بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   أرشيف المنتدى (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=513)
-   -   غدير ... سقيا من خضم الحياة (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=138776)

صوت الامة 16-08-2009 08:07 PM

ما شاء الله عليكى اختى المفكرة
دا ئما كدا بتهدينا كلام جميل
ودا ئما بتمتازى بمواضيعك
موضوع جميل جداااااااااااا
وكلام راائع جداااااااااااا
ربنا يبارك فيكى يا رب
واسف لو كنت اتاخرت على الموضوع
متاااااااابع معاكم ان شاء الله
وفى انتظار البقية

I promise you 17-08-2009 05:10 AM

كل التقدير على روحك العطرة
وكلمتاتك العابرة
ما أجمل تلك لحظاتك الرقيقة
و التى لم تخلو من اللحظات المؤلمة
ولكنها تأخد الفؤاد الى عالم ثانى
عندما يسمع صمتك وكلامك
جزاك ِ الله خيراً >> المفكرة >>
وبلغنا وإياك ِ وكل المسلمين شهر رمضان
اللهم آمين
دمتى فى طاعة الرحمن ..

المفكرة 17-08-2009 09:25 PM

كل رمضان و أنتم للطاعات أقرب
 
الزمن : نهار 29رمضان من العام الماضي :
يدق هاتفي بينما أنا نائمة ، أجيبه ذات وعي .
يصلني صوت إحدى مدرسات طاقمي تعلمني أنها تغيب عن عملها اليوم لظروف عائلية ، و أن لديها الحصة الأولى في الصف الأول الإعدادي .
_ لا عليك ، أين توقفت في المنهج .
_ أبدأ اليوم الدرس الخاص بالتغير الكيميائي .
_ أعتذر بشدة ، لكن حقاً الأمر طاريء .
_ لا تشغلي بالك بأمر العمل ، أراك على خير بعد الإجازة .
أقوم مسرعة ، فالطابور على وشك أن يبدأ و هو لن يتأخر قبل أن تلحق به الحصة الأولى .
كنت أنوي المزيد من النوم ، حقاً جسدي تبخر في حنايا رمضان . لا بأس . هي لا تتغيب عن العمل ، أثق في حكمها .

أسد مكانها فأشرح الدروس في فصولها و أصحح الكراسات و الكتب و أعيدها للطالبات .
تمر بنا موظفة الإستقبال فتتمنى للجميع عيداً سعيداً فغداً إجازة سواء انتهى رمضان بثلاثين يوم أو أعقب اليوم التاسع و العشرين عيداً .
ثم تهمس في أذني ، تخبرني أن أحد المدرسات تعرضت لحادث سيارة شديدة تسبب في كسر عظامها و احتياجها لعملية جراحية مكلفة .
_ ترى من تلك ؟
_ لا أرغب في إحراجها بكشف اسمها . هل بالإمكان أن تساعديها و أن تنشري الخبر في القسم ؟ لا أعرف باقي المدرسات بالتحديد . سيكون للجنيه أثر وجداني .
أقطع ما بيدي وأخبر سكرتيرة القسم بما هو مطلوب ، تحضر ورقة فارغة و تغلق أطرافها بالدبابيس فتصبح ظرفاً ثم تمر بهن واحدة واحدة تخبرهن بما حدث و ترجوهن إضافة أي مبلغ للظرف (لاحظوا أننا نتبرع لمن لا نعرف مطلقاً) .
ألاحظ الظرف و هو يمتلىء بالخمسينات (هذه قطعة لا بأس بها من الراتب و نحن آخر الشهر).
أترك الظرف مع سكرتيرة القسم فالظرف ينقصه أموال من هن في حصص . تجلس السكرتيرة إلى الحاسب تنهي ملزمة الكيمياء . يتوافدن على الحجرة بعد الإنتهاء من أشغالهن . يسلّـمن فتخبرهن الخبر و تطلب منهن التبرع . ينتهي نصف اليوم مع اكتظاظ الظرف .
تشكو زميلة أن لديها إشراف على الطالبات أثناء الفسحة ، تعقبه حصتان , تعرض السكرتيرة أن تحل محل الزميلة المثقلة في إشراف الفسحة فتنزل الدور الأرضي الذي به الملعب ثم تسلم الظرف لموظفة الإستقبال .
يطول الجدل زمناً ، ترفض المدرسة أن تثقل أحداً بأعبائها بينما تلح السكرتيرة فهي على وشك إنهاء الملزمة . أفصل الخلاف : دعيها تحل محلك فدورها في إشراف الغد قد محته الإجازة .
ينتهي اليوم و الكل يتمنى لبعض أبهج الأعياد .
بالفعل كان عيداً منيراً ككل أعياد القاهرة المجيدة .
********************

احمد رضا 18-08-2009 01:35 PM

ما أجمل المشاركة
غالباً ما تظهر الأزمات الجانب المُنير من الإنسان
خصوصاً عندما يرتبط الأمر بحدث قد يحدث لأىٍّ منا
مثل الموت - الحوادث - الحزن - المرض
وما إلي ذلك ..
أو قد نري انفسنا في الجانب الآخر ..
الخُلاصة
الحقيقة أنني أشعر أننا لم نساعد احد يوماً ما
بل نُساعد أنفسنا
:)
كلماتك نقية رقيقة
لا حرمنا الله إبداعك

المفكرة 19-08-2009 07:46 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صوت الامة (المشاركة 1506018)
ما شاء الله عليكى اختى المفكرة
دا ئما كدا بتهدينا كلام جميل
ودا ئما بتمتازى بمواضيعك
موضوع جميل جداااااااااااا
وكلام راائع جداااااااااااا
ربنا يبارك فيكى يا رب
واسف لو كنت اتاخرت على الموضوع
متاااااااابع معاكم ان شاء الله
وفى انتظار البقية

السلام عليكم
ألاحظتَ نسائم رمضان العطرة تهب منذ يومين تقريباً ؟
لي يومين ، أمر بالحياة عابرة بينما رمضان ينادي حي على القرآن ، حي على الصدقات و الإطعام.

المفكرة 19-08-2009 08:02 PM

أشياء صغيرة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة i promise you (المشاركة 1507163)
كل التقدير على روحك العطرة
وكلمتاتك العابرة
ما أجمل تلك لحظاتك الرقيقة
و التى لم تخلو من اللحظات المؤلمة
ولكنها تأخد الفؤاد الى عالم ثانى
عندما يسمع صمتك وكلامك
جزاك ِ الله خيراً >> المفكرة >>
وبلغنا وإياك ِ وكل المسلمين شهر رمضان
اللهم آمين
دمتى فى طاعة الرحمن ..

أشياء صغيرة ..
هذه فكرة الحصة التي ابتكرتها كي أنصت لطالباتي بعيداً عن الدروس .
لكل منكن دقيقة كي تتحدث فيها عن شيء صغير يزين يومها و لن تحس إلا عند فقده .
لأبدأ أنا :
ساعة أقضيها على النت ، قررت أن لا أكتب فيها ما يتكرر نعرفه بداهة بل أفكر أعمق و أنشر ما مر بهذا الضمير على الملأ .
ثم خطر ببالي أن أكتسب منه رزقاً واسعاً فاتجهت لمالك الملك الرزاق الواسع العليم . قلت أكتب ما يرضيه عسى أن يرزقني رزقاً عميماً . تعود علي مقالة بخير واسع دون وساطة بشر ، أستثمره في يد من يضاعفه عشرة أضعاف إلى سبعمائة ضعف .


المفكرة 19-08-2009 08:08 PM

"بل نُساعد أنفسنا " ، صدقت
 
ما أجمل المشاركة
غالباً ما تظهر الأزمات الجانب المُنير منالإنسان
خصوصاً عندما يرتبط الأمر بحدث قد يحدث لأىٍّ منا
مثل الموت - الحوادث - الحزن - المرض
وما إلي ذلك ..
أو قد نري انفسنا في الجانب الآخر ..
الخُلاصة
الحقيقة أنني أشعر أننا لم نساعد احد يوماً ما
بل نُساعدأنفسنا
من يبخل فإنما يبخل عن نفسه .
رمضان في الأجواء ينادي حي على الصدقات ، حي على العطاء .
ربنا يسر لنا الصيام و القيام و بارك بهما الأنفس .

المفكرة 19-08-2009 10:32 PM

الكلمة الطيبة صدقة
 
- بارك الله في ولديْك - ولديْ أختك - وسلّمِي لي عليهما - خصوصاً يوسف سميّ ولدي الحبيب

_ غالباً ، ستحضر نهاية الإسبوع لي الولدين و عندها يصلهم سلامك ، و بخاصة يوسف .
مشروع قصة طويلة ربما أكتبها ، ربما أرويها لنفسي سراً بعيداً عن الجموع .
*******
حوار طيب دار بيني و بين زميل لي في موضوع بمنتدى كنت أشارك به .

إليكم ثمرة ذاك الكلام الطيب ، غضة هنيئة .
****************
يدق جرس الإنصراف فأهم بالخروج من مدرستي . يستوقفني رنين هاتفي الجوال . هذه أم يوسف تطلب مني إحضار الأولاد من المدرسة . ليان حرارتها مرتفعة ، لذلك لن تترك المنزل .
_ بالطبع .
يعتريني القلق و أنا في الطريق إليهم ، الولدان يكبران و المدارس تمتلىء بالغث و السمين . و الردع قليل و الطبطبة كثير . كثيراً ما يقلدان ما يدور حولهما بلا تفكير .
يوسف بالذات له عدة مفاتيح ، بعضها يفتح أبواب السفه ، بعضها يفتح أبواب انضباط و رعاية . لكن المفاتيح تختلط علي كثيراً ، فلا أعرف كيف استخدمها !
أصل إليهما و أنا أتذكر السلام الذي طلب أبو يوسف إيصاله للأولاد ، أتساءل بم يرد يوسف على سلام غريب لا يعرفه ؟
في طريقنا إلى المنزل، أبلغ يوسف سلام أبي يوسف فيسألني مزيد تفاصيل فأخبره عن المنتدى على النت .
كلمة سلام يتفاعل معها ، يشعر معها أنه مهم ، تكسوه الجدية أدباً . يخبرني عن برنامج لمماثلة الطيران يلعب به على النت . يتخذ وضع الطيار فيناور بطائرته عبر السحب و المطبات الهوائية ثم يخفض السرعة و ينقص الإرتفاع ليهبط على الممر ، يغلق المحرك ثم يوقف طائرته . يحكي لي بفخر و ثقة أنه سيصنع محركات الطائرات و يختبر عملها في المستقبل . استمع إليه بانتباه .
_ عليك أولاً أن تتعلم القراءة و الكتابة . أقولها بلا اكتراث كأن الأمر لا يعنيني .
يوسف بلغ العاشرة و الصف الخامس و لا يحسن القراءة و تركه لها قليلاً يجعل الحروف لغزاً مبهماً .
****************
رنين هاتف آخر في الأمسية :
_ ما رأيك لو أذاكر معك ؟
يوسف يقفز من كرسي لآخر ثم إلى الطاولة البعيدة ثم يمر على كل الحوائط فيمسحها بيديه الملوثتين ، فتستدعي زيارته ضيق نفسي و زهقها . لا يحضر الزمن الحالي أي تفاهم .
أما الكتب المدرسية فهي لا تلفت إنتباهه و لو لبضعة أسطر .
علي أن أسمعه أكثر مما يسمعني . الصفحة نقضيها في ساعة .
فكر الوزارة الرسمي في التعليم لا يوافق ذوقي ، سيبهج يومي أن يخسف زلزال به الأرض . اللهم آمين .
أنسى ذلك كله في لحظة نور و أمل من المولى .
_ موافقة .
نذاكر يومياً على مدى إسبوعين في وئام ، كنز لا يقدر بثمن .
بعد أن فقد أهل البيت أمل صلاحه و أصابت سود فعاله أعصابهم برهق (سواد رماد ورق محترق كي يحترق المكان مثل أفلام الكارتون !)
أخي الكريم ، جزاك الله عن أهل البيت كل خير .
ربحت الجولة الأولى بمساعدتك .
*******************
(سلمي لي على يوسف .)
كلمـ(سلام)ـة تهدي البيت السلام و تلقي ابني في حجري بعدما أصابني العجز عن تأديبه بشلل عقلي بغيض .
كلمة بسيطة ! هذا ليس أقل و لا آخر فعالها .
أكشف لكم عمّـا قريب بعض أبعاد حكاية بدأتها كلمـ(سلام)ـة . حكاية عند ربي منتهاها .
*******************

المفكرة 20-08-2009 09:15 PM

ثورة
 
انقض ملفاتي هذه الأيام بحثاً عن حل فلا أجده ، أعيث بملفاتي حذفاً . فيستوقفني ما يوحي عن أحدهم يقف عند هذا الموضع تلزمه خريطة ليمضي أبعد. أنشرها لأجل أمثاله

المفكرة 20-08-2009 09:25 PM

نكتة
 
نكتة
_ تستوقفني ..... أين تذهبين ؟ المرور من هنا ممنوع .
تلمح في عيناي سحابة غضب تتجمع ، من تلك التي تجرؤ تحدثني بهذه اللهجة ؟
_( سأصلي ثم أعود لتصحيح الإمتحانات . )

_تمعن النظر في وجهي ، فتكتشف الحقيقة .
تعتذر لهجتها : ( حسبتك طالبة ، ممنوع عليهن المرور هنا . )

تنفرج أساريري : أخاطبها و أنا اتحرك مبتعدة : (تخطو إلىّ الأربعين على عجل .)
تضع أصبعها على فيها ، تطالبني بالصمت . لكأنما هي فضيحة علىّ أن أداريها .
_ أكمل : ( تلحقني بعد شهر و نصف . )
لي فترة لم أتعرض لهذا الموقف ، تذكرت الأعداد من المرات يقال لي فيها في أي عام دراسي يا حلوة فأقول أبلغ من العمر الثلاثين! و أعمل منذ عدة سنين ، نضارة وجه لا يضع الماكياج ، حيوية جسم يكثر الصلاة ، يسرع للمساعدة حيثما استطاع .
الآن الأربعين على المشارف ،حين تأتي سأخبركم ، أخبرنني عنها الكثير ، أظنهن على حق ، لكنني فقط أقول ما أعرف ، ما لامس جلدي و ثنى عظمي ، أعرفه التصق بي لم ينفصل عني .
ظننتم أنكم ستضحكون ، مؤكد ما مضى أخبركم ماذا أكون .
********************

المفكرة 23-08-2009 10:50 PM

قل لي ماذا تقرأ ، أقول لك كيف تفكر
 
كاتب و أديب و قارىء مميز ، يطلب من الشباب في منتدى آخر أن يصفوا تأثير كتاب عليهم و وقعه في النفس .
التالي كان إضافتي :
كنت في السابعة حين وقعت في يدي بعض ألغاز المغامرين الخمسة (تختخ و عاطف و محب و نوسة و لوزة ) تلك التي تحولت إلى مسلسل كارتوني منذ عدة سنوات . قرأت معظم حلقاتها في العامين التاليين من عمري .
بعدها صار كل مكان مسرح جريمة ، و كل البشر مشتبه بهم . صرت أخبىء أفعالي بحرص شديد و أعيد الأشياء لأمكانها بعد الإنتهاء منها حتى لا تنكشف الجريمة الكاملة .
خفاء لازال يلازمني هو أوضح خصائصي . و حين يصطدم البشر بي (و أنا الصدام جزء من خريطة يومي) يدهشهم أن هذه النمنمة لها تلك القوة و الحيوية (يهملون من يحسبونها خاملة بلا طموح ، لكنهم لا يدركون أن رفعة الدنيا فراغ و هناك طرق علوية تفضي لأبواب خير لا علم لهم بها ).
في الثانية عشر من عمري أجد في مكتبة أمي كتاب عبقرية عمر (رضي الله عنه) لعباس محمود العقاد . يستعصي علي ما خطته يد العقاد ، يبدو مبهماً ، لكن فعل سيدنا عمر الجلاء كله . أتخذ منه قدوة فتعرضني تلك الصلابة للمشاكل فأتحملها لأن قدوتي كان صلباً فلا أبالي بالأذى .
تحضر الرابعة عشر فهم العقاد فأقرأ عبقرياته إلا كتاب عبقرية سيدنا محمد (صلى الله عليه و سلم) . يكون العقاد رفيق أيامي و يكون لي بعض تراص منطقه العقلي القويم .
عند الخامسة عشر أقرأ كتابه عن الإمام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه و أقرأ كتاب أهل بيت النبي (صلى الله عليه و على آله و صحبه الكرام) لجودة السحار فينقلب مزاجي كئيباً بدرجة سوداوي و أعتزل البشر مطولاً وقت ارتديت فيه طرحة و ثوباً طويلاً فأكون كمن أتت أهلها بالعار . ذلك أول الثمانينات حيث النساء يرتدين الحجاب يكتشفنه مجدداً فتعاني البيوت و يدخلها جدل عنيف حوله .
السادسة عشر تشتري لي كتاب (المرأة في القرآن) للعقاد ، فتحسم علاقتي به مطلقاً . كتاب خطه هوى العقاد و علاقته الشخصية بالمرأة من وجهة نظري . تزعجني أفكار الكتاب و لا اتفق معها مطلقاً (ابنة السادسة عشر ليست إمرأة بعد و لا تعرف عن عالم الرجال إلا القليل . لكن الزمن لن يصالح بيني و بين العقاد مجدداً و لن أحفظ له جميله فيما أهداني من أسلوب فكر صبغني حينها . )
تقع بين يداي روايات أجاثا كريستي مترجمة فتأسرني و يعود لي مزاجي الحريص على التفاصيل (أمر لا يفارقني ) .
تحضر الجامعة أفضل ما قرأت (عبقرية سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم للعقاد) ، يعتريني الخشوع زمناً طويلاً ، أحبه حقاً و أحس بقربه و أناجيه و أغض بصري ، يحفظني قربه في الجامعة و الإختلاط حولي و التيارات السياسية و الصوفية المتلاطمة فيمر ذلك إلى جواري يكاد يكتسحني ، لا يجرؤ لهيبة رسول الله صلى الله عليه و سلم .
الجامعة تحضر لي كتب الكيمياء الحيوية الأمريكية . حيث العلم يكشف ما يجري في الخلايا البشرية . يصفون وجود الكائن الحي على مستوى أقل من الميللمتر (ألفي خلية حية تستغرق حجماً كحجم النقطة . أما قطرة الماء فتحتوي 30 مليون مليون ذرة!) . أقابل صفات خالقي كما أثنى على ذاته العلية يصفه بها أهل الشرك كما خلق بني البشر.
يتملكني الوجد لربي مالك الملك ذي الجلال و الإكرام ، يحجب عني السوء ، يشغلني ربي عن البشر حولي و من وجد الله ماذا فقد ؟ لا شيء .

المفكرة 24-08-2009 09:01 PM

من وحي عرفة
 
مناجاة (كتبتها ليلة عرفة)
أحني جبهتي لخالقي ، يتبادر التسبيح لذهني فأسجد ليلاً طويلاً ، اسأله باسمه الأعلى الواحد الأحد الفرد الصمد الكريم الحليم مالك الملك ، ذي الجلال و الإكرام الحي القيوم المتفرد بالعزة و الجبروت ... أسأله باسمه الأعظم الذي هو أعلم به مني ، لا ترد منكسرة عنك .
ادعوك باسمك الأعظم الذي تجيب به دعوة مضطرة و تعطي محتاجة ، اسم رحمتني بذكره أن تفرج الضيق الذي يشملني .

اكسر سجن عقلي ، لا أبالي بتلك الحلة خرقها البلى ، لكن الروح يا واحد أرهقها هذا العور ، و النقص بتلك الحلة أحالها سجناً يعصر لا فكاك منه إلا بك ، أنت أدرى بي مني ، أسألك ما تعرفه و لا أعرفه .
أحدهم دس اسمه بين طيات الذكر ، علم أن طيفه سيلفت انتباهها ، أصلحه و لا تكله إلى نفسه طرفة عين .
ننام و عينك تكلأنا ....... سأصحو على اسمك يشكل وعيي ، صلاة تلو أخرى ، تتبدل بها كل ذرة تشملني . (نفحات ألقاها لنفس معذبة قالت له ائذن لي بذكرك)

****************

المفكرة 27-08-2009 04:30 PM

لا إله إلا الله عليها نحيا و عليها نموت
 
اعتدت إلقاء السلام على العم الطيب كلما عبرت بوابة المدرسة . أراه يحنو على طفل صغير يساعده على حمل حقيبته . معالم وجهه بها وداعة محببة . يذكر الله ما استطاع . يرفع صوته : لا إله إلا الله عليها نحيا و عليها نموت و عليها نلقى الله . يذكرني برب أحبه ، أتمنى لو أكثرت من ذكره مثل الطيب ، أصاب ما أطمع فيه .
نفتقده فنسأل عنه .... أصابه السرطان في مقتل ، نزوره .
تقف بجوار فراشه و هو يتمتم : لا إله إلا الله عليها نحيا و عليها نموت و عليها نلقى الله .... تأخذه الغيبوبة لعالمه ثم تعيده اليقظة لعالم الأحياء : لا إله إلا الله عليها نحيا و عليها نموت و عليها نلقى الله ، يسترد المولى الحياة منه بينما يفيض لسانه بها : لا إله إلا الله عليها نحيا و عليها نموت و عليها نلقى الله ، تقف جوار فراشه تراقبه .
تتعلم الدرس ، تصاحبها لا إله إلا الله عليها نحيا و عليها نموت من الزمان شهراً ترددها بإخلاص تستوعب لها معنى لم يرد ببالها من قبل . فقه من طبّـق فأصاب المراد .
**********************

المفكرة 29-08-2009 11:57 PM

صباح العمل .. صباح الجمال و الأناقة
 
صباح العمل .. صباح الجمال و الأناقة
أعمل بمدرسة يمتلكها رجل دؤوب ، سواه الدأب صاحب مدرسة و أخرى . ينمو ماله و عمله و رعيته فيربو موظفوه على الألف .
و الآن يزيد الإتساع سعة فنضيف طاقماً جديداً للتدريس . يتعين علي أن اختار مدرسة جديدة تعمل في قسمي . تتقدم للوظيفة المتاحة شابة في أواخر العشرينات بلا خبرة في التدريس لكن شهادتها العلمية تؤهلها للوظيفة .
تثبت جدارة على من تقدمن فتستحق الوظيفة .
تلفت انتباهي بأناقتها ، بدلة سوداء تبرز جمال قوامها و طرحة جميلة تخفي شعرها.
الفت انتباهها على أننا لا نرتدي بنطلونا في العمل فتأتيني تالياً بجيبة متسعة و بلوزة.
كان ذاك قبل بداية يوليو أي نهاية العام الماضي .
********************
يمنحنا أغسطس بداية عام جديد فأجدها معنا .
تأتيني مرتبكة ، تحكي لي عن مشكلة ، تقول برجاء لا يضايقك كلامي .
تخبرني أنها علمت بوجوب ارتداء ثوب في العمل مع طرحة غير مزخرفة. أمر لا يقبله والدها الذي قبل الطرحة بصعوبة . تحكي عنه أنه رجل مسن في الثمانين و أنها لا تحب أن تغضبه لأنه مريض .
أترفق بها فانصت و افكر باحثة عن حل ، مؤكد أفهم ما تمر به فقد أحضر الحجاب زوبعة خلاف مع والدي . خلاف طال بيننا زمناً خلته الأبد حتى رحمني الله من ذلك كله .
فأبناء زمن زعموا له الجمال جملوا حياتنا بمبادىء لا تعرف للحرية هامشاً ، قلق يجر خلاف ، يحضر معه القذى فيملأ العيون عمى و يثقل الأنفس حزناً .
جذر شيطاني ، أحسبني خلعته فأجده يتجدد حتى تجتثه يد المولى فنرتاح جميعاً .

افكر في حل عملي حتى لا يعصرنا عناد الرجال : أب كبير لا يعجبه الحجاب و صاحب عمل لا يعجبه ارتداء البنطلون و الجيبة في العمل .
أقول ما عليك لو وضعت ثوبك في حقيبة و ارتديته في المدرسة ، ثم خلعته بعد يوم العمل حتى يأذن الله بتغيير ذلك كله .
تقول لي إنها ستفكر في الأمر و ستخاطب والدها بشأنه.
يربك هذا الأمر كلتانا .
تتردد في الإستمرار في عملها حتى تأخذ رأي أبيها .

أقول سأصلي و اسأل ربنا كيف نتصرف فالأمر حقاً عصيب بالنسبة لكلتانا .
لعل الطرف ناحيتي أيسر حالاً . اعلم أن أمامي خيارات أخرى غيرها إن هي قررت عدم الحضور غداً . عليها أن تحسم موقفها حتى اتصرف في ضوئه.

*************************
أصلي بعد العشاء فأطيل . استخير مولى بنا رؤوف رحيم . دينه اليسر ، لكن أخلاق عباده العسر . و إذ اسأله و أكل الأمر إليه وحده ، يفك كربنا .
يخطر ببالي أنني سأدبر أموري بغيرها .
بل أريدها معي طبعاً . مهنتي يرتبط فيها العمل بالشخصي رباطاً وثيقاً . ثم لماذا يحرموني من كل ما أحب؟ من حقي التشبث بما أريدهــ(ا) .
أحب لها ما تحبه لنفسها أن يكون لها شيء من اختيار بشأن وظيفتها .

أثناء الصلاة ، يلحقني ألم شديد لا أعرف مصدره.كأنما قيد يطوق رقبتي يكاد يسحقها ، انزعج منه فألجأ لربي لفكه عني .
تنتهي الصلاة فأتحسس رقبتي بيدي . لا ألم مطلقاً . ما هذا الذي أحسسته ؟
تنتهي الصلاة و أنا أدرك شيئاً ما .
*************************
أدخل فصل القرآن في اليوم التالي فابحث عنها .. لا أجدها . ينتابني القلق .
ينتهي الدرس فاتصل بها على عجل ، اطمأن عليها .
_ تعتذر أنها لم تخبرني أنها ذهبت تجهز الأوراق المطلوبة للتعيين.
_ لا عليك ، أقلقني غيابك . لذلك أطمأن عليك .
_ متفائلة خيراً بشأن موافقة أبي على ارتدائي ثوباً .
***********************
يحضرها اليوم الثالث بثوب أزرق ذو نقوش و حافة مزخرفة أنيقة يزينها فيزيدها بهاء .
تبهر الجميع بأناقتها و ذوقها اللطيف فيقبلن عليها مهنآت .
لكل من يحبون النهايات السعيدة : تالياً ، تتبوأ مكانها في العمل تكلؤها عين الرضا .
***********************

المفكرة 01-09-2009 10:20 PM

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
 
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، صيحة ملهوفة من قلب العتمة .
ترى كم من المرات قالها حتى لفظه الحوت على أرض ؟ و كم مرة شهق بها و خرجت في زفيره قبل أن ترسله إلى مئة ألف أو يزيدون؟
_ ليس كثيراً ...... يوماً أو بعض يوم منذ أن كتبتها .... انفكت أمور من تلقاء ذاتها .
_ و لكن العتمة لم تزل بعد ، بالكاد أبصر ما حولي .
_ لا بأس ، الصبر ... لا يتعلق الأمر بك وحدك لو تعلمين .

المفكرة 05-09-2009 07:22 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المفكرة (المشاركة 1527233)
كاتب و أديب و قارىء مميز ، يطلب من الشباب في منتدى آخر أن يصفوا تأثير كتاب عليهم و وقعه في النفس .
التالي كان إضافتي :
كنت في السابعة حين وقعت في يدي بعض ألغاز المغامرين الخمسة (تختخ و عاطف و محب و نوسة و لوزة ) تلك التي تحولت إلى مسلسل كارتوني منذ عدة سنوات . قرأت معظم حلقاتها في العامين التاليين من عمري .
بعدها صار كل مكان مسرح جريمة ، و كل البشر مشتبه بهم . صرت أخبىء أفعالي بحرص شديد و أعيد الأشياء لأمكانها بعد الإنتهاء منها حتى لا تنكشف الجريمة الكاملة .
خفاء لازال يلازمني هو أوضح خصائصي . و حين يصطدم البشر بي (و أنا الصدام جزء من خريطة يومي) يدهشهم أن هذه النمنمة لها تلك القوة و الحيوية (يهملون من يحسبونها خاملة بلا طموح ، لكنهم لا يدركون أن رفعة الدنيا فراغ و هناك طرق علوية تفضي لأبواب خير لا علم لهم بها ).
في الثانية عشر من عمري أجد في مكتبة أمي كتاب عبقرية عمر (رضي الله عنه) لعباس محمود العقاد . يستعصي علي ما خطته يد العقاد ، يبدو مبهماً ، لكن فعل سيدنا عمر الجلاء كله . أتخذ منه قدوة فتعرضني تلك الصلابة للمشاكل فأتحملها لأن قدوتي كان صلباً فلا أبالي بالأذى .
تحضر الرابعة عشر فهم العقاد فأقرأ عبقرياته إلا كتاب عبقرية سيدنا محمد (صلى الله عليه و سلم) . يكون العقاد رفيق أيامي و يكون لي بعض تراص منطقه العقلي القويم .
عند الخامسة عشر أقرأ كتابه عن الإمام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه و أقرأ كتاب أهل بيت النبي (صلى الله عليه و على آله و صحبه الكرام) لجودة السحار فينقلب مزاجي كئيباً بدرجة سوداوي و أعتزل البشر مطولاً وقت ارتديت فيه طرحة و ثوباً طويلاً فأكون كمن أتت أهلها بالعار . ذلك أول الثمانينات حيث النساء يرتدين الحجاب يكتشفنه مجدداً فتعاني البيوت و يدخلها جدل عنيف حوله .
السادسة عشر تشتري لي كتاب (المرأة في القرآن) للعقاد ، فتحسم علاقتي به مطلقاً . كتاب خطه هوى العقاد و علاقته الشخصية بالمرأة من وجهة نظري . تزعجني أفكار الكتاب و لا اتفق معها مطلقاً (ابنة السادسة عشر ليست إمرأة بعد و لا تعرف عن عالم الرجال إلا القليل . لكن الزمن لن يصالح بيني و بين العقاد مجدداً و لن أحفظ له جميله فيما أهداني من أسلوب فكر صبغني حينها . )
تقع بين يداي روايات أجاثا كريستي مترجمة فتأسرني و يعود لي مزاجي الحريص على التفاصيل (أمر لا يفارقني ) .
تحضر الجامعة أفضل ما قرأت (عبقرية سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم للعقاد) ، يعتريني الخشوع زمناً طويلاً ، أحبه حقاً و أحس بقربه و أناجيه و أغض بصري ، يحفظني قربه في الجامعة و الإختلاط حولي و التيارات السياسية و الصوفية المتلاطمة فيمر ذلك إلى جواري يكاد يكتسحني ، لا يجرؤ لهيبة رسول الله صلى الله عليه و سلم .
الجامعة تحضر لي كتب الكيمياء الحيوية الأمريكية . حيث العلم يكشف ما يجري في الخلايا البشرية . يصفون وجود الكائن الحي على مستوى أقل من الميللمتر (ألفي خلية حية تستغرق حجماً كحجم النقطة . أما قطرة الماء فتحتوي 30 مليون مليون ذرة!) . أقابل صفات خالقي كما أثنى على ذاته العلية يصفه بها أهل الشرك كما خلق بني البشر.
يتملكني الوجد لربي مالك الملك ذي الجلال و الإكرام ، يحجب عني السوء ، يشغلني ربي عن البشر حولي و من وجد الله ماذا فقد ؟ لا شيء .

في الجامعة أتواجد في مكتبة كلية الشريعة في الكويت يومين أطالع كتباً لا تنتهي على كل شكل و لون ، شعر و أدب و سياسة ، لغة و فقه و يكون لي من قوة التذكر ما يجعلني احتفظ بخلاصة وافية مما قرأت .
ما بعد الجامعة أقرأ الأدب الإنجليزي بجوه القديم فيتحفني أدباؤه بجو رمادي يفوح منه المرض و الإكتئاب في وقت كان المرض حياتي و وجودي. أنام ساعتين بعد الفجر كي أصحو أكثر ألماً . يزيد ما أقرؤه النفس سواداً.
ماذا أضافت إلي روايات كتلك ؟ أحمد الله على نعمة الإسلام فمولاي رؤوف رحيم . فأنا أرفق منهم حالاً و أقل بؤساً . الأدب الإنجليزي يبدد الصور المثالية التي يرسمها من حولي للغرب ، يستقر في خلدي أن القوم في شقاء رغم كل ما هم فيه من نعيم مادي . يشتد التصاقي بديني . حكايات النعيم و العز الذي يحياهما الأجنبي لا تخدعني فهم أولى من يتحدث عن شقائهم .
الثلاثين تحضر لي تنتوفة صحة و قدرة على القراءة مرة أخرى و مجلة المختار الأمريكية (Reader's digest) بلغتها الإنجليزية الأمريكية .
أقرأها بنهم من الغلاف إلى الغلاف . أنتظرها شهرياً و أشتري أعدادها القديمة .
تبحث هيئة تحرير تلك المجلة في مقالات الصحف و المجلات الأخرى و الكتب و تنتقي منها وجبة رائقة تختصرها و تكثفها و تعرضها في مجلة من أكثر من مائتي صفحة بقليل يستمتع بها مئات ملايين القراء.
يدهشني حب البشر هناك و ولعهم بالحياة على أصلها ، أمر يعيد لي بعض الشغف بحياتي على علاتها .
السياسة بها قطرة (معظمه ترديد للدعايات اليهودية المشهورة) . باقي المجلة ينشغل بكيف يحيا انسان ما حياته و يتقدم فيها و يحدد مكانه و علاقاته بمن حوله فيجد سلامه الخاص الذي يقنعه بالإستمرار في الحياة.
تجيب المجلة سؤالاً هاماً : لماذا الأمة الأمريكية في قيادة العالم و مقدمته ؟
تبدو لي بعض أسباب ذلك في دأب البشر و شغفهم بحياتهم و عنايتهم بما حولهم . يذكر أحدهم بفخر كيف يحضر إفطاره و يخرج كيس القمامة فيضعه في المكان المخصص فيكتشف وردة جديدة تنمو في وسط الثلج ! مقالة هذا فحواها تطول صفحتين وسط إعجابي .
مقالة أخرى بسيطة تشكلني مجدداً .
الكاتبة محررة ناجحة في مجلة مرموقة ، و أم لصغيرين . تذهب في إجازة فتتسلق مع الأطفال جبلاً . يقنعها الجبل بترك وظيفتها و مدينتها المزدحمة لتصبح كاتبة في بلدة صغيرة حيث الطبيعة تطل على كل شباك مفتوح و الأولاد يكبرون تحت سمعها و بصرها .
بعدها صرت أهتم بكل ابتسامة و نظرة عين و نبضة قلب أرسمها بعناية قبل أن أعرضها لمن أحب.
أحد كتب هذه المجلة ذو فضل علي . الكتاب يدعى (أقسى مدرسة على الأرض) و كاتبه ضابط عسكري أمريكي يطمح في الإنضمام لفريق القوات الخاصة التي تنفذ عمليات الإغتيالات و العمليات السرية في مجموعات صغيرة تحت ظروف لا يطيقها الجسم البشري.
امتحان القبول في هذا التنظيم به مجموعة من التحديات الجسمانية و النفسية و العقلية و يشمل الإنضباط ضمن فريق .
تحدي يترك له الطعام و النوم و يواصل جهده مهما بلغ من الإجهاد على مدى أسبوع .
أشعر بالتحدي و النقص أن أكون أقل ممن لا قضية له سوى علو بلده على العالمين .
أضع صورته العقلية إزائي طوال العام وأقبل تحديات بالغة في عملي فتكون سنة عسيرة ، يصل فيها الجهد مداه ، فأعمل من ستة إلى سبع ساعات يومياً ضمن إجهاد عقلي و نفسي و مرض و حمى تأخذ الحياة من الحياة كل بضعة أيام . أوفر كل جنيه من عملي و أرسله لحساب للأهل في فلسطين يدعم صمودهم . و أفخر بنفسي إذ صمدت في هكذا تحدي عاماً لا أسبوع ، بالكاد يقر في جوفي طعام ، لا أنام حيث الجهد يبلغ مني مبلغه) ، أبقى طوال الليل أدعو المولى فلا قبل لي إلا بطرف من صلاة .
ينتهي العام كاشفاً لي مخالفات كثيرة في عملي . و يبدو لي بجلاء تعارض أهدافي مع من حولي . و لن يشاء المولى أن يكتمل عملي في المكان فانتقل لعمل جديد أيسر ، و يطبق علي المرض فلا أتيقظ أكثر من ست ساعات و أنام جزء كبير من الإجازة .
أود لو أحسد كل قارىء يقضي وقته مراوحاً بين الكتب لكنني أشكر لكاتب المقال تذكيري بأيام شغلتني فيها القراءة عن كثير . لازال عقلي يذكر هكذا متعة .
أما الآن فالرضا بعض نسيج أعصابي . و قد بلغت أشدي بفضل خالقي العظيم و و استخلفني مولاي في الأرض . و بوسع أفعالي أن تملأ كتاب الحياة أسطراً عوضاً أن أكون ضيفة على فعل غيري ، لذلك أترك لكل قارىء عتيد عالمه تثريه القراءة و أنسحب إلى عالمي أدبر ما يجعلني أحوز القلوب .
ماذا نضيف للكيك هذه المرة كي نغيّـر المكان و البشر غداً ً؟

بندق__2007 05-09-2009 09:08 PM

موضوعك انا من متابعيه و لي الشرف

حقا و صدقا ما تكتبه أتعلم منه

فأنت اسطورة فى الأخيلة وا لتصويرات و الألفاظ

أدام الله لك قلمك مبدعا ممتعا


المفكرة 06-09-2009 08:16 PM

جزاكم الله خيراً
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بندق__2007 (المشاركة 1566318)
موضوعك انا من متابعيه و لي الشرف

حقا و صدقا ما تكتبه أتعلم منه

فأنت اسطورة فى الأخيلة وا لتصويرات و الألفاظ

أدام الله لك قلمك مبدعا ممتعا


أكرمكم الله و رزقكم قيام ليلة القدر

المفكرة 06-09-2009 08:19 PM

عواصف
 
اجتماع
عصف ذهني (الياء نسبة للذهن) ، هذا ما أخذ المحاضر يتحدث عنه مع مفاهيم و نظريات الإدارة و التعليم .
عصف ذهني (الياء ضمير المتكلم) : لماذا لا يحبون أولادهم على هذا النحو ؟!
_ لأنهم لا يحبون أنفسهم !
_ و لماذا لا يطيقون ذواتهم يا مفكرة؟
_ لأنهم يجلسون في اجتماعات يتحدثون عمّـا حقه الفعل .. يتعارك الفعل و القول و لا ينسجمان !

***********
أواني الطعام فارغة و الصغار يتضاغون جوعاً ... رب البيت يقلب تيجان القش و أساور كهشيم المحتظر: أيها أقيم و أصلح للزينة ؟!!
***********
يعصف الموت بأيام العمر فيقتلع ما بقي من حياة من الجسد و يحيل قدرته هباء منثوراً.
***********
هذه بعض عواصف فكري أثناء اجتماعات الإدارة التعليمية.
***********

المفكرة 07-09-2009 10:43 PM

يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك
 
تلك حكاية عمري ،

ساخطة ما ملكني من أمر النفس ،

مقطوعة ، ممنوعة ، هنا سد و هناك عجز و وهن

و القدر يسبح بحمد الرب .

يخبرها أن العجز أداة و أن له استخدام ، لاحقاً ،

_ لا يهمنى إلا صورة كاملة ، غيرها لا أقبل ،

لسواها لن أنظر .

الزمن مدى يكمل فصول الحكاية و يزيدها فصل .

الآن تقف على أعتاب الحمد

لكنها

تسأل مجدداً و فيم ذاك القطع ؟

كما سأل موسى من قبل ،

يرتد إليّ البصر خاسئاً و هو حسير ،

_ آمني أن له الحمد .

يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك .

******************

المفكرة 11-09-2009 09:25 PM

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
 
أقف خارج سور منزلي في القاهرة الجديدة ، أناوله فاتورة الحساب و النقود .
أجادل : حسابك خطأ .
يعتري صوته ضيق ، بينما يخفي الليل ملامحه .
تعلو نبرة صوته سخرية : لماذا كلفت نفسك المشقة ؟ بوسعي الحضور إليك .
_ لا عليك ، الجو يدعو للمشي .
_ في مكان مهجور كهذا .
التفت بحثاً عن آدمي ، فلا أجد . اعتدت أن أخشى المكان في الليل ...
يستوقفني الحساب مرة أخرى : لا .
تبدد خوف و قلق عششا بالمكان طويلاً ، نور آلاف التسبيحات و الصلوات و الصدقات .
****************

المفكرة 03-10-2009 10:23 PM

سوا أحلى
 
سوا أحلى
الشخصيات الرئيسية مدرسة و كاتبة و حاسبان ، الخلفية ملبدة بالبشر .
محور الحكاية كتاب للأحياء للصف الأول الثانوي أعده لصالح تلميذات مدرستي ، غايته النبيلة أن تستوعب الطالبات مادة الأحياء ، بعيداً عن تزاحم المعلومات في كتاب الوزارة الرسمي الذي يملأه غياب التنظيم فراغاً.
الحكاية :
طالما تمنيت أن أعيد صياغة كتاب الأول الثانوي لأعطي المعلومات نسقاً يظهر عظمة الخالق و جمال الخلق و بهاء العلم . فرصة تقاصرت يداي أن تطولها قبلاً حيث إمرأة أقوى تستنسخ كتاب الوزارة ، تضيف له بعض العناوين ، تنقط فقراته و تضيف له بعض الأسئلة (و ذاك جهد بالغ لو تعلمون) .
يتزاحم البشر على المنهل يسقون ثم يقدم الزمن و يؤخر الأمنيات إلى أن يأتي دوري فأجده رائقاً صافياً فأنهل و أسقي . و الصبر حليف و رفيق عرفته على مدى الزمن . لكن أمر ذاك الكتاب أصابه بيأس فأستصدر جواز سفر راحلاً بلا تذكرة عودة و أنا أيضاً لم أعد أبالي و لا أنوي شيئاً ، وقفت صامتة على حافة الإستسلام .
********************

ثم تصر ناظرتي ذات الإرادة القويمة واضحة المعالم أن نضع للطالبات هذا الكتاب ، تلقي تلك الفرصة في طريقي ، أقضي وقتاً طويلاً أماطل حتى أدرك أنه حقاً على أن أبدأ في الفعل .
********************
للقسم كاتبة تكتب كل ما يخط لها مسودة بخط اليد على حاسب القسم . و قد اعتدت أن أثبت أفكاري في ذاكرة حاسبي الإلكترونية دون المرور بوسيط من الورق و القلم .
لكن 110 صفحة و الكثير من الجداول و المعلومات و الصور مهمة تثقل علي ، و كتابته معضلة و الوقت يسرع نحو الفصل الدراسي الثاني قريباً . علينا أن نتقاسم المهمة كي لا ينتقض ظهرينا ، أنا و الكاتبة ، حاسبي و حاسب المدرسة .
لقطة :
كاتبة القسم ينتهي بها الزمن قرب الثلاثين من عمرها ، خريجة كلية التجارة . جاءت تبحث عن وظيفة تتعلق بالحسابات فوجدوا لها وظيفة في الكتابة على حاسب (حسب مبدأ : كله شغّـال) . مقومات الشخصية: هدوء ، و نباهة و إخلاص لرب العباد و ابتغاء مرضاته .
العيوب الشخصية : مهارات إجتماعية محدودة و تهيب من البشر .
مشاكل العمل : لا مهمة محددة المعالم ، لا حساب للزمن ضمن خطة العمل ، لا موهبة إدارية تقسم المهام على الأفراد فيقطع شعاع الليزر معدن الواقع تماماً كما هو مرسوم على لوحة التصميم .
يزيد السوء حملاً أن حاسباً واحداً يطعم رغائب 12 مدرّسة ، حيث الخطوات تلغي ما قبلها و تتخبط مع من بعدها ، المحصلة تقترب من الصفر !
يعترض عمل حاسب المدرسة سوء تنظيم ملفاته فيعترض على العمل دون سابق إنذار ، تحذير لبني البشر أنهم لن يتجاوزوا قوانين البرمجة الإلكترونية كأنها علاقات بين البشر . لكن كاتبتي النبيهة طوعت نشوزه فاستجابت مفاتيحه للمسات أصابعها طوعاً ، تنساب الكلمات المطلوبة على شاشته .
********************
تجربة 1
سأستخدم الكتاب الذي أعدته مدرسة الصف الأول الثانوي للأولاد و أريح نفسي من عناء كتابة كتاب بأكمله. أحصل على نسخة ورقية منها .. أقلبه طويلاً فلا تعجبني أخطاء الإملاء و أنه لا يختلف عن أخيه ابن الوزارة إلا قليلاً .
أعاود الكر و أطلب منها نسخة الكترونية من كتابها لأضبط بعض الأخطاء ثم أطبعه بعد التعديل .
تختلط ملفات الحاسب لديها ، بعد عناء تناولني ملفات مختلطة كي أفرزها فيضيع وقتاً ثميناً كنت أنوي توفيره ليوم حاجة .

أعدل النسخة الورقية فأزداد يقيناً أن صياغة المعلومات بوضوح أيسر طريق للفهم ، و أن أخطاء اللغة عبوات ناسفة تهدم سكنى المعاني . يمنع الردم المتبقي وصول الأفراد لبعضهم ، يتوهون بين الركام. أتساءل أيمكن أن تهدمَ الجسدَ ، تسكنه الروح فيبقى لأيهما وجود ؟
يرفض حاسبنا التعامل مع جزء كبير من ملفات زميلتي و يتعين علينا الكتابة مجدداً .

تجربة 2
أفتش النفس بحثاً : لم التلكؤ ؟ أمنيتك القديمة أن يصمم عقلك الكتاب توشك أن تتحقق ، لمَ تدفعينها بعيداً ؟ يعود بحثي بغبار أمنيات طال اشتياقي لها انتظاراً . فقط أن ما يتأخر لا يأتي لوقته ، يحل محله فراغات في النفـس و جروح تلتهب ثم تتعافى على نحو ما دونما حاجة لما سبق أن ظننته ماء الحياة .
تساءلني الحقيقة مجدداً : لماذا يتعين على الحياة أن تستجيب لهواك ؟ أي شيء أنت في مجرة فسيحة تسبح في فضاء كون لا متناهي بإحكام لا يختل ، بينما الخلل كل ما تصدره إرادتك . أتـظنين القدر أخطأ إذ حرمك فرصة كتلك قبلاً , يصر أن تمتلكيها الآن ؟
أراجع الحساب مرة أخرى (هذا ما توحي به نفسي لا غير) :
+ المعلومة لدي أكثر انتظاماً مما هو في الكتاب
+ حقي على تلميذاتي الإنصات إلي و العمل معي .
- الواقع ، تسحب كل طالبة عقلها بعيداً عني ، تعطي أذنها لغيري يكرر لها الكتاب و تلك التي يعلمها الكتاب العصري و الكتاب المتوج .
أيكون للقدر حكمة و حكم لو رفض البشر ما بين أيديهم ففرضه عليهم ؟!
حكم القدر أن يختار البشر ما هم عليه فيؤاخذهم به عدلاً .
حتى متى أحفظ و أحافظ على ملفات في عمق النفس ؟ أداريها بإحكام . تحول بين فعلي وبين البشر.
********************

الخلفية :
يتعين على كلا منا ، تلك التي تآخي الهدوء كل نسائم الحياة ، أن تعمل بين الضجة و خلالها تجاه الكتاب . تقطع نبضات الأعصاب كل صغائر البشر و خلافات أنانيتهم و تجاوزاتهم لمن حولهم ، يفتح مخي ملفات عديدة ليثبت بعض ما يقال و يمحو بعضه و يرد على ما بقي قبل أن يستكمل تلك النبضات التي تحوّل الأفكار حروفاً في حاسب . لا لم يكن سهلاً التركيز بينما أتنفس هواء مثقل بموجات الصوت و الإنفعال حيث الشخصية ذات المقومات الأعلى تجر الوقت و الأدوات و الأشخاص تجاه مهمتها.
اتركي لي الحاسب فأنا أبحث عن صورة .. لا تعالي ساعديني في ايجادها .. لا اذهبي فلم أعد بحاجة إليك .. لا ارجعي فالحاسب متوقف عن العمل (ربما احتجاجاً على عبثية الخبطات على مفاتيحه) .. نطبع ،
لا حبر .. إذاً اذهبي لمسؤل الحاسب بحثاً عن حبر .. لا يوجد .. إذاً اسمعي شكواي بشأن الحبر و الحاسبات و الطابعات ... الخ ، تغفو مسودة الكتاب مؤقتاً ريثما تستفيق ، عليه أن يثبت عمق وجود و صلابة عود و قابلية للحياة قبل أن يظهر للوجود.
********************
تمر الأشهر و أنا أعيد البحث عن معلومات الكتاب ، أوثقها و أستوثق منها و أعيد ترتيها بشكل أيسر قبل كتابتها . أحياناً ما يطوي الجهد سبع ساعات يومياً أمام الحاسب بينما عظام الظهر تحتج طويلاً .
بين الأسطر تخبرني ..
_ تقدم لي خاطب ..
_ هل قبلتِ ؟

_ لا أعرف ، لكن أمي و خالي يلحان علي كي أقبل .
_ خذي وقتك .
_ الكل متعجل لإتمام الأمر .

_ دعيه يأتي زائراً , اجلسي ، تحدثي معه في وجود العائلة .
_ جاء عدة مرات فدار الحديث بينه و بين خالي عن السفرة و الأنتريه و أثاث باقي الحجرات . في الواقع ، الأمر ينوي أن ينتقض قبل أن ينعقد بسبب تأثيث منزل الزوجية !!!
.....
_ لا يأتي الله إلا بخير و ما يريده الله يكون .
تعانق نهاية الفصل الدراسي الأول نهاية الكتاب و موعد خطبتها . أراجعه بينما تكتمل طباعته بعد إضافة الصور آخر أيام الفصل الدراسي الأول .
أيمم تجاه بيتي ، الإنهاك يصيب أعصابي بخدر عقلي فأقود السيارة بلا وعي واضح الإتجاه . بينما سيارة نقل ضخمة تعترض الطريق و يرفض قائدها أن يمنحني حق الطريق مهما جرى . يلوح رجل بيديه منبهاً إحساسي المخدر ، فأتوقف قبل لحظات من مروره عبري !
********************
هدنة في معركة أو إستراحة في مسرحية : (اسمها المتداول إجازة منتصف العام الدراسي):
* تتم خطبتها على خير .
* نفتح بابنا للقبول بعد طول تردد فتنساب الألفة بيني و بين كتابي و بينها و بين خطيبها .
********************

الفصل الدراسي الثاني (الهرج يزيد مناوشاته)
المعطيات :
الكتاب حقيقة بين يدي أستخدمه للتدريس و تذاكر منه الطالبات .
+
تزاحم مواد الدراسة بعضها ، تتوه بينها مادة الأحياء ، و تنحو حصصها ناحية نهاية النهار بعد فسحة طويلة.
+
تحتج الطالبات على تلك الأوضاع بالبقاء في منازلهن وقتاً طويلاً .
=
يثير الكتاب قلقاً و إشكالات و تتم مقارنته دوماً بكتاب الوزارة و الكتاب الخارجي . و اللغة الركيكة تفسد قضية المعنى . كيف تلوي الصواب ليتوافق مع الخطأ ؟ أين شريط القياس الذي يحتكم إليه إثنين فيعيد لصاحب الحق حقه ؟
_ ضاع في تيه الخلاف .
يرتحل الزمن إلى ما هو أكثر انضباط و أعلى قيمة معطياً الكتاب قبولاً و مكانة . أطالع إجاباتهن عن الإمتحان فيسرني أن أصبن هذا العلم بفهم .
********************
خاتمة :
* يمتد الزمن تجاه التغيير طويلاً فيثمر ظلالاً وارفة و ثماراً شهية .
* تترك عملها ، لأن بيت الزوجية في حي نائي عن المدرسة ، و لأن زوجها لا يتفق و مبدأ العمل .
********************
هذا ما كان فقط .
من عقلي لعقل يسأل تعمل أم لا تعمل .


احمد رضا 06-10-2009 12:26 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المفكرة (المشاركة 1569468)
اجتماع
عصف ذهني (الياء نسبة للذهن) ، هذا ما أخذ المحاضر يتحدث عنه مع مفاهيم و نظريات الإدارة و التعليم .
عصف ذهني (الياء ضمير المتكلم) : لماذا لا يحبون أولادهم على هذا النحو ؟!
_ لأنهم لا يحبون أنفسهم !
_ و لماذا لا يطيقون ذواتهم يا مفكرة؟
_ لأنهم يجلسون في اجتماعات يتحدثون عمّـا حقه الفعل .. يتعارك الفعل و القول و لا ينسجمان !


***********




أواني الطعام فارغة و الصغار يتضاغون جوعاً ... رب البيت يقلب تيجان القش و أساور كهشيم المحتظر: أيها أقيم و أصلح للزينة ؟!!


***********




يعصف الموت بأيام العمر فيقتلع ما بقي من حياة من الجسد و يحيل قدرته هباء منثوراً.


***********




هذه بعض عواصف فكري أثناء اجتماعات الإدارة التعليمية.
***********


عندما يكبر الإنسان يعتقد أنه ينظر للأمور نظرة أعمق
وهذا صحيح ولكن مع النظرة العميقة
يُغفل بعض الأشياء البسيطة والمهمة بالفعلْ !

طرحك مُميز مُميز
أحمدُ اللهَ أنني أمتلك حد أدني من العقل
لاتذوقه واستمتع به
تقبلي مروري يا مُفكِرتنا
أضاءَ اللهُ بصيرتك
دمتِ بودْ

احمد رضا 06-10-2009 12:33 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المفكرة (المشاركة 1573224)

تلك حكاية عمري ،



ساخطة ما ملكني من أمر النفس ،



مقطوعة ، ممنوعة ، هنا سد و هناك عجز و وهن



و القدر يسبح بحمد الرب .



يخبرها أن العجز أداة و أن له استخدام ، لاحقاً ،



_ لا يهمنى إلا صورة كاملة ، غيرها لا أقبل ،



لسواها لن أنظر .



الزمن مدى يكمل فصول الحكاية و يزيدها فصل .



الآن تقف على أعتاب الحمد



لكنها



تسأل مجدداً و فيم ذاك القطع ؟



كما سأل موسى من قبل ،



يرتد إليّ البصر خاسئاً و هو حسير ،



_ آمني أن له الحمد .



يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك .


******************


لم أدركها جيداً ولكني قدرتها وأ ُعجبت بها
هذا حالنا فغالباً يُقدر الإنسان ما لا يفهمه
كتقديرنا البالغ لفكرة الموت وإعطائه أهمية بالغة
فلم يسبق مثلاً لأحدنا أن ماتّ موتاً كاملاً ليُجزم
بسخافة الأمر او جديته كل ما نعتمد عليه هو مثولوجيا الله أعلم
ايدلوجية وأخلاقيات ناقليها

ولكن بشكل عام استنتج انهما خطي الشك واليقين عندما يتقاطعان
وكثيراً ما يحدث مع العقلاء أمثالك
أدام الله عليكِ نعمه الإيمان وهدانا إياه دائماً
شكراً لساحة حوارك

احمد رضا 06-10-2009 12:37 PM

لي عودة إذا سمحتِ بذلك

المفكرة 09-10-2009 07:05 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد رضا (المشاركة 1663544)
لي عودة إذا سمحتِ بذلك


تنازل
أيها العابرين بهذه الحواشي ، لسبب أو لإنتفاء سبب ، لخطأ أو لملل ، يا من تقرأون سطراً فلا يعنيكم أن تقرأوا التالي : لا جناح عليكم إن قررتم أنه سقط المتاع . ثم لتكملوا يومكم على ما هداكم . و إن أعدتم النظر ثم لزمكم منه شيء فكلوه هنيئاً مريئاً .
لكنكم بالطبع تعرفون ذلك!
كنت أعبر طريقي و إذا ببصري ينطفىء لحظة على حين غرة ، فإذا بيدها تقبض على ذراعي تعيدني إلى الرصيف بعيداً عن طريق سيارة مسرعة . انتظرتْ ريثما سألتْ إن كنت على مايرام ، و بينما أهز رأسي مؤكدة سلامتي كانت قد تبخرت في زحام الطريق . غريبة تدخلت فأزالت عني الغفلة ، حفظت حياتي على ما هي عليه.
لكل من قد يفوتهم بعض ما ذكرت ، فتحجب عنهم كلماتي ما قد يغير حياتهم ، إليكم سقيا من موردي عسى أن يلائم الذايقة.
أخي الكريم أحمد مساؤك خير و نور و قرآن بإذن الذي خلق.

المفكرة 09-10-2009 10:50 PM

رب إنا ظلمنا أنفسنا و إلا تغفر لنا و ترحمنا نكن من الخاسرين
 
رسالة من حائرة:
أشعر اليوم بهم كبير و ضيق فى صدرى لم أشعر بهمن قبل ، لا أعلم لماذا تراءت صورتك أمامى فبعثت لك بتلكالرسالة
لم أشعر فى حياتى بالفشل مثلما أشعر فى هذهاللحظة ، بل أعترف أننى كنت دائما إنسانة فاشلة و لكن لم يكن لدى الشجاعة للإعترافبذلك حتى أمام نفسى ، دائما أجد مبررات و أعذار لفشلى .
لم أدخل فى مشروع يوما أو شئ أتعلمه و أتممتهفدائما أشبط بالأشياء فى أولها و بعد ذلك لا أعلم ما يعترينى من فتور تجاه هذااللذى بدأته
كل حياتى على هذاالمنوال .
****************************
كان ردي عليها تفنيد تلك الهموم :
أود لو أقول كلاماً جميلاً كما يقولون ، عن دنيا تصير رائعة عما قريب ، و لا عليك و ما إلى ذلك ، لكن أناملي تعرض عن ذاك و تخط التالي ، تشعر به تجاهك ، عقل المفكرة يقول أنه شفاء سؤالك ، هنيئاً مريئاً و لا ترديه ، بضاعتي لا تعرض في مكان آخر .
(اللهم يا فارج الهم و كاشف الغم ، مجيب دعوة المضطرين ، رحمن الدنيا و الآخرة ورحيمهما ، أنت ترحمنا رحمة تغنينا بها عمن سواك . ) ما علمنا للهم إلا الدعاء .
تلك التي تظن أنها عاشت عمرها كله ، دعني أذكرها أن عمرها الأبد ، أقرب شيء أفهمه متعلق بالأبدية هو المليار . عمرك مليار سنة بقدر زمن الأرض تقريباً . أي شيء من عمرك عشت يا حلوتي ، أنت لازلت جنيناً في علم الغيب ، لم يتشكل كيانك بعد ، و المولى يعطي ابن آدم أربعين عاماً أرضياً يحياها يرتكب فيها الأخطاء ألواناً شتى ، فإذا بلغ أشده ببلوغه الأربعين استخلفه في الأرض و أعطاه مهمة واضحة المعالم و ناوله ما يلائم تلك الوظيفة من ملكات كي ينفذها لا غيرها . مهمة يعلم قدر الله الحكيم العليم أنها تتكامل و مهام إخوانه كي يمكـّن لهم جميعاً في الأرض يعبدونه لا يشركون به شيئاً . و ستنفعه الأخطاء التي ارتكبها مسبقاً فيدرك الزلات قبل أن يقع و سوف لن يكرر الكثير منها ثانية . أما أنك قد عرفت نفسك الآن فحكمت عليها بالفشل فإنه علم مبني على جهل و حكم مبني على أنقاض الوهم زائلان ، أعفو عنهما حالياً حالما ننتهي من ترميم الفكر و نبني له أساساً جديداً دعائمه : (الأمر كله بيد الله ) و (أن الله يفعل ما يشاء) و (أن الله يخلق ما يشاء و يختار) و ( ما كان لهم الخيرة من أمرهم ) .

المفكرة 15-10-2009 08:06 PM

حي على الصلاة .. حي على الفلاح
 
في حجرة الحاسب أقف مع مدرس الحاسب أطلب منه أن يترك لي عدة حواسب تعمل مع وصلة لشبكة المعلومات . يؤدي المهمة على عجل فقد قطعت مهمتي الطريق على ما لديه من أشغال . تمضي الدقائق على عجل تجاه آذان الظهر . آذان لا يسمع في هذه البقعة المنقطعة من الصحراء بعيداً عن عمران المدينة بجوامعها المتعددة.
يسألني و هو خارج : أمر آخر
_ هل أذن المؤذن لصلاة الظهر ؟
_ لا ، الساعة الثانية عشر إلا ربع ، يؤذن لها بعد عدة دقائق .
تصيبني إجابته بتوتر ، فالثانية عشر ستحضر لي من الشغل ما يملأ الوقت حتى صلاة العصر تقريباً ، ساعات تموج ببشر يتحركون في اتجاهات مغايرة ينحرون وقتي على أعتاب إراداتهم . لو أفلتت مني الصلاة في تلك الدقائق التي تسبق الثانية عشر فلن ألحقها بيسر .
يحدثني قلبي أنهم أذنوا لها . يتعارك ذلك مع ما لقنوه عقلي أن الرجال أكثر دقة بالنسبة للأرقام و الحساب و المواعيد .
يا الله
تقود قدماي خطاها تجاه المصلى بلا وعي مني و تضعني هناك : صلي .
أجد به مدرسة طالما رأيتها تمر عابرة بطرقات المدرسة فتلفت انتباهي رغم أن ما بيننا لا يعدو ضباب معرفة يمتد ثوان و ينقشع على عجل .
أسألها هل أذّن الظهر ؟
_ أجل ، الساعة الآن الحادية عشر و خمسون دقيقة و الظهر يؤذن في الحادية عشر و واحد و أربعين دقيقة . أتحرى وقته تماماً كي لا يضيع مني في زحمة المناوبات و الإشراف على الطلاب (عمل إضافي على أعمالنا كمدرسات) .
أقول ألك في صلاة الجماعة فتقول أجل فقط لنصلي سنته أولاً . نصلي السنة و الظهر و سنة أخرى بعد الظهر ثم أجلس هنيهة أذكر ربي حتى ترتوي النفس .
يسأل عقلي : لماذا أخطأ ذو العقل الألمع و أصابت إمرأة حظها مطولاً انتقاص عقلها ؟
_ حرصها على الصلاة رفعها ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم .

المفكرة 24-10-2009 09:21 PM

تلد الأمة ربتها :
 
تلد الأمة ربتها :
أصل البيت عائدة من عملي فيفاجأني جلوس ليان ذات السنتين فوق كرسي صغير وضعته فوق كنبة . يقف إلى جوارها على الكنبة عبد الرحمن الذي تجاوز العام بسبعة أشهر فقط . تقول له : بودي اركب الحصان إلى جواري ، و هذا يرفع رجله في مشهد يستعد تجاه كارثة بوقوع كليهما.
احملها و أضعها على الأرض ثم أتناول بودي و أضعه جوارها على أرض ثابتة المعالم و معهما الكرسي الصغير .
أعظ بوضوح : ليان لا تفعلي ، فبودي صغير و الكرسي غير ثابت فوق الكنبة ( ليان تفهم كل ذلك بوضوح لذلك يخبرني عقلي أنني لم أصل لها )
تقول و ذلك البريق في عينيها : خالتو ، روحي (اذهبي) غرفتك .
تلمع عيناها ببريق خطتها الماكرة ، سبق أن رأيت نظائرها في عيني يوسف أخيها الأكبر و ليان تلميذته المثالية ، هو عين الزوغان تنبض به أعصابهما .
أفعل فأنا متجهة هناك فعلاً لكن أصوات اللعب أحضرتني إلى حجرة الجلوس .
أدير لهما ظهري ... على بعد عدة خطوات يصلني صوت المشهد يتكرر ، ليان فوق الحصان تدعو بودي للمشاركة في الركب .
أعاود أدراجي . أفتت المشهد تماماً لمنع الكارثة ، أبعد الكرسي أبعد موضع و آخذ بودي لحضانة أمه .
تترك تلك اللعبة و تتجه لأخرى .
****************************

المفكرة 31-10-2009 04:25 PM

بودي و لولو
 
بودي حجمه مماثل لليان ، و عادة ما يعاملان على أنهما من سن واحدة بينما البون العقلي الذي صنعه فرق تسعة أشهر بين ميلادهما ليس بهين . بودي لازال طفلا رضيعا لا يحسن الكلام بينما تلك الأريبة تعبر عن نفسها بوضوح تام .
دوماً ما تضربه و لا يدافع عن نفسه فهو صغير لكنه هذه المرة من يضربها و يتسبب في بكائها و خروجها من الحلبة مهزومة .
_ صرت مؤذياً يا صغير ، كبرت و ما عاد بوسع أحد أن يستقوي عليك . هكذا تقول جدتهما .
حين يغير ثيابه في الحمام ، تكتشف الجدة آثار أسنان ليان القوية في جسده فهي عضاضة ماهرة . هذه اللحظة يتضح معنى إشاراته لساقه و ذراعه و محاولته لتبرير ضرباته لليان التي لم نفهمها لإنها قيلت بلغة الإشارة !

احمد رضا 01-11-2009 09:07 AM

عُمقٌ فنضج فحكمة
ماهرةٌ أنتِ يامُفكرتنا
نقرأ بعين العقل
فيتروي إحساسنا
دُمتِ ذواقة حكيمة
تقبلي حروفي

المفكرة 03-11-2009 05:43 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المفكرة (المشاركة 1682208)
في حجرة الحاسب أقف مع مدرس الحاسب أطلب منه أن يترك لي عدة حواسب تعمل مع وصلة لشبكة المعلومات . يؤدي المهمة على عجل فقد قطعت مهمتي الطريق على ما لديه من أشغال . تمضي الدقائق على عجل تجاه آذان الظهر . آذان لا يسمع في هذه البقعة المنقطعة من الصحراء بعيداً عن عمران المدينة بجوامعها المتعددة.
يسألني و هو خارج : أمر آخر
_ هل أذن المؤذن لصلاة الظهر ؟
_ لا ، الساعة الثانية عشر إلا ربع ، يؤذن لها بعد عدة دقائق .
تصيبني إجابته بتوتر ، فالثانية عشر ستحضر لي من الشغل ما يملأ الوقت حتى صلاة العصر تقريباً ، ساعات تموج ببشر يتحركون في اتجاهات مغايرة ينحرون وقتي على أعتاب إراداتهم . لو أفلتت مني الصلاة في تلك الدقائق التي تسبق الثانية عشر فلن ألحقها بيسر .
يحدثني قلبي أنهم أذنوا لها . يتعارك ذلك مع ما لقنوه عقلي أن الرجال أكثر دقة بالنسبة للأرقام و الحساب و المواعيد .
يا الله
تقود قدماي خطاها تجاه المصلى بلا وعي مني و تضعني هناك : صلي .
أجد به مدرسة طالما رأيتها تمر عابرة بطرقات المدرسة فتلفت انتباهي رغم أن ما بيننا لا يعدو ضباب معرفة يمتد ثوان و ينقشع على عجل .
أسألها هل أذّن الظهر ؟
_ أجل ، الساعة الآن الحادية عشر و خمسون دقيقة و الظهر يؤذن في الحادية عشر و واحد و أربعين دقيقة . أتحرى وقته تماماً كي لا يضيع مني في زحمة المناوبات و الإشراف على الطلاب (عمل إضافي على أعمالنا كمدرسات) .
أقول ألك في صلاة الجماعة فتقول أجل فقط لنصلي سنته أولاً . نصلي السنة و الظهر و سنة أخرى بعد الظهر ثم أجلس هنيهة أذكر ربي حتى ترتوي النفس .
يسأل عقلي : لماذا أخطأ ذو العقل الألمع و أصابت إمرأة حظها مطولاً انتقاص عقلها ؟
_ حرصها على الصلاة رفعها ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم .

اللاحق

هكذا كتبت عن آذان تتلاشى موجاته عبر صحراء نائية قبل أن يدعوني للصلاة .
أزيل من أوراق الروزنامة عدة أوراق فيحل اليوم ، تمر عبر ذراته نغمة مؤذن ينغم صوته كما إمام الحرم المكي ، زاده الله تكريماً و تعظيماً .

المفكرة 03-11-2009 06:03 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد رضا (المشاركة 1712537)
عُمقٌ فنضج فحكمة
ماهرةٌ أنتِ يامُفكرتنا
نقرأ بعين العقل
فيتروي إحساسنا
دُمتِ ذواقة حكيمة
تقبلي حروفي

تالياً :
في استراحة من عناء البشر ، أعود لمقالي هذا ، أغترف منه شربة فألمح تلك الكلمات الطيبة ، يرتطم بسمعي صوت ارتطام كوب بعنف بأرضية الحجرة المجاورة حيث يلعب بودي و ليان مع أمي .
أجري تجاه الحادثة في حجرة أمي حيث يغطي الزجاج المتكسر الأرض بينما أمي تحتضن ليان . أما بودي فيقف على الأرض ، تتجمد حركته بسبب صوت أمي الناهر ، و إذ يراني يرفع ذراعيه و يحرك شفتيه بهمهمات و إشارات محاولاً تبرير فعله ، تكمل أمي ما لم أفهمه . الحكاية المعتادة ، طلبت ليان منه الكوب فلم يعجبه الطلب فألقاه على الأرض غاضباً فلم يحظ َ به أيهما .
أقسم ساعتي التالية شطرين أولهما لجمع الزجاج المتكسر و الآخر أريح فيه ظهري من ألم جمعه.

أحمـدنجـم 03-11-2009 09:44 PM

لطالما وقفت أمام أسلوبك مشدوهاً .. مأخوذاً بعصاتك السحرية التي تلمسين بها القلوب .. وقد لا يصل الحد إلى اللمس وحسبي إشارة من سحريتك تصيبني فلا أستطيع إلا التردد في الرد والرد في تردد .. وكيف لي برد يضاهي بلاغتك .. وأنى لي بمحسن بديعي .. يعادل إبداعاتك الرائعة .. فأين ولا أين الفكر المتدفقة التي تجاري فكرك الفياضة ..
أختي المفكرة .. شرف لي إن ناديتك بأختي .. وشرف لنا أن ناديناك بالمفكرة .. أختي المفكرة ..
إن ما بين جنبات سطور أفكارك .. عبقريات .. وخبرات .. يا الله .. يا سعادة من أدركها .. ووعاها ..
بالفعل رائعة .. رائعة .. رائعة .. رائعة .. رائعة ....................................بعد عشرة أعوام ..
رائعة .. رائعة .. رائعة ..

المفكرة 04-11-2009 11:20 PM

ربي إني ظلمت نفسي ، لا أجد عنواناً آخر هذه الأيام
 
لو علمت أي شيء على أن أسحر تالياً ، لرثيت لحالي .
فصل في حكاية القدر يمر عبري يبدأه موت والدي بالفشل الكلوي و الغسيل الكلوي فالموت لا يدق أبواب الأسباب مستئذناًَ .
يخلف لي الموت أمانة إخراج مال الزكاة . يقرر أخي شراء وحدة للغسيل الكلوي به و تركه لمنفعة ذوي الحاجة من مرضى الفشل الكلوي ، حفظكم الله و أولادكم و عافاكم من هذا البلاء العظيم.
الشهر الأول :
لأخي صديق أمين يود لو يساهم في شراء الوحدة . أيام الشهر تمر عبر الإستفسار عن المستشفى الذي يوضع فيه الجهاز و الرخصة و الأطباء فيصلان للمبلغ المطلوب و المكان الذي يوضع فيه . يستعد المال للتوجه لقصده : شركة مصرية يمر عبرها الجهاز الألماني لمستشفى تسخره في خدمة المرضى الفقراء بالمجان .
الشهر الثاني و الثالث :
تنقضي في مفاوضات مع الشركة تنتهي باسم الجهاز و الموديل و السعر و عقد يلزم الشركة بشرائه قرب نهاية الشهر بعد أن اكتمل عدد الطلبات المدفوعة المقدم من الأطباء و غيرهم .
الشهر الرابع و الخامس و السادس:
اتصل بصديق أخي للإطمئنان على صحة مشروعنا المشترك فأجده غاضباً يشكو تقاعس الشركة عن وضع طلب التوريد حتى ارتفعت الأسعار ، الآن يزيد السعر خمسة و أربعين ألفاً أخرى فيعرض أصحاب الطلبات عن الشراء و تبور التجارة و الصفقة ! أبلغ أخي الخبر فهو في بلاد الغربة بعيداً فيحزن لخسارتنا ثواباً عظيماً و منفعة للبشر وددنا لو أنها مرت عبرنا .
الشهر الحالي:
يعود تدبير الأمور إلي مرة أخرى . أفتش النفس عن أسباب الفشل ، فألمح أولها : أتساءل من أين أتى ذاك الهاجس الغريب أنني أفعل و أنني أقدر و أن علاج الناس إليّ و منفعتهم بيدي ! كيف أزاح ذاك الهاجس تجارب لا تعد و لا تحصى ، محصلتها أن الأمر كله بيد الله !
أزيح ركام المعرفة و ما لقنوه عقلي سابقاً سموه علماً وسموه بالثبات ، يتراءى الآن في ضوء المتغيرات الجديدة ، يتماوج و يتغير و يتلاشى في حضورما هو خير منه ، مؤقتاً ، ريثما تستقبل النفس ما هو أفضل .
أصلي مطولاً في سكينة ، فتتلاشى نبضات تمر بأعصابي : بقايا أفكار و فتات أوهام و ضباب يعمي عين العقل فلا تبصر . يفرغ ذهني مما ليس شغله فيستقبل رسالة :
الأمر لله من قبل و من بعد .
*******************
وجهت وجهي للذي فطر السماوات و الأرض حنيفاً مسلماً و ما أنا من المشركين . ربنا الله النافع الضار الشافي ، العفو الغفور ، يا علام الغيوب ، اقضِ عني الدين و أغننا من الفقر و اشفنا من المرض .
اللهم آمين عدد خلقك و رضى نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك .
صلاة و سلاماً على رسولك و أهله الكرام دائمين ملىء السماوات و الأرض و مابينهما .
*******************

المفكرة 06-11-2009 09:02 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة **أحمد نجم** (المشاركة 1717503)
أختي المفكرة .. شرف لي إن ناديتك بأختي .. وشرف لنا أن ناديناك بالمفكرة .. أختي المفكرة ..

جزاك الله خيراً ، أدخلت على قلبي السرور . يسرني مرورك و دعائك لي بأختك .

المفكرة 06-11-2009 09:37 PM

الله نور السماوات و الأرض
 
استغرب أنك مدرسة للعلوم ، يصدر عن مخك العلمي تلك التعابير القوية!
***********************************
هكذا أخبرتني قارئة ، فكرة ترددت من غيرها قبلاً .
المادة التي بني بها العلم صرحه هي دقة الملاحظة و الإستنتاج العقلي السليم ، نفس الملكات التي أراقب بها الحياة التي تجري حولي .
يصور عقلي الحياة : تسبيح بحمد رب خلق فسوى و قدر فهدى. دمتم بود .

المفكرة 08-11-2009 11:02 PM

العاقبة للتقوى
 
خلال يوم العمل ، تدعوني وكيلة المدرسة لإستقبال موجهة الوزارة التي قدمت تتأكد من مطابقة العمل لمواصفات الوزارة.
أحضر لها كراسات تحضير المدرسات و كراسات المعامل و كراسات الطالبات و أوراق الإمتحانات ، فيسرها كل ما ترى و تكيل المديح لإنضباط العمل بالمدرسة . تنتهي الزيارة بكل ود .
تسألني و أنا أودعها : لم تركت المدرسة السابقة ؟
_ المشاكل بها كثيرة .
_ أجل الخطأ هناك كثير .
كانت تلك الموجهة تزورنا في المدرسة السابقة ، فيبقيها صاحب العمل في مكتبه و يقدم لها الشاي و أشياء أخرى و لا يسمح لها بالإطلاع على سير المدرسة .

أما مدير مدرستي الحالية فيشتهر بالنزاهة ، يصرف المال على المدرسة ثم يترك التوجيه يتأكد من مطابقة معايير الوزارة .
نجاح حققه حسن السياسة مع لون من الفهم و التقوى حيث طاعة المولى عز و جل أفضل استثمار .
النتيجة :
المدرسة التي أعمل بها حالياً بها آلاف طالب بينما سابقتها ينفرط عقد ثلاثمئة طالب فيحتاجون لجمعهم طوال الوقت ، عناء لا قبل لأحد به !


I promise you 09-11-2009 12:26 AM

كم كنت اسافر فى صفحاتك ِ الرقيقة
لارى جمال اسلوبك ِ الخلاب ومواقفك ِ
التى نتعلم من كلٍ منها شئ جديد
وحقاً لم افكر فى كيف سأرد على كتاباتك ِ
فالصمت فى حرم الجمال جمال
يكفينى شرفاً انى اقرأ لعبقرية ٌ مثلك ِ
حقاً انت ِ مفكرة بمعنى الكلمة
تقبلى كلماتى المتواضعة يا مفكرة العصر
دائماً وابداً فى رعاية الله وحفظة ..

المفكرة 09-11-2009 05:06 PM

(ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
 
تئز مفاصلي بألم يشوش صوت عقلي . يؤذن المؤذن فيصب العجز في شعوري حزناً على حالة مفاصل لا تأذن بالثني الذي يلزم للصلاة . تشتاق النفس سنناً أربع أصليها قبل الظهر و اثنتين عقبه . يبعثر الألم النية فتكتفي بالفرض .
أكّـبر للظهر فتنساب شرارة تنبض بالألم من عضلاتي فتسترخي و تنصاع للسكينة يظللها ذكر الله . رويداً ، رويداً ، تنسل آلاما مبرحة من نفسي بينما تكتمل الركعات الأربع . يأذن الفرض بسنن تتعاقب ستاً و تمنح تلك الجسم قوة تتراءى في خطوه السريع نحو الحصص . (لك الحمد يا نور الكون ، يا ذا الجلال و الإكرام كما ينبغي لجلال وجهك الجميل )

المفكرة 09-11-2009 05:41 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة i promise you (المشاركة 1727656)
كم كنت اسافر فى صفحاتك ِ الرقيقة
لارى جمال اسلوبك ِ الخلاب ومواقفك ِ
التى نتعلم من كلٍ منها شئ جديد
وحقاً لم افكر فى كيف سأرد على كتاباتك ِ
فالصمت فى حرم الجمال جمال
يكفينى شرفاً انى اقرأ لعبقرية ٌ مثلك ِ
حقاً انت ِ مفكرة بمعنى الكلمة
تقبلى كلماتى المتواضعة يا مفكرة العصر
دائماً وابداً فى رعاية الله وحفظة ..

السلام عليكم
لعلك بخير ، أفتقدت ردودك فترة ثم توقعت أن الدراسة تملأ الوقت ، كانت تفعل أيام الجامعة ، بارك الله علمك و فهمك و عقلك .

المفكرة 09-11-2009 08:53 PM

الدين النصيحة
 
ينفصل النت عن حاسبي أوائل رمضان فلا أشغل نفسي بتجديده ، فمقر الشركة بعيد و جسمي يكاد يتلاشى بين جنبات الصيام ثم أنني نويت أن أصلح شأني حقاً في رمضان . أزلت فتات البشر و بقايا المشاغل و تفرغت لقرآن ربي أنصت كي أعيي ، أزعم أنني سأفهم فأعمل !
يتلاشى الإلف و المعتاد و يشتد عودي طوال رمضان و إسبوعاً بعده أقضيه صائمة ، في عقلي قرآن ربي ، أحاول.
ثم تتسلل الحياة عائدة إلى نفسي بكل مغرياتها و منها هذه الشبكة الواسعة ، متنفس من التكرار اليومي المقيت . في بريدي أجد رسالة منه تهنئة بالعيد ، يعلن فيها نفسه أخاً دائماً لي ، رسالة جددت تاريخا مشتركاً كان بيننا يوماً ما .
كان كلانا مشرفاً في منتدى ذي نكهة أدبية ، دينية ، شبابية ، قرّب بيننا المهنة و حب اللغة العربية و القراءة و الثقافة بشكل عام و العمر ، في الواقع كانت تلك إحدى صدف النت النادرة في حياة البشر ، إثنان من أبناء آدم لهما من الصفات المشتركة ما يسخرانه لمنفعتهما و مصلحة و متعة قراء متعددين !
ثم يعتريني الغضب و قلة الصبر و أشياء أخرى و تنفصم عرى المنتدى و تلك العلاقة و المراسلة . و أنا عاداتي متأصلة بين جنبات عقلي و أحدها تنقية أعصابي مما لا يلزم ، ذكريات و أفكار و أشخاص ، اندثروا ، حتى لا ينبض عصب بأي من ذلك مجدداً ، أنا أحوج البشر لذلك و إلا هلكت من كثرة التفكير و الأسى على ما مضى .
ثم تلك الأخوة التي يطوق البشر بها عنقي ، ما لا أمنحه إلا قليلاً ، فأخي على الأرض واحد ، طالما أعجبه تفرده بين ثلاث أخوات .
من أخبرهم أنني أنوي الإلتزام تجاه آدمي في الأرض أو على نت بشيء ؟! أين لمح أحدهم في كلامي أن أحداً يجر قيادي حيثما ولى ؟!
فقط أن الجسور بيننا كانت كثيرة و أن مودته كانت تبدو رائقة ، أحياناً كانت ترقى إلى الحقيقة ، و أياديه عندي بيضاء .
أتجاهل قوانين الغياب التي ألزمت بها نفسي ، حيث الغياب يحرق كل أثر .
أبحث عنه على النت فأجده مستقراً في منتدى ، يكتب شعراً عن الحب و الهوى ، كل من تستهويهم اللغة سيعجبهم ما يقول ، فالنسق أكثر من جيد . قلما تطاوع اللغة أحداً كما تأذن له (ليتها تناولني حجرة ، لا بيتاً)
فقط أن عقل المفكرة يسلم قياد ملكاته لشق المخ الأيمن ، ذاك الذي ينظر بعين البصيرة ، فيتراءى له من المستقبل صوراً ، يستبقيها بينما ينسق الخطو وفقها . وفق هذا العقل و النبض ، يمسني حزن و قلق .
تنبض أعصابي بكل أنواع الهواجس ، تقول أن ما مضى لا يحق له أن يتجدد و يقول أن الأمور تمزقت و ليس بالإمكان رتقها ثم يدوي مردداً : ما شأنك ؟
أركن الأمر بين ثنايا قشرة المخ بعيداً عن الإدراك الذي يتناول ما هو عاجل ، متكرر و واضح المعالم .
تأتي تلك اللحظة التي أصلي فيها و أستخير فيما أقول و أفعل فتأذن الإستخارة بفكرة . ينتهي الدعاء ، فيمتد اللاوعي تجاه كتاب رياض الصالحين ، هجره زمان عملي ، فارتكن على رف قريب . أفتح صفحة فتتلو حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم : الدين النصيحة .
أغلقه و أنا أعي شيئاً ، فقط أنني لا أدري ماذا أقول ، تردد نفسي : ما أنا بكاتبة !
*********************

أحمـدنجـم 09-11-2009 10:49 PM

أختي الكريمة المفكرة قمت بتثبيت الموضوع لما رأيته مرجعاً فكرياً يحمل رؤىً ويحمل بين طياته أغادير سقيت من خضم الحياة .. بارك الله فيكِ وجزيت الخير كله

المفكرة 12-11-2009 11:04 PM

شكر و تقدير
 
اللهم ربنا زدنا علما نافعاً ، أعنا به في كسب الرزق .

المفكرة 12-11-2009 11:07 PM

أستغفر الله العلي العظيم و أتوب إليه
 
تناديني ليان : نعالي نلعب جري.
تسبقني و هي تردد في بهجة ، أمسكتك ، أمسكتك ..(اختلط عليها الكلام تقصد سبقتك) تنهي السباق و في عينيها زهو الإنتصار على من يفوقها ، طبيعة ورثتها عن أبيها آدم . عزف الشيطان ذاك الوتر مصدراً لحناً يروق لغطرسة الشيطان .

المفكرة 13-11-2009 10:55 AM

أتيقظ و قد مضى من النهار الكثير : ضاعت مني صلاة الفجر ، خطفها النوم رغم حرصي عليها ، بعض ما أكره في جسد مرهق أنه لا يناولني الفجر حاضرة هذه الأيام ، يطيل النوم رغماً عني . ترتسم في النفس علامات لطريق جديد : (و هو الذي جعل الليل و النهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً ) الفرقان 62

المفكرة 13-11-2009 10:40 PM

أجل
 
يصر رنين الجوال أن أنظر إلى شاشته ، أجل الرسالة منه ، في الشاشة الإلكترونية أقرأ كلمة : أجل.
أستبشر خيراً ، أخيراً فعل ، أرهقني هذه المرة ، مثل كل مرة . بقيت له عندي رسالة واحدة أذكره بها أن يصلي العشاء و أنتظر رده الأخير لليوم .

المفكرة 14-11-2009 07:27 AM

أغنيتي الجميلة
 
ليان الآن كبيرة و جميلة و قد تجاوزت العامين بأربعة أشهر . تأتيني في المطبخ ، تطالبني بتمرة ، أقطع شق تمرة و أضعها في فمها الصغير . أدندن : ليان أغنيتي الجميلة .
تكافئني الصغيرة بلحن مماثل : و أنتِ أغنيتي الجميلة .


I promise you 15-11-2009 02:56 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المفكرة (المشاركة 1728763)
السلام عليكم
لعلك بخير ، أفتقدت ردودك فترة ثم توقعت أن الدراسة تملأ الوقت ، كانت تفعل أيام الجامعة ، بارك الله علمك و فهمك و عقلك .

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة
أنا فى تمام الصحة والعافية الحمد لله
أتنمى أن تكونى بخير
نعم كما توقعتى يا مفكرة إنها الدراسة
ولكن لا أرضى ابداً أن تأخذنى الدراسة
من قراءة كلماتك ِ الجميلة والعابرة
لى عودة بإذن الله
تحياتى وإحترامى
فى رعاية الله ..

المفكرة 15-11-2009 06:27 PM

و إذا مرضت فهو يشفين
 
الله الواحد في علاك ، نرجو رحمتك و نخشى عذابك .
_ من تحدثين يا أمي ؟
يشوب صوت أمي التوتر ، تغطي سماعة الهاتف بيدها ثم تضيف : تلك زوجة عم أبيك ؟ انتشر سرطان العظام في جسده .
_ أ لأبي عم ؟
أجل تذكرته ، كان والدي يزوره وحده على فترات متباعدة فعمه هذا يسكن في الجيزة بعيداً عن بيتنا ، في الحقيقة لو حاولت الذهاب إليه فسأضل الطريق إلى بيته و أسرته !
تواصل أمي الحديث في الهاتف مع زوجته .
يستحضر عقلي ما يعرفه عن هذا المرض ، سرعة انتشاره و تغلغله . تكلف علاج والد صديقتي آلاف الجنيهات شهرياً ، بينما جسده يفقد الحيوية جراء علاج مكلف و مبالغ فيه و لا يفرق بين الخلايا السرطانية و الخلايا السليمة . علاج بسوء المرض .
أتوقف عن التفكير ...
يتساءل عقلي مجدداً : ما المطلوب عمله في حالته ؟
........
تتولى أمي إبلاغ أهل البيت .
تحمل الهواتف رسائل القلق و المواساة للرجل و لأهله و يحاولون معرفة ما يحتاجه . أما هو فيؤكد للجميع أنه بخير حال ، و أنه لا يحتاج شيئاً أكثر مما عنده .
تجتمع أخواتي فتقرر كل واحدة منهن أن تدفع مبلغاً من المال يساعده على تجاوز تلك الأزمة .
يمتلىء الظرف و تُـدفع إلى مهمة إيصال الظرف له . و لأنني لا أقدر على ذلك فإنني أستعين بواسطة عمي ليقوم بالمهمة عني .
أزور عمي ، أدفع إليه حملي و أطلب منه إيصال المبلغ للمريض ، يأخذنا الحديث إلى بعد آخر فنتفق أن أمر به بعد صلاة الجمعة و نذهب للمريض زائرين . أتولى القيادة وصولاً إلى المستشفى .
هناك أقابل قريبي البعيد يبتسم مطمئناً على فراش المرض ، ينتظر دوره لإجراء أشعة تلزم الطبيب كي يقرر إن يجرى له عملية تعين كليته على العمل ، أم أن السرطان أثقلها و من الأفضل تركه و شأنه .
يلقي القلق في مسمعي سؤالاً فأنصت : لم لا يصيب السرطان رضا قريبي بعطب ؟
يؤذن لصلاة العصر فيتلفت حوله إلى من يعينه على الوضوء و الصلاة يدعو من حوله لإقامتها و لطالما أمّ المصلين تطوعاً عمراً مديداً في الجامع .
ملاحظة : تقرر الأشعة أن المرض انتشر في جسده و أن الجراحة لن تصلح مرضاً فيعود إلى بيته، يتلقى علاجه هناك و يقيم الصلاة في الجامع المجاور كما اعتاد .


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 09:00 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.