من أمامك مما تراه فقط.
عندما تراني، أنظر عبر المعدن و الأجهزة و قل كيف حالك؟ فأنا أرغب في التعرف عليك حقاً و أرغب أن تعرف حقيقتي."
جين: سألتني بروك," أمي، ماذا تقولين لو رغبت في السفر من أجل الدراسة الجامعية؟" فسألتها ," كيف سنتدبر أمرنا إن قررت السفر، أين ترغبين أن تدرسي؟" قالت," جامعة هارفارد." فقلت,"أنت تعلمين أننا لا نطيق تكاليفها." قالت بروك," أليس بوسعنا أن نتحقق من الأمر؟"
ناقشت الأمر مع زوجي و تلقينا طلبات التقديم و اطلعنا عليها و ملأناها و أضفنا إليها شهادتها الثانوية و شهادة تزكية من مدرسيها و شهادة استحسان من مدرستها كريجز التي كانت تشك في قدراتها فأصبحت من أشد مؤازريها. لقد وعدتها أن أساعدها قدر استطاعتي.
بروك: اتصلت أمي بمكتب التقديم في جامعة هارفارد و أمسكت السمّاعة، أجابتني الموظفة قائلة مرحباً بك في دفعة هارفارد 2000 فقد تم قبولك و هو ليس أمراً سهلاً حتى مع التفوق. بكيت مع أمي و اعتبرنا هذا القبول تتويجاً لجهودنا عبر السنين الماضية.
**************************
أرأيتم قيمة العزيمة في صنع حياة كريمة لصاحبها؟
لكن هل تذهب بروك إلى هارفارد و هل تتمكن من مواصلة الدراسة الجامعية هناك؟
في المرة القادمة ، أكمل لكم الحكاية بإذن الله.

المفكرة 31-12-2010 08:44 PM

جين: اتصلنا بزوجي ففرح بالنبأ .
قابلنا السيدة كريجز و أخبرناها بالنبأ فهنّأتنا بالقبول،
قالت بروك,"لست أدري إن كان بوسعي الذهاب لهارفارد."
فردت كريجز,"بوسعك فعل أي شئ."
بروك: عرضت على هارفارد مساعدة مالية لكنني لست متأكدة إن كان بوسعي الذهاب. تحمس أخي للأمر لكن أختي لم يعجبها السفر. سافرنا إلى كامبردج و شاهدنا الحرم الجامعي و قابلنا بعض الإداريين و حدّدنا نقاطاً للمناقشة: الباص المجّهز و غرفة متسعة و إقامة أمي معي و حمام يسمح بدخول الكرسي المتحرك. و قد وافقوا على ذلك و بدّوا مهتمين بقبولي في جامعتهم. لم أرغب أن أفرق عائلتي أو أن أنفصل عنهم لكنني أردت أن أزيد كفاءتي وخبراتي في الحياة.و بالرغم من أنني حصلت على امتياز و اجتزت امتحان للقدرات بأعلى الدرجات إلا أن بعضهم قالوا إنني قُبلت فقط لأنني أجلس على كرسي متحرك. هؤلاء الناس لا يعرفونني لذلك يسيئون الحكم عليّ. لذلك قرّرت الذهاب لهارفارد لأتعلم و ربما أدّرس فيها فيما بعد.
قضت بروك أربع سنوات في الجامعة بمصاحبة أمها و مؤازرة أبيها حيث درست علم الأعصاب و هي دراسة مزدوجة من علم الأحياء و علم النفس. و كان الموضوع الذي اختارته لبحث التخرج هو الأمل و هو أمر تراه بروك أساسياً لتحقيق الأهداف. تخرجت بروك بتفوق. تتجه بروك للمدارس الثانوية و التجمعات الأخرى و تكلمهم عن الحياة كما تخطط لإكمال دراستها بعد الجامعية و تقول المعجزات تحدث. لقد حدثت معي و إنها تحدث لك. عليك فقط أن تنظر إلى الناس في حياتك لتراها.


المفكرة 03-01-2011 05:31 PM

إلى محبي الحبكات البوليسية ، إليكم قضية من ملفات الشرطة الفيدرالية الأمريكية وقعت بالفعل .


منتحل الشخصيات


كيف قارب أجرأ لص منتحل لهويات المشاهير أن ينجو بفعلته.

ابراهيم عبد الله شاب أمريكي من أصل فلسطيني أردني و هو لص يقوم بانتحال شخصيات المشاهير و يسرق الملايين من حسابات البنوك الخاصة بهم.
قامت شركات قروض الإئتمان بإرسال خطابات بالبريد بها بيانات متعلقة بأرقام الحسابات بالبنوك للأشخاص. أحياناً يلقي الشخص المرسل له الخطاب تلك الأوراق في سلة المهملات و عندها يأتي لص و يستعيد هذه الخطابات و يطالب البنك بالكارت و يستخدم المال في هذا الحساب كأنه ماله.
و حينما قررت البنوك أن تعرض خدماتها على شبكة الانترنت، بات من السهل على اللصوص أن يسرقوا المعلومات الخاصة بشخص آخر و ينتحلوا صفته و يسرقوا ماله. تقول بيانات لجنة التجارة أن 10 ملايين أمريكي تم سرقتهم بهذه الطريقة.بسبب أن هذه السرقة تتم بواسطة الكمبيوتر فإنه لا يوجد دليل مادي على السارق و بالتالي لا يمكن القبض عليه إلا نادراً.
عادة ما يتم التحقيق مع 700 مجرم على هذا النحو في العام بينما التكلفة الحقيقية للاقتصاد هي خسارة 25 بليون دولار في عام 2003. لا أحد كان أفضل في هذا المجال من إبراهيم فقد كان رائداً على حد تعبير رجال المباحث الفيدرالية الأمريكية. و قد بدأ مجال عمله حين كان في 16 من عمره بتزوير أحد كروت الإئتمان حين كان يعمل في مطعم و حين بلغ ال30 من عمره كان قد تم القبض عليه في 25 تهمة احتيال و قضى معظم شبابه بالسجن.
في خريف 1999 تم إطلاق سراحه حيث قرر الإستقامة لأنه كره نفسه على حد تعبيره. وجد عملاً بمطعم عربي و أقام لدى والديه و لكنه كان يكسب 150 دولاراً في الشهر و تاقت نفسه لأن يكون مثل المدراء الذين يعملون بسوق المال و يكسبون الملايين.
خطّط إبراهيم لشراء بيوت و تأجيرها و لكن الشرطة أحبطت محاولاته إذ كشفت للمشترين ماضيه الملوث. بدأ يشعر بالقهر و الإحباط و أخذ يفكر أن العقوبة على سرقة مليون دولار مماثلة للعقوبة على سرقة 100 مليون فلما لا يخطط على نطاق واسع.
في سبتمبر 2000 تلقى إبراهيم نسخته من مجلة فوربس التي تتحدث عن أغنى 400 شخصية أمريكية. و قرر أن يستولي على هوية أغناهم بل جيتس. لقد أصبح قادراً على الحصول على كل المعلومات المتعلقة بأموال الشخصية التي يرغب في انتحالها. أولها رقم الضمان الإجتماعي و هو رقم فريد يعطيه الكمبيوتر لكل شخص ليمكن التعامل مع الأوراق الخاصة به. و عن طريق هذا الرقم و شئ من الجرأة يستطيع إبراهيم الحصول على كل شئ آخر ، أرقام حسابات البنوك و كلمة السر و تاريخ الميلاد و العنوان و رقم التليفون و كلها معلومات تلزم لسحب المال من البنك عن طريق مكالمة تليفون أو على شبكة الإنترنت.
إليكم كيف يعمل: اتصل بمخبر خاص و ادعى أنه مدير بشركة للإتصالات و أخبره أنه بحاجة إلى خدمات هذا المخبر و لكنه يريد أن يتأكد أولاً من بياناته فأعطاه المخبر رقم الترخيص الخاص به، استغل إبراهيم هذه المعلومات و انتحل شخصية المخبر الخاص ثم فتح حساب له مع شركة للمعلومات على الإنترنت توفر أرقام الضمان الإجتماعي و العنوانين للمخبرين الخصوصيين لإستخدامها في أعمالهم مقابل 300 دولار شهرياً.
باستخدام الكمبيوتر، صنع إبراهيم ورق مماثل لورق البنك الذي يكتب عليه الموظفين رسائلهم الخاصة بالعمل، ثم ادعي أنه أحد موظفي البنك في رسالة أرسلها إلى وكالات الإئتمان و يخبرها بأرقام الضمان الإجتماعي التي حصل عليها حتى تعطيه تقريراً بحسابات البنك للشخص الذي ينوي سرقته، كان إبراهيم يلبس قفازات عندما يمسك بأي ورقة يرسلها للبنوك حتى لا يترك بصمات أصابع، لم يوّقع على أي خطاب بنفسه و إنما كان يأخذ الخطابات إلى ملعب كرة سلة و يدفع للأولاد 25 دولاراً لتوقيع تلك الأوراق.
في اكتوبر 2000 اتصل إبراهيم بشركة ائتمان بالهاتف المحمول و قدّم لها نفسه على أنه جورج سوروز البليونير المعروف، أجابه الموظف هل أنت هو حقاً؟ كانت إجابة إبراهيم حاسمة إذ أنه قد أثار شك الموظف و لذلك فإن أي إشارة منه قد ترسل تلك المكالمة لمكتب التحقيق في جرائم الإحتيال،أجاب إبراهيم،" بل أنا ابنه" هذا أكثر أماناً أن يؤكد شكوك الموظف بدلاً من أن يعانده، أخبر إبراهيم الموظف برقم الضمان الإجتماعي لسوروز و تاريخ ميلاده، فأخبره الموظف بأن هناك 4 حسابات خاصة بسوروز، أحس إبراهيم بتعاون الموظف و تصديقه للخدعة فطلب منه فتح حساب جديد باسم سوروز و إيداع 10 ملايين به عن طريق شيك مزوّر،و لكن موظفي البنك أخذوا يراجعون الأوراق بعد هذه المكالمة و دقّقوا في الشيك المزيف فوجدوا أرقام الحسابات مطابقة و التوقيع سليم و لكن العلامة المائية بالشيك كانت مختلفة قليلاً فلم يتم صرف الشيك و تم إخطار البوليس.

الشيك المزور يوقظ الشرطة الفيدرالية فهل ينجو إبراهيم بسوء فعاله ؟
المرة القادمة المزيد من الحقيقة عن هذا اللص الخطير و الجريء .

المفكرة 04-01-2011 05:12 PM

الشرطة في أثر منتحل هوية المشاهير .
تعهد الشرطي مايكل فابوزي البالغ من العمر 39 عاماً مهمة كشف الإحتيال و التزوير في الشيكات. كان فابوزي يعمل في بنك قبل أن يعمل بالشرطة و قد اعتبر أن التحقيق في جرائم النصب أكثر تحدياً من جرائم ال***.
تولى مايكل التحقيق في شيك سوروز ثم وصله بلاغ عن لص يزعم أنه رجل الأعمال هانك بولسون و يسرق من حساباته، كما وصله بلاغ عن نقل 5 مليون دولار من حساب البليونير بول آلن بمكالمة تلفونية من شخص يزعم أنه بول آلن، ثم اكتشف فابوزي المزيد من الجرائم و كان من الواضح أن شخصاً ينتحل صفة المشاهير و يسحب النقود من الحسابات الخاصة بهم.
استطاع فابوزي الحصول على بيانات البريد الإلكتروني الذي استخدمه إبراهيم في فتح حسابات بالبنوك من الكمبيوتر المحمول، ثم حصل فابوزي على عنوان يحدد الكمبيوتر الذي انطلقت منه رسائل البريد الإلكتروني. لكن إبراهيم استخدم كمبيوتره المحمول من مكتبة عامة فلم يمكن معرفة عنوانه ، لقد أفلت هذه المرة أيضاً.
بحلول نوفمبر 2000، انضمت القوات السرية و خدمة البريد إلى قوات الشرطة للبحث عن هذا النصّاب و كانت القضية تشغل بال فابوزي لدرجة أنه كان يستيقظ بمنتصف الليل و هو يفكر بها، يقول فابوزي,"هذا الرجل على دراية عالية بالأنظمة و طرق عمل البنوك و الكمبيوتر لذلك فإنه يسرق بالطريقة التي كنت سأستخدمها لو انقلبت نصّاباً."
بعد فشل خدعة سوروز،بدأ إبراهيم حيلة جديدة. اشترى طابعة كانون، ثم أعادها بعد عدة أشهر _حيث من الممكن في أمريكا شراء بضاعة ثم إعادتها ضمن فترة معينة و استرداد ثمنها حتى بدون إبداء أسباب_ أرسلت الشركة إلى إبراهيم شيكاً بالمبلغ المسترد و ظهر في الشيك رقم حساب شركة كانون اتصل إبراهيم بالبنك و أخبرهم أن الشيك الخاص به متصل بحساب آخر لشركة كانون به 25 مليون دولاراً ثم زوّر شيكاً آخر به نفس رقم الكود الخاص بالشيك الأول، لكن المبلغ المطلوب سحبه هو 3،5 مليون دولاراً، و ادعى أنه مديراً بشركة ibm . أخذ صورة من مجلة رياضية و ألصقها بجواز سفر مزيف ثم استخدم الجواز لاستخراج بطاقات إئتمان مزيفة و فتح حساباً في بنك خارج أمريكا ثم أرسل الشيك المزيف ليضاف إلى هذا الحساب. فقد إبراهيم صبره و اتصل بالبنك ليتأكد من إيداع المبلغ في حسابه، قال موظف البنك," وصلنا الشيك و تأكدنا من سلامته و لكن حين اتصلنا بشركة ibm للتحقق من شخصيتك قالوا أنهم لا يعرفونك فلم يتم الإيداع." و فشلت الخدعة.
لم تزده تلك الإنتكاسة إلا تصميماً و مضياً في طريقه . يقول إبراهيم :"التحدي هو أن تقنع البنك بقبول الشيك المزيف و إجازته.
"بعد مراجعة مئات أرقام الإئتمان للأغنياء من مجلة فوربس قرّر إبراهيم أن يسرق أندرو مكلفي مدير شركة لها موقع على الإنترنت يضع قوائم بالوظائف الخالية لربط طالبي الوظائف بأرباب العمل. ثروة أندرو 1,1 بليون دولاراً.
اتصل إبراهيم بالشركة المالية التي تتولى حسابات مكلفي و تم تسجيل المكالمة تلقائياً ضمن سجلات الشركة.
" جون سميث من مكتب خدمة العملاء، كيف يمكنني مساعدتك؟"
إبراهيم :"مساء الخير جون، لدي مشكلة في الدخول إلى حسابي عن طريق الإنترنت."
جون:"ما رقم حسابك؟" ابراهيم يعطيه رقماً خاطئاً. جون," هذا الرقم خاطئ، ما اسمك؟"
ابراهيم :"أندرو مكلفي"
جون," لا أجد رقم الحساب و لكن أمامي حسابات أخرى، هل لديك الرقم السري الذي يمكنك من الدخول إليها عن طريق الإنترنت؟"
"لا . هل يمكنك أن تساعدني للدخول إلى هذه الحسابات؟"
جون: " لابد أن أتحقق من بياناتك أولاً كي تدخل إلى هذه الحسابات. أعطني رقم الضمان الإجتماعي و تاريخ ميلادك و عنوانك."
يجيب إبراهيم عن هذه الأسئلة بإجابات صحيحة فيعطيه جون كلمة السر و رقم الحساب الرمزي الذي يمكنه من دخول هذه الحسابات و سحب المال منها.
يتصل إبراهيم بموظف آخر من نفس الشركة و يعطيه أرقام الحسابات الصحيحة كي يعرف كم يمتلك مكلفي . يخبره الموظف أن هذا الحساب به 53 مليون دولاراً ، يسأل إبراهيم أن يتحقق من الحسابات الأخرى فتتحقق من بياناته ثم تقول أرى حسابين للشركة بأحدهما 270 مليون دولاراً.
فيطلب أن تنقل 100 مليون منها إلى حساب آخر كان قد فتحه من قبل لهذا الغرض. تقوم الموظفة بتحويل المال إلى الحساب الجديد. امتلك إبراهيم المبلغ و لكنه لم يسحب منه.
في شتاء 2001، كان إبراهيم قد فتح مجموعة كبيرة من حسابات البنوك حول العالم و كان مشغولاً في نقل أموال الأغنياء إلى حساباته.
يقول إبراهيم,"بدأت أتعب من الأمر كله." واصل إبراهيم الإدعاء بأنه فقير و استمر في تقطيع الخضار ببدروم المطعم الذي يعمل به. الإثارة جعلته متعباُ لدرجة أنه فكر في دخول مستشفى للأمراض النفسية. و قد أراد التوقف و لكنه لم يستطع.
هناك خطوة أخيرة لابد من إجرائها كي يصبح إبراهيم الأنجح في عمله. في السجن، قابل إبراهيم محاسب بنك سويسري دخل السجن لأنه كان يغسل أموال المخدرات بأن يعطي تاجر المخدرات أمواله لهذا المحاسب فيزّور المحاسب أوراق شركات وهمية تبدو كأنها مصدر المال .
قال المحاسب," إذا أردت أن تخبىء كمية كبيرة من المال المسروق فالأفضل أن تفتح بنكاً خاصاً بك،حيث لن يطلع أحد على حساباتك، يمكنك فتح بنك بسهولة في أفريقيا مقابل 10,000 دولاراً فقط."
اشترى إبراهيم ماكينة لطبع كروت الإئتمان،إذ كان من الأوفر استخدام كارت للدفع عن الدفع على الإنترنت، و هو لم يرغب في دفع الرسوم الزائدة على الإنترنت،و كان ذلك ما أوقع به في يد فابوزي.
في مارس 2001 و بعد 6 أشهر من الشغل المحموم، اشترى إبراهيم قرصاً صلباً للكمبيوتر و دفع ثمنه عن طريق كارت إئتمان مزوّر.
حينما وضع البائع الكارت في الماكينة فإنها أصدرت تحذيراً في مركز الشرطة . تتبعت الشرطة عامل التوصيل الذي حمل القرص الصلب لإبراهيم . حين وصل عامل التوصيل للعنوان المطلوب سلم القرص لسائق تاكسي .
قبض الشرطة على السائق وضغطوا عليه فأخبرهم بأن أحدهم دفع له لاستلام الطرد و إيصاله و أعطاهم عنوانه.
كان إبراهيم في جراج بيته حين جاءت الشرطة، حاول الهرب، ففتح سيارته بالريموت كنترول و وضع المفتاح في زر التشغيل . أشهر 5 من الشرطة مسدساتهم في وجهه. وضع فابوزي قيداً حول رقبته و بدأ يضغط القيد .وجد فابوزي مجلة فوربس للأكثر ثراء في السيارة فعرف أنه قبض على الشخص المطلوب. كان إبراهيم قد انتحل شخصية 200 منهم و استولى على 140 مليون دولاراً و كان هدفه هو الوصول إلى 500 مليوناً.

تمنيت لو أن لي بعض نباهته ، لأحسنت إستخدامها إذا. الرجل لم يستمتع بجريمته و لم يفده المال المسروق!
حفظكم الله من كل مكروه .

المفكرة 01-03-2011 08:03 PM

قراصنة أعالي البحار: لا يرفع قراصنة اليوم أعلاماً تحوي جماجم أو عظاماً متصالبة، لكن نواياهم لازالت بنفس الخطورة.
راقب الكابتن كين بلايث(52 عاماً) العمال و هم يضعون حمولة البضائع في سفينته بميناء سنغافورة. يقود الكابتن سفينة تدعى "بترو رانجر" متجهة إلى فيتنام و حمولتها من زيت الديزيل و وقود النفّاثات تساوي مليون و نصف دولار. و حين ينتهي من مهمته سوف بطير عائداً إلى موطنه أستراليا.
انطلقت السفينة من ميناء سنغافورة، أكثر موانئ العالم ازدحاماً. على مشارف الميناء منارة "هورسبرج" آخر معاقل القانون المحلي قبل أن تخرج السفينة للمياه الدولية. مياه لا يملكها أحد و لا يحرسها أحد، و يرتع فيها القراصنة.
في التاسعة و النصف مساءاً، شعر الكابتن بالإرهاق فشغّل جهاز الإبحار الآلي و ذهب للنوم. بينما أخذ أحد البحارين يراقب المياه من على برج السفينة. بالرغم أن السفينة بها معدات حديثة جداً، فإن جهاز الرادار الخاص بها لا يستطيع أن يلتقط صوراً للمنطقة التي تقع خلف السفينة مباشرة، لأن شكل السفينة المخروطي يمنع ذلك. لذلك لم يدرك أحد وجود قارب صغير يرافق السفينة.
بعد الواحدة صباحاً، انطلق هذا القارب بمحاذاة السفينة، على متنه 12 قرصاناً: سبعة من أندونيسيا، ثلاثة من ماليزيا، و اثنان من تايلاند. يعرف القراصنة مقدّماً مخطط السفينة و يعرفون أن طاقمها يتكون من 20 رجلاً.
ألقى الرجال سلماً مصنوع من خشب البامبو و صعدوا بواسطته إلى البرج الرئيسي ثم تجاوزوا المبنى المكون من ستة طوابق و الذي يقيم به البحارة حتى وصلوا البرج المفتوح. تصارع القراصنة الملثمون مع البحار الذي كان يراقب اليرج و تعالت الصيحات مما أوقظ الكابتن. أراد كين أن يستطلع الأمر، فهاجمه خمسة من القراصنة معهم هراوات (عصيان) غليظة بينما صوّب أحدهم مسدساً لرأسه، قام القراصنة بربط معصميه بحبل غليظ و طلبوا منه أن ينادي على البحارة.
عندما نادى الكابتن على رئيس المهندسين محي الدين أحمد فاروق، أدرك ذلك أن أمراً ما يسوء، فصوت الكابتن الذي عادة ما يشع قوة كان يرتجف. فتح فاروق باب كابينته ليجد مسدساً مصوباً لرأس الكابتن. ثم تم جمع أفراد الطاقم بطريقة مماثلة و ربط أيديهم و وضعهم بحجرة الكابتن، حيث أضاءوا كشّافات مبهرة على مدى 24 ساعة مما منع عنهم النوم.
أخذ القراصنة الكابتن لحجرة القيادة و استخدموا شريطاً لاصقاً ألصقوا به ساقيه و يديه إلى كرسي أجلسوه فيه.فقد حيرتّهم لوحات القيادة التي تعمل بكمبيوتر يعمل باللمس. قال كين،" إنكم ست***ونني على أي حال، فلما يجب علي أن أتعاون معكم؟" و عندها هدّده القراصنة أن ي***وا أفراد الطاقم واحداً تلو الآخر فتعاون كين معهم. أطلق القراصنة قيود الكابتن فغيّر مسار السفينة من الخط الملاحي المعهود إلى مياه مجهولة لا يرتادها أحد. طلبوا من الكابتن أن يعلم أحدهم كيفية قيادة السفينة. قام القراصنة بطلاء السفينة و تغيير اسمها إلى "ويلبي" بحيث لا يتعرف عليها أحد من بعيد. من خلال تغير الطقس، أدرك كين أنهم يتجهون إلى شاطئ الصين. سيقوم القراصنة بإفراغ حمولة الوقود في سفينة أخرى لبيعها في السوق السوداء، ثم ماذا سيحل به و بطاقمه، هل ي***ونهم أم يطلقون سراحهم؟
ظهرت القرصنة في مياه آسيا في منتصف 1980 و بحلول عام 2000 وقعت 287 عملية قرصنة في العالم، منها 221 في آسيا.
سبب تلك العمليات لا يختلف عن القرصنة القديمة فأمم أوروبا الغنية تنقل تجارتها عبر مياه دول شديدة الفقر في آسيا. ما تحمله هذه السفن من وقود أو معادن يمكن تحويله بسهولة إلى مال في السوق السوداء. تتراوح القرصنة الحديثة من صيادي سمك فقراء يقومون بعمليات سرقة صغيرة إلى مجموعات قوية ذات نفوذ محلي تقوم بسرقة سفن ثمنها عدة ملايين من الدولارات و ت*** طاقمها و تستولي على حمولتها.
أخذ الكابتن يفكر بأعمال القرصنة التي سمع بها من قبل حيث *** 13 قرصاناً هجموا على سفينة "جلوبال مارس" الطاقم المكوّن من 17 بحار. و قد تم القبض على القراصنة و إعدامهم بعد ذلك.
تزعم القارصنة رجلاً يدعو نفسه هيرمان يحب الحديث و أخذ يثرثر عن تفاصيل كثيرة متعلقة به. كان هيرمان يتحدث عدة لغات كما تحدث الإنجليزية بطلاقة. أدرك كين أن هيرمان مع مساعد آخر هما العقل المديّر للعملية بينما يمثّل الآخرون قطاع طرق بلا قدرة على التدبير. أخبر هيرمان كين أنه يتبع عصابة منظّمة يديرها أربعة رجال في مواقع السلطة بكل من الصين و هونج كونج و أندونيسيا و سنغافورة. و لديهم مصدر للمعلومات من الشركة المالكة لسفينة بترو رانجر. جهّز هيرمان سجلاً للسفينة باسم "ويلبي"، أوراق تسجيل تثبت أنها سفينة شرعية. عندما أصبح كين لوحده أخذ يقلق، لماذا أخبره هيرمان كل ذلك إذا لم يكن ينوي ***ه؟
بعد ستة أيام، توقفت سفينتان بمحاذاة السفينة ويلبي و أفرغتا آلاف أطنان الوقود منها. عرف الكابتن أن ويلبي لازالت تنتظر سفينة ثالثة فاستمر الإنتظار. ثم أخطأ أحد القراصنة خطأ جسيماً، لقد اتصل بالسفينة الثالثة بالراديو على موجة تستخدمها السفن العادية فسمعه الصينيون.
لم تلبث سفينة خفر سواحل صينية أن توقفت بجوار السفينة ويلبي لتفقدها، لكن هيرمان حبس الكابتن و تصرف كما لو كان قائد السفينة. و بالرغم من ذلك شك الصينيون بوجود عملية تهريب فانسحبوا و تربصوا بالسفينة. و عندما وصلت السفينة الثالثة التي ستستلم بقية الوقود، أسرع قارب خفر السواحل لمرافقة ويلبي إلى ميناء هايكو، أسرع هيرمان بالاتصال بعصابته التي قامت برشوة بعض مسئولي الميناء كي يفرجوا عن السفينة، علم الكابتن ذلك من هيرمان الذي أخذ يتفاخر بما فعله.
أدرك كين أن نجاح هيرمان في الإفلات من قبضة الميناء سيجعله يقضي على الكابتن و طاقمه، لذلك حاول الاتصال بمن توسم أمانته من المسؤلين الصينيين. صعد الكابتن إلى ظهر السفينة و تحدث خلسة مع ضابطين بينما بقي بعض البحارة في غرفة الكابتن و أغلقوا بابها من الداخل كي يبدو أن الكابتن في كابينته فلا يشك القراصنة بالأمر. أعطى الكابتن أوراق سفينته الحقيقية للضابطين و أطلعهم على حقيقة الأمر. ألبس الضابطين كين ملابس رجل شرطة صيني و تركوه على ظهر السفينة فظن القراصنة أنه أحد أفراد الشرطة الصينية.
في الصباح، حضر الصينيون إلى السفينة و أحضروا معهم فرقة من الشرطة ثم أخبروا هيرمان أن عليه النزول مع بحارته إلى قاربهم للذهاب للشاطئ لإحضار أوراق الإفراج عن السفينة و عندما نزل الجميع، نزل كين بلايث من برج السفينة حيث طلب الضابط منه تحديد القراصنة (الذين اختلطوا بطاقم البحارة). دُهش هيرمان حين رأى بلايث ينزل في زي الشرطة و يعيّّن القراصنة. قبض الشرطة على القراصنة و أخذوهم للشاطئ، تم التحقيق مع كين بلايث عدة أيام للتحقق من الحادث الذي مر به. شعر الكابتن أن سفينته صارت رهن مؤامرة، إذ أن بعض الجهات المسؤلة عن التحقيق تتعاون مع الجريمة المنظمة و تتربح منها، كما انصب اهتمام البعض الآخر على مراعاة مظهر الصين أمام العالم.
تدخل تان مدير شركة بترو مالكة السفينة لدى المسئولين للإفراج عن السفينة، فقامت السلطات بتركها ترحل، لكنها تحفظت على ما بها من وقود و هو 5100 طن (الطن يساوي ألف كيلو) كدليل على الحادث ثم قامت الصين بعد ذلك ببيعه. و بالرغم من أن هذا التصرف ساء الشركة المالكة، إلا أنها كانت سعيدة بتخليص السفينة من أيدي السلطات الصينية.
بعد أربعة أشهر، قامت السلطات الصينية باطلاق سراح هيرمان و رجاله بهدوء. رفض الصينيون اعطاء مبررات واضحة لإطلاق سراحهم. اتصل أحد البحارة بالكابتن و أخبره أن خمسة من هؤلاء القراصنة شوهدوا و هم يرتكبون أعمال القرصنة مجدداً.



المفكرة 10-09-2011 06:07 PM

ثلاثة
الأول قائد طائرة إنجليزية على وشك أن تهبط في مطار هيثرو بلندن. تتعطل محركات طائرته على مشارف المطار و تتهاوى الطائرة نحو الأرض ، في ثوان معدودة لا تتجاوز نصف دقيقة يوجه الطيار طائرته بعيدًا عن المرور و المنطقة السكنية المجاورة و يبقى متحكمًا فيما بقي له من أجهزة بعد انقطاع الكهرباء عن معظم أجهزة الطائرة ، رباطة جأش الرجل تجعله يهبط بقدر من الأمان على أرض خلاء تتحطم الطائرة تحطمًا غير مروع. يأمر الرجل المضيفون بإخلاء الطائرة فيخرج منها المسافرون بغير تدافع ، يبقى الطيار و مساعده في الطائرة ريثما يطفئون أجهزتها ثم يتركونها على عجل حتى لا تهلكهم النار لو اندلعت في الحطام ، ينجو الجميع نتيجة الهبوط المميز.
أما الثاني فقائد طائرة أمريكية اصطدم سرب مهاجر من طيور الأوز المهاجر بطائرته ، معطلًا محركيها على ارتفاع عالي في الهواء ، يتصل الطيار ببرج مراقبة الطائرات معلنًا حالة الطوارىء و مرسلًا نداء استغاثة و سائلًا عن مطار قريب يحط به. فالطائرة تتهاوى للأرض و ستصلها بعد دقائق.
لا ، لا يمكنه العودة للمطار الذي أقلع منه على قربه ، تعطل المحركات قطع الكهرباء عن العديد من أجهزة الطائرة التي تساعده في التحكم و الدوران بها ، ستسقط إن فعل.
لا و لا يمكنه الإتجاه لكل المطارات التي نصحه مراقب حركة المرور بالهبوط بها فهي بعيدة و الطائرة توشك أن تحط على الأرض.
سأهبط في نهر هدسون. هكذا أبلغ الطيار مراقب حركة المرور على الأرض.
هالكون إذًا، هكذا ظن المراقب الأرضي حتى كادت أن تنهار أعصابه.
و الطائرة ما هي بقارب ، لو أخطأ الطيار زاوية الهبوط لابتلعته المياه على الفور بلا أمل في نجاة المسافرين على متنها.
يخبر الطيار المضيفون بتوجيه ركاب الطائرة للجلوس و الاِستعداد للصدمة بخفض رؤسهم و التمسك بالمقعد الذي يسبقهم. يلتزم الجميع بتلك التعليمات و يحدوهم أمل النجاة في جحيم الخوف. يرسل أحد المسافرين رسالة لزوجته على الهاتف النقال يخبرها أنه يحبها ، لا لم يرغب في أن تتوتر لو عرفت أنه على وشك الاصطدام و مصيره مجهول.
بثبات أعصاب يوجه الرجل الطائرة يدويًا و يهبط على سطح الماء ، مجددًا يغلقها و يأذن للمسافرين بالخروج و يفتح المضيفون أبوابها ليقف ركابها المائة و الخمس و الخمسون على جناحيها ريثما تحضر زوارق الإنقاذ كي تنقلهم للبر الآمن.
على بر أمان سالمين ، يحتفي الجميع بالنجاة و يتوجون طاقمها أبطالًا فينالون حظهم من الشهرة و الجاه نتيجة ثبات 3 دقائق متواصلة.
الثالث طيار كندي كانت طائرته في منتصف رحلتها في أجواء كندا عندما أعلن الحاسب الآلي انخفاض مستوى الوقود في المحركات ثم تعطل المحركين واحدًا تلو الآخر.
لحسن حظ الرجل أن الطائرة مصممة بحيث يمكنها الطيران على الهواء لو تعطلت محركاتها لفترة . يرسل الطيار نداء الاِستغاثة للمراقب الأرضي .
يحدث المراقب الأرضي نفسه: أنا أتحدث مع رجل ميت لا محالة!
تختفي الطائرة من شاشة الرادار أمام المراقب الأرضي.
يلتفت طاقم المراقبون الأرضيون لمساعدة الطائرة المنكوبة و يحضر أحدهم جهازًا قديمًا للرادار و يستخدمه حتى يحدد مكان الطائرة على وجه التقريب.
يسأل الطيار برج المراقبة عن أقرب مطار فيقترح عليه واحدًا على بعد عشرات الكيلومترات.
لأن الأجهزة التي تقيس ارتفاع الطائرة و سرعتها لا تعمل فإن مساعد الطيار أخذ يحسب يدويًا و بالتقريب سرعة الطائرة و ارتفاعها و استنتج أن الطائرة ليس بوسعها أن تصل ذلك المطار القريب.
اقترح برج المراقبة مطارًا قديمًا ذو مدرج واحد لم يعد يستخدم منذ فترة فقرر الطيار أن يهبط عليه لأنه الأقرب.
يعطي المضيفون المسافرين تعليمات الحفاظ على سلامتهم و يخبرونهم بالإشارة التي عليهم عندها أن يخفضوا رؤسهم استعدادًا للصدمة و يدربونهم سريعًا على التوجه لمنافذ الطوارىء للخروج عند الهبوط ، كل ذلك و لا أحد يتوقع النجاة ، الكل يفكر في الموت و يندم على أخطائه لكنهم يمتثلون للأوامر التي تلقوها بالهدوء و الصبر.
تعترض الطيار عقبة أخرى بعد إنزاله عجلات الطائرة فسرعة الطائرة المرتفعة بلا قدرة على خفضها ستجعلها تصطدم بالممر عند الهبوط و تتحطم بلا أمل في نجاة أحد.
للطيار و مساعده خبرة بالطيران الشراعي لذلك اعتبر الطيار طائرته طائرة شراعية و وجهها على نحو مماثل. في نادي الطيران الشراعي كان قد سمع عن مناورة تساعد الطيار الشراعي على خفض سرعته عند محاولته الهبوط و رغم أن لم يجربها فإنه قرر أن يفعل شيئًا مماثلًا بالطائرة المعطلة التي بين يديه.
مفاجأة أخرى تنتظر القائد فالممر الذي حسبه فارغًا صار الآن ناديًا عليه العديد من السيارات و البشر يستجمون و يتسابقون!
يبدأ الهبوط (السقوط) و من ثم محاولات الطيار إيقاف الطائرة على ممر يلعب عليه ولدين بدراجتهما دون أن يريا الطائرة المقبلة نحوهما.
يخدم الحظ قضية الرجل فتتدمر العجلات الأمامية نتيجة الاصطدام بالممر و ينخفض أنف الطائرة في الأرض لذلك ينجح الطيار في إيقاف الطائرة في مسافة معقولة دون أن تصيب الأولاد أو غيرهم من الناس الذين فاجأتهم تلك الطائرة بالهبوط بينهم.
ولّد الاحتكاك بين مقدمة الطائرة و الأرض حرارة أذابت العازل الذي يغلف المقدمة و تصاعد الدخان في كابينة القيادة. أطفىء الطيار و مساعده أجهزة الطائرة بحسب الإجراءت المتبعة في حالة الطوارىء و أمر الطيار الجميع بالخروج على عجل خشية اندلاع النيران بالطائرة.
فتحت المضيفة الأبواب و جهزت مهبط الطوارىء و ساعدت الجميع على الخروج بينما خرج الطيار و مساعده و أخذا يخمدان ألسنة النار التي بدأت تظهر ، بمساعدة من توافد ممن كان على مقربة من الطائرة ، جاءوا و معهم أجهزة إطغاء الحريق. و بذلك يكون الطيار قد طار بطائرته المعطلة 17 دقيقة و قطع عشرات الكيلومترات. و يكون الأول من نوعه الذي يهبط بطائرته بسلام بعد تعطل محركاتها بالكلية.
لا يصاب أحد بأي إصابات عدا خدوش و تسترد الطائرة عافيتها بعد الإصلاح لتكمل مسيرة ربع قرن أخرى في السماء بلا حوادث. و يكمل الطيار عمله في مجال الطيران بينما يرتقي المساعد فيما بعد ليصبح قائدًا أيضًا.
في مقابلة مع الطيار و إجابة على سؤال: كيف أفادته تلك الحادثة ؟
قال الرجل: ازدادت ثقتي بنفسي و تأكدت من قدرتي على حل المعضلات.
الثالث أكثرهم إبهارًا.

المفكرة 19-11-2011 04:07 PM

خطأ
كانت الطائرة الإيرانية المدنية تطير في الفضاء الدولي و قد أعلن جهاز الرادار الخاص بها عن هويتها المدنية ببث رقم خاص محدد للطيران التجاري. لكنه عام 1988 حيث الأمريكيون يحرسون الخليج العربي بواسطة حاملة الطائرات الأمريكية المجهزة بأحدث الصواريخ و التكنولوجيا.
و بينما الحاملة الأمريكية في مطاردة لمركب إيراني صغير يهاجم ناقلات البترول العراقية التي تحمل النفط العراقي لأرجاء العالم ، فوجىء قائد الحاملة الأمريكي بالطائرة التي التقطها جهاز الرادار الخاص به ، الترقب و التوجس و التأكد من كونها طائرة مدنية أو حربية يأخذ عدة دقائق من القائد قبل أن يصرخ البحار المخول بالتقاط بيانات الطائرة الإيرانية : إنها تهبط نحونا .
في الحال يفترض القائد الأمريكي أنها طائرة مقاتلة على وشك أن تنقض على حاملة الطائرات الأمريكية و تدمرها ، يضغط زر إطلاق صاروخ يفجر الطائرة الإيرانية فتتهاوى محترقة في مياه الخليج و يُ*** ركابها المائتين و التسعون و يهز م***هم العالم.
تبدأ الولايات المتحدة تحقيقًا لتكشف فيه كيف ظن القائد أن الطائرة المدنية طائرة حربية و لماذا أطلق عليها صاروخًا دمرها.
يقول القائد أنه كان متشككًا في أمر الطائرة طوال الوقت و لم يطلق الصاروخ إلا حين تأكد له أن الطائرة تنخفض مهاجمة الحاملة.
تراجع لجنة التحقيق بيانات الطائرة الإيرانية المسجلة الكترونيا في سجلات حاملة الطائرات. البيانات تشهد أن الطائرة كانت تصعد للارتفاع المقرر لها بعيدًا عن حاملة الطائرات لكن الرعب خيل للبحار المخول بقراءة البيانات أن ارتفاع الطائرة في تناقص فأساء قراءة البيانات و أخبر القائد بمعلومات مغلوطة أدت للقرار الخاطىء الذي أصدره القائد.
تصدر لجنة التحقيق تقريرًا تذكر فيه أن القائد بنى قراره على المعلومات المتاحة له و بذلك لا يعد مخطئًا. في الواقع يتم استقبال طاقم حاملة الطائرات عند عودتهم للولايات المتحدة استقبال الأبطال و يحتفى بهم رسميًا و شعبيًا و يقلد القائد وسامًا.
يغفل التقرير الأمريكي نقطة هامة تنقض البراءة التي منحت لطاقم تلك السفينة ، ذلك أن حاملة الطائرات في مطاردتها للقارب الإيراني المهاجم خرجت من المنطقة المأذون لها التواجد فيها و توغلت في أعماق المياه الإيرانية بينما كانت الطائرة تسير في مسارها المرسوم لها بدقة بحسب الاتفاقات و المعايير المتفق عليها.
لا يندمل الجرح الإيراني و لا تقر أعين أهليهم بعد موتهم . و تتطاول الحرب بعد ذلك سنين تحصد البرىء و المذنب حتى تُطوى هذه الصفحة.

القيصر2015 19-11-2011 04:22 PM

رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائع

المفكرة 28-11-2011 07:05 PM

جزاكم الله خيرًا.

المفكرة 28-11-2011 07:06 PM

عسل
في عمق الغابة المطيرة في أحد أقطار أفريقيا ، ينوي الرجل أن يتسلق شجرة مرتفعة ، يقول الرجل : إن كنت تود أن تتسلق شجرة عالية فانزع الخوف من قلبك. في أعلى الشجرة جائزة ثمينة ، خلية نحل تغص بالعسل. السكر هنا نادر لذلك فإن العسل ثمين ، يستحق أن يتسلق لأجله عدة ساعات ليحضره لعائلته.
مبدأ التسلق يستعين بحبل سميك يلفه حوله و حول الشجرة ثم يتركه حين يصل الفروع الأدق من الشجرة و يبدأ بالمشي عليها دون حزام أمان.
يشعل مساعده على الأرض كومة من أوراق الأشجار حتى يتصاعد منها الدخان ثم يرفعها بحبل آخر . على قمة الشجرة المرتفعة ، يستعين الرجل بكومة الورق المشتعلة كي يهدأ من روع النحل و يقلل من لسعاته.
رغم اللسعات يمد يده و يأخذ خلايا العسل و يرسلها في سلة صغيرة لأسرته التي تنتظر أسفل الشجرة في أمان الأرض.
تعلق الزوجة على شجاعة زوجها أنه الأفضل لأنه دومًا ما يحضر لها العسل الطيب.
على قمة الشجرة يتذوق الرجل العسل و النجاح في إطعام عائلته و كسب مكانته الاجتماعية في قريته!
************

mfa1 28-11-2011 09:46 PM


صوت العقل 29-11-2011 05:48 PM

جزاكى الله خيرا على القصص الرائعة والشيقة ..

المفكرة 01-12-2011 07:22 PM

الإخوة و الأخوات الكرام ، جزاكم الله خيرًا.

المفكرة 01-12-2011 07:55 PM

حريق
كان قائد الطائرة الإنجليزية يوشك على الإقلاع بها بعد أن اكتسبت الطائرة سرعة على الممر عندما أدرك أن الطائرة بها خلل ما لن يعينه على الطيران بها بسلام حتى نهاية المطاف لذلك أخبر مساعده أنه سيتخلى عن محاولة الإقلاع تلك و يتوقف على أرض المطار حفاظًا على سلامة الطائرة و المسافرين عليها.
هبط القائد على الممر مجددًا ثم أمر مساعده أن يستخدم فرامل الإيقاف لإيقافها على الممر. اشتعلت ألسنة اللهب بالطائرة . لم يتمكن المضيفون من فتح كل الأبواب لذلك تزاحم الركاب على باب واحد ضيق. إخلاء المئات من الطائرة استغرق خمس دقائق ، استعرت خلالها النيران و التهمت الطائرة بالكامل و تسببت في وفاة العديد من الركاب في مقاعدهم قبل أن يتسنى لهم فرصة الهرب.
ما بدأ بعطل صغير لم يبدُ خطيرًا انتهى باحتراق الطائرة بالكامل و *** الكثير من ركابها في خمسة دقائق!
بحث المحققون عن أسباب الدمار الشامل الذي حاق بالطائرة سريعًا . سجلوا في تقريرهم عوامل كثيرة أدت لتلك المأساة منها ضيق المخرج و تدافع الركاب مما استغرقهم وقتًا طويلا للخروج من الطائرة ، الحرارة الشديدة أدت لتفاعل الكيماويات الموجودة في أغطية المقاعد و الستائر ، تفاعل نتج عنه دخان كثيف و غازات سامة تحالفت ل*** العديد من الركاب في مقاعدهم قبل أن يتمكنوا من الخروج.
أما ما أساء للحريق فهو التفاف قائد الطائرة يمينًا خروجًا من الممر الرئيسي تجاه ممر فرعي بعيدًا عن مسار الطائرات الأخرى ، عندها عانقت الرياح الطائرة و التفت حولها و حولت الحريق لشعلة قاتلة عجز رجال الإطفاء عن إخمادها لعدة ساعات!

المفكرة 13-03-2012 09:57 PM

أبوللو 1
تحدد اطلاق بعثة الفضاء الفضاء أبوللو 1 في فبراير 1967 ليصل البشر إلى سطح القمر و اختير لها ثلاثًا من أفضل رواد الفضاء في وكالة الفضاء الأمريكية . روجر تشافي ، إد وايت و ثالثهم جاس جريسوم المرشح ليكون أول رجل يسير على القمر . واصل الجميع العمل معظم ساعات اليوم لإتمام المهمة حتى بقي شهرًا على إطلاق المكوك. المرحلة النهائية للاستعداد تم بمناظرة الانطلاق ، وضع رواد الفضاء في حجرة مناظرة للمكوك مزودة بتيار كهربائي خاص بها و محاطة بكتلة ضخمة من غاز الأكسجين النقي لتحدث ضغطًا شديدًا مناظرًا لظروف الانطلاق من الأرض.
شرارة في سلك تالف تحترق مع الأكسجين فيتحول المكوك لمشعل ناري يودي بحياة رواد الفضاء الثلاثة في ثلاثين ثانية.
أجلت وكالة الفضاء الأمريكية الرحلة عشرين شهرًا ريثما أجرت التحقيقات و عدلت تصميم المكوك. الحادث كان العامل المساعد الذي جعل الجميع يجتهدون في وضع رجل على القمر و يؤدون عملهم باتقان . فقط أن تلك التعديلات لم تغير حقيقة أن رواد الفضاء الثلاثة انتهت رحلتهم الأرضية فجأة في ثلاثين ثانية فقط.

riri cat 14-03-2012 12:18 AM

قصص روعه بجد
تسلم الايادى

المفكرة 14-03-2012 04:51 PM

جزاكم الله خيرا و وفقكم لما يحب و يرضى.

رحييق 20-03-2012 01:14 PM

جزاك الله خيرا

وللحياة بقية 04-12-2012 07:21 PM

شكرا على مجهودك جميلة جدا الفكرة :078111rg3:

youssef darwish 20-12-2012 12:39 AM

جزاك الله خيراً


:078111rg3: :078111rg3: :078111rg3: :078111rg3:

المفكرة 21-10-2014 09:05 PM

جزاكم الله خيرا و وفقكم لما يحب و يرضى.


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 01:08 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.