في حج الابن عن أبيه دون أن يحج عن نفسه
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين السؤال: هل يجوز للابن أن يحج والثواب يكون لأبيه دون أن يحج الابن لنفسه، ويكون المال الذي حج به مال أبيه؟ الإجابة: لا يجوز لمن لم يحج عن نفسه أن يحج عن غيره سواءً تبرعًا أو بمالٍ يبذله المحجوج عنه، لقول النبي[ ] صلى الله عليه وسلم: «حج عن نفسك، ثم حج عن شُبرمة» فإذا أدى الابن حج الفريضة عن نفسه فله بعد ذلك أن يحج في العام القابل عن أحد أبويه سواء من مالهما أو من مال نفسه، ويقول عند الإحرام: اللهم تقبل حجتي أو عمرتي عن والدي ... أو نحوه. والله أعلم. |
شكرا لك اختى الكريمة وفى انتظار المزيد |
اقتباس:
|
معنى قول: من مات ولم يحج مات إن شاء يهوديًا، أو نصرانيًا
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين لسؤال: ما المقصود بقول عمر "من مات ولم يحج مات إن شاء يهوديًا، أو نصرانيًا"؟ الإجابة: قصد عمر رضي الله عنه في حق من كان قادرًا مستطيعًا متمكنًا، قد توفرت لديه جميع الشروط، ولم يكن له مانع، فإنه يعتبر مفرطًا، متساهلا بركن من أركان الإسلام، فيختل دينه فكأنه يهودي، أو نصراني. |
حكم كتابة اسم الحاج على بيته بعد عودته
الشبكة الإسلامية الإجابة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فهذا العمل غير مشروع لما فيه من حب اطلاع الناس على العمل الصالح الذي قام به هذا الرجل، وإذا كان الشخص قد أدى فريضة الحج خالصة لوجه الله تعالى ثم بعد ذلك قام بكتابة ما ذكرت على بيته يريد بذلك السمعة فإن عمله لا يبطل؛ لأن الخلاف إنما وقع بين العلماء فيما لو طرأ قصد الرياء أو السمعة أثناء العمل، قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم: وأما إن كان أصل العمل لله، ثم طرأت عليه نية الرياء، فإن كان خاطراً ودفعه فلا يضره بغير خلاف، وإن استرسل معه، فهل يحبط عمله أم لا يضره ذلك ويجازى على أصل نيته؟ في ذلك اختلاف بين العلماء من السلف قد حكاه الإمام أحمد وابن جرير الطبري ورجحا أن عمله لا يبطل بذلك، وأنه يجازى بنيته الأولى، وهو مروي عن الحسن البصري وغيره. ويستدل لهذا القول بما خرجه أبو داود في (مراسيله) عن عطاء الخراساني: أن رجلا قال: يا رسول الله؛ إن بني سلمة كلهم يقاتل، فمنهم من يقاتل للدنيا، ومنهم من يقاتل نجدة، ومنهم من يقاتل ابتغاء وجه الله، فأيهم الشهيد؟ قال: «كلهم إذا كان أصل أمره أن تكون كلمة الله هي العليا». وذكر ابن جرير أن هذا الاختلاف إنما هو في عمل يرتبط آخره بأوله، كالصلاة والصيام والحج، فأما ما لا ارتباط فيه كالقراءة والذكر وإنفاق المال ونشر العلم، فإنه ينقطع بنية الرياء الطارئة عليه، ويحتاج إلى تجديد نيةٍ. انتهى. ولذا ننصح بعدم الإقدام على ما ذكرت؛ إذ الأصل استحباب إخفاء الطاعة حرصاً على الإخلاص فيها لله تعالى ما لم توجد مصلحة راجحة لإظهارها. والله أعلم. السؤال: ما حكم كتابة اسم الحاج وسنة حجه وأنه حج بيت الله الحرام وذلك على منزله بعد تأدية فريضة الحج وأثناء عودته وهذه عادة بلادنا فأفيدوني؟ جزاكم الله خيراً. |
يسافر للحج أم يبقى مع أمه لرعايتها
الشبكة الإسلامية الإجابة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن كانت أمك لم تحج حج الفريضة، وكانت مستطيعة للحج هذا العام، فيجب أن تبادر إلى الحج لأنه واجب على الفور، فتلطف بها لتعلمها هذا، وكذلك رغبها في حج التطوع إن كانت قد أدت حجة الإسلام، وعدها خيرا بإعانة الله تعالى لها، وتحصيل الثواب العظيم المرتب على الحج، وذكرها أن الأعمار بيد الله تعالى ونحو هذا الكلام، فإذا فعلت هذا وامتنعت أمك فقد حزت خيرا كثيرا. وإن لم ترض بهذا فإذا كانت هذه هي الحجة المفروضة عليك، فعليك أن تعتذر لأمّك برفق، ولا يجوز لك تأخير الحجّ لأنّه واجب على الفور على الراجح من أقوال العلماء. وأمّا إذا كنت قد أديت فريضة الحج قبل، وحجك هذا العام تطوع، فسفرك للحجّ من غير إذنها جائز ما دام أخوك سيقيم معها في غيابك. قال ابن نجيم (الحنفي) في البحر الرائق: وَأَمَّا سَفَرُ التِّجَارَةِ وَالْحَجِّ فَلَا بَأْسَ بِأَنْ يَخْرُجَ بِغَيْرِ إذْنِ وَالِدَيْهِ لِأَنَّهُ ليس فيه خَوْفُ هَلَاكِهِ. اهـ. لكن الأولى في هذه الحال أن تطيع أمّك وتبقى معها، فإنّ ذلك من البرّ بها والإحسان إليها وهو من أفضل الأعمال وأحبّها إلى الله. والله أعلم. السؤال: توفي أبي منذ خمسة أشهر، كان ذلك مؤلما، وتمر أمي بمرحلة نفسية صعبة، إذ إنها تعيش معي فقط في المنزل وتقضي يومها لوحدها. تميت أن آخذها معي إلى الحج إلا أنها أبت بعذر أنها ليست مستعدة هذه السنة، و تود أن أبقى معها في موسم الحج. السؤال: هل يجب علي أن أطيعها وأؤخر الحج إلى سنة أخرى، علما أن أحد إخوتي سيكون في المنزل فترة غيابي في الحج (وهي تعلم هذا)؟ |
من اعتمر في أشهر الحج هل يعتبر متمتعا
الشبكة الإسلامية الإجابة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فالمفتى به عندنا أن من اعتمر في أشهر الحج ثم سافر إلى بلده فإنه لا يلزمه هدي إذا أحرم بالحج وحده في نفس العام لأنه ليس متمتعاً ولا قارناً. جاء في الموسوعة الفقهية: والأصل في ذلك ما روي عن عمر رضي الله عنه أنه قال: إذا اعتمر في أشهر الحج ثم أقام فهو متمتع. فإن خرج ورجع فليس بمتمتع. انتهى. ويلزمه حينئذ أن يحرم بالحج من ميقات بلده، فإذا كان من أهل الرياض فإنه يحرم من قرن المنازل -السيل الكبير- ولا يجوز له أن يؤخر الإحرام ويحرم من التنعيم. قال ابن عثيمين رحمه الله تعالى فيمن سافر إلى بلده بعدما اعتمر في أشهر الحج: ... لو سافر إلى بلده ثم عاد من بلده محرماً بالحج فإن تمتعه ينقطع، فإن عاد محرماً بعمرة بعد أن رجع إلى بلده صار متمتعاً بالعمرة الثانية لا بالعمرة الأولى، لأن العمرة الأولى انقطعت عن الحج بكونه رجع إلى بلده.. انتهى كلامه رحمه الله. ومسجد التنعيم يسمى مسجد عائشة نسبة إلى عائشة رضي الله عنها لأنها أحرمت من هناك وليس مسجد السيدة نعيمة فيما نعلم. والله أعلم. السؤال: أنا أقيم في الرياض، وأريد أن أعمل عمرة في الفترة بين عيد الفطر وعيد الأضحى. فهل أعتبر متمتعا وأنا أدخل مكة في أداء الحج بدون أن أتحلل من السيل الكبير وأتحلل من مسجد التنعيم (مسجد السيدة نعيمة) وهل يكون علي دم أم لا؟ ولكم جزيل الشكر. |
حكم الحج قبل أداء الحقوق المسروقة لأصحابها
الشبكة الإسلامية الإجابة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فلا بد لتتم التوبة من السرقة من رد المال المسروق لصاحبه ولا يكفي في التوبة من السرقة مجرد الدعاء للمسروق، ولا يجوز للسارق السفر إلى الحج قبل قضاء ما عليه من ديون لمن سرقهم إلا إن استحلهم وأذنوا له بالحج، فإن من عليه دين حال لا يجوز له السفر للحج إلا بإذن الدائن فههنا أولى. وإن كان سفر هذا الرجل إلى الحج لن يؤثر على قدرته على الوفاء بما عليه من دين فنرجو ألا حرج عليه في السفر للحج. علما بأنه لو حج دون استئذان دائنه فإن ذلك لا يؤثر في صحة الحج، ولكنه يكون آثما بما فعله من مخالفة، ولا تعارض بين حصول الإثم وصحة العبادة. والله أعلم. السؤال: لقد علمت أن توبة السارق هي بإعادة الحقوق إلى أهلها أو الدعاء لهم؟ فهل يجوز الحج قبل رد هذه الحقوق إذا كان الحج بدون تكاليف مادية كبيرة؟ |
الزواج أم إحجاج الوالدين
الشبكة الإسلامية الإجابة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فشكر الله لك حرصك على بر والديك والإحسان إليهما، ثم اعلم أنه لا إثم عليك إن أحججت أبويك قبل زواجك إذا كنت لا تخشى على نفسك الفتنة والوقوع في المحرم، وأنت مأجور على هذا إن شاء الله، فإن كنت تخشى على نفسك الفتنة والوقوع في الحرام وجب أن تقدم الزواج على إحجاج أبويك، لأنه مقدم على حجك الواجب، فتقديمه على حج غيرك أولى. والله أعلم. السؤال: عمري 25 سنة، مقيم بالسعودية حاليا، لم أتزوج وأريد أن أبعث لوالدي لأداء مناسك الحج، وسن الوالد فوق 60 عاما، والوالدة على مشارف 50 عاما، فهل هناك خطأ في أن أقدم حج الوالد والوالدة على الزواج، لأن السن يتقدم بهما يوما بعد يوم؟ أم الأولى هو التجهيز للزواج؟ مع العلم أنني من الناحية العملية قد لا أتزوج قبل سنة ونصف أو سنتين. والله أعلم. |
لديها مال فهل الأولى أن تحج به أم تشتري به أرضا
الشبكة الإسلامية الإجابة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: ذكرنا أن الدين المؤجل لا يمنع وجوب الحج لمن علم من نفسه القدرة على وفائه عند حلول أجله. وبما أنك مكفية بإنفاق زوجك عليك، فإن كان الحج الذي تريدين أداءه هو حج الفرض فالواجب أن تبدئي به ولو ببيع المنزل الذي أخذته بالتقسيط وأحرى إن كان عندك من المال ما يمكنك من الحج، لأن الحج واجب على الفور في رأي جماهير أهل العلم، وهو المفتى به عندنا، ومما ذكر يتبين لك أن الحج في هذه الحالة أولى من شراء الأرض المذكورة، وإن كان الحج المراد حج تطوع وكانت السائلة غير محتاجة حاجة كبيرة إلى الأرض المذكورة فإن الحج يكون أولى من شرائها أيضا، ويكفي للاستدلال على أولوية الحج قول النبي صلى الله عليه وسلم: «الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة». والله أعلم. السؤال: لدي مبلغ من المال، وأريد الحج أنا وزوجي وأمي وأم زوجي ولدي منزل أخذته بالتقسيط ولازلت أسدد أقساطه وأريد شراء أرض، فأيهما أولى أن أذهب للحج، أو أشتري الأرض؟ |
هل تؤثر المعاصي قبل الحج على صحة الحج
الشبكة الإسلامية السؤال: نويت في رمضان أن أ حج لعام 1432هـ، وارتكبت معصية الزنا في أواخر ذي القعدة، علما بأنني بلغت من صديقي أنني لو فعلت معصية فسد حجي ونادم على معصية الزنا، فهل أحج؟ الإجابة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فقد أقدمت على جرم عظيم ومنكر جسيم بما اقترفته من هذه الفاحشة الموبقة، ويجب عليك أن تتوب إلى الله توبة نصوحا مستوفية لشروطها وأركانها، ومن أهمها الندم على هذه الجناية الكبرى، ومن أهم ما تستعين به على تكفير هذا الذنب ومحو أثر هذه الخطيئة مع التوبة الإكثار من الحسنات، فإن الحسنات يذهبن السيئات، والحج من أعظم ما يرجى به تكفير الذنوب ومحو أثر الخطايا، فعليك أن تبادر بالحج وأن تجتهد في أدائه على وجهه ليكون حجا مبرورا، ولا تصغ لكلام صديقك ذاك من أن من ارتكب معصية قبل الحج لم يصح حجه، فهذا كلام باطل منكر، بل حجك صحيح ـ إن شاء الله ـ ولعله يكون من أسباب عفو الله تعالى عنك ومغفرته لك. والله أعلم. |
مدى أثر عدم الخشوع في الصلاة على صحة الحج
الشبكة الإسلامية السؤال: في عرفة صلى بنا الإمام الظهر والعصر ولم يكن معه مكبر للصوت فصليت تبعا للأخوات اللاتي أمامي ولم يحصل لي خشوع، فهل حجي صحيح؟ مع أنني ختمت القرآن في ذلك اليوم ودعوت طيلة اليوم ولم أبرح الخيمة إلا لحاجة ملحة؟ الإجابة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فحجك صحيح إن شاء الله تعالى، ونسأل الله أن يتقبل منا ومنك صالح العمل، وليس عدم الخشوع في صلاة الظهر والعصر موجباً لفساد حجك، ولا يلزمك بذلك شيء، وصلاتك هذه صحيحة لا تلزمك إعادتها، فإن الخشوع في الصلاة مستحب وليس واجبا عند الجماهير، وفي كل الأحوال لا علاقة لصحة صلاتك بصحة حجك فاسألي الله تعالى القبول ودعي عنك الوسواس. والله أعلم. |
هل حج النافلة أفضل أم الصدقة والدعوة إلى الله
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين لسؤال: هل حج النافلة أفضل أم الصدقة والدعوة إلى الله؟ الإجابة: إذا وجد هناك مشاريع خيرية فالصدقة فيها أفضل من حج النافلة إذا كان تأثيرها مفيدًا وعامًا، وذلك لأن الحج قد حصل أداؤه مرارًا، ولأنه قد ينفق فيه نفقة طائلة لو أنفقها في الدعوة إلى الله لكان لها تأثير، أما إذا كانت الدعوة إلى الله قائمة والذين يزاولونها من خيار الأمة وقد نفع الله بهم، فنرى والحال هذه أن الحج أفضل ولو كان تطوعًا. |
من معاني الحج
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين السؤال: ما هي أبرز المضامن العقدية والإيمانية لاجتماع المسلمين في أداء الحج؟ الإجابة: الحج عبادة بدنية مالية، فرضها الله تعالى على المستطيع لحكم ومصالح كبيرة أجملها تعالى بقوله: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ} فإن المسلم يعتقد وجوب امتثال أمر الله تعالى لعباده جميعًا بقوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}؛ حيث يعلم وجوب أداء الحج عليه عند القدرة، فمتى تيسر له الحج قام به على الوجه الأكمل الذي تبرأ به الذمة وتسقط به الفريضة، ويحمله على ذلك تصديق خبر ربه سبحانه والامتثال لأمر الله وطلب الأجر المرتب على ذلك بقول النبي صلي الله عليه وسلم: «من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه». فيبعد عبادته عن الرياء والسمعة والمباهاة والتمدح والافتخار، بأن يكون مخلصًا عبادته لربه، معتقدا أنه الذي يقبل العبادة الخالصة ويثيب عليها، ثم يزداد إيمانه ويقينه بصحة هذا الأمر وتوبته عندما يفد إلى تلك المشاعر المفضلة، ويشاهد مواقف من سبقه من الأنبياء وأتباعهم، ويتحقق أن كل من وقف في تلك المشاعر، وتنسك بما أمر به فيها إنما قصدوا وجه الله تعالى والدار الآخرة، وهكذا يشاهد الجم الغفير الذين توافدوا وجاءوا من كل فج عميق، وهدفهم موحد وهو: أداء هذه العبادة العظيمة، التي لا تصلح إلا بعبادات تختص بتلك البقاع، والأماكن المقدسة من الازدحام في الطواف والسعي وفي عرفات و المشعر الحرام وفي منى وعند الجمرات وما يتقربون به من: الدعاء، والذكر، والصلوات، ونوافل العبادات، و*** القربات، والحلق والتقصير وكل ذلك مما يفعلونه احتسابًا وطلبًا للأجر والثواب الأخروي فهم يصبرون على: الأذى والشدة والتعب والغضب، وينفقون الأموال الطائلة ويركبون الأخطار، ويفارقون أموالهم وبلادهم وأهليهم ويتكبدون الصعوبات؛ لأجل أداء هذه الشعيرة، التي يعتقدون أنها فريضة الله عليهم، وركن من أركان دينهم الذي يدينون به لربهم. ولا شك أن مشاهدة ذلك الحشد الكبير، والجمع الكثير في تلك المشاعر مما يقوي إيمان العبد، ويكسبه قوة في العقيدة، وثقة بوعد الله تعالى لهم بالمغفرة، والرحمة، والتجاوز عن الذنوب العظام، وهكذا يزداد إيمان الحاج، وتقوى عقيدته، عند تقربه بذكر ربه، ودعائه، والثناء عليه، وأداء ما يستطيع من الواجبات، والمندوبات المشروعة، في تلك المشاعر المفضلة، حيث أمر الله تعالى بذكره وشكره وحسن عبادته؛ كما قال تعالى: {كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} وقال تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} وفي الإكثار من ذكره استحضار عظمته وتذكر فضله وإنعامه وجوده على عباده. |
الأجر في الحج على قدر التعب والمشقة
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين السؤال: هل الأفضل الحج مع اليُسر والسهولة؛ كالبقاء في الشقق أيام التشريق وكذا التنقل في سيارات مكيفة؟ أم البقاء مع سائر الناس في خيام وحر شديد؟ هل الأجر على حسب المشقة؟ وما الضابط في هذه المسألة؟ الإجابة: لا شك أن الإقامة في المشاعر أفضل من الإقامة في خارج المشاعر، وننكر على الذين ينزلون أيام منى في شقق في داخل مكة في العزيزية أو في الششة أو الروضة يستأجرون شققًا مكيفة يقيمون فيها طوال نهارهم ويقيمون فيها أكثر ليلهم، وإذا جاء نصف الليل أو ثلث الليل جاءوا وجلسوا في منى ساعتين أو ثلاث ساعات ثم رجعوا، يقال لهؤلاء: ما أقمتم في المشعر، فإن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أقام ليله ونهاره في منى والصحابة معه -من أهل مكة - وكانت لهم بيوت في مكة ولم يكونوا يذهبون إليها كل يوم مع قربها، يقدر أحدهم أن يذهب -ولو على قدميه- ليبيت في منزله أو لينزل فيه أو ليأكل فيه، بل كانوا معه في المشعر في منى ليلهم ونهارهم ومعهم رواحلهم يعدون أنفسهم مسافرين ـ فعلى هذا؛ نقول: إن هؤلاء أجرهم أقل من الذين يقيمون في خيامهم ويصبرون على مشقة الحر والهواء مع عدم الترف والتوسع وذلك لأن هذا هو الذي جاءوا له. في بعض الأحاديث في فضل الحج «أن الله تعالى قال في الحجاج: انظروا إلى عبادي أتوني شعثًا غبرًا» فالحاج يكون أشعث أغبر وذلك أعظم لأجره، وكذلك النصب قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لعائشة: «إن أجرك على قدر نفقتك أو على قدر نصبك» النصب: يعني التعب فكلما كانت المشقة والتعب أكثر كان الأجر أكثر |
تكرار الحج
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين لسؤال: تكرار الحج فيه أجر كبيرة بلا شك ولكن هل يرى فضيلتكم أن من كرر الحج مرات عديدة من الأفضل له إفساح المجال لإخوانه؟ الإجابة: لا شك أن الحج عبادة فاضلة وفيها أجر كبير؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإنهما ينفيان: الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والفضة» وغير ذلك من الأدلة، وقد استحب بعض المشايخ -في هذه الأزمنة- ترك تكرار الحج كل عام؛ حيث إن عدد الحجاج قد زاد وتضاعف عما كان عليه في الأزمنة السابقة بسبب وسائل النقل الحديثة التي سهَّلت للناس سرعة الوصول، فيحصل من الكثرة زحام شديد في صحن المطاف و المسعى وفي عرفات ومنى وعند الجمرات وفي *** الهدي وغيرها، وهذا رأي سديد؛ لما فيه من إفساح المجال للوافدين الجدد وتيسير أداء الفريضة بسهولة وترك مضايقة المفترضين، وقد يستثنى من ذلك أهل الأعمال النافعة كالدعاة والمرشدين وكذا الجنود والعاملون الذين ينظمون السير ويخدمون الحجاج ويحرصون على تسهيل أداء الفريضة للوافدين وضيوف الرحمن بما يسقط عنهم الوجوب ففي تكرار مجيئهم منفعة كبيرة، والله أعلم. |
كيف يساهم الحج في حل مشاكل المسلمين؟
الشبكة الإسلامية السؤال: عندي سؤال هام وأرجو الرد عليه: ما السبل التي تراها لتفعيل موسم الحج لحل مشاكل المسلمين في العالم؟ الإجابة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فمن أهم السبل المعينة على استغلال موسم الحج في الغرض المذكور أن يجتهد كبراؤهم وذوو الرأي فيهم في التواصل فيما بينهم ومناقشة هذه المشكلات، فإن تلاقح الأفكار والمشاورة في الأمور المهمة يفضي إلى الوصول إلى الحلول المثلى، وأن يجتهد الحجيج في دعاء الله تعالى والتضرع إليه أن يهيأ لهم ولأمتهم من أمرهم رشدا وأن يكفيهم شر عدوه وعدوهم، فإن الدعاء من أهم الوسائل في إنجاح المطلوب ودفع المرهوب، ونسأل الله أن يهيئ للمسلمين من أمرهم رشدا. والله أعلم. |
مختصر مناسك الحج والعمرة وزيارة المسجد النبوي بالمدينة المنورة جمع وترجمة محمد يونس الطعاني http://www.islamicfinder.org/images/hajj.gif الفهرس |
بعض ما ورد في فضل الحج والعمرة:
أنواع النسك ثلاثة:
|
صفة الحج 1- تبدأ من الميقات:
2- توجه إلى المسجد الحرام للطواف:عند رؤيتك للبيت كبر وقل: "اللهم زد هذا البيت تشريفاً وتعظيماً وتكريماً ومهابة وأمناً، وزد من شرفه وكرمه ممن حجه أو اعتمره تشريفاً وتكريماً وتعظيماً وبِراً".
3- اخرج إلى الصفا للسعي:
4- الحلق أو التقصير:
|
أعمال يوم الثامن:
أعمال يوم التاسع:
أعمال يوم العاشر:
أعمال أيام التشريق 11 ، 12 ، 13:
|
تنبيهات:أركان العمرة:
واجبات العمرة:
أركان الحج:
واجبات الحج:
|
محظورات الإحرام:
|
زيارة المسجد النبوي الشريف:
|
جزاك الله كل خير اخى الكريم
|
اقتباس:
|
ما معنى الجدال في الحج؟ وهل يفسد ثواب الحج؟
الشبكة الإسلامية السؤال: ما معنى الجدال في الحج؟ وهل المشادة في الكلام بين الزوجين والعصبية أثناء الحج من الجدال؟ وهل يفسد الجدال ثواب الحج؟ الإجابة: الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد: فالجدال المنهي عنه في قوله تعالى: {وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} [البقرة:197] هو الخصومة، والسباب، والمراء، قال السعدي في تفسيره: والجدال وهو: المماراة، والمنازعة، والمخاصمة؛ لكونها تثير الشر، وتوقع العداوة. اهـ. وفي أضواء البيان: والأظهر في الجدال في معنى الآية: أنه المخاصمة، والمراء، أي لا تخاصم صاحبك، وتماره حتى تغضبه.. اهــ. فالمخاصمة بين الزوجين، أو غيرهما داخلة في الجدال المنهي عنه، ولا يبطل الحج بها، وإنما ينقص من أجره بقدر ما جادل، وخاصم، وأغضب، سئلت اللجنة الدائمة: إذا حصل من الرجل بعض الجدال مع رفقائه في الحج هل تصح حجته، وتجزئه، ولو كانت حجة الفريضة؟ فأجابت: حجته صحيحة، وتجزئه عن الفريضة، لكن ينقص أجره فيها بقدر ما حصل منه من جدال مذموم، وعليه التوبة من ذلك؛ لقول الله سبحانه: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. اهــ. وليس من الجدال المنهي عنه مدارسة العلم، والجدال المصاحب للنهي عن المنكر، قال صاحب التحرير والتنوير: واتفق العلماء على أن مدارسة العلم، والمناظرة فيه ليست من الجدال المنهي عنه، واتفقوا على أن المجادلة في إنكار المنكر، وإقامة حدود الدين ليست من المنهي عنه، فالمنهي عنه هو ما يجر إلى المغاضبة، والمشاتمة، وينافي حرمة الحج. اهــ. والله أعلم. |
الإنابة في مناسك الحجّ
حسام الدين عفانه السؤال: سيحج هذا العام برفقة والدته الكبيرة في السن فما هي المناسك التي يمكن أن ينوب فيها عن أمه حيث إنها مريضة وضعيفة؟ الإجابة: الأصل في الحج أن يؤدي الحاج جميع مناسك الحج بنفسه وأجاز أهل العلم التوكيل في رمي الجمرات وفي *** الهدي .أما بالنسبة لرمي الجمرات فيجوز التوكيل لعذر شرعي كالمرض وكذا المرأة الحامل وكذلك الكبيرة في السن والضعيفة وكذلك إذا كان هنالك زحام شديد فخشيت المرأة على نفسها فيجوز لها التوكيل في الرمي وينبغي أن يرمي الموكل عن نفسه أولاً ثم عن غيره ثانياً. وأما *** الهدي فيجوز فيه التوكيل مطلقاً أي بعذر وبدون عذر فيما أعلم وإن كان الأولى أن يتولى الحاج *** هديه بنفسه اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم حيث «نحر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثاً وستين بدنه ثم وكل علياً رضي الله عنه بالباقي» (رواه مسلم). وأما بقية مناسك الحج فلا يصح فيها التوكيل كالطواف والسعي والوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة ومنى فهذه الأركان والواجبات لا بد للحاج أن يأتي بها بنفسه. وخلاصة الأمر أنه يجوز لوالدتك أن توكلك في رمي الجمرات وفي *** الهدي فقط وما عدا ذلك فعليها أن تؤديه بنفسها وعليك إعانتها ومساعدتها كأن تستأجر من يحملها في الطواف وكذا في السعي. |
لا يجوز الحلف كذباً ليتمكن من الحج
حسام الدين عفانه السؤال: من أدى فريضة الحج سابقاً ويريد أن يحج مرة ثانية وقد طلب منه أن يحلف يميناً أنه لم يحج فهل يجوز له أن يحلف أم لا؟ الإجابة: من المعلوم أن فريضة الحج مطلوبة من المسلم مرة في العمر، ويسن أن يحج نافلة إن استطاع لذلك سبيلاً وبما أنه قد فرضت في زماننا هذا قيود على من يريد الحج وأحياناً يطلب من الشخص أن يحلف يميناً أنه لم يحج فإذا كان الشخص لم يحج فعلاً فلا حرج عليه إن حلف اليمين وأما إن كان قد حج سابقاً فيحرم عليه أن يحلف اليمين لأنها يمين كاذبة محرمة. قال تعالى: {وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [المجادلة الآية 14] وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [آل عمران الآية 77]. وجاء في الحديث عن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من حلف على يمين مصبورة كاذبة فليتبوأ مقعده من النار» (رواه أبو داود والحاكم وقال: صحيح على شرط البخاري ومسلم، ووافقه الذهبي). واليمين المصبورة هي اللازمة لصاحبها، وخلاصة الأمر أنه يحرم على هذا السائل أن يحلف هذه اليمين الكاذبة وإن كان يريد الحج فالحج طاعة ولا يتوصل إلى الطاعة بما هو محرم |
الحجر الأسود وفقه العبادات ( الحج )
1- الطواف والطواف ركن من أركان الحج في جميع المذاهب ( طواف الإفاضة ) وفي العمرة كذلك ( طواف الركن )، وبدء الطواف يكون من الحجر الأسود ، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال [ خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع حتى إذا أتينا البيت معه استلم الركن فرمل ثلاثا ومشي أربعا .. ] (7) قال الشوكاني : فيه دليل على أنه يستحب أن يكون ابتدأ الطواف من الحجر الأسود بعد استلامه وحكي في البحر عن الشافعي والإمام يحيى : أن ابتداء الطواف من الحجر الأسود فرض (8) وقال ابن رشد صاحب بداية المجتهد : والجمهور مجمعون على أن صفة كل طواف واجبا كان أو غير واجب ، أن يبتدئ من الحجر الأسود .. (9) فإن ابتدأ من غيره لم يعتد بما فعله حتى يصل إلى الحجر الأسود فإذا وصله كان ذلك أول طوافه 2- الطواف من الحجر إلى الحجر عن ابن عمر رضي الله عنه قال [ رمل رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحجر إلى الحجر ثلاثا ومشى أربعا ] (10) وجاء في كيفية الطواف : أن يدور الحاج ( أو المعتمر ، أو الطائف ) حول الكعبة بنية الطواف ، سبع مرات ، يبدأ كل شوط من الحجر الأسود ، محاذيا له بجميع البدن ، ويختمه بالحجر جاعلا الكعبة عن يساره ، خارجا بجميع بدنه عن حجر إسماعيل عليه السلام ، وعن الشاذروان ( وهو بناء مسنم قدر ثلثي ذراع خارج عن عرض جدار الكعبة قال الإمام النووي (11) في كيفية الطواف أن يحاذي بجميع بدنه على جميع الحجر ، وذلك بأن يستقبل البيت ، ويقف على جانب الحجر الذي إلى جهة الركن اليماني ، بحيث يصير جميع الحجر عن يمينه ، ويصير منكبه الأيمن عند طرف الحجر ، ثم ينوي الطواف لله تعالى ، ثم يمشي مستقبلا الحجر ، مارا إلى جهة يمينه حتى يجاوز الحجر ، فإذا جاوزه انفتل وجعل يساره البيت ، ويمينه إلى خارج ، ولو فعل هذا من الأول وترك استقبال الحجر جاز ... ثم المرور بجميع الأركان ، ثم يمر منه إلى الحجر الأسود ، فيصل إلى الموضع الذي بدأ منه ، فيكمل له حينئذ طوفة واحدة ... وهكذا يفعل سبعا ثم قال : وينبغي أن ينتبه هنا لدقيقة ، وهي : أن من قبّل الحجر الأسود فرأسه في حد التقبيل في جزء من البيت ، فيلزمه أن يقر قدميه في موضعهما حتى يفرغ من التقبيل ويعتدل قائما ، لأنه لو زالت قدماه من موضعهما إلى جهة الباب قليلا ، ولو قدر بعض شبر في حالة تقبيله ، ثم لما فرغ من التقبيل اعتدل عليهما ، في الموضع التي زالتا إليه ، ومضى من هناك في طوافه ، لكان قد قطع جزءا من مطافه وبدنه في هواء الشاذروان ، فتبطل طوفته تلك (12) وهذا خطأ شائع يقع فيه الطائفون ، دون أن ينتبهوا لذلك . والله أعلم . وفي المغني قولان يجزئه ولا يجزئه (13) . 3- استلام الحجر باليد وتقبيله عن عابس بن ربيعة رحمه الله ، قال : رأيت عمر يقبل الحجر ، ويقول : إني لأعلم أنك حجر ما تنفع ولا تضر ، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك ". أخرجه الجماعة (14). وزاد مسلم والنسائي في إحداهما : ولكن رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بك حفيا " ولم يقل :" رأيت رسول الله يقبلك " ومعنى ( حفيا ): أي شديد السرور في غاية اللطف والاعتناء وبارا به . ويستحب أن يخفف القبلة بحيث لا يظهر لها صوت ويقول عند الاستلام [ باسم الله والله أكبر ] 4- السجود على الحجر بعد تقبيله لما رواه البيهقي عن ابن عباس [ أنه قبله وسجد عليه وقال : رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبله وسجد عليه ثم قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل هكذا ففعلت ] (15) 5- الاستلام في الزحام عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال : طاف النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع على بعير ، يستلم الركن بمحجن". هذه رواية البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي (16) وفي أخرى للبخاري والنسائي والترمذي قال : طاف النبي صلى الله عليه وسلم بالبيت على بعير ، كلما أتى على الركن أشار إليه ". زاد البخاري في رواية أخرى " بشيء كان في يده وكبر ". وفي أخرى لأبي داود : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم مكة ـ وهو يشتكي ـ فطاف على راحلته ، كلما أتى على الركن استلمه بمحجن ، فلما فرغ من طوافه أناخ ، وصلى ركعتين ". وعن نافع رحمه الله قال : رأيت ابن عمر يستلم الحجر بيده ، ثم قبّل يده ، وقال : ما تركته منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله (17) وهذا محمول على تعذر تقبيل الحجر وعن أبي الطفيل رضي الله عنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف على راحلته يستلم الركن بمحجنه ، ويقبل طرف المحجن ، ثم خرج إلى الصفا ، فطاف سبعا على راحلته (18). قال في الفتح : قال الجمهور : إن السنة أن يستلم الركن ويقبل يده ، فإن لم يستطع أن يستلمه بيده استلمه بشيء في يده وقبل ذلك الشيء فإن لم يستطع أشار إليه واكتفى بذلك (19). إذا لم يستطع تقبيله لا بفمه ولا بمحجن ولا بيده . لكنه استطاع أن يرمي طرف إحرامه على الحجر فهل يصح ذلك ؟ الجواب : نعم يفعل ذلك فقد صح عن ابن عباس رضي الله عنه أنه كان يمس الحجر بثوبه ويقبله روى ذلك عبد الرزاق في مصنفه بإسناد صحيح . 6- هل يُستلم ويُقبل غيرُ الركن الأسود ؟ جاء عن ابن عمر رضي الله عنه قال : لم أر النبي صلى الله عليه وسلم يمس من الأركان إلا اليمانيين (20) ( وهما الركن الأسود والركن اليماني ) وإنما اقتصر صلى الله عليه وسلم على استلام اليمانيين لما ثبت في الصحيحين من قول ابن عمر أنهما على قواعد إبراهيم دون الشاميين ، فعلى هذا يكون للركن الأول من الأركان الأربعة فضيلتان ؛ كونه الحجر الأسود ، وكونه على قواعد إبراهيم ، وللثاني الثانية فقط ، وليس للآخرين أعني الشاميين شيء منها ، فلذلك يقبل الأول ويستلم الثاني فقط ولا يقبل الآخران ولا يستلمان على رأي الجمهور (21) . 7- الزحام على الحجر ذكر الماوردي (22) الاختلاف في الزحام على الحجر ،فقال : واختلف في الزحام لاستلام الحجر ، فقيل : ينتظر حتى يخف الزحام ، وإن علم أن الزحام لا يخف ، ترك الاستلام ، ولم يزاحم الناس ، وأشار إليه رافعا ليده . وقال النووي (23):" ويستحب أن يستقبل الحجر الأسود ويدنو منه ، بشرط أن لا يؤذي أحدا بالمزاحمة ، فيستلمه ، ثم يقبله من غير صوت يظهر في القبلة ،ويسجد عليه ، ويكرر التقبيل والسجود عليه ثلاثا ، ثم يبتدئ الطواف ". وحكي عن طائفة أن الزحام عليه أفضل كفعل ابن عمر رضي الله عنه (24) ويروى أن عبيد بن عمير قال لابن عمر : إني أراك تزاحم على هذين الركنين فقال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن استلامهما يحط الخطايا حطا (25) والدلالة على أن الزحام مكروه : رواية سعيد بن المسيب ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك رجل قوي لا تؤذي الضعيف ، فإذا أردت أن تستلم الحجر ، فإن كان خاليا فاستلمه ، وإلا فاستقبله وكبر(26) وروى الأزرقي (27) أخبرني عطاء أنه سمع ابن عباس يقول : إذا وجدت على الركن زحاما فلا تؤذ ولا تؤذى ، لا تؤذ مسلما ولا يؤذيك ، إن رأيت منه خلوة ، فقبله ، أو استلمه ، وإلا فامض . وعن عروة بن الزبير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لابن عوف :" كيف صنعت يا أبا محمد في استلام الركن ؟" قال استلمت وتركت . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبت " (28).قال الإمام الشافعي رحمه الله : وأحسب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعبد الرحمن أصبت أنه وصف له أنه استلم في غير زحام ، وترك في زحام (29). وجاء في حاشية المغني والشرح الكبير (30) تعليق مقابل حديث ابن عمر السابق :" إيذاء الناس محرم ، واستلام الحجر مستحب ، فمن الجهل الفاضح ما يجري دائما في وقت الزحام من إيذاء الأقوياء للضعفاء وضغطهم للنساء لأجل استلام الحجر فالرجل يرتكب عدة معاص لأجل مستحب واحد ". أما النساء فلا يختار لهن الاستلام ولا التقبيل ، إذا حاذين الحجر أشرن إليه ، وقد روى عطاء أن امرأة طافت مع عائشة رضي الله عنه فلما جاءت الركن قالت المرأة : يا أم المؤمنين ألا تستلمين ؟ فقالت عائشة رضي الله عنها : وما للنساء واستلام الركن امض عني . وأنكرت عائشة ذلك على مولاة لها . فإن أرادت المرأة تقبيل الحجر فعلت ذلك في الليل عند خلو الطواف (31). 8- ختم الطواف ويختم الطواف باستلام الحجر .ثم صلاة ركعتين عند مقام إبراهيم عليه السلام ثم يعود إلى الحجر فيستلمه لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما صلى ركعتين عاد إلى الحجر ، والأصل أن كل طواف بعده سعي يعود إلى الحجر لأن الطواف لما كان يفتتح بالاستلام ، فكذا السعي يفتتح به بخلاف ما إذا لم يكن بعده سعي . عن نافع قال كان ابن عمر إذا دخل أدنى الحرم أمسك عن التلبية فإذا انتهى إلى ذي طوى بات فيه حتى يصبح ثم يصلي الغداة ويغتسل ويحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعله ثم يدخل مكة ضحى فيأتي البيت فيستلم الحجر ويقول ( بسم الله والله أكبر ) ثم يرمل ثلاثة أطواف يمشي ما بين الركنين فإذا أتى على الحجر استلمه وكبر أربعة أطواف مشيا ثم يأتي المقام فيصلي ركعتين ثم يرجع إلى الحجر فيستلمه ثم يخرج إلى الصفا من الباب الأعظم فيقوم عليه فيكبر سبع مرار ثلاثا يكبر ثم يقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير (32) ------------ |
تارك الصلاة لا يصح حجه
س: ما حكم من حج وهو تارك للصلاة سواء كان عامداً أو متهاوناً ؟ وهل تجزئه عن حجة الإسلام؟ ([1]) ج: من حج وهو تارك للصلاة فإن كان عن جحد لوجوبها كفر إجماعاً ولا يصح حجه ، أما إذا كان تركها تساهلاً وتهاوناً فهذا فيه خلاف بين أهل العلم منهم من يرى صحة حجه ، ومنهم من لا يرى صحة حجه ، والصواب أنه لا يصح حجه أيضاً ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر" ([2]) ، وقوله صلى الله عليه وسلم : "بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة " ([3]) ، وهذا يعم من جحد وجوبها ، ويعم من تركها تهاوناً ، والله ولي التوفيق . حج الصبي لا يجزئه عن حجة الإسلام س: هل حج الصبي الذي لم يبلغ الحلم يغنيه عن حجة الإسلام ؟ ([4]) ج: لا حرج أن يحج الصبي ، بحيث يعلم ويحج ويكون له ذلك نافلة ، ويؤجر عن حجه ، لكن لا يجزئه عن حجة الإسلام ، والنبي صلى الله عليه وسلم قال : "أيما صبي حج ثم بلغ الحنث فعليه أن يحج حجة أخرى" ([5]) ، وقد قالت امرأة للرسول صلى الله عليه وسلم ومعها ([1])نشر في مجلة (الدعوة) العدد 1540 في 22/12/1416هـ ([2])رواه الترمذي في (الإيمان) باب ما جاء في ترك الصلاة برقم 2621 ([3])رواه مسلم في (الإيمان) باب بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة برقم 82 ([4])نشر في مجلة (الدعوة) العدد 1637 في 19/12/1418هـ ([5])رواه البيهقي في السنن الكبرى في الحج في جماع أبواب دخول مكة باب حج الصبي يبلغ والمملوك يعتق والذمي يسلم برقم 9865 |
تفسير البغوي الحسين بن مسعود البغوي مسألة: الجزء الأول ( الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب ( 197 ) ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين ( 198 ) ) قوله تعالى : ( الحج أشهر معلومات ) أي وقت الحج أشهر معلومات وهي شوال وذو القعدة وتسع من ذي الحجة إلى طلوع الفجر من يوم النحر ويروى عن ابن عمر شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة وكل واحد من اللفظين صحيح غير مختلف فمن قال عشر عبر به عن الليالي ومن قال تسع عبر به عن الأيام فإن آخر أيامها يوم عرفة وهو يوم التاسع وإنما قال أشهر بلفظ الجمع وهي شهران وبعض الثالث لأنها وقت والعرب تسمي الوقت تاما بقليله وكثيره فتقول العرب أتيتك يوم الخميس وإنما أتاه في ساعة منه ويقول زرتك العام وإنما زاره في بعضه وقيل الاثنان فما فوقهما جماعة لأن معنى الجمع ضم الشيء إلى الشيء فإذا جاز أن يسمى الاثنان جماعة جاز أن يسمى الاثنان وبعض الثالث جماعة وقد ذكر الله تعالى الاثنين بلفظ الجمع فقال " فقد صغت قلوبكما " ( 4 - التحريم ) أي قلباكما وقال عروة بن الزبير وغيره أراد بالأشهر شوالا وذا القعدة وذا الحجة كملا لأنه يبقى على الحاج أمور بعد عرفة يجب عليه فعلها مثل الرمي وال*** ، والحلق وطواف الزيارة والبيتوتة بمنى فكانت في حكم الجمع ( فمن فرض فيهن الحج ) أي فمن أوجب على نفسه [ ص: 226 ] الحج بالإحرام والتلبية وفيه دليل على أن من أحرم بالحج في غير أشهر الحج لا ينعقد إحرامه بالحج وهو قول ابن عباس وجابر وبه قال عطاء وطاووس ومجاهد وإليه ذهب الأوزاعي والشافعي وقال ينعقد إحرامه بالعمرة لأن الله تعالى خص هذه الأشهر بغرض الحج فيها فلو انعقد في غيرها لم يكن لهذا التخصيص فائدة كما أنه علق الصلوات بالمواقيت ثم من أحرم بفرض الصلاة قبل دخول وقته لا ينعقد إحرامه عن الفرض وذهب جماعة إلى أنه ينعقد إحرامه بالحج وهو قول مالك والثوري وأبي حنيفة رضي الله عنهم وأما العمرة : فجميع أيام السنة لها إلا أن يكون متلبسا بالحج وروي عن أنس أنه كان بمكة فكان إذا حمم رأسه خرج فاعتمر . قوله تعالى : ( فلا رفث ولا فسوق ) قرأ ابن كثير وأهل البصرة ) فلا رفث ولا فسوق بالرفع والتنوين فيهما وقرأ الآخرون بالنصب من غير تنوين كقوله تعالى ( ولا جدال في الحج ) وقرأ أبو جعفر كلها بالرفع والتنوين واختلفوا في الرفث قال ابن مسعود وابن عباس وابن عمر هو الجماع وهو قول الحسن ومجاهد وعمرو بن دينار وقتادة وعكرمة والربيع وإبراهيم النخعي ، وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : الرفث غشيان النساء والتقبيل ، والغمز وأن يعرض لها بالفحش من الكلام قال حصين بن قيس أخذ ابن عباس رضي الله عنه بذنب بعيره فجعل يلويه وهو يحدو ويقول وهن يمشين بنا هميسا إن تصدق الطير ننك لميسا فقلت له أترفث وأنت محرم ؟ فقال إنما الرفث ما قيل عند النساء قال طاووس : الرفث التعريض للنساء بالجماع وذكره بين أيديهن وقال عطاء : الرفث قول الرجل للمرأة في حال الإحرام إذا حللت أصبتك وقيل الرفث الفحش والقول القبيح أما الفسوق قال ابن عباس : هو المعاصي كلها وهو قول طاووس والحسن وسعيد بن جبير وقتادة والزهري والربيع والقرظي وقال ابن عمر : هو ما نهي عنه المحرم في حال [ ص: 227 ] الإحرام من *** الصيد وتقليم الأظافر وأخذ الأشعار وما أشبههما وقال إبراهيم وعطاء ومجاهد هو السباب بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم : سباب المسلم فسوق ، وقتاله كفر " وقال الضحاك هو التنابز بالألقاب بدليل قوله تعالى : " ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان " ( 11 - الحجرات ) . أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا محمد بن يوسف أخبرنا محمد بن إسماعيل أخبرنا آدم أخبرنا سيار أبو الحكم قال سمعت أبا حازم يقول سمعت أبا هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه " . قوله تعالى ( ولا جدال في الحج ) قال ابن مسعود وابن عباس : الجدال أن يماري صاحبه ويخاصمه حتى يغضبه وهو قول عمرو بن دينار وسعيد بن جبير وعكرمة والزهري وعطاء وقتادة وقال القاسم بن محمد : هو أن يقول بعضهم الحج اليوم ويقول بعضهم الحج غدا وقال القرظي : كانت قريش إذا اجتمعت بمنى قال هؤلاء حجنا أتم من حجكم وقال هؤلاء حجنا أتم من حجكم وقال مقاتل : هو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم في حجة الوداع وقد أحرموا بالحج " اجعلوا إهلالكم بالحج عمرة إلا من قلد الهدي قالوا كيف نجعله عمرة وقد سمينا الحج فهذا جدالهم وقال ابن زيد : كانوا يقفون مواقف مختلفة كلهم يزعم أن موقفه موقف إبراهيم يتجادلون فيه وقيل هو ما كان عليه أهل الجاهلية كان بعضهم يقف بعرفة وبعضهم بالمزدلفة وكان بعضهم يحج في ذي القعدة وكان بعضهم يحج في ذي الحجة فكل يقول ما فعلته فهو الصواب فقال جل ذكره ( ولا جدال في الحج ) أي استقر أمر الحج على ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا اختلاف فيه من بعد وذلك معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم : ألا إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض " قال مجاهد : معناه ولا شك في الحج أنه في ذي الحجة فأبطل النسيء قال أهل المعاني ظاهر الآية نفي ومعناها نهي أي لا ترفثوا ولا تفسقوا ولا تجادلوا كقوله [ ص: 228 ] تعالى " لا ريب فيه " أي لا ترتابوا " وما تفعلوا من خير يعلمه الله " أي لا يخفى عليه فيجازيكم به قوله تعالى : ( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ) نزلت في ناس من أهل اليمن كانوا يخرجون إلى الحج بغير زاد ويقولون نحن متوكلون ويقولون نحن نحج بيت الله فلا يطعمنا فإذا قدموا مكة سألوا الناس وربما يفضي بهم الحال إلى النهب ، والغصب فقال الله عز وجل ) ( وتزودوا ) أي ما تتبلغون به وتكفون به وجوهكم قال أهل التفسير الكعك والزبيب والسويق ، والتمر ونحوها ( فإن خير الزاد التقوى ) من السؤال والنهب ( واتقون يا أولي الألباب ) يا ذوي العقول قوله تعالى : ( ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم ) أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا محمد بن يوسف أخبرنا محمد بن إسماعيل أخبرنا علي بن عبد الله أخبرنا سفيان عن عمرو بن دينار ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية فلما كان الإسلام تأثموا من التجارة فيها فأنزل الله تعالى ( ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم ) في مواسم الحج قرأ ابن عباس كذا ، وروي عن أبي أمامة التيمي قال قلت لابن عمر : إنا قوم نكري في هذا الوجه يعني إلى مكة فيزعمون أن لا حج لنا فقال ألستم تحرمون كما يحرمون وتطوفون كما يطوفون وترمون كما يرمون قلت بلى قال أنت حاج جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن الذي سألتني عنه فلم يجبه بشيء حتى نزلجبريل بهذه الآية ( ليس عليكم جناح ) أي حرج ( أن تبتغوا فضلا ) أي رزقا ( من ربكم ) يعني بالتجارة في مواسم الحج ( فإذا أفضتم ) دفعتم والإفاضة دفع بكثرة وأصله من قول العرب أفاض الرجل ماء أي صبه ( من عرفات ) هي جمع عرفة جمع بما حولها وإن كانت بقعة واحدة كقولهم ثوب أخلاق واختلفوا في المعنى الذي لأجله سمي الموقف عرفات واليوم عرفة فقال عطاء : كان جبريل عليه السلام يري إبراهيم عليه السلام المناسك ويقول عرفت فيقول : عرفت فسمي ذلك المكان عرفات واليوم عرفة وقال الضحاك : إن آدم عليه السلام لما أهبط إلى الأرض وقع بالهند وحواء بجدة فجعل كل واحد منهما يطلب صاحبه فاجتمعا بعرفات يوم عرفة وتعارفا فسمي اليوم يوم عرفة والموضع عرفات وقال السدي لما أذن إبراهيم في الناس بالحج وأجابوه بالتلبية وأتاه من أتاه أمره الله أن يخرج إلى عرفات ونعتها له ، فخرج فلما بلغ الجمرة عند العقبة استقبله الشيطان ليرده فرماه بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة فطار فوقع على الجمرة الثانية فرماه وكبر ، فطار فوقع على الجمرة الثالثة فرماه ، وكبر فلما رأى الشيطان أنه لا يطيعه ذهب فانطلق إبراهيم حتى أتى ذا المجاز فلما نظر إليه لم يعرفه فجاز فسمي ذا المجاز ثم انطلق حتى وقف بعرفات فعرفها بالنعت فسمي الوقت عرفة والموضع عرفات حتى إذا أمسى ازدلف إلى جمع [ ص: 229 ] أي قرب إلى جمع فسمي المزدلفة . وروي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنه أن إبراهيم عليه السلام رأى ليلة التروية في منامه أنه يؤمر ب*** ابنه فلما أصبح روى يومه أجمع أي فكر أمن الله تعالى هذه الرؤيا أم من الشيطان فسمي اليوم يوم التروية ، ثم رأى ذلك ليلة عرفة ثانيا فلما أصبح عرف أن ذلك من الله تعالى فسمي اليوم يوم عرفة وقيل سمي بذلك لأن الناس يعترفون في ذلك اليوم بذنوبهم وقيل سمي بذلك من العرف وهو الطيب وسمي منى لأنه يمنى فيه الدم أي يصب فيكون فيه الفروث والدماء ولا يكون الموضع طيبا وعرفات طاهرة عنها فتكون طيبة قوله تعالى : ( فاذكروا الله ) بالدعاء والتلبية ( عند المشعر الحرام ) ما بين جبلي المزدلفة من مأزمي عرفة إلى المحسر وليس المأزمان ولا المحسر من المشعر وسمي مشعرا من الشعار وهي العلامة لأنه من معالم الحج وأصل الحرام من المنع فهو ممنوع أن يفعل فيه ما لم يؤذن فيه وسمي المزدلفة جمعا لأنه يجمع فيه بين صلاتي العشاء والإفاضة من عرفات تكون بعد غروب الشمس ومن جمع قبل طلوعها من يوم النحر قال طاووس كان أهل الجاهلية يدفعون من عرفة قبل أن تغيب الشمس ومن مزدلفة بعد أن تطلع الشمس ويقولون أشرق ثبير كيما نغير فأخر الله هذه وقدم هذه أخبرنا أبو الحسن السرخسي أخبرنا زاهر بن أحمد أخبرنا أبو إسحاق الهاشمي أخبرنا أبو مصعب عن مالك عن موسى بن عقبة عن كريب مولى عبد الله بن عباس عن أسامة بن زيد أنه سمعه يقول : " دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفة حتى إذا كان بالشعب نزل فبال ثم توضأ فلم يسبغ الوضوء فقلت له الصلاة يا رسول الله قال فقال الصلاة أمامك فركب فلما جاء المزدلفة نزل فتوضأ فأسبغ الوضوء ثم أقيمت الصلاة فصلى المغرب ثم أناخ كل إنسان بعيره في منزله ثم أقيمت العشاء فصلاها ولم يصل بينهما شيئا " . وقال جابر : " دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى المزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ولم يسبح بينهما شيئا ثم اضطجع حتى طلع الفجر فصلى الفجر حين تبين له الصبح بأذان وإقامة ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعاه وكبره وهلله ، ووحده فلم يزل واقفا حتى أسفر جدا فدفع قبل أن تطلع الشمس " . [ ص: 230 ] أخبرنا عبد الواحد المليحي أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا محمد بن يوسف أخبرنا محمد بن إسماعيل أخبرنا زهير بن حرب أخبرنا وهب بن جرير أخبرنا أبي عن يونس الأيلي عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما أن أسامة بن زيد كان ردف النبي صلى الله عليه وسلم من عرفة إلى المزدلفة ثم أردف الفضل من مزدلفة إلى منى قال فكلاهما قال لم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يلبي حتى رمى جمرة العقبة " . قوله تعالى : ( واذكروه كما هداكم ) أي واذكروه بالتوحيد والتعظيم كما ذكركم بالهداية فهداكم لدينه ومناسك حجه ( وإن كنتم من قبله لمن الضالين ) أي وقد كنتم وقيل وما كنتم من قبله إلا من الضالين كقوله تعالى : " وإن نظنك لمن الكاذبين " ( 186 - الشعراء ) أي وما نظنك إلا من الكاذبين والهاء في قوله من قبله راجعة إلى الهدى ، وقيل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كناية عن غير مذكور . |
أركان الحج الى بيت الله الحرام http://www.abdulkhalek.com/wp-conten...1/09/hajj2.jpg الحج إلى بيت الله الحرام احد أركان الإسلام أوجبه اللها على القادرين من امة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ودليل وجوبه قول الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين) (آل عمران 97). وقوله عليه الصلاة والسلام: (بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا). وقد تعرض الكتاب والسنة إلى مناسك الحج في عديد الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بعضها بينت الأحكام والبعض الآخر بينت المغازي والأسرار من ذلك ما جاء في سورة البقرة (وأتموا الحج والعمرة لله فان أحصرتم فما استيسر من الهدي ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك) إلى قوله تعالى (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب) وإلى أن يقول جل من قائل (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم أباءكم أو اشد ذكرا فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون) (البقرة 196-203). كما تعرضت سورة الحج إلى هذا الركن الخامس في قوله تعالى (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها واطعموا البائس الفقير ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه) (الآيات 27-30: الحج) * وفي الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله قيل ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله قيل ثم ماذا؟ قال: حج مبرور). (رواه البخاري ومسلم) * وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه)، رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة والترمذي. * وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الحجاج والعمار وفد الله إن دعوه أجابهم وان استغفروه غفر لهم) رواه النسائي وابن ماجة وابن خزيمة وابن حبان. والأحاديث عديدة في بيان أحكام الحج وأسراره وما أعده الله تبارك وتعالى لمن يقوم بهذهالشعيرة إيمانا واحتسابا من جزيل الثواب وعظيم الأجر. ومن لطف الله تبارك وتعالى بعباده ومن رحمته بهم أن جعل الحج إلى بيت الله الحرام مرة واحدة في العمر فقد خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (إن الله قد فرض عليكم الحج فحجوا فقام رجل يقول: أفي كل عام يا رسول الله؟ قال ذلك ثلاث مرات والرسول لا يجيب وفي المرة الثالثة قال عليه الصلاة والسلام "لو قلت نعم لوجب ولما استطعتم). أركان الحج أربعة وفي سبيل أن يؤدي حجاج بيت الله الحرام هذا الركن على اصح الوجوه وأصوبها وحتى لا تذهب الجهود المادية والبدنية التي يبذلها الحاج والمجموعة الوطنية لابد أن يحرص الحاج على أن يكون حجه صحيحا. وإذا كان قبول حج الحاج هو بيد الله وحده الذي يعلم النوايا والمقاصد والخفايا دون سواه فإن أهل الذكر ممن تفقهوا في الدين هم من يمكنهم الحكم على صحة الحج أو فساده بناء على ما اكتسبوه من معارف وهؤلاء هم أهل الذكر الذين دعانا المولى سبحانه وتعالى إلى أن نسألهم حيث قال جل من قائل (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) ومن المعلوم انه لا يعذر الجاهل بجهله. وكما أن الحج ركن من أركان الإسلام فإن للحج أركانا لا بد من أدائها. وهذه الأركان هي عند المالكية والحنابلة: أربعة: 1- الإحرام 2- الوقوف بعرفة 3- السعي بين الصفا والمروة 4- طواف الإفاضة فالإحرام لابد فيه من النية لقوله عليه الصلاة والسلام (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى). ومحل النية القلب ويستحب للحاج أن ينطق بما نواه. فقد روى انس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لبيك بحج وعمرة) رواه مسلم. وينبغي أن يقترن الإحرام بقول أو فعل من أفعال الحج كالتجرد والتلبية. ونص التلبية هو: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك). والنية: هي أن ينوي أداء احد أنواع الحج الثلاثة: 1- الإفراد (أي الحج فقط) 2- القران: وهو الحج والعمرة معا 3- التمتع: وهو أن يؤدي العمرة ويتحلل بعد الانتهاء منها فإذا كان يوم الثامن من ذي الحجة احرم من جديد للحج. أما التجرد: فهو بالنسبة للرجل أن ينزع المخيط والمحيط من اللباس أما المرأة فهي غير مطالبة بذلك سوى أنها تلبس لباسا ساترا تاركة كل مظاهر الزينة. مكان الإحرام رابغ للقادمين من شمال افريقيا والمكان الذي ينبغي على الحاج إذا وصله أن يكون محرما هو بالنسبة للقادمين من شمال إفريقيا: رابغ وإذا كان اليوم يتعذر النزول عنده نظرا إلى أن وسائل النقل التي يستعملها الحجيج هي الطائرات فان الحاج مدعو إلى الإحرام إما قبل إقلاع الطائرة أو عند المرور برابغ إذا أمكن ذلك كما يمكنه أن يؤخر التجرد من المخيط والمحيط إلى حين وصول الطائرة إلى جدة وإن كانت جدة تقع داخل الميقات إلا أن كثيرا من العلماء أفتوا باعتبار ميقات القادم بالطائرة هو مدينة جدة ولا شيء على الحاج وعلى رأس هؤلاء سماحة الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور رحمه الله كما شاطره في هذا الرأي علماء آخرون نذكر منهم الشيخ عبد الله قنون رئيس رابطة علماء المغرب والشيخ احمد حماني رحمه الله رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر والشيخ عبد الله الأنصاري رحمه الله مسؤول الشؤون الدينية بقطر والشيخ محي الدين قادي في بحث مستفيض كتبه لمجمع الفقه الإسلامي بجدة في إحدى دوراته السابقة ونشر في دورية المجمع وبعض الصحف الوطنية. بئر علي مكان إحرام القادمين من المدينة والحجيج الذين سيقدّمون زيارة المدينة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم فإن إحرامهم يكون عند خروجهم من المدينة قاصدين مكة وذلك عند المكان المسمى ببئر علي. * أما الركن الثاني: من أركان الحج فهو الوقوف بعرفة يوم التاسع من ذي الحجة يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (الحج عرفة) ومن فاته الوقوف بعرفة فقد فاته الحج، وعلى الحاج أن يحرص على قضاء جزء من النهار وجزء من الليل بعرفة أي ينبغي أن تغرب عليه الشمس يوم التاسع من ذي الحجة وهو بعرفات وهذا اليوم يوم مشهود يجتمع فيه حجيج بيت الله الحرام الذين جاؤوا من كل فج عميق في ثياب الإحرام يجازيهم ربهم فيشهد ملائكته “هؤلاء عبادي جاؤوا من كل فج عميق شعثا غبرا ألا أشهدكم أني قد غفرت لهم” فيخرج الحاج من ذنوبه كيوم ولدته أمه وعلى الحاج في هذا اليوم المشهود يوم عرفة أن يكثر من الذكر والتسبيح والدعاء والمناجاة والضراعة وعليه أن لا ينشغل في هذا اليوم بغير ذلك. * أما الركن الثالث: من أركان الحج فهو السعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط مبتدئا بالصفا ومنتهيا بالمروة ذاكرا الله داعيا معتبرا ومستحضرا ما شهده ذلك المكان من أحداث. * والركن الرابع: من أركان الحج هو طواف الإفاضة وذلك بعد أن يكون الحاج قد رمى الجمرة الأولى صبيحة يوم العيد يطوف الحاج بالبيت سبعة أشواط مبتدئا من الحجر الأسعد جاعلا الكعبة عن شماله ذاكرا الله مسبحا ومستغفرا داعيا ربه سواء بما اثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم أو بما يلهم به من أدعية في ذلك المقام الجليل والمشهد العظيم. |
لا يعرف مناسك الحج ويريد الحج
لا أعرف مناسك الحج وأريد أن أحج ، فماذا أفعل ؟ الحمد لله الواجب على من أراد أن يحج أن يتعلم صفة الحج ، أو على الأقل يحمل معه كتيباً صغير الحجم سهل العبارة ، لأحد العلماء الموثوقين المعروفين باتباع السنة والحرص عليها ، ويعمل بما فيه . ومن الكتب المفيدة في ذلك : 1-التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة للشيخ ابن باز رحمه الله . 2-مناسك الحج والعمرة للشيخ ابن عثيمين رحمه الله . وإذا أشكل عليه شيء سأل أهل العلم ، وينبغي أن يصحب أحد العلماء أو طلبة العلم ليعلمه المناسك أولاً بأول . فيسأل عن الحملات التي تحرص على أن يكون معها أحد الدعاة أو طلبة العلم ويخرج معها . وقد سئل الشيخ ابن عثيمين عن مثل ذلك فأجاب : "جوابي على هذا أن الله سبحانه وتعالى قد أجابه في قوله تعالى : (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) النحل/43 . والواجب على من أراد عبادة يجهلها أن يسأل أهل العلم عنها حتى يعبد الله على بصيرة ، لأن من شروط العبادة الإخلاص لله عز وجل ، والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا تمكن المتابعة إلا بمعرفة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم به من أعمال العبادة القولية والفعلية ، ولهذا أقول لهذا السائل : إذا أردت الحج وأنت لا تعرف أحكامه ولا تعرف المناسك فالواجب عليك أن تسأل أهل العلم بذلك ، وإنني أؤكد على من أراد الحج أن يصحب أحداً من أهل العلم من طلبة العلم الذين عرفوا بمعرفة الأحكام التي تتعلق بالحج من أجل أن يكون مقتدياً فيما يرشدونه إليه" انتهى . "مجموع فتاوى ابن عثيمين" (22/50) . |
هل تقبيل الكعبة المشرفة في مناسك الحج أو العمرة حلال أم حرام ؟
الحمد لله "المشروع تقبيل الحجر الأسود ، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل الحجر الأسود ولم يقبل غيره من الكعبة المشرفة . وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى . اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء . الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الشيخ عبد الرزاق عفيفي ... الشيخ عبد الله بن غديان . "فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" (11/228، 229) . |
هل للحامل أن تحج
هل يجوز للحامل أن تؤدي مناسك العمرة والحج ؟ وهل لمدة الحمل تأثير على ذلك ( مثلا كونـها في شهرها الرابع مقارنة بالشهر الثامن ) ؟ حيث يمكن أن تسقط المرأة أو تـمرض نتيجة للازدحام . الحمد لله 1. لا مانع من ذهاب المرأة الحامل إلى الحج ، والحامل طاهر يلزمها الصلاة والصيام وطلاقها طلاق سنَّة . 2. بل قد ثبت في السنَّة أن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قد خرجت للحج مع النبي صلى الله عليه وسلم وهي حامل مُتِمٌّ ، حتى أنها ولدت في الميقات . عن عائشة رضي الله عنها قالت : نُفست أسماء بنت عميس – زوجة أبي بكر - بمحمد بن أبي بكر بالشجرة فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر يأمرها أن تغتسل وتهل . رواه مسلم ( 1209 ) . نفست أي : ولدت . بالشجرة أي بذي الحليفة وهي ميقات أهل المدينة . قال النووي – في فوائد الحديث - : وفيه : صحة إحرام النفساء والحائض ، واستحباب اغتسالهما للإحرام ، وهو مجمع على الأمر به ، لكن مذهبنا ومذهب مالك وأبي حنيفة والجمهور أنه مستحب ، وقال الحسن وأهل الظاهر : هو واجب . والحائض والنفساء يصح منهما جميع أفعال الحج إلا الطواف وركعتيه لقوله صلى الله عليه وسلم " اصنعي ما يصنع الحاج غير أن لا تطوفي " . " شرح مسلم " ( 8 / 133 ) . وإذا كانت المرأة لم تحج حجة الإسلام فليس الحمل عذراً لها في ترك الحج ، لأنه بإمكانها تجنب مواضع الزحام والمدافعة ، فإذا لم تستطع رمي الجمار بنفسها فإنها توكل من يرمي عنها ، وإذا لم تستطع الطواف والسعي ماشية فإنها تطوف وتسعى على العربة ... وهكذا . وكثير من الناس يحجون وهم في حالة كبيرة من الراحة ، من حيث الطريق والمسكن وأداء المناسك . 3. نعم ، لو وجدت امرأة حامل وأخبرها طبيب ثقة أن في خروجها إلى الحج خطراً عليها أو على جنينها لكونها مريضة أو ضعيفة أو لغير ذلك من الأسباب فإنها تُمنع من أداء الحج في عامها هذا ، ويدل على هذا المنع قوله صلى الله عليه وسلم " لا ضرر ولا ضرار " رواه ابن ماجه ( 2340 ) وهو حديث حسن ، وانظر تخريجه في " جامع العلوم والحكم " لابن رجب ( 1 / 302 ). 4. وبعض الأطباء يفرِّق بين كون الحمل في أوله ، فيخشى عليها وعلى جنينها ، وبين أن يكون في أشهره الأخيرة ، فيكون الخوف من غير مخوِّف . والله أعلم . الاسلام سؤال وجواب |
إدخال الحج على العمرة قبل الحلق
إذا أحرم المتمتع من الميقات ، وأدى مناسك العمرة ، ولم يحل إحرامه منها ، بل ظل في إحرامه ، ونوى به الحج . فما حكمه؟ الحمد لله إن كان مرادك بقولك : (لم يحل إحرامه منها) ، أنه طاف للعمرة وسعى ، وحلق أو قصر من شعره ، ولم يخلع ثياب الإحرام ، بل أحرم بالحج فورا ، بملابس إحرام العمرة ، فهذا لا شيء عليه ؛ لأنه متمتع انتهى من أفعال العمرة ثم أحرم بالحج ؛ فعمرته صحيحة وكذلك حجه . فإن كان إحرامه بالحج قبل يوم التروية فهو قد استعجل ، وغايته أنه خالف السنة بتعجله ، ولكن لا شيء عليه لذلك ، وعليه دم ؛ لتمتعه ، كغيره . وإن كان مرادك بقولك : (لم يحل إحرامه منها) ، أنه أدخل الحج على العمرة بعد ما طاف وسعى لها وقبل أن يحلق أو يقصر من شعره ، فقد اختلف العلماء في هذا : والمشهور من المذهب أن حجه غير صحيح ؛ لأنه لا يصح إدخال الحج على العمرة بعد الشروع في طوافها ؛ لأنه شرع بالتحلل من العمرة بذلك . صرح بذلك الفقهاء رحمهم اللَّـه إلا لمن كان معه هدي . وفي قول ثان ذكره الموفق في «المغني» وغيره : أنه يصح حجه ، وعليه دم ، ويكون بذلك قارنا . قال في «المغني» (5/ 244) . : وإن أحرم بالحج قبل التقصير ، فقد أدخل الحج على العمرة ؛ فيصير قارنا.اهـ . مع أن الموفق ذكر فيما سبق أنه لا يصح . وقد استشكل العلماء هذا ، فقال بعضهم : إن ذلك سهو من الموفق رحمه اللَّـه . وبعضهم قال : إنه غير سهو ، وإنما أخذ بقول آخر . وقال آخرون : إن المراد من كان معه هدي . والقول بصحة حجه مذهب المالكية . وممن قال به من الحنابلة : الموفق في «المغني» وصاحب «الشرح الكبير» (3/ 424) .«والمستوعب» (4/291) «والمبدع» (3/327) ، وقال به الشيخ أبو المواهب والشيخ سليمان بن علي ، ذكره في «مفيد الأنام» ، واختاره إذا كان ناسيا أو جاهلا ، وعليه دم ؛ لتركه الحلق ، أو التقصير . واللَّـه أعلم . الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل . وقد اختار الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أنه يصح حجه ، ويكون متمتعاً ، عملاً بنيته ، ويكون عليه أن ي*** شاة لأنه ترك واجباً من واجبات العمرة وهو الحلق أو التقصير ، فقد سئل رحمه الله : المتمتع إذا نسى التقصير من شعره ثم دخل في الحج وتذكر بعد ما دخل في الحج فما الحكم ؟ فأجاب: "هذه مسألة عظيمة ، بعض العلماء يقول : لا حج له ؛ لأنه أحرم بالحج في غير موضعه ، إذ إنه لو كان يريد أن يكون قارناً لأحرم بالحج قبل الطواف ، فهو الآن لا قارن ، ولا متمتع ، والذي نرى أنه متمتع ، وأنه يلزمه فدية لترك التقصير ، وحجه صحيح إن شاء الله" انتهى . "فتاوى ابن عثيمين" (22/474، 475) . والله أعلم . |
حج قارنا وضحى ولم يؤدِّ الهدي
رجل قرن الحج بالعمرة وفعل جميع مناسك الحج، وفي أيام منى *** أضحية ولم يؤدِّ الهدي لجهله حتى انتهت أيام منى، فهل عليه الهدي؟ الحمد لله "إذا كان الواقع كما ذكرت وجب عليه أن ي*** هدياً عن القران بمكة، وله أن يأكل منه، وله أن يُوَكِّل أميناً ي***ه عنه بمكة المكرمة، ولا يجزئ عنه ما *** بنية الضحية. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى . اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن قعود . "فتاوى اللجنة الدائمة" (11/370) |
حجت ولم تقصر من شعرها ولم ترم جمرة العقبة ولم ت*** هديا فماذا يجب عليها ؟
السؤال: امرأة من المغرب أدت فريضة الحج سنة 1988 ، وفي العاشر من ذي الحجة لم تقم بهذه المناسك : الرجم ، الأخذ من شعرها ، والهدي ، ماذا يجب عليها ؟ وماذا إن كانت تجهل الحكم ؟ الجواب : الحمد لله تقصير الشعر بالنسبة للمرأة واجب من واجبات الحج ، وكذلك رمي الجمار في يوم النحر (اليوم العاشر) ، ومن ترك واجبا ، فعليه دم ، ي*** ويوزع على فقراء مكة ، فإن لم يستطع صام عشرة أيام ، هذا هو المشهور عند الفقهاء . وأما الهدي : فلا يجب إلا على المتمتع والقارن . فإن كانت المرأة حجت متمتعة أو قارنة ، فعليها الهدي ، فتوكّل من ي*** عنها هديا في مكة ، فإن لم تستطع صامت عشرة أيام . والذي يظهر أنها إن كانت فقيرة ، ولم تجد ثمن الدم عن ترك التقصير وترك الرمي ، أنه لا يلزمها صيام عن ذلك ؛ لعدم الدليل الدال على الإلزام بالصيام . وبهذا أفتى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله . وأما هدي التمتع أو القران ، فإن عجزت عنه لزمها الصوم ؛ لقوله تعالى : ( فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ ) البقرة/ 196 سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " هذا السائل يا فضيلة الشيخ يقول حججت متمتعا ولم أنحر ولم أقصر فما الحكم أجيبوني جزاكم الله خيرا؟ فأجاب رحمه الله تعالى: النحر لا يجب إلا على المتمتع والقارن وأما المفرد فإنه لا يجب عليه الهدي ، أما التقصير فإن عليك أن ت*** بدله فدية في مكة توزعها على الفقراء ؛ لأن أهل العلم يقولون من ترك واجباً من واجبات الحج فعليه دم ي*** في مكة ويوزع على الفقراء . وإنني بهذه المناسبة أنصح أخواني المسلمين إذا أرادوا الحج أن يتعلموا أحكام الحج قبل أن يحجوا ، لأنهم إذا حجوا على غير علم فربما يفعلون أشياء تخل بنسكهم وهم لا يشعرون ، وربما لا يتذكرون ذلك إلا بعد مدة طويلة ؛ فعلى المرء إذا أراد أن يحج أن يتعلم أحكام الحج إما عن طريق العلماء مشافهة ، وإما عن طريق قراءة المناسك المكتوبة وهي كثيرة ولله الحمد " انتهى من "فتاوى نور على الدرب". وقال رحمه الله فيمن ترك تقصير شعره : " ي*** فدية في مكة وتوزع على الفقراء ، هذا إن كان غنياً ، أما إذا كان فقيراً فلا شيء " انتهى من "مجموع فتاوى ابن عثيمين" (22/ 470). والحاصل : أنها إن تركت التقصير والرمي وهدي القران والتمتع ، فعليها ثلاثة دماء ، فإن عجزت صامت عشرة أيام عن هدي التمتع أو القران ، وينبغي التأكد من كونها لم ترم بعد انصرافها من مزدلفة ليلا ، وأن حجّها كان تمتعا أو قرانا . والله أعلم . الإسلام سؤال وجواب |
إذا حاضت المرأه قبل طواف الإفاضة ولم يمكنها البقاء
إن شاء الله سوف أقوم بأداء فريضة الحج لهذا العام. ماذا أفعل في فترة الحيض أثناء المناسك أعلم أن المناسك مثل أي حاج ولكن فقط عدم الطواف بالبيت ....سؤالي هو أريد أن أستعمل موانع الدورة الشهرية وزوجي طبيب ويرفض هذه الطريقة حيث يقول لي ممكن أن تحدث نزيفاً غير متوقع عند بعض النساء مما يسبب لي ربكة شديدة لكن أود أن أسال عن طواف الإفاضة ماذا أفعل لو أني حائض حيث إنني مرتبطة مع حملة طوافة وزوجي عنده شغل بعد الحج وأنا من مدينة حائل ومعي أطفال بمعني هناك صعوبة أن يتركني زوجي عند إخوته في جدة لحين طهارتي وطوافي بالبيت بعد أن أطهر دلوني علي الخير حيث إنني في حيرة من أمري . الحمد لله أولا : الحائض لا يصح طوافها ؛ لما روى البخاري (305) ومسلم (1211) عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أنها لما حاضت قبيل دخول مكة في حجة الوداع قال لها النبي صلى الله عليه وسلم : (افْعَلِي مَا يَفْعَلُ الْحَاجُّ ، غَيْرَ أَنْ لَا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ حَتَّى تَطْهُرِي) . وروى البخاري (4401) ومسلم (1211) عن عَائِشَةَ أَنَّ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاضَتْ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (أَحَابِسَتُنَا هِيَ ؟ فَقُلْتُ : إِنَّهَا قَدْ أَفَاضَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَطَافَتْ بِالْبَيْتِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَلْتَنْفِرْ) . فهذا يدل على أن الحائض ممنوعة من الطواف ، وعليها أن تبقى حتى تطهر ، فإن سافرت لزمها الرجوع لتطوف ، وهذا ما ذهب إليه جماهير أهل العلم . وإذا خافت المرأة نزول الحيض قبل طوافها للإفاضة وكان لا يمكنها البقاء في مكة ولا العودة إليها بعد الذهاب منها ، فلها أن تستعمل دواء لمنع الحيض لتتمكن من الطواف ، والضرر الذي قد يلحقها من ذلك ضرر مغتفر في سبيل تحقيق هذه العبادة العظيمة وأدائها على الوجه المشروع . وقد روى عبد الرزاق في مصنفه (1/318) أن ابن عمر رضي الله عنه سئل عن امرأة تطاول بها دم الحيضة فأرادت أن تشرب دواء يقطع الدم عنها فلم ير ابن عمر باسا ، ونعت ابن عمر ماء الأراك [أي وصف لها ذلك دواء لها] ، قال معمر : وسمعت ابن أبي نجيح يسأل عن ذلك فلم ير به باسا . وروى عن عطاء أنه سئل عن امرأة تحيض ، يجعل لها دواء فترتفع حيضتها وهي في قرئها كما هي ، تطوف ؟ قال : نعم ، إذا رأت الطهر ، فإذا هي رأت خفوقا ولم تر الطهر الأبيض ، فلا . والخفوق : الدم القليل أو الخفيف قرب الانقطاع . وإذا لم يمكنها أخذ هذا الدواء أو خافت حصول ضرر عليها منه ، فقد ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إلى أنه إن لم يمكنها البقاء في مكة لذهاب رفقتها ، ولم يمكنها الرجوع للطواف ، فهي مضطرة ، تستثفر وتتحفظ بما يمنع سقوط الدم وتطوف ، وبهذا أفتى بعض أهل العلم . فقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء : قدمت امرأة محرمة بعمرة ، وبعد وصولها إلى مكة حاضت . ومحرمها مضطر إلى السفر فوراً وليس لها أحد بمكة ، فما الحكم ؟ فأجابت : "إذا كان الأمر كما ذكر من حيض المرأة قبل الطواف وهي محرمة ، ومحرمها مضطر للسفر فوراً وليس لها محرم ولا زوج بمكة ، سقط عنها شرط الطهارة من الحيض لدخول المسجد وللطواف للضرورة ، فتستثفر وتطوف وتسعى لعمرتها ، إلا إنْ تيسر لها أن تسافر وتعود مع زوج أو محرم ، لقرب المسافة ويسر المؤونة فتسافر وتعود فور انقطاع حيضها لتطوف طواف عمرتها وهي متطهرة ، فإن الله تعالى يقول : (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) . وقال : (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) . وقال : (وما جعل عليكم في الدين من حرجٍ) . وقال : (فاتقوا الله ما استطعتم) . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا أمرتكم بأمر فائتوا منه ما استطعتم) ، الحديث ، إلى غير ذلك من نصوص التيسير ورفع الحرج ، وقد أفتى بما ذكرنا جماعة من أهل العلم منهم شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم رحمة الله عليهما " انتهى نقلا عن "فتاوى إسلامية" (2/238) . وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : امرأة حاضت ولم تطف طواف الإفاضة وتسكن خارج المملكة وحان وقت مغادرتها المملكة ولا تستطيع التأخر ويستحيل عودتها للمملكة مرة أخرى فما الحكم ؟ فأجاب : "إذا كان الأمر كما ذكر امرأة لم تطف طواف الإفاضة وحاضت ويتعذر أن تبقى في مكة أو أن ترجع إليها لو سافرت قبل أن تطوف ، ففي هذه الحالة يجوز لها أن تستعمل واحداً من أمرين : فإما أن تستعمل إبراً توقف هذا الدم وتطوف ، وإما أن تتلجم بلجام يمنع من سيلان الدم إلى المسجد وتطوف للضرورة ، وهذا القول الذي ذكرناه هو القول الراجح والذي اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية ، وخلاف ذلك واحد من أمرين : إما أن تبقى على ما بقي من إحرامها بحيث لا تحل لزوجها ولا أن يعقد عليها إن كانت غير مزوجة ، وإما أن تعتبر محصرة ت*** هدياً وتحل من إحرامها ، وفي هذه الحال لا تعتبر هذه الحجة لها ، وكلا الأمرين أمر صعب ، فكان القول الراجح هو ما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية ، رحمه الله في مثل هذه الحال للضرورة، وقد قال الله تعالى : (ما جعل عليكم في الدين من حرج) . وقال : (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) . أما إذا كانت المرأة يمكنها أن تسافر ثم ترجع إذا طهرت فلا حرج عليها أن تسافر فإذا طهرت رجعت فطافت طواف الحج وفي هذه المدة لا تحل للأزواج لأنها لم تحل التحلل الثاني " انتهى من "فتاوى إسلامية" (2/237) . وطواف المرأة الحائض للضرورة يمكن أن تُفتى به امرأة أتت من بلاد بعيدة ولا يمكنها لا البقاء في مكة ولا العودة مرة أخرى لتطوف ، أما من كانت تقيم في بلاد الحرمين ، أو إحدى دول الخليج ، فإنه يمكنها الرجوع إلى مكة لتطوف طواف الإفاضة ، فإذا تعذر عليها الإقامة بمكة حتى تطهر ، فإنها تسافر ثم إذا طهرت رجعت لتطوف ، وفي هذه الفترة تتجنب معاشرة زوجها لأنها لم تتحلل التحلل الثاني . وهذا هو ما ينطبق على حالتك ، فلا يجوز لك الطواف مع الحيض ، ولكنك ترجعين إن طهرت للطواف . وقد سئل الشيخ الدكتور خالد بن علي المشيقح عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم : حاضت امرأة قبل طواف الإفاضة، وهي مرتبطة بالسفر مع رحلة الحج التي أتت معها قبل أن تطهر من الحيض، فماذا عليها أن تفعل؟ علماً أنها لا تستطيع التأخر عن رحلتها في العودة، وجزاكم الله خيراً. فأجاب : "بالنسبة للمرأة التي حاضت قبل طواف الإفاضة لا تخلو من حالين: الأول: أن تكون قادمة من بلاد بعيدة؛ كبلاد المغرب وباكستان، والهند، ونحو ذلك من البلاد البعيدة، فهذه على رأي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لها أن تتحفظ وأن تطوف للضرورة. الثاني: أن تكون قادمة من بلاد قريبة؛ كأن تكون داخل المملكة العربية السعودية، أو تكون من بلاد الخليج، فهذه لا يجوز لها أن تطوف وهي حائض، بل تنتظر حتى تطهر، أو تذهب ثم بعد ذلك ترجع إذا طهرت، وإذا ذهبت فإنها لا تزال محرمة ولم تحل التحلل الثاني، فلا يجوز لزوجها أن يقربها حتى تحل التحلل الثاني" انتهى . والله أعلم . الإسلام سؤال وجواب |
مصاب بالسلس فماذا يصنع في الحج
أعاني منذ سنوات قلائل من سلس البول غير الدائم، تخرج مني قطرات من البول بعد التبول، خلال السنوات الفائتة اعتدت أن أستخدم مناشف ورقية مع ملابسي الداخلية وأنظف نفسي بالماء ثم أتوضأ قبل كل صلاة. أنوي الذهاب للحج هذا العام إن شاء الله، أسئلتي هي: - هل أرتدي ملابس داخلية حال الإحرام؟ - هل يجوز لي جمع كل صلاتين معا أثناء سفري لأداء الحج أو خلال تأديتي للمناسك؟ - هل أنظف نفسي مرتين وأتوضأ مرتين قبل جمع صلاتين معا أثناء الحج؟ - أشعر أحيانا أنني متأكد أن شيئا لم يخرج مني، فهل علي في هذه الحالة أن أنظف نفسي مرة أخرى قبل جمع الصلاتين التاليتين؟ - هل علىّ أن أستخدم الماء لتنظيف نفسي قبل كل صلاة حتى ولم لم أتبول؟ هل يجوز استخدام المناشف الورقية فقط؟ - هل يجوز لي الاستمرار في أخذ الأدوية أثناء الإحرام؟ الحمد لله أولا : من كان حدثه دائما مستمرا ، كصاحب سلس البول والريح ، يتوضأ لوقت كل صلاة ، ويصلي بوضوئه ما شاء من الفروض والنوافل ، حتى يدخل وقت الصلاة الأخرى ، ولا يضره لو خرج منه شيء بعد وضوئه ولو أثناء الصلاة . وأما إن كان البول ينقطع عنه في وقت يتسع لطهارته وصلاته فإنه يلزمه تأخير الصلاة لذلك الوقت . وينبغي أن يذهب إلى الخلاء قبل الصلاة أو الأذان بربع ساعة مثلاً ثم يضع شيئاً يأمن معه التلوث بعد استنجائه ، ثم إذا انقطع البول استنجي وتوضأ وصلى . وينظر جواب السؤال : 39494 و 6656 . ثانيا : يمكنك أثناء الإحرام أن تلف على ذكرك مناشف ورقية وأن تضع عليها كيسا يمنعها من السقوط ويمنع البول من الخروج ، ولا يعد هذا من المحظورات . وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ما حكم أن يضع المحرم صاحب السلس شيئاً على العضو - مثل الكيس - حتى لا تنتشر النجاسة ؟ هل هو من محظورات الإحرام ؟. فأجاب : بأن هذا ليس من محظورات الإحرام . وينظر جواب السؤال رقم 11013 فإن شق ذلك عليك فالبس حفاظة أو ملابس داخلية ، ولا حرج عليك ، لكن تلزمك الفدية وهي على التخيير : *** شاة أو إطعام ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع أو صيام ثلاثة أيام . لحديث كعب بن عجرة رضي الله عنه لما احتاج أن يحلق رأسه وهو محرم ، قال له النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( فَاحْلِقْ ، وَصُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ، أَوْ أَطْعِمْ سِتَّةَ مَسَاكِينَ ، أَوْ انْسُكْ نَسِيكَةً ) رواه البخاري (4190) ومسلم (1201). ثالثا : يجوز لك الجمع بين الصلاتين لعذر السفر ، وكذلك إذا شق عليك الدخول للخلاء ثم الخروج منه والعودة إليه لا سيما مع وجود الزحام ، فحيث وجد الحرج والمشقة شرع الجمع . ومن جمع بين الصلاتين ، فإنه يتوضأ لهما وضوءا واحدا ، سواء كان صاحب سلس أو لم يكن . وكذلك التنظف والتطهر قبل الوضوء ، يكون مرة واحدة . وإذا تأكدت من طهارة المحل وعدم خروج شيء منك فإنه لا يلزمك الاستنجاء ولا التطهر . ويجوز الاقتصار على استعمال المناديل الورقية للتطهر ، وإن كان استعمال الماء أفضل . رابعا : لا حرج في استعمال الأدوية أثناء الإحرام . ونسأل الله تعالى لك الشفاء والمعافاة وأن يرزقنا وإياك حجا مبرورا وذنبا مغفورا. والله أعلم . |
لن يتمكن من لبس ملابس الإحرام بسبب طبيعة عمله
أقيم بالمملكة للعمل ، وأنوي أداء فريضة الحج ، وجهة عملي ندبتني هذا العام للعمل بالمشاعر المقدسة ، وعملي هناك لا يمنعني من أداء جميع المناسك ، إلا أنني لن أتمكن من لبس ملابس الإحرام ؛ لأن طبيعة عملي ونظامه تفرض علي ملبساً معيناً من المخيط . فماذا أفعل ؟ وهل يكون حجي صحيحاً إذا ***ت فداء دون أن ألبس ملابس الإحرام طوال أيام الحج ؟ الحمد لله "إذا كان الواقع كما ذكر فحجك صحيح ؛ ولا إثم عليك في لبسك ملابس غير ملابس الإحرام ؛ دفعاً للحرج عن نفسك ، ولكن تلزمك فدية لذلك وهي إطعام ستة مساكين من مساكين الحرم ، أو *** ذبيحة تصلح أضحية تطعمها مساكين مكة أو سائر الحرم ، ولا تأكل منها ، أو تصوم ثلاثة أيام ، أي ذلك فعلت أجزأك ، وعليك مثل ذلك عند غطاء الرأس ، إن كنت غطيت رأسك . وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى . اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء . الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الشيخ عبد الرزاق عفيفي ... الشيخ عبد الله بن غديان . "فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" (11/182، 183) . |
عشر ذي الحجة فضائلها والأعمال المستحبة فيها الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده … وبعد: فمن فضل الله تعالى على عباده أن جعل لهم مواسم للطاعات، يستكثرون فيها من العمل الصالح، ويتنافسون فيها فيما يقربهم إلى ربهم، والسعيد من اغتنم تلك المواسم، ولم يجعلها تمر عليه مروراً عابراً. ومن هذه المواسم الفاضلة عشر ذي الحجة، وهي أيام شهد لها الرسول صلى الله عليه وسلم بأنها أفضل أيام الدنيا، وحث على العمل الصالح فيها؛ بل إن لله تعالى أقسم بها، وهذا وحده يكفيها شرقاً وفضلاً، إذ العظيم لا يقسم إلا بعظيم وهذا يستدعي من العبد أن يجتهد فيها، ويكثر من الأعمال الصالحة، وأن يحسن استقبالها واغتنامها. وفي هذه الرسالة بيان لفضل عشر ذي الحجة وفضل العمل فيها، والأعمال المستحبة فيها. نسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الاستفادة من هذه الأيام، وأن يعيننا على اغتنامها على الوجه الذي يرضيه بأي شيء نستقبل عشر ذي الحجة؟ حري بالسلم أن يستقبل مواسم الطاعات عامة، ومنها عشر ذي الحجة بأمور: 1- التوبة الصادقة : فعلى المسلم أن يستقبل مواسم الطاعات عامة بالتوبة الصادقة والعزم الأكيد على الرجوع إلى الله، ففي التوبة فلاح للعبد في الدنيا والآخرة، يقول تعالى: (وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) [النور:31]. 2- العزم الجاد على اغتنام هذه الأيام : فينبغي على المسلم أن يحرص حرصاً شديداً على عمارة هذه الأيام بالأعمال والأقوال الصالحة، ومن عزم على شيء أعانه الله وهيأ له الأسباب التي تعينه على إكمال العمل، ومن صدق الله صدقه الله، قال تعالى:( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) العنكبوت 3- البعد عن المعاصي: فكما أن الطاعات أسباب للقرب من الله تعالى، فالمعاصي أسباب للبعد عن الله والطرد من رحمته، وقد يحرم الإنسان رحمة الله بسبب ذنب يرتكبه فإن كنت تطمع في مغفرة الذنوب والعتق من النار فأحذر الوقوع في المعاصي في هذه الأيام وفي غيرها؟ ومن عرف ما يطلب هان عليه كل ما يبذل. فاحرص أخي المسلم على اغتنام هذه الأيام، وأحسن استقبالها قبل أن تفوتك فتندم، ولات ساعة مندم. فضل عشر ذي الحجة 1- أن الله تعالى أقسم بها: وإذا أقسم الله بشيء دل هذا على عظم مكانته وفضله، إذ العظيم لا يقسم إلا بالعظيم، قال تعالى ( وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) . والليالي العشر هي عشر ذي الحجة، وهذا ما عليه جمهور المفسرين والخلف، وقال ابن كثير في تفسيره: وهو الصحيح. 2- أنها الأيام المعلومات التي شرع فيها ذكره: قال تعالى: (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام) [الحج:28] وجمهور العلماء على أن الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة، منهم ابن عمر وابن عباس. 3- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد لها بأنها افضل أيام الدنيا: فعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(فضل أيام الدنيا أيام العشر ـ يعني عشر ذي الحجة ـ قيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال : ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب( [ رواه البزار وابن حبان وصححه الألباني] 4- أن فيها يوم عرفة : ويوم عرفة يوم الحج الأكبر، ويوم مغفرة الذنوب، ويوم العتق من النيران، ولو لم يكن في عشر ذي الحجة إلا يوم عرفة لكفاها ذلك فضلاً، وقد تكلمنا عن فضل يوم عرفة وهدي النبي صلى الله عليه وسلم فيه في رسالة (الحج عرفة(0 5- أن فيها يوم النحر : وهو أفضل أيام السنة عند بعض العلماء، قال صلى الله عليه وسلم (أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر)[رواه أبو داود والنسائي وصححه الألباني]. 6- اجتماع أمهات العبادة فيها : قال الحافظ ابن حجر في الفتح: (والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره). فضل العمل في عشر ذي الحجة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ـ يعني أيام العشر ـ قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء) [رواه البخاري]. وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: (كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكرت له الأعمال فقال: ما من أيام العمل فيهن أفضل من هذه العشرـ قالوا: يا رسول الله، الجهاد في سبيل الله؟ فأكبره. فقال: ولا الجهاد إلا أن يخرج رجل بنفسه وماله في سبيل الله، ثم تكون مهجة نفسه فيه) [رواه أحمد وحسن إسناده الألباني]. فدل هذان الحديثان وغيرهما على أن كل عمل صالح يقع في أيام عشر ذي الحجة أحب إلى الله تعالى من نفسه إذا وقع في غيرها، وإذا كان العمل فيهن أحب إلى الله فهو أفضل عنده. ودل الحديثان أيضاً على أن العامل في هذه العشر أفضل من المجاهد في سبيل الله الذي رجع بنفسه وماله، وأن الأعمال الصالحة في عشر ذي الحجة تضاعف من غير استثناء شيء منها. من الأعمال المستحبة في عشر ذي الحجة إذا تبين لك أخي المسلم فضل العمل في عشر ذي الحجة على غيره من الأيام، وأن هذه المواسم نعمة وفضل من الله على عباده، وفرصة عظيمة يجب اغتنامها، إذ تبين لك كل هذا، فحري بك أن تخص هذه العشر بمزيد عناية واهتمام، وأن تحرص على مجاهدة نفسك بالطاعة فيها، وأن تكثر من أوجه الخير وأنواع الطاعات، فقد كان هذا هو حال السلف الصالح في مثل هذه المواسم، يقول أبو ثمان النهدي: كانوا ـ أي السلف ـ يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأخير من رمضان، والعشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأول من محرم. ومن الأعمال التي يستحب للمسلم أن يحرص عليها ويكثر منها في هذه الأيام ما يلي: 1- أداء مناسك الحج والعمرة. وهما افضل ما يعمل في عشر ذي الحجة، ومن يسر الله له حج بيته أو أداء العمرة على الوجه المطلوب فجزاؤه الجنة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) [متفق عليه]. والحج المبرور هو الحج الموافق لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، الذي لم يخالطه إثم من رياء أو سمعة أو رفث أو فسوق، المحفوف بالصالحات والخيرات. 2- الصيام : وهو يدخل في *** الأعمال الصالحة، بل هو من أفضلها، وقد أضافه الله إلى نفسه لعظم شأنه وعلو قدره، فقال سبحانه في الحديث القدسي: (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) [متفق عليه]. وقد خص النبي صلى الله عليه وسلم صيام يوم عرفة من بين أيام عشر ذي الحجة بمزيد عناية، وبين فضل صيامه فقال: (صيام يوم عرفة احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده) [رواه مسلم]. وعليه فيسن للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث على العمل الصالح فيها. وقد ذهب إلى استحباب صيام العشر الإمام النووي وقال: صيامها مستحب استحباباً شديداً. 3- الصلاة : وهي من أجل الأعمال وأعظمها وأكثرها فضلاً، ولهذا يجب على المسلم المحافظة عليها في أوقاتها مع الجماعة، وعليه أن يكثر من النوافل في هذه الأيام، فإنها من أفضل القربات، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: (وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه) [رواه البخاري]. 4- التكبير والتحميد والتهليل والذكر: فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) [رواه أحمد]. وقال البخاري ك كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرها. وقال: وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً. وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام وخلف الصلوات وعلى فراشه، وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعاً. ويستحب للمسلم أن يجهر بالتكبير في هذه الأيام ويرفع صوته به، وعليه أن يحذر من التكبير الجماعي حيث لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من السلف، والسنة أن يكبر كل واحد بمفرده. 5- الصدقة : وهي من جملة الأعمال الصالحة التي يستحب للمسلم الإكثار منها في هذه الأيام، وقد حث الله عليها فقال: (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون) [البقرة:254]، وقال صلى الله عليه وسلم (ما نقصت صدقة من مال) [رواه مسلم]. وهناك أعمال أخرى يستحب الإكثار منها في هذه الأيام بالإضافة إلى ما ذكر، نذكر منها على وجه التذكير ما يلي: قراءة القرآن وتعلمه ـ والاستغفار ـ وبر الوالدين ـ وصلة الأرحام والأقارب ـ وإفشاء السلام وإطعام الطعام ـ والإصلاح بين الناس ـ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ وحفظ اللسان والفرج ـ والإحسان إلى الجيران ـ وإكرام الضيف ـ والإنفاق في سبيل الله ـ وإماطة الأذى عن الطريق ـ والنفقة على الزوجة والعيال ـ وكفالة الأيتام ـ وزيارة المرضى ـ وقضاء حوائج الإخوان ـ والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ـ وعدم إيذاء المسلمين ـ والرفق بالرعية ـ وصلة أصدقاء الوالدين ـ والدعاء للإخوان بظهر الغيب ـ وأداء الأمانات والوفاء بالعهد ـ والبر بالخالة والخالـ وإغاثة الملهوف ـ وغض البصر عن محارم الله ـ وإسباغ الوضوء ـ والدعاء بين الآذان والإقامة ـ وقراءة سورة الكهف يوم الجمعة ـ والذهاب إلى المساجد والمحافظة على صلاة الجماعة ـ والمحافظة على السنن الراتبة ـ والحرص على صلاة العيد في المصلى ـ وذكر الله عقب الصلوات ـ والحرص على الكسب الحلال ـ وإدخال السرور على المسلمين ـ والشفقة بالضعفاء ـ واصطناع المعروف والدلالة على الخير ـ وسلامة الصدر وترك الشحناء ـ وتعليم الأولاد والبنات ـ والتعاون مع المسلمين فيما فيه خير. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. |
حكم الحج وشروط وجوبه http://www.islamweb.net/articlespict...679/136222.jpg فريضة الحج من أفضل العبادات وأجل القربات ، شرعها سبحانه إتمامًا لدينه ، وشرع معها العمرة، التي ورد ذكرها في القرآن الكريم إلى جانب فريضة الحج، في قوله تعالى: {وأتموا الحج والعمرة لله } (البقرة:196) . وسنعرض لحكم الحج في دين الإسلام وشروط وجوبه. حكم الحج والعمرة دل الكتاب والسنة وإجماع أهل العلم على وجوب الحج على المستطيع في العمر مرة واحدة فأما الكتاب فقوله سبحانه {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً } (آل عمران:97) . وأما السنة فقد ثبت ذلك في أحاديث كثيرة منها حديث ابن عمر رضي الله عنه : ( بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً ) متفق عليه. ونقل الإجماع على الوجوب ابن المنذر و ابن قدامة وغيرهم . وأما العمرة فقد اختلف العلماء رحمهم الله في حكمها، فمن قائل بأنها واجبة على من يجب عليه الحج لعدد من الأدلة منها حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت : " قلت يا رسول الله: على النساء جهاد؟ قال: ( نعم، عليهن جهاد لا قتال فيه، الحج والعمرة ) رواه أحمد . ومن قائل بأنها ليست واجبة لقوله عليه الصلاة والسلام وقد سئل عن العمرة أواجبة هي؟ فقال:( لا ، وأن تعتمروا فهو أفضل ) رواه الترمذي وغيره وقد تنازعوا في صحته . كما وقع الخلاف أيضاً بينهم في وجوب الحج على المستطيع فوراً أم على التراخي، والأكثر على أنه يجب على الفور فلا يجوز للعبد تأخيره إذا كان مستطيعًا لأمر الله تعالى به في قوله : {وأتموا الحج والعمرة لله } (البقرة 196) ، وقوله: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً } ( آل عمران 97) ، والأصل في الأوامر أن يلتزم بها المكلف فوراً . شروط وجوب الحج لا يكون الحج واجبًا على المكلف إلا إذا توافرت فيه شروط معينه ، وتُسمى هذه الشروط "شروط الوجوب" فإذا توفرت هذه الشروط كان الحج واجبًا على المكلف، وإلا فلا يجب عليه، وهذه الشروط هي : الإسلام فغير المسلم لا يجب عليه الحج، ولو أتى به لم يصح منه لقوله تعالى : {وما منعهم أن تُقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله } (التوبة 54) ، فالإسلام شرط لصحة كل عبادة ، وشرط لوجوبها . التكليف وهو أن يكون المسلم بالغًا عاقلاً، فالصغير لا يجب عليه الحج لأنه غير مكلف ، لكن لو حج صح منه لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - للمرأة التي رفعت إليه صبيًا ، وقالت: ألهذا حج ؟، قال : ( نعم، ولكِ أجر ) رواه مسلم ، لكن لا يجزئه ذلك عن حجة الإسلام ، فيلزمه أن يحج مرة أخرى بعد بلوغه ؛ أما المجنون فلا يجب عليه الحج ولا يصح منه ، لأن الحج لا بد فيه من نية وقصد ، ولا يمكن وجود ذلك من المجنون . الحرية فلا يجب الحج على العبد المملوك لأنه غير مستطيع ، لكن لو حج صح منه ، ويلزمه أن يحج حجة الإسلام بعد حريته . الاستطاعة والاستطاعة تكون في المال والبدن ، بأن يكونَ عنده مال يتمكن به من الحج ، ويكون أيضاً صحيح البدن غير عاجز عن أداء المناسك ، فإن كان المكلف غير قادرٍ لا ببدنه ولا بماله ففي هذه الحال لا يجب الحج عليه ، لعدم تحقق شرط الاستطاعة . وإن كان قادرًا بماله غير قادر ببدنه فيلزمه أن ينيب من يحج عنه لحديث الخثعمية التي جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله، إن فريضة الله على عباده في الحج، أدركت أبي شيخا كبيرا لا يثبت على الراحلة أفأحج عنه ؟ ، قال : (نعم) رواه البخاري . ولا يلزم المكلف الاستدانة لأجل الحج ، كما لا يلزمه الحج ببذل غيره له ولا يصير مستطيعاً بذلك . والقدرة المالية المعتبرة لوجوب الحج، هي ما يكفيه في ذهابه ، وإقامته ، ورجوعه ، وأن يكون ذلك فاضلاً عما يحتاج إليه لقضاء ديونه ، والنفقات الواجبة عليه ، وفاضلاً عن الحوائج الأصلية التي يحتاجها من مطعم ومشرب وملبس ومسكن وما إليه ، فمن كان في ذمته دين حالٌّ لشخص ، فلا يلزمه الحج إلا بعد وفاء ما في ذمته . وإن احتاج للنكاح وخاف على نفسه المشقة أو الوقوع في الحرام ، فله أن يقدم الزواج على الحج ، وإن لم يخف على نفسه قدَّم الحج . وجود المحرم للمرأة ومن الاستطاعة أن يكون للمرأة محرم يسافر معها ، فمن لم تجد المحرم فالحج غير واجب عليها، وذلك لمنع الشرع لها من السفر من غير محرم ففي الحديث يقول - صلى الله عليه وسلم- : ( لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر إلا ومعها ذو محرم ) متفق عليه ، والمحرم زوج المرأة ، وكل ذكر تحرم عليه تحريماً مؤبداً بقرابة أو رضاع أو مصاهرة .هذا ما يتعلق بحكم الحج والعمرة ، وشروط وجوبهما ، وهناك أحكام تتعلق بمسائل الحج الأخرى ، يمكن الرجوع إليها في ثنايا المحور . |
شروط وجوب الحج والعمرة يجب الحج والعمرة بخمسة شروط : الشرط الأول : الإسلام لقوله تعالى :http://www.tohajj.com/MEDIA/B2.gif إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا http://www.tohajj.com/MEDIA/B1.gif ولأنه لا يصح منهم ذلك , ومحال أن يجب ما لا يصح , ولحديث أبي هريرة رضي الله عنه . الشرط الثاني : العقل فلا حج ولا عمرة على مجنون كسائر العبادات إلا أن يفيق ; لقوله صلى الله عليه وسلم :http://www.tohajj.com/MEDIA/H2.gif رفع القلم عن ثلاثة عن المجنون المغلوب على عقله حتى يفيق وعن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يحتلم http://www.tohajj.com/MEDIA/H1.gif . الشرط الثالث : البلوغ فلا يجب الحج على الصبي حتى يحتلم ; للحديث السابق , ولكن لو حج الصبي صح حجه ولا يجزئه عن حجة الإسلام , لحديث ابن عباسhttp://www.tohajj.com/MEDIA/H2.gif أن امرأة رفعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم صبيا فقالت ألهذا حج ؟ قال نعم ولك أجر http://www.tohajj.com/MEDIA/H1.gif ولقوله صلى الله عليه وسلم :http://www.tohajj.com/MEDIA/H2.gif أيما صبي حج ثم بلغ فعليه حجة أخرى وأيما عبد حج ثم عتق فعليه حجة أخرى http://www.tohajj.com/MEDIA/H1.gif . الشرط الرابع : كمال الحرية فلا يجب الحج على المملوك , ولكنه لو حج فحجه صحيح ولا يجزئه عن حجة الإسلام لحديث ابن عباس رضي الله عنهما السابق . الشرط الخامس : الاستطاعة فالحج إنما يجب على من استطاع إليه سبيلا بنص القرآن والسنة المستفيضة , وإجماع المسلمين ولكن لو حج غير المستطيع كان حجه مجزئا . وشرط خاص بالمرأة : وهو وجود المحرم : لقوله صلى الله عليه وسلم :http://www.tohajj.com/MEDIA/H2.gifلا يخلون رجل بامرأة إلا معها ذو محرم ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم فقام رجل فقال يا رسول الله إن امرأتي خرجت حاجة وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا قال انطلق فحج مع امرأتك http://www.tohajj.com/MEDIA/H1.gif . فمن كملت له الشروط وجب عليه أن يحج على الفور ولم يجز له تأخيره ; لحديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :http://www.tohajj.com/MEDIA/H2.gif تعجلوا إلى الحج - يعني الفريضة - فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له http://www.tohajj.com/MEDIA/H1.gif فأمر بالتعجيل والأمر يقتضي الإيجاب , ولهذا ثبت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : لقد هممت أن أبعث رجالا إلى هذه الأمصار فينظروا كل من له جدة ولم يحج , فيضربوا عليهم الجزية ما هم بمسلمين ما هم بمسلمين وفي رواية أنه قال : ليمت يهوديا أو نصرانيا - يقولها ثلاث مرات - رجل مات ولم يحج , ووجد لذلك سعة , وخليت سبيله فإذا وجدت هذه الشروط في شخص فقد وجب عليه الحج . * فإن كان قادرا على الحج بنفسه وجب عليه أن يحج . * وإن كان عاجزا عن الحج بنفسه فعلى نوعين : 1- إن كان يرجو زوال عجزه وبرءه كالمريض الذي مرضه طارئ ويرجو الشفاء , فإنه يؤخر الحج حتى يستطيع الحج بنفسه فإن مات قبل ذلك حج عنه من تركته ولا يأثم . 2- وإن كان الذي وجب عليه الحج عاجزا عجزا مستمرا لا يرجو زواله ولا يرجو برءه : كالكبير , والمريض المقعد الميئوس منه , ومن لا يستطيع الركوب , فإنه يوكل من يحج عنه ويعتمر . |
حكم توكيل الزوجة المريضة للزوج في رمي الجمرات عنها
عبد العزيز بن باز السؤال: حججت أنا وزوجتي ثم جاء عارض لزوجتي وهو مرض شديد فأصبحت تقوم للصلاة بعجز وهي تقاوم فهل يجوز أن توكلني أن أرمي عنها في اليوم الثاني عشر، وهل يجوز أن آخذها من الآن؛ لأنها لا تطيق الحر إلى الحجرة بمكة حيث أنها مكيفة، أم لا بد من الانتظار إلى أن أرمي لها بحيث أني لو أوصلتها إلى الحجرة سأعود لأرمي بعد الزوال. الإجابة: لا حرج في نقلها إلى الحجرة المكيفة لمرضها الحادث، هذا من باب العلاج، ولا بأس أن توكلك وترمي عنها تنقلها إلى المحل المناسب المكيف وتوكلك في الرمي عنها بعد الزوال ولا حرج في ذلك إن شاء الله. |
إحرام الحاج بلباس مخيط
عبد العزيز بن باز السؤال: أنا قمت بحج لوالدي وقد وقفت بعرفة بعد العصر إلى المغرب، ثم اتجهت إلى مزدلفة وأمسيت ثم ذهبت إلى منى بعد صلاة الفجر[ ] ورميت ونحرت وحلقت ولبست المخيط، وقفت بعرفة وأنا لابس مخيطاً ولكن لما تبين لي أنه لا يجوز علماً أنني مجبور بالبقاء في المخيط وهذا من مسئول عندي منع السماح لي فالعصر لبست الإحرام؟ الإجابة: إذا كنت أحرمت بالمخيط عصر عرفة وأنت جاهل تحسب أنه جائز فليس عليك شيء لكن كلامك الأخير أن المسئول أجبرك على هذا يدل على أنك تعلم أنه لا يصلح ولكنك طاوعته فأحرمت في المخيط فعليك أن تطعم ستة مساكين أو تصوم ثلاثة أيام أو ت*** شاة عن استمرارك للمخيط الذي أقررت أخيراً أن الذي ألزمك به المسئول ولولاه لخلعت. فالمقصود: أن عليك كفارة؛ ولأن الإحرام في المخيط أمر معروف أنه لا يجوز للمحرم يعرفه المسلمون ليس بأمر مستغرب، فعليك أن تطعم ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع من التمر أو من الحنطة أو تصوم ثلاثة أيام أو ت*** شاة، والإطعام وال*** يكون في مكة للفقراء، أما الصيام[ ] ففي كل مكان. |
حكم خروج الدم من المحرم
عبد العزيز بن باز السؤال: ما حكم من خرج منه دم في مزدلفة جراء احتكاك جسمي أو كتفي من بعض الأشواك، علماً: بأن الدم قطرات معدودة؟ الإجابة: خروج الدم لا يضر المحرم، النبي[ ] صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم عليه الصلاة والسلام، خروج الدم من كتفه أو رجله أو إصبعه بشوكة أو غيرها لا يضر. |
دليل الحاج والمعتمر وزائر مسجد الرسول صل الله عليه وسلم
عبد العزيز بن باز الحمد لله وكفى، وصلاةً وسلاماً على عباده الذين اصطفى، وبعد: فيسر هيئة التوعية الإسلامية في الحج[ ] أن تقدم لكم هذا الدليل الموجز الذي يحتوي على أهم ما يجب أن يعرفه الحاج عن مناسك حجه وعمرته، نرجو منك قراءته قبل دخولك في أعمال الحج حتى تؤدي هذه الفريضة على الوجه المطلوب، ونأمل أن تحافظ عليه، وأن تهديه لإخوانك بعد قراءته حتى تعم الفائدة، نسأل الله للجميع حجاً مبروراً، وسعياً مشكوراً، وعملاً صالحاً متقبلاً. (من مقدمة الشيخ/ عبد العزيز بن باز رحمه الله). كيف تؤدي مناسك الحج والعمرة وتزور مسجد الرسول الأنساك ثلاثة: التمتع، والقِران، والإفراد. التمتع: هو الإحرام بالعمرة في أشهر الحج: (شوال، ذو القعدة، عشر من ذي الحجة) ويفرغ منها الحاج ثم يحرم بالحج من مكة أو قربها، يوم التروية في عام عمرته. القِران: وهو الإحرام بالعمرة والحج معاً، ولا يحل منهما الحاج إلا يوم النحر أو يحرم بالعمرة، ثم يدخله عليها قبل الشروع في طوافها. الإفراد: وهو أن يحرم بالحج من الميقات، أو من مكة إذا كان مقيماً بها، أو بمكان آخر دون الميقات، ثم يبقى على إحرامه إلى يوم النحر، إذا كان معه هدي، فإن لم يكن معه هدي شرع له فسخ حجه إلى العمرة[ ] ، فيطوف ويسعى ويقصر ويحل كما أمر به النبي[ ] صلى الله عليه وسلم الذين أحرموا بالحج وليس معهم هدي. وهكذا القارن إذا لم يكن معه هدي يشرع له فسخ قِرانه إلى العمرة لما ذكرنا. وأفضل الأنساك التمتع لمن لم يسق الهدي، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر به أصحابه، وأكده عليهم. صفة العمرة 1 - إذا وصلت إلى الميقات فاغتسل وتطيّب - إن تيسر لك ذلك - ثم البس ثياب الاحرام، إزاراً ورداءً، والأفضل أن يكونا أبيضين.والمرأة تلبس ما تشاء من الثياب غير متبرجة بزينة. ثم تنوي الإحرام بالعمرة، وتقول: "لبيك بعمرة"، ((لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك)). ويجهر بها الرجال، ولا تجهر بها النساء[ ] . ثم تكثر من التلبية، والذكر والاستغفار، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. 2 - فإذا وصلت مكة فطف بالكعبة سبعة أشواط، تبتدىء من الحجر الأسود مكبراً، وتنتهي إليه، وتذكر الله وتدعوه بما تشاء من الذكر[ ] والدعاء، والأفضل أن تختم كل شوط بقولك: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة:201]، ثم تصلي خلف مقام إبراهيم ولو بعيداً عنه - إن تيسر - وإلا ففي أي مكان من المسجد. 3 - ثم اخرج إلى الصفا، واصعد عليه مستقبلاً الكعبة، واحمد الله تعالى، وكبره ثلاثاً، رافعاً يديك، وادع وكرر الدعاء[ ] ثلاثاً، هذا هو السنة. وقل: ((لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. لا إله إلاّ الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده)) ثلاثاً. وإن اقتصرت على أقل من ذلك فلا حرج. ثم انزل فاسع سعي العمرة سبع مرات، تسرع في سعيك بين العلمين الأخضرين، وتمشي المشي المعتاد قبلهما وبعدهما، ثم تصعد على المروة وتحمد الله، وتفعل كما فعلت على الصفا، وتكرره - إن تيسر لك ذلك - ثلاثاً. وليس للطواف والسعي ذكر واجب مخصوص، بل يأتي الطائف والساعي بما تيسر من الذكر والدعاء أو قراءة القرآن الكريم[ ] . مع العناية بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك من الذكر والدعاء. 4 - فإذا أتممت سعيك فاحلق أو قصّر شعر رأسك. وبذلك تمّت عمرتك وبعدها يباح لك كل شيء من محظورات الإحرام. فإن كنت متمتعاً وجب عليك هدي يوم النحر شاة، أو سبع بدن أو بقرة، فإن لم تجد فعليك صيام عشرة أيام، ثلاثة في الحج وسبعة إذا رجعت إلى أهلك. والأفضل أن تصوم الثلاثة قبل يوم عرفة إن كنت متمتعاً أو قارناً. صفة الحج 1 - إذا كنت مفرداً للحج أو قارناً له مع العمرة، فأحرم من الميقات الذي تأتي عليه. وإن كنت دون المواقيت، فأحرم بما نويت من مكانك. وإن كنت متمتعاً، فأحرم بالحج من مكانك يوم التروية، وهو اليوم الثامن من ذي الحجة، اغتسل وتطيب - إن تيسر لك ذلك - والبس ثياب الإحرام، ثم قل: "لبيك حجاً: لبيك اللهم لبيك... إلخ". 2 - ثم اخرج إلى منى وصَلِّ بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، تصلي الرباعية ركعتين قصراً في أوقاتها بدون جمع. 3 - فإذا طلعت شمس يوم التاسع من ذي الحجة، فسِر إلى عرفات بسكينة واحذر من ايذاء إخوانك الحجاج[ ] ، وصلّ بها الظهر والعصر جمع تقديم قصراً، بأذان واحد وإقامتين. ثم تأكد من دخولك حدود عرفات، وأكثر فيها من الذكر والدعاء مستقبلاً القبلة رافعاً يديك تأسياً بالمصطفى صلى الله عليه وسلم، وعرفة كلها موقف، وتبقى داخل عرفات حتى تغيب الشمس. 4 - فإذا غربت الشمس فَسِر إلى مزدلفة بسكينة ووقار ملبياً، ولا تؤذ إخوانك المسلمين، وصلِّ بها المغرب والعشاء جمعاً وقصراً حين وصولك مزدلفة، ثم تبقى بها إلى أن تصلي الفجر[ ] ، ويسفر الصبح، وأكثر من الدعاء والذكر بعد صلاة الفجر[ ] مستقبلاً القبلة رافعاً يدين اقتداءاً بالنبي صلى الله عليه وسلم. 5 - ثم سر قبل طلوع الشمس إلى منى ملبياً. وإذا كان لك عذر كالنساء والضعفاء فلا بأس بأن تسير إلى منى في النصف الأخير من الليل. وخذ معك سبع حصيات فقط لترمي جمرة العقبة. أما باقي الحصى فالتقطه من منى، وهكذا السبع التي ترمي بها يوم العيد جمرة العقبة لا بأس بأخذها من منى. 6 - وإذا وصلت إلى منى فاعمل ما يأتي: أ)- ارم جمرة العقبة، وهي القريبة من مكة، بسبع حصيات متعاقبات، تُكَبِّر مع كل صلاة. ب)- ا*** الهدي - إن كان عليك هدي - وكُل منه وأطعم الفقراء. ج)- احلق أو قصر شعر رأسك والحلق أفضل، والمرأة تقصِّر منه قدر أنملة. وهذا الترتيب أفضل، وإن قدمت بعضها على بعض فلا حرج. وإذا رميت وحلقت أو قصَّرت تحلّلت التحلل الأول، وبعده تلبس ثيابك، وتحلّ لك المحظورات سوى النساء. 7 - ثم انزل إلى مكة وطف طواف الإفاضة، واسع بعده إن كنت متمتعاً أو لم تسع مع طواف القدوم إن كنت قارناً أو مفرداً، وبهذا تحل لك النساء. ويجوز تأخير طواف الإفاضة إلى ما بعد أيام منى بعد الفراغ من رمي الجمار. 8 - ثم بعد الطواف الإفاضة يوم النحر ارجع إلى منى وبت فيها ليالي إحدى عشرة واثنتي عشرة وثلاث عشرة - أيام التشريق - وإن بت ليلتين فجائز. 9 - ارم الجمرات الثلاث في اليومين أو الثلاثة التي تبقاها بمنى، بعد الزوال تبدأ بالأولى، وهي أبعدهن من مكة، ثم الوسطى، ثم جمرة العقبة، كل واحدة بسبع حصيات متعاقبات تكبر مع كل حصاة. وإن اقتصرت على يومين تخرج من منى قبل غروب شمس اليوم الثاني، فإن غربت الشمس بمنى بقيت لليوم الثالث، ورميت فيه كذلك، والأفضل أن تبيت ليلة الثالث. ويجوز للمريض والضعيف أن يُنيب عنه في الرمي، ويجوز للنائب أن يرمي عن نفسه أولاً، ثم عن منيبه في موقف واحد. 10 - إذا أردت الرجوع إلى بلدك بعد انتهاء أعمال الحج، فطف بالكعبة طواف الوداع. ولا يُعفى من ذلك إلاّ الحائض والنفساء. ما يجب على المحرم يجب على المحرم بحج وعمرة ما يلي: 1 - أن يلتزم بما أوجبه الله عليه من فرائض دينه، كالصلاة في أوقاتها جماعة. 2 - أن يتجنب ما نهانا الله عنه من الرفث والفسوق والجدال والعصيان. 3 - أن يتحاشى إيذاء المسلمين بالقول أو الفعل. 4 - أن يتجنب محظورات الإحرام وهي: أ)- لا يأخذ من شعره أو أظفاره شيئاً، وإن سقط منها شيء بدون قصد فلا شيء عليه وقت الإحرام. ب)- لا يتطيب في بدنه أو ثوبه أو مأكله أو مشربه. ولا بأس بما بقي من أثر الطيب الذي فعله قبل إحرامه. ج)- لا يتعرض للصيد البري ب*** أو تنفير أو إعانة عليه ما دام محرماً. د)- لا يقطع المحرم ولا الحلال شجر الحرم ونباته الأخضر، ولا يلتقط لقطته إلا لتعريفها، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك كله. هـ)- لا يخطب النساء ولا يعقد عليهن عقد النكاح[ ] لنفسه أو لغيره، ولا يجامعهن ما دام محرماً ولا يباشرهن بشهوة. وهذه المحظورات على الذكر والأنثى. ويختص الذَكر بما يلي: أ)- لا يغطي رأسه بملاصق، أما تظليله بالشمسية أو سقف السيارة أو جعل المتاع عليه فلا بأس به. ب)- ولا يلبس القميص وما في معناه من كل مخيط للجسم كله أو بعضه، ولا البرانس ولا العمائم، ولا السراويل، ولا الخفاف، إلا إذا لم يجد إزاراً فيلبس السراويل، أو لم يجد النعلين فيلبس الخفين ولا حرج. ويحرم على المرأة[ ] وقت الإحرام أن تلبس القفازين في يديها، وأن تستر وجهها بالنقاب أو البرقع، لكن إذا كان بحضرة الرجال الأجانب عنها وجب عليها ستر وجهها بالخمار ونحوه، كما لو لم تكن محرمة. وإن لبس المُحرم مخيطاً أو غطى رأسه أو تطيّب أو أخذ من شعره شيئاً أو قلّم أظافره ناسياَ أو جاهلاَ الحكم فلا فدية عليه، ويزيل ما تجب إزالته متى ذكر ذلك أو علمه. ويجوز لبس النعلين والخاتم ونظارة العينين، وسماعة الأذن، وساعة اليد، والحزام والمنطقة التي يحفظ بها المال والأوراق. ويجوز تغيير الثياب وتنظيفها، وغسل الرأس والبدن، وإن سقط بذلك شعر بدون قصد فلا شيء عليه، كما لا شيء في الجُرح يصيبه. صفة زيارة مسجد الرسول 1 - يحسن لك أن تذهب إلى المدينة في أي وقت بنية زيارة المسجد النبوي والصلاة فيه، لأن الصلاة فيه خير من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام، لقول النبي صلى الله عليه وسلم ذلك. 2 - ليس لزيارة المسجد النبوي إحرام ولا تلبية، ولا ارتباط بينها وبين الحج بتاتاً. 3 - إذا وصلت إلى المسجد النبوي فقدِّم رجلك اليمنى عند دخوله، وسم الله تعالى، وصلّ على نبيه، واسأل الله أن يفتح لك أبواب رحمته.وقل: ((أعوذ بالله العظيم، ووجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان[ ] الرجيم. اللهم افتح لي أبواب رحمتك)) كما يشرع عند دخول سائر المساجد. 4 - بادر بعد دخولك بصلاة تحية المسجد، وإن كانت في الروضة فحسن، وإلا ففي أي مكان من المسجد. 5 - ثم اذهب إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقف أمامه مستقبلاً له، ثم قل بأدب وخفض صوت: "السلام عليكم أيها النبي، ورحمة الله وبركاته". وصل عليه، وإن قلت: ((اللهم آته الوسيلة والفضيلة، وابعثه المقام المحمود الذي وعدته. اللهم اجزه عن أمته أفضل الجزاء))، فلا بأس. ثم تتحول قليلاً إلى يمينك لتقف أمام قبر أبي بكر رضي الله عنه. فتسلم عليه، وتدعو له بالمغفرة والرحمة. ثم تتحول قليلاً مرة أخرى إلى يمينك، لتقف أمام قبر عمر فتسلم عليه وتدعو له. 6 - يسن لك أن تذهب متطهراً إلى مسجد قباء، فتزوره وتصلي فيه، لفعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وترغيبه فيه. 7 - ويسن لك أن تزور قبور أهل البقيع، وقبر عثمان رضي الله عنه، وشهداء أحد وقبر حمزة رضي الله عنه، وتسلم عليهم، وتدعو لهم. لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزورهم ويدعو لهم، وعلّم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: «السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية» [رواه مسلم]. وليس بالمدينة مساجد ولا أماكن تشرع زيارتها غير ما ذكر، فلا تشق على نفسك، وتتحمل ما ليس لك فيه أجر، بل ربّما لحقك فيه وزر. والله ولي التوفيق. أخطاء يرتكبها بعض الحجاج أولاً: أخطاء في الإحرام: مجاوزة الحاج ميقات جهته دون أن يحرم منه حتى يصل إلى جدة أو غيرها من داخل المواقيت فيحرم منها، وهذا مخالف لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يحرم كل حاج من الميقات الذي يمر عليه. فعلى من وقع منه ذلك أن يرجع إلى الميقات الذي تجاوزه فيُحرم منه إن تيسر ذلك، وإلا فعليه فدية ي***ها في مكة ويطعمها كلها للفقراء، سواء كان قدومه عن طريق الجو أو البر أو البحر. فإن لم يمر على ميقات من المواقيت الخمسة المعروفة أحرم إذا حاذى أول ميقات يمر به. ثانياً: أخطاء في الطواف: 1 - إبتداء الطواف قبل الحجر الأسود، والواجب الإبتداء به. 2 - الطواف من داخل حِجر إسماعيل، لأنه حينئذ لا يكون قد طاف بالكعبة، وإنما طاف ببعضها، لأن الحِجر من الكعبة، وبذلك يبطل طوافه. 3 - الرمل - وهو الإسراع - في جميع الأشواط السبعة، وهو لا يكون إلا في الأشواط الثلاثة الأولى من طواف القدوم خاصة. 4 - المزاحمة الشديدة لتقبيل الحجر الأسود، وأحياناً المضاربة والمشاتمة. وذلك لا يجوز لما فيه من الأذى للمسلمين، ولأن الشتم والضرب لا يجوز من المسلم لأخيه بغير حق. وترك التقبيل لا يضر الطواف بل طوافه صحيح وإن لم يقبل وتكفيه الإشارة والتكبير إذا حاذاه ولو بعيداً عنه. 5 - تمسحهم بالحجر الأسود التماساً للبركة منه، وهذه بدعة لا أصل لها في الشرع. والسنة استلامه وتقبيله فقط إن تيسر ذلك. 6 - استلام جميع أركان الكعبة، وربما جميع جدرانها، والتمسح بها. ولم يستلم النبي صلى الله عليه وسلم من الكعبة سوى ركن الحجر الأسود والركن اليماني. 7 - تخصيص كل شوط من أشواط الطواف بدعاء خاص، إذ لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم غير أنه كان يكبر كلما أتى على الحجر الأسود، ويقول بينه وبين الركن اليماني في آخر كل شوط: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}. 8 - رفع الصوت في الطواف من بعض الطائفين أو المطوفين رفعاً يحصل به التشويش على الطائفين. 9 - التزاحم للصلاة عند مقام إبراهيم، وهذا خلاف السنة، مع ما فيه من الأذى للطائفين. ويكفيه أن يصلي ركعتي الطواف في أي مكان من المسجد. ثالثاً: أخطاء في السعي: 1 - إذا صعدوا إلى الصفا والمروة استقبل بعض الحجاج الكعبة، ويشيرون بأيديهم إليها عند التكبير، وكأنهم يكبرون للصلاة، وهذه الإشارة خطأ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع كفيه الشريفتين للدعاء فقط. يحمد الله ويكبره ويدعوه بما يشاء مستقبلاً القبلة، والأفضل أن يأتي بالذكر الذي أتى به النبي صلى الله عليه وسلم على الصفا والمروة. 2 - الإسراع في السعي بين الصفا والمروة في كل شوط، والسنة أن يكون الإسراع بين العلمين الأخضرين فقط والمشي في بقية الشوط. رابعاً: أخطاء تقع في عرفات: 1 - نزول بعض الحجاج خارج حدود عرفة وبقاؤهم في أماكن نزولهم حتى تغرب الشمس، ثم ينصرفون إلى مزدلفة دون أن يقفوا بعرفات. وهذا خطأ جسيم يُفوّت عليهم الحج، لأن الحج عرفة. والواجب عليهم أن يكونوا داخل الحدود لا خارجها. فليتحروا ذلك، فإن لم يتيسر ذلك دخلوها قبل الغروب، وبقوا فيها إلى الغروب. ويجزىء دخولهم إياها ليلاً في ليلة النحر خاصة. 2 - انصراف بعضهم من عرفة قبل غروب الشمس وهذا غير جائز، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم وقف بعرفة حتى غربت الشمس تماماً. 3 - التزاحم من أجل صعود جبل عرفة والوصول إلى قمته، مما يترتب عليه كثير من الأضرار. وعرفة كلها موقف. والصعود إلى الجبل غير مشروع، وهكذا الصلاة فيه. 4 - استقبال بعضهم جبل عرفة في الدعاء، والسنة هي استقبال القبلة. 5 - تكويم بعضهم التراب والحصى في يوم عرفة في أماكن معينة، وهو عمل لم يثبت في شرع الله. خامساً: أخطاء في مزدلفة: انشغال بعض الحجاج أول نزولهم بمزدلفة في لقط الحصى قبل أن يُصلوا المغرب والعشاء، واعتقادهم أن حصى الجمار لا بد أن يكون من مزدلفة. والصواب أنه يجوز أخذه من أي مكان من الحرم. والثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يأمر بأن يلتقط له حصى جمرة العقبة من مزدلفة، وإنما التقط له في الصباح حين انصرف من مزدلفة بعدما دخل منى، وهكذا بقية الحصى أخذه من منى. وبعضهم يغسل الحصى بالماء وهو غير مشروع. سادساً: أخطاء عند الرمي: 1 - اعتقاد بعض الحجاج أنهم يرمون الشياطين عند رميهم الجمار، فهم يرمونها بغيظ مصحوب بسب لهذه الشياطين وما شرع رمي الجمار إلا لإقامة ذكر الله[ ] . 2 - رميهم الجمرات بحصى كبيرة أو بالحذاء أو الأخشاب، وهذا غلو في الدين، نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإنما المشروع رميها بالحصى الصغار مثل حصى الخذف. ويشبه بَعْر الغنم الذي ليس بكبير. 3 - التزاحم والتقاتل عند الجمرات من أجل الرمي. والمشروع الرفق وتحري الرمي من دون إيذاء أحد حسب الطاقة. 4 - رمي الحصى جميعاً دفعة واحدة. وقد قال أهل العلم[ ] : "لا يحسب له حينئذ إلا حصاة واحدة والمشروع رمي الحصى واحدة فواحدة، والتكبير مع كل حصاة". 5 - الإنابة في الرمي مع القدرة عليه خوفاً من المشقة والزحام، والإنابة لا تجوز إلا عند عدم الاستطاعة بالنفس لمرض ونحوه. سابعاً: أخطاء في طواف الوداع: 1 - نزول بعضهم من منى يوم النفر قبل رمي الجمرات فيطوف للوداع، ثم يرجع إلى منى فيرمي الجمرات، ثم يسافر من هناك إلى بلده فيكون آخر عهده بالجمار لا بالبيت. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا ينفرد أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت». فطواف الوداع يجب أن يكون بعد الفراغ من أعمال الحج وقبيل السفر مباشرة، ولا يمكث بمكة بعده إلا لعارض يسير. 2 - خروجهم من المسجد بعد طواف الوداع القَهْقَرى مستقبلين الكعبة بوجوههم، يزعمون بذلك تعظيم الكعبة، وهذه بدعة في الدين لا أصل لها. 3 - التفات بعضهم إلى الكعبة عند باب المسجد الحرام بعد انتهائهم من طواف الوداع، ودعاؤهم بدعوات كالمودعين للكعبة، وهذه أيضاً بدعة لم تشرع. ثامناً: أخطاء عند الزيارة للمسجد النبوي: 1 - التمسح بالجدران وقضبان الحديد عند زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، وربط الخيوط ونحوها في الشبابيك تبركاً. والبركة فيما شرع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لا في البدع[ ] . 2 - الذهاب إلى المغارات في جبل أحد، ومثلها غار حراء، وغار ثور بمكة، وربط الخرق عندها، والدعاء بأدعية لم يأذن بها الله، وتحمل المشقة في ذلك. كل هذه بدع لا أصل لها في الشرع المطهر. 3 - زيارة بعض الأماكن التي يزعمون أنها من آثار الرسول صلى الله عليه وسلم، كمبرك الناقة، وبئر الخاتم أو بئر عثمان، وأخذ تراب من هذه الأماكن للبركة. 4 - دعاء الأموات عند زيارة مقابر البقيع ومقابر شهداء أحد، ورمي النقود عندها تقرباً إليها وتبركاً بأهلها، وهذه من الأخطاء الجسيمة، بل من الشرك الأكبر، كما ذكره أهل العلم، ودل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لأن العبادة لله وحده لا يجوز صرف شيء منها لغيره، كالدعاء وال*** والنذر ونحو ذلك لقوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة:5] وقوله: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن[ ] :18]. نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين، ويمنحهم الفقه في الدين، ويعيذنا وإياهم من مضلات الفتن[ ] ... إنه سميع مجيب. دار الوطن |
ربنا يبارك فيكِ ويرضى عنكِ وعن والديكِ |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 05:05 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.