بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   حى على الفلاح (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=25)
-   -   حوار مع صوفى (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=206118)

محب القوم 11-05-2010 06:05 AM

اقتباس:

  • أن الرسول صلى الله عليه وسلم حي في قبره كحياته قبل وفاته، وأنه يعلم الغيب.



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيد ولد آدم محمد وعلى آله وصحبه وعلى مشايخنا وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين آمين ... وبعد...

أبن تيمية يقر بأن الميت يخرج من القبر ويمشي
يعتقد أبن تيمية في مجموع الفتاوي5/526 أن الميت يخرج من القبر ويمضي فيقول:
(( وقد يقوى الأمر، حتى يظهر ذلك في بدنه وقد يرى خارجا من قبره والعذاب عليه وملائكة العذاب موكله به ؟ فيتحرك ببدنه ويمشى ويخرج من قبرة؟ وقد سمع غير واحد أصوات المعذبين في قبورهم وقد شوهد من يخرج من قبرة وهو معذب ومن يقعد بدنه أيضاً إذا قوى الأمر ؟ لكن ليس هذا لازما في حق كل ميت ؟ كما أن قعود بدن النائم لما يراه ليس لازما لكل نائم بل هو بحسب قوة ألأمور))

ورد في مجموع فتاوى بن تيمية - المجلد الرابع و العشرون ( 482 - 645 ) هذا السؤال:

هل الميت يسمع كلام زائره، ويري شخصه‏؟ ...‏
/ فأجاب‏ / :‏
(الحمد لله رب العالمين، نعم يسمع الميت ـ في الجملة ـ كما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏(‏يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه‏)‏‏.‏ وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ترك ***ي بدر ثلاثا، ثم أتاهم فقال‏:‏ ‏(‏يا أبا جهل بن هشام، يا أمية بن خلف، يا عتبة بن ربيعة، يا شيبة بن ربيعة، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقًا‏؟‏ فإني وجدت ما وعدني ربي حقًا‏)‏‏.‏ فسمع عمر ـ رضي الله عنه ـ ذلك فقال‏:‏ يا رسول الله، كيف يسمعون، وأني يجيبون، وقد جيفوا‏؟‏‏!‏ فقال‏:‏ ‏(‏والذي نفسي بيده،ما أنت بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا‏)‏‏.‏ ثم أمر بهم فسحبوا في قليب بدر، وكذلك في الصحيحين عن عبد الله بن عمر‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف على قليب بدر فقال‏:‏ ‏(‏هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقًا‏؟‏‏)‏ وقال‏:‏ ‏(‏إنهم يسمعون الآن ما أقول‏)‏‏.‏
وقد ثبت عنه في الصحيحين من غير وجه أنه كان يأمر بالسلام على أهل القبور‏.‏ ويقول‏:‏ ‏(‏قولوا‏:‏ السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقـون، ويرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية، اللهم لا تحرمنا أجـرهم، ولا تفتنا بعـدهم، واغفـر لنا ولهم‏)‏‏.‏ فهـذا خطاب لهم، وإنما يخاطب من يسمع‏.‏
وروي ابن عبد البر عن النبي صلى الله عليه وسلم / أنه قال‏:‏ ‏(‏ما من رجل يمر بقبر رجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السـلام‏)‏‏.‏
وفي السـنن عنـه أنـه قال‏:‏ ‏(‏أكثروا مـن الصـلاة على يـوم الجمعـة، وليلـة الجمعـة، فـإن صلاتكم معروضة على‏)‏،فقالوا‏:‏يا رسول الله،وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت‏؟‏ ـ يعني صرت رميما ـ فقال‏:‏‏(‏إن الله ـ تعالى ـ حرم على الأرض أن تأكل لحوم الأنبياء‏)‏‏.‏وفي السـنن أنه قال‏:‏‏(‏إن الله وكل بقبري ملائكة يبلغوني عن أمتي السلام‏)‏‏.‏
فهذه النصوص وأمثالها تبين أن الميت يسمع في الجملة كلام الحي، ولا يجب أن يكون السمع له دائماً، بل قد يسمع في حال دون حال، كما قد يعرض للحي فإنه قد يسمع أحياناً خطاب من يخاطبه، وقد لا يسمع لعارض يعرض له، وهذا السمع سمع إدراك، ليس يترتب عليه جزاء، ( طيب يا بن تيمية و كيف ترد على وهابية هذا العصر بخصوص الآية الشريفة ؟؟ ) ولا هو السمع المنفي بقوله‏:‏ ‏{‏ إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى ‏}‏ ‏[‏النمل‏:‏ 80‏]‏، فإن المراد بذلك سمع القبول والامتثال‏.‏ فإن اللّه جعل الكافر كالميت الذي لا يستجيب لمن دعاه، وكالبهائم التي تسمع الصوت، ولا تفقه المعنى‏.‏ فالميت وإن سمع الكلام وفقه المعنى، فإنه لا يمكنه إجابة الداعي، ولا امتثال ما أمر به، ونهى عنه، فلا ينتفع بالأمر والنهي‏.‏ وكذلك الكافر لا ينتفع بالأمر والنهي، وإن سمع الخطاب، وفهم المعنى، كما / قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأسْمَعَهُمْ‏}‏ ‏[‏الأنفال‏:‏ 23‏]‏‏.‏ ) انتهى

و في جواب آخر له في مجموع الفتاوى المجلد الرابع و العشرون ( 479 - 645 ) بخصوص سؤال حول تلقين الميت يقول :

(( وقد ثبت أن المقبور يسأل، ويمتحن، وأنه يؤمر بالدعاء له‏.‏ فلهذا قيل‏:‏ إن التلقين ينفعه، فإن الميت يسمع النداء‏.‏ كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏(‏إنه ليسمع قرع نعالهم‏)‏، وأنه قال‏:‏ ‏(‏ما أنتم بأسمع لما أقول منهم‏)‏، وأنه أمرنا بالسلام على الموتي‏.‏ فقال‏:‏ ‏(‏ما من رجل يمر بقبر الرجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد اللّه روحه حتى يرد عليه السلام‏)‏‏.‏ واللّه أعلم‏.‏ ))

وجاء في حاشية ابن القيم ج: 8 ص: 280

(ولا ريب أن الميت يسمع بكاء الحي ويسمع قرع نعالهم وتعرض عليه أعمال أقاربه الأحياء فإذا رأى ما يسؤهم تألم له وهذا ونحوه مما يتعذب به الميت ويتألم ولا تعارض بين ذلك وبين قوله تعالى ولا تزر وازرة وزر أخرى بوجه ما)

ابن القيم
قال في كتابه "الروح" (5-ومابعدها)
المسألة الأولى وهي هل تعرف الأموات زيارة الأحياء وسلامهم أم لا؟
قال ابن عبد البر ثبت عن النبي أنه قال ما من مسلم يمر على قبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام فهذا نص في أنه بعينه ويرد عليه السلام
وفي الصحيحين عنه من وجوه متعددة أنه أمر ب***ى بدر فألقوا في قليب ثم جاء حتى وقف عليهم وناداهم بأسمائهم يا فلان ابن فلان ويا فلان ابن فلان هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا فإني وجدت ما وعدني ربى حقا فقال له عمر يا رسول الله ما تخاطب من أقوام قد جيفوا فقال والذي بعثنى بالحق ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يستطيعون جوابا
وثبت عنه صلى الله وآله وسلم أن الميت يسمع قرع نعال المشيعين له إذا انصرفوا عنه
وقد شرع النبي لأمته إذا سلموا على أهل القبور أن يسلموا عليهم سلام من يخاطبونه فيقول السلام عليكم دار قوم مؤمنين وهذا خطاب لمن يسمع ويعقل ولولا ذلك لكان هذا الخطاب بمنزلة خطاب المعدوم والجماد والسلف مجمعون على هذا وقد تواترت الآثار عنهم بأن الميت يعرف زيارة الحي له ويستبشر به..
ثم ذكر نصوصا وآثارا كثير عن العلماء ثم قال:
"ويكفي في هذا تسمية المسلم عليهم زائرا ولولا أنهم يشعرون به لما صح تسميته زائرا فإن المزور إن لم يعلم بزيارة من زاره لم يصح أن يقال زاره هذا هو المعقول من الزيارة عند جميع الأمم وكذلك السلام عليهم أيضا فإن السلام على من لا يشعر ولا يعلم بالمسلم محال وقد علم النبي أمته إذا زاروا القبور أن يقولوا سلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين نسأل الله لنا ولكم العافية
وهذا السلام والخطاب والنداء لموجود يسمع ويخاطب ويعقل ويردو إن لم يسمع المسلم الرد وإذا صلى الرجل قريبا منهم شاهدوه وعلموا صلاته وغبطوه على ذلك"ا.هـ



هذا ابن تيمية وابن القيم فما هو ردك؟؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
واليك ادلة الشرع
الحياة البرزخية وحقيقتها
لا بد من إثبات حياة الأنبياء في قبورهم فإذا اتضح ذلك تبين جواز خطابهم ومناداتهم لأنهم يسمعون.
الحياة البرزخية حياه حقيقية وهذه الحياة لا تعارض وصفهم بالموت
قال الله تعالى ( وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد)
قال تعالى ( أنك لميت وأنهم لميتون)
فهنا الحياة البرزخية لا تعارض وصف البشر بالموت فإن الموت يطرأ على الجسد لا الروح فعالم البرزخ عالم حقيقي لا مثالي ولا خيالي.
فهو مثل عالم الآخرة والحساب..
والأدله كثيرة ووفيرة في سماع وإحساس الميت سواء كان مؤمنا أو كافرا.. ) إنهم أحياء في قبورهم حياة برزخية فالأنبياء والأولياء يسمعون توسلنا ويقضون حوائجنا والأدلة على ذلك كثيرة كما سنرى
اعلم أن البعض توهمم أن الأموات لا يسمعون ظنوا أن قول الله تعالى (وما أنت بمسمع من في القبور) دليلا على ذلك وليس كذلك بل هذه الآية دليل على أن الكفار المصرين على الباطل لن ينتفعوا بالتذكير والموعظة كما أن الأموات الذين صاروا إلى قبورهم لن ينتفعوا بما يسمعونه من التذكير والموعظة بعد أن خرجوا من الدنيا على كفرهم، فشبه الله تعالى هؤلاء الكفار المصرين بالأموات من هذا الوجه، ونص على ذلك أهل التفسير
قال أبو حيان الأندلسي في تفسيره البحر المحيط ما نصه:
{وما أنت بمسمع منفي القبور} أي هؤلاء من عدم إصغائهم إلى سمع الحق بمنزلة من هم قد ماتوافأقاموا في قبورهم فكما أن من مات لا يمكن أن يقبل منك قول الحق فكذلكهؤلاء لأنهم أموات القلوب)
تفسير ابن كثير ج: 3 ص: 553
(قوله تعالى إن الله يسمع من يشاء أي يهديهم إلى سماع الحجة وقبولها والأنقياد لهاوما أنت بمسمع من في القبورأي كما لا ينتفع الأموات بعد موتهم وصيرورتهم إلى قبورهم وهم كفاربالهداية والدعوة إليهاكذلك هؤلاء المشركون الذين كتب الشقاوة لاحيلة لك فيهم ولا تستطيع هدايتهم.)انتهى
جاء في مختصر تفسير ابن كثير رحمه الله للشيخ الصابوني (3/45) في تفسير آية (وما أنت بمسمع من في القبور) إن المعنى:
((أي كما لا ينتفع الأموات بعد موتهم وصيرورتهم إلى قبورهم وهم كفار بالهداية والدعوة إليها كذلك هؤلاء المشركون الذين كتب عليهم الشقاوة لا حيلة لك فيهم، ولا تستطيع هدايتهم (إن أنت إلا نذير).انتهى
قال الطبري في تفسيره (مجلد 11 جز 25 صحيفة 12): وقوله (إنك لا تسمع الموتى) يقول:
(إنك يا محمد لا تقدر أن تفهم الحق من طبع الله على قلبه فأماته لأن الله قد ختم عليه أن لا يفهمه (ولا يسمع الصم الدعاء) يقول: ولا تقدر أن تسمع ذلك من أصم الله عن سماعه سمعه (إذا ولوا مدبرين) يقول: إذا هم أدبروا معرضين عنه لا يسمعون له، لغلبة دين الكفر على قلوبهم ولا يصغون للحق ولا يتدبرون ولا ينصتون لقائله، ولكنهم يعرضون عنه وينكرون القول به والاستماع له. انتهى
قال الإمام القرطبي:
(("وما أنت بمسمع من في القبور" أي الكفار الذين أمات الكفر قلوبهم؛ أي كما لا تسمع من مات، كذلك لاتسمع من مات قلبه.
وقرأ الحسن وعيسى الثقفي وعمرو بن ميمون: "بمسمع من في القبور" بحذف التنوين تخفيفا؛ أي هم بمنزلة أهل القبور في أنهم لا ينتفعون بما يسمعونه ولا يقبلونه. ))
وفي تأويل مختلف الحديث :
(وأما قوله تعالى إنك لا تسمع الموتى وما أنت بمسمع من في القبور فليس من هذا في شيء لأنه أراد بالموتى ههنا الجهال وهم أيضا أهل القبور يريد إنك لا تقدر على إفهام من جعله الله تعالى جاهلا ولا تقدر على إسماع من جعله الله تعالى أصم عن الهدى وفي صدر هذه الآيات دليل على ما نقول لأنه قال لا يستوي الأعمى والبصير يريد بالأعمى الكافر وبالبصير المؤمن ولا الظلمات ولا النور يعني بالظلمات الكفر وبالنور الإيمان ولا الظل ولا الحرور يعني بالظل الجنة وبالحرور النار )
( تأويل مختلف الحديث ج:1 ص:152 )
وذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري
(( انك لا تسمع الموتى ) فقالوا معناها لا تسمعهم سماعا ينفعهم أو لا تسمعهم الا أن يشاء الله وقال السهيلي عائشة لم تحضر قول النبي (ص) فغيرها ممن حضر أحفظ للفظ النبي (صلى الله عليه وسلم) وقد قالوا له يا رسول الله اتخاطب قوما قد جيفوا فقال ما أنتم بأسمع لما أقول منهم قال وإذا جاز أن يكونوا في تلك الحال عالمين جاز أن يكونوا سامعين إما بآذان رؤوسهم كما هو قول الجمهور أو باذان الروح على رأي من يوجه السؤال إلى الروح من غير رجوع إلى الجسد ) (فتح الباري ج:3 ص:234 ) .
في حاشية السندي :
( 2076 - وهل بن عمر بكسر الهاء أي غلط وزنا ومعنى كذا قاله السيوطي ( إنك لا تسمع الموتى ) الحديث لا يقتضي أنه المسمع لهم بل يقتضي أنهم يسمعون فليكن المسمع لهم في تلك الحالة هو الله تعالى لا هو صلى الله تعالى عليه وسلم على أنه يمكن أن الله تعالى أحياهم فلا يلزم أسماع الموتى بل الاحياء كما قال قتادة وأيضا الآية في الكفرة والمراد أنك لا تجعلهم منتفعين بمايسمعون منك كالموتى والحديث لا يخالفه ولا يثبت الانتفاع للميت وبالجملة فالحديث صحيح وقد جاء بطريق فتخطئته غير متجهة والله تعالى أعلم قوله (حاشية السندي ج:4 ص:111 ) .
وفي شرح السيوطي لسنن النسائي :
(2076- وهل بن عمر بكسر الهاء أي غلط وزنا ومعنى وإنما قال النبي (ص) أنهم الآن يعلمون أن الذي كنت أقول لهم هو الحق ثم قرأت قوله ( إنك لا تسمع الموتى )قال البيهقي العلم لا يمنع من السماع والجواب عن الآية أنهم لا يسمعهم وهم موتى ولكن الله أحياهم حتى سمعوا كما قال قتادة ولم ينفرد بن عمر بحكاية ذلك بل وافقه والده عمر وأبو طلحة وبن مسعود وغيرهم بل ورد أيضا من حديث عائشة أخرجه أحمد بإسناد حسن فان كان محفوظا فكأنها رجعت عن الإنكار لما ثبت عندها من رواية هؤلاء الصحابة لكونها لم تشهد القصة )
( شرح السيوطي لسنن النسائي ج:4 ص:111) .
وفي فيض القدير :
(وأخذ ابن تيمية من مخاطبته للموتى أنهم يسمعون إذ لا يخاطب من لا يسمع ولا يلزم منه أن يكون السمع دائما للميت بل قد يسمع في حال دون حال كما يعرض للحي فإنه قد لا يسمع الخطاب لعارض وهذا السمع سمع إدراك لا يترتب عليه جزاء ولا هو السمع المنفي في قوله ( إنك لا تسمع الموتى ) ( النمل / 80 ) إذ المراد به سمع قبول وامتثال أمر جاء في كثير من الروايات كان إذا وقف على القبور قال السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون قال البطليوسي وهذا مما استعملت فيه إن مكان إذا فإن كلا منهما يستعمل مكان الآخر )
( فيض القدير ج:5 ص:131 ) .
وفي غريب الحديث :
(وعلى هذا المعنى يتأول قوله تعالى ( فإنك لا تسمع الموتى ) يريد والله أعلم الكفار أي إنك لا تقدر أن تهديهم وتوفقهم لقبول الحق وقد كانوا يسمعون كلام الله بآذانهم إذا تلي عليهم إلا أنهم إذ لم يقبلوه صاروا كأن لم يسمعوه ، قال الشاعر أصم عما ساءه سميع )
( غريب الحديث ج:1 ص:342 ) .

الشيخ محمد الأمين الشنقيطي
كلام الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في مسألة سماع الأموات ننقله جميعه للفائدة وبه الأحاديث التي نريد ان نضعها فتاملها جيداً:-
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله : " عند قوله تعالى : ( أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا ) أي كافرًا فأحييناه أي بالإيمان والهدى وهذا لا نزاع فيه وفيه إطلاق الموت وإرادة الكفر بلا خلاف وكقوله لّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ وكقوله تعالى وَمَا يستوي الأحياء وَلاَ الأموات أي لا يستوي المؤمنون والكافرون ومن أوضح الأدلّة على هذا المعنى أن قوله تعالى إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى الآية وما في معناها من الآيات كلّها تسلية له صلى الله عليه وسلم لأنه يحزنه عدم إيمانهم كما بيّنه تعالى في آيات كثيرة كقوله تعالى قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِى يَقُولُونَ وقوله تعالى وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ وقوله وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وقوله تعالى فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ وكقوله تعالى فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ وقوله تعالى فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى ءاثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُواْ بهذا الْحَدِيثِ أَسَفاً وقوله تعالى لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ إلى غير ذلك من الآيات كما تقدّم إيضاحه ولما كان يحزنه كفرهم وعدم إيمانهم أنزل اللَّه آيات كثيرة تسلية له صلى الله عليه وسلم بيّن له فيها أنه لا قدرة له صلى الله عليه وسلم على هدي من أضلّه اللَّه فإن الهدى والإضلال بيده جلَّ وعلا وحده وأوضح له أنه نذير وقد أتى بما عليه فأنذرهم على أَكمل الوجوه وأبلغها وأن هداهم وإضلالهم بيد من خلقهم ومن الآيات النازلة تسلية له صلى الله عليه وسلم قوله هنا إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى أي لا تسمع من أضلّه اللَّه إسماع هدى وقبول وَمَا أَنتَ بهادي الْعُمْىِ عَن ضَلَالَتِهِمْ يعني ما تسمع إسماع هدى وقبول إلاّ من هديناهم للإيمان بآياتنا فَهُم مُّسْلِمُونَ ، والآيات الدالَّة على هذا المعنى كثيرة كقوله تعالى إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِى مَن يُضِلُّ وقوله تعالى وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ وقوله تعالى إِنَّكَ لاَ تَهْدِى مَنْ أَحْبَبْتَ ولكن اللَّهَ يَهْدِى مَن يَشَاء وقوله تعالى أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ إلى غير ذلك من الآيات ولو كان معنى الآية وما شابهها إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى أي الذين فارقت أرواحهم أبدانهم لما كان في ذلك تسلية له صلى الله عليه وسلم كما ترى واعلم أن آية النمل هذه جاءت آيتان أُخريان بمعناها الأولى منهما قوله تعالى في سورة الروم فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلاَ تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْاْ مُدْبِرِينَ وَمَا أَنتَ بهادي الْعُمْىِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِئَايَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ ولفظ آية الروم هذه كلفظ آية النمل التي نحن بصددها فيكفي في بيان آية الروم ما ذكرنا في آية النمل والثانية منهما قوله تعالى في سورة فاطر إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاء وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِى الْقُبُورِ وآية فاطر هذه كآية النمل والروم المتقدمتين لأن المراد بقوله فيها مَن فِى الْقُبُورِ الموتى فلا فرق بي قوله إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى وبين قوله وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِى الْقُبُورِ لأن المراد بالموتى ومن في القبور واحد كقوله تعالى وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِى الْقُبُورِ أي يبعث جميع الموتى من قُبِر منهم ومن لم يقبر وقد دلَّت قرائن قرءانيّة أيضًا على أن معنى آية فاطر هذه كمعنى آية الروم منها قوله تعالى قبلها وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ لأن معناها لا ينفع إنذارك إلا من هداه اللَّه ووفّقه فصار ممن يخشى ربّه بالغيب ويقيم الصلاة وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِى الْقُبُورِ أي الموتى أي الكفار الذين سبق لهم الشقاء كما تقدّم ومنها قوله تعالى أيضًا وَمَا يستوي الأعمى وَالْبَصِيرُ أي المؤمن والكافر وقوله تعالى بعدها وَمَا يستوي الأحياء وَلاَ الأموات أي المؤمنون والكفار ومنها قوله تعالى بعده إِنْ أَنتَ إِلاَّ نَذِيرٌ أي ليس الإضلال والهدى بيدك ما أنت إلا نذير أي وقد بلّغت التفسير الثاني هو أن المراد بالموتى الذين ماتوا بالفعل ولكن المراد بالسماع المنفي في قوله إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى خصوص السماع المعتاد الذي ينتفع صاحبه به وأن هذا مثل ضرب للكفار والكفار يسمعون الصوت لكن لا يسمعون سماع قبول بفقه واتّباع كما قال تعالى وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِى يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء فهكذا الموتى الذين ضرب بهم المثل لا يجب أن ينفى عنهم جميع أنواع السماع كما لم ينف ذلك عن الكفار بل قد انتفى عنهم السماع المعتاد الذين ينتفعون به وأمّا سماع آخر فلا وهذا التفسير الثاني جزم به واقتصر عليه أبو العباس ابن تيمية كما سيأتي إيضاحه إن شاء اللَّه في هذا المبحث وهذا التفسير الأخير دلَّت عليه أيضًا آيات من كتاب اللَّه جاء فيها التصريح بالبكم والصمم والعمى مسندًا إلى قوم يتكلّمون ويسمعون ويبصرون والمراد بصممهم صممهم عن سماع ما ينفعهم دون غيره فهم يسمعون غيره وكذلك في البصر والكلام وذلك كقوله تعالى في المنافقين صُمٌّ بُكْمٌ عُمْىٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ فقد قال فيهم صُمٌّ بُكْمٌ مع شدّة فصاحتهم وحلاوة ألسنتهم كما صرّح به في قوله تعالى فيهم وَإِن يَقُولُواْ تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ أي لفصاحتهم وقوله تعالى فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ فهؤلاء الذين إن يقولوا تسمع لقولهم وإذا ذهب الخوف سلقوا المسلمين بألسنة حداد هم الذين قال اللَّه فيهم صُمٌّ بُكْمٌ عُمْىٌ وما ذلك إلاَّ أن صممهم وبكمهم وعماهم بالنسبة إلى شيء خاص وهو ما ينتفع به من الحقّ فهذا وحده هو الذي صمّوا عنه فلم يسمعوه وبكموا عنه فلم ينطقوا به وعموا عنه فلم يروه مع أنهم يسمعون غيره ويبصرونه وينطقون به كما قال تعالى وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصَاراً وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلاَ أَبْصَارُهُمْ وَلاَ أَفْئِدَتُهُمْ مّن شيء وهذا واضح كما ترى ، وقد أوضحنا هذا غاية الإيضاح مع شواهده العربية في كتابنا دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب في سورة البقرة في الكلام على وجه الجمع بين قوله في المنافقين صُمٌّ بُكْمٌ عُمْىٌ مع قوله فيهم وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وقوله فيهم سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ وقوله فيهم أيضًا وَإِن يَقُولُواْ تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ وقد أوضحنا هناك أن العرب تطلق الصمم وعدم السماع على السماع الذي لا فائدة فيه وذكرنا بعض الشواهد العربية على ذلك مسألة تتعلق بهذه الآية الكريمة اعلم أن الذي يقتضي الدليل رجحانه هو أن الموتى في قبورهم يسمعون كلام من كلّمهم وأن قول عائشة رضي اللَّه عنها ومن تبعها إنهم لا يسمعون استدلالاً بقوله تعالى إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى وما جاء بمعناها من الآيات غلط منها رضي اللَّه عنها وممن تبعها وإيضاح كون الدليل يقتضي رجحان ذلك مبني على مقدّمتين الأولى منهما أن سماع الموتى ثبت عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في أحاديث متعدّدة ثبوتًا لا مطعن فيه ولم يذكر صلى الله عليه وسلم أن ذلك خاص بإنسان ولا بوقت والمقدمة الثانية هي أن النصوص الصحيحة عنه صلى الله عليه وسلم في سماع الموتى لم يثبت في الكتاب ولا في السنة شيء يخالفها وتأويل عائشة رضي اللَّه عنها بعض الآيات على معنى يخالف الأحاديث المذكورة لا يجب الرجوع إليه لأن غيره في معنى الآيات أولى بالصواب منه فلا ترد النصوص الصحيحة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم بتأوّل بعض الصحابة بعض الآيات وسنوضح هنا إن شاء اللَّه صحة المقدمتين المذكورتين وإذا ثبت بذلك أن سماع الموتى ثابت عنه صلى الله عليه وسلم من غير معارض صريح علم بذلك رجحان ما ذكرنا أن الدليل يقتضي رجحانه أمّا المقدمة الأولى وهي ثبوت سماع الموتى عن النبيّ صلى الله عليه وسلم فقد قال البخاري في صحيحه حدّثني عبد اللَّه بن محمد سمع روح بن عبادة حدّثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال ذكر لنا أنس بن مالك عن أبي طلحة أن نبيّ اللَّه صلى الله عليه وسلم أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلاً من صناديد قريش فقذفوا في طوي من أطواء بدر خبيث مخبث وكان إذا ظهر على قوم أقام بال***ة ثلاث ليال فلمّا كان ببدر اليوم الثالث أمر براحلته فشدّ عليها رحلها ثم مشى واتّبعه أصحابه وقالوا ما نرى ينطلق إلا لبعض حاجته حتى قام على شفة الركي فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم يا فلان ابن فلان ويا فلان ابن فلان أيسرّكم أنكم أطعتم اللَّه ورسوله فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربّنا حقًا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقًا قال فقال عمر يا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما تكلم من أجساد لا أرواح لها فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمّد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم قال قتادة أحياهم اللَّه له حتى أسمعهم توبيخًا وتصغيرًا ونقمة وحسرة وندمًا فهذا الحديث الصحيح أقسم فيه النبيّ صلى الله عليه وسلم أن الأحياء الحاضرين ليسوا بأسمع لما يقول صلى الله عليه وسلم من أولئك الموتى بعد ثلاث وهو نص صحيح صريح في سماع الموتى ولم يذكر صلى الله عليه وسلم في ذلك تخصيصًا وكلام قتادة الذي ذكره عنه البخاري اجتهاد منه فيما يظهر وقال البخاري في صحيحه أيضًا حدثني عثمان حدّثني عبدة عن هشام عن أبيه عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما قال وقف النبيّ صلى الله عليه وسلم على قليب بدر فقال هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً ثم قال إنهم الآن يسمعون ما أقول فذكر لعائشة فقالت إنما قال النبيّ صلى الله عليه وسلم إنهم الآن ليعلمون أن الذي كنت أقول لهم هو الحق ثم قرأت إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى حتى قرأت الآية انتهى من صحيح البخاري وقد رأيته أخرج عن صحابيين جليلين هما ابن عمر وأبو طلحة تصريح النبيّ صلى الله عليه وسلم بأن أُولئك الموتى يسمعون ما يقول لهم وردّ عائشة لرواية ابن عمر بما فهمت من القرءان مردود كم سترى إيضاحه إن شاء اللَّه تعالى وقد أوضحنا في سورة بني إسرائيل في الكلام على قوله تعالى وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى أن ردّها على ابن عمر أيضًا روايته عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أن الميّت يعذّب ببكاء أهله بما فهمت من الآية مردود أيضًا وأوضحنا أن الحقّ مع ابن عمر في روايته لا معها فيما فهمت من القرءان وقال البخاري في صحيحه أيضًا حدّثنا عياش حدثنا عبد الأعلى حدثنا سعيد قال وقال لي خليفة حدثنا ابن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس رضي اللَّه عنه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال إن العبد إذ وضع في قبره وتولّى عنه أصحابه وإنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل محمّد صلى الله عليه وسلم فيقول أشهد أنه عبد اللَّه ورسوله فيقال أنظر إلى مقعدك من النار أبدلك اللَّه به مقعدًا في الجنّة الحديث وقد رأيت في هذا الحديث الصحيح تصريح النبيّ صلى الله عليه وسلم بأن الميّت في قبره يسمع قرع نعال من دفنوه إذا رجعوا وهو نص صحيح صريح في سماع الموتى ولم يذكر صلى الله عليه وسلم فيه تخصيصًا وقال مسلم بن الحجاج رحمه اللَّه في صحيحه حدّثني إسحاق بن عمر بن سليط الهذلي حدّثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت قال : قال أنس كنت مع عمر ح وحدثنا شيبان بن فروخ واللفظ له حدّثنا سليمان بن المغيرة بن ثابت عن أنس بن مالك قال كنّا مع عمر بين مكّة والمدينة فتراءينا الهلال الحديث وفيه فقال إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يرينا مصارع أهل بدر بالأمس يقول هذا مصرع فلان غدًا إن شاء اللَّه قال فقال عمر فوالذي بعثه بالحقّ ما أخطأوا الحدود التي حدّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فجعلوا في بئر بعضهم على بعض فانطلق رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إليهم فقال يا فلان ابن فلان ويا فلان ابن فلان هل وجدتم ما وعدكم اللَّه ورسوله حقًّا فإني قد وجدت ما وعدني اللَّه حقًّا قال عمر يا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كيف تكلّم أجسادًا لا أرواح فيها قال ما أنتم بأسمع لما أقول منهم غير أنهم لا يستطيعون أن يردوا عليّ شيئًا حدّثنا هداب بن خالد حدّثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ترك قلتى بدر ثلاثًا ثم أتاهم فقام عليهم فناداهم فقال يا أبا جهل بن هشام يا أُميّة بن خلف يا عتبة بن ربيعة يا شيبة بن ربيعة أليس قد وجدتم ما وعدكم اللَّه حقًّا فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقًّا فسمع عمر قول النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول اللَّها كيف يسمعوا وأنّى يجيبوا وقد جيفوا قال والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا ثم أمر بهم فسحبوا فألقوا في قليب بدر ثم ذكر مسلم بعد هذا رواية أنس عن أبي طلحة التي ذكرناها عن البخاري فترى هذه الأحاديث الثابتة في الصحيح عن عمر وابنه وأنس وأبي طلحة رضي اللَّه عنهم فيها التصريح من النبيّ صلى الله عليه وسلم بأن الأحياء الحاضرين ليسوا بأسمع من أولئك الموتى لما يقوله صلى الله عليه وسلم وقد أقسم صلى الله عليه وسلم على ذلك ولم يذكر تخصيصًا وقال مسلم رحمه اللَّه في صحيحه أيضًا حدّثنا عبد بن حميد حدّثنا يونس بن محمد حدّثنا شيبان بن عبد الرحمان عن قتادة حدّثنا أنس بن مالك قال قال نبيّ اللَّه صلى الله عليه وسلم إن العبد إذا وُضع في قبره وتولّى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم قال يأتيه ملكان فيعقدانه الحديث وفيه تصريح النبيّ صلى الله عليه وسلم بسماع الميّت في قبره قرع النعال وهو نصّ صحيح صريح في سماع الموتى وظاهره العموم في كل من دفن وتولّى عنه قومه كما ترى ومن الأحاديث الدالَّة على عموم سماع الموتى ما رواه مسلم في صحيحه حدّثنا يحيى بن يحيى التميمي ويحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد قال يحيى بن يحيى أخبرنا وقال الآخران حدّثنا إسماعيل بن جعفر عن شريك وهو ابن أبي نمر عن عطاء بن يسار عن عائشة رضي اللَّه عنها أنّها قالت كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كلّما كان ليلتها من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأتاكم ما توعدون غدًا مؤجلون وإنا إن شاء اللَّه بكم لاحقون اللَّهمّ اغفر لأهل بقيع الفرقد ولم يقم قتيبة قوله وأتاكم ما توعدون وفي رواية في صحيح مسلم عنها قالت كيف أقول لهم يا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم اللَّه المستقدمين منّا والمستأخرين وإنّا إن شاء اللَّه بكم للاحقون ثم قال مسلم رحمه اللَّه حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب قالا حدّثنا محمد بن عبد اللَّه الأسدي عن سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يعلّمهم إذا خرجوا إلى المقابر فكان قائلهم يقول في رواية أبي بكر السلام على أهل الديار وفي رواية زهير السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء اللَّه بكم للاحقون نسأل اللَّه لنا ولكم العافية انتهى من صحيح مسلم وخطابه صلى الله عليه وسلم لأهل القبور بقوله السلام عليكم وقوله وإنا إن شاء اللَّه بكم ونحو ذلك يدلّ دلالة واضحة على أنهم يسمعون سلامه لأنهم لو كانوا لا يسمعون سلامه وكلامه لكان خطابه لهم من جنس خطاب المعدوم ولا شكّ أن ذلك ليس من شأن العقلاء فمن البعيد جدًّا صدوره منه صلى الله عليه وسلم وسيأتي إن شاء اللَّه ذكر حديث عمرو بن العاص الدالّ على أن الميّت في قبره يستأنس بوجود الحيّ عنده ، وإذا رأيت هذه الأدلّة الصحيحة الدالَّة على سماع الموتى فاعلم أن الآيات القرءانية كقوله تعالى إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى وقوله وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِى الْقُبُورِ لا تخالفها وقد أوضحنا الصحيح من أوجه تفسيرها وذكرنا دلالة القرائن القرءانية عليه وأن استقراء القرءان يدلّ عليه ، وممّن جزم بأن الآيات المذكورة لا تنافي الأحاديث الصحيحة التي ذكرنا أبو العباس ابن تيمية فقد قال في الجزء الرابع من مجموع الفتاوي من صحيفة خمس وتسعين ومائتين إلى صحيفة تسع وتسعين ومائتين ما نصّه وقد تعاد الروح إلى البدن في غير وقت المسألة كما في الحديث الذي صححه ابن عبد البرّ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال ما من رجل يمرّ بقبر الرجل الذي كان يعرفه في الدنيا فيسلّم عليه إلاّ ردّ اللَّه عليه روحه حتى يردّ عليه السّلام وفي سنن أبي داود وغيره عن أوس بن أبي أوس الثقفي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال إن خير أيامكم يوم الجمعة فأكثروا عليَّ من الصلاة يوم الجمعة وليلة الجمعة فإن صلاتكم معروضة عليّ قالوا يا رسول اللَّها كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت فقال إن اللَّه حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء وهذا الباب فيه من الأحاديث والآثار ما يضيق هذا الوقت عن استقصائه مما يبيّن أن الأبدان التي في القبور تنعم وتعذّب إذا شاء اللَّه ذلك كما يشاء وأن الأرواح باقية بعد مفارقة البدن ومنعمة أو معذّبة ولذا أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم بالسّلام على الموتى كما ثبت في الصحيح والسنن أنه كان يعلّم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا السّلام عليكم أهل الديار من المؤمنين وإنّا إن شاء اللَّه بكم لاحقون يرحم اللَّه المستقدمين منّا ومنكم والمستأخرين نسأل اللَّه لنا ولكم العافية اللَّهمّ لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم واغفر لنا ولهم وقد انكشف لكثير من الناس ذلك حتى سمعوا صوت المعذّبين في قبورهم ورأوهم بعيونهم يعذّبون في قبورهم في آثار كثيرة معروفة ولكن لا يجب أن يكون دائمًا على البدن في كل وقت بل يجوز أن يكون في حال وفي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي اللَّه عنه أن النبيّ صلى الله عليه وسلم ترك ***ى بدر ثلاثًا ثمّ أتاهم فقام عليهم فقال يا أبا جهل بن هشام يا أُميّة بن خلف يا عتبة بن ربيعة يا شيبة بن ربيعة ا أليس قد وجدتم ما وعدكم ربّكم حقًّا فإني وجدت ما وعدني ربي حقًّا فسمع عمر رضي اللَّه عنه قول النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول اللَّها كيف يسمعون وقد جيفوا فقال والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا ثم أمر بهم فسحبوا فألقوا في قليب بدر وقد أخرجاه في الصحيحين عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أن النبيّ صلى الله عليه وسلم وقف على قليب بدر فقال هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقًّا وقال إنهم ليسمعون الآن ما أقول فذكر ذلك لعائشة فقالت وَهِم ابن عمر إنما قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إنهم ليعلمون الآن أن الذي قلت لهم هو الحق ثم قرأت قوله تعالى إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى حتى قرأت الآية ، وأهل العلم بالحديث اتّفقوا على صحة ما رواه أنس وابن عمر وإن كانا لم يشهدا بدرًا فإن أنسًا روى ذلك عن أبي طلحة وأبو طلحة شهد بدرًا كما روى أبو حاتم في صحيحه عن أنس عن أبي طلحة رضي اللَّه عنه أن النبيّ صلى الله عليه وسلم أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلاً من صناديد قريش فقذفوا في طوى من أطواء بدر وكان إذا ظهر على قوم أحبّ أن يقيم في ***تهم ثلاث ليال فلمّا كان اليوم الثالث أمر براحلته فشدّ عليها فحركها ثم مشى وتبعه أصحابه وقالوا ما نراه ينطلق إلا لبعض حاجته حتى قام على شفاء الركي فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم يا فلان بن فلان أيسرّكم أنكم أطعتم اللَّه ورسوله فإنّا قد وجدنا ما وعدنا ربّنا حقًّا فهل وجدتم ما وعدكم ربّكم حقًّا قال عمر بن الخطاب يا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما تكلم من أجساد ولا أرواح فيها فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم قال قتادة أحياهم اللَّه حتى أسمعهم توبيخًا وتصغيرًا ونقمة وحسرة وتنديمًا وعائشة قالت فيما ذكرته كما تأوّلت ، والنص الصحيح عن النبيّ صلى الله عليه وسلم مقدّم على تأويل من تأوّل من أصحابه وغيره وليس في القرءان ما ينفى ذلك فإن قوله تعالى إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى إنما أراد به السماع المعتاد الذي ينفع صاحبه فإن هذا مثل ضربه اللَّه للكفار والكفار تسمع الصوت لكن لا تسمع سماع قبول بفقه واتّباع كما قال تعالى وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِى يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء فهكذا الموتى الذين ضرب بهم المثل لا يجب أن ينفى عنهم جميع أنواع السماع بل السماع المعتاد كما لم ينف ذلك عن الكفّار بل انتفى عنهم السماع المعتاد الذي ينتفعون به وأمّا سماع آخر فلا ينفى عنهم وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما أن الميّت يسمع خفق نعالهم إذا ولّوا مدبرين فهذا موافق لهذا فكيف يرفع ذلك انتهى محل الغرض من كلام أبي العباس ابن تيمية وقد تراه صرّح فيه بأن تأوّل عائشة لا يردّ به النصّ الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم وأنه ليس في القرءان ما ينفي السماع الثابت للموتى في الأحاديث الصحيحة ، وإذا علمت به أن القرءان ليس فيه ما ينفي السماع المذكور علمت أنه ثابت بالنصّ الصحيح من غير معارض ، والحاصل أن تأوّل عائشة رضي اللَّه عنها بعض آيات القرءان لا تردّ به روايات الصحابة العدول الصحيحة الصريحة عنه صلى الله عليه وسلم ويتأكّد ذلك بثلاثة أمور ، الأول هو ما ذكرناه الآن من أن رواية العدل لا تردّ بالتأويل الثاني أن عائشة رضي اللَّه عنها لما أنكرت رواية ابن عمر عن النبيّ صلى الله عليه وسلم إنهم ليسمعون الآن ما أقول قالت إن الذي قاله صلى الله عليه وسلم إنهم ليعلمون الآن أن الذي كنت أقول لهم هو الحق فأنكرت السماع ونفته عنهم وأثبتت لهم العلم ومعلوم أن من ثبت له العلم صحّ منه السماع كما نبّه عليه بعضهم الثالث هو ما جاء عنها مما يقتضي رجوعها عن تأويلها إلى الروايات الصحيحة قال ابن حجر في فتح الباري ومن الغريب أن في المغازي لابن إسحاق رواية يونس بن بكير بإسناد جيّد عن عائشة مثل حديث أبي طلحة وفيه ما أنتم بأسمع لما أقول منهم وأخرجه أحمد بإسناد حسن فإن كان محفوظًا فكأنها رجعت عن الإنكار لما ثبت عندها من رواية هؤلاء الصحابة لكونها لم تشهد القصّة انتهى منه واحتمال رجوعها لما ذكر قوي لأن ما يقتضي رجوعها ثبت بإسنادين ، قال ابن حجر إن أحدهما جيّد والآخر حسن ثم قال ابن حجر قال الإسماعيلي : كان عند عائشة من الفهم والذكاء وكثرة الرواية والغوص على غوامض العلم ما لا مزيد عليه لكن لا سبيل إلى ردّ رواية الثقة إلا بنصّ مثله يدلّ على نسخه أو تخصيصه أو استحالته انتهى محل الغرض من كلام ابن حجر ، وقال ابن القيّم في أوّل كتاب الروح المسألة الأولى وهي هل تعرف الأموات زيارة الأحياء وسلامهم أم لا قال ابن عبد البرّ ثبت عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال ما من مسلم يمرّ على قبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلّم عليه إلاّ ردّ اللَّه عليه روحه حتى يردّ عليه السّلام فهذا نصّ في أنه يعرفه بعينه ويردّ عليه السلام ، وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم من وجوه متعدّدة أنه أمر ب***ى بدر فألقوا في قليب ثم جاء حتى وقف عليهم وناداهم بأسمائهم يا فلان بن فلان ويا فلان بن فلان هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقًّا فإني وجدت ما وعدني ربّي حقًّا فقال له عمر يا رسول اللَّه أتخاطب من أقوام قد جيفوا ؟ فقال والذي بعثني بالحق ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنّهم لا يستطيعون جوابًا وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أن الميّت يسمع قرع نعال المشيّعين له إذا انصرفوا عنه وقد شرّع النبيّ صلى الله عليه وسلم لأُمّته إذا سلّموا على أهل القبور أن يسلّموا عليهم سلام من يخاطبونه فيقول السلام عليكم دار قوم مؤمنين وهذا خطاب لمن يسمع ويعقل ولولا ذلك لكان هذا الخطاب بمنزلة خطاب المعدوم والجماد والسلف مجمعون على هذا وقد تواترت الآثار عنهم أن الميّت يعرف زيارة الحي له ويستبشر له قال أبو بكر عبد اللَّه بن محمّد بن عبيد بن أبي الدنيا في كتاب القبور باب في معرفة الموتى بزيارة الأحياء حدّثنا محمّد بن عون حدّثنا يحيى بن يمان عن عبد اللَّه بن سمعان عن زيد بن أسلم عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده إلاّ استأنس به وردّ عليه حتى يقوم حدّثنا محمّد بن قدامة الجوهري حدّثنا معن بن عيسى القزاز أخبرنا هشام بن سعد حدّثنا زيد بن أسلم عن أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه قال إذا مرّ الرجل بقبر أخيه يعرفه فسلّم عليه ردّ عليه السلام وعرفه وإذا مرّ بقبر لا يعرفه فسلّم عليه ردّ عليه السلام ، وذكر ابن القيّم في كلام أبي الدنيا وغيره آثارًا تقتضي سماع الموتى ومعرفتهم لمن يزورهم وذكر في ذلك مرائي كثيرًا جدًا ثم قال وهذه المرائي وإن لم تصلح بمجرّدها لإثبات مثل ذلك فهي على كثرتها وأنها لا يحصيها إلا اللَّه قد تواطأت على هذا المعنى وقد قال النبيّ صلى الله عليه وسلم أرى رؤياكم قد تواطأت على أنها في العشر الأواخر يعني ليلة القدر فإذا تواطأت رؤيا المؤمنين على شيء كان كتواطئ روايتهم له ومما قاله ابن القيّم في كلامه الطويل المذكور وقد ثبت في الصحيح أن الميّت يستأنس بالمشيعين لجنازته بعد دفنه فروى مسلم في صحيحه من حديث عبد الرحمان بن شماسة المهري قال حضرنا عمرو بن العاص وهو في سياق الموت فبكى طويلاً وحول وجهه إلى الجدار الحديث وفيه فإذا أنا متّ فلا تصحبني نائحة ولا نار فإذا دفنتموني فسنّوا عليّ التراب سنًّا ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر الجزور ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم وأنظر ماذا أراجع به رسل ربّي فدلَّ على أن الميّت يستأنس بالحاضرين عند قبره ويسرّ بهم . ومعلوم أن هذا الحديث له حكم الرفع لأن استئناس المقبور بوجود الأحياء عند قبره لا مجال للرأي فيه ومما قاله ابن القيم في كلامه الطويل المذكور ويكفي في هذا تسمية المسلم عليهم زائرًا ولولا أنهم يشعرون به لما صحّ تسميته زائرًا فإن المزور إن لم يعلم بزيارة من زاره لم يصح أن يقال زاره وهذا هو المعقول من الزيارة عند جميع الأُمم وكذلك السلام عليهم أيضًا فإن السلام على من لا يشعر ولا يعلم بالمسلم محال وقد علّم النبيّ صلى الله عليه وسلم أُمته إذا زاروا القبور أن يقولوا السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنّا إن شاء اللَّه بكم لاحقون يرحم اللَّه المستقدمين منّا ومنكم والمستأخرين نسأل اللَّه لنا ولكم العافية وهذا السلام والخطاب والنداء لموجود يسمع ويخاطب ويعقل ويردّ وإن لم يسمع المسلم الردّ ومما قاله ابن القيم في كلامه الطويل قوله وقد ترجم الحافظ أبو محمد عبد الحقّ الأشبيلي على هذا فقال ذكر ما جاء أن الموتى يسألون عن الأحياء ويعرفون أقوالهم وأعمالهم ثم قال ذكر أبو عمر بن عبد البرّ من حديث ابن عباس عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ما من رجل يمرّ بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه فيسلم عليه إلاّ عرفه وردّ عليه السّلام ، ويروى من حديث أبي هريرة مرفوعًا قال فإن لم يعرفه وسلّم عليه ردّ عليه السلام قال ويروى من حديث عائشة رضي اللَّه عنها أنّها قالت قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما من رجل يزور قبر أخيه فيجلس عنده إلاّ استأنس به حتى يقوم واحتجّ الحافظ أبو محمد في هذا الباب بما رواه أبو داود في سننه من حديث أبي هريرة قال : قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما من أحد يسلّم عليّ إلاّ ردّ اللَّه عليّ روحي حتى أردّ عليه السّلام ثم ذكر ابن القيّم عن عبد الحق وغيره مرائي وآثارًا في الموضوع ثم قال في كلامه الطويل ويدلّ على هذا أيضًا ما جرى عليه عمل الناس قديمًا وإلى الآن من تلقين الميت في قبره ولولا أنه يسمع ذلك وينتفع به لم يكن فيه فائدة وكان عبثًا وقد سئل عنه الإمام أحمد رحمه اللَّه فاستحسنه واحتجّ عليه بالعمل ، ويروى فيه حديث ضعيف ذكر الطبراني في معجمه من حديث أبي أُمامة قال : قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا مات أحدكم فسوّيتم عليه التراب فليقم أحدكم على رأس قبره فيقول يا فلان ابن فلانة الحديث وفيه اذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا اللَّه وأن محمّدًا رسول اللَّه وأنك رضيت باللَّه ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمّد نبيًّا وبالقرءان إمامًا الحديث ، ثم قال ابن القيّم فهذا الحديث وإن لم يثبت فاتّصال العمل به في سائر الأمصار والأعصار من غير إنكار كاف في العمل به وما أجرى اللَّه سبحانه العادة قطّ بأن أُمة طبقت مشارق الأرض ومغاربها وهي أكمل الأُمم عقولاً وأوفرها معارف تطبق على مخاطبة من لا يسمع وتستحسن ذلك لا ينكره منها منكر بل سنه الأول للآخر ويقتدي فيه الآخر بالأوّل فلولا أن الخطاب يسمع لكان ذلك بمنزلة الخطاب للتراب والخشب والحجر والمعدوم وهذا وإن استحسنه واحد فالعلماء قاطبة على استقباحه واستهجانه ، وقد روى أبو داود في سننه بإسناد لا بأس به أن النبيّ صلى الله عليه وسلم حضر جنازة رجل فلمّا دفن قال سلوا لأخيكم التثبيت فإنه الآن يسأل فأخبر أنه يسأل حينئذ وإذا كان يسأل فإنه يسمع التلقين وقد صحّ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أن الميّت يسمع قرع نعالهم إذا ولّوا مدبرين ثم ذكر ابن القيّم قصة الصعب بن جثامة وعوف بن مالك وتنفيذ عوف لوصية الصعب له في المنام بعد موته وأثنى على عوف بن مالك بالفقه في تنفيذه وصية الصعب بعد موته لما علم صحة ذلك بالقرائن وكان في الوصية التي نفذها عوف إعطاء عشرة دنانير ليهودي من تركة الصعب كانت دينًا له عليه ومات قبل قضائها ، قال ابن القيّم وهذا من فقه عوف بن مالك رضي اللَّه عنه وكان من الصحابة حيث نفذ وصية الصعب بن جثامة بعد موته وعلم صحة قوله بالقرائن التي أخبره بها من أن الدنانير عشرة وهي في القرن ثم سأل اليهودي فطابق قوله ما في الرؤيا فجزم عوف بصحة الأمر فأعطى اليهودي الدنانير وهذا فقه إنما يليق بأفقه الناس وأعلمهم وهم أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ولعلّ أكثر المتأخرين ينكر ذلك ويقول كيف جاز لعوف أن ينقل الدنانير من تركة صعبة وهي لأيتامه وورثته إلى يهودي بمنام ثم ذكر ابن القيم تنفيذ خالد وأبي بكر الصديق رضي اللَّه عنهما وصية ثابت بن قيس بن شماس رضي اللَّه عنه بعد موته وفي وصيّته المذكورة قضاء دين عينه لرجل في المنام وعتق بعض رقيقه وقد وصف للرجل الذي رآه في منامه الموضع الذي جعل فيه درعه الرجل الذي سرقها فوجدوا الأمر كما قال وقصّته مشهورة ، وإذا كانت وصية الميّت بعد موته قد نفذها في بعض الصور أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فإن ذلك يدلّ على أنه يدرك ويعقل ويسمع ثم قال ابن القيم في خاتمه كلامه الطويل والمقصود جواب السائل وأن الميّت إذا عرف مثل هذه الجزئيات وتفاصيلها فمعرفته بزيارة الحي له وسلامه عليه ودعائه له أولى وأحرى . فكلام ابن القيم هذا الطويل الذي ذكرنا بعضه جملة وبعضه تفصيلاً فيه من الأدلّة المقنعة ما يكفي في الدلالة على سماع الأموات وكذلك الكلام الذي نقلنا عن شيخه أبي العباس بن تيمية وفي كلامهما الذي نقلنا عنهما أحاديث صحيحة وآثار كثيرة ومرائي متواترة وغير ذلك ومعلوم أن ما ذكرنا في كلام ابن القيّم من تلقين الميّت بعد الدفن أنكره بعض أهل العلم وقال إنه بدعة وأنه لا دليل عليه ونقل ذلك عن الإمام أحمد وأنه لم يعمل به إلاّ أهل الشام وقد رأيت ابن القيم استدلّ له بأدلّة منها أن الإمام أحمد رحمه اللَّه سئل عنه فاستحسنه واحتجّ عليه بالعمل ومنها أن عمل المسلمين اتّصل به في سائر الأمصار والأعصار من غير إنكار ومنها أن الميّت يسمع قرع نعال الدافنين إذا ولّوا مدبرين واستدلاله بهذا الحديث الصحيح استدلال قوي جدًّا لأنه إذا كان في ذلك الوقت يسمع قرع النعال فلأن يسمع الكلام الواضح بالتلقين من أصحاب النعال أولى وأحرى واستدلاله لذلك بحديث أبي داود سلوا لأخيكم التثبيت فإنه الآن يسأل له وجه من النظر لأنه إذا كان يسمع سؤال السائل فإنه يسمع تلقين الملقن واللَّه أعلم ، والفرق بين سماعه سؤال الملك وسماعه التلقين من الدافنين محتمل احتمالاً قويًّا وما ذكره بعضهم من أن التلقين بعد الموت لم يفعله إلا أهل الشام يقال فيه إنهم هم أول من فعله ولكن الناس تبعوهم في ذلك كما هو معلوم عند المالكية والشافعية قال الشيخ الحطاب في كلامه على قول خليل بن إسحاق المالكي في مختصره وتلقينه الشهادة وجزم النووي باستحباب التلقين بعد الدفن وقال الشيخ زروق في شرح الرسالة والإرشاد وقد سئل عنه أبو بكر بن الطلاع من المالكية فقال هو الذي نختاره ونعمل به وقد روينا فيه حديثًا عن أبي أُمامة ليس بالقوي ولكنه اعتضد بالشواهد وعمل أهل الشام قديمًا إلى أن قال وقال في المدخل ينبغي أن يتفقده بعد انصراف الناس عنه من كان من أهل الفضل والدين ويقف عند قبره تلقاء وجهه ويلقنه لأن الملكين عليهما السلام إذ ذاك يسألانه وهو يسمع قرع نعال المنصرفين ، وقد روى أبو داود في سننه عن عثمان رضي اللَّه عنه قال كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميّت وقف عليه وقال استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل إلى أن قال وقد كان سيّدي أبو حامد بن البقال وكان من كبار العلماء والصلحاء إذا حضر جنازة عزى وليّها بعد الدفن وانصرف مع من ينصرف فيتوارى هنيهة حتى ينصرف الناس ثم يأتي إلى القبر فيذكرّ الميّت بما يجاوب به الملكين عليهما السلام انتهى محل الغرض من كلام الحطاب وما ذكره من كلام أبي بكر بن الطلاع المالكي له وجه قوي من النظر كما سترى إيضاحه إن شاء اللَّه تعالى ثم قال الحطاب واستحب التلقين بعد الدفن أيضًا القرطبي والثعالبي وغيرهما ويظهر من كلام الأبي في أوّل كتاب الجنائز يعني من صحيح مسلم وفي حديث عمرو بن العاص في كتاب الإيمان ميل إليه انتهى من الحطاب وحديث عمرو بن العاص المشار إليه هو الذي ذكرنا محل الغرض منه في كلام ابن القيم الطويل المتقدّم ، قال مسلم في صحيحه حدّثنا محمّد بن المثنى العنزي وأبو معن الرقاشي وإسحاق بن منصور كلّهم عن أبي عاصم واللفظ لابن المثنى حدّثنا الضحاك يعني أبا عاصم قال أخبرنا حيوة بن شريح قال حدّثني يزيد بن أبي حبيب عن ابن شماسة المهري قال حضرنا عمرو بن العاص وهو في سياقة الموت فبكى طويلاً وحوّل وجهه إلى الجدار الحديث وقد قدّمنا محل الغرض منه بلفظه في كلام ابن القيّم المذكور وقدّمنا أن حديث عمرو هذا له حكم الرفع وأنه دليل صحيح على استئناس الميّت بوجود الأحياء عند قبره ، وقال النووي في روضة الطالبين ما نصّه ويستحبّ أن يلقن الميّت بعد الدفن فيقال يا عبد اللَّه ابن أمة اللَّه اذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة ألا إلاه إلاّ اللَّه وأنّ محمّدًا رسول اللَّه وأنَّ الجنّة حقّ وأن النار حقّ وأن البعث حقّ وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن اللَّه يبعث من في القبور وأنت رضيت باللَّه ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا وبالقرءان إمامًا وبالكعبة قبلة وبالمؤمنين إخوانًا وردّ به الخبر عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ، قلت هذا التلقين استحبّه جماعات من أصحابنا منهم القاضي حسين وصاحب التتمة والشيخ نصر المقدسي في كتابه التهذيب وغيرهم ونقله القاضي حسين عن أصحابنا مطلقًا والحديث الوارد فيه ضعيف لكن أحاديث الفضائل يتسامح فيها عند أهل العلم من المحدثين وغيرهم وقد اعتضد هذا الحديث بشواهد من الأحاديث الصحيحة كحديث اسألوا له التثبيت ووصية عمرو بن العاص أقيموا عند قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم وأعلم ماذا أراجع به رسل ربّي رواه مسلم في صحيحه ولم يزل أهل الشام على العمل بهذا التلقين من العصر الأول وفي زمن من يقتدى به انتهى محل الغرض من كلام النووي ، وبما ذكر ابن القيّم وابن الطلاع وصاحب المدخل من المالكية والنووي من الشافعية كما أوضحنا كلامهم تعلم أن التلقين بعد الدفن له وجه قوي من النظر لأنه جاء فيه حديث ضعيف واعتضد بشواهد صحيحة وبعمل أهل الشام قديمًا ومتابعة غيرهم لهم وبما علم في علم الحديث من التساهل في العمل بالضعيف في أحاديث الفضائل ولا سيّما المعتضد منها بصحيح وإيضاح شهادة الشواهد له أن حقيقة التلقين بعد الدفن مركبة من شيئين : أحدهما سماع الميّت كلام ملقنه بعد دفنه والثاني انتفاعه بذلك التلقين وكلاهما ثابت في الجملة أما سماعه لكلام الملقن فيشهد له سماعه لقرع نعل الملقن الثابت في الصحيحين وليس سماع كلامه بأبعد من سماع قرع نعله كما ترى وأمّا انتفاعه بكلام الملقن فيشهد له انتفاعه بدعاء الحي وقت السؤال في حديث سلوا لأخيكم التثبيت فإنه يسأل الآن واحتمال الفرق بين الدعاء والتلقين قوى جدًا كما ترى فإذا كان وقت السؤال ينتفع بكلام الحي الذي هو دعاؤه له فإن ذلك يشهد لانتفاعه بكلام الحي الذي هو تلقينه إياه وإرشاده إلى جواب الملكين فالجميع في الأول سماع من الميت لكلام الحي وفي الثاني انتفاع من الميت بكلام الحي وقت السؤال وقد علمت قوة احتمال الفرق بين الدعاء والتلقين وفي ذلك كله دليل على سماع الميّت كلام الحي ومن أوضح الشواهد للتلقين بعد الدفن السّلام عليه وخطابه خطاب من يسمع ويعلم عند زيارته كما تقدّم إيضاحه لأن كلاًّ منهما خطاب له في قبره وقد انتصر ابن كثير رحمه اللَّه في تفسير سورة الروم في كلامه على قوله تعالى فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلاَ تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إلى قوله فَهُم مُّسْلِمُونَ لسماع الموتى وأورد في ذلك كثيرًا من الأدلّة التي قدمنا في كلام ابن القيّم وابن أبي الدنيا وغيرهما وكثيرًا من المرائي الدالَّة على ذلك وقد قدّمنا الحديث الدالّ على أن المرائي إذا تواترت أفادت الحجّة ومما قال في كلامه المذكور وقد استدلّت أُمّ المؤمنين عائشة رضي اللَّه عنها بهذه الآية فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى على توهيم عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما في روايته مخاطبة النبيّ صلى الله عليه وسلم ال***ى الذين ألقوا في قليب بدر بعد ثلاثة أيام إلى أن قال والصحيح عند العلماء رواية عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما لما لها من الشواهد على صحتها من أشهر ذلك ما رواه ابن عبد البرّ مصحّحًا له عن ابن عباس مرفوعًا ما من أحد يمرّ بقبر أخيه المسلم كان يعرفه الحديث ، وقد قدّمناه في هذا المبحث مرارًا وبجميع ما ذكرنا في هذا المبحث في الكلام على آية النمل هذه تعلم أن الذي يرجّحه الدليل أن الموتى يسمعون سلام الأحياء وخطابهم سواء قلنا إن اللَّه يردّ عليهم أرواحهم حتى يسمعوا الخطاب ويردّوا الجواب أو قلنا إن الأرواح أيضًا تسمع وتردّ بعد فناء الأجسام لأنا قد قدّمنا أن هذا ينبني على مقدّمتين ثبوت سماع الموتى بالسنة الصحيحة وأن القرءان لا يعارضها على التفسير الصحيح الذي تشهد له القرائن القرءانيّة واستقراء القرءان وإذا ثبت ذلك بالسنة الصحيحة من غير معارض من كتاب ولا سنّة ظهر بذلك رجحانه على تأوّل عائشة رضي اللَّه عنها ومن تبعها بعض آيات القرءان كما تقدّم إيضاحه وفي الأدلّة التي ذكرها ابن القيّم في كتاب الروح على ذلك مقنع للمنصف وقد زدنا عليها ما رأيت والعلم عند اللَّه تعالى.
أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن للشيخ محمد الأمين الشنقيطي 6 / 126- 142 .
وقد جاءت النصوص دالة على أن الميت مع سماعه يتكلم فإن منكرا ونكيرا يسألونه فالمؤمن يوفق للجواب الحق والكافر والمنافق يضل عن الجواب
كما أن في هذا الباب سؤال يلح علينا
الأحياء من الذي خلق أفعالهم وقدراتهم ، هل هو الله ، أم أنهم هم الذين يخلقون أفعالهم؟
إن كان الجواب أن الله هو الذي خلق أفعالم وقدراتهم ( وهو مذهب أهل السنة) فهل يمتنع أن يخلق الله مثل تلك القدرات للأموات ، وهو الذي خلق قدرة النطق والإرادة للجماد ، كما في حنين الجذع ، وحب أحدٍ للمسلمين .. إلخ-؟

أولاً:- حياه الأنبياء

لا يقصد من حياة الأنبياء في قبورهم أنهم لم ينتقلوا من حياتنا الدنيا ولم يقبضهم الله تعالى بل الأنبياء انتقلوا من هذه الحياة الدنيا إلى حياة أخرى وهي حياه الأنبياء في قبورهم وهي الحياة بعد الموت لان البعض قد خلط بين هذا وذك فيظنون أن حياتهم البرزخية كحياتنا التي نعيشها في هذه الدنيا ومن هنا يأتي اللبس والإنكار والاعتراض
وكما سنرى من أصح الأدلة والأقوال.
1- حديث الإسراء المتواتر الذي ورد من طريق بضع وأربعين صحابيا وفيه أنه صلى الله عليه وآله وسلم بهم جماعة وأن سيدنا آدم وغيره من الأنبياء دعوا لسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأن سيدنا موسى عليه السلام طلب منه العودة إلى ربه ليطلب منه تخفيف الصلاة عنا حتى خففها الله من خمسين صلاة إلى خمس صلوات في اليوم والليلة فهذا كله دليل حياتهم في دار البرزخ أي القبر بل وحريتهم في الانتقال من مكان إلى آخر ودعاء سيدنا آدم وإرشاد سيدنا موسى لأمر تخفيف عدد الصلوات دليل نفعهم لنا وهم في الحياة البرزخية
أخرجه البخاري (٣٤٩) ومسلم (٤١٣) والدارمي في الرد على الجهمية وابن منده في افيمان (714) وأبو عوانة (١/١٣٣ - ١٣٥) والأجري في الشريعة ص (٤٨١ - ٤٨٢).
2- حديث سيدنا أنس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مررت بموسى ليلة أسري بي وهو قائم يصلي في قبره عند الكثيب الأحمر
أخرجه مسلم (٦١٠٧) والنسائي (٦٣١) وأحمد (٣/١٤٨) وأبو نعيم في الحلية (٦/٢٥٣) وأبو يعلى (٣٣٢٥) وابن حبان (٥٠) وابن أبي شيبة (١٤/٣٠٧ ، ٣٠٨) والسيوطي في الدر المنثور (٤/١٥٠) .
3- أخرج أبو يعلى الموصلي في مسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه «قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول والذي نفس أبي القاسم بيده لينـزلن عيسى بن مريم إماما مقسطا وحكما عدلا فليكسرن الصليب ولي***ن الخنـزير وليصلحن ذات البين وليذهبن الشحناء وليعرضن عليه المال فلا يقبله، ثم لئن قام علي قبري فقال: يا محمد لأجبته»
مسند أبي يعلى ح (٦٥٨٤) (١١/٤٦٢)
ورواه الحافظ ابن حجر في المطالب العليا ٤\٢٣ بعنوان حياته صلى الله عليه وسلم في قبره
ذكره الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (١٣٨١٣
وفي قوله لأجبته دلالة ظاهرة على سماعه إياه
وأخرجه الحاكم في المستدرك وفيه « وليأتين قبري حتى يسلم علي ولأردن عليه) ) المستدرك (٢/٦٥١)
وكما نرى فالحديث له طرق وأسانيد عدة فتجبر بعضها البعض
وقد طعن البعض في رواية ابن إسحاق ولكن كما رأينا فهناك أسانيد أخرى قوية وحسنة ولم يعترض أحد على باقي الطرق بل تكلموا وقدحوا في طريق واحد مع وجود الطرق الأخرى الخالية من العلل!!
4- صح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
(الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون)
أخرجه البيهقي في حياه الأنبياء ص ١٥
وابو يعلي في مسنده ٦\١٤٧
أبو نعيم في أخبار أصبهان 2\44
وابن عدي في الكامل ٢\٧٣٩
قال الهيثمي في المجمع ٨\٢١١ ورجاله أبي يعلي ثقات
وصححه والبزار في مسنده (٢٣٣) (٢٥٦) وابن عساكر في تاريخ دمشق (٤/٢٨٥)
وذكره الحافظ في المطالب العالية (٣٤٥٢) وصححه المناوي وقال إسناده صحيح ويشهد له حديث سيدنا أنس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مررت بموسى ليلة أسري بي وهو قائم يصلي في قبره عند الكثيب الأحمر
5- قال الرسول صلى الله عليه وسلم (حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم ومماتي خير لكم تعرض على أعمالكم فما رايت من خير حمدت الله وما رايت من شر استغفرت الله لكم)
أخرجه البزار في مسنده ٤-٩ ج ٥ ص ٣٠٨
الديلمي في مسند الفردوس ج ٢ ص ١٣٧
الحارث بزيادات الهيثمي ج ٢ ص ٨٨٤
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ج ٩ ص ٢٤ وعقب بقوله ورجاله رجال الصحيح
وقال فيه الحافظ العراقي طرح التثريب ج ٣ ص ٢٩٧ اسنادة جيد
وصححه الإمام السيوطي في الخصائص 2\281
ونص المناوي في فيض القدير أنه صحيح ج ٣ ص ٤٠١
ونص الخفاجي على صحته في شرح الشفا ج ١ ص ١٠٢
والزرقاني في شرح المواهب للقسطلاني
وقال الملا على قاري بصحته شرح الشفا ج ١ ص ١٠٢ وقال رواه أيضا الحارث بن اسأمه في مسنده بسند صحيح
وذكره ابن حجر في المطالب العليا ج ٤ ص ٢٢
فالحديث صحيح لا مطعن فيه وهو يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أعمالنا وتعرض عليه ويستغفر لنا
فهو حي في قبره ينفع أمة الإسلام بالاستغفار لها فإذا يجوز أن نتوسل به إلى الله تعالى ونستشفع به لأنه يعلم بذلك صلى الله عليه وسلم..فهو ينفع أمته جمعاء عليه أفضل الصلاة والسلام
6- حديث سيدنا عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني عن أمتي السلام)
أخرجه النسائي (١٢٨١) في عمل اليوم والليلة (٦٦) وأحمد (١/٣٨٧) وأبو يعلى (٥٤١٣) وعبد الرزاق في مصنفه (٣١١٦) وابن أبي شيبة (٢/٥١٧) والدارمي (٢٦٢٧) والبزار (١/٢٩٥) والطبراني في الكبير (١٠٢٨) وأبو نعيم في أخبار أصبهان (٢/٢٠٥) والبغوي (٦٨٧) والخطيب في تاريخ بغداد (١٠٤١٥) وابن القيم في جلاء الأفهام ص (٢٤) والحاكم (٢/٤٢١) وصححه ووافقه الذهبي وابن حبان (٩١٤) وفي الحديث الحث علي الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وآله وسلم وفيه تعظيمه وإجلال منزلته حيث سخر الله تعالى الملائكة الكرام لهذا الشأن العظيم.
7- حديث أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «أفضل أيامكم الجمعة فيه خلق آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا على من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة على قالوا كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت يقولون بليت فقال: إن الله حرم علي الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء)
أخرجه أبو داود (١٠٤٧) والنسائي (١٣٧٣) وابن ماجه (١٠٨٥) وأحمد (٤/٨) والدارمي (١٥٣٥) وابن خزيمة (١٧٣٣) وابن أبي شيبة (٢/٥١٦) والبيهقي (٣/٢٤٨) والحاكم (١/٢٧٨) وصححه ووافقه الذهبي والطبراني في الكبير (٥٨٩).
ولا تضارب بين هذه الأحاديث وحديث ما من أحد يسلمُ عليَّ إلا رد الله عليّ روحي حتى أرد عليه السلام
قال الحافظ ابن حجر في الفتح الجزء السادس ما نصه: ومما يُشكل علي ما تقدم ما أخرجه أبو داود من وجه آخر عن أبي هريرة رفعه: ما من أحد يسلمُ عليَّ إلا رد الله عليّ روحي حتى أرد عليه السلام. ورواته ثقات. ووجه الإشكال فيه أن ظاهره أن عود الروح إلى الجسد يقتضي انفصالها عنه وهو الموت وقد أجاب العلماء عن ذلك بأجوبة:ـ
أحدها: إن المراد بقوله: رد الله على روحي إن رد روحه كانت سابقة عقب دفنه لا أنها تعاد ثم تنـزع ثم تعاد. الثاني: سلمنا، لكن ليس هو نزع موت بل لا مشقة فيه. الثالث: إن المراد بالروح الملَك الموكل بذلك.
الرابع: المراد بالروح النطق فتجوز فيه من جهة خطابنا بما نفهمه.
الخامس: إنه يستغرق في أمور الملأ الأعلى فإذا سلّم عليه رجع إليه فهمه ليجيب مَن سلّمَ عليه. وقد استشكل ذلك من جهة أخرى وهو أنه يستلزم استغراق الزمان كله في ذلك لاتصال الصلاة والسلام عليه في أقطار الأرض ممن لا يحصى كثرة وأجيب بأن أمور الآخرة لا تدرك بالعقل وأحوال البرزخ أشبه بأحوال الآخرة والله أعلم. اهـ
والأحاديث في هذا الباب كثيرة ويكفينا هذا لمن ألقى السمع وهو شهيد ولمن أراد الاستزادة فليراجع
أنباء الأذكياء بحياة الأنبياء
الحاوي للفتاوى
جلال الدين السيوطي
البيهقي جزءا في حياة الأنبياء في قبورهم
ثانيا:- حياة الصالحين وغيرهم
1- قال تعالى (ولا تحسبن الذين ***وا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عن ربهم يرزقون)
2- وقوله تعالى (ولا تقولوا لمن ي*** في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون )
تدل الآيتان على حياة الذين ي***ون في سبيل الله وال*** في سبيل الله عام يشمل الشهادة في الحروب وفي غيرها كما دلت الأحاديث والآثار علي ذلك ثم إذا كان هذا حال الشهداء فماذا يكون حال الأنبياء عامة وحال نبينا خاصة وقد جمع الله له بين الشهادة والنبوة؟ لا شك أنهم أدنى بهذه المزية منه.
٣ - قوله تعالى (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)
فقد قال الحافظ ابن كثير رضي الله عنه عن تفسير هذه الآية:
(... وقد ورد أن أعمال الأحياء تعرض على الأموات من الأقرباء والعشائر في البرزخ).
سورة التوبة الآية (١٠٥). تفسير ابن كثير
٤- حديث سيدنا أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم)
أخرجه البخاري (1338) ومسلم (٧١٤٥) وأبو داود (٧١٤٥) وأبو داود (٣٢٣١) والنسائي (٢٠٤٨) وأحمد (٣/١٢٦) وعبد بن حميد (١١٨٠) والبيهقي في إثبات عذاب القبر (13) والأجري في الشريعة ص (٣٦٥) وأحمد في السنة (١٣٥٥) والبيهقي في السنن (٤/٨٠ والبغوي (١٥٢٢) وابن حبان (٣١٢٠) .)
5- ومنها ما ثبت أن أم المؤمنين سيدتنا عائشة رضي الله عنها قالت: كنت أدخل بيتي الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأضع ثيابي وأقول إنما هو زوجي وأبي فلما دفن عمر معهما فو الله ما دخلت إلا وأنا مشدودة حياء من عمر..
]) أخرجه الإمام أحمد (٦/٢٠٢) والحافظ الهيثمي وقال رجاله رجال الصحيح مجمع الزوائد (١٢٧٠٤) وأخرجه الحاكم في المستدرك وقال: صحيح علي شرط الشيخين (٤/٧) ووافقه الذهبي
فقد كانت السيدة عائشة تدخل وهي مشدودة حياء من سيدنا عمر لأنه ليس من محارمها وهو مدفون بجوار أبيها رضي الله عنهم وزوجها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم..
6- حديث الرجل الذي ضرب خباءه ليلا على قبر فسمع من القبر قراءة سوره تبارك الذي بيده الملك) إلى آخره فلما أصبح ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (هي المانعة هي المنجية)([
أخرجه الترمذي (٢٨٩٠) وحسنه السيوطي
7- ما ثبت عن سيدنا شيبان بن جسر عن أبيه أنه قال: (أنا والله الذي لا إله إلا هو أدخلت ثابتا البناني في لحده ومعي حميد الطويل فلما سوينا عليه اللبن سقطت لبنة فإذا أنا به يصلي في قبره)
أخرجه أبو نعيم في الحلية (٢/٣١٩).
والأحاديث في هذا الباب كثيره ومن أراد الاستزادة فليرجع إلى كتاب الروح لابن القيم..

إذا فهمت ذلك فتدبر الآن في أدلة سماع الأموات بجانب ما اوردنا من كلام العلامة النشقيطي فراجع قوله
1- روى الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال:
(وقف النبي صلى الله عليه وآله وسلم على قليب بدر فقال: هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا؟ ثم قال: أنهم الآن يسمعون ما أقول
..... وفي رواية في الصحيح: أن النبي صلى الله عليه واله وسلم جعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم: يا فلان بن فلان، ويا فلان بن فلان، أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله؟ فانا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا، فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا؟ فقال عمر: يا رسول الله ما تكلم من أجساد لا أرواح لها، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: والذي نفس محمد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم.
أخرجه البخاري (٣٧٥٧) ومسلم (٢٨٧٥)
ذكر العلامة حبيب الله الشنقيطي في كتابه زاد المسلم فيما اتفق عليه البخاري ومسلم (4/4 - 5) نقلا عن الحافظ ابن حجر في فتح الباري ما نصه:
ومن الغريب أن في المغازي لابن اسحق رواية يونس بن بكير بإسناد جيد عن عائشة مثل حديث أبي طلحة - يعني أنها أثبتت أن الأموات يسمعون - وفيه ما أنتم بأسمع لما أقول منهم. وأخرجه أحمد بإسناد حسن فإن كان محفوظا فكأنها رجعت عن الإنكار لما ثبت عندها من رواية هؤلاء الصحابة لكونها لم تشهد القصة. اه
2- قال الحافظ السيوطي (الحاوي 2/421): روى الحافظ ابن عبد البر في الاستذكار و التمهيد من حديث ابن عباس قال : قال رسول الله : (( ما من أحد يمر بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه في الدنيا فيسلِّم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام ))
صححه الحافظ أبو محمد بن عبد الحق . (وهو إمام في العلل ومعرفة الحديث كما في تذكرة الحفاظ للذهبي )(و أشار إلى صحة الحديث صاحب "عون المعبود " (3/370)
3- في البخاري :
1308 - حدثنا عياش بن الوليد حدثنا عبد الأعلى حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه وإنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل لمحمد صلى الله عليه وآله فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال له انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة فيراهما جميعا قال قتادة وذكر لنا أنه يفسح في قبره ثم رجع إلى حديث أنس قال وأما المنافق والكافر فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول لا أدري كنت أقول ما يقول الناس فيقال لا دريت ولا تليت ويضرب بمطارق من حديد ضربة فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين )
( صحيح البخاري ج:1 ص:462 ) .
ورواية للاستئناس
4- اخرج الامام الطبراني عن الصحابي أبي أمامة الباهلي أنه قال:
"إذا أنا مت فاصنعوا بي كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصنعبموتانا، أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إذا مات أحد منإخوانكم فسويتم التراب على قبره فليقم أحدكم على رأس قبره ثم ليقل: يافلان ابن فلانة فإنه يسمعه ولا يجيب، ثم يقول: يا فلان ابن فلانة فإنهيستوي قاعداً، ثم يقول: يا فلان ابن فلانة فإنه يقول أرشدنا يرحمك اللهولكن لا تشعرون، فليقل: اذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا إله إلاالله وأن محمداً عبده ورسوله وأنك رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمدنبياً وبالقرءان إماماً فإن منكراً ونكيراً يأخذ كل واحد منهما بيد صاحبهويقول: انطلق بنا ما يقعدنا عند من لُقّن حجته، قال (أي أبو أمامة): فقالرجل: يا رسول الله فإن لم يُعرف أمه، قال: ينسبه إلى أمه حواء، يا فلانابن حواء".
والحديث له طرق وشواهد كما ذكر الائمة
ي
قول الإمام ابن الملقن رضي الله عنه كما في :"خلاصة البدر المنير":
"رواه الطبراني في أكبر معاجمه هكذا، وليس في إسناده إلا سعيد بن عبد الله فلا أعرفه، وله شواهد كثيرة يعتضد بها ذكرتها في الأصل".ا.ه.
وقال الإمام النووي في الروضةِ:
(والحديث وَإِنْ كَانَ ضَعِيفًا لَكِنَّهُ اعْتَضَدَ بِشَوَاهِدَ مِنْ الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ وَلَمْ تَزَلْ النَّاسُ عَلَى الْعَمَلِ بِهِ مِنْ الْعَصْرِ الْأَوَّلِ فِي زَمَنِ مَنْ يَقْتَدِي بِهِ )
روضة الطالبين وعمدة المفتين (1 / 192)
َقَالَ ابْنُ الطَّلَّاعِ مِنْ الْمَالِكِيَّةِ :
( هُوَ الَّذِي نَخْتَارُهُ وَنَعْمَلُ بِهِ ، وَقَدْ رَوَيْنَا فِيهِ حَدِيثًا لَيْسَ بِالْقَوِيِّ لَكِنْ اُعْتُضِدَ بِالْقَوَاعِدِ وَبِعَمَلِ أَهْلِ الشَّامِ ، وَمِمَّنْ وَافَقَ عَلَى نَدْبِهِ صَاحِبُ الْمَدْخَلِ وَالْقُرْطُبِيُّ وَالثَّعَالِبِيُّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ ، حَتَّى قَالَ الْأَبِيُّ : وَلَا يَبْعُدُ حَمْلُ : { لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ } عَلَى التَّلْقِينِ بَعْدَ الدَّفْنِ وَلَعَلَّ وَجْهَ عَدَمِ الْبُعْدِ صَرِيحُ لَفْظِ الْحَدِيثِ حَيْثُ قَالَ : مَوْتَاكُمْ وَالْأَصْلُ عَدَمُ التَّأْوِيلِ ، وَوَجْهُ الْمَشْهُورِ التَّعْلِيلُ بِصَيْرُورَتِهَا آخِرَ كَلَامِهِ فَافْهَمْ.
الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني (3 / 281)
ويقول الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه التلخيص الحبير :
"وإسناده صالح وقد قواه الضياء في أحكامه"ا.ه
.
قال الشيخ البهوتي في شرحه على منتهى الإرادات (1/384):
"ويسمع الميت الكلام لأنه عليه السلام امر بالسلام عليهم ولم يكن يأمر بالسلام على من لا يسمع وقال الشيخ تقي الدين استفاضت الآثار بمعرفة الميت أحوال اهله وأحبابه في الدنيا وان ذلك يعرض عليه وجاءت الآثار بمعرفة الميت أحوال اهله وأحبابه في الدنيا وان ذلك يعرض عليه وجاءت الآثار بأنه يرى أيضا ويدري بما فعل عنده ويسر بما كان حسنا ويتألم بما كان قبيحا ويعرف الميت زائرة يوم الجمعة قبل طلوع الشمس قاله احمد وقال في الغنية يعرفه كل وقت وهذا وقت آكد وقال ابن القيم الأحاديث والآثار تدل على أن الزائر متى جاء علم به المزور وسمع سلامه وأنس به ورد عليه وهذا عام في حق الشهداء وغيرهم وانه لا توقيت في ذلك وهو أصح من اثر الضحاك الدال على التوقيت انتهى يشير الى ما روى عن الضحاك قال من زار قبرا يوم السبت قبل طلوع الشمس علم الميت بزيارة قيل له وكيف ذلك قال لمكان يوم الجمعة ونحوه ما روى ابن ابي الدنيا عن محمد بن واسع قال بلغني ان الموتى يلمون من زارهم يوم الجمعة ويوما قبله ويوما بعده ويتأذى بالمنكر عنده وينتفع بالخير"ا.هـ
وقال في كتابه : "كشاف القناع عن متن الإقناع" (2/165) :
"ويسمع الميت الكلام بدليل حديث السلام على أهل المقابر قال الشيخ تقي الدين واستفاضت الآثار بمعرفة الميت بأحوال أهله وأصحابه في الدنيا وإن ذلك يعرض عليه وجاءت الآثار بأنه يرى أيضا وبأنه يدري بما فعل عنده ويسر بما كان حسنا ويتألم بما كان قبيحا وكان أبو الدرداء يقول اللهم إني أعوذ بك أن أعمل عملا أجزى به عند عبد الرحمن بن رواحة وكان ابن عمه
ولما دفن عمر عند عائشة كانت تستتر منه وتقول إنما كان أبي وزوجي فأما عمر فأجنبي
ويعرف الميت زائره يوم الجمعة قبل طلوع الشمس قاله أحمد وفي الغنية يعرفه كل وقت وهذا الوقت آكد وينتفع بالخير ويتأذى بالمنكر عنده"ا.هـ

قال ابن قدامة في المغني ج: 2 ص: 192
(فصل سئل أحمد عن تطيين القبور فقال أرجو أن لا يكون به بأس ورخص في ذلك الحسن والشافعي وروى أحمد بإسناده عن نافع عن ابن عمر أنه كان يتعاهد قبر عاصم بن عمر قال نافع وتوفي ابن له وهو غائب فقدم فسألنا عنه فدللناه عليه فكان يتعاهد القبر ويأمر بإصلاحه وروي عن الحسن عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال الميت يسمع الأذان ما لم يطين قبره أو قال ما لم يطو قبره))

قال ابن مفلح في "فروعه" (2/235):
"ويسمع الميت الكلام ولأحمد من حديث سفيان عمن سمع أنسا عنه مرفوعا إن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم من الأموات فإن كان خيرا استبشروا وإن كان غير ذلك قالوا اللهم لا تمتهم حتى تهديهم كما هديتنا وروا أبو داود الطيالسي في مسنده عن جابر مرفوعا وهو ضعيف قال أحمد يعرف زائره يوم الجمعة بعد الفجر قبل طلوع الشمس وفي الغنية يعرفه كل وقت وهذا الوقت آكد وأطلق أبو محمد البربهاري من متقدمي أصحابنا أنه يعرفه.
وقال ابن الجوزي في كتابه السر المصون الذي يوجبه القرآن والنظر أن الميت لا يسمع ولا يحس قال تعالى وما أنت بمسمع من في القبور سورة فاطر 22 ومعلوم أن آلات الحس قد فقدت وأجاب عن خلاف هذا برد الأرواح وال***** عنده وعند ابن عقيل على الروح فقط وعند القاضي يعذب البدن أيضا وأن الله يخلق فيه إدراكا وقال ابن الجوزي أيضا ومن الجائز أن يجعل البدن معلقا بالروح فيعذب في القبر وفي الإفصاح في حديث بريدة في السلام على أهل المقابر قال فيه وجوب الإيمان بأن الموتى يسمعون سلام المسلم عليهم وأنه لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأمر بالسلام على قوم لا يسمعون
قال شيخنا - أي ابن تيمية- استفاضت الآثار بمعرفته بأحوال أهله وأصحابه في الدنيا وأن ذلك يعرض عليه وجاءت الآثار بأنه يرى أيضا وبأنه يدري بما يفعل عنده ويسر بما كان حسنا ويتألم بما كان قبيحا وكان أبو الدرداء يقول اللهم إني أعوذ بك أن أعمل عملا أخزى به عند عبدالله بن رواحة وهو ابن عمه ولما دفن عمر عند عائشة كانت تستتر منه وتقول إنما كان أبي وزوجي وأما عمر فأجنبي تعني أنه يراها"ا.هـ
ومن المعلوم عند الحنابلة أن ما قدمه ابن مفلح في الفروع فهو المذهب غالبا

قال الإمام المرداوي رحمه الله في كتابه " الإنصاف" (1/16):
"واعلم أن من أعظم هذه الكتب نفعا وأكثرها علما وتحريرا وتحقيقا وتصحيحا للمذهب كتاب الفروع فإنه قصد بتصنيفه تصحيح المذهب وتحريره وجمعه وذكر فيه أنه يقدم غالبا المذهب"ا.هـ
وقال أيضا : (1/17) :
"فإن اختلفوا-أي الأصحاب ممن ذكرهم- فالمذهب ما قدمه صاحب الفروع فيه في معظم مسائله"ا.هـ
الشيخ مرعي الكرمي
ففي مطالب أولي النهى شرح غاية المنتهى (1/934 - 935):

والشرح للرحيباني والمتن للكرمي ومابين القوسين كلام الكرمي:
" (ويسمع الميت الكلام مطلقا) سلاما كان أو غيره لأنه صلى الله عليه وسلم أمر بالسلام عليهم ولم يكن يأمر بالسلام على من لم يسمع (ويعرف ) الميت (زائره يوم الجمعة قبل طلوع الشمس ) قاله أحمد (وفي الغنية يعرفه كل وقت وهذا الوقت آكد انتهى وهذا هو الصواب بلا ريب) قاله أبو محمد البربهاري وقال ابن القيم الأحاديث والآثار تدل على أن الزائر متى جاء علم به المزور وسمع سلامه وأنس به ورد عليه وهذا عام في حق الشهداء وغيرهم وأنه لا توقيت في ذلك وهو أصح من أثر الضحاك الدال على التوقيت انتهى يشير إلى ما روي عن الضحاك قال من زار قبرا يوم السبت قبل طلوع الشمس علم الميت بزيارته قيل له وكيف ذلك قال لمكان يوم الجمعة ونحوه ما روى ابن أبي الدنيا عن محمد بن واسع قال بلغني أن الموتى يعلمون من زارهم يوم الجمعة ويوما قبله ويوما بعده (ويتأذى بالمنكر عنده وينتفع بالخير) عنده لمجيء الآثار بذلك
(قال الشيخ) تقي الدين (استفاضت الآثار بمعرفته) - أي الميت - (بأحوال أهله وأصحابه في الدنيا وأن ذلك يعرض عليه وجاءت الآثار بأنه يرى ويدري بما فعل عنده ويسر بما كان ) ما يفعل عنده (حسنا ويتألم بما كان قبيحا) وكان أبو الدرداء يقول اللهم إني أعوذ بك أن أعمل عملا أخزى به عند عبد الله بن رواحة وهو ابن عمه ولما دفن عمر عند عائشة كانت تستتر منه وتقول إنما كان أبي وزوجي وأما عمر فأجنبي تعني أنه يراها"ا.هـ
وفي التاج والإكليل لمختصر خليل (2 / 375)قال :وقَالَ أَبُو حَامِدٍ : وَيُسْتَحَبُّ تَلْقِينُ الْمَيِّتِ بَعْدَ الدَّفْنِ .
وَقَالَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ فِي مَسَالِكِهِ : إذَا أُدْخِلَ الْمَيِّتُ قَبْرَهُ فَإِنَّهُ يُسْتَحَبُّ تَلْقِينُهُ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ وَهُوَ فِعْلُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ الصَّالِحِينَ مِنْ الْأَخْيَارِ لِأَنَّهُ مُطَابِقٌ لِقَوْلِهِ تَعَالَى : { وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ } وَأَحْوَجُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ إلَى التَّذْكِيرِ بِاَللَّهِ عِنْدَ سُؤَالِ الْمَلَائِكَةِ ..

وجاء في شرح النووي على صحيح مسلم ج: 2 ص: 139
(فيه فوائد منها اثبات فتنة القبر وسؤال الملكين وهو مذهب أهل الحق ومنها استحباب المكث ثم القبر بعد الدفن لحظة نحو ما ذكر لما ذكر وفيه أن الميت يسمع حينئذ من حول القبر وقد يستدل به لجواز قسمة اللحم المشترك ونحوه من الأشياء الرطبة كالعنب)

قال الإمام الجلال السيوطي في كتاب: (الحاوي للفتاوي) -جوابا لسؤال :[هل يسمع الميت كلام الناس وما يقال فيه؟]:
" وأما المسألة الثانية وهي علم الأموات بأحوال الأحياء وبما هم فيه فنعم أيضاً، روى الإمام أحمد في مسنده ثنا عبد الرزاق عن سفيان عمن سمع أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «إن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم من الأموات فإن كان خيراً استبشرو وإن كان غير ذلك قالوا: اللهم لا تمتهم حتى تهديهم كما هديتنا»
وقال أبو داود الطيالسي في مسنده: حدثنا الصلت بن دينار عن الحسن عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «إن أعمالكم تعرض على عشائركم وعلى أقربائكم في قبورهم فإن كان خيراً استبشروا به وإن كان غير ذلك قالوا اللهم ألهمهم أن يعملوا بطاعتك»
وروى الطبراني في الأوسط من طريق مسلمة بن علي ـ وهو ضعيف ـ عن زيد ابن واقد، وهشام بن الغاز عن مكحول عن عبد الرحمن بن سلامة عن أبي رهم عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: «إن نفس المؤمن إذا قبضت تلقاها أهل الرحمة عباد الله كما تلقون البشير من أهل الدنيا فيقولون أنظروا صاحبكم ليستريح فإنه في كرب شديد ثم يسألونه ما فعل فلان وفلانة هل تزوجت؟ فإذا سألوه عن الرجل قد مات قبله فيقول أيهات قد مات ذاك قبلي فيقولون إنا لله وإنا راجعون ذهب به إلى أمه الهاوية فبئست الأم وبئست المربية»
وقال: «إن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم من أهل الآخرة فإن كان خيراً فرحوا واستبشروا وقالوا اللهم هذا فضلك ورحمتك فأتمم نعمتك عليه وأمته عليها، ويعرض عليهم عمل المسيء فيقولون اللهم ألهمه عملاً صالحاً ترضى به وتقربه إليك»
ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب المنامات عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن المبارك عن ثور بن يزيد عن أبي رهم عن أبي أيوب قال: «تعرض أعمالكم على الموتى فإن رأوا حسناً فرحوا واستبشروا، وإن رأوا سوءاً قالوا اللهم راجع به»
وروى الترمذي الحكيم في نوادر الأصول من حديث عبد الغفور بن عبد العزيز عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «تعرض الأعمال يوم الاثنين ويوم الخميس على الله وتعرض على الأنبياء على الآباء والأمهات يوم الجمعة فيفرحون بحسناتهم وتزداد وجوههم بياضاً وإشراقاً فاتقوا الله ولا تؤذوا أمواتكم»
وروى ابن أبي الدنيا في كتاب المنامات ثنا القاسم بن هاشم، ومحمد بن رزق الله قالا: ثنا يحيى بن صالح الوحاظي ثنا أبو إسماعيل السلولي سمعت مالك بن الداء يقول: سمعت النعمان بن بشير يقول: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول: الله الله في إخوانكم من أهل القبور فإن أعمالكم تعرض عليهم»
وقال: ثنا عبد الله بن شبيب ثنا أبو بكر بن شيبة الحزامي ثنا فليح بن إسماعيل ثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير عن زيد بن أسلم عن أبي صالح، والمقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «لا تفضحوا موتاكم بسيئات أعمالكم فإنها تعرض على أوليائكم من أهل القبور»
وقال: ثنا الحسن ابن عبد العزيز ثنا عمر بن أبي سلمة عن سعيد بن عبد العزيز عن بلال بن أبي الدرداء قال: كنت أسمع أبا الدرداء يقول: اللهم إني أعوذ بك أن يمقتني خالي عبد الله بن رواحة إذا لقيته.
وقال: ثنا أبو هشام ثنا يحيى بن يمان عن عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه قال: إنه ليبشر بصلاح ولده من بعده لتقر بذلك عينه." اهـ.
وجاء في فيض القدير ج: 2 ص: 398
(إن الميت إذا دفن سمع خفق نعالهم أي قعقعة نعالهم أي المشيعين له إذا ولوا عنه منصرفين في رواية مدبرين زاد أبو نعيم في روايته فإن كان مؤمنا كانت الصلاة ثم رأسه والصيام عن يمينه والزكاة ثم يساره وفعل الخيرات ثم رجليه انتهى قال ابن القيم والحديث نص في أن الميت يسمع ويدرك وقد تواترت الأخبار عنهم بذلك وإذا كان يسمع قرع النعال فهو يسمع التلقين فيكون مطلوبا واتصال العمل به في سائر الأعصار والأمصار إنكار كاف في طلبه وعورض بقوله تعالى وما أنت بمسمع من في القبور فاطر وأجيب بأن السماع في حديثنا مخصوص بأول الوضع في القبر مقدمة للسؤال)
وهذا يثبت أن الميت يسمع مخاطبة الأحياء !


محب القوم 11-05-2010 06:08 AM

الإشكالات في فهم الآيات من الكتاب الحكيم في التوسل والاستغاثة والرد عليها.
1- قول الله تعالى : (لاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)
سورة يونس 106\107

2- وقوله تعالى: (إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )
العنكبوت : 17.
3- وقوله تعالى ( ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون . وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين)

سورة الأحقاف : 5\6.
٤- قال تعالى (( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ))

سورة الجن ، آية : ١٨
٥- قال تعالى ((مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى))
[الزمر:٣]
6- قال تعالى: "إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين "( لأعراف ١٩٤ )


الرد على الإشكالات في هذه الآيات:-
استدل أهل الإنكار بآيات نزلت في المشركين لا تنطبق على أهل التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالصالحين ولا تقربهم لاختلاف الحال كلياً
وكما ذكر البخاري عن قول ابن عمر رضي الله عنهما
في الخوارج يقول البخاري:
«وكان ابن عمر يراهم شرار الخلق، وقد قال: إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها في المؤمنين».
ومما استند إليه من حرم التوسل أنهم قالوا إن العبرة في الآيات هي عموم اللفظ وليس في خصوص السبب وهذا قول حق أريد به باطل فلا أحد ينكر عموم اللفظ ولكن المستدعي للنظر والفهم أن هذه الآيات لا تشمل المسلمين لاختلاف حالهم عن حال الكفار جملا وتفصيلا فالدعاء في هذه الآيات بمعني العبادة لأصنامهم والمتوسلون يدعون الله الواحد الأحد والكفار يدعون آلهتهم من دون الله فأحوال الكفار في من نزلت فيهم الآيات لا يرتبط بأي صلة تشير إلى أهل القبلة من المسلمين!!!!
فشتان بين يدعوا الله متوسلا بجاه نبيه وصالحيه وبين من يدعوا غير الله فكيف يعمم الحكم على أمه الإسلام؟؟
فرق كبير بين ما يقول يا رب أعطني كذا بحق فلان..
وبين من يقول اُعْلُ هُبَل..خذلني آلات ويعتقد أنهم آلهة من دون الله.!!
ولكنا نجد أهل الفتنة يشرقون ويغربون ويقولون هذا ما قاله الكفار
{ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى }
ونحو قوله تعالى
{ فلا تدعوا مع الله أحداً}
ولكنهم قد تناسوا أن هذه الآيات قد جعلت في أهل الشرك وما من موحدا متوسلاً يعبد نبي أو ولي.
فكل آية تدل على المعنى الصريح الواضح ووضع الكفار وهو العبادة للأوثان من دون الله والفرق بين دعاء المشركين لغير الله وبين استشفاع المؤمنين إلى ربهم واضح بيِّن لكل ذي لبٍّ قويم , فالمشركون كانوا يتخذون من يدعونه إلهاً من دون الله فيدعونهم استقلالاً من دون الله

وسيتضح ذلك من أوجه عديدة
الوجه الأول:- فالمشركون جعلوا أصنامهم آلهة تعبد والمسلمون ما اعتقدوا في إله غير الله فليس لنا غير إله واحد الله جل جلاله ويظهر جليا الفرق بين المسلمين وبين عباد الأصنام وغيرهم في قول الله تعالى في الكفار
(وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا) مريم : ٨١-
الوجه الثاني:- الأنبياء جميعاً عليهم الصلاة والسلام عند المسلمين هم أنبياء معصومون بشر لهم خواص خاصة من الله بها عليهم وأعطاهم ما لم يعطه لبشر وليسوا آلهة تعبد من دون الله
الوجه الثالث:- الأولياء هم أولياء محفظون وصلوا إلى رتبة الولاية بالعمل الصالح وعبادة رب العباد وليسوا آلهة تعبد,والا كان الأولى أنبياء الله تعالى عليه السلام
الوجه الرابع:- ورد في الآيات أن الكفار وجدوا ضالتهم في عبادة هذه الأصنام فاستحقت العبادة بالنسبة لهم وعبدوها بالفعل كما في قوله تعالى
(وما نعبدهم إلا ليقربونا)
أما المسلمون فلا إله لهم غير الله تعالى ولا يستحق العبادة غيره سبحانه وتعالى الرحمن الرحيم وما عبدوا غيره جل جلاله.
الوجه الخامس:- أن المشركون عبدوا أصنامهم وأنبيائهم وصالحيهم وزعموا أن ذلك ليقربوهم إلى الله والمسلمون عبدوا الله وحده ولم يعبدوا غيره وتوسلوا بالأنبياء والصالحين رجاء تحقيق مطالبهم من الواحد القهار
فدعاء المشركين دعاء آلوهية وتعبد، ودعاء المسلمين توسل واستشفاع فشتان بين الاثنين فكيف يعمم أهل الجهل القول علي المسلمين؟
الوجه السادس:- الكفار اتخذوا أصنامهم وأنبيائهم وصالحيهم آلهة من دون الله والإله هو المستحق للعبادة فكانت عبادتهم لهم على اعتبار الألوهية وليس على اعتبار التوسل والاستشفاع والتبرك فكانوا يسجدون لها تعظيما وإجلال وخضوعا لها واعتقدوا أنها تنفع وتضر استقلالا
وما قالوا نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله إلا بعد أقامه الحجة عليهم وهذا من تلبيس الشيطان عليهم ومن جحدهم بآيات الله والمسلمون اتخذوا الله إله واحدا لا شريك له وعرفوا قدر الأنبياء والصالحين وان النفع والضر بيد الله تعالى وان القدرة المطلقة من صفات الآلوهية ويعطي الله ما يشاء لمن يشاء ولا حد لقدرته المطلقة
وقوله تعالى في الآية الكريمة (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى)
فإنما كانت لإظهار أن علل عباد الأوثان والأصنام التي عللوا بها عبادة الأصنام إنما هي عله فاسدة وجاءت الآية من باب التنبيه على ضلالتهم وهذا ما ذكر في أكثر من آية في الكتاب الحكيم من اعتقادهم أن أصنامهم تضر وتنفع استقلالا وأنهم خضعوا لها وعبدوها من دون الله تعالى.
فلما أقيمت عليهم الحجة بأنها لا تنفع ولا تضر قالوا ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى.
وهذا من جحدهم بآيات الله تعالى.
ومن كذبهم الذي أظهره الله في أكثر من موضع في الكتاب الحكيم.
وهذا ما لا ينطبق على أهل الإسلام..
وهذا واضح وصريح في جميع الآيات من أن الكفار قد عبدوا أصنامهم وأنبيائهم وجعلوهم آلهة تنفع وتضر وترزق فأضافوا إليهم صفات الألوهية ونسبوا إليهم القدرة استقلالاً
فالآية جاءت لإظهار العلة وبيان جحدهم وبيان كذب دعواهم
والاستدلال بالآية في غير محله وذلك لأن هذه الآية الكريمة صريحة في الإنكار على المشركين عبادتهم للأصنام واتخاذها آلهة من دونه تعالى وإشراكهم إياها في دعوى الربوبية على أن عبادتهم لها تقربهم إلى الله زلفى فكفرهم وإشراكهم من حيث عبادتهم لها ومن حيث اعتقادهم أنها أرباب من دون الله .
و هذه الآية تشهد بأن أولئك المشركين ما كانوا جادين فيما يحكي ربنا عنهم من قولهم مسوغين عبادة الأصنام : ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ، فإنهم لو كانوا صادقين في ذلك لكان الله أجل عندهم من تلك الأصنام ، فلم يعبدوا غيره وقد نهى الله المسلمين من سب أصنامهم
بقوله تعالى : (وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ )
روى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه أنه قال : (( كان المسلمون يسبون أصنام الكفار فيسب الكفار الله عز وجل ، فأنزل الله : ( وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ ) ، هذا سبب نزول هذه الآية .
فهي إذن تنهى المؤمنين نهي تحريم شديد أن يقولوا كلمة نقص في الحجارة التي كان يعبدها الوثنيون بمكة المشرفة لأن قول تلك الكلمة يتسبب عنه غضب أولئك الوثنيين غيرة على تلك الأحجار التي كانوا يعتقدون من صميم قلوبهم أنها آلهة تنفع وتضر وإذا غضبوا قابلوا المسلمين بالمثل فيسبون ربهم الذي يعبدونه وهو رب العالمين ويرمونه بالنقائص وهو المنزه عن كل نقص ولو كانوا صادقين بأن عبادتهم لأصنامهم تقربهم إلى الله زلفى ما اجترؤا أن يسبوه انتقاماً ممن يسبون آلهتهم فإن ذلك واضح جداً في أن الله تعالى في نفوسهم أقل من تلك الحجارة .
وقل ذلك أيضاً في قوله تعالى : (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ )
فإنهم لو كانوا يعتقدون حقاً أن الله تعالى الخالق وحده وأن أصنامهم لا تخلق لكانت عبادتهم لله وحده دونها أو لكان على الأقل احترامهم له تعالى فوق احترامهم لتلك الحجارة ، وهل هذا يتفق مع شتمهم له عز وجل غيرة على حجارتهم وانتقاماً لها منه سبحانه وتعالى ؟ إن البداهة تحكم أنه لا يتفق أبداً ، وليست الآية التي معنا وحدها تدل على أن الله تعالى أقل عند أولئك المشركين من حجارتهم بل لها أمثال منها قوله تعالى: (وَجَعَلُواْ لِلّهِ مِمِّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيباً فَقَالُواْ هَـذَا لِلّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَـذَا لِشُرَكَآئِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَآئِهِمْ فَلاَ يَصِلُ إِلَى اللّهِ وَمَا كَانَ لِلّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَآئِهِمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ)
فلولا أن الله تعالى أقل في نفوسهم من تلك الحجارة ما رجحوها عليه هذا الترجيح الذي تحكيه هذه الآية واستحقوا عليه حكم الله عليهم بقوله : (سَاء مَا يَحْكُمُونَ ).
ومن هذا القبيل قول أبي سفيان رضي الله عنه قبل إسلامه : ((اُعْلُ هُبل)) كما رواه البخاري ينادي صنمهم المسمى بهُبل أن يعلو في تلك الشدة رب السماوات والأرض ويقهره ليغلب هو وجيشه جيش المؤمنين الذي يريد أن يغلب آلهتهم ، هذا مقدار ما كان عليه أولئك المشركون مع تلك الأوثان ومع الله رب العالمين .
وهذا يظهر جلياً في آيات الكتاب الحكيم لمن ألقى السمع وهو شهيد فالكفار جحدوا بوجود الله تعالى وبعدوا أصنامهم
قال تعالى
(وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفوراً) الفرقان 60
(وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا) مريم : 81
(إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَراكَ بَعْضُ آلِهَتِنا بِسُوء) هود : 54
(إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) العنكبوت :17
فهذه الآيات تدل وتصرح بعبادتهم الأوثان من دون الله تعالى فكيف تنطبق هذه الآيات على المتوسل وهو من عبد الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد!!
قال تعالى (ألَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ * وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقامٍ * وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ)
الزمر : 36:38
الآية هنا تصرح بأن المشركين يخوفون الرسول صلى الله عليه وسلم بآلهتهم
قال البغوي في تفسير الآية : " ... وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ... " وذلك أنهم خوفوا النبي صلى الله عليه وسلم معرة معاداة الأوثان
وقالوا : لتكفن عن شتم آلهتنا أو ليصيبنك منهم خبل أو جنون
تفسير البغوي ج4 ص 69
قال تعالى :-
(وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ) يونس1
قال تعالى :-
(أَفَرَأَيْتُمُ اَللَّات وَالْعُزَّى * وَمَناةَ الثَّالِثَةَ اَلْأُخْرَى * أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ اَلْأُنْثَى * تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى * إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ اللَّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ )
النجم : 19:23
قال تعالى :-
" وَقالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْض كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ "البقرة : 116

فكلامهم صريح بنسبة الضرر والنفع إلى أصنامهم استقلالا التي عبدوها من دون الله فكيف تنطبق هذه الآيات على المسلمين وهم يعبدون الله الواحد الأحد؟؟
فإن جميع هذه الآيات تدل وبصراحة على أن شرك المشركين كان في دعاء الآلهة التي عبدوها من دون الله ، وهل هناك حاجة لأدلة أصرح من هذه الآيات؟
ونرى في الآيات وسنرى في جميع التفاسير أن المشركين عبدوا أصنامهم من دون الله فالآيات نصت على أنهم عبدوا أصنامهم وكذلك هذا ما جاء في جميع التفاسير وما قاله أهل التفسير وكذلك تسمية أصنامهم آلهة تستحق العبادة,بنات الله,عبدوا من دون الله,شريك لله, وهذا ما لا يقول به مسلم فلا يوجد من يشهد
لسانه وقلبه ان لا اله الا الله محمد رسول الله ويعبد غير الله فهو جل جلاله المستحق للعبادة.
فالمشركون كانوا يعبدون الآوثان من دون الله والفرق بين دعاء المشركين لغير الله وبين استشفاع المؤمنين إلى ربهم واضح بيِّن لكل ذي لبٍّ قويم , فوسيلة الشئ غيره.
فالمشركون كانوا يتخذون من يدعونه إلهاً من دون الله فيدعونهم استقلالا من دون الله اما التوسل من المسلمين فهو من عباد الله مستشفعين إلي الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد!!
ومما جاء فى التفاسير
جامع البيان في تفسير القرآن للطبري
وقوله:
{ وَالَّذِينَ اتَّـخَذُوا مِنْ دُونِهِ أوْلِـياءَ ما نَعْبُدُهُمْ إلاَّ لِـيُقَرّبُونا إلـى اللّهِ زُلْفَـى }
يقول تعالـى ذكره: والذين اتـخذوا من دون الله أولـياء يَتَولَّونهم، ويعبدونهم من دون الله، يقولون لهم: ما نعبدكم أيها الآلهة إلا لتقربونا إلـى الله زُلْفَـى، قربة ومنزلة، وتشفعوا لنا عنده فـي حاجاتنا وهي فـيـما ذُكر فـي قراءة أبـيّ: «ما نَعْبُدُكُمْ»، وفـي قراءة عبد الله: «قالُوا ما نَعْبُدُهُمْ» وإنـما حسُن ذلك لأن الـحكاية إذا كانت بـالقول مضمراً كان أو ظاهراً، جعل الغائب أحياناً كالـمخاطب، ويترك أخرى كالغائب، وقد بـيَّنت ذلك فـي موضعه فـيـما مضى.
حدثنا مـحمد بن الـحسين، قال: ثنا أحمد بن الـمفضل، قال: ثنا أسبـاط، عن السديّ، قال: هي فـي قراءة عبد الله: «قالُوا ما نَعْبُدُهُمْ».
وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
حدثنا مـحمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: ثنا الـحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعاً عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، فـي قوله:
{ ما نَعْبُدُهُمْ إلاَّ لِـيُقَرّبُونا إلـى اللّهِ زُلْفَـى }
قال:
قريش تقوله للأوثان، ومن قَبْلَهم يقوله للـملائكة ولعيسى ابن مريـم ولعزَيز.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله:
{ وَالَّذِينَ اتَّـخَذُوا مِنْ دُونِهِ أوْلِـياءَ ما نَعْبُدُهُمْ إلاَّ لِـيُقَرِّبُونا إلـى اللّهِ زُلْفَـى }
قالوا:
ما نعبد هؤلاء إلا لـيقرّبونا، إلا لـيشفعُوا لنا عند الله.
حدثنا مـحمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسبـاط، عن السديّ، فـي قوله:
{ ما نَعْبُدُهُمْ إلاَّ لِـيُقَرَبونا إلـى اللّهِ زُلْفَـى }
قال: هي منزلة.
حدثنـي علـيّ، قال: ثنا أبو صالـح، قال: ثنا معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس، فـي قوله:
{ وَالِّذِينَ اتَّـخَذُوا مِنْ دُونِهِ أوْلِـياءَ ما نَعْبُدُهُمْ إلاَّ لِـيُقَرّبُونا إلـى اللّهِ زُلْفَـى }
وقوله:
{ وَلَوْ شاءَ الله ما أشْرَكُوا }
يقول سبحانه: لو شئت لـجمعتهم علـى الهدى أجمعين.
حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد فـي قوله:
{ ما نَعْبُدُهُمْ إلاَّ لِـيُقَرِّبونا إلـى الله زُلْفَـى }
قال: قالوا هم شفعاؤنا عند الله، وهم الذين يقرّبوننا إلـى الله زلفـي يوم القـيامة للأوثان، والزلفـى: القُرَب.
وقوله:
{ إنَّ اللّهَ يَحْكُمُ بَـيْنَهُمْ فِـيـما هُمْ فِـيهِ يَخْتَلِفُونَ }
يقول تعالـى ذكره: إن الله يفصل بـين هؤلاء الأحزاب الذين اتـخذوا فـي الدنـيا من دون الله أولـياء يوم القـيامة، فـيـما هم فـيه يختلفون فـي الدنـيا من عبـادتهم ما كانوا يعبدون فـيها، بأن يُصْلِـيَهم جميعاً جهنـم، إلا من أخـلص الدين لله، فوحده، ولـم يشرك به شيئاً.
الكشاف للزمخشري
وقرأ ابن مسعود بإظهار القول: «قالوا ما نعبدهم» وفي قراءة أبيّ:
ما نعبدكم إلا لتقربونا على الخطاب، حكاية لما خاطبوا به آلهتهم. وقرىء: «نعبدهم» بضم النون اتباعاً للعين كما تتبعها الهمزة في الأمر، والتنوين في { عَذَاب ٱرْكُضْ } والضمير في { بَيْنَهُمْ } لهم ولأوليائهم. والمعنى: أن الله يحكم بينهم بأنه يدخل الملائكة وعيسى الجنة، ويدخلهم النار مع الحجارة التي نحتوها وعبدوها من دون الله يعذبهم بها حيث يجعلهم وإياها حصب جهنم.
واختلافهم: أن الذين يعبدون موحدون وهم مشركون، وأولئك يعادونهم ويلعنونهم، وهم يرجون شفاعتهم وتقريبهم إلى الله زلفى. وقيل: كان المسلمون إذا قالوا لهم: من خلق السمٰوات والأرض، أقرّوا وقالوا: الله، فإذا قالوا لهم:
فما لكم تعبدون الأصنام؟ قالوا: ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى؛ فالضمير في { بَيْنَهُمْ } عائد إليهم وإلى المسلمين. والمعنى: أن الله يحكم يوم القيامة بين المتنازعين من الفريقين،
مفاتح الغيب للرازي
أن الضمير في قوله: { مَا نَعْبُدُهُمْ } ضمير للعقلاء فلا يليق بالأصنام الثاني: أنه لا يبعد أن يعتقد أولئك الكفار في المسيح والعزيز والملائكة أن يشفعوا لهم عند الله، أما يبعد من العاقل أن يعتقد في الأصنام والجمادات أنها تقربه إلى الله، وعلى هذا التقدير
فمرادهم أن عبادتهم لها تقربهم إلى الله، ويمكن أن يقال إن العاقل لا يعبد الصنم من حيث إنه خشب أو حجر، وإنما يعبدونه لاعتقادهم أنها تماثيل الكواكب أو تماثيل الأرواح السماوية، أو تماثيل الأنبياء والصالحين الذين مضوا، ويكون مقصودهم من عبادتهاتوجيه تلك العبادات إلى تلك الأشياء التي جعلوا هذه التماثيل صوراً لها.
حاصل الكلام لعباد الأصنام أن قالوا: إن الإله الأعظم أجل من أن يعبده البشر لكن اللائق بالبشر أن يشتغلوا بعبادة الأكابر من عباد الله مثل الكواكب ومثل الأرواح السماوية، ثم إنها تشتغل بعبادة الإله الأكبر، فهذا هو المراد من قولهم: { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرّبُونَا إِلَى ٱللَّهِ زُلْفَى }.
واعلم أن الله تعالى لما حكى مذاهبهم أجاب عنها من وجوه: الأول: أنه اقتصر في الجواب على مجرد التهديد فقال: { إِنَّ ٱللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِيمَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ }
ثم قال تعالى: { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَـٰذِبٌ كَـفَّارٌ } والمراد أن من أصر على الكذب والكفر بقي محروماً عن الهداية، والمراد بهذا الكذب
وصفهم لهذه الأصنام بأنها آلهة مستحقة للعبادةمع علمهم بأنها جمادات خسيسة وهم نحتوها وتصرفوا فيها، والعلم الضروري حاصل بأن وصف هذه الأشياء بالإلهية كذب محض، وأما الكفر فيحتمل أن يكون المراد منه الكفر الراجع إلى الاعتقاد، والأمر ههنا كذلك فإن وصفهم لها بالإلهية كذب، واعتقادهم فيها بالإلهية جهل وكفر.
تفسير الجامع لأحكام القرآن للقرطبي
قوله تعالى: { وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ } يعني الأصنام والخبر محذوف. أي قالوا: { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلْفَىۤ } قال قتادة: كانوا إذا قيل لهم مَن ربكم وخالقكم؟ ومن خلق السموات والأرض وأنزل من السماء ماء؟ قالوا: الله،
فيقال لهم ما معنى عبادتكم الأصنام؟ قالوا ليقربونا إلى الله زلفى، ويشفعوا لنا عنده. قال الكلبي: جواب هذا الكلام في الأحقاف
{ فَلَوْلاَ نَصَرَهُمُ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُوا مِن دُونِ ٱللَّهِ قُرْبَاناً آلِهَة }
تفسير القرآن الكريم ابن كثير
وقال قتادة في قوله تبارك وتعالى: { أَلاَ لِلَّهِ ٱلدِّينُ ٱلْخَالِصُ }: شهادة أن لا إله إلا الله. ثم أخبر عز وجل
عن عباد الأصنام من المشركين: أنهم يقولون: { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلْفَىۤ } أي: إنما يحملهم على عبادتهم لهم أنهم عمدوا إلى أصنام اتخذوها على صور الملائكة المقربين في زعمهم، فعبدوا تلك الصور؛ تنزيلاً لذلك منزلة عبادتهم الملائكة؛ ليشفعوا لهم عند الله تعالى في نصرهم ورزقهم وما ينوبهم من أمور الدنيا، فأما المعاد، فكانوا جاحدين له، كافرين به. قال قتادة والسدي ومالك عن زيد بن أسلم وابن زيد: { إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلْفَىۤ } أي: ليشفعوا لنا ويقربونا عنده منزلة، ولهذا كانوا يقولون في تلبيتهم إذا حجوا في جاهليتهم: لبيك لا شريك لك، إلا شريكاً هو لك، تملكه وما ملك.
وهذه الشبهة هي التي اعتمدها المشركون قديم الدهر وحديثه، وجاءتهم الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين بردّها، والنهي عنها، والدعوة إلى إفراد العبادة لله وحده لا شريك له، وأنّ هذا شيء اخترعه المشركون من عند أنفسهم، لم يأذن الله فيه، ولا رضي به، بل أبغضه ونهى عنه،
{ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِى كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجْتَنِبُواْ ٱلْطَّـٰغُوتَ}
تفسير فتح القدير للشوكاني
وجملة { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرّبُونَا إِلَى ٱللَّهِ زُلْفَى } في محل نصب على الحال بتقدير القول، والاستثناء مفرّغ من أعمّ العلل، والمعنى: والذين لم يخلصوا العبادة لله، بل شابوها بعبادة غيره قائلين:
ما نعبدهم لشيء من الأشياء إلا ليقرّبونا إلى الله تقريباً، والضمير في نعبدهم راجع إلى الأشياء التي كانوا يعبدونها من الملائكة، وعيسى، والأصنام، وهم: المرادون بالأولياء، والمراد بقولهم: { إِلاَّ لِيُقَرّبُونَا إِلَى ٱللَّهِ زُلْفَى } الشفاعة، كما حكاه الواحدي عن المفسرين.
قال قتادة: كانوا إذا قيل لهم: مَن ربكم، وخالقكم، ومن خلق السمٰوات، والأرض، وأنزل من السماء ماء؟ قالوا: الله، فيقال لهم: ما معنى عبادتكم للأصنام؟ قالوا: ليقرّبونا إلى الله زلفى، ويشفعوا لنا عنده. قال الكلبي: جواب هذا الكلام قوله في سورة الأحقاف:
{ فَلَوْلاَ نَصَرَهُمُ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ قُرْبَاناً ءالِهَةَ }
[الأحقاف: 28]. والزلفى اسم أقيم مقام المصدر، كأنه قال: إلا ليقرّبونا إلى الله تقريباً. وفي قراءة ابن مسعود، وابن عباس، ومجاهد: (قالوا ما نعبدهم)، ومعنى { إِنَّ ٱللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ } أي: بين أهل الأديان يوم القيامة، فيجازي كلا بما يستحقه. وقيل: بين المخلصين للدين، وبين الذين لم يخلصوا، وحذف الأوّل لدلالة الحال عليه، ومعنى { فِى مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ }: في الذي اختلفوا فيه من الدين بالتوحيد، والشرك، فإن كلّ طائفة تدّعي أن الحقّ معها { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَـٰذِبٌ كَـفَّارٌ } أي: لا يرشد لدينه، ولا يوفق للاهتداء إلى الحقّ من هو كاذب في زعمه: أن الآلهةتقربه إلى الله، وكفر باتخاذها آلهة، وجعلها شركاء لله، والكفار صيغة مبالغة تدلّ على أن كفر هؤلاء قد بلغ إلى الغاية. وقرأ الحسن، والأعرج كذاب على صيغة المبالغة ككفار، ورويت هذه القراءة عن أنس.
تفسير القرآن للفيروزآبادي
{ وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ }
عبدوا { مِن دُونِهِ } من دون الله كفار مكة{ أَوْلِيَآءَ } أرباباً اللات والعزى ومناة قالوا { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلْفَىۤ } قربى في المنزلة والشفاعة { إِنَّ ٱللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ } وبين المؤمنين يوم القيامة { فِي مَا هُمْ فِيهِ } في الدين { يَخْتَلِفُونَ } يخالفون { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي } لا يرشد إلى دينه { مَنْ هُوَ كَاذِبٌ } على الله { كَـفَّارٌ } كافر بالله وهم اليهود والنصارى وبنو مليح والمجوس ومشركو العرب
تفسير بحر العلوم للسمرقندي
قوله عز وجل { وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ }
يعني عبدوا من دونه أرباباً، وأوثاناً { مَا نَعْبُدُهُمْ } على وجه الإضمار، قالوا مَا نَعْبُدُهُمْ يعني يقولون ما نعبدهم، وروي عن عبد الله بن مسعود، وأبي بن كعب أنهما كانا يقرآن وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قالوا (مَا يعبدهم) بالياء، وقراءة العامة مَا نَعْبُدُهُمْ على وجه الإضمار لأن في الكلام دليلاً عليه { إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى ٱللَّهِ زُلْفَى } يعني ليشفعوا لنا، ويقربونا عند الله ويقال ليقَربونا إلى الله زلفى يعني منزلة. يقول الله تعالى: { إِنَّ ٱللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ } يعني يقضي بينهم يوم القيامة { فِيمَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } من الدين ثم قال عز وجل { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي } أي لا يرشد إلى دينه { مَنْ هُوَ كَـٰذِبٌ كَـفَّارٌ } في قوله الملائكة بنات الله وعيسى بن الله، كفار، يعني كفروا بالله، بعبادتهم إياهم، ويقال معناه: لا يوفق لتوحيده من هو كاذب على الله، حتى يترك كذبه ويرغب في دين الله
النكت والعيون للماوردي
{ والذين اتخذوا من دونه أولياء }
يعني آلهة يعبدونها.
{ ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } قال كفار قريش هذه لأوثانهم وقال من قبلهم ذلك لمن عبدوه من الملائكة وعزير وعيسى، أي عبادتنا لهم ليقربونا إلى الله زلفى
تفسير معالم التنزيل للبغوي
{وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ } ،
أي: من دون الله، { أَوْلِيَآءَ } ، يعني: الأصنام،{ مَا نَعْبُدُهُمْ } ، أي قالوا: ما نعبدهم، { إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللهِ زُلْفَىۤ } ، وكذلك قرأ ابن مسعود، وابن عباس.
قال قتادة: وذلك أنهم إذا قيل لهم: مَنْ ربكم، ومَنْ خلَقكم، ومَنْ خلق السموات والأرض؟ قالوا: الله، فيقال لهم: فما معنى عبادتكم الأوثان؟
قالوا: ليقربونا إلى الله زلفى، أي: قربى، وهو اسمٌ أقيم في مقام المصدر، كأنه قال: إلا ليقربونا إلى الله تقريباً ويشفعوا لنا عند الله، { إِنَّ ٱللهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ } ، يوم القيامة، { فِى مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } ، من أمر الدين، { إِنَّ ٱللهَ لاَ يَهْدِى مَنْ هُوَ كَـٰذِبٌ كَـفَّارٌ } ، لا يرشد لدينه من كذب فقال: إن الآلهة تشفع. وكفى باتخاذ الآلهة دونه كذباً وكفراً.
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية
وقوله تعالى: { والذين اتخذوا } رفع بالابتداء، وخبره في المحذوف المقدر، تقديره: يقولون ما نعبدهم، وفي مصحف ابن مسعود: " قالوا ما نعبدهم " ، وهي قراءة ابن عباس ومجاهد وابن جبير. و: { أولياء }
يريد بذلك معبودين، وهذ مقالة شائعة في العرب، يقول كثير منهم في الجاهلية: الملائكة بنات الله ونحن نعبدهم ليقربونا، وطائفة منهم قالت ذلك في أصنامهم وأوثانهم. وقال مجاهد: قد قال ذلك قوم من اليهود في عزير، وقوم من النصارى في عيسى ابن مريم
وفي مصحف أبي بن كعب: " ما نعبدكم " بالكاف " إلا لتقربونا " بالتاء. و { زلفى } بمعنى قربى وتوصلة، كأنه قال: لتقربونا إلى الله تقريباً، وكأن هذه الطوائف كلها كانت ترى نفوسها أقل من أن تتصل هي بالله، فكانت ترى أن تتصل بمخلوقاته.
زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي
قوله تعالى: { ما نَعْبُدُهم } أي
: يقولون ما نعبُدُهم{ إلا لِيُقَرِّبونا إِلى الله زُلْفى } أي: إِلاّ لِيَشْفَعوا لنا إِلى الله، والزُّلْفى: القُرْبى، وهو اسم أُقيم مقامَ المصدر فكأنه قال: إلاّ لِيُقَرِّبونا إِلى الله تقريباً.
{ إنَّ الله يحكمُ بينهم } أي: بين أهل الأديان فيما كانوا يختلفون فيه من أمر الدّين. وذهب قوم إلى أن هذه الآية منسوخة بآية السيف، ولا وجه لذلك.
قوله تعالى: { إنَّ الله لا يَهْدي } أي: لا يُرْشِد { مَنْ هو كاذبٌ } في قوله إِن الآلهه تشفع { كَفَّارٌ }
أي: كافر باتِّخاذها آلهة. وهذا إِخبار عمن سبق عليه القضاء بحرمان الهداية.
تفسير القرآن لابن عبد السلام
الدِّينُ الْخَالِصُ } شهادة أن لا إله إلا الله، أو الإسلام " ح " ، أو ما لا رياء فيه من الطاعات. { مَا نَعْبُدُهُمْ }
قالته قريش في أوثانها وقاله من عبد الملائكة وعُزيراً وعيسى { زُلْفَى } منزلة، أو قرباً، أو الشفاعة ها هنا.
تفسير مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي
وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ }
أي آلهة وهو مبتدأ محذوف الخبر تقديره: والذين عبدوا الأصنام يقولون { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى ٱللَّهِ زُلْفَى } مصدر أي تقريباً { إِنَّ ٱللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ } بين المسلمين والمشركين { فِى مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } قيل: كان المسلمون إذا قالوا لهم من خلق السماوات والأرض؟ قالوا: الله، فإذا قالوا لهم: فما لكم تعبدون الأصنام؟ قالوا: ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى. والمعنى أن الله يحكم يوم القيامة بين المتنازعين من الفريقين { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِى مَنْ هُوَ كَـٰذِبٌ كَـفَّارٌ } أي لا يهدي من هو في علمه أنه يختار الكفر يعني لا يوفقه للهدى ولا يعينه وقت اختياره الكفر ولكنه يخذله،
لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن
والذين اتخذوا من دونه }
أي من دون الله { أولياء } يعني الأصنام{ ما نعبدهم } أي قالوا ما نعبدهم { إلا ليقربونا إلى الله زلفى } يعني قربة وذلك أنهم كانوا إذا قيل لهم من خلقكم وخلق السموات والأرض ومن ربكم قالوا الله فقيل لهم فما معنى عبادتكم الأصنام فقالوا ليقربونا إلى الله زلفى وتشفع لنا عنده { إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون } أي من أمر الدين { إن الله لا يهدي } أي لا يرشد لدينه { من هو كاذب } أي من قال إن الآلهة تشفع له { كفار } أي باتخاذه الآلهة دون الله تعالى
البحر المحيط لأبو حيان
{والذين اتخذوا }: مبتدأ، والظاهر أنهم المشركون، واحتمل أن يكون الخبر قال المحذوف المحكى به قوله: { ما نعبدهم } ، أي والمشركون المتخذون من دون الله أولياء قالوا: ما نعبدتلك الأولياء { إلا ليقربونا إلى الله زلفى } ، واحتمل أن يكون الخبر: { إن الله يحكم بينهم } ، وذلك القول المحذوف في موضع الحال، أي اتخذوهم قائلين ما نعبدهم.
{إن الله يحكم بينهم }: اقتصر في الرد على مجرد التهديد، والظاهر أن الضمير في بينهم عائد على المتِّخذين، والمتَّخذين
والحكم بينهم هو بإدخال الملائكة وعيسى عليه السلام الجنة، ويدخلهم النار مع الحجارة والخشب التي نحتوها وعبدوها من دون الله، يعذبهم بها، حيث يجعلهم وإياها حصب جهنم.
اللباب في علوم الكتاب لابن عادل
الرابع: أن يكون " الَّذين " عبارة عن الملائكة
وما عبدوا من دون الله كعُزَيْرٍ، واللاَّتِ والعُزَّىويكون فاعل " اتَّخَذَ " عائداً على المشركين ومفعول الاتّخاذ الأول محذوف هو عائد الموصول، والمفعول الثاني هو: " أَوْليَاء " والتقدير: والذين اتخذهم المشركون أولياء.
ثم قال اللَّهُ تَعَالَى: { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَـفَّارٌ } أي من أصر على الكذب والكفر بقي (مَحـ)ـرُوماً من الهداية.
والمراد بهذا الكذب وصفهم للأصنام بأنها آلهة مستحقة للعبادة مع علمهم بأنها جمادات خسيسة،ويحتمل أن يكون المراد بالكفار كفران النعمة لأن العبادة نهاية التعظيم وذلك لا يليق إلا ممن يصدر عنه غاية الإنعام وهو الله تعالى، والأوثان لا مدخل لها في الإنعام فعبادتها توجب كفران نعمة المنعم الحق.
فكما راينا جميع أهل التفسير ذكروا عبدوا,نعبد, الخ الخ , تسمية أصنامهم آلهة تستحق العبادة,بنات الله,عبدوا من دون الله,شريك لله,
وهذا ما لا يقول به مسلم فلا يوجد من يشهد لسانه وقلبه ان لا اله الا الله محمد رسول الله ويعبد غير الله والعياذ بالله فالتوسل غير العبادة كلياً فهو جل جلاله المستحق للعبادة.
فهل قالوا كما قالت النصارى في عيسى ابن مريم عليه السلام أنه اله يستحق العبادة فهل هذا يقوله مسلم يا أهل الإسلام؟؟
- قال تعالى: "إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين".
هذه الآية واردة فيمن يعبدُ غير الله تعالى، ولا يجوز الاستدلال بها للرد على المتوسلين إلى الله بخلقه ثم إن المراد بالآية هو الأصنام ومن عبدوهم من دون الله لا الموتى من الأنبياء والأولياء والصالحين.
والمستدعي للنظر والفهم أن هذه الآيات لا تشمل المسلمين لاختلاف حالهم عن حال الكفار جملا وتفصيلا فالدعاء في هذه الآيات بمعني العبادة لأصنامهم.
((وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً ))
هذا توبيخ للمشركين في دعواهم مع الله غيره في المسجد الحرام هو لله اصطفاه لهم , واختصهم به , ووضعه مسكناً لهم .
وأحياه بعد الممات على يد أبيهم , وعمره من الخراب بسلفهم , وحين بلغت الحالة إليهم كفروا هذه النعمة , وأشركوا بالله غيره وما كان المتوسل يشرك احدا أياً كان في العبادة مع الله كما بينا سابقاً.
فالمشركون كانوا يعبدون الآوثان من دون الله والفرق بين دعاء المشركين لغير الله وبين استشفاع المؤمنين إلى ربهم واضح بيِّن لكل ذي لبٍّ قويم , فالمشركون كانوا يتخذون من يدعونه إلهاً من دون الله فيدعونهم استقلالا من دون الله أما التوسل فهو من عبد الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد!!
- وقوله تعالى : ( أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض ؟ أإله مع الله ؟ ) سورة النمل : 62
- وقوله تعالى (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) (٦٠)غاف
- وقوله تعالى ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ اَلدَّاعّ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (١٨٦) البقرة
الرد على الإشكالات في هذه الآيات:-
فهذه الآيات لا تنكر الاستغاثة والتوسل فمن استعان بمخلوق أو سأله أو طلب منه، معتقِداً أنه ينفع ويضر بنفسه استقلالا دون الله فقد أشرك..وهذا لا خلاف عليه فهذه الآيات شاملة لدعاء الشخص نفسه ولدعاء المستغاث به وكل من الاستغاثة والتوسل ليس فيهما دعاء غير الله بما اختص به وحتى حين يطلب المستغيث أو المتوسل قضاء الحاجة من المستغاث به مباشرة لا يريد الموحد بالله منه إلا أن يسعى في قضاء حاجته بالطرق المقدورة له عند من بيده الأمر وحده الله جل جلاله فهو في حقيقته استشفاع لطلب السعي والتسبب العادي في إجابة الدعاء وقضاء الحاجة.
أما التوسل فهو مشروع ولا أحد يظن كما بينا مسبقا أن التوسل والاستغاثة بالأنبياء والصالحين ليس إلا تشفعاً بهم لله عز وجل فالله هو المتصف بالقدرة المطلقة ويعطي ما يشاء لمن يشاء من عباده فيعطي لهم بعض القدرة المقيدة وهل هذا على الله بكثير..؟
والأنبياء والأولياء ما هم إلا سبباً في الضر والنفع بإذن الله تعالى والفاعل هو الله جل جلاله كما بينّا وسنبين في معرض المطوية.
والاستغاثة والتوسل إذا أطلقت على المخلوق فهي من قبيل الاشتراك اللفظي والمجاز وكل المؤمنين يعلمون أن المغيث هو الله وما النبي أو الولي إلا من قبيل التسبب.
والمستدعي للنظر في أغلب الآيات
أن الكفار عبدوا أصنامهم فإن جميع هذه الآيات تدل وبصراحة على أن شرك المشركين كان في دعاء الآلهة التي عبدوها من دون الله وقولهم لقربونا إلي الله زلفي أو أن الله هو الخالق هو من الكذب فالمشركين أقروا بألسنتهم فقط ولم يكن هذا إيمان فهم كاذبون أفاكون.
اتعلمون كيف يكونوا هؤلاء كذابون أفاكون ؟
انظر إلى قول الله تعالى

قال الله تعالى : * ( ولئن سألتهم من خلق السموات والارض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون ) العنكبوت : 61
أتعلم كيف ينطق الكفار بألسنتهم فقط؟؟
قال الله تعالى ( يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم ) * التوبة : 8
قال تعالى : ( إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار ) الزمر : 3
قال القرطبي في التفسير ( 13 / 161 ) : ( أي كيف يكفرون بتوحيدي وينقلبون عن عبادتي)اهــ
ونقول هذا معناه : أنهم يقولون ذلك بألسنتهم فقط عند إقامة الحجج عليهم وهم في الحقيقة لا يقولون بذلك
ويظهر هذا في قوله تعالى
قال تعالى : ( ألم تر إلى الذي حاجَّ إبراهيم في ربه )
وجاء في الأثر حدثنا عبد الله قال : حدثني أبي ، ثنا محمد بن عبد الله ثنا كثير بن زيد ، عن المطلب بن عبد الله قال : قرأ ابن الزبير آية فوقف عندها أسهرته حتى أصبح ، فلما أصبح قال : من حبر هذه الأمة ؟ قال : قلت : ابن عباس ، فبعثني إليه فدعوته ، فقال له : إني قرأت آية كنت لا أقف عندها ، وإني وقفت الليل عندها فأسهرتني ، حتى أصبحت ( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ) فقال ابن عباس « لا تسهرك فإنا لم نعن بها ، إنما عني بها أهل الكتاب ،
( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله )، وهو
( الذي بيده ملكوت كل شيء ) ، ( وهو يجير ولا يجار عليه )
(سيقولون الله فهم يؤمنون ههنا وهم يشركون بالله
)
فضائل الصحابة احمد بن حنبل 3\334
مختصر قيام الليل للمروزي، ص 149)
وذكر مختصرا في تفسير الإمام الطبري.
إذاً فكلُّ آيةٍ تدل على المعنى الصريح الواضح ووضع الكفار وارجع إلى الكلام عن هذه الآية:
(ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى)
وهو العبادة للأوثان من دون الله والفرق بين دعاء المشركين لغير الله وبين استشفاع المؤمنين إلى ربهم واضح بيِّن لكل ذي لبٍّ قويم , فالمشركون كانوا يتخذون من يدعونه إلهاً من دون الله فيدعونهم استقلالاًَ من دون الله
والقول أن الكفار كانوا موحدين توحيد ربوبية هو من الجهل الفظيع
هل هؤلاء الكفار في الآيات التي سردناها موحدين أم مشركين ؟
فإما أن يقول المعترض بأنهم مشركون أم يقول البعض بأنهم موحدون لأن الذي نعرفهُ وندين الله تعالى به هو أن الناس ينقسمون إلى قسمين إما كُفار وأما موحد
وقول البعض بأن هناك من هو موحد توحيد
ألوهية وليس موحد توحيد ربوبية أو العكس يقتضي وجود منزلة بين المنزلتين .
ونحنُ لا نعرف إلا موحد أو مشرك
ثم يا من قسمتم التوحيد ألى توحيد ألوهية وربوبية وأسماء وصفات!
أليس التوحيد من أعظم المهمات التي بعث بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء؟؟؟
إذاً لماذا لم يقل نبينا عليه الصلاة والسلام ( ايها الناس أعلموا أن التوحيد ينقسم إلى توحيد ألوهية وربوبية وأسماء وصفات ) ؟
أنا أجيبكم على ذلك
لأنه سَرَابٌ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً
ثم هل ورد في حديث من الأحاديث أن الرجل إذا وضع في قبره يسألهُ الملكان ( هل كُنت موحد توحيد ألوهية أم كنت موحد توحيد ربوبية ؟)
ثم هل من قال فيهم سبحانه وتعالى:
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (العنكبوت:23)
( بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (الجمعة: من الآية5)
( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ )(البقرة: من الآية61)
( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ) (آل عمران: من الآية4)
(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ) (آل عمران:70)
)َضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ) (آل عمران: من الآية112)
(فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ) (النساء: من الآية155)
(كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ)(لأنفال: من الآية52)
(وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (يونس:95)
(إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ لا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (النحل:104)
(ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ) (الروم:10)
(كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ) (غافر:63)
(وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ)(الأنعام: من الآية33)
والظالمين المراد به هنا هم الكافرين
فالخلق والإنعام والإيجاد والرزق ووو كلها من آيات الله , فوصف الله الكفار بأنهم جاحدون أي كافرون بآيات الله
( توحيد الربوبية على زعمكم )

فهل من يكفر بآيات الله يعترف بالله لا رب سواه؟ ؟
مالكم كيف تحكمون
ثم أين العقول يا أصحاب العقول؟
ما معنى كلمة ( موحد ) ؟ فهي في مفهومكم مُتجزئ إلى ثلاثة ؟؟
لعمري إن توحيد الوهابية أشبه بتوحيد النصارى أصحاب عقيدة التثليث
مما سبق في الآيات وما طرحناه نجد أن الكفار والمشركين يقولون: نعبدهم
ويقول الله تعالى: عبدوها يعبدوها
و الآيات الواضحة جداً ولا تحتاج إلى فهم خاص ولا تحتاج إلى منظار فالكلمات واضحة وضوح الشمس
عبدوها يعبدون نعبدهم عبدوا
فهم يعبدون أصنام وبشر كعبادة المسلمين لرب العالمين يسجدون لها ويجعلونها آلهتهم فهي التي تضرهم وتنفعهم من دون الله أي ولذلك عبدوها فكيف ينطبق هذا على أمة التوحيد
فهم قد عبدوا أصنامهم وأنبيائهم وجعلوهم إلهة تنفع وتضر وترزق وتخلق وتميت وتحيي فهي في قلوبهم وعقولهم مكان الله تعالى والعياذ بالله فأضافوا إليهم صفات الألوهية ونسبوا إليهم القدرة استقلالاً من دون الله فآلهتهم عندهم ترزقهم وتنصرهم ولا يوجد في قاموسهم الله عز وجل.
ولا أحد من المسلمين المتوسلين المستغيثين بأحد من عباد الله يعبد بشراً أو صنماً أو حجراً
ولا يعتقد في أحدٍ من خلق الله نفعاً ولا ضراً بدون الله
فلا إله الا الله المتصف بصفات الكمال سبحانه وحده القادر القدير.
ثانياً- بيان الإشكال في الأحاديث النبوية الشريفة
- فعن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(أن الدعاء هو العبادة)
فنقول لهم إن التوسل لا يسمي عبادة قطعاً ولا يقال فيه عبادة بل هو وسيلة إلى العبادة ومعلوم لذوي الألباب أن وسيلة الشيء غيره بالضرورة
فإن التوسل ليس فيه تقرب للمتوسل به ولا تعظيمه وإيصاله إلى مرتبه الألوهية بأنه ينفع ويضر ويرزق بل المتوسل به هو وسيلة رجاء تحقيق مطالبه من الله تعالى فالله وحده النافع الضار ومن المعلوم أن الناس منذ القرون السابقة للإسلام إلى الآن لا تخلو من التعظيم للأمراء والولاة والسلاطين وكبرائهم وهذا أمر دنيوي ليس من باب العبادة ولا يقصد به عبادتهم أو تعظيمهم تعظيم الآلوهية لأن هذا التعظيم في أمر دنيوي لم يبلغ نهايته والتعظيم الناشئ عنه لم يبلغ غايته في التذلل والعبادة.
ولأنه هذا التعظيم لم يصل إلى التعظيم الإلهي والاعتقاد بالنفع والضر استقلالا ولا يشمل غاية الخضوع والتذلل ومثل هذا لا يمكن أن يكون عبادة..ويظهر هذا بوضوح لذوي الألباب ومدى الاختلاف بين الوسيلة والعبادة من تعريف الوسيلة والتوسل والعبادة..
ويظهر من معنى العبادة أن الكفار ممن عبدوا الأصنام والأنبياء والصالحين إنما وصلوا إلى تعظيمها والخضوع التام لها والتذلل لهذه الأوثان فاعتقدوا أنها تجلب النفع وتدفع الضر فكانت بمثابة الآلهة لهم فعبدوها من دون الله العزيز.
و كل دعاء ليس عبادة فهو كما يكون بمعنى العبادة
مثل في قوله تعالى
(ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك) يونس ١٠٦
وبمعني السؤال كقوله تعالى
(وادعوا شهداءكم)البقرة ٢٣
وبمعني القول إلخ كما ذكرنا في تعريف العبادة فليرجع اليه.
فيكون بناء على ما سبق
أن المقصود بالدعاء هو دعاء الله تعالى لا مطلق الدعاء أي أن سؤال الله تعالى هو أعظم العبادة فإذا كان الطلب من الله سمي سؤالاً ودعاءً ولا يقال للطلب من غير الله تعالى دعاءً وبناءً على ذلك فالأحرى ألا يقال لذلك الطلب دعاء بمعنى العبادة لأنه لا يجوز أن يطلق على الطلب من غير الله تعالى دعاء!!!
فمن قال يا سيد أعطني درهما!!!!
وطلب من العبد أيكون هذا من الدعاء ويحكم عليه بالشرك؟
ما لكم كيف تحكمون
كما أن النداء في حد ذاته ليس دعاء سواء للحي أو الميت
جاء في مصنف الإمام عبد الرزاق (٣ / ٥٧٦ / حديث ٦٧٢٤ بتحقيق المحدث الأعظمي) بسند صحيح عن نافع قال : كان ابن عمر إذا قدم من سفر أتى قبر النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال : السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا أبا بكر ، السلام عليك يا أبتاه . اهــ .
ولم يكن هذا من ابن عمر عبادة مع أنه نداء باتفاق العقلاء :....
فهل يقال إن النداء هنا عبادة وكفر وشرك؟
إن كان كل دعاء عبادة على حد زعم البعض يكون الفهم الصحيح لقوله تعالى
{ لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا}
على تفسير الوهابية سيكون
( لا تجعلوا عبادة الرسول بينكم كعبادة بعضكم بعضاً )
وبهذا تقولوا أن الله يأمرُنا بعبادة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أكثر من عبادتنا لبعضنا، وبذلك تأتونا باجدد التفاسير لكتاب الله عز وجل
- وقوله صلى الله عليه وسلم لابن عباس إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله
فهذا الحديث المقصود به النهي عن الغفلة عن أن ما كان من الخير على يد الأسباب فهو من الله
وعليه فالمقصود أنه إذا أراد الاستعانة بأحد المخلوقات
(وهذا لا يخفي على عاقل لابد منها وشيء ضروري في الحياة الدنيا)
فاجعل كل اعتمادك عل الله تعالى ولا تحجبنك الأسباب عن رؤية المسبب ذو الجلال والإكرام..
وقد فسر ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله عقب هذه الجملة
(وأعلم على أن آلامه لو اجتمعت على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وان اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله لك.)
فاثبت الرسول نفعا وضرا للعباد بما كتبه الله وإنما كانوا سبباً والمسبب هو جل جلاله.
ولا يملك أحدا لنفسه فضلا عنه غيره نفعا ولا ضرا فالنفع والضر محدود ومقيد بان المسبب هو الله تعالى ونسبته إلى الخلق على سبيل التسبب والتكسب لا على سبيل الخلق والإيجاد والقوة والقدرة فنسبه هذه الأفعال للعباد إنما هي من تعبيرات المجاز إي هي في الحقيقة مجازيه ليست حقيقية.
وما شابه ذلك من الأحاديث أيضا له نفس المعنى
فإنها إرشاد إلى عدم الغفلة عن الفاعل المختار وليس مرادًا ألا يطلبها العبد إلا من الله لأن طلبها من العباد لتحصيل أفعال الله هو من اتخاذ الأسباب المشروعة وترتيب الأسباب على مسبباتها فدعاء الله مجرداً من الوسائل ودعاؤه مقروناً بها كلاهما مشروع وهي من الله في كل الأحوال خلق الفعل في العبد ومن العباد التسبب فيها.
فالمثبت في الاستغاثة والإعانة والاستعانة لله تعالى هو الخلق والإيجاد
والمثبت للعبد هو التسبب في ذلك بالدعاء والشفاعة أو غيرهما لدى من بيده الأمر كله. الله الواحد الأحد.
والحديث ليس فيه أصلا بمعنى لا تسأل غير الله ولا تستعن بغير الله وإنما هو كقوله: صلى الله عليه وآله وسلم : «لا تصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقي»
أخرجه أبو داود (٤٨٣٢) والترمذي وقال حديث حسن (٢٣٩٥) وأحمد (٣/٣٨) والدارمي (١٩٨٥) والبغوي (٣٤٨٤) والحاكم (٤/١٢٨) وصححه ووافقه الذهبي وحسنه ابن حبان (٥٥٤) والطيالسي (٢٢١٣) وأخرجه أيضا أبو يعلى (١٣١٥).
فهل في هذا الحديث أن مصاحبة غير المسلم حرام؟!
وهل يفهم منه أن إطعام غير التقي حرام؟! وقد رخص الله في كتابه بإطعام الأسير الكافر بل مدح ذلك بقوله:
(ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً)
( سورة الإنسان الآية (8).
الحديث الضعيف الذي أورده الإمام أحمد 5\317 وابن سعد في الطبقات
الجزء الأخير من الحديث (قوموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نستغيث به من هذا المنافق:فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم << أنه لا يقام لي إنما يقام لله عز وجل>>
الإمام أحمد 5\317 وابن سعد في الطبقات
وفي رواية أخرى( لا توجد في نسخ الطبراني ولا يوجد اي دليل يفيد وجودها ) << أنه لا يستغاث بي إنما يستغاث بالله عز وجل>>
فهذا الحديث ضعيف منكر لا يصلح للاستدلال به فيه راو لم يسم وقال فيه ابن كثير في تفسيره ٣\١٧٤ وهذا الحديث غريب جدا وفيه علة..
وهل يصلح حديث مضطرب ضعيف جداً وأصلاً هو منكر للاستدلال به في قضية كفر وإيمان وشرك وتوحيد كما يقول المخالف..
وإذا سلمنا بصحة الحديث-ونحن لا نسلم به- حتى على الرغم من ثبوت العكس وأنه مضطرب لا يصلح للاستدلال
فالمعنى أيضاً كما ذكر أهل العلم كأنما الرسول يقول لهم إذا استغثتم بي فإنما تستغيثون بالله على الحقيقة
كمثل قوله تعالى: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى} الأنفال ١٧
وقوله تعالى (إنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ) الفتح:10
ولا يكون معناه منع الاستغاثة لأنه يضاد آيات صريحة و أحاديث كثيرة صحيحة
وقد نصت بعض الآيات في الكتاب الحكيم على ذلك ودعت المسلمين للذهاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم للاستغفار لهم والتوسل به وهذا من الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم وهذا ما يثبت أن الحديث مضطرب معلول ضعيف لا يصح الاستنا عليه.
يقول الله تعالى (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا } سورة النساء الآية 64
فاستمداد الإنسان بالإنسان الآخر أمر واقع في الحياة البشرية وجائز عند جميع الأمم
وهنا استغاثه الذي من شيعته اي بسيدنا موسى عليه السلام ؟
{ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ .. }[القصص ١٥]
والاستغاثة والطلب من العباد ذكرت في أكثر من موضع في الكتاب الحكيم
مما يظهر أن المعنى للحديث لو سلمنا بصحته ليس على ظاهرة كما يدعي البعض
قوله تعالى (فأعينوني بقوة) ونحو (واستعينوا بالصبر والصلاة)
مثل بني إسرائيل طلبوا من موسى الماء والمطر وهم في التيه ليخلصهم من الظمأ إذ يقول سبحانه (وَأَوْحَيْنَا إِلى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِعَصَاكَ الْحَجَرَ) لأعراف: ١٦٠
قد طلب سليمان من حضّار مجلسه إحضار عرش المرأة التي كانت تملك قومها ولم يطلب ذلك من الله إنما طلبه بإذن الله تعالى من أحد الحاضرين والجدير بالذكر هنا أن هذه الآية تدل أيضا على كرامات الأولياء في إحضار العرش!!
كما يحكي سبحانه (قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلأ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ)
فطلب الاستسقاء وإحضار العرش من أشخاص وهي من الأمور الخارقة التي لا يقدر عليها العباد إلا بإذن رب العباد.
لو كان طلب الخوارق من غيره سبحانه شركاً كيف طلب بنوا إسرائيل من
نبيّهم موسى عليه السلام ذلك الأمر؟ أو كيف طلب سليمان من أصحابه إحضار ذلك العرش من مكان بعيد؟؟
وغيرها الكثير من آيات الكتاب الحكيم
والحديث الصحيح
( والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)
وقال صلى الله عليه وسلم: ( أن لله خلقاً خلقهم لحوائج الناس يفزع الناس إليهم في حوائجهم أولئك الآمنون من عذاب الله)
روى الطبري بإسناد رجاله ثقات كما قال الحافظ الهيثمي عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن لله ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر، فإذا أصاب أحدكم عرجه بأرض فلاة فليناد: أعينوا عباد الله".
في هذا الحديث جواز استغاثة المخلوق والاستعانة به فيما يقدر عليه العباد فهذا دليل جواز استعانة العباد بعضهم ببعض بل والحث على ذلك وإكرام المعين لغيره بمعونة الله الكبرى فالاستغاثة المطلقة والإعانة المطلقة فهما مختصان بالله تعالى
وغيرها الكثير فيما سنوضحه فيما بعد
فلا ينكر هذا الحديث أن صح التوسل والاستغاثة لان من قال اللهم أسالك بجاه نبيك أو بمنزله نبيك أن تشفني فهو سأل الله متوسلاً بجاه نبيه عليه الصلاة والسلام

فطلب الشيء الخارق من النبي والأولياء مع الاعتقاد أن الله من يتصف بالإعانة المطلقة والقدرة المطلقة جائز شرعا كما أسلفنا وقلنا وكما ورد في الكتاب الحكيم
والطلب في حقيقته من الله جل جلاله
ولتوضيح مدى ضعف الحديث الذي لا يصح للزيادة والإيضاح على الرغم من اختلاف المعنى الذي ذهب إليه أهل الأنكار
من علل الحديث
اضطراب معناه ففي رواية أنه لا يقام لي..وفي الأخرى- الغير موجودة والتي ساقها ذكرها الحافظ نور الدين الهيثمي وعزاها للطبراني بهذا اللفظ الغريب!-
ولم يسوق لها اسناداً يذكر !!أنه لا يستغاث بي
أ - انفرد به ابن لهيعة وهو معلول
قال الحافظ في تهذيب التهذيب ٥\٣٧٧
(وقال البخاري: تركه يحيي بن سعيد وقال ابن مهدي: لا أحمل عنه شيء, وقال ابن خزيمة في صحيحه: وابن لهيعة لست ممن يخرج حديثه في هذا الكتاب إذا انفرد وإنما أخرجته لان معه جابر بن إسماعيل)
وقال فيه الكثير من العلماء(ابن المديني: قال لي بشر بن السري لو رأيت ابن لهيعة لم تحمل عنه, قال ابن معين كان ضعيفاً لا يحتج بحديثه,كان من شاء يقول له حدثنا,قال الخطيب:فمن ثم كثرت المناكير في روايته لتساهله, وقد ضعفه الكثير من العلماء بل اجتمع العلماء على تضعيف حديثه وتركه وقال فيه الإمام أحمد بن صالح: ابن لهيعه ثقة وما روي عنه من الأحاديث فيها تخليط يطرح ذلك التخليط, وقال مسعود عن الحاكم: لم يقصد الكذب وإنما حدث من حفظه بعد احتراق كتبه فأخطأ....وقد ترك المختلط من أحاديثه الكثير من العلماء وضعفه الكثير مثل الجوزجاني,ابن أبي حاتم ,محمد بن سعد,مسلم,الحاكم أبو أحمد,ابن حبان,أبو جعفر الطبري,ابن كثير,وغيرهم الكثير)
*حديث جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَاجِعُهُ الْكَلَامَ فَقَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ فَقَالَ جَعَلْتَنِي لِلَّهِ عَدْلًا ؟ مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ.
فالروايات تشرح المعنى فقد ورد في الروايات : قولوا ما شاء الله ثم شاء محمد .
وهذا الحديث يعني أن أفعال العباد يجب ردها إلى مشيئة الله عز وجل وفي الحديث أرشدهم صلى الله عليه وسلم إلى تقديم مشيئة الله تعالى على مشيئة من سواه بان يقولو ثم أي شاء الله ثم رسول الله وهذا من الادب كما في قوله تعالى
ولا دخل بالحديث بالتوسل ولا الاستغاثة ومثله مثل حديث اذا استعنت استعن بالله فليراجع والحديث ورد بروايات عديدة.
روايات الحديث
عَنْ قُتَيْلَةَ امْرَأَةٍ مِنْ جُهَيْنَةَ : ﴿ أَنَّ يَهُودِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّكُمْ تُنَدِّدُونَ وَإِنَّكُمْ تُشْرِكُونَ تَقُولُونَ مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ وَتَقُولُونَ وَالْكَعْبَةِ فَأَمَرَهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادُوا أَنْ يَحْلِفُوا أَنْ يَقُولُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ وَيَقُولُونَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ شِئْتَ
{النسائي}

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ﴿ إِذَا حَلَفَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَقُلْ مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ وَلَكِنْ لِيَقُلْ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ شِئْتَ
{سنن ابن ماجه}

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما : ﴿ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجَعَلْتَنِي وَاللَّهَ عَدْلًا بَلْ مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ ﴾
{أحمد}

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : ﴿ سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَقُولُ مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ فَقَالَ بَلْ مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ ﴾
{أحمد}

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : ﴿ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَاجِعُهُ الْكَلَامَ فَقَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ فَقَالَ جَعَلْتَنِي لِلَّهِ عَدْلًا مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ ﴾
{ أحمد }

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ﴿ جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثه ببعض الكلام فقال : ما شاء الله وشئت ، فقال : جعلتني لله عديلاً ، لا بل ما شاء الله وحده﴾.
مصنف ابن أبي شيبة

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ﴿ جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلم في بعض الأمر فقال الرجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله وشئت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجعلتني والله عدلا بل ما شاء الله وحده ﴾
السنن الكبرى للبيهقي

قول الرجل : ما شاء الله وشئت 19809 - أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن أيوب عن غيلان بن جرير عن أبي الحلال العتكي قال : انطلقت إلى عثمان فكلمته في حاجة ، فقال لي حين كلمته : ما شئت ، ثم قال : بل الله أملك ، بل الله أملك
{مصنف عبد الرزاق}

عن قتيلة امرأة من جهينة : ﴿ أن يهودياً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنكم تنددون وإنكم تشركون تقولون ما شاء الله وشئت وتقولون والكعبة فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا ورب الكعبة ويقول أحدهم ما شاء الله ثم شئت ﴾{السنن الكبرى للنسائي}
عن قتيلة بنت صيفي الجهنية ، قالت : جاء حبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : نعم القوم أنتم يا محمد لولا أنكم تشركون قال : وما ذاك ؟ قال : تقولون والكعبة إذا حلفتم قال : فأمهل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً ثم قال : إذا حلفتم فقولوا ورب الكعبة فقال : نعم القوم أنتم لولا أنكم تجعلون لله نداً قال : وما ذاك ؟ قال : تقولون : ما شاء الله وشئت قال : فأمهل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : من قال : ما شاء الله فليقل ثم شئت))
الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم

وروى الطحاوي بإسناده عن حذيفة رضي لله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ﴿ لا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان ﴾ وفي رواية جابر بن سمرة رضي الله عنه : ﴿ أسمعها منكم فتؤذيني فلا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد ولكن قولوا : ما شاء الله ثم شاء محمد ﴾ .

شرح الحديث
قال الإمام النووي رحمه الله في كتابه الأذكار :
فصل في بيان أن العطف على مشيئة الله تعالى مشيئة غيره بثم لا بالواو :
روينا في سنن أبي داود بالاسناد الصحيح عن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ﴿ لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ، ولكن قولوا ما شاء الله ثم ما شاء فلان ﴾ .
قال الخطابي وغيره : هذا إرشاد إلى الأدب ، وذلك أن الواو للجمع والتشريك ، و " ثم " للعطف مع الترتيب والتراخي ، فأرشدهم صلى الله عليه وسلم إلى تقديم مشيئة الله تعالى على مشيئة من سواه.
قال العلامة ابن علان في شرحه على الأذكار :
قوله لأن الواو للجمع والتشريك أي فربما توهم مقارنة مشيئة العبد بمشيئة الله سبحانه لو أتى بالواو وليس الأمر كذلك إذ مشيته تعالى هي السابقة فأتى بثم الدالة على هذا المعنى وفقاً لذلك الإيهام .
فهذا الحديث خارج نطاق الموضوع لانه لا يقوم احد بعمل بمشيئته بل بمشيئة الله تعالي فتبه.
والدليل على ذلك ما ورد في صحيح مسلم
أعوذ برسول الله
أخرج الإمام مسلم عن ابن مسعود: ( أنه كان يضرب غلاماً فجعل يقول "أعوذ بالله قال: فجعل يضربه فقال :أعوذ برسول الله: فتركه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم<والله,لله أقدر عليك منك عليه قال فأعتقه> أخرجه الإمام مسلم ٣\1281 حديث ابن مسعود أعوذ برسول الله منك.
4- حديث ذات الانواط
فالامر لا يحتاج إلى شرح في الأصل وإستدلال البعض به هو من الخطأ الجسيم في فهم الادلة
فقد جاء في حديث أبي واقد الليثي قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حنين ونحن خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حنين ونحن حديثوا عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون حولها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط فمررنا بسدرة فقلنا يا رسول الله أجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال النبي صلى الله عليه وسلم الله أكبر إنها السنن قلتم كما قالت بنو إسرائيل لموسى { اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَة ، قَالَ: إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ لتركبن سنن من كان قبلكم }.
ولاحظ اللفظ الثاني
أخرجه الترمذي وغيره من رواية واقد الليثي قال: خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى حنين ونحن حديثوا عهد بكفر، وكانوا أسلموا يوم فتح مكة، قال: فمررنا بشجرة فقلنا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، وكان للكفار سدرة يعكفون حولها، ويعلقون بها أسلحتهم يدعونها ذات أنواط، فلما قلنا ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم- قال:" الله أكبر، قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنوا إسرائيل لموسى: اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة، قال: إنكم قوم تجهلون، لتركبن سنن من كان قبلكم ".
وذات الأنواط هي شجرة كانت تعبد في الجاهلية وهي سمرة كان المتعبدون لها ينوطون بها سلاحهم ويعكفون حولها.
ولتوضيح المعنى
اولاً:- قوله" كانوا أسلموا يوم فتح مكة " يفيد أن الذين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم
:" اجعل لنا ذات أنواط .. " لم يمض على إسلامهم سوى أيام
لأن فتح مكة كان في رمضان لثلاث عشرة ليلة بقين منه وكان غزو النبي صلى الله عليه وسلم لهوازن يوم حنين بعد الفتح في الخامس من شوال أي بين فتح مكة وغزوة حنين خمسة عشر يوماً فقط على الراجح من أقوال السلف والمؤرخين ـوكان إسلام هؤلاء بين وخلال هذه الأيام فقط فهم كانوا حديثوا عهد بكفر فكان يجب توضيح الإسلام لهم ونهيهم عن التشبه بالمشركين
فأن ذات الانواط شجرة كان الكفار يعلقون عليها أسلحتهم تعظيما لها وعبدوها من دون الله تعالي وكانوا ي***ون لها ويعتقدون انهم تنصرهم علي الاعداء وسؤال حديثوا عهد بكفر كان مشابهة الكفار والتشبه بهم وهذا ما يفيده جواب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لهم لأنهم أرادوا تقليد المشركين وذات الانواط عظمت من الكفار وعبدت وكان يدار حولها اعتقادا في ضرها ونفعها ويخرجون اليها كل عام للعبادة وهذا ما نصت عليه كتب السيرة والاحاديث والتفسير

فكان النهي حتى عن تعليق اسلحتهم مثل الكفار حتى لا يستدرجوا وهم حديثي العهد بالإسلام إلى عبادتها وقد كان العرب في الجاهلية أهل شرك يعبدون الأصنام، ويجعلون منها شركاء لله، فجاء الإسلام بالتوحيد ونفي الشركاء، وإبطال عبادة الأصنام وقد شرع أحكاماً كثيرة لسد ذرائع العودة إلى الشرك.!!!!
ولذلك كان رد نبينا صلى الله عليه وسلم قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنوا إسرائيل لموسى: اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة.
ثانياً:- النهي عن مشابهة الكفار حتى في تعليق الاسلحة لانه لا يوجد علة شرعية في هذا والخوف من استدراجهم لعبادتها
وقولنا بأن شجرة ذات أنواط كان المشركون يعظمونها من غير علة صحيحة وذلك لأن هذه الشجرة ليست معظمة كتعظيم بيت الله الحرام فإن المشركين كانوا يعظمون بيت الله الحرام فجاء الإسلام يدعو بتعظيمه والتشديد على حرمته.
كان للعرب المشركين أربعة أشهر حرم فجاء الإسلام وأقرها بأنها أشهر حرم فتلك الأمور كان المشركون يعظمونها ولا يعبدونها أما هذه الشجرة فكانت تعظم وتعبد من دون الله تعالى فكانت تشمل المعنى اللغوي والمصطلحي للعبادة ولذلك نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك.
وتعظيم الكفار للأصنام والأشجار كان تعظيم عبادة فكانت لهم آلهة من دون الله!!!
والقاعدة أن تعظيم الأشياء متوقف على علةٍ صحيحةٍ، وهي تعظيم الشرع لها.
وكذلك عدم تقليد المشركين والتشبه بهم فيما لا تتحقق فيه المصالح الشرعية.
و المعنى يتضح في قول النبي صلى الله عليه وسلم في أفضلية الصلاة في مسجده وفيما بين قبره الشريف ومنبره أليس هذا تبرك ببقعة ولها أفضلية فيتضح المعنى في الحديث أنه لا يوجد علة شرعية لهذا العمل.
وتواتر الحديثُ المعروف عن رسول الله صلي الله عليه وسلم: "ما بين بيتي (قبري) ومنبري روضة من رياض الجنَّة".
وفي النصِّ عنه صلى الله عليه وسلم:"إن منبري على تُرع الجنَّة".
والتُرعة هي الروضة على المكان المترفع خاصة.
وما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما وتتبعه لأماكن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وهل كان لا يعلم الشرك من غير الشرك العياذ بالله؟؟؟
وهذا الحديث يثبت ما قلنا
عن محمد بن عمران الأنصاري عن أبيه أنه قال: عدل إليّ عبد الله بن عمر وأنا نازل تحت سرحة بطريق مكة فقال: ما أنزلك تحت هذه السرحة؟ فقلت: أردت ظلها، فقال: هل غير ذلك؟ فقلت: لا، ما أنزلني إلا ذلك، فقال عبد الله بن عمر: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «إذا كنت بين الأخشبين من منى ونفخ بيده نحو المشرق فإن هناك وادياً يقال له: السرر، به شجرة سر تحتها سبعون نبيا»( (حديث صحيح).
موطأ مالك: كتاب الحج، باب جامع الحج، رقم (949)، ط. دار إحياء التراث العربي- مصر، النسائي: كتاب مناسك الحج، باب ما ذكر في منى، رقم (2995)، ط. مكتب المطبوعات الإسلامية- حلب، وفي الكبرى رقم (3986)، ط. دار الكتب العلمية- بيروت، البيهقي في السنن الكبرى رقم (9392)، ط. مكتبة دار الباز- مكة المكرمة، ابن حبان في صحيحه رقم (6244)، ط. مؤسسة الرسالة- بيروت.
قال الزرقاني: وفيه التبرك بمواضع النبيين
شرح الزرقاني 2/ 530، ط. دار الكتب العلمية- بيروت
قال ابن عبد البر: وفي هذا الحديث دليل على التبرك بمواضع الأنبياء والصالحين ومقاماتهم ومساكنهم، وإلى هذا قصد عبد الله بن عمر بحديثه هذا، والله أعلم
( التمهيد 13/ 66-67)
ــــــــــــــــــ
وقد فهم الأئمة الأعلام مثل الإمام ابن حجر العسقلاني إمام الدنيا في الحديثحديث تتبع ابن عمر رضي الله عنها لأماكن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم
يقول الحافظ ابن حجر العسقلاني
ومحصل ذلك أن ابن عمر كان يتبرك بتلك الأماكن , وتشدده في الإتباع مشهور ولا يعارض ذلك ما ثبت عن أبيه أنه رأى الناس
في سفر يتبادرون إلى مكان فسأل عن ذلك فقالوا : قد صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم , فقال : من عرضت له الصلاة فليصل وإلا فليمض , فإنما هلك أهل الكتاب ; لأنهم تتبعوا آثار أنبيائهم فاتخذوها كنائس وبيعاً ; لأن ذلك من عمر محمول على أنه كره زيارتهم لمثل ذلك بغير صلاة أو خشي أن يشكل ذلك على من لا يعرف حقيقة الأمر فيظنه واجباً , وكلا الأمرين مأمون من ابن عمر , وقد تقدم حديث عتبان وسؤاله النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي في بيته ليتخذه مصلى وإجابة النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك فهو حجة في التبرك بآثار الصالحين....
ــــــــــــــــــ

قال الحافظ الزبيدي في الإتحاف في شرح الحديث (ج4 ص429):
وإنما كان ابن عمر يصلي في هذه المواضع للتبرك
ــــــــــــــــــ
عن نافع عن ابن عمر:
انّه كان في طريق مكة يقول برأس راحلته يثنيها ويقول: لعلَّ خُفاً يقع على خف ، يعني راحلة النبي(صلى الله عليه وسلم)
سير أعلام النبلاء 3: 237 ، حلية الأولياء 1: 310
فتح الباري ابن رجب 3:294
ــــــــــــــــــ
كان ابن عمر يتبرّك بمقعد النبي (صلى الله عليه وسلم) من منبر
وفاء الوفاء 4: 1406
ــــــــــــــــــ
عن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عبد القاري انّه نظر إلى ابن عمر
وهو يضع يده على مقعد النبي (صلى الله عليه وآله) من المنبر ثم يضعها على وجهه.
المغني لابن قدامة 3: 559 .
وغيرها من الأدلة التي ستأتي في صلب الموضوع
ومن أقوال العلماء مثلاً في التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم
في صحيح البخاري ج 2 ص 222 قال:
حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا أنس ابن عياض قال حدثني عبيد الله عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الايمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها .
الحافظ ابن حجر في فتح الباري ج 4 ص 81 في شرح حديث رأي ابن حجر العسقلاني
((قوله كما تأزر الحية إلى جحرها: أي أنها كما تنتشر من جحرها فطلب ما تعيش به فإذا راعها شئ رجعت إلى جحرها كذلك الإيمان انتشر في المدينة وكل مؤمن له من نفسه سائق إلى المدينة لمحبته في النبي صلى الله عليه وسلم فيشمل ذلك جميع الأزمنة لأنه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم للتعلم منه وفي زمن الصحابة والتابعين وتابعيهم للاقتداء بهديهم ومن بعد ذلك لزيارة قبره صلى الله عليه وسلم والصلاة في مسجده والتبرك بمشاهدة آثاره وآثار أصحابه .
انتهى
ــــــــــــــــــ
قال القاضي ناقلاً عن العلماء في الشفا بتعريف حقوق المصطفى
((مما لم يزل من شأن من حج المرور بالمدينة ، و القصد إلى الصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و
التبرك برؤية روضته و منبره و قبره ، و مجلسه ، و ملامس يديه ، و مواطئ قدميه ، و العمود الذي كان يستند إليه ، و ينزل جبريل بالوحي فيه عليه ، و بمن عمره و قصده من الصحابة و أئمة المسلمين ، و الاعتبار بذلك كله .))
الشفا 319
ــــــــــــــــــ
ولنري فهم السلف الصالح لهذا الحديث ومعنى عبادة الكفار لهذه الشجرة بمعنى العبادة الشرعي.
قال الإمام الرازي في التفسير الكبير في تفسير سورة البقرة :
( 108 ) ...
((الرابع :
سأل قوم من المسلمين أن يجعل لهم ذات أنواط كما كان للمشركين ذات أنواط ، وهي شجرة كانوا يعبدونها ويعلقون عليها المأكول والمشروب ، كما سألوا موسى أن يجعل لهم إلهاً كما لهم آلهة .))اهـ
في البحر المحيط
((وفي الحديث مروا في غزوة حنين على روح سدرة خضراء عظيمة فقيل يا رسول الله إجعل لنا ذات أنواط
وكانت ذات أنواط سرحة لبعض المشركين يعلقون بها أسحلتهم ولها يوم يجتمعون إليها فأراد قائل ذلك أن يشرع الرسول ذلك في الإسلام ورأى الرسول عليه الصلاه والسلام ذلك ذريعة إلى عبادة تلك السرحة فأنكره وقال { اللَّهِ أَكْبَرُ * قُلْتُمْ * وَاللَّهُ * كَمَا قَالَ بَنِي إِسْراءيلَ } { اجْعَلْ لَّنَا إِلَاهًا } خالقاً مدبراً لأن الذي يجعله موسى لا يمكن أن يجعله خالقاً للعالم ومدبّراً فالأقرب أنهم طلبوا أن يعين لهم تماثيل وصوراً يتقربون بعبادتها إلى الله تعالى وقد حكى عن عبادة الأوثان قولهم { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى } وأجمع كلّ الأنبياء عليهم السلام على أن عبادة غير الله كفر سواء اعتقد كونه إلهاً للعالم أو أن عبادته تقرب إلى الله)) انتهى
وقال أبو السعود في تفسير الآية سورة البقرة 108
((وقيل سأله عليه السلام قوم من المسلمين أن يجعل لهم ذات أنواط
كما كانت للمشركين وهي شجرة كانوا يعبدونها ويعلقون عليها المأكول والمشروب وقوله تعالى
{ كما سئل موسى } مصدر تشبيهي أي نعت لمصدر مؤكد محذوف وما مصدرية أي سؤال مشبها بسؤال موسى عليه السلام حيث قيل له أجعل لنا إلها وأرنا الله جهرة وغير ذلك ومقتضى الظاهر أن يقال كما سألوا موسى لأن المشبه هو المصدر من المبنى للفاعل أعني سائلية المخاطبين لا من المبني للمفعول أعني مسؤولية))
قال الإمام القرطبي في تفسير آية : {اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة}
قال القرطبي : ((ونظيره قول جهال الأعراب وقد رأوا شجرة خضراء للكفار تسمى ذات أنواط - لأنهم كانوا ينوطون بها سلاحهم أى يعلقونه - وكان الكفار يعظمون هذه الشجرة فى كل سنة يوماً ، قال الأعراب : " يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الله أكبر . قلتم والذى نفسى بيده كما قال قوم موسى { اجعل لَّنَا إلهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ } لتركبن سنن من قبلكم حذو القذة بالقذة حتى إنهم لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ))
قال القاضي عياض في مشارق الأنوار على صحاح الاثار في شرح غريب الحديث (الموطأ - والبخاري - ومسلم )
((ذات أنواط شجرة عظيمة خضراكانت الجاهلية تأتيها كل سنة تعظمها وتعلق بها أسلحتها وت*** عندها قريبا من مكة وذكر أنهم كانوا إذا حجوا وضعوا عليها أرديتهم ودخلوا بغير أردية تعظيماً لها)
ج1 ص 11
وهكذا في باقي الأقوال أي أن الكفار كانوا يعظمون هذه الشجرة تعظيم عبادة فهم عبدة الأصنام والأوثان فكانوا يعبدونها من دون الله
- حديث قطع شجرة الرضوان
(فقد رأى عمر قوماً يتناوبون مكاناً يصلون فيه فقال: ما هذا؟ قالوا مكانٌ صلى فيه رسول الله قال: أتريدون أن تتخذوا آثار أنبيائكم مساجد، إنما هلك من كان قبلكم بهذا. من أدركته فيه الصلاة فليصلّ وإلا فليمض» (أخرجه ابن وضاح القرطبي في كتاب البدع والنهي عنها 41 واللفظ له وابن أبي شيبة في المصنف 2/376
فالأثر روي عن نافع مرسلاً في كتاب البدع والنهي عنها لابن وضاح القرطبي وقد نبه على ذلك أيضا محقق الكتاب انظر
البدع والنهي عنها ، برقم (107) [ تحقيق عمرو عبد المنعم ]
فهذا الاثر منقطع في الاصل وليس فيه حجة وقد صححه الحافظ ابن حجر العسقلاني على الرغم من أن نافعاً لم يُدركَ عمر بن الخطّاب فالحديث مرسل والحافظ ابن حجر العسقلاني نفسه أجاب عن ذلك كما سنعرضه فلا يفرح المعترض بتصحيحه
وإنما الصحيح هو ما ورد في صحيح البخاري
في أن الشجرة قد خفيت عن الجميع فكيف يقطعها امير المؤمنين؟
ورواة البخاري كلهم ثقات.
ذكر البخاري بإسناده عن طارق بن عبدالله قال : انطلقت حاجا فمررت بقوم يصلون قلت : ما هذا المسجد ؟ قالوا : هذه الشجرة حيث بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان ، فأتيت سعيد بن المسيب فأخبرته ، فقال سعيد : حدثني أبي أنه كان فيمن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة قال : فلما خرجنا من العام المقبل أنسيناها فلم نقدر عليها ، فقال سعيد : إن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لم يعلموها وعلمتموها أنتم ، فأنتم أعلم!!(صحيح البخاري ج4/ص1528)

وقال الإمام الحاكم في معرفة علوم الحديث ص65
( والحديبية بئر وكانت الشجرة بالقرب من البئر ، ثم إن الشجرة فُقدت بعد ذلك فلم يجدوها وقالوا إن السيول ذهبت بها ، فقال سعيد بن المسيب : ( سمعت أبي وكان من أصحاب الشجرة يقول : قد طلبناها غير مرة فلم نجدها ) أهـ
قال الطبري :
((وَزَعَمُوا أَنَّ عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ مَرَّ بِذَلِكَ الْمَكَان بَعْد أَنْ ذَهَبَتْ الشَّجَرَة , فَقَالَ : أَيْنَ كَانَتْ , فَجَعَلَ بَعْضهمْ يَقُول هُنَا , وَبَعْضهمْ يَقُول : هَهُنَا , فَلَمَّا كَثُرَ اِخْتِلَافهمْ قَالَ : سِيرُوا هَذَا التَّكَلُّف فَذَهَبَتْ الشَّجَرَة وَكَانَتْ سَمُرَة إِمَّا ذَهَبَ بِهَا سَيْل , وَإِمَّا شَيْء سِوَى ذَلِكَ .))
أي ان الشجرة لم تقطع لأنها لم تكن موجودة فيكف يكون الاطمئنان إلى هذا الحديث وهو مقطوع ومتنه أيضاً يضاد حديث صحيح في البخاري ومسلم؟؟؟
وإذا قلنا بصحة الأثر وأنه صحيح كما صرح الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله وأن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قطع الشجرة
فنقول:-
سيدنا عمر رضي الله عنه شديد الغيرة على الآثار النبوية عظيم العناية بها والحماية لها ، فعمر رضي الله عنه لم يقطعها ليمنع التبرك بالآثار أو لأنه لا يرى ذلك ولم يقع ذلك المعنى في قلبه أصلا ولم يخطر على باله أبداً بدليل أنه رضي الله عنه ثبت عنه التبرك وطلب التبرك بالآثار ونحوها
اي انه رضي الله عنه لما رأى الناس مجتمعين على شجرة زعموا أنها شجرة الرضوان التي حصلت عندها بيعة الرضوان وذكرها الله تعالى في كتابه بقوله:
{ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ } ، إذ كان رضي الله عنه يعرف حق المعرفة أن الشجرة غير معروفة ولا أحد يعلم مكانها فضلاً عن عينها وأن أصحابها الذين حضروها وشهدوها وبايعوا تحتها هم بأنفسهم لا يعرفونها فكيف بغيرهم بل قد صرحوا بذلك كما جاء في الصحيحين فتكون هذه الشجرة التي قطعت ليس لها أي أثر من الصحة للتبرك بها وعندما قصدوها بالتوجه إلى الله تعالى وهذا عمل باطل لأنهم نسبوا شيئاً لا تصح نسبته إلى رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم حيث نسبوا هذه الشجرة إليه أو أضافوها عليه صلى الله عليه وآله وسلم، فاشتدت عندها غيرة سيدنا عمر بهذه الإضافة المشكوك بأمرها!!!
كما أنه لم يتفق رأي رجلين على شجرة واحدة بالتعيين ، فإذا كان هذا في خلال سنة واحدة في عهد واحد ومع توافر وجود أصحاب الرضوان الذين حضروا عندها وبايعوا تحتها فما بالك بشجرة ظهرت في زمن عمر بعد سنوات عديدة .
فقام بقطعها لهذا السبب لانها ليست شجرة الرضوان
ومما يدل على التوهم فعلاً قول ابن تيمية.
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى :
(
أمر عمر رضي الله عنه بقطع الشجرة التي توهموا أنها الشجرة التي بايع الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم تحتها بيعة الرضوان لما رأى الناس ينتابونها ويصلون عندها كأنها المسجد الحرام أو مسجد المدينة ) اهـ
(اقتضاء الصراط المستقيم 1/306)

ولذلك قطعت لأن ليس لها اي أثر من الصحة للتبرك بها
والدليل على ما قلناه هو في صحيح البخاري عن ابن عمر – رضي الله عنهما – أنه جاء في العام التالي لعام بيعة الرضوان ( أي بعد صلح الحديبية) قال: فبحثنا عن الشجرة فلم يقع عليها رجلان!!!
وقد وضح سبب القطع إن صح الحافظ ابن حجر العسقلاني فقال
في حديث تتبع ابن عمر رضي الله عنها لأماكن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم
يقول ابن الحافظ ابن حجر العسقلاني
((ومحصل ذلك أن ابن عمر كان يتبرك بتلك الأماكن , وتشدده في الاتباع مشهور , ولا يعارض ذلك ما ثبت عن أبيه أنه رأى الناس في سفر يتبادرون إلى مكان فسأل عن ذلك فقالوا : قد صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم , فقال : من عرضت له الصلاة فليصل وإلا فليمض , فإنما هلك أهل الكتاب ; لأنهم تتبعوا آثار أنبيائهم فاتخذوها كنائس وبيعاً ; لأن ذلك من عمر محمول على أنه كره زيارتهم لمثل ذلك بغير صلاة أو خشي أن يشكل ذلك على من لا يعرف حقيقة الأمر فيظنه واجباً , وكلا الأمرين مأمون من ابن عمر , وقد تقدم حديث عتبان وسؤاله النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي في بيته ليتخذه مصلى وإجابة النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك فهو حجة في التبرك بآثار الصالحين....))ا.هـــ
ولِمَ لا؟ وقد قال سيدنا عمر رضي الله عنه كما جاء في صحيح البخاري
الجزء الاول صحيفة 58
(قلت: يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى فنزلت الآية: (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى)).
فالذي يعظم مقام سيدنا إبراهيم عيه السلام كيف لا يعظم مقام نبيه صلى الله عليه وسلم ويتهم من قام بالصلاة هناك بالشرك؟؟
واليك فعل أمير المؤمنين سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وارضاه
الاثر ورد ب في مسند الامام احمد , والمختارة وتاريخ دمسق لابن عساكر, وفضائل بيت المقدس لابن قدامة,
وفي الاصابة لابن حجر نسبه الي يعقوب بن شيبة , والبداية والنهاية لابن كثير وغيرهم.
( عن أبي سنان، عن عبيد بن آدم، وأبي، مريم وأبي شعيب أن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه كان بالجابية فذكر فتح بيت المقدس قال فقال أبو سلمة فحدثني أبو سنان عن عبيد بن آدم قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لكعب أين ترى أن أصلي فقال إن أخذت عني صليت خلف الصخرة فكانت القدس كلها بين يديك فقال عمر رضي الله عنه ضاهيت اليهودية لا
ولكن أصلي حيث صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقدم إلى القبلة فصلى ثم جاء فبسط رداءه فكنس الكناسة في ردائه وكنس الناس‏‏)
انتهي بهذا اللفظ عند كل من رواه.
أخرجه الإمام أحمد في مسنده – 1 / 268 ، 269 ، تحقيق أحمد شاكر وقال : " إسناده حسن "
كنز العمال / ج: 14 ص: 143
جمع الزوائد / ج: 4 ص: 6
سيدنا عمر ابن الخطاب امير المؤمنين رضي الله عنه وقوله في مسجد قباء
((قال سيدنا عمر رضي الله عنه: لو كان مسجد قباء في أفق من الآفاق ضربنا إليه أكباد المطي.))
رواه عبد الرزاق في المصنف وإسناده قوي.
وله طريق آخر رواه ابن أبي شيبة في تاريخ المدينة المنورة وهو صحيح بتعدد طرقة
مصنف عبد الرزاق (5/133) وتاريخ المدينة المنورة (1/49)
وما ورد من احتفاظه بآثار النبي صلى الله عليه وسلم كخاتمه وغيره كما سنرى
روى الإمام البخاري بسنده عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :
((اتخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
خاتماً من ورق وكان في يده ثم كان بعد في يد أبي بكر ثم كان بعد في يد عمر ثم كان بعد في يد عثمان حتى وقع بعد في بئر أريس نقشه محمد رسول الله .))
رواه البخاري في الصحيح في كتاب اللباس باب خاتم الفضة ، قال الحافظ ابن حجر : جاء في رواية النسائي : أنه التمس فلم يوجد ، وجاء في رواية ابن سعد : أنه كان في يد عثمان ست سنين . اهـ (فتح الباري ج10 ص313)
احتفاظ الخلفاء الراشدين ومنهم سيدنا عمر رضي الله عنه بحربة النبي صلى الله عليه وسلم
روى الإمام البخاري بسنده إلى الزبير رضي الله تعالى عنه قال :
((لقيت يوم بدر عبيدة بن سعيد بن العاص وهو مدجج لا يرى منه إلا عيناه وهو يكنى أبا ذات الكرش فقال : أنا أبو ذات الكرش فحملت عليه بالعنزة فطعنته في عينه فمات ، قال هشام : فأخبرت أن الزبير قال : لقد وضعت رجلي عليه ثم تمطأت فكان الجهد أن نزعتها وقد انثنى طرفاها ، قال عروة : فسأله إياها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطاه ، فلما قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذها ثم طلبها أبو بكر فأعطاه إياها ، فلما قبض أبو بكر سأله إياها عمر ، فأعطاه إياها ، فلما قبض عمر أخذها ، ثم طلبها عثمان منه فأعطاه إياها ، فلما *** عثمان وقعت عند آل علي فطلبها عبد الله ابن الزبير ، فكانت عنده حتى *** .

رواه البخاري في كتاب المغازي باب شهود الملائكة بدراً ..
وقوله فحملت عليه بالعنزة . العنزة بفتح النون هي كالحربة ، وقال بعضهم : هي شبه العكاز .))
وحاصل القصة هو أن الزبير *** عبيدة بن سعيد بن العاص يوم بدر طعنه في عينه بالعنزة فمات ، ثم طلب النبي - صلى الله عليه وسلم - منه تلك العنزة عارية فأعطاه ، فلما قبض - صلى الله عليه وسلم - أخذها الزبير ثم طلبها أبو بكر من الزبير عارية فأعطاه وبقيت عنده إلى أن مات ثم رجعت إلى الزبير صاحبها الأول ثم طلبها عمر من الزبير فأعطاه وبقيت عنده مدة حياته ثم رجعت إلى الزبير صاحبها الأول ثم طلبها عثمان منه فأعطاه إياها فلما *** عثمان وقعت عند عليّ فطلبها الزبير صاحبها الأول فكانت عنده حتى ***. أنظر (الفتح ج7 ص314 ، وعمدة القاري ج17 ص107) .
ونحن نتساءل لماذا هذا الحرص العظيم والاهتمام بهذه الحربة والحراب كثيرة ، ولعل هناك ما هو أحسن منها وأجود وممن هذا الحرص ؟ إنه من الخلفاء الأربعة الراشدين المهتدين أئمة الدين وأركان التوحيد وأمناء الدين
محافظة عمر بن الخطاب على ميزاب العباس رضي الله عنهما
لأنه وضعه - صلى الله عليه وسلم-
((عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : كان للعباس ميزاب على طريق عمر - رضي الله عنه - فلبس عمر ثيابه يوم الجمعة وقد كان *** للعباس فرخان ، فلما وافى الميزاب صب فيه من دم الفرخين فأصاب عمر فأمر عمر بقلعه ثم رجع فطرح ثيابه ولبس غيرها ، ثم جاء فصلى بالناس فأتاه العباس فقال : والله إنه الموضع الذي وضعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال عمر للعباس : عزمت عليك لما صعدت على ظهري حتى تضعه في الموضع الذي وضعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ففعل ذلك العباس .)) كذا في الكنز (ج7 ص66) .
وقال الإمام أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة في كتابه المغني :
((فصل : ولا يجوز إخراج الميازيب إلى الطريق الأعظم ولا يجوز إخراجها إلى درب نافذ إلا بإذن أهله .
وقال أبو حنيفة ومالك والشافعي : يجوز إخراجها إلى الطريق لأن عمر - رضي الله عنه - اجتاز على دار العباس وقد نصب ميزاباً إلى الطريق فقلعه ، فقال العباس : تقلعه وقد نصبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده ؟ فقال : والله لا نصبته إلا على ظهري وانحنى حتى صعد على ظهره فنصبه .)) اهـ
من المغني لابن قدامة (4/554) .

أبو إسراء A 11-05-2010 06:11 AM

نفى التشيع عن هذا الرجل لن يفيدك فى شىء فالهدف إثبات هل نشأ التصوف فى حضن التشيع أم لا؟؟


أول من أسس التصوف هم الشيعة فالضلال الصوفي هو حركة تطويق المسلمين ممن هم على غير التشيع
للمضي بهم في طريق الانحراف عن الإسلام الحنيف , واليهود والفرس هم من كانوا وراء هذا التدبير فمعلوم
إن الكثير من مشاهير الصوفية كانوا من أصول فارسية أمثال: إبراهيم ابن ادهم- ومعروف الكرخى-
وشقيق الكرخى-وحاتم الأصم-وسهل التسترى- وأبى يزيد البسطامى- والحلاج- والسهرودى وكان رواد الفكر الصوفي
جميعهم بلا استثناء فى القرن الثالث والرابع الهجريين من الفرس ولم يكن فيهم عربي قط. وأول من عرف بالصوفي
هو أبو هاشم الكوفي وينسب إلى الشيعة الأوائل كما فى الموسوعة الميسرة ويسميه الشيعة مخترع الصوفية
ويذكر بعض المؤرخين أن عبدك

(عبد الكريم) المتوفى سنة 210هجرية هو أول ما تسمى بالصوفي
ويذكر عنه الحارث المحاسبي أنه كان من طائفة نصف شيعية تسمي نفسها صوفية تأسست بالكوفة. بينما يذكر الملطي في التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع أن عبدك كان رأس فرقة من الزنادقة (*) الذين زعموا أن الدنيا كلها حرام، لا يحل لأحد منها إلا القوت، حيث ذهب أئمة الهدى، ولا تحل الدنيا إلا بإمام عادل، وإلا فهي حرام، ومعاملة أهلها حرام.
.
وجابر بن حيان سمي الصوفي وهو رافضي، وكتبه الموجودة المطبوعة الآن في العلوم الكيميائية, يقول فيها: إن إمامي ووصي أوصاني بأن أفعل كذا وأفعل كذا, ويقولون: إنه يشير بذلك إلى جعفر الصادق ، وهو أول من سمي الصوفي, ويقولون: إن معروف الكرخي يستمد ولايته من كونه كان بواباً عند علي الرضا , وتنتهي سلسلة خرقة التصوف إلى علي بن أبي طالب في كثير من الطرق, مثلما
ولاحظ اخى التداخل بين التشيع والتصوف
ومن ينظر إلى الوسائل والغايات لدى الشيعة والصوفية يجد تطابقا مذهلا لا ينكره غير الغافل . وكما للحق أقوام
فللباطل أقوام وبينما يرى الشيعة إنهم ينتسبون إلى على بن أبى طالب وينسبون إليه أسرار العلم الباطني,يرى الصوفية
أيضا وهم في مجموعهم ينسبون أنفسهم إلى أهل السنة والجماعة وفى الوقت الذي ينسب فيه الشيعة كل معتقداتهم
إلى أئمتهم المنسوبين إلى أهل البيت النبوي ويزعمون أن معتقداتهم مستمده من القران والأحاديث وخاصة ما نسبوا
أسانيدها للإمام على كما يمضى الصوفية بعيدا في زعمهم فيقولون أن أل البيت كانوا من الصوفية-وزعم كل المحتالين
ممن أسسوا الدول الشيعية:دولة القرامطة-والدولة الفاطمية-والدولة الصفوية-زعموا الانتساب لأل البيت ومن فاتوا هذا
النسب يزعم الانتساب للصحابة مثل أصحاب الطريقة النقشبندية:أن شيخهم من سلالة سيدنا أبى بكر(اقرأ اخى كتاب:-
التعرف على مذاهب أهل التصوف-ل محمد الكلابادى-والشعراني-الطبقات الكبرى )
ويقول الشعراني الصوفي لا يبلغ الرجل إلى منازل الصديقين حتى يترك زوجته كأنها أرملة, وأولاده كالأيتام
ويأوي إلى مز ابل الكلاب,وهاهو حجة الإسلام أبو حامد الغزالي يقول في كتابه(المفصح بالأحوال )
إن الصوفية في يقظتهم يشاهدون الملائكة وأرواح الأنبياء ويسمعون منهم أصوات,ويقتبسون منهم فوائد
اقرأ كتاب التصوف والمتصوفة لعبد الكريم الخطيب.ويسمى الصوفيين أنفسهم بالعارفين بالله والتسمية بالعارف
بدعة صوفية اى معرفة أن الله هو عين الحق وليس المقصود بالمعرفة العلم الذي يتم تحصيله بالدراسة وإنما يزعمون
إن العلم لا دنى يأتيهم مباشرة من الله دون درس أو تحصيل وإنما بالكشف,وهو فيما يرون هو الاضطلاع
على ما وراء الحجاب,ويتحصلون على معارفهم بالأخذ مباشرة من النبي يقظة أو مناما أو الأخذ من الخضر عليه السلام
صاحب موسى وعن طريق الإلهام والتلقي من الله مباشرة وبذلك جعلوا مقام الصوفي فوق مقام النبي ومن مزاعمهم
تلقى المعارف عن طريق المعراج وذلك بعروج روح الولي إلى العالم الآخر ومنهم من ادعى العروج بشخصه
لا بروحه فقط وانتشر التصوف ونشأت فرقهم في مصر والعراق وشمال غرب أفريقيا وفى غرب ووسط وشرق آسيا
وبعض البلاد في أوربا كالبوسنة ولقد اهتمت المؤسسات الأكاديمية والجامعات في أوربا بهذه الدعوة وهذا اهتمام مريب
فما قصدوا به إلا بيان الجانب السلبي من ممارسات المسلمين حتى تنسب هذه الممارسات المنحرفة إلى عقيدة الإسلام
ويزعم الصوفية إن لكل حرف بالقران معنى لا يضطلع عليه إلا الصوفي المتبحر المكشوف عن قلبه(كما قالت الشيعة في مذهبهم).غير إن بعض الحمق أهون من بعض.إذ يعتقد المتصوفة في الله عقائد شتى منها الحلول(اى بمعنى أن الله يحل في
مخلوقاته فيعلم الصوفي الغيب كما يعلمه الله سبحانه ومنها الاتحاد بمعنى اتحاد الصوفي بالله حتى يصل الفرد منهم
في زعمهم إلى مقام الألوهية وانتهى بهم الأمر إلى القول بوحدة الوجود التي تعنى نفى الثنائية بين الله ومخلوقاته.وما
هذه المخلوقات حتى أحقرها سوى الله).(تعالى الله عما يصفون )

ما أشد الشبه بين الأب وإبنه غير الشرعى.

محب القوم 11-05-2010 06:15 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مستر/ عصام الجاويش (المشاركة 2163999)
ياسلام على العقيده الصوفيه التى تشبه تماما عقيده الروافض الاستاذ محب يقول
بالذكر أن المدائح النبوية ازدهرت في فترة الحروب الصليبية وأصبحت فناً مستقلاً بذاته فقد مدح الشعراء الرسول صلي الله عليه وسلم وتوسلوا به إلى الله سبحانه لكشف الغمة عن أمته
(الأدب في العصر الأيوبي، محمد زغلول سلام. القاهرة 1968 دار المعارف ص236)

ــــــــــــــــــ
سيدنا عمر بن الخطاب لم يتوسل بالنبى بعد مماته ولم يفعل ذلك اى من الصحابه لان هذا حرام باتفاق العلماء ولو ان الصوفيه يتركون الاحاديث الموضوعه ويعتمدوا على الصحيح لكان خيرا لهم اسمع كلام العلماء
يقول سماحة الشيخ ابن باز - رحمه الله- في جوابه على سؤال
وجّه إليه في حكم التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، ما نصه:

"التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم فيه تفصيل، فإن كان ذلك باتباعه ومحبته
وطاعة أوامره وترك نواهية والإخلاص لله في العبادة فهذا هو الإسلام وهو دين
الله الذي بعث به أنبياءه، وهو الواجب على كل مكلف.. وهو الوسيلة للسعادة
في الدنيا والآخرة، أما التوسل بدعائه والاستغاثة به وطلبه النصر على
الأعداء والشفاء للمرضى - فهذا هو الشرك الأكبر وهو دين أبي جهل وأشباهه من
عبدة الأوثان، وهكذا فعل ذلك مع غيره من الأنبياء والأولياء أو الجن أو
الملائكة أو الأشجار أو الأحجار أو الأصنام. وهناك نوع ثالث يسمى التوسل
وهو التوسل بجاهه صلى الله عليه وسلم أو بحقه أو بذاته مثل أن يقول
الإنسان: أسألك يا الله بنبيك أو جاه نبيك أو حق
نبيك أو جاه الأنبياء أو حق الأنبياء أو جاه الأولياء أو الصالحين وأمثال
ذلك فهذا بدعة ومن وسائل الشرك
ولا يجوز فعله معه صلى الله عليه
وسلم ولا مع غيره؛ لأن الله سبحانه وتعالى لم يشرع ذلك، والعبادات توقيفية
لا يجوز منها إلا ما دل عليه الشرع المطهر، وأما توسل الأعمى به في حياته
صلى الله عليه وسلم فهو توسل به صلى الله عليه وسلم ليدعو له ويشفع له إلى
الله في إعادة بصره إليه، وليس توسلاً بالذات أو الجاه أو الحق كما يعلم
ذلك من سياق الحديث وكما أوضح ذلك علماء السنة في شرح الحديث.

وقد بسط الكلام في ذلك شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله في كتبه
الكثيرة المفيدة، ومنها كتابه المسمى: (القاعدة
الجليلة في التوسل والوسيلة)
وهو كتاب مفيد جدير بالاطلاع عليه
والاستفادة منه.

وهذا حكم جائز مع غيره صلى الله عليه وسلم من الأحياء كأن تقول لأخيك أو
أبيك أو من تظن فيه الخير: ادع الله لي أن يشفيني من مرضي أو يرد عليّ بصري
أو يرزقني الذرية الصالحة أو نحو ذلك بإجماع أهل العلم. والله ولي
التوفيق".

وقال الشيخ ابن عثيمين في جوابه على سؤال وجّه
إليه:

"واعلم أن المقصود بالزيارة أمران:
أحدهما: انتفاع الزائر بتذكر الآخرة والاعتبار والاتعاظ، فإن هؤلاء القوم
الذين هم الآن في بطن الأرض، كانوا بالأمس على ظهرها، وسيجري لهذا الزائر
ما جرى لهم، فيعتبر ويغتنم الأوقات والفرص، ويعمل لهذا اليوم الذي سيكون في
هذا المثوى الذي كان عليه هؤلاء.وثانيهما: الدعاء لأهل القبور بما كان
الرسول، صلى الله عليه وسلم يدعو به من السلام وسؤال الرحمة، وأما أن يسأل
الأموات ويتوسل بهم فإن هذا محرم ومن الشرك؛ ولا فرق في هذا بين قبر النبي،
صلى الله عليه وسلم وقبر غيره، فإنه لا يجوز أن يتوسل أحد بقبر النبي عليه
الصلاة والسلام، أو بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته، فإن هذا من الشرك
لأنه لو كان هذا حقاً لكان أسبق الناس إليه الصحابة- رضي الله عنهم- ومع
ذلك فإنهم لا يتوسلون به بعد موته فقد استسقى عمر- رضي الله عنه- ذات يوم
فقال: (اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا
فاسقنا) ثم قام العباس- رضي الله عنه- فدعا ، وهذا
دليل على أنه لا يتوسل بالميت مهما كانت درجته ومنزلته عند الله - تعالى-
وإنما يتوسل بدعاء الحي الذي ترجى إجابة دعوته
؛ لصلاحه
واستقامته في دين الله - عزّ وجلّ- فإذا كان الرجل ممن عرف بالدين
والاستقامة وتوسل بدعائه، فإن هذا لا بأس به كما فعل أمير المؤمنين عمر -
رضي الله عنه-، وأما الأموات فلا يتوسل بهم أبداً، ودعاؤهم شرك أكبر مخرج
من الملة، قال الله - تعالى-: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ
لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ
جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر:60]

وقال أيضاً:
"أما التوسل الممنوع فهو أن يتوسل الإنسان بالمخلوق، فإن هذا لا يجوز،
فالتوسل بالمخلوق حرام، يعني لا بدعائه ولكن بذاته، مثل أن تقول (اللهم إني
أسألك بمحمد صلى الله عليه وسلم كذا وكذا) فإن هذا لا يجوز، وكذلك لو سألت
بجاه الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه لا يجوز، لأن هذا المسبب لم يجعله
الله ورسوله سبباً".

هذا، وقد وجهت إلى اللجنة الدائمة أسئلة في هذا الموضوع ومما أجابت اللجنة
عليها:
"التوسل إلى الله في الدعاء بجاه الرسول صلى الله عليه وسلم أو ذاته أو
منزلته غير مشروع لأنه ذريعة إلى الشرك، فكان البحث فيه لبيان ما هو الحق
من مباحث العقيدة، وأما التوسل إلى الله بأسمائه جل شأنه وبصفاته وباتباع
رسوله والعمل بما جاء به من عقيدة وأحكام فهذا مشروع. وبالله التوفيق وصلى
الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم".

"أولاً: التوسل على الله ببركة القرآن مشروع وليس شركاً.

ثانياً: التوسل ببركة بعض المخلوقين مثل النبي صلى الله عليه وسلم من البدع
المنكرة، لأن التوسل من العبادات التوقيفية ولم يثبت في الشرع المطهر ما
يدل على جوازه في المخلوقين أو حقهم أو جاههم أو بركتهم، وقد صح عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))
.




http://illiweb.com/fa/prosilver/arrow_up.gif http://illiweb.com/fa/prosilver/arrow_down.gif



  • هل هؤلا هم ائمتك؟؟
  • ائمتنا نحن الصوفية السلف الصالح فاليك الائمة وقد اوردنا من الادلة ما يكشف ان هذه الاقوال العصرية شذت وخطأ محض ومخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وشذوذ عن جمهور واجماع الامة الإسلامة والسلف والمذاهب الفقيهة فراجعها فهؤلاء هم سلفنا ونترك لك سلفك ابن باز وابن عثيمين رحمهم الله واتركوا لنا السلف وعلماء الامة ناخذ باقوالهم.
  • بيان أسماء بعض الفقهاء المتوسلين بالنبي صلى الله عليه وسلم على الترتيب الأبجدي
  • ١- أبو إسحاق الخجندي الكازروني ( حنفي ) : كان من شعره " خافت النار إلهاً فانتحت تتشفع لائذة بالرسول " التحفة اللطيفة ( ١ / ٨٣ ) .
  • ٢- أبو الإخلاص الشرنبلالى ( حنفى ) : توسل بقوله " جئنا كما نتوسـل بكما إلـى سيدنا رسـول الله " نور الإيضاح ( ١ / ١٥٦ ) .
  • ٣- أبو الحسن المالكى : توسل بقوله " بمحمد وآله وصحبه " كفاية الطالب
  • ( ٢ / ٦٧٨ ) .
  • ٤- أبو حامد الغزالى ( شافعى ) : توسل بقوله " وقصدنا نبيـك مستشفعـين به وحقه عليك " - إحياء علوم الدين ( ١ / ٢٦٠ ) .
  • ٥- أبو عبد الله السامرى الحنبلى : ذُكر فيمن يقول بأن الزائر يقول لرسـول الله صلى الله عليه وسلم " يا محمد إنى أتوجه بك إلى ربى " ( شفاء السقام ).
  • ٦- أبو منصور الكرمانى الحنفى : قال فى أدب الزيارة : " أن يخاطب الإنسان رسـول الله صلى الله عليه وسلم ويقول أن فلان وفلان يستشفع بك يا رسول الله ".
  • ٧- ابن أبى الوفاء القرشى الحنفى : توسل بقوله " بجـاه رسول الله ". طبقات الحنفية ( ١ / ٣٥٣ ) .
  • ٨- ابن أبى جمرة : ذكر زيارة الأنبياء ثم التوسل إلى الله تعالى بهم فى قضاء مآربه ومغفرة ذنوبه مختصر البخارى .
  • ٩- ابن الحاج ( مالكى ) : قال بالتوسل الشواهد ( ص : ٨٥ ) شواهد الحق للنبهاوى .
  • ١٠- ابن الخطيب : توسل بقوله " ومن توسـل إليه بمحمد نجاه ونفعه ". وسيلة الإسلام ( ١ / ٣١ ) .
  • ١١- ابن الرفعة ( شافعى ) : له رد على ابن تيمية وكان هو الذى يناظره فى التوسل والزيارة وكان أحد أسباب سجنه .
  • ١٢- ابن الزملكانى ( شافعى ) : توسل بقوله " يا صاحب الجــاه " وهذا أيضاً أحد علماء الأمة من ناظره ابن تيمية شواهــد الحـق ( صفحة ٣٨٣ ) .
  • ١٣- ابن الملقن ( شافعى ) : توسل بقوله " بمحمــد وآلــه " . خلاصـة البدر المنير ( ١ / ٥ ) .
  • ١٤- ابن جزى : بلفظ " يتشفع به " القوانين الفقهية ( ١ / ٩٥ ) .
  • ١٥- ابن حجر الهيتمى ( شافعى ) : قال بالتوسل - فى حاشيته على الإيضاح وفى كتابه الجوهر المنظم فى زيارة القبر الشريف النبوى المكرم .
  • ١٦- ابن عابدين ( حنفى ) : توسل بقوله " بجاه سيد الأنبياء والمرسلين " . حاشية ابن عابدين ( ٨ / ٥١١ ) .
  • ١٧- ابن عاشر المالكى : توسل بقوله " بجاه سيد الأنام " المرشد المعين على الضرورى من علوم الدين ( ٢ / ٣٠٠ ) .
  • ١٨- ابن عجيبة الحسني : توسل بقوله " بجاه نبينا المصطفى ". إيقاظ الهمم شرح الحكم ( صفحة ٤ ) .
  • ١٩- ابن عطاء الله السكندرى : توســــل بقولـــه " بجــاه محمـــد ". لطائف المنـن ( صفحة ١١ ، ١٢ ) .
  • ٢٠- ابن عقيل( حنبلي ) : وكان يقول فى زيارة النبي صلى الله عليه وسلم: " يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي " - (التذكرة ٨٧ ) المكتبة الظاهرية بدمشق .
  • ٢١- ابن علان : توسل بقوله " بجاه نبيك سيد المرسلين " . شرح الأذكار ( ٢ / ٢٩ ).
  • ٢٢- ابن قاضى شهبه ( شافعي) : فى ترجمة أحمد بن علي الهمداني قال " والدعاء عند قبـره مستجاب " طبقات الشافعية ( ٢ / ١٥٥ ) .
  • ٢٣- ابن قدامة المقدسى الحنبلي : قـال " ويستحب زيارة قـبر الرسـول " ثم ذكر قصة العتبى وما فيها من توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم - المغني ( ٣ / ٢٩٨)
  • ٢٤- ابن مفلح الحنبلي : ذكر قصة العتبي وأقرها المبدع ( ٣ / ٢٥٩ ) .
  • ٢٥- ابن ميارة المالكى : توسل بقوله " نتوسل إليك بجاه أحب الخلق " .الدر الثمين والمورد المعين ( ٢ / ٣٠٢ ) .
  • ٢٦- الإمام القشيرى .
  • ٢٧- البارزي : له كتاب توثيق عرى الإيمان ( الباب الثالث إغاثته صلى الله عليه وسلم لمن استغاث به ) .
  • ٢٨- البجيرمى ( شافعي ) : " مع أنه أعظم وسيلة حياً وميتاً " حاشية البجيرمي .
  • ٢٩- البهوتى ( حنبلي ) : ذكر قصة العتبى وأقرها كشف القناع ( ٢ / ٥١٦ ) .
  • ٣٠- الجاوى : توسل بقوله " بجاه النبي المختار " نهاية الزين ( ١ / ٧٧ ) .
  • ٣١- الجرجانى : قال بالتوسل - في أوائل حاشيته على المطالع .
  • ٣٢- الرافعى القزويني ( شافعي ) : توسل بقوله "متوسلاً بشفاعـة من عنده يوم الجزاء " التدويـن فى أخبار قزوين ( ٢ / ٧٦ ) .
  • ٣٣- الحطاب : وأمرنا بسؤال الوسيلة مواهب الجليل ( ٢ / ٥٤٥ ) .
  • ٣٤- الخرشي : أجاز التوسل وخص الإقسام على الله بالنبي صلى الله عليه وسلم الشرح الكبير على متن خليل ( الجزء الثالث ) .
  • ٣٥- الرملي ( شافعي ) : توسل بقوله " وبنبيه أتوسل " شرح زيد بن رسلان .
  • ٣٦- الزرقاني : توسل بقوله " بجاه أفضل الأنام " شرح الزرقاني ( ٢ / ٢٩٧ )
  • ٣٧- الزيني المراغي : رد على ابن تيمية وبدعه .
  • ٣٨- السمهودي : التوسل والتشفع به صلى الله عليه وسلم وبجاهه وببركته .خلاصة الوفـا ( ٢ / ٤١٩ ) .
  • ٣٩- السيد البكري ( شافعي ) : توسل بقوله " بجـاه سيدنا محمد " .إعانـة الطالبين ( ٤ / ٣٤٤ ) .
  • ٤٠- الشربيني( شافعي) : ويتوسل به فى حق نفسه الإقناع للشربيني ( ١ / ٢٥٨ )
  • ٤١- الشرواني ( شافعي ) : توسل بقوله " بجاه محمد سيد الأنام ". حواشي الشرواني ( ٦ / ٣٨١ ) .
  • ٤٢- الشهاب الخفاجي : باب الزيارة وفضل النبي صلى الله عليه وسلم نسيم الرياض شرح شفا القاضي عياض .
  • ٤٣- الشوكاني : توسل بقوله " بجاه المصطفى " البدر الطالع ( ١ / ٤٢٢ ) .
  • ٤٤- الطحطاوى ( حنفى ) : توسل بقوله " بجاه سيدنا محمد " حاشية الطحطاوى على مراقي الفلاح ( ١ / ٣٥٧ ) .
  • ٤٥- العز بن جماعة ( شافعي ) .
  • ٤٦- العز بن عبد السلام : أجاز الاقسام بالنبى إن صح الحديث والحديث صحيح باعتراف ابن تيمية تحفة الأحوذي ( ١٠ / ٢٥ ) .
  • ٤٧- العلامة خليل ( مالكي ) : توسل بقوله " وليتوسل به صلى الله عليه وسلم " ذكره الزرقاني في شرحه على المواهب اللدنية .
  • ٤٨- الغزي : توسل بقوله " بجاه سيد المرسلين " فتح القريب المجيب فى شرح ألفاظ التقريب ( صفحة ٧١ ) .
  • ٤٩- القاضي أبو الطيب ( شافعي ) : ذكر قصة العتبي وأقرها المجموع شــرح المهذب ( ٨ / ٢٥٦ ) .
  • ٥٠- القاضي تاج الدين ابن بنت الأعز ( شافعي ) : ممن ردوا على ابن تيمية .
  • ٥١- القاضي عياض ( مالكي ) : ذكر قصة مالك مع أبى جعفر المنصور وأقرها الشفا في تعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم .
  • ٥٢- القسطلاني : ويسأل الله تعالى بجاهه المواهب اللدنية ( ٨ / ٣٠٨ ) .
  • ٥٣- القونوي : كان من أسباب استمرار سجن ابن تيمية لما قاله في التوسل الدرر الكامنة .
  • ٥٤- الكمال بن الهمام ( حنفي ) : توسل بقوله " بحضــرة نبيــك " شرح فتح القدير ( ٣ / ١٨١ ) .
  • ٥٥- الماوردي ( شافعي ) : ذكـر قصة العتبي وأقـرها كما أقرها أبو الطيب المجموع شرح المهذب ( ٨ / ٢٥٦ ) .
  • ٥٦- المحب الطبري : توسل بقوله " بمحمد وآله وصحبه " ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى ( ١ / ٢٦١ ) .
  • ٥٧- اليافعي : توسل بقوله " وبرسوله " مرآة الجنان ( ٤ / ٣٦٢ ) .
  • ٥٨- تقي الدين أبو الفتح : توسل بقوله " وأرغب إليه بالنبي المصطفى " طبقات الشافعية الكبرى ( ٩ / ١٨١ ) .
  • ٥٩- تقي الدين الحصني ( شافعي ) : له كتاب الرد على من شبه وتمرد ونسب ذلك إلي . في تبديع ابن تيمية في موضوع التوسل والزيارة .
  • ٦٠- تقي الدين السبكي ( شافعي ) : له كتاب مشهور في الرد علي ابن تيمية في مسألة التوسل بعنوان ( شفاء السقام في زيارة خير الأنام ) .
  • ٦١- تقي الدين بن دقيق العيد ( شافعي ) : توسل بقوله " أعـد لها جـاه الشفيع المشفع " طبقات الشافعيـة الكــبرى ( ٩ / ٢٢١ ) .
  • ٦٢- زكريا الأنصاري ( شافعي ) : قال " ويتوسـل به في حـق نفسـه ويستشفع به إلى ربـه " فتح الوهاب ( ١ / ٢٥٧ ) .
  • ٦٣- سعد الدين التفتازاني : قال " ولهذا ينتفع بزيارة القبور والاستعانة بمنفوس الأخيار من الأموات " شرح المقاصد ( ٢ / ٣٣ ) .
  • ٦٤- صديق حسن خان : توسل بقوله " بجاه خير البرية " أبجد العلوم ( ٣ / ٢٨٠ ) .
  • ٦٥- صفي الدين بن أبي منصور .
  • ٦٦- عبد الغني الدهلوي : له رد علي ابن تيمية في التوسل .
  • ٦٧- عبد القادر الجيلاني ( حنبلي ) : في كتابه الغنية يتوسل بقوله " يا رسول الله إني أتوجه بك إلى ربي ليغفر لي " مروية في شواهد الحق للنبهاني ( ص : ٩٨ ) .
  • ٦٨- عبد الوهاب السبكي ( شافعي ) : له رسائل في الرد علي ابن تيمية في مسألة التوسل .
  • ٦٩- عماد الدين بن العطار - تلميذ النووي رحمهما الله - ( شافعي ) : قال " وأمرنا بسؤال الوسيلة والسؤال بجاهه " مواهب الجليل ( ٢ / ٥٤٤ ، ٥٤٥ ) .
  • ٧٠- محمد عميم الإحسان المجددي البركتي : توسل بقول " بحرمة سيدنا محمد . قواعد الفقه ( ١ / ٢٥٦ ) .
  • ٧١- ملا علي القاري ( حنفي ) : قـال " كان مستشفع به صلى الله عليه وسلم عند الجـدب " مرقاة المفاتيح ( ٣ / ١٦٧٦ ) وبدع ابن تيمية بسبب موضوع التوسل .
  • ٧٢- أبو منصور الصباغ : قال بالتوسل واستشهد بقصة العتبي - في كتابه الشامل .
  • ٧٣- القرافي : قال بالتوسل وأقر قصة العتبى في الذخيرة ( ٣ / ٣٧٥ ، ٣٧٦ ) .
  • ٧٤- السهيلي : قـال " إن عمر أقسم علي الله بالعباس وبالنبي صلى الله عليه وسـلم" الروض الآنف ( ١ / ٢٠٨).
  • ٧٥- ابن نجيم الحنفي : رخص في زيارة قبور الصالحين للترحم والتبرك البحر الرائق شرح كنز الحقائق .
  • ٧٦- البيضاوي : رخص باتخاذ مسجد في جوار قبور الصالحين بقصد التبرك فتح الباري ( 1 / 626 ) .
  • 77- ابن عماد الحنبلي : قال في ترجمة السيد أحمد النجاري الشريف " وقبره يزار ويتبرك به " شذرات الذهب ( ١٠ / ١٥٢ ) ونقل جمل كثيرة في التوسل .
  • ٧٨- الفخر التبريزي : كان إذا أشكلت عليه المسائل ذهب إلى قبر شيخه التاج التبريزي ويفكر فيها فتنجلي سريعاً فيض القدير للمناوي ( 5 / 487 ) .
  • 79- أحمد الدردير : قال بالتوسل وفي خاتمة الكتاب أيضاً - أقرب المسالك (٦ / ٥٥٩ ).
  • ٨٠- إبراهيم اللقاني ( صاحب جوهرة التوحـيد ) : قال " ليس للشـدائد مثل التوسل به صلى الله عليه وسلم " خلاصة الأثر للمحبي ( 1 / 8 ) .
  • 81- أحمد زروق ( المالكي ) : له رد علي ابن تيمية فيما أنكر من مسائل التوسل والاستغاثــة ومذكــور في مقدمــة شـرحه على حــزب البحــر شواهــد الحـق ( صفحة ٤٥٢ ) .
  • الأئمــــة الأربعـــــة الأعــــــــــلام

  • ١- أحمد بن حنبل
  • ورد بما لا مطعن فيه – والشيخ ابن تيمية مقر بصحته - أن الإمام أحمد بن حنبل قال في منسكه الذي كتبه للمروذي " أن في الاستسقاء يتوسـل بالنبي صلى الله عليه وسلم " . وكافة علماء الحنابلة يذكرون كلام أحمد بن حنبل في باب الاستسقاء .
  • ٢- الإمام أبو حنيفة :
  • له كـــلام في كراهـــة أن يقـــول الرجل " وأسألك بمعاقد العز من عرشك " لكنه قـــال في نصيحة لأبى يوسف " وأكثر من زيارة القبور والمشايخ والمواضع المباركة واقبل من العامة ما يقصون عليك من رؤياهم للنبي صلى الله عليه وســلم في المساجد والمقابر " - الطبقات السنية في تراجم الحنفية .
  • وما جاء في الكنز لا يوجد اسم الامام ابو حنيفة
  • بل تجدِ المسألةَ مفروضةً في الإقسامِ على الله بخَلقِهِ، لا في مجرّدِ سؤالِهِ بهم،
  • ٣- الإمام مالك بن أنس :
  • قال في قصة المناظرة بينه وبين أبي جعفر المنصور : " ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك وسيلة أبيـك آدم عليـه السلام إلى الله تعالى . سبق تخريجها
  • ٤- الإمام الشافعي :
  • قال " إني لأتبرك بأبي حنيفة وإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئت إلى قبـره وسألــت الله تعالـى الحاجــة عنــده فما تبعــد عني حتـى تقضى " تاريخ بغداد ( ١ / ١٢٣ ) .وغيره تم تخريجه سابقا.
  • أسماء بعض المتوسلين من مشهوري الفقهاء ممن لهم نص صريح في التوسل
نذكره على الإجماع:
  • من الشافعية :
  • القاضي الماوردي , والقاضي أبو الطيب , وأبو حامد الغزالي,
  • والعز بن عبد السلام , وتقي الدين بن دقيق العيد , والمحب الطبري, وابن الرفعة والرافعي, والقزويني , وابن الزملكاني, وتقي الدين السبكي , والبارزي , وابن الملقن , وابن قاضس شهبة, والعز بن جماعة , والجلال القزويني, وتقي الدين الحصني , والتفتازاني, والشريف الجرجاني, وزكريا الأنصاري, وابن حجر الهيتمي .
  • ومن المالكية :
  • القاضي عياض , وابن أبي جمرة , وابن عطاء الله السكندري , وابن الحاج ,والعلامة خليل و ابن الخطيب , وأبو الحسن المالكي, وابن جزي , وابن عاشر المالكي, وابن ميارة المالكي .
  • ومن الحنفية :
  • أبو إسحاق, الخجندي الكازروني, وأبو منصور الكرماني الحنفي, والكمال بن الهمام , وابن أبي الوفاء القرشي الحنفي, والخرشي , وابن عابدين , وأبو الإخلاص الشرنبلالى, وملا على القارى , وعبد الغنى الدهلوى , والطحطاوى , ومحمد عميم الإحسان المجددى البركتى .
  • ومن الحنابلة :
  • ابن عقيل , وعبد القادر الجيلاني , وابن قدامة المقدسي الحنبلي, وأبو عبد الله السامري الحنبلي , وابن مفلح الحنبلي , والبهوتي , والشوكاني , وصديق حسن خان .
  • هل كل هؤلاء المفسرين كفار ومشركون لانهم قالوا بالتوسل؟!!!
  • (١) عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : روى حديث توسل آدم عليه الســـلام بالنبي صلى الله عليه وسلم عندما ارتكب الخطيئة ،.
  • (٢) الثعالبى : توسل بقوله" بجاه عين الرحمة " تفسير الثعالبي ( ٤ / ٤٥٨ ) .
  • (٣) القرطبي : توسل بقوله " بحق محمد وآله " تفسير القرطبي ( ٨ /٢٤٠ ) .
  • (٤) النسفي : أثبت التوسل بقصة العتبي فى تفسير الآية .
  • (٥) الألوسي : توسل بقوله " بحرمة سيد الثقلين " روح المعانى ( ١ / ٨٢ ) .
  • (٦) الرازي : أقر زيارة القبور وفسر فائدتها فقال فى المطالب العالية عن سر زيارة القبور " وكلما حصل فى نفس الميت من العلوم المشرقة ينعكس منها نور إلى روح ذلك الزائر الحي " فيض القدير للمناوي ( ٥ / ٤٨٧ ) .
  • هل كل علماء لغة القرآن المتوسلين كفار ومشركون؟!!
  • أما من أصحاب المعاجم وعلماء اللغة فمنهم :
  • (١) ابن منظــور : صاحــب كتــاب لســان العـــرب ( ١١ / ٧٨ ) - توســل بقـوله " بمحمـد وآله ".
  • (٢) الفيروزابادى : صاحب كتاب القاموس المحيط .. قال بالتوسل فى كتابه الصلات والبشر فى الصلاة على خير البشر.
  • (٣) الفيومى : صاحب كتاب المصباح المنير (ص : ٧١٢ ) - توسل بقوله " بمحمد وآله".
  • (٤) الهورينى : صاحـب كتـاب اصطـلاحات القامـوس على كتاب ترتيب القاموس المحيط ( ص : ٢٧ ) - توسل بقوله " بجاه النبي ".
  • (٥) الأصفهاني : صاحب كتاب الأغاني ( ١٠ / ٣٧٥ ) - توســـل بقوله " نسألك بحق الله وبحق رسوله ".
  • (٦) الأبشيهي : صاحب كتاب المستطرف فى كل فن مستظرف ( ٢ / ٥٠٨ ) - توسل بقوله " سألتك بحق محمد ".
  • (٧) ابن حجة الحموي : صاحب كتاب خـــزانة الأدب ( ١ / ٢٧٧ ) - توســـل بقوله " بمحمد وآله ".
  • (٨) القلقشندي : صاحب كتاب صبح الأعشى فى صناعة الإنشاء ( ١١/ ٣٠٢ ) -توسل بقوله " بمحمد وآله ".
  • (٩) النابغة الجعدى : روى عنه ابن عبد البر شعرا بالاستغاثة بقبر النبى صلى الله عليه وسلم .
  • (١٠) المقرى التلمسانى : صاحب كتاب نفح الطيب ( ١ / ٣٢ ) - توسل بقوله " بجاه نبينا".
  • (١١) البوصيري شرف الدين صاحب البردة الشريفة .
  • (١٢) الصرصري : له أبيات شعر فى التوسل والاستغاثة مذكورة في كتاب شواهد الحق للنبهاني
  • ( ص : ٣٦٠ ) .. مثل :وسل الله عنده وتوسل . فبذاك الضريح تمحى الذنوب.
  • هل كل علماء تاريخ أمة محمد صلى الله عليه وسلم المتوسلين كفار ومشركون؟؟!!!
  • (١) ابـن خلكـان : توســل بقولــه " بمحمـد النبي وصحبه وذويه " وفيات الأعيان ( ٦ / ١٣٢ ) .
  • (٢) ابن الأثير : توسل بقوله " بمحمد وآله " الكامل ( ١ / ٤٣٣ ) .
  • (٣) طاشكبري زاده : توسل بقوله " بحرمة نبيك " الشقائق النعمانية ( ١ / ٢٣٣ )
  • (٤) ياقوت الحموي : توسل بقوله " وبحق محمد وآله " - معجم البلدان ( ٥ / ٨٧ ).
  • (٥) ابن تغربردى : توسل بقوله " بمحمد وآله " النجوم الزاهرة ( ١١ / ١٠٣ ) .
  • (٦) العيدروس : توسل بقوله " إنى أتوسل بالمصطفى " النور السافر ( ١ / ١٥ )
  • (٧) ابن العديم : توسل بقوله " ببركة سيد المرسلين وأهل بيته " بغية الطلب فى تاريخ حلب ( ٧ / ٣٢٤٢ ) .
  • (٨) البصروي : توسل بقوله " بمحمد وصحبه " تاريخ البصروي ( ١ / ١٥٧ ) .
  • (٩) ابـن جبــير: توســل بقولـه " بحـرمـة الكـريم وبلده الكـريم رحلة ابن جبير ( ١ / ٩٨ ) .
  • (١٠) ناصر خسرو : توسل بقوله " بحق محمد وآله الطاهرين ".سفر نامه ( ١ / ٦٠ ).
  • (١١) نظام الملك الطوسي : توسل بقوله " بحق محمد وآله " سيات نامه ( ١ / ٤٤ ).
  • (١٢) البريهى : توســـل بقولـه " بمحمــــد وآلـه آمـــين " طبقات صلحاء اليمن ( ١ / ٢٤٨ ) .
  • (١٣) الجبرتي : توسل بقوله " ويتوســـل إليه فى ذلك بمحمد صـــلى الله عليه وسلم " . عجائب الآثار ( ١ / ٣٤٤ ) .
  • (١٤) الواقدي : توســل بقوله " فـأدع الله وأتوســــل إليـه بمحمــد " فتوح الشام ( ٢ / ٩١ ) .
  • (١٥) أبو العباس الناصري : توسل بقوله " بجاه جده الرسول " كتاب الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى ( ٣ / ٢٩) .
  • (١٦) عبد الرحمن بن خلدون : صاحب التاريخ المشهور ، قال في شعره " فبفضل جاهك " .
  • (١٧) الصالحي الشامي : جمع أبواب التوسل به صلى الله عليه وسلم - في كتابه سبل الهدى والرشاد فى سيرة خير العباد .
  • (١٨) حاجي خليفة : توسل بقوله " بحرمة أمين وحيه " . كشف الظنون ( ٢ / ٢٠٥٦ ).
  • (١٩) المرادي : توسل بقوله " فنتوجه اللهم إليك به صلى الله عليه وسلم إذ هو الوسيلة العظمى " سلك الدرر فى أعيان القرن الثانى عشر (١ / ٢ ) .

محب القوم 11-05-2010 06:21 AM


1ـ هل الدين كامل بإكمال الله عز وجل له ؟ ، أم يحتاج إلى أن يزيد الصوفية عليه ما أحدثوه من و البدع و الزيادات ؟.
الجواب:
نعم الدين كامل، ومن كمال الدين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص من أجورهم شيء، ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها و وزر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص من وزرهم شيء)) رواه الترمذي بسند صحيح.
وابتداع شيء من الدين ليس ببدعة محرمة بل هي حسنة، بل هي كما قال سيدنا عمر عن صلاة التراويح : نعمت البدعة)).
ونقل عن الإمام الشَّافِعِيّ : الْبِدْعَة بِدْعَتَانِ : مَحْمُودَة وَمَذْمُومَة ، فَمَا وَافَقَ السُّنَّة فَهُوَ مَحْمُود وَمَا خَالَفَهَا فَهُوَ مَذْمُوم " أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْم بِمَعْنَاهُ مِنْ طَرِيق إِبْرَاهِيم بْن الْجُنَيْد عَنْ الشَّافِعِيّ ، وَجَاءَ عَنْ الشَّافِعِيّ أَيْضًا مَا أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي مَنَاقِبه قَالَ " الْمُحْدَثَات ضَرْبَانِ مَا أُحْدِث يُخَالِف كِتَابًا أَوْ سُنَّة أَوْ أَثَرًا أَوْ إِجْمَاعًا فَهَذِهِ بِدْعَة الضَّلَال ، وَمَا أُحْدِث مِنْ الْخَيْر لَا يُخَالِف شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَهَذِهِ مُحْدَثَة غَيْر مَذْمُومَة " اِنْتَهَى . وَقَسَّمَ بَعْض الْعُلَمَاء الْبِدْعَة إِلَى الْأَحْكَام الْخَمْسَة وَهُوَ وَاضِح ، هكذا نقله الحافظ ابن حجر رحمه الله في شرح صحيح البخاري في كتاب ﴿ الاعتصام بالكتاب والسنة ﴾ ج20/ص330 وعلى هذا بنى شيخ الإسلام ابن عبد السلام وتلميذه الإمام القرافي مذهبهما في تقسيم البدعة اللغوية إلى الأحكام الخمسة ، وهما مسبوقان في هذا التقسيم بالإمام الشافعي رضي الله عنه
قال الإمام البدر العيني رحمه الله في عمدة القاري : البدعة لغة : كل شيء عُمل على غير مثال سابق ، وشرعاً : إحداث ما لم يكن له أصل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي على قسمين : بدعة ضلالة وبدعة حسنة ، وهي – أي البدعة الحسنة – ما رآه المسلمون حسناً ولا يكون مخالفاً للكتاب والسنة والإجماع . أقول : وتسمية السنة الحسنة بدعة باعتبار التغليب اللغوي وإلا فإنَّ الشرع سماها سنة حسنة فلا نسميها بغير ما سماها الشرع به ، ففي الحديث : ﴿ مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ ﴾{الحديث{صحيح مسلم برقم:1691 عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه} .
السؤال : 2ـ هل أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أمته بل صحابته باتخاذ الطرق ؟، أم تركهم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلاَّ هالك ؟.
الجواب:
بل قال النبي عليه الصلاة والسلام : فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسّكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وايّاكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة» سنن ابي داود 2|261 باب في لزوم السُنّة.
فما فائدة سنة الخلفاء الراشدين من بعده؟
فإذا كانت البدعة هي ما لم يكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فهل سنة الخلفاء الراشدين بدعة؟ أم أنها شريعة جاز لأحد من الخلفاء الراشدين أن يخترعها؟
أم ماذا؟
ولنجيب على سؤال: هل رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر صحابته بالطرق؟
فنقول بل أمر الأمة كلها، قال عليه الصلاة والسلام برواية صحيح الترمذي ( ج 2 - ص 308 ) عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في حجته يوم عرفة ، وهو على ناقته القصوى ، يخطب فسمعته يقول : ( يا أيها الناس ، إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ).
وإن من المحجة البيضاء أن نلتزم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن نتبع القرآن وأن نتبع عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن عترته: السيد عبد القادر الجيلاني (صاحب الطريقة القادرية)، ومن عترته: السيد أبي الحسن الشاذلي (صاحب الطريقة الشاذلية)، ومن عترته: السيد أحمد البدوي (صاحب الطريقة البدوية)، ومن عترته: السيد أحمد الرفاعي (صاحب الطريقة الرفاعية)...إلخ
وبالمقابل هل أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطرق في استنباط الأحكام الفقهية كالمذهب الحنفي والشافعي والحنبلي والمالكي والظاهري ومذهب أبي ثور وسفيان الثوري .....إلخ ؟؟؟
فهل هؤلاء ضالين كالصوفية؟
السؤال: 3ـ هل كان السلف و الصحابة الكرام على منهج المتصوفة في اتخاذ الطرق؟ .
الجواب:
نعم، وهل أخذ الصوفية طريقهم إلا من الصحابة والسلف الصالح بالسند المتصل؟ ولنرى هذا الرابط في سند الصوفية المتصل بالصحابة حيث أخذوا عنهم التربية والإرشاد وتلقين الأذكار:
حيث ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة في الجزء الأول صفحة 36 في ترجمة أحمد بن تركان شاه : قال: ((أحمد بن تركان شاه بن أبي الحسن شمس الدين أبو محمد الأقصرائي الصوفي شيخ خانقاه بكتمر بالقرافة وكان أولا صوفيا بسعيد السعداء وله يد في التصوف وكان تلقن الذكر عن الشيخ عبد الله ابن بدر بن علي المراغي وصورته أنه يغمض عينيه ويجمع همته ويقول لا إله إلا الله بانزعاج وذكر أن شيخه أخذ ذلك من الشرف الإسفرائيني سنة 630 عن أبي النجيب السهروردي عن محمود الزنجاني عن أبي الفتوح الغزالي عن أبي العباس النهاوندي عن ابن حبيب عن رويم عن الجنيد عن السري عن معروف عن داود الطائي عن حبيب العجمي عن الحسن البصري عن علي، قال قطب الدين الحلبي في تاريخ مصر الله أعلم بصحة اتصال هذا الإسناد، فقد اشتمل على جملة من المشائخ الصلحاء ومات أحمد سنة 730] انتهى
وأقول كما قال الشاعر:
وليس يصح في الأذهان شيء*إذا احتاج النهار إلى دليل
السؤال5 ـ هل الدين يأمر بالتشرذم و التفكك و الافتراق ؟ و لماذا اتخاذ الطرق المختلفة ؟ و الله عز و جل يقول : {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ}[الأنعام: 153]
الجواب:
الصراط المستقيم هو كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعدد الدعاة وتلامذتهم لا تدل أية دلالة على أن منهج كل واحد منهم في الدعوة إلى الله ضلالة. كما لا تدل أن تعدد منهجيتهم تفرق وتشرذم.
لكن ما يريده الوهابية قبحهم الله أن يوهموا الناس أن ما هم عليه هو الصراط المستقيم وأما غيرهم فهو الضلال البعيد، يعني بعبارة أخرى: يتشبهوا باليهود بقولهم: نحن شعب الله المختار، ويريدون إيهام الناس أنهم هم الفرقة الناجية وأما غيرهم فهم في النار!!!!
والعياذ بالله من أفكارهم الهدامة!!!!
السؤال: 6ـ هل جميع الطرق على سبيل نجاة أم واحدة ؟ فإن كانت كلها ناجية فما معتى تخصيص واحدة بالاتباع ؟
الجواب:
ما كان منها لا يخالف الشريعة فهو على حق وعلى النجاة، ومن شذ منها فلا .
ونقول لمن يتهم الصوفية أنهم يخصصون طريقة معينة، من الذي قال لكم هذا، أتكذبون علينا ونحن نسمع ونرى؟!!!
السؤال: 7ـ ما قول الصوفية فيمن يعتقد بالحلول و الاتحاد كالحلاج و البسطامي أو بوحدة الوجود ـ كابن عربي و ابن سبعين و التلمساني ـ والذين يقتضيان بلا شك الكفر البواح و الردة الصراح ، فإن سلَّموا لمن يعتقدها فهم مثلهم ، و إن لم يسلِّموا فليتبرؤوا منهم .
8ـ ما قول الصوفية في عقيدة النور المحمدي حيث أنها تقتضي الاعتقاد بوحدة الوجود ـ و كذلك عقيدة الانسان الكامل ـ لعبدالكريم الجيلي ـ .
الجواب:
الصوفية لا يقولون بوحدة الوجود ولا بالحلول والاتحاد، حتى الشيخ محي الدين بن عربي والشيخ الشعراني وهؤلاء الذين ذكرت، ولإنجاز وعدي بِأني سأختصر الجواب، ما على العاقل إلا أن يحكم بعد قراءة هذا الكلام(الذي يتبرأ فيه جل الصوفية عن هذه الكفريات):
وقال صلى الله عليه وسلم: " إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا " رواه البخاري (6064)، ومسلم (2563).
قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن إلا خيراً، وأنت تجد لها في الخير محملا " ذكره ابن كثير في تفسير آية سورة الحجرات.
وقال بكر بن عبد الله المزني كما في ترجمته من تهذيب التهذيب: " إياك من الكلام ما إن أصبت فيه لم تؤجر، وإن أخطأت فيه أثمت، وهو سوء الظن بأخيك ".
وقال أبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي كما في الحلية لأبي نعيم [2/285]: " إذا بلغك عن أخيك شيء تكرهه فالتمس له العذر جهدك؛ فإن لم تجد له عذراً فقل في نفسك: لعل لأخي عذراً لا أعلمه ".
وقال سفيان بن حسين: " ذكرت رجلاً بسوء عند إياس بن معاوية، فنظر في وجهي، وقال أغزوت الروم؟ قلت: لا، قال: فالسند والهند والترك؟ قلت: لا، قال: أفتسلم منك الروم والسند والهند والترك، ولم يسلم منك أخوك المسلم؟! قال: فلم أعد بعدها " البداية والنهاية لابن كثير [13/121]
أقول: ما أحسن هذا الجواب من إياس بن معاوية وما أعظم هذه الأخلاق التي افتقدها كثير من فارغي الإنصاف.
وقال أبو حاتم بن حبان البستي في روضة العقلاء (ص:131): " الواجب على العاقل لزوم السلامة بترك التجسس عن عيوب الناس، مع الاشتغال بإصلاح عيوب نفسه؛ فإن من اشتغل بعيوبه عن عيوب غيره أراح بدنه ولم يُتعب قلبه، فكلما اطلع على عيب لنفسه هان عليه ما يرى مثله من أخيه، وإن من اشتغل بعيوب الناس عن عيوب نفسه عمي قلبه وتعب بدنه وتعذر عليه ترك عيوب نفسه ".
وقال: (ص:133): " التجسس من شعب النفاق، كما أن حسن الظن من شعب الإيمان، والعاقل يحسن الظن بإخوانه، وينفرد بغمومه وأحزانه، كما أن الجاهل يسيء الظن بإخوانه، ولا يفكر في جناياته وأشجانه ".
ولنرجع للمقصود الآن وهو لنصحح النظرة الصحيحة للإمام الشعراني والشيخ محي الدين بن عربي:
يقول الشعراني رحمه الله تعالى: (ولعمري إِذا كان عُبَّاد الأوثان لم يتجرؤوا على أن يجعلوا آلهتهم عين الله ؛ بل قالوا: ما نعبدهم إِلا ليقربونا إِلى الله زلفى، فكيف يُظَن بأولياء الله تعالى أنهم يدَّعون الاتحاد بالحق على حدٌّ ما تتعقله العقول الضعيفة ؟! هذا كالمحال في حقهم رضي الله تعالى عنهم، إِذ ما مِن وليٌّ إِلا وهو يعلم أن حقيقته تعالى مخالفة لسائر الحقائق، وأنها خارجة عن جميع معلومات الخلائق، لأن الله بكل شيء محيط) [اليواقيت والجواهر ج1 ص83 ]
وقال الشيخ محي الدين بن عربي رحمه الله في باب الأسرار: (من قال بالحلول فهو معلول، فإِن القول بالحلول مرض لا يزول، وما قال بالاتحاد إِلا أهل الإِلحاد، كما أن القائل بالحلول من أهل الجهل والفضول) [الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، كما في اليواقيت والجواهر ج1. ص80-81]
ورغم أن ابن تيمية مخاصم للسادة الصوفية، وشديد العداوة لهم، فإِنه يبرِّىءُ ساحتهم من تهمة القول بالاتحاد، ويؤول كلامهم تأويلاً صحيحاً سليماً. أما تبرئته لساحتهم، فقد قال في فتاويه: (ليس أحد من أهل المعرفة بالله، يعتقد حلول الرب تعالى به أو بغيره من المخلوقات، ولا اتحاده به، وإِن سُمع شيء من ذلك منقول عن بعض أكابر الشيوخ فكثير منه مكذوب، اختلقه الأفاكون من الاتحادية المباحية، الذين أضلهم الشيطان وألحقهم بالطائفة النصرانية) [مجموع فتاوى ابن تيمية قسم التصوف ج11. ص74ـ75]
قال صاحب كتاب نهج الرشاد في الرد على أهل الوحدة والحلول والاتحاد: (حدثني الشيخ كمال الدين المراغي قال: اجتمعتُ، بالشيخ أبي العباس المرسي ـ تلميذ الشيخ الكبير أبي الحسن الشاذلي ـ وفاوضْته في هؤلاء الاتحادية، فوجدته شديد الإِنكار عليهم، والنهي عن طريقهم، وقال: أتكون الصنعة هي عين الصانع ؟!) [الحاوي للفتاوي في الفقه وعلوم التفسير للعلامة جلال الدين السيوطي ج2. ص134]
وأما المراد بالاتحاد في مصطلح الصوفية فهو كما نقل الإمام الشعراني عن سيدي علي بن وفا رحمهما الله تعالى قوله: (المراد بالاتحاد حيث جاء في كلام القوم فناء العبد في مراد الحق تعالى، كما يقال: بين فلان وفلان اتحاد، إِذا عمل كل منهما بمراد صاحبه، ثم أنشد:
وعلمُك أنَّ كلَّ الأمرِ أمري هو المعنى المسمَّى باتحاد [اليواقيت والجواهر للشعراني ج1. ص83]
وبمثل هذا الكلام قاله الشيخ ابن تيمية في [مجموع رسائل ابن تيمية ص52] والشيخ ابن القيم في [مدارج السالكين شرح منازل السائرين ج1. ص90 و91 ] .
وعلى ضوء ما ذكرت ألا يجدر بنا أن نعمل بوصية أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقوله: " ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن إلا خيراً، وأنت تجد لها في الخير محملا ".

السؤال: 9ـ ما قولكم في الخرافات و الخزعبلات التي ينضح بها كتب الصوفية مثل طبقات الشعراني ( قصة الشيح وحيش ، و السيد البدوي ـ ؟ ) ، فإن كنتم تعتقدونها هلكتم ، و ان لم تكونوا تعتقدونها فتبرؤوا من تلك الكتب !،و هل تلك الكتب أولى بالقراءة من كتاب الله عز و جل و سنة رسوله ؟.
الجواب:
هذه القصص من أساطير الأولين ومن دسائس الأفاكين الحسدة الذين وضعوا الأكاذيب على هؤلاء السادة:

ترجمة الشيخ " على وحيش " ج 2 ص 135 من المطبوعة :
" وكان إذا رأى شيخ بلد وغيره ينزله من على الحمارة ، ويقول له : إمسك رأسها لى حتى أفعل فيها ، فإن أبَى شيخ البلد تسمر فى الأرض حتى لا يستطيع يمشى خطوة ، وإن سمع حصل له خجل عظيم " إهـ .
والترجمة التى أثبتها بالكامل فى هذا الكتاب من المخطوطة التى استعنت بها ليس فيها هذا الكلام إطلاقاً .
ولذلك صوّرتها لك أيها القارئ الكريم مع المقدمة لتقرأها بعينك ، ويستريح قلبك : أن هؤلاء الناس قد افترى عليهم مَنْ قدوته مغرضو اليهود والنصارى ، في الافتراء على أهل الله ، والكذب عليهم .

http://www.soufia.org/sharany/tabakat.jpg


وبالرغم من انه يجب على طلبة العلم أن ينأوا بأنفسهم عن مناهج التكفير وتيارات التبديع والتفسيق والتضليل التي انتشرت بين المتعالمين في هذا الزمان وأن يلتزموا بحسن الأدب مع الأكابر من علماء الأمة وصالحيها فنراهم ينهشون لحوم الائمة الأعلام ونقول لهم
إن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة ومن أطلق لسانه فيهم بالثَّلْب ابتلاه الله قبل موته بموت القلب والوقيعة في أولياء الرحمن من علامات الخذلان وفاعل ذلك متعرِّض لحرب الملك الديّان كما جاء في الحديث القدسـي :
« مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ » رواه البخـاري من حـديث أبي هريرة رضي الله عنه .
ومن المعلوم أن إحسان الظن بالمسلمين واجب فكيف بأولياء الله الصالحين !
والإمام الشعراني فضله معروف يعرف فضله الوهابية قبل أهل الله السادة الصوفية.
فالإمام الشعراني من أكابر علماء الإسلام وصلحائهم وقد جرى عليه مثل ما جرى على علماء غيره من الدس في كتبهم والتحريف لمنهجهم وما ذاك إلا لأجل التفريق بين المسلمين وإدخال العقائد الفاسدة بينهم .
وخاصاً في كتاب الطبقات وإذا نظر القارئ إلى كتابه الطبقات لوجد ما التناقض بين صفحاته فيجد ما يوافق الشريعة وفي صفحات أخرى يجد ما يناقض الشريعة ويناقض كلام الإمام الشعراني في كتابه هذا وفي جميع كتبه .
وهذا من علامات الدس التي نص عليه الائمة الأعلام .
فكيف بالله عليك يخرج ما لا يوافق الشريعة ممن كان تلميذ شيخ الإسلام زكريا الأنصاري والحافظ الجلال السيوطي وناصر الدين اللقاني و شهاب الدين الرملي و السمانودي نور الدين المحلي والشيخ شمس الدين الدمياطي والشيخ عيسى الأخنائي والشيخ نور الدين السنهوري الإمام بجامع الأزهر والشيخ شمس الدين الديروطي والشيخ نور الدين الأشموني والشيخ شهاب الدين القسطلاني وغيرهم الكثير من أئمة الإسلام الذين جمع الله لهم بين سموّ شرف العلم وعلوّ درجة الولاية وكتبهم لا يستغني عنها طلاب العلم وجميعهم شهدا له بالعلم.
وإذا نظرت إلى كتبه التي خدمت أمة الإسلام مثل كتابه المشهور الميزان والذي ينقل منه الأمة الأعلام وهم يلقبونه بالعارف بالله مثل الإمام العطار والإمام العجلوني والإمام الخطيب الشربيني وغيرهم كما سنرى في صلب الموضوع لوجدته قد بلغ الافاق وذاع صيته بين الأمة والعلماء فاحتاجوا لتخريجاته وأبحاثه. وكل هذا يخالف ما هو مدسوس عليه في كتاب الطبقات.
وكيف ينسب إليه هذه الأقوال المدسوسة و الطريقة التي ينتمي إليها الإمام الشعراني مبنية على أسس متينة ومشيدة بالكتاب والسنة بأقواله وأقوال طبقته وما بعدها!!
فمن يقرأ كتاب الميزان للإمام الشعراني وكتاب أسرار أركان الإسلام
و الأنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية و البدر المنير في غريب أحاديث البشير النذير
و مختصر التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة (تذكرة القرطبي)
و مختصر كتاب صفوة الصفوة ( لأبي الفرج بن الجوزي )
والدرر المنثورة في بيان زبد العلوم المشهورة.
وهو موسوعة في علوم القرآن والفقه وأصوله والدين والنحو والبلاغة والتصوف
و كشف الغمة عن جميع الأمة في الفقه على المذاهب الأربعة
وغيرها من الكتب التي لا يستغني عنها طالب علم يقف على أن الإمام الشعراني برئ من هذه الأقوال ويجب تنزيهه منها ولكن يأبى أهل البدع أن يعترفوا بذلك وذلك من الهوى والعياذ بالله.
و إذا قمت بالمقارنة بين صفحات كتاب الطبقات الذي اتخذه الوهابية مصدراً للتشنيع ستجد تبياناً واضحاً مما يدل على أن هناك أشياء دست في هذا الكتاب وهذا واضح لكل محقق ينظر بعين البصيرة.
وكتاب الطبقات كتاب قيم وقد دس عليه الكثير فوجب التنبيه فليس كل ما في الكتاب منسوب للشيخ الشعراني فالعبارات التي خارجة عن الشريعة هي من المدسوسات لأن الشيخ له كتب أخرى تبين موقفه في هذه المسائل التي أنكرت عليه في كتاب الطبقات وغيره، لكن إجمالاً كتاب الطبقات أكثره فيه فائدة عظيمة وشحذ للهمم ولكن إخواننا الوهابية دائما ما يتركون الحقائق البهية.
الرد على شبهات الوهابية
كما قلنا الإمام الشعراني من أكابر علماء الإسلام وصلحائهم وقد جرى عليه مثل ما جرى على علماء غيره من الدس في كتبهم والتحريف لمنهجهم وما ذاك إلا لأجل التفريق بين المسلمين وإدخال العقائد الفاسدة بينهم.
اعلم رحمك الله أن أهل الزندقة دسوا في جميع العلوم ولذلك وجدت العلوم الإسلامية لتحفظ لنا هذا الدين فقد دس في الأحاديث وهو ما يسمي بالموضوعات ودس في التفاسير وغيرها من كتب الائمة وكذلك في العقائد وقد دس كتب كاملة على الائمة والعلماء وهذا لا ينكره
إلا جاهل
وكذلك دس على الإمام الشعراني قدس الله سره مثل باقي كتب العلوم.
وفي ذلك نورد هذه الأقوال
1- الدس على العلوم الإِسلامية
التفسير ـ الحديث ـ التاريخ ـ التصوف
لقد تعرض الإِسلام منذ انبثاق فجره إِلى خصوم أشداء وأعداء ألِدَّاء حاولوا تقويض بنيانه وتحطيم أركانه عن طريق تشويه معالمه ودس الأباطيل والخرافات في علومه كما نرى ذلك في التفسير والحديث وفي التاريخ والتصوف.. وغيرها.
أما التفسير: فكثيراً ما نقرأ في كتبه بعض الإِسرائيليات التي ليست إِلا أساطير كاذبة وعقائد غير إِسلامية نقلها إِلى الدين الإِسلامي اليهود الذين اعتنقوا الإِسلام غير مخلصين أو مخلصين ولكن علقت بأذهانهم هذه الأساطير حين كانوا على دين اليهودية فنقلوها عن كتب أنبيائهم التي دخلها التحريف والتغيير، وتقبَّلها بعض المسلمين على أنها صحيحة.
وقد وفق الله تعالى علماء المسلمين إِلى تمحيص هذه الإِسرائيليات وتنبيه المسلمين إِلى ضررها وخصوصاً منها ما يضر بالعقيدة كالإِخبار بأن أيوب عليه السلام مرض حتى ظهر الدود على جسده وكنسبة المعاصي إِلى بعض الأنبياء فقد زعموا أن داود عليه السلام عشق امرأة بعض
جنوده ثم أَرسلَ زوجَها لبعض المواقع الحربية ل***ه فقُتل وتزوجها.
كما زعموا أن يوسف عليه السلام همَّ بامرأة العزيز هَمَّ فُحْشٍ وسوء ولفَّقوا في ذلك قصصاً وحكايات لا تليق بمقام الرسل الكرام الذين عصمهم الله من كل سوء وفاحشة.
فالواجب على كل مسلم نبذُ هذه الإِسرائيليات والاعتماد على المصادر الإِسلامية الصحيحة الشهيرة.
وأما الحديث: فلقد حاول الدسَّاسون المغرضون تشويه معالم الإِسلام عن طريق وضع أحاديث مكذوبة مفتراة على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم يقصدون بذلك تحطيم العقيدة ودس الأفكار الهدَّامة كالتجسيم والتشبيه وغير ذلك من العقائد الفاسدة.
ولكن الله تعالى قيَّض لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم علماء مخلصين غيورين محَّصوا تلك الأحاديث وبينوا الصحيحة من الضعيفة والموضوعة من الحسنة والمشهورة من الغريبة كالمُزّي والزين العراقي والذهبي وابن حجر وغيرهم [وقد جمع بعض العلماء الغيورين على الأحاديث النبوية كتباً بيَّنوا فيها الأحاديث الموضوعة منها: اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للسيوطي، وكشف الخفاء للعجلوني، وأسنى المطالب للحوت البيروتي].
وأما التاريخ: فقد كان ميداناً خصباً للدس والافتراءِ حيث ألصق المضللون في تاريخ الإِسلام قصصاً وحوادث من نسيج خيالهم.
حاولوا بذلك تشويه سيرة الخلفاء وملوك الإِسلام كما نسبوا إِلى هارون الرشيد أُموراً غريبة منكرة نجدها في أكاذيب ألف ليلة وليلة.
وأما التصوف: فكغيره من العلوم الدينية لم يَسْلم من الدس والتحريف من هؤلاء الدخلاء والمفترين.
فمنهم من أدخل في كتب الصوفية أفكاراً منحرفة وعبارات سيئة ما أنزل الله بها من سلطان
كما سنوضح من أقوال الشعراني نفسه وسنورد الأدلة علي هذا الدس
ومنهم من أراد أن يفسد دين المسلمين بأشياء أُخر تمس عقائدهم فنسب إِلى بعض رجال الصوفية أقوالاً تخالف عقيدة أهل السنة كالقول بالحلول والاتحاد وغيرها.
ومنهم من حاول تشويه تاريخ رجال الصوفية ونزع ثقة الناس بهم فدَسَّ في كتبهم حوادث وقصصاً من نسج خياله فيها ارتكاب للمنكرات واقتراف للآثام والكبائر كما نجد ذلك كثيراً في الطبقات الكبرى للإِمام الشعراني رحمه الله تعالى وهو منها بريء كما سيأتي.
ومنهم المبشِّرون والمستشرقون وأبواق الاستعمار الذين درسوا كتب السادة الصوفية، وكتبوا عنهم المؤلفات لأجل التحريف والتزوير والدس ومنهم السُّذَّجُ الذين يصدقون هؤلاء وهؤلاء، فيعتقدون بهذه الأمور المدسوسة ويثبتونها في كتبهم.
وكل هذا بعيد عن الصوفية والتصوف.فإِن قال قائل: إِنَّ ما نسب إِلى الصوفية من أقوال مخالفة هي حقاً من كلامهم بدليل وجودها في كتبهم المطبوعة المنشورة.
نقول: ليس كل ما في كتب الصوفية لهم لأنها لم تسْلم من حملات الدس والتحريف.
وما أحوجنا إِلى تضافر جهود المؤمنين المخلصين لتنقية هذا التراث الإِسلامي الثمين ممَّا لحق به من دس وتحريف.
ولو ثبت بطريق صحيح عن بعض الصوفية كلام ظاهره مخالف فهذا ما نص الإئمة على تأوله كما وضحنا وايضاً نقول ليست كلمة فرد واحد حجة على جماعة شعارها ومذهبها التمسك بالكتاب والسنة.
حتى إِنهم ليقولون: إِن أول شرط الصوفي أن يكون واقفاً عند حدود الشريعة وألا ينحرف عنها قيد شعرة.
فإِذا هو تخطى هذا الشرط، ووصف نفسه بأنه صوفي، فقد اختلق لنفسه صفة ليست فيه وزعم ما ليس له.
وإِن من إِضاعة الوقت الثمين الانشغالَ بمثل هذه التُّرَّهَات والأباطيل المفتراة على هؤلاء القوم في هذه الأوقات التي يوجد ما هو أهم من
المجادلة بها، فهي معروفة لدى الصوفية المحققين والعلماء المدققين.
وعلينا أن نعرف أن التصوف ليس علماً نتلقاه بقراءة الكتب ومطالعة الكراريس، ولكنه أخلاق وإِيمان وأذواق ومعارف لا ينال إِلا بصحبة الرجال الذين اهتدوا بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم وورثوا عنه العلم والعمل والأخلاق والمعارف.
وهو علم ينتقل من الصدر إِلى الصدر ويفرغه القلب في القلب.
وهناك أقوام مغرضون درسوا كتب السادة الصوفية وتتبعوا ما فيها من دس وتشويه وتحريف واعتبروها حقائق ثابتة وارتكزوا عليها في حملاتهم العنيفة وتهجماتهم الشديدة على السادة الصوفية الأبرار.
ولو أنهم قرأوا ما يعلنه رجال التصوف في جميع كتبهم من استمساكهم بالشريعة واعتصامهم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتقيدهم بالمذاهب الإِسلامية المعتبرة وتَبَنِّيهِمْ عقيدة أهل السنة والجماعة لأدركوا تماماً أن ما ورد في كتبهم مما يناقض هذا المبدأ الواضح والمنهج السوي إِنما هو مؤول أو مدسوس.
يقول ابن الفراء في طبقاته نقلاً عن أبي بكر المروزي ومسدد وحرب إِنهم قد رووا الكثير من المسائل، ونسبوها للإِمام أحمد بن حنبل.. وبعد أن يفيض في ذكر هذه المسائل يقول:
(رجلان صالحان بُليا بأصحاب سوء: جعفر الصادق، وأحمد بن حنبل، أما جعفر الصادق فقد نسبت إِليه أقوال كثيرة، دونت في فقه الشيعة الإِمامية على أنها له، وهو بريء منها. وأما الإِمام أحمد، فقد نسب إِليه بعض الحنابلة آراء في العقائد لم يقل بها)
[التصوف الإِسلامي والإِمام
الشعراني لطه عبد الباقي سرور ص82].
وسئل الإِمام الفقيه ابن حجر الهيثمي رحمه الله تعالى ونفعنا به: في
عقائد الحنابلة ما لا يخفى على شريف علمكم فهل عقيدة الإِمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه كعقائدهم ؟
فأجاب بقوله: (عقيدة إِمام السنة أحمد بن حنبل رضي الله عنه وأرضاه وجعل جنان المعارف متقلبه ومأواه، وأفاض علينا وعليه من سوابغ امتنانه، وبوأه الفردوس الأعلى من جنانه، موافقةٌ لعقيدة أهل السنة والجماعة من المبالغة التامة في تنزيه الله تعالى عما يقول الظالمون
والجاحدون علواً كبيراً ؛ من الجهة والجسمية وغيرها من سائر سمات النقص، بل وعن كل وصف ليس فيه كمال مطلق، وما اشتهر بين جهلة المنسوبين إِلى هذا الإِمام الأعظم المجتهد من أنه قائل بشيء من الجهة أو نحوها فكذب وبهتان وافتراء عليه. فلُعن من نسب إِليه، أو رماه بشيء من هذه المثالب التي برأه الله منها، وقد بين الحافظ الحجة القدوة الإِمام أبو الفرج بن الجوزي من أئمة مذهبه المبرئين من هذه الوصمة القبيحة الشنيعة أن كل ما نسب إِليه من ذلك كذب عليه وافتراء وبهتان، وأن نصوصه صريحة في بطلان ذلك وتنزيه الله تعالى عنه، فاعلم ذلك، فإِنه مهم)
[الفتاوى الحديثية لابن حجر المكي ص148].

وأما الإِمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقد دُسَّ عليه كتاب نهج البلاغة أو أكثره فقد ذكر الذهبي رحمه الله تعالى في ترجمة علي بن الحسين الشريف المرتضى أنه:
(هو المتهم بوضع كتاب نهج البلاغة، ومَنْ طالعه جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، ففيه السب الصراح والحط على السيدين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وفيه
من التناقض والأشياء الركيكة والعبارات التي من له معرفة بنَفَس القرشيين الصحابة، وبنَفَس غيرهم ممن بعدهم من المتأخرين جزم بأن الكتاب أكثره باطل)
[ميزان الاعتدال للذهبي ج3 ص124]."
اهـ.
"وكذلك ذكر الشيخ مجد الدين الفيروز أبادي صاحب القاموس في اللغة:
((
أن بعض الملاحدة صنف كتاباً في تنقيص الإِمام الأعظم أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه وأضافه إِليه، ثم أوصله إِلى الشيخ جمال الدين بن الخياط اليمني، فشنَّع على الشيخ أشد التشنيع، فأرسل إِليه الشيخ مجد الدين يقول له: (إِني معتقد في الإِمام أبي حنيفة غاية الاعتقاد، وصنفت في مناقبه كتاباً حافلاً وبالغتُ في تعظيمه إِلى الغاية، فأحرِقْ هذا الكتاب الذي عندك، أو اغسله، فإِنه كذب وافتراء عليَّ)
[لطائف المنن والأخلاق للشعراني
ج1. ص127].

وانتشر كتاب بعنوان الرحمة في الطب والحكمة منسوبا إلى السيوطي
وهو ليس من تأليف السيوطي ومدسوس عليه .

الكتاب المطبوع باسم (الإمامة والسياسة)
وقد نسبوه لابن قتيبة رحمه الله ليس هو من كتبه وإنما ألفه بعض المبتدعة ثم نسبه هو أو غيره إلى ابن قتيبة ترويجاً لبدعتهم بالزور والبهتان
معلومات مهمة.
بل العجب العجاب أن ما يهاجمون السادة الصوفية ينفون عن ابن تيمية
وابن القيم أقوال ويقولون هي من المدسوسات في كتبهم لانها تتعارض مع منهجهم كما سنوضح لتعلم أن القوم أفاكون في الأصل يقولون فقط بالدس في كتب ائمتهم وما هو مدسوس بالفعل في كتب السادة الصوفية وثبت بالدليل الساطع فيقولون الصوفية يكذبون فهل هذا ميزان العدل أخي المسلم؟؟
مثل قول ابن القيم الجوزية.
( وأما جحد ذلك جهلاً أو تأويلاً يعذر فيه صاحبه ، فلا يكفر صاحبه به كحديث الذي جحد قدرة الله عليه وأمر أهله أن يحرقوه ويذروه في الريح ، ومع هذا فقد غفر الله له ورحمه لجهله إذ كان ذلك الذي فعله مبلغ علمه
ولم يجحد قدرة الله على إعادته عناداً أو تكذيباً ) .
ولقد حارب الشيخ المهتدي بالله الإبراهيمي ليثبت بطلان نسبة هذا الكلام إلى ابن القيم من عدة وجوه وذلك في رسالته توفيق اللطيف المنان الجزء الثاني
وقول ابن القيم كاملاً
ورد في كتاب مدارج السالكين (1/284-286) :
( فصل وأما الكفر الأكبر فخمسة أنواع : كفر تكذيب ، وكفر استكبار وإباء مع التصديق ، وكفر إعراض ، وكفر شك ، وكفر نفاق .فأما كفر التكذيب : فهو اعتقاد كذب الرسل ، وهذا القسم قليل في الكفار فإن الله تعالى أيد رسله وأعطاهم من البراهين والآيات على صدقهم ما أقام به الحجة وأزال به المعذرة قال الله تعالى عن فرعون وقومه : [ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ] (النمل: 14) ، وقال لرسوله : [ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ] (الأنعام: 33) ، وإن سمي هذا كفر تكذيب أيضاً فصحيح ، إذ هو
تكذيب باللسان .وأما كفر الإباء والاستكبار : فنحو كفر إبليس ، فإنه لم يجحد أمر الله ، ولا قابله بالإنكار وإنما تلقاه بالإباء والاستكبار ، ومن هذا كفر من عرف صدق الرسول وأنه جاء بالحق من عند الله ولم ينقد له إباءً واستكباراً ، وهو الغالب على كفر أعداء الرسل كما حكا الله تعالى عن فرعون وقومه : [ َنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ ] (المؤمنون: 47)
، وقول الأمم لرسلهم : [ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا ] (إبراهيم: 10)
، وقوله [ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا ] (الشمس: 11) ، وهو كفر اليهود كما قال تعالى : [ فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ] ( البقرة: 89) ، وقال : [ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ] (
البقرة: 146) ، وهو كفر أبي طالب أيضاً فإنه صدقه ولم يشك في صدقه ولكن أخذته الحمية وتعظيم آبائه أن يرغب عن ملتهم ويشهد عليهم بالكفر .وأما كفر الإعراض : فأن يعرض بسمعه وقلبه عن الرسول لا يصدقه ولا يكذبه ولا يواليه ولا يعاديه ولا يصغي إلى ما جاء به البتة كما قال أحد بني عبد ياليل للنبي : ( والله لا أقول لك كلمة ، إن كنت صادقاً فأنت
أجل في عيني من أن أرد عليك ، وإن كنت كاذباً فأنت أحقر من أن أكلمك
) .وأما كفر الشك : فإنه لا يجزم بصدقه ولا بكذبه بل يشك في أمره ، وهذا
لا يستمر شكه إلا إذا ألزم نفسه الإعراض عن النظر في آيات صدق الرسول جملة ن فلا يسمعها ولا يلتفت إليها ، وأما مع التفاته إليها ونطره فيها فإنه لا يبقى معه شك لأنها مستلزمة للصدق ولا سيما بمجموعها فإن دلالتها على الصدق كدلالة الشمس على النهار .وأما كفر النفاق : فهو أن يظهر بلسانه الإيمان وينطوي بقلبه على التكذيب فهذا هو النفاق الأكبر ، وسيأتي بيان أقسامه إن شاء الله تعالى .
((((فصل : وكفر الجحود نوعان : كفر مطلق عام وكفر مقيد خاص .
فالمطلق : أن يجحد جملة ما أنزله الله وإرساله الرسول ، والخاص المقيد : أن يجحد فرضاً من فروض الإسلام أو تحريم محرم من محرماته أو صفة وصف الله بها نفسه أو خبراً أخبر الله به عمداً أو تقديماً لقول من خالفه عليه لغرض من الأغراض . وأما جحد ذلك جهلاً أو تأويلاً يعذر فيه صاحبه ، فلا يكفر صاحبه به كحديث الذي جحد قدرة الله عليه وأمر أهله أن يحرقوه ويذروه في الريح ، ومع هذا فقد غفر الله له ورحمه لجهله إذ كان ذلك الذي فعله مبلغ علمه ولم يجحد قدرة الله على إعادته عناداً أو تكذيباً ))))
)) . اهـ
وقد حاول الشيخ المهتدي بالله عبد القادر بن إسماعيل الإبراهيمي إثبات ان هذا الكلام مدسوس على كتب ابن القيم الملون باللون الاحمر واسرد في ذلك ادلة فلتراجع
والرسالة منشورة على الانترنت..

فقال قبل وضع كلام ابن القيم أقول بحول الله تعالى : وأما النص المنسوب إلى الإمام ابن القيم رحمه الله زوراً وبهتاناً ، والذي عظَّم ذلك القول بعض المنتسبين إلى أهل التوحيد زوراً وبهتاناً فجعلوه أصلاً من أصول أهل السنة والجماعة ، فهو ما ورد في مدارج السالكين ، ونحن نذكر النص كاملاً ونعلق عليه بحول الله تعالى
ثم قال بعد النص
والنص واضح المناقضة لعقيدة الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى . وكفى بهذا إثباتاً في أن ذلك مدسوس عليه .
ومع أن كتاب ابن القيم مسند إليه ولم يطعن فيه احد ولا نعلم كيف يتركون المدسوس إلى الأن في كتب ابن القيم؟؟
كما يدعون ويتسائلون نفس السؤال لماذا تترك كتب التصوف بها هذا الدس وهذه إجابة على بني وهبان سؤال بسؤال والمجيب له جائزة وهي تبرئة السادة الصوفية من المدسوسات كما يفعلون مع مشايخهم!!
ونحن هنا لسنا في معرض إثبات قول ابن القيم أو نفيه أو البحث في مصداقية كلام الشيخ المهتدي إذ هذا لا يهمنا بل لنثبت لكم كيف يكيل الوهابية بمكيالين ولتقفوا على خبث طويتهم وسوء ظنهم .
وقد ذكر هذا الشيخ أيضاً مجموعة من النصوص يقول انها مدسوسة على الشيخ ابن تيمية وحارب من أجل إثبات ذلك ولا يهمنا هنا هل هي ثابتة أم غير ثابتة بل يهمنا فقط توضيح خبث هذه الطائفة الوهابية.
وقال الفقيه الكبير أحمد بن حجر الهيثمي المكي رحمه الله تعالى:
( وإِياك أن تغترَّ بما وقع في كتاب الغنية لإِمام العارفين، وقطب الإِسلام والمسلمين، الشيخ عبد القادر الجيلاني. فإِنه دسه عليه فيها مَنْ سينتقم الله منه، وإِلا فهو بريء من ذلك. وكيف تروج عليه هذه المسألة الواهية مع تضلعه من الكتابِ والسنةِ وفقهِ الشافعيةِ والحنابلةِ، حتى كان يفتي على المذهبين. هذا مع ما انضم لذلك من أن الله مَنَّ عليه من المعارف والخوارق الظاهرة والباطنة. وما أنبأ عنه ما ظهر عليه وتواتر من أحواله.. إِلى أن قال: فكيف يُتصور أو يُتوهم أنه قائل بتلك القبائح التي لا يصدر مثلها إِلا عن اليهود وأمثالهم ممن استحكم فيهم الجهل بالله وصفاته وما يجب له وما يجوز وما يستحيل. سبحانك هذا بهتان عظيم)
["الفتاوى الحديثية" لابن حجر ص149].

وكذلك ذكر صاحب كشف الظنون
عن كتاب المضنون على غير اهله ( قال ابن السبكي في طبقاته ذكر ابن الصلاح أنه منسوب إلي أبي حامد الغزالي وقال معاذ الله أن يكون له )
كشف الظنون (2\1713)

ومما سبق يتبين لك أيها القارئ المنصف أن الدس ليس فقط على كتب التصوف كما يدعي الوهابية بل الدس طال جميع العلوم الإسلامية ودس في الكتب الكثير بل دست كتب بأكملها على الائمة فهل يستطيع الوهابية الإنكار بل في كتب ذكرناها تطبع إلى الان وبها الكثير من المدسوسات ولا يخفيك كتاب السنة المنسوب عبدالله بن احمد وما فيه من أقوال بشعة تؤدي إلى الكفر والعياذ بالله .
ولذلك يجب أن يكون منهجك العلمي في البحث مستند على عدة أمور.
1- النظر إلى هذا الإمام وهل ذمه أهل عصره ممن اطلع على كتبه
2- فهم النصوص والمصطلحات بشكل جيد ومصطلحات الصوفية خاصاً في موضعنا هذا
3-البحث عن من مدح الشيخ الشعراني ( ونحن سنذكر لك أقوال)
4- البحث في كتب الإمام الشعراني والإطلاع جميع أقواله وتحرير موضع النزاع لتقف على حقيقة أقواله في المسالة ولتقف على ما هو متأول وما هو مدسوس.
5- البحث في أقوال تلاميذه ومن شرح كتبه وأقواله لتقف على ما ليس لك به علم
6- رد النصوص التي لا تقبل التأويل فكيف تشك في إمام مدحه الائمة والعلماء
قال الإمام ابن الجوزي
(فلا ينبغي ان تسمع من معظم في النفوس شيئاً في الأًول فتقلده فيه ولو سمعت عن احدهم ما لا يوافق الأصول الصحيحة فقل هذا من الراوي لانه قد ثبت عن ذلك الإمام انه لا يقول بشئ من رايه)
صيد الخاطر ص 93

وقال الاجري في الشريعة ص 152 في رد الافتراء عن الإمام الحسن البصري
(أعلموا رحمنا الله وإياكم أن من القدرية صنفاً إذا قيل لبعضهم من إمامكم في مذهبكم هذا فيقولن الحسن وكذبوا علي الحسن فقد أجل الله الكريم الحسن عن مذهب الدرية ونحن نذكر عن الحسن خلاف ما ادعوا عليه))

وكذلك نحن نقول ذكرنا وسنذكر خلاف ما أدعوا الوهابية أهل السوء على الإمام الشعراني قدس الله سره مثل ما ادعوا القدرية على الإمام الحسن البصري رضي الله عنه

الدس على الإمام الشعراني.
ولدينا عدة وثائق تثبت أن كتاب الطبقات خاصاً تعرض للدس والتزوير ولتعلم أن هذه المدسوسات لا تخفى على أهل الشأن إذ لديهم ميزان دقيق يزن الشعرة وأقل وهو الاستقامة على الكتاب والسنة وما خالفهما لا يصح ولكن الوهابي تأبي الانقياد للحق.

1- فائدة من الإمام الخطيب الشربيني صاحب تفسير السراج المنير والمعروف بتفسير الشربيني
وصاحب كتاب مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج وغيرها من الكتب الجليلة
قال الإمام الخطيب الشربيني في تفسيره
عند تفسير قوله تعالى (يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت) الآية:
تنبيه: هذا ظاهر على القول الثاني وهو قول علقمة والشعبيّ على أنّ ذلك يكون عند طلوع الشمس من مغربها، وأمّا على القول الأوّل وهو قول الحسن على أنّ ذلك يوم القيامة كيف يكون ذلك؟ فقيل: هو تصوير لهولها، قاله البيضاوي، وقال البقاعي في المرضعة: هي من ماتت مع ابنها رضيعاً، وفي ذات الحمل: من ماتت حاملاً، فإنّ كل أحد يقوم على ما مات عليه، وهذا أولى فإني في حال كتابتي في هذا المحل حضر عندي سيدي الشيخ عبد الوهاب الشعراني نفعنا الله تعالى ببركته،فذكرت له هذين القولين، فانشرح صدره لترجيح هذا الثاني، وذلك يوم تاسوعاء من شهر الله المحرّم سنة ست وخمسين وتسعمائة.

وفي الفائدة فوائد:
1- ثناء شافعي وقته الخطيب الشربيني على القطب الشعراني ودعاء الله تعالى أن ينفعه ببركته.
2- جعل قول سيدي الشعراني مرجحاً في فهم الآية.
3- تحديد الوقت المبارك الذي دخل فيه القطب الشعراني على الخطيب الشربيني وهو في يوم تاسوعاء سنة 956.
4- كون ذلك التاريخ تالياً لتأليف الطبقات الكبرى التي هي محل إنكار المنكرين على الإمام الشعراني وبيان عظم قدره عند الشمس الشربيني
فالإمام الشعراني رضي الله عنه فرغ من كتاب الطبقات حسب ما ذكر بخط يده في آخر الكتاب في 15 رجب 952 هـ وهذا يدل علي أن الدس كان بعد وفاة الإمام الشعراني لانه كان محل ثقة وتبجيل الائمة في هذا الوقت فلا يخفي ذلك من قول الإمام الشربيني ومدحه
الإمام الشعراني والانتفاع بعلومه التي لا تخالف الشريعة بالقطع والا كان رد عليه علماء عصره وما مدحوه وتجنبوا كتبه واراءه وهذا عكس ما ذكر ولله الحمد .

2- بعض الدس على الإمام الشعراني
أ- في صفحة 153 من الجزء الثاني من كتاب الطبقات للإمام الشعراني
جاءت ترجمة علي البحيري ، الذي ذكر في ترجمته أنه توفي في شوال 953 هـ ، أي بعد الانتهاء من الكتاب بسنة وثلاثة أشهر فهل هذا يعقل إخواننا؟؟

ب- صفحة 163 من الجزء الثاني من كتاب الطبقات للإمام الشعراني
فإنك ستجد ترجمة علي الكازروني الذي ذكر في ترجمته أنه توفي في 960 هـ ، أي بعد الانتهاء من الكتاب وانتشاره بين الناس وتناولهم له بالنسخ والنشر بثماني سنين .

ج- في صفحة 167 من الجزء الثاني من كتاب الطبقات للإمام الشعراني

ذكرت ترجمة أحمد الكعكي ، وذكر في نفس الترجمة أنه توفي في 15 رجب 952 هـ ، فلزم أن يكون قد كتبت ترجمته في يوم الانتهاء من كتابة الطبقات ، وإذا علمت أنه ذكرت بعده إحدى عشرة ترجمة لأحد عشرة مترجم له ، كلهم بدون استثناء ماتوا قبله حسب ما هو مذكور في تراجمهم ، تيقنت أن هذه الترجمة قد دست بين التراجم كذبا وتلفيقا .

فهل بعد ذلك بيان

3- الدس على كتب الإمام الشعراني بالمقارنة بمخطوطات له
أنقل لكم ما جاء في مقدمة كتاب (( الطبقات الصغري )) للإمام الشعراني رحمه الله تعالى وأعلى درجته ، للمحقق الشيخ عبدالقادر أحمد عطا حيث قال المحقق في صفحة رقم 11 تحت عنوان : ( الدس في كتب الشعراني ) ما نصه :
ويمثل هذا الوعي الرفيع تناول الشعراني قضايا عصره ، واندمج في صفوف الشعب يتلمس آلامه ، ويكشف عن أمراضه الاجتماعية ، وينقد ويرسم الطريق للإصلاح ، حتى كان هدفاً لسهام طائشة من العلماء وأعياء التصوف كان أخطرها الدس في كتبه ولاسيما في طباقاته الكبرى .
وقد اعتمد الدساسون على استغلال سئ لأصلين هامين من أصول التربية الصوفية هما : كراهة الجدل والاعتراض بين المريدين والشيوخ ، ونظرية الأحوال .
أما كراهة الجدل فإنما هى بالنسبة للمحققين من الشيوخ المشهود لهم باستقامة السلوك ، ووضوح الطريقة ، وهضم النفس ، والقيام على أصول الشريعة وسنتها وفلاح المريدين على أيديهم ، ولا يجوز أن ينسحب هذا الحكم على أي دعي دخيل أفاق يستأكل بدينه وبالمثل الإنسانية العليا المشروعة . وإلا فقد ناقش الشعراني نفسه هؤلاء الأدعياء ، وقطع حجتهم على الصورة التى عرضناها آنفا.
وأما نظرية الأحوال ، فما الأحوال إلا مشاعر معينة تنشأ في باطن الإنسان من نتائج العلم أو العمل أو من نتائجهما معاً . وتكون إما قبضاً ، وأما بسطاً ، إما خوفاً ، وإما اصطلاماً ، وأما سحقاً أو محقاً ، أو غير ذلك من الأحوال المقررة والبينة الأمارات والعلامات في مراجع السلوك أما الحال الذى لا يكون نتيجة علم أو عمل فإنه محض افتراء ودجل كاذب . على أن هذا الأحوال لا يمكن أن تخرج أصحابها عن قانون الشريعة ، لأنها في الله ومن الله ، ولا يمكن أن يدفع الله طلابه إلى هدم شريعته ، حتى يتخذ أعداؤه من سلوكهم هذا حجة على صحة التحلل من الشريعة أحياناً وأحياناً على الصورة التى رسمها هؤلاء الدساسون في الطبقات الكبرى .
دس الدساسون في الطبقات نماذج من أكابر العارفين مجهولين لأهل العلم بالطبقات ،
ونسبوا لأحدهم أنه كان يقف على قارعة الطريق حتى إذا قدم أحد مشايخ البلاد أو التجار راكباً على ظهر حمارته اعترضه الشيخ وراوده على إتيان الفاحشة في الأتان ، فإذا وافق على المبدأ سمح له الشيخ بعد إنهاء مهمته بالسير ومواصلة السفر ، وإذا أبى تسمرت أتانه بالأرض فلا تستطيع حراكا .
ومن عجيب السبك أن الدساسين نسبوا إلى الإمام الشعراني أنه سأل شيخ الإسلام زكريا الأنصاري وسيدي محمد بن عنان وغيرهما من كبار العلماء والأولياء عن هذه الظاهرة فقالوا : إن هؤلاء المشايخ يخيلون للناس هذه الأعمال وليست لها حقيقة .
فلا عقلية الشعراني ، ولا عقلية شيخ الإسلام الأنصاري تسيغ مثل هذا التعليل الساقط ، ولا عقليات القراء من أي نوع كانوا تسيغ أن تكون شريعة سماوية فيها هذه البهلوانية الفارغة ، وهذه الأ لاعيب السحرية التافهة ، وإلا بالكل سينخلع من أحكام الشريعة في لمحة عين بحجة التخييل وأمور السيمياء.
فالشعراني يكتب في مقدمة طبقاته الكبرى : أن لم يذكر فيها إلا ما ينهض همة المريد إلى الله ، فلا يعقل إطلاقاً أن يعرض علينا هذه النماذج باعتبارها حافزاً للهمة نحو الله . ثم يكتب رسالته المخطوطة التى عرضنا نماذج منها ليهدم بها ضلال المضلين في أمور هي أقل من إتيان الفاحشة مع الحمير .
ونموذج آخر كان يلوط بالعبيد ، وآخر ذهب إلى بيت يطلب يد كريمة منه للزواج بها ، فكشف عن عورته أمامها وأمام الحضور ، وامرها بتفتيشها حتى لا تعود عليه باللا ئمة
بعد ذلك قوة أو عجزاً . ونماذج غير هذه كثيرة في منتصف الطبقات .
ونعود فنقول : إن سلوك الإمام الشعراني وكتبه ودعوته كلها تنآى عن هذه الانحلالات الهادمة ، وتبرأ منها وممن دسها عليه ، ثم إنه لم يغفل التنبيه في غير موضع من كتبه على أمر هؤلاء الدساسين ، وفي كتاب الطبقات الصغرى هذا نبه على شأنهم في غير موضع أيضاً .
ومن عجيب الأمر أن تبقى تلك المدسوسات في كتب الشعراني إلى الآن ، ويجبن الناشرون والمحققون عن حذفها حتى تعود الى الطبقات قيمتها العلمية النادره .
انتهى المقصود نقله من كلام المحقق الشيخ عبدالقادر أحمد عطا في مقدمة الطبقات الصغرى.

وننتقل إلى الطبقات الكبرى
ما قاله محقق كتاب الطبقات الكبرى عن الدس في كتاب الطبقات الكبرى للشعراني ، فأقول وبالله وحده التوفيق والإعانة :
مما كُتب على الغلاف أيضاً : قوبلت هذه الطبعة على مخطوطة نادرة ، ومقابلة قراءة كاملة على طبعة بولاق عام 1292 هـ ، وعدة مخطوطات بمكتبة الأزهر الشريف ، وهي خالية تماماً من التحريف والخريف .
الناشر : مكتبة الآداب ، 42 ميدان الأوبرا ـ القاهرة ت : 3900868
الطبعة الأولى . 1414 هـ ـ 1993 م وحقوق الطبع محفوظة لمكتبة الآداب ( على حسن ) .

http://www.soufia.org/sharany/tabakat.jpg

http://www.soufia.org/sharany/mokadimah.jpg

ما قاله المحقق في مقدمته للكتاب صفحة رقم 25 ، تحت عنوان :كتاب (( الطبقات الكبرى )) والكذب على الشيخ رحمه الله ورضى الله عنه
ما نصه :

(( وأما ما كذب على الشيخ الشعراني في هذا الكتاب " لواقح الأنوار في طبقات السادة الأخيار " فكثير ، وقد مكننا الله تعالى من الاطلاع على تراجم نظيفة أثبتناها في نسختنا هذه ، وأشرنا إلى كلٍ في موضعه .
إن النسخة التى كتبها الشيخ بيده رحمه الله تعالى قد فقدت ، أو هى في سرداب من سراديب المكتبات ، أو أضاعوها ليتمكنوا من دس ما يمكن دسه فيما تنسخه أيديهم .
والنسخ الموجودة في بعض تراجمها زيادة عن المطبوع أو نقص ، فما رأيت فيه مخالفة تستحق أن تظهر : نقلته برمته ، بدلاً عن ما في النسخ المطبوعة ، وما لا : تركته كما هو ،
وإليك بعض من المخالفات الواضحة :
1- في ترجمة الشيخ أبى الحسن الشاذلى رضى الله عنه ص 6 ج 2 من المطبوعة ما نصه :
" والمشى مع زوجتك إلى السوق في حاجة من حوائجها ، وركوبك خلفها على الحمار وغيره " ا هـ .
وهي عبارة تمجها العقول السليمة ، حتى ولو كانت المرأة زوجته .

وصحتها من النسخة التى تحت يدي ما نصه :
" والمشى مع زوجتك إلى السوق في حاجة من حوائجها ، وركوبها خلفك على الحمار وغيره " إهـ .

2- في المطبوعة ص 95 ج 2 في ترجمة الشيخ " محمد الشويمى " ما نصه :
" وخرج له بالعصا ، وقال : إن لم ترجع يا محمد وإلا استلفتك من ربك !! " إهـ .
وهذه الجملة فيها جرأة ووقاحة وفحش لا يصدر عن عالم بالله .
والواقع أنها كذب محض ، إذ نصها من النسخة التى راجعت عليها :
" وإن لم ترجع يا محمد ، أسقطتك وآذيتك " إهـ .

http://www.soufia.org/sharany/astlaftak.jpg

3- في المطبوعة ص 106 ج 2 في ترجمة الشيخ محمد المغربى رحمه الله تعالى مانصه :
" فهذا هو التوحيد الحالى العام المشار إليه في الآية بقوله : { ولكن لا تفقهون تسبيحهم } أى هذا التوحيد الباطن ، فتفطنوا له إن كنتم فقهاء ، فإنه محتاج إلى الفهم ، وهو موضع علم الباطن الربانى " إهـ .
أمّا ما فى المخطوطة التى قابلت عليها ، فنصه هكذا :
" فهذا هو التوحيد الباطنى للعالم المشار إليه في الآية بقوله : { ولكن لا تفقهون تسبيحهم } أي هذا التسبيح الربانى " .

4- فى ص 116 ج 2 من المطبوعة ، فى ترجمة الشيخ نور المرصفي " ما نصه :
" وقع له أنه قرأ في يوم وليلة ثلاثمائة ألف ختمة ، كل درجة ألف ختمة " إهـ .
وفى المخطوطة التى استعنت بها :
" الفقير وقع له أنه قرأ في اليوم والليلة ثلاثمائة ختمة ، كل درجة ختمة " إهـ .
وكلا الروايتين كذب ، موضوع على الشيخ رحمه الله تعالى .

5- فى ترجمة الشيخ على أبو خوذة ص 122 ج2 ما نصه :
" وقال لى مرة احذر أن تنيكك أمك ، فقلت لعبد من عبيده : ما معى كلام الشيخ ؟ قال : يحذرك أن يدخل حب الدنيا فى قلبك ، لأن الدنيا هى أمك " إهـ .
وفى المخطوطة التى راجعت عليها ما نصه :
" اجتمعت به كثيراً، فقلت له مرة : أوصنى ! فقال : احترس أن تلعب بك أمك ، فقلت لعبيده : ما معنى هذا ؟ فقالوا : احذر أن تميل إلى الدنيا بقلبك " إهـ .

http://www.soufia.org/sharany/nakatk.jpg



6- في ص 123 ج 2 من المطبوعة ، ترجمة الشيخ محمد الشربينى ص 123 ج 2
ثلاثة عشر سطراً ونصف .
وفي المخطوطة التى استعنت بها
ما يقارب الثلاث صحائف !.

7- ترجمة الشيخ عمر البجائي المغربى ص 129 ج 2 ستة أسطر
وفي التى قابلت عليها ما يقارب الصفحتين .

8- ترجمة الشيخ على الشرنوبى ص 131 ج 2 في المطبوعة خطأ فى الاسم
والترجمة ثمانية أسطر ، وفي النسخة التى قابلت عليها ما يقارب الصفحتين .
9- ترجمة الشيخ أحمد البهلول في المطبوعة ص 131 ج 2 (9 ) تسعة أسطر .
وفي المخطوطة التى راجعت عليها ما يقارب الثلاث صحائف .
10- ترجمة الشيخ " على وحيش " ج 2 ص 135 من المطبوعة :
" وكان إذا رأى شيخ بلد وغيره ينزله من على الحمارة ، ويقول له : إمسك رأسها لى حتى أفعل فيها ، فإن أبَى شيخ البلد تسمر فى الأرض حتى لا يستطيع يمشى خطوة ، وإن سمع حصل له خجل عظيم " إهـ .
والترجمة التى أثبتها بالكامل فى هذا الكتاب من المخطوطة التى استعنت بها ليس فيها هذا الكلام إطلاقاً .
ولذلك صوّرتها لك أيها القارئ الكريم مع المقدمة لتقرأها بعينك ، ويستريح قلبك : أن هؤلاء الناس قد افترى عليهم مَنْ قدوته مغرضو اليهود والنصارى ، في الافتراء على أهل الله ، والكذب عليهم .

http://www.soufia.org/sharany/aliwhaish.jpg

http://www.soufia.org/sharany/scrittaamano.jpg

http://www.soufia.org/sharany/whish.jpg
11- ترجمة كلٍّ من ناصر الدين أبى العمائم الزفتاوى ، والشيخ شرف الدين الصعيدى ، والشيخ أبى القاسم المغربى ، والشيخ إبراهيم أبى لحاف : مقتضبة
أثبتنا في نسختنا من المخطوطة ما هو أوسع , وأكمل ، وأنظف ، وهى من الأدلة الواضحة على أن هذا الكتاب لعبت فيه أيدٍ غير أمينة على دين لاو خلق .


4- الدس على الإمام الشعراني في حياته
أعلم حياك الله أن الطريقة التي ينتمي إليها الإمام الشعراني مبنية على أسس متينة ومشيدة بالكتاب والسنة فكيف يخالفها وهو من شهد له بالعلم والولايه من الائمة الأعلام.
أ- يقول الإمام الشعراني في كتابه الطبقات الكبرى المسمي بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار:
«إن طريق القوم مشيدة بالكتاب والسنة، وإنها مبنية علي سلوك أخلاق الأنبياء و الأصفياء و بيان أنها لاتكون مذمومة إلا إن خالفت صريح القرآن أو السنة أو الإجماع لاغير، و أما إذا لم تخالف فغاية الكلام أنه فهم أوتيه رجل مسلم فمن شاء فليعمل به و من شاء تركه … )الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار(1-4)

ب- يقول أيضا في هذا الصدد:
«إن من شرط من يطلب طريق القوم أن يكون متضلعا من علوم الشريعة المطهرة حتي لايصير عنده التفات الي غير الطريق التي سلكها و ان طريق القوم محررة علي الكتاب و السنة، تحرير الذهب و الجوهر، فمن لم يكن من أكابر العلماء لايفلح فيها، لأن له في كل حركة و سكون ميزانا شرعيا يجب عليه عمله قبل الفعل و الله أعلم».

ج- وهاهو الإمام العارف الكبير الشيخ عبد الوهاب الشعرانى (ت 973 هـ) تلميذ السيوطى قد امتلأت كتبه بنقد مرير ولاذع لمدعى التصوف فى عصره وفضلا عن الإشارات التى لا تحصر فى مؤلفاته عن ذلك فقد خصص مؤلفا مستقلا لهذه القضية سماه : ((تنبيه المغترين أواخر القرن العاشر على ما خالفوا فيه سلفهم الطاهر))
وقد وصفه فى المقدمة بأنه ((كالسيف القاطع لعنق كل مدع للمشيخة فى هذا الزمان بغير حق لأنه يفلسه حين يرى نفسه منسلخة من أخلاق القوم كما تنسلخ الحية من ثوبها ، وإنى أعرف بعض جماعة بلغهم أمر هذا الكتاب فتكدروا ، ولو أمكنهم سرقته وغسله لفعلوا خوفا أن ينظر فيه أحد ممن يعتقدهم فيتغير اعتقاده فيهم حين يراهم بمعزل عن التخلق بأخلاق القوم … ، وأرجو من فضل الله تعالى أن يكون هذا الكتاب كالمبين لما اندرس من أخلاق القوم رضى الله عنهم بعد الفترة التى حصلت بعد موت الأشياخ الذين أدركناهم فى النصف الأول من القرن العاشر ، فقد أدركنا بحمد الله تعالى نحوا من مائة شيخ كان كل واحد منهم يستسقى به الغيث : كسيدى على المرصفى ، وسيدى محمد الشناوى ، وسيدى أبى السعود الجارحى ، وسيدى تاج الدين الذاكر ، وسيدى على الخواص ، وغيرهم ممن ذكرناهم فى كتاب طبقات العلماء والصوفية .
فكل هؤلاء كانوا على قدم عظيم فى الزهد والعبادة والورع ، وكف الجوارح الظاهرة والباطنة عن استعمالها فى شىء مما نهاهم الله تعالى عنه ، وكان أحدهم لا يقبل شيئا من أموال الولاة ، ولو كان فى غاية الضيق بل يطوى ويجوع حتى يجد الحلال ، ولم يكن أحد منهم يعانى ركوب الخيل ولا الملابس الفاخرة ولا الأطعمة النفيسة … إلا إن وجد ذلك من حلال فى نادر الأوقات … فإياك يا أخى أن تظن بالمشايخ الذين أدركناهم أنهم كانوا مثل هؤلاء فى قلة الورع والقناعة فتسىء الظن بهم ، وإياك يا أخى أن تتظاهر بالمشيخة فى هذا الزمان إلا إن كنت محفوظ الظاهر والباطن من التخليط … فإن تظاهرت بذلك وظاهرك غير محفوظ فقد خنت الله ورسوله وأهل الطريق …))
وأول خلق ذكره بعد المقدمة التمسك بالكتاب والسنة يقول الشعرانى : ((من أخلاق السلف الصالح رضى الله عنهم ملازمة الكتاب والسنة كلزوم الظل للشاخص …))
تنبيه المغترين ، (ص 3-9) ، باختصار وتصرف يسير .

فهل يعقل بعد هذا أن يكون الإمام الشعراني خط بيده ما هو مخالف للشريعة!!!
وقد آلف في كل من خالف شرع الله بكلمة وذكر بعض المشايخ ممن ترجم لهم في الطبقات ونص على سيرهم على الكتاب والسنة فهل يعقل ان ينقل عنهم بعدها ما يخالف الشريعة؟
نترك الحكم لكل عاقل!!

وهذا ما قاله الإمام الشعراني عن الدس في كتبه
1- قال الإمام الشعراني في كتاب الميزان الكبرى
((أسأل الله من فضله ان يحمي هذا الكتاب من كل عدو وحاسد ، يدس فيه ماليس من كلامي مما يخالف ظاهر الشريعة لينفر الناس من مطالعته كما وقع لي ذلك مع بعض الاعداء فانهم دسوا في كتابي المسمى بالبحر المرود في المواثيق والعهود امورا تخالف ظاهر الشريعة وداروا بها في الجامع الازهر وغيره ، وحصل بذلك فتنة عظيمة وماخمدت الفتنة حتى ارسلت لهم نسختي التي عليها خطوط العلماء ففتشها العلماء فلم يجدوا فيها شيئا مما يخالف ظاهر الشريعة مما دسه الاعداء
فالله يغفر لهم ويسامحهم والحمد لله رب العالمين .)) اهـ
http://www.soufia.org/wsaik/sharany1.jpg

http://www.soufia.org/wsaik/sharany2.jpg

2- قال الإمام الشعراني في لطائف المنن (ص/690) ما نصه:
"وأرجو من مدد رسول الله أن يحمي هذا الكتاب من كل عدو وحاسد يدسّ في فواصله أو غضونه ما يخالف ظاهر الشريعة لينفر الناس عن المطالعة فيه، كما فعلوا في كتابي المسمى بالبحر المورود في المواثيق والعهود، وفي مقدمة كتابي المسمى بكشف الغمة عن جميع الأمة"، ثم قال: " فاعلموا ذلك أيها الإخوان وأشيعوه بقصد صيانة الناس عن الوقوع في عرضي بغير حقي وإنما أخبرت الإخوان بالدسّ المذكور في كتبي". اهـ.

3- وأكثر ما دُسَّ عليه في الطبقات الكبرى ولقد أوضح ذلك في كتابه لطائف المنن والأخلاق فقال:
(ومما مَنَّ الله تبارك وتعالى به عليَّ، صبري على الحسدة والأعداء، لما دسوا في كتبي كلاماً يخالف ظاهر الشريعة، وصاروا يستفتون عليَّ زوراً وبهتاناً، ومكاتبتهم فيَّ لِبابِ السلطان، ونحو ذلك. إِعلم يا أخي أن أول ابتلاء وقع لي في مصر من نحو هذا النوع، أنني لما حججْتُ سنة سبع وأربعين وتسعمائة، زَوَّر عليَّ جماعة مسألة فيها خرق لإِجماع الأئمة الأربعة، وهو أنني أفتيتُ بعض الناس بتقديم الصلاة عن وقتها إِذا كان وراء العبد حاجة، قالوا: وشاع ذلك في الحج، وأرسل بعض الأعداء مكاتبات بذلك إِلى مصر من الجبل، فلما وصلتُ إلى مصر، حصل في مِصْرَ رَجٍّ عظيم، حتى وصل ذلك إِلى إِقليم الغربية والشرقية والصعيد وأكابر الدولة بمصر، فحصل لأصحابي غاية الضرر، فما رجعتُ إِلى مصر إِلا وأجد غالب الناس ينظر إِليَّ شذراً، فقلت: ما بال الناس ؟ فأخبروني بالمكاتبات التي جاءتهم من مكة، فلا يعلم عدد من اغتابني، ولاث بعرضي إِلا الله عز وجل.
ثم إِني لما صنفت كتاب البحر المورود في المواثيق والعهود، وكتب عليه علماء المذاهب الأربعة بمصر، وتسارع الناس لكتابته، فكتبوا منه نحو أربعين نسخة، غار من ذلك الحسدةُ، فاحتالوا على بعض المغفلين من أصحابي، واستعاروا منه نسخته، وكتبوا لهم منها بعض كراريس، ودسوا فيها عقائد زائغة ومسائل خارقة لإِجماع المسلمين، وحكايات وسخريات عن جحا، وابن الراوندي، وسبكوا ذلك في غضون الكتاب في مواضع كثيرة، حتى كأنهم المؤلف، ثم أخذوا تلك الكراريس، وأرسلوها إِلى سوق الكتبِيِّين في يوم السوق، وهو مجمع طلبة العلم، فنظروا في تلك الكراريس، ورأوا اسمي عليها، فاشتراها من لا يخشى الله تعالى، ثم دار بها على علماء جامع الأزهر، ممن كان كتب على الكتاب ومن لم يكتب، فأوقع ذلك فتنة كبيرة، ومكث الناس يلوثون بي في المساجد والأسواق وبيوت الأمراء نحو سنة، وأنا لا أشعر. وانتصر لي الشيخ ناصر الدين اللقاني، وشيخ الإِسلام الحنبلي، والشيخ شهاب الدين بن الجلبي، كل ذلك وأنا لا أشعر، فأرسل لي شخص من المحبين بالجامع الأزهر، وأخبرَني الخبرَ فأرسلت نسختي التي عليها خطوط العلماء، فنظروا فيها، فلم يجدوا فيها شيئاً مما دسه هؤلاء الحسدة، فسبُّوا من فعل ذلك، وهو معروف.
وأعرفُ بعض جماعة من المتهوِّرين، يعتقدون فيَّ السوء إِلى وقتي هذا، وهذا بناء على ما سمعوه أولاً من أُولئك الحسدة، ثم إِن بعض الحسدة، جمع تلك المسائل التي دُسَّت في تلك الكراريس وجعلها عنده، وصار كلما سمع أحداً يكرهني، يقول له: إِن عندي بعض مسائل تتعلق بفلان، فإِن احتجت إِلى شيء منها أطلعتك عليه، ثم صار يعطي بعض المسائل لحاسد بعد حاسد إِلى وقتي هذا، ويستفتون عليَّ وأنا لا أشعر، فلما شعرتُ، أرسلت لجميع علماء الأزهر أنني أنا المقصود بهذه الأسئلة، وهي مفتراة عليَّ، فامتنع العلماء من الكتابة عليها)[كتاب "لطائف المنن والأخلاق" للشعراني ج2. ص190ـ191].

وهذا دليل قاطع على الدس عليه فقد كان رحمه الله بحراً في العلوم وهذا ما جعل الحساد وأعداء الإسلام اللجوء إلى الدس في كتبه في حياته فلك أن تتأمل وتفكر قليلاً ماذا يفعلون بعد موته رضي الله عنه!!!
ولاحظ أن سبب دس الأعداء في كتب الإمام الشعراني لينفروا الناس من مطالعتها وهذا مايفعله أدعياء السلفية فهم ينتقون الروايات الشاذة المدسوسة لينفروا الناس من مطالعة كتب الإمام الشعراني فالله حسبيهم.

وهل بعد كلام صاحب الشأن والتحذير من المدسوسات بنفسه كلام فهو ينبهك ويحذرك ان ما وجد ومخالف لشرع الله فهو مدسوس
وماسبق يدل ولاشك ان كثيرا من كتب الإمام الشعراني تعرضت للدس بما فيها كتاب الطبقات والذي يستدلون به أدعياء السلفية فهى روايات مدسوسة عند المحققين بل وعند الإمام الشعراني ذاته كما وضحنا فلو قارن المُنْصِفُ بين كلام الشعراني رحمه الله تعالى الذي يعلن فيه تمسك الصوفية بالشريعة في جميع كتبه بل لو قارن المنصف بين صفحات كتاب الطبقات نفسه لوجد تبايناً ظاهراً ولظهر له كذب بعض ما في كتاب الطبقات فليس كل ما في الكتاب منسوب للشيخ الشعراني فالعبارات التي خارجة عن الشريعة هي من المدسوسات.

* قول الوهابية لماذا تتركون المدسوس.
نقول قد علم مواضع الدس ونبه عليها وهى لا تخفى على كل مطلع وتم التنبيه عليها والكتاب في حد ذاته كتاب قيم وما فيه من الدس تم التنبيه عليه وايضاحه لكل مريد صادق
ولماذا تصرون على طبع كتاب " السنة " المنسوب لعبد الله بن احمد مع ما فيه من تطاول وسباب على الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان قدس الله سره
ومع ما فيه من الآثار الواهيه والأقوال التي تؤدي بالانسان إلى الكفر ولماذا لا تحذفون منه هذا الهراء ؟
فيقول الوهابية انه يصرون على طبعه لانه كتاب فيه عقيدة السلف وما فيه من ضعيف وموضوع واسرائليات ننبه عليها ونتجنبها ولا ناخذ بها (مع العلم ان هذا الكتاب فيه أقوال كفرية يأبي الأنسان بالفطرة ان يطلع عليها وفي سنده مقال ليس المكان لبسطه فهو لا ينسب لعبدالله بن احمد)
وكذلك نقول أيها الأفاكون نحن ننبه على ما دس على الأمام الشعراني ونتجنبه فلماذا تريدون إلزامنا بالمدسوس والذي أثبتناه بالادلة والبراهين.
فالصوفية تتبرأ من كل قول خالف الشريعة.
وإذا كنتم صادقون فلتتبعوا هذا التنبيه والكتاب حقق وطبعته قوبلت على مخطوطات نادرة ونص المحقق على أماكن الدس بالأدلة والبراهين واورد صور المخطوطات ايضاً والكتاب معلوماته أمامكم
المحقق هو : الشيخ عبدالرحمن حسن محمود .
ومما كُتب على الغلاف أيضاً : قوبلت هذه الطبعة على مخطوطة نادرة ، ومقابلة قراءة كاملة على طبعة بولاق عام 1292 هـ ، وعدة مخطوطات بمكتبة الأزهر الشريف ، وهي خالية تماماً من التحريف والخريف .
الناشر : مكتبة الآداب ، 42 ميدان الأوبرا ـ القاهرة ت : 3900868
الطبعة الأولى . 1414 هـ ـ 1993 م وحقوق الطبع محفوظة لمكتبة الآداب ( على حسن ) .
* قول الوهابية لماذا الدس فقط في كتب التصوف

نقول دس الأباطيل والخرافات وجد في جميع علوم الإسلام كما نرى كذلك في التفسير والحديث وفي التاريخ والتصوف وغيرها كما ذكرنا في بداية الرد على شبهات الوهابية وأوردنا امثلة قليلة ليقف المسلم على حقيقة هذا القول وليعلم أن الوهابية تتبع الهوى وانهم لا يلتزمون بالخط الأخلاقي في البحث والنقد بل هم قوم كذب ونفاق والعياذ بالله.
* قول الوهابية لماذا لا تقوموا بحرق هذه الكتب التي بها دس.
ن
قول كما قلنا في ردنا السابق ونعيده ايضاً لعل الله يفتح بها عقول القوم وقلوبهم.
فكتاب الطبقات في مجمله كتاب مفيد وما فيه من الدس قد نبه عليه فكيف ننبذ كتاب لانه وقع فيه بعض الدس فهل حرقنا كتب التفسير والاحاديث لوجود الاسرائليات والموضوعات وغيرها؟؟
وما أحوجنا إِلى تضافر جهود المؤمنين المخلصين لتنقية هذا التراث الإِسلامي الثمين ممَّا لحق به من دس وتحريف وهذا ما يعمل عليه من العلماء.
وقد علم مواضع الدس ونبه عليها وهي لا تخفي علn كل مطلع وتم التنبيه عليها والكتاب في حد ذاته كتاب قيم وما فيه من الدس تم التنبيه عليه وايضاحه لكل مريد صادق
ولماذا تصرون على طبع كتاب " السنة " المنسوب لعبدالله بن احمد مع ما فيه من تطاول وسباب على الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان قدس الله سره
ومع ما فيه من الآثار الواهيه والأقوال التي تؤدي بالانسان إلى الكفر ولماذا لا تحذفون منه هذا الهراء ؟
فيقول الوهابية انه يصرون على طبعه لانه كتاب فيه عقيدة السلف وما فيه من ضعيف وموضوع واسرائليات ننبه عليها ونتجنبها ولا ناخذ بها (مع العلم ان هذا الكتاب فيه أقوال كفرية يأبى الأنسان بالفطرة ان يطلع عليها وفي سنده مقال ليس المكان لبسطه فهو لا ينسب لعبدالله بن احمد في الأصل)
وكذلك نقول أيها الأفاكون نحن ننبه على ما دس على الأمام الشعراني ونتجبنه فلماذا تريدون إلزامنا بالمدسوس والذي أثبتناه بالأدلة والبراهين.
فالصوفية تتبرأ من كل قول خالف الشريعة.
وإذا كنتم صادقون فلتتبعوا هذا التنبيه والكتاب حقق وطبعته قوبلت على مخطوطات نادرة ونص المحقق على اماكن الدس بالادلة والبراهين واورد صور المخطوطات ايضاً والكتاب معلوماته امامكم
المحقق هو : الشيخ عبدالرحمن حسن محمود .
ومما كُتب على الغلاف أيضاً : قوبلت هذه الطبعة على مخطوطة نادرة ، ومقابلة قراءة كاملة على طبعة بولاق عام 1292 هـ ، وعدة مخطوطات بمكتبة الأزهر الشريف ، وهي خالية تماماً من التحريف والخريف .
الناشر : مكتبة الآداب ، 42 ميدان الأوبرا ـ القاهرة ت : 3900868
الطبعة الأولى . 1414 هـ ـ 1993 م وحقوق الطبع محفوظة لمكتبة الآداب ( على حسن )

فهل يتعظ الوهابية ويتركوا مهاجمة الصوفية من هذه المدسوسات والشيخ نفسه يتبرأ منها
فالصوفية تتبرأ من اي كلام شنيع ولا يلتزمون به والوهابية بالقوة يريدون الزامنا به.
فهل هذا هو الحق والعدل فهذا منطق الكيل بمكيالين والعياذ بالله.

مكانة الإمام الشعراني عند الائمة والعلماء مع نصهم على الدس في كتبه وهم أئمة مشهور لهم بالفضل والعلم.
نقول قبل بداية سرد الأقوال ونقول الائمة من كتبه قدس الله سره
ان الائمة لم ينكروا كتب أو أنكروا قول على الإمام الشعراني في حياته أو حتى بعد مماته وهذا اكبر دليل على فهم الائمة لاي كلمه مبهمة ودليل قوي على الدس الذي دخل على كتبه وخاصاً كتاب الطبقات الذي هو مصدر تنشيع الوهابية وقد أوردنا الأدلة الواضحة الجلية أن الدس وقع ولا مجال لتكذيبه من الوهابية فهل كل هؤلاء أهل بدع وأهواء .

1- الإمام الخطيب الشربيني صاحب تفسير السراج المنير والمعروف بتفسير الشربيني
وصاحب كتاب مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج وغيرها من الكتب الجليلة
قال الإمام الخطيب الشربيني في تفسيره
عند تفسير قوله تعالى (يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت) الآية:
تنبيه: هذا ظاهر على القول الثاني وهو قول علقمة والشعبيّ على أنّ ذلك يكون عند طلوع الشمس من مغربها، وأمّا على القول الأوّل وهو قول الحسن على أنّ ذلك يوم القيامة كيف يكون ذلك؟ فقيل: هو تصوير لهولها، قاله البيضاوي، وقال البقاعي في المرضعة: هي من ماتت مع ابنها رضيعاً، وفي ذات الحمل: من ماتت حاملاً، فإنّ كل أحد يقوم على ما مات عليه، وهذا أولى فإني في حال كتابتي في هذا المحل حضر عندي سيدي الشيخ عبد الوهاب الشعراني نفعنا الله تعالى ببركته،فذكرت له هذين القولين، فانشرح صدره لترجيح هذا الثاني، وذلك يوم تاسوعاء من شهر الله المحرّم سنة ست وخمسين وتسعمائة.

وفي الفائدة فوائد:
1- ثناء شافعي وقته الخطيب الشربيني على القطب الشعراني ودعاء الله تعالى أن ينفعه ببركته.
2- جعل قول سيدي الشعراني مرجحاً في فهم الآية.
3- تحديد الوقت المبارك الذي دخل فيه القطب الشعراني على الخطيب الشربيني وهو في يوم تاسوعاء سنة 956.
4- كون ذلك التاريخ تالياً لتأليف الطبقات الكبرى التي هي محل إنكار المنكرين على الإمام الشعراني وبيان عظم قدره عند الشمس الشربيني
فالإمام الشعراني رضي الله عنه فرغ من كتاب الطبقات حسب ما ذكر بخط يده في آخر الكتاب في 15 رجب 952 هـ وهذا يدل علي أن الدس كان بعد وفاة الإمام الشعراني لانه كان محل ثقة وتبجيل الائمة في هذا الوقت فلا يخفي ذلك من قول الإمام الشربيني ومدحه
الإمام الشعراني والانتفاع بعلومه التي لا تخالف الشريعة بالقطع والا كان رد عليه علماء عصره وما مدحوه وتجنبوا كتبه واراءه وهذا عكس ما ذكر ولله الحمد


2
- الإمام الحافظ عبد الرءوف المناوي في كتابه " الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية " [4 / 69 – 74] :
" عبد الوهاب بن أحمد الشعراوى ، شيخنا الإمام العامل ، والهمام الكامل ، إنسان عين ذوى الفضائل ، وعين إنسان الواصلين من ذوى الوسائل ، العابد الزاهد ،الفقيه المحدث ، الصوفى المربى المسلك ، وهو من ذرية الإمام محمد بن الحنفية ... فغلب الحسد على طائفة من الفقهاء والصوفية ، فدسوا عليه في بعضها كلمات تخالف ظاهرها للشريعة ، وعقائد زائغة ، ومسائل تخالف الإجماع ، وأقاموا عليه القيامة ، وشنعوا وسبوا ، ورموه بكل عظيمة ، وبالغوا في الأذى والنميمة ، فخذلهم الله تعالى ، وأظهره عليهم ، وكان مواظبا على السنة ، ومجانبا للبدعة ، مبالغا في الورع ، مؤثرا ذوي الفاقة على نفسه، حتى بملبوسه ، متحملا للأذى ، سالكا طريق العفو ، موزعا أوقاته على العبادة ، ما بين تصنيف و تسليك وإفادة ... وكان يسمع لزاويته دويا كدوي النحل ليلا ونهارا ما بين ذاكر وقارىء ومتهجد ومطالع للكتب وغير ذلك ... ولم يزل قائما على ذلك معظما في صدر الصدور مبجلا في عيون الأعيان بالخير والحبور حتى نقله الله في دار كرامته في سنة ثلاث وسبعين وتسعمائة ، وكانت جنازته جمع حافل من العلماء ، والفقهاء ، والأمراء ، والفقراء، ودفن بجانب زاويته بين السورين ومضى وخلف ذكرا باقيا وثناءا عطرا ذكيا زاكيا ومددا لا ينكره إلا معاندا محروما ولا يجحده إلا مباهت مأثوم . " أهـ مختصرا

3 – قال ابن العماد الحنبلي في كتابه " شذرات الذهب في أخبار من ذهب " [8 / 437 – 439] ذاكرا قول الإمام المناوي ومقره عليه :
" وحسده طوائف فدسوا عليه كلمات يخالف ظاهرها الشرع وعقائد زائغة ومسائل تخالف الإجماع ، وأقاموا عليه القيامة وشنعوا وسبوا ، ورموه بكل عظيمة ، فخذلهم الله وأظهره عليهم ... وكان عظيم الهيبة وافر الجاه والحرمة . أهـ مختصرا

4- كما ورد في موسوعة " سيرة آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم " [3 / 256 ] :
" هذا ولا يفوتنا التنبيه على أن الشعراني لم يسلم من الحسّاد والحاقدين الذين ضمنوا بعض كتبه أغاليط , ودسوا بينها إفتراءات هو بعيد عنها كل البعد " أهـ مختصرا

5- وقال حاجي خليفة في كتابه "كشف الظنون " ( 1 / 227 ) :
البحر المورود في المواثيق والعهود
للشيخ : عبد الوهاب بن أحمد الشعراني
المتوفى : سنة ستين وتسعمائة . ( 974 )
دس فيه : بعض أعدائه ما يخالف الشرع ووقعت الفتنة في القاهرة لأجله ذكره في : ( الميزان )

6- وقال النجم الغزي في الكواكب السائرة باعيان المائة العاشرة ترجمتة
عبد الوهاب بن ذوقا الشعراني
عبد الوهاب بن أحمد بن علي أحمد بن محمد بن ذوقا بن موسى بن أحمد السلطان بمدينة تونس.
في عصر الشيخ أبي مدين بن السلطان سعيد بن السلطان قاشين بن السلطان يحيى بن السلطان ذوقا ينتهي نسبه إلى محمد بن الحنفية رضي الله تعالى عنه الشيخ العالم العارف الشعراني نسبة إلى قرية أبي شعرة المصري الشافعي الصوفي قرأ على زين الدين المحلي شرح المحلي على جمع الجوامع، وحاشيته وشرح العقائد للتفتازاني، وحاشية ابن أبي شريف عليه، وشرح المقاصد، وشرح الفصول لأبي طاهر القزويني، وعلى الشيخ نور الدين الجارحي المدرس بجامع الغمري شرح ألفية العراقي للمصنف وشرح الشاطبية، وغيره، وعلى النور السنهوري الضرير الإمام بجامع الأقمر عدة كتب منها شرح نظمه للجرومية، وشرح شذور الذهب، وشرح الألفية للمكودي، وعلى المحقق منلا علي العجمي بباب القرافة قطعة من المطول، والعضد وقطعة من البيضاوي، وعلى الصافي، وعيسى الأخنائي، والشرف الدمياطي الواعظ بالأزهر كل منهم قطعة من المنهاج، وعلى القسطلاني كل المواهب، وغالب شرحه للبخاري، وعلى مجلى قطعة من شرح المنهاج للمحلي هو، الشيخ أبو الحسن البكري، وعلي النور ابن ناصر من شرح المنهاج حلي أيضا إلى أثناء الحج، والنور الأشموني قطعة من شرحه على المنهاج الذي نظمه، وشرح نظمه لجمع الجوامع، وعلى القاضي زكريا شرحه على الروض إلى باب الجهاد، وشرحه للرسالة، ومختصرة لآداب القضاء، وشرح التحرير، وغير ذلك وعلى الشمس الحنبلي قطعة من تفسير البغوي، وعلى البرهان القلقشندي قطعة من شرح المنهاج، وأجاز له، وعلى الشيخ شهاب الدين الرملي الروضة إلى أثناء الخيار، والأعفاف وطالع الكتب مطالعة كثيرة، وكان رحمه الله تعالى من آيات الله تعالى في العلم، والتصوف والتأليف، له طبقات الأولياء ثلاث، والعهود والسنن، وغير ذلك وكتبه كلها نافعة، وقد ثلت كتبه على أنه أجتمع بكثير من العلماء والأولياء والصالحينتوفي رحمه الله تعالى في حدود السبعين وتسعمائة .


7- وقال ابن الغزي في ديوان الإسلام في ترجمة الإمام الشعراني
في الفصل الرابع في الأنساب
الشعراني: عبد الوهاب بن أحمد بن علي، الإمام الحبر البحر العارف شيخ الإسلام الصوفي الشافعي صاحب المؤلفات الكثيرة المتقنة الحافلة: كالعهود. والميزان. وطبقات الأولياء. توفي سنة 973

8- استند الشوكاني إلى كلام حجة الإسلام الشعراني فقال
وقد حكى الشعراني في الميزان أن الأئمة الأربعة كلهم قالوا إذا صح الحديث فهو مذهبنا وليس لأحد قياس ولا حجة اه
القول المفيد في ادلة الاجتهاد والتقليد ص 57

9- الإمام ابن حسين المكي المالكي في حاشيته على أنوار البروق في أنواع الفروق ينقل قول الإمام محمد الامير المالكي المستند إلى قول الإمام الشعراني.

قال الأمير ولو اختير الوقف لكان أنسب وأسلم من افتراء الكذب على الله تعالى وماذا على الشخص إذا لقي ربه جازما بأنه على كل شيء قدير مقتصرا عليه مفوضا علم ما وراء ذلك إليه لكن اشتهر عند الناس كلام الجماعة على حد قول الشاعر :
وهل أنا إلا من غزية إن غوت . غويت وإن ترشد غزية أرشد
قال وقال الشعراني في اليواقيت يتلخص من جميع كلام الشيخ الأكبر رحمه الله أنه قائل بأن الصفات عين لا غين كشفا ويقينا وبه قال جماعة من المتكلمين وما عليه أهل السنة والجماعة أولى والله تعالى أعلم بالصواب ا هـ .
أنوار البروق في أنواع الفروق ج 2 ص 47


10- وفي عجائب الأثار للجبرتي
مات الاستاذ بقية السلف الشيخ مصلح الدين بن ابي الصلاح عبد الحليم بن يحيى بن عبد الرحمن بن القطب سيدي عبد الوهاب الشعراني قدس سره جلس على سجادة ابيه وجده وكان رجلا صالحا مهيبا مجذوبا
توفي يوم الثلاثاء تاسع ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة والف ولم يعقب الا ابنته وابن عمة له وهو سيدي عبد الرحمن استخلف بعده وابن اخت له من ابراهيم جربجي باشجاويش الجاويشية جعلوا لكل منهم الثلث في الوقف وحرر الفائظ اثني عشر كيسا

وجاء في عجائب الاثار ايضاً
ومات بقية السلف ونتيجة الخلف الشيخ احمد سبط الاستاذ الشيخ عبد الوهاب الشعراني وشيخ السجادة كان انسانا حسنا وقورا مالكا منهج الاحتشام والكمال منجما عن خلطة الناس الا بقدر الحاجة
توفي يوم السبت ثامن صفر من السنة وخلف ولده سيدي عبد الرحمن مراهقا تولى بعده على السجادة مع مشاركة قريبة الشيخ احمد الذي تزوج بوالدته


11- الإمام العجلوني في كشف الخفاء ومزيل الإلباس و إستناده إلى أقوال الإمام العشراني
قال الشيخ إسماعيل العجلوني في "كشف الخفاء":
((افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة وسبعون في النار، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، إحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة، والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة، واثنتان وسبعون في النار)). رواه ابن أبي الدنيا عن عوف بن مالك. ورواه أبو داود، والترمذي، والحاكم، وابن حبان، وصححوه، عن أبي هريرة، بلفظ: ((افترقت اليهود على إحدى ـ أو اثنتين ـ وسبعين فرقة، والنصارى كذلك، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلهم في النار إلا واحدة)). قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: ((ما أنا عليه وأصحابي)). ورواه الشعراني في "الميزان" من حديث ابن النجار. وصححه الحاكم بلفظ غريب وهو: ((ستفترق أمتي على نيِّف وسبعين فرقة، كلها في الجنة إلا واحدة)). وفي رواية عند الديلمي: ((الهالك منها واحدة)). قال العلماء: هي الزنادقة. وفي هامش "الميزان" المذكور عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ: ((تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة، كلها في الجنة إلا واحدة، وهي الزنادقة)). وفي رواية عنه أيضًا: ((تفترق هذه الأمة على بضع وسبعين فرقة، إني أعلم أهداها: الجماعة))انتهى. ثم رأيت ما في هامش "الميزان" مذكورًا في تخريج أحاديث "مسند الفردوس" للحافظ ابن حجر، ولفظه: ((تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة، كلها في الجنة إلا واحدة، وهي الزنادقة)). أسنده عن أنس. قال: وأخرجه أبو يعلى من وجه آخر عن أنس، بلفظ: ((أهداها فرقةً: الجماعة)). انتهى. فلينظر مع المشهور. ولعل وجه التوفيق أن المراد بأهل الجنة في الرواية الثانية ـ ولو مآلا ـ فتأمل. وفي الباب عن معاوية، وأبي الدرداء، وابن عمرو، وابن عباس، وسعد بن أبي وقاص، وابن عمر، وواثلة، وأبي أمامة. ورواه الترمذي عن ابن [عمرو] بلفظ: ((ستفترق أمتي ثلاثًا وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة)). قيل: ومن هم؟ قال: ((الذين هم على ما أنا عليه وأصحابي))
"الكشف" (1/149 ـ 251)

وايضاً
36- - (أبردوا بالطعام ، فإن الطعام الحار غير ذي بركة) قال في التمييز تبعا للأصل أخرجه الطبراني بسند ضعيف ، وزاد في الأصل وذكره الديلمي عن ابن عمر رفعه بلفظ أبردوا بالطعام فإن الحار لا بركة فيه ، ورواه أحمد والطبراني وابن حبان والحاكم عن أسماء بنت أبي بكر بلفظ أبردوا بالطعام فإنه أعظم للبركة ، ورواه أبو نعيم في الحلية عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الكي والطعام الحار ويقول عليكم بالبارد فإنه ذو بركة ، ألا وإن الحار لا بركة له وروى الطبراني عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بصحفة تفور ، فرفع يده منها ، وقال إن الله عز وجل لم يطعمنا نارا وقال الشعراني في طبقاته الوسطى وكان صلى الله عليه وسلم لا يأكل الطعام الحار ، ويقول أبردوه ثم كلوه ، فإن الله لم يطعمنا نارا ، وفي رواية أن الحار غير ذي بركة ، انتهى

وغيرها الكثير فراجع الكشف ستجد الكثير من أقوال الامام العجلوني.
12- خاتمة المحققين محمد امين الشهير بابن عابدين في الدر المختار شرح تنوير الابصار في فقه مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان

قال في معرض الحديث عن الشيخ الاكبر وتبرئته مما نسب اليه
وقد أثنى عليه الشيخ العارف عبد الوهاب الشعراني سيما في كتابه
(تنبيه الاغبياء على قطرة من بحر علوم الاولياء)
(( فعليك به وبالله التوفيق))
حاشية ابن عابدين ج3. ص305، وصاحب الدر المختار الشيخ محمد علاء الدين الحصكفي المتوفى سنة 1088هـ


13- الإمام الالوسي في غرائب الأغتراب
(
قال بل قد أنكر العارف الشيخ عبد الوهاب الشعراني. قدس سره النوراني. في كتابه الدرر المنثورة. في بيان زبد العلوم المشهورة. كون علم الصوفية باطناً. قال وما أعلم زبدة التصوف الذي وضع القوم فيه رسائلهم فهو نتيجة العمل بالكتاب والسنة فمن عمل بما علم تكلم بما تكلموا. وصار جميع ما قالوه بعض ما عنده لأنه كلما ترقى العبد في باب الأدب مع الله تعالى دق كلامه على الإفهام. إلى أن قال وهذا هو الذي دعا الفقهاء ونحوهم من أهل الحجاب إلى تسمية علم الصوفية بعلم الباطن وليس ذلك بباطن إذ لباطن إنما هو علم الله تعالى. وأما جميع ما علمه الخلق على اختلاف طبقاتهم فهو من علم الظاهر لأنه ظهر للخلق فاعلم ذلك اه.
ص 94

14- الإمام مرتضي الزبيدي في تاج العروس من جواهر القاموس
(( ثم قال شيخنا : وفي كتاب المنهج المطهر للقلب والفؤاد للقطب الشعراني ما نصه : عبد الله جحا هو تابعي كما رأيته بخط الجلال السيوطي ، قال : وكانت أمه خادمة لأم أنس بن مالك ، وكان الغالب عليه السماحة وصفاء السريرة ، فلا ينبغي لأحد أن يسخر به إذا سمع ما يضاف إليه من الحكايات المضحكة ، بل يسأل الله أن ينفعه ببركاته .
قال الجلال : وغالب ما يذكر عنه من الحكايات المضحكة لا أصل له
قال شيخنا : وذكره غير واحد ونسبوا له كرامات وعلوما جمة . )

وقال ايضاً
وشنو بكسر فتشديد نون مضمومة قرية بالغربية من مصرو منها القطب محمد بن احمد بن عبد الله بن عمر بن هلال الشناوى الصوفى الولى الاحمدي دفين محلة روح وهو ممن اخذ عنه القطب الشعرانى وغيره

15- الدهلوي في عقد الجيد في أحكام الإجتهاد والتقليد ص 31
وهذا الذي ذكرناه من الأمرين هو الذي مشى عليه جماهير العلماء من الآخذين بالمذاهب الأربعة ووصى به أئمة المذاهب أصحابهم قال الشيخ عبدالوهاب الشعراني
في اليواقيت والجواهر
روى عن أبي حنيفة أنه كان يقول لا ينبغي لمن لم يعرف دليلي أن يفتي بكلامي وكان إذا أفتى يقول هذا رأي النعمان بن ثابت يعني نفسه وهو أحسن ما قدرنا عليه فمن جاء بأحسن منه فهو أولى بالصواب وكان الإمام مالك يقول ما من أحد إلا ومأخوذ من كلامه ومردود عليه إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم

16- حاشية العطار على شرح الجلال المحلي
وفي الحقيقة السبب واحد وهو عدم تقرير المعصية وهذه ناشئة عنه قال وهو مما أفادنيه القطب الشعراني ( قوله : قال أخو المصنف ) هو بهاء الدين صاحب عروس الأفراح .


وغيرها الكثير مثل
16- حاشية البجيرمي على الخطيب
وأبدى القطب الشعراني في كتابه الميزان معنى لطيفا في عدم مسح الرأس في التيمم فقال : لأن نكتة مسح الرأس في الوضوء الإشارة إلى مسح الكبر وغيره من الأخلاق السيئة .

وكذلك في
17- غمز عيون البصائر شرح كتاب الأشباه والنظائر
18- وحواشي الشرواني
19- حاشية إعانة الطالبين للبكري الدمياطي
20- وحاشية الطحاوي علي المراقي
21- وكذلك الفواكه الدواني
22- وحواشي الصاوي
23- وحاشية العدوي
24- مختصر خليل للخرشي
26- و فتح العلي المالك في الفتوى على مذهب الإمام مالك فتاوى ابن عليش المالكي رحمه الله

27- السيرة الحلبية المسمي إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون علي بن برهان الدين الحلبي
28- وفي دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين للامام ابن علان الصديقي في باب في المبادرة وغيرها الكثير
29- والإمام ابن عجيبة في شرح الحكم العطائية..
29- فتاوى الازهر الشريف مثل المفتي عبد الرحمن قراعة مفتي الديار المصرية في 30 ربيع
الآخر سنة 1339 هـ
30- والشيخ العلامة عطية صقر فكثير من فتاويه يستند فيها إلى الإمام الشعراني بل وإلى كتاب الطبقات نفسه
ففي هذه الفتاوى مثلاً
السيد أحمد البدوى المفتي عطية صقر .مايو 1997
السيد إبراهيم الدسوقى المفتي عطية صقر .مايو 1997
السؤال هل الشيخ إبراهيم الدسوقى ينتسب إلى آل البيت ؟
السيد أبو الحسن الشاذلى المفتي عطية صقر مايو 1997
السؤال من هو أبو الحسن الشاذلى وأين دفن ؟
ويكفيك البحث في فتاوى الأزهر ودار الإفتاء المصرية لتقف على هذه الفتاوى من مجمع البحوث الإسلامية ودار الإفتاء منذ افتتاحهم إلى الان
31-وغيرهم الكثير من جل علماء الأمة الإسلامية

وفي كل ما سبق رد على الوهابية في أن من ينقل هم مشايخ معاصرين من الصوفية.
فتأمل أخي المسلم هذه النقول فقد اعتمد على اراء الإمام الشعراني جل علماء الامة من عصره وبعد عصره إلى الأن فكيف بالله عليك نصدق ما يورده الوهابية من المدسوسات فهل غفل كل هؤلاء عن هذا ومدحوه ففي كل نقل يلقبه الائمة في كتبهم بالشيخ العارف الولي الصالح قدس الله سره القطب الخ الخ.
فهل الإمام العجلوني والعطار والالوسي والصاوي والقدوري وابن علان وغيرهم أهل بدع وأهواء عند الوهابية؟؟؟

فأنظر إلى ذكرناه من أسماء الكتب والعلماء فهل تخلو مكتبة من هذه الكتب فكيف نقدح في من مدحه جل الائمة والعلماء ونحن على كتبهم عاله فهل مدحوا من خالف الشرع والعياذ بالله
لتعلم أن تجرؤ بعض الوهابيين الأغرار أحداث الأسنان على الإمام الشعراني هو من باب الهوى فكلامهم هو كلام أهل الأهواء فهل نترك العلماء ونسير خلف كلام أهل البدع والأهواء خوارج هذا العصر.
فهؤلاء هم الذين يتباهون بالإجازات ويحبون على ركبهم لأخذها من شيوخنا فإذا ما ظفروا بها انطلقت ألسنتهم بالسباب والشتائم والنبز لهم فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

ومما سبق نعلم علم اليقين أن الوهابية أهل اهواء يروجون لمذهبهم بكل ما مدسوس وثبت دسه بالادلة والبراهين لان هذه المدسوسات أدنى طالب علم باستطاعته تمييز هذا الدس الرخيص فما بالك بمن يدعي انه من طلبة العلم بل من مشايخ المسلمين؟؟

قال تعالى { كبرت كلمة تخرج من افواههم ان يقولون الا كذبا }
و صدق القائل أولياء الله عرائس ولا يرى العرائس المجرمون ..!

فماذا سيقول الوهابية ؟؟
هل سيرجعون إلى الحق ؟؟
ام ختم على قلوبهم فلا يفقهون قولاً
قال الله تعالى
{ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا }

رضي الله عن إمام العارفين الولي القطب الرباني سيدي عبد الوهاب الشعراني



محب القوم 11-05-2010 06:27 AM

السؤال: 10 - ما قولكم فيمن ادعى وصولَهُ لمرتبة اليقين و سقوط التكاليف عنه ؟ و أين هم من فعله عليه الصلاة و السلام ، و من قولِه حين سألته عائشة رضي الله عنها عن سبب اكثاره من قيام الليل حتى تفطرت قدماه الشريفتان ـ مع أن الله عز وجل غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر ـ : (أفلا أكون عبدا شكورا) ؟ فإن كنتم تعتقدون أن أحداً يصل إلى مرتبةٍ تسقط فيها عنه التكاليف الشرعية فقد هلكتم ، و ان لم تكونوا تعتقدونه فتبرؤوا ممن يزعم ذلك ! .
الجواب:
ومن هذا الغبي الذي قال هذا الكلام؟؟؟؟؟
فمما نقل عن أبي الحسن الشاذلي رحمه الله تعالى قوله: [يصل الولي إِلى رتبة يزول عنه فيها كلفة التكليف] فأجاب أبو المواهب بقوله: (قلنا: يكون الولي أولاً يجد كلفة التعب، فإِذا وصل،وجد بالتكليف الراحة والطرب، من باب قوله صلى الله عليه وسلم: "أرحْنا بها يا بلال" [يا بلال أرحنا بالصلاة. رواه الإِمام أحمد في مسنده. ورواه أبو داود في كتاب الأدب: باب في صلاة العتمة يا بلال أقم الصلاة أرحنا بها عن سالم بن أبي الجعد] ذلك مقصد الرجال) ["قوانين حكم الإِشراق" ص59]
ألم تقرأ في سير الصوفية الأولياء في سير أعلام النبلاء كيف كان دأبهم قيام الليل والزهد وشدة العبادة.
وهناك مغرضون يتحاملون على الصوفية مستشهدين بكلام ابن تيمية وغيره، ويتهمونهم زوراً وبهتاناً، بأنهم يهتمون بالحقيقة فقط، ويهملون جانب الشريعة، وأنهم يعتمدون على كشفهم ومفاهيمهم ولو خالفت الشريعة، فهذا كله افتراء باطل، يشهد على بطلانه كلام ابن تيمية نفسه. فقد تحدث ابن تيمية رحمه الله تعالى عن تمسك السادة الصوفية بالكتاب والسنة في قسم علم السلوك من فتاواه فقال: (والشيخ عبد القادر [الجيلاني رحمه الله تعالى] ونحوه من أعظم مشائخ زمانهم أمراً بالتزام الشرع والأمر والنهي وتقديمه على الذوق والقدر، ومن أعظم المشائخ أمراً بترك الهوى والإِرادة النفسية، فإِن الخطأ في الإِرادة من حيث هي إِرادة إِنما تقع من هذه الجهة، فهو يأمر السالك أن لا تكون له إِرادة من جهته هو أصلاً ؛ بل يريد ما يريد الربُّ عز وجل ؛ إِما إِرادة شرعية إِن تبين له ذلك، وإِلا جرى مع الإِرادة القدرية، فهو إِما مع أمر الرب وإِما مع خلقه. وهو سبحانه له الخلق والأمر. وهذه طريقة شرعية صحيحة)[مجموع فتاوى أحمد بن تيمية ج10. ص488ـ489] .
وقال أيضاً: (فأما المستقيمون من السالكين كجمهور مشائخ السلف مثل الفضيل بن عياض، وإِبراهيم بن أدهم، وأبي سليمان الداراني، ومعروف الكرخي، والسري السقطي، والجنيد بن محمد، وغيرهم من المتقدمين، ومثل الشيخ عبد القادر [الجيلاني]، والشيخ حماد، والشيخ أبي البيان، وغيرهم من المتأخرين، فهم لا يسوِّغون للسالك ولو طار في الهواء، أو مشى على الماء، أن يخرج عن الأمر والنهي الشرعيين، بل عليه أن يفعل المأمور، ويدع المحظور إِلى أن يموت. وهذا هو الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة وإِجماع السلف وهذا كثير في كلامهم) ["مجموع فتاوى أحمد بن تيمية" ج10. ص516ـ517]
ويقول سهل التستري رحمه الله تعالى: (أصولنا سبعة أشياء: التمسك بكتاب الله تعالى، والاقتداء بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأكل الحلال، وكفِ الأذى، واجتناب الآثام، والتوبة، وأداء الحقوق) ["طبقات الصوفية" للسلمي ص210]
السؤال: - ما قولكم في الشركيات التي تنضح بها كتب الصوفية ، فإن كنتم تعتقدونها هلكتم ، و ان لم تكونوا تعتقدونها فتبرؤوا من تلكم الكتب !.
الجواب:
إذا كنتم تقصدون بالشركيات هي استغاثتنا برسول الله صلى الله عليه وسلم.
فعقيدتنا التي نلقى الله عليها، أنه لا يملك أحد حياً أو ميتاً، كبيراً أو صغيراً، النفع والضر إلا الله.
فإذا كانت الاستغاثة شرك، فلماذا تجوزونها على الأحياء ولا تجوزونها على الأموات.
فإذا قلتم بجواز الاستغاثة بالحي دون الميت أشركتم يا وهابية.
فالله هو النافع والضار وحده، وأما اتخاذ الأسباب لا تنافي التوحيد.
وإن أصررتم على اتهام الصوفية بالشرك إن استغاثوا بنبيهم، فعليهم أن يتهموا الصحابة الذين نقتدي بهم في ذلك، قبل أن ينكروا علينا.
وتم وضع الادلة واقوال العلماء فلتراجع في الردود السابقة
السؤال: 13ـ ما قولكم فيمن يعمل الموالد ، و هل هم أحسن هَدياً من صحابة الرسول عليه الصلاة و السلام و السلف الصالح ، أوَ ليس أول من أحدث ذلك هم الرافضه العبيديون أعداء الاسلام ؟.
الجواب:
لم يكن السلف أنبياءً ولا رسلاً ، وليس الخلف بأقل منهم ، بل الجميع أمام الكتاب وأمام السنّة سواسية ، فلو كان هناك دليل من الكتاب والسنة على جواز الاحتفال ؛ فترك السلف لا يكون مانعاً ، على أن ترك السلف لم يكن مقارناً بتحريم الاحتفال أو كراهيته فغاية ما هناك أنهم لم يفعلوا ، وقد أمر الله بما في هذه الآية : ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) ( الحشر / 7) ولم يقل في حق النبي صلى الله عليه وسلم : ( وما تركه فانتهوا عنه ) فكيف الحال في حق السلف ؟!
الأدلة من القرآن الكريم :
لقد أورد القرآن الكريم أدلة كثيرة تحض على الاحتفاء والابتهاج بسيد ولد عدنان صلى الله عليه وآله وسلم ، إما تصريحا وإما تلويحا ، وأقتصر على بعض الأدلة التصريحية وهي على النحو الآتي :
[ الدليل الأول ] : قال تعالى (( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا )) (يونس : 58)
فالله عز وجل طلب منا أن نفرح بالرحمة ، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم رحمة ، وقد قال تعالى (( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )) (الأنبياء : 107)
وفي الدر المنثور للحافظ السيوطي (4/367) أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال : فضل الله العلم ، ورحمته النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، قال الله تعالى (( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )) انتهى .
[ الدليل الثاني ] : قال الله تعالى (( وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك )) (هود : 120)
في الآية طلب قص أنباء الرسل لما في ذلك من تثبيت الفؤاد ، وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أفضل الرسل ، والمولد النبوي الشريف يشتمل على أنباء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ففي ذكره تثبيت لأفئدة المؤمنين ، فهو حث على تكرار ذكر المولد والعناية به .
[ الدليل الثالث ] : قوله تعالى حكاية عن عيسى بن مريم عليهما السلام : (( ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين )) (المائدة : 114)
قال الشيخ إسماعيل حقي في روح البيان (2/446) عند هذه الآية : "أي يكون يوم نزولها عيدا نعظمه ، وإنما أسند ذلك إلى المائدة لأن شرف اليوم مستفاد من شرفها"
وما كان ميلاد محمد صلى الله عليه وآله وسلم بأقل شأنا من ميلاد عيسى عليه السلام ، بل ميلاد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أعظم منه ، لأنه صلى الله عليه وآله وسلم أكبر نعمة ، فيكون ميلاده أيضا أكبر وأعظم .
[ الدليل الرابع ] : وفي كتاب الله عز وجل بيان لقصة ميلاد عيسى عليه سلام الله ، وميلاد يحيى بن زكريا عليهما السلام ، وقد نطقت آيات كثيرة بالإشارة إلى ميلاد مريم عليها السلام ، وما سبق ذلك الميلاد من دعاء الأم الرؤوم ، وما صحبه من تخوف واعتذار ، وما صحب مولدها عليها السلام من إكرام الله لها حيث كفلها زكريا ، وحيث الرزق المتجدد المتعدد الأنواع ، وحيث يتبارى أشراف القوم فيمن يكفل مريم ، واقترعوا من أجل ذلك ، هذا كله في سورة آل عمران من الآية (34) إلى الآية (44) ، وقد أتى ضمن هذه الآيات آيات تتكلم عن نبي الله يحيى بن نبي الله زكريا عليهما السلام ، محتفية به متحدثة بالإجلال والتكريم ، وقد تحدثت آيات أخر في سور آل عمران والمائدة ومريم عن ميلاد عبد الله ورسوله عيسى بن مريم عليهما السلام .
أقول أليس في هذا كله مما يستأنس به لجواز ذكر النعمة بمولده صلى الله عليه وآله وسلم ؟! وهو بكل تأكيد أفضل خلق الله على الإطلاق ؟
[ الدليل الخامس ] : قال تعالى (( لتؤمنوا بالله ورسوله ، وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا )) (الفتح : 9)
ذهب المفسرون في تفسير هذه الآية مذهبين :
1) المذهب الأول : من وحد الضمائر .
2) المذهب الثاني : من فرق بينهما .
وخلاصة المذهب الأول أن الضمائر الواردة في الآية الكريمة تعود كلها إلى الله تعالى ، أو إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .
وهو رأي جماعة من المفسرين نقله عنهم الإمام النووي ، فمن ذهب إلى أنها تعود إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :
1) إنه عليه الصلاة والسلام أقرب مذكور في الآية .
2) لا يجوز التفريق بين الضمائر إلا لضرورة .
معنى "تسبحوه" أي تنزهوه عن النقائص وتدعوا له .
[ الدليل السادس ] : قال الله تعالى (( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين )) (آل عمران : 164)
قال الإمام الفخر الرازي رحمه الله تعالى : "إن بعثة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إحسان إلى كل العالمين ، ولقد شرف الله به العرب ونقلهم ببركة مقدمه صلى الله عليه وآله وسلم من رعاة الشاء والغنم إلى رعاة الشعوب والأمم ، ورفعهم من عُبية الجاهلية إلى مقام السيادة والريادة كما قال تعالى (( وإنه لذكر لك ولقومك ))
فقد أفردهم بالفخر على سائر الأمم وذلك لأن الافتخار بإبراهيم عليه السلام كان مشتركا بين اليهود والنصارى والعرب ثم إن اليهود والنصارى كانوا يفتخرون بموسى وعيسى عليهما السلام وبالتوراة والإنجيل .
فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وآله وسلم وأنزل القرآن صار شرف العرب بذلك زائدا على شرف جميع الأمم" انتهى بتصرف .
[ الدليل السابع ] : قوله سبحانه وتعالى (( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ))
وهذا دليل واضح الدلالة في توقيره وتعظيمه في كل وقت وحين لأن حبه صلى الله عليه وآله وسلم وولاءه أصل الدين وأساسه ، فكل العبادات تسوق إليه وتطبع القلوب على حبه وهذا مقام شريف واحتفاء عزيز ، وما الاحتفال بالمولد إلا تطبيع النفس على كثرة الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم رجاء أن ينطبع حبه وحب آله في القلوب ليؤسس ذلك الحب ركن الإيمان ويشيد صرح اليقين ، فيا له من احتفاء وابتهاج عظيم يأمر الله به ملائكته فتتشرف بهذا التكريم ، ويأمر عباده المؤمنين بالصلاة عليه ، فيا له من شرف ما بعده شرف وتكريم وتخصيص حكيم بالمؤمنين ولم يقل سبحانه بالمسلمين لأن معرفة قدره حبيبه عزيزة المنال فأدنى مقامات معرفتها مقام الإيمان ، والإسلام دون ذلك .
[ الدليل الثامن ] : قوله سبحانه وتعالى (( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ))
وفي هذا النص القرآني – أخي القارئ – ما لا يخفى عليك من تعظيم الله سبحانه وتعالى لحبيبه صلى الله عليه وآله وسلم وتوقيره وإظهار قدره للخلق أجمعين ، فهي آية عظيمة قدس الله فيها نفسه قبل ذكر قدر نبيه لما في ذلك من الحفاوة والتبجيل والتعظيم والتوقير لحبيبه صلى الله عليه وآله وسلم حتى أن سيدتنا عائشة رضي الله عنها قالت : "وما أرى ربك إلا ويسارع في هواك" . فهذا رب السماوات والأرض يقدس ويعظم ويفخم مسرى حبيبه ويضم اسمه إلى اسمه في كل موقف .. ففي الشهادة لا يتم الإيمان إلا باسمه .. وفي الصلاة لا تتم إلا باسمه .. وفي معية الإسراء لا يكون الإسراء إلا لروحه ورسمه .
إن حادثة الإسراء والمعراج ابتهاج وعيد واضح للكون أجمع يجمع الله له صلى الله عليه وآله وسلم الأولين والآخرين من النبيين والمرسلين والصديقين والصالحين والملائكة والمقربين ليكون هو الإمام وهم المأمومين ليعرفوا قدره العظيم .
[ الدليل التاسع ] : قوله سبحانه وتعالى (( إنا أنزلناه في ليلة مباركة )) مع قوله سبحانه (( إنا أنزلناه في ليلة القدر ))
نعت الله سبحانه وتعالى ليلة الإنزال لصفة سيد الرجال بأنها مباركة وأنها ذات قدر فقال سبحانه (( وما أدراك ما ليلة القدر ، ليلة القدر خير من ألف شهر ، تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ، سلام هي حتى مطلع الفجر )) أي أن الله سبحانه وتعالى يُنزل ليلة القدر في كل سنة وفي كل شهر كبكبة من الملائكة وبالأرواح الصالحة من كل عالم مع روح سيد العوالم صلى الله عليه وآله وسلم وما ذلك إلا لعظيم القدر ، وما ذلك التكرار إلا لإعادة التذكار للعقول والأفكار الموفقة بمحبة سيد الأبرار صلى الله عليه وآله وسلم .
فإذا كان ذلك القدر للقرآن المنزل الذي هو خلقه صلى الله عليه وآله وسلم فكيف به صلى الله عليه وآله وسلم ؟ لا شك أنه قدر فوق قدر ، فإذا كانت شعائر الله ذات قدر مؤقتة في الزمان والمكان فالابتهاج به مطلق غير مقيد كما هو حال الذكر لأنه رحمة عامة ومنة تامة .

[ الفصل الثاني ] الأدلة من السنة المشرفة :
وأما الأدلة من السنة فكثيرة متظافرة ، تتلخص فيما يلي :

[ الدليل الأول ] : أخرج مسلم في صحيحه (2/819) عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم سئل عن صوم يوم الإثنين فقال : "ذاك يوم ولدت فيه ، وفيه أنزل علي" . وهذا نص في الاحتفال بيوم مولده صلى الله عليه وآله وسلم لا يحتمل غيره . ولم أجد للمخالف جوابا عنه إلا طلب الاقتصار على الصيام فقط ، وهي ظاهرية محضة ، وتخصيص بدون مخصص ، لكنها مع ذلك موافقة لنا في مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف . ولله در الحافظ ابن رجب الحنبلي حيث قال في هذا المعنى في كتابه لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف (ص98) : فيه إشارة إلى استحباب صيام الأيام التي تتجدد فيها نعم الله على عباده ، فإن أعظم نعم الله على هذه الأمة إظهار محمد صلى الله عليه وآله وسلم وبعثته وإرساله إليهم ، كما قال تعالى (( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم )) (آل عمران:164) ، فصيام يوم تجددت فيه هذه النعمة من الله سبحانه وتعالى على عباده المؤمنين حسن جميل ، وهو من باب مقابلة النعم في أوقات تجددها بالشكر" انتهى .
والمقصود الوصول بهذه الطاعة إلى محبة الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وقد يتحقق هذه المقصود بأي وسيلة مشروعة ، فالوسائل لها حكم المقاصد إذا كان المقصد شرعيا .
[ الدليل الثاني ] : قد صح عنه صلى الله عليه وآله وسلم في صيام عاشوراء ، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما قدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسئلوا عن ذلك فقالوا : هو اليوم الذي أظفر الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون ، ونحن نصوم تعظيما له ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "نحن أولى بموسى" . وأمر بصومه . أخرجه البخاري (7/215 ومسلم (رقم 1130) .
وفي هذا الحديث تأصيل لملاحظة الزمان والعناية به . وقد استدل أمير المؤمنين في الحديث الحافظ ابن حجر العسقلاني بهذا الحديث على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ، كما في فتوى له نقلها الحافظ السيوطي في "حسن المقصد في عمل المولد" انظر الحاوي للفتاوي (1/196) . فقال ما نصه : "فيستفاد منه الشكر لله على ما من به في يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نقمة ، ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة ، والشكر لله يحصل بأنواع العبادة كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة ، وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي نبي الرحمة في ذلك اليوم" انتهى .
[ الدليل الثالث ] : كان الصحابة رضي الله عنهم يتذاكرون فيه من سير الأنبياء ، فأرشدهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى ذكر سيرته ، لأنه أفضل وأكمل الأنبياء والجامع لما كان متفرقا فيهم ، وما المولد إلا عمل بهذا الإرشاد النبوي لأن فيه ذكرا لسيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
فقد أخرج الترمذي (تحفة الأحوذي 1/86) وقال الترمذي : غريب ، والدارمي (ا/26) والقاضي عياض في الشفا (1/408) :
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : جلس ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فخرج حتى إذا دنا منهم سمعهم يتذاكرون ، قال بعضهم : إن الله اتخذ إبراهيم خليلا ، وقال آخر : موسى كلمه الله تكليما ، وقال آخر : فعيسى كلمة الله وروحه ، وقال آخر : آدم اصطفاه الله ، فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال : قد سمعت كلامكم وعجبكم ، إن ابراهيم خليل الله وهو كذلك ، وموسى نجي الله وهو كذلك ، وعيسى روحه وكلمته وهو كذلك ، وآدم اصطفاه الله وهو كذلك ، ألا وأنا حبيب الله ولا فخر ، وأنا حامل لواء الحمد يوم القيامة ، تحته آدم فمن دونه ولا فخر ، وأنا أول شافع وأول مشفع يوم القيامة ولا فخر ، وأنا أول من يحرك حلق الجنة فيفتح الله لي فيدخلنيها ، ومعي فقراء المؤمنين ولا فخر ، وأنا أكرم الأولين والآخرين على الله ولا فخر . وهو حديث قوي ، وله شواهد رواه البيهقي في دلائل النبوة (5/270-500) . وأصل الحديث في الصحيحين .
ويؤيد هذه الرواية التي تؤكد على احتفاء الصحابة بذكرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهذا كعب الأحبار رضي الله عنه يتذاكر مع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فضائل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما خصه به ، فقال كعب : ما من فجر إلا نزل سبعون ألفا من الملائكة حتى يحفون بالقبر يضربون أجنحتهم ويصلوا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى إذا أمسوا عرجوا وهبط سبعون ألفا حتى يحفوا بالقبر فيضربون بأجنحتهم فيصلون على النبي سبعون ألفا بالليل وسبعون ألفا بالنهار حتى إذا انشقت عنه الأرض خرج في سبعين من الملائكة يزفونه –وفي لفظ يوقرونه- رواه إسماعيل القاضي وابن بشكوال والبيهقي في الشعب والدارمي وابن المبارك في الرقائق وهو حديث صحيح*.
* انظر جزء فضل الصلاة على النبي (ص83-84) رقم (102) من طريق ابن المبارك ، وفيه ابن لهيعة قد صرح بالتحديث ، وأخرجه الدارمي في سننه (1/420) بطريق آخر ورجاله ثقات ، وإقرار عائشة له حكم الموقوف ، انظر القول البديع (ص52)
[ الدليل الرابع ] : قال الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي في كتابه : "مورد الصادي في مولد الهادي" : قد صح أن أبا لهب يخفف عنه العذاب في مثل يوم الإثنين لإعتاقه ثويبة سرورا بميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم أنشد :
إذا كان هذا كافرا جاء ذمه == وتبت يداه في الجحيم مخلدا
أتى أنه في يوم الإثنين دائما == يخفف عنه بالسرور أحمدا
فما الظن بالعبد الذي كان عمره == بأحمد مسرورا ومات موحدا
فإذا كان هذا الكافر الذي جاء القرآن بذمه يخفف عنه العذاب لفرحه بمولد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم فما بال الذي يحتفل بذلك .
وهذا ما ذكره وقرره أيضا شيخ القراء والمحدثين الحافظ شمس الدين بن الجزري في "عرف التعريف بالمولد الشريف"
[ الدليل الخامس ] : قال الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي في رسالة "حسن المقصد" (وهي في كتابه الحاوي 1/196) : وقد ظهر لي تخريجه على أصل آخر وهو ما أخرجه البيهقي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عق عن نفسه بعد النبوة ، مع أنه قد ورد أن جده عبد المطلب عق عنه في سابع ولادته ، والعقيقة لا تعاد مرة ثانية ، فيحمل ذلك على أن الذي فعله النبي صلى الله عليه وآله وسلم إظهار للشكر على إيجاد الله إياه رحمة للعالمين ، وتشيع لأمته كما كان يصلي على نفسه ، لذلك فيستحب لنا أيضا إظهار الشكر بمولده بالاجتماع وإطعام الطعام ونحو ذلك من وجوه القربات وإظهار المسرات . انتهى .
[ الدليل السادس ] : لقد صح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في فضل الجمعة : "وفيه خلق آدم" أخرجه مالك في الموطأ (1/108) والترمذي (رقم 491) وقال : حسن صحيح .
فقد تشرف يوم الجمعة بخلق آدم ، فبدلالة النص وفحوى الخطاب وقياس الأولى ثبت فضل اليوم الذي ولد فيه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم .
ولا يختص هذا الفضل بنفس اليوم الذي ولد فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقط ، بل يكون له نفس الفضل كلما تكرر ، كما هو الفضل في يوم الجمعة .
[ الدليل السابع ] : فيما أخرجه البخاري (الفتح 8/270) وغيره عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلا من اليهود قال له : يا أمير المؤمنين ، آية في كتابكم ، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا . فقال : أي آية ؟ قال : (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) (المائدة:3) فقال عمر : إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه ، والمكان الذي نزلت فيه ، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائم بعرفة يوم الجمعة .
وأخرج الترمذي (5/250) عن ابن عباس نحوه وقال : فيه نزلت في يوم عيد من يوم جمعة ويوم عرفة ، وقال الترمذي : وهو صحيح .
وفي هذا الأثر موافقة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه على اتخاذ اليوم الذي حدثت فيه نعمة عظيمة عيدا ، لأن الزمان ظرف للحدث العظيم ، فعند عود اليوم الذي وقعت فيه الحادثة يكون موسما لشكر تلك النعمة وفرصة لإظهار الفرح والسرور بها .
[ الدليل الثامن ] : أعمال البر التي يشتمل عليها المولد ، إن الاحتفال بالمولد يشتمل على كثير من أعمال البر كالصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم والذكر والصدقة ، ومدح وتعظيم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وذكر شمائله الشريفة وأخباره المنيفة ، وكل هذا مطلوب شرعا ومندوب إليه . وما كان يبعث ويساعد على المطلوب شرعا فهو مطلوب ، لذا قال تعالى مخبرا أنه هو وملائكته يصلون على النبي (( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )) (الأحزاب:56)
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره (3/506) : "والمقصود من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملإ الأعلى ، بأنه يثني عليه عند الملائكة المقربين ، وأن الملائكة تصلي عليه ، ثم أمر الله تعالى أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه ليجتمع الثناء عليه أهل العالمين العلوي والسفلي" انتهى .
وقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مدح نفسه وغيره من الأنبياء السابقين ، ورغب في ذلك ، وعمل به الصحابة بحضرته ، فرضي ودعا لمن مدحه وأثابه .
وأخرج أحمد (4/24) وابن أبي شيبة (6/180) والطبراني في المعجم الكبير (1/رقم842) عن الأسود بن سريع قال : قلت : يا رسول الله مدحت الله بمدحة ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : هات وابدأ بمدحة الله .
في إسناده علي بن زيد بن جدعان وهو مختلف فيه ، وذكره الذهبي في جزئه المفيد "من تكلم فيه وهو موثق" برقم (249) ، وقال "صويلح الحديث" وقد روى له مسلم مقرونا بغيره .
لكن أخرج حمزة بن يوسف السهمي في تاريخ جرجان (ص413 رقم 723) عن أبي سعيد الأشج ، حدثنا عبد السلام بن حرب بن عوف عن الحسن ، عن الأسود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نحوه .
إسناده صحيح ، مسلسل بالثقات المحتج بهم في الصحيح ، وعوف هو ابن أبي جميلة ، والحسن هو البصري ، وقد سمع من الأسود .
ومدح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جاء على لسان عدد من الصحابة ، فقد أخرج أحمد في المسند (3/451) وابن عساكر في التاريخ (مختصر ابن منظور 12/158) عن عبد الله بن رواحة رضي الله عنه قال :
وفينا رسول الله يتلو كتابه == إذا انشق معروف من الفجر ساطع
أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا == به موقنات أن ما قال واقع
يبيت يجافي جنبه عن فراشه == إذا استثقلت بالكافرين المضاجع
والاستماع للحادي في المدح جائز لا شيء فيه ، ففي صحيح البخاري (كتاب الأدب باب ما يجوز من الشعر 5/294) عن سلمة بن الأكوع : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى خيبر فسرنا ليلا فقال رجل من القوم لعامر بن الأكوع : ألا تسمعنا من هنيهاتك . قال : وكان عامر رجلا شاعرا فنزل يحدو بالقوم يقول :
اللهم لولا أنت ما اهتدينا
ولاتصدقنا ولا صلينا
فاغفر فداء لك ما اقتفينا
وثبت الأقدام إن لاقينا
وألقين سكينة علينا
إنا إذا صيح بنا أتينا
وبالصياح عولوا علينا
ولهذا نظائر ، انظر صحيح البخاري (كتاب الأدب ، باب ما يجوز من الشعر والرجز والحداء وما يكره منه ، وباب المعاريض مندوحة عن الكذب) وفي صحيح مسلم في أوائل كتاب الشعر من صحيحه .
[ الدليل التاسع ] : ذكر ابن تيمية في كتابه "اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم" (2/634-635) وقال المروزي : سألت أبا عبد الله عن القوم يبيتون فيقرأ قارئ ويدعون حتى يصبحوا . قال : "أرجو أن لا يكون به بأس" ، وقال أبو سري الحربي قال أبو عبد الله : وأي شيء أحسن من أن يجتمع الناس –يصلون على النبي صلى الله عليه وآله وسلم- ويذكرون ما أنعم الله عليهم كما قالت الأنصار ؟ ...
[ الدليل العاشر ] : وأورد السيوطي في الدر المنثور عند تفسير سورة الجمعة من طريق عبد بن حميد وابن سيرين بسند صحيح : نبئت أن الأنصار قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قالوا : لو نظرنا يوما فاجتمعنا فذكرنا هذا الأمر ، الذي أنعم الله به علينا ، فقالوا : يوم السبت ، ثم قالوا : لا نجامع اليهود في يومهم ، قالوا : الأحد ، قالوا : لا نجامع النصارى في يومهم ، قالوا : فيوم العروبة وكانوا يسمون يوم الجمعة يوم العروبة فاجتمعوا في بيت أبي أمامة أسعد بن زرارة ف***ت لهم شاة فكفتهم** انتهى .
ترى أيها القارئ أن هذا الحديث يمكن أن يستفاد منه أمور منها :
-فيما يتعلق بالأمور المستجدة ، يمكن أن يفهم من هذا الحديث أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أقر ما يحدث من الأعمال مما يشهد له أصل من أصول الشريعة ، فقد أقرهم صلى الله عليه وآله وسلم على اجتماعهم في هذا اليوم ، دون أن ينتظروا إذنا منه فضلا عن أمر منه صلى الله عليه وآله وسلم .
-يفهم من هذا الحديث كما استدل به ابن تيمية رحمه الله ضرورة مخالفة النصارى واليهود في كل ما هو من سماتهم وشيمتهم خصوصا ما له تعلق بأمر من أمور العبادات .
-ويفهم منه استحباب ذكر النعمة والاحتفاء والاحتفال بأيامها ، وذلك أخذا من حديث الأنصار بمنة الله عليهم يوم وصلوا الإسلام ، ومن بحثهم عن يوم يختارونه لإظهار فرحتهم بذلك الحدث السعيد .
** ذكره ابن حجر في الفتح (2/355) ، ثم قال وهذا وإن كان مرسلا فله شاهد بإسناد حسن في حديث كعب بن مالك اه وذكره ابن تيمية في كتابه "اقتضاء الصراط المستقيم" (2/635)
[ الدليل الحادي عشر ] : جميع الأحاديث والآثار التي تحض وتأمر بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأعظم دليل بالابتهاج والاحتفاء به صلى الله عليه وآله وسلم ، قال الإمام السخاوي رحمه الله تعالى في القول البديع (ص33) إن في الأمر بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أي وقت كان وكيفية ذلك على اختلاف أنواعه ، والأمر بتحسين الصلاة عليه والترغيب في حضور المجالس التي يصلي فيها عليه ، وإن علامة أهل السنة*** الكثرة منها ، وإن صلاة الملائكة عليه صلى الله عليه وآله وسلم على الدوام لدليل عظيم على توقيره وتعظيمه ، كما قال الإمام الحليمي في شعب الإيمان : إن التعظيم منزلة فوق المحبة ، فحق علينا أن نحبه ونبجله ونعظمه أكثر من إجلال عبد لسيده .. إلى أن قال : وبمثل هذا نطق الكتاب ووردت أوامر الله تعالى بالآيات والأحاديث انتهى .
*** انظر القول القول البديع (ص52)
[ الفصل الثالث ] دليل الإجماع :
أما أدلة الإجماع فقد انعقد على استحسان الاحتفال بالمولد .
وما جاء في أثر ابن مسعود رضي الله عنه:(ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن وما رآه المسلمون قبيحاً فهو عند الله قبيح). كشف الأستار عن زوائد البزار" ‏(1/81)، و "مجمع الزوائد" ‏(1/177)

قال ابن كثير: "وهذا الأثر فيه حكايةُ إجماعٍ عن الصحابة في تقديم الصديق، والأمر كما قاله ابن مسعودٍ".
وقال الشاطبي في "الاعتصام" (2/655):(إن ظاهره يدل على أن ما رآه المسلمون بجملتهم حسناً؛ فهو حسنٌ، والأمة لا تجتمع على باطلٍ، فاجتماعهم على حسن شيءٍ يدل على حسنه شرعاً؛ لأن الإجماع يتضمن دليلاً شرعياً")
وقد استحسن عمل المولد جمهور الائمة والعلماء وتبعهم سائر الإمة الإسلامية


1- ابن جبير الرحالة وذكره إلإحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم وإجماع اهل مكة المكرمة
من
أقدم المصادر التي ذكر فيها إقامة احتفال عام لذكرى المولد هي كتاب رحال
(ص. 114 115) لابن جبير (ولد عام 540 هجرية):
قال (يفتح هذا المكان المبارك أي منزل النبي صلى الله عليه وسلم ويدخله جميع الرجال للتبرّك به في كل يوم اثنين من شهر ربيع الأول ففي هذا اليوم وذاك الشهر ولد النبي صلى الله عليه وسلم.)

فكان الإحتفال في شهر ربيع الأول في يوم مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم هو عمل المسلمين قبل قدوم ابن جبير إلى مكة والمدينة و كان يحتفل به أهل السنة في أرض الله المكرمة وما ذكر عن صاحب إربل الملك المظفر كان أول من اظهر الاحتفال بالمولد وتوسع فيه
وقد دخل ابن جبير مكة في عام 16 شوال 579هـ ومكث أكثر من ثمانية أشهر وغادرها الخميس الثاني والعشرون من ذي الحجة 579هـ متوجهاً إلى المدينة المنورة كما هو مذكور في رحلته و مكث ابن جبير خمسة أيام فقط بالمدينة المنورة وغادرها ضحى يوم السبت الثامن من محرم 580هـ .

2- الشخ الصالح عمر الملا (المتوفى سنة 570 ) وقاهر الصليبين السلطان نور الدين زنكي والاحتفال بالمولد النبوي الشريف
ومن أوائل من احتفل به من علماء أهل السنة من أهل المشرق الشيخُ الصالحُ عمر المَلاَّ الموصلي المتوفى سنة 570 مع صاحب الموصل وكان السلطان نور الدين من اخص محبيه
ذكر الحافظ أبو شامة في حوادث سنة 566 من كتاب الروضتين في أخبار الدولتين
(فصل
قال العماد: وكان بالموصل رجل صالح يعرف بعمر الملاَّ، سمى بذلك لأنه كان يملأ تنانير الجص بأجرة يتقوَّت بها، وكل ما عليه من قميص ورداء، وكسوة وكساء، قد ملكه سواه واستعاره، فلا يملك ثوبه ولا إزاره. وكن له شئ فوهبه لأحد مريديه، وهو يتجر لنفسه فيه، فإذا جاءه ضيف قراه ذلك المريد. وكان ذا معرفة بأحكام القرآن والأحاديث النبوية.
كان العلماء والفقهاء، والملوك والأمراء، يزورونه في زاويته، ويتبركون بهمته، ويتيمنَّون ببركته. وله كل سنة دعوة يحتفل بها في أيام مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يحضره فيها صاحب الموصل، ويحضر الشعراء وينشدون مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم في المحفل.
وكان نور الدين من أخص محبيه يستشيرونه في حضوره، ويكاتبه في مصالح أموره.) انتهى
وكذا ذكره وكذا ابنُ كثير في حوادث نفس السنة من تاريخه
والشيخ الصالح عمر الملا الموصلى قال فيه الذهبي
وقد كتب الشيخ الزاهد عمر الملاّ الموصلي كتاباً إلى ابن الصابوني هذا يطلب منه الدعاء.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والأربعون الصفحة 130

وكان ذلك تحت إمرة الملك العادل السُّنِّيِّ نور الدين محمود زنْكِي الذي أجمع المؤرخون على ديانته وحسن سيرته، وهو الذي أباد الفاطميين بمصر واستأصلهم وقهر الدولة الرافضية بها وأظهر السنة وبني المدارس بحلب وحمص ودمشق وبعلبك وبنى المساجد والجوامع ودار الحديث، كما نصّ على ذلك الذهبي في سير أعلام النبلاء ج 20 ص 532- 535.

وقد ذكر ابن كثير في تاريخه عن السلطان نور الدين
(: أنّه كان يقوم في أحكامه بالمَعدلَةِ الحسنة وإتّباع الشرع المطهّر وأنّه أظهر ببلاده السنّة وأمات البدعة وأنّه كان كثير المطالعة للكتب الدينية متّبعًا للآثار النبوية صحيح الاعتقاد قمع المناكير وأهلها ورفع العلم والشرع.)
ابن كثير في تاريخه ج12 ص 278

وقال عنه ابن الأثير في تاريخه ج9 ص125:
طالعت سِيَرَ الملوك المتقدمين فلم أر فيها بعد الخلفاء الراشدين وعمر بن عبد العزيز أحسن من سيرته, قال: وكان يعظم الشريعة ويقف عند أحكامها.)انتهى
فاي كلام بعد ذلك أخي المسلم انظر وتأمل
وذلك يعني أن أول من احتفل به من الملوك السُّنِّيينَ واحتفل به في مكة والمدينةة والموصل واربل وغيرها بعيداً عن الفاطميين فذلك مسلَّمٌ له وإن كان يعني بذلك أول من أحتفل به مطلقا أو من احتفل به من علماء المسلمين فقد ورد في فتاوي الأزهر ج8 ص 255: عن المفتي الشيخ عطية صقر: أنّه كان يُحتفَل به بمصر فيما قبل سنة 488 .
وتقدم أيضا أنّ الشيخ عمر المَلاَّ كان يحتفل به بالموصل قبل وفاته في سنة 570,
وتقدم إحتفال أهل مكة قبل دخول ابن جبير
وكُوكْبُرِي هذا إنما كان يحتفل به في مدينة إرْبَلْ بعد أن ولاَّه عليها صلاح الدين الأيوبي سنة 586 أي بعد وفاة الشيخ عمرا لمَلاَّ بستة عشر سنة.

3- الملك الصالح السني المظفر أبو سعيد كوكبري والإحتفال بالمولد النبوي الشريف (549هـ- 630هـ)
قال ابن كثير في البداية والنهاية
الملك المظفر أبو سعيد كوكبري
(ابن زين الدين علي بن تبكتكين أحد الاجواد والسادات الكبراء والملوك الامجاد له آثار حسنة وقد عمر الجامع المظفري بسفح قاسيون وكان قدهم بسياقه الماء إليه من ماء بذيرة فمنعه المعظم من ذلك واعتل بأنه قد يمر على مقابر المسلمين بالسفوح وكان يعمل المولد الشريف في ربيع الاول ويحتفل به احتفالا هائلا وكان مع ذلك شهما شجاعا فاتكا بطلا عاقلا عالما عادلا رحمه الله وأكرم مثواه وقد صنف الشيخ أبو الخطاب ابن دحية له مجلدا في المولد النبوي سماه التنوير في مولد البشير النذير فأجازه على ذلك بألف دينار وقد طالت مدته في الملك في زمان الدولة الصلاحية وقد كان محاصر عكا وإلى هذه السنة محمود السيرة والسريرة قال السبط حكى بعض من حضر سماط المظفر في بعض الموالد كان يمد في ذلك السماط خمسة آلاف راس مشوى وعشرة آلاف دجاجة ومائة ألف زبدية وثلاثين ألف صحن حلوى .) انتهى
البداية والنهاية (13\136)

وقال في عدله وصلاحه وعلمه الإمام الذهبي
(صَاحِبُ إِرْبِلَ، كُوْكْبُرِي بنُ عَلِيٍّ التُّرُكْمَانِيُّ السُّلْطَانُ الدَّيِّنُ، المَلِك المُعَظَّمُ، مُظَفَّر الدِّيْنِ، أَبُو سَعِيْدٍ كُوْكْبُرِي بن عَلِيِّ بن بكتكين بن مُحَمَّدٍ التُّرُكْمَانِيّ ... وَكَانَ مُحِبّاً لِلصَّدقَة، لَهُ كُلّ يَوْم قنَاطير خُبْز يُفرِّقهَا، وَيَكسو فِي العَامِ خلقاً وَيُعْطِيهُم دِيْنَاراً وَدِيْنَارَيْنِ، وَبَنَى أَرْبَع خَوَانك لِلزَّمْنَى وَالأَضرَّاء، وَكَانَ يَأْتيهِم كُلّ اثْنَيْنِ وَخَمِيْس، وَيَسْأَل كُلّ وَاحِد عَنْ حَالِه، وَيَتفقَّده، وَيُبَاسِطه، وَيَمزح مَعَهُ... وَكَانَ مُتَوَاضِعاً، خَيِّراً، سُنِّيّاً، يُحبّ الفُقَهَاء وَالمُحَدِّثِيْنَ، وَرُبَّمَا أَعْطَى الشُّعَرَاء، وَمَا نُقِلَ أَنَّهُ انْهَزَم فِي حرب).
سير أعلام النبلاء (22\336)

فانظر أخي مالك عادل صالح سني عالم ولم يذكر ما يذكره المعارض من مبتدع زنديق وغيرها فتأمل وتتبع أقوال الائمة وأترك أقوال الادعياء تسلم من الزلل.
بل المظفر أبو سعيد الكوكبري من قواد جيوش صلاح الدين الايوبي في معركة حطين
وزوج شقيقته ربيعة...

4- الإمام أبو الخطاب ابن دحية (544هـ- 633هـ)
ألف للملك المظفر ابو سعيد الكوكبري في المولد النبوي سماه التنوير في مولد البشير النذير فأجازه على ذلك بألف دينار.
البداية والنهاية (13\136)
سير أعلام النبلاء (22\336)
وفيات الأعيان | ج 1 | ص 437 و 381
ورسالة حسن المقصد للسيوطي | ص 75 و 77 و 80 السيرة الحلبية | ج 1 : ص 83 | 84
" وأبو الخطاب ابن دحية هو الذي قال الإمام الذهبي في ترجمته:
(الشَّيْخُ، العَلاَّمَةُ، المُحَدِّثُ، الرَّحَّالُ المُتَفَنِّنُ ... رَوَى عَنْهُ: ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ. فَقَالَ: كَانَ لَهُ مَعْرِفَةٌ حَسَنَةٌ بِالنَّحْوِ وَاللُّغَةِ، وَأَنَسَةٌ بِالحَدِيْثِ، فَقِيْهاً عَلَى مَذْهَبِ مَالِكٍ).
وقال ابن خَلِّكان في ترجمة الحافظ أبي الخطاب بن دِحية:
(كان أبو الخطاب المذكور من أعيان العلماء ومشاهير الفضلاء، متقناً لعلم الحديث النبوي وما
يتعلق به، عارفاً بالنحو واللغة وأيام العرب وأشعارها، واشتغل بطلب الحديث في أكثر بلاد الأندلس الإسلامية، ولقي بها علماءها ومشايخها).

5- الإمام أبي شامة (599 ـ 665 هـ)
وهو شيخ الإمام الحافظ النووي
قال في كتابه (الباعث على إنكار البدع والحوادث_ص23) ما نصه:
(( ومن احسن ما ابتدع في زماننا ما يفعل كل عام في اليوم الموافق لمولده صلى الله عليه وآله وسلم من الصدقات، والمعروف، وإظهار الزينة والسرور, فإن ذلك مشعر بمحبته صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه في قلب فاعل ذلك وشكرا لله تعالى على ما من به من إيجاد رسوله الذي أرسله رحمة للعالمين))

6- الإمام الحافظ ابن الجوزي المتوفّى سنة 597
حيث قال في المولد الشريف:( إنه أمان في ذلك العام، وبشرى عاجلة بنيل البغية والمرام.)
المواهب اللدنية | ج 1 ص 27 ، وتاريخ الخميس | ج 1 ص 223 و روح البيان في تفسير القرءان ج 9 ص 2 و السيرة الحلبية لعلي بن برهان الدين الحلبي (1/83 - 84)
وذكر أن له مولد ومختلف فيه بين صحة نسبه إليه أو لغيره ويهمنا قوله السابق والمولد المنسوب بأسم مولد باسم العروس، وقد طبع في مصر

7- الإمام العلامة صدر الدين موهوب بن عمر الجزري الشافعي 559هـ-665.
قال: (هذه بدعة لا بأس بها، ولا تكره البدع إلا إذا راغمت السنة، وأما إذا
لم تراغمها فلا تكره، ويثاب الإنسان بحسب قصده)
صدر الدين موهوب
وهو العلامة موهوب بن عمر بن موهوب بن إبراهيم الجزري، الشافعي ( صدر الدين): من قضاة مصر. مولده بالجزيرة (بوطان) سنة (559هـ). قدم الشام وتفقه. وكان فقيها بارعا أصولياً أديباً. تفقه وبرع في المذاهب والأصول والنحو، ودرس وأفتى وتخرج به جماعة، وكان من الفضلاء الزمان. قدم الديار المصرية وولى بها القضاء دون القاهرة. وولي نيابة الحكم عن الشيخ عز الدين بن عبد السلام فلما عزل نفسه استقل بها.
شذرات الذهب: 5/320-321 ، مشاهير الكرد:2/210

8- من علماء المغرب الفقيهان العالمان الأميران أبو العباس ( مات سنة 633) وابنه أبو القاسم (مات سنة 677.) العزفيان السَّبْتِيان

وهما من الأئمة كما قال صاحب المعيار ج11 ص379. فأما الأول فقد قال عنه ابن حجر في تبصير المنتبه ج1 ص253: كان زاهدًا إمامًا مفنّنًا مُفْتِيًّا ألَّفَ كتاب المولد وجوّده مات سنة 633.

وأمّا الثاني فقد قال عنه الزركلي في الأعلام ج5 ص223: كان فقيها فاضلا, له نظم أكمل الدر المنظم , في مولد النبي المعظّم من تأليف أبيه أبى العباس بن أحمد. مات سنة 677.

ومما جاء في كتابهم في كتاب الدر المنظم والذي لم ير سبيله إلى النشر:
(
كان الحجاج الأتقياء والمسافرون البارزون يشهدون أنه في يوم المولد في مكة لا يتم بيع ولا شراء كما تنعدم النشاطات ما خلا وفادة الناس إلى هذا الموضع الشريف. وفي هذا اليوم أيضاً تفتح الكعبة وتزار.)

9-الحافظ محمد بن ابي بكر بن عبدالله القيسي الشافعي المعروف بالحافظ ابن
ناصر الدين الدمشقي المولود سنة (777هـ) والمتوفى سنة (842هـ)
قد صنف في المولد النبوي الشريف أجزاء عديدة ذكرها صاحب كشف الظنون ص (319)
ومنها جامع الآثار في مولد النبي المختار ومنها اللفظ الرائق في مولد خير الخلائق.
قال عنه الحافظ ابن فهد في لحظ الألحاظ ذيل تذكرة الحفاظ: هو إمام مؤرخ له
الذهن الصافي السليم تولى مشيخة اهل دار الحديث بالأشرفية بدمشق)
وألف في ذلك ايضاً ( مورد الصادي في مولد الهادي )
ويقول في ذلك الحافظ شمس الدين محمد الدمشقي :
إذا كان هذا الكافـــــر جـــاء ذمه
بتبـت يداه في الجحيم مخلــدا
أتى أنه في يوم الاثنيـــن دائمــــاً
يخفف عنه للســرور بأحمــدا
فما الظن بالعبد الذي كان عمره
بأحمد مسرورا ومات موحدا

10- الحافظ ابن كثير (700 هـ- 774هـ)
الحافظ ابن كثير: وهو عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير صاحب التفسير
صنف الإمام ابن كثير مولدا نبويا طبع أخيرا بتحقيق
الدكتور صلاح الدين المنجد.

11- الإمام محمد بن أبي إسحق بن عباد النفزي (733هـ- 805هـ)
، ففي كتاب "المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوي أهل إفريقية والأندلس والمغرب (11/278) ما نصه:
(وسئل الولي العارف بالطريقة والحقيقة أبو عبد الله بن عباد رحمه الله ونفع به عما يقع في مولد النبي صلى الله عليه وسلم من وقود الشمع وغير ذلك لأجل الفرح والسرور بمولده عليه السلام.
فأجاب: الذي يظهر أنه عيد من أعياد المسلمين، وموسمٌ من مواسمهم، وكل ما يقتضيه الفرح والسرور بذلك المولد المبارك، من إيقاد الشمع وإمتاع البصر، وتنزه السمع والنظر، والتزين بما حسن من الثياب، وركوب فاره الدواب؛ أمر مباح لا ينكر قياساً على غيره من أوقات الفرح، والحكم بأن هذه الأشياء لا تسلم من بدعة في هذا الوقت الذي ظهر فيه سر الوجود، وارتفع فيه علم العهود، وتقشع بسببه ظلام الكفر والجحود، يُنْكَر على قائله، لأنه مَقْتٌ وجحود.
وادعاء أن هذا الزمان ليس من المواسم المشروعة لأهل الإيمان، ومقارنة ذلك بالنيروز والمهرجان، أمر مستثقل تشمئز منه النفوس السليمة، وترده الآراء المستقيمة).

12- شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني (724 هـ - 805 هـ)
قال العلامة المقريزي في كتابه "المواعظ والاعتبار" ج3 ص167
فلما كانت أيام الظاهر برقوق عمل المولد النبويّ بهذا الحوض في أوّل ليلة جمعة من شهر ربيع الأول في كلّ عام فإذا كان وقت ذلك ضربت خيمة عظيمة بهذا الحوض وجلس السلطان وعن يمينه شيخ الإسلام سراج الدين عمر بن رسلان بن نصر البلقيني ويليه الشيخ المعتقد إبراهيم برهان الدين بن محمد بن بهادر بن أحمد بن رفاعة المغربيّ ويليه ولد شيخ الإسلام ومن دونه وعن يسار السلطان الشيخ أبو عبد الله محمد بن سلامة التوزريّ المغربيّ ويليه قضاة القضاة الأربعة وشيوخ العلم ويجلس الأمراء على بعد من السلطان فإذا فرغ القراء من قراءة القرآن الكريم قام المنشدون واحدًا بعد واحد وهم يزيدون على عشرين منشدًا فيدفع لكل واحد منهم صرّة فيها أربعمائة درهم فضة ومن كلّ أمير من أمراء الدولة شقة حرير فإذا انقضت صلاة المغرب مدّت أسمطة الأطعمة الفائقة فأكلت وحمل ما فيها ثم مدّت أسمطة الحلوى السكرية من الجواراشات والعقائد ونحوها فتُؤكل وتخطفها الفقهاء ثم يكون تكميل إنشاد المنشدين ووعظهم إلى نحو ثلث الليل فإذا فرغ المنشدون قام القضاة وانصرفوا وأقيم السماع بقية الليل واستمرّ ذلك مدّة أيامه ثم أيام ابنه الملك الناصر فرج‏.‏ )
وقريب منه في انباء الغمر الجزء 2 صفحة 562 للحافظ ابن حجر العسقلاني
( وعمل المولد السلطاني (المولد النبوي الشريف على العادة في اليوم الخامس عشر، فحضره البلقيني والتفهني وهما معزولان، وجلس القضاة المسفزون على اليمين وجلسنا على اليسار والمشايخ دونهم، واتفق أن السلطان كان صائما، فلما مد السماط جلس على العادة مع الناس إلى إن فرغوا، فلما دخل وقت المغرب صلوا ثم أحضرت سفرة لطيفة، فاكل هو ومن كان صائما من القضاة وغيرهم.)

13- علماء القرون السابع والثامن للمذاهب الاربعة والسلاطين والملوك في هذا الوقت
كان الخلفاء المسلمون يقيمون الاحتفال بالمولد النبوي، ومعهم قضاة المذاهب الأربعة، ومشاهير العلماء.
قال العلامة المقريزي في كتابه "المواعظ والاعتبار" ج3 ص167
فلما كانت أيام الظاهر برقوق عمل المولد النبويّ بهذا الحوض في أوّل ليلة جمعة من شهر ربيع الأول في كلّ عام فإذا كان وقت ذلك ضربت خيمة عظيمة بهذا الحوض وجلس السلطان وعن يمينه شيخ الإسلام سراج الدين عمر بن رسلان بن نصر البلقيني ويليه الشيخ المعتقد إبراهيم برهان الدين بن محمد بن بهادر بن أحمد بن رفاعة المغربيّ ويليه ولد شيخ الإسلام ومن دونه وعن يسار السلطان الشيخ أبو عبد الله محمد بن سلامة التوزريّ المغربيّ ويليه قضاة القضاة الأربعة وشيوخ العلم ويجلس الأمراء على بعد من السلطان فإذا فرغ القراء من قراءة القرآن الكريم قام المنشدون واحدًا بعد واحد وهم يزيدون على عشرين منشدًا فيدفع لكل واحد منهم صرّة فيها أربعمائة درهم فضة ومن كلّ أمير من أمراء الدولة شقة حرير فإذا انقضت صلاة المغرب مدّت أسمطة الأطعمة الفائقة فأكلت وحمل ما فيها ثم مدّت أسمطة الحلوى السكرية من الجواراشات والعقائد ونحوها فتُؤكل وتخطفها الفقهاء ثم يكون تكميل إنشاد المنشدين ووعظهم إلى نحو ثلث الليل فإذا فرغ المنشدون قام القضاة وانصرفوا وأقيم السماع بقية الليل واستمرّ ذلك مدّة أيامه ثم أيام ابنه الملك الناصر فرج‏.‏ )
وكذلك مثله ذكره جمال الدين أبو المحاسن يوسفي بن تَغْرِيْ بَرْدِيْ في (( النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة)) جـ12ص 72-74

وفي السلوك
(وفي ليلة الجمعة سابعه: عمل المولد السلطاني على العادة، في كل سنة وحضر الأمراء وقضاة القضاة الأربع ومشايخ العلم وجمع كبير من القراء والمنشدين، فاستدعى قاضي القضاة ولي الدين أحمد بن العراقي ليحضر، فامتنع من الحضور، فتكرر استدعاؤه حتى جاء فأجلس عن يسار السلطان حيث كان قاضي القضاة زين الدين التفهني جالساً، وقام التفهني فجلس عن يمين السلطان، فيما يلي قاضي القضاة علم الدين صالح ابن البلقيني.)

14- الحافظ العراقي (وهو شيخ الحافظ ابن حجر العسقلاني) (725هـ- 808 هـ)
له مولد باسم المورد الهني في المولد السني ذكره ضمن مؤلفاته

قال الحافظ العراقي رحمه الله تعالى : إن اتخاذ الوليمة وإطعام الطعام مستحب في كل وقت فكيف إذا انضم إلى ذلك الفرح والسرور بظهور نور النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الشهر الشريف ولا يلزم من كونه بدعة كونه مكروها فكم من بدعة مستحبة بل قد تكون واجبة)
شرح المواهب اللدنية للزرقاني.

15- شيخ الإسلام وإمام الشراح ومحدث الدنيا الحافظ ابن حجر العسقلاني:
قال (
أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن السلف الصالح من القرون الثلاثة، ولكنها مع ذلك اشتملت على محاسن وضدها، فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كانت بدعة حسنة)) انتهى كلامه رحمه الله.
الفتاوى الكبرى (1/196). وحسن المقصد في عمل المولد للإمام السيوطي

16- الإمام العالم العلامة شيخ القراء و المحدثين قاضي القضاة شمس الدين محمد أبو الخير بن محمد بن محمد الجزرى (ت 833هـ)
له كتاب ( عرف التعريف بالمولد الشريف).
ونقل عنه الحافظ القسطلاني
قال القسطلاني : « قال ابن الجزري : فإذا كان هذا أبولهب الكافر الذي زل القرآن بذمه ، جوزي في النار بفرحه ليلة مولد النبي ( ص ) به ، فما حال المسلم الموحّد من أمته عليه السلام ، الذي يسر بمولده ، ويبذل ما تصل اليه قدرته في محبته ؟ لعمري ، إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله العميم جنات النعيم)
المواهب اللدنية ج 1 ص 27 ، ورسالة حسن المقصد للسيوطي المطبوعة مع النعمة الكبرى على العالم ص 90 ـ 91 ، وتاريخ الخميس ج 1 ص 222

17- الإمام الحجة الحافظ السيوطي:
عقد الإمام الحافظ السيوطي في كتابه (( الحاوي للفتاوى))بابا أسماه (حسن المقصد في عمل المولد) ص189

18- في عهد الظاهر سيف الدين جقمق وقايت باي وبحضور الائمة والعلماء والقضاة من المذاهب الاربعة وإحتفال الناس
قال السخاوي
( وفي هذا الشهر ( ربيع الأول 845 ه في عهد السلطان جقمق)
كان المولد السلطاني ( المولد النبوي الشريف) على العادة..
ثم قال ولا زال أهل الإسلام يحتفلون بيوم مولده صلى الله عليه وسلم ويعملون الولائم لذلك ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات ويظهرون السرور ويزيدون في المبرات ويعتنون بقراءة مولده الكريم ويظهر عليهم من بركاته فضل عميم....
قال ابن الجوزي ومما جرب من خواضه :أمان في ذلك العام وبرشى عاجلة بنيل البغية والمرام
.
ثم قال السخاوي ( ولم يكن في ذلك إلا إرغام الشيطان وسرور أهل الإيمان لكفى )
السيرة الحلبيةج 1 ص 83 ـ 84 وراجع تاريخ الخميس ج 1 ص 223

وقال ابن حجر (وفي ليلة الإثنين حادي عشره كان المولد النبوي بالحوش على العادة وتغيظ السلطان فيه على القاضي الحنفي بسبب تأخيره
انباء الغمر الجزء 1 صفحة 708 – حوادث سنة 849هــ

وذكر عند ابن اياس إعتياد سلاطين المماليك الاحتفال به بين الاول والثاني عشر من شهر ربيع الاول وذلك في خيمة تضرب في حوش قلعة القاهرة بحضور الفقهاء والقضاة الاربعة والشعراء ويقدم لكل من الواعظين كمية من الدراهم ثم تمد أسمطة الحلوى. ومما حدث في مولد سنة 885هـ/ 1480م حضور كاتب السر ومعه ستة طواشية يحملون ستة أطباق فيها ستون ألف دينار ذهب عين تبرع بها السلطان لشراء أماكن توقف لإطعام فقراء المدينة المنورة، وكانت الخيمة من قماش بلغ مصروفها ثلاثة وثلاثين ألف دينار من أيام السلطان قايتباي.
راجع في ذلك ابن اياس ( بدائع الزهور في وقائع الدهور )

19- الإمام الحافظ السخاوي.(ولد 831 هـ)
له مولد باسم الفخر العلوي في المولد النبوي
قال رحمه الله في فتاويه: (عمل المولد الشريف لم ينقل عن أحد من السلف الصالح في القرون الثلاثة الفاضلة، وإنما حدث بعد، ثم لا زال أهل الإسلام في سائر الأقطار والمدن الكبار يحتفلون في شهر مولده صلى الله عليه وسلم بعمل الولائم البديعة، المشتملة على الأمور البهجة الرفيعة، ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات، ويظهرون السرور ويزيدون في المبرات، ويعتنون بقراءة مولده الكريم، ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم).
‏"المورد الروي في المولد النبوي" لملا علي قارى (ص12) و السيرة الحلبيةج 1 ص 83 ـ 84 وراجع تاريخ الخميس ج 1 ص 223
وقال في ترجمة أحد تلاميذه: (سمع مني تأليفي في المولد النبوي بمحله وفي السنة قبلها تأليف العراقي فيه أيضاً).
وقال صاحب كشف الظنون : للحافظ السخاوي جزء في المولد الشريف.
وذكرنا بعض أقواله في التراجم

20-العلاَّمة الشّيخ محمد بن عمر بحرق الحضرمي الشافعي (ت:930 هـ)
قال في كتابه (حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار) طبعة دار المنهاج ص(53-58): (فحقيقٌ بيومٍ كانَ فيه وجودُ المصطفى صلى الله عليه وسلم أَنْ يُتَّخذَ عيدًا، وخَليقٌ بوقتٍ أَسفرتْ فيه غُرَّتُهُ أن يُعقَد طالِعًا سعيدًا، فاتَّقوا اللهَ عبادَ الله، واحذروا عواقبَ الذُّنوب، وتقرَّبوا إلى الله تعالى بتعظيمِ شأن هذا النَّبيِّ المحبوب، واعرِفوا حُرمتَهُ عندَ علاّم الغيوب، "ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ
تَقْوَى الْقُلُوبِ").

21- العلامة الحافظ ابن حجر الهيتمى (ت 975)
وهو . شهاب الدين مفتي الحجاز أبو الفضل أحمد بن محمد بدر الدين بن حجر السعدي الهيتمي
له كتاب « النعمة الكبرى على العالم ، في مولد سيد ولد آدم »
وقد قال ابن حجر الهيثمي رحمه الله تعالى: والحاصل أن البدعة الحسنة متفق
على ندبها وعمل المولد واجتماع الناس له كذلك أي بدعة حسنة.)

وكذلك في فى كتابه "الفتاوى الحديثية"صـ 202

22- الأمام الشهاب أحمد القسطلاني (شارح البخاري):
حيث قال في كتابه: (المواهب اللدنية- 1-148-طبعة المكتب الإسلامي)
ما نصه: « ... ولازال أهل الاسلام يحتفلون بشهر مولده عليه السلام ، ويعملون الولائم ، ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات ، ويظهرون السرر ويزيدون في المبرّات ويعتنون بقراءة مولده الكريم ، ويظهر عليهم من بركاته كلّ فضل عميم » .
ثم قال
((فرحم الله امرءا اتخذ ليالي شهر مولده المبارك أعيادا، ليكون أشد علة على
من في قلبه مرض وإعياء داء)) أه.


23-الإمام خاتمة المحدثين "الزرقانى"
فى شرحه على "المواهب اللدنية" سبق سرد بعض النقول من كتبه

24-الإمام الحافظ وجيه الدين بن علي بن الديبع الشيباني الزبيدي (866هـ 944هـ)
له مولد مشهور مولد ابن الديبع الشيباني طبع وعلق عليه محدث الحرمين الحجاز محمد بن علوي المالكي

25- الحافظ ملا علي القاري بن سلطان بن محمد الهروي: المتوفى سنة (1014هـ)
صاحب شرح المشكاة ترجم له الشوكاني في (البدر الطالع) وقال: أحد مشاهير الأعلام ومشاهير أولي الحفظ والإفهام وقد صنف في مولد الرسول{ صلى الله عليه وآله وسلم }كتابا قال صاحب اكشف الظنون اسمه (المورد الروي في المولد النبوي).

26- الامام ابن عابدين «صاحب القول المعتمد في المذهب الحنفي»
قال واصفا المولد بأنه «من اعظم القربات»
قال ابن عابدين في شرحه على مولد ابن حجر : اعلم أن من البدع المحمودة عمل المولد الشريف من الشهر الذي ولد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم .)
وقال (فالاجتماع لسماع قصة صاحب المعجزات عليه أفضل الصلوات وأكمل التحيات أعظم القربات لما يشتمل عليه من المعجزات وكثرة الصلوات)

27- ابن القيم في كتابه مدارج السالكين:
« والاستماع إلى صوت حسن في احتفالات المولد النبوي أو أية مناسبة دينية أخرى في تاريخنا لهو مما يدخل الطمأنينة إلى القلوب ويعطي السامع نوراً من النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى قلبه ويسقيه مزيداً من العين المحمدية »
مدارج السالكين ص 498

28- الإمام الحافظ "عبد الرؤوف المناوى"
له مؤلف في المولد مشهور مطبوع متداول "بمولد المناوى" "انظر كتاب البراهين الجلية"صـ36

29- الامام محمد عليش المالكي
قال«ويكره صوم يوم مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم الحاقا له بالعيد في الجملة» منح الجليل شرح مختصر خليل باب الصيام 123\2
ومن مصنفاته: القول المنجي على مولد البرزنجي.
30- وقال ابن بطوطة (703 - 779هـ) في احتفال سدنة الكعبة وفتح باب الكعبة في يوم المولد
النبوي الشريف (الجزء الأول ص. 309 - 347)
ذكر مدينة مكة المعظمة
ويفتح في يوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم ورسمهم في فتحة أنم يضعوا كرسيا شبه المنبر، له درج وقوائم خشب، لها أربع بكرات يجري الكرسي عليها، ويلصقونه إلى جدار الكعبة الشريفة، فيكون درجه الأعلى متصلا بالعتبة الكريمة، ثم يصعد كبير الشيبين وبيده المفتاح الكريم ومعه السدنة، فيمسكون الستر المسبل على باب الكعبة المسمى بالبرقع، بخلال ما يفتح رئيسهم الباب، فإذا فتحه قبل العتبة الشريفة، ودخل البيت وحده، وسد الباب، وأقام قدر ما يركع ركعتين، ثم يدخل سائر الشيبين، ويسدون الباب أيضا، ويركعون، ثم يفتح الباب، ويبادر الناس بالدخول ,
انتهى

31- ويروي ابن بطوطة (703 - 779هـ) في رحلته (الجزء الأول ص. 309 - 347) :
أنه بعد كل صلاة جمعة وفي يوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم يفتح باب الكعبة بواسطة كبير بني شيبة، وهم حجّاب الكعبة، وأنه في يوم المولد يوزع القاضي الشافعي وهو قاضي مكة الأكبر نجم الدين محمد ابن الإمام محيي الدين الطبري الطعام على الأشراف وسائر الناس في مكة.


32- رحلة ابن بطوطة (703 - 779هـ) قال في ذكر سلطان تونس
(
قال ابن جزي: اخترع مولانا أيده الله في الكرم والصدقات أموراً لم تخطر في الأوهام، ولا اهتدت إلأيها السلاطين. فمنها إجراء الصدقات على المساكين بكل بلد من بلاده علىالدوام. ومنها تعيين الصدقة الوافرة للمسجونين في جميع البلاد أيضاً، ومنها كون تلك الصدقات خبزاً مخبوزاً متيسراً للانتفاع به، ومنها كسوة المساكين والضعفاء والعجائز والمشايخ والملازمين للمساجد بجميع بلاده، ومنها تعيين الضحايا لهؤلاء الأصناف في عيد الأضحى، ومنها التصدق بما يجتمع في مجابي أبواب بلاده يوم سبعة وعشرين من رمضان إكراماً لذلك اليوم الكريم وقياماً بحقه، ومنها إطعام الناس في جميع البلاد ليلة المولد الكريم، واجتماعهم لإقامة رسمه)


33-وقال صلاح الدين الصفدي في اعيان العصر واعوان العصر
في ترجمة
عبد الله بن الصنيعة المصري
الصاحب شمس الدين غبريال
(وكان يسمع البخاري في ليالي رمضان، وليلة ختمه يحتفل بذلك، ويعمل في كل سنة مولد النبي صلى الله عليه وسلم، ويحضره الأكابر والأمراء والقضاة والعلماء ووجوه الكتاب، ويظهر تجملاً زائداً ويخلع على الذي يقرأ المولد، ويعمل بعد ذلك سماعاً للأمراء المحتشمين.)

34- وفي الاحاطة بأخبار غرناطة لـ لسان الدين ابن الخطيب
التلمساني
إبراهيم بن أبي بكر الأصاري إبراهيم بن أبي بكر بن عبد الله بن موسى الأنصاري تلمساني وقرشي الأصل، نزل بسبتة، يكنى أبا إسحاق ويعرف
بالتلمساني.
تواليفه من ذلك الأرجوزة الشهيرة في الفرائض، لم يصنف في فنها أحسن منها. ومنظوماته في السير، وأمداح النبي، صلى الله عليه وسلم، من ذلك المعشرات على أوزان العرب، وقصيدة في المولد الكريم، وله مقالة في علم العروض الدوبيتي.انتهى

35- وفي الكواكب السائرة بأعيان المائة العاشرة
محمد الجعيدي
محمد الرئيس، شمس الدين الجعيدي الدمشقي الشافعي المنشد الزاجل، رئيس دمشق في عمل المولد كان من محاسن دمشق التي انفردت بها، توفي في سنة خمس وستين وتسعمائة تقريباً.

36- وفي الكواكب السائرة
بديع بن الضياء
بديع بن الضياء، قاضي مكة المشرفة وشيخ الحرم الشريف بها قال ابن طولون: كان من أهل الفضل والرئاسة، قدم دمشق، ثم سافر إلى مصر فبلغه تولية قضاء مكة للشيخ زين الدين عبد اللطيف ابن أبي كثير، وأنه أخرج عنه قضاء جدة، فرجع إلى دمشق وأقام بها مدة، ثم سافر إلى الروم، فخرج من دمشق يوم السبت منتصف ربيع الأول سنة إحدى وأربعين وتسعمائة، بعد
أن حضر ليلة الجمعة التي قبل التاريخ المذكورة عند الشيخ علي الكيزواني، تجاه مسجد العفيف بالصالحية، وسمع المولد وشرب هو والشيخ علي وجماعته القهوة المتخذة من البن.) انتهى

37-وقال ابن الحاج رحمه الله تعالى:
( فكان يجب أن نزداد يوم الاثنين الثاني عشر في
ربيع الأول من العبادات والخير شكرا للمولى على ما أولانا من هذه النعم
العظيمة وأعظمها ميلاد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم(1)[22])
المدخل (1/361)
وقال ابن الحاج رحمه الله تعالى: ومن تعظيمه صلى الله عليه وآله وسلم
الفرح بليلة ولادته وقراءة المولد).
الدرر السنية ص (190).

وابن الحاج المالكي لم يذم أصل المولد ، بل ذم المولد الذي اشتمل على
المحرمات والمنكرات ، وقد بين السيوطي ذلك فقال :
[[ وقد تكلم الإمام أبوعبدالله بن الحاج في كتابه ( المدخل ) على عمل المولد ، فأتقن الكلام فيه
جدا ، و حاصله مدح ما كان فيه من إظهار شعار وشكر ، وذم ما احتوى عليه من محرمات ومنكرات ..
ثم قال الإمام السيوطي
وأما قوله آخراً: إنه بدعة، فإما أن يكون مناقضاً لما تقدم أو يحمل على أنه بدعة حسنة كما تقدم تقريره في صدر الكتاب، أو يحمل على أن فعل ذلك خير والبدعة منه نية المولد، كما أشار إليه بقوله: فهو بدعة بنفس نيته فقط، وبقوله: ولم ينقل عن أحد منهم أنه نوى المولد.
فظاهر هذا الكلام أنه كره أن ينوي به المولد فقط، ولم يكره عمل الطعام ودعاء الإخوان إليه، وهذا إذا حقق النظر لا يجتمع مع أول كلامه، لأنه حث فيه على زيادة فعل البر وما ذكر معه على وجه الشكر لله تعالى إذا أوجد في هذا الشهر الشريف سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، وهذا هو معنى نية المولد فكيف يذم هذا القدر مع الحث عليه أولاً.
وأما مجرد فعل البر وما ذكر معه من غير نية أصلاً فإنه لا يكاد يتصور، ولو تصور لم يكن عبادة، ولا ثواب فيه إذ لا عمل إلا بنية، ولا نية هنا إلا الشكر لله تعالى على ولادة هذا النبي الكريم في هذا الشهر الشريف، وهذا معنى نية المولد فهي نية مستحسنة بلا شك فتأمل.
انتهى

38- وفي فتاوى ابن تيمية الجزء 23 ص. 134:
«فتعظيم المولد واتخاذه موسماً قد يفعله بعض الناس ويكون لهم فيه أجر عظيم لحسن قصدهم وتعظيمهم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - »

39-الإمام الخطيب الشربيني: توفي 1014 هـ
له مولد باسم المولد الروي في المولد النبوي.

40- الإمام الباجوري
تحفة البشر على مولد ابن حجر - للشيخ إبراهيم ابن محمد الباجورى الشافعي المصرى المتوفى سنة 1276 ست وسبعين ومائتين وألف.
وكذلك حاشية على مولد الشيخ احمد الدردير المطبعة الخيرية 1304هـ .

41- وما جاء في"تاريخ البصروي" من عمل المولد وإجتماع الفقهاء والعلماء
(
ما حدث حول الاحتفال بالمولد النبوي في القاهرة خلال ربيع الأول 902هـ/تشرين الثاني 1496م فقد ذكر البصروي أن السلطان قد احتفل بالمولد النبوي في 8 ربيع الأول، ثم"عمل في الثاني عشر مرة أخرى، ولم يحضر من جرت العادة بحضوره إلا الفقهاء والقضاة".


42- الحافظ الشريف الكتاني
له كتاب اليمن والإسعاد بمولد خير العباد

43-وفي معجم المطبوعات
ص 136 العفيفى " مصطفى " (الشيخ) مصطفى بن محمد العفيفي الشافعي (من أبناء أوائل القرن الثالث عشر للهجرة) فتح اللطيف شرح نظم المولد الشريف - وهو شرح على مولد البرزنجي - بولاق 1293

44-وفي معجم المطبوعات
(الشيخ) محمد الهجرسي المنظر البهي في مطلع مولد النبي - وما يتبعه
من أعمال المولد وحكم القيام عن ذكر مولده - مط العلمية 1321 ص 20

45-وفي معجم المطبوعات
ابن زيان العبد الوادي هو السلطان أبوحم موسى بن يوسف بن زيان العبد الوادي أحد ملوك بني زيان بمدينة تلمسان ملك سنة 753 إلى
788 ه كان يقرض الشعر ويحب أهله: وكان يحتفل ليلة المولد غاية الاحتفال بما هو فوق مواسم العام.

46-وجاء في التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة
إبراهيم - برهان الدين - بن جماعة الحموي: عم القاضي عز الدين بن جماعة، قال ابن صالح: جاور بالمدينة، وخطب بها جمعة واحدة آخر مرة عرضت للخطيب، وقد صحبته فيها وتحاببنا، وأخذت عنه بعض الفوائد، وكان من محافيظه: المفضل للزمخشري، وقال لي: إنه ارتحل إلى القاهرة، وعرضه على عمه البدر بن جماعة، وأخذت عنه من نظم عمه المذكور قوله:
لم أطلب العلم للدنيا التي اتفقت ... من المناصب، أو للجاه والمال
لكن سابقة الإسلام فيه، كما ... كانوا، فقدر ما قد كان من مال
وخطب ببيت المقدس نيابة عن ابن عمه، ومات بالقدس، أظنه سنة أربع وستين وسبعمائة، ودفن هناك، وكان يعمل طعاماً في المولد النبوي ويطعم الناس، ويقول: لو تمكنت عملت بطول الشهر كل يوم مولد، انتهى.

47- الحبيشي: أبو بكر بن محمد بن أبي بكر الحبيشي الأصل الحلبي المنشأ والوفاة تقي الدين الشافعي بسطامي الطريقة توفي سنة 930
له الكواكب الدرية في مولد خير البرية.

48- البرزنجي:
لسيد جعفر بن إسماعيل بن زين العابدين ابن محمد البرزنجي الحسيني مفتي الشافعية بالمدينة المنورة توفي بها سنة 1317 سبع عشرة وثلاثمائة وألف. من تصانيفه الكوكب الأنور على عقد الجوهر في مولد النبي الأزهر صلى الله عليه وسلم وهو مشهور بمولد البرزنجي

49-وورد في (المنتقى المقصور في مآثر خلافة المنصور) لابن القاضي
أن المنصور كان يستدعي الناس أيام المولد النبوي على ترتيبهم فيقرأ بعض القراء شيئا من كلام الوالي الصالح محمد بن عباد ثم تقرأ الميلاديات ... ويتم إنشاد مقطعات الشعر (الباب الرابع)

50-وجاء في الاستقصا عن المولد في المغرب
قد بدأ الاحتفال بعيد المولد عام 671هـ / 1272 م بأمر السلطان يوسف بن يعقوب بن عبد الحق المريني وصار عيدا من الأعياد في جميع المغرب وقد تم ذلك في (صبرة) بناحية (الملوية). وقد سبقه إلى ذلك بنو العزفي أصحاب سبتة
(الاستقصا ج 2 ص 43).


51- وقد ذكر الحسن الوزان
أنه في العصر المريني كان شعراء فاس يجتمعون كل عام بمناسبة المولد النبوي وينظمون القصائد وكانوا يجتمعون كل صباح في ساحة القناصل يصعدون منصة ويلقون قصائدهم الواحد تلو الآخر أمام الجماهير ويختار أحسن الشعراء نظما وترتيلا أميرا للشعراء في تلك السنة وكان ملوك بني مرين يقيمون مأدبة للشعراء في مدح الرسول يحضره السلطان وتقام منصة ويحكم الحاضرون على أحسن شاعر خلعة (مائة دينار وفرس وأمة مع خمسين دينارا للباقين) ولكن منذ مائة وثلاثين سنة تقريبا توقفت هذه العادة.
Leon L’Africain Sohefer T. 2 P. 131


52- وجاء في البيان لابن عذاري
وكان الناس يمشون في الأزقة بالمديح بمناسبة المولد النبوي في سبتة في عهد المرينيين .
-(البيان لابن عذاري ج 4 ص 486).

53- المولد النبوي في العهد العلوي
وكان المولد يقام بالمنازل كل سنة كما ورد في ترجمة الفاضل بن عبد المجيد السرغيني الذي كان يقيمه كل سنة بداره ويحضره العامة.
-(الأعلام للمراكشي ج 8 ص 21 (خ)

فبالله عليك أخي المسلم.. هل كل هذا الكم من علماء الأمة وفضلائها والذين يقولون بعمل المولد، وألفوا الكتب والمؤلفات في هذا الباب زنادقة أحفاد عبد الله بن سبأ اليهودي؟
وهل هؤلاء العلماء والذين ((يدين)) لهم العالم بأجمعه على ما صنفوه من الكتب النافعة في الحديث والفقه والشروحات
وغيرها من العلوم هم من الفجار مرتكبي الفواحش والموبقات؟
وهل هم، كما يزعم المعارض، يشابهون النصارى في احتفالهم بميلاد عيسى عليه السلام؟ وهل هم يقولون بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم ليبلغ ما ينبغي للأمة أن
تعمل به؟؟!
كل هذا الإجماع والاحتفال من السلاطين والملوك وبحضور الائمة والعلماء والأمة والقضاة من المذاهب الاربعة وإحتفال المسلمين في جميع الأمصار في المشرق والمغرب على مر العصور ماذا نقول فيه؟؟
إننا نترك لك، أخي المسلم، الإجابة على هذه الأسئلة!!

ونزيد ايضاً من بعض التراجم والأخبار من الإجماع وإحتفال الأمة الإسلامية مع سرد أقوال بعض المعاصرين

54- أحمد بن عبد الواحد بن المواز (1341هـ / 1922م)
له حجة المنذرين على تنطع المنكرين) رد بها على من نهى عن القيام لولادة الرسول عليه السلام
-(طبع بفاس عام 1338م)

55- (- مورد الظمآن لشرح مولد سيد ولد عدنان)
وهو شرح على مديح أحمد الدردير لتلميذه ابن قدور المغربي محمد اليزمي الإسكندري المكنى الأبيض. (وعادة أهل الإسكندرية قراءة هذه التآليف ليلة المولد).

56-(كمال الفرح والسرور بمولد مظهر النور)
لأحمد سكيرج (طبع على الحجر بفاس في 24 ص وله أيضا (ضوء الظلام في مدح الأنام) طبع على الحجر بفاس مرتين (12 ص و 16 ص).

57- (إسعاف الراغبين بمولد سيد المرسلين)
لعبد الصمد بن التهامي بن المدني جلون نزيل طنجة. (1352هـ /1933م). (ثلاثة كراريس)

58- (نظم) في المولد لعبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن سودة
(ط. على الحجر وعلى الحروف بفاس).

59- (ربيع القلوب في مولد النبي المحبوب)
للعربي بن عبد الله التهامي الوزاني الحسلي الرباطي 1339هـ / 1920م. -طبع على الحجر بالرباط ص 44


60-لمحمد بن محمد الحجوجي (1370هـ / 1950م)
له (بلوغ القصد والمرام بقراءة مولد خير الأنام)

61- (قصيدة رائعة في المولد النبوي).
لمحمد بن أحمد الصنهاجي وزير القلم في العهد الحسني
راجع نصها في الأعلام للمراكشي ج 7 ص 63 (ط – الرباط)

62- الأحدب الطرابلسي:
إبراهيم بن السيد علي الطرابلسي الحنفي نزيل بيروت توفي برجب سنة 1308 ثمان وثلاثمائة وألف. منظومة في مولد النبي صلى الله عليه وسلم.


63- الإمام المرزوقي:
السيد أحمد بن محمد بن رمضان أبو الفوز المدرس في الحرم المكي له بلوغ المرام لبيان ألفاظ مولد سيد الأنام في شرح مولد أحمد البخاري فرغ منها سنة 1281.

64- الإمام النحراوي:
عبد الرحمن بن محمد النحراوي المصري الشهير بالمقري المتوفى سنة 1210 عشر ومائتين وألف. له حاشية على مولد النبي للمدابغي.

65-النبتيني:
علي بن عبد القادر النبتيني ثم المصري الحنفي الموقت بجامع الأزهر بالقاهرة المتوفى سنة 1061 إحدى وستين وألف من تصانيفه: شرح على مولد النجم الغيطي.

66- الشيخ الجزائري:
محمد بن عبد الله بن محمد بن محمد بن أحمد ابن أبي بكر العطار الجزائري المتوفى سنة 707 سبع وسبعمائة له المورد العذب المعين في مولد سيد الخلق أجمعين.
نظم الدرر في مدح سيد البشر صلى الله عليه وسلم.


67- محمد نوير بن عمر بن عربي بن علي النووي أبو عبد المعطي الجاوي الفقيه
نزيل مصر ثم انتقل إلى مكة المكرمة وتوفي بها سنة 1315 خمس عشرة وثلاثمائة وألف من تصانيفه الإبريز الداني في مولد سيدنا محمد صلى الله عليع وسلم. بغية العوام في شرح مولد سيد الأنام عليه الصلاة والسلام لابن الجوزي.

68- محمد فوزي بن عبد الله الرومي الشهير بمفتي أدرنة
من قضاة عسكر روم أيلي توفي سنة 1318 ثمان عشرة وثلاثمائة وألف. له من التأليف إثبات المحسنات في تلاوة مولد سيد السادات.

69- السيد محمود بن عبد المحسن الحسيني القادري الشافعي مدني الأصل الدمشقي المعروف بابن الموقع مدرس البادرانية بالشام ولد سنة 1253 وتوفي سنة 1321 إحدى وعشرين وثلاثمائة وألف له من الكتب: حصول الفرج وحلول الفرح في مولد من أنزل عليه ألم نشرح.

70-سلامي الأزميري:
مصطفى بن إسماعيل شرحي الأزميري المتخلص بسلامي نزيل قسطنطينية المتوفى بها سنة 1228 ثمان وعشرين ومائتين وألف. له منظومة في مولد النبي صلى الله عليه وسلم.

71- محمد بن محمد المنصوري الشافعي الشهير بالخياط
له اقتناص الشوارد من موارد الموارد - في شرح مولد الهيتمى تأليف فرغ منها سنة 1166 ست وستين ومائة وألف.

72- يوسف بن إسماعيل النبهاني صاحب التصانيف الشهيرة المولود سنة 1266
له النظم البديع في مولد الشفيع.


73- جعفر بن اسماعيل بن زين العابدين بن محمد الهادي بن زين بن السيد جعفر
مؤلف مولد النبي صلى الله عليه وسلم، له من التصانيف: الكوكب الأنور على عقد الجوهر في مولد النبي الأزهر وهو شرح على مولد النبي للسيد جعفر بن حسن البرزنجي بهامشه القبول المنجي وهو حاشية الشيخ عليش على مولد البرزنجي مطبعة الميمنية 1310هـ .

74- الشيخ رضوان العدل بيبرس من أبناء القرن الرابع عشر للهجرة
له خلاصة الكلام في مولد المصطفى عليه الصلاة والسلام طبع مطبعة بولاق 1313هـ يقع في 64 صفحة.

75- أبي الحسن : أحمد بن عبد الله البكري
له الأنوار ومفتاح السرور والأفكار في مولد النبي المختار وهو : كتاب جامع مفيد في مجلد أوله : ( الحمد لله الذي خلق روح حبيبه . . . الخ ) جمعها : لتقرأ في شهر ربيع الأول وجعلها : سبعة أجزاء


76- العلامة الفقيه السمهودي الحسني
مؤرخ المدينة المنورة له (الموارد الهنية في مولد خير البرية)

77- العلامة أبو الوفاء الحسني
له (مولد البشير النذير السراج المنير) طبع عام 1307

78- الإمام الشهيد/ حسن البنا
قاله في راسالة( فليلاحظ المسلمون هذا وليجعلوا احتفالهم بذكرى مولد النبي- صلى الله عليه وسلم- كلَّ عام تفهُّمًا لسيرته، وتعلُّمًا لأخلاقه، وتعرُّفًا لسنته- صلى الله عليه وسلم- وتواصيًا فيما بينهم بالحق والصبر؛ اقتداءً به- صلى الله عليه وسلم- وبأصحابه.. ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا﴾ (الأحزاب: 21). )

79- الشيخ محمد الحسن بن أحمد الخديم.
له العذب الشهي المورد في تعظيم شهر المولد
ضمن الفوائد الكفيلة بمعرفة الوسيلة ط 3 سنة 2007.

وغيرهم الكثير مما يصعب علينا جمعه وعرضه.
ونذكر
80- الشيخ العلاّمة عبد الرحمن بن أحمد الزيلعي الصومالي له مولد سمّاه ((ربيع العشاق في ذكر مولد صاحب البراق))
81- وألف الشيح أويس أحمد بن محمد البراوي القادري الصومالي كتابا سمّاه: ((مولد الشرفان في مدح سيد ولد عدنان))

82- الشيح أويس أحمد بن محمد البراوي القادري الصومالي كتابا سمّاه: ((مولد الشرفان في مدح سيد ولد عدنان))،

83- الشيخ محمد نووي بن عمر بن عربي بن علي الجاوي المتوفى سنة 1315 فقد ألف كتاب ((الإبريز الداني في مولد سيدنا محمد العدناني)) وله شرح على مولد ابن الجوزي سماه: ((بغية العوام في شرح مولد سيد الأنام)).

84- الشيخ عثمان حِدك الصومالي له اللآلي السنية في مشروعية مولد خير البرية

85- محمد علي بن حسين المالكي وصنف الهدي التام في موارد المولد النبوي وما اعتيد فيه من القيام

86- السيد محمد ماضي ابو العزائم وصنف بشائر الاخيار في مولد المختار صلي الله عليه و سلم

87- حسن السندوبي وصنف تاريخ الاحتفال بالمولد النبوي

88- الشيخ محمود الزين وصنف البيان النبوي عن فضل الاحتفال بمولد النبي

89- عبد الله بن الشيخ ابو بكر بن سالم صنف خلاصة الكلام في الاحتفال بمولد خير الأنام

90- عبد الرحمن بن عبد المنعم الخياط صنف مولد النبي صلي الله عليه و سلم

91- خالد محمد القاضي وصنف مولد امة -اضواء علي خلق رسول الانسانيه

97- محمد عثمان الميرغني صنف : المولدالعثماني المسمى الأسرار الربانية

93- سيدي سلامه الراضي مظهرالكمالات فى مولد سيد الكائنات

94- محمد بن عبد الكبير الكتاني صنف : السانحات الأحمدية والنفثات الروعية في مولد خير البرية

95- الشيخ أحمد عز الدين البيانوني رحمه الله له رساله "التكريم الصادق بالاتباع الكامل"

96- مولد العزب، للعلامة الشيح محمد العزب

97- ولد المصطفى صلى الله عليه وسلم، للأستاذ الشيخ خير الدين وائلي

98- فرائد المواهب اللدنية في مولد خير البرية، للعلامة الشيخ مصطفى نجا.

99- الأسرار الربانية في مولد النبي صلى الله عليه وسلم للعلامة السيد محمد عثمان الميرغني

100- مولد إنسان الكمال، للعلامة سيدي السيد محمد بن السيد المختار الشنجيطي

101- المولد النبوي الشريف، للعلامة أحمد بن محمد فتحا العلمي الفاسي المراكشي

102-مجموع مبارك في المولد الشريف نثراً وشعراً، للعلامة عبد الرحمن بن علي الربيعي

103- إعلام جهال بحقيقة الحقائق بأسنة نصوص كلام سيد الخلائق ممزوجاً بالمولد النبوي في مدح أصل النبي المولوي، للعلامة الأحسن بن محمد بن أبي جماعة السوسي البيضاوي

104- فيض الأنوار في ذكرى مولد النبي المختار، للعلامة حسن محمد عبد الله شداد عمر باعمر.

105- البيان والتعريف في ذكرى المولد النبوي الشريف، للعلامة محمد بن علوي المالكي الحسني.

106- مجموع لطيف أنسي في صيغ المولد النبوي القدسي

107- والشيخ عيسى الحميري وغيره من المعاصرين

108- والوف من علماء لم نذكر اسمائهم مل الإمام النابلسي والتلمساني والشيخ الأكبر وغيرهم الكثير

109- والوف من الائمة والعلماء من اهل الصوفية وعلماء الازهر الشريف من مختلف المشارب والأصقاع

فتاوى متنوعة
110- يقول الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله
[ مجالس التّذكير من حديث البشير النّذير ص 287 ] :

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، وعلى اسم الجزائر الرّاسخة في إسلامها، المتمسّكة بأمجاد قوميتها وتاريخها ـ أفتتح الذّكرى الأولى بعد الأربعمائة والألف من ذكريات مولد نبي الإنسانيّة ورسول الرّحمة سيّدنا ومولانا محمّد بن عبد اللّه عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام ـ في هذا النّادي العظيم الّذي هو وديعة الأمّة الجزائريّة عند فضلاء هذه العاصمة ووجهائها. لسنا وحدنا في هذا الموقف الشّريف لإحياء هذه الذّكرى العظيمة، بل يشاركنا فيها نحو خمسمائة مليون من البشر في أقطار المعمور كلّهم تخفق أفئدتهم فرحا وسرورا وتخضع أرواحهم إجلالا وتعظيما لمولد سيّد العالمين.ا.هــــ
وقال أيضا [ مجالس التّذكير من حديث البشير النّذير ص289 ] :
ما الدّاعي إلى إحياء هذه الذّكرى ؟
المحبّة في صاحبها.
إنّ الشّيء يحبّ لحسنه أو لإحسانه وصاحب هذه الذّكرى قد جمع ـ على أكمل وجه ـ بينهما.ا.هــــ
وقال [ مجالس التّذكير من حديث البشير النّذير من 289 إلى 290] :
فمن الحقّ والواجب أن يكون هذا النّبيّ الكريم أحبّ إلينا من أنفسنا وأموالنا ومن النّاس أجمعين ولو لم يقل لنا في حديثه الشّريف : "لا يؤمن أحدكم حتّى أكون أحبّ إليه من ولده ووالده والنّاس أجمعين" وكم فينا من يحبّه هذه المحبّة ولم يسمع بهذا الحديث ؟ فهذه المحبّة تدعونا إلى تجديد ذكرى مولده في كلّ عام.. ما الغاية من تجديد هذه الذّكرى ؟ استثمار هذه المحبّة.ا.هــــ
وقال أيضا في قصيدته المشهورة [ مجالس التّذكير من حديث البشير النّذير ص 307-309 ]:
تحية المولد الكريم

حـيـيـت يـا جـمعَ الأدب ****** ورقـيـت سـامـيـةَ الرتبْ
وَوُقِـيـتَ شـرَّ الكـائـديـ ****** ن ذوى الدسـائـس والشغبْ
ومُـنِـحْـت في العليـاء مـا ****** تسـمـو إلـيـه مـن أربْ
************
أحـيـيـت مـولـد من بـه ****** حـييَ الأنـام على الحِـقَـبْ
أحـيـيـت مـولـوده بـما ****** يُبرى النـفـوسَ مـن الوصبْ
بالـعـلـم والآداب و الـ ****** أخـلاق في نـشءٍ عـجـبْ
************
نـشءٌ على الإســلام أسْـ ****** سُّ بـنـائـه السـامي انتصبْ
نـشءٌ بـحُـبِ مـحـمـدٍ ****** غــذَّاه أشـيـاخٌ نـجـبُ
فـيـهِ اقـتـدَى في سـيـره ****** وإلـيـه بالحـق انـتـسـبْ
وعلى الـقـلـوب الخافـقـا ****** تِ إلـيـه رأيـتـه نـصـبْ
بالـروحِ يَـفـديـهَـا ومـا ****** يُـغـرى النّفـوسَ مـن النشبْ
وبـخُلقـه يَـحـمِـي حـما ****** هـا أو بـبـارقـة القُـضُـبْ
حـتى يـعـودَ لـقـومــه ****** مـن عِـزّهـم مـا قـد ذهبْ
ويـرى الجـزائـرَ رجـعـت ****** حـقَّ الحـيـاة المـسـتـلَـبْ
************
يـا نـشءُ يـا دخـرَ الجـزا ****** ئـر في الشـدائـد والـكُـرَبْ
صـدحـت بلابِـلُك الفصـا ****** حُ فـعـمَّ مَجمعَنـا الـطـربْ
وادقْـتَـنَـا طُـعـما من الـ ****** فـصـحى ألـذَّ مـن الضـرَبْ
وأريـت للأبـصـــار مـا ****** قـد قـرَّرتْـه لـك الكـتُـبْ
************
شَعْـبُ الجـزائرِ مُـسْـلِـمٌ ****** وَإلىَ الـعُـروبةِ يَـنتَـسِـبْ
مَنْ قَــالَ حَـادَ عَنْ أصْلِـهِ ****** أَوْ قَــالَ مَـاتَ فَقَدْ كَـذبْ
أَوْ رَامَ إدمَــاجًــا لَــهُ ****** رَامَ الـمُحَـال من الطَّـلَـبْ
يَانَشءُ أَنْـتَ رَجَــاؤُنَــا ****** وَبِـكَ الصَّبـاحُ قَـدِ اقْـتَربْ
خُـذْ لِلحَـيـاةِ سِلاَحَـهـا ****** وَخُـضِ الخْـطُـوبَ وَلاَ تَهبْ
وَاْرفعْ مَـنـارَ الْـعَـدْلِ وَالإ ****** حْـسـانِ وَاصْـدُمْ مَـن غَصَبْ
وَأَذِقْ نفُوسَ الظَّــالـمِـينَ ****** سُـمًّـا يُـمْـزَج بالـرَّهَـبْ
وَاقلَعْ جُـذورَ الخَـــائـنينَ ****** فَـمـنْـهُـم كُلُّ الْـعَـطَـبْ
وَاهْـزُزْ نـفـوسَ الجَـامِدينَ ****** فَرُبَّـمَـا حَـيّ الْـخَـشَـبْ
************
يـا قـومٌ هـذا نـشـؤكم ****** وإلى الـمـعـالي قـد رثـبْ
كـونـوا لـه يـكـن لكم ****** وإلى الأمــام ابـنــاء وأبْ
نـحـن الأولى عرف الزمـا نُ ****** قـديـمـنا الجـمَّ الحسـبْ
وقـد انتبهـنـا للـحـيـا ****** ة آخــذيـن لـهـا الأهـبْ
لنـحـلَّ مـركـزنـا الذي ****** بين الأنــام لـنـا وجــبْ
فـتـزيـد في هـذا الـورى ****** عضـوًا شـريـفًـا منتخَـبْ
نـدعـو إلى الحسنى ونـولـي ****** أهـلـهـا مـنـا الـرغـبْ
مَنْ كَــان يَبْغـي وَدَّنَــا ****** فَعَلَى الْكَــرَامَــةِ وَالـرّحبْ
أوْ كَـــانَ يَبْغـي ذُلَّـنـَا ****** فَلَهُ الـمـَهَـانَـةُ والـحَـرَبْ
************
هَـذَا نِـظـامُ حَـيَـاتِـنَـا ****** بالـنُّـورِ خُــطَّ وَبِاللَّـهَـبْ
هَــذا لكُمْ عَـهْــدِي بِـهِ ****** حَتَّى أوَسَّــدَ في الـتُّـرَبْ
فَــإذَا هَلَكْتُ فَصَيْـحـتـي ****** تَحيـَا الجَـزائـرُ وَ الْـعـرَبْ
انتهت القصيدة التي ألقاها الشيخ بن باديس رحمه الله ليلة حفلة جمعية التربية والتعليم الإسلامية بقسنطينة.
ـــــــــــ
111- العلامة بخيت المطيعي ( مفتي مصر ) في ( أحسن الكلام فيما يتعلق بالسنة والبدعة من الأحكام )
فيقول رحمه الله ( ص 30 ) :
[[ وقد وردت أحاديث كثيرة في فضل الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم ، ومن هذا القبيل أيضا الاجتماع للقراءة ، واستماع نحو قصة المعراج ، وفضائل ليلة النصف من شعبان ،وليلة القدر ، وقراءة قصة المولد في لياليها المشهورة ....وقصة المولد هي عبارة عن بيان تاريخ ولادته ، وما حصل له في ذلك الوقت من العجائب ، وخوارق العادات ، وإظهار الفرح والسرور بظهور سيد الكائنات ، مما يدل على كمال المحبة لجنابه الأعظم ]] .

وقال أيضا بعد أن ذكر كلام الحافظ ابن حجر في جواز عمل المولد مقرا له
( ص 67 ) :
[[ وعلى كل حال فالشرط في كون فعل شيء من الطاعات بدعة حسنة ، أو فعل شيء من المباحات بدعة مباحة ، أن يقتصر على ما هو طاعة وما هو مباح فقط ، كما هو صريح قول ابن حجر (( فمن تحرى في عمله المحاسن وتجنب ضدها كانت بدعة حسنة ، ومن لا فلا )) ، وهذا هو الذي يقتضيه
الدليل أيضا ]] .

ـــــــــــ
112- قال الشيخ الإمام عبدالحليم محمود ـ رحمه الله تعالى ـ كما في فتاواه ( 1 /
273 ) :
[[ أما عن الاحتفال بالمولد النبوي فهو سنة حسنة من السنن التي أشار إليها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : (( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر
من عمل بها )) .وذلك لأن له أصولا ترشد إليه ، وأدلة صحيحة تسوق إليه ، استنبط العلماء
منها وجه مشروعيته ... ]] .
ـــــــــــ
113- وقال الشيخ حسنين محمد مخلوف شيخ الأزهر رحمه الله تعالى :
( إن إحياء ليلة المولد الشريف وليالي هذا الشهر الكريم الذي أشرق فيه النور المحمدي إنما
يكون بذكر الله تعالى وشكره لما أنعم به على هذه الأمة من ظهور خير الخلق إلى عالم الوجود ولا يكون ذلك إلا في أدب وخشوع وبعد عن المحرمات والبدع والمنكرات ومن مظاهر الشكر على حبه مواساة المحتاجين بما يخفف ضائقتهم وصلة الأرحام والإحياء بهذه الطريقة وإن لم يكن مأثورا في عهده صلى الله عليه وآله وسلم ولا في عهد السلف الصالح إلا أنه لا بأس به وسنة حسنة)
فتاوى شرعية (1/131).
ـــــــــــ
114-قال الإمام متولي الشعراوي في كتابه "مائدة الفكر الإسلامي" ص 295،
إذا كان بنو البشر فرحون بمجيئه لهذا العالم، وكذلك المخلوقات الجامدة فرحة لمولده وكل النباتات فرحة لمولده وكل الحيوانات فرحة لمولده وكل الجن فرحة لمولده، فلماذا تمنعونا من الفرح بمولده.)
ـــــــــــ
115- قال الشيخ علي جمعة مفتي الجمهورية المصرية حفظه الله تعالى في رسالته ( البيان القويم : 25 ) :
[[ الاحتفال بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم من أفضل الأعمال ، وأعظم القربات ، لأنه تعبير عن الفرح والحب له صلى الله عليه وسلم ، ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم أصل من أصول الإيمان ... ]] ، ثم قال :
[[ وألف في استحباب الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف جماعة من العلماء و الفقهاء ، بينوا بالأدلة الصحيحة استحباب هذا العمل ، بحيث لا يبقى لمن له عقل وفهم وفكر سليم إنكار ما سلكه سلفنا الصالح من الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف ..انتهى
ـــــــــــ
116- الدكتور القرضاوي والاحتفال بمولد النبي والمناسبات الإسلامية
موقع القرضاوي/ 23-2-2010
السؤال: ما حكم الاحتفال بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من المناسبات الإسلامية مثل مقدم العام الهجري وذكرى الإسراء والمعراج؟
الفتوى:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ...
هناك من المسلمين من يعتبرون أي احتفاء أو أي اهتمام أو أي حديث بالذكريات الإسلامية، أو بالهجرة النبوية، أو بالإسراء والمعراج، أو بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم، أو بغزوة بدر الكبرى، أو بفتح مكة، أو بأي حدث من أحداث سيرة محمد صلى الله عليه وسلم، أو أي حديث عن هذه الموضوعات يعتبرونه بدعة في الدين، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، وهذا ليس بصحيح على إطلاقه، إنما الذي ننكره في هذه الأشياء الاحتفالات التي تخالطها المنكرات، وتخالطها مخالفات شرعية وأشياء ما أنزل الله بها من سلطان، كما يحدث في بعض البلاد في المولد النبوي وفي الموالد التي يقيمونها للأولياء والصالحين، ولكن إذا انتهزنا هذه الفرصة للتذكير بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبشخصية هذا النبي العظيم، وبرسالته العامة الخالدة التي جعلها الله رحمة للعالمين، فأي بدعة في هذا وأية ضلالة ؟!
إننا حينما نتحدث عن هذه الأحداث نذكر الناس بنعمة عظيمة، والتذكير بالنعم مشروع ومحمود ومطلوب، والله تعالى أمرنا بذلك في كتابه (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرًا، إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا)، يذكر بغزوة الخندق أو غزوة الأحزاب حينما غزت قريش وغطفان وأحابيشهما النبي عليه الصلاة والسلام والمسلمين في عقر دارهم، وأحاطوا بالمدينة إحاطة السوار بالمعصم، وأرادوا إبادة خضراء المسلمين واستئصال شأفتهم، وأنقذهم الله من هذه الورطة، وأرسل عليهم ريحاً وجنوداً لم يرها الناس من الملائكة ، يذكرهم الله بهذا، اذكروا لا تنسوا هذه الأشياء، معناها أنه يجب علينا أن نذكر هذه النعم ولا ننساها، وفي آية أخرى (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيدهم عنكم واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون) يذكرهم بما كان يهود بني قينقاع قد عزموا عليه أن يغتالوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومكروا مكرهم وكادوا كيدهم وكان مكر الله أقوى منهم وأسرع، (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).
ذكر النعمة مطلوب إذن، نتذكر نعم الله في هذا، ونذكر المسلمين بهذه الأحداث وما فيها من عبر وما يستخلص منها من دروس، أيعاب هذا ؟ أيكون هذا بدعة وضلالة.) انتهى
ـــــــــــ
117- الشيخ سعيد حوى رحمه الله :
الاحتفال بالمولد النبوي الشريف جائز إذا انتفت المحرمات التي تصاحب هذا الاحتفال، وقد جاء في كتاب فضيلة الشيخ سعيد حوى ( أحد العلماء والدعاة المعاصرين بسوريا ) التفصيل في هذه المسألة.
مما استحدث خلال العصور الاحتفال بيوم ميلاد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتوضع حول هذا الموضوع عادات تختلف باختلاف البلدان، وقد تحدث ابن الحاج في مدخله عن كثير مما أنكره من عادات توضعت حول المولد، ووجدت بسبب من ذلك وبسبب من غيره ردود فعل كثيرة حول هذا الموضوع فمن محرم ومن مدافع، وقد رأينا أن لابن تيمية رحمه الله رأيا في غاية الإنصاف، فهو يرى أن أصل الاجتماع على المولد مما لم يفعله السلف ولكن الاجتماع على ذلك يحقق مقاصد شرعية.
والذي نقوله: أن يعتمد شهر المولد كمناسبة يذكر بها المسلمون بسيرة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وشمائله، فذلك لا حرج، وأن يعتمد شهر المولد كشهر تهيج فيه عواطف المحبة نحو رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فذلك لا حرج فيه، وأن يعتمد شهر المولد كشهر يكثر فيه الحديث عن شريعة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فذلك لا حرج فيه.
وأن مما ألف في بعض الجهات أن يكون الاجتماع على محاضرة وشعر أو إنشاد في مسجد أو في بيت بمناسبة شهر المولد، فذلك مما لا أرى حرجا على شرط أن يكون المعني الذي قال صحيحا.
إن أصل الاجتماع على صفحة من السيرة أو على قصيدة في مدح رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ جائز ونرجو أن يكون أهله مأجورين، فأن يخصص للسيرة شهر يتحدث عنها فيه بلغة الشعر والحب فلا حرج.
ألا ترى لو أن مدرسة فيها طلاب خصصت لكل نوع من أنواع الثقافة شهرا بعينه فهل هي آثمة، ما نظن أن الأمر يخرج عن ذلك
. بعض أقوال العلماء في الاحتفال بالمولد.
1ـ رأي ابن الحاج ـ رحمه الله ـ في الاحتفال
من المعروف أن ابن الحاج في مدخله كان من أشد الناس حربا على البدع، ولقد اشتد رحمه الله بمناسبة الكلام عن المولد على ما أحدثوه فيه من أعمال لا تجوز شرعا من مثل استعمال لآلات الطرب، ثم قال: فآلة الطرب والسماع أي نسبة بينهما وبين تعظيم هذا الشهر الكريم الذي من الله تعالى علينا فيه بسيد الأولين والآخرين.
فكان يجب أن يزاد فيه من العبادات والخير، شكرا للمولى سبحانه وتعالى على ما أولانا من هذه النعم العظيمة، وإن كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يزد فيه على غيره من الشهور شيئا من العبادات، وما ذاك إلا لرحمته ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأمته ورفقه بهم، لأنه عليه الصلاة والسلام كان يترك العمل خشية أن يفرض على أمته رحمة منه بهم، كما وصفه المولى سبحانه وتعالى في كتابه حيث قال: (بالمؤمنين رؤوف رحيم) لكن أشار عليه الصلاة والسلام إلى فضيلة هذا الشهر العظيم بقوله عليه الصلاة والسلام للسائل الذي سأله عن صوم يوم الإثنين، فقال له عليه الصلاة والسلام: (ذلك يوم ولدت فيه) فتشريف هذا اليوم متضمن لتشريف هذا الشهر الذي ولد فيه.
فينبغي أن نحترمه حق الاحترام، ونفضله بما فضل الله به الأشهر الفاضلة، وهذا منها لقوله عليه الصلاة والسلام: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر" ولقوله عليه الصلاة والسلام: "آدم ومن دونه تحت لوائي".
وفضيلة الأزمنة والأمكنة تكون بما خصها الله تعالى به من العبادات التي تفعل فيها لما قد علم أن الأمكنة والأزمنة لا تتشرف لذاتها، وإنما يحصل لها الشرف بما خصت به من المعاني.
فانظر رحمنا الله وإياك إلى ما خص الله تعالى به هذا الشهر الشريف ويوم الإثنين، ألا ترى أن صوم هذا اليوم فيه فضل عظيم، لأنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولد فيه، فعلى هذا ينبغي إذا دخل هذا الشهر الكريم أن يكرم ويعظم ويحترم الاحترام اللائق به وذلك بالاتباع له ـ صلى الله عليه وسلم ـ في كونه عليه الصلاة والسلام كان يخص الأوقات الفاضلة بزيادة فعل البر فيها وكثرة الخيرات.
ألا ترى إلى ما رواه البخاري ـ رحمه الله تعالى: "كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان" فنتمثل تعظيم الأوقات الفاضلة بما امتثله عليه الصلاة والسلام على قدر استطاعتنا.
2 ـ رأي ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في الاحتفال
معروفة شدة ابن تيمية وتشدده، ومع ذلك كان كلامه لينا في قضية المولد ومن كلامه في كتابه "اقتضاء الصراط المستقيم": (وكذلك ما يحدثه بعض الناس إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام، وإما محبة للنبي وتعظيما له، والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد لا على البدع، وأكثر هؤلاء الناس الذين تجدونهم حرصاء على أمثال هذه البدع، مع ما لهم فيها من حسن المقصد والاجتهاد الذي يرجى لهم به المثوبة، تجدونهم فاترين في أمر الرسول عما أمروا بالنشاط فيه.
واعلم أن من الأعمال ما يكون فيه خير لاشتماله على أنواع من المشروع، وفيه أيضا شر من بدعة وغيرها، فيكون ذلك العمل شرا بالنسبة إلى الإعراض عن الدين بالكلية، كحال المنافقين والفاسقين..
فتعظيم المولد واتخاذه موسما قد يفعله بعض الناس، ويكون له فيه أجر عظيم، لحسن قصده، وتعظيمه لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه يحسن من بعض الناس ما يستقبح من المؤمن المسدد، ولهذا قيل للإمام أحمد عن أحد الأمراء أنه أنفق على مصحف ألف دينار ونحو ذلك، فقال: دعه فهذا أفضل ما أنفق فيه الذهب، أو كما قال.
3ـ رأي السيوطي ـ رحمه الله ـ في الاحتفال
وللسيوطي في كتابه "الحاوي للفتاوى " رسالة مطولة أسماها: "حسن المقصد في عمل المولد" وهذه بعض فقراتها: عندي أن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس وقراءة ما تيسر من القرآن ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وما وقع في مولده من الآيات ثم يمد لهم سماط يأكلونه، وينصرفون من غير زيادة على ذلك هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيها من تعظيم قدر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف0
وروى البيهقي بإسناده في مناقب الشافعي عن الشافعي قال: المحدثات من الأمور ضربان، أحدهما: ما أحدث مما يخالف كتابا أو سنة، أو أثرا أو إجماعا فهذه البدعة الضلالة، والثاني: ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا، وهذه محدثة غير مذمومة وقد قال عمر رضي الله عنه في قيام شهر رمضان نعمت البدعة هذه، يعني أنها محدثة لم تكن، وإذا كانت فليس فيها رد لما مضى هذا آخر كلام الشافعي.
وهو أي المولد وما يكون فيه من طعام من الإحسان الذي لم يعهد في العصر الأول، فإن إطعام الطعام الخالي عن اقتراف الآثام إحسان فهو من البدع المندوبة كما في عبارة ابن عبد السلام.
وقد سئل شيخ الإسلام حافظ العصر أبو الفضل أحمد بن حجر عن عمل المولد فأجاب بما نصه: أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة، ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسن وضدها، فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كان بدعة حسنة وإلا فلا، قال: وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم فقالوا: "يوم أغرق الله فيه فرعون ونجى موسى فنحن نصومه شكرا لله تعالى" فيستفاد منه فعل الشكر لله على ما من به في يوم معين من إسداء نعم، أو دفع نقمة، ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة، والشكر لله يحصل بأنواع العبادة كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة، وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي نبي الرحمة في ذلك اليوم وعلى هذا فينبغي أن يتحرى اليوم بعينه حتى يطابق قصة موسى في يوم عاشوراء ومن لم يلاحظ ذلك لا يبالي بعمل المولد في أي يوم من الشهر، بل توسع قوم فنقلوه إلى يوم من السنة وفيه ما فيه، فهذا ما يتعلق بأصل عمله.
وأما ما يعمل فيه: فينبغي أن يقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى من نحو ما تقدم ذكره من التلاوة والإطعام والصدقة وإنشاد شيء من المدائح النبوية والزهد المحركة للقلوب إلى فعل الخير والعمل للآخر، وأما ما تبع ذلك من السماع واللهو وغير ذلك فينبغي أن يقال ما كان من ذلك مباحا، بحيث يقتضي السرور بذلك اليوم ولا بأس بإلحاقه به، وكما كان حراما أو مكروها فيمنعه وكذا ما كان خلفا الأولى. انتهى.
قال السيوطي تعليقا على كلام ابن حجر: ـ (وقد ظهر لي تخريجه على أصل آخر وهو ما أخرجه البيهقي عن أنس أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عق عن نفسه بعد النبوة، مع أنه قد ورد أن جده عبد المطلب عق عنه في سابع يوم لولادته، والعقيقة لا تعاد مرة ثانية، فيحمل ذلك على أن الذي فعله النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إظهار للشكر على إيجاد الله إياه رحمة للعالمين، وتشريع لأمته كما كان يصلى على نفسه لذلك، فيستحب لنا أيضا إظهار الشكر بمولده بالاجتماع وإطعام الطعام ونحو ذلك من وجوه القربات وإظهار المسرات، ثم رأيت إمام القراء الحافظ شمس الدين ابن الجزري قال في كتابه المسمى عرف التعريف بالمولد الشريف ما نصه: قد رؤي أبو لهب بعد موته فقيل له ما حالك؟. قال في النار إلا أنه يخفف عني كلي ليلة إثنين وأمص من بين أصبعي ماء بقدر هذا وأشار لرأس أصبعه وإن ذلك بإعتاقي لثويبة عندما بشرتني بولادة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبإرضاعها له، فإذا كان أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمه جوزي في النار بفرحة ليلة مولد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ به ، فما حال المسلم الموحد من أمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسر بمولده ويبذل ما تصل إليه قدرته في محبته ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعمري إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله جنات النعيم.
انتهي ملخصا من كتاب السيرة بلغة الحب والشعر للشيخ سعيد حوى رحمه الله
ــــــ
118- يقول فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الشرباصي الأستاذ بجامعة الأزهر رحمه الله:
إن رسول الله محمدًا ـ عليه الصلاة والسلام ـ هو المثل الكامل للإنسان، وهو القدوة العليا في هذه الحياة، والحق – تبارك وتعالى – يقول: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) (الأحزاب:21) ، ويَقُول أيضًا: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا. وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا) (الأحزاب:45 ـ46)، ويقول: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتِّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (التوبة:128)، ويقول: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الأنبياء:107).
وزعامة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليست كزعامة الناس تستمد قوتها وسلطانها من العادات أو التقاليد التي جرى عليها الناس في تعظيم الكبراء من الناس، كالاحتفال بيوم الميلاد، أو ذكرى الوفاة، أو ذكرى الاستيلاء على الحكم، أو نحو ذلك.
ومن هنا لم يُعرف الاحتفال بمولد الرسول في عهد الرسول ولا في عهد الصحابة، بل هو شيء حدث بعد ذلك، وعلى هذا لا نستطيع أن نقول إن هذا الاحتفال قد أوجبه الدين أو شرعه أو دعا إليه أو نص عليه.
ولكنا نستطيع أن نقول إن هذا الاحتفال ـ إن اعتدل واستقام ـ عادة حسنة أراد بها الذين يُخلصون الحب لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن تكون فرصة طيبة لتذكُّر شخصية الرسول وسيرته، وأخلاقه وسنته، فإذا تم الاحتفال بهذه الذكرى على صورة إسلامية سامية، منزَّهة عن كل ما يخالف الدين، فإن نتائجه في النفوس الخيِّرة تكون نتائج طيبة حميدة، والقرآن يقول: (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنينَ) (الذاريات:55).أ.هـ
119- ويقول الشيخ عبد الخالق الشريف ، أحد الدعاة بمصر :
بمناسبة قرب مولد الحبيب صلى الله عليه وسلم، فإننا جميعًا نحب رسول الله الذي أوجب الله علينا طاعته، وألزمنا بمحبته، وجعل طاعتنا له صلى الله عليه وسلم سببًا في حب الله، وعلامة على حب الله، قال تعالى: "قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ..." آل عمران 31.
والنبي صلى الله عليه وسلم في حياته لم يحتفل بمولده ولا الخلفاء من بعده احتفلوا بمثل ذلك؛ لأن الأصل أن أمة الإسلام في احتفال دائم بهذا الدين، تطبيقًا لا مجرد كلمات، ودعوة لا مجرد انتساب، واعتزازًا بهذا الدين الذي فضلهم الله به.
وما يقوم به الناس من احتفال إذا كان بقصد التذكير وإعطاء العظات والعبر والدعوة إلى التزام منهجه، فيرى البعض أنه لا بأس بذلك بهذا القصد، وإن كان المفترض أن يكون دومًا.
أما ما يحدث في الموالد من رقص واختلاط بين الرجال والنساء، ولعب القمار، وغير ذلك فهذا كله حرام سواء أكان في مناسبة أو بدون مناسبة.
أما واجبنا تجاه النبي صلى الله عليه وسلم فهو كثير، نختصره في الآتي:
1 - محبته. 2 - طاعته. 3 - التأسي به. 4 - الاحتكام إلى شريعته. 5 - الدعوة إلى الدين الذي جاء به. 6 - نصرة دينه وشريعته والعمل على تطبيقها. 7 - الإكثار من الصلاة عليه كلما ذكر وفي يوم الجمعة خاصة، وفي غير ذلك من المواطن المبينة في مواضعها. 8 - حب آل بيته ـ صلى الله عليه وسلم.
وهذا اختصار لما ورد في الكتب المختصة.أ.هـ
http://www.islamonline.net/servlet/S...=1122528621402
ــــــــــ
126- الشيخ عبدالله سالم: الباحث العلمي بالموسوعة الفقهية
اكد الباحث العلمي بالموسوعة الفقهية الشيخ عبدالله نجيب سالم انه لا مانع شرعا من الاحتفال بالمولد النبوي الشريف مشيرا الى ان ذلك من العادات الاسلامية الحسنة التي تخدم الدين وتزيد محبة رسول الله في قلوب المؤمنين.
مشددا على ضرورة الاهتمام بها اهتماما شديدا من اهل العلم والمسؤولين والمسلمين كافة كي لا تنحرف هذه الاحتفالات عن هدفها الاصيل ولا تشوش الممارسات الخاطئة وجهها النبيل.
ورأى ان الاحتفال والفرح بمولده صلى الله عليه وسلم واظهار البشر والسرور بذلك من الامور الجائزة شرعا، المستحسنة طبعا، المألوفة عرفا.
ودعا الشيخ عبدالله سالم المسلمين والمسؤولين في الكويت والعالم الاسلامي الى اظهار الفرح والبشر والسرور بمولد البشير النذير صلى الله عليه وسلم كما كانت عوائدهم وعوائد آبائهم واجدادهم، داعيا وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية ان تهتم بالامر اكثر فأكثر، وان تعيد العمل بما كانت عليه الامور من قبل، بالاعلان عن احتفال كبير يرعاه كبار المسؤولين، ويحضرونه كافة، ويشارك فيه القراء والخطباء والشعراء والعلماء وسائر المسلمين.
واوضح ان ادلة الجواز والاستحسان: تبدأ بأن يوم مولده صلى الله عليه وسلم من الايام المشار اليها على وجه التبجيل والاعتبار في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. نرى ذلك في مواطن عدة مثل اختياره صلى الله عليه وسلم صيام يوم الاثنين من كل اسبوع لاعتبارات عدة، ففي صحيح مسلم من حديث ابي قتادة قال «سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام الاثنين؟ فقال: ذلك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت، أو انزل عليَّ فيه». كما نراه في ذكر ما خص الله امه آمنة حينما ولدته (رأت امي حين وضعتني سطع منها نور اضاءت له قصور بصرى). رواه ابن سعد وهو حسن، الله سبحانه وتعالى ذكر ميلاد كثير من الانبياء.
وقال ان الله سبحانه وتعالى ذكر صراحة ميلاد كثير من الانبياء ونوه بما في مولدهم من معجزات أو اهمية. فها هو القرآن الكريم يفيض في ذكر مولد ابينا آدم عليه السلام وكيفية خلقه العجيبة، كما يعرج في مواطن عديدة على ذكر ميلاد موسى عليه السلام وتفصيلات رضاعته وحضانته ونشأته بصورة مفصلة، ومثل ذلك يفعل في سرد وتفصيل احداث ميلاد عيسى عليه السلام و.. أفيكون بعد هذا الحديث عن ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم امرا مستنكرا وبدعة؟!
واشار الى انه في يوم مولده صلى الله عليه وسلم وقعت حوادث عظيمة تناسب مكانته وشرفه، وذلك معروف لأهل العلم، ونذكر ببعض تلك الحوادث فنقول ان منها: منع الجن من استراق السمع من السماء، ومنها اهتزاز ايوان كسرى، وانطفاء نار فارس التي يعبدونها، ومنها بشارات كثير من الرهبان والكهان، فيوم مولده يستحق ان يشار اليه كيوم عظيم حفل بأحداث جسام.
وبين ان مولده صلى الله عليه وسلم كان فيه من الخصائص النبوية ما يستحق النظر والانتباه ومن ذلك ان امه لم تجد لحمله وحما ولا ألما، وذكر أبو نعيم الحافظ في «كتاب الحلية» بإسناده ان النبي صلى الله عليه وسلم ولد مختونا.
لفت الشيخ عبدالله سالم الى ان الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم واظهار الفرح والبشر بذلك كان سببا من اسباب الرحمة الالهية ليس للمؤمنين بل حتى للكافرين فقد صح ان أبا لهب يخفف عنه العذاب كل يوم اثنين وهو في غمرات النار لفرحه بولادته صلى الله عليه وسلم واعتاقه جاريته ثويبة التي بشرته بذلك، وان جده عبد المطلب قد اظهر المزيد والمزيد من الفرح بولادته حينما حمله وقام يطوف، ويقول:
الحمدلله الذي اعطاني
هذا الغلام الطاهر الأردان
قد فاق في المهد على الأقران
أعيذه بالبيت ذي الأركان
من شر كل حاسد وشاني
وان عمه العباس رضي الله عنه امتدح رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه فأشار الى مولده ونوره الباهر فيه. فقال:
وانت لما ولدت اشرقت الارض وضاءت بنورك الأفق
فنحن في ذلك الضياء وفي النور وسبل الرشاد نخترق
العلماء افتوا بجواز الاحتفال
وقال ان العلماء قديما وحديثا افتوا بجواز الاحتفال بيوم مولده صلى الله عليه وسلم، وبين ايدينا فتاوى الامام ابن حجر والسيوطي وفتاوى الازهر الشريف وفتاوى لجنة الافتاء في دبي وفتاوى لجنة الافتاء في وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية، وغيرها كثير.. وها هو نص فتوى وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية: (لا مانع شرعا من المشاركة في احياء مناسبة الهجرة النبوية، والمولد النبوي، والاسراء والمعراج، وغيرها بإلقاء المحاضرات الخاصة بموضوعاتها، ولا مانع من تخصيص ايامها من كل عام، ولا يختلف المولد النبوي في هذا عن سائر المناسبات الاخرى، شريطة عدم الاعتقاد بسنية احيائها أو التعبد بها والا كانت من البدع المستحدثة وحينئذ لا تجوز، وانما يجوز احياء هذه المناسبات لتذكير الناس بما فيها من احداث عظيمة من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، بشرط ان يكون الاحياء خاليا من المخالفات الشرعية. والله تعالى اعلم)، مستحسن وفيه فوائد.
ورد الشيخ عبدالله نجيب سالم على رأي بعض الناس الذين ينهون عن الاحتفال بمولده ويشنعون على المحتفلين.
ويقولون: انهم مبتدعة ضالون، ويسوقون بعض الشبهات والاستدلالات التي يؤيدون بها دعواهم (هداهم الله الى الحق).
بقوله: لم نقل نحن ولا غيرنا ان الاحتفال بيوم مولده صلى الله عليه وسلم سنة مؤكدة أو منقولة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وانما نقول نحن وغيرنا: ان الاحتفال بمولده امر مستحسن مباح، فيه فوائد كثيرة، وله شواهد عديدة، وهو داخل ضمن العادات الاسلامية الحسنة التي تحف وتحيط بالمفاهيم الاسلامية الاصلية فتؤيدها وتفندها وتخدمها.
واضاف: ليس في الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم تقليد لأحد، بل هو اسلوب لاظهار الفرحة والسرور وتعظيم اليوم الذي عظمه رسول الله صلى الله عليه وسلم. واذا كان غير المسلمين يفعلون ما هو قريب من هذا أو مشابه له فليس معنى ذلك ان نترك كل ما يشابه افعال الآخرين اذا كنا نفعله، لئلا يقال للمسلمين انهم يتبعون غيرهم!!
فمثلا: اذا صلى النصارى في كنائسهم هل نترك الصلاة في المساجد لئلا يقال نحن نقلدهم، واذا طور النصارى طباعة اناجيلهم والعناية بتجليدها وحروفها وألوانها انترك ذلك في مصحفنا لئلا يقال لنا: اننا نقلدهم.. ان هذا امر غير صحيح على اطلاقه.
واشار الشيخ عبدالله سالم الى ان المنكرين للاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم يشنعون بأن في الاحتفالات هذه تقوم منكرات واثام مثل الاختلاط المحرم شرعا، ومثل التلفظ بألفاظ غير شرعية وغير ذلك. فنقول نحن: ان انكار المنكر متفق عليه ومأمور به، واذا كانت هناك مخالفات شرعية واضحة لا خلاف فيها فكلنا ننهي عنها ونأباها، ولكن اذا كانت الاحتفالات بمولده صلى الله عليه وسلم منضبطة صحيحة ليس فيها الا ذكر الله ورسوله والاشادة بالدين وتحبيب الناس فيه وتأليف قلوبهم عليه فما المانع من ذلك؟!
الاحتفال يدخل في باب العادات
واضاف: صحيح ان الاحتفال بصورته وفي يوم الثاني عشر من ربيع الاول لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا احد من اصحابه. ولكنا لا ينبغي ان نتخذ ذلك دليلا على المنع من الاحتفال والنهي عنه. وذلك لأن الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم انما يدخل في باب العادات والسلوك لا في باب العقائد فالاصل فيه الاباحة، وما لم يرد نص شرعي ينهى عنه فلا مانع منه. وعدم فعل رسول الله له ليس دليلا على النهي عنه، والا فكثير من الامور العادية والتي درج عليها المسلمون لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا احد من اصحابه وبالتالي فهل هي محرمة منهي عنها؟! ان تقسيم علوم الدين، وكتابة الحديث الشريف، وجمع المصحف، وانشاء المدارس، وفرش المساجد واغلاقها في غير اوقات العبادة.. وامور لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا احد من اصحابه.. ايكون ذلك ممنوعا ممقوتا؟!
وبين الشيخ عبدالله سالم ان عدم ثبوت ولادته صلى الله عليه وسلم يوم الثاني عشر من ربيع الاول لا يعني المنع من الاحتفال اصلا، بل نعلم جيدا ان اعتبار يوم (12) ربيع الاول يوم مولده هو رأي الاكثر من العلماء، وهو ما جرى عليه عمل الامة، وان كانت هناك آراء اخرى في تحديد اليوم الذي ولد فيه صلى الله عليه وسلم، فذلك كله بحث تاريخي موجود في بطون الكتب.. ومما يهون امر الخلاف في يوم مولده ان يترك مجال الاحتفال مفتوحا في كل ايام شهر ربيع الاول بل ايام العام كله.
ــــــــــ
121- يقول نائب رئيس المجلس الأوروبي للبحوث والإفتاء الشيخ فيصل مولوي عن إحياء المولد :
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد ... ان ذلك جائز شرعاً ولو لم يكن له أصل بمعنى أنّه لم يحتفل به الصحابة والتابعون ولا تابعو التابعين من أهل الفقه في الدين وهم خير القرون. ولكن لما جهل كثير من المسلمين صفات الرسول صلَى الله عليه وسلَم وحياته، وكيف كان يعيش حياة البساطة والتواضع والرحمة والشفقة، وأصبحت محبة الرسول صلَى الله عليه وسلَم في قلوب الكثيرين محبة سطحية. جمع أحد سلاطين المسلمين العلماء وطلب من أحدهم أن يؤلف كتاباً يتناول حياة الرسول منذ الولادة إلى الوفاة وذكر أخلاقه الطيبة العطرة، وأقام لذلك احتفالاً مهيباً وصار الاحتفال بالمولد ذكرى استحبها كثير من العلماء وبقيت حتى يومنا هذا.
إلاّ أنّه لا بدّ من القول : أنّ هذا الاحتفال ليس نوع من العبادات التي يشرّعها الله وحده، ولكنّه من أنواع العادات والأعراف التي يخترعها النّاس، ثمّ يأتي الشّرع بإباحتها إذا لم يكن فيها حرام، أو بمنعها إذا اشتملت على محرّمات. وبما انّ ذكرى المولد في الأصل تذكير بسيرة الرّسول )صلَى الله عليه وسلَم) وأخلاقه فهي مباحة وفيها من الأجر إن شاء الله ما لا يخفى. لكن يجب الحذر ممّا ورد في بعض كتب الموالد من انحرافات وشطحات تصل إلى حدّ الكفر أحياناً. فهذه حرام ولو كانت في غير ذكرى المولد. وإذا اقترنت بها الاحتفالات تصبح حراماً أيضاً.إ.هــــــ
ـــــــــ
122- فتوى دار الإفتاء المصرية
الرقـم المسلسل 140
الموضوع:- الاحتفال بالمولد النبوي ومولد آل البيت والصالحين
تاريخ الإجابة :- 30/07/2007
الســــؤال
اطلعنا على الطلب المقيد برقم 1186 المتضمن:
ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي وموالد آل البيت وأولياء الله الصالحين؟
الـجـــواب
أمانة الفتوى
المولد النبوي الشريف إطلالة للرحمة الإلهية بالنسبة للتاريخ البشري جميعه؛ فلقد عَبَّر القرآن الكريم عن وجود النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأنه "رحمة للعالمين"، وهذه الرحمة لـم تكن محدودة؛ فهي تشمل تربيةَ البشر وتزكيتهم وتعليمهم وهدايتهم نحو الصراط المستقيم وتقدمهم على صعيد حياتهم المادية والمعنوية، كما أنها لا تقتصر على أهل ذلك الـزمان؛ بل تمتد على امتداد التأريخ بأسره (وآخَرِينَ مِنهم لَمّا يَلحَقُوا بهم) [الجمعة:3].
والاحتفال بذكرى مولد سيد الكونَين وخاتم الأنبياء والمرسلين نبي الرحمة وغوث الأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم من أفضل الأعمال وأعظم القربات؛ لأنها تعبير عن الفرح والحب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومحبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصل من أصول الإيمان، وقد صح عنه أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لا يُؤمِنُ أَحَدُكم حتى أَكُونَ أَحَبَّ إليه مِن والِدِه ووَلَدِه والنّاسِ أَجمَعِينَ» رواه البخاري.
قال ابن رجب: "محبَّة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أصول الإيمان، وهي مقارِنة لمحبة الله عز وجل، وقد قرنها اللهُ بها، وتَوَّعَدَ مَن قدَّم عليهما محبَّة شيء من الأمور المحبَّبة طبعًا من الأقارب والأموال والأوطان وغير ذلك، فقال تعالى: (قُل إن كانَ آباؤُكم وأَبناؤُكم وإخوانُكم وأَزواجُكم وعَشِيرَتُكم وأَموالٌ اقتَرَفتُمُوها وتِجارةٌ تَخشَونَ كَسادَها ومَساكِنُ تَرضَونَها أَحَبَّ إليكم مِنَ اللهِ ورَسُولِه وجِهادٍ في سَبِيلِه فتَرَبَّصُوا حتى يَأتِيَ اللهُ بأَمرِه) [التوبة:24]، ولما قال عُمَرُ للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا رَسُولَ اللهِ، لأَنتَ أَحَبُّ إلَيَّ مِن كُـلِّ شَيءٍ إلاّ مِن نَفسِي، قَالَ النبِيُّ صلى الله عليه وآلـه وسلم: «لا والذي نَفسِي بيَدِه؛ حتى أَكُونَ أَحَبَّ إليكَ مِن نَفسِكَ»، فقالَ لـه عُمَرُ: فإنَّه الآن واللهِ لأَنتَ أَحَـبُّ إلَيَّ مِن نَفسِي، فقالَ النبِيُّ صلى الله عليه وآلـه وسلم: «الآن يا عُمَرُ» رواه البخاري"اهـ.
والاحتفال بمولده صلى الله عليه وآله وسلم هو الاحتفاء به، والاحتفاء به صلى الله عليه وآله وسلم أمر مقطوع بمشروعيته؛ لأنه أصل الأصول ودعامتها الأولى، فقد علم الله سبحانه وتعالى قدرَ نبيه، فعرَّف الوجودَ بأسره باسمه وبمبعثه وبمقامه وبمكانته، فالكون كله في سرور دائم وفرح مطلق بنور الله وفرجه ونعمته على العالمين وحُجَّته.
وقد دَرَجَ سلفُنا الصالح منذ القرن الرابع والخامس على الاحتفال بمولد الرسول الأعظم صلوات الله عليه وسلامه بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام وتلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار والمدائح في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كما نص على ذلك غيرُ واحد من المؤرخين مثل الحافظَين ابن الجوزي وابن كثير، والحافظ ابن دِحية الأندلسي، والحافظ ابن حجر، وخاتمة الحفاظ جلال الدين السيوطي رحمهم الله تعالى.
ونص جماهير العلماء سلفًا وخلفًا على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، بل ألَّف في استحباب ذلك جماعةٌ من العلماء والفقهاء، بَيَّنُوا بالأدلة الصحيحة استحبابَ هذا العمل؛ بحيث لا يبقى لمَن له عقل وفهم وفكر سليم إنكارُ ما سلكه سلفنا الصالح من الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، وقد أطال ابن الحاج في (المدخل) في ذكر المزايا المتعلقة بهذا الاحتفال، وذكر في ذلك كلامًا مفيدًا يشرح صدور المؤمنين، مع العلم أن ابن الحاج وضع كتابه (المدخل) في ذم البدع المحدثة التي لا يتناولها دليل شرعي، وللإمام السيوطي في ذلك رسالة مستقلة سماها "حُسن المَقصِد في عمل المولد".
والاحتفال في لغة العرب: من حَفَلَ اللبنُ في الضَّرع يَحفِل حَفلاً وحُفُلاً وتَحَفَّل واحتَفَلَ: اجتمع، وحَفَل القومُ من باب ضرب واحتَفَلوا: اجتمعوا واحتشدوا. وعنده حَفلٌ من الناس: أي جَمع، وهو في الأصل مصدر، ومَحفِلُ القومِ ومُحتَفَلُهم: مجتمعهم، وحَفَلهُ: جلاَه، فَتحَفَّلَ واحتَفَلَ، وحَفَل كذا: بالى به، ويقال: لا تحفل به.
وأما الاحتفال بالمعنى المقصود في هذا المقام، فهو لا يختلف كثيرا عن معناه في اللغة؛ إذ المراد من الاحتفال بذكرى المولد النبوي هو تجمع الناس على الذكر، والإنشاد في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وآله وسلم، وإطعام الطعام صدقة لله، إعلانًا لمحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإعلانا لفرحنا بيوم مجيئه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم.
ويدخل في ذلك ما اعتاده الناس من شراء الحلوى والتهادي بها في المولد الشريف؛ فإن التهادي أمر مطلوب في ذاته، لم يقم دليل على المنع منه أو إباحته في وقت دون وقت، فإذا انضمت إلى ذلك المقاصد الصالحة الأخرى كإدخال السرور على أهل البيت وصلة الأرحام فإنه يصبح مستحبًّا مندوبًا إليه، فإذا كان ذلك تعبيرًا عن الفرح بمولد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كان أشد مشروعية وندبًا واستحبابًّا؛ لأن للوسائل أحكام المقاصد، والقول بتحريمه أو المنع منه حينئذ ضرب من التنطع المذموم.
ومما يلتبس على بعضهم دعوى خلو القرون الأولى الفاضلة من أمثال هذه الاحتفالات، ولو سُلِّم هذا -لعمر الحق- فإنه لا يكون مسوغا لمنعها؛ لأنه لا يشك عاقل في فرحهم -رضي الله تعالى عنهم- به صلى الله عليه وآله وسلم، ولكن للفرح أساليب شتى في التعبير عنه وإظهاره، ولا حرج في الأساليب والمسالك؛ لأنها ليست عبادة في ذاتها، فالفرح به صلى الله عليه وآله وسلم عبادة وأي عبادة، والتعبير عن هذا الفرح إنما هو وسيلة مباحة، لكل فيها وجهةٌ هو موليها.
على أنه قد ورد في السنة النبوية ما يدل على احتفال الصحابة الكرام بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم مع إقراره لذلك وإِذْنه فيه؛ فعن بُرَيدة الأسلمي رضي الله عنه قال: خرج رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم في بعض مغازيه، فلمَّا انصرف جاءت جاريةٌ سوداء فقالت: يا رسول الله، إنِّي كنت نذَرتُ إن رَدَّكَ اللهُ سَالِمًا أَن أَضرِبَ بينَ يَدَيكَ بالدُّفِّ وأَتَغَنّى، فقالَ لها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «إن كُنتِ نَذَرتِ فاضرِبِي، وإلاّ فلا» رواه الإمام أحمد والترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب. فإذا كان الضرب بالدُّفِّ إعلانًا للفرح بقدوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الغزو أمرًا مشروعًا أقره النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمر بالوفاء بنذره، فإنّ إعلان الفرح بقدومه صلى الله عليه وآله وسلم إلى الدنيا -بالدف أو غيره من مظاهر الفرح المباحة في نفسها- أكثر مشروعية وأعظم استحبابًا.
وإذا كان الله تعالى يخفف عن أبي لهب -وهو مَن هو كُفرًا وعِنادًا ومحاربة لله ورسوله- بفرحه بمولد خير البشر بأن يجعله يشرب من نُقرة مِن كَفّه كل يوم اثنين في النار؛ لأنه أعتق مولاته ثُوَيبة لَمّا بَشَّرَته بميلاده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم كما جاء في صحيح البخاري، فما بالكم بجزاء الرب لفرح المؤمنين بميلاده وسطوع نوره على الكون!
وقد سن لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه الشريفة جنس الشكر لله تعالى على ميلاده الشريف، فقد صح أنه كان يصوم يوم الاثنين ويقول: «ذلكَ يَومٌ وُلِدتُ فيه» رواه مسلم من حديث أبي قتادة رضي الله عنه، فهو شكر منه عليه الصلاة والسلام على مِنّة الله تعالى عليه وعلى الأمة بذاته الشريفة، فالأَولى بالأُمّة الائتساءُ به صلى الله عليه وآله وسلم بشكر الله تعالى على منته ومنحته المصطفوية بكل أنواع الشكر، ومنها الإطعام والمديح والاجتماع للذكر والصيام والقيام وغير ذلك، وكلُّ ماعُونٍ يَنضَحُ بما فيه، وقد نقل الصالحي في ديوانه الحافل في السيرة النبوية "سُبُلُ الهُدى والرشاد في هَدي خيرِ العِباد" عن بعض صالحي زمانه: أنه رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في منامه، فشكى إليه أن بعض مَن ينتسب إلى العلم يقول ببدعية الاحتفال بالمولد الشريف، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "مَن فرِح بنا فَرِحنا به".
وكذلك الحكم في الاحتفال بموالد آل البيت وأولياء الله الصالحين وإحياء ذكراهم بأنواع القُرَب المختلفة؛ فإن ذلك أمر مرغَّب فيه شرعًا؛ لما في ذلك من التأسي بهم والسير على طريقهم، وقد ورد الأمر الشرعي بتذكُّر الأنبياء والصالحين فقال تعالى: (واذكُر في الكِتابِ إبراهِيمَ) [مريم:41](واذكُر في الكِتابِ مُوسى) [مريم:51]، وهذا الأمر لا يختص بالأنبياء، بل يدخل فيه الصالحون أيضًا؛ حيث يقول تعالى: (واذكُر في الكِتابِ مَريَمَ) [مريم:16]؛ إذ مِن المقرر عند المحققين أن مريم عليها السلام صِدِّيقةٌ لا نبية، كما ورد الأمر الشرعي أيضًا بالتذكير بأيام الله تعالى في قوله سبحانه: (وذَكِّرهم بأَيامِ اللهِ) [إبراهيم:5]، ومِن أيام الله تعالى أيامُ الميلاد وأيامُ النصر؛ ولذلك كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصوم يوم الاثنين من كل أسبوع شكرًا لله تعالى على نعمة إيجاده واحتفالاً بيوم ميلاده كما سبق في حديث أبي قتادة الأنصاري في صحيح مسلم، كما كان يصوم يوم عاشوراء ويأمر بصيامه شكرًا لله تعالى وفرحًا واحتفالاً بنجاة سيدنا موسى عليه السلام، وقد كَّرم الله تعالى يوم الولادة في كتابه وعلى لسان أنبيائه فقال سبحانه: (وسَلامٌ عليه يَومَ وُلِدَ) [مريم:15]، وقال جل شأنه على لسان السيد المسيح عيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى التسليم: (والسَّلامُ عليَّ يَومَ وُلِدتُ) [مريم:33]، وذلك أن يوم الميلاد حصلت فيه نعمةُ الإيجاد، وهي سبب لحصول كل نعمة تنال الإنسان بعد ذلك، فكان تذكره والتذكير به بابًا لشكر نعم الله تعالى على الناس؛ فلا بأس مِن تحـديد أيام معينة يُحتفل فيها بذكرى أولياء الله الصالحين، ولا يقدح في هذه المشروعية ما قد يحدث في بعض هذه المواسم من أمور محرمة؛ بل تُقام هذه المناسبات مع إنكار ما قد يكتنفها من منكرات، ويُنبَّهُ أصحابها إلى مخالفة هذه المنكرات للمقصد الأساس الذي أقيمت من أجله هذه المناسبات الشريفة.
والله سبحانه وتعالى أعلم
http://www.dar-alifta.org/ViewFatwa.aspx?ID=140
ــــــــــ
123- فتوى دار الإفتاء الإماراتية
حكم الاحتفال بالمولد وفقاً لمذهب الإمام مالك.
ماحكم الاحتفال بالمولد النبوي علماً أن هناك من علماء المالكية من يراه أنه بدعة ((باطل لاأصل له)) مثل تاج الدين الفاكهاني وابن عليش المالكي وذكر أهل التاريخ أن أول من قام بالمولد هم الفاطميون في القرن الخامس الهجري وأعاده نابيليون لكي يستعمر مصر بارك الله لكم؟
تاريخ النشر: 21-اكتوبر-2008 1489
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد ..
فالمولد هو: اجتماع طائفة من الناس على تلاوة القرآن، وإنشاد المدائح النبوية المحركة للقلوب إلى فعل الخيراتِ والعملِ للآخرةِ ، مع إطعام الحاضرين الطعام.
وكان الذي أظهر الاحتفال بالمولد النبوي هو الملك المظفر، وهو ملك صالح سُنِّي، قال الإمام الذهبي في ترجمته كما في سير أعلام النبلاء: (صَاحِبُ إِرْبِلَ، كُوْكْبُرِي بنُ عَلِيٍّ التُّرُكْمَانِيُّ السُّلْطَانُ الدَّيِّنُ، المَلِك المُعَظَّمُ، مُظَفَّر الدِّيْنِ، أَبُو سَعِيْدٍ كُوْكْبُرِي بن عَلِيِّ بن بكتكين بن مُحَمَّدٍ التُّرُكْمَانِيّ ... وَكَانَ مُحِبّاً لِلصَّدقَة، لَهُ كُلّ يَوْم قنَاطير خُبْز يُفرِّقهَا، وَيَكسو فِي العَامِ خلقاً وَيُعْطِيهُم دِيْنَاراً وَدِيْنَارَيْنِ، وَبَنَى أَرْبَع خَوَانك لِلزَّمْنَى وَالأَضرَّاء، وَكَانَ يَأْتيهِم كُلّ اثْنَيْنِ وَخَمِيْس، وَيَسْأَل كُلّ وَاحِد عَنْ حَالِه، وَيَتفقَّده، وَيُبَاسِطه، وَيَمزح مَعَهُ... وَكَانَ مُتَوَاضِعاً، خَيِّراً، سُنِّيّاً، يُحبّ الفُقَهَاء وَالمُحَدِّثِيْنَ، وَرُبَّمَا أَعْطَى الشُّعَرَاء، وَمَا نُقِلَ أَنَّهُ انْهَزَم فِي حرب).
وقال الإمام ابن كثير في ترجمته: (أحَدُ الأجْوَادِ والساداتِ الكُبَراء، والملوك الأمجاد، لَهُ آثَارٌ حَسَنة،... وكان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول، ويحتفل به احْتِفَالاً هائلاً، وكان مع ذلك شهماً شجاعاً فاتكاً بطلاً عاقلاً عالماً عادلاً رحمه الله وأكرم مثواه).
وقد ذهب الجماهير من العلماء من المذاهب الأربعة إلى مشروعية الاحتفاء والاحتفال بميلاد سيد البشرية وإمام الإنسانية سيدنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وصنفوا في ذلك مصنفات.
وأول من صنف في تقرير المولد النبوي الشريف هو العلامة المحدث المالكي أبو الخطاب عمر بن حسن الكلبي فكتب "التنوير في مولد البشير النذير" وأبو الخطاب ابن دحية هو الذي قال الإمام الذهبي في ترجمته: (الشَّيْخُ، العَلاَّمَةُ، المُحَدِّثُ، الرَّحَّالُ المُتَفَنِّنُ ... رَوَى عَنْهُ: ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ. فَقَالَ: كَانَ لَهُ مَعْرِفَةٌ حَسَنَةٌ بِالنَّحْوِ وَاللُّغَةِ، وَأَنَسَةٌ بِالحَدِيْثِ، فَقِيْهاً عَلَى مَذْهَبِ مَالِكٍ).
وقال ابن خَلِّكان في ترجمة الحافظ أبي الخطاب بن دِحية: (كان أبو الخطاب المذكور من أعيان العلماء ومشاهير الفضلاء، متقناً لعلم الحديث النبوي وما يتعلق به، عارفاً بالنحو واللغة وأيام العرب وأشعارها، واشتغل بطلب الحديث في أكثر بلاد الأندلس الإسلامية، ولقي بها علماءها ومشايخها).
وقد تكلم العلامة أبو عبد الله بن الحاج المالكي في كتابه المدخل على عمل المَوْلِد، فمدح ما كان فيه من إظهار الشكر لله تعالى، وذم ما احتوى عليه من مُحَرَّمات ومُنْكَرات، فمن ذلك قوله: (فَانْظُرْ رَحِمَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكَ إلَى مَا خَصَّ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ هَذَا الشَّهْرَ الشَّرِيفَ وَيَوْمَ الِاثْنَيْنِ.أَلَا تَرَى أَنَّ صَوْمَ هَذَا الْيَوْمِ فِيهِ فَضْلٌ عَظِيمٌ لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وُلِدَ فِيهِ.
فَعَلَى هَذَا يَنْبَغِي إذَا دَخَلَ هَذَا الشَّهْرُ الْكَرِيمُ أَنْ يُكَرَّمَ وَيُعَظَّمَ وَيُحْتَرَمَ الِاحْتِرَامَ اللَّائِقَ بِهِ وَذَلِكَ بِالِاتِّبَاعِ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كَوْنِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَانَ يَخُصُّ الْأَوْقَاتَ الْفَاضِلَةَ بِزِيَادَةِ فِعْلِ الْبِرِّ فِيهَا وَكَثْرَةِ الْخَيْرَاتِ... فَتَعْظِيمُ هَذَا الشَّهْرِ الشَّرِيفِ إنَّمَا يَكُونُ بِزِيَادَةِ الْأَعْمَالِ الزَّاكِيَاتِ فِيهِ وَالصَّدَقَاتِ إلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْقُرُبَاتِ، فَمَنْ عَجَزَ عَنْ ذَلِكَ فَأَقَلُّ أَحْوَالِهِ أَنْ يَجْتَنِبَ مَا يَحْرُمُ عَلَيْهِ وَيُكْرَهُ لَهُ؛ تَعْظِيمًا لِهَذَا الشَّهْرِ الشَّرِيفِ وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ مَطْلُوبًا فِي غَيْرِهِ إلَّا أَنَّهُ فِي هَذَا الشَّهْرِ أَكْثَرُ احْتِرَامًا كَمَا يَتَأَكَّدُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَفِي الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ فَيَتْرُكُ الْحَدَثَ فِي الدِّينِ وَيَجْتَنِبُ مَوَاضِعَ الْبِدَعِ وَمَا لَا يَنْبَغِي).
ثم ذكر ابن الحاج رحمه الله مجموعة من المنكرات التي فعلها بعض الجهلة، ثم قال: (وَهَذِهِ الْمَفَاسِدُ مُرَكَّبَةٌ عَلَى فِعْلِ الْمَوْلِدِ إذَا عَمِلَ بِالسَّمَاعِ فَإِنْ خَلَا مِنْهُ وَعَمِلَ طَعَامًا فَقَطْ وَنَوَى بِهِ الْمَوْلِدَ وَدَعَا إلَيْهِ الْإِخْوَانَ وَسَلِمَ مِنْ كُلِّ مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فَهُوَ بِدْعَةٌ بِنَفْسِ نِيَّتِهِ فَقَطْ إذْ أَنَّ ذَلِكَ زِيَادَةٌ فِي الدِّينِ وَلَيْسَ مِنْ عَمَلِ السَّلَفِ).
وقد تعقبه الإمام السيوطي في الحاوي في الفتاوي، في رسالته المسمَّاة (حسن المقصد في عمل المولد) قائلاً: (وأما قوله آخراً: إنه بدعة، فإما أن يكون مناقضاً لما تقدم أو يحمل على أنه بدعة حسنة كما تقدم تقريره في صدر الكتاب، أو يحمل على أن فعل ذلك خير والبدعة منه نية المولد، كما أشار إليه بقوله: فهو بدعة بنفس نيته فقط، وبقوله: ولم ينقل عن أحد منهم أنه نوى المولد.
فظاهر هذا الكلام أنه كره أن ينوي به المولد فقط، ولم يكره عمل الطعام ودعاء الإخوان إليه، وهذا إذا حقق النظر لا يجتمع مع أول كلامه، لأنه حث فيه على زيادة فعل البر وما ذكر معه على وجه الشكر لله تعالى إذْ أوجد في هذا الشهر الشريف سيدَ المرسلين صلى الله عليه وسلم، وهذا هو معنى نية المولد فكيف يذم هذا القدر مع الحث عليه أولاً.
وأما مجرد فعل البر وما ذكر معه من غير نية أصلاً فإنه لا يكاد يتصور، ولو تصور لم يكن عبادة، ولا ثواب فيه إذ لا عمل إلا بنية، ولا نية هنا إلا الشكر لله تعالى على ولادة هذا النبي الكريم في هذا الشهر الشريف، وهذا معنى نية المولد فهي نية مستحسنة بلا شك فتأمل).
وممن أجاز عمل المولد من المالكية الإمام محمد بن أبي إسحق بن عباد النفزي، ففي كتاب "المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوي أهل إفريقية والأندلس والمغرب (11/278) ما نصه:
(وسئل الولي العارف بالطريقة والحقيقة أبو عبد الله بن عباد رحمه الله ونفع به عما يقع في مولد النبي صلى الله عليه وسلم من وقود الشمع وغير ذلك لأجل الفرح والسرور بمولده عليه السلام.
فأجاب: الذي يظهر أنه عيد من أعياد المسلمين، وموسمٌ من مواسمهم، وكل ما يقتضيه الفرح والسرور بذلك المولد المبارك، من إيقاد الشمع وإمتاع البصر، وتنزه السمع والنظر، والتزين بما حسن من الثياب، وركوب فاره الدواب؛ أمر مباح لا ينكر قياساً على غيره من أوقات الفرح، والحكم بأن هذه الأشياء لا تسلم من بدعة في هذا الوقت الذي ظهر فيه سر الوجود، وارتفع فيه علم العهود، وتقشع بسببه ظلام الكفر والجحود، يُنْكَر على قائله، لأنه مَقْتٌ وجحود.
وادعاء أن هذا الزمان ليس من المواسم المشروعة لأهل الإيمان، ومقارنة ذلك بالنيروز والمهرجان، أمر مستثقل تشمئز منه النفوس السليمة، وترده الآراء المستقيمة).
وقد كان الخلفاء المسلمون يقيمون الاحتفال بالمولد النبوي، ومعهم قضاة المذاهب الأربعة، ومشاهير العلماء.
قال العلامة المقريزي في كتابه "المواعظ والاعتبار" : (فإذا كان وقت ذلك ضربت خيمة عظيمة بهذا الحوض، وجلس السلطان وعن يمينه شيخ الإسلام سراج الدين عمر بن رسلان بن نصر البلقيني - شيخ الإمام الحافظ ابن حجر -، ويليه الشيخ المعتقد إبراهيم برهان الدين بن محمد بن بهادر بن أحمد بن رفاعة المغربيّ، ويليه ولد شيخ الإسلام، ومن دونه وعن يسار السلطان الشيخ أبو عبد الله محمد بن سلامة التوزريّ المغربيّ، ويليه قضاة القضاة الأربعة، وشيوخ العلم، ويجلس الأمراء على بعد من السلطان، فإذا فرغ القراء من قراءة القرآن الكريم، قام المنشدون واحداً بعد واحد، وهم يزيدون على عشرين منشداً، فيدفع لكل واحد منهم صرّة فيها أربعمائة درهم فضة، ومن كلّ أمير من أمراء الدولة شقة حرير، فإذا انقضت صلاة المغرب مدّت أسمطة الأطعمة الفائقة، فأكلت وحمل ما فيها، ثم مدّت أسمطة الحلوى السكرية من الجواراشات والعقائد ونحوها). وهذا كله دون نكير من العلماء.
وممن أجاز الاحتفال بالمولد من العلماء:
* 1- الإمام المحدث الفقيه أبو شامة شيخ الإمام النووي.
قال في رسالته : (ومن أحسن ما ابتدع في زماننا ما يُفعل كل عام في اليوم الموافق لمولده صلى الله عليه وآله وسلم من الصدقات، والمعروف، وإظهار الزينة والسرور، فإن ذلك مشعرٌ بمحبته صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه في قلب فاعل ذلك وشكراً لله تعالى على ما منّ به من إيجاد رسوله الذي أرسله رحمة للعالمين).
* 2- الإمام شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني.
فقد سُئِلَ عن عمل المَوْلِد فأجاب بما نصه:
أصل عمل المَوْلِد بدعة لم تُنْقَل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة الصحابة والتابعين وتابع التابعين ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسنَ وضدِّها، فمن تَحَرَّى في عملها المحاسن وتجنَّب ضدَّها كان بدعةً حسنة وإلا فلا). نقلاً عن رسالة الإمام السيوطي.
* 3- الإمام الحافظ المحدث جلال الدين السيوطي.
قال معقباً على كلام الحافظ ابن حجر العسقلاني: (وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت، وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم فقالوا: هو يوم أغرق الله فيه فرعون ونجَّى موسى، فنحن نصومه شكرًا لله تعالى. فيُستفاد منه فعل الشكر لله على ما مَنَّ به في يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نِقْمة، ويُعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سَنَة. والشكر لله يحصل بأنواع العبادة كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة، وأيَّة نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبيّ نبيّ الرحمة في ذلك اليوم).
* 4- الإمام الحافظ أبو الخير السخاوي.
قال رحمه الله في فتاويه: (عمل المولد الشريف لم ينقل عن أحد من السلف الصالح في القرون الثلاثة الفاضلة، وإنما حدث بعد، ثم لا زال أهل الإسلام في سائر الأقطار والمدن الكبار يحتفلون في شهر مولده صلى الله عليه وسلم بعمل الولائم البديعة، المشتملة على الأمور البهجة الرفيعة، ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات، ويظهرون السرور ويزيدون في المبرات، ويعتنون بقراءة مولده الكريم، ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم).
وقال في ترجمة أحد تلاميذه: (سمع مني تأليفي في المولد النبوي بمحله وفي السنة قبلها تأليف العراقي فيه أيضاً).
فقد كان المولد يقرأ في مكان ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم سنة بعد أخرى دون نكير من أحد.
* 5- الإمام الشهاب أحمد القسطلاني شارح البخاري:
قال في كتابه المواهب اللدنية 1/148: (فرحم الله امرءا اتخذ ليالي شهر مولده المبارك أعياداً ، ليكون أشد علة على من في قلبه مرض وإعياء داء).
* 6- العلاَّمة الشّيخ محمد بن عمر بحرق الحضرمي الشافعي (ت:930 هـ)
قال في كتابه (حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار): (فحقيقٌ بيومٍ كانَ فيه وجودُ المصطفى صلى الله عليه وسلم أَنْ يُتَّخذَ عيدًا، وخَليقٌ بوقتٍ أَسفرتْ فيه غُرَّتُهُ أن يُعقَد طالِعًا سعيدًا، فاتَّقوا اللهَ عبادَ الله، واحذروا عواقبَ الذُّنوب، وتقرَّبوا إلى الله تعالى بتعظيمِ شأن هذا النَّبيِّ المحبوب، واعرِفوا حُرمتَهُ عندَ علاّم الغيوب، "ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ").
* 7- الإمام العلامة صدر الدين موهوب بن عمر الجزري الشافعي.
قال: (هذه بدعة لا بأس بها، ولا تكره البدع إلا إذا راغمت السنة، وأما إذا لم تراغمها فلا تكره، ويثاب الإنسان بحسب قصده في إظهار السرور والفرح بمولد النبي صلى الله عليه وسلم). نقلاً من كتاب سبل الهدى والرشاد.
وقد تمسك من منع الاحتفال بالمولد بأمور؛ نذكرها ونذكر الجواب عنها باختصار:
أولاً: كون المولد أول من أحدثه الفاطميون.
وجواب ذلك أن يقال: على افتراض أن الفاطميين هم أول من أحدث ذلك؛ فليس هذا دليلاً على المنع، فقد أخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم تعظيم اليوم الذي انتصر فيه موسى عليه السلام من اليهود، وقال عليه السلام: (فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ) رواه البخاري.
ثانياً: منع المولد بحجة أنه بدعة، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم (كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ) رواه مسلم.
والجواب عن ذلك: أن البدع على قسمين: حسنة وسيئة، وإلى هذا ذهب الجماهير من العلماء، وهذا بعض تقريرهم لذلك:
قال الإمام الشافعي: (المحدثات من الأمور ضربان: أحدهما ما أحدث مما يخالف كتاباً أو سنة أو أثراً أو إجماعاً، فهذه البدعة الضلالة.
والثانية: ما أحدث من الخير مما لا خلاف فيه لواحد من هذا هي محدثة غير مذمومة، وقد قال عمر - رضي الله تعالى عنه - في قيام رمضان نعمت البدعة هذه يعني أنها محدثة لم تكن، وإذا كانت فليس فيها رد لما مضى).
وقال العلامة المحدث أبو شامة المقدسي: (فالبدعة الحسنة متفق على جواز فعلها والاستحباب لها ورجاء الثواب لمن حسنت نيته فيها، وهي كل مبتدع موافق لقواعد الشريعة غير مخالف لشئ منها ولا يلزم من فعله محذور شرعي).
والإمام أبو شامة هو الذي يقول عنه الإمام ابن كثير في البداية والنهاية (13/250): (الشيخ الإمام العالم الحافظ المحدث الفقيه المؤرخ المعروف بأبي شامة شيخ دار الحديث الاشرفية...وكان ذا فنون كثيرة أخبرني علم الدين البرزالي الحافظ عن الشيخ تاج الدين الفزاري، أنه كان يقول بلغ الشيخ شهاب الدين أبو شامة رتبة الاجتهاد...وبالجملة فلم يكن في وقته مثله في نفسه وديانته وعفته).
وقال الإمام شيخ الإسلام سلطان العلماء العز بن عبد السلام: (وقال العز بن عبد السلام: (البدعة فعل ما لم يعهد في عصر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ وهي منقسمة إلى: بدعة واجبة، وبدعة محرمة، وبدعة مندوبة، وبدعة مكروهة، وبدعة مباحة، والطريق في معرفة ذلك أن تعرض البدعة على قواعد الشريعة: فإن دخلت في قواعد الإيجاب فهي واجبة، وإن دخلت في قواعد التحريم فهي محرمة، وإن دخلت في قواعد المندوب فهي مندوبة، وإن دخلت في قواعد المكروه فهي مكروهة، وإن دخلت في قواعد المباح فهي مباحة).
وقال الإمام النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم: (قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَكُلّ بِدْعَة ضَلَالَة )
هَذَا عَامّ مَخْصُوص ، وَالْمُرَاد غَالِب الْبِدَع . قَالَ أَهْل اللُّغَة : هِيَ كُلّ شَيْء عُمِلَ عَلَى غَيْر مِثَال سَابِق . قَالَ الْعُلَمَاء : (الْبِدْعَة خَمْسَة أَقْسَام: وَاجِبَة، وَمَنْدُوبَة وَمُحَرَّمَة وَمَكْرُوهَة وَمُبَاحَة... فَإِذَا عُرِفَ مَا ذَكَرْته عُلِمَ أَنَّ الْحَدِيث مِنْ الْعَامّ الْمَخْصُوص... وَلَا يَمْنَع مِنْ كَوْن الْحَدِيث عَامًّا مَخْصُوصًا قَوْله: (كُلّ بِدْعَة) مُؤَكَّدًا (بِكُلِّ)، بَلْ يَدْخُلهُ التَّخْصِيص مَعَ ذَلِكَ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {تُدَمِّر كُلّ شَيْء}).
ثالثاً: نفي الدليل على تفضيل يوم المولد.
والجواب عن ذلك: بأن فضل هذا اليوم ثابت بالسنة النبوية، وقد بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم فضل يوم مولده، فقال: (وَسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ قَالَ ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ وَيَوْمٌ بُعِثْتُ أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ) رواه مسلم، فعظَّمَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم مولده بالصيام فيه.
وتعظيم الأيام الفاضلة أمرٌ مقررٌ شرعاً، ولذا صام النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه.
رابعاً: مَنْعُ الاحتفالِ بالمولدِ بِحُجَّة ما يقع فيه من المخالفات.
والجواب عن ذلك: أنَّ هذا لا يستدعي تحريم المولد وإنما تمنع المخالفات الموجودة فيه، كما أننا لا نحرم حفل الزفاف ولكن نمنع المخالفات الشرعية التي تحدث فيه، ولذا قال الإمام ابن حجر العسقلاني: (وأما ما يعمل فيه - المولد - فينبغي أن يقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى من نحو ما تقدم ذكره من التلاوة والإطعام والصدقة وإنشاد شيء من المدائح النبوية والزهدية المحركة للقلوب إلى فعل الخيراتِ والعملِ للآخرةِ).
خامساً: مَنْعُ الاحتفالِ بالمولدِ بِحُجَّة أنَّ يوم مولده هو يوم وفاته.
والجواب عن ذلك : هو قول الإمام السيوطي رحمه الله: (إن ولادته صلى الله عليه وآله وسلم أعظم النعم، ووفاته أعظم المصائب لنا، والشريعة حثت على إظهار شكر النعم، والصبر والسكون عند المصائب، وقد أمر الشرع بالعقيقة عند الولادة وهي إظهار شكر وفرح بالمولود، ولم يأمر عند الموت ب*** (عقيقة) ولا بغيره. بل نهى عن النياحة وإظهار الجزع، فدلت قواعد الشريعة على أنه يحسن في هذا الشهر إظهار الفرح بولادته صلى الله عليه وآله وسلم دون إظهار الحزن بوفاته).
سادساً: مَنْعُ الاحتفالِ بالمولدِ بِحُجَّة أنَّ الصحابة والتابعين لم يفعلوه مع كونهم أشد حباً للرسول صلى الله عليه وسلم.
والجواب عن ذلك: هو ما قاله الإمام الشافعي رحمه الله: (ما أحدث يخالف كتاباً أو سنةً أو أثراً أو إجماعاً فهذه بدعة الضلال، وما أحدث من الخير لا يخالف شيئا من ذلك فهذه محدثة غير مذمومة)، وقول الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله في الفتح: (ما كان له أصل يدل عليه الشرع فليس ببدعة). وقد بينا أن المولد النبوي يستند إلى أصول شرعية صحيحة، وعليه فإحداثه ليس بدعة ولو لم يعمل به السلف.
قال الإمام المفسر القرطبي المالكي رحمه الله في أحكام القران: (كل بدعة صدرت من مخلوق فلا يخلو أن يكون لها أصل في الشرع أو لا ، فإن كان لها أصل كانت واقعة تحت عموم ما ندب الله إليه وحض رسوله عليه ، فهي في حيز المدح... ، وإن كانت- البدعة- في خلاف ما أمر الله به ورسوله فهي في حيز الذم والإنكار ... وهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم في خطبته: وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة، يريد ما لم يوافق كتابا أو سنة، أو عمل الصحابة رضي الله عنهم)وقد كان سيد العلماء الإمام مالك بن أنس رحمه الله ورضي عنه لا يركب بالمدينة دابة، وهذا فعلٌ أحدثه الإمام مالك لم يفعله الصحابة الذين هم أشد محبة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومع ذلك لم ير الإمام مالك بأساً في فعله، ولم ينكر عليه أحدٌ من العلماء ذلك، قال الإمام القاضي عياض المالكي في كتاب الشفاء (1 / 275): (كان مالك رحمه الله لا يركب بالمدينة دابة وكان يقول: "أستحي من الله أن أطأ تربة فيها رسول الله-صلى الله عليه وسلم- بحافر دابة" ). وذكر هذا عنه الكمال ابن الهمام الحنفي رحمه الله في فتح القدير (3 / 180)، وكذا الإمام ابن العربي المالكي في أحكام القرآن ( 3 / 254 ) وغيرهم وهو معروف مشهور عنه. والله تعالى أعلم.
والخلاصة
ذهب جماهير العلماء إلى مشروعية الاحتفال بالمولد، وأنه صورة من صور شكر الله تعالى على ما أنعم الله به علينا من بعثة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.
http://www.awqaf.ae/Fatwa.aspx?SectionID=9&RefID=1489
ـــــــــ
124- دار الإفتاء الكويتية
القسم: متفرقات في الحظر والإباحة
عنوان الفتوى: المولد النبوي
بيانات الفتوى
20100223 التاريخ
عنوان السؤال
المولد النبوي
القسم
متفرقات في الحظر والإباحة
نص السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هل يجوز التهنئة والاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف؟
جزاك الله كل خير
الاجابة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم، على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا مانع من ذلك إن شاء الله تعالى ما دامت بطرق مشروعة.
والله تعالى أعلم.
http://www.islam.gov.kw/site/fatwaa/...fatwaa_id=7233
ــــــــــــ
125- من موقع أمــيـن عــام الآمانة العامة للأوقاف الكويتية
رقم الفتوى: 431

نص السؤال :
يقوم بعض الناس بعمل مسابقات أو مؤتمر أو برامج أو المهرجانات الانشادية مخصوصة في وقت المولد النبوي. فما حكمها الشرعي ؟؟ وهل تعتبر من قبيل الاحتفال في المولد النبوي ؟؟ وما هو رأيكم بإحياء مناسبة المولد؟؟
الجواب :
لا بأس بإقامة البرامج التي ذكرتها بمناسبة المولد النبوي الشريف، أو في أي وقت آخر.
يمكن اعتبارها من الاحتفال سيد الخلق –عليه الصلاة والسلام-.
والاحتفال بمولد سيد الخلق –عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم- أمر مستحب، وبدعة حسنة –في رأي جماهير العلماء-.
http://www.dralsherif.net/Fatwa.aspx...ID=4&RefID=431
ــــــــ
128- فتوى سماحة الشيخ الدكتور أحمد بدر الدين حسون المفتي العام للجمهورية السورية
ما حكم الشرع في الآحتفال بالمولد النبوي الشريف وفي إدخال الدفوف إلى المسجد والاحتفال داخل المسجد في حين أن بعض علماء السعودية يقولون بأنه بدعة فما الحكم جزاكم الله خيرا
الجواب
لا أرى في الاحتفال بمولد النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أي مشكلة أو مانع، ما دام الاحتفال بطريقة مشروعة، وقداحتفل النبي صلى الله تعالى عليه وسلم نفسه بمولده الشريف، فقد روى مسلم عنه صلى الله تعالى عليه وسلم أنه سئل عن صيامه يوم الإثنين من كل أسبوع، فقال: (هو يوم ولدت فيه)، وعليه فيباح الاحتفال بمولد النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بما هو من المباحات على خلاف العادات الأجنبية الوافدة علينا، وليس بدعة، بل البدعة أن نقول هو واجب أو سنة.
والدف جائز‏،‏ ولا يعدُّ من الآلات المحرمة.
http://www.drhassoun.com/fatwa/fatwa_div.php
ـــــ
129- فتوى قيمة لفضيلة الشيخ عطية صقر رحمه الله :

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد
فإذا كان الهدف من وراء هذا الاحتفال هو التأسي والاقتداء بالحبيب المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومعرفة سيرته والتعرف على سنته، مع مراعاة الآداب الشرعية في هذا الاحتفال من حيث الاختلاط، ومن حيث الكلام الذي يقال وأماكن الاحتفال وغير ذلك فهو أمر جائز بل مندوب، أما تاريخ الاحتفال فقد بدء في عهد الفاطميين.
هذا ما جاء في فتوى لفضيلة الشيخ عطية صقر - رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا ـ رحمه الله : ـ
لا يعرف المؤرخون أن أحدًا قبل الفاطميين احتفل بذكرى المولد النبوي ‏ فكانوا يحتفلون بالذكرى فى مصر احتفالا عظيما ويكثرون من عمل الحلوى وتوزيعها كما قال القلقشندى فى كتابه " صبح الأعشى" .‏
وكان الفاطميون يحتفلون بعدة موالد لآل البيت ، كما احتفلوا بعيد الميلاد المسيحي كما قال المقريزي ، ثم توقف الاحتفال بالمولد النبوى سنة ‏488 هـ وكذلك الموالد كلها ، لأن الخليفة المستعلي بالله استوزر الأفضل شاهنشاه بن أمير الجيوش بدر الجمالي ، وكان رجلا قويا لا يعارض أهل السنة كما قال ابن الأثير فى كتابه " الكامل "ج ‏8 ص ‏302 واستمر الأمر كذلك حتى ولى الوزارة المأمون البطائحي ، فأصدر مرسوما بإطلاق الصدقات فى ‏13 من ربيع الأول سنة ‏517 هـ وتولى توزيعها " سناء الملك " .‏
ولما جاءت الدولة الأيوبية أبطلت كل ما كان من آثار الفاطميين ، ولكن الأسر كانت تقيم حفلات خاصة بمناسبة المولد النبوى، ثم صارت ، رسمية في مفتتح القرن السابع في مدينة " إربل " على يد أميرها مظفر الدين أبى سعيد كوكبري بن زين الدين على بن تبكتكين ، وهو سني اهتم بالمولد فعمل قبابا من أول شهر صفر، وزينها أجمل زينة ، فى كل منها الأغاني والقرقوز والملاهي، ويعطى الناس إجازة للتفرج على هذه المظاهر.‏ وكانت القباب الخشبية منصوبة من باب القلعة إلي ، باب الخانقاه ، وكان مظفر الدين ينزل كل يوم بعد صلاة العصر، ويقف على كل قبة ويسمع الغناء ويرى ما فيها، وكان يعمل المولد سنة في ثامن الشهر، وسنة في ثاني عشرة ، وقبل المولد بيومين يخرج الإِبل والبقر والغنم ، ويزفها بالطبول لتنحر في الميدان وتطبخ للناس .‏ ويقول ابن الحاج أبو عبد الله العبدري :‏ إن الاحتفال كان منتشرا بمصر في عهده ، ويعيب ما فيه من البدع " المدخل ج ‏2 ص ‏11 ، ‏12 " .‏
وأَلفت كتب كثيرة فى المولد النبوى فى القرن السابع ، مثل قصة ابن دحيه المتوفى بمصر سنة ‏633 هـ ، ومحيى الدين بن العربي المتوفى بدمشق سنة ‏638 هـ ، وابن طغربك المتوفى بمصر سنة ‏670 هـ ، وأحمد العزلي مع ابنه محمد المتوفى بسبته سنة ‏677 هـ .‏
ولانتشار البدع فى الموالد أنكرها العلماء ، حتى أنكروا أصل إقامة المولد ، ومنهم الفقيه المالكي تاج الدين عمر بن على اللخمي الإِسكندري المعروف بالفاكهاني، المتوفى سنة ‏731 هـ ، فكتب فى ذلك رسالته " المورد فى الكلام على المولد" أوردها السيوطي بنصها فى كتابه " حسن المقصد" .‏
ثم قال الشيخ محمد الفاضل بن عاشور:‏ وقد أتى القرن التاسع والناس بين مجيز ومانع ، واستحسنه السيوطي وابن حجر العسقلاني ، وابن حجر الهيتمي مع إنكارهم لما لصق به من البدع ، ورأيهم مستمد من آية {‏ وذكِّرهم بأيام الله }‏ إبراهيم :‏ ‏5 .‏
أخرج النسائي وعبد الله بن أحمد فى زوائد المسند ، والبيهقي فى شعب الإِيمان عن أبى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فسر الأيام بنعم الله وآلائه "روح المعاني للآلوسي" وولادة النبي نعمة كبرى.‏ اهـ ‏
وفى صحيح مسلم عن أبى قتادة الأنصاري قال :‏ وسئل -‏ النبي صلى الله عليه وسلم -‏ عن صوم يوم الاثنين فقال " ذاك يوم ولدت فيه ، ويوم بعثت أو أُنزل علىَّ فيه "
روى عن جابر وابن عباس :‏ ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول ، وفيه بعث وفيه عرج به إلى السماء وفيه هاجر وفيه مات أي فى شهر ربيع الأول ، فالرسول صلى الله عليه وسلم نص على أن يوم ولادته له مزية على بقية الأيام ، وللمؤمن أن يطمع فى تعظيم أجره بموافقته ليوم فيه بركة ، وتفضيل العمل بمصادفته لأوقات الامتنان الإلهي معلوم قطعا من الشريعة، ولذا يكون الاحتفال بذلك اليوم ، وشكر الله على نعمته علينا بولادة النبي وهدايتنا لشريعته مما تقره الأصول ، لكن بشرط ألا يتخذ له رسم مخصوص ، بل ينشر المسلم البشر فيما حوله ، ويتقرب إلى الله بما شرعه ، ويعرِّف الناس بما فيه من فضل ، ولا يخرج بذلك إلى ما هو محرم شرعا .‏
أما عادات الأكل فهي مما يدخل تحت قوله تعالى (‏ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِإِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ )‏ البقرة :‏ ‏172 انتهى .‏
ورأيي أنه لا بأس بذلك فى هذا العصر الذي كاد الشباب ينسى فيه دينه وأمجاده ، فى غمرة الاحتفالات الأخرى التي كادت تطغى على المناسبات الدينية ، على أن يكون ذلك بالتفقه فى السيرة ، وعمل آثار تخلد ذكرى المولد، كبناء مسجد أو معهد أو أي عمل خيري يربط من يشاهده برسول اللّه وسيرته.‏
ومن هذا المنطلق يجوز الاحتفال بموالد الأولياء ، حبًّا لهم واقتداء بسيرهم ، مع البعد عن كل المحرمات من مثل الاختلاط المريب بين الرجال والنساء ، وانتهاز الفرص لمزاولة أعمال غير مشروعة من أكل أو شرب أو مسابقة أو لهو، ومن عدم احترام بيوت اللّه ومن بدع زيارة القبور والتوسل بها ، ومن كل ما لا يتفق مع الدين ويتنافى مع الآداب .‏
فإذا غلبت هذه المخالفات كان من الخير منع الاحتفالات درءًا للمفسدة كما تدل عليه أصول التشريع .‏
وإذا زادت الإِيجابيات والمنافع المشروعة فلا مانع من إقامة هذه الاحتفالات مع التوعية والمراقبة لمنع السلبيات أو الحد منها بقدر المستطاع ، ذلك أن كثيرا من أعمال الخير تشوبها مخالفات ولو إلى حد ما ، والكل مطالب بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بالوسائل المشروعة "
يقول الزرقاني فى شرح المواهب للقسطلانى بأن ابن الجزري الإمام فى القراءات والمتوفى سنة ‏833 هـ علَّق على خبر أبى لهب الذي رواه البخاري وغيره عندما فرح بمولد الرسول وأعتق " ثويبة" جاريته لتبشيرها له ، فخفف الله عقابه وهو فى جهنم فقال :‏ إذا كان هذا الكافر الذي نزل القرآن بذمه جوزي فى النار بفرحه ليلة المولد فما حال المسلم الموحد من أمته حين يُسرُّ بمولده ويبذل ما تصل إليه قدرته فى محبته .‏
يقول الحافظ شمس الدين محمد بن ناصر :‏
إذا كان هذا كافرا جاء ذمه *‏ وتبَّت يداه فى الجحيم مخلدا
أتى أنه فى يوم الاثنين دائما *‏ يخفف عنه للسرور بأحمـدا
فما الظن بالعبد الذي كان عمره *‏ بأحمد مسرورا ومات موحدا؟
رجح ابن إسحاق أن ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم كان فى ثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول من عام الفيل وروى ابن أبى شيبة ذلك عن جابر وابن عباس وغيرهما ، وحكوا شهرته عند الجمهور .‏
وقد حقق صاحب كتاب " تقويم العرب قبل الإسلام " بالحساب الفلكي الدقيق أن الميلاد كان فى يوم الاثنين التاسع من شهر ربيع الأول الموافق للعشرين من شهر أبريل سنة ‏571 م .‏
والله أعلم
تجده هنا :
http://www.islamonline.net/servlet/S...=1122528603642
ــــــ



محب القوم 11-05-2010 06:29 AM

شبهات المعترض والرد عليها
1- قالوا: أن المولد النبوي الشريف لم يكن من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا من سنة خلفائه
الجواب :
بل كان من سنته تعظيم يوم مولده صلى الله عليه وسلم كما في الحديث أنه سئل عن صوم يوم الأثنين؟ فقال: ((ذاك يوم ولدت فيه)). أخرج مسلم في صحيحه (2/819)
قال الإمام ابن رجب الحنبلي ـ رحمه الله تعالى ـ
وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن صيام يوم الاثنين ؟قال: (ذاك يوم ولدت فيه وأنزلت علي فيه النبوة) إشارة إلى استحباب صيام الأيام التي تتجدد فيها نعم الله على عباده، فإن أعظم نعم الله على هذه الأمة إظهار محمد صلى الله عليه وسلم وبعثته وإرساله كما قال تعالى: (لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم). فإن النعمة على الأمة: بإرساله أعظم من النعمة عليهم بإيجاد السماء والأرض والشمس والقمر والرياح والليل والنهار، وإنزال المطر وإخراج النبات، وغير ذلك.فإن هذه النعم كلها قد عمت خلقا من بني آدم كفروا بالله وبرسله وبلقائه فبدلوا نعمة الله كفراً، فأما النعمة بإرسال محمد صلى الله عليه وسلم فإن بها تمت مصالح الدنيا والآخرة، وكمل بسببها دين الله الذي رضيه لعباده، وكان قبوله سبب سعادتهم في دنياهم وآخرتهم.
فصيام يوم تجددت فيه هذه النعم من الله على عباده المؤمنين حسن جميل، وهو من باب مقابلة النعم في أوقات تجددها بالشكر.أنتهى كلامه
لطائف المعارف ص114ط دار الكتب ضبط سعيد اللحام وابراهيم رمضان
ويستفاد من تعليق الإمام ابن رجب على الحديث أن الهدف من الصيام هو شكر الله على النعمة .وأن مولد النبي صلى الله عليه وسلم نعمة عظيمة ،تستحق الشكر لعظمتها. وبه يتبين للعاقل المنصف وجه الدلالة في الحديث على تخصيص يوم من الأسبوع يحتفى فيه بالمولد ،هو يوم الأثنين ،وهذا مستحب ،وهو بشهر مولده الصق ومعلوم أنه ولد في شهر ربيع الأول بالإجماع وإنما وقع الخلاف في تاريخ ذلك فقيل في الثاني عشر من ربيع الأول وهو قول الجمهور وقيل في يوم التاسع منه وهذان القولان أشهر ماذكر ،والمهم هو تعظيم يوم الأثنين من كل أسبوع ،مهما استطاع الإنسان إلى ذلك سبيلاً لأنه مستحب

2- قالوا :والاحتفال بالمولد محدث أحدثه الشيعة الفاطميون
الجواب:
ليس بصحيح أن أول من أحدثه الشيعة الفاطمية بل هو موجود من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ـ أي من حيث تعظيم اليوم الذي ولد فيه بعبادة ـ و الذي أحيا ذلك هم أهل السنة والجماعة ومن اتسع فيه وقام به بشكل مرتب منظم هو الملك المظفر وهو سني العقيدة فبدعة أهل السنة للمولد النبوي هي إحياء لتعظيم ذلك اليوم بترتيبها وتنظيمها لا في أصله لأن أصله مشروع كما في الحديث السابق تعظيم يوم مولده صلى الله عليه وسلم كما في الحديث أنه سئل عن صوم يوم الأثنين؟ فقال: ((ذاك يوم ولدت فيه)). أخرج مسلم في صحيحه (2/819) .
ولذا فحق لكل مسلم أن يقول نعم البدعة هذه
وكون الفاطمية سبقوا إلى إحياء هذه السنة ففيه نظر .! ولكن على فرض ذلك فلا حرج ،لأننا إنما ننكر الباطل الذي يأتي به المبتدعة، وليس المرفوض هو الحق الذي وافقوا فيه السنة .

3- قالوا:- في الاحتفال بذكرى المولد تشبه بالنصارى.
الجواب:
لا شك أن التشبه بهم فيما هو من خصائصهم محرم ،أما تعظيم الله ورسله عليهم الصلاة والسلام فليس خاص بهم، بل كل مصدق بالأنبياء لابد أن يعظمهم سواء كان يهودياً أو مسلماً ،لكن لا يتشبه بالنصارى فيطرونه إلى درجة العبادة ،ولا يتشبه باليهود فيجفون الرسل ـ عليهم السلام ـ حتى وصلوا إلى أحط الدركات ب***هم وتكذيبهم .فلا تشبه بحال من الحالين.
فالنهي هو عن التشبه بهم فيما هو من خصائصهم هذا هو المقصود.وهذا واضح لكل بصير بمعان الحديث .
فليس تعظيم الرسل خاص بهم فهو مطلوب من الجميع بلا غلو ولا جفاء
و ليس هناك أي معنى لربط هذا المولد بالمشابهة الصريحة بالنصارى فلا النيّة ولا الكيفيّة - وهذين الأصلين من أهمّ الأصول التي يحكم بها على الأمر- مشتركة فأنّى يتمّ هذا التشابه المزعوم .
والآن أخي الكريم أريد توضيح أمر قبل أن أوضّح بطلان دعوى مشابهة النصارى للمقيمين للمولد وسأُطنِب في الكلام للمزيد من التوضيح فلتقرأ بتأمّل وتدبّر وليطل نفسك معي.
كذب وافترى من ادّعى أنّ المجيزين للمولد لم يحتفلوا إلا في ذلك اليوم أعني يوم الثاني عشر من ربيع الأوّل ونسوا رسول الله صلى الله عليه وسلم باقي أيّام السنة ! ؛ بل إنّهم يحتفلون به طوال أيّام السنة والواقع يشهد ؛ فإن قيل أنّ يوم الثاني عشر من ربيع الأوّل ينال مزيد اهتمام ورعاية فتنقله القنوات الفضائيّة ويحضر كثير من مشائخ وعلماء العالم الإسلامي في مولد واحد وجلسة موحّدة ويتم فيه من الاهتمام مالا يتم في غيره.
فالجواب : أنّ هذا من باب ارتباط الزمن بالحدث ؛ فانظر إلى هذا الحبيب الأعظم والمعلّم المقدّم نبيّنا وسيّدنا محمّد صلّى الله عليه وآله وصحبه وسلّم لمّا قَدِمَ المدينة ووجد اليهود يصومون يوم عاشوراء لأنّه يوم نجّى الله فيه موسى عليه الصلاة والسلام فأمر بصيامه ؛ فهذه النتيجة تعطينا هذه المقدّمات :
الأولى : أنّ نجاة سيّدنا موسى عليه السلام حدثت في يوم عاشوراء وهي نعمة عظيمة .
الثانية : أنّ اليهود كانوا يصومون ذاك اليوم فأمر بصيامه الحبيب صلّى الله عليه وسلم .
الثالثة : أمره صلّى الله عليه وسلّم المسلمين صيامه وقوله (نحن أولى بموسى منهم) يعني موافقته لفكرة اليهود في صيامهم هذا اليوم .
الرابعة : فكرة اليهود من خلال تطبيقهم تكون : شكر النعمة في يوم حدوثها أنسب الأوقات لذلك .
الخامسة : بالجمع بين الأصلين السابقين (الثالثة والرابعة) يُقَالْ أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم أقرّ فكرة (شكر النعمة في يوم حدوثها أنسب الأوقات لذلك)
وبتحرير العبارة السابقة بطريقة تطبيقيّة يكون :
النعمة : نجاة موسى عليه السلام
يوم حدوثها : عاشوراء المكرّم
أنسب الأوقات لذلك : أي يوم عاشوراء ؛ بإظهار ذاك الشكر وإعلانه
مع ملاحظة أنّه ليس فيما ذكرنا (أنسب الأوقات لذلك) ما يدعو إلى تخصيص هذا اليوم دون غيره ؛ بل هو (أنسب) من أفعل التفضيل ؛ فعداه أيضًا فاضل .
إذا عُلِمْ هذا فلا شكّ أنّ مولد النبيّ صلى الله عليه وسلّم وبروزه للعالمين أعظم نعمة لنا معشر المسلمين خاصّةً .
فإن طبّقنا الأصل السابق (شكر النعمة في يوم حدوثها وأنّ ذلك أنسب الأوقات له) والذي قرّرنا فيما مضى أنّه أصلٌ صحيح ويقرّه النبي صلى الله عليه وسلّم على احتفائنا بالمولد الشريف تكون النتيجة :
النعمة : مولد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم هدًى ورحمة للعالمين .
يوم حدوثها : الثاني عشر من ربيع الأوّل
أنسب الأوقات لذلك : أي يوم الثاني عشر من ربيع الأوّل ؛ ومعنى هذا أنّ ما عداه من الأيّام أيضًا فاضل .
فنقول (شكر نعمة مولد النبي صلّى الله عليه وسلّم في يوم الثاني عشر من ربيع الأول أنسب الأوقات لذلك وإن كان غيره من الوقت مناسب)
بعد كل هذا أظن أنّه قد اتّضح سبب تخصيص يوم الثاني عشر من ربيع الأوّل بهذا الاهتمام ؛ فإن اتّضح هذا أعود مرّة أخرى لأقول :
إنّ محاولة ربط المولد بالتشبّه بالنصارى محاولة فاشلة ؛ لأنّ هذا يستلزم إذا كان حقًّا مشابهة ثلاثة أمور -أو أكثر- :
الأوّل : تشابههما بحيثيّة ذكرهم لقصّة المولد.
الثاني : تشابههما بحيثيّة ذكرهم القصّة في هذا اليوم.
الثالث : تشابههما بحيثيّة الاحتفال بهذه الطريقة المُعلَنَة.
فلا باب لمن أراد أن يزعم أنّ المولد فيه مشابهة للنصارى إلا أن يقول أنّه يشابه النصارى في هذه الثلاث الأمور .
ومن زعم مشابهة المقيمين للمولد النصارى أراد الأمر الثاني والأمر الثالث ولن يجرأ للتصريح بأنّ الأمر الأوّل كذلك ؛ لأنّ الأمر الأوّل منصوص عليه بصراحة في قوله صلّى الله عليه وسلّم عن يوم الإثنين ((يوم ولدت فيه)) وقوله تعالى عن عيسيى عليه السلام {والسلام علىَّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً} وعن سيّدنا يحيى عليه السلام {وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حياً} .
فهذا الأمر الأوّل (الذي هو حيثيّة تشابههما في ذكر قصّة المولد) اتّضح أنّه منصوص عليه في الكتاب والسنّة ؛ فهل سيستطيع هذا الزاعم مشابهة النصارى لمقيمين المولد أن يقول أنّ في هذا أعني الأمر الأوّل مشابهة للنصارى ؟
لن يجرأ أحد على ذلك ؛ فإن ثبت هذا فعليه أن يستثني الأمر الأوّل من الأمور الثلاثة التي ذكرناها حتّى يثبت حجّته المزعومة ؛ وهذا سيلزمه إلى البحث عن وسيلة غائيّتها تحقيق ذلك ؛ ولن يجد إلا التخصيص بلا مخصّص ؛ وهو باطل ؛ فعلم بطلان ذلك .
فإن قيل -وهذا ما أظنّ أنّه سيقوله الكثير- أنّ الأمر الأوّل (حيثيّة ذكرهم لقصّة المولد) غير داخل معنا في الكلام لأنّا نتكلّم عن حيثيّة ذكر القصّة في ذاك اليوم أعني الثاني عشر من ربيع الأوّل (الأمر الثاني)
قيل : أنّ معنى هذا أنّك مسلّم وموافق أنّه إن حدث المولد في غير الثاني عشر من ربيع الأوّل فليس فيه أيّ مشابهة للنصارى ؛ فإن توصّل لهذه النتيجة علم بنفسه تفاهة قوله بعدها أنّ إقامة المولد في يوم الثاني عشر من ربيع الأوّل فيه تشبّه بالنصارى ؛ وإقامته في غيرما ذاك اليوم ليس فيه أي تشبّه بهم .
وبالتالي سيقصر إنكاره على من يحتفل ويقيم المولد ذاك اليوم فقط ؛ وسيخصّص بدايات شهر ربيع الأوّل ليحذّر الناس من هذه البدعة المنكرة ! لأنّها تشبّه بالنصارى !! وعندئذ سيضطّر إلى (التحذير طوال السنة بشكل عام و بدايات شهر ربيع الأوّل لقرب الأوان بشكل خاص ومزيد اهتمام عن الاحتفال بالمولد لأنّه في هذا اليوم تشبّه بالنصارى) وهذا أعني التحذير طوال السنة ثم التخصيص بالمزيد من الاهتمام بدايات شهر ربيع الأوّل مثالاً واضحًا لمسألة متى يتمّ الاحتفال أطوال العام أم فقط يوم في السنة التي وضّحناها سابقًا فالمقيمين للمولد يقيمونه طوال العاموهذا يحذّر طوال العام والمقيمين للمولد يخصّصون الثاني عشر من ربيع الأوّل بمزيد اهتمام وهذا يخصّص بدايات ربيع الأوّل لقرب الأوان بمزيد اهتمام وعناية ؛ {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} .

4- قالوا : وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن الغلو في مدحه فقال : ( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده ، فقولوا عبد الله ورسوله ) أخرجه البخاري 4/142 رقم 3445 ، الفتح 6/551 ، أي لا تغلوا في مدحي وتعظيمي كما غلت النصارى في مدح المسيح وتعظيمه حتى عبدوه من دون الله ، وقد نهاهم الله عن ذلك بقوله : ( يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ) النساء/171
الجواب :
وهذا صحيح فعبادة غير الله شرك أكبر سواء كان نبياً أو غير نبي ،ونحن نتكلم عن مولد يعبد فيه الله وحده لا عن موالد النصارى ،ونتكلم عن تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم تعظيماً مشروعاً لا أن نطريه كما أطرت النصارى عيسى إذ عبدوه وجعلوه ثالث ثلاثة ،ومنهم من قال إنه ابن الله سبحانه وتعالى عن قولهم.
فلا غلو ولا جفاء .
وأصبح إيراد الأدلة التي يسوقها المعترض في غير محلها.

5- قالوا: الاحتجاج بأن هذا عمل كثير من الناس في كثير من البلدان : والجواب عن ذلك أن نقول : الحجة بما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، والثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم النهي عن البدع عموماً ، وهذا منها ، وعمل الناس إذا خالف الدليل فليس بحجة وإن كثروا.
الجواب :
الناس لا يحتجون بعمل المسلمين على مشروعية العمل وإنما يحتجون بتجويز جمهور العلماء لهذا العمل ،وليس من باب البرهان للتشريع ،وإنما من باب لفت النظر إلى استنادهم لدليل ،لأن العوام تبع للعلماء ،فلما نظرنا للعلماء وأقوالهم قديماً وحديثاً كالحافظ ابن حجر والحافظ السيوطي وابن الجزرى وكثير من علماء المذاهب الأربعة وغيرها علمنا أن لهم أدلة أقاموها على جواز الاحتفال بالمولد النبوي ،وعلمنا أنهم قيدوا ذلك بعدم وجود منكرات فيه ،وعلمنا أن لهم أدلة وحجج شرعية على جوازه،وبه علمنا سبب تواتر عمل المسلمين على ذلك في شتى بقاع الأرض على تفاوت بينهم من مولد ليس فيه إلا الخير فقط ،ومولد خلط عملاً صالحاً وعملاً منحرفاً عن الجادة .
ولذا فنحن نقول هو سنة لابدعة وقد سبق ذكر بعض الأدلة على ذلك فهو موافق للدليل لا مخالف، إنما البدعة كانت في إحياءه لا في أصله كما أن صلاة التراويح كانت البدعة في إحياءها جماعة لا في أصلها.

6- قالوا: " كل بدعة ضلالة " والمولد النبوي بدعة
و قولهم [أن تخصيص ذلك اليوم بمزيد عبادة يعتبر بدعة في الدين ،وكل بدعة ضلالة.]
الجواب:
أولاً:المخصص ليوم ميلاده بمزيد فضل هو النبي صلى الله عليه وسلم كما ورد في الحديث الشريف تعظيم يوم مولده صلى الله عليه وسلم كما في الحديث أنه سئل عن صوم يوم الأثنين؟ فقال: ((ذاك يوم ولدت فيه)). أخرج مسلم في صحيحه (2/819) .
وكذا بالقياس على تخصيص يوم عاشوراء بعبادة شكراً لله تعالى على نجاة موسى فكذا يوم ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم بجامع شكر الله على هذه النعمة.
ثانياً:أن الأصل هو أن يعمل الطاعات في كل وقت لا يستثنى من ذلك إلا ما منع الله عن نوع من العبادة فيه.
وذلك بأدلة كثيرة منها قول الله تعالى {فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره}
ولذا فالأصل أن المسلم يصلي النوافل المطلقة في جميع الأوقات إلا ما منع الشرع من الصلاة فيه وهي أوقات معروفة بأوقات النهي.
والأصل أن جواز الصيام في أي يوم من الأيام إلا ما نهى الشرع عنه سواء نهي تحريم كيوم العيد أو نهي كراهة كإفراد الجمعة .والأصل إطعام الطعام في جميع الأوقات إلا ما منع الشرع منه كإطعام الصائم في نهار رمضان فإنه لايجوز .والأصل الصدقة في جميع الأوقات ..إلخ.إذن فلا وجه لمنع الناس من زيادات الطاعات المشروعة إلا بنهي خاص يخصص عموم النصوص الدالة على التقرب إلى الله تعالى .وعليه فلاوجه لنهي الناس عن ذكر الله يوم المولد ،ولاوجه لنهيهم عن صيام التطوع ،ولا وجه لنهيهم عن أي طاعة ،إلا مانهى الشرع عنه بخصوصه .
ومن نهى الناس عن عبادة الله في وقت من الأوقات بأي نوع من العبادة فعليه الدليل .
ثالثاً:اما حديث كل بدعة ضلالة ؟فالمقصود بالبدعة مالا أصل له في الدين .ولذا قال في الحديث الأخر ((من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد )) فقوله (في امرنا) أي في دينه وشرعه وقوله (فهو رد )أي مردود غير مقبول .فالصوم والصلاة ،والصدقة ،والذكر ،والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كلها مشروعة ،ولذا فهي من أمره وشرعة .وكذلك الفرح والابتهاج بيوم مولده لاشك أنه من دلائل المحبة.

7- قالوا: هل كل يوم فضيل أتى الخبرُ ينصُ عليه يُسن الاحتفال فيه؟
الجواب:
نعم يسن ذلك والاحتفال فيه يكون بما ورد فيه أو من جنسه فمثلاً يوم عرفة يكون بالوقوف والدعاء والاستغفار ونحو ذلك .
ومعلوم لدى كل عاقل احتفاء المسلمون بيوم عرفة ،والعشر الأواخر وعشر ذي الحجة ،ويوم عاشوراء وغيرها من الأيام الفاضلة .وهي تشترك مع يوم المولد النبوي الشريف في التعظيم ،واستحباب احياءها بما شرع الله فيها، وبالسرور العظيم الذي ينتاب كل مؤمن بها ،ولذا فهو يعمل في تحصيل الثواب المترتب على ذلك .
إلا أن المولد النبوي الذي نقصده هو ما شمل على التالي :
1ـ تعظيمه يومه بالصيام من باب التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم .
وسائر العبادات المشروعة الأخرى لما في ذلك من شكر الكريم عزوجل .
2ـ مزيد التذكير بالنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم ـ وتنبه لقولي مزيد ذلك ـ لأن الأصل أننا نذكره في جميع الأيام وإنما يوم مولده يفرح كل مؤمن ويخزي كل كافر معاند ((قل بفضل ونعمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون )).
3ـ أن من فوائد تخصيص يوم مولده بالاحتفال هو ربط أذهان الأجيال المسلمة صغيرها وكبيرها بيوم من الأيام العظيمة في تاريخها والله عز وجل يقول ((وذكرهم بأيام الله)) (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ )(120) هود) ولا شك أن تذكيرهم بنجاة موسى عليه السلام كيوم عاشوراء، وأيام إبراهيم في بناء البيت وغير ذلك لبيان واضح لما نحن فيه من ربط الأجيال بالقدوة الصالحة ،ولا شك أن ذلك عمل تربوي سليم حتى لا تغفل الأجيال المسلمة عن تاريخها العظيم .فأقل ما يفعل هو ذكر شيء من سيرته وأحاديثه الثابتة صلى الله عليه وسلم .ومن أشرف على تربية الشباب يعرف فائدة ذلك جيداً.لأن ربط الأجيال بالمناسبات له دور عظيم في ترسيخ الاعتقاد وربط الأذهان بذكرى معينة تفيدهم في رسم قدوات لحاضرهم ومستقلبهم.

8- قالوا: أن يوم الثاني عشر من ربيع الذي يعظمه من يحتفل بالمولد لا يكون دائماً في كل سنة يوم الاثنين .
الجواب :
أما كونه مخالف فليس بصحيح لأن يوم الثاني عشر ويوم الاثنين يشتركان في كونهما يوم مولده صلى الله عليه وسلم فالأول بالحديث الوارد في ذلك والثاني بالاجتهاد في تحديد التاريخ ومعلوم الاختلاف في تعيين اليوم ولكن أقوى الأقوال عن مولده تتراوح بين الثامن إلى يوم الثاني عشر من ربيع الأول ،فإذا كان ذلك كذلك فلا حرج أن يحتفل الناس في أي يوم اثنين من شهر ربيع الأول في الأسبوع الثاني منه . مع أن المقصود أوسع من سطحية الاعتراض الوارد وقد ذكرت الحكم العظيمة من إحياء يوم مولده صلى الله عليه وسلم فراجعها.

9- قالوا: لماذا تجعلون الاحتفال بالمولد بدلاً عن الصيام الوارد؟
الجواب:
أن هذا السؤال فيه تعنت وكبر لأن الكبر ((هو بطر الحق وغمط الناس ))
فمعلوم أن الصيام نوع من أنواع العبادات التي تستحب في يوم المولد فمن الذي نهى عنه حتى يورد مثل هذا الإيراد التلبيسي ؟!! بل صيام الاثنين مستحب بلا ريب.
لأنه يوم مولده صلى الله عليه وسلم وفيه ترفع الأعمال وقد حوى فضائل جمة .
وحيث فهمنا الاحتفال الذي يقصده السني من تعظيمه للنبي صلى الله عليه وسلم بما شرع الله تعالى من صيام منصوص عليه ،أو نوافل مطلقة كإطعام الطعام ونحوه من تسبيح وتكبير وتهليل ، وذكر وتعليم لسيرته صلى الله عليه وسلم علم العاقل أن كل محرم للمولد فإنه مغال بشرط أن يخلو المولد عن المحرمات، والمكروهات، كما ذكرت سابقاً.

10- قالوا:أن يوم الاثنين ولد فيه ومات فيه فلا وجه لتخصيصه بالفرح؟
قد أجاب على هذا الشبهة الإمام السيوطي رحمه الله حيث قال:
"أن ولادته صلى الله عليه وآله وسلم أعظم النعم، ووفاته أعظم المصائب لنا، والشريعة حثت على إظهار شكر النعم، والصبر والسكون عند المصائب، وقد أمر الشرع بالعقيقة عند الولادة وهي إظهار شكر وفرح بالمولود، ولم يأمر عند الموت ب*** عقيقةولا بغيره. بل نهى عن النياحة وإظهار الجزع، فدلت قواعد الشريعة على أنه يحسن في هذا الشهر إظهار الفرح بولادته صلى الله عليه وآله وسلم دون إظهار الحزن
وقد أجاب الشيخ الأزهري:
عندي أن الجواب القاطع لهذا التشغيب أن نقول: على فرض أنه مات في نفس اليوم الذي ولد فيه فإنه صلى الله عليه وسلم ندبنا إلى الاحتفال بمولده ولم يندبنا إلى ترك الاحتفال من أجل وفاته فيه، لأنه قال لمن سأله عن صيامه: (ذاك يوم ولدت فيه) فأرشده إلى صيامه بالتنبيه إلى فضله وأنه ولد فيه، ولم يقل له لا تصمه فهو يوم أموت فيه ـ على أساس أن النبي يعلم متى يموت ـ وهذا عاشوراء نصومه وليس موت أبي عبدالله فيه بمانعنا من صومه ولا بناقض لما ثبت من فضله ..
فإن قال قائل: لعل النبي لم يعلم أنه يموت في اليوم الذي ولد فيه؟ ولو علم لم يشرع صومه!
قلنا: فهذا على ما اشتمل عليه من الافتراض السخيف يلزم منه وقوع النسخ بعد وفاته صلى الله عليه وسلم!! وهذا محال، لأن الناسخ هو قول الشارع والنبي قد مات ولا وحي بعده فمن أين يأتي النسخ؟؟؟ ومن من المنكرين للاحتفال يقول بأن صيام الاثنين منسوخ بموت النبي في يوم الاثنين؟ ومن ذا الذي يزعم أن الفضائل تنتفي بالمصائب؟؟؟ لا أحد يقول بهذا منهم ولا منا، ولم نسمع بفتوى أن صيام الاثنين منسوخ بموته، فوجب أن مصيبة موته في يوم الاثنين ـ على تقدير حصول ذلك ـ لا يمنع من صومه وبالتالي لا يمنع من الاحتفال به.
هؤلاء يريدون أن يقعدوا قاعدة (المصائب تنسخ الفضائل) وهذا مذهب أهل الرفض لا أهل العقل.

وهذا كلام لابن رجب عن يوم وفاته في وظائف ربيع:

((واختلفوا في تعيين ذلك اليوم من الشهر فقيل : كان أوله و قيل : ثانية و قيل ثاني عشرة و قيل : ثالث عشرة و قيل : خامس عشرة و المشهور بين الناس : إنه كان ثاني عشر ربيع الأول و قد رد ذلك السهيلي و غيره بأن وقفة حجة الوداع في السنة العاشرة كانت الجمعة كان أول ذي الحجة فيها الخميس و متى كان كذلك لم يصح أن يكون يوم الإثنين ثاني عشر ربيع الأول سواء حسبت الشهور الثلاثة أعني : ذا الحجة و محرما و صفرا كلها كاملة أو ناقصة أو بعضها كاملة و بعضها ناقصة و لكن أجيب عن هذا بجواب حسن و هو أن ابن اسحاق ذكر أن النبي صلى الله عليه و سلم توفي لاثنتي عشرة ليلة من ربيع الأول و هذا ممكن فإن العرب تؤرخ بالليالي دون الأيام و لكن لا تؤرخ إلا بليلة مضى يومها فيكون اليوم تبعا لليلة و كل ليلة لم يمض يومها لم يعتد بها كذلك إذا ذكروا الليالي في عدد فإنهم يريدون بها الليالي مع أيامها فإذا قالوا عشر ليال فمرادهم بأيامها و من هنا يتبين صحة قول الجمهور في أن عدة الوفاة أربعة أشهر و عشر ليال بأيامها و أن اليوم العاشر من جملة تمام العدة خلافا للأوزاعي و كذلك قال الجمهور في أشهر الحج : إنها شوال و ذو القعدة وعشر من ذي الحجة و أن يوم النحر داخل فيها لهذا المعنى خلافا للشافعي وحينئذ فيوم الإثنين الذي توفي فيه النبي صلى الله عليه و سلم كان : ثالث عشر الشهر لكن لما لم يكن يومه قد مضى لم يؤرخ بليلته إنما أرخوا بليلة الأحد و يومها و هو الثاني عشر فلذلك قال ابن إسحاق توفي لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول و الله أعلم))

11-قال بعضهم: مولد النبي مختلف فيه، والظن أنه التاسع، فكيف تحتفلون بيوم 12 ربيع مع أنكم لا تجزمون بأن مولد الهادي فيه ؟
الجواب
هذا قد ذكره أهل العلم لكن المشهور هو 12 ربيع، وعلى تقدير حصول الخلاف فلا ضير ولا مانع من الاحتفال، ولو كان جهل اليوم بالتحديد مانعا من الاحتفال به أو صومه ورافعا لفضله لوجب مثل ذلك في ليلة القدر فإن النبي خرج يخبر أصحابه بها فتلاحا رجلان فرفعت فقال النبي فالتمسوها في العشر الأخير من رمضان، ولم يكن جهلها بالتحديد بمانع من إحيائها، بل إن جهلها بالتحديد يستدعي إحياء العشر كله لنيل بركتها فلو فرضنا أن يوم مولده مختلف فيه هل هو 2 أو 8 أو 12 ربيع فالقياس والفقه يقتضي إحياء هذه الليالي كلها لا تركها كلية، فمن أين يأتينا الفقه المعوج القائل بأن جهل اليوم الذي ولد فيه النبي بالتحديد ينفي فضله الثابت بقوله (ذاك يوم ولدت فيه)؟؟!!!! كل يوم اثنين فهو مبارك يذكرنا بمولده وكل عشر أول من ربيع يذكرنا به كذلك فإذا اتفق الاسم والعدد والشهر كان ذلك غاية المطلوب وأحبه إلى القلوب وأقرب إلى نيل المرغوب.
ولكن الذي استقر عليه الجمهور واعتمدوه وعملوا به إلى يومنا هذا هو(لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأوَّل عام الفيل ) .
وإليك تأكيد "بعض" الأقوال من الأئمَّة :
* قال الحافظ الكبير صاحب التصانيف العظيمة في الحديث والرجال أبو الحاتم محمد بن حبان بن أحمد التميمي البستي رحمه الله في كتابه(كتاب السيرة النبوية وأخبار الخلفاء ) ص7 مانصه:
[ قال أبو حاتم : ولد النبي صلى الله عليه و سلم عام الفيل يوم الإثنين لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول ]. انتهى
* وقال الإمام الحافظ ابن سيد الناس رحمه الله في كتابه (عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير) ج1ص38 ما نصه:
[ وولد سيدنا ونبينا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الاول عام الفيل قيل بعد الفيل بخمسين يوما]. انتهى
*وقال الإمام السهيلي رحمه الله في كتابه( الروض الأنف ) ج1 ص300 ما نصه:
[ ـ ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ: قال حدثنا أبو محمد عبد الملك بن هشام قال حدثنا زياد بن عبد الله البكائي عن محمد بن إسحاق قال:ولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الاثنين ، لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول عام الفيل ].
والذي يظهر هنا أن الإمام السهيلي رحمه الله يُرجّح ما قاله ابن إسحاق رحمه لذكره له دون معارضة أو ذكر لمعارض.
*وقال الإمام محمد بن يوسف الصالحي رحمه الله في كتابه
(سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد )‍ج1 ص334 ـ 336 ما نصه:
[ قال ابن إسحاق رحمه الله تعالى: لاثنتي عشرة ليلة خلت منه ـ أي من ربيع الأول ـ ورواه ابن أبي شيبة في المصنف عن جابر وابن عباس. قال في الغرر: وهو الذي عليه العمل ]. انتهى
والذي يظهر هنا أن الإمام الصالحي رحمه الله يُرجّح ما قاله ابن إسحاق رحمه الله؛ إذ أنه ذكر قولَه أولاً ثم نقل قول صاحب ( الغرر ) الذي يقول: وهو الذي عليه العمل؛ وكأنه أراد تأكيد ما ذهب إليه ابن إسحاق وترجّح له. فتأمَّل
*وقال الإمام الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله في كتابه ( لطائف المعارف ) ص137 بعد ذكره إختلاف الأقوال ما نصه:
[ والمشهور الذي عليه الجمهور أنه ولد يوم الاثنين ثاني عشر ربيع الأول، وهو قول ابن إسحاق وغيره ].انتهى
*وقال الإمام الفقيه أبي زكريا عماد الدين العامري رحمه الله المتوفى سنة893هـ في كتابه
(بهجة المحافل وبُغية الأماثل في تلخيص المعجزات والسير والشمائل )ج1ص51 بعد ذكره إختلاف الأقوال ما نصه:

[واتفقوا على أنه صلى الله عليه وآله وسلّم ولد يوم الإثنين. قال الأكثرون: في شهر ربيع الأول. ........، وقيل لثنتي عشرة وهو أشهرها .... ].
*وقال الإمام علي بن برهان الدين الحلبي رحمه الله في سيرته( السيرة الحلبية في سيرة الأمين المأمون؛ المُسمى بـ" إنسان العيون " ) ج1ص93 قبل ذكر الخلاف وترجيحه ما نصه:
[ وذكر الزبير بن بكار والحافظ ابن عساكر ...... وعن سعيد بن المسيب { ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عند إبهار النهار } أي وسطه { وكان ذلك اليوم لمضي اثنى عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول } أي وكان ذلك في فصل الربيع ...... قال: وحكى الإجماع عليه وعليه العمل الآن، أي في الأمصار خصوصاً أهل مكة في زيارتهم موضع مولده صلى الله عليه وسلم..] انتهى
*قال الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله في كتابه (السيرة النبوية)ج1ص304 مانصه:
[ عن جابر وابن عباس أنهما قالا : ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل يوم الاثنين الثانى عشر من شهر ربيع الاول وفيه بعث وفيه عرج به إلى السماء ، وفيه هاجر وفيه مات . وهذا هو المشهور عند الجمهور والله أعلم ].
و قد استقر الأمر عند الجمهور واشتهر وانتشر وعليه العمد والعمل إلى يومنا هذا أنه في الثاني عشر من شهر ربيع الأول كما ذكر الحفاظ والأئمة ابن كثير و ابن رجب وابن سيد الناس و العامري والسهيلي .. وغيرهم
فهل يصح أن نُخطِّئ ونُبدِّع الحافظ ابن كثير وابن رجب والسهيلي والعامري وابن سيد الناس، ونَقول لهم: كذبتم؛ لم يقل هذا الجمهور؟؟!!
إذاً المسألة شأنها كشأن كثير من المسائل المُختلف فيها؛ سواء كانت فقهية أو حديثيَّة أو تاريخيَّة أو غير ذلك، وكل يعمل بمقتضى ما ترجَّح له في كل مسألة؛ ؟؟
وبالتالي إن اتخاذ هذا الاختلاف في مسألة الاحتفال بالمولد كحُجّة في تحريم وتبديع المولد!
هي حُجَّة ساقطة لا تقوم لها قائمة؛ لأنها مسألة اجتهادية، لا يجوز أن يُلزم الشخص ويوجب على الناس ويُجبرهم بما ترجَّح لديه .

و ما أصدق قول الشاعر
ولد الهدى فالكائنات ضياء * * * و فم الزمان تبسم و ثناء

فهل بعد ذلك نترك لكل من هب ودب أن يبدع يفسق جمهور المسلمين المحتفلين بمولد سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم..
نترك الحكم لكل عاقل
ونختم بقصيدة نظمها العلامة عثمان بن عمر بن الشيخ داود الأشعري الشافعي
في الرد على المانعين لاحتفال المولد النبوي صلى الله عليه وسلم، من بحر المتقارب، وهي هذه:
صَلاْةٌ سَلاْمٌ عَلَـىْ مَنْ أتـى
إِلَىْ الْكَوْنِ أَبْـهَىْ مِنَ الْقَمَرَا
مُحَمَّدِ الْمُصْطَفَىْ الْمُجْتَبَـىْ
وَآَلٍ وَأَصْـحَـاْبِـهِ الأُمَـرَا
وَبَعْدُ فَخَيْـرُ الْوَرَىْ أَحْمَـدَ
بَدَاْ سَيِّـدًا خَاْشِعـًا أَنْـوَرَا
بَـدَاْ مِثْلَ نَـدٍّ وَعَنْـبَـرِنَاْ
وَمِسْكٍ شَذَاْهُ يَعُـمُّ الْـوَرَى
وَمِيْـلاْدُهُ نِعْمَـةٌ رَحْمَـةٌ
وَعِيْـدٌ بِهِ الْمُؤْمِنُ اسْتَبْشَـرَا
بِشَهْرِ الْرَّبِيْعِ بَـدَا نُـوْرُهُ
فَفَاْقَ الْشُّهُـوْرَ بِـهِ افْتَخَـرَا
وَلَيْلَـةُ مِيْـلاْدِهِ شُرِّفَـتْ
بِـهِ عَنْ سِوَاْهَاْ كَمَاْ حُـرِّرَا
عَلَىْ لَيْلَـةِ الْقَـدْرِ فَضَّلَهَـاْ
شُيُـوْخٌ كِـرَاْمٌ مِنَ الْكُبَـرَا
بِـهِ عَامُ مِيْـلاْدِهِ شَـرُفَـاْ
وَمَكَّـةُ إِذْ فِيْهِمَـاْ ظَـهَـرَا
وَمَـاْ زَاْلَ أَهْـلُ الْمَحَبَّةِ أَنْ
يُقِيْمُوْا احْتِفَاْلاً لَّـهُ أَبْـهَـرَا
وَمَحْفَلُهُـمْ بِالصَّـلاْةِ وَبِالـ
ـثَـنَاْءِ عَلَيْهِ لَقَـدْ عُطِّـرَا
وَذِكْرُ شَمَائِـلِـهِ شَأْنُـهُـمْ
فَبَاْدِر ْ وَكُنْ مَعْهُمُوْ وَاذْكُـرَا
كَمَـاْ يُنْفِقُـوْنَ لِتَعْظِيْمِـهِ
بِـمَاْ الله رَبِّـيْ لَهُمْ يَسَّـرَا
فَحُبُّـهُ تَعْظِيْمُـهُ وَاْجِـبٌ
فَطُوْبَـىْ وَطُوْبَىْ لِمَنْ وَقَّـرَا
وَوَيْلٌ وَوَيْلٌ لِمَنْ حَـرَّمَ احْـ
ـتِفَاْلاً لِمِيْلاْدِ خَيْرِ الْـوَرَى
وَأَجْمَعَ أَهْـلُ الْعُلُوْمِ عَلَىْ الْـ
ـجَوَاْزِ فَخُذْهُ لِكَىْ تَظْفَـرَا
وَكَمْ مِنْ إِمَـاْمٍ جَلِيْلٍ حَكَىْ
دَلِيْلاً صَرِيْحًا يُـرَىْ أَظْهَـرَا
فَتَبَّتْ يَدَاْ مُنْكِرٍ جَـاْحِـدٍ
مَدِيْحَ الْحَبِيْبِ وَقَدْ خَسِـرَا
إِذَاْ مُنْشِداً مَـدْحَ طَـهَ رَآَىْ
يَفِرُّ وَوَلَّـىْ إِذَنْ مُـدْبِـرَا
وَتَبْـدُوْ كَـرَاْهِيَّـةٌ مِنْهُـمُ
وَيَسْطُوْنَ مَنْ مَدْحَهُ كَـرَّرَا
فَإِيَاْكَ إِيَـاْكَ مِـنْ غـيِّـهِ
وَكُـنْ مُنْبِذاً قَوْلَهُ مِـنْ وَرَا
فَلَيْسَ لَـدَيـْهِ دَلِيـْلٌ وَلَـوْ
ضَعِيْفاً فَمِنْهُ اسْتَعِذْ وَاَهْجُـرَا
وَلَيْسَ حَيـَاْءٌ لَـهُ وَاَلْتُقَـىْ
وَلَيْسَ اِنْقِـيَاْدٌ لِحَقٍ يَـرَى
وَتَـزْيِيْـنُ بَاْطِـلِـهِ دَأْبـُهُ
وَتَـزْيِيْفُ حَقٍ فَكَمْ غَيَّـرَا
مِنَ اَلْدِيْنِ اَصْلاً وَفَرْعاً فَكُـنْ
نَبِيْهاً يَرَىْ مَاْخَفَـاْ وَاحْـذَرَا
وَصَلُوْا بِجَهْرٍ عَلَىْ اَلْمُصْطَفَىْ
عَلَىْ رَغْمِ أَنْفِ الَذِيْ أَنْكَـرَا
بِتَشْخِيْصِ ذَاْتِ اَلْحَبِيْبِ اَلَذِيْ اَصْـ
ـطَفَاْهُ اِلإِلَـهُ لِكَىْ تَظْفَـرَا
بِنَـثْرٍ وَنَظْـمٍ وَلَيْـلٍ كَـذَاْ
نَـهَاْرٌٍ فَتَحْظُوْا بِخَيْرٍ جَـرَى
وَقُلْ لِلْعَذُوْلِ اسْتَرِحْ وَاقْبِلَـنْ
عَلَىْ شَأْنِكَ ارْجِعْ إِلَيْ اَلْقَهْقَرَى
بِغَيْظِـكَ مُتْ خَاْئِباً بَاْكِـياً
وَعُـدْ خَاْسِئًا بَاْسِرًا أَخْسَـرَا
وَغَنُّوْا فُرَاْدَىْ وَجَمْعاً بِمَـدْ
حِهِ بِارْتِـيَاْحٍ تَنَاْلُوْا اَلْقِـرَى
تَـمَتَعْ وَرَدِّدْ عَلَيْـهِ بِلاْ اكْـ
ـتِرَاْثٍ بِقَوْلِ اِمْرِئٍ خَسِـرَا
فَيَاْسَعْدَ مَنْ حَبَّهُ وَاَقْتَـفَـىْ
عَلَىْ إثْـرِهِ نَـهْجَهُ اَلأَنْـوَرَا
وَصَـلِّ وَسَلِّمْ وَبَاْرِكْ عَلَـىْ
حَبِيْبِكَ مَعْ صَحْبِـهِ الْغُـرَرَا
وَآلٍ وَأَتْـبَاْعِهِـمْ سَرْمَـدَا
مَتَىْ سَاْجِدٌ فِيْ الْدُّجَىْ سَهِـرَا
وَعُثْمَاْنُ عَبْدُ الْهَوَى يَلْتَجِـيْ
حَبِيْبَ الْمُهَيْمِنِ مِنْ سَقَـرَا




محب القوم 11-05-2010 06:41 AM

السؤال: 15ـ ما قولكم فيمن يقوم لما يدعيه من وصول الحضرة النبوية في الموالد ، و هل يحضر الرسول عليه الصلاة و السلام فعلاً تلك الموالد في وقت واحد ؟ ، و هل يصح ذلك عقلا ؟.
الجواب:
قال الشيخ يوسف خطار محمد في كتابه الموسوعة اليوسفية في بيان أدلة الصوفية ما يلي:
[باب] القيام في نهاية المولد:
مفهوم خاطئ : يظن بعض من يحضر المولد النبوي ويقوم مع القائمين أن الناس يقومون معتقدين أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدخل إلى المجلس في تلك اللحظة بجسده الشريف حقيقة وأن البخور والطيب الذي يوضع هو له فهذه الظنون باطلة لا أصل لها.
نعم نحن نعتقد أنه صلى الله عليه وآله وسلم حي حياة برزخية كاملة لائقة بمقامه وإن روحه جوالة في ملكوت الله سبحانه وتعالى ويمكن أن تحضر مجالس الخير وكذلك أرواح الأولياء والصالحين من أتباعه وقد قال مالك: بلغني أن الروح مرسلة تذهب حيث شاءت وقال سلمان الفارسي: أرواح المؤمنين في برزخ من الأرض تذهب حيث شاءت(الروح لابن القيم ص (144).
وإن القيام في المولد ليس سنة ولا واجبا وإنما هي حركة جرت عادة الناس بها واستحسن ذلك من استحسنه من أهل العلم يقول البرزنجي مؤلف أحد الموالد النبوية ما نصه: وقد استحسن القيام عند ذكر مولده الشريف أئمة ذوو رواية وروية فطوبى لمن كان تعظيمه صلى الله عليه وآله وسلم غاية مرامه ومرماه.
ويقول أيضا:
وقد سن أهل العلم والفضل والتقى
قياما على الأقدام مع حسن إمعان
بتشخيص ذات المصطفى وهو حاضر
بأي مقام فيه يذكر بل دان
فأنت تراه يقول: وقد سن أهل العلم ولم يقل سن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو الخلفاء الراشدون ولم يقل: سنة مطلقة بل قال: وقد سن أهل العلم وبعدها يقول: بتشخيص ذات المصطفى أي أن هذا القيام لتصور شخص النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الذهن وهذا التصور شيء محمود ومطلوب بل لابد من أن يتوفر في ذهن المسلم الصادق في كل حين ليكمل اتباعه له صلى الله عليه وآله وسلم وتزيد محبته فيه صلى الله عليه وآله وسلم ويكون هواه تبعا لما جاء به فالناس يقومون احتراما وتقديرا لهذا التصور الواقع في نفوسهم عن شخصية ذلك الرسول العظيم مستشعرين جلال الموقف وعظمة المقام وهو أمر عادي كما تقدم ولذلك فإن من لم يقم لا شيء عليه ولا يكون آثما شرعا.
فالقيام كما قدمنا أمر استحسنه العلماء شرقا وغربا والقصد فيه تعظيم صاحب المولد وجرى به العمل في سائر البلاد وما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن كما مر في حديث ابن مسعود رضي الله عنه .
وقال الشيخ علي بن برهان الدين الحلبي الشافعي: وقد وجد القيام عند ذكر اسمه صلى الله عليه وآله وسلم من عالم الأمة ومقتدى الأئمة دينا وورعا الإمام تقي الدين السبكي اجتمع عنده جمع كثير من علماء عصره فأنشد قول البوصيري في مدحه صلى الله عليه وآله وسلم:
قليل لمدح المصطفى الخط بالذهب
على ورق من خط أحسن من كتب
وأن تنهض الأشراف عند سماعه
قياما صفوفا او جثيا على الركب
فعند ذلك قام السبكي رحمه الله وجميع من في المجلس فحصل أنس كبير بذلك المجلس ويكفي مثل ذلك في الاقتداء (السيرة الحلبية (1/83 - 84) والسيرة النبوية لزيني دحلان ص (51( .
السؤال: 16ـ مصادر التشريع عند المسلمين هما الكتاب و السنة ، و عندكم الكشوف والمنامات و الوساوس و الخطرات ، و حدثني قلبي عن ربي ، فهل هذا هو الدين ؟
الجواب:
بل إن مصادر التشريع عند الصوفية هو الكتاب والسنة والإجماع والقياس وبعض الأمور المختلف بينها بين القفهاء في أصول الاستباط...
وهذا الاتهام للصوفية من الكذب الصراح والتشويه القبيح للتصوف حيث يوهم الوهابية الناس بأن الصوفية يستقون تشريعهم من الكشوفات والمنامات، يريدون بذلك تشويهم صورتهم وتكفيرهم ، قبحهم الله.
ولا يعلمون أن الصوفية لهم مذاهب فقهية كسائر المسلمين كالحنفية والشافعية والمالكية والحنابلة..
ولكن إن حصل للقوم (الصوفية) كشف أو بشارات منامية، فإنها تعرض على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فما وافقها أخذوه وما خالفها تركوه.
لذلك كان الشيخ أبو الحسن الشاذلي الصوفي الكبير والعلم المشهور رحمه الله تعالى يقول : [إِذا عارض كشفُك الصحيح الكتابَ والسنة فاعمل بالكتاب والسنة ودع الكشف، وقل لنفسك: إِن الله تعالى ضمن لي العصمة في الكتاب والسنة، ولم يضمنها لي في جانب الكشف والإِلهام) ["إِيقاظ الهمم" ج2. ص302ـ303]
وقال أبو سعيد الخراز الصوفي رحمه الله تعالى: [كلُّ باطنٍ يخالفه ظاهرٌ فهو باطلٌ) ["الرسالة القشيرية" ص27]
ومن الأمور المسلم بها عند المحققين من العلماء أن بعض الصالحين يأخذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدعيه وأذكاراً تنطبق على الشرع ولا تنافيه ويبين لهم فيها فضلاً خاصاً ولنذكر ما قاله إمامان جليلان يكثر منهما ويستكثر بهما جماعة أنصار السنة المحمدية وهما:
الإمام أبو اسحق الشاطبي في أكثر كتبه رواجاً عندهم: كتاب (الاعتصام) والإمام أبن الحاج في أكثر كتبه رواجاً عندهم وهو كتاب(المدخل).
قال الإمام أبو اسحق الشاطبي في كتابه الاعتصام (1/260) : [إن الرؤيا من غير الأنبياء لا يحكم بها شرعاً على حال إلا أن تعرض على ما في أيدينا من الأحكام الشرعية فإن سوغتها عمل بمقتضاها وإلا وجب تركها والإعراض عنها وإنما فائدتها البشارة أو النذارة خاصة وأما استفادة الأحكام فلا كما يحكي عن الكتاني رحمة الله تعالى : ((رأيت رسول الله صلى الله عليم وسلم في المنام فقلت ادع الله ألا يميت قلبي فقال :قل كل يوم أربعين مرة : يا حي يا قيوم لا إله أنت )) فهذا كلام حسن لا إشكال في صحته وكون الذكر يحي القلب صحيح شرعاً وفائدة الرؤيا التنبيه على الخير وهو من ناحية البشارة وإنما يبقي الكلام في التحديد بالأربعين وإذا في المنام وإذا لم يوجد على اللزوم واستقام وعن أبي يزيد البسطامي رحمه الله : رأيت ربي في المنام فقلت كيف الطريق إليك فقال أترك نفسك وتعال وشأن هذا الكلام من الشرع موجود فالعمل بمقتضاه صحيح).
والسؤال هنا : هل يصح ان نطلق على الشيخ الكتاني أنه دجال كذاب ؟؟؟ وهل كتم النبي صلى الله عليه وسلم هذا الذكر عن الصحابة ؟؟؟ الايستطيع سيدنا ابوبكر ان يحمل هذا الذكر ؟؟؟ وماذا نقول في العلامة ابن الحاج على مايرويه لنا من مثل هذه الروايات التي كان يعتقد صحتها ؟؟؟
قال الشيخ أبن القيم رحمه الله في كتابه (مدارج السالكين(1/448:
(من تجريبات السالكين التي جربوها فألفوها صحيحة أن من أدمن "يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت " أورثه الله حياة القلب والعقل)
وكان شيخ الإسلام أبن تيمية – قدس الله روحه – شديد اللهج بها وقال لي يوماً: لهذين وهما الحي القيوم تأثير عظيم في حياة القلب وكان يشير إلي أنهما الأسم الأعظم وسمعته يقول: من واظب على أربعين مرة كل يوم بين سنة الفجر وصلاة الفجر" يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت برحمتك أستغيث " حصلت له حياة القلب ولم يمت قلبه)
وماذا تقول في ما أتى به ابن تيمية ؟؟؟ والذي نقله عنه تلميذه ابن القيم؟!! ومن اين اتى ابن تيمية بهذا الذكر الذي لم يرد عندنا في السنة ؟؟؟ ومن الذي قال له ان هذا النوع من الذكر يحي القلب ؟؟؟ أهو النبي صلى الله عليه وسلم أم هو من نسج الخيال واتباع الاوهام ؟؟؟
وقال الإمام العلامة المالكي ابن الحاج في المدخل (4/129):
(وقع بعض الناس في شدة كبيرة فشكى ذلك للشيخ – يعني الحافظ أبن أبي جمرة رحمه الله – فرأي النبي الله صلى الله عليه وسلم وهو يشير على الشخص بأن يسبح مائة مرة ويحمد الله مائة مرة ويكبر مائة مرة ويقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له مائة مرة ثم يصلى اثني عشرة ركعة ويدعوا بعدها بما يظهر له ثم يصلى ركعتين ثم يقرأ في الختمة خمسين آية من آخر سورة البقرة ثم يصلى أربعاً وعشرين ركعة ثم يدعوا بهذا الدعاء وهو : اللهم لا فرج إلا فرجك ففرج عنا كل شدة وكربة يا من بيده مفاتيح الفرج أكفنا شر من يريد ضرنا من أنس وجن وأدفعه عنا بيدك القوية بإذنك وقدرتك إنك على كل شي قدير.
ففعله فذهبت تلك الشدة التي كان فيها ذلك الشخص وكان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام يقول في النوم للذي أخبره بما تقدم من التسبيح والصلاة والدعاء إن من فعل هذا صادقاً فرج الله عنه شدته من يومه ولو كانت أي شئ كان).
وياترى ماهو رأي الوهابية في ما قاله امام السنة المحدث عبدالله ابن ابي جمرة ؟؟؟ فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم وأمره بأن يتلو بعض الاذكار ويصلي بعض الصلوات ؟؟؟ وهل مثل هذا الكلام كان معروفاً عند الصحابة ؟؟؟ وهل يضر المسلم شيئ اذا فعل مثل هذا الفعل ؟؟؟
السؤال: 17ـ ما قولكم فيمن يأمر المريد باستحضار صورة الشيخ و الاستمداد من قواه الروحية كالنقشبندية ، و هو ما يسميه بعضهم بالرابطة بين الشيخ والمريد ، ، أو ليس هذا شركا أكبر مخرجاً من الملة.
الجواب:
يعتقد الوهابية أن الرابطة النقشبندية التي يفعلها السادة النقشبندية شرك ، لكن الشرك هو عبادة غير الله، ولا يعني استحضار الكعبة عند ذكر الله أنك تعبد الكعبة، أو عندما تستحضر الموت أو مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذكر الله، لا يعني استحضار هذه الأشياء للاستعانة بها على الحضور والخشوع لا يعني أنك تعبدها.
وأما الرابطة النقشبندية فهي استحضار روح الشيخ ليحصل قوة الذكر والمدد ويحصل النشاط لانجذاب الأرواح الطاهرة، وهذه يعرفها أربابها، ومن ذاق عرف.
وبعد هذا البيان المتواضع يأتي إمام المدرسة الوهابية ابن تيمية ليبرر لنا أنها ليست شرك، لكن أتباعه الوهابية يخالفونه ويعدون من يقولها شرك، يعني حتى إمامهم ابن تيمية ربما سيكفره الوهابية لأنه يقول بالرابطة النقشبندية !!
يقول الشيخ ابن تيمية رحمه الله في فتاواه :
))ومما يحقق هذه الأمور أن المحب يجذب، والمحبوب يجذب‏.‏ فمن أحب شيئًا جذبه إليه بحسب قوته، ومن أحب صورة جذبته تلك الصورة إلى المحبوب الموجود في الخارج بحسب قوته‏.‏ فإن المحب عـلته فاعلية، والمحـبوب علته غائية، وكـل منهـما لـه تأثير في وجود المعلول، والمحب إنما يجذب المحبوب بما في قلب المحب من صورته التي يتمثلها، فتلك الصورة تجذبه بمعنى انجذابه إليها، لا أنها هي في نفسها قصد وفعل، فإن في المحبوب من المعنى المناسب ما يقتضى انجذاب المحب إليه، كما ينجذب الإنسان إلى الطعام ليأكله، وإلى امرأة ليباشرها، وإلى / صديقه ليعاشره، وكما تنجذب قلوب المحبين للّه ورسوله إلى اللّه ورسوله، والصالحين من عباده لما اتصف به سبحانه من الصفات التي يستحق؛ لأجلها أن يحب ويعبد‏.‏
بل لايجوز أن يحب شيء من الموجودات، لذاته إلا هو سبحانه وبحمده، فكل محبوب في العالم إنما يجوز أن يحب لغيره، لا لذاته، والرب تعالى هوالذي يجب أن يحب لنفسه، وهذا من معاني إلهيته و ‏{‏لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا‏}‏ ‏[‏الأنبياء‏:‏ 22‏]‏، فإن محبة الشيء لذاته شرك، فلا يحب لذاته إلا اللّه، فإن ذلك من خصائص إلهيته، فلا يستحق ذلك إلا اللّه وحده، وكل محبوب سواه إن لم يحب لأجله، أو لما يحب لأجله فمحبته فاسدة‏.‏
واللّه ـ تعالى ـ خلق في النفوس حب الغذاء، وحب النساء، لما في ذلك من حفظ الأبدان وبقاء الإنسان، فإنه لولا حب الغذاء لما أكل الناس ففسدت أبدانهم، ولولا حب النساء لما تزوجوا فانقطع النسل، والمقصود بوجود ذلك‏:‏ بقاء كل منهم ؛ليعبدوا اللّه وحده، ويكون هو المحبوب المعبود لذاته الذي لا يستحق ذلك غيره‏.‏
وإنما تحب الأنبياء والصالحون تبعا لمحبته، فإن من تمام حبه حب ما يحبه، وهو يحب الأنبياء والصالحين، ويحب الأعمال الصالحة، فحبها / للّه هو من تمام حبه، وأما الحب معه فهو حب المشركين الذين يحبون أندادهم كحب اللّه، فالمخلوق إذا أحب للّه كان حبه جاذبًا إلى حب اللّه، وإذا تحاب الرجلان في اللّه اجتمعا على ذلك، وتفرقا عليه، كان كل منهما جاذبا للآخر إلى حب اللّه، كما قال تعالى‏:‏ ‏(‏حقت محبتي للمتحابين في، وحقت محبتي للمتجالسين في، وحقت محبتي للمتباذلين في، وإن للّه عبادًا ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء بقربهم من اللّه، وهم قوم تحابوا بروح اللّه علي غير أموال يتباذلونها، ولا أرحام يتواصلون بها، إن لوجوههم لنورًا، وإنهم لعلى كراسي من نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس‏)‏‏.‏
فإنك إذا أحببت الشخص للّه كان اللّه هو المحبوب لذاته، فكلما تصورته في قلبك تصورت محبوب الحق فأحببته، فازداد حبك للّه، كما إذا ذكرت النبي صلى الله عليه وسلم، والأنبياء قبله، والمرسلين وأصحابهم الصالحين، وتصورتهم في قلبك، فإن ذلك يجـذب قلبك إلى محبة اللّه المنعم عليهم، وبهم إذا كنت تحبهم للّه، فالمحبوب للّه يجذب إلى محبة اللّه، والمحب للّه، إذا أحب شخصًا للّه، فإن اللّه هو محبوبه، فهو يحب أن يجذبه إلى اللّه تعالى، وكل من المحب للّه والمحبوب للّه يجذب إلى اللّه))‏.‏ [مجموع فتاوى ابن تيمية المجلد العاشر]
ثم قال الوهابي:
بل و من شرك التعظيم ، و له تعلُّقٌ بشرك الاستغاثة و التصرف
الجواب:
نعم يقع في الشرك من يعتقد أن الإغاثة من المخلوق من دون إذن الله، أو تصرف الولي (المخلوق) بغير إذن الله.
وإنما نحن نقول أن النفع والضر يجري على يد العبد الصالح بإذن الله، كما أخبر سبحانه وتعالى عن سيدنا عيسى: {وأبرئ الأكمه والأبرص وأحي الموتى بإذن الله} فالإحياء والشفاء أجراهما الله على يد سيدنا عيسى عليه السلام، ونسب الفعل لسيدنا عيسى وعلقه على إذن الله فقال: {وأحي الموتى بإذن الله} وهذا هو التوحيد .
فموضوع الاستغاثة توجد أدلته مفصلة في هذا الموضوع:
كتاب الإغاثة بأدلة الاستغاثة
وموضوع التصرف موجود على هذا الرابط:
الصحابة والصالحون الذين تصرفوا في الكون
وسأذكر بعضها:
طوي الأرض
جاء في (سير أعلام النبلاء ج: 17 ص: 612) لمحمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي أبو عبد الله (673-748هـ) : في حديثه عن (القزويني) الإمام القدوة العارف شيخ العراق أبو الحسن علي بن عمر بن محمد ابن القزويني البغدادي الحربي لصاحب، قال: وحدثني علي بن محمد الطراح الوكيل قال رأيت الملك أبا طاهر بن بويه قائما بين يدي الشيخ أبي الحسن يومىء بالجلوس فيأبى ثم سرد له ابن المجلي كرامات منها شهوده عرفة وهو ببغداد ومنها ذهابه إلى مكة فطاف ورجع من ليلته.
تسخير الحيوانات
جاء في (المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد ج: 2 ص: 391) لبرهان الدين إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مفلح المتوفى سنة 884هـ : 919 محمد بن الحسن بن جعفر الراذاني المقرىء الفقيه لصاحب صحب القاضي أبا يعلى وكان زاهدا ورعا عالما بالقراءات وغيرها وممن تفقه عليه قال ابن السمعاني كان فقيها مقرئا من الزهاد المنقطعين والعباد الورعين مجاب الدعوة صاحب كرامات وأراد مرة أن يخرج إلى الصلاة فجاء ابنه وهو صغير فقال يا ابي أريد غزالا ألع به فسكت الشيخ وقال غدا يجيئك غزال فلما كان الغد جاء غزال ووقف على باب الشيخ وجعل يضرب بقرنه الباب إلى أن فتحوا له ودخل فقال الشيخ لابنه يا بني جاءك الغزال ورئي بعرفة في سنة لم يحج فيها ولم يخرج من بلده وصله إنسان بالطلاق أنه رآه فيها فأخبر الشيخ بذلك فقال أجمعت الأمة قاطبة على أن إبليس عدو الله يسير من المشرق إلى المغرب في افتتان مسلم أو مسلة في لحظة واحدة فلا ينكر العبد من عباد الله أن يمضي في طاعة الله بإذن الله في ليلة إلى مكة ويعود ثم التفت إلى الحالف وقال طب نفسا فإن زوجتك معك حلال توفي يوم الأحد رابع عشر جمادى الأولى سنة أربع وتسعين وأربعمائة .
تسخير الغمام بالدعوة المستجابة
وأيضأً في تهذيب التهذيب ج: 5 ص: 223)) للحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله)) :
ع ص الستة والنسائي في خصائص علي عبد الله بن شريك العامري الكوفي: قال بن أبي حاتم عن أبي زرعة ثقة وقال العجلي ثقة وكان يحمل على علي وقال الجريري كان عبد الله بن شقيق مجاب الدعوة كانت تمر به السحابة فيقول اللهم لا تجوز كذا وكذا حتى تمطر فلا تجوز ذلك الموضع حتى تمطر حكاه بن أبي خيثمة في تاريخه.
جريان نهر النيل بأمر من سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه
جاء في كرامات الأولياء ج: 1 ص: 119) لهبة الله بن الحسن الطبري اللالكائي المتوفى سنة 418هـ : أنا محمد بن أبي بكر قال ثنا محمد بن مخلد قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا عبد الله بن صالح حدثني ابن لهيعة عن قيس بن حجاج عمن حدثه قال لما حسنة مصر أتى أهلها إلى عمرو بن العاص حين دخل بؤونة من أشهر العجم فقالوا أيها الأمير إن لنيلنا هذا سنة لا يجري إلا بها فقال وما ذاك قالوا إذا كان ثنتا عشرة ليلة خلون من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر من أبويها فأرضينا أبويها وجعلنا عليها من الحلي والثياب أفضل ما يكون ثم ألقيناها في هذا النيل فقال له عمرو إن هذا مما لا يكون في الإسلام إن الإسلام يهدم ما قبله قال فأقاموا بؤونة وأبيب ومسرى والنيل لا يجري قليلا ولا كثيرا حتى هموا بالجلاء فلما رأى ذلك عمرو كتب بذلك إلى عمر بن الخطاب فكتب إنك قد أصبت بالذي فعلت وإن الإسلام يهدم ما قبله وإني قد بعثت إليك ببطاقة داخل كتابي هذا فألقها في النيل فلما قدم كتاب عمر إلى عمرو أخذ البطاقة ففتحها فإذا فيها من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل مصر أما بعد فإن كنت إنما تجري من قبلك فلا تجر وإن كان الله الواحد القهار هو الذي يجريك فنسأل الله الواحد القهار أن يجريك قال فألقى البطاقة في النيل فلما ألقى البطاقة أصبحوا يوم السبت وقد أجراه الله تعالى ستة عشر ذراعا في ليلة واحدة وقطع الله تعالى تلك السنة عن أهل مصر إلى اليوم .
إحياء الميت بإذن الله بعد موته (وأحيي الموتى بإذن الله)
وجاء في (الإصابة ج: 3 ص: 390) لأحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي (773-852) : 3996 شيبان النخعي له إدراك روى إبراهيم الحربي من طريق مجالد عن الشعبي قال خرج رجل من النخع يقال له شيبان في جيش على حمار له في زمن عمر فوقع الحمار ميتا فدعاه أصحابه ليحملوه ومتاعه فامتنع فقام فتوضأ ثم قام ثم رأسه فقال اللهم إني أسلمت لك طائعا وهاجرت مختارا في سبيلك ابتغاء مرضاتك وإن حماري كان يعينني ويكفيني عن الناس فقوني به وأحيه لي ولا تجعل لأحد علي منة غيرك فنفض الحمار رأسه وقام فشد عليه ولحق بأصحابه.. وذكر مثل ذلك أيضاً بن تيمية في (مجموع فتاواه ج11 ص 281) وبن كثير في (تاريخ ابن كثير 6 : 150، 292) .
وأخرج ابن أبي الدنيا في كتابه (من عاش بعد الموت ص 28) بسنده عن أنس بن مالك : عدت شاباً من الأنصار، فما كان بأسرع أنْ مات، فأغمضناه، ومددنا عليه الثوب، فقال بعضنا لأمه : احتسبيه،قالت : وقد مات..؟؟ قلنا : نعم، قالت : أحق ما تقولون..؟؟ قلنا : نعم. فمدت يدها نحو السماء وقالت : اللهم إني آمنت بك، وهاجرت إلى رسولك، فإذا أنزلت بي شدة شديدة ففرجتها، فأسألك اللهم أنْ لا تحمل عليّ هذه المصيبة اليوم، قال : فانكشف الثوب عن وجهه، فما برحنا حتى أكلنا وأكل معنا.
دعا بتأخير أجله فاستجاب الله له:
جاء في (كرامات الأولياء ج: 1 ص: 129) لهبة الله بن الحسن الطبري اللالكائي المتوفى سنة 418هـ: 79 أخبرنا علي بن محمد بن عيسى قال أنا علي بن محمد الواعظ قال ثنا يوسف يعني ابن يزيد قال ثنا أسد قال ثنا حاتم بن إسماعيل قال ثنا يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن جده قال دعا سعد فقال يا رب إن لي بنين صغارا فأخر عني الموت حتى يبلغوا فأخر عنه الموت عشرين سنة..!!
وأيضاً في (صفوة الصفوة ج: 1 ص: 360) لعبد الرحمن بن علي بن محمد أبو الفرج (510-597هـ) : وعن يحيى بن عبد الرحمن بن لبيبة عن جده قال دعا سعد فقال يا رب إن لي بنين صغارا فأخر عني الموت حتى يبلغوا فأخر عنه الموت عشرين سنة. وكذالك رواه في (كرامات الأولياء ج: 1 ص: 129) لهبة الله بن الحسن الطبري اللالكائي، وفي (سير أعلام النبلاء ج: 1 ص: 117) للذهبي.
وبعد الاطلاع على هذين الموضوعين ستجد أن هذا الأمر مذكور ووارد في كتب أهل السنة والجماعة وموجود أن قائله هم السلف الصالح، فيا ليت هؤلاء السلفية يرجعون لسلفهم، أو إن كفروا الصوفية أن يكفروا سلفهم لأنهم قالوا بهذا !
السؤال: 18 ـ ما قولكم في تكفير بعض الطرق بعضها البعض؟

الجواب:
إن كان التكفير على حق قلنا به، وإن كان التكفير وقع على غير حق فكلام التكفير مردود عليه فـ ((من قال لأخيه يا كافر فقد باء (رجع) بها أحدهما إن كان كما قال وإلا رجعت عليه)) رواه البخاري في الصحيح.
السؤال: 19ـ ما رأيكم في تعاون الصوفية مع المستعمر الأجنبي ، و هل ذلك من الاسلام في شيء ؟، و أين الولاء و البراء ؟
الجواب:
وما الدليل على ذلك؟
إنما الوهابية الذين وقفوا مع المستعمر الإتكليزي في حربهم ضد الدولة العثمانية الذين كان شيوخ دولتهم أغلبهم صوفية أصحاب الطريقة النقشبندية، فهؤلاء الوهابية هم أولى بالقدح بهم، فهم من وقفوا ضد الاستعمار في كل الميادين.
قال الباحث الدكتور الشيخ عمر مسعود التيجاني في رسالته التصوف وموقعه من الإسلام :
))لقد أخطأ المهاجمون في فهم التصوف لأنهم أخطأوا في فهم روح الإسلام ورسالته فليس التصوف خمولاً ولا انهزاماً كما ادعوا وليس التصوف تواكلاً وهواناً ورضاً بالذل ولو كان هذا ما كان صاحبه مسلماً كاملاً ولا عابداً عارفاً بالله .
إن التصوف قوة وبأس ونضال إنه تصعيد بالحياة إلى أعلى إنه معرفة وإيمان وإيقان أنه قوة روحية تكمن وراء كل حركة وخاطرة إن تعلق بالله وحده يرفع من معنوية الإنسان في الحياة فلا يأبه بطغيان طاغية ولا جبروت سلطان ولا يزن أعماله إلا بميزان دقيق أساسه مراقبة الله وتحكيم الحق الصرف في كل عمل وفي كل حركة وفي كل خاطرة وفي كل التفاتة .
والحركة الفكرية والتجديدية في الإسلام إنما كانت أثراً لأئمة التصوف الإسلامي ولجهودهم الضخمة في نصرة الإسلام والعمل على النهوض بالمسلمين بل إن الإسلام لم ينتشر في أواسط إفريقيا وفي الممالك النائية في آسيا وفي جزر المحيط الهندي وفي إندونيسيا وفي ماليزيا وأيضاً في أوروبا في بلغاريا وفي رومانيا وفي بلاد يوغسلافيا وفي البوسنة والهرسك وكوسوفو ( بلاد الصغالبة ) لم يكن كل ذلك إلا على أيدي الدعاة من الصوفية المجاهدين .
وكيف ننسى هذا التراث الروحي الكبير أو ننتقص من قيمته وهو جزء مهم من تاريخنا الوطني والسياسي فهؤلاء الصوفيون الأعلام هم الذين قاوموا طغيان الحكام وانتصروا للشعب في محنته وكافحوا الاستعمار الصليبي والإيطالي والفرنسي والإنجليزي كما كافحوا من قبل ظلم المماليك وطغيانهم . ( انظر كتاب التاريخ للإمام الجبرتي ) لقد كان الصوفية هم من وراء تأهيل المصريين لزعامة العالم الإسلامي بعد سقوط بغداد عاصمة الخلافة وبتأييدهم وحشود مريديهم ومحبيهم انتصر المسلمون على الصليبيين في حطين وفي دمياط وفي المنصورة وانتصروا على التتار في عين جالوت وانظر تاريخ الشيخ أحمد الدرديري شيخ الطريقة الخلوتية وانظر تاريخ الشيخ عبد الله الشرقاوي شيخ الطريقة الشاذلية وانظر تاريخ الشيخ السادات والشيخ عمر مكرم والشيخ أحمد بن السنباطي وكل هؤلاء صوفيون.
وفي تاريخنا المعاصر كان هنالك الشيخ النوراني محمد بن علي السنوسي الصوفي الكبير شيخ الطريقة السنوسية في ليبيا التي كافحت الجهل والفوضى التي جاهدت الاستعمار الإيطالي في ليبيا جهاداً شديداً إن الشيخ الشريف أحمد السنوسي حفيد شيخ الطريقة قد قضى حياته في كفاح الاستعمار الإيطالي وأزعج الدويتش موسيليني زعيم الحزب الفاشستي ورئيس الدولة الإيطالية وجهاد الشريف أحمد السنوسي يعتبر من أيام البطولات الخالدة في تاريخنا المعاصر ويكفي الطريقة السنوسية المجاهدة فخراً أن الشيخ عمر المختار هو أحد رجالات هذه الطريقة ومن كبار مقدميها ومن أخلص التلاميذ لقائد الجهاد الأعلى الشيخ الشريف أحمد ابن السنوسي ) انظر كتاب حاضر العالم الإسلامي ) تأليف لوثورب وترجمة شكيب أرسلان .
وكان من قبل الشيخ شمس الدين الدمياطي يرابط في ثغر دمياط في مواجهة العدو وكان الشيخ محمد خفاجي الصوفي الجليل يقيم هو وأسرته في دمياط في جهاد العدو كما هو مدون في تاريخه ولا ننسى الشيخ الصوفي المحدث العلامة ضياء الدين الكمشخانوي من كبار رجال الطريقة النقشبندية الذين حاربوا الروس في غزوهم الظالم لمنطقة القوقاز سنة 1280هـ ولا ننسى الشيخ أحمد شاكر بن خليل علامة الروم الذي قاد كتيبة من المتطوعين من تلاميذ الزوايا الصوفية حتى فتحوا مدينة ( علكسانيج ) في حرب الصرب وألقى يوم الفتح خطبة الجمعة باسم الخليفة في أكبر كنيسة هنالك .
ولا ننسى شيخ الإسلام الصوفي محمد سعد الدين ( المتوفى عام 1008 ) الذي كان مع السلطان محمد الثالث في حرب ( هنغاريا ) وحضر المعركة المشهورة باسم ( أكري ))]
ولو لم نرد الاختصار والإيجاز لتبحرنا أكثر عن ذكر هذه البطولات ورجالها وقد ذكرنا من قبل في الردود السابقة ما فيه الشفا لاصاحب هذه الشبهات فلتراجع.
السؤال: 20ـ لماذا تتحاشون العلم الشرعي ، و تغطُّّون أعين تابعيكم عنه ، أم أنَّ ذلك لكونِه يفضح جهلكم أمام أتباعِكم ، أو ليس الاسلام يأمر بالعلم و يحث عليه ؟
الجواب:
هذا كلام يناقض الواقع الذي نراه
فنحن نرى أن جل الصوفية علماء (وأنا لا أتكلم عن التصوف الذي شوهه وبث فيه ما ليس منه)
ففي عصرنا الحالي نرى أن مشايخ الصوفية علماء ودعاة إلى الله: فمن أشهرهم:
الحبيب عمر بن حفيظ، الحبيب علي الجفري، الحبيب علي بن مشهور، السيد محمد بن علوي المالكي محدث الحجاز، الشيخ عبد الله بن الصديق الغماري وأبوه وجده (العائلة الغمارية أهل الحديث)، الشيخ عبد الهادي الخرسة، الشيخ عبد الرحمن الشاغوري شيخ الشاذلية رحمه الله، الشيخ محمود أبو الهدى الحسيني، الشيخ عبد القادر عيسى، الشيخ أحمد حسون (مفتي سوريا حالياً)، ووالده الشيخ أديب حسون، وكلاهما نقشبندي الطريقة، والشيخ أحمد كفتارو (مفتي سوريا سابقاً رحمه الله)، وأبوه الشيخ أمين كفتارو، والشيخ أديب الكلاس، والشيخ أسعد الصاغرجي، والشيخ محمود الحوت، والشيخ عبد الوهاب بوعافية، والشيخ محمد أبو الهدى الحسيني ، وأبوه مفتي المالكية في دمشق رحمه الله، والشيخ علي جمعة مفتي مصر حالياً، والشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر، والشيخ مضر مهملات، والشيخ سعيد كحيل شيخ حمص، والشيخ حبيب سلامي، والشيخ عبد القادر السقاف، وهذا غيض من فيض وهؤلاء مما حضر الذهن وإلا فهم كثيرون ولله الحمد ..
ومن العلماء السابقين: واعلم أنّ مشايخ القوم هم علماء عاملون فقهاء مشهورون نذكر بعض علمائهم لا على سبيل الحصر انما على سبيل المثال منهم:
الحافظ الأصبهاني، والمحدث والمؤرخ الروذباري، والغزالي، والقاضي بكار بن قتيبة، والقاضي رويم البغدادي، وأبو القاسم القشيري، والفقيه ابن خفيف الشيرازي، والحافظ أبو الفضل المقدسي، والعز بن عبد السلام المالكي، والحافظ ابن الصلاح، وسلطان العلماء العز بن عبد السلام، والحافظ النووي، والإمام تقي الدين السبكي، والفقيه تاج الدين السبكي، والمفسر النحوي أبو حيان الأندلسي، والحافظ قطب الدين القسطلاني، والحافظ السيوطي، وأبو الحسين محمد النوري، وأبو سعيد أحمد بن عيسى الخراز، وأبو العباس أحمد ابن عطاء البغدادي، وأبو عبد الله عمرو بن عثمان المكي، وأبو يعقوب يوسف بن حمدان السوسي ,و ابو يعقوب اسحاق بن محمد بن أيوب النهرجوري، وأبو محمد الحسن بن محمد الجريري، وأبو عبد الله محمد بن علي الكناني، وأبو اسحاق ابراهيم بن أحمد الخواص، وأبو بكر محمد بن موسى الواسطي، وأبو بكر الشبلي وغيرهم.
والشيخ أبو الحسن الشاذلي الذي كان لا يقبل مريداً عنده حتى يعد للمناظرة في علوم الشريعة (كما ذكر في كتاب المدرسة الشاذلية لعبد الحليم محمود رحمه الله)، والشيخ عبد القادر الجيلاني الذي نشر المذهب الحنبلي بسببه، والشيخ أحمد الرفاعي العالم الكبير والولي الصالح المشهور، والإمام الجنيد بن محمد شيخ الشريعة والحقيقة لذلك سمي بإمام الطائفتين... وغيرهم الكثير ممن ذكرهم الحافظ الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء.
ومن العبارات المشهورة عند الصوفية قول سيدنا أحمد الرفاعي قدس الله سره: ((ما اتخذ الله ولياً جاهلاً ولو اتخذه لعلمه((
يقول الشيخ شمس الفيضة التجانية الشيخ ابراهيم عبد الله انياس رضي الله عنه وعنا به آمين في كتابه كاشف الإلباس عن فيضة سيدي أبى العباس رضي الله عنه وعنا به آمين صفحة 66 ما نصه :-
إعلم يا أخي رحمك الله أن علم التصوف عبارة عن علم انقدح من قلوب الأولياء حتى استنارت بالعمل بالكتاب والسنة ، فكل من عمل به إنقدح له من ذلك علوم وآداب وأسرار وحقائق تعجز الألسن عنها نظير ما انقدح لعلماء الشريعة من الأحكام حتى عملوا بما علموا من أحكامها ؛ فالتصوف إنما هو زبدة عمل العبد بأحكام الشريعة إذا خلا من عمله العلل وحظوظ النفس كما إن علم المعاني والبيان زبدة علم النحو ؛ فمن جعل علم التصوف علما مستقلاً صدق ، ومن جعله عين أحكام الشريعة صدق ؛ كما أن من جعل عمل المعاني والبيان علم مستقلاً صدق ، ومن جعله من جملة علم النحو صدق لكن لا يشرق على ذوق أن علم التصوف يتفرع من عين الشريعة إلا من تبحر في علم الشريعة حتى بلغ الغاية ((..
وقال سيدنا الامام الكبير احمد الرفاعي رضي الله عنه للقطب ابي اسحاق ابراهيم الاعزب رضي الله عنه:"ما أخذ جدك طريقًا لله إلا اتباع رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)، فان من صحت صحبته مع سرِّ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) اتبع ءادابه وأخلاقه وشريعته وسنته، ومن سقط من هذه الوجوه فقد سلك سبيل الهالكين" اهـ، وقال أيضًا: "واعلم ان كل طريقة تخالف الشريعة فهي زندقة" اهـ، وقال رضي الله عنه أيضا: "الصوفي هو الفقيه العامل بعلمه " اهـ.
وقد حكى العارف بالله الشعراني في مقدمة كتابه الطبقات إجماع القوم على انه لا يصلح للتصدر في طريق الصوفية إلا من تبحر في علم الشريعة وعلم منطوقها ومفهومها وخاصها وعامها وناسخها ومنسوخها، وتبحر في لغة العرب حتى عرف مَجازاتها واستِعاراتِها وغير ذلك.
والحكمة في هذا الاجماع الذي حكاه الشعراني ظاهرةٌ لان الشخص إذا تصدَّرَ للمشيخة والإرشاد اتخذه المريدون قدوة لهم ومرجعًا يرجعون اليه في مسائل دينهم، فإذا لم يكن متقنًا لعلم الشرع متبحرًا فيه قد يضل المريدين بفتواه فيحل لهم الحرام ويحرم عليهم الحلال وهو لا يشعر، أيضا فان أغلب البدع القبيحة والخرافات إنما دخلت في الطريق بسبب كثير من المشايخ الذين تصدروا بغير علم ونصبوا انفسهم للإرشاد من غير ان يكونوا مستحقين لهذا المنصب الجليل، ولذلك تجد الكثير من المنتسبين إلى التصوف اليوم والى طرق اهله قد أعماهم الجهل فيظنون أنهم بمجرد أخذهم لطريقة صوفية معيّنة يرتقون إلى اعالي الدرجات، وبمجرد قراءتهم للاوراد يصلون إلى مقام الإرشاد، وهؤلاء هم المبتدعة الذين لا يجعلون من العلم مطية للسلوك إلى الله، بل يعبدون الله على جهل، فهؤلاء هم الذين شوهوا التصوف الصحيح.
لكون التصوف مبنيًّا على الكتاب والسنة دخل فيه عظماء العلماء وانضم إلى زمرة اهلهِ فحولٌ من الكبراء كالحافظ أبي نُعَيمٍ، والمحدث المؤرخ أبي القاسم النصرَاباذي، وأبي علي الرَوذباري، وأبي العباسْ الدَينوري، وأبي حامد الغزالي، والقاضي بكارِ بن قتيبةَ، والقاضي رُوَيمْ بن أحمد البغدادي، وأبي القاسمِ عبد الكريم بن هوازن القشيري الجامع بين الشريعة والحقيقة، والشيخ الفقيه محمد بن خَفيفٍ الشيرازي الشافعي، والحافظ ذي المصنفات في الحديث والرجال أبي الفضل محمد المقدسي، والشيخ عز الدين بن عبد السلام ، والحافظ ابن الصلاح، والنووي، وتقي الدين السبكي وابنه تاج الدين السبكي، وأبي الحسن الهِيكاري، والفقيه نجم الدين الخَبوشاني الشافعي، والفقيه المحقق سراج الدين أبي حفص عمر المعروف بابن الملقِّن الشافعي، والحافظ جمال الدين محمد بن علي الصابوني، والحافظ شرف الدين أبي محمد عبد المؤمن الدمياطي، والحافظ أبي طاهر السِّلَفي، والمسند المعمّر جمال الدين أبي المحاسنْ يوسف الحنبلي، وقاضي القضاة شمس الدين أبي عبد الله محمد المقدسي، والمفتي شرف الدين أبي البركات محمد الجُذامي المالكي، والإمام بهاء الدين أبي الحسن علي بن أبي الفضائل هبة الله بن سلامة، والحافظ أبي القاسم سليمان الطبراني صاحب المعاجم المعروفة، والمفتي جمال الدين محمد المعروف بابن النقيب، وقاضي القضاة الشيخ عز الدين عبد العزيز، ووالده قاضي القضاة بدر الدين أبي عبد الله محمد، ووالده شيخ الإسلام برهان الدين ابراهيم بن سعد بن جماعة الكِناني الشافعي، والشيخ أبي عبد الله محمد بن الفُرات، وقاضي القضاة تقي الدين أبي عبد الله محمد بن الحسين بن رُزَيْن الحموي الشافعي، وشيخ الإسلام صدر الدين أبي الحسن محمد، وشيخ شيوخ عصره عماد الدين أبي الفتح عمر، وشيخ الإسلام معين الدين أبي عبد الله محمد، والشيخ المفسّر النحوي أبي حيان الاندلسي، وقطب الدين القَسطلاني المشهور، والمفسر كمال الدين ابن النقيب، والحافظ أبي موسى المَديني، والعلامة نجم الدين أبي النعمان بشير بن أبي بكر حامد الجُبعْبري التبريزي، والحافظ جلال الدين السيوطي، والشيخ عبد الواحد بن عاشرٍ الانصاري المالكي، والعلامة المحققِ الشيخ أحمد بن المبارك اللّمْطي، وغيرهم خلق كثير مما تضيق عن ذكرهم هذه الأسطر، فلا تجد عالمًا كبيرًا ومحققا شهيرا إلا ودخل في طريق القوم والتمس بركتهم ونال الحظوة بسبب الانتسابِ اليهم، فمن قرأ تراجم العلماء والمحدثين وتتبع سيرتَم واستقصى أخبارهم أدرك ذلك، ومن انكر ذلك فهو جاهل متعنت لا اعتداد به ولا عبرة بما يقول.
ويكفي في بيان فضل الصوفية ما ذكر عن الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه انه كان يقول لأبي حمزة الصوفي: "ماذا تقول يا صوفي " ا.هـ.،
فالصوفي عند من يعرفه هو العامل بالكتاب والسنة يؤدي الواجبات ويجتنب المحرمات ويترك التنعم في المأكل والملبس ونحو ذلك، فهذه الصفة في الحقيقة صفة الخلفاء الأربعة، فلذلك صنف الحافظ أبو نُعيم كتابه الضخم المسمى "حلية الأولياء" أراد به ان يميز الصوفية المحققين من غيرهم لمّا كثر في زمانه الطعن من بعض الناس في الصوفية، ودعوى التصوف من طائفة أخرى هم خلاف الصوفية في المعنى، فبدأ بذكر الخلفاء الأربعة، وقد صنف خلق كثير من العلماء كتبًا في هذا الشان منها طبقات الصوفية للمحدث الحافظ أبي عبد الرحمن محمد السُلَميّ النيسابوري، وطبقات الصوفية للحافظ البارع أبي سعيد النقّاش الحنبلي، وطبقات الصوفية للحكيم الترمذي، وطبقات الصوفية للحافظ ابن الملقّن الشافعي وكل هؤلاء من اهل الحديث.
وقد أكثر الحافظ البيهقي الرواية عن شيخه أبي علي الرَوذْباري أحد مشاهير الصوفية الذي كان تلميذ الجنيد رضي الله عنه. قال الشيخ منصور البُهوتي الحنبلي في كتابه كشاف القناع ما نصه: "ونقل إبراهيم بن عبد الله القلانسي ان الإمام أحمد قال عن الصوفية- أي الصادقين-: لا أعلم أقوامًا أفضل منهم، قيل: انهم يستمعون ويتواجدون، قال: دعوهم يفرحون مع الله ساعة، قيل: فمنهم من يموت ومنهم من يُغشى عليه فقال: ﴿وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ﴾(سورة الزمر/٤٧) ولعل مُراده سماع القرءان، وعذرهم لقوة الوارد، قاله في الفروع"، اهـ. وصاحب الفروع هو شمس الدين بن مفلح الحنبلي.
ويكفي أن الإمام أبو حنيفة كان شيخ طريقة صوفية، كما ذكر نقل الفقيه الحنفي الحصكفي صاحب الدر: أن أبا علي الدقاق رحمه الله تعالى قال: (أنا أخذتُ هذه الطريقة من أبي القاسم النصر أباذي، وقال أبو القاسم: أنا أخذتها من الشبلي، وهو من السري السقطي، وهو من معروف الكرخي، وهو من داود الطائي، وهو أخذ العلم والطريقة من أبي حنيفة رضي الله عنه، وكلٌ منهم أثنى عليه وأقرّ بفضله..) ثم قال صاحب الدر معلقاً: (فيا عجباً لك يا أخي! ألم يكن لك أسوة حسنة في هؤلاء السادات الكبار ؟ أكانوا مُتَّهمين في هذا الإِقرار والافتخار، وهم أئمة هذه الطريقة وأرباب الشريعة والحقيقة ؟ ومَن بعدهم في هذا الأمر فلهم تبع، وكل ما خالف ما اعتمدوه مردود مبتدع) [الدر المختار ج1. ص43.
يقول ابن عابدين رحمه الله تعالى في حاشيته متحدثاً عن أبي حنيفة رحمه الله تعالى، تعليقاً على كلام صاحب الدر الآنف الذكر: (هو فارس هذا الميدان، فإِن مبنى علم الحقيقة على العلم والعمل وتصفية النفس، وقد وصفه بذلك عامة السلف، فقال أحمد بن حنبل [رحمه الله تعالى] في حقه: إِنه كان من العلم والورع والزهد وإِيثار الآخرة بمحل لا يدركه أحد، ولقد ضُرِب بالسياط لِيَلِيَ القضاء، فلم يفعل. وقال عبد الله بن المبارك [رحمه الله تعالى]: ليس أحد أحق من أن يُقْتَدى به من أبي حنيفة، لأنه كان إِماماً تقياً نقياً ورعاً عالماً فقيهاً، كشف العلم كشفاً لم يكشفه أحد ببصر وفهم وفطنة وتقى. وقال الثوري لمن قال له: جئتُ من عند أبي حنيفة: لقد جئتَ من عند أعبد أهل الأرض) ["حاشية ابن عابدين" ج1. ص43]
ويكفي أن الإمام مالك رحمه الله كان متخذاً شيخاً له في التصوف اسمه ابن هرمز كما ذكر صاحب المدارك، ويكفي أن الإمام الشافعي كان يحضر مجالس الصوفية كما ذكر العجلوني في كتاب كشف الخفاء في قوله بالنقل عنه: ((صحبت الصوفية))، ولو ظللنا نستقصي العلماء الصوفية لبلغت كتاباً بأكمله.
فهذه حجة واهية أن الصوفية جهال كما أثبتنا من الواقع المكذب لهؤلاء الوهابية .
السؤال: 21 ـ هل لبِسَ الرسول عليه الصلاة و السلام الخرقة أو ألبسها أحدا من أصحابه ؟.
الجواب:
ويذكر السهروردى أن الخرقة خرقتان: خرقة إرادة وخرقة تبرك، ومقصود الصوفية هو الأولى منهما، أما الثانية فتأتى تبعا لها. وقد أفاض القاشانى فى بيان الفوائد التى تترتب على لبس الخرقة. وإن للخرقة التي يعتبرونها الصوفية إسنادا متصلا إلى الحسن البصرى عن الإمام علي كرم الله وجهه عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ويذكر الإمام الشعراني أن ابن حجر والسيوطي صححا هذا الإسناد.
الإمام السيوطي:
ذكر الإمام الحافظ السيوطي في كتابه تأييد الحقيقية العلية وتشييد الطريقة الشاذلية (الفصل العاشر في لبس الخرقة( :
قال الشيخ الإمام الحافظ تقي الدين بن الصلاح إمام الشافعية والمحدثين في عصره: لبس الخرقة من القرب , وقد استخرج لها بعض المشايخ أصلا من سنة النبي صلى الله عليه وسلم , وهو حديث أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاصي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بكسوة فيها خميصة, فقال: ( من ترون أحق بهذه؟) فسكت القوم. فقال: (ائتوني بأم خالد) فأتي بها. فألبسها إياها، ثم قال: (أبلي وأخلقي) مرتين. أخرجه البخاري.
قال ابن الصلاح: ولي في لبس الخرقة إسناد عال جدا: ألبسني الخرقة أبو الحسن المؤيد بن محمد الطوسي, قال: أخذت الخرقة من أبي الأسعد هبة الرحمن بن أبى سعيد عبد الواحد بن أبي القاسم القشيري قال: أخذت الخرقة من جدي أبى القاسم, وهو أخذها من أبي علي الدقاق, وهو أخذها من أبى القاسم إبراهيم بن محمد بن حمويه النصر اباذي, هو أخذها من أبي بكر دلف بن جحدر الشبلي, وهو أخذها من الجنيد, وهو أخذها من السري, هو أخذها من معروف الكرخي, وهو أخذها من داود الطائي, وهو أخذها من حبيب العجمي, هو أخذها من الحسن البصري, وهو أخذها من علي بن أبى طالب, وهو أخذها من النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن الصلاح: وليس بقادح فيما أوردناه كون لبس الخرقة ليس متصلا إلى منتهاه على شرط أصحاب الحديث في الأسانيد, فإن المراد ما يحصل البركة والفائدة باتصالها بجماعة من السادة الصالحين.
الإمام الذهبي:
قال الإمام الذهبي في كتابه السير الجزء 22 / 377 .. :
( .. ألبسني خرقة التصوف شيخنا المحدث الزاهد ضياء الدين عيسى بن يحيى الانصاري بالقاهرة ، وقال : ألبسنيها الشيخ شهاب الدين - يقصد السهروردي صاحب عوارف المعارف - بمكة ، عن عمه أبي النجيب ..) أهـ كلام الحافظ الذهبي .
ونقل الحافظ السخاوي في المقاصد الحسنة ص 331 أن عدداً من الحفاظ وأعلام الأمة حرصوا على لبس التصوف بل وألبسوها وهم : الدمياطي والذهبي والهكاري وأبي حيان والعلائي ومغلطاي والعراقي وابن الملقن والأنباسي والبرهان الحلبي وابن ناصر .. ثم قال السخاوي أنه هو أيضا لبسها من بعض الصوفية...
شيخ الوهابية ابن تيمية:
ذكر في مجموع فتاوى ابن تيميةالمجلد الحادي عشر :
وأما لباس الخرقة التي يلبسه ابعض المشايخ المريدين : فهذه ليس لها أصل يدل عليها الدلالة المعتبرة من جهة الكتابوالسنة ولا كان المشايخ المتقدمون وأكثر المتأخرين يلبسونها المريدين، ولكن طائفةمن المتأخرين رأوا ذلك واستحبوه وقد استدل بعضهم بأن { النبي صلى الله عليه وسلم ألبس أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص ثوبا وقال لها : سنا } والسنا بلسان الحبشةالحسن . وكانت قد ولدت بأرض الحبشة فلهذا خاطبها بذلك اللسان واستدلوا أيضا بحديث { البردة التي نسجتها امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم فسأله إياها بعض الصحابة فأعطاهإياها وقال : أردت أن تكون كفنا لي } . وليس في هذين الحديثين دليل على الوجه الذي يفعلونه . فإن إعطاء الرجل لغيره ما يلبسه كإعطائه إياه ما ينفعه وأخذ ثوب من النبي صلى الله عليه وسلم على وجه البركة كأخذ شعره على وجه البركة وليس هذا كلباس ثوب أو قلنسوة على وجه المتابعة والاقتداء ؛ ولكن [ يشبه ] من بعض الوجوه خلع الملوك التي يخلعونها على من يولونه كأنها شعار وعلامة على الولاية والكرامة ؛ولهذا يسمونها تشريفا. وهذا ونحوه غايته أن يجعل من جنس المباحات ؛ فإن اقترن به نية صالحة كان حسنا من هذه الجهة وأما جعل ذلك سنة وطريقا إلى الله سبحانه وتعالى فليس الأمر كذلك.
سلطان العلماء الشيخ العز بن عبد السلام:
لقد لبس الخرقة على يد الصوفي الكبير شهاب الدين السهروردي.
قال الحافظ السيوطي رحمه الله تعالى في ترجمة العز :
((له كرامات كثيرة ولبس خرقة التصوفمن الشهاب السهروردي، وكان يحضر عند الشيخ أبي الحسن الشاذلي ، ويسمع كلامه في الحقيقة ويعظمه)). [حسن المحاضرة (1/273) دار الكتب العلمية]
ويقول الإمام السبكي: ((وذكر(أي القاضي عز الدين الهكاري) أن الشيخ لبس خرقة التصوف من شهاب الدين السهروردي، وأخذ عنه، وذكر أنه كان يقرأ بين يديه ((رسالة القشيري)) فحضره مرة الشيخ أبو العباس المرسي لما قدم من الأسكندرية إلى القاهرة فقال له الشيخ عز الدين: تكلمعلى هذا الفصل. فأخذ الشيخ المرسي يتكلم والشيخ عز الدين يزحف في الحلقة ويقول: اسمعوا هذا الكلام الذي هو حديث عهد بربه.
السؤال: 22ـ لماذا هذا التشابه الواضح بين الصوفية و بعض الفلسفات الوثنية الشرقية القديمة كالغنُّوصية و البراهمة ، و هل المنبع واحد ؟
الجواب:
أنا لا أعرف أين وجه التشابه بين المسلمين وبين البراهمة.
فالصوفية من المسلمين السنة يعبدون الله الواحد القهار يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويصلون الصلوات الخمس، ويزكون زكاة أموالهم، ويصومون رمضان، ويحجون إلى البيت الحرام، ويقيمون شعائر الله.
وأما البراهمة فهم كفار لا يصلون ولا يزكون ولا يصومون كصيامنا ولا يحجون إلى البيت الحرام، فالفرق شاسع، إلا أنهم يأخذون بمبدأ الزهد في الدنيا (وهو تصوف) إلا أن الزهد في ديننا تقرب إلى الله ، وزهدهم لا يزيدهم إلا بعداً عن الله لأنهم كفار.
والزهد قد جاء في ديننا فلم يأخذ الصوفية الزهد في الدنيا من البراهمة وغيرهم، بل أخذوه عن سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
وقد اشتهر الشيخ ابن باز بزهده فهل هو برهمي أم هندوسي أم أنه صوفي ؟؟!
ولنعرف أيها الاخوة أن ضد الزهد الطمع، وقد حذر منه رسول الله عليه الصلاة والسلام بقوله:
عن عقبة بن عامر قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ***ى أحد بعد ثماني سنين كالمودع للأحياء والأموات ثم طلع إلى المنبر فقال ( إني بين أيديكم فرط وإني عليكم لشهيد وإن موعدكم حوض وإني لأنظر إليه من مقامي هذا وإني لست أخشى عليكم أن تشركوا ولكني أخشى عليكم الدنيا وتنافسوها (وهو المعبر عنه بالطمع وعدم الزهد). (رواه البخاري في صحيحه) .
وروى سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله دُلَّني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس قال له: "ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبوك" [رواه ابن ماجه في كتاب الزهد]
وقال تعالى: {وما هذه الحياة الدنيا إلا لهوٌ ولَعِبٌ وإنَّ الدارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الحيوانُ لو كانوا يعلمونَ} [العنكبوت: 64]
وقال تعالى: {المالُ والبنونَ زينَةُ الحياة الدنيا والباقياتُ الصالحاتُ خيرٌ عندَ ربِّكَ ثواباً وخيرٌ أملاً} [الكهف: 46]
وليس معنى الزهد أن يتخلى المؤمن عن الدنيا فيفرغ يده من المال، ويترك الكسب الحلال ويكون عالة على غيره.
وقد أوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم المقصود الحقيقي من الزهد حين قال: "الزهادة في الدنيا ليست بتحريم الحلال ولا إضاعة المال، ولكن الزهادة أن تكون بما في يد الله تعالى أوثق منك بما في يدك، وأن تكون في ثواب المصيبة إذا أُصبت بها أرغبَ منك فيها لو أنها أُبقيتْ لك" [أخرجه الترمذي في كتاب الزهد عن أبي ذر رضي الله عنه، وقال: حديث غريب]
قال العلامة المناوي رحمه الله تعالى معلقاً على هذا الحديث: (فليس الزهد تجنب المال بالكلية بل تساوي وجوده وعدمه، وعدمُ تعلقه بالقلب إليه، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة الزاهدين، يأكل اللحم والحلوى والعسل، ويحب النساء والطيب والثياب الحسنة، فخذ من الطيبات بلا سرف ولا مخيلة، وإياك وزهد الرهبان) ["فيض القدير شرح الجامع الصغير" للمناوي ج4/ص72]
وهكذا فهم السادة الصوفية أن الزهد مرتبة قلبية. قال عمرو بن عثمان المكي: (اعلم أن رأس الزهد وأصله في القلوب هو احتقار الدنيا واستصغارها، والنظر إليها بعين القلة، وهذا هو الأصل الذي يكون منه حقيقة الزهد)[ "طبقات الصوفية" للسلمي ص203]
وقد عبر سيدي عبد القادر الجيلاني قدس الله سره عن مفهوم الزهد الحقيقي تعبيراً واضحاً جامعاً حين قال: (أخرج الدنيا من قلبك وضعها في يدك أو في جيبك، فإنها لا تضرك) ["الفتح الرباني" للشيخ عبد القادر الجيلاني]
وإن من الحماقة والغباء أن ننسب التصوف الإسلامي إلى البوذية والبرهمية وإلى الفرق التي ظهرت في الهند وغيرها، لأن التصوف كان ظهوره منذ عهد التابعين والسلف الصالح حيث لم تكن تلك الفلسفات، فالتصوف هو المعبر عنه بمقام الإحسان أحد أركان الدين الثلاث الإسلام والإيمان والإحسان.
قال الدكتور أحمد عَلْوَشْ: (قد يتساءل الكثيرون عن السبب في عدم انتشار الدعوة إلى التصوف في صدر الإسلام، وعدم ظهور هذه الدعوة إلا بعد عهد الصحابة والتابعين ؛ والجواب عن هذا: إنه لم تكن من حاجة إليها في العصر الأول، لأن أهل هذا العصر كانوا أهل تقوى وورع، وأرباب مجاهدة وإقبال على العبادة بطبيعتهم، وبحكم قرب اتصالهم برسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانوا يتسابقون ويتبارون في الاقتداء به في ذلك كله، فلم يكن ثمَّة ما يدعو إلى تلقينهم علماً يرشدهم إلى أمرٍ هُم قائمون به فعلاً، وإنما مثلهم في ذلك كله كمثل العربي القُحِّ، يعرف اللغة العربية بالتوارث كابراً عن كابر؛ حتى إنه ليقرض الشعر البليغ بالسليقة والفطرة، دون أن يعرف شيئاَ من قواعد اللغة والإعراب والنظم والقريض، فمثل هذا لا يلزمه أن يتعلم النحو ودروس البلاغة، ولكن علم النحو وقواعد اللغة والشعر تصبح لازمة وضرورية عند تفشي اللحن، وضعف التعبير، أو لمن يريد من الأجانب أن يتفهمها ويتعرف عليها، أو عندما يصبح هذا العلم ضرورة من ضرورات الاجتماع كبقية العلوم التي نشأت وتألفت على توالي العصور في أوقاتها المناسبة.
فالصحابة والتابعون ـ وإن لم يتسموا باسم المتصوفين ـ كانوا صوفيين فعلاً وإن لم يكونوا كذلك اسماً، وماذا يراد بالتصوف أكثر من أن يعيش المرء لربه لا لنفسه، ويتحلى بالزهد وملازمة العبودية، والإقبال على الله بالروح والقلب في جميع الأوقات، وسائر الكمالات التي وصل بها الصحابة والتابعون من حيث الرقي الروحي إلى أسمى الدرجات فهم لم يكتفوا بالإقرار في عقائد الإيمان، والقيام بفروض الإسلام، بل قرنوا الإقرار بالتذوق والوجدان، وزادوا على الفروض الإتيان بكل ما استحبه الرسول صلى الله عليه وسلم من نوافل العبادات، وابتعدوا عن المكروهات فضلاً عن المحرمات، حتى استنارت بصائرهم، وتفجرت ينابيع الحكمة من قلوبهم، وفاضت الأسرار الربانية على جوانحهم. وكذلك كان شأن التابعين وتابعي التابعين، وهذه العصور الثلاثة كانت أزهى عصور الإسلام وخيرها على الإطلاق، وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: "خير القرون قرني هذا فالذي يليه والذي يليه" ["خير الناس قرني هذا ثم الذين يلونهم.." أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الشهادات. وفي "صحيح مسلم" في فضائل الصحابة عن ابن مسعود رضي الله عنه]
فلما تقادم العهد، ودخل في حظيرة الإسلام أُمم شتى، وأجناس عديدة، واتسعت دائرة العلوم، وتقسمت وتوزعت بين أرباب الاختصاص؛ قام كل فريق بتدوين الفن والعلم الذي يُجيده أكثر من غيره، فنشأ ـ بعد تدوين النحو في الصدر الأول ـ علم الفقه، وعلم التوحيد، وعلوم الحديث، وأصول الدين، والتفسير، والمنطق، ومصطلح الحديث، وعلم الأصول، والفرائض "الميراث" وغيرها..
وحدث بعد هذه الفترة أن أخذ التأثير الروحي يتضاءل شيئاً فشيئاً، وأخذ الناس يتناسون ضرورة الإقبال على الله بالعبودية، وبالقلب والهمة، مما دعا أرباب الرياضة والزهد إلى أن يعملوا هُم من ناحيتهم أيضاً على تدوين علم التصوف، وإثبات شرفه وجلاله وفضله على سائر العلوم، ولم يكن ذلك منهم احتجاجاً على انصراف الطوائف الأخرى إلى تدوين علومهم ـ كما يظن ذلك خطأً بعض المستشرقين ـ بل كان يجب أن يكون سداً للنقص، واستكمالاً لحاجات الدين في جميع نواحي النشاط، مما لا بد منه لحصول التعاون على تمهيد أسباب البر والتقوى" ["المسلم مجلة العشيرة المحمدية" عدد محرم 1376هـ. من بحث: التصوف من الوجهة التاريخية للدكتور أحمد علوش، وهو من الرواد الأوائل الذين نقلوا حقائق التصوف الإسلامي إلى اللغات الأجنبية، وقد ألف فضيلته كتاباً باللغة الإنكليزية عن التصوف الإسلامي، كان له أكبر الأثر في تصحيح الأفكار والرد على المستشرقين كما ألف كتابه "الجامع" عن الإسلام الذي رد فيه على التهم المفتراة على دين الله، وكان له أثره البعيد في خدمة هذا الدين]
قال الشيخ عبد القادر عيسى رحمه الله في كتابه حقائق عن التصوف:
وقد بنى أئمة الصوفية الأولون أصول طريقتهم على ما ثبت في تاريخ الإسلام نقلاً عن الثقات الأعلام.
أما تاريخ التصوف فيظهر في فتوى للإمام الحافظ السيد محمد صديق الغماري رحمه الله، فقد سئل عن أول من أسس التصوف ؟ وهل هو بوحي سماوي ؟ فأجاب:
(أما أول من أسس الطريقة، فلتعلم أن الطريقة أسسها الوحي السماوي في جملة ما أسس من الدين المحمدي، إذ هي بلا شك مقام الإحسان الذي هو أحد أركان الدين الثلاثة التي جعلها النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما بيَّنها واحداً واحداً ديناً بقوله: "هذا جبريل عليه السلام أتاكم يعلمكم دينكم" [جزء من حديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه] وهو الإسلام والإيمان والإحسان.
فالإسلام طاعة وعبادة، والإيمان نور وعقيدة، والإحسان مقام مراقبة ومشاهدة: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك"...
ثم قال السيد محمد صديق الغماري في رسالته تلك: (فإنه كما في الحديث عبارة عن الأركان الثلاثة، فمن أخل بهذا المقام(الإحسان) الذي هو الطريقة، فدينه ناقص بلا شك لتركه ركناً من أركانه. فغاية ما تدعو إليه الطريقة وتشير إليه هو مقام الإحسان؛ بعد تصحيح الإسلام والإيمان) ["الانتصار لطريق الصوفية" ص 6 للمحدث محمد صديق الغماري]
وذُكر في "كشف الظنون" أن أول من سمي بالصوفي أبو هاشم الصوفي المتوفى سنة خمسين ومئة) ["الانتصار لطريق الصوفية" للمحدث الغماري ص17 ـ 18]
وأورد صاحب "كشف الظنون" في حديثه عن علم التصوف كلاماً للإمام القشيري قال فيه: (اعلموا أن المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يَتَسمَّ أفاضلهم في عصرهم بتسمية عِلْمٍ سوى صحبة الرسول عليه الصلاة والسلام، إذ لا أفضلية فوقها، فقيل لهم الصحابة، ثم اختلف الناس وتباينت المراتب، فقيل لخواص الناس ـ ممن لهم شدة عناية بأمر الدين ـ الزهاد والعُبَّاد، ثم ظهرت البدعة، وحصل التداعي بين الفرق، فكل فريق ادعوا أن فيهم زهاداً، فانفرد خواص أهل السنة المراعون أنفسهم مع الله سبحانه وتعالى، الحافظون قلوبهم عن طوارق الغفلة باسم التصوف، واشتهر هذا الاسم لهؤلاء الأكابر قبل المائتين من الهجرة) ["كشف الظنون" عن أسماء الكتب والفنون، لحاجي خليفة ج1/ص414]
من هذه النصوص السابقة، يتبين لنا أن التصوف ليس أمراً مستحدثاً جديداً؛ ولكنه مأخوذ من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وحياة أصحابه الكرام، كما أنه ليس مستقى من أُصول لا تمت إلى الإسلام بصلة، كما يزعم أعداء الإسلام من المستشرقين وتلامذتهم الذين ابتدعوا أسماءً مبتكرة، فأطلقوا اسم التصوف على الرهبنة البوذية، والكهانة النصرانية، والشعوذة الهندية فقالوا: هناك تصوف بوذي وهندي ونصراني وفارسي...
يريدون بذلك تشويه اسم التصوف من جهة، واتهام التصوف بأنه يرجع في نشأته إلى هذه الأصول القديمة والفلسفات الضالة من جهة أخرى، ولكن الإنسان المؤمن لا ينساق بتياراتهم الفكرية، ولا يقع بأحابيلهم الماكرة، ويتبين الأمور، ويتثبت في البحث عن الحقيقة، فيرى أن التصوف هو التطبيق العملي للإسلام، وأنه ليس هناك إلا التصوف الإسلامي فحسب.

السؤال: 24ـ ما سبب التقارب بين الصوفية و أهل التشيع على مر التاريخ الاسلامي ، بل إن شيعة هذا العصر صفويي إيران تعود أصولهم إلى الطريقة الصوفية التي تشيعت و شيعت إيران و ما حولها ، و هل الروافض يستخدمون التصوف قنطرة لمذهبهم الخبيث ؟.
25 ـ لماذا توجد دائما بذور التشيع في التراث الصوفي ، مثلا : الطبقات للشعراني ، كتابات زيني دحلان ، و كتابات بعض الصوفية المعاصرين ...الخ .
26 ـ ما سر الدعم الغربي لدعوات التشييع في العالم الاسلامي ، و التي تستخدم كثيراً من سدنة التصوف في هذا العصر ، و الذين أصبحوا دعاةً للتشيع ، مثلاً : أحمد الحسونة الصوفي مفتي سوريا ، والصوفي تاج الدين الهلالي مفتي عموم مسلمي استراليا، والصوفي علي جمعة مفتي مصر الذي تمرَّرُ من حوله عقائد الرافضة من القول بتحريف القرآن و سب الصحابة و هو عن كلِّ ذلك مشغولٌ بسب الوهابية "السلفية" و تحليل ما حرَّم الله .
28ـ لماذا هذا التنسيق الأمريكي مع طابوره الخامس من أهل التصوف الباطل في سبيل نشر التشيع الإيراني بفتح القنوات الدبلوماسية و الإعلامية لنشر مثل هذا التوجه ؟

الجواب:
نجد الكثير من المغرضين يشوهون صورة التصوف بين الناس لينفروهم منهم، وقد رمى الوهابية للصوفية بأنهم شيعة، ويحسبون أنهم على حد زعمهم أن ذلك منقصة لهم.
وما سموهم بذلك إلا لأنهم أخذوا بحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المسمى بحديث الثقلين فعن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : " إني تارك فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض " (رواه الإما أحمد 3/14) وللحديث شواهد كثيرة بلغت حد التواتر المعنوي.
وما رمونا بالتشيع إلا لأننا نمدح آل بيت رسول الله ونهيم في حبهم(مع حبنا لجميع الصحابة( .
وما رمونا بالتشيع إلا لأننا اتبعنا توجيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لحب آل بيته!! وكأن لسان حالهم يقول: أن تعشق أهل بيت رسول الله هي السنة!! بل نقول لهم بل نصبكم لأهل البيت هو عين البدعة الضلالة، إذ بحبهم حب الله وببغضهم بغض ألله.
فقد أخرج أحمد، والترمذي وصححه،والنسائي، والحاكم عن المطلب بن ربيعة رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والله لا يدخل قلب امريء مسلم إيمان، حتى يحبكم لله ولقرابتي.
وأخرج مسلم، والترمذي، والنسائي عن زيد بن أرقم رضي الله عنه أن رسول اللهصلى الله عليه وسلم قال : أذكركم الله في أهل بيتي.
وأخرج البخاري عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه: قال: ارقبوا محمداً صلى الله عليه وسلم في أهل بيته.
وأخرج ابن حبان في صحيحه والحاكم عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :والذي نفسي بيده، لا يبغضنا أهل البيت رجل، إلاّ أدخله الله النار.
وقد قالوا عن الصوفية التصوف قنطرة التشيع.
ونقول لهم كما قال الإمام الشافعي رحمه الله:
إنكان رفضًا حب آل محمد .... فليشهد الثقلان أني رافضي
ونقول لمن ينبزنا بالنصب بحبنا للصحابة، كما قال ابن القيم رحمه الله:
وإن كان نصبًا حب صحب محمد .... فليشهد الثقلان أني ناصبي
ولا نعرف كيف يعتقد أناس من السذج أن الصوفية هم شيعة (المعروفون في زماننا)، وهم يتبعون أصحاب المذاهب الأربعة: أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل؟!!!
وعقيدتهم هي عقيدة أهل السنة والجماعة من جمهور الأمة ، ويعتقدون أن العصمة لا تكون إلا للأنبياء فلا تكون لغيرهم من آل البيت بخلاف الروافض الشيعة الذين يقولون بعصمة آل البيت الاثني عشر.
كما أن الذي يميز أهل السنة عن الشيعة هو الإقرار بإمامة أبي بكر الصديق رضي الله عنه أو رفضها (كما فعل الشيعة الروافض لإمامة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما) ، فالصوفية يقولون بإمامة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، ويعتقدون أفضلية أبي بكر أولاً ثم عمر بن الخطاب ثانياً وعثمان ثالثاً وعلي رابعاً ، بخلاف الروافض.
وما وجدنا أحداً من الصوفية يوافق الروافض بهذا الأمر.
فبالله عليكم كيف يكون الصوفية شيعة وعقيدتهم هي عقيدة أهل السنة والجماعة؟!!!!
فلا عيب إن قيل للمحب للآل البيت أنه شيعي (لغة لا اصطلاحا)، ولا يؤبه لمن قيل للمحب لصحابة رسول الله أنه ناصبي، لأن هذا الكلام ينم عن الجهل بمصطلح النصب.
فهل نترك أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بحب آل البيت الأطهار، لأنه الروافض اشتهر عنهم محبة آل البيت ؟ الجواب: كلا .
كما أن من الافتراء أن نقول أن الشيخ أحمد حسون مفتي سوريا ينشر التشيع، أو نتهم مفتي مصر بنشر التشيع وسب الصحابة، فنحن نتحدى من يقول هذا الكلام بأن يأتي لنا بدليل ، فإن لم يفعل ولن يفعل فليبرأ قائل هذا الكلام منه، وليتب إلى الله توبةً نصوحاً فإن الله يقبل التائبين.
وأما بالنسبة لقنوات الشيعة، فمن الذي قال أن الصوفية لهم يد معهم؟
نحن نتمنى من الله أن تكون للصوفية قناة تنشر الفكر الصافي البعيد عن التشويه الذي شوهه بعض المغرضين وأعداء الدين ومن لبس لباس التصوف وجعل يشوه صورته بعلم منه أو بجهل بهذا التشويه.

الفروق الجلية بين الشيعة الروافض والصوفية
1 ـ أعلام الصوفية ليسوا بشيعة
دائما ما يغمز المتشددون المتنطعون أعلام الصوفية ويقولون أن بينهم وبين الشيعة روابط قوية ، يحضرنى الآن مثال قوى على دحض ما يقولون .
معظم الصوفية يقدرون الشيخ محى الدين بن العربى صاحب الفتوحات المكية ، وإن كان بعضهم يحرم النظر فى كتبه بسبب صعوبة ما فيها ، وقد يكون بسبب بعض الدس الذى دس فى كتبه وهو منه برئ. بعض التيارات - والعياذ بالله - تكفر محيى الدين بن العربى.
أئمة كبار أثنوا عليه وأئمة آخرون توقفوا فيه ، وبعضهم أغلظ فيه القول ، وقد كتب فى تبرئته الإمام السيوطى رسالة سماها " تنبيه الغبى فى تبرئة ابن عربى ".
ماذا قال الشيخ محى الدين بن العربى بخصوص الشيعة ؟
قال فى الفتوحات المكية الباب الخامس والخمسون فى معرفة الخواطر الشيطانية " الخواطر أربعة لا خامس لها خاطر ربانى وخاطر ملكى وخاطر نفسى وخاطر نفسى وخاطر شيطانى ولا خامس هناك " ثم بعد ذلك بقليل قال "........ وعلى هذا جرى أهل البدع والأهواء فإن الشياطين ألقت إليهم أصلاً صحيحاً لا يشكون فيه ثم طرأت عليهم التلبيسات من عدم الفهم حتى ضلوا فينسب ذلك إلى الشيطان بحكم الأصل ، ولو علموا أنّ الشيطان فى تلك المسائل تلميذ له يتعلم منه وأكثر ما ظهر ذلك فى الشيعة ولاسيما فى الإمامية منهم ، فدخلت عليهم شياطين الجنّ أو لا يحب أهل البيت واستفرغ الحب فيهم ، ورأوا أن ذلك من أسنى القربات إلى الله وكذلك هو لو وقفوا ولا يزيدون عليه إلا أنهم تعدّوا من حب أهل البيت إلى طريقين منهم من تبدى إلى بغض الصحابة وسبهم حيث لم يقدموهم وتخيلوا أن أهل البيت أولى بهذه المناصب الدنيوية فكان منهم ما قد عرف واستفاض ، وطائفة زادت إلى سب الصحابة القدح فى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفى جبريل وفى الله جل جلاله حيث لم ينصوا على رتبتهم وتقديمهم فى الخلافة للناس حتى أنشد بعضهم ما كان من بعث الأمين أمينا وهذا كله واقع من أصل صحيح وهو حب أهل البيت أنتج فى نظرهم فاسداً فضلوا وأضلوا ، فانظر ما أدى إليه الغلوّ فى الدين أخرجهم عن الحد فانعكس أمرهم إلى الضد قال تعالى {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ }المائدة77. أهـ
وقال فى الباب الثالث والسبعون : "وسموا رجبيون لأن حال هذا المقام لا يكون لهم إلا فى شهر رجب من أول استهلال هلاله إلى انفصاله ، ثم يفقدون ذلك الحال من أنفسهم فلا يجدونه إلى دخول رجب من السنة الآتية وقليل من يعرفهم من أهل هذا الطريق ، وهم متفرقون فى البلاد ويعرف بعضهم بعضاً ، منهم من يكون باليمن وبالشأم وبديار بكر لقيت واحدا منهم بدنيسير من ديار بكر مارأيت منهم غيره وكنت بالأشواق إلى رؤيتهم ، ومنهم من يبقى عليه فى سائر السنة أمر ما مما كان يكاشف به فى حاله فى رجب ، ومنهم من لا يبقى عليه شىء من ذلك ، وكان هذا الذى رأيته قد أبقى عليه كشف الروافض من أهل الشيعة سائر السنة ، فكان يراهم خنازير ، فيأتى الرجل المستور الذى لا يعرف منه هذا المذهب قط وهو فى نفسه مؤمن به يدين به ربه فإذا مر عليه يراه فى صورة خنزير فيستدعيه ويقول له تب إلى الله فإنك شيعى رافضى فيبقى الأخر متعجباً من ذلك فإن تاب وصدق فى توبته رآه إنساناً وإن قال له بلسانه تبت وهو يضمر مذهبه لا يزال يراه خنزيراً فيقول له كذبت فى قولك تبت وإذا صدق يقول له صدقت فيعرف ذلك الرجل صدقه فى كشفه فيرجع عن مذهبه ذلك الرافضى ولقد جرى لهذا مثل هذا مع رجلين عاقلين من أهل العدالة من الشافعية ما عرف منهما قط التشيع ولم يكونوا من بيت التشيع أداهما إليه نظرهما وكانا متمكنين من عقولهما فلم يظهرا ذلك وأصرا عليه بينهما وبين الله فكانا يعتقدان السوء فى أبى بكر وعمر ويتغالون فى على فلما مرا به ودخلا عليه أمر بإخراجهما من عنده فإن الله كشف له عن بواطنهما فى صورة خنازير وهى العلامة التى جعل الله له فى أهل هذا المذهب وكانا قد علما من نفوسهما أن أحداً من أهل الأرض ما اطلع على حالهما وكانا شاهدين عدلين مشهورين بالسنة فقالا له فى ذلك فقال أراكما خنزيرين وهى علامة بينى وبين الله فيمن كان مذهبه هذا فأضمرا التوبة فى نفوسهما فقال لهما إنكما الساعة قـد رجـعتما عن ذلك المذهـب فإنى أراكما إنسانين فتعجـبا من ذلك وتابا إلى الله ". أهـ
انتهى النقل والغرض منه ليس وصف الشيعة بالخنازير وإنما توضيح أن ابن عربى ليس بشيعى وتوضيح الفرق الكلى والجزئى بين الصوفية والشيعة حتى فيمن يتهمه المتمسلفة وبعض الإخوان المسلمين بأنه خارج عن الملة أو يقول بالاتحاد والحلول.
ولنا تساؤل مَنْ مِنْ أعلام الصوفية أمثال معروف الكرخى ، الجنيد ،السرى السقطى ، سهل التسترى ، أبو يزيد البسطامى شيعى ، وقد مدحه هؤلاء الأعلام كبار كبار الأئمة. وسوف ترى بنفسك من خلال هذا الكتاب أن الصوفية بكافة أنواعها وطوائفها وطرقها تختلف عن الشيعة. ونذكر الآن بعض العلماء ممن رد على الشيعة ولم يقع فى معاداة أهل البيت أثناء دفاعه عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته وصحابته وخاصة من العصور المتأخرة وذلك لنرد على دعوة المتمسلفة أن الصوفية تهادن الشيعة وأنهما وجهان لعملة واحدة وأنه لم يرد عليهم إلا ابن تيمية .
نذكر من هؤلاء العلماء غير ما سبق:
- " إلقام الحجر لمن زكى ساب أبى بكر وعمر رضى الله عنهما " للإمام الحافظ جلال الدين السيوطى (911).
- " الصواعق المحرقة على أهل الرفض والزندقة " للشيخ شهاب الدين أحمد بن حجر الهيثمى مفتى الحجاز المتوفى ( 973 هـ) وهو كتاب مطبوع .
- " رسالة رد الروافض " لمجدد الألف الثانية أحمد الفاروقى السرهندى النقشبندى (971 - 1034 هـ).
- " رسالة فى كيفية المناظر مع الشيعة والرد عليهم " للسيد أحمد بن زينى دحلان مفتى الشافعية بمكة.
- " الأساليب البديعة فى فضل الصحابة وإقناع الشيعة " للشيخ يوسف النبهانى.
والعلماء الأربع السابقون لهم كلام شديد فى ابن تيمية ، والسيد أحمد بن زينى دحلان ، والشيخ يوسف النبهانى لهم ردود على فتنة الوهابية.
قائمة بأسماء علماء الأتراك الذين ردوا على الروافض (وأفتوا بالتكفير والتفسيق)
" محل الرد فى البراءة من الشيخين أو طعن عائشة أو القول بالتحريف أو العصمة"
وكان لعلماء الدولة العثمانية الصوفية والأتراك ردود كثيرة على الشيعة ، منهم:
1- زنبيللى أفندى شيخ الإسلام.
2- أبو السعود أفندى شيخ الإسلام فى فتاواه.
3- صاحب تنقيح الحامدية ابن عابدين.
4- صاحب الحامدية.
5- الفتاوى الهندية.
6- ابن كمال باشا له عدة رسائل فى الرد على الشيعة.
7- المولى البركلى.
8- السويدى صاحب الصارم الحديد فى الرد على ابن أبى الحديد.
9- أحمد رضا قادرى له عدة مؤلفات فى رد الرافضة منها كتاب محمد خاتم النبيين وكتاب المعتمد المستند.
10- العينى فى شرح الهداية وعقد الجمان وعمدة القارى.
11- فتاوى قاضى خان.
12- فتاوى الخيرية لنفع البرية.
13- ابن عابدين فى رد المحتار (باب الردة ، باب النكاح).
14- الملا الطورى فى تكملة البحر.
15- القونوى شارح عقيدة الطحاوى.
16- علاء الدين البخارى صاحب الكشف.
17- البابرتى فى شرح الطحاوى.
18- البرجانى والخلخالى والسيالكوتى فى حواشى النسفية.
19- العقائد النسفية.
20- المقاصد للتفتزانى.
21- مواقف الإيجى وشروحها.
22- العلاء القوشجى فى شرح تجريد النصير الطوسى حيث استنكر علاء الدين القوشجى ضلال الطوسى.
24- العلاء البخارى " فاضحة الملحدين ".
25- العلامة بدر الدين الرشيد.
25- صاحب ملتقى الأبحر إبراهيم الحلبى الفقيه.
26- التمرتاشى صاحب تنوير الأبصار (فيما يخص الكفر والردة).
وسوف نعرض فى آخر هذا الرد رسالة لمفتى مكة الشيخ دحلان فى الرد على الشيعة ورسالة من رسائل مفتى الخلافة العثمانية ابن كمال باشا.
تنبيه :
بعض ممن يرد على الشيعة قد يقع فى أخطاء عظيمة بحق أهل البيت دون أن يدرى ، ومكمن الخطورة فى أن من يرد على الشيعة يريد أن يفند جميع أدلة الشيعة سواء كانت أدلة صحيحة أو غير صحيحة ، فلا يجد دليلا على غير ما يذهب إليه - وإن احتج به أهل السنة - إلا وفنده ولا يجد دليلا على عكس ما يقول إلا تجاهله.
كما حدث مع ابن تيمية حيث ادعى فى رده على ابن مطهر الشيعى أن السيدة فاطمة لها قوادح وأن السيدة خديجة إيمانها غير كامل ، وقال أن أثناء خلافة سيدنا على حدث فساد ، وأن علياً مات ولم يعلم كثير من السنة ، وتحامل تحاملا شديدا على مولانا الحسن والحسين وعلى زين العابدين ومحمد الباقر وجعفر الصادق وموسى الكاظم أجمعين إلى آخر ما سطرناه فى كتاب " أخطاء ابن تيمية فى حق رسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته " وكتاب " خصوصية وبشرية النبى صلى الله عليه وآله وسلم عند ***ة الحسين ".
قال ابن حجر فى لسان الميزان ( 6 / 319 ) فى ترجمة ابن المطهر الحلى تعليقا على ابن تيمية فى رده على ابن المطهر : " لكن وجدته كثير التحامل إلى الغاية فى رد الأحاديث التى يوردها ابن المطهر وأن كان معظم ذلك من الموضوعات والواهيات ، لكنه رد فى رده كثيرا من الأحاديث الجياد التى لم يستحضر حالة التصنيف مظانها لأنه كان لاتساعه فى الحفظ يتكل على ما فى صدره والإنسان عامد للنسيان . وكم من مبالغة لتوهين كلام الرافضى أدته أحيانا إلى تنقيص على ، وهذه الترجمة لا تحتمل إيضاح ذلك وإيراد أمثلته ". ا هـ كلام الحافظ بحروفه .
قلت:
ماذا يكون رد فعل الإخوة المتنطعين وأصحاب الكيل بمكيالين لو كان ابن تيمية انتقص الصديق .
فالحمد لله " الصوفية هى الوسطية " ما بين محبة أهل البيت وبين توقير وتعظيم صحابة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الصوفية الحقة تعلم أن الشيعة تكفرهم. اقرأ معى تكفير الشيعة للصوفية.
يتبع بمشيئة الله


محب القوم 11-05-2010 07:02 AM


تكفير الشيعة للمتصوفة
وكراهيتهم لأهل مصر


كراهية الشيعة لمصر أمر غير مستبعد ، وذلك لسقوط الدولة الفاطمية وكأنها شيئا لم يكن ، وهم يكرهون صلاح الدين الأيوبى وينعتونه بالملعون.

كما أن وجود أهل البيت فى مصر يسحب البساط من تحت أقدامهم ، وخاصة أن أهل مصر لم يخذلوا آل البيت مثلما فعلت الشيعة .

والغريب أن الشيعة الإمامية – إلا قليلاً منهم - ينكرون وجود رأس مولانا الحسين ، والسيدة زينب أخته ، وذلك حتى لا تصبح مصر مركز جذب بالمقارنة بالنجف أو كربلاء ، لذلك تجدهم ينفون ذلك. ومن هذا الباب ينفون وجود السيدة زينب أخت مولانا الحسين ، ويدَّعُون أن السيدة زينب الموجودة هى زينب بنت يحيى المتوج . وللشيخ محمد زكى إبراهيم كلام طيب فى إثبات وجود السيدة زينب فى مصر .

فى جميع الأحوال فإن الشيعة لهم تطلعات واضحة ، نعرض أثرا أو حديثاً موجوداً عند الشيعة عن مصر .. فيه أن : " الأكل فى فخار مصر أو الاغتسال يجعلك ديوثاً ".

عَنْ أَبِى الْحَسَنِ الرِّضَا قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ وَ ذَكَرَ مِصْرَ فَقَالَ قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وآله وسلم لَا تَأْكُلُوا فِى فَخَّارِهَا وَلَا تَغْسِلُوا رُءُوسَكُمْ بِطِينِهَا فَإِنَّهُ يَذْهَبُ بِالْغَيْرَةِ وَيُورِثُ الدِّيَاثَــةَ انظر ( الكافى 6/386 ، 501 )..

لا تعليق ، علق أنت ، وانظر كيف تكون حامية الإسلام هى مصدر الدياثة والعياذ بالله !!

تكفير الشيعة للصوفية

أما كراهية الشيعة للتصوف فَحَدِّث ولا حرج عن أحاديثهم الموضوعة الباطلة المختلقة الكاذبة.

فعندهم حديث " أن مـن زار المتصوفة حياً أو ميتاً كان كمن زار معاوية ويزيد "!! ، ومعاوية عندهم كافر.

ولهم عدة كتب فى تكفير الصوفية مثل :

- " الإثناعشرية فى الرد على الصوفية " للحر العاملى فى الرد على الصوفية ، وفيه نحو ألـف حديث فى الرد على الصوفية عموما وخصوصا فى كل ما اختص بهم !!!

- كتاب " عمدة المقال فى كفر أهل الضلال " - يعنى المتصوفة - مؤلفه الشاه طهماسب الصفوى ، وفرغ من تأليفه فى مشهد الرضا سنة 972 .

- كتاب " التشيع والتصوف لقاء أم إفتراق ".

- كتاب " التصوف فى البداية والتطرف فى النهاية " .

وانظروا بعض أدلتهم فى تكفير الصوفية والمتصوفة حيث قالوا أن أهل البيت عليهم الصلاة والسلام تبرأوا من أهل التصوف وإليكم أدلتهم :

- يقول الإمام الرضا عليه الصلاة والسلام : " لا يقول بالتصوف أحد إلا لخدعة أو ضلالة أو حماقة ، أما من سمى نفسه صوفيا للتقية فلا إثم عليه .
انظر : " الإثنا عشرية فى الرد على الصوفية للحر العاملى ( ص17)

ومما ذكره المؤلف أيضا عن الصوفية ونقله " إجماع جميع الشيعة الإمامية واتفاق الفرقة الاثنى عشرية على ترك هذه النسبة ومباينة أهلها فى زمن الأئمة عليهم السلام وبعده إلى قريب من هذا الزمان لم يكن أحد من الشيعة صوفيا أصلا كما يظهر لمن تتبع كتب الحديث والرجال وسمع الأخبار ، بل لا يوجد للتصوف وأهله فى كتب الشيعة وكلام الأئمة - عليهم السلام - ذكر إلا بالذم ، وقـد صنفوا فى الرد عليهم كتبا متعددة ذكروا بعضها فى فهرست كتب الشيعة ".

وقال العاملى أيضا فى التصوف " قال بعض المحققين من مشائخنا المعاصرين : اعلم أن هذا الاسم كان مستعملا فى فرقة من الحكماء الزائغين عن الصواب ، ثم بعدهم فى جماعة من الزنادقة وأهل الخلاف من أعداء آل محمـد - - كالحسن البصرى وسفيان الثورى ونحوهما ، ثم جاء فيمن جاء بعدهم وسلك سبيلهم كالغزالى رأس الناصبين لأهل البيت ".

.. الشيخ بهاء الدين العاملى فى كتاب الكشكول قال : قال النبى صلى الله عليه وآله وسلم: " لا تقوم الساعة حتى يخرج قوم من أمتى اسمهم صوفية ، ليسوا مـنى ، وإنهم يهود أمتى إلى أن قال : هـم أضـل مـن الكفار وهـم أهل النار .. ".

.... عن على بن محمد الهادى قال : " الصوفية كلهم مخالفونا ، وطريقتهم مغايرة طريقنا ، وإن هم إلا نصارى أو مجوس هذه الأمة ". انتهى باختصار.


- وقال الإمام الصادق عليه الصلاة والسلام : " إنهم أعداؤنا فمن مال إليهم فهو منهم ويحشروا معهم ، وسيكون أقوام يدعون حبنا ويميلون إليهم ويتشبهون بهم ويلقبون أنفسهم بلقبهم وأقوالهم ، ألا فمن مال إليهم فليس منا وأنا منه براء ، ومن تنكر منهم ورد عليهم كان كمن جاهد الكفار بين يدى رسول الله " .


- وقال الإمام الهادى عليه الصلاة والسلام " لا تلتفتوا إلى هؤلاء الخداعين فإنهم حلفاء الشياطين فخربوا قواعد الدين ... أورادهم الرقص والتصدية ، وأذكارهم الترنم والتغنية فلا يتبعهم إلا السفهاء ... فمن ذهب إلى زيارة أحد منهم حيا أو ميتا ... فكأنما أعان يزيد ومعاوية وأبا سفيان ".

- وقال الإمام العسكرى عليه الصلاة والسلام " يميلون إلى الفلسفة والتصوف ، وأيم والله إنهـم من أهل العـدوان والتحرف ، يبالغون فى حب مخالفينا ويضلون شيعتنا وموالينا ".

قلت : بالتأكيد أحاديث باطلة مفتراة يستحيل أن يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو أهل البيت هذا الكلام .

فما هو سبب كراهية الشيعة للتصوف ؟!


{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ }آل عمران110

نص إلهى قاطع بأن الأمة الإسلامية خير أمة أخرجت للناس
كمسلسل من مسلسل الفشل

خير أمة أصبحت عند الشيعة شر أمـة وأفشل وأضيع أمة ،

كلمة " خير أمة " تعنى عدداً كثيراً جداً جداً ، لكن الشيعة لهم كلام آخر.

فالذين رضى الله عنهم ورضوا عنه ، والسابقون الأولون الذين تركوا ديارهم وأموالهم وقاتلوا آباءهم وأبناءهم وعشيرتهم وقاتلوا و***وا .. عند الشيعة فى ضلال مبين .

ماذا قال الله وماذا قالت الشيعة.

قال الله تعالى :

- {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة100

- {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }الفتح29

أما الشيعة :

فهذه مروياتهم كذبا وزورا على لسان أهل البيت ، بدءاً من تكفير الصحابة واتهامهم بالردة ولعنهم ، حـتى تصـل بهم الدرجة لاتهام الصحابة بالشذوذ والعياذ بالله.

- عن هشام بن عروة عن أبيه قال قالت لى عائشة : يا بن أختى أمروا أن يستغفروا لأصحاب النبى صلى الله عليه وآله وسلم فسبوهم.

- بوب المجلسى فى كتابه بحار الأنوار(8/208-252) باباً بعنوان : باب كفر الثلاثة ونفاقهم وفضائح أعمالهم.

- وفى كتاب تهذيب الأحكام للشيخ الطوسى قال : وهى رواية صحيحة أجلة عن الحسين بن ثوير وأبى سلمة قالا: سمعــنا أبا عبد الله وهو يلعن فى دبر كل مكتوبة أربعة من الرجال وأربعا من النساء : التيمى والعدوى وفعلان ومعاوية ويسميهم ، وفلانة وفلانة وهند وأم الحكم أخت معاوية .

وفى اختيار معرفة الرجال للشيخ الطوسى (2/810) وهو المعروف بكتاب رجال الكشي: عن على بن مهزيار قال : سمعت أبا جعفر يقول وقد ذكر عنده أبو الخطـاب : لعن الله أبا الخطاب ، ولعن أصحابه ، ولعن الشاكين فى لعنه ، ولعن من قد وقف فى ذلك وشك فيه . ثم قال : هذا أبو الغمر وجعفر بن واقد وهاشم بن أبى هاشم استأكلوا بنا الناس ، وصاروا دعاة يدعون الناس إلى ما دعا إليه أبو الخطاب ، لعنه الله ولعنهم معه ، ولعن من قبل ذلك منهم ، يا على لا تتحرجن من لعنهم ، لعنهم الله ، فان الله قد لعنهم ، ثم قال ، قال رسول الله : " من تأثم أن يلعن من لعنه الله فعليه لعنة الله ".
والصوفيـة تختلف تماما مع الشيعة من حيث:

العقيدة ،

والتعبدات ،

والفقه ،

والسلوك

لذا سنناقش وننقل بعض اعتقادات الشيعة والنقول فى ذلك

واختلافهم التام عن الصوفية ،

ونذكر ما يدل على أن الصوفية لا تخرج عن أهل السنة والجماعة ،

فهى منهم وأساسهم.
اعتقاد الشيعة فى أنفسهم واعتقادهم فى بقية المسلمين


1- أنهم خير خلق الله فى الأرض ، وأنهم مخلوقون من بقية طينة الأئمة الاثنا عشر الذين هم بدورهم مخلوقون من نور الله.

2- أن الناس كلهم من المسلمين وغيرهم لا يعدوا كونهم قـردة وخـنازير ، لأنهم - أى بقية المسلمين - ينكرون الإمامة وبالتالى فهم نواصب.

3- أن كل من عاداهم ملعونون أنجاس.

4- يجب المحافظة على كيانهم بأشد أنواع السرية - التقية -، بدءا من الكذب ، وانتهاءً بالحلف والقسم بالله.

5- مال وعرض ودم بقية المسلمين مباح.

نستعرض هذه المقولات من كتب الشيعة واحكم بنفسك

النقطة الأولى: إنهم خير خلق الله فى الأرض وأنهم مخلوقون من بقية طينة الأئمة الاثنا عشر الذين هم بدورهم مخلوقون من نور الله.

1- قال الحر العاملي: " الأئمة الاثنى عشر أفضل من سائر المخلوقات من الأنبياء والأوصياء السابقين والملائكة وغيرهم "


2- كذبوا على النبى صلى الله عليه وآله وسلم ونسبوا إليه أنه قال لعلى (.. ثم خلق الملائكة فلما شاهدوا أرواحنا نورا واستعظموا أمورنا ، فسبحنا لتعلم الملائكة أنا مخلوقون ، وأنه منزه عن صفاتنا ، فسبحت الملائكة لتسبيحنا ونزهته عن صفاتنا .. فبنا اهتدوا إلى معرفة التوحيد وتوحيد الله وتسبيحه وتهليله وتحميده وتمجيده)


4- يروى الكلينى فى الكافى عن أبى عبدالله أنه قال: " أن الله خلقنا من نور عظمته ثم صور خلقنا من طينة مخزونة مكنونة تحت العرش فأسكن ذلك النور فيه فكنا خلقا وبشرا نورانيين لم يجعل لأحد فى مثل الذى خُلقنا منه نصيبا , وخُلق شيعتنا من طينتنا وأبدانهم من طينة مخزونة مكنونة أسفل ذلك الطينة ، ولم يجعل لأحد فى مثل الذى خلقهم منه نصيبا إلا للأنبياء ، ولذلك صرنا نحن وهم الناس وسائر الناس همج للنار وإلى النار ".

النقطة الثانية حتى الخامسة : أن الناس كلهم من المسلمين وغيرهم لا يعدوا كونهم قردة وخنازير لأنهم - أى بقية المسلمين - ينكرون الإمامة وبالتالى فهم نواصب ، وأن كل من عاداهم ملعونين أنجاس ، وأن مال وعرض ودم بقية المسلمين مباح.

فى الكافى (1/389) " عن أبى بصير قال: حججت مع أبى عبد الله فلما كنا فى الطواف قلت له : جعلت فداك يا ابن رسول الله ، يغفر الله لهذا الخلق ؟ فقال يا أبا بصير: إن أكثر من ترى قردة وخنازير ، قال: قلت له أرينهم ؟ قال: فتكلم بكلمات ثم أمرَّ يده على بصرى فرأيتهم قردة وخنازير ، فهالنى ذلك ، ثم أمرَّ يده على بصرى فرأيتهم كما كانوا فى المرة الأولى".

قلت:

فلماذا يضجر الشيعة عندما نقول لهم أن الشيخ محيى الدين بن العربى كان يقول عن أحد الصالحين أنه يرى الشيعة فى صورة خنازير حتى لو لم يصرحوا بأنهم شيعة.
وعن علىّ أنه قال " سيؤتى بالرجل من مقصرى شيعتنا فى أعماله بعد أن جاز الولاية والتقية ... ويوقف بإزائه مابين مائة وأكثر من ذلك إلى مائة من النصاب فيقال هؤلاء فداؤك من النار فيدخل هؤلاء المؤمنون الجنة وأولئك النصاب النار).

روى الطوسى عن محمد بن الحنفية أنه كان يحدث عن أبيه أنه قال : " ما خلق الله عز وجل شيئا أشر من الكلب والناصب أشر منه " .

" ما من مولود يولد إلا وإبليس من الأبالسة بحضرته فإن علم أن المولود من شيعتنا حجبه من ذلك الشيطان ، وإن لم يكن المولود من شيعتنا أثبت الشيطان أصبعه فى دبر الغلام فكان مأبوناً ، وفى فرج الجارية فكانت فاجرة " .

عن ابن فرقد قال: " قلت لأبى عبدالله ما تقول فى *** الناصب ؟ قال: حلال الدم ولكن أتقى عليك , فإن قدرت أن تقلب عليه حائطا أو تغرقه فى البحر فافعل قال: ما تقول فى ماله ؟ قال : خذ ما قدرت عليه "."خذ مال الناصب حيثما وجدته، وادفع إلينا الخمس "." مال الناصب وكل شيء يملكه حلال ".
قلت :
أنت ترى بنفسك كيف أن الشيعة يرون أنفسهم شعب الله المختار، أما الصوفية فحالهم حال الخوف وعند الممات يكون حال الرجاء.

قال الكلاباذى فى التعرف لمذهب أهل التصوف "وهم مع ذلك كله أرجى الناس للناس وأشدهم خوفا على أنفسهم ، حتى كان الوعيد لم يرد إلا فيهم والوعد لم يكن إلا لغيرهم . قيل للفضيل عشية عرفة : كيف ترى حال الناس قال مغفورون لولا مكانى فيهم.

وقال السرى السقطى :" إنى لأنظر فى المرآة كل يوم مرارا مخافة أن يكون قد اسود وجهى . وقال لا أحب أن أموت حيث أعرف مخافة أن لا تقبلنى الأرض فأكون فضيحة".

وقال أيضا : " وهم أحسن الناس ظنونا بربهم ، قال يحيى : من لم يحسن بالله ظنه لم تقر بالله عينه ، وهم أسوأ الناس ظنونا بأنفسهم وأشدهم إزراء بها لا يرونها أهلا لشىء من الخير دينا ولا دنيا. والجملة أن الله تعالى قال {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التوبة102 أخبر أن المؤمن له عملان صالح وسيء فالصالح له والسيء عليه ".
الاختلاف الكلى والجزئى بين
الصوفية والشيعة


من المعلوم أن الصوفية بجميع أشكالها وصورها ومشاربها موافقة لأهل السنة إلا من شذ وخرج عن طريق الصوفية الأصيل ، وبالقطع لا تؤاخذ الغالبية الساحقة والجمهور بتصرفات بعض الأفراد ، وقد قال الأئمة : " النادر لا حكم له ".

واستدلالنا فى بيان كون الصوفية فى عقائدهم وقواعدهم مختلفين تماما عن الشيعة نابع من يقين ، فلو تكلمنا مثلا عن مسألة تحريف القرآن ستجد مئات الأقوال لأئمة أهل السنة تقول أن القرآن كلام الله غير مخلوق ، لو سقنا هذه الأقوال لخرج الكتاب فى مجلدات ، قد نكتفى بأن نشير إلى أن القاضى عياض والإمام النووى والفخر الرازى والسيوطى ردوا على هذه المزاعم ، وقد أثبتنا مثلا أن النووى صوفى ، والسيوطى صوفى ، والفخر الرازى يمدح الصوفية ، والقاضى عياض وتوسلاته بالنبى صلى الله عليه وآله وسلم وحكى عنه الإجماع على أن البقعة التى حوت النبى صلى الله عليه وآله وسلم أفضل من العرش وغير ذلك من الأمور معروفة .

وأنت خبير بأن جمهور الأمة منذ القرن الثالث صوفية أو فيهم تصوف ومعظمهم إما أشاعرة أو منزهة لله عز وجل سواء بالتفويض أو التمرير.

الصوفية تختلف تماما عن الشيعة فى الأصول والفروع ، فى المعتقدات والقواعد، فى السلوك ، وفى السير، وفى كل شىء فى:

1- نظرتهم للنبى صلى الله عليه وآله وسلم وتوقيرهم لآل بيت النبى صلى الله عليه وآله وسلم ومنهم زوجاته ، واحترامهم لصحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، كما أن هناك اختلافا واضحا فى العقائد مثل: القرآن ، والصفات ، والإمامة ، كما يختلفون كثيرا جدا فى الجزئيات الفقهية.

إيذاء الشيعة للنبى صلى الله عليه وآله وسلم فى نفسه
وفى أهل بيته ومنهم أزواجه

قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً }الأحزاب57، وقال {أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِداً فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ }التوبة63، وقال {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ }المجادلة20.

ما وجدنا أحداً يعظم ويوقر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مثل الصوفية ، وما وجدنا أحداً يعظم آل بيت النبى صلى الله عليه وآله وسلم وأزواجه وأصحابه مثل الصوفية.

1- الصوفية عندهم أن خير خلق الله هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أما الشيعة فانظر ماذا يقولون ويروون فى حديث قدسى عندهم أشرنا إليه فى كتاب خصوصية وبشرية النبى صلى الله عليه وآله وسلم عند ***ة الحسين (ص337) وهو " لولا علىّ ما خلقت محمـداً ، ولولا فاطمة ما خلقت علياً " . وللشيعة كلام تلبيس ما هو إلا من قبيل اللف والدوران .
بل إن الشيعة يعتقدون أن الله خلق السموات والأرض بسبب علىّ.

أما عن السيدة فاطمة فكلامهم ننقله بحذافيره ، وقرر درجة اختراق اليهود والنصارى لعقائد الشيعة قالوا : قال أمير المؤمنين "لم تكن الزهراء امرأة عاديَّة ، بل كانت امرأة روحانيَّة، امرأة ملكوتيَّة ، إنساناً بكلِّ ما للإنسان من معنى ، إنَّها موجود ملكوتى ظهر فى عالمنا على صورة إنسان ، بل موجود إلهى جبروتى ظهر بصورة امرأة".
2- الصوفية عندهم أن خير خلق الله هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا أحد مثله لا يدانيه ولا يقاربه ، ثم أفضل الناس بعده الأنبياء يأتون خلفه.

أما الشيعة فيضعون السيدة فاطمة وبعلها وابناها فى نفس مرتبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, انظر ما يقولون:
" لما خلق الله آدم أبو البشر نفخ فيه من روحه التفت آدم يمنة العرش فإذا فى النور خمسة أشباح سجداً وركعاً . قال آدم : يا رب ! هل خلقت أحداً من طين قبلى ؟ قال : لا ، يا آدم ؛ قال : من هؤلاء الخمسة الأشباح الذين أراهم فى هيئتى وصورتى ؟ قال : هؤلاء خمسة من ولدك لولاهم ما خلقتك ، هؤلاء خمسة شققت لهم خمسة أسماء من أسمائى ، لولاهم ما خلقت الجنة ولا النار ، ولا العرش ولا الكرسى ، ولا السماء ولا الأرض ، ولا الملائكة ولا الأنس ولا الجن ، فأنا المحمود وهذا محمد ، وأنا العالى وهذا على ، وأنا الفاطر وهذه فاطمة ، وأنا الإحسان وهذا الحسن ، وأنا الحسن وهذا الحسين ، آليت بعزتى أنه لا يأتينى أحد بمثقال ذرة من خردل من بغض أحدهم إلا أدخلته نارى ولا أبالى ، يا آدم ، هؤلاء صفوتى من خلقى بهم أنجيهم ، وبهم أهلكهم فإذا كان لك إلى حاجة فبهؤلاء توسل فقال النبى صلى الله عليه وآله وسلم نحن سفينة النجاة . من تعلق بها نجا ، ومن حاد عنها هلك ، فمن كان له إلى الله حاجة فليسأل بنا أهل البيت .

3- الصوفية يعلمون ويؤمنون بقضية شق الصدر خلافا للعلمانيين ومن يكذب بمعجزات النبى قال تعالى {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ }الشرح1.
وقد ورد شق الصدر ثلاث مرات :
- مرة عند حليمة السعدية.
- ومرة عند بدء الوحى
- ومرة عند الإسراء والمعراج .
عن أنس بن مالك قال كان أبو ذر يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال " فرج عن سقف بيتى وأنا بمكة فنزل جبريل ففرج صدرى ثم غسله بماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتلىء حكمة وإيمانا فأفرغه فى صدرى ثم أطبقه ثم أخذ بيدى فعرج بى إلى السماء الدنيا ..." الخ الحديث.
ماذا تقول الشيعة ...
قال محمد صادق النجمى فى كتابه أضواء على الصحيحين (ص236-241) : " ولا يمكن أن نعتبر قصة شق الصدر قصة حقيقية وواقعية ،وأشرنا سابقا بأن هذه القصة الوهمية والخرافية ، قد ذكرت فى كثير من كتب العامة ومصادرهم ، وتلقوها بكونها من المسلمات الضرورية ". أهـ
قلت :
وحتى لا تظن أن هذا قول النجمى وحده ، فقد نقل النجمى قول المجلسى قال : ( اعلم أن شق بطنه فى صغره ورد فى روايات كثيرة مستفيضة عند العامة ، كما عرفت ، وأما رواياتنا وإن لم يرد فيها بأسانيد معتبرة ، لم يرد نفيه أيضا ، ولا يأباه العقل أيضا ، فنحن فى نفيه وإثباته من المتوقفين كما أعرض عنه أكثر علمائنا المتقدمين وإن كان يغلب على الظن وقوعه ، والله تعالى يعلم وحججه).

قلت :
والعامة عند الشيعة يعنى أنهم السنة وكل من ليس بشيعى ، وانظر إلى طريقة المجلسى وقوله : ( شق بطنه ) , وانظر أدب الصوفية فى لفظ ( شق وشرح الصدر ) ، وانظر أيضا طريقة وأسلوب المجلسى وهى من سمات الشيعة وجزئياً فى الإخوان المسلمين ( تعويم الأمور وما تريده تجده عندنا , نحن متوقفون , هناك أقوال , ....)
4- التشكيك فى سيرة النبى صلى الله عليه وآله وسلم وسيرة أهل بيته وأزواجه .
وقد سبق الكلام عن تشكيكهم أثناء الكلام عن السيدة عائشة وعثمان بن عفان رضى الله عنه ، ونفى الشيعة أبوة النبى صلى الله عليه وآله وسلم للسيدة زينب والسيدة رقية والسيدة أم كلثوم.

5- التشكيك فى أن زوجات النبى صلى الله عليه وآله وسلم ***وه !!!
ألف أحد الشيعة المشهورين اسمه نجاح الطائى كتابا بعنوان : " هل اغتيل النبى محمد صلى الله عليه وآله وسلم " ؟ وقد اتهم السيدة عائشة والسيدة حفصة بوضع السم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

استدل هذا الشيعى بروايات شيعية منها ما ورد فى تفسير العياشى(1/200): جـاء عن عبدالصمد بن بشير عن أبى عبد الله عليه السلام قال : تدرون مات النبى صلى الله عليه وآله وسلم أو *** ؟ إن الله يقـول { أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً }آل عمران144فسم قبل الموت ، إنهما سقتاه .

وجاء فى رواية المجلسى وهى عن عبد الصمد بن بشير أيضاً فى البحار (22/516) : عائشة وحفصة سقتاه : سماً .
استشهد الرافضى بهذه الرواية على صحة دعواه برواية لَدِّ النبى صلى الله عليه وآله وسلم ، والتى رواها البخارى ومسلم عن عائشة رضى الله عنها قالت : لددنا النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى مرضه فقال " لا تلدونى " فقلنا كراهية المريض للدواء فلما أفاق قال " لا يبقى أحد منكم إلا لد غير العباس فإنه لم يشهدكم ".

قلت :
أما عندنا - نحن السنة وخاصة المتصوفة المعظمين لجناب النبى صلى الله عليه وآله وسلم ولأهل بيته ومنهم زوجاته - فلا نقول بهذه الخرافات والسوء وقلة الأدب وهذه الزندقة ، أين قول الله عز وجل : {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }المائدة67
القرآن بين السنة والشيعة

القرآن

1- يعتقد الشيعة أنه مخلوق .
2- يعتقد أغلب الشيعة أنه محرف وناقص .

القرآن كلام الله غير مخلوق
فى أبواب الإلهيات تجد الشيعة يقولون بخلق القرآن كالمعتزلة ، فإذا لم يكن عندك شيئا من كتبهم أنقل لك أحد الروابط وفيها كلام الشيخ على الكورانى العاملى.

http://www.aljamri.org/RQ/al3aqeeda.htm

أما الصوفية فالقرآن عندهم غير مخلوق ففى الرسالة القشيرية " قال إبراهيم الخواص: انتهيت إلى رجل وقد صرعه الشيطان ، فجعلت أؤذن فى أذنه ، فنادانى الشيطان من جوفه: دعنى أ***ه ؛ فإنه يقول القرآن مخلوق.

وفى قوت القلوب لأبى طالب المكى ـ الفصل الخامس والثلاثون " ...كتاب السنّة وشرح فضائلها وجمل من آداب الشريعة وذكر عقود القلوب من علم الظاهر وهى ستَّ عشْرَةَ خصلة: أولها أن تعتقد أن الإيمان قول وعمل ، وأن القرآن كلام اللّه تبارك وتعالى غير مخلوق " .

وفى إحياء علوم الدين لأبى حامد الغزالى "... وأنه تعالى متكلم آمِرٌ ، نَاهٍ ، وَاعِدٌ ، مُتَوَعِّدٌ بكلام أزلى قديم ، قائم بذاته لا يشبه كلام الخلق ، فليس بصوت يحدث من انسلال هواه أو اصطكاك أجرام ، ولا بحرف ينقطع بإطباق شفة أو تحريك لسان. وأن القرآن والتوراة والإنجيل والزبور كُتُبُهُ المنزلة على رسله عليهم السلام. وأن القرآن مقروء بالألسنة مكتوب فى المصاحف محفوظ فى القلوب ، وأنه مع ذلك قديم قائم بذات الله تعالى ، لا يقبل الانفصال والافتراق بالانتقال إلى القلوب والأوراق، وأن موسى صلى الله عليه وآله وسلم سمع كلام الله بغير صوت ولا حرف، كما يرى الأبرار ذات الله تعالى فى الآخرة من غير جوهر ولا عرض. وإذا كانت له هذه الصفات كان حياً عالماً قادراً مريداً سميعاً بصيراً متكلماً بالحياة والقدرة والعلم والإرادة والسمع والبصر والكلام لا بمجرد الذات ".
اعتقاد الشيعة بتحريف القرآن ونقصانه

اعتقاد الشيعة بتحريف القرآن
قال الكلينى فى الكافى " أن أبا الحسين موسى كتب إلى على بن سويد وهو فى السجن : ولا تلتمس دين من ليس من شيعتك ولا تحبن دينهم فإنهم الخائنون الذين خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم ، وهل تدرى ما خانوا أماناتهم ؟ ائتمنوا على كتاب الله ، فحرفوه وبدلوه ".

وفى الكافى أيضا : " عن أحمد بن محمد بن أبى نضر قال : رفع إِلىَّ أبو الحسن مصحفاً وقال : لا تنظر فيه ، ففتحته وقرأت فيه {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ } (البينة1) ، فوجدت فيها سبعين رجلا من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم ، قال : فبعث إلى ابعث إِلىَّ بالمصحف ".

وقال العلامة الشيعى حسـين بن محـمد تقى النورى الطبرسـى فى كتابه : " فصل الخطاب فى إثبات تحريف كتاب رب الأرباب " ناقلا عن السيد نعمة الله الجزائرى " أن الأخبار الدالة على ذلك - أى التحريف فى الكتاب الحكيم - تزيد على ألفى حديث ، وادعى استفاضتها جماعة كالمفيد ، والمحقق الدماد ، والعلامة المجلسى وغيرهم " ، " أن الأصحاب قد أطبقوا على صحة الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف فى القرآن ".

أمثلة التحريف فى القرآن عند الشيعة
ومن أمثلة التحريف فى القرآن عند الشيعة ما رواه على بن إبراهيم القمى عن أبيه عن الحسين بن خالد فى آية الكرسى " إن أبا الحسن موسى الرضا - أحد الأئمة الإثنى عشر - قرأ آية الكرسى هكذا : ( الم ، الله لا إله إلا هو الحى القيوم، لا تأخذه سنة ولا نوم ، له ما فى السموات وما فى الأرض ، وما بينهما وما بين الثرى ، عالم الغيب والشهادة ، الرحمن الرحيم ).

وذكر القمى آية {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ } (الرعد11) ، فقال : فإنها قرئت عند أبى عبد الله صلوات الله عليه فقال لقارئها : ألستم عربا ؟ .

فكيف تكون المعقبات من بين يديه ؟ وإنما المعقب من خلفه ، فقال الرجل : جعلت فداك كيف هذا ؟ فقال : نزلت ( له معقبات من خلفه ورقيب من بين يديه يحفظونه بأمر الله ) .

ونقل القمى أيضا تحت قوله تعالى : {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً } (الفرقان74) : أنه قرىء عند أبى عبد الله: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً } (الفرقان 74) ، فقال : قد سألوا الله عظيما أن يجعلهم للمتقين أئمة ، فقيل له: كيف هذا يا بن رسول الله؟ قال : إنما أنزل الله ( واجعل لنا من المتقين إماما ) .

وذكر الكلينى فى كتابه الكافى " عن أبى بصير عن أبى عبد الله فى قول الله عز وجل ( ومن يطع الله ورسوله فى ولاية على والأئمة بعده فقد فاز فوزا عظيما) هكذا نزلت ".


وذكر الكشى فى تفسيره تحت آية {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ } (التوبة 73) ، وفى المجمع فى قراءة أهل البيت - يا أيها النبى جاهد الكفار بالمنافقين ".

قلت :
هذه بعض من أمثلة كثيرة جـدا تثبت اعتقاد الشيعة بتحريف القرآن ، خاصة القدماء منهم . إلا أن كثيراً من الشيعة ينكرون ذلك فى العصر الحديث.

يقول علماء السنة أن إنكار الشيعة إيمانهم بتحريف القرآن من باب التقية .

نقول :
نحن نكفر من يقول بأن القرآن الذى بين أيدينا - ويقرأه المسلمون فى مكة والمدينة وسائر بلاد المسلمين - فيه تحريف أو زيادة أو نقصان ، وعلى الشيعة أن تكفر تكفيراً واضحاً من قال أن القرآن فيه تحريف أو زيادة أو نقصان .

للأسف لا يكفر الشيعة من قال بتحريف القرآن !!!

ولذا فأهل السنة والجماعة وخاصة أهل مصر لم ينطل عليهم تشدق الشيعة بحب أهل البيت ، ولذا لفظوهم فى الماضى والحاضر إلا من لا علم له ) .


وكما قلنا للأسف لا يكفر الشيعة من قـال بتحريف القرآن ولا يتبرأون منهم ... كيف وهم علمائهم .

نزيدك بعض النقول من أقوال كبار علماء الشيعة والتى يدعون فيها تحريف القرآن:
قـال الشيخ المفيد : " واتفقوا - أى الإمامية - على أن أئمة الضلال خالفوا فى كثير من تحريف القرآن وعدلوا فيه عن موجب التنزيل وسنة النبى صلى الله عليه وآله وسلم "

وفى الكافى " رفع إلىَّ أبو الحسن عليه السلام مصحفا وقال : لا تنظر فيه ، ففتحته وقرأت فيه {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} (البينة 1) ، فوجدت فيها سبعين رجلا من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم ، قال : فبعث إلىَّ ابعث إلىَّ بالمصحف ". وفيه أيضا " عن سالم بن سلمة قال : قرأ رجل على أبى عبدالله وأنا أسمع حروفا من القرآن ليس على ما يقرأه الناس ، فقال أبو عبدالله: كف عن هذه القراءة اقرأ كما يقرأه الناس حتى يقوم القائم ، فإذا قام القائم قرأ كتاب الله عز وجل على حده ، وأخرج المصحف الذى كتبه علىّ ، وقال : أخرجه علىٌّ إلى الناس حين فرغ منه وكتبه ، فقال لهم : هذا كتاب الله عز وجل كما أنزله الله على محمد صلى الله عليه وآله وسلم وقد جمعته من اللوحين ، فقالوا : هوذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن ، لا حاجة لنا فيه ، فقال : أما والله لا ترونه بعد يومكم هذا أبدا إنما كان علىّ أن أخبركم حين جمعته لتقرءوه ".

قال الطبرسى فى الاحتجاج (1/224) : " ولما استخلف عمر سأل علياً أن يدفع لهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم فقال : أبا الحسـن إن كنت جئت به إلى أبى بكر فأت به إلينا حتى نجتمع عليه ، فقال علىٌّ: هيهات ليس إلى ذلك سبيل، إنما جئت به إلى أبى بكر لتقوم الحجة عليكم ولا تقولوا يوم القيامة : إن كنا عن هذا غافلين أو تقولوا ما جئتنا به . إن القرآن الذى عندى لا يمسه إلا المطهرون والأوصياء من ولدى. فقال عمر : فهل وقت لإظهار معلوم ؟ قال نعم إذا قام القائم من ولدى يظهره ويحمل الناس عليه فتجرى السنة به ".

ويقول الطبرسى (1/377-378) أيضا " ولو شرحت لك كل ما أُسْقِطَ وحُرِّفَ وبُدِّلَ وما يجرى فى هذا المجال لطال وظهر ما تحظر التقية إظهاره من مناقب الأولياء ومثالب الأعداء ".

تـعليقا على تحريف القـرآن - والعياذ بالله – قـال الكاشانى فى تفسيره : " المستفاد من جميع هذه الأخبار وغيرها من الروايات من طريق أهل البيت عليهم السلام أن القرآن ليس بتمامه كما أنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم بل منه ما هو خلاف ما أنزل الله ، ومنه ما هو مُغير مُحرف ، وأنه قد حُذف منه أشياء كثيرة منها اسم على فى كثير من المواضع ، ومنها لفظة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم غير مرة ، ومنها أسماء المنافقين فى مواضعها ، ومنها غير ذلك وأنه ليس على الترتيب المرضى عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وبه قال على بن إبراهيم القمى ).
انظر أقوال الصوفية فى القرآن وقارنها بما سبق للشيعة

تعلم أن الصوفية لم يخرجوا عن أهل السنة والجماعة

بل هم أساسهم


القرآن كلام الله غير مخلوق
محفوظ عن التبديل والتغيير والتحريف
والزيادة والنقصان

- {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً} (النساء 82)
- {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (فصلت 42)

القرآن كلام الله غير مخلوق

قال : سهل بن عبد الله التسترى :

" من زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أن علم الله مخلوق ، ومن قال ذلك فهو كافر ، لأن القرآن من علم الله تعالى ، وليس هو كل علمه، لقوله : { وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا } (البقرة 255) ، وقال : بالله عز وجل عرف النبى صلى الله عليه وآله وسلم وأطيع الله بالرسول ، فالظاهر إمام للباطن ، وتصديق الظاهر بالباطن ، وقال : إيمان بالله والكتاب والسنة هو العلم كله ، وأول الجهل ترك الإقرار بالتوحيد ، وترك التمسك بالسنة. الإقرار بالتوحيد هو الإيمان، والاقتداء بالسنة هو النجاة ، وضده كفر وبدعة ".

وقد رد الإمام المحاسبى فى كتابه " فهم القرآن " (ص 363-364) على من ادعى خلق القرآن ، ورد على الشيعة فى مسألة نسخ الأخبار.

وقال الإمام أبو عبد الله الحارث بن أسد المحاسبى

فى كتاب فهم السنن

" كتابة القرآن ليست محدثة فإنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يأمر بكتابته ولكنه كان مفرقا فى الرقاع والأكتاف والعسب ، وإنما أمر الصديق بنسخها من مكان إلى مكان ، وكان ذلك بمنزلة أوراق وجدت فى بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيها القرآن منتشر فجمعها جامع وربطها بخيط حتى لا يضيع منها شىء .
فإن قيل كيف وقعت الثقة بأصحاب الرقاع وصدور الرجال ، قيل لأنهم كانوا يبدون عن تأليف معجز ونظم معروف ، وقد شاهدوا تلاوته من النبى صلى الله عليه وآله وسلم عشرين سنة ، فكان تزويد ما ليس منه مأمونا ، وإنما كان الخوف من ذهاب شىء من صحفه ".

قال الكلاباذى فى التعرف لمذهب أهل التصوف " أجمعوا أن القرآن كلام الله تعالى على الحقيقة وأنه ليس بمخلوق ولا محدث ولا حدث ، وأنه متلو بألسنتنا مكتوب فى مصاحفنا محفوظ فى صدورنا غير حال فيها ، كما أن الله تعالى معلوم بقلوبنا مذكور بألسنتنا معبود فى مساجدنا غير حال فيها ، وأجمعوا أنه ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض "
وفى الرسالة القشيرية للإمام القشيرى .... " يقول : سمعت أبا على الدلال يقول : سمعت أبا عبد الله بن قهرمان يقول : سمعت إبراهيم الخواص يقول : انتهيت إلى رجل ، وقد صرعه الشيطان ، فجعلت أؤذن فى أذنه، فنادانى الشيطان من جوفه : عنى أ***ه ؛ فإنه يقول القرآن مخلوق.

ومدح الإمام القشيرى للإمام أحمد بسبب ثباته على أن القرآن كلام الله غير مخلوق واضح وظاهر فى عدة مواضع.

وفى قوت القلوب لأبى طالب المكى فى الفصل الخامس والثلاثون " .... وذكر عقود القلوب من علم الظاهر وهى ستَّ عشْرَةَ خصلة : أولها أن تعتقد أن الإيمان قول وعمل ، وأن القرآن كلام اللّه تبارك وتعالى غير مخلوق ".

قال القاضى عياض المالكى الأشعرى عليه رحمة الله : ( وقد أجمع المسلمون أن القرآن المتلو فى جميع أقطار الأرض المكتوب فى المصحف بأيدى المسلمين مما جمعه الدفتان من أول {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } (الفاتحة 2) إلى {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ } (الناس 1) أنه كلام الله ووحيه المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وأن جميع ما فيه حق وأن من نقص منه حرفا قاصدا لذلك أو بدله بحرف آخر مكانه أو زاد فيه حرفا مما لم يشتمل عليه المصحف الذى وقع الإجماع عليه وأجمع على أنه ليس من القرآن عامداً لكل هذا أنه كافر.

وفى تفسير قول الله عز وجل {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}(الحجر 9) ، قال الإمام الرازى الشافعى الأزهرى فى تفسيره الكبير " ... فإن قيل فلم اشتغلت الصحابة بجمع القرآن فى المصحف وقد وعد الله تعالى بحفظه وما حفظه الله فلا خوف عليه ، والجواب أن جمعهم للقرآن كان من أسباب حفظ الله تعالى إياه فإنه تعالى لما أن حفظه قيضهم لذلك . قال أصحابنا وفى هذه الآية دلالة قوية على كون التسمية آية من أول كل سورة لأن الله تعالى قد وعد بحفظ القرآن والحفظ لا معنى له إلا أن يبقى مصونا من الزيادة والنقصان فلو لم تكن التسمية من القرآن لما كان القرآن مصونا عن التغيير ولما كان محفوظا عن الزيادة ولو جاز أن يظن بالصحابة أنهم زادوا لجاز أيضا أن يظن بهم النقصان وذلك يوجب خروج القرآن عن كونه حجة ".

ثم قال بعدها بقليل " المسألة الثالثة : إذا قلنا الكناية عائدة إلى القرآن فاختلفوا فى أنه تعالى كيف يحفظ القرآن ، قال بعضهم حفظه بأن جعله معجزا مباينا لكلام البشر فعجز الخلق عن الزيادة فيه والنقصان عنه لأنهم لو زادوا فيه أو نقصوا عنه لتغير نظم القرآن فيظهر لكل العقلاء أن هذا ليس من القرآن ، فصار كونه معجزا كإحاطة السور بالمدينة لأنه يحصنها ويحفظها ، وقال آخرون إنه تعالى صانه وحفظه من أن يقدر أحد من الخلق على معارضته ، وقال آخرون أعجز الخلق عن إبطاله وإفساده بأن قيض جماعة يحفظونه ويدرسونه ويشهرونه فيما بين الخلق إلى آخر بقاء التكليف ، وقال آخرون المراد بالحفظ هو أن أحدا لو حاول تغييره بحرف أو نقطة لقال له أهل الدنيا هذا كذب وتغيير لكلام الله تعالى حتى أن الشيخ المهيب لو اتفق له لحن أو هفوة فى حرف من كتاب الله تعالى لقال له كل الصبيان أخطأت أيها الشيخ وصوابه كذا وكذا ، فهذا هو المراد من قوله {وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } (يوسف 12)

واعلم أنه لم يتفق لشيء من الكتب مثل هذا الحفظ فإنه لا كتاب إلا وقد دخله التصحيف والتحريف والتغيير إما فى الكثير منه أو فى القليل ، وبقاء هذا الكتاب مصونا عن جميع جهات التحريف مع أن دواعى الملحدة واليهود والنصارى متوفرة على إبطاله وإفساده من أعظم المعجزات ، وأيضا أخبر الله تعالى عن بقائه محفوظا عن التغيير والتحريف وانقضى الآن قريبا من ستمائة سنة فكان هذا إخبارا عن الغيب ، فكان ذلك أيضا معجزا قاهرا ".

قلت :
ومَدْحُ الإمام الرازى للصوفية معروف ، وله مراسلات مع الشيخ نجم الدين الكبرى والشيخ محيى الدين بن العربى - على ما نعلم ، والله أعلم .
اختلاف تفسير الصوفية للقرآن عن تفسير الشيعة

تفاسير الصوفية بدءا من المحاسبى والتسترى والقشيرى وابن العربى والنووى والسيوطى والألوسى وغيرهم على نهج أهل السنة والجماعة من محدثين وفقهاء ، قد تختلف بعض الشىء فيما يسمى بالتفسير الإشارى ، وهو يختلف تماما عن التفسير الباطنى الذى يقول به الشيعة ، فهم يظنون أن معظم القرآن نزل فى الأئمة الإثنا عشرية.

قال العلامة الزرقانى : " قال التفتازانى فى شرحه : " سميت الملاحدة باطنية لادعائهم أن النصوص ليست على ظاهرها بل لها معان لا يعرفها إلا المعلم ، وقصدهم بذلك نفى الشريعة بالكلية . قال وأما ما يذهب إليه بعض المحققين من أن النصوص على ظواهرها ومع ذلك ففيها إشارات خفية إلى دقائق تنكشف لأرباب السلوك يمكن التوفيق بينها وبين الظواهر المرادة فهو من كمال الإيمان ومحض العرفان " .
ومن هنا يعلم الفرق بين تفسير الصوفية المسمى بالتفسير الإشارى وبين تفسير الباطنية الملاحدة ، فالصوفية لا يمنعون إرادة الظاهر بل يحضون عليه ويقولون لا بد منه أولا ، إذ من ادعى فهم أسرار القرآن ولم يحكم الظاهر كمن ادعى بلوغ سطح البيت قبل أن يجاوز الباب ، وأما الباطنية فإنهم يقولون إن الظاهر غير مراد أصلا وإنما المراد الباطن وقصدهم نفى الشريعة .

ونقل السيوطى فى الإتقان عن ابن عطاء الله فى لطائف المنن ما نصه : اعلم أن تفسير هذه الطائفة لكلام الله وكلام رسوله بالمعانى الغريبة ليس إحالة للظاهر عن ظاهره ولكن ظاهر الآية مفهوم منه ما جاءت الآية له ودلت عليه فى عرف اللسان ولهم أفهام باطنة تفهم عند الآية والحديث لمن فتح الله قلبه ، وقد جاء فى الحديث " لكل آية ظهر وبطن " فلا يصدنك عن تلقى هذه المعانى منهم أن يقول لك ذو جدل ومعارضة هذا إحالة لكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فليس ذلك بإحالة وإنما يكون إحالة لو قالوا لا معنى للآية إلا هذا وهم لا يقولون ذلك بل يقررون الظواهر على ظواهرها مرادا بها موضوعاتها ويفهمون عن الله ما ألهمهم.اهـ

فإن قلت أن العلامة الزرقانى صوفى ، نقول لك : قال ابن القيم فى كتابه التبيان فى أقسام القرآن (1/50) " وتفسير الناس يدور على ثلاثة أصول : تفسير على اللفظ وهو الذى ينحو إليه المتأخرون ، وتفسير على المعنى وهو الذى يذكره السلف ، وتفسير على الإشارة والقياس وهو الذى ينحو إليه كثير من الصوفية وغيرهم وهذا لا بأس به بأربعة شرائط أن لا يناقض معنى الآية ، وأن يكون معنى صحيحا فى نفسه ، وأن يكون فى اللفظ إشعار به ، وأن يكون بينه وبين معنى الآية ارتباط وتلازم ، فإذا اجتمعت هذه الأمور الأربعة كان استنباطا حسنا ".

وقد وضح ودافع العلامة الزركشى فى البرهان فى علوم القرآن (2/170- 171) عن التفسير الإشارى وقال : " تنبيه فى كلام الصوفية فى تفسير القرآن : فأما كلام الصوفية فى تفسير القرآن فقيل ليس تفسيرا وإنما هى معان ومواجيد يجدونها عند التلاوة كقول بعضهم فى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ} (التوبة 123) أن المراد النفس فأمرنا بقتال من يلينا لأنها أقرب شيء إلينا وأقرب شيء إلى الإنسان نفسه ، قال ابن الصلاح فى فتاويه : وقد وجدت عن الإمام أبى الحسن الواحدى أنه صنف أبو عبد الرحمن السلمى حقائق التفسير فإن كان اعتقد أن ذلك تفسير فقد كفر ، قال : وأنا أقول : الظن بمن يوثق به منهم إذا قال شيئا من أمثال ذلك أنه لم يذكره تفسيرا ولا ذهب به مذهب الشرح للكلمة المذكورة فى القرآن العظيم ، فإنه لو كان كذلك كانوا قد سلكوا مسلك الباطنية وإنما ذلك منهم ذكر لنظير ما ورد به القرآن فإن النظير يذكر بالنظير ، فمن ذلك مثال النفس فى الآية المذكورة فكأنه قال أمرنا بقتال النفس ومن يلينا من الكفار ، ومع ذلك فياليتهم لم يتساهلوا فى مثل ذلك لما فيه من الإبهام والالتباس " انتهى.

قلت :
وابن الصلاح نفسه من الصوفية وفى فتاويه نصيحة أن يتخذ الإنسان شيخا من الصوفية ليربيه.

وقد ذكر العلامة الزرقانى شروط التفسير الإشارى فقال : " شروط قبول التفسير الإشارى : مما تقدم يعلم أن التفسير الإشارى لا يكون مقبولا إلا بشروط خمسة وهى :
1- ألا يتنافى وما يظهر من معنى النظم الكريم .
2- ألا يدعى أنه المراد وحده دون الظاهر .
3- ألا يكون تأويلا بعيدا سخيفا كتفسير بعضهم قوله تعالى {وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } (العنكبوت 69) ، بجعل كلمة لمع ماضياً وكلمة المحسنين مفعوله .
4- ألا يكون له معارض شرعى أو عقلى .
5- أن يكون له شاهد شرعى يؤيده.

كذلك اشترطوا ، بيد أن هذه الشروط متداخلة فيمكن الاستغناء بالأول عن الثالث وبالخامس عن الرابع ، ويحسن ملاحظة شرطين بدلهما أحدهما بيان المعنى الموضوع له اللفظ الكريم أولا ، ثانيهما ألا يكون من وراء هذا التفسير الإشارى تشويش على المفسر له ، وسيأتيك فى نصيحتى وفى كلام الغزالى ما يقرر هذين الشرطين.

ثم إن هذه شروط لقبوله بمعنى عدم رفضه فحسب وليست شروطا لوجوب اتباعه والأخذ به ، ذلك لأنه لا يتنافى وظاهر القرآن ، ثم إن له شاهدا يعضده من الشرع وكل ما كان كذلك لا يرفض وإنما لم يجب الأخذ به لأن النظم الكريم لم يوضع للدلالة عليه بل هو من قبيل الإلهامات التى تلوح لأصحابها غير منضبطة بلغة ولا مقيدة بقوانين ". اهـ
الصوفية وصفات الله عز وجل

التأويل فى صفات الله عز وجل وأفعاله عند الشيعة فرض ، وغير المؤوِّل عقيدته باطلة.
أما الصوفية فهم على مذهب أهل السنة والجماعة سواء من السلف الصالح أهل الحديث أو الخلف الصالح - الأشاعرة والماتريدية - .

قال الإمام الكلاباذى فى التعرف لمذهب أهل التصوف " شرح قولهم فى الصفات : أجمعوا على أن لله صفات على الحقيقة هو بها موصوف من العلم والقدرة والقوة والعز والحلم والحكمة والكبرياء والجبروت والقدم والحياة والإرادة والمشيئة والكلام , وأنها ليست بأجسام ولا أعراض ولا جواهر ، كما أن ذاته ليس بجسم ولا عرض ولا جوهر وأن له سمعا وبصرا ووجها ويدا على الحقيقة ليس كالأسماع والأبصار والأيدى والوجوه ، وأجمعوا أنها صفات لله وليس بجوارح ولا أعضاء ولا أجزاء ".

وقال أيضا " واختلفوا فى الإتيان والمجىء والنزول فقال الجمهور منهم إنها صفات له كما يليق به ولا يعبر عنها بأكثر من التلاوة والرواية ويجب الإيمان بها ولا يجب البحث عنها" ... ثم قال بعد ذلك " وأولها بعضهم فقال معنى الإتيان منه إيصاله ما يريد إليه ونزوله إلى الشىء إقباله عليه ، وقربه كرامته ، وبعده إهانته وعلى هذا جميع هذه الصفات المتشابهة ".

وقال أيضا : " أجمعوا أن الله تعالى خالق لأفعال العباد كلها كما أنه خالق لأعيانهم ، وأن كل ما يفعلونه من خير وشر فبقضاء الله وقدره وإرادته ومشيئته ولولا ذلك لم يكونوا عبيدا ولا مربوبين ولا مخلوقين وقال جل وعز {قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} (الرعد 16) وقال {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } (القمر 49) ، {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ } (القمر 52) .

قال الإمام القشيرى فى الرسالة القشيرية " وقال أبو الحسن البوشنجى ، رحمه الله : التوحيد أن تعلم أنه غير مشبه للذوات ، ولا منفى الصفات.

وسأل ابن شاهين الجنيدَ عن معنى : مع ، فقال مع ، على معنيين : مع الأنبياء بالنصرة والكلاءة ، قال الله تعالى {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى } (طه 46) ومع العامة بالعلم والإحاطة ، قال تعالى : { مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ} (المجادلة 7) فقال ابن شاهين : مثلك يصلح أن يكون دالاَّ للأمة على الله .

قال شيوخ هذه الطريقة ، على ما يدلُ عليه متفرقات كلامهم ، ومجموعاتهم ، ومصنفاتهم فى التوحيد:
إن الحق سبحانه وتعالى : موجود ، قديم ، واحد ، حكيم ، قادر ، عليم ، قاهر، رحيم ، مريد ، سميع ، مجيد ، رفيع ، متكلم ، بصير متكبر، قدير ، حى أحد، باق ، صمد.

وأنه عالم بِعِلم ، قادر بقدرة ، مريد بإرادة ، سميع بسمع ، بصير ببصر ، متكلم بكلام ، حى بحياة ، باقٍ ببقاء ، وله يدان هما صفتان ، يخلق بهما ما يشاء سبحانه ، على التخصيص.

وله الوجه ، وصفات ذاته مختصة بذاته ، لا يقال هى هو ، ولا هى غيار له ، بل هى صفات أزلية ، ونعوت سرمدية ، وأنه أحدىُّ الذات ، ليس يشبه شيئاً من المصنوعات ، ولا يشبهه شيء من المخلوفات ، ليس بجسم ، ولا جوهر ولا عرض، ولا صفاته أعراض ، ولا يتصوَّر فى الأوهام ، ولا يتقدَّر فى العقول ، ولا له جهة ولا مكان ، ولا يجرى عليه وقت وزمان ، ولا يجوز فى وصفه زيادة ولا نقصان ، ولا يخصُّه هيئة وقدُّ ، ولا يقطعه نهاية وحدُّ ، ولا يحله حادث ، ولا يحمله على الفعل باعث ، ولا يجوز عليه لون ولا كوْن ، ولا ينصره مدد ولا عون ؛ ولا يخرج عن قدرته ".اهـ

قال أبو طالب المكى فى قوت القلوب فى الفصل الخامس والثلاثون : "... ذكر عقود القلوب من علم الظاهر وهى ستَّ عشْرَةَ خصلة : أولها أن تعتقد أن الإيمان قول وعمل ، وأن القرآن كلام اللّه تبارك وتعالى غير مخلوق ، وأن تسلم أخبار الصفات ، وأن تصدق بجميع أقدار اللّه عزّ وجلّ خيرها وشرها ، وأن مساءلة منكر ونكير حق ، وأن عذاب القبر حق ، وأن تؤمن بالميزان ، وأن تعتقد أن الصراط حق ، وأن تؤمن بالحوض المورود حوض محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وأن تؤمن بالنظر إلى اللّه سبحانه وتعالى ".اهـ

وقال العارف بالله الشيخ أحمد الرفاعى : فسبيل المتقين من السلف تنزيه الله تعالى عما دل عليه ظاهره ، وتفويض معناه المراد منه إلى الحق تعالى وتقدس وبهذا سلامة الدين.

وقال " أى سادة .. نزهوا الله عن سمات المحدثين وصفات المخلوقين وطهروا عقائدكم من تفسير معنى الاستواء فى حقه تعالى بالاستقرار كاستواء الأجسام على الأجسام المستلزم للحلول تعالى الله عن ذلك ، وإياكم والقول بالفوقية والسفلية والمكان واليد والعين بالجارحة والنزول بالإتيان والانتقال فإن كل ما جاء فى الكتاب والسنة مما يدل ظاهره على ما ذكر فقد جاء فى الكتاب والسنة مثله مما يؤيد المقصود ، فما بقى إلا ما قاله صلحاء السلف وهو الإيمان بظاهر كل ذلك ورد علم المراد إلى الله ورسوله مع تنزيه البارى تعالى عن الكيف وسمات الحدوث ، وعلى ذلك درج الأئمة وكل ما وصف الله به نفسه فى كتابه فتفسيره قراءته والسكوت عنه ليس لأحد أن يفسره إلا الله تعالى ورسوله ، ولكم حمل المتشابه على ما يوافق أصل المحكم لأنه أصل الكتاب والمتشابه لا يعارض المحكم ".

رؤية الله عز وجل فى الآخرة

أهل السنة يثبتونها والشيعة والمعتزلة ينفونها.

قال الكلاباذى " أجمعوا على أن الله تعالى يرى بالأبصار فى الآخرة وأنه يراه المؤمنون دون الكافرين لأن ذلك كرامة من الله تعالى {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} (يونس 26) "
قال الإمام القشيرى الرسالة القشيرية "... سمعت أبا الحسن العنبرى يقول : سمعت سهل بن عبد الله التسترى يقول : ينظر إليه ، تعالى ، المؤمنون بالأبصار من غير إحاطة ولا إدراك نهاية ". وقال أبو طالب المكى فى قوت القلوب " وأن تؤمن بالنظر إلى اللّه سبحانه وتعالى ".

والنصوص فى ذلك كثيرة عند كافة طوائف التصوف.
أهل البيت
أهل البيت هم السيدة فاطمة والإمام علىّ وأبناؤهما ، وذرية عبد المطلب جد النبى صلى الله عليه وآله وسلم ، ومنهم عم النبى صلى الله عليه وآله وسلم العباس وأبناؤه وزوجات النبى صلى الله عليه وآله وسلم ، وفى ذلك تفاصيل طويلة فى الكتب ، لكن ذرية النبى صلى الله عليه وآله وسلم انحصرت فى مولانا الحسن والحسين.

عن أبى سعيد الخدرى أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال : " الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة"

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " يا على إن لك فى الجنة كنزا وإنك ذو قرنيها ، فلا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وليست لك الآخرة ".

قال العالم الصوفى الربانى الحكيم الترمذى فى نوادر الأصول فى أحاديث الرسول (3/181-182) : " فمعنى الكنز فاطمة وقرنيها الحسن والحسين صيرها بمنزلة الكنز؛ لأن الكنز موضوع مستور ، إليه الموئل وسائر المال ظاهر يذهب ويجىء ، والكنز أصل المال ، فشبه فاطمة رضى الله عنها من نعيم الجنة بالكنز من المال ، ثم قال : وأنت ذو قرنيها ، نسب القرنين إلى فاطمة رضى الله عنها ، ومعناه أن الحسن والحسين رضى الله عنهما قرناها ، وإنك يا علىّ ذو القرنين أى تجد الحسن والحسين وهما سيدا أهل الجنة لك ولدا ".
الحديثان السابقان يدلان على منزلة مولانا الحسن والحسين.

منزلة أهل البيت عند الصوفية ليس لها مثيل ، أما عند الشيعة فلنا عليهم مآخذ كثيرة للغاية. لا نتكلم عن الغلو ولكن نتكلم عن نظرتهم لأهل البيت.

بفرض أن أهل البيت هم أولاد النبى صلى الله عليه وآله وسلم ( الحسن والحسين ) وعمومته وأبناء عمومته ، وبفرض أن سيدنا الحسن والحسين هما ثلاثة أرباع أهل البيت ، وذرية العباس وجعفر بن أبى طالب وعقيل الربع الباقى.

هذا الربع منتهى عند الشيعة ليس له أى قيمة ، بل رووا القبائح فى بقية أهل البيت.
فقد أفاد الكشى أن سبب نزول قوله تعالى {وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } (هود 34) وكذلك قوله {يَدْعُو لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ} (الحج 13) ، نزلت فى العباس عم النبى صلى الله عليه وآله وسلم ، وأن الإمام على لعن عبد الله بن عباس وأخاه ، فقال " اللهم العن ابنى فلان واعم أبصارهما كما عميت قلوبـهما، واجعل عمى أبصارهما دليلاً على عمى قلوبهما ".

ونسبوا كذباً وزورا للباقر أنه قال " وبقى معه رجلان ضعيفان ذليلان حديثا عهد بالإسلام ، عباس وعقيل ".

هذا فى ما لم يكن من ذرية أهل البيت من الحسن والحسين رضى الله عنهما.

بفرض أن أهل البيت بعد السيدة فاطمة والإمام على وابنيهما هم ذرية سيدنا الحسن والحسين فقط ، فما هى نظرة الشيعة ؟ .

الشيعة تسقط تماما جميع أبناء سيدنا الحسن ، وآراؤهم معروفة فى محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب المعروف بمحمد ذى النفس الزكية.

فالشيعة الموجودة الآن هم الاثنا عشرية الجعفرية ، يعنى أولاد جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن مولانا الحسين.

إذاًً نصف أهل البيت عند الشيعة متجاهَلون تماما ، إذاً ضاع النصف ، ومن قبل ضاع الربع ، فالجزء الباقى - ذرية سيدنا الحسين - ماذا تفعل به الشيعة ؟.

لم ينجُ من م***ة بنى أمية ويزيد بن معاوية فى كربلاء من أولاد سيدنا الحسين إلا سيدنا زين العابدين ،كان من أولاد سيدنا زين العابدين بن الحسين مولانا زيد ، كما خذل الشيعة الإمام على وسيدنا الحسين خذلوا أيضاً سيدنا زيد بن على زين العابدين.

القصة معروفة مبثوثة فى كتب التاريخ حيث طالب الشيعة الإمام زيد بالتبرؤ من أبى بكر وعمر ، فقال لهم ما معناه: كان سيف أبى - سيدنا علىّ - مازال يقطر من دماء العرب فجعل الله أبا بكر وعمر خلفاء حتى تسكن الفتنة.

تبرأ آلاف الشيعة من جيش زيد بن على زين العابدين وتركوه حتى *** وصلب أربع سنوات ، وطيف برأسه الشريفة فى البلدان حتى وصلت مصر فسرقها بعض الناس ودفنها فى مكان قريب من بركة السباع يسمى الكناسة وهى الآن منطقة زين العابدين أو ( زينهم ) ، والموجود فى هذا المقام هو سيدنا زيد بن سيدنا على زين العابدين وليس سيدنا زين العابدين ، فمكانه فى المدينة المنورة فى البقيع.

وهكذا اتخذ الشيعة فرعا واحدا من أولاد الإمام زين العابدين ثم ، ابنا واحدا من أبناء محمد الباقر ، ثم ابنا واحدا من أبناء جعفر الصادق ... وهكذا.

فالشيعة على الحقيقة لا يؤمنون بأهل البيت ، هذا لو كان ما عليه الشيعة ثابتا وصحيحا فيكون إيمانهم بجزئية واحدة وهى عشر معشار أهل البيت ، فكيف وقد دخل عليهم التزوير والكذب والتدليس والتقية والتكفير والتطرف فى الجزء الباقى.

الصوفية تنظر لكل أهل البيت وليس لفرع واحد فقط ، عدد أهل البيت فى العالم الإسلامى ملايين كثيرة بفضل الله ، فى مصر وحدها حوالى ستة ملايين ، وفى الحجاز ، والسودان ، والشام ، والمغرب ، واليمن ، وإندونيسيا ، وماليزيا ، ونيجيريا ، ودول كثيرة جدا.

ومعظم الصوفية من أهل البيت ، لذا تجد الشيعة دائما يطعنون فى أى أنساب لأهل البيت إلا أنسابهم هم ، مع أن نكاح المتعة وإعارة الفروج كافية بإسكاتهم إلى الأبد ، ونحن لا نظن أنهم من ذرية آل البيت ، ولكنهم يتحدثون بلسانهم كذبا وزورا.

قبل أن أختم هذه الجزئية أذكر قولين :

1- ما قاله الكلينى فى أصول الكافى (1/405) واصفا جعفر أخا الحسن العسكرى قال " هو معلن الفسق فاجر ماجن شريب للخمور أقل ما رأيته من الرجال ، وأهتكهم لنفسه ، خفيف قليل فى نفسه "

2- ما قاله واحد ممن ترك الشيعة على شبكة الانترنت قال : " ولذلك اختلف الشيعة تقريبا بعد وفاة كل إمام ، من يكون الإمام بعده ؟ وهذا زيد بن على بن الحسين عم جعفر الصادق ، أخو محمد الباقر ، ابن على بن الحسين ، بعث إلى الأحول وهو مستخف بعث إليه زيد بن على بن الحسين وطلب نصرته ، فأبى الأحول وقال : إن كان الخارج أباك أو أخاك خرجت معه ، أما أنت فلا، فقال له زيد : يا أبا جعفر ، كنت أجلس مع أبى على الخوان - يعنى على طاولة الطعام - فيلقمنى البضعة السمينة ، ويبرد لى اللقمة الحارة ، حتى تبرد شفقة عَلَىَّ ، ولم يشفق على من حر النار ، إذ أخبرك بالدين ولم يخبرنى به ، فقال الأحول : جعلت فداك من شفقته عليك من حر النار لم يخبرك ، خاف عليك ألا تقبله فتدخل النار - أى لا تقبل أن المهدى أو أن الإمام بعد على بن الحسين هو أخوك محمد ولست أنت ، وبعد أخيك محمد هو جعفر ابنه ولست أنت - قال : ما أخبرنى أبى بهذا ، كيف أخبرك ولم يخبرنى وهو أبى ، يشفق على من اللقمة الحارة ، يبردها لى حتى يضعها فى فى ، ولا يشفق على من حر النار ، قال : خاف عليك ألا تقبل فتدخل النار ، وأخـبرنى أنا فإن قبلت نجوت ، وإن لم أقبل لم يبال أن أدخل النار ". الكلينى فى الكافى (1/174)

قلت :

وفى النص ركاكة واضحة ، وأهل البيت هم أهل الفصاحة. وهذا الكلام باطل ، إذ يلزم من هذا ألا يخبر جميع أهل البيت أولادهم ولا أعمامهم ولا أخوالهم ولا باقى أقاربهم ، خشية ألا يقبلوا فيدخلون النار ، وهكذا لا ينتهى هذا المسلسل من الطعن فى آل بيت النبى صلى الله عليه وآله وسلم ، من شرذمة يدّعون محبتهم ، الآن زيد وبعده سيأتينا الطعن فى جعفر بن على الهادى ، كما طعنوا فى أبناء عم الحسن العسكرى ، وقبلهم طعنوا فى محمد بن على بن أبى طالب ، وعبد الله بن جعفر الصادق ، وأولاد الحسن بن على ، والعباس عم النبى صلى الله عليه وآله وسلم وابنه عبد الله بن عباس ، ثم يدعون بعد ذلك محبة آل بيت النبى صلى الله عليه وآله وسلم ، قبح الله تبارك وتعالى هذا الحب " انتهى

ومما يجب أن يذكر أن الشيعة خذلوا أهل البيت الأوائل : سيدنا على وابناه وفى قضية مولانا الحسين.


الإمامة

نظرة الشيعة إلى من يقدم أبا بكر وعمر أو أى إنسان على علىّ رضى الله عنهم أجمعين.

يقول الشيخ الصدوق " فى كتابه " الاعتقادات " ( واعتقادنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين على بن أبى طالب والأئمة من بعده عليهم السلام أنه كمن جحد نبوة جميع الأنبياء ، واعتقادنا فيمن أقر بأمير المؤمنين وأنكر واحدا من بعده من الأئمة ، أنه بمنزلة من أقر بجميع الأنبياء وأنكر نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم).

ويقول عبد الله شبر : واعلم أن جمعا من علماء الإمامية حكموا بكفر أهل الخلاف ، ونقلوا الإجماع على دخولهم النار ، والأخبار فى كفرهم كثيرة لا تحصى ، ونقل عن العلامة فى شرح الياقوت قوله : أما دافعوا النص على أمير المؤمنين بالإمامة فقد ذهب أكثر أصحابنا إلى تكفيرهم.

قال الشيخ المفيد: ( واتفقت الإمامية على أن من أنكر إمامة أحد الأئمة وجحد ما أوجبه الله تعالى من فرض الطاعة فهو كافر ضال مستحق للخلود فى النار ).

ويقول الكاشانى : من جحد إمامة أحدهم فهو بمنزلة من جحد نبوة جميع الأنبياء عليهم السلام ويقول أبو الحسن الشريف : ليت شعرى أى فرق بين من كفر بالله سبحانه تعالى ورسوله وبين من كفر بالأئمة عليهم السلام ؟.

ويقول المجلسى : المخالفون ليسوا من أهل الجنان ولا من أهل المنزلة بين الجنة والنار وهى الأعراف بل هم مخلدون فى النار ، ولو قام القائم بدأ ب*** هؤلاء قبل الكفار.

ومن أقوال الخمينى : " الإيمان لا يحصل إلا بواسطة ولاية على وأوصيائه من المعصومين الطاهرين عليهم السـلام بل لا يقبل الإيمان بالله ورسوله من دون الولاية ". ومن أقواله أيضاً : ولاية أهل البيت عليهم السلام شرط فى قبول الأعمال عند الله سبحانه بل هو شرط فى قبول الإيمان بالله والنبى الأكرم.

قلت :

هذا هو ما عند الشيعة ، فكونك تنكر أن الإمام علىّ لم ينزل الله عز وجل فيه قرآنا ينص بوضوح على أنه خليفة المسلمين من بعد النبى صلى الله عليه وآله وسلم هو ، والأئمة الإثنا عشر (سيدنا الحسن ، والحسين ، وعلى زين العابدين ، ومحمد الباقر ، وجعفر الصادق ، وموسى الكاظم ...) فمعنى ذلك أنك كافر عند الشيعة ، بل مجرد تفضيلك لأى صحابى آخر على سيدنا علىّ فأنت فى نظرهم منكر للإمامة - نعوذ بالله من التطرف والهوى - فهذا كتاب الله – القرآن الكريم - ليس فيه آية واحدة تدل على ما يقولون ، لذا يقولون بتحريف القرآن ، وإن سكتوا أحيانا تقية.

أما عندنا فكتب التصوف وكل كتب أهل السنة طافحة بأحاديث تدل على منتهى الرحمة والوسطية وترك التطرف.

اقرأ هذا الحديث وقارنه بما عند الشيعة ، قال طلحة بن عبيد الله : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أهل نجد ثائر الرأس يسمع دوى صوته ولا يفقه ما يقول حتى دنا فإذا هو يسأل عن الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " خمس صلوات فى اليوم والليلة " فقال هل على غيرها قال " لا إلا أن تطوع " قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " وصيام رمضان " قال هل على غيره قال " لا إلا أن تطوع " قال وذكر له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الزكاة قال هل على غيرها قال " لا إلا أن تطوع " قال فأدبر الرجل وهو يقول والله لا أزيد على هذا ولا أنقص ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "أفلح إن صدق".

النواصب

الناصبى هو كل من يبغض علياً كما أن الرافضى كل من يرفض صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإمامتهم وخاصة أبى بكر وعمر.

قد يكون الإنسان - دون أن يدرى - واقعاً فى جزئية من الخطأ فى أبى بكر وعمر أو الإمام علىّ .

الصوفية - بفضل الله - هم أعظم الناس فى حب أهل البيت وتوقير صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولا يرضون بالإفراط ولا بالتفريط ، ولم يقعوا فى فخ الشيطان الذى يريد أن يجعل من يريد أن يرد على الشيعة أن يقع فى عرض سيدنا علىّ والسيدة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت ، كما فعل ابن تيمية ، ورددنا على ذلك فى كتابنا " أخطاء ابن تيمية فى حق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته ".

كذلك يريد الشيطان ممن يدافع عن سيدنا علىّ أن يقع فى عرض أبى بكر وعمر وزوجات النبى صلى الله عليه وآله وسلم وبقية صحابة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فالصوفية هى الوسطية بفضل الله.

يطلق الشيعة لفظ الناصبى على أى إنسان مسلم يقدم ويفضل أبا بكر وعمر على سيدنا علىّ بن أبى طالب حتى لو كان هذا الإنسان محبا لأهل البيت وتتلمذ على أيديهم مثل الإمام أبى حنيفة الذى تتلمذ على يد الإمام جعفر الصادق.

قال صاحب طبقات الحنفية (1/463) عـن أبى يوسف " أن الإمام كان يفتى فى المسجد الحرام إذ وقف عليه الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر رضى الله عنهما وعن آبائهما الكرام ففطن الإمام فقام فقال يا ابن رسول الله لو علمت أول ما وقفت لما قعدت وأنت قائم ، فقال : اجلس وأفت الناس على هذا أدركت آبائى " .اهـ

فانظر إلى أدب الإمام أبى حنيفة ، ومع ذلك أطلق عليه الشيعة " ناصبى ".

إذاً كل أهل السنة من السلف والخلف بما فيهم الصوفية نواصب ، ومهما دافعوا عن أنفسهم فهم نواصب عند الشيعة.

ما هى أحكام النواصب عند الشيعة ؟

1- بالقطع استخدام التقية معهم.
2- الناصببى كافر حلال الدم عند الشيعة.

قال نعمة الله الجزائرى فى حكم النواصب : إنـهم كفار أنجاس بإجماع علماء الشيعة الإمامية ، وإنـهم شر من اليهود والنصارى ، وإن من علامات الناصبى تقديم غير علىّ عليه فى الإمامة.

فعن داود بن فرقد قال : قلت لأبى عبد الله : ما تقول فى *** الناصب ؟ فقال : حلال الدم ، ولكنى أتقى عليك ، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً أو تغرقه فى ماء لكيلا يشهد عليك فافعل.

وقلنا :

أن هناك اختراقاً من اليهود للشيعة ، فأسلوب قلب الحائط والإغراق فى الماء دون وجود شهود هو أسلوب اليهود فى التخلص من أعدائهم.

3- لَعْنُ كل مخالف للشيعة .

قال الخوئى - أحد أئمة الشيعة - كما جاء فى مصباح الفقاهة " ثبت فى الروايات والأدعية والزيارات جواز لعن المخالفين ، ووجوب البراءة منهم ، وإكثار السب عليهم واتهامهم ، والوقيعة فيهم أى غيبتهم ؛ لأنهم من أهل البدع والريب. بل لا شبهة فى كفرهم ، لأن إنكار الولاية والأئمة ( عليهم السلام ) حتى الواحد منهم ، والاعتقاد بخلافة غيرهم ، وبالعقائد الخرافية كالجبر ونحوه يوجب الكفر والزندقة ، وتدل عليه الأخبار المتواترة الظاهرة فى كفر منكر الولاية وكفر المعتقد بالعقائد المذكورة وما يشبهها من الضلالات ".

4- ولأن الناس - ما عدا الشيعة - أولاد زنا فى نظرهم ، فلا يجوز مصافحتهم ، وإن صافح الشيعى أحد السنة تقية وجب عليه غسل اليدين.

روى الكلينى : إن الناس كلهم أولاد زنا أو قال بغايا ما خلا شيعتنا ، " ما من مولود يولد إلا وإبليس من الأبالسة بحضرته ، فإن علم أن المولود من شيعتنا جبه من ذلك الشيطان ، وإن لم يكن المولود من شيعتنا أثبت الشيطان أصبعه فى دبر الغلام فكان مأبوناً وفى فرج الجارية فكانت فاجرة ".

وفى الكافى : عن وهيب بن حفص عن أبى بصير عن أحدهما فى مصافحة المسلم اليهودى والنصرانى قال : " من وراء الثوب ، فإن صافحك بيده فاغسل يدك " .
وعن خالد القلانسى قال : " قلت لأبى عبد الله : ألقى الذمى فيصافحني، قال: امسحها بالتراب وبالحائط ، قلت : فالناصب ؟ قال : اغسلها ".

قلت نفس فكرة التطهير عند اليهود الذين يبحثون عن البقرة الحمراء حتى يتم تطهرهم ، وخروج نبيهم المنتظر ، الذى هو الدجال.

وقلنا :

أن هناك اختراقاً من اليهود للشيعة ، فأسلوب قلب الحائط والإغراق فى الماء دون وجود شهود هو أسلوب اليهود فى التخلص من أعدائهم.

3- لَعْنُ كل مخالف للشيعة .

قال الخوئى - أحد أئمة الشيعة - كما جاء فى مصباح الفقاهة " ثبت فى الروايات والأدعية والزيارات جواز لعن المخالفين ، ووجوب البراءة منهم ، وإكثار السب عليهم واتهامهم ، والوقيعة فيهم أى غيبتهم ؛ لأنهم من أهل البدع والريب. بل لا شبهة فى كفرهم ، لأن إنكار الولاية والأئمة ( عليهم السلام ) حتى الواحد منهم ، والاعتقاد بخلافة غيرهم ، وبالعقائد الخرافية كالجبر ونحوه يوجب الكفر والزندقة ، وتدل عليه الأخبار المتواترة الظاهرة فى كفر منكر الولاية وكفر المعتقد بالعقائد المذكورة وما يشبهها من الضلالات ".

4- ولأن الناس - ما عدا الشيعة - أولاد زنا فى نظرهم ، فلا يجوز مصافحتهم ، وإن صافح الشيعى أحد السنة تقية وجب عليه غسل اليدين.

روى الكلينى : إن الناس كلهم أولاد زنا أو قال بغايا ما خلا شيعتنا ، " ما من مولود يولد إلا وإبليس من الأبالسة بحضرته ، فإن علم أن المولود من شيعتنا جبه من ذلك الشيطان ، وإن لم يكن المولود من شيعتنا أثبت الشيطان أصبعه فى دبر الغلام فكان مأبوناً وفى فرج الجارية فكانت فاجرة ".

وفى الكافى : عن وهيب بن حفص عن أبى بصير عن أحدهما فى مصافحة المسلم اليهودى والنصرانى قال : " من وراء الثوب ، فإن صافحك بيده فاغسل يدك " .
وعن خالد القلانسى قال : " قلت لأبى عبد الله : ألقى الذمى فيصافحني، قال: امسحها بالتراب وبالحائط ، قلت : فالناصب ؟ قال : اغسلها ".

قلت نفس فكرة التطهير عند اليهود الذين يبحثون عن البقرة الحمراء حتى يتم تطهرهم ، وخروج نبيهم المنتظر ، الذى هو الدجال.
كفر من كفريات الشيعة
وكارثة من كوارثهم


يقول أحد علماء الشيعة الكبار وهو نعمة الله الجزائرى : " ..........فى دبره داء لا يشفى إلا بماء الرجال ، فهو مما يؤتى فى دبره .

ويقول نعمة الله الجزائرى عن سيدنا .... : " كان .... مما يتخنث ويلعب به " وقال : " إن عثمان كان فى زمن النبى صلى الله عليه وآله وسلم ممن أظهر الإسلام وأبطن النفاق ".

عامة فكل من سماه المسلمون أو سمى نفسه بأمير المؤمنين فهو عند الشيعة من أهل اللواط والعياذ بالله.

روى العياشى عن محمد بن إسماعيل عن رجـل سماه عن أبى عبد الله قال: دخل رجل على أبى عبد الله فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين فقام على قدميه فقال : مه هذا اسم لا يصلح إلا لأمير المؤمنين الله سماه به ، ولم يسم به أحد غيره فرضى به إلا كان منكوحا وإن لم يكن به ابتلى به ، وهو قول الله فى كتابه {إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَّرِيداً } (النساء 117) قال قلت : فماذا يدعى به قائمكم ؟ قال : يقال له ، السلام عليك يا بقية الله السلام عليكم يا ابن رسول الله.

الشيعة مع سيدنا عثمان بن عفان:

ذو النورين عثمان بن عفان رضى الله عنه هو من زَوَّجَهُ النبى صلى الله عليه وآله وسلم ابنتاه السيدة رقية والسيدة أم كلثوم وقد بشره الله بالجنة.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم فيه : " ألا أستحى من رجل تستحى منه الملائكة ".
وهو الذى جهز جيش العسرة ، وقال النبى صلى الله عليه وآله وسلم فيه " ما ضر عثمان ما عمل بعد هذا اليوم " قالها مرارا.

ومع ذلك زعم الشيعة أن عثمان رضى الله تعالى عنه *** زوجته السيدة رقية ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

عن أبى بصير قال : " قلت لأبى عبد الله: أيفلت من ضغطة القبر أحد ؟ قال : نعوذ بالله منها ، وما أقل من يفلت من ضغطة القبر ، إن رقية لما ***ها عثمان وقف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على قبرها فرفع رأسه إلى السماء فدمعت عيناه ، وقال للناس : إنى ذكرت هذه وما لقيت فرققت لها واستوهبتها من ضغطة القبر فوهبها لى ".
روى القمى عن الباقر - زورا وبهتانا - فى تفسير قوله تعالى : {أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ } (البلد 5) قال : يعنى عثمان فى ***ه ابنة النبى صلى الله عليه وآله وسلم . {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً } (البلد 6) يعنى الذى جهز به النبى من جيش العسرة {أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ } (البلد 7) قال: فساد كان فى نفسه {أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ } (البلد icon_cool.gif يعنى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. {وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ } (البلد 9) يعنى أمير المؤمنين {وَشَفَتَيْنِ} (البلد 9) : يعنى الحسـن والحسـين عليهما السلام . {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ } (البلد 10): إلى ولايتهما ... ".

وفى سيرة الأئمة الاثنى عشرية لهاشم الحسينى (1/67) : أن عثمان بن عفان لم يحسن صحبتها ولم يراع رسول الله فيها ، فتزوج عليها أكثر من امرأة ، وماتت على أثر ضربات قاسية منه أدت إلى كسر أضلاعها."

وفى ترجمة يونس بن خباب - وكان ممن يغلو فى الرفض - قال يونس بن خباب لعباد بن عباد : أنتم تحبون عثمان الذى *** بنى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال قلت *** واحدة فلِمَ زوجه الأخرى ، فقال لى أنت عثمانى خبيث .

وقال الكركى فى نفحات اللاهوت : " إن من لم يجد فى قلبه عداوة لعثمان ، ولم يستحل عرضه ، ولم يعتقد كفره فهو عدو لله ورسوله ، كافر بما أنزل الله ".
الصحابة عند الصوفية
الصحابة والتفضيل


{وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } (التوبة 100)

وقال : {وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } (الأنفال 74) .

وقال : { لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } (الحديد 10).

وقال : { فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } (الأعراف 157) .

وقال فى أصحابه صلى الله عليه وآله وسلم الذين كانوا معه فى الحديبية وبايعوه على الموت : {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ } (الفتح 10) .

وقال مبشرا لهم بالجنة: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً} (الفتح 1icon_cool.gif
وقال الله فى صحابته البررة : {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً } (الفتح 29) .

وقال : " لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ{8} وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{9} " (الحشر 8-9) .

وقال: " وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ{7} فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ{8} " (الحجرات 7-icon_cool.gif.
وقال فى صاحبه : {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } (التوبة 40) .

وقال عز وجل فى كتابه: " هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً{28} مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً{29} " (الفتح 28-29)
بفضل الله نهل الصوفية - أهل الله ، أهل الأنوار ، وأهل الأسرار - من علوم القرآن وذاقوا من حلاوته . انظر ماذا يقولون من فهمهم للآيات السابقة.

موقف الصوفية من الصحابة

قال الكلاباذى فى كتابه التعرف لمذهب أهل التصوف " وأجمعوا على تقديم أبى بكر وعمر وعثمان وعلى ، ورأوا الاقتداء بالصحابة والسلف الصالح وسكتوا عن القول فيما كان بينهم من التشاجر ، ولم يروا ذلك قادحا فيما سبق لهم من الله عز وجل من الحسنى ".

قال الإمام الطحاوى فى عقيدته : ونُحبُ أصحابَ رسولِ الله ِصلى الله عليه وآله وسلم ، ولا نُفرطُ فى حبِ أحدٍ منهم ، ولا نتبرأُ من أحدٍ منهم ، ونبغضُ من يبغضهم ، وبغير الحقِ يذكرهم . ولا نذكرهم إلا بخيرٍ . وحبهم دينٌ وإيمانٌ وإحسانٌ ، وبغضهم كفرٌ ونفاقٌ وطغيانٌ .ا.هـ.

قال القشيرى فى الرسالة القشيرية " ... فهذه: فصول تشير إلى أصول المشايخ على وجه الإيجاز، وباللّه التوفيق.

فى ذكر مشايخ هذه الطريقة وما يدلّ من سيرهم وأقوالهم على تعظيم الشريعة اعلموا ، رحمكم اللّه تعالى ، أن المسلمين بعد رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم لم يتسمّ أفاضلهم فى عصرهم بتسمية علم ، سوى صحبة رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم ، إذ لا فضيلة فوقها ، فقيل لهم : الصحابة ، ولمَّا أدركهم أهل العصر الثانى سمى من صحب الصحابة : التابعين ورأوا فى ذلك أشرف سِمة ، ثم قيل لمن بعدهم : أتباع التابعين ." اهـ

قال أبو طالب المكى فى قوت القلوب فيما يجب اعتقاده : " ويعتقد تفضيل أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته ورضوا عنه كافة ، ويسكت عمّا شجر بينهم ، وينشر محاسنهم وفضائلهم لتأتلف القلوب بذلك ، ونسلم لكل واحد منهم ما فعله ، لأنهم أوفر وأعلى عقولاً منا ، .... فقد علم كل واحد بعلمه ومنتهى عقله فيما أدى إليه اجتهاده ، وإن كان بعضهم أعلم من بعض ، كما أن بعضهم أفضل من بعض ، إلاّ أنّ علومنا وعقولنا تضعف وتنقص عن علم أدناهم علماً ، كما فضّلوا علينا بالسوابق سبقاً وتقدّم من قدم اللّه ورسوله ، وأجمع المسلمون الذين تولى اللّه إجماعهم على الهداية ، وضمن لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم تفضيلاً لهم وتشريفاً لهم أن لا يجتمعوا على ضلالة ، وقد قال على لما قيل له : ألا تستخلف علينا ؟ فقال: لا أستخلف عليكم بل أكلكم إلى اللّه عزّ وجلّ، فإن يرد بكم خيراً جمعكم بعد نبيكم على خيركم... ثم قال " فليعتقد بقلبه من رضى الصحابة بإمامته ، وأجمعوا على خلافته واتفق الأئمة من أهل الشورى على تقدمته على حديث ابن عمر فى التفضيل، قال: كنا نقول على عهد رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم : أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ، فيبلغ ذلك رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم فلا ينكر ، وعلى حديث سفينة مولى رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم " الخلافة بعدى ثلاثون سنة ثم تكون ملكاً " فهؤلاء الأربعة خلفاء النبوة ؛ وهم أئمة الأئمة من العشرة ، وعيون أهل الهجرة والنصرة ، وخيار الخيار من الأصحاب . اهـ

قال الإمام الغزالى فى إحياء علوم الدين : " الإمام الحق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم على " ولم يكن نص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على إمام أصلا .

قال الإمام عبد القادر الجيلانى فى الغنية " ويعتقد أهل السنة أن أمة محمد عليه الصلاة والسلام خير الأمم أجمعين ، وأفضلهم أهل القرن الذين شاهدوه وآمنوا به وصدقوه وبايعوه وقاتلوا بين يديه... حتى قال " وأفضلهم العشرة الذين شهد لهم النبى صلى الله عليه وآله وسلم بالجنة وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وطلحة والزبير وعبد الله بن عوف وسعد وسعيد وأبو عبيدة بن الجراح ، وأفضل هؤلاء العشرة الأبرار الخلفاء الراشدون الأربعة الأخيار وأفضل الأربعة أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم على رضى الله تعالى عنهم ".أهـ


وفى البرهان المؤيد للإمام أحمد الرفاعى صاحب الطريقة الرفاعية " أفضل الصحابة سيدنا أبو بكر الصديق ثم سيدنا عمر الفاروق ثم سيدنا عثمان ذو النورين ثم سيدنا على المرتضى كرم الله وجهه ورضى عنه ، والصحابة رضى الله عنهم كلهم على هدى . روى عنه أنه قال " أصحابى كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم " ويجب الإمساك عما شجر بينهم وذكر محاسنهم ومحبتهم والثناء عليهم أجمعين ، فأحبوهم وتبركوا بذكرهم واعملوا على التخلق بأخلاقهم "

وفى تعظيم مقام أبى بكر الصديق وكونه فى مقام بين الصديقية والنبوة ، قال الشيخ محيى الدين بن العربى فى الفتوحات المكية الباب الحادى والستون ومائة " فى المقام الذى بين الصديقية والنبوة .
وهو مقام القربة جماعة من رجال الله أنكره
وليس من شانهم إنكار ما جهلوا
هو المقام الذى قامت شواهده
فى الحرق وال*** والباقى الذى فعلوا
لو أنهم دبروا القران لاح لهم
وجه الحقيقة فيما عنه قد غفلوا
وما تخصص عنهم فى مقامهم
ألا الذين عن الرحمن قد عقلوا
ومنه أيضاً أبو بكر وميزته
بالسر لو نظروا فى حكمنا كملوا
فليس بين أبى بكر وصاحبه
إذا نظرت إلى ما قلته رجل
هذا الصحيح الذى دلت دلائله
فى الكشف عند رجال الله إذ عملوا"اهـ

قال العلامة ابن حجر الهيتمى فى الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة (1/146) : " ومر عن القاضى حسين أن فى كفر ساب الشيخين أو الختنين وجهين ولا ينافيه جزمه فى موضع آخر بفسق ساب الصحابة وكذا ابن الصباغ وغيره وحكوه عن الشافعى لأنهما مسألتان فالثانية فى مجرد السب وهو مفسق وإن كان المسبوب من آحاد الصحابة وأصاغرهم بخلاف الأول فإنها خاصة بسب الشيخين أو الختنين وهو أشد وأغلظ فى الزجر بأن فيه وجها بالكفر ، وأما تكفير أبى بكر ونظرائه ممن شهد لهم النبى صلى الله عليه وآله وسلم بالجنة فلم يتكلم فيها أصحاب الشافعى والذى أراه الكفر فيها قطعا موافقة لمن مر . ومر عن أحمد أن الطعن فى خلافة عثمان طعن فى المهاجرين والأنصار وصدق فى ذلك فإن عمر جعل الخلافة شورى بين ستة عثمان وعلى وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير وسعد بن أبى وقاص ..... " إلى آخره.

وفى الإبريز للشيخ عبد العزيز الدباغ فى الباب الرابع فى ذكر ديوان الصالحين أجمعين قال: " وإذا حضر سيد الوجود صلى الله عليه وآله وسلم مع غيبة الغوث فإنه يحضر معه أبو بكر ، وعمر، وعثمان ، وعلي، والحسن ، والحسين ، وأمهما فاطمة الزهراء تارة كلهم ، وتارة بعضهم أجمعين قال: وتجلس مولاتنا فاطمة مع جماعة النسوة اللاتى يحضرن الديوان فى جهة اليسار كما سبق وتكون مولاتنا فاطمة أمامهن رضى الله عنها وعنهن ".

وفى منبع أصول الحكمة للبونى (ص 97) فى أبيات الجلجلوتية الصغرى
وصل وسلم يا إلهى بكثرة
كوابل غمام سائل قد تهطل
على المصطفى والآل والصحب كلهم
بقدر نبات الأرض والريح إن سرت


وفى نهاية الكتاب فى ذكر سند مشايخه ذكر سلسلة فى علم الباطن تنتهى حتى أبى بكر الصديق ...وفيها جعفر الصادق عن قاسم بن محمد بن أبى بكر الصديق عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

الإمام السيوطى ألف كتابا سماه " إلقام الحجر لمن زكى ساب أبى بكر وعمر رضى الله عنهما "

عنون العلامة عبد الوهاب الشعرانى فى كتابه اليواقيت والجواهر المبحث الثالث والأربعون بقوله " المبحث الثالث والأربعون فى بيان أن أفضل الأولياء المحمديين بعد الأنبياء والمرسلين أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم على أجمعين " ، وقال " وهذا الترتيب بين هؤلاء الأربعة الخلفاء قطعى عند الشيخ أبى الحسن الأشعرى ظنى عند القاضى أبى بكر الباقلانى ". اهـ ، وقال " وقال الشيخ - يقصد محى الدين بن العربى - فى الباب الثالث وثلاثمائة من الفتوحات اعلم أن السر الذى وقر فى صدر أبى بكر وفضل به على غيره هو القوة التى ظهرت فيه يوم موت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكانت له كالمعجزة فى الدلالة على دعوى الرسالة فقوى حين ذهلت الجماعة ، لأنه لا يكون صاحب التقدم والإمامة إلا صاحيا غير سكران ، فكان رضى الله عنه هو الحقيق بالتقدم ولا يقدح فى كماله واستحقاقه الخلافة كراهة بعض الناس فإن ذلك مقام إلهى قال تعالى {وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً} (الرعد 15) ، فإذا كان بعض الناس يسجد لمن بيده ملكوت السموات والأرض كرها لا طوعا فكيف بحال أبى بكر أو غيره فعلم أنه لابد من طائع وكاره ولو كان يدخل فى الأمر على كره لأجل شبهة تقوم عنده إذا كان ذا دين وكل الصحابة كذلك فتقديم بعضهم على بعض كما وقع به الترتيب فى خلافتهم لابد منه لكونه سبق ذلك فى حكم الله ، وأما من حيث قطعنا بتفضيل بعضهم على بعض فذلك مصروف إلى الله تعالى فهو العالم بمنازلهم عنده ولم يعلمنا سبحانه وتعالى بما فى نفسه من ذلك ، فالله تعالى يحفظنا من الفضول ومن مخالفة أهل السنة والجـماعة آمين.

وفى معظم - إن لم يكن - كل أوراد الطرق وفى الصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلم تجد الترضى على أبى بكر وعمر وعثمان وعلى عليه السلام كما فى حزب البحر الكبير للشيخ أبى الحسن الشاذلى ، وبقية الأئمة ونختم ذلك بما يترنم به الصوفية من شعر الإمام البوصيرى.
ثم الرضا عن أبى بكرٍ وعن عمرٍ
وعن على وعن عثمان ذى الكرمِ
والآلِ وَالصَّحْبِ ثمَّ التَّابعينَ فهم
أهل التقى والنقا والحلم والكرمِ
اهـ
أفضل الخلق من غير الملائكة

الصوفية متفقة على أن خير الخلق من إنس وجن وملك هو النبى صلى الله عليه وآله وسلم ، وأن خير الخلق بعد النبى صلى الله عليه وآله وسلم ، الأنبياء الكبار ، وتعتقد الصوفية أن أفضل الخلق من البشر هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأفضلهم - كما ذكرنا فى جزئية الصحابة – أبو بكر فعمر فعثمان فعلى عليه السلام ، أما الشيعة فتعتقد أن الأئمة الاثنا عشرية أفضل من الأنبياء.
وفى الجزء الخاص عن بنى أمية الجدد تكلمنا عن مسألة التفضيل بين الصحابة، فراجعه هناك. ولنا فى كتاب " أدلة الصوفية فى المسائل الخلافية " ما يريح خاطرك فى مسألة التفضيل بين الصحابة.

نكتفى بالنقل فى الجزئية السابقة الخاصة بالصحابة

ونضيف عليها ما يزيل شبهة أن بعضا ممن يريد التشويش يقول أن الصوفية تدعى أن الولاية أعلى من النبوة ونسبوا ذلك إلى محى الدين بن العربى.

قال الشيخ محى الدين بن العربى فى الباب الرابع عشر من الفتوحات " اعلم أن الحق تعالى قصم ظهور الأولياء بانقطاع النبوة والرسالة بعد موت محمد صلى الله عليه وآله وسلم وذلك لفقدهم الوحى الربانى الذى هو قوت أرواحهم ولو أن أحدا من الأولياء كان فى مقام نبى فضلا عن كونه قد فضله ما قصم ظهره ، ولا احتاج إلى وحى على لسان غيره ، وإنما غاية لطف الله تعالى بالأولياء أنه أبقى عليهم وحى المبشرات فى المنامات ليستأنسوا برائحة الوحى ". اهـ

وقال أيضا فى الكلام على التشهد من الفتوحات " اعلم أن الله تعالى قد سد باب الرسالة عن كل مخلوق بعد محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى يوم القيامة ، وأنه لا مناسبة بيننا وبينه صلى الله عليه وآله وسلم لكونه فى مرتبة لا ينبغى أن تكون لنا " .اهـ

وقال فى شرحه لترجمان الأشواق " اعلم أن مقام النبى ممنوع لنا دخوله وغاية معرفتنا به من طريق الإرث النظر إليه كما ينظر من هو أسفل الجنة إلى من هو فى أعلى عليين وكما ينظر أهل الأرض إلى أهل كواكب السماء ، وقد بلغنا عن الشيخ أبى يزيد أنه فتح له مقام النبوة قدر خرم إبرة تجليا لا دخولا فكاد أن يحـترق ".أهـ

وقال فى الباب الثانى والستين وأربعمائة من الفتوحات " اعلم أنه لا ذوق لنا فى مقام النبوة لنتكلم عليه ، وإنما نتكلم على ذلك بقدر ما أعطينا من مقام الإرث فقط لأنه لا يصح لأحد منا دخول مقام النبوة وإنما نراه كالنجوم على الماء ". أهـ

وقال فى الباب السابع والستين وثلثمائة " لقد أعطيت من مقام العبودية التى اختص بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مقدار الشعرة الواحدة من جلد الثور فما استطعت القيام به ". انتهى

قال الإمام الشعرانى فى اليواقيت والجواهر " قال تعالى: {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ} (يوسف 108) الآية فقد بان لك أن الولاية لا تلحق النبوة أبدا ومن قال من العارفين أن مقام الولاية أكمل وأتم من مقام الرسالة فمراده كما قال الشيخ محيى الدين فى الفتوحات أن مقام ولاية النبى فى نفسه أتم وأكمل من مقام رسالته ، وذلك لشرف المتعلق ودوامه فإن الولاية يتعلق حكمها بالله تعالى ، ولها الدوام فى الدنيا والآخرة ، والرسالة يتعلق حكمها بالخلق وينقطع زوال زمن التكليف ، فليس مراد أحد من القوم بما قالوه نصب الخلاف بين مطلق الولاية ورسالة الأنبياء فإن هذا لايقوله إلا الجاهلون بالله تعالى الذين لم يقربوا من حضرته ولم يعرفوا أهلها وحاشا الأولياء من ذلك".اهـ

وقد أكد الشيخ العارف بالله الإمام الرفاعى الفرق بين النبوة والولاية بقوله : " أى سادة : عالم النبوة الأكبر الجامع لجميع العوالم والأنبياء عليهم الصلاة والسلام خلفاء الله فى الأرض على الحقيقة وأصحاب الهمم السماوية والقلوب العرشية والأسرار الربانية والانخلاع عن الأغيار بالكلية قادات الخلق إلى الحق بين مراتبهم البدائية ومراتب الصديقين النهائية ثلثماية ألف وثمانية وستون ألف مرتبة ليس للصديقين على مراتبهم من سبيل وبين مراتب النبيين ومرتبة سيد المخلوقين مراتب ودرجات فى مرتبة محبوبيته مراتب لا تعد ولا تحد ولا تمر آونة إلا وله مرتبة ترفع ودرجة تنصب ومقام يدنو من الله ، لا تحيط به الأسرار ولا تدرك كيفيته الأوهام والأفكار تتميما للنعمة وتكميلا لشرف المحبة ".

المهدى بين السنة والشيعة


المتعة

عند أهل السنة والجماعة - وطبقا لما عندهم من أدلة ثابتة ثبوت الشمس -كانت المتعة حلالا أثناء الحروب والسفر ثم حرمها النبى صلى الله عليه وآله وسلم.

والمتعة ببساطة هى نوع من أنواع الزواج لكن لمدة محددة ( يوم ، أسبوع ، شهر ) حسب التراضى بين الزوجين.

إذاً هى مجرد قضية فقهية وحكمها عندنا - نحن السنة - أنها كانت مباحة لحكمة إلهية وحرمها النبى صلى الله عليه وآله وسلم لحكمة إلهية ، ومن ذلك عدم ضياع الأنساب كما يحدث مثلا للبحارة الذين يتركون ديارهم ولا يرسون على الأرض إلا كل عدة أشهر، فقد يقتربون من امرأة وتحمل ولا يعلمون ولا يرون تلك المرأة مرة أخرى.

المهم أن الشيعة جعلوا زواج المتعة من الدين ، فقد نسبوا زوراً إلى النبى صلى الله عليه وآله وسلم " من تمتع بامرأة مؤمنة كأنما زار الكعبة سبعين مرة " ونسبوا إليه صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً " من تمتع مرة أمن سخط الجبار ، ومن تمتع مرتين حشر مع الأبرار ، ومن تمتع ثلاث مرات زاحمنى فى الجنان ".
وروى الصدوق عن الصادق قال : " إن المتعة دينى ودين آبائى ، فمن عمل بها عمل بديننا ، ومن أنكرها أنكر ديننا ، واعتقد بغير ديننا ".

وفى بعض أبواب الفقه عند الشيعة - وأنا حقيقة لا أفهم ذلك ولا ما معناه ومن شدته أظن أننى أفهم خطأ بالرغم من تأكيد كثير من السنة هذه المعلومة – وهى " إباحة التمتع بالمرأة المحصنة المتزوجة " .
بل إن هناك قضية أخطر وهى قضية تجويز علماء الشيعة إعارة الفروج ، ومعناها أنه إذا حل رجل ضيفاً عند أحد استعار منه زوجته حتى يرحل!!.

الجمع بين الظهر والعصر

الشيعة يصلون خمس صلوات فى ثلاث أوقات :

- صلاة الفجر .
- ثم الجمع بين الظهر والعصر هذا وقت .
- ثم يجمعون المغرب مع العشاء.

أدخل مسجد السيدة نفيسة أو السيدة زينب أو أى مسجد تجد الصلاة فى أوقاتها كما رغب فى ذلك النبى صلى الله عليه وآله وسلم .

أما الصوفية فيصلون الخمس صلوات فى خمس أوقات ، ويصلون جمعاً وقصراً فى السفر فقط كما فعل النبى صلى الله عليه وآله وسلم .

الصوفية يصلون المغرب عند أذان المغرب المعروف فى ديار المسلمين ، وكذلك إفطارهم فى رمضان ، بينما الشيعة لهم مواقيت تختلف عن بقية الأمة فى إفطارهم وصلواتهم ، ولا يصلون ويسجدون على ( شقفة ) من كربلاء كما تفعل الشيعة.

الشيعة حرموا الأرنب و الطحال ، والصوفية كبقية الأمة يأكلون الأرنب والطحال.
الشيعة لا يرون المسح على الخفين ، والصوفية يمسحون على الخفين كبقية الأمة.

الشيعة لا تقول "آمين" وراء الإمام فى الصلاة ويزعمون أن الصلاة تبطل به ، والصوفية تقول "آمين" كما هو مشاهد فى جميع المساجد.

الشيعة يخرجون من الصلاة بغير التسليم يمينا ويسارا ، والصوفية يختمون الصلاة بالتسليم يمينا ويسارا.

الصوفية لا تخرج على الحكام ، وتجاهد مع البر والفاجر كما فعل أبو الحسن الشاذلى فى دمياط بمصاحبة العز بن عبد السلام ، وكما فعل الخلفاء والسلاطين الأتراك العثمانيين والعثمانيين من المعروف أنهم متصوفة.

أما عند الشيعة فيحرم الجهاد حتى يخرج المهدى المنتظر !! ، عن عبد الله ابن سنان قال : قلت لأبى عبد الله : جعلت فداك ماتقول فى هؤلاء الذين ي***ون فى هذة الثغور ؟ ، قال : فقال " الويل يتعجلون ***ة فى الدنيا ، و***ة فى الآخرة , والله ما الشهداء إلا شيعتنا ولوا ماتوا على فرشهم ".!!!

الصوفية والمذهبية

جمهور الصوفية إما حنفية أو مالكية أو شافعية أو حنابلة ، وكان الإمام الجنيد على مذهب أبى ثور ، وكان الشيخ محيى الدين بن العربى ظاهريا ، قال الكلاباذى " قولهم فى المذاهب الشرعية : إنهم يأخذون لأنفسهم بالأحوط والأوثق فيما اختلف فيه الفقهاء ، وهم مع إجماع الفريقين فيما أمكن ، ويرون اختلاف الفقهاء صوابا ولا يعترض الواحد منهم على الآخر ، وكل مجتهد عندهم مصيب ، ولك من اعتقد مذهبا فى الشرع وصح ذلك عنده بما يصح مثله مما يدل عليه الكتاب والسنة وكان من أهل الاستنباط فهو مصيب باعتقاده ذلك ، ومن لم يكن من أهل الاجتهاد أخذ بقول من أفتاه ممن سبق إلى قلبه من الفقهاء إنه أعلم وقوله حجة له ، وأجمعوا على تعجيل الصلوات وهو الأفضل عندهم مع التيقن بالوقت ، ويرون تعجيل أداء جميع المفترضات عند وجوبها لا يرون التقصير والتأخير والتفريط فيها إلا لعذر ، ويرون تقصير الصلاه فى السفر ومن أدمن السفر منهم ولم يكن له مقر أتم الصلاة ، ورأوا الفطر فى السفر جائزا ويصومون " انظر : التعرف لمذهب أهل التصوف (1/84)..

أما الشيعة فعندهم المذاهب الأربعة هى نوع من أنواع التعدى على فقه الشيعة، ويسمون فقه أهل السنة بفقه العامة والعوام.
فى كيفية المناظرة مع الشيعة والرد عليهم

تأليف : مفتى الشافعية بمكة المكرمة

العلامة الفاضل السيد أحمد بن زينى دحلان


1817 – 1886م

لسيد أحمد بن زينى دحلان كان مفتى الشافعية بمكة زمن الأشراف ، وهو من أشد المناوئين للدعوة الوهابية ، وقد رد عليهم فى عدة كتب منها فتنة الوهابية , ورد عليه بعض الوهابية بكتاب اسمه فيه تجاوز لحدود الأدب " صيانة الإنسان من وسوسة الشيخ دحلان " ، وننقل تلخيص هذه الرسالة إسكاتا لمن يقول : لا يرد على الشيعة أحد يبغض والوهابية ( وقد قدمنا أسماء العلماء من الصوفية الذين ردوا على الشيعة بما لا يدع مجالا للشك ).

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.. أما بعد فهذه كلمات كنت سمعتها من شيخنا رحمه الله تعالى كان يذكرها ويكررها كثيراً فى مجالس متفرقة ويقرر كثيراً منها فى درسه نصحا للمسلمين وشفقة من أن يدخل عليهم بعض أهل الزيغ والبدع شيئاً من الشبهات المخلة بعقيدة أهل السنة والجماعة لا سيما أنه كان يرى كثيراً من أهل البدع يأتون إلى مكة بقصد الحج ويختلط بهم كثير من أهل السنة فيلقون إليهم بعض الشبهات التى يستندون إليها فى زيغهم وضلالهم فكان الشيخ رحمه الله يحذر الناس كثيراً من مخالطة أهل البدع ويقرر لكثير من طلبة العلم كثيراً من الدلائل التى يستدل بها أهل السنة ويعلمهم كيفية البحث والمناظرة مع أهل البدع بالطرق العقلية والنقلية.

ففى مدة إقامته بمكة ما كان أحد من المبتدعة يستطيع أن يظهر نفسه ولا أن يتكلم ظاهراً بشىء مما يضمره فى نفسه خوفا من الشيخ رحمه الله تعالى.. وكذلك الذين يخالفون المذاهب الأربعة ويدعون الاجتهاد كانوا يخافون منه غاية الخوف.. وكذلك طائفة الوهابية فكان رحمه الله تعالى حجة على جميع المخالفين.

فكان رحمه الله تعالى يقول فى كيفية مناظرة المخالفين لأهل السنة وإلزامهم الحجج العقلية والنقلية: لا يخفى على كل متناظرين فى فن من الفنون أنه لا بد لهما من أصل يرجعان إليه عند الاختلاف يكون متفقا عليه عندهم، فإذا كانت المناظرة مثلا بين حنفى وشافعى فى مسألة فقهية فإنهما يرجعان إلى الكتاب أو السنة أو الإجماع أو القياس فمن أقام دليله منهما بواحد من هذه وعجز الآخر كانت الغلبة له، أعنى من أقام الدليل وأما إذا لم يكن لهما أصل يرجعان إليه عند الاختلاف يكون متفقا عليه عندهما بأن كان كل منهما يرجع إلى أصل لا يقول به الآخر فلا تمكن المناظرة بينهما.

فإذا كانت المناظرة بين سنى وغيره من المبتدعة من أى طائفة كانت فلا بد أن يتفقا قبل المناظرة على أصل يرجعان إليه عند الاختلاف، فإن كان المبتدع لا يقول بالعمل بكتب أهل السنة ولا بقول الأئمة الأربعة وغيرهم من المحدثين وغيرهم من أهل السنة فلا بد من أن السنى يجتهد باللطف وحسن السياسة حتى يلزمه أولا بالإلزامات العقلية التى تلجئه إلى الإقرار والاعتراف بأصل يكون مرجعا عند الاختلاف كالقرآن العزيز كأن يقول هل تؤمن بأن ما بين دفتى المصحف كلام الله المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته المتحدى بأقصر سورة منه؟

فإن أنكر ذلك أو شك فيه كفر فلا يحتاج إلى المناظرة معه بل تجرى عليه أحكام الكافرين وكذا إن أعتقد فى القرآن تغييراً وتبديلا لأنه مكذب لقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } (الحجر 9) وإذا أقر واعترف.. وقال أؤمن بأن ما بين دفتى المصحف كلام الله تعالى المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته بأقصر سورة منه يتلو عليه أو يكتب له فى ورقة بعض الآيات التى أنزلها الله تعالى ثناء على الصحابة عليه السلام كقوله تعالى فى سورة الأنفال {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } وقوله تعالى فى سورة التوبة : " لَـكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{88} أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{89} " (التوبة 88-89) وكقوله تعالى فى سورة التوبة أيضاً : { وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } (التوبة 100) وكقوله تعالى فى سورة الفتح : {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً } (الفتح 18) وكقوله تعالى فى سورة الفتح أيضاً {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً } (الفتح 29) وكقوله تعالى فى سورة الحديد { لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى } (الحديد 10) مع قوله تعالى فى سورة الأنبياء {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ } (الأنبياء 101) ويتلو عليه أيضاً قوله تعالى فى سورة الحشر {لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } (الحشر 8) .

ثم بعد تلاوة هذه الآيات أو كتابتها فى صحيفة يقول له السني: هذه الآيات من القرآن العزيز أنزلها الله تعالى مثنيا بها على أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم وشاهداً لهم بأنهم صادقون ومخبراً بأن لهم الجنة وقد أقررت بأنها آيات الله فيلزمك ترك الطعن عليهم والقدح فيهم لأنك إن فعلت كنت مكذبا بما تضمنته هذه الآيات وتكذيب آيات الله كفر فما تقوله فى ذلك؟

فإن قال إن هذه الآيات لا تشملهم.. قلنا يدفع ذلك قوله تعالى { وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى } (الحديد 10) وعلى فرض إرخاء العنان وتسليم أنها لا تشملهم يسئل عمن نزلت فيهم فإن النبى صلى الله عليه وسلم بعثه الله فدعا الناس إلى الله تعالى ومكث فيهم ثلاثا وعشرين سنة ينزل عليه القرآن ويتلوه عليهم ويعلمهم الأحكام والشرائع فآمن به خلق كثير.. ولما توفاه الله تعالى كان عددهم نحو مائة ألف وأربعة وعشرين ألفا وأنزل فيهم الآيات فيها مدحهم والثناء عليهم وشهد لهم بأنهم صادقون وأن لهم الجنة ، وكذلك جاء عن النبى صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة تشهد لهم بمثل ذلك ، بعض تلك الأحاديث عامة وبعضها خاصة بناس مذكورين فيها أسماؤهم فهل هذه الآيات عامة لهم جميعا أو خاصة ببعضهم ؟ فإن قلت إنها خاصة ببعضهم فمن ذلك البعض؟ هل هو معلوم أو مجهول ؟ وهل هو كثير أو قليل ؟ وهل منهم الخلفاء الأربعة وبقية العشرة والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار كأهل بدر وأحد وبيعة الرضوان أم لا؟ ، فإن قال إنها عامة للجميع وجب عليه أن يعتقد نزاهتهم عما يعتقده فيهم ويؤول كل ما وقع بينهم من الاختلاف ويحمله على الاجتهاد وطلب الحق وأن المصيب منهم له أجران والمخطئ له أجر واحد كما جاء ذلك عن النبى صلى الله عليه وسلم وأن يعتقد أنهم لا يجتمعون على ضلال كما ثبت ذلك أيضاً عن النبى صلى الله عليه وسلم فإن لم يفعل ذلك كله كان مكذبا بالآيات والأحاديث التى جاءت فى الثناء عليهم والشهادة لهم بالصدق والإخبار بأن لهم الجنة ، وإن قال إن تلك الآيات والأحاديث فى بعض منهم والسابقون فسقه أو مرتدون.. يسأل عن هذا البعض الذين نزلت فيهم تلك الآيات هل هم معروفون معينون بأسمائهم وألقابهم أم لا.. وهل هم كثيرون أم قليلون.. وهل منهم الخلفاء الأربعة وبقية العشرة وأهل بدر وأحد وبيعة الرضوان أم لا.. فإن قال إنهم كثيرون وأن هؤلاء المذكورين داخلون فيهم لزمه أيضاً أن يعتقد نزاهتهم إلى آخر ما تقدم وإلا كان مكذبا بالآيات والأحاديث التى جاءت فى الثناء عليهم ، وإن قال إنهم قليلون خمسة أو ستة كما اشتهر عند الرافضة.. يسأل فيقال له ما فعل الباقون.. فإن قال إنهم ارتدوا أو فسقوا بعد النبى صلى الله عليه وسلم .. فقل له إن الله تعالى قال فى حق هذه الأمة {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } (آل عمران 110) فكيف يقول عاقل بأنهم خير أمة أخرجت للناس وقد مكث فيهم نبيهم ثلاثا وعشرين سنة يتلو عليهم القرآن ويعلمهم الأحكام.. ثم يرتدون بعد وفاته وهم نحو مائة ألف وأربعة وعشرين ألفاً ولم يبق منهم على الإسلام إلا خمسة أو ستة فإن ذلك يقتضى أنهم أخبث أمة أخرجت للناس لا أنهم خير أمة أخرجت للناس وقد أثنى الله عليهم فى كتابه وكذا نبيه صلى الله عليه وسلم فى أحاديث كثيرة عموما وخصوصا وسمى كثيراً منهم بأسمائهم وحذر الأمة من سبهم وتنقيصهم وبغضهم فيكون ذلك كله كذباً منه صلى الله عليه وسلم وحاشاه من ذلك فإنه معصوم من الكذب وسائر المحرمات والمكروهات.

فالحكم بارتدادهم أو فسقهم إلا نحو خمسة أو ستة منهم تكذيب لقول الله تعالى {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } (آل عمران 110) وتكذيب لثناء النبى صلى الله عليه وسلم عليهم مع قوله صلى الله عليه وسلم " خير القرون قرنى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ".. فإن صمم على اعتقاده ولم ينقد لهذا الإلزام فلا تجرى معه مناظرة، بل لا ينبغى أن يخاطب لأنه غير عاقل بل غير مسلم.
ويجب على كل حاكم عادل أن ينتقم منه بما يقدر عليه من الإهانة ولو بال*** فإن الذى يعتقد ارتداد أصحاب النبى إلى نحو خمسة أو ستة يستحق ال*** لأن ذلك يستلزم إبطاله للشريعة فإنها إنما نقلها إلينا عن النبى أصحابه وكذلك القرآن إنما وصل إلينا من طريقهم ويلزمه تكذيب الآيات والأحاديث التى جاءت فى الثناء عليهم. وإذا لم يستحق مثل هذا ال*** فمن الذى يستحقه؟! ، وأما إذا اعترف بأن الآيات والأحاديث التى جاءت فى الثناء عليهم حق وأنها فيهم جميعاً أو فى الأكثر منهم وأن منهم الخلفاء الأربعة وبقية العشرة وأهل بدر وأحد وبيعة الرضوان فيجب عليه حينئذ أن يعتقد نزاهتهم عن كل ما يقدح فيهم.. ثم يصير البحث والمناظرة معه فى بيان التفاضل بينهم واستحقاق الخلافة.. ولا بد أيضاً قبل المناظرة أن يمهد بين المتناظرين أصل آخر يكون المرجع إليه عند الاختلاف كالكتاب والسنة الصحيحة والإجماع والقياس.

والمراد بالسنة الصحيحة ما صححه أئمة الحديث الثقات المشهورون بين الأمة فى مشارق الأرض ومغاربها المشهود لهم بالعلم والمعرفة والإتقان الذين أفنوا أعمارهم فى تحصيل الحديث وتدوينه ورحلوا فى تحصيله إلى مشارق الأرض ومغاربها وعرفوا الصحيح من الضعيف والموضوع وعرفوا الرواة وميزوا الثقة الذى تقبل الرواية عنه من غيره وكل ذلك موضح مبسوط فى كتب التواريخ والسير وطبقات العلماء ، بل ألفوا كتبا خاصة فى أسماء الرجال طبقة بعد طبقة ، وذكروا فيها صفاتهم وتواريخ ولاداتهم ووفاتهم وتفاوت درجاتهم فى العلم ومن يقبل منهم ومن لا يقبل. كل ذلك لله الحمد موضح مبين بغاية التوضيح والبيان. فإذا صارت المناظرة والاستدلال من أحد المتناظرين لا يقبل شئ من الروايات ولا من الرواة إلا من حكم الأئمة العارفون بقوله ولا تقبل رواية المجهول ولا من حكموا عليه بالضعف وعدم القول ولا يقبل فى الجرح والتعديل إلا قول الأئمة العارفين. وأما غيرهم ممن لا معرفة له بالحديث أو لم يذكره أحد من أئمة الحديث ولم يترجموا له فى رجال الحديث ولم يبينوا أوصافه فإنه لا يقبل قوله ولا روايته ولا تصحيحه ولا تضعيفه ولا جرحه ولا تعديله فإذا حصل الاشتباه فى أحد تراجع كتب الأئمة فإن وجد مذكورا فيها بالعدالة والمعرفة والضبط قبلت روايته بعد تصحيح إسنادها إليه وإن وصف بعدم ذلك لم تقبل روايته وكذا لو لم يذكروه أصلا فإنه لا تقبل روايته ولا تصحيحه ولا تضعيفه ولا جرحه ولا تعديله. فإذا اتفق المتناظران على هذا الأصل أيضاً أمكنت المناظرة بينهما حينئذ بإيراد ما يورده كل منهما وإقامة الدليل عليه من الكتاب أو السنة أو الإجماع أو القياس، وإسناد ذلك إلى الثقات من الأئمة وإلى كتبهم المشهورة.. فإن لم يتفقا على هذا الأصل لا تمكن المناظرة بينهما. وإذا حصلت المناظرة بينهما فليكن السنى حريصا على إقامة البرهان والحجة على خصمه أولا بالآيات القرآنية التى تلزم خصمه الاعتراف بنزاهة الصحابة عما يقدح فيهم وفى عدالتهم.. ثم بالأحاديث النبوية الدالة على ذلك أيضاً ولا يذكر له شيئاً من الأحاديث إلا بعد إلزامه بما تضمنته الآيات القرآنية ، فإن البحث مع المبتدعة فى الأحاديث قبل إلزامهم بما تضمنته الآيات لا ينتج بفائدة.. وكذلك البحث معهم قبل تقرير المرجع عند الاختلاف على الوجه المذكور آنفا لا ينتج بفائدة لأن أدلتهم التى يستدلون بها على مطالبهم كلها تمويهات لا محصول لها عند التحقيق ولهم أكاذيب واختلاقات ينسبونها إلى سيدنا على رضى الله عنه وإلى أهل البيت لا يثبت شئ منها عند التحقيق.

وأما أهل السنة فعندهم أدلة كثيرة على معتقدهم منسوبة إلى الأئمة الثقات وكثير منها منسوبة بالأسانيد الصحيحة إلى سيدنا علىّ رضى الله عنه وعلماء أهل البيت لا يمكنهم الطعن فى شيء منها. وأما شبهات المبتدعة واستناداتهم التى يستندون إليها قلا يقبلها منهم إلى جاهل غير مطلع على كتب الأئمة الذين يكون المرجع إليهم عند الاختلاف.. وأما العالم بالمعرفة والإطلاع فإنه يزيف لهم كل دليل يستندون إليه مخالفا لمذهب أهل السنة ويقيم لهم على ذلك الحجج الواضحة والبراهين الفاضحة. فالعاقل لا يتعب نفسه معهم فى المناظرة قبل تمهيد الأمر على الوجه الذى ذكرناه.. ولا بد أن يقرر لخصمه أنه إذا حصل اختلاف فى معانى بعض الآيات والأحاديث يكون المرجع فى تفسير ذلك وبيانه تفاسير الأئمة المشهورين بالعلم المعرفة والإتقان وشروح الأحاديث المنسوبة أيضاً للأئمة المشهورين بالعلم والمعرفة والإتقان ولا يفسر شيئاً من الآيات والأحاديث بالرأى قبل معرفة كلام الأئمة المذكورين، فإن الأخذ بظواهر الآيات والأحاديث قبل عرضها على كلام الأئمة أصل من أصول الكفر كما صرح بذلك كثير من الأئمة منهم الإمام السنوسى فى شرحه على (أم البراهين) فلا يجوز تفسير شئ من الآيات والأحاديث بالرأى ولا حملها على معان لم ينص عليها الأئمة المعتبرون.

ولنذكر شيئاً من الأمثلة التى تعارضت فيها الأحاديث وأجاب الأئمة عن تعارضها وحملوا كلا منها على معنى صحيح.. فمن ذلك قوله (على سيد العرب) إن أخذ بظاهره وحمل على عمومه فربما يستدل به المخالف على أفضلية على على أبى بكر رضى الله عنهما أو على استحقاقه الخلافة قبله مع أن ذلك معارض بالأدلة الكثيرة التى هى أصح وأقوى فى الدلالة على أفضلية أبى بكر واستحقاقه التقدم فى الخلافة فإنه قد صحت أحاديث كثيرة على أن أبا بكر رضى الله عنه أفضل الخلائق بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وأنه أحق بالخلافة وكل ذلك مبسوط فى كتب أئمة أهل السنة فحينئذ لا يجوز حمل قوله صلى الله عليه وسلم (على سيد العرب) على عمومه لكل شئ حتى يعارض ذلك فحمله الأئمة على أن هذه السيادة فى شئىء مخصوص كالنسب مثلا والاتصال بالنبى صلى الله عليه وسلم فجمعوا بين النصوص بهذا الحمل ليندفع التعارض. ومن ذلك أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم "سدوا كل خوخة فى المسجد إلا خوخة أبى بكر" رضى الله عنه . قال الأئمة من أهل السنة إن فى ذلك إشارة إلى أنه الخليفة بعده فأمر صلى الله عليه وسلم بإبقاء خوخة داره غير مسدودة حتى يسهل عليه الدخول للمسجد ليصلى بالناس لأن الخليفة هو الذى يصلى بالناس وكل أمير كان يؤمره صلى الله عليه وسلم على جماعة كان يأمره بالصلاة بهم. قالوا ولا يعارض هذا الحديث قوله صلى الله عليه وسلم "سدوا كل باب فى المسجد إلا باب عليّ " رضى الله عنه لأن الحديث الأول أصح إسناداً وشرط التعارض التساوى ولأنه قاله صلى الله عليه وسلم فى مرضه الذى توفى فيه حين قال "مروا أبا بكر فليصل بالناس" وأما حديث علىّ رضى الله عنه فقد قاله النبى صلى الله عليه وسلم قبل ذلك ، ولأن بيت على كان ملاصقا لحجرة النبى صلى الله عليه وسلم وليس له طريق إلى المسجد إلا بفتح باب من بيته إلى المسجد. وأما أبو بكر رضى الله عنه فإنه كان له طريق إلى المسجد من غير احتياج إلى فتح الخوخة وإنما أمر بفتح الخوخة ليسهل تردده إلى المسجد ليصلى بالناس فلا تحصل له مشقة بسلوك طريق آخر.

وهناك أمثلة كثيرة يطول الكلام بذكرها ولو كان الأخذ بظواهر القرآن جائز من غير عرضه على كلام الأئمة لأشكل كثير من الآيات.. من ذلك قوله تعالى : {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} (القصص 56) مع قوله تعالى { وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } (الشورى 52) فبينهما بحسب الظاهر تعارض يندفع بما قرره الأئمة فى ذلك.. قالوا إن معنى قوله تعالى {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} (القصص 56) إنك لا تخلق الهداية فى قلوبهم لأن الخالق لذلك هو الله تعالى.. وأمثال ذلك فى القرآن كثير فليس لنا أن نعدل عن كلام الأئمة ونأخذ ذلك بالرأى فمن فعل ذلك كان من الضالين الهالكين. ولا تجتمع الأمة على ضلال لقوله صلى الله عليه وسلم (لا تجتمع أمتى على ضلال) واستند الإمام الشافعى لكون الإجماع حجة من قوله تعالى {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً } (النساء 115) والمراد من الإجماع الذى يكون حجة هو إجماع أهل السنة والجماعة ولا عبرة بغيرهم من المبتدعة والفرق الضالة، فإن أهل السنة والجماعة هى الفرقة الجارية على ما كان عليه النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فقد أخبر النبى صلى الله عليه وسلم بأن الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقه كلها فى النار إلا واحدة وهى التى تكون على ما كان عليه النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

وإذا نظرت تجد أهل السنة هم الذين قاموا بنصرة الشريعة ودونوها وألفوا الكتب فى إيضاحها وبيانها وتحقيقها من كتب التفسير والحديث والفقه والنحو وغير ذلك من العلوم المنقولة والمعقولة أما غيرهم فليس لهم شئ من ذلك وأن وجد لهم شيء من التأليف فعلى سبيل الندرة وملؤوا كتبهم بأكاذيب وقبائح تقتضى إبطال الشريعة ورفضها والطعن على ناقليها من الصحابة وغيرهم وقد قال صلى الله عليه وسلم (عليكم بالسواد الأعظم فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية). والسواد الأعظم هم الجماعة الكثيرة وهم أهل السنة والجماعة فإياك أن تفارقهم فتكون من الهالكين.
وينبغى أن يتنبه المناظر من أهل السنة لغيره من أهل البدعة لأشياء هى أهم من غيرها فستحضرها حال المناظرة ليلزم الخصم بها.. منها أن إنكار صحبة أبى بكر كفر لأنها مذكورة فى القرآن فى قوله تعالى { إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا } (التوبة 40) فأجمعت الأمة أن المراد بالصاحب فى الآية أبو بكر رضى الله عنه. وكذا إنكار براءة عائشة رضى الله عنها كفر لأن الله أنزل عشر آيات فى سورة النور فى براءتها فمن أنكر براءتها فهو كافر ولا يجوز التعرض لها بشيء يقتضى النقص بل يجب محبتها والترضى عنها لأن النبى صلى الله عليه وسلم أثنى عليها وقال (خذوا شطر دينكم عنها) وأخبر أن الله زوجه إياها وأنها زوجته فى الدنيا والآخرة. كل ذلك ثبت بالأحاديث الصحيحة التى لا يمكن الطعن فيها، فالتعرض لها تكذيب بأحاديث النبى 1.

ومن تأمل الآيات التى نزلت فى براءتها وعرف معناها علم أنها صديقة بنت صديق وأن لها قدراً عظيما عند الله تعالى. قال الله تعالى فى بعض الآيات التى نزلت فى براءتها { وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } (النور 26) وقال تعالى تهديداً للقاذفين " إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ{23} يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ{24} يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ{25} " (النور 23-25)

قال كثير من المفسرين منهم الزمخشرى: من تصفح القرآن وتتبعه لم يجد فيه آية فيها تهديد مثل هذا التهديد ولا تخويف مثل هذا التخويف وذلك دليل على رفعة قدر عائشة رضى الله عنها عند الله تعالى ، وتعظيم شأنها وتعظيمها تعظيما للنبى 1. واعلم أن أدلة تفضيل الخلفاء الأربعة عليه السلام على حسب ترتيبهم فى الخلافة الذى هو مذهب أهل السنة كثيرة وهى صحيحة متواترة وثابتة عن على رضى الله عنه وأكابر علماء أهل البيت ونقل ذلك عن على رضى الله عنه الجم الغفير من أصحابه وقالوا إنه كان يخطب فى زمن خلافته على منبر الكوفة ويقول (إن افضل الخلق بعد النبى صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر) وكل ذلك مبسوط فى كتب الأئمة ، وإنكاره محض عناد ومكابرة فإذا أراد المناظر المخالف بيان ذلك يوضح السنى له ذلك مما هو مذكور فى كتب الأئمة.

وأما أحقية تقديم أبى بكر رضى الله عنه فى الخلافة فكذلك لأهل السنة فى ذلك أدلة كثيرة من الكتاب والسنة بعضها صريح وبعضها بالإشارة وقد ثبت عن على رضى الله عنه الاعتراف بأحقية خلافة أبى بكر وعمر وعثمان عليه السلام ، ونقل ذلك عن الجم الغفير من أصحابه حتى صار ذلك متواتراً فإنكاره محض عناد ومكابرة فإذا أراد المخالف بيان ذلك يوضح له السنى ذلك مما هو مذكور فى كتب الأئمة.
ولا بد للسنى أن يقيم الحجة والبرهان على المخالف فى إبطال التقية التى ينسبونها لعلى رضى الله عنه وهو برئ منها لأن نسبة التقية إليه يستلزم الذل والجبن له حاشاه الله من ذلك بل يستلزم نسبة ذلك لجميع بنى هاشم حاشاهم من ذلك فإن عليا رضى الله عنه كان فى قوة ومنعة بهم لو أراد الخلافة زمن الخلفاء الثلاثة قبله أو كان عنده نص أو رأى أنه أحق منهم بها لنازعهم فيها ولوجد من يقوم معه ونصره فى ذلك ولكنه عرف الحق فى ذلك وانقاد له كما جاء التصريح عنه بذلك فى أحاديث كثيرة بأسانيد صحيحة ولم يترك ذلك تقية كما يقولون ، ولو كان عنده نص لأظهره ولم يكتمه ولما انقضت خلافتهم وجاء الحق ونازعه من ليس مثله حاربه وقاتله، ولم يترك ذلك تقية فنسبة التقية إليه فيها تحقير وإذلال له أعاذه الله من ذلك ولو صحت نسبة التقية له لم يوثق بشيء من كلامه فإن كل شيء يقوله أو يفعله يحتمل حينئذ أن يكون تقية حاشاه الله من ذلك.

ثم إن الرافضة قبحهم الله تجرؤا على النبى صلى الله عليه وسلم ونسبوا التقية أيضا إليه فإنهم لما أقيمت عليهم الحجج الواضحة فى أحقية خلافة أبى بكر رضى الله عنه التى منها حديث (مروا أبا بكر فليصل بالناس) وكان معلوما علما ضروريا عند الصحابة عليه السلام أن الأمير هو الذى يصلى بالناس ففهموا من ذلك أنه الخليفة بعده وكان ذلك الحديث مستفاضاً متواتراً لا يمكن إنكاره ومروى عن كثير من الصحابة منهم علىّ رضى الله عنه من طرق كثيرة صحيحة.. قالوا إنما قال النبى صلى الله عليه وسلم ذلك تقية. قاتلهم الله أنى يؤفكون مع أن لأهل السنة أدلة كثيرة على تقديم أبى بكر رضى الله عنه فى الخلافة ولو فرض أنه لم يوجد دليل إلا حديث الأمر له بالصلاة بالناس لكان كافيا، كيف وقد انضم إلى ذلك إجماع الصحابة على صحة خلافته ولا تجتمع الأمة على ضلال كما جاء ذلك عن النبى 1.

وصح عن على رضى الله عنه التصريح بأنهم دخلوا فى بيعة أبى بكر رضى الله عنه ولم يتخلف منهم أحد. فالقول بعدم صحة خلافته يستلزم تخطئة جميع الصحابة عليه السلام وإجماع الأمة على ضلال وحاشاهم من ذلك. ويستلزم أيضاً تكذيب النبى صلى الله عليه وسلم فى أحاديث كثيرة وفى أن أمته لا تجتمع على ضلال ، ويستلزم أيضاً تكذيب القرآن فى شهادته لهم بالصدق فى قوله { أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } (الحجرات 15) وفى إخباره باستحقاقهم الجنة إلى غير ذلك من المحذورات التى لزمت هؤلاء الضالين. ويستلزم أيضاً إبطال الشريعة لأنها إنما وصلت إلى الأمة بطريق الصحابة عليه السلام بل يلزمهم أيضاً التشكك فى صحة القرآن لأنه إنما وصل إلينا من طريقهم عليه السلام. والحاصل أن مذاهب المبتدعة كلها خيالات وضلال.. قال ابن الأثير فى تاريخه (الكامل) عند ذكره دولة العبيديين أن المبتدعة إنما قصدوا بالطعن فى الصحابة الطعن فى الشريعة لأنها وصلت إلينا من طريقهم. انتهى.

وأما مذهب أهل السنة والجماعة فهو المذهب الحق الذى كان عليه النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه بلا إفراط فيها ولا تفريط ولا قدح فى أحد الصحابة ولا تكذيب لشيء من القرآن والسنة فهو بالنسبة لمذهب المبتدعة خرج من بين فرث ودم لبنا خالصاً سائغاً للشاربين.. ومن كان من أهل العلم والمعرفة ونظر فى أدلة أهل السنة وأدلة غيرهم عرف حقيقة ذلك إن نور الله قلبه وأزال انطماس بصيرته. ومن نظر فى كتب الحديث وتأمل فى سيرته صلى الله عليه وسلم من حين بعثه الله تعالى إلى أن توفاه علم منزلة الشيخين عنده وإنهما كانا عنده فى أعظم المنازل لأنه كان يقربهما ويدنيهما ويستشيرهما وكانا يقضيان ويفتيان بحضرته ويراجعانه فى بعض الأمور وربما إنه أراد أن يفعل بعض الأشياء أو يأمر بها فيريان أو أحدهما خلاف ذلك فيراجعان النبى صلى الله عليه وسلم وقد يكرران عليه المراجعة فيرجع إلى قولهما أو قول أحدهما ولو كان ذلك غير حق لما رجع إليه ووافق عليه وإلا كان فاعلا خطأ أو مقراً عليه وهو معصوم من ذلك.
والرافضة قبحهم الله إذا أقيمت عليهم الحجة بمثل ذلك يقولون إنما كان يوافقهما أو يوافق أحدهما تقية .قاتلهم الله أنى يؤفكون. فإن القول بالتقية يستلزم أن لا يوثق بشيء من أقواله أو أفعاله صلى الله عليه وسلم إذ أن ذاك كله على قولهم يحتمل التقية فيلزمهم إبطال الشريعة والأحكام ولا يقال إن مراجعة الشيخين أو أحدهما للنبى صلى الله عليه وسلم فى بعض الأشياء سوء أدب أو مخالفة لأمره لأنهما علما رضاه بذلك وسروره به ورغبته فيه وما ذلك إلا لعظم منزلتهما عنده. ونزل كثير من آيات القرآن موافقا لرأى عمر رضى الله عنه وعاتب الله نبيه صلى الله عليه وسلم فى مخالفته رأى عمر فى قصة أسرى بدر كما هو مبسوط فى كتب الأئمة.. ولما بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم كان أعظم قائم بنصرته أبو بكر رضى الله عنه فكان يعينه على تبليغ رسالة ربه ويدعو الناس إلى الدخول فى دينه ويدفع عنه من يتعرض له. وناله من قريش أذى كثير كما هو مبين فى كتب السير. وكذلك عمر رضى الله عنه كان من أعظم القائمين بنصرته بعد إسلامه فى السنة السادسة من البعثة فكان من أعظم الناس شدة على كفار قريش وإن كان قبل إسلامه شديداً على المسلمين لكنه بعد أن أسلم كان من أشد الناس على الكفار حتى أنزل الله تعالى عند إسلامه {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } (الأنفال 64) ، أى يكفيك من حصل إسلامهم فلا تبال بتأخر غيرهم. وكون نزولها عند إسلامه دليل على مزيد فضله حتى كأنه هو المقصود من الآية وحده.. وكان ابن مسعود رضى الله عنه يقول مازلنا أعزة منذ أسلم عمر.

وكان على رضى الله عنه عند النبى صلى الله عليه وسلم صغيراً فى أول بعثة النبى صلى الله عليه وسلم وإن كان رضى الله عنه بعد أن كبر كانت منه النصرة المأثورة والمواقف المشهورة لكنهما كانا مميزان عنه بالنصرة الحاصلة فى بدء الإسلام حين اشتدت وطأة قريش على المسلمين وكذا بقية العشرة السابقين للإسلام ولو كان ملك من ملوك الدين أعانه بعض الناس على تأسيس ملكه ونصرته على أعدائه حتى ظهر أمره وتم مراده لكان يحبه ويفضله على كثير من أقاربه، فما بالك بهؤلاء السابقين بالإسلام الذين قاموا بنصرة النبى صلى الله عليه وسلم حتى أظهر الله دينه على الدين كله.

والرافضة قبحهم الله نظروا إلى القرابة وغفلوا عن هذه الأشياء وأهملوا قول على رضى الله عنه (لا يجتمع حبى وبغض أبى بكر وعمر فى قلب مؤمن) وأهملوا الآيات والأحاديث التى جاءت فى فضل الشيخين وغيرهم من الصحابة فأدّاهم الأمر إلى إبطال الشريعة التى وصلت إلينا من طريقهم. وأما أهل السنة والجماعة فإنهم لم يضيعوا حق القرابة ، ويعترفون بفضلها ولا يضيعون حقوق الصحبة والمؤازرة والنصرة للصحابة فيعطون كل ذى حق حقه ، ولما ثبتت عندهم الآيات والأحاديث الواردة فى الثناء على الصحابة عليه السلام أولوا جميع ما وقع بين الصحابة من الاختلاف وحملوه على الاجتهاد وطلب الحق وحملوه على أحسن المحامل وسلكوا به أحسن المسالك لأنهم لو طعنوا فى أحد منهم كان ذلك تكذيباً للآيات والأحاديث الواردة فى الثناء عليهم ورفضا للشريعة التى جاءت إلينا من طريقهم فحكموا بعدالتهم كلهم وقبلوا كل ما جاء مرويا عنهم من الآيات والأحاديث.

ولا عبرة بما ينقل من الأكاذيب والحكايات التى ينقلها المبتدعة وكذبة المؤرخين فإنها كلها من اختلاقات الفرق الضالة يريدون بها توغير صدور المؤمنين على الصحابة عليه السلام. فلا يلتفت إلى ذلك لأنه يؤدى إلى تكذيب الآيات والأحاديث الواردة فى الثناء عليهم، ولا نقبل إلا ما صح بالأسانيد الصحيحة التى رواها ثقات الأئمة ومع ذلك نؤولها ونطلب لها أحسن المحامل ونحملها على الاجتهاد الذى يؤجر المصيب فيه أجران والمخطئ أجر واحد. ثم يجب عند اعتقاد التفاضل على الوجه الثابت عند أهل السنة أن لا يعتقد نقص فى المفضول بالنسبة للفاضل ولا يلاحظ ذلك قط بل يعتقد التفاضل مع اعتقاد أن الكل بلغ غاية الكمال والفضل لأنهم باجتماعهم بالنبى صلى الله عليه وسلم ونصرته أشرقت عليهم أنواره حتى فضلوا على كل من يأتى بعدهم وموقف ساعة لواحد منهم مع النبى صلى الله عليه وسلم خير من الدنيا وما فيها وذلك ثابت حتى لمن اجتمع به لحظة ولو كان طفلا غير مميز.

وليحذر المؤمن من اعتقاد نقص لأحد منهم أو التعرض لشيء من السب الذى ارتكبه كثير من المبتدعة لأن ذلك يوجب لعنة فاعله لقوله صلى الله عليه وسلم فمن سبّهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين مع أن المرتكبين لذلك يعترفون بان السب ليس مأموراً به لا على الوجوب ولا على الندب ولو تركوه لم يسألهم الله عن تركه ولو كان السب طاعة مأموراً بها لأمر الله بسب إبليس الذى هو أشقى الخلق وسب فرعون وهامان وقارون وغيرهم من الكفرة فلو لم يلعن الإنسان فى عمره قط أحداً منهم لا يعاقبه الله ولا يسأله عن ترك السب فكيف هؤلاء المبتدعة يرتكبون لعن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين نصروه وبلغوا شريعته لأمته.

يروى أن سيدنا عليا عليه السلام تناظر مع بعض من ينكر البعث.. فقال له سيدنا على رضى الله عنه إن صح ما تقول أنت يعنى من عدم البعث نجوت أنا وأنت وإن صح ما أقول أنا من البعث نجوت أنا ولم تنج أنت فأنا، ناج على كل حال وأنت على النظر فلم يقدر ذلك الناظر على جوابه. فلذلك يقال للمبتدع المتعرض لسب الصحابة المجيز له بالنسبة للمانعين وهم أهل السنة إن صح ما يقول المبتدع من الجواز نجونا نحن وهم لأنهم يسلمون أن تارك السب لا يسئل عن ذلك ولا يعاقب وإن صح ما يقول أهل السنة من المنع نجا أهل السنة وهلك أهل البدعة، فأهل السنة ناجون على كل حال وأهل البدعة على خطر.. وهذا كله على سبيل الفرض وإرخاء العنان فى الجدل وإلا فهم الهالكون قطعاً لتعرضهم لسب أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم. ولو سئل اليهود وقيل لهم من خير الناس عندكم.. لقالوا أصحاب موسى عليه الصلاة والسلام.. ولو سئل النصارى وقيل لهم من خير الناس عندكم.. لقالوا أصحاب عيسى عليه الصلاة والسلام.. ولو سئلت الفرقة التى تبغض الصحابة من شر الناس لقالوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم !! "

انتهى التلخيص
رسالة فى حكم الروافض لابن كمال باشا


قال مفتى الخلافة العثمانية ابن كمال باشا (837–940 هـ):

" الحمد لله العلى العظيم القوى الكريم والصلاة على محمد الهادى إلى صراط مستقيم وعلى آله الذين اتبعوه فى الدين القويم . وبعد :

قد تواترت الأخبار والآثار فى بلاد المؤمنين أن طائفة من الشيعة قد غلبوا على بلاد كثيرة من بلاد السنيين حتى أظهروا مذاهبهم الباطلة ، فأظهروا سبَّ الإمام أبى بكر والإمام عمر والإمام عثمان رضوان الله تعالى عليهم أجمعين . ( فإنهم كانوا ينكرون خلافة هؤلاء الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين ) وكانوا يستحقرون الشريعة وأهلها ويسبون المجتهدين زعما منهم أن سلوك مذاهب هؤلاء المجتهدين لا يخلو عن مشقة بخلاف سلوك طريق رأسهم ورئيسهم الذى سموه بشاه إسماعيل ، فإنهم يزعمون أن سلوك طريقه فى غاية السهولة ونهاية المنفعة ويزعمون أن ما أحله شاه فهو حلال وما حرمه فهو حرام وقد أحل شاه الخمر فيكون الخمر حلالا. وبالجملة أن أنواع كفرهم المنقولة إلينا بتواتر مما لا يُعَدْ ولا يحصى . فنحن لا نشك فى كفرهم وارتدادهم ، وإن دارهم دار حرب ( وإن نكاح ذكورهم وإناثهم باطل باتفاق ؛ فكل واحد من أولادهم يصير ولد الزنا لا محالة ) وما ***ه واحد منهم يصير ميتة ، وإن من لبس قلونسوتهم الحمراء المخصوصة بهم من غير ضرورة كان خوف الكفر عليه غالبا ؛ فإن فى ذلك من أمارات الكفر والإلحاد ظاهرا . ثم إن أحكامهم كانت من أحكام المرتدين حتى إنهم لو غلبوا على مدائنهم صارت هى دار الحرب فيحل للمسلمين أموالهم ونساؤهم وأولادهم . وأما رجالهم : فواجب ***هم إلا إذا أسلموا ، فحينئذ يكونون أحرارا كسائر أحرار المسلمين بخلاف من أظهر كونه زنديقا فإنه يجب ***ه البتة ولو ترك واحد من الناس دار الإسلام واختار دينه الباطل فلحق بدارهم ؛ فللقاضى أن يحكم بموته ويقسم ماله بين الورثة ، وينكح زوجته لزوج آخر . ويجب أن يعلم أيضا أن ( الجهاد عليهم ) كان فرض عين على جميه أهل الإسلام الذين كانوا قادرين على قتالهم . وسننقل من المسائل الشرعية ما يصحح الأحكام التى ذكرنا آنفا . فنقول وبالله التوفيق. قد ذكر فى البزازية ، أن من أنكر خلافة أبى بكر رضى الله عنه هو كافر فى الصحيح ، وأن من أنكر خلافة عمر رضى الله عنه فهو كافر فى الأصح. ويجب إكفار الخوارج بإكفارهم عثمان رضى الله عنه.

وذكر فى التتارخانية: أن من أنكر خلافة أبى بكر فالصحيح أنه كافر , وكذلك خلافة عمر رضى الله عنه وهو أصح الأقوال. وكذا سب الشيخين كفر. ولو قال: إنى برىء من (مذهب أبى حنيفة رضى الله عنه , أو قال : أنا برئ من مذهب) الشافعى يكفر ومن استحل حراما علم حرمته فى دين الإسلام كشرب الخمرفهو كافر. ( وإذا شد الزنار أو لبس قلنسوة جادا أو هازلا يكفر ).وذكر فى القنية : أن استهزاء العلم والعالم كفر. وذكر فى البزازية: أن أحكام هؤلاء أحكام المرتدين .

وذكر فى الاختيار الذى هو شرح المختار أن المرتدين لو غلبوا فقد صار دارهم دار الحرب وأموالهم غنيمة . ذكر فى الكافى : أن نكاح المرتدين باطل اتفاقا ولا يقبل من المرتدين إذا ظهرنا أى غلبنا عليهم ( إلا ) الإسلام أو السيف كمشركى العرب . ويقسم الأموال والأراضى بين المسلمين . وتقسيم أموالهم ونسائهم وذرياتهم صحيح.

وفى بعض الكتب الشرعية : أن من ارتد – والعياذ بالله – ولحق بدار الحرب وحكم بموته ؛ صار عبده معتقا ، وأم ولده معتقة. وقال صدر الشريعة : إذا هجم الكفار على ثغر من الثغور يصير الجهاد فرض عين ( على من كان بقرب منه ويقدر على الجهاد ) عليهم إذا احتيج إليهم ثَم وثُم إلى أن يصير فرض عين على جميع أهل الإسلام شرقا وغربا ، هذا الكلام واضح فالواجب على السلطان أن يجاهد هؤلاء الكفار كما قال الله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ } (التوبة 73) "

.ا هـ كلام المفتى ابن كمال باشا.


محب القوم 11-05-2010 07:18 AM

ولله الحمد للعبد الفقير اكثر من بحث في الرد على الرافضة والجامهم الحجر بعون الله ومدده ولن نضع روابط حتى لا تقول الادارة هذا موقع مخالف بل ابحث في جوجل عن موضعنا وبحثنا في الرد على الرافضة اكتب في جوجل
نصب المنجنيق لنسف افتراءات الرافضة على الاصحاب الفاروق والصديق

وكذلك موضعنا الاخر في الدفاع عن سيدنا الفاروق عليه السلام
مدد الرسول في نسف اسطورة كسر ضلع و*** جنين سيدتنا فاطمة البتول

وغيرها الكثير فهذه مواضيعنا الشخصية النابعة من عقيدة أهل السنة والجماعة والتي تعلمتها من شيخ الإسلام في دروسه الذي يشوه الاعلام ويتخذ الاخوة الجرائد حجة علينا ومواقعه مفتوحه للاطلع على ارائه وهو سماحة مفتي الديار المصرية علي جمعه حفظه الله الذي علمنا حب آل البيت والصحابة عليهم جميعاً السلام
فنحن ابعد الناس عن الروافض بحمد الله وعونه ولنا ردود عليهم وعلمائنا ردوا عليهم وما يذكر في الجرائد هذا تهويل وما وجد من تعاطف فهذا حب في الدين من البعض وما وجد من سلوك غير سوي من بعض المسلمين سواء صوفية او غيرهم ليس دليل علينا بل نرد عليهم ونفضحهم فليس احداً احب علينا من شرع الله ومنهاجه.

ومثل ما اورده الاخ من صور من بعض المنتسبين للطريقة العزمية وهو خارج نطاق الموضوع وانما جلبه كوثائق ولدينا الوف الوثائق ضد الوهابية ولم نعرضها لانها بلا فائدة هنا لاننا نلتزم هنا النقاش العلمي الذي لم نرى احدا التزم به بل تشعب الموضوع لمفتي مصر وخطب الحويني والشيخ العريفي ونستيطع ان نضع الوف الخطب ايضاً نحن ولكننا نعرف الرجال بالحق ونتبع السلف ولا يهمنا قول معاصر سواء شيخ الاسلام علي جمعة أو الحويني ان خالف السلف.

ونكرر اقوال الجهلاء الاغبياء الذين مالوا لبعض افكار الروافض وينتسبون للطريقة العزمية فالطريقة بريئة منهم ومؤسسها عقيدته صافية كما ذكرنا وما هم الا بعض الجراد الذي سينتف جناحه ويسقط بايد الصوفية ايضاً فلله الحمد نحن حماة التوحيد في مصر من صلاح الدين الايوبي الصوفي الاشعري قاهر الرافضة والصليبين الي شيخ الازهر الطيب الذي صرح بانه لني سمح باي نشر للتشيع في مصر وسيكون يقظ لافكارهم
ولن نسمح باي اختراق شيعي رافضي او وهابي سلفي كفى ما نحن فيه فتن بسبب هذه التيارات





محب القوم 11-05-2010 07:19 AM

السؤال: 27ـ لماذا كان التصوف ـ في كثير من الأحيان ـ قنطرةً للإلحاد ، مثل : وحدة الوجود ، الحلول و الاتحاد ، الرفض ، الفناء ، النور المحمدي ، الرابطة ، دعاء الأموات و عبادة القبور .......ألخ
الجواب:
نبدأ مع وحدة الوجود والحلول والاتحاد الذي مللنا من إعادته وتكراره للوهابية، ونعود ونقول:
نحن ننكر مسألة وحدة الوجود والحلول والاتحاد قبل أن ينكرها الوهابية علينا، وعلينا أن نعرف أنه قد يوجد في بعض كلام الله وكلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نصوصاً ظاهرها وحدة وجود أو حلول واتحاد ((وطبعاً باطنها ومعناها الحقيقي ليس كذلك)) هذا فضلاً عن الصوفية الذين نجد في ظاهر بعض كلامهم ما ينم عن الوحدة والحلول.
فنجد في قول الله سبحانه وتعالى: ((وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى))
ونجد: ((من يطع الرسول فقد أطاع الله))
ونجد: ((إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله))
وأما في الأحاديث فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم ( أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد ألا كل شيء ما خلا الله باطل)) رواه البخاري (3628)، ومسلم (2256).
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله قال من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها.) رواه البخاري في صحيحه (6137)
فهل الله ورسوله صلى الله عليه وسلم يقولان بوحدة الوجود والحلول والاتحاد؟؟، حاشا وكلا، عرفنا ذلك لأن في مواضع أخرى قرائن تدل على نفي هذا القول عن الله ورسوله كالقول بأن الإله شيء والعبد شيء آخر، كما قال تعالى: يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد) .
ولنعلم أن من الصوفية قد صدر من كلامهم مثل هذا، ولكن يوجد قرائن من كلامهم تدل على نفي هذه العقيدة الكفرية في مواضع أخرى.
قال الشيخ عبد القادر عيسى في كتابه حقائق عن التصوف:
الحلول والاتحاد:
إِن من أهم ما يتحامل به المغرضون على السادة الصوفية اتهامهم جهلاً وزوراً بأنهم يقولون بالحلول والاتحاد، بمعنى أن الله سبحانه وتعالى قد حلَّ في جميع أجزاء الكون ؛ في البحار والجبال والصخور والأشجار والإِنسان والحيوان.. إِلخ، أو بمعنى أن المخلوق عين الخالق، فكل الموجودات المحسوسة والمشاهدة في هذا الكون هي ذات الله تعالى وعينه. تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
ولاشك أن هذا القول كفر صريح يخالف عقائد الأمة. وما كان للصوفية وهم المتحققون بالإِسلام والإِيمان والإِحسان أن ينزلقوا إِلى هذا الدرك من الضلال والكفر، وما ينبغي لمؤمن منصف أن يرميهم بهذا الكفر جزافاً دون تمحيص أو تثبت، ومن غير أن يفهم مرادهم، ويطلع على عقائدهم الحقة التي ذكروها صريحة واضحة في أُمهات كتبهم، كالفتوحات المكية، وإِحياء علوم الدين، والرسالة القشيرية وغيرها..
ولعل بعض المغرضين المتحاملين على الصوفية يقولون: إِن هذا القول بتبرئة السادة الصوفية من فكرة الحلول والاتحاد، إِنما هو تهرب من الواقع أو دفاع مغرض عن الصوفية بدافع التعصب والهوى، فهلاَّ تأتون بدليل من كلامهم يبرىء ساحتهم من هذه التهم ؟!.
فلبيان الحقيقة الناصعة نورد نبذاً من كلام السادة الصوفية تثبت براءتَهم مما اتُّهموا به من القول بالحلول والاتحاد، وتحذيرَهم الناسَ من الوقوع في هذه العقيدة الزائغة، وتُظهِر بوضوح أن ما نسب إِليهم من أقوال تفيد الحلول أو الاتحاد إِما مدسوسة عليهم، أو مؤولة [انظر موضوعي الدس ص 398 والتأويل ص 415 في هذا الكتاب] بما يلائم هذه النصوص الصريحة التالية الموافقة لعقيدة أهل السنة والجماعة.
يقول الشعراني رحمه الله تعالى: (ولعمري إِذا كان عُبَّاد الأوثان لم يتجرؤوا على أن يجعلوا آلهتهم عين الله ؛ بل قالوا: ما نعبدهم إِلا ليقربونا إِلى الله زلفى، فكيف يُظَن بأولياء الله تعالى أنهم يدَّعون الاتحاد بالحق على حدٌّ ما تتعقله العقول الضعيفة ؟! هذا كالمحال في حقهم رضي الله تعالى عنهم، إِذ ما مِن وليٌّ إِلا وهو يعلم أن حقيقته تعالى مخالفة لسائر الحقائق، وأنها خارجة عن جميع معلومات الخلائق، لأن الله بكل شيء محيط) [اليواقيت والجواهر ج1 ص83]
والحلول والاتحاد لا يكون إِلا بالأجناس، والله تعالى ليس بجنس حتى يحلَّ بالأجناس، وكيف يحل القديم في الحادث، والخالق في المخلوق! ؟ إِن كان حلولَ عَرَض في جوهر فالله تعالى ليس عرضاً، وإِن كان حلولَ جوهر في جوهر فليس الله تعالى جوهراً، وبما أن الحلول والاتحاد بين المخلوقات محال ؛ إِذ لا يمكن أن يصير رجلان رجلاً واحداً لتباينهما في الذات ؛ فالتباين بين الخالق والمخلوق، وبين الصانع والصنعة، وبين الواجب الوجود والممكن الحادث أعظم وأولى لتباين الحقيقتين.
وما زال العلماء، ومحققو الصوفية يبينون بطلان القول بالحلول والاتحاد، وينبهون على فساده، ويحذرون من ضلاله. قال الشيخ محي الدين بن عربي رحمه الله تعالى في عقيدته الصغرى: (تعالى الحق أن تحله الحوادث أو يحلها)[الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، كما في اليواقيت والجواهر ج1. ص80-81]
وقال في عقيدته الوسطى: (اعلم أن الله تعالى واحد بالإِجماع، ومقام الواحد يتعالى أن يحل فيه شيء، أو يحل هو في شيء، أو يتحد في شيء) [الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، كما في اليواقيت والجواهر ج1. ص80-81]
وقال في باب الأسرار: (لا يجوز لعارف أن يقول: أنا الله ، ولو بلغ أقصى درجات القرب، وحاشا العارف من هذا القول حاشاه، إِنما يقول: أنا العبد الذليل في المسير والمقيل) [الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، كما في اليواقيت والجواهر ج1. ص80-81]
وقال في الباب التاسع والستين ومائة: (القديم لا يكون قط محلاً للحوادث، ولا يكون حالاً في المحدَث) [الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، كما في اليواقيت والجواهر ج1. ص80-81]
وقال في باب الأسرار: (من قال بالحلول فهو معلول، فإِن القول بالحلول مرض لا يزول، وما قال بالاتحاد إِلا أهل الإِلحاد، كما أن القائل بالحلول من أهل الجهل والفضول) [الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، كما في اليواقيت والجواهر ج1. ص80-81]
وقال في باب الأسرار أيضاً: (الحادث لا يخلو عن الحوادث، ولو حل بالحادثِ القديمُ لصح قول أهل التجسيم، فالقديم لا يحل ولا يكون محلاً) [الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، كما في اليواقيت والجواهر ج1. ص80-81]
وقال في الباب التاسع والخمسين وخمسمائة بعد كلام طويل: (وهذا يدلك على أن العالم ما هو عين الحق، ولا حل فيه الحق، إِذ لو كان عينَ الحق، أو حلَّ فيه لما كان تعالى قديماً ولا بديعاً) [الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، كما في اليواقيت والجواهر ج1. ص80-81]
وقال في الباب الرابع عشر وثلاثمائة: (لو صحَّ أن يرقى الإِنسان عن إِنسانيته، والمَلكُ عن ملكيته، ويتحد بخالقه تعالى، لصحَّ انقلاب الحقائق، وخرج الإِله عن كونه إِلهاً، وصار الحق خلقاً، والخلق حقاً، وما وثق أحد بعلم، وصار المحال واجباً، فلا سبيل إِلى قلب الحقائق أبداً) [الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، كما في اليواقيت والجواهر ج1. ص80-81]
وكذلك جاء في شعره ما ينفي الحلول والاتحاد كقوله:
ودعْ مقالةَ قوم قال عالمُهم بأنَّه بالإِله الواحد اتحَدا
الاتحادُ مُحُالٌ لا يقول به إِلا جهولٌ به عن عقلهِ شَرَدَا
وعن حقيقتِه وعن شريعتِه فاعبدْ إِلهَك لا تشركْ به أَحَدا
وقال أيضاً في الباب الثاني والتسعين ومائتين: (من أعظم دليل على نفي الحلول والاتحاد الذي يتوهمه بعضهم، أن تعلم عقلاً أن القمر ليس فيه من نور الشمس شيء، وأن الشمس ما انتقلت إِليه بذاتها، وإِنما كان القمر محلاً لها، فكذلك العبد ليس فيه من خالقه شيء ولا حل فيه) [الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، كما في اليواقيت والجواهر ج1. ص80-81]
قال صاحب كتاب نهج الرشاد في الرد على أهل الوحدة والحلول والاتحاد: (حدثني الشيخ كمال الدين المراغي قال: اجتمعتُ، بالشيخ أبي العباس المرسي ـ تلميذ الشيخ الكبير أبي الحسن الشاذلي ـ وفاوضْته في هؤلاء الاتحادية، فوجدته شديد الإِنكار عليهم، والنهي عن طريقهم، وقال: أتكون الصنعة هي عين الصانع ؟!) [الحاوي للفتاوي في الفقه وعلوم التفسير للعلامة جلال الدين السيوطي ج2. ص134]
وأما ما ورد من كلام السادة الصوفية في كتبهم مما يفيد ظاهره الحلول والاتحاد، فهو إِما مدسوس عليهم، بدليل ما سبق من صريح كلامهم في نفي هذه العقيدة الضالة. وإِما أنهم لم يقصدوا به القول بهذه الفكرة الخبيثة والنحلة الدخيلة، ولكن المغرضين حملوا المتشابه من كلامهم على هذا الفهم الخاطىء، ورموهم بالزندقة والكفر.
أما الراسخون في العلم والمدققون المنصفون من العلماء فقد فهموا كلامهم على معناه الصحيح الموافق لعقيدة أهل السنة والجماعة، وأدركوا تأويله بما يناسب ما عرف عن الصوفية من إِيمان وتقوى.
قال العلامة جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى في كتابه الحاوي للفتاوي: (واعلم أنه وقع في عبارة بعض المحققين لفظ الاتحاد، إِشارة منهم إِلى حقيقة التوحيد، فإِن الاتحاد عندهم هو المبالغة في التوحيد. والتوحيد معرفة الواحد والأحد، فاشتبه ذلك على من لا يفهم إِشاراتهِم، فحملوه على غير محمله ؛ فغلطوا وهلكوا بذلك.. إِلى أن قال: فإِذن أصل الاتحاد باطل محال، مردود شرعاً وعقلاً وعرفاً بإِجماع الأنبياء ومشايخ الصوفية وسائر العلماء والمسلمين، وليس هذا مذهب الصوفية، وإِنما قاله طائفة غلاة لقلة علمهم وسوء حظهم من الله تعالى، فشابهوا بهذا القولِ النصارى الذين قالوا في عيسى عليه السلام: اتَّحَد ناسوتُهُ بلاهوتِهِ. وأما مَنْ حفظه الله تعالى بالعناية، فإِنهم لم يعتقدوا اتحاداً ولا حلولاً، وإِن وقع منهم لفظ الاتحاد فإِنما يريدون به محو أنفسهم، وإِثبات الحق سبحانه.
قال: وقد يُذْكَر الاتحاد بمعنى فناء المخالفات ، وبقاء الموافقات، وفناء حظوظ النفس من الدنيا، وبقاء الرغبة في الآخرة، وفناء الأوصاف الذميمة، وبقاء الأوصاف الحميدة، وفناء الشك، وبقاء اليقين، وفناء الغفلة وبقاء الذكر.
قال: وأما قول أبي يزيد البسطامي رحمه الله تعالى: [سبحاني، ما أعظم شأني] فهو في معرض الحكاية عن الله، وكذلك قول من قال: [أنا الحق] محمول على الحكاية، ولا يُظَنُّ بهؤلاء العارفين الحلول والاتحاد،لأن ذلك غير مظنون بعاقل، فضلاً عن المتميزين بخصوص المكاشفات واليقين والمشاهدات. ولا يُظَنُّ بالعقلاء المتميزين على أهل زمانهم بالعلم الراجح والعمل الصالح والمجاهدة وحفظ حدود الشرع الغلطُ بالحلول والاتحاد، كما غلط النصارى في ظنهم ذلك في حق عيسى عليه السلام. وإِنما حدث ذلك في الإِسلام من واقعاتِ جهلةِ المتصوفة، وأما العلماء العارفون المحققون فحاشاهم من ذلك.. إِلى أن قال:
والحاصل أن لفظ الاتحاد مشترك، فيطلق على المعنى المذموم الذي هو أخو الحلول، وهو كفر. ويطلق على مقام الفناء اصطلاحاً اصطلح عليه الصوفية، ولا مشاحة في الاصطلاح، إِذ لا يمنع أحد من استعمال لفظ في معنى صحيح، لا محذور فيه شرعاً، ولو كان ذلك ممنوعاً لم يجز لأحد أن يتفوه بلفظ الاتحاد، وأنت تقول: بيني وبين صاحبي زيد اتحاد.
وكم استعمل المحدِّثون والفقهاء والنحاة وغيرهم لفظ الاتحاد في معان حديثية وفقهية ونحوية.
كقول المحدِّثين: اتحد مخرج الحديث.
وقول الفقهاء: اتحد نوع الماشية.
وقول النحاة: اتحد العامل لفظاً أو معنى.
وحيث وقع لفظ الاتحاد من محققي الصوفية، فإِنما يريدون به معنى الفناء الذي هو محو النفس، وإِثبات الأمر كله لله سبحانه، لا ذلك المعنى المذموم الذي يقشعر له الجلد. وقد أشار إِلى ذلك سيدي علي بن وفا، فقال من قصيدة له:
يظنُّوا بي حلولاً واتحاداً وقلبي مِنْ سوى التوحيد خالي
فتبرأ من الاتحاد بمعنى الحلول، وقال في أبيات أُخَرَ:
وعلمُك أنَّ كلَّ الأمرِ أمْري هو المعنى المسمى باتحاد
فذكر أن المعنى الذي يريدونه بالاتحاد إِذا أطلقوه، هو تسليم الأمر كله لله، وترك الإِرادة معه والاختيار، والجريُ على مواقع أقداره من غير اعتراض، وترك نسبة شيءٍ ما إِلى غيره) [الحاوي للفتاوي في الفقه وعلوم التفسير والحديث والأصول والنحو والإِعراب وسائر الفنون للعلامة جلال الدين السيوطي صاحب التآليف الكثيرة المتوفى سنة 911هـ. ج2. ص134]
ونقل الشعراني عن سيدي علي بن وفا رحمهما الله تعالى قوله: (المراد بالاتحاد حيث جاء في كلام القوم فناء العبد في مراد الحق تعالى، كما يقال: بين فلان وفلان اتحاد، إِذا عمل كل منهما بمراد صاحبه، ثم أنشد:
وعلمُك أنَّ كلَّ الأمرِ أمري هو المعنى المسمَّى باتحاد
[اليواقيت والجواهر للشعراني ج1. ص83]
وقال العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى في كتابه مدارج السالكين شرح منازل السائرين: (لدرجة الثالثة من درجات الفناء: فناء خواص الأولياء وأئمة المقربين، وهو الفناء عن إِرادة السوى، شائماً برق الفناءِ عن إِرادة ما سواه، سالكاً سبيل الجمع على ما يحبه ويرضاه، فانياً بمراد محبوبه منه، عن مراده هو من محبوبه، فضلاً عن إِرادة غيره، قد اتحد مراده بمراد محبوبه، أعني المراد الديني الأمري، لا المراد الكوني القدري، فصار المرادان واحداً.. ثم قال: وليس في العقل اتحاد صحيح إِلا هذا، والاتحاد في العلم والخبر. فيكون المرادان والمعلومان والمذكوران واحداً مع تباين الإِرادتين والعلمين والخبرين، فغاية المحبة اتحاد مراد المحب بمراد المحبوب، وفناء إِرادة المحب في مراد المحبوب. فهذا الاتحاد والفناء هو اتحاد خواص المحبين وفناؤهم ؛ قد فَنَوْا بعبادة محبوبهم، عن عبادة ما سواه، وبحبه وخوفه ورجائه والتوكل عليه والاستعانة به والطلب منه عن حب ما سواه. ومَنْ تحقق بهذا الفناء لا يحب إِلا في الله، ولا يبغض إِلا فيه، ولا يوالي إِلا فيه، ولا يعادي إِلا فيه، ولا يعطي إِلا لله، ولا يمنع إِلا لله، ولا يرجو إِلا إِياه، ولا يستعين إِلا به، فيكون دينه كله ظاهراً وباطناً لله، ويكون الله ورسولهُ أحبَّ إِليه مما سواهما، فلا يوادُّ من حادَّ الله ورسوله ولو كان أقرب الخلق إِليه،
بل ُعادي الذي عادى مِن الناسِ كلِّهم جميعاً ولو كانَ الحبيبَ المصافيا
وحقيقة ذلك فناؤه عن هوى نفسه، وحظوظها بمراضي ربه تعالى وحقوقه، والجامع لهذا كله تحقيق شهادة أن لا إِله إِلا الله علماً ومعرفة وعملاً وحالاً وقصداً، وحقيقة هذا النفي والإِثبات الذي تضمنتْهُ هذه الشهادة هو الفناء والبقاء، فيفنى عن تأله ما سواه علماً وإِقراراً وتعبداً، ويبقى بتألهه وحده، فهذا الفناء وهذا البقاء هو حقيقة التوحيد، الذي اتفقت عليه المرسلون صلوات الله عليهم، وأُنزلت به الكتب، وخلقت لأجله الخليقة، وشرعت له الشرائع، وقامت عليه سوق الجنة، وأسس عليه الخَلْق والأمر.. إِلى أن قال: وهذا الموضع مما غلط فيه كثير من أصحاب الإِرادة. والمعصوم من عصمه الله، وبالله المستعان والتوفيق والعصمة) [مدارج السالكين شرح منازل السائرين ج1. ص90 و91 للعلامة الشهير ابن قيم الجوزية المتوفى 751هـ]
وقال في موضع آخر: (وإِن كان مشمراً للفناء العالي، وهو الفناء عن إِرادة السوى، لم يبق في قلبه مرادٌ، يزاحم مراده الديني الشرعي النبوي القرآني، بل يتحد المرادان ؛ فيصير عين مراد الرب تعالى هو عين مراد العبد، وهذا حقيقة المحبة الخالصة، وفيها يكون الاتحاد الصحيح، وهو الاتحاد في المراد، لا في المريد ولا في الإِرادة) [مدارج السالكين شرح منازل السائرين ج1. ص90 و91 للعلامة الشهير ابن قيم الجوزية المتوفى 751هـ]
ورغم أن ابن تيمية مخاصم للسادة الصوفية، وشديد العداوة لهم، فإِنه يبرِّىءُ ساحتهم من تهمة القول بالاتحاد، ويؤول كلامهم تأويلاً صحيحاً سليماً. أما تبرئته لساحتهم، فقد قال في فتاويه: (ليس أحد من أهل المعرفة بالله، يعتقد حلول الرب تعالى به أو بغيره من المخلوقات، ولا اتحاده به، وإِن سُمع شيء من ذلك منقول عن بعض أكابر الشيوخ فكثير منه مكذوب، اختلقه الأفاكون من الاتحادية المباحية، الذين أضلهم الشيطان وألحقهم بالطائفة النصرانية) [مجموع فتاوى ابن تيمية قسم التصوف ج11. ص74ـ75]
وقال أيضاً: (كل المشايخ الذين يُقتدَى بهم في الدين متفقون على ما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها من أن الخالق سبحانه مباين للمخلوقات. وليس في مخلوقاته شيء من ذاته، ولا في ذاته شيء من مخلوقاته، وأنه يجب إِفراد القديم عن الحادث، وتمييز الخالق عن المخلوق، وهذا في كلامهم أكثر من أن يمكن ذكره هنا) [مجموع فتاوى ابن تيمية قسم علم السلوك ج10. ص223] .
وأما تأويله لكلامهم فقد قال في مجموعة رسائله: (وأما قول الشاعر في شعره:
أنا مَنْ أهوى ومَنْ أهوى أنا
فهذا إِنما أراد به الشاعر الاتحاد المعنوي، كاتحاد أحد المحبّين بالآخر، الذي يحب أحدهما ما يحب الآخر، ويبغض ما يبغضه، ويقول مثل ما يقول، ويفعل مثل ما يفعل ؛ وهذا تشابه وتماثل، لا اتحاد العين بالعين، إِذا كان قد استغرق في محبوبه، حتى فني به عن رؤية نفسه، كقول الآخر:
غبتُ بكَ عنِّي فظننْتُ أنَّك أنِّي فهذه الموافقة هي الاتحاد السائغ) [مجموع رسائل ابن تيمية ص52]
من هذه النصوص المتعددة تبين لنا أن كل ما ورد في كلام السادة الصوفية من كلمة [اتحاد] إِنما يراد بها هذا الفهم السليم الذي يوافق عقيدة أهل السنة والجماعة، ولا يصح أن نحمل كلامهم على معان تخالف ما صرحوا به من تبنِّيهم لعقيدة أهل السنة والجماعة. وما على المنصف إِلا أن يحسن الظن بالمؤمنين، ويؤول كلامهم على معنى شرعي مستقيم [انظر بحث تأويل كلام السادة الصوفية ص 415]]
وحدة الوجود:
اختلف علماء النظر في موقفهم من العارفين المحققين القائلين بوحدة الوجود، فمنهم من تسرع باتهامهم بالكفر والضلال، وفهم كلامهم على غير المراد. ومنهم من لم يتورط بالتهجم عليهم، فتثبت في الأمر ورجع إِليهم ليعرف مرادهم. لأن هؤلاء العارفين مع توسعهم في هذه المسألة لم يبحثوا فيها بحثاً يزيل إِشكال علماء النظر، لأنهم تكلموا في ذلك ودوَّنوا لأنفسهم وتلاميذهم لا لمن لم يشهد تلك الوحدة من غيرهم، لذلك احتاج الأمر للإِيضاح لتطمئن به قلوب أهل التسليم من علماء النظر.
ومن العلماء الذين حققوا في هذه المسألة، وفهموا المراد منها السيد مصطفى كمال الشريف. حيث قال: (الوجود واحد، لأنه صفة ذاتية للحق سبحانه وتعالى، وهو واجب فلا يصح تعدده، والموجود هو الممكن، وهو العالَمُ فصح تعدده باعتبار حقائقه. وقيامُه إِنما هو بذلك الوجود الواجب لذاته، فإِذا زال بقي الوجود كما هو، فالموجود غير الوجود، فلا يصح أن يقال الوجود اثنان: وجود قديم ووجود حادث، إِلا أن يراد بالوجود الثاني الموجود من إِطلاق المصدر على المفعول، فعلى هذا لا يترتب شيء من المحاذير التي ذكرها أهل النظر على وحدة الوجود القائل بها أهل التحقيق.. إِلى أن قال: الحِسُّ لا يرى إِلا الهياكل أي الموجود، والروحُ لا تشهد إِلا الوجود، وإِذا شهدت الموجود فلا تشهده إِلا ثانياً، على حدِّ مَنْ قال: ما رأيت شيئاً إِلا ورأيت الله قبله، وأراد بهذه الرؤية الشهودَ لا رؤية البصر، لأن الرؤية من خصائص البصر، والشهود من خصائص البصيرة، لذلك ورد: أشهد أن لا إِله إِلا الله، ولم يرد أرى ؛ بل ولا يصح أن يقال: أرى) [رسالة وحدة الوجود للعلامة مصطفى كمال الشريف ص27ـ28]
وهكذا شأن العلماء المنصفين، يغارون على الشريعة الغراء، ويتثبَّتون في الأمور، دون أن يتسرعوا بتكفير أحد من المؤمنين، ويرجعون في فهم كل حقيقة إِلى أهل الاختصاص بها.
ونظراً لأن مسألة وحدة الوجود أخذت حظاً كبيراً من اهتمام بعض العلماء، وشغلت أذهان الكثير منهم، أردنا أن نزيد الموضوع إِيضاحاً وتبسيطاً خدمة للشريعة وتنويراً للأفهام فنقول:
إِن الوجود نوعان: وجود قديم أزلي ؛ وهو واجب، وهو الحق سبحانه وتعالى، قال تعالى: {ذلِكَ بأنَّ اللهَ هُوَ الحَقُّ} [الحج: 22] أي الثابت الوجود، المحَقَّق.
ووجود جائز عرضي ممكن، وهو وجود من عداه من المُحْدَثات.
وإِن القول بوحدة الوجود، وأن الوجود واحد هو الحق تعالى يحتمل معنيين: أحدهما حق، والثاني كفر، ولهذا فالقائلون بوحدة الوجود فريقان:
1ـ الفريق الأول: أرادوا به اتحاد الحق بالخلق، وأنه لا شيء في هذا الوجود سوى الحق، وأن الكل هو، وأنه هو الكل، وأنه عين الأشياء، وفي كل شيء له آية تدل على أنه عينه.. فقوله هذا كفر وزندقة وأشد ضلالة من أباطيل اليهود والنصارى وعبدة الأوثان.
وقد شدَّد الصوفية النكير على قائله، وأفتَوْا بكفره، وحذَّروا الناس من مجالسته. قال العارف بالله أبو بكر محمد بناني رحمه الله تعالى: (فاحذر يا أخي كلَّ الحذر من الجلوس مع من يقول: ما ثَمَّ إِلا الله، ويسترسل مع الهوى، فإِن ذلك هو الزندقة المحضة، إِذ العارف المحقق إِذا صح قدمه في الشريعة، ورسخ في الحقيقة، وتَفَوَّهَ بقوله: ما ثَمَّ إِلا الله، لم يكن قصدهُ من هذه العبارة إِسقاطَ الشرائع وإِهمال التكاليف، حاش لله أن يكون هذا قصده) [مدارج السلوك إِلى ملك الملوك للعارف الكبير محمد بناني المتوفى 1284هـ] .
2ـ الفريق الثاني: قالوا ببطلان وكفر ما ذُكِرَ ؛ من أن الخالق عين المخلوق، وإِنما أرادوا بوحدة الوجود وحدة الوجود القديم الأزلي، وهو الحق سبحانه، فهو لاشك واحد منزه عن التعدد. ولم يقصدوا بكلامهم الوجود العرضي المتعدد. وهو الكون الحادث، نظراً لأن وجوده مجازي، وفي أصله عَدَمِيٍّ لا يضر ولا ينفع. فالكون معدوم في نفسه، هالك فانٍ في كل لحظة. قال تعالى: {كُلُّ شَيءٍ هالِكٌ إلا وَجهَهُ} [القصص: 88] وإِنما يُظهره الإِيجاد، ويُثْبتُه الإِمداد. الكائنات ثابتة بإِثباته، وممحوةٌ بأَحدِّيَة ذاته، وإِنما يُمْسكه سر القيومية فيه. وهؤلاء قسمان:
1ـ قسم أخذ هذا الفهم بالاعتقاد والبرهان، ثم بالذوق والعَيان، وغلب عليه الشهود، فاستغرق في لُجج بحار التوحيد، ففني عن نفسه فضلاً عن شهود غيره، مع استقامته على شرع الله تعالى وهذا قوله حق.
2ـ وقسم ظن أن ذلك علم لفظي، فتوغل في تلاوة عباراته، وتمسَّك بظواهر إِشاراته، وغاب في شهودها عن شهود الحق، فربما هانت الشريعة في عينيه، لما يلتذ به من حلاوة تلك الألفاظ، فيقع على أم رأسه، ويتكلم بما ظاهره أن الشريعة في جهة يختص بها أهل الغفلة، والحقيقة في جهة أخرى يختص بها أهل العرفان، ولَعمري إِن هذا لهو عين الزور والبهتان، وما ثَمَّ إِلا شريعةٌ ومقامُ إِحسان.
وعلى كلٌّ فالأَوْلى بالصوفي في هذا الزمان أن يبتعد عن الألفاظ والتعابير التي فيها إِيهام أو غموض أو اشتباه [انظر بحث بين الحقيقة والشريعة ص 381 من هذا الكتاب] لئلا يوقع الناس بسوء الظن به، أو تأويل كلامه على غير ما يقصده، ولأن كثيراً من الزنادقة والدخلاء على الصوفية قد تكلموا بمثل هذه العبارات الموهمة والألفاظ المتشابهة، لِيَظْهروا ما يُكِنُّونَه في قلوبهم من عقائد فاسدة، ولِيصلوا بذلك إِلى إِباحة المحرمات، ولِيبرِّرُوا ما يقعون فيه من المنكرات والفواحش، فاختلط الحق بالباطل، وأُخِذَ المؤمن الصادق بجريرة الفاسق المنحرف.
لهذا سيَّجَ الصوفية بواطنهم وظواهرهم بالشريعة الغرَّاء، وأوْصَوْا تلامذتهم بالتمسك بها قولاً وعملاً وحالاً، فهي عندهم باب الدخول وسلم الوصول، ومَنْ حاد عنها كان من الهالكين، وقد مر بك كلام الصوفية في التمسك بالشريعة فارجع إِليه في هذا الكتاب [أما ما ثبت من كلام أعلام الصوفية مما فيه غموض أو اشتباه فمردُّه أحد سببين:
أ ـ إِما لأنهم التزموا اصطلاحاتٍ ورموزاً وإِشاراتٍ لا يفهمها غيرهم كما أشرنا إِلى ذلك في بحث التأويل.
ب ـ وإِما لأنهم تكلموا بها في حالات الغلبة والشطح. ولذلك لا يجوز لمن لم يذق مذاقهم ولم يبلغ مراتبهم أن يقلدهم في هذه العبارات ويتشدق بها أمام الناس]
وختاماً نقول: إِن تلك النقول عن العلماء الأعلام، وعن الصوفية أنفسهم، تكشف للقارىء الكريم أن الصوفية مُبَرؤَّوُن مما نُسب إِليهم من القول بالحلول والاتحاد، ووحدة الوجود، وأن كلامهم مؤوَّل على وجه شرعي، وموافق لما عليه أهل السنة والجماعة، من العقيدة الصحيحة السليمة، وأنهم ما نالوا هذه المواهب العرفانية إِلا بالتمسك بالكتاب والسنة، وأنهم حقيقة رجال السلف الصالح ـ رضي الله عنهم ـ الذين تمسكوا بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأفلحوا وتحققوا بالاتباع الكامل له عليه الصلاة والسلام، فنالوا الرضى من الله تعالى، وفازوا بسعادة الدارين. {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ والرسولَ فأولئِكَ معَ الصِّدِّيقينَ والشهداءِ والصالحينَ وحَسُنَ أولئكَ رفيقاً} [النساء: 69]
تتمة السؤال: الرفض ، الفناء ، النور المحمدي ، الرابطة ، دعاء الأموات و عبادة القبور .......ألخ
الجواب:
أما عن أن الصوفية يقولون بالرفض (أي رفض خلافة أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب) فليس هناك أحد من الصوفية السنة يقولون بهذا الكلام أبداً ، فعقيدتهم عقيدة أهل السنة والجماعة ومذاهبهم في الفقهيات مذاهب الشافعي ومالك وأبي حنيفة وأحمد بن حنبل رضي الله عنهم أجمعين.
وأما عن الفناء فيفسره ابن تيمية رحمه الله:
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوي (جزء 10 - صفحة 219(
(فان الفناء ثلاثة انواع: نوع للكاملين من الأنبياء والأولياء ونوع للقاصدين من الاولياء والصالحين ونوع للمنافقين الملحدين الخمشهبين فاما الأول فهو الفناء عن ارادة ما سوى الله بحيث لا يجب الا الله ولا يعبد الا اياه ولا يتوكل الا عليه ولا يطلب غيره وهو المعنى الذى يجب ان يقصد بقول الشيخ ابى يزيد حيث قال اريد ان لا اريد الا ما يريد اى المراد المحبوب المرضى وهو المراد بالارادة الدينية وكمال العبد ان لا يريد ولا يجب ولا يرضى الا ما اراده الله ورضيه واحبه وهو ما أمر به أمر إيجاب أو استحباب ولا يجب الا ما يحبه الله كالملائكة والأنبياء والصالحين وهذا معنى قولهم فى قوله الا من أتى الله بقلب سليم قالوا هو السليم مما سوى الله او مما سوى عبادة الله او مما سوى ارادة الله او مما سوى محبة الله فالمعنى واحد وهذا المعنى أن سمى فناء او لم يسم هو اول الاسلام وآخره وباطن الدين وظاهره .
( اما النوع الثاني فهو الفناء عن شهود السوى وهذا يحصل لكثير من السالكين فانهم لفرط انجذاب قلوبهم الى ذكر الله وعبادته ومحبته وضعف قلوبهم عن ان تشهد غير ما تعبد وترى غير ما تقصد لا يخطر بقلوبهم غير الله بل ولا يشعرون كما قيل فى قوله {وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها} قالوا فارغا من كل شئ الا من ذكر موسى وهذا كثير يعرض لمن فقمه أمر من الأمور إما حب وإما خوف واما رجاء يبقى قلبه منصرفا عن كل شئ الا عما قد احبه او خافه او طلبه بحيث يكون عند استغراقه فى ذلك لا يشعر بغيره فإذا قوى على صاحب الفناء هذا فانه يغيب بموجوده عن وجوده وبمشهوده عن شهوده وبمذكوره عن ذكره وبمعروفه عن معرفته حتى يفنى من لم يكن وهى المخلوقات المعبدة ممن سواه ويبقى من لم يزل وهو الرب تعالى والمراد فناؤها فى شهود العبد وذكره وفناؤه عن ان يدركها او يشهدها) اهـ .
وأما عن النور المحمدي فقد جاء في مجموع فتاوي ابن تيمية : الجزء (13ص 10)
[وكذلك قوله : (لقد جاءكم من الله نور وكتاب مبين) قيل : النور هو محمد عليه الصلاة والسلام] انتهى
أخرج أحمد والحاكم والبيهقي في الدلائل عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إني عند الله في أمّ الكتاب لخاتم النبيّين، وإن ءادم لمنجدل في طينته وسأنبئكم بتأويل ذلك: دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى قومه، ورؤيا أمي التي رأت أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام وكذلك ترى أمهات الأنبياء".وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: "رواه أحمد بأسانيد، والبزار والطبراني بنحوه" ..."أحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح غير سعيد بن سويد، وقد وثقه ابن حبّان"اهـ. قلت: رواه الحاكم من طريق أبي بكر بن أبي مريم، عن سويد بن سعيد، عن العرباض بن سارية، وقال: "صحيح الإسناد" وتعقّبه الذهبي بأن أبا بكر ضعيف، وغلط الدكتور قلعجي محقّق كتاب دلائل النبوة فذكر أن الذهبي وافقه على تصحيحه.
وروى أحمد من طريق بُدَيْل عن عبد الله بن شقيق عن ميسرة الفجر قال: "قلت: يا رسول الله متى كنت نبيًّا؟ قال: "وءادم بين الروح والجسد". وهكذا رواه البغوي وابن السكن في الصحابة. قال الحافظ: وهذا سند قوي. قلت: وذكره البخاري في التاريخ معلقًا. روى الحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "قيل للنبيّ صلى الله عليه وسلم: متى وجبت لك النبوّة؟ قال: بين خلق ءادم ونفخ الروح فيه". وروى أحمد من طريق عبد الله بن شقيق، عن رجل قال: "قلت: يا رسول الله متى جعلت نبيًّا؟ قال: وءادم بين الروح والجسد". قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. قلت: هو أحد طرق حديث ميسرة الفجر.
وقال ابن سعد في الطبقات: أخبرنا عفّان ابن مسلم وعمرو بن عاصم الكلابي قالا: حدّثنا حماد بن سلمة، عن خالد الحذاء، عن عبد الله ابن شقيق، عن عبد الله بن أبي الجدعاء قال: "قلت: يا رسول الله متى كنت نبيًّا؟ قال: إذ ءادم بين الروح والجسد"اهـ. رجاله رجال الصحيح. وروى البزار والطبراني بإسناد ضعيف عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: "قيل: يا رسول الله متى كنت نبيًّا؟ قال: وءادم بين الروح والجسد". قال البيهقي: قوله صلى الله عليه وسلم: "إني عند الله في أمّ الكتاب لخاتم النبيين وان ءادم لمنجدل في طينته" يريد انه كان كذلك في قضاء الله وتقديره قبل أن يكون أبو البشر وأوّل الأنبياء صلوات الله عليهم" اهـ.
وقال أبو الحسين بن بشران، حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو، حدثنا أحمد بن إسحاق بن صالح، ثنا محمد بن صالح، ثنا محمد بن سنان العَوفي، ثنا إبراهيم بن طَهمان، عن بُدَيل بن ميسرة، عن عبد الله بن شقيق، عن ميسرة قال: قلت: يا رسول الله متى كنت نبيًّا؟ قال: "لما خلق الله الأرض واستوى إلى السماء فسواهن سبع سموات وخلق العرش كتب على ساق العرش: محمّد رسول الله خاتم الأنبياء، وخلق الله الجنّة التي أسكنها ءادم وحوّاء فكتب اسمي على الأبواب والأوراق والقباب والخيام، وءادم بين الروح والجسد، فلما أحياه الله تعالى نظر إلى العرش فرأى اسمي فأخبر أنه سيد ولدك، فلما غرهما الشيطان تابا واستشفعا باسمي إليه" اهـ، إسناد جيد قوي. وهو يفيد أن معنى كونه نبيًّا: إظهار نور النبوة قبل نفخ الروح في سيدنا آدم عليه السلام.
واستئناساً من كتاب أشعيا أحد أناجيل النصارى نقلاً عن ابن القيم رحمه الله في هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى جزء 1، صفحة 74فصل الوجه التاسع عشر :
((قول أشعيا ايضا باسم رسول الله صلى الله عليه وسلم "اني جعلت امرك يا محمد بالحمد يا قدوس الرب اسمك موجود من الابد")) فهل بقي بعد ذلك لزايغ مقال او لطاعن مجال قوله: يا قدوس الرب معناه يا من طهره الرب وخلصه واصطفاه وقوله اسمك موجود من الابد مطابق لقول داود في مزمور له اسمك موجود قبل الشمس .
ولننظر من سماه النور ، بل من سماه السراج (يعني الذي يتفجر منه النور) ، قال الله عز وجل: (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً) سورة الأحزاب، فهل سينكرون كلام الله ؟ أم أنهم سينكرون على الله سبحانه وتعالى لأنه سمى النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم سراجاً منيراً؟؟!!!!!
وأما عن الرابطة فقد أجبت عنها.
ولكن من الأغاليط أن نقول دعاء الأموات الصالحين، فإن الأموات لا نداء لهم، بل هو استشفاع بهم إلى الله (ليس بأجسادهم البالية) بل بأرواحهم الحية وبمقامهم عند الله، وليس حراماً أو شركاً إن توجهنا بهم إلى الله توسلاً واستشفاعاً إليه، وتحبباً لديه، ومنكر الشفاعة عند أهل السنة يعتبر فاسقاً.
وأما عن عبادة القبور:
فهذا من المضحك أن يقال عن الصوفية الذين يزورون القبور أنهم يعبدونها، فهل زيارة المساجد مثلاً تعتبر عبادة لها؟؟!!! الجواب طبعاً : لا
أما التوسل بالصالحين الذين دفنوا في المقبرة فلا يعني هذا عبادة لهم أو عبادة لقبورهم، ومن اعتقد هذا عن زائري هؤلاء الصالحين فهذا أحمق فاقد لعقله، ومن أشكل المشكلات توضيح الواضحات.
هل نسمي من يدعو الله ويشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله متوسلاً بأحبابه إليه) كما فعل الصحابة عندما توسلوا ببعضهم وتوسلوا برسول الله) هل نسمي هؤلاء مشركين أو عابدين للقبور؟!
اللهم ثبت علينا إيماننا وعقولنا
لكن أقول: إن قوماً من أهل الجفاء والقلوب القاسية ومن فهموا الدين بالتشدد والتزمت والتكفير، قالوا للسذج هذا الكلام لتنفير الناس من زيارة الصالحين حتى في قبورهم أما عن زيارتهم في مجالسهم وهم أحياء فهي بدعة عند هؤلاء، فلا الصالحين الأحياء نجوا منهم ولا الصالحين الأموات.
ومن يعتقد أن زيارة قبر الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم شرك، فقد افترى على الله ورسوله، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد)) فقبره محفوظ من الشرك وإن توسل الناس به عند قبره وإن استغاثوا به مستشفعين به إلى الله عنده، فهذا ليس من الشرك لأن دعاءه عليه الصلاة والسلام بحفظ قبره من الشرك والوثتية محفوظ من كل هذا.
وإذا كان التوسل حدث من الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حياته فالأمر باق على مشروعيته بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا شيء مسلم به كما ورد عن سيدنا عمر في صحيح البخاري ((اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا)) ، فكل ما جاز فعله في حياة النبي عليه الصلاة والسلام فهو جائز بعد وفاته ما لم يرد دليل على منعه بعد وفاته، ولم يرد هذا، ولايجوز تخصيص شيء من دون دليل من كلام الله أو كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم والترك لا ينجب حكماً.

تمت الأجوبة على هذه الأسئلة والحمد لله رب العالمين

محب القوم 11-05-2010 07:42 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو إسراء a (المشاركة 2164137)
الأخ حبيب القوم


أما تستحى أن تذكر أن:الشيخ محي الدين بن عربي الصوفي المشهور
من المجاهدين!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وحدة الوجود أعظم عقيدة في الكفر وهذه العقيدة التي لم تعرف الأرض أكفر ولا أفجر منها والتي فصلها هذا الخبيث في كتابه الفصوص، قد نثرها وفرقها في موسوعته الكبيرة الفتوحات المكية والتي تقع في أربع مجلدات كبار كبار.

* بدأها في مقدمته بقوله "ولما حيرتني هذه الحقيقة أنشدت على حكم الطريقة للحقيقة:

الرب حق والعبد حـق***يا ليت شعري من المكلف

إن قلت عبد فذاك ميت***وإن قلت رب أنى يكلف

فهو يطيع نفسه إذا شاء بخلقه..." الخ.

* ثم فرق هذه العقيدة الكفرية في كتابه هذا قائلاً: "وأما عقيدة خاصة الخاصة في الله تعالى... جعلناه مبدداً في هذا الكتاب لكون أكثر العقول المحجوبة تقصر..." (الفتوحات/47).

* وقال هذا الأفاك فيما قال: إن الله لا ينزه عن شيء، لأن كل شيء هو عينه وذاته، وأن من نزهه عن الموجودات قد جهل الله ولم يعرفه، أي جهل ذاته ونفسه... قال: "اعلم أن التنزيه عن أهل الحقائق في الجانب الإلهي عين التحديد والتقييد فالمنزه إما جاهل وإما صاحب سوء أدب" (الفصوص/86).

* وقال في وصف نوح صلى الله عليه وسلم: "(ومكروا مكراً كباراً) لأن الدعوة إلى الله مكر بالمدعو، فأجابوه مكراً كما دعاهم فقالوا في مكرهم: لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً. فإنهم لو تركوهم جهلوا من الحق على قدر ما تركوا من هؤلاء. فإن للحق في كل معبود وجهاً يعرفه من يعرفه ويجهله من يجهله. وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه( أي حكم فالعالم يعلم من عَبَد وفي أي صورة ظهر حتى عُبِد، وإن التفريق والكثرة كالأعضاء في الصورة المحسوسة والقوى المعنوية في الصورة الروحانية، فما عبد غير الله في كل معبود" (الفصوص/72).

* ولما جعل هذا الخبيث قوم نوح الذين عبدوا الأصنام لم يعبدوا إلا الله وإنهم بذلك موحدون حقاً فلذلك كافأهم الله الذي هم نفسه وذاته بأن أغرقهم في بحار العلم في الله. قال: "(مما خطيئاتهم) فهي التي خطت بهم فغرقوا في بحار العلم بالله، )فأدخلوا ناراً( في عين الماء )وإذا البحار سجرت فلم يجدوا من دون الله أنصاراً فكان الله عين أنصارهم فهلكوا فيه إلى الأبد" (الفصوص/73).

* وقال أيضاً: "ومن أسمائه العلي: على من، وما ثم إلا هو، فهو العلي لذاته أو عن ماذا؟ وما هو إلا هو، فعلوه لنفسه، ومن حيث الوجود فهو عين الموجودات فالمسمى محدثات هي العلية لذاتها وليس إلا هو" (الفصوص/76).

* وقال: ومن عرف ما قررناه في الأعداد، وأن نفيها عين إثباتها، علم أن الحق المنزه هو الخلق المشبه، وإن كان قد تميز الخلق من الخالق. فالأمر الخالق المخلوق، والأمر المخلوق الخالق. كل ذلك من عين واحدة، لا، بل هو العين الواحدة وهو العيون الكثيرة. فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر؛ والولد عين أبيه. فما رأى ي*** سوى نفسه. وفداه ب*** عظيم، فظهر بصورة كبش من ظهر بصورة إنسان. وظهر بصورة ولد: لا، بل بحكم ولد من هو عين الوالد. )وخلق منها زوجها: فما نكح سوى نفْسِهِ. اهـ (الفصوص/78).

* وقال أيضاً: "فالعلي لنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي يستغرق به جميع الأمور الوجودية والنسب العدمية بحيث لا يمكن أن يفوته نعت منها، وسواء كانت محمودة عرفاً وعقلاً وشرعاً أو مذمومة عرفاً وعقلاً وشرعاً. وليس ذلك إلا لمسمى الله تعالى خاصة" (الفصوص/79).

* وهذا الخبيث لا يكذب الرسل فقط في إخبارهم عن الله والغيب، بل يكذب ويكابر في المحسوس فإنه بما زعم في وحدة الوجود وأنه ليس إلا الله، مدعياً أنه هو عين المخلوقات، وبذلك لا يكون هناك فارق بين الملك والشيطان والمؤمن والكافر، والحلال والحرام، ومن عبد الشمس والقمر، ومن كفر بعبادة الشمس والقمر... بل ادعى كذلك أن الجنة والنار كليهما للنعيم، وأن أهل النار منعمون كما أهل الجنة، قال:

وإن دخلـوا دار الشقــاء***فإنهم على لذة فيها نعيم مباين

نعيم جنان الخلد، فالأمر واحد***وبينهما عند التجـلي تبـاين

يسمى عذاباً من عذوبة طعمه***وذاك له كالقشر والقشر صاينُ

ولا يخجل هذا الأفاك من وصف الرب الإله سبحانه وتعالى بكل صفات الذم تصريحا لا إجمالا وتلميحا وفحوى... فهو يصف الجماع بل الوقاع نفسه أنه دليل هذه الوحدة، فالله عنده هو الطيب والخبيث -تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا- فيقول والعالم على صورة الحق والإنسان على الصورتين.

* وقال: "ولما أحب الرجل المرأة طلب الوصلة أي غاية الوصلة التي تكون في المحبة، فلم يكن في صورة النشأة العنصرية أعظم وصلة من النكاح، ولهذا تعم الشهوة أجزاءه كلها، ولذلك أُمِرَ بالاغتسال منه، فعمت الطهارة كما عم الفناء فيها عند حصول الشهوة. فإن الحق غيور على عبده أن يعتقد أنه يلتذ بغيره، فطهره بالغسل ليرجع بالنظر إليه فيمن فني فيه، إذ لا يكون إلا ذلك. فإذا شاهد الرجل الحق في المرأة كان شهوداً في منفعل، وإذا شاهده في نفسه -من حيث ظهور المرأة عنه- شاهده في فاعل، وإذا شاهده في نفسه من غير استحضار صورة ما تكوَّن عنه كان شهوده في منفعل عن الحق بلا واسطة. فشهوده للحق في المرأة أتم وأكمل، لأنه يشاهد الحق من حيث هو فاعل منفعل، ومن نفسه من حيث هو منفعل خاصة. فلهذا أحب صلى الله عليه وسلم النساء لكمال شهود الحق فيهن، إذ لا يشاهد الحق مجرداً عن المواد أبداً، فإن الله بالذت غني عن العالمين، وإذا كان الأمر من هذا الوجه ممتنعاً، ولم تكن الشهادة إلا في مادة، فشهود الحق في النساء أعظم الشهود وأكمله" (الفصوص/217).


سوف أنقل لكم إن شاء الله تعالى تكفير العلماء لهذا الزنديق





بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيد ولد آدم محمد وعلى آله وصحبه وعلى مشايخنا وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين آمين ... وبعد..

لن تستطيع نقل النقول في تكفير الشيخ الاكبر والكبريت الاحمر اتعلم لماذا؟؟
لان جل اقوالكم هي في كتاب وليس في تكفير معين اتعرف معنى المعين؟
ليست في تكفير المعين اي ليست في تكفير الذات للشيخ الاكبر محيي الدين بن عربي بل في عبارات اخي فتكفير المعين مختلف اعرفت الان ان ما تنقله هو تلبيس كما سانقل لك ما يوقف جميع ما ستنقله واذا ملكت العلم واستطعت ان تنقده فرد عليه فجل نقول القوم في كتاب الفصوص ومنها قول الشوكاني الذي تاب عن تكفير الشيخ الاكبر واقر بولايته وما زال الوهابية ينشرون هذا التكفير الذي تاب فيه في مواقعهم بل تاب عن الكتاب كله والوهابية تعلم ذلك وما زالوا يدلسون في النقل فهذا حب للتكفير واراقة الدماء اخي وليس طلباً للحق
واليك ما كتبته عن الشيخ الاكبر وثناء الائمة والعلماء عليه.
مما لا شك فيه أن الشيخ محي الدين ابن عربي من أكابر علماء الإسلام وصلحائهم وانه أحد الأئمة الأعلام والورثة المحمديين الذين جمع الله لهم بين سموّ شرف العلم وعلوّ درجة الولاية وهو من كبار أهل الله تعالى رضي الله عنه وارضاه
ولكن في عصرنا زاد الطعن في الأولياء من بعض جهلة الزمان من أتباع قرن الشيطان محمد ابن عبدالوهاب النجدي.
فكان لزاماً علينا أن ندلو بدلونا وأن نقوم بجمع الأقوال المتناثرة هنا وهناك ليقف عليها القارئ في رسالة صغيرة تظهر الحق وتزهق الباطل .
ولان الباعث في هذا الوقت أصبح من الضروريات فقمنا بالتقاط هذه الرسالة من بعض الكتب والمقالات وتجميعها باختصار في هذا البحث الصغير لانّ كثيراً من الباحثين يقلد بعضهم بعضاً باتهام الشيخ الأكبر بعقيدة الحلول والاتحاد ويتهمون الشيخ بابشع التهم نتيجة جهلهم بأقوال العلماء وتسرعهم في الحكم على أهل الله بالمدسوس عليهم والذي ادخله أعداء الإسلام عليهم .
والشيخ محي الدين ابن عربي من أكابر علماء الإسلام وصلحائهم ، وقد جرى عليه مثل ما جرى على علماء غيره من الدس في كتبهم والتحريف لمنهجهم وما ذاك إلا لأجل التفريق بين المسلمين وإدخال العقائد الفاسدة بينهم.
والحمد لله الذي سخر من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم من يرد عن حياض الدين ويكشف زيغ الزائغين .
وقد نال الكثيرُ من الشيخ ابن عربي رحمه الله بسبب ما وجدوا في بعض الكتب من الإفتراء عليه والتزوير والعياذ بالله .
ونجد هذا التكفير الاثم على الرغم من انه يجب على المسلم أن يحذر من المجازفة في التكفير حتى لا يقع تحت طائلة الوعيد المذكور في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
« لاَ يَرْمِي رَجُلٌ رَجُلاً بِالْفِسْقِ وَلاَ يَرْمِيهِ بِالْكُفْرِ إِلاَّ ارْتَدَّتْ عَلَيْهِ إِنْ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهُ كَذَلِكَ » رواه البخاري من حديث أبي ذر رضي الله عنه ، وقوله عليه الصلاة والسلام : « إِذَا كَفَّرَ الرَّجُلُ أَخَاهُ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا » رواه مسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
وبالرغم من انه يجب على طلبة العلم أن ينأوا بأنفسهم عن مناهج التكفير وتيارات التبديع والتفسيق والتضليل التي انتشرت بين المتعالمين في هذا الزمان وأن يلتزموا بحسن الأدب مع الأكابر من علماء الأمة وصالحيها فنراهم ينهشون لحوم الائمة الأعلام ونقول لهم
إن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة ومن أطلق لسانه فيهم بالثَّلْب ابتلاه الله قبل موته بموت القلب والوقيعة في أولياء الرحمن من علامات الخذلان وفاعل ذلك متعرِّض لحرب الملك الديّان كما جاء في الحديث القدسـي : « مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ » رواه البخـاري من حـديث أبي هريرة رضي الله عنه .
ومن المعلوم أن إحسان الظن بالمسلمين واجب فكيف بأولياء الله الصالحين !
ولمّا حكى الإمام النووي رحمه الله تعالى في كتابه " بستان العارفين" عن الشيخ أبي الخير التيناني [ ت 343 هـ ] حكاية ظاهرها الإنكار قال : " قلت : قد يتوهم من يتشبه بالفقهاء ولا فقه عنده أنه يُنْكَر على أبي الخير هذا ، وهذه جهالة وغباوة ممن يتوهم ذلك ، وجسارة منه على إرسال الظنون في أفعال أولياء الرحمن ! فليحذر العاقل التوخي لشيء من ذلك ، بل حقُّه إذا لم يفهم حِكَمَهُم المُستفادة ولطائفهم المُسْتَجادَة أن يتفهمها ممن يعرفها . وكل شيء رأيتَه من هذا النوع مما يتوهم من لا تحقيق عنده أنه مخالف – ليس مخالفًا ؛ بل يجب تأويل أقوال أولياء الله تعالى" ا هـ .
وليعلم المخالف القاسي قلبه أن الإمام أبا بكر محيي الدين محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله الحاتمي الطائي الأندلسي الظاهري المعروف بالإمام محيي الدين بن العربي والمُلَقَّب عند السادة الصوفية وغيرهم بلقب " الشيخ الأكبر" و "سلطان العارفين "
و "خاتم الأولياء" المولود يوم الاثنين السابع عشر من رمضان سنة 560 هـ بمرسية بالأندلس والمتوفى بدمشق سنة 638 هـ
هو أحد الأئمة الأعلام والورثة المحمديين الذين جمع الله لهم بين سموّ شرف العلم وعلوّ درجة الولاية وهو من كبار أهل الله تعالى وكان فقيهًا على مذهب الإمام داود الظاهري ، وعقيدته هي عقيدة الأشاعرةِ أهلِ السنة والجماعة وقد ذكرها في أول " الفتوحات المكية "
فليهنأ هؤلاء الذي أساؤوا للشيخ محيي الدين رضي الله عنه حيث أنه قد صرّح بالعفو عن جميع من أساء إليه فلا يطالبه بشيء لا في الدنيا ولا في الآخرة وأشهدَ الله على ذلك في مقدمة الفتوحات المكية وكتاب عقيدة أهل الإسلام لابن عربي

وهذا بإختصار ما شهد به الشيخ الأكبر ابن عربي على نفسه

قال الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي:
نص ما كتب رحمه الله في مقدمة الفتوحات المكية :
يا إخواني ويا أحبابي أشهدكم أني أشهد الله تعالى وأشهد ملائكته وأنبياءه ومن حضر أو سمع أني أقول قولاً جازماً بقلبي إن الله تعالى واحد لا ثاني له منزه عن الصاحبة والولد . مالكٌ لا شريك له ، ملك لا وزير له ، صانع لا مدبر معه ، موجود بذاته من غير افتقار إلى موجود يوجده ، بل كل موجود مفتقر إليه في وجوده . فالعالم كله موجود به ( أي وجد بإيجاد الله له ) وهو تعالى موجود بنفسه لا افتتاح لوجوده ولا نهاية لبقائه بل وجوده مطلق قائم بنفسه ، ليس بجوهر فيقدر له المكان ولا بعرض فيستحيل عليه البقاء ولا بجسم فيكون له الجهة والتلقاء ، مقدس عن الجهات والأقطار . استوى على عرشه كما قاله وعلى المعنى الذي أراده كما أن العرش وما حواه به استوى وله الآخرة والأولى . لا يحده زمان ولا يحويه مكان بل كان ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان لأنه خلق المتمكن والمكان وأنشأ الزمان . تعالى الله أن تحله الحوادث أو يحلها أو تكون قبله أو يكون بعدها ، بل يقال كان ولا شيء معه إذ القبل والبعد من صيغ الزمان الذي أبدعه ، فهو القيوم الذي لا ينام والقهار الذي لا يرام ، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير . انتهي
ثم قال رحمه الله :
التأبيد للمؤمنين في النعيم المقيم والتأبيد للكافرين والمنافقين في العذاب الأليم حق
وقال في الفصل الثاني
فقد تبين لك أنّ الأصل الثبوت لكل شيء ألا ترى العبد حقيقة ثبوته وتمكنه إنما هو في العبودة فإن اتصف يوماً ما بوصفٍ رباني فلا تقل هو معار عنده ولكن انظر إلى الحقيقة التي قبلت ذلك الوصف منه تجدها ثابتة في ذلك الوصف كلما ظهر عينها تحلت بتلك الحلية فإياك أن تقول قد خرج هذا عن طوره بوصف ربه فإنّ الله تعالى ما نزع وصفه وأعطاه إيّاه، وإنما وقع الشبه في اللفظ والمعنى معاً عند غير المحقق فيقول هذا هو هذا وقد علمنا أنّ هذا ليس هذا، وهذا ينبغي لهذا ولا ينبغي لهذا فليكن عند من لا ينبغي له عارية وأمانة وهذا قصور وكلام من عمي عن إدراك الحقائق فإن هذا ولا بد ينبغي له هذا فليس الرب هو العبد، وإن قيل في الله سبحانه إنه عالم وقيل في العبد إنه عالم وكذلك الحي والمريد والسميع والبصير وسائر الصفات والإدراكات فإياك أن تجعل حياة الحق هي حياة العبد في الحد فتلزمك المحالات، فإذا جعلت حياة الرب على ما تستحقه الربوبية، وحياة العبد على ما يستحقه الكون فقد انبغى للعبد أن يكون حياً، ولو لم ينبغ له ذلك لم يصح أن يكون الحق آمراً ولا قاهراً إلا لنفسه، ويتنزه تعالى أن يكون مأموراً أو مقهوراً، فإذا ثبت أن يكون المأمور والمقهور أمراً آخر وعيناً أخرى فلا بد أن يكون حياً عالماًًً مريداً متمكناً مما يراد به هكذا تعطي الحقائق.
وقال في الفصل الثالث :
وقد ثبت أنه لا مناسبة بين الله تعالى وبين خلقه من جهة المناسبة التي بين الأشياء وهي مناسبة الجنس أو النوع أو الشخص فليس لنا علم متقدم بشيء فندرك به ذات الحق لما بينهما من المناسبة.
فالله تعالى لا يعلم بالدليل أبداً لكن يعلم أنه موجود وأنّ العالم مفتقر إليه افتقاراً ذاتياً لا محيص له عنه ألبتة قال الله تعالى ((يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد)).
وقال في الباب العاشر :
فأول موجود ظهر من الأجسام الإنسانية كان آدم عليه السلام وهو الأب الأول من هذا الجن
قلنا:- فيه بيان عدم صحة نسبة القول إلى الشيخ بوجود أوادم قبل أبينا آدم عليه السلام .
ومن تمعن في قراءة هذه الكلمات من أهل السنة في مقدمة كتابة وبعض ما نقلنا لكم
عرف أنها عقيدة الصحابة والتابعين لهم بإحسان وليس فيها كدر وعلم من قول الشيخ
( تعالى الله أن تحله الحوادث أو يحلها أو تكون قبله أو يكون بعدها)
ومن قوله في مكان آخر
( ما قال بالإتحاد إلا أهل الإلحاد ومن قال بالحلول فدينه معلول )
أن الشيخ رحمه الله بريء من عقيدة الوحدة المطلقة ومن عقيدة الحلول خلافاً لما يظنه البعض .
وكذلك في قوله
( التأبيد للمؤمنين في النعيم المقيم والتأبيد للكافرين والمنافقين في العذاب الأليم حق )
يعلم القارئ أن الشيخ كان بريئاً من القول أن عباد الأوثان من قوم نوح كانوا على حالة مرضية .
وكذلك في أقواله الأخرى فكلمات الشيخ الأكبر دالة على براءته من عقيدة الحلول والاتحاد وما دس عليه كثير.



الرد على شبهات الوهابية

كما قلنا الشيخ محي الدين ابن عربي من أكابر علماء الإسلام وصلحائهم وقد جرى عليه مثل ما جرى على علماء غيره من الدس في كتبهم والتحريف لمنهجهم وما ذاك إلا لأجل التفريق بين المسلمين وإدخال العقائد الفاسدة بينهم.
1- وكان من أوائل الذين كفّروا الشيخ محيي الدين ابن العربي وانتقدوه ابن تيميّة الذي ألّف في ذلك العديد من الكتب والرسائل وقد أستند الوهابية كثيراً لاقوال ابن تيمية
وردنا كالاتي
ابن تيمية معروف بشواذه ونقول للقوم.
اما ابن تيمية وكلامه في ابن عربي فلا يضر البتة ..فالفرق واضح بين الاثنين .. فابن عربي اعتد به جميع أهل عصره ولم ينتقدوه ..
واما ابن تيمية فقد فسقه وكفره ناس من عصره وبعدها ومدح اخرون وتوقف فيه البعض فلماذا لم تكفروه ؟؟
فهو شخصية مضطربة في عصرها ..فشتان بين الاثنين فلا يوجد مقارنة بينهما ..
فالشيخ الأكبر ابن عربي رضي الله عنه لم ينتقده أهل عصره من الائمة والعلماء
فمن معاصرو ابن عربي.
* ابن رشد
* فخر الدين الرازي
* صدر الدين القونوي
* العز بن عبد السلام
* فريد الدين عطار
* شهاب الدبن سهروردي
* أبي الحسن الشاذلي
* جلال الدين الرومى
توما الأكويني
وغيرهم الكثير.
يقول الحافظ ابن حجر العسقلاني في اللسان ( 2 / 311 إلى 314 طبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت الطبعة الثالثة ، 1406 - 1986 بتحقيق دائرة المعرف النظامية - الهند ) :
( وقد اعتد بالمحيى بن عربي أهل عصره )
والسؤال المطروح هو : لماذا الإمام محي الدين ابن عربي أعتد به
علماء عصره ولم ينتقدوه وانما جاء النقد بعد موته بفترة ؟؟ .
وقول الوهابية أن علماء عصره لم يقرأوا كتبه كلها هو قول بلا دليل يكذبه قول الحافظ ابن حجر العسقلاني من إعتداد أهل عصره به والشهادة بعلمه.
اما ابن تيمية فحدث ولا حرج فهل ترى تشابه بين الاثنين ابن تيمية نقده أهل عصره وجل العلماء وحبس بفتاوى منهم وهم جمهور الأمة في هذا الوقت ومن قضاة المذاهب الاربعة وفقهاء الأمة وحفاظها.
والشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي رضي الله عنه لم يأتي نقد في حياته فهذا يدل على المدسوسات بعد موته وعلى عدم قدرة فهم البعض كلامه بعد عصره بسنين طويلة.
ولقد أنكر على ابن تيمية عدد كبير من علماء المسلمين وكفّره بعضهم وشنّع عليه علي القاري واليافعي وزين الدين العراقي وصلاح والدين العلائي وغيرهم.
قال تقيّ الدين الحمصي عن الحافظ ابن رجب الحنبلي:
"وكان الشيخ زين الدين ابن رجب الحنبلي ممن يعتقد كفر ابن تيمية وله عليه الرد، وكان يقول بأعلى صوته في بعض المجالس:
معذور السبكي في تكفيره،"راجع: "دفع شبه من شبّه وتمرّد"، تقي الدين الحصني، ص123.
وقد كفّره قضاة المذاهب الأربعة
في مصر حين حرّم زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله).
راجع: "تكملة السيف الصقيل" ص155.
وذكر ابن حجر العسقلاني أنه قد نودي عليه بدمشق أن من اعتقد عقيدة ابن تيمية حلّ دمه وماله خصوصاً الحنابلة، فنودي بذلك وقرئ المرسوم وقرأها ابن الشهاب محمود في الجامع ثم
جمعوا الحنابلة من الصالحية وغيرها وأشهدوا على أنفسهم أنـهم على معتقد الشافعي."
الدرر الكامنة، ابن حجر العسقلاني: ج1ص147.
فانظر مثلاً إلى ابن تيمية ومن رد عليه من علماء عصره
فمنهم :
1- القاضي المفسر بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة الشافعي
2- القاضي محمد بن الحريري الأنصاري الحنفي .
3- القاضي محمد بن أبي بكر المالكي .
4- القاضي أحمد بن عمر المقدسي الحنبلي .
وقد حبس بفتوى موقعة منهم سنة 726 ص .
انظر عيون التواريخ للكتبي ، ونجم المهتدي لابن المعتم القرشي .
القاضي كمال الدين بن الزملكاني المتوفى سنة 727 هـ .
• ناظره وردّ عليه برسالتين واحدة في مسألة الطلاق ، والأخرى في مسألة الزيارة .
• ناظره القاضي صفي الدين الهندي المتوفى سنة715 هـ .
الفقيه المحدّث علي بن محمد الباجي الشافعي المتوفى سنة 714 هـ .
• ناظره في أربعة عشر موضعا وأفحمه .
المفسر أبو حيان الأندلسي المتوفى سنة745 هـ .
• تفسير النهر الماد من البحر المحيط .
• الفقيه الرحَّالة ابن بطوطة المتوفى سنة 779 هـ .
• رحلة ابن بطوطة .
وغيرهم الكثير من أهل عصره
وكان سجن ابن تيمية كالاتي
السجنة الأولى
في دمشق عام 693 هـ، كانت مدتها قليلة.
السجنة الثانية
كانت في القاهرة، وكانت مدتها سنة ونصف من يوم الجمعة 26/9 رمضان 705هـ إلى يوم الجمعة 23/3 ربيع أول 707هـ؛ كانت بدايتها في سجن "برج"، ثم نقل إلى الجب بقلعة الجبل.
وسببها كما ذكره الحافظ ابن كثير في تاريخه "البداية والنهاية" في حوادث 705هـ، كان مسألة العرش، ومسألة الكلام، ومسألة النزول.
السجنة الثالثة
كانت بمصر أيضاً، ولمدة قليلة، أسبوعين من 3/10/707هـ إلى 18/10/707هـ.
وسببها تأليفهُ كتاباً في الاستغاثة .
السجنة الرابعة
بمصر كذلك، في قاعة "الترسيم"، لمدة شهرين أوتزيد، من آخر شهر شوال 707هـ، إلى أول سنة 708هـ.
السجنة الخامسة
كانت بالإسكندرية من يوم 1/3/709هـ إلى 8/10/ 709هـ، لمدة سبعة شهور،
السجنة السادسة
كانت بدمشق لمدة ستة أشهر تقريباً من يوم الخميس 12/7/720هـ إلى يوم الإثنين 10/1/721هـ ، بسبب الحلف بالطلاق .
السجنة السابعة
بدمشق لمدة عامين وثلاثة أشهر ونصف تقريباً، من يوم الإثنين 6/8/726هـ إلى ليلة الإثنين 20/11/728هـ، حيث أخرجت جنازته من سجن القلعة إلى قبرهِ .
وكانت بسبب مسألة إنكارهِ شد الرحل لزيارة النبي عليهِ الصلاة والسلام وإعتبارهِ أن هذا السفر هو سفر معصية لا تُقصر فيه الصلاة
وكذلك تلاميذه
كان الحافظ شمس الدين الذهبي وهو من معاصري ابن تيمية مدحه في أول الأمر ثم لما انكشف له حاله من الزيغ والضلال قال في رسالته بيان زغل العلم والطلب 10 ما نصه:
[ فوالله ما رمقت عيني أوسع علما ولا أقوى ذكاء من رجل يقال له ابن تيمية مع الزهد في المأكل والملبس والنساء، ومع القيام في الحق والجهاد بكل ممكن، وقد تعبت في وزنه وفتشه حتى مللت في سنين متطاولة، فما وجدت أخره بين أهل مصر والشام ومقتته نفوسهم وازدروا به وكذبوه وكفروه إلا الكبر والعجب وفرط الغرام في رئاسة المشيخة والازدراء بالكبار، فانظر كيف وبال الدعاوى ومحبة الظهور، نسأل الله المسامحة، فقد قام عليه اناس ليسوا بأورع منه ولا أعلم منه ولا أزهد منه، بل يتجاوزون عن ذنوب أصحابهم وءاثام أصدقائهم، وما سلطهم الله عليه بتقواهم وجلالتهم بل بذنوبه، وما دفع الله عنه وعن أتباعه أكثر، وما جرى عليهم إلا بعض ما يستحقون، فلا تكن في ريب من ذلك ]. اهـ.
وهذه الرسالة ثابتة عن الذهبي لان الحافظ السخاوي نقل عنه هذه العبارة في كتابه الإعلان بالتوبيخ 11، وقال:
"وقد رأيت له- أي للحافظ للذهبي- عقيدة مجيدة ورسالة كتبها لابن تيمية هي لدفع نسبته لمزيد تعصبه مفيدة " اهـ.
ثم قال في موضع ءاخر فيه ما نصه12:
"فإن برعت في الأصول وتوابعها من المنطق والحكمة والفلسفة وءاراء الأوائل ومحارات العقول، واعتصمت مع ذلك بالكتاب والسنة وأصول السلف، ولفقت بين العقل والنقل، فما أظنك في ذلك تبلغ رتبة ابن تيمية ولا والله تقاربها، وقد رأيت ما ءال أمره إليه من الحط عليه والهجر والتضليل والتكفير والتكذيب بحق وبباطل، فقد كان قبل ان يدخل في هذه الصناعة منورا مضيئا على محياه سيما السلف، ثم صار مظلما مكسوفا عليه قتمة عند خلائق من الناس، ودجالا أفاكا كافرا عند أعدائه، ومبتدعا فاضلا محققا بارعا عند طوائف من عقلاء الفضلاء". اهـ.
قال الصلاح الصفدى تلميذ ابن تيمية فى الوافي بالوفيات (7 /13)
" ولم يزل العوام بمصر يعظمونه إلى أن أخذ في القول على السيدة نفيسة فأعرضوا عنه " أ.هـ
وبعد عصره حدث ولا حرج
الوف من الائمة والعلماء .
فاي شبه بين ابن تيمية والشيخ الأكبر رضي الله عنه وارضاه؟؟؟
فرحم الله صاحب الأحوال الأحمدية الشريفة والصفات المحمودية المنيفة والأخلاق المحمدية العظيمة الشيخ الأكبر و سلطان العارفين
و خاتم الأولياء وإمام المتقين ومربي الشيوخ والمريدين الكبريت الأحمر محيي الدين بن العربي؟؟
**********
2- يستند الوهابية إلى كلام الشيخ برهان الدين البقاعي صاحب كتاب "تنبيه الغبي بتكفير عمر بن الفارض وابن عربي"
وتقريباً نفس الانتقادات لابن تيمية اخذها الإمام البقاعي
فنقول انظر إلى موقف الائمة من هذا الكلام.
يذكر العلامة النجم الغزي في "الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة" أنه لما قدم الشيخ العلامة برهان الدين البقاعي دمشق في سنة 880/1476
((تلقاه الشيخ تقي الدين هو وجماعة من أهل العلم إلى القنيطرة، ثم لما ألّف كتابه في الرد على حجة الإسلام الغزالي في مسألة "ليس في الإمكان، أبدع مما كان"، وبالغ في الإنكار على ابن العربي وأمثاله حتى أكفر بعضهم كان الشيخ تقي الدين ممن أنكر على البقاعي ذلك وهجره بهذا السبب.
الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة، للشيخ نجم الدين الغزي، حققه وضبط نصه جبرائيل سليمان جبور، دار الآفاق الجديدة-بيروت، 1979: ج1ص116-118

وكذلك لمح لذلك وكان يترحم على الإمام ابن الفارض وابن عربي الفقيه الحافظ المؤرخ ابن الصيرفي في إنباء الهَصر بأنباء العصر وهو من معاصري الإمام البقاعي
وكان الإمام الصيرفي ممن تلقي العلم على السراج البلقيني والحافظ الزين العراقي وقرأ الأصول على العز بن جماعة.
وكذلك الإمام السيوطي رد عليه بكتابه تنبئة الغبى بتبرئة ابن عربى
وكان سبب مهاجمة الإمام البقاعي عدم الاطلاع الكامل علي كتب الشيخ الأكبر والاعتماد علي المدسوس ولذلك وقف علماء لنصره الشيخ الأكبر بالتأليف أو بالردود أو باعلان
انه جانب الصواب.
ونلاحظ هنا أن البرهان البقاعي له كلام حَسَن في التّصوّف والبقاعي يُثنِي بما لا مزيد عليه على الإمام التقي الحصني و التّقي الحصني من رؤوس الأئمّة الّذين حملوا رايات تضليل ابن تيمية وأتباعه فهل يقبل الوهابية بهذا الثناء واخذ كلام الإمام التقي الحصني في ابن تيمية؟؟
**********
3- ويستند الوهابية إلى نقل عن الحافظ الذهبي عن الإمام العز ابن عبد السلام
نقول
الحديث عن رأي الإمام العز ابن عبدالسلام في الشيخ الأكبر ابن عربي يحتاج إلى تحقيق وتثبُّت فقد حكى الإمام ابن عطاء الله (ت 709 هـ) في لطائف المنن تراجعه عن الاعتراض على القوم بعد أن التقى بالإمام الشّاذلي وكذلك ذكر نحو ذلك الإمام محمد المقرِي (ت 759 هـ) في رسالته الحقائق والرقائق
وكذلك الإمام السيوطي والإمام المناوي والإمام اليافعي والإمام ابن عابدين والإمام الفيروز ابادي وغيرهم
والمعروف أن للإمام العز ابن عبدالسلام حالين
الأولى:- إنكاره على أهل التصوف وهذا في بداية حياته
الثانية:- التقاءه بالإمام الشاذلي ولبس خرقة التصوف وثناءه على أهل التصوف وحضوره جلسات السماع والذكر بعد أن كان ينكرها
وكان النقل عن الإمام العز ابن عبدالسلام هكذا.
قال العز بن عبد السلام: 'هو شيخ سوء كذاب، يقول بقدم العالم ولا يحرم فرجًا'
[سير أعلام النبلاء 23/48].
ونقول
ما أورده الإمام الذهبي رحمه الله في سيره في ترجمة
الشيخ محيي الدين وإيراده مقالة العز بن عبد السلام عن ابن دقيق العيد في تجريح محيي الدين فهو كلام مردود عري عن الصواب وليس هو التحقيق بل التحقيق ثناء ابن عبد السلام على الشيخ الأكبر كما هى عبارة العقد الثمين ونفح الطيب والشذرات عن مقالة الإمام رحمه الله فقـد كان الإمام المجتهد شيخ الإسلام العز بن عبد السلام رحمه الله تعالى [ ت 660 هـ ] ينكر على الشيخ ابن العربي في أول أمره فلما عرف مقامه شهد له ورجع عن إنكاره وقرر أن الإمام محيي الدين قطب زمانه .
فقد حكى الإمام ابن عطاء الله (ت 709 هـ) في لطائف المنن تراجعه عن الاعتراض
على القوم بعد أن التقى بالإمام الشّاذلي
قال الإمام ابن عطاء السكندري في إنكار الشيخ عز الدين بن عبد السلام على الشيخ ابن عربي وورد بأنه أثنى عليه في " لطائف المنن ":
أن الشيخ عز الدين بن عبد السلام كان في أول أمره على طريقة الفقهاء من المسارعة إلى الإنكار على الصوفية. فلما حج الشيخ أبو الحسن الشاذلي ورجع، جاء إلى الشيخ عز الدين قبل أن يدخل بيته، وأقراه السلام من النبي صلى الله عليه وسلم، فخضع الشيخ عز الدين لذلك، ولزم مجلس الشاذلي من حينئذ،
وصار يبالغ في الثناء على الصوفية لمَّا فهم طريقتهم على وجهها.
وصار يحضر معهم مجالس السماع.
قال الإمام المُنَاوَي:
وممن كان يعتقده سلطان العلماء ابن عبد السلام، فإنه سئل عنه أولاً، فقال: شيخ سوءٍ كذَّاب لا يحرَّم فرجاً، ثم وصفه بعد ذلكَ بالولاية؛ بل بالقطبانية، وتكرر ذلك منه.
قال المُنَاوي: وأقوى ما احتجَ به المنكرون، أنه لا يُؤَوَّلُ إلاَّ كلام المعصوم، ويردُّه قول النّوويّ في "بستان العارفين" (ص (181)) بعد نقله عن أبي الخير التِّيناتي واقعة ظاهرة الإنكار: قد يتوهم من يتشبه بالفقهاء ولا فقه عنده، أن ينكر هذا. وهذا جهالة وغباوة، ومن يتوهم ذلك فهو جسارة منه على إرسال الظنون في أولياء الرحمن.
فليحذر العاقل من التعرض لشيءٍ من ذلك، بل حقّه إذا لم يفهم حِكَمِهم المستفادة، ولطائفهم المستجادة، أن يتفهمها ممن يعرفها. وربما رأيت من هذا النوع مما يتوهم فيه من لا تحقيق عنده أنه مخالف، ليس مخالفاً، بل يجب تأويل أفعال أولياء الله [تعالى].
ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب في أخبار من ذهب
( 5 / 193 – 194 )
ونقل الإمام الحافظ السيوطي رحمه الله في كتابه ((تنبيه الغبي بتبرئة ابن عربي )) قوله :
(( وقد كان وقع بين الشيخ عز الدين بن عبد السلام، وبين الشيخ محيي الدين بن عربي. أخبر الشيخ عبد العزيز ذلك؛ لأن الشيخ عز الدين كان ينكر ظاهر الحكم. و حكى عن خادم الشيخ عز الدين أنه دخل إلى الجامع بدمشق، فقال " الخادم" للشيخ عز الدين: أنت وعدتني أن تُرِيَنِي << القطب >>. فقال له: ذلك هو << القطب >>، وأشار إلى ابن عربي وهو جالس، والحلقة عليه. فقال له: يا سيدي وأنت تقول فيه ما تقول ؟ فقال: هو القطب. فكرر عليه القول، وهو يقول ذلك. فإن لم يكن <<
القطب >> فلا معارضة في قول الشيخ عز الدين؛ لأنه إنما يحكم عليه بما يبدو من أموره الظاهرة، وحفظ سياج الشرع.
والسرائر أمرها إلى الله تعالى يفعل فيها ما يشاء، فقد يطَّلع على محله ورتبته، فلا ينكرهما. وإذا بدا في الظاهر شيء مما لا بعهده الناس في الظاهر أنكره حفظا ً لقلوب الضعفاء، ووقوفاً مع ظاهر الشرع، وما كلف به، فيعطي هذا المقامَ
حقًّهُ، وهذا حقَّهُ، والله أعلم) انتهى كلامه.
والحافظ محمد بن يعقوب بن محمد الشيرازي الفيروزابادي وفي الكتاب المسمى بالاغتباط بمعالجة ابن الخياط حيث قال :
((وأما احتجاجه بقول شيخ الإسلام عز الدين بن عبد السلام شيخ مشايخ الشافعية فغير صحيح بل كذب وزور فقد روينا عن شيخ الإسلام صلاح الدين العلائي عن جماعة من المشايخ كلهم عن خادم الشيخ عز الدين بن عبد السلام أنه قال كنا في مجلس الدرس بين يدي الشيخ عز الدين بن عبد السلام فجاء في باب الردة ذكر لفظة الزنديق فقال بعضهم هل هي عربية أو عجمية فقال بعض الفضلاء إنما هي فارسية معربة أصلها زن دين أي على دين المرأة وهو الذي يضمر الكفر ويظهر الإيمان فقال بعضهم مثل من فقال آخر إلى جانب الشيخ مثل ابن عربي بدمشق فلم ينطق الشيخ ولم يرد عليه قال الخادم وكنت صائما ذلك اليوم فاتفق أن الشيخ دعاني للإفطار معه فحضرت ووجدت منه إقبالا ولطفا فقلت له يا سيدي هل تعرف القطب الغوث الفرد في زماننا فقال مالك ولهذا كل فعرفت أنه يعرفه فتركت الأكل وقلت له لوجه الله تعالى عرفني به من هو فتبسم رحمه الله تعالى وقال لي الشيخ محيي الدين بن عربي فأطرقت ساكتا متحيرا فقال مالك فقلت يا سيدي قد حرت قال لم قلت أليس اليوم قال ذلك الرجل إلى جانبك ما قال في ابن عربي وأنت ساكت فقال اسكت ذلك مجلس الفقهاء هذا الذي روي لنا بالسند الصحيح عن شيخ الإسلام عز الدين بن عبد السلام
في حاشية ابن عابدين رد المحتار 16/300 ناقلاً ومؤكداً على القول:
((سَمِعْت أَنَّ الْفَقِيهَ الْعَالِمَ الْعَلَّامَةَ عِزَّ الدِّينِ بْنَ عَبْدِ السَّلَامِ كَانَ يَطْعَنُ فِي ابْنِ عَرَبِيٍّ وَيَقُولُ هُوَ زِنْدِيقٌ ، فَقَالَ لَهُ يَوْمًا بَعْضُ أَصْحَابِهِ : أُرِيدُ أَنْ تُرِيَنِي الْقُطْبَ فَأَشَارَ إلَى ابْنِ عَرَبِيٍّ ، فَقَالَ لَهُ أَنْتَ تَطْعَنُ فِيهِ : فَقَالَ حَتَّى أَصُونَ ظَاهِرَ الشَّرْعِ أَوْ كَمَا قَالَ . &nbsp;)
وكذلك الإمام اليافعي اليمني في الإرشاد
ثانثاً :- ثُمَّ إنَّا إذا نَظرنا في (العلّة) الّتي لأجلها كفّر العز ابن عربي وهي أنَّه (شيخ سوء يقول بقدم العالم) ما وجدنا فيها أنَّه كفّره لأجل تصوُّفه بل لسبب آخر لم يثبت عن ابن عربي ولم أجِد في خصوم ابن عربي من ادّعاه عليه ولا يوجد عليها دليل من كتبه ولا حتى قول يؤيد هذا الكلام !
لذلك قلنا الحديث عن رأيه أي الإمام العز ابن عبدالسلام في ابن عربي يحتاج إلى تحقيق وتثبُّت.
ولكنَّا سنجد هذه العلّة (القول بقدم العالم) ثابتة في ابن تيمية في كتبه وما نقل عنه !!
فاذا صح النقل فهو ينطبق على ابن تيمية .
فقد قال ابن تيمية في الموافقة (2/ 75) ما نصّه :
"وأما أكثر أهل الحديث ومن وافقهم فإنهم لا يجعلون النوع حادثا بل قديمًا، ويفرقون بين حدوث النوع وحدوث الفرد من أفراده كما يفرق جمهور العقلاء بين دوام النوع ودوام الواحد من أعيانه ". ا.هـ .
وقال في موضع ءاخر في ردّ قاعدة ما لا يخلو من الحادث حادث لأنه لو لم يكن كذلك لكان الحادث أزليًا بعدما نقل عن الأبهري أنه قال: قلنا لا نسلم وانما يلزم ذلك لو كان شىء من الحركات بعينها لازمًا للجسم، وليس كذلك بل قبل كل حركة حركة لا إلى أول،
ما نصه في المرافقة (1/ 245):
"قلت هذا من نمط الذي قبله فإن الأزلي اللازم هو نوع الحادث لا عين الحادث، قوله لو كانت حادثة في الأزل لكان الحادث اليومي موقوفا على انقضاء ما لا نهاية له، قلنا: لا نسلم بل يكون الحادث اليومي مسبوقًا بحوادث لا أول لها". ا.هـ.
ويقول فيها أيضا ما نصه أنظر الموافقة (1/ 64):
”فمن أين في القرءان ما يدل دلالة ظاهرة على أن كل متحرك محدث أو ممكن، وأن الحركة لا تقوم إلا بحادث أو ممكن، وأن ما قامت به الحوادث لم يخل منها، وأن ما لا يخلو من الحوادث فهو حادث، وأين في القرءان امتناع حوادث لا أول لها"
ا.هـ.
فهذا من عجائب ابن تيمية قوله بقدم العالم القدم النوعي مع حدوث كل فرد معين من أفراد العالم.
قال الكوثري في تعليقه على السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل أنظر السيف الصقيل
(ص/ 74)
ما نصّه : "وأين قدم النوع مع حدوث أفراده؟ وهذا لا يصدر إلا ممن به مس، بخلاف المستقبل، وقال أبو يعلى الحنبلي في "المعتمد": والحوادث لها أول ابتدأت منه خلافا للملحدة. ا.هـ. وهو من أئمة
الناظم. يعني ابن القيّم. فيكون هو وشيخه من الملاحدة على رأي أبي يعلى هذا فيكونان أسوَأ حالا منه في الزيغ، ونسأل الله السلامة". ا.
هـ.
وقال ابن تيمية في منهاج السنّة النبوية أنظر المنهاج (1/ 224). ما نصه : "
فإن قلتم لنا: فقد قلتم بقيام الحوادث بالربّ، قلنا لكـم: نعم، وهذا قولنا الذي دلّ عليه الشرع والعقل. .. ".
وقال في المنهاج (83/1) ما نصه :
(ولكن الاستدلال على ذلك بالطريقة الجهمية المعتزلية طريقة الأعراض والحركة والسكون التي مبناها على أن الأجسام محدثة لكونها لا تخلو عن الحوادث، وامتناع حوادث لا أول لها طريقة مبتدَعة في الشرع باتفاق أهل العلم بالسنة، وطريقة مخطرة مخوفة في
العقل بل مذمومة عند طوائف كثيرة) ا.هـ.
وقال في موضع ءاخر من المنهاج (1/ 224 ما نصه:
"ومنهم من يقول بمشيئته وقدرته- أي أن فعل الله بمشيئته وقدرته- شيئا فشيئا، لكنه لم يزل متصفا به فهو حادث الآحاد قديم النوع كما يقول ذلك من يقوله من أئمة أصحاب الحديث وغيرهم من أصحاب الشافعي وأحمد وسائر الطوائف
ا.هـ.
وقال في موضعءاخر في المنهاج (1/ 109) ما نصّه
"وحينئذٍ فيمتنع كون شىء من العالم أزليًا وان جاز أن يكون نوع الحوادث دائمًا لم يزل، فإن الأزل ليس هو عبارة عن شىء محدد بل ما من وقت يقدر إلا وقبله وقتءاخر، فلا يلزم من دوام النوع قدم شىء بعينه ا. هـ.
ومضمون هذا أمران:
أحدهما أنه يقرّ ويعتقد قدم الأفراد من غير تعيين شىء منها.
ثم هذا يتحصل منه مع ما نقل عنه الجلال الدواني في كتاب شرح العضدية (ص/ 13) بقوله : "وقد رأيت في بعض تصانيف ابن تيمية القول به- أي بالقدم الجنسي- في العرش"، أي أنه كان يعتقد أن جنس العرش أزلي أي ما من عرش إلا وقبله عرش إلى غير بداية وأنه يوجد ثم ينعدم ثم يوجد ثم ينعدم وهكذا، أي أن العرش جنسه أزلي لم يزل مع الله ولكن عينه القائم الآن حادث.
وقد أقر محمد ناصر الدين الألباني بأن ابن تيمية يقول بذلك في ( صحيحته ) ( 1 / 208 ) عن حديث : ( ان اول شيء خلقه الله تعالى القلم ما نصه :
( وفيه رد ايضا على من يقول بحوادث لا اول لها ، وانه ما من مخلوق الا ومسبوق بمخلوق قبله ، وهكذا الى ما لا بداية له ، بحيث لا يمكن ان يقال : هذا اول مخلوق ، فالحديث يبطل هذا القول ويعين ان القلم هو اول مخلوق ، فليس قبله قطعا اي مخلوق ، ولقد اطال ابن تيمية الكلام في رده على الفلاسفة محاولا اثبات حوادث لا اول لها ، وجاء في اثناء ذلك بما تحار فيه العقول ، ولا تقبله اكثر القلوب )
ثم قال الالباني بعد ثلاثة اسطر :
( فذلك القول منه غير مقبول ، بل هو مرفوض بهذا الحديث ، وكم كنا نود ان لا يلج ابن تيمية هذا المولج ، لان الكلام فيه شبيه بالفلسفة وعلم الكلام . . . . )
فهذا ينطبق على ابن تيمية ومن خطه بيده وباعتراف اكابر مشايخ الوهابية وليس على الشيخ الأكبر رضي الله عنه فالإمام ابن عربي في مواضع كثيرة قال أن العالَم لم يكن ثم كان وأن الله سبحانه وتعالى أنشاه ابتداءً وقد ذكرنا من قبل كيف أنه رأى الحق في المنام فأمره أن لا يجالس المطاطيين، فقال وما المطاطون؟ قال هم الذين يمدّون العالم إلى غير نهاية في الابتداء، وإني ابتدأت العالم بالخلق.
وهذا التقرير ردّ بيّن على مثل هذه التهم، ومع ذلك يتناقل أتباع ابن تيمية هذه الأقوال من غير بيّنة
يقول رضي الله عنه في كتابه القصد الحق:
((لا يقال العالم صادر عن الحق تعالى إلا بحكم المجاز لا الحقيقة وذلك لأن الشرع لم يرد بهذا اللفظ وجل الله تعالى أن يكون مصدر الأشياء لعدم المناسبة بين الممكن والواجب وبين من يقبل الأولية وبين من لا يقبلها وبين من يفتقر وبين من لا يقبل الافتقار وإنما يقال إنه تعالى أوجد الأشياء موافقة لسبق علمه بها بعد أن لم يكن لها وجود في أعيانها ثم إنهار ارتبطت بالموجد لها ارتباط فقير ممكن بغني واجب فلا يعقل لها وجود إلا به سبحانه وتعالى لأن تقدمه عليها وجودي إلى آخر ما قال في ذلك .))
وقد دافع سيدي عبد الوهاب الشعراني في كتابه اليواقيت والجواهر عن الشيخ لرد حجج من نسب إليه القول بقدم العالم فبعد أن أورد النصوص في ذلك
قال:(( فهذه نصوص الشيخ محيي الدين رضي الله عنه في قوله بحدوث العالم فكذب من افترى علي الشيخ أنه يقول بقدم العالم وقد كرر الشيخ الكلام على حدوث العالم في الفتوحات في نحو ثلاثمائة موضع وكيف يظن بالشيخ مع هذا العلم العظيم أن يقع في مثل هذا الجهل الذى يؤدي إلى إنكار الصانع جل وعلا بل أفتى المالكية وغيرهم بكفر من قال بقدم العالم أو ببقائه أو شك في ذلك هذا مع أن مبنى كتب الشيخ ومصنفاته كلها في الشريعة والحقيقة على معرفة الله تعالى وتوحيده وعلى إثبات أسمائه وصفاته وأنبيائه ورسله وذكر الدارين والعالم الدنيوي والأخروي والنشأتين والبرزخين ومعلوم أن من يقول بقدم العالم من الفلاسفة لا يثبت شيئا من ذلك بل ولا يؤمن بالبعث والنشور ولا غير ذلك مما هو منقول عن الفلاسفة فقد تحقق كل عاقل أن الشيخ بريء من هذا كله)) انتهى .
وكذلك العبارة أنه- حاشاه في الأمرين- لا يحرم فرجاً.
ولا يوجد في كتب سيدي محيي الدين بن عربي على كثرتها حرف واحد يشهد لهذه الزندقة التي تسقط حكم الشريعة بل يوجد كل ما يثبت عكسه.
**********

4- يستند الوهابية إلى رسالة رضي الدين بن الخياط
فنقول لهم مصداقًا لقوله تعالى :{إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا} (الحج 38) كان ممن تحـركت همتُه للدفاع عن الشيخ الأكبر العلامةُ مجد الدين الفيروزابادي صاحب " القاموس المحيط " [ ت 817 هـ ] ؛
فألف كتابًا يرد فيه على ابن الخياط ما اتَّهم به الشيخ ابن العربي في عقيدته
وسماه " الاغتباط بمعالجة ابن الخياط "
فليراجع وفيه سرد لأقوال العلماء مثل سلطان العلماء العز ابن عبدالسلام وغيرهم
**********
5- قول الوهابية تكفير الإمام علاء الدين البخاري الحنفي للشيخ الأكبر.
فنقول لهم فالإمام علاء الدين البخاري كفر ابن تيمية حبيبكم بل كفر من يقول عليه شيخ الإسلام فهل تأخذون برايه في هذا التكفير؟؟
فقد قال عن شيخكم شيخ زندقة يدعو للضلال وكفر من لقب ابن تيمية بشيخ الإسلام.
فما هو رأيكم حياكم الله فهل تقبلون كلامه في ابن تيمية بل وفي من لقبه بشيخ الإسلام؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ


5- قول الوهابية أن الإمام الجزري كفر الشيخ الأكبر

نقول الله حسيبكم يا وهابية على هذا التزوير
الإمام ابن الجزري يترجم لابن عربي ويقول قبره ظاهر يزار في كتابه
(غاية النهاية في طبقات القراء) فيقول :
((محمد بن علي بن محمد بن عربي الطائي أبو عبد الله المنعوت بمحيي الدين الصوفي المشهور، ولد سنة.. وقرأ القراءات بالأندلس على أبي بكر محمد بن خلف بن صاف صاحب شريح وروى التيسير سماعاً من أبي بكر محمد بن أحمد بن أبي جمرة وروى بالإجازة من ابن هذيل وروى التجريد بالإجازة عن يحيى بن سعدون القرطبي، روى التيسير عنه سماعاً محمد بن علي بن أبي الذكر المطرز وروى عنه الكافي عبد الله بن علي بن محمد الخولاني، توفي سنة ثمان وثلاثين وستمائة بدمشق ودفن بالصالحية بتربة بني الزكي وقبره بها ظاهر يزار)) اهـ .
فهل هذه عبارة مَن يُنكِر عليه ويعتقد بكفره ؟؟
هل يُعقَل أن يُتَرجِم لمن يُكفِّره في كتابٍ وُضِعَ لترجمة قومٌ أخيار قرّاء من مُختَلَف الأمصار !
نترك الحكم لكل عاقل.
**********
6-يستند الوهابية إلى قول الذهبي رحمه الله:
((ومِن أردئ تواليفه كتاب "الفصوص"! فإن كان لا كفر فيه فما في الدنيا كفر ، نسأل الله العفو والنجاة. فوا غوثاه بالله)).
(سير أعلام النبلاء: 23ـ 48).
نقول الله حسيبكم يا وهابية على هذا التزوير والتدليس
فالإمام الذهبي يتكلم عن المدسوس ويتكلم عن كتاب ولا يتكلم عن ذات الشيخ الأكبر فبعد أن سرد لإمام الذهبي الأقوال قال الذهبي بتوثيقه واي شهادة اكبر من هذا
ولترى قول الأمام الذهبي في الشيخ الأكبر فهذا هو خلاصة قوله بعد أن نقل الأقوال فقال في اخر الترجمة ..
الذهبي يقول في الميزان بتوثيق الشيخ الاكبر (3/660) :
(( فإنه كان عالما بالآثار والسنن ، قوى المشاركة في العلوم .
وقولى أنا فيه : إنه يجوز أن يكون من أولياء الله الذين اجتذبهم الحق إلى جنابه عند الموت ، وختم له بالحسنى )) !
فهذا راي الإمام الذهبي أن الشيخ الأكبر كان عالماً بالاثار قوي المشاركة في العلوم وقوله فيه
أنه يجوز ان يكون من أولياء الله الصالحين.
فأي قول بعد هذا.
واليك قوله في مكان اخر
قال الإمام الذهبي، رحمه الله، في كتابه 'التاريخ الكبير في حوادث
638' سنة وفاة الشيخ الاكبر - رحمه الله، :
(( ولابن العربي توسع في الكلام وذكاء وقوة حافظة وتدقيق في التصوف، وتواليف جمة في العرفان، ولولا شطحات كلامه وشعره لكان كلمة إجماع، ولعل ذلك وقع منه في حال سكره وغيبته فنرجو له الخير . )) انتهي
فاين تكفيره الذي تدعونه يا أهل الكذب؟؟
وقد رد الحافظ ابن حجر العسقلاني على قول الحافظ الذهبي في كتاب الفصوص ولم يكن كلام الذهبي عن الشيخ الأكبر
فقال الحافظ في اللسان ( 2 / 311 إلى 314 طبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت الطبعة الثالثة ، 1406 - 1986 ، بتحقيق دائرة المعرف النظامية - الهند ) ، ترجمة ابن عربي ، وترجم له ترجمة منصفة برقم ( 1038 ) فقال معلقاً على ترجمة الذهبي :
( وأول كلامه - الذهبي - لا يتحصل منه شيء ، تفرد به ، وينظر في قوله أمعن النظر وانعم التأمل الفرق بينهما .
وقد اعتد بالمحيى بن عربي أهل عصره فذاكره بن النجار في ذيل تاريخ بغداد وابن نفطة في تكملة الأكمال وابن العدم في تاريخ حلب والذكي المنذري في الوفيات وما رأيت في كلامهم تعديا على الطعن كلهم ما

عرفوها أو ما اشتهر كتابه الفصوص .))انتهى


ثم إن كتاب الفصوص مختلف في نسبة ما فيه كله للشيخ ابن عربي فمن أثبته من الشراح له وجد للنصوص التي يراها الوهابية أنها كفر وجد لها تفسيراً وشرحاً ليس فيه الفهم القبيح الذي فهمه الوهابية ولذلك قيل لا يجوز الإنكار على الصوفية إلا لمن سلك طريقهم وعرف اصطلاحاتهم وإلا فاصطلاحاتهم قد يفهمها المنكرون على غير مرماها فينكرون ما لم يقصده الشيخ ابن عربي.

ذكر الفقيه الحنفي صاحب الدر المختار أن:
(من قال عن فصوص الحكم للشيخ محي الدين بن عربي، إِنه خارج عن الشريعة، وقد صنفه للإِضلال، ومَنْ طالعه ملحد، ماذا يلزمه ؟ أجاب: نعم،فيه كلمات تباين الشريعة، وتكلف بعض المتصلِّفين لإِرجاعها إِلى الشرع، لكن الذي تيقنْتُه أن بعض اليهود افتراها على الشيخ قدس الله سره،فيجب الاحتياط بترك مطالعة تلك الكلمات.
قال العلامة ابن عابدين رحمه الله تعالى في حاشيته على الدر المختار عندقوله: [لكن الذي تيقنْتُه]: وذلك بدليلٍ ثبت عنده، أو لسببِ عدمِ اطلاعه على مراد الشيخ فيها، وأنه لا يمكن تأويلها، فتعيَّن عنده أنها مفتراة عليه، كما وقع للشيخ الشعراني أنه افترى عليه بعض الحساد في بعض كتبه أشياء مكفرة، وأشاعها عنه، حتى اجتمع بعلماء عصره، فأخرج لهم مسودة كتابه التي عليها خطوط العلماء فإِذا هي خالية عما افْتُرِيَ عليه. وقال ابن عابدين أيضاً عند قوله: [فيجب الاحتياط]: لأنه إِن ثبت افتراؤها فالأمر ظاهر، وإِلا فلا يفهم كلُّ أحد مرادَه فيها، فيُخشى على الناظر فيها من الإِنكار عليه، أو فهم خلاف المراد)
[حاشية ابن عابدين ج3. ص303، وصاحب الدر المختار الشيخ محمد علاء الدين الحصكفي المتوفى سنة 1088هـ]
قال شيخ الإسلام شرف الدين المناوي [ ت 871 هـ ] :
" والمتصدِّي لتكفير ابن عربي لم يخف من سوء الحساب وأن يُقال له : هل ثبت عندك أنه كافر ؟!
فإن قال : كتبه تدل على كفره ، أفَأَمِنَ أن يُقال له : هل ثبت عندك بالطريق المقبول في نقل الأخبار أنه قال هذه الكلمة بعينها ، وأنه قصد بها معناها المتعارَف ؟! والأول : لا سبيل إليه ؛ لعدم سند يُعْتَمَدُ عليه في مثل ذلك ، ولا عبرة بالاستفاضة ؛ لأنه على تقدير ثبوت أصل الكتاب عنه فلا بد من ثبوت كـل كلمة كلمة ؛ لاحتمال أن يُدَسَّ في الكتاب ما ليس من كلامه من عدو أو ملحد " ا هـ .
وقال الإمام العلامة جلال الدين السيوطي
( والقول الفصل في ابن العربي إعتقاد ولايته , وترك النظر في كتبه , فقد نقل عنه هو انه قال : نحن قوم لايجوز النظر في كتبنا ) ويقصد من هم على غير علمٍ كاف))
وقال الإمام الشعراني
(كذب مَنْ دسَّ في كتاب الفصوص والفتوحات، أن الشيخ محي الدين بن عربي قال بأن أهل النار يتلذذون بالنار، وأنهم لو أُخرجوا منها لاستغاثوا، وطلبوا الرجوع إِليها، كما رأيت ذلك في هذين الكتابين. وقد حذفت ذلك من الفتوحات حال اختصاري لها. حتى ورد عن الشيخ شمس الدين الشريف، بأنهم دسوا على الشيخ في كتبه كثيراً من العقائد الزائغة التي نقلت عن غير الشيخ، فإِن الشيخ مِنْ كُمَّل العارفين بإِجماع أهل الطريق، وكان جليس رسول الله صلى الله عليه وسلم على الدوام، فكيف يتكلم بما يهدم شيئاً من أركان شريعته، ويساوي بين دينه وبين جميع الأديان الباطلة، ويجعل أهل الدارين سواء ؟! هذا لا يعتقده في الشيخ إِلا من عزلَ عنه عقله. فإِياك يا أخي أن تصدق، من يضيف شيئاً من العقائد الزائغة إِلى الشيخ، واحمِ سمعك وبصرك وقلبك، وقد نصحتُك والسلام. وقد رأيت في عقائد الشيخ محي الدين الواسطي ما نصه: ونعتقد أن أهل الجنة والنار مخلدون في دارَيْهِما، لا يخرج أحد منهم من داره أبد الآبدين ودهر الداهرين.. قال: ومرادنا بأهل النار الذين هم أهلها من الكفار والمشركين والمنافقين والمعطِّلين، لا عصاة الموحدين فإِنهم يخرجون من النار بالنصوص)
["اليواقيت والجواهر" للشعراني ج2. ص205].
**********

7- يستند الوهابية إلى قول الحافظ ابن حجر في لسان الميزان:
((سألت شيخنا الإمام سراح الدين البُلقيني عن ابن عربي ، فبادر الجواب: بأنه كافر. فسألته عن ابن الفارض فقال: لا أحب أن أتكلم فيه. قلت: فما الفرق بينهما والموضع واحد.؟ وأنشدته من التائية فقطع علي بعد إنشاء عدة أبيات بقوله: هذا كفر هذا كفر)).
(لسان الميزان: 4ـ364).
نقول
اولاً:-
نقول لماذا تتعبون أنفسكم وتذهبون إلى ترجمة الفارض لتنقلون كلام سراج الدين البلقيني؟؟
ماذا لم تذهبون مباشرة إلى ترجمة ابن عربي في اللسان !!
لان هناك ما تريدون إخفاءه عن الناس!!!
ولكي نظهر تدليسكم سننقل لكم ترجمة الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي الطائي الاندلسي رضي الله عنه من كتاب اللسان للحافظ أمير المؤمنين في الحديث بلا منازع ابن حجر العسقلاني رضي الله عنه لنكحل بها أعين الوهابية.
ذكر الحافظ في اللسان ( 2 / 311 إلى 314 طبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت الطبعة الثالثة ، 1406 - 1986 ، بتحقيق دائرة المعرف النظامية - الهند ) ، ترجمة ابن عربي ، وترجم له ترجمة منصفة برقم ( 1038 ) فقال معلقاً على ترجمة الذهبي :
( وأول كلامه - الذهبي - لا يتحصل منه شيء ، تفرد به ، وينظر في قوله أمعن النظر وانعم التأمل الفرق بينهما .
وقد اعتد بالمحيى بن عربي أهل عصره فذاكره بن النجار في ذيل تاريخ بغداد وابن نفطة في تكملة الأكمال وابن العديم في تاريخ حلب والذكي المنذري في الوفيات وما رأيت في كلامهم تعديا على الطعن كلهم ما
عرفوها أو ما اشتهر كتابه الفصوص .
نعم قال بن نفطة لا يعجبني شعره وأنشد له قصيدة منها ...
لقد حار قلبي قابلا كل صورة ... فمرعى لغزلان ودير الرهبان وبيتا لاصنام وكعبة طائف ... والواح توراة ومصحف قرآن .
وهذا على قاعدته في الوحدة وقد كتب بخطه في إجازته للملك المظفر
غازي بن العادل أنه قرء القرآن بالسبع على أبي بكر محمد بن خلف بن حاف اللخمي وأخذ عنه الكتابة لمحمد بن شريح وحدث به عن شريح بن محمد عن أبيه وقرأ أيضا على عبد الرحمن بن عال الشراط القرطبي وسمع علي أبي عبد الله الهادمي قاضي فاس التبصرة في القراءات لمكي
وحدثه به عن أبي بحر بن القاضي وسمع التيسير على أبي بكر بن أبي حمزة عن أبيه عن المؤلف وانه سمع على محمد بن سعيد بن زرقون وعبد الحق بن عبد الرحمن الأشبيلي وانه سمع أيضا على بن الخراساني ويونس بن يحيى الهاشمي ومعين بن أبي الفتوح وجمع كثير وأنه أجاز له السلفي
وابن عساكر وابن الجوزي وأنه صنف كتبا كثيرة منها ما هو كراسة واحدة ومنها ما هو مائة مجلد وما بينهما وذكر منها التفصيل في أسرار معاني التنزيل فرغ منه الى قصة موسى في سورة الكهف أربعة وستون سفرا وسرق منها شيء كثير جدا .
وقال بن الأبار هو من أشبيلية واصله من سبتة وأخذ عن مشيخة بلده ومال الى الأدب وكتب لبعض الولاة ثم ترك ذلك ورحل الى المشرق حاجا ولم يعد وكان يحدث بالإجازة العامة عن السلفي ويقول بها وبرع في علم التصوف .
وقال المنذري ذكر انه سمع بقرطبة من بن بشكوال وانه سمع بمكة وبغداد والموصل وغيرها وسكن الروم وجمع مجاميع . وقال بن النجار كانت رحلته الى المشرق والف في التصوف وفي التفسير وغير ذلك تواليف لا يأخذها الحصر وله سعة وتصرف في الفنون من العلم
وتقدم في الكلام والتصوف . وقال بن المديني قدم بغداد سنة ثمان وست مائة فكان يومى اليه بالفضل والمعرفة والغالب عليه طريق أهل الحقيقة وله قدم في الرياضة والمجاهدة وكلام على لسان القوم ورأيت جماعة يصفونه بالتقدم والمكانة عند أهل هذا الشان بالبلاد وله اتباع ووقفت له على مجموع من تأليفه فيه منامات حدث بها عن من رأى النبي صلى الله عليه وسلم ومنامات يرويها عن رؤيته هو للنبي صلى الله عليه و سلم وكتب عني شيئا من ذلك وسمعته منه .
وقال بن النجار صحب الصوفية وارباب القلوب وسلك طريق الفقر وحج وجاور وصنف كتبا في علم القوم وفي أخبار زهاد المغاربة وله اشعار حسان وكلام مليح اجتمعت به بدمشق وكتبت عنه شيئا من شعره ونعم الشيخ هو .
وقرأت بخط اليعموري أسد بن سعد الدين بن شيخنا الإمام الراسخ محيي الدين أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن العربي الحاتمي وذكر شعرا .
وقال بن سدي وكان يلقب القشيري لقبا غلب عليه لما كان يشتهر به من التصوف وكان جميل الحلية والفضل محصلا لفنون العلم وله في الأدب الشأو الذي لا يلحق سمع ببلده من أبي بكر بن الحسين ومحمد بن سعيد بن زرقون وجابر الحضرمي وبسبتة من أبي محمد بن عبيد الله وباشبيلية من عبد المنعم الخزرجي وأبي جعفر بن نصار وبمرشنة من أبي بكر بن أبي حمزة .
وذكر أنه لحق عبد الحق ببجاية وفي ذلك نظر وان السلفي أجاز له واحسنها الإجازة العامة وله تواليف وكان مقتدرا على الكلام ولعله ما سلمه من الكلام .
وكان ظاهري المذهب في العبادات باطني النظر في الإعتقادات ويقال انه لما كان ببلاد الروم دلسه الملك ذات يوم فقال هذا يدعوه الأسود فقال خدمته لتلك فقال في المبذل لك أعد خلقه . وقد اطراه الكمال بن الزملكاني فقال : هو البحر الزاخر في المعارف الإلهية .
وانما ذكرت كلامه وكلام غيره من أهل الطريق لأنهم اعرف بحقائق المقامات من غيرهم لدخولهم فيها وتحققهم بها ذوقا مخبرين عن عين اليقين . وقال بن أبي المنصور : كان من أكبر علماء الطريق جمع بين سائر العلوم المكتسبة وماموله من العلوم الوهيبة وكان غلب عليه التوحيد علما وخلقا وحالا لا مكترثا بالوجود مقبلا كان أو معرضا ويحكى عنه من يتعصب له احوالا سنية ومعارف كثيرة والله أعلم . وقرأت بخط أبي العلاء الفرضي في المسند كان شيخا عالما جامعا للعلوم صنف كتبا كثيرة وهو من ذرية عبد الله بن حاتم الطائي أخي عدي بن حاتم وأما عدي فلم يعقب وتقدم له ذكر في ترجمة بن دحية عمر بن الحسن في حرف العين .
وقال القطب السرمين في ذيل في ترجمة سعد الدين بن أبي عبد الله محيي الدين بن عربي كان والده من كبار المشايخ العارفين وله مصنفات عديدة وشعر كثير وله أصحاب يعتقدون فيه اعتقادا عظيما مفرطا يتغالون فيه وهو عندهم نحو درجة النبوة ولم يصحبه أحد الا وتغالى فيه ولا يخرج عنه أبدا ولا يفضل عليه غيره ولا يساوي به أحدا من أهل زمانه وتصانيفه لا يفهم منها الا القليل لكن الذي يفهم منها حسن جميل وفي تصانيفه كلمات ينبو السمع عنها وزعم اصحابه ان لها معنى باطنها غير الظاهر وبالجملة فكان كبير القدر من سادات القوم وكانت له معرفة تامة بعلم الأسماء والحروف وله في ذلك أشياء غريبة واستنباطات عجيبة انتهى ) انتهت الترجمة من الكتاب المذكور ..
والسؤال المطروح هو : لماذا الإمام محي الدين ابن عربي أعتد به
علماء عصره ولم ينتقدوه ، وانما جاء النقد بعد موته بفترة ؟؟ ..
قال الحافظ في اللسان ( وقد اعتد بالمحيى بن عربي أهل عصره )
وهل كان علماء عصره جهلة إلى هذا الحد ؟؟..
ثانثاً:- هذا النقل من قول السّراج البلقيني الشأن فيه أن يكون قد
رَجِعَ عَن ذلك .
لان الإمام ابن حجر العسقلاني لم يذكره في ترجمة الإمام ابن عربي نفسه وهل يغفل عن ذلك حافظ العصر؟؟
وكذلك كان شيخ الإسلام سراج الدين البُلقيني في بداية امره منكراً على الشيخ الأكبر ثم تراجع عن ذلك ونقل عنه هذا التراجع من تلاميذه ايضاً.
وقد ذكر ذلك شيخ سراج الدين المخزومي تلميذ البلقيني (وهو أدري وأعلم بأقواله) شيخ الإسلام بالشام في كتاب سماه : "كشف الغطاء عن أسرار كلام الشيخ محيي الدين"
ذكر الإمام الشعراني رحمه الله تعالى عن الشيخ سراج الدين المخزومي في كتابه اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر (ص10) ما نصه :
(( وقال الشيخ سراج الدين المخزومي رحمه الله تعالى : كان شيخنا شيخ الإسلام سراج الدين البُلقيني وكذلك الشيخ تقي الدين السبكي ينكران على الشيخ في بداية أمرهما ثم رجعا عن ذلك حين تحققا كلامه وتأويل مراده وندما على تفريطهما في حقه في البداية وسلما له الحال فيما أشكل عليهما عند النهاية ، فمن جملة ما ترجمه به الإمام السبكي : كان الشيخ
محيي الدين آية من آيات الله تعالى وإنّ الفضل في زمانه رمى بمقاليده إليه .ومن جملة ما قاله الشيخ سراج الدين البلقيني رحمه الله تعالى فيه حين سئل عنه : إياكم والإنكار على شيء من كلام الشيخ محيي الدين ـ إلى أن قال ـ ولقد كذب والله وافترى من نسبه إلى القول بالحلول والاتحاد ، ولم أزل أتتبع كلامه في العقائد وغيرها وأكثر من النظر في أسرار كلامه ورابطه حتى تحققت بمعرفة ما هو عليه من الحق ، ووافقت الجمّ الغفير المعتقدين له من الخلق وحمدت الله عزّ وجلّ إذا لم أكتب في ديوان الغافلين عن مقامه الجاحدين لكراماته وأحواله )) اهـ.
وقال في (ص11) ما نصه :
(( قال المخزومي رحمه الله : ولقد بلغنا أنّ الشيخ تقي الدين السبكي تكلم في شرحه للمنهاج في حق الشيخ محيي الدين بكلمة ثم استغفر بعد ذلك وضرب عليها فمن وجدها في بعض النسخ فليضرب عليها كما هو في نسخة المؤلف ، قال : مع أنّ السبكي قد صنف كتاباً في الردّ على
المجسّمة والرافضة وكتب الأجوبة العلمية في الرد على ابن تيمية ولم يصنف قط شيئاً في الرد على الشيخ محي الدين مع شهرة كلامه بالشام وقراءة كتبه في الجامع الأموي وغيره بل كان يقول : ليس الرد على الصوفية مذهبي لعلو مراتبهم ، وكذلك كان يقول الشيخ تاج الدين الفركاح ثم قال : فمن نقل عن الشيخ تقي الدين السبكي أو عن الشيخ سراج الدين البلقيني أنهما بقيا على إنكارهما على الشيخ محيي الدين إلى أن ماتا فهو مخطئ )) اهـ.
**********
9- قول الوهابية مباهلة الحافظ ابن حجر أتباع ابن عربي في حال شيخهم وضلاله .
نقول ايها الوهابية الجهلاء أين هذا من ترجمة الشيخ الأكبر عند الحافظ ابن حجر العسقلاني كما وردت في الرد السابق؟؟
جعل الوهابية الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله من الذين كفروا ابن العربي وذلك راجع لذكره رحمه الله أن الإمام سراج الدين البلقيني قال عنه أنه كافر في ترجمة الفارض وليس ابن عربي حيث ترجم له ترجمة منصفة كما ذكرنا
وكذلك بنقلهم تلك الحكاية التي باهل فيها ابن حجر أحد الملاحدة والتي ذكرها هو بنفسه في الفتح الباري بدون ذكر مع من وعلى من كانت فهي مبهومة فهل الوهابية تعلم الغيب؟؟
وهي مما اتخدها السلفية المعاصرة سلاحا قطعيا على صحة مباهلة ابن حجر في معتقد ابن عربي والتي ذكرها بعض العلماء مثل الإمام السخاوي رحمه الله وغيره مع أحد المحبين لابن العربي رحمه الله وكانت النتيجة إصابة تلك الشخص بالعمى ووفاته في ذلك اليوم .
فنقول لا يوجد أي نص يدل على تكفير الحافظ ابن حجرالعسقلاني لابن العربي رحمه الله وهذا أكبر دليل على ذلك.
كما توجد نصوص تدل على إنصافه رحمه الله
ولم يذكر ذلك بل كما ذكرنا في ردنا السابق ققال الحافظ في اللسان
( 2 / 311 إلى 314 طبعة مؤسسة
الأعلمي للمطبوعات - بيروت الطبعة الثالثة ، 1406 - 1986
، بتحقيق دائرة المعرف النظامية - الهند ) : ( وقد اعتد بالمحيى بن عربي أهل عصره )
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في نفس الترجمة: "وبالجملة فكان كبير القدر من سادات القوم وكانت له معرفة تامة بعلم الأسماء والحروف وله في ذلك أشياء غريبة واستنباطات عجيبة انتهى "
كما أن الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله
والإمام أبو زكريا الأنصاري وغيرهم من الحفاظ والعلماء قد رووا كتب الشيخ ابن عربي تلقوها سماعا وأقرؤوها إجازة، حتى وصلت إلى الشيخ أبو المواهب الحنبلي

ونسال فهل الحافظ ابن حجر العسقلاني وأبو زكريا الأنصاري يقرؤوا كفراً وينقلوه إلى غيرهم بالإجازة؟؟

من كتاب مشيخة أبي المواهب الحنبلي لابن عبد الباقي الحنبلي (صفحة 27) قال:
((سند صاحب المشيخة (أبي المواهب الحنبلي) بمؤلفات ابن عربي
هذا ويروي شيخنا صاحب هذه المشيخة رحمه الله تعالى تآليف الإمام الهمام أستاذ المحققين العارف بالله تعالى أبي عبد الله محيي الدين محمد بن علي بن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي ثم المكي ثم الدمشقي قدس سره العزيز عن سادات كرام منهم نور الدين علي الشبراملسي المصري، والشيخ عبد القادر بن الشيخ مصطفى الفرضي الصفوري، وسيد النقباء بدمشق السيد محمد بن السيد كمال الدين بن حمزة، ووالده الشيخ عبد الباقي الحنبلي المتقدم ذكرهم برواية الأول عن نور الدين علي الحلبي، عن البرهان العلقمي، عن أخيه محمد العلقمي، عن الجلال السيوطي، عن محمد بن مقبل الحلبي، عن أبي طلحة الحراوي الزاهد، عن الشرف الدمياطي، عن سعد الدين محمد بن الشيخ محيي الدين بن العربي،عن والده الشيخ محيي الدين قدس سره.
ورواية الثاني عن شهاب الدين أحمد بن عبد الرحمن الوارثي الصديقي، عن خاله عالم الإسلام وقطب الأولياء الكرام محمد بن أبي الحسن الصديقي. عن والده أبي الحسن، عن شيخ الإسلام زكريا الأنصاري، عن الحافظ ابن حجر العسقلاني بروايته لذلك من طريقين: أحدهما عن السيد عبد الرحمن بن عمر القبابي، عن العز محمد بن إسماعيل بن عمر بن المسلم الحموي، عن العفيف سليمان بن علي التلمساني، عن شيخه صدر الدين محمد بن إسحاق القونوي، عن الإمام محيي الدين محمد بن العربي قدس سره.
والثاني عن العلامة شمس الدين محمد بن حمزة الفناري الرومي، عن والده حمزة بن محمد بن محمد الفناري، عن الصدر القونوي، عن الشيخ محيي الدين قدس سره.

فلا يوجد دليل واحد يؤيد هذه المباهلة مما يؤكد انها مدسوسة وتناقلها الاخرون من هذا الدس فيكف يتفق هذا مع صاحب المباهلة وهو يروي كتب الإمام ابن عربي ويمدحه!!
فالقصة التي رواها البعض عن الحافظ ابن حجر العسقلاني تتناقض مع ما هو معلوم من موقفه من الشيخ ابن عربي.
ولم نر في كل ما كتب ابن حجر إلا نقيض هذا الكلام
فهل يعقل هذا؟؟
ونضيف علي ذلك علي الرغم من انه ظهر للقاصي والداني تهافت هذه القصة من كلام الحافظ ابن حجر العسقلاني نفسه.
ونضيف
أنا أقطع أن هذه القصة مكذوبة مختلقة وهي مدسوسة على كتاب الحافظ السخاوي رحمه اله تعالى وبيان ذلك :
1* أنه لا يتصور من رجل مثل الإمام ابن حجر رحمه الله تعالى القدوم في أمر ظني غير قطعي ، ولا يصح قياس مسألة ظنية على دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الكتاب إلى المباهلة لأن ذلك أمر خاص به كما قال علماء التفسير وفي مر قطعي وهو ثبوت نبوته ورسالته صلى الله عليه وسلم .
2* لا يصح لمسلم أن يقدم على المباهلة في أمر قطعي كوجود الله تعالى بعد قيام الأدلة القطعية المتواترة على وجوده وكرسالة النبي صلى الله عليه وسلم بعد قيام الأدلة القطعية المتواترة على ثبوت رسالته .
ولو أن مسلما أقدم على المباهلة في مثل ذلك فأصيب ببلاء مقدر عليه من الله تعالى بقضاء مبرم كعمى أو موت عند انتهاء الأجل هل يعني ذلك عدم وجود الله أو عدم ثبوت رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ؟
وإقدامه على المباهلة في ذلك جهل منه وربما يأثم به إثم الحرام أو يؤدي به إلى الكفر لأنه قائم مقام التشكيك فإذا كان هذا في أمر قطعي وفي حق العامة من المسلمين فكيف بأمر ظني غيبي ويقدم عليه إمام من أئمة المسلمين ؟
3* مرر علماء العقيدة أن الميت لا يقطع له بجنة أو نار ولا يحكم عليه بكفر أو إيمان على جهة القطع وإنما نحكم بالظاهر الذي كان عليه في حياته ونفوض أمره إلى الله تعالى .
فكيف يصدر من مثل الإمام ابن حجر الحكم بكفر وضلال الشيخ ابن عربي ويقطع بذلك ويباهل عليه ؟
إلا إذا أطلعه الله على غيبه وهذا ليس مصدر من مصادر العلم ولا يبنى عليه حكم .
4* ما يوجد في كتب الشيخ ابن عربي وغيره من المؤلفين من ضلالات إما أن تكون قطعية الثبوت عنه وهذا ممتنع لعدم وجود التواتر في كل كلمة موجودة في مؤلفاته البالغة /450/ كتابا ورسالة ، وإما أن تكون ظنية الثبوت ، وإذا كانت ظنية الثبوت فإما أن تكون قطعية الدلالة على الكفر الصريح وليس لها تأويل بوجه من الوجوه المقبولة وهذا لا يكاد يوجد وعلى تقدير وجوده فكونها ظنية الثبوت يوجب ردها أو التوقف عن قبولها والسكوت عن قائلها ، لاحتمال رجوع قائلها عنها قبل وفاته وعدم وجود قاطع أنه مات معتقدا لها ، وإما أن تكون ظنية الدلالة فتحتمل التأويل بوجه ما فيتعين حملها عليه .
فلا يخفى مثل ذلك على الإمام ابن حجر رحمه الله ويبتعد معه أن يقوم على المباهلة والتلاعن .
5* من أين للشيخ ابن حجر رحمه الله قوله : من كان مبطلا في المباهلة لا تمضي عليه سنة ؟
هل هناك دليل من الكتاب أو السنة عليه ؟ أو هل هناك دليل من الاستقراء لوقائع مباهلة سابقة وقعت لعلماء الإسلام مع غيرهم مع أن علماء المسلمين قائلون بالمنع من المباهلة في القطعي وما ورد في القرآن خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم كما علمت ؟ أو أنه مبني منه على التجربة والظن .
فهل جرب ذلك أكثر من مرة فباهل على مسائل أخرى مرات أو على هذه المسألة بعينها مرات مع رجال آخرين ؟ أين النقل لذلك ؟
أو أنه اتبع الظن فيكون مع جلالة قدره مشابها لمن قال الله فيهم : ﴿ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً ﴾{النجم:28} وداخلا تحت قوله تعالى : ﴿ وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ﴾{الإسراء:36} فلا يقبل منه ذلك ولا يتابع عليه وكل إنسان يؤخذ من قوله ويرد عليه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا مما يرد لأنه ظني وغير موافق لقواعد القبول .
إن الذين قبلوا هذه القصة وروجوها داخلون قطعا تحت هذه الآية لأنهم اقتفوا ما لم يثبت بطريق علمي قطعي بل اتبعوا الظن وكفى به ضلالا وبعدا عن منهجية أهل الحق الورعين ، وهل يقبل هؤلاء من الإمام ابن حجر عقيدته الأشعرية التي قامت على صحتها الأدلة القطعية ؟
6* القائلون بولاية الشيخ ابن عربي رحمه الله تعالى والمحسنون الظن به من زمانه إلى يومنا هذا هم جمهور الأمة وسوادها الأعظم ، ولم يمنع هذا الاعتقاد من قُدِّر عليه بلاء من الله بعمى أو مرض أو موت عند انتهاء الأجل منهم في دفع ذلك عنهم مع قلتهم ، على أن الأكثرين منهم أهل عافية وسعة وغنى بقدر الله تعالى .
فإذا جعل البلاء علامة على الضلال فلم لا نجعل أهل العافية والسعة والغنى من هؤلاء الأكثرين علامة على الهداية في حق ابن عربي ودليلا على ولايته وحسن الظن به ؟
7* القائلون بضلال الشيخ ابن عربي والمسيئون الظن به من زمانه إلى يومنا هذا وبعموم الأولياء وتكفيرهم وسبهم وشتمهم قلائل وهم من أهل البلاء في المعتقدات فأكثرهم من أهل البدع الضلالات وفيهم من قُدِّر عليه بلاء في جسده وماله من عمىً ومرض وموت عند انتهاء أجله وقليل فيهم أهل العافية الظاهرة فهل نجعل هذا القدر الإلهي في هؤلاء الأكثرين دليلا على هداية الشيخ ابن عربي وولايته كما جعلنا مثل ذلك في حق ذاك الرجل المبتلى دليلا على ضلاله ؟ وهل هو من حرب الله تعالى لمعادي أوليائه ؟
8* ما معنى قوله ﴿ وما أصبح إلا ميتا ﴾ ؟
هل هو قول منه بأنه مات في غير أجله ؟ وهل هو من القائلين بأن عمر الإنسان يزاد فيه وينقص منه ؟ وهذا خلاف ما عليه جمهور الأشاعرة والإمام ابن حجر رحمه الله منهم .
9* نقل الإمام الشعراني رحمه الله في أول كتابه ـ اليواقيت والجواهر ـ أن الإمام النووي رحمه الله سئل عن الشيخ ابن عربي رضي الله عنه فقرأ قوله تعالى : ﴿ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾{البقرة:143} وهذا جواب العلماء الورعين ولا يخفى ذلك على ابن حجر رحمه الله والذي جاء بعده ويعلم أقواله ومذهبه .
10* كثير من الملحدين المستشرقين يسيئون إلى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ويسبونه ويشتمونه وهم ملعونون بنص القرآن الكريم لا بالمباهلة قال الله تعالى : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً ﴾{الأحزاب:57} ونراهم يُمتعون سنين فيمضي على أحدهم أكثر من سنة بحسب تحديد القصة ولا يصاب بمرض ولا عمى ولا موت وهم ملعونون قطعا فهل يجعل الوهابية عدم إصابتهم بالمرض والعمى دليلا على تكذيب الرسول والقرآن ؟ فإن جعلوه فقد كفروا وإن لم يجعلوه دلّ على عدم الترابط بين المقادير الإلهية على العبد وبين اللعن الذي يعني الطرد من رحمة الله فحينئذ لا تدل إصابة الرجل بالعمى والموت على لعنه ، ولا تدل عافية الشيخ ابن حجر على عدم لعنه ، بل يحتمل أن يكون بلاء المعتقد بهداية ابن عربي كفارة لذنوبه وأن تكون عافية المنكر المكفِّر لابن عربي وغيره من الأولياء وتمتعه بالحياة أكثر من سنة تأخيرا لظهور اللعنة إلى ما بعد الموت كحال المستهزئين برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتبين أنه لا يصح عقلا ولا شرعا ربط البلاء باللعن في حق كل واحد فكم من ملعون وهو من أهل العافية الظاهرة وكم من مرضيٍّ عنه وهو من أهل البلاء .
11* تبين من خلال ما ذكرته أن متن هذه القصة معارض بأدلة قطعية على خلافه وبالتالي يكون الحكم عليه كالشاذِّ المخالف لرواية الثقات فيكون مردودا أو يكون كخبر الآحاد المخالف للقطعي فتكون مخالفته له علة قادحة فيه مانعة من قبوله ومن القول بمقتضاه .
فهذه القصة باطلة وهي مكذوبة ومدسوسة
**********
10- قولهم تكفير الشوكاني للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي.
نقول
يورد الوهابية ابيات للامام الشوكاني قول فيها
فهمُ الذين تلاعبوا بين الورى **** بالدينِ وانتدبوا لقصد خرابه
وقد نهج الحلاجُ طرقَ ضلالهم** ** وكذاك محيي الدين لا حيا به
وكذاك فارضهم بتائياتهِ ******** فرض الضلال عليهم ودعا به
وهذا تزوير واضح للعيان ولا غريب على الوهابية هذا التدليس والكذب والتزوير فهم أهل ذلك وأكثر.
قد كان الشوكاني من المنتقدين للشيخ الأكبر بل والمكفرين له فرجع عن قوله في أخر حياته وأثنى على من يرى ولاية ابن عربي !!
الإمام الشوكاني في البدر الطالع يقول :
(وقد استمر الاتصال بينى – أي الشوكاني - وبينه زيادة على خمس عشرة سنة قل أن يمضى يوم من الأيام لا نجتمع فيه ويجرى بيننا مطارحات أدبية في كثير من الأوقات ومراجعات علمية فى عدة مسائل منها ما هو منظوم ومنها ما هو منثور .
فمن ذلك هذا السؤال الذى اشتمل على نظم ونثر يأخذ بمجامع القلوب كتبه إلى فى أيام سابقة ولفظه :
حرس الله سماء المفاخر بجماية بدرها الزاهى الزاهر وأتحف روضها الناظر بكلاية غيثها الهامى الهامر وأهدى إليه تحية عطرة وبركة خضرة نضرة ، ما مسحت أقلام الكتبة مفارق المحابر ورتعت أنظار الطلبة فى حدائق الدفاتر ، صدرت هذه الأبيات فى غاية القصور أقيلوا عثارها ان كان لكم عليها عثور، تستمنح منكم الفرائد وتستمد منكم الفوائد أوجب تحريرها أنه { ذكر عند بعض الأماثل جماعة المتصوفة ، فأثنى عليهم وأطنب وأطرى وأطرب ، واستشهدنى فقلت بموجب قوله}
{ مستثنيا منهم الحلاج وابن عربي ومن يساويهما} !!
فأصر واستكبر وأبدا قولا يستنكر فجرى بيننا خلاف مفرط فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط ....
قال الشوكاني : فأجبت :
عن هذا السؤال برسالة فى كراريس{ سميتها الصوارم الحداد القاطعة لعلائق مقالات أرباب الاتحاد } ..
وكان تحرير هذا الجواب في{***وان الشباب }!!
وأنا { الآن اتوقف فى حال هؤلاء } وأتبرأ من كل ما كان من أقوالهم وأفعالهم مخالفا لهذه الشريعة البيضاء الواضحة التى ليلها كنهارها ولم يتعبدني الله بتكفير من صار في ظاهر أمره من أهل الإسلام!!!انتهي المطلوب
البدر الطالع في ترجمة السيد القاسم بن أحمد بن عبد الله بن القاسم (ج2\32\40)


وقال تلميذه العلامة صديق حسن خان مانصه :
( قلت ( صديق خان ) : والذهب الراجح فيه على ما ذهب اليه العلماء المحققون الجامعون بين العلم والعمل والشرع والسلوك " السكوت في شأنه " ، وصرف كلامه المخالف لظاهر الشرع الى محامل حسنة ، وكف اللسان عن تكفيره وتكفير غيره من المشائخ الذين ثبت تقواهم في الدين ، وظهر علمهم في الدنيا بين المسلمين ، وكانوا ذروة عليا من العمل الصالح ، ومن ثم رأيت شيخنا الامام العلامة الشوكاني في الفتح الرباني مال الى ذلك ، وقال : " لكلامه محامل " ، ورجع عما كتبه في أول عمره بعد أربعين سنة)
ثم قال بعده بخمسة أسطر : ( وأقول في هذا الكتاب : إن الصواب ما ذهب اليه الشيخ أحمد السهرندي - مجدد الالف الثاني - ، والشيخ الاجل مسند الوقت أحمد ولي الله - المحدث الدهلوي - ، والإمام المجتهد الكبير محمد الشوكاني من قبول كلامه الموافق لظاهر الكتاب والسنة ، وتأويل كلامه الذي يخالف ظاهرهما ، تأويله بما يستحسن من المحامل الحسنة ، وعدم التفوه ، فيه بما لا يليق ، بأهل العلم والهدى ، والله أعلم بسرائر الخلق وضمائرهم )
انتهى المطلوب .
التاج المكلل ( ص 179 طبعة المطبعة الهندية العربية 1382 هـ - 1963 ، بتحقيق الدكتور عبد الحكيم شرف الدين ) ،
لاحظوا احبتنا أن الشوكاني تراجع بصريح العبارة عن الصوارم الحداد بينما نرى الوهابية لايزالون ينشرون ويحتفوا به بل وينقلون منه !!
فهل رايتم كذب مثل ذلك وهل رايتم تزوير أقبح من هذا ولماذا لامتلاك حجة تكفير المسلمين وايذاء أولياء الله فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
**********
11- قول الوهابية بتكفير الإمام السبكي للشيخ الأكبر رضي الله عنهم وارضاهم.
فتقول الوهابية
ومنهم: تقي الدين السبكي: ((ومن كان من هؤلاء الصوفية المتأخرين كابن عربي وغيره فهم ضلال جهال خارجون عن طريقة الإسلام فضلا عن العلماء.
فنقول
الإمام السُّبكي معروف موقفه من ابن تيميّة وفي فتاواه (2/575) تَجِد ثناءه على الإمام ابن عطاء الله السكندري الشاذلي وينقل عنه نبذٌ من التّأويل الإشاري على وجهِ الإقرار ،
هذا فضلاً عن كلام الإمام في أصناف علوم الصُّوفيّة من فناء ورجاء وخوف وحب وهذا النقل في مغني المحتاج للشربيني (3ـ61) وكذلك ايضاً جاء رجوع الإمام السبكي عن هذا القول.
وسبحان الله ففي مغني المحتاج في الجزء الثالث في الصفحة 61 ولا ادري لماذا لم يكمل الوهابية كتابة ما وجدوه في المغني
فبعد الكلام المنقول والذي اخره أن الشك في كفر طائفة ابن عربي كفر قال شيخنا والكلام للشربيني
((وهم الذين ظاهر كلامهم عند غيرهم الاتحاد قال والحق انهم مسلمون اخيار وكلامهم جار على اصطلاحهم كسائر الصوفية وهو حقيقة عندهم في مرادهم وان افتقر عند غيرهم ممن لو اعتقد ظاهره عنده كفر إلى تأويل إذ اللفظ المصطلح عليه حقيقة في معناه الاصطلاحي مجاز في غيره فالمعتقد منهم لمعناه معتقد لمعنى صحيح وقد نص على ولاية ابن عربي جماعة علماء عارفون بالله تعالى منهم الشيخ تاج الدين بن عطاء الله والشيخ عبد الله اليافعي ولا يقدح فيه وفي طائفته ظاهر كلامهم المذكور عند غير الصوفية لما قلناه.))
فالى متى سيبقى الاخوة الوهابية يلوون اعناق النصوص ويبترونها وياخذون ما يعجبهم من الجمل ويتركون ما يرد على عقائدهم سبحانك ربي هذا بهتان عظيم
جاء في الفتاوى الحديثية ( ذيل الفتاوى &nbsp;) ( ص 51 طبعة مصطفى الحلبي الطبعة الثانية ) للعلامة ابن حجر الهيتمي ما نصه :
( وسئل: في التصوف ما ملخص ما يقولونه في ابن عربي وابن الفارض وطائفتهما هل هم محقون أم مبطلون وما الدليل على ذلك أوضحوا لنا الجواب وابسطوه بسطا شافيا؟
فأجاب : ملخص ما نعتقده في ابن عربي وابن الفارض وتابعيهما بحق الجارين على طريقتهما من غاية إتقان علوم المعاملات والمكاشفات ، ومن غاية الزهد والورع والتجرد ، والانقطاع إلى الله في الخلوات والدأب على العبادات ونسيان الخلق جملة واحدة، ومعاملة الحق، ومراقبته في كل نفس كما تواتر كل ذلك عن هذين الرجلين العظيمين أنهم طائفة أخيار أولياء أبرار بل مقربون، ومن رق السوى أحرار لا مرية في ذلك ولا شك إلا عند من لا بصيرة له، وكفاك حجة على ولايتهما تصريح كثيرين من الأكابر بها، وبأنهما من الأخيار المقربين كالشيخ العارف الإمام الفقيه المحدث المتقن عبد الله اليافعي نزيل مكة المشرفة وعالمها ، ومن ثم قال الأسنوي في "ترجمته": فاضل الأباطح وعالمها، وقال الحمد لله الذي ابتدأ كتبنا بالشافعي وختمها باليافعي، وكالشيخ الإمام المجمع على جلالته وعلمه بمذهب مالك وغيره، وعلى معرفته التاج بن عطاء الله وناهيك بحكمه وتنويره دليل على ذلك، حتى قالوا: كادت الحكم أن تكون قرآنا يتلى، وكالشيخ الإمام العلامة المحقق الشافعي الأصولي التاج السبكي
وكشيخنا خاتمة المتأخرين وواسطة جمع المحققين زكريا الأنصاري وكالشيخ العلامة البرهان بن أبي شريف وناهيك أيضا بهذين العالمين)
ذكر الإمام الشعراني رحمه الله تعالى عن الشيخ سراج الدين المخزومي في كتابه اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر (ص10) ما نصه :
(( وقال الشيخ سراج الدين المخزومي رحمه الله تعالى : كان شيخنا شيخ الإسلام سراج الدين البُلقيني وكذلك الشيخ تقي الدين السبكي ينكران على الشيخ في بداية أمرهما ثم رجعا عن ذلك حين تحققا كلامه وتأويل مراده وندما على تفريطهما في حقه في البداية وسلما له الحال فيما أشكل عليهما عند النهاية ، فمن جملة ما ترجمه به الإمام السبكي : كان الشيخ
محيي الدين آية من آيات الله تعالى وإنّ الفضل في زمانه رمى بمقاليده إليه.
ومن جملة ما قاله الشيخ سراج الدين البلقيني رحمه الله تعالى فيه حين سئل عنه : إياكم والإنكار على شيء من كلام الشيخ محيي الدين ـ إلى أن قال ـ ولقد كذب والله وافترى من نسبه إلى القول بالحلول والاتحاد ، ولم أزل أتتبع كلامه في العقائد وغيرها وأكثر من النظر في أسرار كلامه ورابطه حتى تحققت بمعرفة ما هو عليه من الحق ، ووافقت الجمّ الغفير المعتقدين له من الخلق وحمدت الله عزّ وجلّ إذا لم أكتب في ديوان الغافلين عن مقامه الجاحدين لكراماته وأحواله &nbsp;)) اهـ.
وقال في (ص11) ما نصه :
(( قال المخزومي رحمه الله : ولقد بلغنا أنّ الشيخ تقي الدين السبكي تكلم في شرحه للمنهاج في حق الشيخ محيي الدين بكلمة ثم استغفر بعد ذلك وضرب عليها فمن وجدها في بعض النسخ فليضرب عليها كما هو في نسخة المؤلف ، قال : مع أنّ السبكي قد صنف كتاباً في الردّ على المجسّمة والرافضة وكتب الأجوبة العلمية في الرد على ابن تيمية ولم يصنف قط شيئاً في الرد على الشيخ محي الدين مع شهرة كلامه بالشام وقراءة كتبه في الجامع الأموي وغيره بل كان يقول : ليس الرد على الصوفية مذهبي لعلو مراتبهم ، وكذلك كان يقول الشيخ تاج الدين الفركاح ثم قال : فمن نقل عن الشيخ تقي الدين السبكي أو عن الشيخ سراج الدين البلقيني أنهما بقيا على إنكارهما على الشيخ محيي الدين إلى أن ماتا فهو مخطئ )) اهـ.
**********
12- نقل عن الإمام ابن جماعة في تكفير ابن عربي
فنقول هذا الكلام نقل عن الإمام تقي الدين الفاسي وهو يحتاج إلى إثبات لان ورد عكسه كما أن الإمام الفقيه الحافظ المؤرخ ابن الصيرفي في في إنباء الهَصر بأنباء العصر وهو من معاصري الإمام البقاعي رد عليه تكفير ابن الفارض والشيخ الأكبر في في سرد الأحداث فكان يترحم عليهم ويذكرهم بقدس الله سرهم وهكذا
وكان الإمام الصيرفي ممن تلقي العلم على السراج البلقيني والحافظ الزين العراقي وقرأ الأصول على العز بن جماعة ولم ينقل الينا شئ من هذا.
قال الشيخ الشعراني في "لطائف المنن" ما نصه (ص/394)
: "وليحذر أيضا من مطالعة كتب الشيخ محي الدين بن عربي رضي الله تعالى عنه لعلو مراقيها، ولما فيها من الكلام المدسوس على الشيخ لا سيما الفصوص والفتوحات المكية، فقد أخبرني الشيخ أبو طاهر عن شيخه عن الشيخ بدر الدين بن جماعة أنه كان يقول: جميع ما في كتب الشيخ محي الدين من الأمور المخالفة لكلام العلماء فهو مدسوس عليه، وكذلك كان يقول الشيخ مجد الدين صاحب القاموس في اللغة.
قلتُ –الشعراني-: وقد اختصرتُ الفتوحات المكية وحذفتُ منها كل ما يخالف ظاهر الشريعة، فلما أخبرت بأنهم دسوا في كتب الشيخ ما يوهم الحلول والاتحاد وَرَد عليّ الشيخ شمس الدين المدني بنسخة الفتوحات التي قابلها على خط الشيخ بقونية فلم أجد فيها شيئا من ذلك الذي حذفته ففرحتُ بذلكَ غاية الفرح، فالحمد لله على ذلك" انتهى كلام الشعراني.
للمعلوميّة فإنّ الإمام ابن جماعة أشعري اشتغل كثيرًا بالرّد على الحشويّة فمن كُتُبُه في الرّد على المشبّهة :
- إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل
- التنزيه في إبطال حجج التّشبيه
- الرّد على المشبّهة في قوله تعالى { الرحمن على العرش استوى}
يقول عنه الذّهبي -كما في معجم الشيوخ (ص449) وشذرات الذهب
(6/106) - : ((أشعري فاضل)) !
وكلنا نعلم مدي حساسية كلمة اشعري عند الوهابية فالعجب من القوم
**********
11- اما ما ينقل هؤلاء الوهابية من أسماء مجهولة معاصرة أو أقول بدون سند
فلا ينظر إليها فمنذ متى ويقبل تجريح عالم بقول مقطوع لا تطمئن إليه النفس ومنذ متى أصبح القول بدون سند مرجع للتجريح فهذه قاعدة وهابية جديدة وإذا بحثوا واستفاضوا ما وجدوا لاقوالهم سند متصل ليثبتوا كفر الشيخ الأكبر رضي الله عنه الا ما عندهم من بعض المشايخ كابن تيمية والبقاعي والفاسي ولا قول واحد مسند واما معاصريهم فلا ينظر لاقوالهم في الأصل فهم قوم بهتان كما هو معروف.
*********
12- قولهم أن الشيخ الأكبرر يقول بالحلول وووحدة الوجود الكفرية
نقول فما وجد من كلامه يحتمل ظاهره هذا المعتقد فإنه مؤول على غير ظاهره ومنه ما هو مدسوس عليه
ويكفينا ما ورد عنه رحمه الله ورضي عنه: في الفتوحات المكية في باب وصل في أسرار أمّ القرآن:
((ذات الحق ليست ذات العبد ، إذ لا طاقة للمحدَث على حمل القديم ))
قال في باب الأسرار:
((من قال بالحلول فهو معلول، فإِن القول بالحلول مرض لا يزول، وما قال بالاتحاد إِلا أهل الإِلحاد، كما أن القائل بالحلول من أهل الجهل والفضول))
[الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، كما في اليواقيت والجواهر ج1. ص80-81].
وقال في باب الأسرار أيضاً:
((الحادث لا يخلو عن الحوادث، ولو حل بالحادثِ القديمُ لصح قول أهل التجسيم، فالقديم لا يحل ولا يكون محلاً)) [الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، كما في اليواقيت والجواهر ج1. ص80-81].
وقال في الباب التاسع والخمسين وخمسمائة بعد كلام طويل:
((وهذا يدلك على أن العالم ما هو عين الحق، ولا حل فيه الحق، إِذ لو كان عينَ الحق، أو حلَّ فيه لما كان تعالى قديماً ولا بديعاً))[الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، كما في اليواقيت والجواهر ج1. ص80-81].
وقال في الباب الرابع عشر وثلاثمائة:
((لو صحَّ أن يرقى الإِنسان عن إِنسانيته، والمَلكُ عن ملكيته، ويتحد بخالقه تعالى، لصحَّ انقلاب الحقائق، وخرج الإِله عن كونه إِلهاً، وصار الحق خلقاً، والخلق حقاً، وما وثق أحد بعلم، وصار المحال واجباً، فلا سبيل إِلى قلب الحقائق أبداً)) [الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، كما في اليواقيت والجواهر ج1. ص80-81].
يقول الشعراني رحمه الله تعالى:
((ولعمري إِذا كان عُبَّاد الأوثان لم يتجرؤوا على أن يجعلوا آلهتهم عين الله؛ بل قالوا: ما نعبدهم إِلا ليقربونا إِلى الله زلفى، فكيف يُظَن بأولياء الله تعالى أنهم يدَّعون الاتحاد بالحق على حدٌّ ما تتعقله العقول الضعيفة؟! هذا كالمحال في حقهم رضي الله تعالى عنهم، إِذ ما مِن وليٌّ إِلا وهو يعلم أن حقيقته تعالى مخالفة لسائر الحقائق، وأنها خارجة عن جميع معلومات الخلائق، لأن الله بكل شيء محيط)) [اليواقيت والجواهر ج1 ص83].
ويقول الشيخ الأكبر صراحة في الباب الخامس والثمانين ومائة:
"إذ يستحيل تبدّل الحقائق؛ فالعبد عبد، والرب رب، والحق حق، والخلق خلق".الفتوحات المكية: ج2ص371.
ويقول أيضاً:
"فلا يجتمع الخلق والحق أبداً في وجه من الوجوه، فالعبدُ عبدٌ لنفسه، والربُّ ربٌّ لنفسه، فالعبودية لا تصح إلا لمن يعرفها فيعلم أنه ليس فيها من الربوبية شيء، والربوبية لا تصح إلا لمن يعرفها فيعرف أنه ليس فيها من العبودية
شيء."
الفتوحات المكية: ج3ص378.
وقال:
من فصل بينك وبينه أثبت عينك وعينه؛ ألا تراه
تعالى قد أثبت عينك وفصل كونك بقوله، إن كنت تنتبه،
"كنت سمعه الذي يسمع به"، فأثبتك بإعادة الضمير إليك ليدل عليك. وما قال بالاتحاد إلا
أهل الإلحاد.الفتوحات المكية: ج4ص372
وفي الباب الثامن والأربعين ومائتين قال:
"ومن قال بالحلول فهو معلول".الفتوحات المكية: ج4ص379
وفي الباب الثالث عشر وثلاثمائة قال:
"والحق تعالى منزّه الذات عن الحلول في الذوات".
الفتوحات المكية: ج3ص52، وكذلك: ج2ص614
**********

13- قولهم أن الشيخ الأكبر يقول بسقوط التكاليف
يقول العلامة الشعراني رحمه الله تعالى:
(وقد ذكر الشيخ محي الدين أنه لا يجوز لولي قط المبادرة إِلى فعل معصية اطلع من طريق كشفه على تقديرها عليه، كما لا يجوز لمن كُشف له أن يمرض في اليوم الفلاني من رمضان، أن يبادر للفطر في ذلك اليوم، بل يجب عليه الصبر حتى يتلبس بالمرض، لأن الله تعالى ما شرع الفطر إِلا مع التلَبُّس بالمرض أو غيره من الأعذار، قال: وهذا مذهبنا ومذهب المحققين من أهل الله عز وجل)
[مجلة العشيرة المحمدية عدد محرم 1381 ص21]." اهـ.
(حقائق عن التصوف للشيخ عبد القادر عيسى - الباب الخامس تصحيح الأفكار عن التصوف - الدس على العلوم الإسلامية -ص 508-513)
**********
14- بعض الأقوال الأخرى
فاعلم حياك الله أن للقوم مصطلحات لا يعرفها إلا أهلها وهناك من المدسوسات الكثير من الحساد وهذا ما سنوضحه كما أن هذه الأقوال متأوله وقد نص الائمة على ذلك.
ومن قال لماذا اصطلح الشيخ ابن عربي بمصطلحات لا يعرفها إلا أهلها؟؟
نقول يرد عليكم
قال العلامة ابن كمال باشا بما صورته:
((بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لمن جعل من عباده العلماء المصلحين، ورثةَ الأنبياءَ والمرسلين، والصلاة والسلام على محمد المبعوث لإصلاح الضَّالين والمُضلِّين، وآله وأصحابه المُجدِّين لإجراء الشرع المبين.
وبعد: أيُّها الناس! اعلموا أن الشيخ الأعظم، المقتدى الأكرم، قطب العَارفين، وإمام الموحدين، محمد بن علي بن العربي الطائي الأندلسي، مجتهد كامل، ومرشد فاضل، له مناقب عجيبة، وخَوَارق غريبة، وتلامذة كثيرة، مقبولة عند العلماء والفضلاء، فمن أنكره فقد أخطأ، وإن أصرَّ في إنكاره فقد ضلَّ، يجب على السلطان تأديبه، وعن هذا الاعتقاد تحويله، إذ السلطان مأمور بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وله مُصنّفات كثيرة، منها: "فصوص حكمية" و"فتوحات مكيّة". وبعض مسائلها معلوم اللفظ والمعنى، وموافق للأمر الإلهيّ والشرع النبوي، وبعضها خفي عن إِدْرَاكِ أهل الظّاهر دون أهل الكشف والباطن، فمن لم يطلع على المعنى المرام يجب عليه السكوت في هذا المقام، لقوله تعالى:]وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ إنَّ السَّمْعَ والبَصَرَ والفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كان عَنْهُ مَسْئولاً[ [ الإسراء: 36]،
والله الهادي إلى سبيل الصواب، وإليه المرجع والمآب. انتهى.
"طبقات المجتهدين" وهو مخطوط لم يطبع بعد كما ذكر الزركلي في ترجمته من كتابه "الإعلام"، (1/133
ويرد عليك العلامة ابن عابدين الحنفي
قال العلامة ابن عابدين الحنفي في كتابه رد المحتار على الدر المختار المشهور بحاشية ابن عابدين (16/300):
(( مطلَبٌ فِي حَالِ الشَّيْخِ الْأَكْبَرِ سَيِّدِي مُحْيِي الدِّينِ ابْنِ عَرَبِيٍّ نَفَعَنَا اللَّهُ تَعَالَى بِهِ ( قَوْلُهُ لِلشَّيْخِ مُحْيِي الدِّينِ بْنِ الْعَرَبِيِّ ) هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَاتِمِيُّ الطَّائِيُّ الْأَنْدَلُسِيُّ الْعَارِفُ الْكَبِيرُ ابْنُ عَرَبِيٍّ ، وَيُقَالُ ابْنُ الْعَرَبِيِّ .
وُلِدَ سَنَةَ 560 وَمَاتَ فِي رَبِيعٍ سَنَةَ 636 وَدُفِنَ بِالصَّالِحِيَّةِ .
وَحَسْبُك قَوْلُ زَرُّوقٍ وَغَيْرِهِ مِنْ الْفُحُولِ ذَاكِرِينَ بَعْضَ فَضْلِهِ ، هُوَ أَعْرَفُ بِكُلِّ فَنٍّ مِنْ أَهْلِهِ ، وَإِذَا أُطْلِقَ الشَّيْخُ الْأَكْبَرُ فِي عُرْفِ الْقَوْمِ فَهُوَ الْمُرَادُ ، وَتَمَامُهُ فِي ط عَنْ طَبَقَاتِ الْمُنَاوِيِّ ( قَوْلُهُ بَعْضُ الْمُتَصَلَّفِينَ &nbsp;) أَيْ الْمُتَكَلِّفِينَ ( قَوْلُهُ لَكِنَّا تَيَقَّنَّا إلَخْ ) لَعَلَّ تَيَقُّنَهُ بِذَلِكَ بِدَلِيلٍ ثَبَتَ عِنْدَهُ أَوْ بِسَبَبِ عَدَمِ اطِّلَاعِهِ عَلَى مُرَادِ الشَّيْخِ فِيهَا وَأَنَّهُ لَا يُمْكِنُ تَأْوِيلُهَا فَتَعَيَّنَ عِنْدَهُ أَنَّهَا مُفْتَرَاةٌ عَلَيْهِ ؛ كَمَا وَقَعَ لِلْعَارِفِ الشَّعْرَانِيِّ أَنَّهُ افْتَرَى عَلَيْهِ بَعْضُ الْحُسَّادِ فِي بَعْضِ كُتُبِهِ أَشْيَاءَ مُكَفِّرَةً وَأَشَاعَهَا عَنْهُ حَتَّى اجْتَمَعَ بِعُلَمَاءِ عَصْرِهِ وَأَخْرَجَ لَهُمْ مُسَوَّدَةَ كِتَابِهِ الَّتِي عَلَيْهَا خُطُوطُ الْعُلَمَاءِ فَإِذَا هِيَ خَالِيَةٌ عَمَّا اُفْتُرِيَ عَلَيْهِ هَذَا .
وَمَنْ أَرَادَ شَرْحَ كَلِمَاتِهِ الَّتِي اعْتَرَضَهَا الْمُنْكِرُونَ فَلْيَرْجِعْ إلَى كِتَابِ الرَّدِّ الْمَتِينِ عَلَى مُنْتَقِصِ الْعَارِفِ مُحْيِي الدِّينِ لِسَيِّدِي عَبْدِ الْغَنِيِّ النَّابْلُسِيِّ ( قَوْلُهُ فَيَجِبُ الِاحْتِيَاطُ إلَخْ ) لِأَنَّهُ إنْ ثَبَتَ افْتِرَاؤُهَا فَالْأَمْرُ ظَاهِرٌ ، وَإِلَّا فَلَا يَفْهَمُ كُلُّ أَحَدٍ مُرَادَهُ فِيهَا ، فَيَخْشَى عَلَى النَّاظِرِ فِيهَا مِنْ الْإِنْكَارِ عَلَيْهِ أَوْ فَهِمَ خِلَافَ الْمُرَادِ .
وَلِلْحَافِظِ السُّيُوطِيّ رِسَالَةٌ سَمَّاهَا تَنْبِيهُ الْغَبِيِّ بِتَبْرِئَةِ ابْنِ عَرَبِيٍّ ذَكَرَ فِيهَا أَنَّ النَّاسَ افْتَرَقُوا فِيهِ فِرْقَتَيْنِ : الْفِرْقَةُ الْمُصِيبَةُ تَعْتَقِدُ وِلَايَتَهُ ، وَالْأُخْرَى بِخِلَافِهَا .
ثُمَّ قَالَ : وَالْقَوْلُ الْفَصْلُ عِنْدِي فِيهِ طَرِيقَةٌ لَا يَرْضَاهَا الْفِرْقَتَانِ ، وَهِيَ اعْتِقَادُ وِلَايَتِهِ وَتَحْرِيمُ النَّظَرِ فِي كُتُبِهِ .
فَقَدْ نُقِلَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : نَحْنُ قَوْمٌ يَحْرُمُ النَّظَرُ فِي كُتُبِنَا ، وَذَلِكَ أَنَّ الصُّوفِيَّةَ تَوَاطَئُوا عَلَى أَلْفَاظٍ اصْطَلَحُوا عَلَيْهَا وَأَرَادُوا بِهَا مَعَانِيَ غَيْرَ الْمَعَانِي الْمُتَعَارَفَةِ مِنْهَا بَيْنَ الْفُقَهَاءِ ، فَمَنْ حَمَلَهَا عَلَى مَعَانِيهَا الْمُتَعَارَفَةِ كَفَرَ ؛ نَصَّ عَلَى ذَلِكَ الْغَزَالِيُّ فِي بَعْضِ كُتُبِهِ ، وَقَالَ إنَّهُ شَبِيهٌ بِالْمُتَشَابِهِ فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ كَالْوَجْهِ وَالْيَدِ وَالْعَيْنِ وَالِاسْتِوَاءِ .
وَإِذَا ثَبَتَ أَصْلُ الْكِتَابِ عَنْهُ فَلَا بُدَّ مِنْ ثُبُوتِ كُلِّ كَلِمَةٍ لِاحْتِمَالِ أَنْ يهدَسَّ فِيهِ مَا لَيْسَ مِنْهُ مِنْ عَدُوٍّ أَوْ مُلْحِدٍ أَوْ زِنْدِيقٍ وَثُبُوتُ أَنَّهُ قَصَدَ بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ الْمَعْنَى الْمُتَعَارَفَ ، وَهَذَا لَا سَبِيلَ إلَيْهِ ، وَمَنْ ادَّعَاهُ كَفَرَ لِأَنَّهُ مِنْ أُمُورِ الْقَلْبِ الَّتِي لَا يَطَّلِعُ عَلَيْهَا إلَّا اللَّهُ تَعَالَى .
وَقَدْ سَأَلَ بَعْضُ أَكَابِرِ الْعُلَمَاءِ بَعْضَ الصُّوفِيَّةِ : مَا حَمَلَكُمْ عَلَى أَنَّكُمْ اصْطَلَحْتُمْ عَلَى هَذِهِ الْأَلْفَاظِ الَّتِي يُسْتَشْنَعُ ظَاهِرُهَا؟؟ فَقَالَ غَيْرُهُ : (حفاظاً) عَلَى طَرِيقِنَا هَذَا أَنْ يَدَّعِيَهُ مَنْ لَا يُحْسِنُهُ وَيَدْخُلُ فِيهِ مَنْ لَيْسَ أَهْلَهُ ، وَالْمُتَصَدِّي لِلنَّظَرِ فِي كُتُبِهِ أَوْ إقْرَائِهَا لَمْ يَنْصَحْ نَفْسَهُ وَلَا غَيْرَهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَلَا سِيَّمَا إنْ كَانَ مِنْ الْقَاصِرِينَ عَنْ عُلُومِ الظَّاهِرِ فَإِنَّهُ
يَضِلُّ وَيُضِلُّ ، وَإِنْ كَانَ عَارِفًا فَلَيْسَ مِنْ طَرِيقَتِهِمْ إقْرَاءُ الْمُرِيدِينَ لِكُتُبِهِمْ ، وَلَا يُؤْخَذُ هَذَا الْعِلْمُ مِنْ الْكُتُبِ ا هـ مُلَخَّصًا .
وَذَكَرَ فِي مَحَلٍّ آخَرَ : سَمِعْت أَنَّ الْفَقِيهَ الْعَالِمَ الْعَلَّامَةَ عِزَّ الدِّينِ بْنَ عَبْدِ السَّلَامِ كَانَ يَطْعَنُ فِي ابْنِ عَرَبِيٍّ وَيَقُولُ هُوَ زِنْدِيقٌ ، فَقَالَ لَهُ يَوْمًا بَعْضُ أَصْحَابِهِ : أُرِيدُ أَنْ تُرِيَنِي الْقُطْبَ فَأَشَارَ إلَى ابْنِ عَرَبِيٍّ ، فَقَالَ لَهُ أَنْتَ تَطْعَنُ فِيهِ : فَقَالَ حَتَّى أَصُونَ ظَاهِرَ الشَّرْعِ أَوْ كَمَا قَالَ.
وَلِلْمُحَقِّقِ ابْنِ كَمَالٍ بَاشَا فَتْوَى قَالَ فِيهَا بَعْدَ مَا أَبْدَعَ فِي مَدْحِهِ : وَلَهُ مُصَنَّفَاتٌ كَثِيرَةٌ : مِنْهَا فُصُوصٌ حُكْمِيَّةٌ وَفُتُوحَاتٌ مَكِّيَّةٌ بَعْضُ مَسَائِلِهَا مَفْهُومُ النَّصِّ وَالْمَعْنَى وَمُوَافِقٌ لِلْأَمْرِ الْإِلَهِيِّ وَالشَّرْعِ النَّبَوِيِّ ؛ وَبَعْضُهَا خَفِيٌّ عَنْ إدْرَاكِ أَهْلِ الظَّاهِرِ دُونَ أَهْلِ الْكَشْفِ وَالْبَاطِنِ ، وَمَنْ لَمْ يَطَّلِعْ عَلَى الْمَعْنَى الْمُرَامِ يَجِبْ عَلَيْهِ السُّكُوتُ فِي هَذَا الْمَقَامِ وَلِقَوْلِهِ تَعَالَى - { وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَك بِهِ عِلْمٌ إنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا } )) انتهى كلام الشيخ ابن عابدين الحنفي
أقول: نتبين مما سبق أنه لا يجوز لأحد أن ينكر على أهل التصوف وما هو موجود في كتبهم إلا إذا كان عارفاً بألفاظهم ومعنى مصطلحاتهم التي يصطلحون عليها وإلا فالمنكر عليهم ينكر على ما هو ليس بمقصود من كلامهم.
يقول الإمام الحداد:
(لا تعلق خاطرك بالشيخ ابن عربي ولا بأضرابه فإن ذلك معجزة، وربما دعا بعض الناس إلى الدعوى بما لا يفعله ..
فعليك بالعلوم الغزالية وماجرى مجراها من الصوفيات والفقهيات التي هي علوم الشرع ، وصريح الكتاب والسنة..
فثم السلامة والغنيمة ، واحترز مما سوى ذلك فإنه ربما يشوش للإنسان سلوكه
وسأله بعضهم عل من ينكر على ابن عربي، فقال: هو جدير بالإنكار عليه ولكن ممن فوقه)
الإمام العدني أبي بكر بن عبدالله العيدروس:
يقول: "لاأذكر أن والدي ضربني ولا انتهرني قط إلا مرة واحدة لما رأى بيدي جزءا من الفتوحات المكية لابن عربي فغضب غضبا شديدا فهجرتها من يومئذ "..
ثم يقول: وكان والدي ينهى عن مطالعة كتاب الفتوحات والفصوص لابن عربي .. ويأمر بحسن الظن فيه إلا أن كتبه اشتملت على حقائق لايدركها إلا أرباب النهايات وتضر بأرباب البدايات"..
- وقبل أن يستنكر أحدهم على البدايات والنهايات نقول:
هذا مانسميه المستوى اليوم، لأن أمثال تلك المؤلفات لاتتلاءم مع المبتدئ في الطريق ، خصوصا أن تلك الكتب لم تظهر في بداية سلوك المؤلف حتى يظن المطلع أنها مفيدة للمبتدئ ، وإنما صنفها بعد بلوغه مرحلة ناضجة جعلته يعبر حسب وعيه بهذا الإبهام والإيهام ، ولاحاجة للسالك فيهما ..
أما أهل النهايات ، ومن نسميهم أهل التخصص والإطلاع فإن مثل هذه الوهو لاتؤثر على سلوكهم ولاتضر سيرهم في الغالب .. إلا من أراد الله له الإنزلاق والعياذ بالله.. اهـ
قال العلامة ابن حجر الهيتميً في الفتاوى الحديثية
( ص 297 طبعة مصطفى الحلبي الطبعة الثانية ) :
( وسئل رضي الله عنه وأدام النفع به آمين : ما حكم مطالعة كتب ابن عربي وابن الفارض ؟ .
فأجاب بقوله : حكمهما أنها جائزة مطالعة كتبهما بل مستحبة ، فكم اشتملت تلك الكتب على فائدة لا توجد في غيرها وعائدة لا تنقطع هواطل خيرها وعجيبة من عجائب الأسرار الإلهية التي لا ينتهي مدد خيرها ، وكم ترجمت من مقام عجز عن الترجمة عنه من سواها وأظهرت من العبارة الوفية عن حال أعجز حال من عداها ، ورمزت من رموز لا يفهمها إلا العارفون ولا يحوم حول حمومة حماها إلا الربانيون الذين هم بين بواطن الشريعة وأحكام ظواهرها على أكمل ما ينبغي جامعون ، فلذلك كانوا بفضل مؤلفيها معترفين وعلى ما فيها من الأخلاق والأحوال والمعارف والمقامات والكمالات هم المعولون ، ولم لا وهذان الإمامان المذكوران في السؤال من أئمة السلوك والمعارف ، ومن الأخيار الذين منحهم الله غايات اللطائف ولطائف العوارف ، وزوى عن قلوبهم محبة من سواه تعالى وعمرها بذكره وشهوده وأسبغ عليها رضاه ، وفرغهم له فقاموا بواجب خدمته حسب الطاقة البشرية ، وأجرى عليهم من سوابغ قربه وحقائق الوحدانية الفردانية ، فتوسلا إليك الهم أن تهل على جدثيهما هواطل الرحمة والرضوان . وأن تسكنهما من قرك الأكبر أعلى فراديس الجنان إنك أنت الحنان المنان ، هذا وإنه قد طالع هذه الكتب أقوام عوام جهلة طغام فأدمنوا مطالعتها مع دقة معانياه ورقة إشاراتها وغموض مبانيها وبنائها على اصطلاح القوم السالمين عن المحذور واللوم وتوقف فهمها بكمالها على إتقان العلوم الظاهرة والتحلي بحقائق الأحوال والأخلاق الباهرة ، ولذلك ضعفت أفهامهم وزلت أقدامهم وفهموا منها خلاف المراد واعتقدوه صوابا فباءوا بخسار يوم التناد وألحدوا في الاعتقاد وهوت بهم
أفهامهم القاصرة إلى هوة الحلول والاتحاد ، حتى لقد سمعت شيئا من هذه المفاسد القبيحة والمكفرات الصريحة من بعض من أدمن مطالعة تلك الكتب مع جهله بأساليبها وعظم ما لها من الخطب ، وهذا هو الذي أوجب لكثير من الأئمة الحط عليها والمبادرة بالإنكار إليها ، ولهم في ذلك نوع عذر لأن قصدهم فطم ألئك الجهلة عن تلك السموم القاتلة لهم لا الإنكار
على مؤلفيها من حيث ذاتهم وحالهم ، وبعض المنكرين يغترون بظواهر ألفاظها وإيهامها خلاف مقصود حفاظها غفلة عن اصطلاحاتهم المقررة وتحقيقاتهم المقررة على القواعد الشرعية المحررة . والحق عدم الإنكار والتسليم فيما برز عن ألئك الأئمة الأطهار مع التشديد على الجهلة
بالقواعد وللاصطلاحات في مطالعة تلك الكتب ، فقد صرح الإمام ابن العربي بحرمة مطالعة كتبهم إلا لمن تحلى بأخلاقهم وعلم معاني كلماتهم الموافقة لاصطلاحاتهم ، ولا تجد ذلك إلا فيمن جد وشمر وجانب السوء وشد المئزر وتطلع من العلوم الظاهرة وتطهر من كل خلق دنيء مما تعلق بالدنيا والآخرة غهذا الذي يفهم الخطاب ويؤذن له في الدخول إذا وقف
على الباب ،/ واله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب ) ..
وقد كان شيخ الإسلام المخزومي يقول:
"لا يجوز لأحد من العلماء الإنكار على الصوفية إلا إن سلك طريقهم ورأى أفعالهم وأقوالهم مخالفة للكتاب والسنة. وأما بالإشاعة عنهم؛ فلا يجوز الإنكار عليهم". وأطال في ذلك، ثم قال: "وبالجملة؛ فأول ما يحق على المنكر حتى يسوغ له الإنكار على أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم: أن يعرف سبعين أمرًا ثم بعد ذلك يسوغ له الإنكار؛ منها:
أ - اطلاعه على تفسير القرآن خلفًا وسلفًا ليعرف أسرار الكتاب والسنة ومنازع الأئمة المجتهدين، ويعرف لغات العرب في مجازاتها واستعاراتها حتى يبلغ الغاية.
ب – ومنها: كثرة الاطلاع على مقامات السلف والخلف في معاني آيات الصفات وأخبارها، ومن أخذ بالظاهر ومن أوّل.
ج - ومنها وهو أهمها: معرفة اصطلاح القوم فيما عبروا عنه من التجلي الذاتي والصوري وما هو الذات وذات الذات، ومعرفة حضرات الأسماء والصفات، والفرق بين الحضرات، والفرق بين الأحدية والواحدية، ومعرفة الظهور والبطون والأزل والأبد، وعالم الكون والشهادة، وعالم الماهية والهوية، والسُكر والمحبة، ثم قال: "فمن لم يعرف مرادهم؛ كيف يحلُّ كلامهم أو ينكر عليهم بما هو ليس من مرادهم " اهـ.
قال شيخ الأزهر عبدالحليم محمود رحمه الله :
( فلا بد أن يبلغ الإنسان المستوى أو يقارب المستوى ، وحينئذ سيقول كما قال أسلافنا الذين بلغوا المستوى أو قاربوه : رضي الله عن سيدنا محيي الدين بن عربي )
قضية التصوف المنقذ من الضلال لعبدالحليم محمود 163
وفي تأويل كلام الائمة والأولياء من أقوال الائمة الأجلاء
ولتعلم أن أهل الجفاء والتسرع يتسرعون في فهم هذه النصوص ويسيئون الظن بالعلماء ولا يعرفون للعلماء فضلاً ولا قدراً ولا يبحثون لهم عذراً .
وأما أهل التوسط والاقتصاد فهم يعرفون للعلماء فضلهم وقدرهم ومرتبتهم ويتحرون لكلامهم تأويلاً حسناً ويردون أقوالهم المتشابهة المحتملة إلى أقوالهم المحكمة الصريحة
يقول الإمام النووي
ولمّا حكى الإمام النووي رحمه الله تعالى في كتابه " بستان العارفين " عن الشيخ أبي الخير التيناني [ ت 343 هـ ] حكاية ظاهرها الإنكار قال : " قلت : قد يتوهم من يتشبه بالفقهاء ولا فقه عنده أنه يُنْكَر على أبي الخير هذا ، وهذه جهالة وغباوة ممن يتوهم ذلك ، وجسارة منه على إرسال الظنون في أفعال أولياء الرحمن ! فليحذر العاقل التوخي لشيء من ذلك ، بل حقُّه إذا لم يفهم حِكَمَهُم المُستفادة ولطائفهم المُسْتَجادَة أن يتفهمها ممن يعرفها . وكل شيء رأيتَه من هذا النوع مما يتوهم من لا تحقيق عنده أنه مخالف – ليس مخالفًا ؛ بل يجب تأويل أقوال أولياء الله تعالى" ا هـ .
وكذلك في الشيخ الأكبر قال الشوكاني وغيره
قال تلميذه العلامة صديق حسن خان مانصه :
( قلت ( صديق خان ) : والذهب الراجح فيه على ماذهب اليه العلماء المحققون الجامعون بين العلم والعمل والشرع والسلوك " السكوت في شأنه " ، وصرف كلامه المخالف لظاهر الشرع الى محامل حسنة ، وكف اللسان عن تكفيره وتكفير غيره من المشائخ الذين ثبت تقواهم في الدين ، وظهر علمهم في الدنيا بين المسلمين ، وكانوا ذروة عليا من العمل الصالح ، ومن ثم رأيت شيخنا الامام العلامة الشوكاني في الفتح الرباني مال الى ذلك ، وقال : " لكلامه محامل " ، ورجع عما كتبه في أول عمره بعد أربعين سنة)
ثم قال بعده بخمسة أسطر : ( وأقول في هذا الكتاب : إن الصواب ماذهب اليه الشيخ أحمد السهرندي - مجدد الالف الثاني - ، والشيخ الاجل مسند الوقت أحمد ولي الله - المحدث الدهلوي - ، والإمام المجتهد الكبير محمد الشوكاني من قبول كلامه الموافق لظاهر الكتاب والسنة ، وتأويل كلامه الذي يخالف ظاهرهما ، تأويله بما يستحسن من المحامل الحسنة ، وعدم التفوه ، فيه بما لا يليق ، بأهل العلم والهدى ، والله أعلم بسرائر الخلق وضمائرهم ) انتهى المطلوب .
التاج المكلل ( ص 179 طبعة المطبعة الهندية العربية 1382 هـ - 1963 ، بتحقيق الدكتور عبد الحكيم شرف الدين ) ،
و قال الشوكاني :
( وحاصله أن الذي يجب علينا عند الوقوف على شيء مما فيه ما لا يجوز اعتقاده من مؤلفات المتقدمين أو أشعارهم أو خطبهم أو رسائلهم أن نحكم على ذلك الموجود بما يستحقه ويقتضيه ، ونوضح للناس ما فيه ونحذرهم عن العمل به والركون إليه ، ونكل أمر قائله إلى الله مع التأويل له بما يمكن وإبداء المعاذير له بما لا يرده الفهم ويأباه العقل )
رسالة في وجوب توحيد الله عز وجل ، ص 105
وكذلك قال العلامةُ مجد الدين الفيروزابادي ما أجاب به على سؤال رفع إليه، لفظه:
((ما تقول العلماء –شدَّ الله بهم أزر الدِّين ولمَّ بهم شعث المسلمين- في الشيخ محيي الدِّين بن العربي، وفي كتبه المنسوبة إليه، كـ "الفتوحات" و"الفُصوص" وغيرهما، هل تحلُّ قراءتها وإقراؤها للناس أم لا؟ أفتونا مأجورين. فأجاب –رحمه الله رحمة واسعة-: اللهم أنطقنا بما في رضاك، الذي أقوله في حال المسؤول عنه، وأعتقده وأدين لله سبحانه وتعالى به، أنه كان شيخ الطريقة حالاً وعلماً، وإمام الحقيقة حدَّاً ورسماً، ومحيي رسول الله المعارف فعلاً واسماً. إذا تغلغل فكر المرء في طرف من بحرهِ غرقت فيه خواطره في عُبَاب لا تدركه الدَّلاء، وسحاب تتقاصر عنه الأنواء. وأما دعواته فإنها تخرق السبع الطباق، وتفترق بركاته فتملأ الآفاق، وإني أصفه، وهو يقيناً فوق ما وصفته، وغالب ظني أني ما أنصفته:
وَمَا عَليَّ إذا ما قلتُ معتَقدي
دَعِ الجَهولَ يَظُن الجَهْلَ عُدْوَانَا
والله تاللهِ بالله العظيمِ وَمَنْ
أقَامَهُ حُجَّةً للهِ بُرْهَانَا
إِنَّ الذي قُلتُ بعضٌ من مَنَاقبهِ
مَا زِدْتُ إلاَّ لَعَلِّي زِدْتُ نُقْصَانَا
وأما كتبه فإنها البحار الزَّواخر، جواهرها لا يُعْرَفُ لها أولٌ من آخر، ما وضع الواضعون مثلها، وإنما خصَّ الله بمعرفتها أهلها، فمن خواص كتبه أنه من لازم مطالعتها والنظر فيها انحل فهمه لحل المشكلات وفهم المعضلات، وهذا ما وصلت إليه طاقتي في مدحه، والحمد لله رب العالمين.
ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب في أخبار من ذهب ( 3 / 193 – 194 )
يقول الشيخ أحمد المقري المغربي في كتابه "زهر الرِّياض في أخبار عياض"
((والذي عند كثير من الأخيار في أهل هذه الطريقة التسليم، ففيه السَّلاَمة. وهي أحوط من إرسال العِنَان وقولٍ يعود على صاحبه بالمَلاَمَة. وما وقع لابن حجر، وأبي حَيَّان في "تفسيره"، من إطلاق اللسان في هذا الصِّدِّيق وأنظاره، فذلك من غَلَسَ الشيطان. والذي أعتقده ولا يصح غيره، أنه الإمام ابن عربي وليٌّ صالحٌ، وعالمٌ ناصحٌ، وإنما فَوَّق إليه سهامَ المَلاَمة من لم يفهم كلامه، على أن دُسَّتْ في كتبه مقالات قَدْرُهُ يجلّ عنها. وقد تعرض من المتأخرين وَلِي الله الرَّباني سيدي عبد الوهاب الشَّعْرَاني –نفعنا الله به- لتفسير كلام الشيخ على وجه يليق، وذكر من البراهين على ولايته ما يثلج صدور أهل التحقيق، فليطالع ذلك من أراده، والله وليُّ التوفيق. انتهى كلام المقري.))
وترجَمَهُ الشيخ ابن العماد الحنبلي [ ت 1089 هـ ] للشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي
في " شذرات الذهب " ترجمةً ضافيةً ؛ مبينًا المنهج الصحيح الذي ينبغي سلوكه في الأدب مع أولياء الله تعالى بحمل ما ينسب إليهم من عبارات موهمة على محامل حسنة ؛
حيث يقول ناقلاً ومؤكداً :
" وقع له في تضاعيف كتبه كلمات كثيرة أشكلت ظواهرها ، وكانت سببًا لإعراض كثيرين ممن لم يحسنوا الظن به ، ولم يقولوا كما قال غيرهم من الجهابذة المحققين والعلماء العاملين والأئمة الوارثين : إن ما أوهمته تلك الظواهر ليس هو المراد ، وإنما المراد أمور اصطلح عليها متأخرو أهل الطريق ؛ غَيْرةً عليها حتى لا يدعيَها الكذابون ، فاصطلحوا على الكناية عنها بتلك الألفاظ الموهمة خلافَ المراد غير مبالين بذلك ؛ لأنه لا يمكن التعبير عنها بغيرها "" اهـ .
ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب في أخبار من ذهب ( 5 / 192 – 194 )
قال ابن القيم (691-751هـ) :
( فَكَثِيرًا مَا يُحْكَى عَنْ الأَئِمَّةِ مَا لاَ حَقِيقَةَ لَهُ )
(إعلام الموقعين لابن القيم (3/286))
وعن علي كرم الله تعالى وجهه :
( لا تنظر إلى من قال و انظر إلى ما قال )
(تفسير الألوسي (11/188) .)
**********
14- المدسوسات على الشيخ الأكبر
اعلم رحمك الله أن أهل الزندقة دسوا في جميع العلوم ولذلك وجدت العلوم الإسلامية لتحفظ لنا هذا الدين فقد دس في الأحاديث وهو ما يسمي بالموضوعات ودس في التفاسير وغيرها من كتب الائمة وكذلك في العقائد وقد دس كتب كاملة على الائمة والعلماء وهذا لا ينكره الا جاهل
وكذلك دس على الشيخ الاكبر قدس الله سره دس أهل الكفر والالحاد مثل باقي كتب العلوم.
وفي ذلك نورد هذه الأقوال
الدس على العلوم الإِسلامية
التفسير ـ الحديث ـ التاريخ ـ التصوف
لقد تعرض الإِسلام منذ انبثاق فجره إِلى خصوم أشداء، وأعداء ألِدَّاء حاولوا تقويض بنيانه، وتحطيم أركانه، عن طريق تشويه معالمه، ودس الأباطيل والخرافات في علومه، كما نرى ذلك في التفسير والحديث وفي التاريخ والتصوف.. وغيرها.
أما التفسير: فكثيراً ما نقرأ في كتبه بعض الإِسرائيليات التي ليست إِلا أساطير كاذبة وعقائد غير إِسلامية، نقلها إِلى الدين الإِسلامي اليهود الذين اعتنقوا الإِسلام غير مخلصين أو مخلصين ولكن علقت بأذهانهم هذه الأساطير حين كانوا على دين اليهودية، فنقلوها عن كتب أنبيائهم التي دخلها التحريف والتغيير، وتقبَّلها بعض المسلمين على أنها صحيحة.
وقد وفق الله تعالى علماء المسلمين إِلى تمحيص هذه الإِسرائيليات وتنبيه المسلمين إِلى ضررها وخصوصاً منها ما يضر بالعقيدة كالإِخبار بأن أيوب عليه السلام مرض حتى ظهر الدود على جسده، وكنسبة المعاصي إِلى بعض الأنبياء، فقد زعموا أن داود عليه السلام عشق امرأة بعض جنوده ثم أَرسلَ زوجَها لبعض المواقع الحربية ل***ه، فقُتل وتزوجها.
كما زعموا أن يوسف عليه السلام همَّ بامرأة العزيز هَمَّ فُحْشٍ وسوء ولفَّقوا في ذلك قصصاً وحكايات لا تليق بمقام الرسل الكرام الذين عصمهم الله من كل سوء وفاحشة.
فالواجب على كل مسلم نبذُ هذه الإِسرائيليات والاعتماد على المصادر الإِسلامية الصحيحة الشهيرة.
وأما الحديث: فلقد حاول الدسَّاسون المغرضون تشويه معالم الإِسلام عن طريق وضع أحاديث مكذوبة مفتراة على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم يقصدون بذلك تحطيم العقيدة ودس الأفكار الهدَّامة كالتجسيم والتشبيه والفوقية والجهة وغير ذلك من العقائد الفاسدة.
ولكن الله تعالى قيَّض لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم علماء مخلصين غيورين، محَّصوا تلك الأحاديث وبينوا الصحيحة من الضعيفة، والموضوعة من الحسنة، والمشهورة من الغريبة كالمُزّي والزين العراقي والذهبي وابن حجر وغيرهم [وقد جمع بعض العلماء الغيورين على الأحاديث النبوية كتباً بيَّنوا فيها الأحاديث الموضوعة منها: اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للسيوطي، وكشف الخفاء للعجلوني، وأسنى المطالب للحوت البيروتي].
وأما التاريخ: فقد كان ميداناً خصباً للدس والافتراءِ حيث ألصق المضللون في تاريخ الإِسلام قصصاً وحوادث من نسيج خيالهم. حاولوا بذلك تشويه سيرة الخلفاء وملوك الإِسلام، كما نسبوا إِلى هارون الرشيد أُموراً غريبة منكرة، نجدها في أكاذيب ألف ليلة وليلة.
وأما التصوف: فكغيره من العلوم الدينية لم يَسْلم من الدس والتحريف من هؤلاء الدخلاء والمفترين.
فمنهم من أدخل في كتب الصوفية أفكاراً منحرفة وعبارات سيئة ما أنزل الله بها من سلطان،
كما وضحنا من أقوال الشيخ الأكبر نفسه ومنهم من أراد أن يفسد دين المسلمين بأشياء أُخر تمس عقائدهم فنسب إِلى بعض رجال الصوفية أقوالاً تخالف عقيدة أهل السنة كالقول بالحلول والاتحاد وغيرها.
ومنهم من حاول تشويه تاريخ رجال الصوفية ونزع ثقة الناس بهم فدَسَّ في كتبهم حوادث وقصصاً من نسج خياله فيها ارتكاب للمنكرات واقتراف للآثام والكبائر كما نجد ذلك كثيراً في الطبقات الكبرى للإِمام الشعراني رحمه الله تعالى، وهو منها بريء كما سيأتي.
ومنهم المبشِّرون والمستشرقون وأبواق الاستعمار الذين درسوا كتب السادة الصوفية وكتبوا عنهم المؤلفات لأجل التحريف والتزوير والدس ومنهم السُّذَّجُ الذين يصدقون هؤلاء وهؤلاء، فيعتقدون بهذه الأمور المدسوسة ويثبتونها في كتبهم.
وكل هذا بعيد عن الصوفية والتصوف.
فإِن قال قائل: إِنَّ ما نسب إِلى الصوفية من أقوال مخالفة هي حقاً من كلامهم بدليل وجودها في كتبهم المطبوعة المنشورة.
نقول: ليس كل ما في كتب الصوفية لهم لأنها لم تسْلم من حملات الدس والتحريف.
وما أحوجنا إِلى تضافر جهود المؤمنين المخلصين لتنقية هذا التراث الإِسلامي الثمين ممَّا لحق به من دس وتحريف.
ولو ثبت بطريق صحيح عن بعض الصوفية كلام ظاهره مخالف فهذا ما نص الإئمة على تأوله كما وضحنا وايضاً نقول ليست كلمة فرد واحد حجة على جماعة شعارها ومذهبها التمسك بالكتاب والسنة. حتى إِنهم ليقولون: إِن أول شرط الصوفي أن يكون واقفاً عند حدود الشريعة وألا ينحرف عنها قيد شعرة.
فإِذا هو تخطى هذا الشرط ووصف نفسه بأنه صوفي فقد اختلق لنفسه صفة ليست فيه وزعم ما ليس له.
وإِن من إِضاعة الوقت الثمين الانشغالَ بمثل هذه التُّرَّهَات والأباطيل المفتراة على هؤلاء القوم في هذه الأوقات التي يوجد ما هو أهم من
المجادلة بها فهي معروفة لدى الصوفية المحققين والعلماء المدققين.
وعلينا أن نعرف أن التصوف ليس علماً نتلقاه بقراءة الكتب ومطالعة الكراريس ولكنه أخلاق وإِيمان وأذواق ومعارف لا ينال إِلا بصحبة الرجال الذين اهتدوا بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم وورثوا عنه العلم والعمل والأخلاق والمعارف.
وهو علم ينتقل من الصدر إِلى الصدر ويفرغه القلب في القلب.
وهناك أقوام مغرضون درسوا كتب السادة الصوفية وتتبعوا ما فيها من دس وتشويه وتحريف واعتبروها حقائق ثابتة وارتكزوا عليها في حملاتهم العنيفة وتهجماتهم الشديدة على السادة الصوفية الأبرار.
ولو أنهم قرأوا ما يعلنه رجال التصوف في جميع كتبهم من استمساكهم بالشريعة
واعتصامهم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتقيدهم بالمذاهب الإِسلامية المعتبرة، وتَبَنِّيهِمْ عقيدة أهل السنة والجماعة، لأدركوا تماماً أن ما ورد في كتبهم مما يناقض هذا المبدأ الواضح والمنهج السوي، إِنما هو مؤول أو مدسوس.
يقول ابن الفراء في طبقاته نقلاً عن أبي بكر المروزي ومسدد وحرب إِنهم قد رووا الكثير من المسائل، ونسبوها للإِمام أحمد بن حنبل.. وبعد أن يفيض في ذكر هذه المسائل يقول:
(رجلان صالحان بُليا بأصحاب سوء: جعفر الصادق، وأحمد بن حنبل، أما جعفر الصادق فقد نسبت إِليه أقوال كثيرة، دونت في فقه الشيعة الإِمامية على أنها له، وهو بريء منها. وأما الإِمام أحمد، فقد نسب إِليه بعض الحنابلة آراء في العقائد لم يقل بها)
[التصوف الإِسلامي والإِمام
الشعراني لطه عبد الباقي سرور ص82].
وسئل الإِمام الفقيه ابن حجر الهيثمي رحمه الله تعالى ونفعنا به: في
عقائد الحنابلة ما لا يخفى على شريف علمكم، فهل عقيدة الإِمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه كعقائدهم ؟
فأجاب بقوله: (عقيدة إِمام السنة أحمد بن حنبل رضي الله عنه وأرضاه وجعل جنان المعارف متقلبه ومأواه، وأفاض علينا وعليه من سوابغ امتنانه، وبوأه الفردوس الأعلى من جنانه، موافقةٌ لعقيدة أهل السنة والجماعة من المبالغة التامة في تنزيه الله تعالى عما يقول الظالمون
والجاحدون علواً كبيراً ؛ من الجهة والجسمية وغيرها من سائر سمات النقص، بل وعن كل وصف ليس فيه كمال مطلق، وما اشتهر بين جهلة المنسوبين إِلى هذا الإِمام الأعظم المجتهد من أنه قائل بشيء من الجهة أو نحوها فكذب وبهتان وافتراء عليه. فلُعن من نسب إِليه، أو رماه بشيء من هذه المثالب التي برأه الله منها، وقد بين الحافظ الحجة القدوة الإِمام أبو الفرج بن الجوزي من أئمة مذهبه المبرئين من هذه الوصمة القبيحة الشنيعة أن كل ما نسب إِليه من ذلك كذب عليه وافتراء وبهتان، وأن نصوصه صريحة في بطلان ذلك وتنزيه الله تعالى عنه، فاعلم ذلك، فإِنه مهم)
[الفتاوى الحديثية لابن حجر المكي ص148].
وأما الإِمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقد دُسَّ عليه كتاب نهج البلاغة أو أكثره، فقد ذكر الذهبي رحمه الله تعالى في ترجمة علي بن الحسين الشريف المرتضى أنه:
(هو المتهم بوضع كتاب نهج البلاغة، ومَنْ طالعه جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، ففيه السب الصراح والحط على السيدين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وفيه
من التناقض والأشياء الركيكة والعبارات التي من له معرفة بنَفَس القرشيين الصحابة، وبنَفَس غيرهم ممن بعدهم من المتأخرين جزم بأن الكتاب أكثره باطل)
[ميزان الاعتدال للذهبي ج3 ص124]." اهـ.


"وكذلك ذكر الشيخ مجد الدين الفيروز أبادي صاحب القاموس في اللغة:

((أن بعض الملاحدة صنف كتاباً في تنقيص الإِمام الأعظم أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه وأضافه إِليه، ثم أوصله إِلى الشيخ جمال الدين بن الخياط اليمني، فشنَّع على الشيخ أشد التشنيع، فأرسل إِليه الشيخ مجد الدين يقول له: (إِني معتقد في الإِمام أبي حنيفة غاية الاعتقاد، وصنفت في مناقبه كتاباً حافلاً وبالغتُ في تعظيمه إِلى الغاية، فأحرِقْ هذا الكتاب الذي عندك، أو اغسله، فإِنه كذب وافتراء عليَّ)
[لطائف المنن والأخلاق للشعراني
ج1. ص127].
انتشر كتاب بعنوان الرحمة في الطب والحكمة منسوبا إلى السيوطي
وهو ليس من تأليف السيوطي ومدسوس عليه .
الكتاب المطبوع بإسم (الإمامة والسياسة) وقد نسبوه لابن قتيبة رحمه الله، ليس هو من كتبه، وإنما ألفه بعض المبتدعة ثم نسبه هو أو غيره إلى ابن قتيبة ترويجاً لبدعتهم بالزور والبهتان
معلومات مهمة.
بل العجب العجاب أن ما يهاجمون السادة الصوفية ينفون عن ابن تيمية وابن القيم أقوال ويقولون هي من المدسوسات في كتبهم لانها تتعارض مع أقوالهم كما سنوضح لتعلم أن القوم أفاكون في الأصل يقولون فقط بالدس في كتب ائمتهم
وما هو مدسوس بالفعل في كتب السادة الصوفية ووثبت بالدليل الساطع فيقولون الصوفية يكذبون فهل هذا ميزان العدل أخي المسلم؟؟
مثل قول ابن القيم الجوزية.
( وأما جحد ذلك جهلاً أو تأويلاً يعذر فيه صاحبه ، فلا يكفر صاحبه به كحديث الذي جحد قدرة الله عليه وأمر أهله أن يحرقوه ويذروه في الريح ، ومع هذا فقد غفر الله له ورحمه لجهله إذ كان ذلك الذي فعله مبلغ علمه
ولم يجحد قدرة الله على إعادته عناداً أو تكذيباً ) .
ولقد حارب الشيخ المهتدي بالله الإبراهيمي ليثبت بطلان نسبة هذا الكلام إلى ابن القيم من عدة وجوه وذلك في رسالته توفيق اللطيف المنان الجزء الثاني
وقول ابن القيم كاملاً
ورد في كتاب مدارج السالكين (1/284-286) :
( فصل وأما الكفر الأكبر فخمسة أنواع : كفر تكذيب ، وكفر استكبار وإباء مع التصديق ، وكفر إعراض ، وكفر شك ، وكفر نفاق .فأما كفر التكذيب : فهو اعتقاد كذب الرسل ، وهذا القسم قليل في الكفار فإن الله تعالى أيد رسله وأعطاهم من البراهين والآيات على صدقهم ما أقام به الحجة وأزال به المعذرة قال الله تعالى عن فرعون وقومه : [ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ] (النمل: 14) ، وقال لرسوله : [ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ] (الأنعام: 33) ، وإن سمي هذا كفر تكذيب أيضاً فصحيح ، إذ هو
تكذيب باللسان .وأما كفر الإباء والاستكبار : فنحو كفر إبليس ، فإنه لم يجحد أمر الله ، ولا قابله بالإنكار وإنما تلقاه بالإباء والاستكبار ، ومن هذا كفر من عرف صدق الرسول وأنه جاء بالحق من عند الله ولم ينقد له إباءً واستكباراً ، وهو الغالب على كفر أعداء الرسل كما حكا الله تعالى عن فرعون وقومه : [ َنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ ] (المؤمنون: 47)
، وقول الأمم لرسلهم : [ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا ] (إبراهيم: 10)
، وقوله [ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا ] (الشمس: 11) ، وهو كفر اليهود كما قال تعالى : [ فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ] ( البقرة: 89) ، وقال : [ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ] (
البقرة: 146) ، وهو كفر أبي طالب أيضاً فإنه صدقه ولم يشك في صدقه ولكن أخذته الحمية وتعظيم آبائه أن يرغب عن ملتهم ويشهد عليهم بالكفر .وأما كفر الإعراض : فأن يعرض بسمعه وقلبه عن الرسول لا يصدقه ولا يكذبه ولا يواليه ولا يعاديه ولا يصغي إلى ما جاء به البتة كما قال أحد بني عبد ياليل للنبي : ( والله لا أقول لك كلمة ، إن كنت صادقاً فأنت
أجل في عيني من أن أرد عليك ، وإن كنت كاذباً فأنت أحقر من أن أكلمك
) .وأما كفر الشك : فإنه لا يجزم بصدقه ولا بكذبه بل يشك في أمره ، وهذا
لا يستمر شكه إلا إذا ألزم نفسه الإعراض عن النظر في آيات صدق الرسول جملة ن فلا يسمعها ولا يلتفت إليها ، وأما مع التفاته إليها ونطره فيها فإنه لا يبقى معه شك لأنها مستلزمة للصدق ولا سيما بمجموعها فإن دلالتها على الصدق كدلالة الشمس على النهار .وأما كفر النفاق : فهو أن يظهر بلسانه الإيمان وينطوي بقلبه على التكذيب فهذا هو النفاق الأكبر ، وسيأتي بيان أقسامه إن شاء الله تعالى .
((((فصل : وكفر الجحود نوعان : كفر مطلق عام وكفر مقيد خاص .
فالمطلق : أن يجحد جملة ما أنزله الله وإرساله الرسول ، والخاص المقيد : أن يجحد فرضاً من فروض الإسلام أو تحريم محرم من محرماته أو صفة وصف الله بها نفسه أو خبراً أخبر الله به عمداً أو تقديماً لقول من خالفه عليه لغرض من الأغراض . وأما جحد ذلك جهلاً أو تأويلاً يعذر فيه صاحبه ، فلا يكفر صاحبه به كحديث الذي جحد قدرة الله عليه وأمر أهله أن يحرقوه ويذروه في الريح ، ومع هذا فقد غفر الله له ورحمه لجهله إذ كان ذلك الذي فعله مبلغ علمه ولم يجحد قدرة الله على إعادته عناداً أو تكذيباً )))))) . اهـ

وقد حاول الشيخ المهتدي بالله عبد القادر بن إسماعيل الإبراهيمي إثبات ان هذا الكلام مدسوس على كتب ابن القيم ايالملون باللون الأحمر واسرد في ذلك أدلة فلتراجع
والرسالة منشورة علي الانترنت..
فقال قبل وضع كلام ابن القيم أقول بحول الله تعالى : وأما النص المنسوب إلى الإمام ابن القيم رحمه الله زوراً وبهتاناً ، والذي عظَّم ذلك القول بعض المنتسبين إلى أهل التوحيد زوراً وبهتاناً فجعلوه أصلاً من أصول أهل السنة والجماعة ، فهو ما ورد في مدارج السالكين ، ونحن نذكر النص كاملاً ونعلق عليه بحول الله تعالى
ثم قال بعد النص
والنص واضح المناقضة لعقيدة الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى . وكفى بهذا إثباتاً في أن ذلك مدسوس عليه .
ومع أن كتاب ابن القيم مسند إليه ولم يطعن فيه احد ولا نعلم كيف يتركون المدسوس إلى الان في كتب ابن القيم كما يدعون ويتسائلون نفس السؤال لماذا تترك كتب التصوف بها هذا الدس وهذه إجابة على بني وهبان سؤال بسؤال والمجيب له جائزة وهي تبرئة السادة الصوفية من المدسوسات كما يفعلون مع مشايخهم!!
ونحن هنا لسنا في معرض إثبات قول ابن القيم أو نفيه أو البحث في مصداقية كلام الشيخ المهتدي إذ هذا لا يهمنا بل لنثبت لكم كيف يكيل الوهابية بمكيالين ولتقفوا على خبث طويتهم وسوء ظنهم .
وقد ذكر هذا الشيخ أيضاً مجموعة من النصوص يقول انها مدسوسة على الشيخ ابن تيمية وحارب من أجل إثبات ذلك ولا يهمنا هنا هل هي ثابتة أم غير ثابتة بل يهمنا فقط توضيح خبث هذه الطائفة الوهابية.
وقال الفقيه الكبير أحمد بن حجر الهيثمي المكي رحمه الله تعالى:
( وإِياك أن تغترَّ بما وقع في كتاب الغنية لإِمام العارفين، وقطب الإِسلام والمسلمين، الشيخ عبد القادر الجيلاني. فإِنه دسه عليه فيها مَنْ سينتقم الله منه، وإِلا فهو بريء من ذلك. وكيف تروج عليه هذه المسألة الواهية مع تضلعه من الكتابِ والسنةِ وفقهِ الشافعيةِ والحنابلةِ، حتى كان يفتي على المذهبين. هذا مع ما انضم لذلك من أن الله مَنَّ عليه من المعارف والخوارق الظاهرة والباطنة. وما أنبأ عنه ما ظهر عليه وتواتر من أحواله.. إِلى أن قال: فكيف يُتصور أو يُتوهم أنه قائل بتلك القبائح التي لا يصدر مثلها إِلا عن اليهود وأمثالهم ممن استحكم فيهم الجهل بالله وصفاته وما يجب له وما يجوز وما يستحيل. سبحانك هذا بهتان عظيم)
["الفتاوى الحديثية" لابن حجر ص149].
وكذلك ذكر صاحب كشف الظنون
عن كتاب المضنون علي غير اهله ( قال ابن السبكي في طبقاته ذكر ابن الصلاح أنه منسوب إلي أبي حامد الغزالي وقال معاذ الله أن يكون له )
كشف الظنون (2\1713)
ومما سبق يتبين لك أيها القارئ المنصف أن الدس ليس فقط على كتب التصوف كما يدعي الوهابية بل الدس طال جميع العلوم الإسلامية ودس في الكتب الكثير بل دست كتب بأكملها على الائمة فهل يستطيع الوهابية الإنكار بل في كتب ذكرناها تطبع إلى الأن وبها الكثير من المدسوسات ولا يخفيك كتاب السنة المنسوب عبدالله بن احمد وما فيه من أقوال بشعة تؤدي
إلى الكفر والعياذ بالله .
ولذلك يجب أن يكون منهجك العلمي في البحث مستند على عدة أمور.
1- النظر إلى هذا الإمام وهل ذمه أهل عصره ممن اطلع على كتبه
2- فهم النصوص والمصطلحات بشكل جيد ومصطلحات الصوفية خاصاً في موضعنا هذا
3-البحث عن من مدح الشيخ الأكبر ( ونحن سنذكر لك أقوال الائمة كما ذكرنا بعضها سابقا في مدح الشيخ الأكبرً)
4- البحث في كتب الشيخ الكبر عن جميع أقواله وتحرير موضع النزاع لتقف على حقيقة أقواله في المسالة ولتقف على ما هو متأول وما هو مدسوس.
5- البحث في أقوال تلاميذه ومن شرح كتبه وأقواله لتقف على ما ليس لك به علم
6- رد النصوص التي لا تقبل التأويل فكيف تشك في إمام مدحه الائمة والعلماء
قال الإمام ابن الجوزي
(فلا ينبغي أن تسمع من معظم في النفوس شيئاً في الأًول فتقلده فيه ولو سمعت عن احدهم ما لا يوافق الأصول الصحيحة فقل هذا من الراوي لانه قد ثبت عن ذلك الإمام انه لا يقول بشئ من رايه)
صيد الخاطر ص 93
وقال الاجري في الشريعة ص 152 في رد الافتراء عن الإمام الحسن البصري
(أعلموا رحمنا الله وإياكم أن من القدرية صنفاً إذا قيل لبعضهم من إمامكم في مذهبكم هذا فيقولن الحسن وكذبوا علي الحسن فقد أجل الله الكريم الحسن عن مذهب الدرية ونحن نذكر عن الحسن خلاف ما ادعوا عليه))
وكذلك نحن نقول ذكرنا وسنذكر خلاف ما أدعوا الوهابية أهل السوء علي الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي قدس الله سره مثل ما ادعوا القدرية علي الإمام الحسن البصري رضي الله عنه
ومما ذكر في الدس على الشيخ الأكبر من جل علماء الأمة الإسلامية
ذكر الفقيه الحنفي صاحب الدر المختار أن:
(من قال عن فصوص الحكم للشيخ محي الدين بن عربي، إِنه خارج عن الشريعة، وقدصنفه للإِضلال، ومَنْ طالعه ملحد، ماذا يلزمه ؟ أجاب: نعم،فيه كلمات تباين الشريعة، وتكلف بعض المتصلِّفين لإِرجاعها إِلى الشرع، لكن الذي تيقنْتُه أن بعض اليهود افتراها على الشيخ قدس الله سره،فيجب الاحتياط بترك مطالعة تلك الكلمات.
قال العلامة ابن عابدين رحمه الله تعالى في حاشيته على الدر المختار عندقوله: [لكن الذي تيقنْتُه]: وذلك بدليلٍ ثبت عنده، أو لسببِ عدمِ اطلاعه على مراد الشيخ فيها، وأنه لا يمكن تأويلها، فتعيَّن عنده أنها مفتراة عليه، كما وقع للشيخ الشعراني أنه افترى عليه بعض الحساد في بعض كتبه أشياء مكفرة، وأشاعها عنه، حتى اجتمع بعلماء عصره، فأخرج لهم مسودة كتابه التي عليها خطوط العلماء فإِذا هي خالية عما افْتُرِيَ عليه. وقال ابن عابدين أيضاً عند قوله: [فيجب الاحتياط]: لأنه إِن ثبت افتراؤها فالأمر ظاهر، وإِلا فلا يفهم كلُّ أحد مرادَه فيها، فيُخشى على الناظر فيها من الإِنكار عليه، أو فهم خلاف المراد)
[حاشية ابن عابدين ج3. ص303، وصاحب الدر المختار الشيخ محمد علاء الدين الحصكفي المتوفى سنة 1088هـ].
ومن المدسوس على الشيخ محي الدين رحمه الله تعالى أيضاً: القول بأن أهل النار يتلذذون بدخولهم النار، وأنهم لو أخرجوا منها، تعذبوا بذلك الخروج.
قال الشعراني رحمه الله تعالى:
(وإِن وُجد نحو ذلك في شيء من كتبه فهو مدسوس عليه، فإِني مررت على كتاب الفتوحات المكية جميعه فرأيته مشحوناً بالكلام على عذاب أهل النار)
["الكبريت الأحمر" ص276 طبعة 1277. كذا في مجلة العشيرة المحمدية عدد محرم 1381 ص21].
وقال أيضاً:
(كذب مَنْ دسَّ في كتاب الفصوص والفتوحات، أن الشيخ محي الدين بن عربي قال بأن أهل النار يتلذذون بالنار، وأنهم لو أُخرجوا منها لاستغاثوا، وطلبوا الرجوع إِليها، كما رأيت ذلك في هذين الكتابين. وقد حذفت ذلك من الفتوحات حال اختصاري لها. حتى ورد عن الشيخ شمس الدين الشريف، بأنهم دسوا على الشيخ في كتبه كثيراً من العقائد الزائغة التي نقلت عن غير الشيخ، فإِن الشيخ مِنْ كُمَّل العارفين بإِجماع أهل الطريق، وكان جليس رسول الله صلى الله عليه وسلم على الدوام، فكيف يتكلم بما يهدم شيئاً من أركان شريعته، ويساوي بين دينه وبين جميع الأديان الباطلة، ويجعل أهل الدارين سواء ؟! هذا لا يعتقده في الشيخ إِلا من عزلَ عنه عقله. فإِياك يا أخي أن تصدق، من يضيف شيئاً من العقائد الزائغة إِلى الشيخ، واحمِ سمعك وبصرك وقلبك، وقد نصحتُك والسلام. وقد رأيت في عقائد الشيخ محي الدين الواسطي ما نصه: ونعتقد أن أهل الجنة والنار مخلدون في دارَيْهِما، لا يخرج أحد منهم من داره أبد الآبدين ودهر الداهرين.. قال: ومرادنا بأهل النار الذين هم أهلها من الكفار والمشركين والمنافقين والمعطِّلين، لا عصاة الموحدين فإِنهم يخرجون من النار بالنصوص)
["اليواقيت والجواهر" للشعراني ج2. ص205].

ويؤيد ما ذكرنا بأن هذا القول مدسوس على الشيخ محي الدين ما ذكره الشيخ نفسه في الباب الحادي والسبعين وثلثمائة من الفتوحات، عندما تغلق أبواب النار، كيف يصير أهلها كقطع اللحم حينما تغلي بهم النار ويصير أعلاهاأسفلها.
قد قال (الشيخ ابن عربي) في "الفتوحات" :
إعلم أن أهل الجنة وأهل النار مخلدون فيهما أبد الآبدين لايخرج منهم من داره أبدا وأما
عصاة الموحدين فيخرجون من النار بالنصوص المتواترة إذ النار بطبعها لاتقبل خلود موحد أبدا كما إنها بطبعها لا تقبل خروج احد من أهلها منها أبدا لأنها خلقت من الغضب السرمدي هذا اعتقاد الجماعة إلى قيام الساعة انتهى فاعلم ذلك)).
ينظر كتاب "القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية" للإمام
سيدي الشعراني رضي الله عنه 332 وما بعدها تحقيق الدكتور مهدي
أسعد عرار الطبعة الأولى سنة الطبع 2006 م ــ 1427 هــ
وكذلك ما ذكره الإِمام الباجوري الشافعي في شرحه على جوهرة التوحيد:
(وما يقال بتمرن أهل النار بالعذاب، حتى لو أُلْقُوا في الجنة لتألموا مدسوس على القوم [الصوفية] كيف وقد قال تعالى: {فذُوقُوا فَلَنْ نَزيدَكُم إلا عَذاباً} [النبأ: 30]
[حاشية العلامة شيخ الإِسلام إِبراهيم الباجوري ص108].
العلامة الشيخ محمد عبد الرؤوف المناوي [ ت 1031 هـ ] الذي يقول فيه :
" والـذي أعتقـده ولا يصـح غيره : أن الإمام ابن عربي وليٌّ صالح ، وعالم ناصح ، وإنما فوَّق إليه سهام الملامة ، من لم يفهم كلامه ، على أنه دُسَّتْ في كتبه مقالاتٌ قدرُه يجل عنها " اهـ .
قال سيدي الشيخ عبد الوهاب الشعراني في كتابه "القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية" :
((وكذلك قال الشيخ "عبد الكريم الجيلي" في شرحه لباب الأسرار من "الفتوحات المكية " فقال : إياك أن تظنَّ بالشيخ مُحيي الدين أو غيره بأنهم يقولون بإخراج الكفار من النّار فإنّ ذلك ظنٌّ فاسدٌ وقد قال في عقيدته الصغرى أول "الفتوحات" ويعتقد تخليد الكافرين في العذاب المُهين أبد الآبدين ودهر الداهرين كما صرح بتخليد فرعون في النار وأنه لايخرج
منها أبدا خلاف ما أشاعوه عنه وإن وجد ذلك في كتاب "الفصوص" أو غيره فإنه مدسوسٌ عليه دسه بعض الملاحدة ليروج أمره باضافته إلى الشيخ واعتقاد الناس فيه وفي غزارة علمه أو لينفر الناس عن مطالعة كلامه كما هو الغالب من الحسدة فإذا رأوا مُؤلفا لبعض أقرانهم مدحه
الناس وتلقوه بالقبول ربما غلبهم الحسد ودسوا فيه أمورا تخالف ظاهر الشريعة كما فعلوا ذلك في كتابي المسمى بــ" البحر المورود في الوثائق والعهود " ووقع بذلك فتنة عظيمة في جامع الأزهر وغيره ولولا إني أرسلت لهم النسخة الصحيحة السالمة من الدس التي عليها خطوط مشايخ الإسلام ما سكنت الفتنة ولكن جزاهم الله تعالى عني خيرا في إنكارهم علي بتقدير صحة نسبة ذلك إلي فلهم ثواب قصدهم ونيتهم هذا أمر وقع لي وقد رأيت كتابا كاملا صنفه بعض الملاحدة ونسبه إلى إبي حامد الغزالي ليروج بذلك بدعته فظفر به الشيخ عز الدين بن جماعة وكتب على ظهر الكتاب كَذَبَ والله وافترى من أضاف هذا الكتاب إلى حجة الإسلام رضي الله تعالى عنه فيحتمل أن تكون هذه المواضع التي انتُقدت على الشيخ محيي الدين في كتاب "الفتوحات" و"الفصوص" دسها عليه الحسدة فإياك أن تضيف إلى الشيخ محيي الدين مايخالف ظاهر الشريعة فإنه إمام

المحققين)).


ولدينا عدة وثائق تثبت أن كتاب الفتوحات تعرض للدس والتزوير كما قال العلامة القطعاني

فيقول الشعراني في اختصاره للفتوحات :
( وقد توقفت حال الاختصار في مواضع كثيرة منه لم يظهر لي موافقتها لما عليه أهل السنة والجماعة فحذفتها من هذا المختصر ، وربما سهوت فتتبعت ما في الكتاب كما وقع للبيضاوي مع الزمخشري ، ثم لم أزل كذلك أظن المواضع التي حذفت ثابتة عن الشيخ محي الدين حتى قدم علينا الأخ العالم الشريف شمس الدين أبو الطيب المدني المتوفى سنة 955 هـ فذاكرته في ذلك فأخرج إلي نسخة من الفتوحات التي قابلها على النسخة التي عليها خط الشيخ محي الدين نفسه بقونية ، فلم أر فيها شيئا مما توقفت فيه وحذفته ، فعلمت أن النسخ التي في مصر الآن كلها كتبت من النسخة التي دسوا فيها على الشيخ )
اليواقيت والجواهر للشعراني 1/9
ووثيقة أخرى تثبت أن الشيخ الأكبر لاحظ أن كتابه داخله التحريف والتغيير ، فأعاد كتابته وترك نسخة أصلية عليها خط يده كمرجع ،
فقد ذكر العلامة المقري في نفح الطيب وهو المعروف بدقته وتثبته
( أن الشيخ الأكبر أرسل يستأذن الشيخ ابن الفارض في شرح تائيته . فقال ابن الفارض رحمه الله : كتابتك المسمى بالفتوحات المكية شرح لها)
نفح الطيب للمقري 1/570
وإذا علمت أن ابن الفارض توفي سنة 632 هـ والنسخة التي بخط الشيخ الأكبر كانت في أواخر حياته إذ فرغ منها في 635 هـ دلك هذا على أن الشيخ لاحظ التحريف الذي طرأ على كتابه ، فأراد أن يجعل له حدا بأن يجعل من نسخته مرجعا ، ولا يبعد أن تكون النسخ الموجودة فيما بعد ذلك التاريخ خليط مما كتب الشيخ وغيره ، وقد ذكرنا ذلك ليكون قارئ كتب الشيخ الأكبر على حذر .
والراجح عندي أن هذه الإضافات هي محاولات من البعض لشرح مغاليق كتب الشيخ وإشكالاتها ، فأضاعوا المعنى من حيث لا يشعرون ، ويظهر هذا واضحا في تغيير الأسلوب فجاة من أسلوب الشيخ المشهود له بالتقدم والروعة ، إذ هو أحد خمسة كتاب شهد لهم علماء الإسلام بالتقدم على سواهم من سابقين ولاحقين
جاء هذا في إذاعة المملكة العربية السعودية في برنامج مسائل ومشكلات بتاريخ 20/2/1985 في حديث لفضيلة الشيخ على الطنطاوي والخمسة هم : محيي الدين بن عربي وأبوحيان التوحيدي وابن خلدون وحجة الإسلام الغزالي والجاحظ .
إلى أسلوب تقريري عادي خصوصا في الفتوحات .
**********
و القول بان فرعون في الجنة او إيمان فرعون
ورد ما يناقضه تماماً في نفس الكتب للشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي
قال الشيخ ابن عربي في الباب الثاني والستين من الفتوحات المكية:
بأن فرعون من أهل النار الذين لا يخرجون منها أبد الآبدين والفتوحات آخر مؤلفاته فإنه فرغ منها قبل موته بنحو ثلاث سنين.
وقال ايضاً
((وقد نأخذ فرعون وأمثاله من المتكبرين دليلا على وجود الصانع لانه صنعة واتفق أن عينته في الدلالة على الخصوصولا يجب احترامه بل يجب مقته وعدم حرمته))
الفتوحات المكية - (ج 1 / ص 1038)):
وقال أيضاً في الفتوحات المكية - (ج 1 / ص 1553):
((ولا موضع أقذر من موضع فرعون فان المشرك نجس))
وقال أيضاً في الفتوحات المكية - (ج 1 / ص 4434))
((ضل الحجر الاسود مع كونه جماداً وهو يمين اللّه فانظر هذه الرتبة وهو جماد وانظر في فرعون وأبي جهل)) .
وانظر كيف قرن ابن عربي بين المشرك (أبي جهل) وبين فرعون حتى
جعلهما في مرتبة واحدة.
قلت: كيف يتفق كل هذا الكلام من التشنيع على فرعون، مع ما يحاول البعض بأن يثبت أن الشيخ ابن عربي يقول: بأن فرعون ناجٍ من النار؟؟!!
أين العقول السليمة؟؟
قال الشيخ الشعراني في "لطائف المنن" ما نصه لطائف المنن والأخلاق (ص/394)
: "وليحذر أيضا من مطالعة كتب الشيخ محي الدين بن عربي رضي الله تعالى عنه لعلو مراقيها، ولما فيها من الكلام المدسوس على الشيخ لا سيما الفصوص والفتوحات المكية، فقد أخبرني الشيخ أبو طاهر عن شيخه عن الشيخ بدر الدين بن جماعة أنه كان يقول: جميع ما في كتب الشيخ محي الدين من الأمور المخالفة لكلام العلماء فهو مدسوس عليه، وكذلك كان يقول الشيخ مجد الدين صاحب القاموس في اللغة.
قلتُ –الشعراني-: وقد اختصرتُ الفتوحات المكية وحذفتُ منها كل ما يخالف ظاهر الشريعة، فلما أخبرت بأنهم دسوا في كتب الشيخ ما يوهم الحلول والاتحاد وَرَد عليّ الشيخ شمس الدين المدني بنسخة الفتوحات التي قابلها على خط الشيخ بقونية فلم أجد فيها شيئا من ذلك الذي حذفته ففرحتُ بذلكَ غاية الفرح، فالحمد لله على ذلك" انتهى كلام الشعراني.
فإن قيل ولكنه أعتبر إيمان فرعون في مواضع ونسبه إليه بعض العلماء
نقول وإن صح هذا فهو متأول قطعاً لاننا نقلنا من نفس الكتب أقوال تدل على اعتقاد الشيخ الأكبر ابن عربي كفر فرعون وأي دليل على ذلك وما قولكم في من قال بفناء النار مثل ابن تيمية وابن القيم؟؟
وإن صح هذا النقل كما يقول الوهابية تنزلاً لانه ورد عكس هذا الكلام مثل ما ورد في كلام العلامة الكشميري
قال محمد أنور شاه الكشميري فيض الباري شرح صحيح البخاري
صحيح البخاري
باب إذا قال المشرك عند الموت: لا إله إلا الله
ويعتبر فيه إذا قالها قبل النزع، فإن دخل في الغرغرة فهو إيمان اليأس، وهو غير معتبر عند الجمهور.
ونسب إلى الشيخ الأكبر رحمه الله تعالى أنه اعتبر إيمان فرعون.
قال الشعراني: وهذا مدسوس والشيخ رحمه الله تعالى بريء منه.
قلت: بل هو مختار الشيخ رحمه الله تعالى وليس بمدسوس، وقد نقل بحر العلوم في «شرح المثنوي» عبارات عديدة للشيخ رحمه الله تعالى تدل على هذا المعنى.
ومراد الشيخ رحمه الله تعالى عندي أن قوله بتلك الكلمة اعتبر من حيث كونه إيمانا، لا من حيث كون توبة.

(4/125)
وقال ايضاً

(( قلت: ولعل إيمان اليأس عنده مفسر بالإيمان عند الدخول في مقدمات النزع فقط))

وهذا مع كونه إثبات يورده الوهابية للقول أن هذا قول الشيخ الأكبر ولكن الملاحظ
أن العلامة الكشميري تأول المعنى ولم يفهمه على ظاهره.
والوارد والمنسوب للشيخ الأكبر إما أنه لا يصح أو أنه يحمل على غير معناه ذلك أن الشيخ الأكبر له رأي صريح في فرعون ذكره في الفتوحات المكية:
الفتوحات المكية ج1، ص363، الباب الثاني والستون، في مراتب أهل النار: ثم إن الذين خذلهم الله من العباد جعلهم طائفتين: طائفة لا تضرهم الذنوب التي وقعت منهم وهو قوله: والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً، فلا تمسهم النار بما تاب الله عليهم واستغفار الملأ الأعلى لهم ودعائه لهذه الطائفة، وطائفة أخرى أخذهم الله بذنوبهم، والذين أخذهم الله بذنوبهم قسمهم بقسمين:
قسم أخرجهم الله من النار بشفاعة الشافعين وهم أهل الكبائر من المؤمنين وبالعناية الإلهية وهم من أهل التوحيد بالنظر العقلي، وقسم آخر أبقاهم الله في النار وهذا القسم هم أهل النار الذين هم أهلها وهم المجرمون خاصة الذين يقول الله فيهم: وامتازوا اليوم أيها المجرمون، أي المستحقون بأن يكونوا أهلاً لسكنى هذه الدار التي هي جهنم يعمرونها ممن يخرج منها إلى الدار الآخرة التي هي الجنة وهؤلاء المجرمون أربع طوائف كلها في النار لا يخرجون منها وهم المتكبرون على الله كفرعون وأمثاله ممن ادعى الربوبية لنفسه ونفاها عن الله تعالى، فقال: يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري.))
ولا نجد في مقولته المنسوبة إليه ( علي فرض صحتها) ما يعبر بالضرورة عن مصير فرعون بل هو قول مأول إن صح.
وقد نقلنا تأويل العلامة الكشميري
وقد نقل العلامة أبو العباس أحمد المقري في نفح الطيب تأويل ذلك
فقد أورد أن بعض العلماء تأول قول الشيخ محي الدين بايمان فرعون أن مراده بفرعون النفس.
بدليل قوله
قلبي قطبي. وقالبي اجفائي
سري خضري وعيته عرفاني
روحي هارون وكليمي موسيى
نفسي فرعون والهوى هاماتي.)
انظر نفح الطيب ج 7 ص 116
وعليه يلزم الأتي
1- أن يكون هذا القول مدسوس
فيكون أحد القولين منسوب إليه فهو كذب ( وبه قال الشعراني في اليواقيت والجواهر: ومن دعوى المنكر أن الشيخ يقول بقبول إيمان فرعون، وذلك كذب وافتراء على الشيخ. اليواقيت والجواهر ص25 ).
و قد بينا موقف الشيخ الأكبر ابن عربي الصريح كما هو وارد في الفتوحات فهو يرى أن فرعون لا يخرج من النار أبدا مما يلزم حمل الوارد في الفصوص على غير ظاهر الكلم وقد أشار الإمام الشعراني في اليواقيت والجواهر بأن ما نسب إلى الشيخ الأكبر قوله بإيمان فرعون بالمعنى الدارج قوله بين عوام الناس مكذوب ولا يصح نسبته إلى ابن عربي.
2- أن أحد القولين ناسخ للاخر
( الوارد في الفتوحات، الوارد في الفصوص ) متقدم زمنياً على الآخر مما يستدعى احتمالية تراجع الشيخ الأكبر عن أحد القولين، وهذا يجوز.
والفتوحات هو اخر ما كتبه الشيخ الاكبر قبل وفاته بــ3 اعوام
3- أن يكون لدلالة الكلام الوارد في الفصوص غير ما أريد به ظاهرياً.
وهذا ما نص عليه الائمة في فهم كلام الشيخ الكبر ابن عربي قدس الله سره وما نص عليه الائمة في تأويل كلام العلماء كما ذكرنا سابقاً.
ومنهم الإمام ابن كمال باشا المدافع عن سيدي ابن عربي فله رسالة في رد إيْمان فرعون (خ).
وعنها مخطوطة بحَالَتْ أفندي برقم 810 (82أ-84أ).
ولعلها هي التي أشار إليها جميل بك 1: 220 بعنوان ’رسالة في تفسير قوله تعالى (لم تكن آمنتْ من قبل) الآية. أولها: "الحمد لله على ما هدانا طريق الشرع القويم والصراط المستقيم... فلما سمع بعض أحبائي من بعض الناس في زي الصلحاء كلاما يشعر القول بإيمان فرعون عليه اللعنة…". كتبها للرد على رسالة العلامة جلال الدين الدواني في إيمان فرعون.
الوجه الأخير في الرد
رد الإمام ابن حجر الهيتمي في كتابه الزواجر عن إقتراف الكبائر
((فإن قلت: قد قال الإمام العارف المحقق محيي الدين بن العربي في فتوحاته المكية بصحة الإيمان عند الاضطرار, وأن فرعون مؤمن........الخ
إلى وصل وقال
فهل هذا الكلام مقرر أو مردود فما وجه رده؟
قلت (اي ابن حجر): ليس هذا الكلام مقررا, وإن كنا نعتقد جلالة قائله فإن العصمة ليست إلا للأنبياء.
، ولقد قال مالك رضي الله عنه وغيره: ما من أحد إلا مأخوذ من قوله ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر يعني النبي صلى الله عليه وسلم, على أنه قد نقل عن بعض كتب ذلك الإمام أنه صرح فيها بأن فرعون مع هامان وقارون في النار,, وإذا اختلف كلام إمام فيؤخذ منه بما يوافق الأدلة الظاهرة ويعرض عما خالفها......) انتهي المقصود من كلام ابن حجر
الزواجر عن إقتراف الكبائر ص 57

وفي هذا الكفاية في الرد هذه الشبهة من جميع جوانبها



محب القوم 11-05-2010 07:46 AM

من آلف في الدفاع عن الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي أو أثنى عليه و مدحه أو أستند لاقواله
وليعلم القارئ أننا سنورد فقط أمثلة من أنواعها وليس من باب الإحصاء فإن إحصائها لا يتيسر للباحث فقد مدح سيدي ابن عربي الوف من الائمة والأعلام وبطون الكتب تشهد وسنقوم بعرض أمثلة وفي ما سنورده الكفاية بإذن الله لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد

1- العلامة ابن النجار 578هــ
صاحب ذيل تاريخ بغداد والمستدرك علي تاريخ بغداد والكمال في معرفة الرجال ذكر الحافظ في اللسان ( 2 / 311 إلى 314 طبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت الطبعة الثالثة ، 1406 - 1986 ، بتحقيق دائرة المعرف النظامية - الهند ) ، ترجمة ابن عربي وترجم له برقم ( 1038 ) فقال معلقاً على ترجمة
الذهبي :
( وأول كلامه - الذهبي - لا يتحصل منه شيء ، تفرد به ، وينظر
في قوله أمعن النظر وانعم التأمل الفرق بينهما .وقد اعتد بالمحيى بن عربي أهل عصره فذاكره بن النجار في ذيل تاريخ بغداد وابن نفطة في تكملة الأكمال وابن العدم في تاريخ حلب والذكي
المنذري في الوفيات وما رأيت في كلامهم تعديا على الطعن كلهم ما عرفوها أو ما اشتهر كتابه الفصوص
إلى أن قال
وقال بن النجار كانت رحلته الى المشرق والف في التصوف وفي التفسير وغير ذلك تواليف لا يأخذها الحصر وله سعة وتصرف في الفنون من العلم وتقدم في الكلام والتصوف .
ثم قال
وقال بن النجار صحب الصوفية وارباب القلوب وسلك طريق الفقر وحج وجاور وصنف كتبا في علم القوم وفي أخبار زهاد المغاربة وله اشعار حسان وكلام مليح اجتمعت به بدمشق وكتبت عنه شيئا من شعره ونعم الشيخ هو .

وما قاله الحافظ محب الدين محمد بن محمود بن النجار البغدادي
(ت 643ه) في كتابه "ذيل تاريخ بغداد " :
(محمد بن علي بن محمد بن عربي أبو عبد الله الطائي من أهل الأندلس. ذكر لي أنه ولد بمرسية في ليلة الاثنين سابع عشر من رمضان سنة ستين وخمسمائة.
و نشأ بها، وانتقل إلى أشبيلية في سنة ثمان وسبعين، فأقام بها إلى سنة ثمان وتسعين. ثم دخل بلاد الشرق، وطاف بلاد الشام، ودخل بلاد الروم.
و كان قد صحب الصوفية، وأرباب القلوب، وسلك طريق القوم، وحج وصنف كتباً في علوم القوم، وفي أخبار مشايخ الغرب، وزُهَّادها، وله أشعار حسنة، وكلام مليح.
اجتمعت به بدمشق، وكتبت عنه أشياء من شعره، ونعم الشيخ هو.
دخل بغداد، وحدَّث بها بشيء من مصنفاته، وكتب عنه الحافظ أبو عبد الله بن الدبيثي. )
انتهى كلامه رحمه الله

2- الإمام النووي رحمه اللّه تعالى 631 هـ
وسئل الإمام محي الدين النووي عن الشيخ محي الدين بن عربي فقال: تلك أمة قد خلت ، ولكن الذي عندنا أنه يحرم على كل عاقل أن يسيء الظن بأحد من أولياء الله عز وجل ويجب عليه أن يؤول أقوالهم وأفعالهم ما دام لم يلحق بدرجتهم ولا يعجز
اليواقيت والجواهر للإمام الشعراني ط (البابي الحلبي 1959) ص (7)
ولمّا حكى الإمام النووي رحمه الله تعالى في كتابه " بستان العارفين"
عن الشيخ أبي الخير التيناني [ ت 343 هـ ] حكاية ظاهرها الإنكار قال : " قلت : قد يتوهم من يتشبه بالفقهاء ولا فقه عنده أنه يُنْكَر على أبي الخير هذا ، وهذه جهالة وغباوة ممن يتوهم ذلك ، وجسارة منه على إرسال الظنون في أفعال أولياء الرحمن ! فليحذر العاقل التوخي لشيء من ذلك ، بل حقُّه إذا لم يفهم حِكَمَهُم المُستفادة ولطائفهم المُسْتَجادَة أن يتفهمها ممن يعرفها . وكل شيء رأيتَه من هذا النوع مما يتوهم من لا تحقيق عنده أنه مخالف – ليس مخالفًا ؛ بل يجب تأويل أقوال أولياء الله تعالى" ا هـ .
"بستان العارفين" (ص (181))
وكذلك انظر ي شذرات الذهب في أخبار من ذهب ( 5 / 193 – 194 )
3-الإمام ابن العديم ت 660 هـ
ذكر الحافظ في اللسان ( 2 / 311 إلى 314 طبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت الطبعة الثالثة ، 1406 - 1986 بتحقيق دائرة المعرف النظامية - الهند ) ، ترجمة ابن عربي ،
وترجم برقم ( 1038 ) فقال معلقاً على ترجمة
الذهبي :
( وأول كلامه - الذهبي - لا يتحصل منه شيء ، تفرد به ، وينظر في قوله أمعن النظر وانعم التأمل الفرق بينهما .وقد اعتد بالمحيى بن عربي أهل عصره فذاكره بن النجار في ذيل تاريخ
بغداد وابن نفطة في تكملة الأكمال وابن العدم في تاريخ حلب والذكي المنذري في الوفيات وما رأيت في كلامهم تعديا على الطعن كلهم ماعرفوها أو ما اشتهر كتابه الفصوص
4- الإمام صفي الدين بن أبي المنصور وهو ممن لحق الشيخ الأكبر وتوفي عام 682
ذكر ذلك في رسالته

انظر: (( طبقات الأولياء )) لابن الملقن (ص540)، و((إيضاح المكنون )) (2/299).
رسالة الإمام العارف بالله صفي الدين بن أبي المنصور في سير
الأولياء الذين لقيهم (ط. المعهد الفرنسي بدمشق)
قال الشيخ العارف صفي الدين بن أبي المنصور في " رسالته ":
رأيت بدمشق الشيخ الإمام الوحيد، العالم العامل: مُحْيِي الدين بن عربي. وكان من أكبر علماء الطريق، جمع بين سائر العلوم الكَسْبِيَّة، وما قرأ من العلوم الوهبية. وشهرته عظيمة، وتصانيفه كثيرة. وكان غلب عليه التوحيد علما وخلقا.. لا يكترث الوجود مقبلا كان أو مُعرضًا، وله أتباع علماء، أرباب مواجيد، وتصانيف، وكان بينه وبين سيدي أبي العباس الحرار إخاء ورفقة في السياحات – رضي الله عنهما – آمين.
وذكر ذلك في تنبيه الغبي بتبرئه ابن عربي للامام السيوطي
وكذلك
ذكر الحافظ في اللسان ( 2 / 311 إلى 314 طبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت الطبعة الثالثة ، 1406 - 1986 بتحقيق دائرة المعرف النظامية - الهند ) ، ترجمة ابن عربي ،وترجم له برقم ( 1038 )
وقال بن أبي المنصور : كان من أكبر علماء الطريق جمع بين سائر العلوم المكتسبة وماموله من العلوم الوهيبة وكان غلب عليه التوحيد علما وخلقا وحالا لا مكترثا بالوجود مقبلا كان أو معرضا ويحكى عنه من يتعصب له احوالا سنية ومعارف كثيرة والله أعلم .
5- الإمام العز ابن عبدالسلام ت 660 هـ
كما ذكرنا سابقاً قـد كان الإمام المجتهد شيخ الإسلام العز بن عبد السلام رحمه الله تعالى ينكر على الشيخ ابن العربي في أول أمره ، فلما عرف مقامه شهد له ورجع عن إنكاره ، وقرر أن الإمام محيي الدين قطب زمانه .فليراجع ردنا علي قول الامام العز ابن عبدالسلام.
6- الحافظ الفقيه المؤرخ أبي شامة المقدسي المتوفي سنة (665هـ)
قال في كتابه "تراجم رجال القرنين السادس والسابع "
"وفي الثاني والعشرين من الربيع الآخر توفي بدمشق المحيي الدين بن العربي واسمه : محمد بن علي بن محمد بن العربي أبو عبد الله الطائي الحاتمي قرأته من خطه وذكره الزيني في تاريخه ودفن بمقبرة القاضي محيي الدين بجبل قاسيون .
حضرت الصلاة عليه بجامع دمشق يوم الجمعة وشيعته إلى الميدان بسوق الغنم ، وكانت له جنازة حسنة ، وله تصانيف كثيرة وعليه التصنيف سهل،
وله شعر حسن وكلام طويل على طريق التصوف وغيره . وهو من بلاد الأندلس...."
7- الإمام بن المديني
كما ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني فقال
ذكر الحافظ في اللسان ( 2 / 311 إلى 314 طبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت الطبعة الثالثة ، 1406 - 1986 بتحقيق دائرة المعرف النظامية - الهند ) ، ترجمة ابن عربي ،
وترجم له برقم ( 1038 )
وقال بن المديني قدم بغداد سنة ثمان وست مائة فكان يومى اليه بالفضلالمعرفة والغالب عليه طريق أهل الحقيقة وله قدم في الرياضة والمجاهدة وكلام على لسان القوم ورأيت جماعة يصفونه بالتقدم والمكانة عند أهل هذا الشان
8-الإمام بن سدي
ذكر الحافظ في اللسان ( 2 / 311 إلى 314 طبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت الطبعة الثالثة ، 1406 - 1986 بتحقيق دائرة المعرف النظامية - الهند ) ، ترجمة ابن عربي ،
وترجم له برقم ( 1038 )
وقال بن سدي وكان يلقب القشيري لقبا غلب عليه لما كان يشتهر به من التصوف وكان جميل الحلية والفضل محصلا لفنون العلم وله في الأدب الشأو الذي لا يلحق سمع ببلده من أبي بكر بن الحسين ومحمد بن سعيد بن زرقون وجابر الحضرمي وبسبتة من أبي محمد بن عبيد الله وباشبيلية من عبد المنعم الخزرجي وأبي جعفر بن نصار وبمرشنة من أبي بكر بن أبي حمزة .
9 - وقال ايضاً الشيخ محيي الدين الإمام شمس الدين محمد بن مسدي قال في معجمه البديع المحتوي على ثلاث مجلدات
وترجمه ترجمة عظيمة مطولة أذكر منها أنه قال :
" إنه كان ظاهري المذهب في العبادات باطني النظر في الاعتقادات خاض بحر تلك العبارات وتحقق بمحيا تلك الإشارات وتصانيفه تشهد له عند أولي البصر بالتقدم والإقدام ومواقف النهايات في مزالق الأقدام ولهذا ما ارتبت في أمره والله تعالى أعلم بسره" انتهى
ذكره المقري التلمساني في "النفح الطيب ج7 ص 159"

10- العلامة الكمال بن الزملكاني 666هــ
قال الحافظ ابن حجر في المصدر السابق
وقد اطراه الكمال بن الزملكاني فقال : هو البحر الزاخر في المعارف الإلهية .
وقال الإمام الصفدي رحمه الله
في كتابه الوافي بالوفيات :
"وقد عظمه الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني رحمه الله تعالى في مصنفه الذي عمله في الكلام على الملك والنبي والشهيد والصديق وهو مشهور فقال في الفصل الثاني في فضل الصديقية:وقال الشيخ محيي الدين ابن العربي البحر الزاخر في المعارف الإلهية ، وذكر من كلامه جملة
ثم قال آخر الفصل:إنما نقلت كلامه وكلام ما جرى مجراه من أهل الطريق لأنهم أعرف بحقائق هذه المقامات وأبصر بها لدخولهم فيها وتحققهم بها ذوقاً والمخبر عن الشيء ذوقاً مخبر عن عين اليقين فاسأل به خبيراً" انتهى
و نقله كذلك :
1- الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه لسان الميزان كما سبق
2-والإمام اليافعي في كتابه مرآة الجنان
3-والإمام المقري في كتابه النفح الطيب...
-........وغيرهم
11- قال الحافظ جمال الدين المحمودي الدمشقي ابن الصابوني المتوفي سنة 680 هـ في كتابه " تكملة اكمال الإكمال"
باب النوري
((وفاته أيضاً في باب النوري بالنون.شيخنا الزاهد أبو الطاهر إسماعيل بن سودكين بن عبد الله النوري شيخ فاضل: له شعر حسن، وكلام في التصوف. صحب الشيخ العارف أبا عبد الله محمد بن علي بن محمد بن العربي، وكتب عنه أكثر مصنفاته، وسمع الحديث بمصر من الفقيه أبي الفضل محمد بن يوسف الغزنوي وأبي عبد الله محمد بن حمد الأرتاحي،
تكملة اكمال الاكمال ج1 ص16

12- جاء في حاشية أنواع البروق في انواع الفروق وهو كتاب للإمام القرافي المالكي المتوفي سنة 684 هـ والحاشيةلابن حسين المكي المالكي
(في شرح القاعدة التاسعة عشرة ) التفضيل بجودة البنية والتركيب وله أمثلة .
الأمر الثاني أن الملائكة مع قدرتهم على التشكل بأشكال مختلفة
للطافة أجسامهم النورانية لا يتشكلون في صور بعضهم فلا يتشكل جبريل بصورة ميكائيل ولا العكس بخلاف أولياء البشر فيمكنهم ذلك كما في اليواقيت عن ابن العربي
الأمر الثالث أن في اليواقيت عن الشيخ الأكبر أن مقام { لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل } الحديث من خصوصيات البشر ، وأما الملائكة فكل طاعاتهم محتمة عليهم فلا يفرغون من توظيف حتى يمكنهم التطوع نعم قال السعد لا قاطع في هذه المقامات كذا يؤخذ من الأمير على عبد السلام على الجوهرة وثانيها تفضيل الجان على بني آدم في الأبنية وجودة التركيب
من جهة تقديره تعالى أنهم يعيشون الآلاف من السنين فلا يعرض لهم الموت وكذلك لا تعرض لهم الأمراض والأسقام التي تعرض لبني آدم بسبب أن أجسادهم لم يجعلها تعالى مشتملة على الرطوبات وأجرام الأغذية
ج2 ص 266
وقال بعدها
"وفي كتاب مسامرة الأخيار للشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي - قدس سره - خبر الحية الطائفة بالبيت عن أبي الطفيل قال كانت امرأة من الجن في الجاهلية تسكن ذا طوى وكان لها ابن ولم يكن لها ولد غيره وكانت تحبه حبا شديدا وكان شريفا في قومه فتزوج ........."
انتهى
ج 2 ص 267
13- الحافظ ابن نقطة
قال في كتابه " تكملة الإكمال "
"وأبو بكر محمد بن علي بن العربي من أهل المغرب سكن بلاد الروم ملطية وقونية وقد طاف البلاد ودخل بغداد له كلام وشعر حسن على طريقة العارفين غير أنه لا يعجبني شعره وقد أنشدني بعض أصدقائي من شعره ببغداد أنشدني أبو الفضل جعفر بن علي الحسني السعدي اليمني ببغداد له قصائد منها قصيدة اولها ألا يا حمامات الأراكة والبان......."
انتهى
كما ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في اللسان فقال
ذكر الحافظ في اللسان ( 2 / 311 إلى 314 طبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت الطبعة الثالثة ، 1406 - 1986 بتحقيق دائرة المعرف النظامية - الهند ) ، ترجمة ابن عربي ،
وترجم له برقم ( 1038 ) فقال معلقاً على ترجمة
الذهبي :
( وأول كلامه - الذهبي - لا يتحصل منه شيء ، تفرد به ، وينظر
في قوله أمعن النظر وانعم التأمل الفرق بينهما .وقد اعتد بالمحيى بن عربي أهل عصره فذاكره بن النجار في ذيل تاريخ بغداد وابن نفطة في تكملة الأكمال وابن العديم في تاريخ حلب والذكي
المنذري في الوفيات وما رأيت في كلامهم تعديا على الطعن كلهم ما عرفوها أو ما اشتهر كتابه الفصوص .نعم قال بن نفطة لا يعجبني شعره وأنشد له قصيدة منها ...لقد حار قلبي قابلا كل صورة ... فمرعى لغزلان ودير الرهبان وبيتا لاصنام وكعبة طائف ... والواح توراة ومصحف قرآن .
14- الإمام القونوي 673 ه
محمد بن إسحاق بن محمد بن يوسف بن علي القونوي الرومي، صدر الدين:
من كبار تلاميذ الشيخ محيي الدين ابن العربي. وكان شافعي المذهب.
من كتبه (النصوص في تحقيق الطور المخصوص - خ) تصوف،
اللمعة النورانية في مشكلات الشجرة النعمانيةلابن عربي - خ)
15- الامام الصفدي 696هــ
الشيخ صلاح الدين الصفدي وهو من تلاميذ ابن تيمية
قال الشيخ صلاح الدين الصفدي وهو من تلاميذ ابن تيمية، بعد كلام
طويل (الوافي في الوفيات 4//174):
وقفت على كتابه الذي سماه 'الفتوحات المكية' لانه صنعه بمكة، وهو في عشرين مجلدة بخطه، فرأيت اثناءه دقائق وغرائب ليست توجد في كلام غيره، وكأن المنقول والمعقول ممثلان بين عينيه في صورة محصورة يشاهدها، متى اراد اتى بالحديث او الامر ونزوله على ما يريده، وهذه
قدرة ونهاية اطلاع وتوقد ذهن وغاية حفظ وذكر، ومن وقف على هذا الكتاب علم
قدره، وهو من اجل مصنفاته) انتهى
قال الصلاح الصفدي - رحمه الله - في الوافي 4/174:
وقد ذكر في كتاب الفتوحات المكية (1/162 طبعة دِ عثمان يحيى)
في المجلدة الاولى عقيدته، فرأيتها من اولها الى آخرها عقيدة الشيخ ابي
الحسن الاشعري ليس فيها ما يخالف رأيه، وكان الذي طلبها مني بصفد وانا في القاهرة فنقلتها اعني العقيدة لا غير في كراسة وكتبت عليها:
ليس في هذه العقيدة شيء
يقتضيه التكذيب والبهتان
لا ولا ما قد خالف العقل
والنقل الذي قد اتى به القرآن
وعليها للأشعري مدار
ولها في مقاله إمكان
وعلى ما ادعاه يتجه البحث
ويأتي الدليل والبرهان
بخلاف الشناع عنه ولكن
ليس يخلو من حاسد إنسان
ولم أكن وقفت على شيء من كلامه ثم اني وقفت على 'فصوص الحكم' التي له فرأيت فيها اشياء منكرة الظاهر لا توافق الشرع، وما فيه شك انه يحصل له ولأمثاله حالات عند معاناة الرياضات في الخلوات، يحتاجون الى العبارة عنها فيأتون بما تقصر الالفاظ عن تلك المعاني التي تمحوها في تلك الحالات، فنسأل الله العصمة من الوقوع فيما خالف الشر.
16- شيخ الإسلام الإمام الزكي المنذري 581 :656هـ
في ( التكملة لوفيات النقلة)
(حيث وصفه الإمام المنذري بالشيخ الاجل )
التكملة لوفيات النقلة ج3 ص 555 رقم 2972 ط. مؤسسة الرسالة
وذكره الحافظ ابن حجر العسقلاني كما سبق
17- المؤرخ الكبير والأديب عربي شمس الدين أحمد ابن خلكان المتوفي سنة 681 هـ يقول في كتابه "وفيات الأعيان")7\11(

"كان الأمير أبو يوسف يعقوب المذكور يشدد في إلزام الرعية بإقامة الصلوات الخمس و*** في بعض الأحيان على شرب الخمر و*** العمال الذين تشكو الرعايا منهم وأمر برفض فروع الفقه وأن العلماء لا يفتون إلا بالكتاب العزيز والسنة النبوية ولا يقلدون أحداً من الأئمة المجتهدين المتقدمين بل تكون أحكامهم بما يؤدي إليه اجتهادهم من استنباطهم القضايا من الكتاب والحديث والإجماع والقياس ولقد أدركنا جماعة من مشايخ المغرب وصلوا إلينا إلى البلاد وهم على ذلك الطريق مثل ابي الخطاب ابن دحية وأخيه أبي عمر ومحيي الدين ابن العربي نزيل دمشق وغيرهم" انتهى

18- (الفناري) (751 - 834 ه )
محمد بن حمزة بن محمد، شمس الدين الفناري (أو الفنرى) الرومي:
عالم بالمنطق والاصول.ولي قضاء بروسة.
وارتفع قدره عند السلطان (بايزيد خان) وحج مرتين، زار في الاولى مصر (سنة 822) واجتمع بعلمائها، والثانية (سنة 833) شكرا
لله على إعادة بصره إليه، وكان قد أشرف على العمى، أو عمي، وشفي.ومات بعد عودته من الحج.
قال السيوطي: كان يعاب بنحلة ابن العربي وبإقراء الفصوص.

19- الحافظ الذهبي لم يكفر الشيخ الأكبر 673 هـ
بعد أن سرد الإمام الذهبي الأقوال قال الذهبي بتوثيقه واي شهادة اكبر من هذا ولترى قول الإمام الذهبي في الشيخ الأكبر فهذا هو خلاصة قوله بعد ان
نقل الأقوال فقال في اخر الترجمة ..
الذهبي يقول في الميزان بتوثيق الشيخ الاكبر (3/660) :
(( فإنه كان عالما بالآثار والسنن ، قوى المشاركة في العلوم .وقولى أنا فيه : إنه يجوز أن يكون من أولياء الله الذين اجتذبهم الحق إلى جنابه عند الموت ، وختم له بالحسنى )) !
وقال ايضاً في نفس الترجمة
جوز ان يكون من أولياء الله تعالى الذين اجتذبهم الحق الى جناته عند الموت , وختم لهم بالحسنى , ومن قوله في الله عز وجل :
يا من يراني ولا اراه // كم ذا اراه ولا يراني
فلما تسامع الناس بهذا القول انكروه فزاد بيتين اخر فسراه وأزال غموضه
يا من يراني مذنبا // ولا أراه اخذا
كم ذا أراه منعما // ولا يراني لائذا
فهدأت موجة اعتراضهم اذ رأوا القول ممكن التأويل , ويكاد يكون معظم كلامه الذي اعترض عليه به من هذا القبيل , أما ما نسب اليه مما لا يمكن تأويله فالراجح أنه مدسوس عليه )
وراجع ايضاً ( لسان الميزان ( 311/ 5 ) وما بعدها ,
لابن حجر العسقلاني )
فهذا راي الإمام الذهبي أن الشيخ الأكبر كان عالماً بالاثار قوي المشاركة في العلوم وقوله فيه أنه يجوز أن يكون من أولياء الله الصالحين.
فأي قول بعد هذا.
واليك قوله في مكان اخر
قال الإمام الذهبي، رحمه الله، في كتابه 'التاريخ الكبير في حوادث
638' سنة وفاة الشيخ الاكبر - رحمه الله، :
(( ولابن العربي توسع في الكلام وذكاء وقوة حافظة وتدقيق في التصوف، وتواليف جمة في العرفان، ولولا شطحات كلامه وشعره لكان كلمة إجماع، ولعل ذلك وقع منه في حال سكره وغيبته فنرجو له الخير . )) انتهي

20- شيخ الإمام الذهبي أبو العلاء محمود بن أبي بكر الفرضي الحنفي المتوفى سنة هـ 700
قال في كتابه المسند
" كان شيخا عالما جامعا للعلوم صنف كتبا كثيرة وهو من ذرية عبد الله بن حاتم الطائي أخي عدي بن حاتم "
ذكره الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه لسان الميزان كما سبق وسيلي

21- الإمام ابن الأبار هو محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي البلنسي ولد في بلنسية سنة 595
(
قال بن الأبار هو من أشبيلية واصله من سبتة وأخذ عن مشيخة بلده ومال الى الأدب وكتب لبعض الولاة ثم ترك ذلك ورحل الى المشرق حاجا ولم يعد وكان يحدث بالإجازة العامة عن السلفي ويقول بها وبرع في علم التصوف .)
انظر لسان الميزان في الترجمات السابقة والاتية
22- الحافظ ابن حجر العسقلاني
ذكر الحافظ في اللسان ( 2 / 311 إلى 314 طبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت الطبعة الثالثة ، 1406 - 1986 ، بتحقيق دائرة المعرف النظامية - الهند ) ، ترجمة ابن عربي ، وترجم له ترجمة منصفة برقم ( 1038 ) فقال معلقاً على ترجمة الذهبي :
( وأول كلامه - الذهبي - لا يتحصل منه شيء ، تفرد به ، وينظر في قوله أمعن النظر وانعم التأمل الفرق بينهما .
وقد اعتد بالمحيى بن عربي أهل عصره فذاكره بن النجار في ذيل تاريخ بغداد وابن نفطة في تكملة الأكمال وابن العديم في تاريخ حلب والذكي المنذري في الوفيات وما رأيت في كلامهم تعديا على الطعن كلهم ما
عرفوها أو ما اشتهر كتابه الفصوص .
نعم قال بن نفطة لا يعجبني شعره وأنشد له قصيدة منها ...
لقد حار قلبي قابلا كل صورة ... فمرعى لغزلان ودير الرهبان وبيتا لاصنام وكعبة طائف ... والواح توراة ومصحف قرآن .
وهذا على قاعدته في الوحدة وقد كتب بخطه في إجازته للملك المظفر
غازي بن العادل أنه قرء القرآن بالسبع على أبي بكر محمد بن خلف بن حاف اللخمي وأخذ عنه الكتابة لمحمد بن شريح وحدث به عن شريح بن محمد عن أبيه وقرأ أيضا على عبد الرحمن بن عال الشراط القرطبي وسمع علي أبي عبد الله الهادمي قاضي فاس التبصرة في القراءات لمكي
وحدثه به عن أبي بحر بن القاضي وسمع التيسير على أبي بكر بن أبي حمزة عن أبيه عن المؤلف وانه سمع على محمد بن سعيد بن زرقون وعبد الحق بن عبد الرحمن الأشبيلي وانه سمع أيضا على بن الخراساني ويونس بن يحيى الهاشمي ومعين بن أبي الفتوح وجمع كثير وأنه أجاز له السلفي
وابن عساكر وابن الجوزي وأنه صنف كتبا كثيرة منها ما هو كراسة واحدة ومنها ما هو مائة مجلد وما بينهما وذكر منها التفصيل في أسرار معاني التنزيل فرغ منه الى قصة موسى في سورة الكهف أربعة وستون سفرا وسرق منها شيء كثير جدا .
وقال بن الأبار هو من أشبيلية واصله من سبتة وأخذ عن مشيخة بلده ومال الى الأدب وكتب لبعض الولاة ثم ترك ذلك ورحل الى المشرق حاجا ولم يعد وكان يحدث بالإجازة العامة عن السلفي ويقول بها وبرع في علم التصوف .
وقال المنذري ذكر انه سمع بقرطبة من بن بشكوال وانه سمع بمكة وبغداد والموصل وغيرها وسكن الروم وجمع مجاميع .
وقال بن النجار كانت رحلته الى المشرق والف في التصوف وفي التفسير وغير ذلك تواليف لا يأخذها الحصر وله سعة وتصرف في الفنون من العلم وتقدم في الكلام والتصوف .
وقال بن المديني قدم بغداد سنة ثمان وست مائة فكان يومى اليه بالفضل والمعرفة والغالب عليه طريق أهل الحقيقة وله قدم في الرياضة والمجاهدة وكلام على لسان القوم ورأيت جماعة يصفونه بالتقدم والمكانة عند أهل هذا الشان بالبلاد وله اتباع ووقفت له على مجموع من تأليفه فيه منامات حدث بها عن من رأى النبي صلى الله عليه وسلم ومنامات يرويها عن رؤيته هو للنبي صلى الله عليه و سلم وكتب عني شيئا من ذلك وسمعته منه .
وقال بن النجار صحب الصوفية وارباب القلوب وسلك طريق الفقر وحج وجاور وصنف كتبا في علم القوم وفي أخبار زهاد المغاربة وله اشعار حسان وكلام مليح اجتمعت به بدمشق وكتبت عنه شيئا من شعره ونعم الشيخ هو .
وقرأت بخط اليعموري أسد بن سعد الدين بن شيخنا الإمام الراسخ محيي الدين أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن العربي الحاتمي وذكر شعرا .
وقال بن سدي وكان يلقب القشيري لقبا غلب عليه لما كان يشتهر به من التصوف وكان جميل الحلية والفضل محصلا لفنون العلم وله في الأدب الشأو الذي لا يلحق سمع ببلده من أبي بكر بن الحسين ومحمد بن سعيد بن زرقون وجابر الحضرمي وبسبتة من أبي محمد بن عبيد الله وباشبيلية من عبد المنعم الخزرجي وأبي جعفر بن نصار وبمرشنة من أبي بكر بن أبي حمزة .
وذكر أنه لحق عبد الحق ببجاية وفي ذلك نظر وان السلفي أجاز له واحسنها الإجازة العامة وله تواليف وكان مقتدرا على الكلام ولعله ما سلمه من الكلام .
وكان ظاهري المذهب في العبادات باطني النظر في الإعتقادات ويقال انه لما كان ببلاد الروم دلسه الملك ذات يوم فقال هذا يدعوه الأسود فقال خدمته لتلك فقال في المبذل لك أعد خلقه . وقد اطراه الكمال بن الزملكاني فقال : هو البحر الزاخر في المعارف الإلهية .
وانما ذكرت كلامه وكلام غيره من أهل الطريق لأنهم اعرف بحقائق المقامات من غيرهم لدخولهم فيها وتحققهم بها ذوقا مخبرين عن عين اليقين . وقال بن أبي المنصور : كان من أكبر علماء الطريق جمع بين سائر العلوم المكتسبة وماموله من العلوم الوهيبة وكان غلب عليه التوحيد علما وخلقا وحالا لا مكترثا بالوجود مقبلا كان أو معرضا ويحكى عنه من يتعصب له احوالا سنية ومعارف كثيرة والله أعلم . وقرأت بخط أبي العلاء الفرضي في المسند كان شيخا عالما جامعا للعلوم صنف كتبا كثيرة وهو من ذرية عبد الله بن حاتم الطائي أخي عدي بن حاتم وأما عدي فلم يعقب وتقدم له ذكر في ترجمة بن دحية عمر بن الحسن في حرف العين .
وقال القطب السرمين في ذيل في ترجمة سعد الدين بن أبي عبد الله محيي الدين بن عربي كان والده من كبار المشايخ العارفين وله مصنفات عديدة وشعر كثير وله أصحاب يعتقدون فيه اعتقادا عظيما مفرطا يتغالون فيه وهو عندهم نحو درجة النبوة ولم يصحبه أحد الا وتغالى فيه ولا يخرج عنه أبدا ولا يفضل عليه غيره ولا يساوي به أحدا من أهل زمانه وتصانيفه لا يفهم منها الا القليل لكن الذي يفهم منها حسن جميل وفي تصانيفه كلمات ينبو السمع عنها وزعم اصحابه ان لها معنى باطنها غير الظاهر وبالجملة فكان كبير القدر من سادات القوم وكانت له معرفة تامة بعلم الأسماء والحروف وله في ذلك أشياء غريبة واستنباطات عجيبة انتهى ) انتهت
الترجمة من الكتاب المذكور ..
والسؤال المطروح هو : لماذا الإمام محي الدين ابن عربي أعتد به
علماء عصره ولم ينتقدوه ، وانما جاء النقد بعد موته بفترة ؟؟ ..
قال الحافظ في اللسان ( وقد اعتد بالمحيى بن عربي أهل عصره )
وهل كان علماء عصره جهلة إلى هذا الحد ؟؟..
الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله
وغيره من الحفاظ والعلماء قد رووا كتب الشيخ ابن عربي تلقوها سماعا وأقرؤوها إجازة، حتى وصلت إلى الشيخ أبو المواهب الحنبلي
من كتاب مشيخة أبي المواهب الحنبلي لابن عبد الباقي الحنبلي (صفحة 27) قال:
((سند صاحب المشيخة (أبي المواهب الحنبلي) بمؤلفات ابن عربي
هذا ويروي شيخنا صاحب هذه المشيخة رحمه الله تعالى تآليف الإمام الهمام أستاذ المحققين العارف بالله تعالى أبي عبد الله محيي الدين محمد بن علي بن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي ثم المكي ثم الدمشقي قدس سره العزيز عن سادات كرام منهم نور الدين علي الشبراملسي المصري، والشيخ عبد القادر بن الشيخ مصطفى الفرضي الصفوري، وسيد النقباء بدمشق السيد محمد بن السيد كمال الدين بن حمزة، ووالده الشيخ عبد الباقي الحنبلي المتقدم ذكرهم برواية الأول عن نور الدين علي الحلبي، عن البرهان العلقمي، عن أخيه محمد العلقمي، عن الجلال السيوطي، عن محمد بن مقبل الحلبي، عن أبي طلحة الحراوي الزاهد، عن الشرف الدمياطي، عن سعد الدين محمد بن الشيخ محيي الدين بن العربي،عن والده الشيخ محيي الدين قدس سره.
ورواية الثاني عن شهاب الدين أحمد بن عبد الرحمن الوارثي الصديقي، عن خاله عالم الإسلام وقطب الأولياء الكرام محمد بن أبي الحسن الصديقي. عن والده أبي الحسن، عن شيخ الإسلام زكريا الأنصاري، عن الحافظ ابن حجر العسقلاني بروايته لذلك من طريقين: أحدهما عن السيد عبد الرحمن بن عمر القبابي، عن العز محمد بن إسماعيل بن عمر بن المسلم الحموي، عن العفيف سليمان بن علي التلمساني، عن شيخه صدر الدين محمد بن إسحاق القونوي، عن الإمام محيي الدين محمد بن العربي قدس سره.
والثاني عن العلامة شمس الدين محمد بن حمزة الفناري الرومي، عن والده حمزة بن محمد بن محمد الفناري، عن الصدر القونوي، عن الشيخ محيي الدين قدس سره.
ونسال فهل الحافظ ابن حجر العسقلاني وأبو زكريا الأنصاري يقرؤوا كفراً وينقلوه إلى غيرهم بالإجازة؟؟

23- الإمام العلامةُ مجد الدين الفيروزابادي صاحب " القاموس المحيط " [ ت 817 هـ ]
كان من أشدّ المُعجبين به، حتى إنّه طرّز شَرْحَهُ على البُخاريّ بكثير من
أقواله.
قال عنه الحافظ ابن حجرالعسقلاني : "لما اشتهرت باليمن مقالة ابن عربي، ودعا إليها الشيخ إسماعيل بن إبراهيم الجبرتي، وغلبت على علماء تلك البلاد صار الشيخ مجد الدين
يُدخل فيشرح البخاري من كلام ابن عربي."
وألف كتابًا يرد فيه على ابن الخياط ما اتَّهم به الشيخ ابن العربي في
عقيدته وسماه " الاغتباط بمعالجة ابن الخياط "
وانظر ايضاً
نفح الطيب ( 2/176ـ 177 ) ، شذرات الذهب ( 7/ 331 )

24- شيخ الإسلام زكريا الأنصاري رحمه الله 824 هـ
يقول عن الشيخ الأكبر ابن عربي

(لا يخلو كلام الأئمة عن ثلاثة أحوال لأنه إما أن يوافق صريح الكتاب والسنة فهذا يجب اعتقاده جزما وإما أن لا يظهر لنا موافقته ولا مخالفته فأحسن أحواله الوقف وإما أن يخالف الكتاب والسنة ولا يمكن تأويله فمرفوض مردود لا يصح قبوله وقد أخبرني العارف بالله الشيخ أبو الطاهر المزني الشاذلي رضي الله عنه أن جميع ما في كتب الشيخ محي الدين مما خالف ظاهر الشريعة مدسوس عليه لأنه رجل كامل بإجماع المحققين والكامل لا يصح في حقه شطح عن ظاهر الكتاب والسنة فمن كلامه يعني الشيخ محي الدين بن عربي أن (من رمى ميزان الشريعة من يده لحظة هلك) وجميع ما عارض منلامه ظاهر الشريعة وما عليه الجمهور فهو مدسوس عليه ولقد كانت عند الشيخ أبي طاهر المغربي نسخة من الفتوحات كان قد قابلها على نسخة الشيخ التي بخطه فلم أر فيها مما كنت قد توقعت فيه وإن هذا الإمام إن كان قد دُسَّ عليه فقد دس الزنادقة تحت وسادة الإمام أحمد بن حنبل في مرض موته عقائد زائفة ولولا أن أصحابه يعلمون منه صحة الاعتقاد لافتتنوا بما وجدوه تحت وسادته فهذا هو ابن الفراء يقول في طبقاته نقلا
عن أبي بكر المرزوي ومسد وحرب: أنهم رأوا الكثير من المسائل ونسبوها إلى الإمام أحمد بن حنبل ويضيق رجلين صالحين بليا بأصحاب سوء : وهما جعفر الصادق وأحمد بن حنبل أما جعفر الصادق فقد نسبت إليه أقوال كثيرة دونت في فقه بعض الفئات الإسلامية على أنها له وهو منها بري وأما أحمد بن حنبل فقد نسب إليه بعض الحنابلة آراء في العقائد لم يقل بها
التصوف الإسلامي والإمام الشعراني لطه عبدالباقي سرور ص 82

وذكر في اسنى المطالب
وَقَدْ نَصَّ عَلَى وِلَايَةِ ابْنِ عَرَبِي جَمَاعَةٌ عُلَمَاءُ عَارِفُونَ بِاَللَّهِ مِنْهُمْ الشَّيْخُ تَاجُ الدِّينِ بْنُ عَطَاءِ اللَّهِ وَالشَّيْخُ عَبْدُ اللَّهِ الْيَافِعِيُّ ، وَلَا يَقْدَحُ فِيهِ وَفِي طَائِفَتِهِ ظَاهِرُ كَلَامِهِمْ الْمَذْكُورِ عِنْدَ غَيْرِ الصُّوفِيَّةِ لِمَا قُلْنَاهُ ؛ وَلِأَنَّهُ قَدْ يَصْدُرُ عَنْ الْعَارِفِ بِاَللَّهِ إذَا اسْتَغْرَقَ فِي بَحْرِ التَّوْحِيدِ وَالْعِرْفَانِ بِحَيْثُ تَضْمَحِلُّ ذَاتُهُ فِي ذَاتِهِ وَصِفَاتُهُ فِي صِفَاتِهِ وَيَغِيبُ عَنْ كُلِّ مَا سِوَاهُ عِبَارَاتٌ تُشْعِرُ بِالْحُلُولِ

وكذلك ذكر السخاوي انه كان يعظم الإمام ابن الفارض والشيخ الأكبر ابن عربي رضي الله عنهم اجمعين.
شيخ الإسلام زكريا الأنصاري رحمه الله
وغيره من الحفاظ والعلماء قد رووا كتب الشيخ ابن عربي تلقوها سماعا وأقرؤوها إجازة، حتى وصلت إلى الشيخ أبو المواهب الحنبلي
من كتاب مشيخة أبي المواهب الحنبلي لابن عبد الباقي الحنبلي (صفحة 27) قال:
((سند صاحب المشيخة (أبي المواهب الحنبلي) بمؤلفات ابن عربي
هذا ويروي شيخنا صاحب هذه المشيخة رحمه الله تعالى تآليف الإمام الهمام أستاذ المحققين العارف بالله تعالى أبي عبد الله محيي الدين محمد بن علي بن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي ثم المكي ثم الدمشقي قدس سره العزيز عن سادات كرام منهم نور الدين علي الشبراملسي المصري، والشيخ عبد القادر بن الشيخ مصطفى الفرضي الصفوري، وسيد النقباء بدمشق السيد محمد بن السيد كمال الدين بن حمزة، ووالده الشيخ عبد الباقي الحنبلي المتقدم ذكرهم برواية الأول عن نور الدين علي الحلبي، عن البرهان العلقمي، عن أخيه محمد العلقمي، عن الجلال السيوطي، عن محمد بن مقبل الحلبي، عن أبي طلحة الحراوي الزاهد، عن الشرف الدمياطي، عن سعد الدين محمد بن الشيخ محيي الدين بن العربي،عن والده الشيخ محيي الدين قدس سره.
ورواية الثاني عن شهاب الدين أحمد بن عبد الرحمن الوارثي الصديقي، عن خاله عالم الإسلام وقطب الأولياء الكرام محمد بن أبي الحسن الصديقي. عن والده أبي الحسن، عن شيخ الإسلام زكريا الأنصاري، عن الحافظ ابن حجر العسقلاني بروايته لذلك من طريقين: أحدهما عن السيد عبد الرحمن بن عمر القبابي، عن العز محمد بن إسماعيل بن عمر بن المسلم الحموي، عن العفيف سليمان بن علي التلمساني، عن شيخه صدر الدين محمد بن إسحاق القونوي، عن الإمام محيي الدين محمد بن العربي قدس سره.
والثاني عن العلامة شمس الدين محمد بن حمزة الفناري الرومي، عن والده حمزة بن محمد بن محمد الفناري، عن الصدر القونوي، عن الشيخ محيي الدين قدس سره.
ونسال فهل الحافظ ابن حجر العسقلاني وأبو زكريا الأنصاري يقرؤوا كفراً وينقلوه إلى غيرهم بالإجازة؟؟

25- شيخ المؤرخين تقي الدين المقريزي (845هـ)
قال في كتابه "المواعظ والاعتبار"
مدة بقاء القاهرة ووقت خرابها
"قال العارف محيي الدين محمد بن العربي الطائي الحاتمي في الملحمة المنسوبة إليه قاهرة تعمر في سنة ثمان وخمسين وثلثمائة، وتخرب سنة ثمانين وسبعين، ووقفت لها على شرح لم أعرف تصنيف من هو، فإنه لم يسم في النسخة التي وقفت عليها، وهو شرح لطيف قليل الفائدة، فإنه ترك
كلام المصنف فيما مضى على ما هو معروف في كتب التاريخ، ولم يبين مراده، فيما يستقبل، وكانت الحاجة ماسة إلى معرفة ما يستقبل أكثر من المعرفة بحال ما مضى، لكن أخبرني غير واحد من الثقات، أنه وقف لهذه الملحمة على شرح كبير في مجلدين......"
المواعظ والاعتبار ج 2 ص 73

26 - الإمام العلامة جلال الدين السيوطي
له رسالة تنبيه الغبي في تبرئه ابن عربي ومن أقواله في هذه الرسالة
( والقول الفصل في ابن العربي إعتقاد ولايته , وترك النظر في كتبه , فقد نقل عنه هو انه قال : نحن قوم لايجوز النظر في كتبنا )

27 - المؤرخ أبو عبد الله بن زكريا بن محمد القزويني المتوفي سنة 682 هـ
قال في كتابه"آثار البلاد وأخبار العباد ص 497"
" الاقليم الخامس ...اشبلية.................ينسب إليها الشيخ الفاضل محمد بن العربي الملقب بمحيي الدين. رأيته بدمشق سنة ثلاثين وستمائة. وكان شيخاً فاضلاً أديباً حكيماً شاعراً عارفاً زاهداً. سمعت أنه يكتب كراريس فيها أشياء عجيبة.
سمعت أنه كتب كتاباً في خواص قوارع القرآن......."

28 -المؤرخ الشهير ابن تغري بردي المتوفى سنة 874هـ
قال في كتابه
" المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي"
"وله في طريقة الشيخ محي الدين بن عربي قدس الله سره العزيز:
يقولون دع ليلى لثني كيف لي ... وقد ملكت قلبي بحسن اعتدالها
واقسم ما عاينت في الكون صورة ... لَهَا الحسن إِلاَّ قلت: طيف فيا لَهَا:
ومن لي بليلى العامرية؟ أنها ... عظيم الغنى من نال وهم وصالها"

29- المؤرخ الكبير محمد بن شاكر المعروف بابن شاكر الكتبي المتوفي سنة 764ﻫ قال في كتابه"فوات الوفيات"
"فقلت سترت الليل بالصبح قال لا ... ولكن سترت الدرّ بالظلمات
وقال على طريقة الشيخ محيي الدين ابن العربي رضي الله عنه"

30- المؤرخ الإمام نجم الدين الغزي العامري الدمشقي المنوفي سنة 977 هـ
قال في كتابه "الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة"
"وقد وقف غيطه، وشرط أن تنقسم غلته أثلاثاً ثلاث لمصالح الغيط، وثلث لورثته، وثلث الفقراء والمساكين القاطنين بالزاوية، والواردين إليها، وشرط على القاطنين بزاويته، أن يقرأوا كل يوم ختماً يتناوبونه، ثم يجتمعون قبيل المغرب، ويهدونه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وإلى الشيخ محيي الدين بن العربي - رضي الله تعالى عنه -وقال العلائي: كان على سمت حسن يكل الحلال،...."

المؤرخ الإمام نجم الدين الغزي العامري الدمشقي المنوفي سنة
977 هـ في كتابه "الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة" لقب الشيخ الاكبر بالشيخ الاكبر وقال قدس الله سره

31- العلامة محمد بن صالح الرومي من أهل كليبولي المعروف بيازيجي زاده الحنفي الزاهد من مشائخ البيرامية المتوفى سنة 855
له كتاب شرح الفصوص لمحيي الدين ابن عربي.
32- العلامة بن ميمون المغربي 854 هــ
وهو علي بن ميمون بن أبي بكر بن يوسف الهاشمي الحسني الادريسي، أبو الحسن: قاض، من العلماء،
ولد في غمارة وأقام بفاس، وتولى القضاء بمدينة شفشاون ثم عكف علي غزو الافرنج في السواحل، فاجتمع له عدد كبير من الغزاة وولوه قيادتهم.
له " تنزيه الصديق عن صفات الزنديق "
دفاعا عن الشيخ الاكبر ابن عربي برلين 2851)،
(ونسخة بدار الكتب).
ويسمي "الانتصار للشيخ محيي الدين"
33- الإمام الشعراني قدس الله سره
وله من المصنفات الكثير في الدفاع عن الشيخ الأكبر لا تخفى على احد.

34- شيخ الإسلام شرف الدين المناوي [ ت 871 هـ ] :
يقول

" والمتصدِّي لتكفير ابن عربي لم يخف من سوء الحساب وأن يُقال له : هل ثبت عندك أنه كافر ؟!
فإن قال : كتبه تدل على كفره ، أفَأَمِنَ أن يُقال له : هل ثبت عندك بالطريق المقبول في نقل الأخبار أنه قال هذه الكلمة بعينها ، وأنه قصد بها معناها المتعارَف ؟! والأول : لا سبيل إليه ؛ لعدم سند يُعْتَمَدُ عليه في مثل ذلك ، ولا عبرة بالاستفاضة ؛ لأنه على تقدير ثبوت أصل الكتاب عنه فلا بد من ثبوت كـل كلمة كلمة ؛ لاحتمال أن يُدَسَّ في الكتاب ما ليس من كلامه من عدو أو ملحد " ا هـ .
ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب في أخبار من ذهب ( 5 / 193 – 194 )
35 - المؤرخ العلامة عبد الرحمن بن حسن الجبرتي المتوفي سنة 1240 هـ
قال في كتابه "تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار" :"الشيخ الملوي في آخرين وباحث وناصل والف وأفاد ولزمه سليقة في الشعر جيدة وكلامه موجود بين ايدي الناس وله ميل لعلم اللغة ومعرفة بالانساب غير انه كان كثير الوقيعة في الشيخ محي الدين ابن عربي قدس الله سره والف عدة رسائل في الرد عليه وكان يباحث بعض اهل العلم فيما يتعلق بذلك فينصحونه ويمنعونه من الكلام في ذلك"

36- الإمام أبو الفضل شهاب الدين السيد محمود الألوسي البغدادي المتوفى سنة 1270
" روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني"
فقد أستند إلى اقول الشيخ الأكبر ولقبه بالشيخ الأكبر وقدس الله سره
37- الشيخ فخر الدين الرازي , وقال :
" كان الشيخ محيي الدين وليا عظيما "
ذكره الإمام الشعراني ومما يؤكد ذلك ايضاً توجد رسالة ارسل بها الشيخ الأكبر للامام
الرازي رضي الله عنهم
توجد هذ الرسالة بالورقة 123 من لمخطوطة بها مجموعة رسائل في التصوف لابن العربي تحت رقم 5110 ضمن مخطوطات المكتبة العبدلية بالمكتبة الوطنية بتونس.
"هامش كتاب الإمام الحكيم فخر الدين الرازي، ص180.
38- شهاب الدين السهرودي
كما ذكرنا في قول الإمام المناوي

39- الإمام ابن حجر الهيتمي 909 هـ.
((الذي أثرناه عن أكابر مشايخنا العلماء الحكماء الذين يستسقى بهم الغيث ، وعليهم المعول وإليهم المرجع في تحرير الأحكام وبيان الأحوال والمعارف والمقامات والإشارات ، أن الشيخ محي الدين بن عربي من أولياء الله تعالى العارفين ومن العلماء العاملين ، وقد اتفقوا على أنه كان أعلم أهل زمانه ، بحيث أنه كان في كل فن متبوعاً لا تابعاً ، وأنه في التحقيق والكشف والكلام على الفرق والجمع بحر لا يجارى ، وإمام لا يغالط ولا يمارى ، وأنه أورع أهل زمانه وألزمهم للسنة وأعظمهم مجاهدة)انتهي
كتاب الفتاوى الحديثية صــفحة: (215)

العلامة ابن حجر الهيتميً في الفتاوى الحديثية ( ص 297 طبعة مصطفى الحلبي الطبعة الثانية ) :
( وسئل رضي الله عنه وأدام النفع به آمين : ما حكم مطالعة كتب ابن عربي وابن الفارض ؟ .
فأجاب بقوله : حكمهما أنها جائزة مطالعة كتبهما بل مستحبة ، فكم اشتملت تلك الكتب على فائدة لا توجد في غيرها وعائدة لا تنقطع هواطل خيرها وعجيبة من عجائب الأسرار الإلهية التي لا ينتهي مدد خيرها ، وكم ترجمت من مقام عجز عن الترجمة عنه من سواها وأظهرت من العبارة الوفية عن حال أعجز حال من عداها ، ورمزت من رموز لا يفهمها إلا العارفون ولا يحوم حول حمومة حماها إلا الربانيون الذين هم بين بواطن الشريعة وأحكام ظواهرها على أكمل ما ينبغي جامعون ، فلذلك كانوا بفضل مؤلفيها معترفين وعلى ما فيها من الأخلاق والأحوال والمعارف والمقامات والكمالات هم المعولون ، ولم لا وهذان الإمامان المذكوران في السؤال من أئمة السلوك والمعارف ، ومن الأخيار الذين منحهم الله غايات اللطائف ولطائف العوارف ، وزوى عن قلوبهم محبة من سواه تعالى وعمرها بذكره وشهوده وأسبغ عليها رضاه ، وفرغهم له فقاموا بواجب خدمته حسب الطاقة البشرية ، وأجرى عليهم من سوابغ قربه وحقائق الوحدانية الفردانية ، فتوسلا إليك الهم أن تهل على جدثيهما +هواطل الرحمة والرضوان . وأن تسكنهما من قرك الأكبر أعلى فراديس الجنان إنك أنت الحنان المنان ، هذا وإنه قد طالع هذه الكتب أقوام عوام جهلة طغام فأدمنوا مطالعتها مع دقة معانياه ورقة إشاراتها وغموض مبانيها وبنائها على اصطلاح القوم السالمين عن المحذور واللوم وتوقف فهمها بكمالها على إتقان العلوم الظاهرة والتحلي بحقائق الأحوال والأخلاق الباهرة ، ولذلك ضعفت أفهامهم وزلت أقدامهم وفهموا منها خلاف المراد واعتقدوه صوابا فباءوا بخسار يوم التناد وألحدوا في الاعتقاد وهوت بهم
أفهامهم القاصرة إلى هوة الحلول والاتحاد ، حتى لقد سمعت شيئا من هذه المفاسد القبيحة والمكفرات الصريحة من بعض من أدمن مطالعة تلك الكتب مع جهله بأساليبها وعظم ما لها من الخطب ، وهذا هو الذي أوجب لكثير من الأئمة الحط عليها والمبادرة بالإنكار إليها ، ولهم في ذلك نوع عذر لأن قصدهم فطم ألئك الجهلة عن تلك السموم القاتلة لهم لا الإنكار
على مؤلفيها من حيث ذاتهم وحالهم ، وبعض المنكرين يغترون بظواهر ألفاظها وإيهامها خلاف مقصود حفاظها غفلة عن اصطلاحاتهم المقررة وتحقيقاتهم المقررة على القواعد الشرعية المحررة . والحق عدم الإنكار والتسليم فيما برز عن ألئك الأئمة الأطهار مع التشديد على الجهلة
بالقواعد وللاصطلاحات في مطالعة تلك الكتب ، فقد صرح الإمام ابن العربي بحرمة مطالعة كتبهم إلا لمن تحلى بأخلاقهم وعلم معاني كلماتهم الموافقة لاصطلاحاتهم ، ولا تجد ذلك إلا فيمن جد وشمر وجانب السوء وشد المئزر وتطلع من العلوم الظاهرة وتطهر من كل خلق دنيء مما تعلق بالدنيا والآخرة غهذا الذي يفهم الخطاب ويؤذن له في الدخول إذا وقف
على الباب ،/ واله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب ) ..

40- العلامة ابن كمال باشا توفي 940 هـ بما صورته:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لمن جعل من عباده العلماء المصلحين، ورثةَ الأنبياءَ والمرسلين، والصلاة والسلام على محمد المبعوث لإصلاح الضَّالين والمُضلِّين، وآله وأصحابه المُجدِّين لإجراء الشرع المبين.
وبعد: أيُّها الناس! اعلموا أن الشيخ الأعظم، المقتدى الأكرم، قطب العَارفين، وإمام الموحدين، محمد بن علي بن العربي الطائي الأندلسي، مجتهد كامل، ومرشد فاضل، له مناقب عجيبة، وخَوَارق غريبة، وتلامذة كثيرة، مقبولة عند العلماء والفضلاء، فمن أنكره فقد أخطأ، وإن أصرَّ في إنكاره فقد ضلَّ، يجب على السلطان تأديبه، وعن هذا الاعتقاد تحويله، إذ السلطان مأمور بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وله مُصنّفات كثيرة، منها: "فصوص حكمية" و"فتوحات مكيّة". وبعض مسائلها معلوم اللفظ والمعنى، وموافق للأمر الإلهيّ والشرع النبوي، وبعضها خفي عن إِدْرَاكِ أهل الظّاهر دون أهل الكشف والباطن، فمن لم يطلع على المعنى المرام يجب عليه السكوت في هذا المقام، لقوله تعالى:]وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ إنَّ السَّمْعَ والبَصَرَ والفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كان عَنْهُ مَسْئولاً[ [ الإسراء: 36]،
والله الهادي إلى سبيل الصواب، وإليه المرجع والمآب. انتهى.
"طبقات المجتهدين" وهو مخطوط لم يطبع بعد كما ذكر الزركلي في ترجمته من كتابه "الإعلام"، (1/133

http://www.soufia.org/images/kamalbasha.jpg

41- العلامة أبو العباس أحمد المقري 986هـ في كتابه "زهر الرِّياض في أخبار عياض"
والذي عند كثير من الأخيار في أهل هذه الطريقة التسليم، ففيه السَّلاَمة. وهي أحوط من إرسال العِنَان وقولٍ يعود على صاحبه بالمَلاَمَة. وما وقع لابن حجر، وأبي حَيَّان في "تفسيره"، من إطلاق اللسان في هذا الصِّدِّيق وأنظاره، فذلك من غَلَسَ الشيطان. والذي أعتقده ولا يصح غيره، أنه الإمام ابن عربي وليٌّ صالحٌ، وعالمٌ ناصحٌ، وإنما فَوَّق إليه سهامَ المَلاَمة من لم يفهم كلامه، على أن دُسَّتْ في كتبه مقالات قَدْرُهُ يجلّ عنها. وقد تعرض من المتأخرين وَلِي الله الرَّباني سيدي عبد الوهاب الشَّعْرَاني –نفعنا الله به- لتفسير كلام الشيخ على وجه يليق، وذكر من البراهين على ولايته ما يثلج صدور أهل التحقيق، فليطالع ذلك من أراده، والله وليُّ التوفيق. انتهى كلام المقري.

ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب في أخبار من ذهب ( 5 / 193 – 194 )
42- العلامة محمد المغربي الشاذلي شيخ الجلال السيوطي
كما ذكر الإمام الشعراني والسيوطي

43- الإمام نور الدين الحلبي، صاحب السيرة الحلبية
له
" ملح الشيخ الاكبر "
خلاصة الاثر 3: 122 وفهرس الفهارس 1: 255 و 4 8

44 - الإمام الخطيب الشربيني (المتوفى : 977هـ)
قال في كتابه
"تفسير السراج المنير"
"قال البقاعي: فمن قال عن عوج ما تقوله القصّاص فهو ضلال أشدّ ضلال، قال: وقائل ذلك هو ابن عربي صاحب الفصوص الذي لم يرد بتصنيفه إلا هدم الشريعة، وزاد في الحط عليه وعلى ابن الفارض وعلى الحلاج وعلى من شابههم، وأمر هؤلاء إلى الله تعالى، فإنه العالم بحقائق الأمور وما تخفي الصدور ." انتهى
قلت :
وهنا ينقل عن محيي الدين ابن عربي فائدة قال :
"فائدة: قال ابن عربي في «الفتوحات»: خلق الله الناس على أربعة أقسام: قسم لا من ذكر ولا من أنثى وهو آدم عليه السلام، وقسم من ذكر فقط وهو حوّاء، وقسم من أنثى فقط وهو عيسى عليه السلام، وقسم من ذكر وأنثى وهو بقية الناس." انتهى
وقال الشربيني في مغني المحتاج (3ـ61)
((وهم الذين ظاهر كلامهم عند غيرهم الاتحاد قال والحق انهم مسلمون اخيار وكلامهم جار على اصطلاحهم كسائر الصوفية وهو حقيقة عندهم في مرادهم وان افتقر عند غيرهم ممن لو اعتقد ظاهره عنده كفر إلى تأويل إذ اللفظ المصطلح عليه حقيقة في معناه الاصطلاحي مجاز في غيره فالمعتقد منهم لمعناه معتقد لمعنى صحيح وقد نص على ولاية ابن عربي جماعة علماء عارفون بالله تعالى منهم الشيخ تاج الدين بن عطاء الله والشيخ عبد الله اليافعي ولا يقدح فيه وفي طائفته ظاهر كلامهم المذكور عند غير الصوفية لما قلناه.))

45- قاضي القضاة العلاّمة سراج الدين الهندي الحنفي أحد أئمة الحنفية، وقاضي القضاة بالديار المصرية، وصاحب المصنفات: كشرح الهداية، وشرح المغني.
كان يتعصب لابن عربي، وابن الفارض. وألف شرحًا على تائية ابن الفارض، وعزّر ابن أبي حجلة لكلامه فيه.
(تنبية الغبي بتبرئة ابن عربي)

46- الإمام النيسابوري المتوفي (سنة 728 هـ)
قا في كتابه" غرائب القرآن ورغائب الفرقان"
"وذكر الشيخ الكامل محيي الدين بن العربي في الفتوحات أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فسأله عن خلاف الأئمة في أن أقل الجمع اثناء أو ثلاثة ، فعلمه أن أقل الجمع في الشفع اثنان وفي الوتر ثلاثة . وقال صلى الله عليه وسلم : « الاثنان فما فوقهما جماعة » وقد احتج ابن عباس بذلك على عثمان فقال : كيف تردّها إلى السدس بالأخوين وليسا بإخوة؟ فقال عثمان : لا أستطيع رد شيء كان قبلي ومضى في البلدان. " انتهى
47- الإمام موسى بن محمد اليونيني الحنبلي المتوفى سنة 726 هـ
قال في كتابه "ذيل مرآة الزمان"
"وكان احد تلامذة الشيخ محيي الدين ابن العربي - قدس الله روحه ورضي عنه - لازمه دهراً طويلاً، وأخذ عنه وكتب من تصانيفه الفتوحات المكية ووقفها على المسلمين وكتب غير ذلك من تصانيفه، وكان يفهم كلامه ويعرف إرشادات الشيخ ورموزه بتوقيف منه على ذلك" انتهى
48- الإمام محمّدبن حسين بن عبدالصمد العاملي المشهور بالشيخ البهائي المتوفي سنة 953هـ
قال في كتابه "الكشكول"
"هذه كتابة كتبها العارف الواصل الصمداني الشيخ محيي الدين ابن عربي حشره الله مع محبيه إلى الإمام فخر الدين الرازي" انتهى

49- (بهاء الدين البيطار) (1265 - 1328)
محمد (بهاء الدين) بن عبد الغني ابن حسن بن إبراهيم البيطار: فاضل، له نظم ونثر وعلم بالتصوف.دمشقي المولد والوفاة.حفظ القرآن، وجوده على أبيه.رسالة، و (قرة العين - خ) في حل بيتي ابن عربي
حلية 1: 380 ومذكرات محمد بهجة البيطار.
50 -الشيخ محمد بن عبد الباقي الحنبلي البعلي الدمشقي
(المتوفى : 1126هـ)
وكما ورد في (سند صاحب المشيخة (أبي المواهب الحنبلي) بمؤلفات ابن عربي التي ذكرناها في الموضوع
51- الامام الشبراملسي
52- ابن عبد الباقي الحنبلي
53- أبي المواهب الحنبلي
54- البرهان العلقمي
55- الشرف الدمياطي
56- العز محمد بن إسماعيل بن عمر بن المسلم الحموي
57- العفيف سليمان بن علي التلمساني
58- الشيخ عبد القادر بن الشيخ مصطفى الفرضي الصفوري
59- سيد النقباء بدمشق السيد محمد بن السيد كمال الدين بن حمزة
60- محمد بن مقبل الحلبي
61- عن أبي طلحة الحراوي
62- شهاب الدين أحمد بن عبد الرحمن الوارثي الصديق
63- محمد بن أبي الحسن الصديقي
64- عبد الرحمن بن عمر القبابي

65- العلامة الصاوي المالكي المتوفي سنة (1241هـ)
قال في كتابه"بلغة السالك لأقرب المسالك المعروف بحاشية الصاوي على الشرح الصغير "
حيث يستشهد به قال :
"قوله : ( وستر العورة ) : الستر بفتح السين لأنه مصدر ، وأما بالكسر فهو ما يستتر به . والعورة : من العور ، وهو القبح لقبح كشفها لا نفسها ، حتى قال محيي الدين بن العربي : الأمر بستر العورة لتشريفها وتكريمها لا لخستها فإنهما - يعني القبلين - منشأ النوع الإنساني المكرم المفضل . ( ا هـ . من حاشية شيخنا على مجموعه ) ." انتهى ...

66- الشيخ محمد خليل بن علي المرادي المتوفي سنة ( 1206 هـ)
قال في كتابه :"سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر"
".....وذخائر المورايث في الدلالة على مواضع الأحاديث وجواهر النصوص في حل كلمات الفصوص للشيخ محيي الدين ابن العربي قدس سره وكشف السر الغامض شرح ديوان ابن الفارض......" انتهى
67 - العلامة محمد مرتضى الزبيدي المتوفي سنة "1205هـ"
قال في كتابه" تاج العروس من جواهر القاموس"
" قال شيخُنَا : وكأَنَّ المُصَنِّفَ رَحِمه اللهُ قَلَّد في ذِلك الشَّيْخَ مُحْيِيَ الدِّينِ ابن عَربِيّ قُدِّسَ سِرُّه فإنَّه قال في الباب الثالث والسبعين من الفتوحات ..........."
".....أما بالمعنَى اللائقِ كما فَسَّره الشيخُ الأَكبرُ أو المُدَبِّر المُصْرَّف كما فسَّره الراغبُ فلا إشكالَ فيه " انتهى
68- الحافظ اللغوي الأصولي محمد الحطاب الرعيني المتوفي سنة(954 هـ)
قال في كتابه"مواهب الجليل في شرح مختصر الشيخ خليل"
وهو ينقل عن ابن عربي رحمه الله ويدافع عن رأيه حيث يقول :
"وهذا يدل لما ذكره الشيخ محيي الدين بن العربي في أول باب الوصايا من الفتوحات ، فإنه قال : إذا عصيت الله في موضع فلا تبرح منه حتى تعمل فيه طاعة لما يشهد عليك يشهد لك ، وكذلك ثوبك إذا عصيت الله فيه ، وكذلك ما يفارقك منك من قص الشارب وحلق عانة وقص أظافر وتسريح لحية وتنقية وسخ لا يفارقك شيء من ذلك إلا وأنت على طهارة ، وذكر لله ، فإنه مسئول عنك كيف تركك ، وأقل عبادة تقدر عليها عند هذا كله أن تدعو الله أن يتوب عليك حتى تكون مؤديا واجبا في امتثال قوله : { ادعوني أستجب لكم } ثم قال { إن الذين يستكبرون عن عبادتي } يعني بالعبادة والدعاء ، وقال الشيخ إبراهيم بن هلال ويستحب الإكثار من الدعاء عند الحلق ، فإن الرحمة تغشى الحاج عند حلاقه انتهى . "
وقال أيضا مع تنبيهه واستشهاده بالعلامة ابن عربي رحمه الله :
( تنبيه ) وتحسين الظن بالله وإن كان يتأكد عند الموت وفي المرض فينبغي للمكلف أن يكون دائما حسن الظن بالله قال الشيخ محيي الدين بن العربي : حسن ظنك بربك على كل حال ولا تسئ الظن به فإنك في كل نفس يخرج منك لا تدري هل أنت على آخر أنفاسك ودع عنك قول من قال سئ الظن به في حياتك وحسن الظن به عند موتك ذكره في أول باب الوصايا من الفتوحات " انتهى

69- علي بن محمد بن أحمد الحجازي نور الدين الحنفي
صنف كشف تاج التراجم من دائرة الجود والمراحم لمحيي الدين ابن عربي
فرغ منه سنة 907 سبع وتسعمائة.

70- أبو الفتح محمد بن مظفر الدين محمد بن حميد الدين عبد اله المعروف بالشيخ أكملي من مشائخ السلطان سليم الأول العثماني المتوفى في حدود سنة 926 ست وعشرين وتسعمائة
له الجانب الغربي في حل مشكلات محيي الدين ابن عربي من الفصوص رسالة فارسية.

71- الشريف ناصر بن الحسن الحسيني البستي الكيلاني الحنفي نزيل قرطبة....له
شرح مختصر القدوري. مطالع النقش
والنصوص في شرح الفصوص للشيخ الأكبر ابن عربي وسماه أيضا مجمع
البحرين فرغ منها سنة 940.

72- محمد بن إبراهيم 971 (الرضي الهيتمي) 1041 هـ
رضي الدين بن عبد الرحمن بن الشهاب أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي بالمثناة
نسبته إلى محلة (أبي الهيتم) بمصر.تصوف واختصر عدة كتب،
ووضع رسالة في ترجمة الشيخ الاكبرسماها (شذرة ذهب) وتوفي بمكة.
وهو حفيد شيخ الإسلام ابن حجر الهيتمي
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر2: 166

73- محب الله الأكبر آبادي الهندي الحنفي المتوفى سنة 1058
صنف الشرح على فصوص الحكم للشيخ
محيي الدين ابن عربي.

74- القاضي محمد توفيق بن الشيخ عثمان بن الشيخ
مصطفى الأنقره ثم القسطنطيني الفقيه الحنفي من صدور روم أيلي المعروف بجركش شيخي زاده المتوفى سنة 1319 .
له اللوائح القدسية في مناقب ابن عربي.
75- للشيخ سراج الدين المخزومي شيخ الإسلام بالشام كتاب في الرد عنه سماه
: "كشف الغطاء عن أسرار كلام الشيخ محيي الدين"

76- ابن العماد الحنبلي
ترجَمَهُ الشيخ الأكبر عند ابن العماد الحنبلي [ ت 1089 هـ ]
في " شذرات الذهب " ترجمةً ضافيةً ؛ مبينًا المنهج الصحيح الذي ينبغي سلوكه في الأدب مع أولياء الله تعالى بحمل ما ينسب إليهم من عبارات موهمة على محامل حسنة ؛
حيث يقول ناقلاً ومؤكداً :

" وقع له في تضاعيف كتبه كلمات كثيرة أشكلت ظواهرها ، وكانت سببًا لإعراض كثيرين ممن لم يحسنوا الظن به ، ولم يقولوا كما قال غيرهم من الجهابذة المحققين والعلماء العاملين والأئمة الوارثين : إن ما أوهمته تلك الظواهر ليس هو المراد ، وإنما المراد أمور اصطلح عليها متأخرو أهل الطريق ؛ غَيْرةً عليها حتى لا يدعيَها الكذابون ، فاصطلحوا على الكناية عنها بتلك الألفاظ الموهمة خلافَ المراد غير مبالين بذلك ؛ لأنه لا يمكن التعبير عنها بغيرها "" اهـ .
ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب في أخبار من ذهب ( 5 / 192 – 194 )

77- الإمام الشوكاني
ورد قوله في الموضوع فليراجع

78- العلامة صديق حسن خان
ورد قوله في الموضوع فليراجع

79-
الشيخ محمد علاء الدين الحصكفي المتوفى سنة 1088هـ
ذكر الفقيه الحنفي صاحب الدر المختار أن:
(من قال عن فصوص الحكم للشيخ محي الدين بن عربي، إِنه خارج عن الشريعة، وقدصنفه للإِضلال، ومَنْ طالعه ملحد، ماذا يلزمه ؟ أجاب: نعم،فيه كلمات تباين الشريعة، وتكلف بعض المتصلِّفين لإِرجاعها إِلى الشرع، لكن الذي تيقنْتُه أن بعض اليهود افتراها على الشيخ قدس الله سره،فيجب الاحتياط بترك مطالعة تلك الكلمات.
80- العلامة ابن عابدين الحنفي
قال العلامة ابن عابدين رحمه الله تعالى في حاشيته على الدر المختار عندقوله: [لكن الذي تيقنْتُه]: وذلك بدليلٍ ثبت عنده، أو لسببِ عدمِ اطلاعه على مراد الشيخ فيها، وأنه لا يمكن تأويلها، فتعيَّن عنده أنها مفتراة عليه، كما وقع للشيخ الشعراني أنه افترى عليه بعض الحساد في بعض كتبه أشياء مكفرة، وأشاعها عنه، حتى اجتمع بعلماء عصره، فأخرج لهم مسودة كتابه التي عليها خطوط العلماء فإِذا هي خالية عما افْتُرِيَ عليه. وقال ابن عابدين أيضاً عند قوله: [فيجب الاحتياط]: لأنه إِن ثبت افتراؤها فالأمر ظاهر، وإِلا فلا يفهم كلُّ أحد مرادَه فيها، فيُخشى على الناظر فيها من الإِنكار عليه، أو فهم خلاف المراد)
[حاشية ابن عابدين ج3. ص303، وصاحب الدر المختار الشيخ محمد علاء الدين الحصكفي المتوفى سنة 1088هـ]
81 - ابو حيان الاندلسي في البحر المحيط في
فَصْلٌ فِي ذِكْرِ مَرَاتِبِ الصِّيَغِ
ينقل عن الشيخ الاكبر فيقول
[ الْخَامِسُ التَّفْرِيقُ بَيْنَ جَمْعِ الْكَثْرَةِ وَجَمْعِ الْقِلَّةِ ]
وَعَنْ ابْنِ عَرَبِي أَنَّهُ ذَكَرَ فِي " الْفُتُوحَاتِ الْمَلَكِيَّةِ " أَنَّهُ رَأَى سَيِّدَنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ ، فَسَأَلَهُ عَنْ أَقَلِّ الْجَمْعِ : اثْنَانِ أَمْ ثَلَاثَةٌ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : إنْ أَرَدْت أَقَلَّ جَمْعِ الْأَزْوَاجِ فَاثْنَانِ ، وَإِنْ أَرَدْت أَقَلَّ جَمْعِ الْإِفْرَادِ فَثَلَاثَةٌ .

82- الشيخ احمد السرهندي
( فماذا نفعل لا أحد في هذه ال***ة غير الشيخ قدس سره فأحيانا نحاربه و أحيانا نصالحه و هو الذي اسس كلام المعرفة و العرفان و شرحه و بسطه وهو الذي تكلم من التوحيد و الاتحاد بالتفصيل و بين منشأ التعدد و التكثر و هو الذي اثبت للوجود التنزلات و ميز احكام كل منها عن احكام الآخر و هو الذي اعتقد العالم عين الحق و قال كله هو مع ذلك وجد مرتبتة تنزية الحق سبحانه وراء العالم و اعتقد الحق سبحانه منزها و مبرأ من الرؤية والادراك و المشايخ المتقدمون علي الشيخ ان تكلموا في هذا الباب تكلموا بالاشارات و الرموز و لم يشتغلوا بالشرح و التفصيل والذي جاؤا من بعد الشيخ من هذه الطائفة اختار أكثرهم تقليد الشيخ و ساق الكلام على طبق اصطلاحه و نحن المتأخرون العاجزون ايضا استفضنا من بركاته و نلنا حظا وافرا من علومه و معارفه جزاه الله سبحانه عنا خيرا الجزاء غاية ما في الباب انه لما كان كل من مظان الخطأ و مجال الصواب مختلطا بالآخر بحكم البشرية والانسان احيانا مخطئ و احيانا مصيب فلا جرم كان اللازم جعل الموافقة لاحكام السواد الأعظم الذين هم اهل الحق علامة للصواب و مخالفتهم دليلا للخطأ ايا من كان القائل و ايا ما كان المقول قال المخبر الصادق عليه و آله الصلاة و السلام عليكم بالسواد الاعظم )انتهي
أصل المكتوبات الربانية، للشيخ أحمد السرهندي

83 -المؤرخ علي صدر الدين المدني المعروف بابن معصوم المتوفي سنة (1120 هـ)
قال في كتابه "سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر"
"....عارف شاد ربوع المعارف. وسالك نهج أوضح المسالك. صافي فصوفي. حتى لقب الصوفي. وله في الأدب مقام. شهدت به الطروس والأرقام. غير أن شعره وسط. وأن أطنب فيه القول وبسط. فمنه قوله في الشيخ محيي الدين بن العربي رضي الله تعالى عنه وكان يلازم طريقته...."
84- المؤرخ محمد أمين بن محب الدين بن محمد المحبي (المتوفى : 1111هـ)
قال في كتابه"خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر"
"السيد ميرماه الحسيني البخاري المدني العلامة صاحب الذهب الوقاد والفكر النقاد وكان آية باهرة في العلوم بأسرها وله اليد الطولى في كلام سيدي الشيخ الأكبر ابن عربي قدس سره وغيره من أرباب المعارف...." انتهى
85- الإمام عبد القادر بن محمد النعيمي الدمشقي (المتوفى : 927هـ)
قال في كتابه"الدارس في تاريخ المدارس"
"..... ودفن بتربتهم جوار الشيخ العارف محيي الدين بن عربي رحمه الله تعالى.
بل دفن بمقابر الصوفية وبعد وفاته شهد محيي الدين العارف بالله بن عربي الطائي وتقي الدين خزعل النحوي المصري المقدسي ثم الدمشقي إمام مشهد علي رضي الله تعالى عنه شهدا على ابن رواحة المذكور أنه عزل الشيخ تقي الدين ابن الصلاح رحمهم الله تعالى عن هذه المدرسة ....."
انتهى
86- شهاب الدين محمد بن أحمد أبي الفتح الأبشيهي المتوفي(850هـ)
قال في كتابه"المستطرف في كل فن مستظرف" :
( وقال الشيخ الأكبر سيدي محي الدين بن عربي رحمه الله تعالى )
( ما رحلوا يوم ساروا البزل العيسا ... إلا وقد حملوا فيها الطواويا )
( من كل فاتكة الألحاظ مالكة ... تخالها فوق عرش الدر بلقيسا )
انتهى

87- المؤرخ والفقيه الأقصري عبدالغفار بن نوح المتوفي (703 هـ)
قال في كتابه ((الوحيد في سلوك أهل التوحيد)) :
"و حكى لي الشيخ عبد العزيز عنه حكايات ٍ تدل على عظم شأنه، وكشف إطلاعه......"
وقال "..... وحكى لي الشيخ عبد العزيز: أن شخصاً كان بدمشق، فرض على نفسه أن يلعن ابن عربي كل يوم عَقب كل صلاة عشر مرات، فتوقف لأنه مات، وحضر ابن عربي مع الناس جنازته، ثم رجع وجلس في بيت بعض أصحابه، وتوجه إلى القبلة، فلما جاء وقط الغداء أُحْضِرَ إليه الغداء، فلم يأكل، ولم يزل على حاله متوجها، يصلي الصلوات، ويتوجه إلى ما بعد العشاء الآخرة، فالتفت وهو مسرور، وطلب الطعام، فقيل له في ذلك، فقال: الْتزمت مع الله ألاَّ آكل ولا أشرب حتى يغفر لهذا الرجل الذي كان يلعنني، فبقيت كذلك، وذكرت له سبعين ألف << لا إله إلا الله >>، ورأيته وقد غفر له."انتهى

88- العلامة النابلسي له الرد المتين على منتقص العارف سيدنا محيي الدين
( جامعة استامبول 106 عربي),
89 - الشيخ ابراهيم الكوراني
"مطلع الجود إلى تحقيق التنزيه في وحدة الوجود"
(نسخة بالأزهرية)(ط. ضمن إرشاد ذوي العقول).
90- الشيخ عبد الله الصلاحي
مفتاح الوجود الأشهر في توجيه كلام الشيخ الأكبر
(دار الكتب 195 تصوف, وذيله 199 تصوف),
وهو شرح على قول للشيخ الأكبر – نفعنا الله به - يتوهم – منه وحدة الوجود.
91- قرة أهل الحظ الأوفر في ترجمة الشيخ الأكبر" للشيخ حامد العمادي
(دار الكتب مجاميع 3445)
92- جامع كرامات الأولياء" للعلامة الصالح الشيخ يوسف النبهاني
(1/ 198، 206).
93- داود القيصري القرماني
العالم، العامل، الفاضل، الكامل.قال في " الشقائق " : اشتغل في بلاده أولاً، ثم ارتحل إلى مصر،
وقرأ على عُلمائها التفسير والحديث والأصول.وبرع في العلوم العقلية، وحصل علم التصوف.
وشرح " فصوص " الشيخ محي الدين ابن العربي، ووضع لشرحه "
مُقدمة " تبين فيها أصول علم التصوف، يُستدل بها على مهارته.
الطبقات السنية في تراجم الحنفية

94- الإمام عبد القادر بن شيخ بن عبد الله العيدروس (المتوفى : 1038هـ)
في كتابه "النور السافر عن أخبار القرن العاشر"قال :" وحكى الشيخ الإمام العلامة بحرق أنه سمع الشيخ أبا بكر العيدروس يقول: لا اذكر ان والدي ضربني ولا انتهرني إلا مرة واحدة
بسبب انه رأى بيدي جزءاً من كتاب الفتوحات المكية لأبن عربي فغضب غضباً شديداً فهجرتها من يومئذ قال: وكان والدي ينهى عن مطالعة كتابي الفتوح والفصوص لأبن عربي ويأمر بحسن الظن فيه وباعتقاد انه من أكابر الأولياء العلماء بالله العارفين ويقول: ان كتبه اشتملت على
حقائق لا يدركها إلا ارباب النهايات وتضر بارباب البدايات.
95- الأمير المجاهد القائد عبدالقادر الجزائري
آلف كتاب المواقف وهو نسخة مصغرة من الفتوحات المكيه لسيدي الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي والأمير عبد القادر أوصى بأن يدفن بجوار سيدي ابن عربي في دمشق وكان هذا بحمد الله
96- وفي العرف الشذي للكشميري قال مستنداً إلى كلام الشيخ الأكبر
ج1ص39
(ثم اختلف الصوفية بعد اتفاقهم على مادية الروح في أنه كالبدن للثياب ، أو أعضاءه سارية في أعضاء الجسد المشاهد ، وقال الشيخ الأكبر في الفصوص : الروح يتشكل بأشكال مختلفة )
وفي ج 1 ص 187
(وقيل : ينظر إلى خصوص ألفاظ جوابه ، ومنهم الشيخ الأكبر ، وقال : لا ترادف في الألفاظ أصلاً ، فمعنى الأفضل والخير مغاير ، وقال : لكل اسم من أسماء الله حضرة لا يدخل فيها غيره ، والمختار مختار الشيخ الأكبر وابن تيمية من نفي الترادف)
وفي ج 1 ص 270
قوله : ( ملأ السموات والأرض الخ ) قال الشيخ الأكبر : إن السموات السبع مركبة من العناصر الأربعة ، والفلك الثامن والتاسع من العنصر الخامس ، وجعل العرش والكرسي فلكاً عاشراً والحادي عشر ، وقال : إن السموات كنصف الدائرة ، وقال علماء الشريعة : إن
السماء والفلك متغايرانُ )

97- السيد القاسم بن أحمد بن عبد الله بن القاسم
ترد له الشوكاني في كتابه وذكر مدحه للشيخ الاكبر
البدر الطالع في ترجمة السيد القاسم بن أحمد بن عبد الله بن القاسم (ج2\32\40)

98- أحمد ولي الله - المحدث الدهلوي
قال العلامة صديق حسن خان مانصه :
وأقول في هذا الكتاب : إن الصواب ماذهب اليه الشيخ أحمد السهرندي - مجدد الالف الثاني - ، والشيخ الاجل مسند الوقت أحمد ولي الله - المحدث الدهلوي - ، والإمام المجتهد الكبير محمد الشوكاني من قبول كلامه الموافق لظاهر الكتاب والسنة ، وتأويل كلامه الذي يخالف ظاهرهما ، تأويله بما يستحسن من المحامل الحسنة ، وعدم التفوه ، فيه بما لا يليق ، بأهل العلم والهدى ، والله أعلم بسرائر الخلق وضمائرهم )
انتهى المطلوب .
التاج المكلل ( ص 179 طبعة المطبعة الهندية العربية 1382 هـ - 1963 ، بتحقيق الدكتور عبد الحكيم شرف الدين ) ،


99- الإمام محمد بن جعفر الكتاني (توفي بفاس 16 رمضان سنة 1345 هـ‍ - 1927 م ). في كتابه العظيم "جلاء القلوب من الأصداء الغينية ببيان إحاطته عليه السلام بالعلوم الكونية" (ط. العلمية بيروت) وقد ترجم للشيخ الأكبر في مقدمة الكتاب ترجمة حافلة
100- وقد حكى العارف زروق عن شيخه النوري
أنه سئل عنه فقال اختلف فيه
من الكفر إلى القطبانية والتسليم واجب ومن لم يذق ما ذاقه القوم ويجاهد مجاهداتهم لا يسعه من الله الإنكار عليهم انتهى

وكذلك الأسماء التي وردت في الموضوع فلتراجع الأقوال
101- ابن عطاء الله السكندرى توفى 709هـ
102- عفيف الدين اليافعى توفى 768ه
103- الإمام ابن الجزري
104- الامام الصيرفي
105- السّراج البلقيني
106- الشيخ تقي الدين السبكي

ومن القواد والملوك والسلاطين
107- الملك المظفر ( 645 هــ)
من ملوك الدولة الايوبية.كان فارسا مهيبا جوادا.كنيته شهاب الدين.
له أخبار مع أخيه الملك الاشرف موسى، وغيره.واجتمع به المؤرخ سبط ابن الجوزي، في الرها، سنة 612 ه، فقال:
" حضر مجلسي بجامع الرها، وكان لطيفا ينشد الاشعار ويحكي الحكايات
".وهو الذي أجازه الشيخ محيي الدين ابن عربي بالرواية عنه إجازة أوردها العياشي (في رحلته) مع بعض اختصار من آخرها: أولها: "
بسم الله الرحمن الرحيم، وبه ثقتي.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين، أقول وأنا محمد بن علي بن العربي الحاتمي، وهذا لفظي: استخرت الله تعالى وأجزت للسلطان الملك المظفر شهاب الدين غازي ابن الملك العادل المرحوم إن شاء
الله أبي بكر بن أيوب الخ " ويذكر بها بعض شيوخه ومؤلفاته
الرحلة العياشية 1: 344 وشذرات الذهب 5: 233
ومرآة الزمان 8: 768 - 770 والنجوم الزاهرة 6: 255 و 257
والسلوك، للمقريزي 1: 215و 311 و 332 وهو فيه من وفيات سنة 646.
108- القائد اسد الدين شركوه
جاء في نفح الطيب.
أما صاحب حمص اسد الدين شركوه فقد اكرم مقدمه واراد أن يستبقيه عنده ورتب له كل يوم مائة درهم
نفح الطيب ج7 ص 108
109- الملك المعظم شرف الدين عيسيى بن الملك العادل الايوبي
صاحب دمشق فقد كان له شرف جوار الشيخ الأكبر فترة طويلة تقر بحوالي ثمانية عشر عاماً وقد اكرم هذا الملك ابن عربي اكراماً كبيراً وكان ينظر إليه نظرة المريد إلى استاذه وقد أذن له ابن عربي أن يروي عنه كتبه
وذكر في نفح الطيب ( ناقلاً عن الفيروزابادي ( وقفت على ايجازة كتبها للملك المعظم فقال في اخرها ( واجزته ايضاً أن يروي عني مصنفاتي ومن جملتها كذا وكذا حتى عد نيفاً واربعمائة مصنف)
نفح الطيب ج7 ص 139
110- ملك قونية يستشير الشيخ الأكير في شؤون المسلمين
راجع ابن عربي ص 74

نذكر ايضاً سريعاً
111-الشيخ زين الدين الخافي المتوفى 738
انظر شذرات الذهب ج5 ص 190 وما بعدها
112- شاق البروسوي: إبراهيم بن عبد الله الصاروخاني الرومي المعروف بالعشاقي المفتي بمدينة بروسة المتوفى بها سنة 1309 تسع وثلاثمائة
وألف صنف المسك الأزفر في تبرئة الشيخ الأكبر محيي الدين ابن عربي.
113- علي اصغر بن عبد الصمد البكري القنوجي الهندي الحنفي من أعاظم فقهائهم ولد سنة 1051 وتوفي سنة 1140 .
من تصانيفه تبصرة المدارج في علم السلوك. ثواقب التنزيل في تفسير
القرآن.
شرح فصوص الحكم لمحيي الدين ابن عربي.
114- علي بن السيد محمد الشافعي المدرس بمدرسة الأحمدية في القاهرة ثم سافر وجاور بمكة المكرمة وتوفي بها سنة 1166
له شرح الدور الأعلى لمحيي الدين ابن عربي.
115 - قال شيخ الأزهر عبدالحليم محمود رحمه الله :
( فلا بد أن يبلغ الإنسان المستوى أو يقارب المستوى ، وحينئذ سيقول كما قال أسلافنا الذين بلغوا المستوى أو قاربوه : رضي الله عن سيدنا محيي الدين بن عربي )
قضية التصوف المنقذ من الضلال لعبدالحليم محمود 163
116- الشيخ محمد المكي تلميذ الإمام العارف سيدي عبد الرحمن الجامي له كتاب
عين الحياة في معرفة الذات والصفات والأفعال
(أحمد الثالث 1549), ونسخة بمعهد المخطوطات.(ط. ضمن "إرشاد ذوى
العقول إلى براءة الصوفية من الاتحاد والحلول" دار الآثار. مصر)
117- الشيخ محمد المزجاجي
له"هداية السالك إلى أسنى المسالك" للشيخ محمد المزجاجي (بغدادلي
646), ونسخة بمعهد المخطوطات.
وفيه دفاع عن الشيخ الأكبر سيدي محيي الدين بن عربي

118- العلامة محمد أنور شاه الكشميريي
وكذلك
119- محب الدين البغدادى الشافعى توفى 643هـ
120- أحمد بن عبدالله الطبرى المكى الشافعى توفى 694هـ
121- عبدالله بن عمر البيضاوى توفى 716هـ
122- أحمد بن عبدالرحمن الحريرى توفى 758هـ
123- نجم الدين البهى توفى 808ه
وغيرهم كثير
أنظر : عثمان يحيى ، مؤلفات ابن عربى ، ص159-162

124- جمهور الأمة الإسلامية من أهل التصوف وأهل الله من عصر سيدي الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي إلى الأن وهم ملايين من الائمة والعلماء شهدوا لخاتم الأولياء الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي إلى عصرنا الحاضر .
و غيرهم من ألوف الائمة والعلماء وما اوردناه قليل عبارة أمثلة من نوعها وفي هذا الكفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد
ونقول
ولا عبرة بمنكر - شمس أهل التصوف سيدنا ومولانا صاحب الأحوال الأحمدية الشريفة والصفات المحمودية المنيفة والأخلاق المحمدية العظيمة الشيخ الأكبر و سلطان العارفين
و خاتم الأولياء وإمام المتقين ومربي الشيوخ والمريدين الكبريت الأحمر
محيي الدين بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي قدس الله سره
وصدق شيخنا العلامة البوطي
خذوا ، يا هؤلاء ، من ابن عربي وصاياه واتركوا له فتوحاته ، اقرؤوا من كتبه " معارج القدس في محاسبة النفس "
الكتاب الذي يكشف عن عيوب المسلمين وما يختبئ خلف مظاهر هم الطنانة الرنانة من النقائص والأمراض الخطيرة ومظاهر الرياء والسمعة وحب الدنيا وحب الرئاسة ـ ودعوا له
أحواله وشطحاته وما لا تفهمون من أقواله .

أبو إسراء A 11-05-2010 08:07 AM

أسماء العلماء الذين كفروا
شيخك الزنديق إبن عربى

كتاب للشيخ أحمد ولد الكوري العلوي الشنقيطي بعنوان : " بلوغ غاية الأماني في الرد على مفتاح التيجاني "ذكر فيه أسماء العلماء الذين كفروا ابن عربي بعد أن نقل بعض كلامهم .

وها هي القائمة التي ذكرها :


1. برهان الدين البقاعي
2. شيخ الإسلام زين الدين العراقي
3. بدر الدين بن جماعة
4. شيخ الإسلام بن حجر العسقلاني
5. ولي الدين العراقي
6. الإمام أبو علي السكوني
7. علاء الدين البخاري الحنفي
8. قاضي القضاة زين الدين التفهني
9. قاضي القضاة محمود العيني الحنفي
10. الشيخ يحي السيرامي الحنفي
11. قاضي القضاة محب الدين أحمد بن نصر الله الحنبلي
12. زين الدين أبو بكر القمني الشافعي
13. بدر الدين محمد بن الأمانة الشافعي
14. شهاب الدين أحمد بن تقي المالكي
15. شمس الدين محمد البساطي المالكي
16. شهاب الدين أحمد بن يحي التلمساني الحنفي
17. الإمام سيف الدين عبد اللطيف بن بلبان الصوفي
18. عماد الدين أحمد بن إبراهيم الواسطي
19. شمس الدين محمد بن يوسف الجزري
20. برهان الدين الجعبري
21. زين الدين عمر بن أبي الحرم الكتاني الشافعي
22. تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي
23. تقي الدين الفاسي المكي
24. بهاء الدين السبكي
25. الكمال الدميري
26. التقي الحصني
27. شرف الدين عيسى بن مسعود المالكي
28. نور الدين علي بن يعقوب البكري الشافعي
29. نجم الدين محمد بن عقيل الشافعي
30. العلامة محمد بن علي بن النقاش المصري
31. جمال الدين بن هشام النحوي
32. قاضي القضاة عبد الرحمن بن خلدون
33. شمس الدين محمد العيزري الشافعي
34. عز الدين بن عبد السلام
35. أبو عمرو بن الصلاح
36. أبو الفتح بن دقيق العيد
37. شيخ الفقهاء الزين الكتاني
38. شيخ الإسلام ابن تيمية الحراني
39. عماد الدين ابن كثير الدمشقي
40. الحافظ شمس الدين أبو عبد الله الموصلي
41. الإمام أبو حيان الأندلسي
42. سراج الدين البلقيني
43. برهان الدين السفاقيني
44. شمس الدين الذهبي
45. القاضي عضد الدين
46. أبو بكر بن محمد بن صالح المعروف بابن الخياط
47. شهاب الدين أحمد بن علي الناشري الشافعي
48. بدر الدين حسين بن عبد الرحمن الأهدل اليمني
49. شرف الدين إسماعيل بن أبي بكر المقرئ
50. أبو عبد الله محمد بن عرفة التونسي
51. الملا علي القارئ
52. جلال الدين السيوطي
53. إبراهيم بن محمد الحلبي

.
: بلوغ غاية الأماني في الرد على مفتاح التجاني.rar‏
: 863.1 كيلوبايت
: rar




مستر/ عصام الجاويش 11-05-2010 08:18 AM

يامحب الصوفيه ...
انت ترد على العريقى الحاصل على دكتوراه فى الشريعه الاسلاميه بماذا؟ ماتخصصك حضرتك؟ الست محامى صوفى؟ لايرد على العالم الا عالم مثله. الالبانى ليس عالم عندك!!! وهو الذى فضله على علماءاهل الارض فى العصر الحديث
يااخى حولتم الدين الى خرافات وخزعبلات ما انزل الله بها من سلطان وكذلك ابناء عمومتكم الروافض قبحهم الله يااخى انتم ابعد الناس عن سنه النبى ببدعكم وتوسلكم الغير مشروع. لماذا لاتسمعوا للعلماء؟ لان ماتفعلونه يوافف اهوائكم
يااخى شيخ طريقه من طرقكم التى تزعم انها تتبع السنه وهذا قريب من بلدى وشوهد مشاهده بالعين فى فرح ابنته كان هناك راقصه؟ مشايخكم يمشون بالسيجاره فى يد والمسبحه فى يد اخرى!! ماهذا التناقض. انا اريد منك ان تلتزم نقطه البحث وهى الكلام عن معتقدات الصوفيه . والله عندما امر بالمشاهد التى يقدسها الصوفيه والروافض وارى مايحدث عندها من شركيات اتذكر ماكان يفعله العرب فى الجاهليه عندما كانوا كفار. فكانوا يؤمنون بوجود الله ولكنهم كانوا يعظمون الاصنام لتقربهم الى الله زلفى

قال الله عز وجل :

أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى


هذا ماكان يفعلونه المشركين فهم لم يقولون انهم يعبدونها لشخصها بل قالوا ليقربونا إلى الله زلفى

والصوفيه هداهم الله يقولون ندعوهم ليقبل الله عملنا ويشفع لنا بأعمالهم ؟


محب القوم 11-05-2010 08:24 AM

اقتباس:

أما أبو حامد الغزالى وأخطاؤه فى الإحياء لا يستطيع الدفاع عنها الصوفيون كلهم مجتمعون .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيد ولد آدم محمد وعلى آله وصحبه وعلى مشايخنا وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين آمين ... وبعد..

اسمه ابو حامد؟؟
بلا حتى شيخ يا سلام!!!
حجة الإسلام يخاطب هكذا ونعم الادب مع العلماء.
مجدد المائة الخامسة يا اخي استيقظ
من قال ذلك ابو عثمان في منتدى التصوف المجهول نعم ابو عثمان هو حجة الإسلام وابي حامد طفل يلعب على الانترنت
من قال بذلك محمد السلفي وابو معاذ السلفي نعم هم حجة الإسلام وابي حامد الغزالي طفل يلعب على الانترنت.
يا اخي اتقي الله هدمتم دين الاسلام باسقاط الائمة والعلماء وكلهم سلكوا التصوف ولبسوا الخرقة الصوفية اتقوا الله في شرع الله من نقل اليكم هذا الدين ابن باز وابن عثيمين رحمهم الله؟؟
فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
لا يوجد عالم لم يتكلم فيه العلماء فالبخاري نفسه ذمه ائمة وعلماء بل ضعفه في الحدث ائمة وعلماء وتركوا حديثه كلياً فهل هذا يقدح في الإمام البخاري؟؟
وقولهم في الإمام الحافظ البخاري لاسباب عقائدية تخالف مذهبهم او اعتقدوا ذلك فهل هذا يقدح فيه؟
فهذه اقوال معلولة او راجعة للحسد او الغضب او عدم المعرفة والجهل بالشخص أو للعداوة لاسباب مذهبية او فقيهة او عقائدية او غيرها.
فمثلا خذ واحكم بقاعدتك
الامام الذهلي و الإمام البخاري
قال ابن حجر في الفتح : قال الحاكم أبو عبد الله في تاريخه : قدم البخاري بنيسابور سنة خمسين ومائتين ، فأقام بها مدة يحدث على الدوام ، قال سمعت محمد بن حازم البزار يقول : سمعت الحسن بن محمد بن جابر يقول : سمعت محمد بن يحيى الذهلي يقول : اذهبوا إلى هذا الرجل الصالح العالم فاسمعوا منه ، قال : فذهب الناس إليه واقبلوا على السماع منه حتى ظهر الخلل في مجلس محمد بن يحيى ، قال : فتكلم فيه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
قال الحاكم أيضا عن الحافظ أبي عبد الله بن الأخرم قال : لما قام مسلم بن الحجاج وأحمد بن سلمة في مجلس محمد بن يحيى بسبب البخاري قال الذهلي : لا يساكنني هذا الرجل في البلد ، فخشي البخاري وسافر
مقدمة فتح الباري
وقال أيضا الذهلي: قال أبو حامد الشرقي سمعت محمد بن يحيى الذهلي يقول : القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق ومن زعم لفظي بالقرآن مخلوق فهو مبتدع لا يجالس ولا يكلم ، ومن ذهب بعد هذا إلى محمد بن إسماعيل فاتهموه ، فإنه لا يحضر مجلسه إلا من كان على مذهبه
مقدمة الفتح : 491 - 492 . 3

ترك الإمام أبي زرعة الرازي والإمام أبي حاتم الرازي للامام البخاري
((قال ابن أبي حاتم في ترجمته: محمد بن إسمعيل البخاري أبو عبد الله: قدم عليهم الرى سنة مائتين وخمسين روى عن عبدان المروزى وأبي همام الصلت بن محمد والفريابي وابن أبي أويس، سمع منه أبي وأبو زرعة ثم تركا حديثه عندما كتب إليهما محمد بن يحيى النيسابوري أنه أظهر عندهم أن لفظه بالقرآن مخلوق.
الجرح والتعديل ج 7 ص 191
وقال السخاوي : ولابن أبي حاتم جزء كبير انتقد فيه على الإمام البخاري
انظر (( ما تمس إليه الحاجة )) وأيضاً مقدمة (( لامع الدراري على البخاري )) للشيخ محمد زكريا الكاندهلوي
وذكر العقيلي في الضعفاء
عليّ بن المديني
والبخاري
وعبد الرزاق – صاحب المصنف –
وعثمان بن أبي شيبة
وإبراهيم بن سعد
وعفان بن مسلم الأنصاري
وأبان العطار
وأزهر السمان
وبهز بن أسد
وثابت البناني
وجرير بن عبد الحميد
!!!!
وقال مسلم في البخاري أو شيخه علي بن المديني : ( إنه منتحل الحديث سيء الرواية
( وقد رُد هذا القول فيه . أنظر النووي في شرح مسلم عند تلك الجملة
(( 1 / 128 )) وانظر لزماً ( قاعدة في الجرح والتعديل ) للإمام السبكي تحقيق الشيخ عبد الفتاح )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
طبق قواعدكم الغريبة في الحكم على الائمة والعلماء واسقطوا علماء الامة بجرة قلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
ونقول لك هذا الكلام لا يقوله طالب علم أو عالم يحترم العلم الذي أودعه الله في صدره.
والله يحب الإنصاف.
ومتى ضاع الإنصاف مع الموافق والمخال ضاع الحق وذر قرن الباطل.

و يكفينا في تعديل الغزالي و توثيقه ما قاله الإمام الذهبي في ترجمته له في كتابه " سير أعلام النبلاء " ، قال :
" الشيخ الإمام البحر ، حجة الإسلام ، أعجوبة الزمان ، زين الدين ، أبو حامد محمد بن محمد بن أحمد الطوسي الشافعي الغزالي ، صاحب التصانيف و الذكاء المفرط ، تفقه ببلده أولا ، ثم تحول إلى نيسابور في مرافقة جماعة من الطلبة ، فلازم إمام الحرمين ، فبرع في الفقه في مدة قريبة ، و مهر في الكلام و الجدل حتى صار عين المناظرين ، و أعاد للطلبة ، و شرع في التصنيف " .
( ج 19 / ص 322 و 323 ).
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
وقال الإمام الذهبي بعد ايراد بعض النقد
" الغزالي إمام كبير ، و ما من شرط العالم أنه لا يخطئ " . (سيرعلام النبلاء ، 19 / 339 )
وقد عدَه الإمام الذهبي و كذا السيوطي ممن جددَ للأمة دينها في المائة الخامسة و حكى
المباركفوري في كتابه " عون المعبود بشرح سنن أبي داود " قول السيوطي هذا و أقره ،
ففي شرح الحديث -(سنن أبي داود ج 4 ص 109
حدثنا سليمان بن داود المهري أخبرنا بن وهب أخبرني سعيد بن أبي أيوب عن شراحيل بن يزيد المعافري عن أبي علقمة عن أبي هريرة فيما أعلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها " . ) - قال :
[ تنبيه آخر
اعلم أنهم قد بينوا أسماء المجددين الماضين ،
وقد صنف السيوطي في ذلك أرجوزة سماها " تحفة المهتدين بأخبار المجددين " ، فنحن نذكرها ها هنا ، وهذه هي :

الحمد لله العظيم المنة المانح الفضل لأهل السنة
ثم الصلاة والسلام نلتمس على نبي دينه لا يندرس
لقد أتى في خبر مشتهر رواه كل حافظ معتبر
بأنه في رأس كل مائة يبعث ربنا لهذى الأمة
منا عليها عالما يجدد دين الهدى لأنه مجتهد
فكان عند المائة الأولى عمر خليفة العدل بإجماع وقر
والشافعي كان عند الثانية لما له من العلوم السامية
وبن سريج ثالث الأئمة والأشعري عدة من أمه
والباقلاني رابع أو سهل أو الاسفراني خلف قد حكوا
والخامس الحبر هو الغزالي وعده ما فيه من جدال
والسادس الفخر الإمام الرازي والرافعي مثله يوازي
والثامن الحبر هو البلقيني أو حافظ الأنام زين الدين
والشرط في ذلك أن تمضي المائة وهو على حياته بين الفئة
يشار بالعلم إلى مقامه وينصر السنة في كلامه
وأن يكون جامعا لكل فن وأن يعم علمه أهل الزمن
وأن يكون في حديث قد روى من أهل بيت المصطفى وقد قوى
وكونه فردا هو المشهور قد نطق الحديث والجمهور
وهذه تاسعة المئين قد أتت ولا يخلف ما الهادي وعد
وقد رجوت أنني المجدد فيها ففضل الله ليس يجحد
وآخر المئين فيما يأتي عيسى نبي الله ذو الآيات
يجدد الدين لهذي الأمة وفي الصلاة بعضنا قد أمه
مقررا لشرعنا ويحكم بحكمنا إذ في السماء يعلم
وبعده لم يبق من مجدد ويرفع القرآن مثل ما بدى
وتكثر الأشرار والإضاعة من رفعه إلى قيام الساعة
وأحمد الله على ما علما وما جلا من الخفا وأنعما
مصليا على نبي الرحمة والآل مع أصحابه المكرمة
انتهت الأرجوزة ] .

يقول الإمام السهروردي رضي الله عنه في كتاب (تعريف الأحياء بفضائل الإحياء):
"خاتمة في الإشارة إلى ترجمة المصنف رضي الله عنه وسبب رجوعه إلى طريقة الصوفية رضي الله عنهم:
أما ترجمته رضي الله عنه: فهو الإمام زين الدين حجة الإسلام أبو حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي النيسابوري الفقيه الصوفي الشافعي الأشعري، الذي انتشر فضله في الآفاق وفاق، ورزق الحظ الأوفر في حسن التصانيف وجودتها، والنصيب الأكبر في جزالة العبارة وسهولتها وحسن الإشارة وكشف المعضلات والتبحر في أصناف العلوم فروعها وأصولها. ورسوخ القدم في منقولها ومعقولها، والتحكم والاستيلاء على إجماالها وتفصيلها، مع ما خصه الله به من الكرامة وحسن السيرة والاستقامة والزهد، والعزوف عن زهرة الدنيا والإعراض عن الجهات الفانية واطراح الحشمة والتكلف.)

قال الإمام الحافظ أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الخطيب الفارسي، خطيب نيسابور :
((محمد بن محمد بن محمد أبو حامد الغزالي، حجة الإسلام والمسلمين، إمام أئمة الدين، من لم تر العيون مثله، لسانا، وبيانا، ونطقا، وخاطرا، وذكاء، وطبعا.
شدا طرفاً في صباه، بطوس، من الفقه، على الإمام أحمد الراذكاني.
ثم قدم نيسابور مختلفاً إلى درس إمام الحرمين، في طائفة من الشبان من طوس.
وجد، واجتهد، حتى تخرج عن مدة قريبة، وبذ الأقران، وحمل القرآن، وصار أنظر أهل زمانه، وواحد أقرانه، في أيام إمام الحرمين.
)

تراجع تراجمه في كتب الائمة الاعلام في موقع الإمام الغزالي وشاهد عن من تتكلم
http://www.ghazali.org/site-ar/ar-osm.htm

http://www.ghazali.org/site/ssm.htm

محب القوم 11-05-2010 08:39 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مستر/ عصام الجاويش (المشاركة 2164434)
يامحب الصوفيه ...
انت ترد على العريقى الحاصل على دكتوراه فى الشريعه الاسلاميه بماذا؟ ماتخصصك حضرتك؟ الست محامى صوفى؟ لايرد على العالم الا عالم مثله. الالبانى ليس عالم عندك!!! وهو الذى فضله على علماءاهل الارض فى العصر الحديث
يااخى حولتم الدين الى خرافات وخزعبلات ما انزل الله بها من سلطان وكذلك ابناء عمومتكم الروافض قبحهم الله يااخى انتم ابعد الناس عن سنه النبى ببدعكم وتوسلكم الغير مشروع. لماذا لاتسمعوا للعلماء؟ لان ماتفعلونه يوافف اهوائكم
يااخى شيخ طريقه من طرقكم التى تزعم انها تتبع السنه وهذا قريب من بلدى وشوهد مشاهده بالعين فى فرح ابنته كان هناك راقصه؟ مشايخكم يمشون بالسيجاره فى يد والمسبحه فى يد اخرى!! ماهذا التناقض. انا اريد منك ان تلتزم نقطه البحث وهى الكلام عن معتقدات الصوفيه . والله عندما امر بالمشاهد التى يقدسها الصوفيه والروافض وارى مايحدث عندها من شركيات اتذكر ماكان يفعله العرب فى الجاهليه عندما كانوا كفار. فكانوا يؤمنون بوجود الله ولكنهم كانوا يعظمون الاصنام لتقربهم الى الله زلفى

قال الله عز وجل :

أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى


هذا ماكان يفعلونه المشركين فهم لم يقولون انهم يعبدونها لشخصها بل قالوا ليقربونا إلى الله زلفى

والصوفيه هداهم الله يقولون ندعوهم ليقبل الله عملنا ويشفع لنا بأعمالهم ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيد ولد آدم محمد وعلى آله وصحبه وعلى مشايخنا وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين آمين ... وبعد..

لا احد كبير على النقد أخي الحبيب ونحن لا نقدس احد ولا نقدم احد فوق شرع الله وقد اقررنا بخطأ مشايخ لنا
ونحن بحمد الله نملك من المقومات والشهادات الدينية ما يؤهلنا للحديث في شرع الله وليس هنا سرد ترجمة شخصية عن نفسي..


اخي انا قلت لك هل تساوي الالباني بالحافظ ابن عبدالبر والحافظ السيوطي وإمام الدنيا في الحديث امير المؤمنين في الحديث الحافظ ابن حجر العسقلاني والحافظ الجهبذ شيخ الحافظ ابن حجر العسقلاني الحافظ الهيثمي.
فكان ردك اني اخطأت في الالباني!!!
فتعجبت حقيقاً من ردك فاذا كان الشيخ الالباني سلفك فانا سلفي من ذكرت ومن ذكرتهم هم من نقلوا الينا هذا الدين ولا الالباني ولا مفتي مصر شيخي فتبنه.

واي علماء اسمع لهم يا اخي اترك الحافظ الاصبهاني والذهبي واحمد ابن حنبل والشافعي وابي حنيفة ومالك وحسن البصري والحافظ ابن عساكر والحافظ الهيثمي والحافظ ابن حجر العسقلاني والحافظ السيوطي والحافظ البيهقي والخطيب البغدادي والامام العليمي وشيخ القرأ الجزري وابن تقي العيد والصيرفي والسبكي وابن حجر الهيثمي وسلطان العلماء وحجة الاسلام وابن المكندر الخ الخ الخ مما ذكرنا
واخذ من الشيخ العريفي والشيخ الالباني؟؟

اذا اطالبك يا اخي من نقل اصلا العلم اليك من نقل الاسلام الينا في هذا العصر من اين عرفت الدين ومن اين عرف ابن باز وابن عثيمين والالباني رحمهم الله الاسلام والدين واحكامه؟؟
من نقل الينا هذا الدين؟؟
هل اسقطهم من اجل قول معاصرين شذ عن الاجماع وخالف الصواب..

ولا كأنني تكلمت
كلمة اخيرة اخي الحبيب قاتل الله الهوي والتعصب
اعتقد ما تعتقد وابدل البخاري بالالباني وضعف البخاري وخذ بصحيح الالباني فهو اصح كتاب بعد كتاب الله نعم هو بخاري الوهابية فلم ياتي قبله ولا بعده والاسلام لم ينقله احدا الينا بل هؤلاء تلقوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
اسقطوا الامة كلها فلا تنظر في كتاب للنووي ولا ابي شامه ولا ابي نعيم ولا البيهقي ولا الترمذي ولا حنبل ولا مالك ولا شافعي ولا ابو حنيفة يكفيكم يا اخي الشيخ العريفي والشيخ الالباني والشيخ ابن باز رحمهم الله.
هداكم الله وايانا



أبو إسراء A 11-05-2010 09:06 AM

الكلام كان عن أخطاء الغزالى فى الإحياء

أين الرد على
أخطاء الغزالى فى الإحياء
أخطاء الغزالى فى الإحياء

أخطاء الغزالى فى الإحياء
أخطاء الغزالى فى الإحياء

هذا كان موضوع الكلام وليس سيرة الغزالى


أبو إسراء A 11-05-2010 09:15 AM


التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم معناه : أن يدعو الداعي ربه سبحانه وتعالى ، لكنه في أثناء دعائه يذكر ذات النبي صلى الله عليه وسلم وسيلة لإجابة دعائه ، أو تعجيل حاجته ، فيقول : أسألك بحق النبي ، أو : بجاه النبي ، أو نحو ذلك .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ـ مجموع الفتاوى (1/337-338) ـ :
" والسائل لله بغير الله إما أن يكون مقسما عليه ، وإما أن يكون طالبا بذلك السبب ، كما توسل الثلاثة في الغار بأعمالهم ، وكما يتوسل بدعاء الأنبياء والصالحين .
فإن كان إقساما على الله بغيره : فهذا لا يجوز .
وإن كان سؤالا بسبب يقتضى المطلوب ، كالسؤال بالأعمال التي فيها طاعة الله ورسوله ، مثل السؤال بالإيمان بالرسول ومحبته وموالاته ونحو ذلك : فهذا جائز .
وإن كان سؤالا بمجرد ذات الأنبياء والصالحين : فهذا غير مشروع ، وقد نهى عنه غير واحد من العلماء ، وقالوا : إنه لا يجوز . ورخص فيه بعضهم ، والأول أرجح كما تقدم؛ وهو سؤال بسبب لا يقتضى حصول المطلوب .
بخلاف من كان طالبا بالسبب المقتضى لحصول المطلوب ، كالطلب منه سبحانه بدعاء الصالحين وبالأعمال الصالحة : فهذا جائز ، لأن دعاء الصالحين سبب لحصول مطلوبنا الذي دَعَوا به .
وكذلك الأعمال الصالحة سبب لثواب الله لنا ، وإذا توسلنا بدعائهم وأعمالنا : كنا متوسلين إليه تعالى بوسيلة ، كما قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ) المائدة/35 ، والوسيلة هي الأعمال الصالحة . وقال تعالى : ( أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ) الإسراء /57 .
وأما إذا لم نتوسل إليه سبحانه بدعائهم ولا بأعمالنا ، ولكن توسلنا بنفس ذواتهم : لم يكن نفس ذواتهم سببا يقتضى إجابة دعائنا ، فكنا متوسلين بغير وسيلة ، ولهذا لم يكن هذا منقولا عن النبي صلى الله عليه و سلم نقلا صحيحا ، ولا مشهورا عن السلف ." انتهى .
ثانيا :
ليس معنى ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ليس له جاه عند الله عز وجل ، ولا منزلة لديه سبحانه ، كما يقوله من يفتري على السلفيين ، شيخ الإسلام ومن وافقه على ذلك ، وأنهم يتجرؤون على مقام النبي صلى الله عليه وسلم ، وحاشاهم من ذلك ، وهو صاحب المقام المحمود ، والمنزلة الرفيعة ، وسيد ولد آدم ، صلى الله عليه وسلم ، لكن مقامه الكريم على الله ليس معناه أن نسأل أو نتوسل به .
قال شيخ الإسلام رحمه الله :
" ما بيّن الله ورسوله أنه حق للعباد على الله فهو حق ؛ لكن الكلام في السؤال بذلك ، فيقال : إن كان الحق الذي سأل به سببا لإجابة السؤال : حسُن السؤال به ، كالحق الذي يجب لعابديه وسائليه .
وأما إذا قال السائل : بحق فلان وفلان ، فأولئك ، إن كان لهم عند الله حق أن لا يعذبهم وأن يكرمهم بثوابه ويرفع درجاتهم كما وعدهم بذلك وأوجبه على نفسه ، فليس في استحقاق أولئك ما استحقوه من كرامة الله ، ما يكون سببا لمطلوب هذا السائل ؛ فإن ذلك استحق ما استحقه بما يسره الله له من الإيمان والطاعة ، وهذا لا يستحق ما استحقه ذلك ؛ فليس في إكرام الله لذلك سبب يقتضى إجابة هذا .
وإن قال : السبب هو شفاعته ودعاؤه ، فهذا حق إذا كان قد شفع له ودعا له ، وإن لم يشفع له ولم يدع له لم يكن هناك سبب " . انتهى .
وقال أيضا ـ مجموع الفتاوى (1/278) ـ :
" ومعلوم أن الواحد بعد موته إذا قال : اللهم فشفعه في وشفعني فيه ، مع أن النبي لم يدع له : كان هذا كلاما باطلا " . انتهى .
ثالثا :
مدار فهم هذه المسألة أن نعلم أن الدعاء عبادة ، بل هو من أجل العبادات لله تعالى ، كما قال النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ . قَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) رواه أبو داود (1479) وغيره ، وصححه الألباني .
والعبادات مبناها على التوقيف ، يعني : على ورود الشرع بها ، كما قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ ) رواه البخاري (2697) ومسلم (1718) ، من حديث عائشة رضي الله عنها .
وفي رواية لمسلم : ( مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ ) .
قال الإمام النووي رحمه الله :
" قَالَ أَهْل الْعَرَبِيَّة : ( الرَّدّ ) هُنَا بِمَعْنَى الْمَرْدُود , وَمَعْنَاهُ : فَهُوَ بَاطِل غَيْر مُعْتَدّ بِهِ .
وَهَذَا الْحَدِيث قَاعِدَة عَظِيمَة مِنْ قَوَاعِد الْإِسْلَام , وَهُوَ مِنْ جَوَامِع كَلِمه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ صَرِيح فِي رَدّ كُلّ الْبِدَع وَالْمُخْتَرَعَات .
وَفِي الرِّوَايَة الثَّانِيَة زِيَادَة وَهِيَ أَنَّهُ قَدْ يُعَانِد بَعْض الْفَاعِلِينَ فِي بِدْعَة سَبَقَ إِلَيْهَا , فَإِذَا اُحْتُجَّ عَلَيْهِ بِالرِّوَايَةِ الْأُولَى يَقُول : أَنَا مَا أَحْدَثْت شَيْئًا فَيُحْتَجّ عَلَيْهِ بِالثَّانِيَةِ الَّتِي فِيهَا التَّصْرِيح بِرَدِّ كُلّ الْمُحْدَثَات , سَوَاء أَحْدَثَهَا الْفَاعِل , أَوْ سَبَقَ بِإِحْدَاثِهَا .
وَفِي هَذَا الْحَدِيث : دَلِيل لِمَنْ يَقُول مِنْ الْأُصُولِيِّينَ : إِنَّ النَّهْي يَقْتَضِي الْفَسَاد . وَمَنْ قَالَ : لَا يَقْتَضِي الْفَسَاد يَقُول هَذَا خَبَر وَاحِد , وَلَا يَكْفِي فِي إِثْبَات هَذِهِ الْقَاعِدَة الْمُهِمَّة , وَهَذَا جَوَاب فَاسِد . وَهَذَا الْحَدِيث مِمَّا يَنْبَغِي حِفْظه وَاسْتِعْمَاله فِي إِبْطَال الْمُنْكَرَات , وَإِشَاعَة الِاسْتِدْلَال بِهِ " انتهى .
فإذا علمنا هذا الأصل ، علمنا أنه لا يجوز لنا أن نفعل شيئا على وجه العبادة لله تعالى ، إلا شيئا جاء به الشرع من المعصوم صلى الله عليه وسلم ، وسواء كان الذي فعلناه اختراعا من عند أنفسنا ، أو اتباعا لغيرنا فيه .
قال شيخ الإسلام رحمه الله ـ مجموع الفتاوى (1/265) ـ :
" ولا يجوز أن يكون الشيء واجبا أو مستحبا إلا بدليل شرعي يقتضى إيجابه أو استحبابه والعبادات لا تكون إلا واجبة أو مستحبة فما ليس بواجب ولا مستحب فليس بعبادة والدعاء لله تعالى عبادة إن كان المطلوب به أمرا مباحا " انتهى .
وقال أيضا ـ الفتاوى (1/278) ـ :
" والدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم : لم يأمر به ، والذي أمر به : ليس مأثورا عن النبي صلى الله عليه وسلم . ومثل هذا لا تثبت به شريعة ، كسائر ما ينقل عن آحاد الصحابة في جنس العبادات أو الإباحات أو الإيجابات أو التحريمات ، إذا لم يوافقه غيره من الصحابة عليه ، وكان ما يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم يخالفه لا يوافقه: لم يكن فعله سنة يجب على المسلمين اتباعها ، بل غايته أن يكون ذلك مما يسوغ فيه الاجتهاد ، ومما تنازعت فيه الأمة ، فيجب رده إلى الله والرسول ، ولهذا نظائر كثيرة " .

وقد سئلت اللجنة الدائمة عن : مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، ويقول في دعائه: اللهم أعطني كذا وكذا من خيري الدنيا والآخرة ، بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ، أو ببركة الرسول ، أو بحرمة المصطفى ، أو بجاه الشيخ التيجاني ، أو ببركة الشيخ عبد القادر، أو بحرمة الشيخ السنوسي فما الحكم ؟
فأجابوا :
" من توسل إلى الله في دعائه بجاه النبي صلى الله عليه وسلم أو حرمته أو بركته أو بجاه غيره من الصالحين أو حرمته أو بركته ، فقال: ( اللهم بجاه نبيك أو حرمته أو بركته أعطني مالا وولدا أو أدخلني الجنة وقني عذاب النار) مثلا ، فليس بمشرك شركا يخرج عن الإسلام ، لكنه ممنوع سدا لذريعة الشرك ، وإبعادا للمسلم من فعل شيء يفضي إلى الشرك .
ولا شك أن التوسل بجاه الأنبياء والصالحين وسيلة من وسائل الشرك التي تفضي إليه على مر الأيام، على ما دلت عليه التجارب وشهد له الواقع ، وقد جاءت أدلة كثيرة في الكتاب والسنة تدل دلالة قاطعه على أن سد الذرائع إلى الشرك والمحرمات من مقاصد الشريعة، من ذلك قوله تعالى : ( وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) الأنعام /108
فنهى سبحانه المسلمين عن سب آلهة المشركين التي يعبدونها من دون الله ، مع أنها باطلة؛ لئلا يكون ذلك ذريعة إلى سب المشركين الإلهَ الحقَ سبحانه ، انتصارا لآلهتهم الباطلة جهلا منهم وعدوانا ، ومنها: نهيه صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد ؛ خشية أن تعبد، ومنها: تحريم خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية، وتحريم إبداء المرأة زينتها للرجال الأجانب ... ولأن التوسل بالجاه والحرمة ونحوهما في الدعاء عبادة ، والعبادة توقيفية ، ولم يرد في الكتاب ولا في السنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ما يدل على هذا التوسل ، فعلم أنه بدعة ..." انظر : فتاوى اللجنة الدائمة (1/501-502) .
رابعا :
قول السائل في سؤاله إن ابن تيمية أول من حرمه : غير صحيح ؛ وإنما هو تلقى ذلك عن أعداء شيخ الإسلام رحمه الله ، وقد تعرض شيخ الإسلام رحمه الله ، في رده على الأخنائي ، وهو أحد خصومه الذين رموه بهذه الفرية ، فقال في حق شيخ الإسلام : " كم لصاحب هذه المقالة من مسألة خرق فيها الإجماع " ، فرد عليه شيخ الإسلام من وجوه عديدة ، فقال في ضمن ذلك:
" الوجه السادس : أنه إنما يقبل قول من يدعي أن غيره يخالف الإجماع إذا كان ممن يعرف الإجماع والنزاع ، وهذا يحتاج إلى علم عظيم ، يظهر به ذلك ، لا يكون مثل هذا المعترض الذي لا يعرف نفس المذهب الذي انتسب إليه ، ولا ما قال أصحابه .. ، فكيف يعرف مثل هذا إجماع علماء المسلمين ، مع قصوره وتقصيره في النقل والاستدلال ؟!
الوجه السابع : أن لفظ (كم) يقتضي التكثير ، وهذا يوجب كثرة المسائل التي خرق المجيب فيها الإجماع . والذين هم أعلم من هذا المعترض وأكثر اطلاعا : اجتهدوا في ذلك غاية الاجتهاد ، فلم يظفروا بمسألة واحدة خرق فيها الإجماع ، بل غايتهم أن يظنوا في المسألة أنه خرق فيها الإجماع ، كما ظنه بعضهم في مسألة الحلف بالطلاق ، وكان فيها من النزاع نقلا ، ومن الاستدلال فقها وحديثا : ما لم يطلع عليه .
الوجه الثامن : أن المجيب [ يعني : شيخ الإسلام نفسه ] ـ ولله الحمد ـ لم يقل قط في مسألة إلا بقول قد سبقه إليه العلماء ؛ فإن كان قد يخطر له ويتوجه له ، فلا يقوله ولا ينصره إلا إذا عرف أنه قد قاله بعض العلماء ، كما قال الإمام أحمد : إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام ؛ فمن كان يسلك هذا المسلك ، كيف يقول قولا يخرق فيه إجماع المسلمين ، وهو لا يقول إلا ما سبقه إليه علماء المسلمين ؟! " انتهى . من الرد على الأخنائي (457-458) .
خامسا :
هذه المسألة المذكورة ، والتي زعم السائل فيها ، تبعا لغيره ، أن شيخ الإسلام خالف فيها الإجماع ، قد ثبت فيها النصوص عن غير واحد من العلماء ، وخاصة الأحناف بالمنع منها ، والنهي عنها .
قال العلامة الحصكفي في الدر المختار (5/715) :
" وفي التاترخانية معزيا للمنتقى عن أبي يوسف عن أبي حنيفة: لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به، والدعاء المأذون فيه المأمور به ما استفيد من قوله تعالى: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) " .
ونفس النص في المحيط البرهاني (5/141) .
قال العلامة الكاساني رحمه الله في بدائع الصنائع (5/126) :
" وَيُكْرَهُ لِلرَّجُلِ أَنْ يَقُولَ فِي دُعَائِهِ أَسْأَلُك بِحَقِّ أَنْبِيَائِك وَرُسُلِك وَبِحَقِّ فُلَانٍ ، لِأَنَّهُ لَا حَقَّ لِأَحَدٍ عَلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى جَلَّ شَأْنُهُ ".
ونفس النص في تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق ، للزيلعي (6/31) ونسب القول بذلك إلى الثلاثة ، يعني : أبا حنيفة ، وصاحبيه : أبا يوسف ، ومحمد بن الحسن ، والعناية شرح الهداية للبابرتي (10/64) ، وفتح القدير لابن الهمام (10/64) ، وفي درر الحكام (1/321) ، ومجمع الأنهر شرح ملتقى الأبحر(2554) .
قال السيد نعمان خير الدين الآلوسي الحنفي ، رحمه الله في جلاء العينين (516-517) :
" وفي جميع متونهم : أن قول الداعي المتوسل : بحق الأنبياء والأولياء ، وبحق البيت الحرام والمشعر الحرام : مكروه كراهة تحريم ، وهي كالحرام في العقوبة بالنار عند محمد ، وعللوا ذلك بقولهم : لأنه لا حق للمخلوق على الخالق " انتهى .
وانظر ما نقله السيد نعمان عن العلامة السويدي الشافعي : جلاء العينين (505) وما بعدها .

ولعله تبين مما سبق من النقول المستفيضة : لماذا يمنع السلفيون من ذلك النوع من التوسل ، وأن شيخ الإسلام ابن تيمية ليس أول من منع من ذلك ، ولا هو آخرهم أيضا .










محب القوم 11-05-2010 09:21 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو إسراء a (المشاركة 2164424)
أسماء العلماء الذين كفروا
شيخك الزنديق إبن عربى


كتاب للشيخ أحمد ولد الكوري العلوي الشنقيطي بعنوان : " بلوغ غاية الأماني في الرد على مفتاح التيجاني "ذكر فيه أسماء العلماء الذين كفروا ابن عربي بعد أن نقل بعض كلامهم .

وها هي القائمة التي ذكرها :


1. برهان الدين البقاعي
2. شيخ الإسلام زين الدين العراقي
3. بدر الدين بن جماعة
4. شيخ الإسلام بن حجر العسقلاني
5. ولي الدين العراقي
6. الإمام أبو علي السكوني
7. علاء الدين البخاري الحنفي
8. قاضي القضاة زين الدين التفهني
9. قاضي القضاة محمود العيني الحنفي
10. الشيخ يحي السيرامي الحنفي
11. قاضي القضاة محب الدين أحمد بن نصر الله الحنبلي
12. زين الدين أبو بكر القمني الشافعي
13. بدر الدين محمد بن الأمانة الشافعي
14. شهاب الدين أحمد بن تقي المالكي
15. شمس الدين محمد البساطي المالكي
16. شهاب الدين أحمد بن يحي التلمساني الحنفي
17. الإمام سيف الدين عبد اللطيف بن بلبان الصوفي
18. عماد الدين أحمد بن إبراهيم الواسطي
19. شمس الدين محمد بن يوسف الجزري
20. برهان الدين الجعبري
21. زين الدين عمر بن أبي الحرم الكتاني الشافعي
22. تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي
23. تقي الدين الفاسي المكي
24. بهاء الدين السبكي
25. الكمال الدميري
26. التقي الحصني
27. شرف الدين عيسى بن مسعود المالكي
28. نور الدين علي بن يعقوب البكري الشافعي
29. نجم الدين محمد بن عقيل الشافعي
30. العلامة محمد بن علي بن النقاش المصري
31. جمال الدين بن هشام النحوي
32. قاضي القضاة عبد الرحمن بن خلدون
33. شمس الدين محمد العيزري الشافعي
34. عز الدين بن عبد السلام
35. أبو عمرو بن الصلاح
36. أبو الفتح بن دقيق العيد
37. شيخ الفقهاء الزين الكتاني
38. شيخ الإسلام ابن تيمية الحراني
39. عماد الدين ابن كثير الدمشقي
40. الحافظ شمس الدين أبو عبد الله الموصلي
41. الإمام أبو حيان الأندلسي
42. سراج الدين البلقيني
43. برهان الدين السفاقيني
44. شمس الدين الذهبي
45. القاضي عضد الدين
46. أبو بكر بن محمد بن صالح المعروف بابن الخياط
47. شهاب الدين أحمد بن علي الناشري الشافعي
48. بدر الدين حسين بن عبد الرحمن الأهدل اليمني
49. شرف الدين إسماعيل بن أبي بكر المقرئ
50. أبو عبد الله محمد بن عرفة التونسي
51. الملا علي القارئ
52. جلال الدين السيوطي
53. إبراهيم بن محمد الحلبي

.
: بلوغ غاية الأماني في الرد على مفتاح التجاني.rar‏
: 863.1 كيلوبايت
: rar






بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيد ولد آدم محمد وعلى آله وصحبه وعلى مشايخنا وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين آمين ... وبعد..

كلها مردود عليها في الموضوع ومزركشة ومزينة بارقام الصفحات واسم الكتاب لترجع اليها اذا كنت تملك كتاب علمي واحد ولا اعتقد لانك يا اخي غير منصف وناقل ولا تعي ما تنقل للاسف بل هو تعصب.
كل ما نقلته مدلس والتراجم في الكتب اثبتت ان القوم الذين نقلت لهم من أهل الكذب والتحريف وبتر النصوص وقد اثبتنا ذلك في الموضوع
مثل قول الإمام الذهبي الذي بتره القوم وحرفوه
وتراجع الإمام الشوكاني
بل واخفاء قول الحافظ ابن حجر ان الشيخ الاكبر اعتد به علماء عصره.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
واجعلني اقول لك اخي العزيز لا تتعصب للاشخاص تعصب للدين وتعصب لمن حمل الينا هذا الدين وليس لمعاصرين وكأن كلامهم قرآن منزل اعرفت الان من يقدس مشايخه ويرفعهم فوق الانبياء هذه عينات للقارئ ليعرف اين الحق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن نفسي اخي اقولها يكفيني قول إمام الدنيا في الحديث امير المؤمنين في الحديث الحافظ الجهبد شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني الذي لن تلد النساء مثله
في قوله ان الشيخ الاكبر من الاولياء وانه اعتد به علماء عصره
وقول كذلك الإمام الحافظ الذهبي انه عنده من الاولياء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقولك شيخك الزنديق يدل على ان التكفير هواية عندك اخي
اما نحن فنقول هداكم الله وانتم اخواننا بغيتم علينا وكفرتونا وماذا نفعل غير الدعاء لكم ولنا بالهدايــة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
ولا عبرة بمنكر - شمس أهل التصوف سيدنا ومولانا صاحب الأحوال الأحمدية الشريفة والصفات المحمودية المنيفة والأخلاق المحمدية العظيمة الشيخ الأكبر و سلطان العارفين
و خاتم الأولياء وإمام المتقين ومربي الشيوخ والمريدين الكبريت الأحمر
محيي الدين بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي قدس الله سره
فكتبه تجول في الافاق وتترجم للغات
واسلم بسبب كتبه الالوف والمئات
من عبدالواحد بالافتشيني الايطالي من الاسرة الحاكمة
تناقلت المنتديات خبر مسجده اكبر مسجد في اوربا في ميلانوا والذي وضع فيه مكتبة كاملة بالايطالية لمولانا الشيخ الاكبر
وعبدالواحد فنشينزوا الايطالي
وروجيه جارودي الفرنسي
اكبر علماء العالم رينيه جينو (عبدالواحد يحيي)
فكتبه بالايطالية والالمانية والانجليزية والفرنسية والاردية والهندية والاسبانية وغيرها منتشرة في الافاق ولله الحمد

ويحبه ويدافع عنه ملايين وملايين ففي الهند وباكستان واندونسيا فقط اكثر من 400 مليون صوفي يحبون الشيخ الاكبر ويدافعون عنه
اي نصف المسلمين تقريباً في ثلاثه دول فقط ليست عربية!!!!!!!!
ناهيك عن الدول العربية والمنتشرين في الدول الغربية
لا يغرك قنوات الفضائيات التي تراها بتمويلات جبارة
فقد كنت انا العبد الفقير شيخ وهابي سلفي فيما مضى واشرح كتاب التوحيد الذي هو حق على العبيد وكتاب صفات أهل السنة والجماعه للشيخ ابن عثيمين وصفة صلاة النبي للالباني
وكنت اجد العون وافخر الطبعات تاتي الي لان كنت شيخ سلفي ادعوا الناس لمذهبهم واكفر الصوفية مثلكم هكذا
وصديق لمشايخ سلفية مشهورين على قناة الناس الان اعرفهم كما اعرف نفسي واستطيع ان اذكر عنهم الكثير مما لا يعرفه الناس!!
واحكي جوانب الجوامع التي كنت اذهب اليها لتواجدهم فيها بسجادها وحيطانها وخطبهم واعرف منهم الكثير
ورزقني الله التوبة النصوح والرجوع إلى مذهب أهل السنة والجماعة وسلوك التصوف اسوة بعلماء الامة الإسلامية
وسلفها الصالح
فالحمد لله على نعم الهداية ومعرفة الحق ولا اعتقد يوما أني سارجع إلى هذا المذهب وادعوا الله بالثبات على طريق القوم والدفاع عنهم ما كتب الله لي الحياة.
وهدانا الله للحق واياكم



محب القوم 11-05-2010 09:43 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيد ولد آدم محمد وعلى آله وصحبه وعلى مشايخنا وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين آمين ... وبعد..

مش قلت لك أخي الحبيب انك لن تجد الا اخر المائة السابعةواول الثامنة اي بعد 800 عام من الاسلام اتى من يصحح عقيدة الامة التي كانت في ضلال طوال 800 عام الشيخ ابن تيمية رحمه الله هذا هو اقصى ما عندكم اين السلف الأن؟؟
اقول لك احمد ابن حنبل والمكندر والسيدة نفسية والشافعي والطبري وغيرهم من التابعين وتابعي التابعين خير القرون وائمة الاسلام وغيرهم من ائمة الامة ممن زكاهم نبينا في احاديثه ووجب علينا اتابعهم و الذين ذكرتهم تقولي الشيخ ابن تيمية هل هو من خير القرون؟؟
ثم فتوى لجنة الافتاء المعاصرة فهم سلفكم صح؟؟
ثم الالوسي الحفيد الذي كان وهابي
ثم تقول
اقتباس:

ولعله تبين مما سبق من النقول المستفيضة : لماذا يمنع السلفيون من ذلك النوع من التوسل ، وأن شيخ الإسلام ابن تيمية ليس أول من منع من ذلك ، ولا هو آخرهم أيضا


بالله عليك من قبله حرم التوسل يا اخي استيقظ حتى قولكم عن الإمام ابي حنيفة خطأ ينم عن جهل من نقلت عنهم

ثم تقول
اقتباس:

هذه المسألة المذكورة ، والتي زعم السائل فيها ، تبعا لغيره ، أن شيخ الإسلام خالف فيها الإجماع ، قد ثبت فيها النصوص عن غير واحد من العلماء ، وخاصة الأحناف بالمنع منها ، والنهي عنها .
قال العلامة الحصكفي في الدر المختار (5/715) :
" وفي التاترخانية معزيا للمنتقى عن أبي يوسف عن أبي حنيفة: لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به، والدعاء المأذون فيه المأمور به ما استفيد من قوله تعالى: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) " .
ونفس النص في المحيط البرهاني (5/141) .
قال العلامة الكاساني رحمه الله في بدائع الصنائع (5/126) :
" وَيُكْرَهُ لِلرَّجُلِ أَنْ يَقُولَ فِي دُعَائِهِ أَسْأَلُك بِحَقِّ أَنْبِيَائِك وَرُسُلِك وَبِحَقِّ فُلَانٍ ، لِأَنَّهُ لَا حَقَّ لِأَحَدٍ عَلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى جَلَّ شَأْنُهُ ".
ونفس النص في تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق ، للزيلعي (6/31) ونسب القول بذلك إلى الثلاثة ، يعني : أبا حنيفة ، وصاحبيه : أبا يوسف ، ومحمد بن الحسن ، والعناية شرح الهداية للبابرتي (10/64) ، وفتح القدير لابن الهمام (10/64) ، وفي درر الحكام (1/321) ، ومجمع الأنهر شرح ملتقى الأبحر(2554) .
قال السيد نعمان خير الدين الآلوسي الحنفي ، رحمه الله في جلاء العينين (516-517) :
" وفي جميع متونهم : أن قول الداعي المتوسل : بحق الأنبياء والأولياء ، وبحق البيت الحرام والمشعر الحرام : مكروه كراهة تحريم ، وهي كالحرام في العقوبة بالنار عند محمد ، وعللوا ذلك بقولهم : لأنه لا حق للمخلوق على الخالق " انتهى .
وانظر ما نقله السيد نعمان عن العلامة السويدي الشافعي : جلاء العينين (505) وما بعدها .


فاقول هذا خطأ وجهل ممن نقلت له
فهنا لفظهم عن الاقسام على الله وليس التوسل
اما حفيد الالوسي فليس بحجة فقد كان وهابي وسترى الالوسي في الموضوع يقول بالتوسل
وقول ائمة الحنفية في انه مكروه الاقسام وايضاً ومن ضمن اقوالهم انه ليس محرم كما سترى من القواعد الاصولية
وكلامهم عن الاقسام على الله وليس التوسل فهناك فرق شاسع
إِذَا لَمْ يَكُنْ عَوْنٌ مِنَ اللهِ لِلْفَتَى * فَأَكْثَرُ مَا يَجْنِي عَلَيْهِ اجْتِهَادُهُ
نقول:-
وتقريرُ ذلكَ: أنّ أبا حنِيفةَ عَبَّرَ بـ"أَكرهُ"؛ فيكونُ التوسُّلُ بالأنبياءِ والرّسلِ، وما ذكرَ معهُم؛ مكروهًا. والمكروهُ -على ما تقَرّرَ في صِغارِ كُتبِ الأصولِ وكِبارِها-: هو ما يكونُ جائزَ الفعلِ، مع رُجحانِ التّركِ عليهِ؛وبِعبارةٍ أخرى: هوَ ما يُثابُ على تركِهِ، ولا يُعاقَبُ على فِعْلِه؛ وإن شئتَ قُلتَ: هو ما يُمدحُ تاركُهُ، ولا يُذَمُّ فاعلُه شرعًا؛ هذه حقيقةُ المكروهِ عند الأصولِيّينَ، لا يجهَلُها صغارُ الطّلبةِ فضلاً عن كبارِهمْ.

وعلى ضوءِ هذهِ الحقيقةِ الأصُوليّةِ يكونُ قولُ أبي حنيفة حجّةٌ لنا في جوازِ التوسّلِ، وأنَّه لا إثمَ فيه،
ولا عقابَ، وإن كانَ ترْكُه أرجحْ.
وذلكَ أَنّ من أصولِ الحنفيّةِ أنّهم يفَرِّقونَ بينَ قولِهم في الشّيءِ
: "هوَ حرامٌ" أو "مُحرّمٌ"، وبينَ قولِهم: "هو مكروهٌ كراهةَ تحريمٍ"؛ حيثُ يطلِقونَ العِبارةَ الأولى على ما كانَ مُحرَّمًا بنصٍّ قطعِيٍّ، كالزّنا، والرّبا، وشربِ الخمرِ، وأكلِ الميتةِ، والخنزيرِ، ونحوِ ذلكَ؛ ويُطلِقونَ العبارةَ الثَّانيةَ على ما ليسَ في تحريمِهِ نصٌّ قطْعِيّ.
ففي الكَنزِ وشرحِهِ، للشّيخِ مصطفى بن أبي عبد الله الطّائيّ ما نصُّهُ: المكروهُ تحريمًا إلى الحرَامِ أقربُ عندَهما،
ونصّ محمّدٌ: أنّ كل مكروهٍ حرامٌ، وأمّا المكْروهُ تنزِيهًا فإلى الحِلِّ أقربُ اتّفاقًا.
وفي الكنزِ أيضًا وشرحِهِ لمُلاَّ مسكين، ما نصُّهُ: المكروهُ إلى الحَرامِ أقربُ عندَهما. وقالَ خلف بن يحيى:
المكروهُ إلى الحَلالِ أقربُ؛ ونصّ محمّد: كلُّ مكروهٍ حرامٌ؛ وإنّما لم يُطلِق عليهِ لفظُهُ لأنَّهُ لم نثبتْ حرمتهُ بدَليلٍ قطعيٍّ، كما في الحرامِ. اهـ.
ذا عُلِمَ هذا، فحملُ قولِ أبي حنيفةَ "أكرهُ" على الكراهةِ التّحريميَّةِ يكونُ معناهُ في اصطِلاحِ أبي حنيفةَ، وأبي يوسفَ: أنّ التوسُّل إلى الحَرامِ أقربُ؛ وفي اصطِلاحِ محمد بن الحسن: أنّه ليسَ في حرمةِ التوسُّلِ دليلٌ قطعِيٌّ.
وهذا على فرض صحة كلامهم تنزلاً وهو غير صحيح ودحض مزاعمهم من القواعد الاصولية عند السادة الاحناف
الادعاء أنّ كلامَ أبي حنيفةَ في التوسُّلِ مع أنّهُ في الإِقسامِ على اللهِ بخَلقِهِ.
فَفي الكَنزِ وشرحِهِ للشّيخِ مصطفى بن أبي عبد الله الطّائيِّ ما نصُّهُ: وكُرِهَ الدُّعاءُ بأن يقولَ: أسألكَ بمقعدِ العزِّ من عرشِكَ، ولو بتقديمِ العينِ؛ وعن أبي يوسفَ: لا بأسَ بِهِ، والأحوَطُ الإمتِناعُ، وبأنْ يقولَ: بحقّ فُلانٍ، وبحقّ أنبيائكَ، ورُسلكَ، وبحقّ البيتِ، والمشعرِ الحَرامِ؛ لأنَّهُ لا حقَّ للخلقِ على الخالِق. اهـ.
فانظُر إلى عبارةِ الكنزِ، فلا تجدُ فيها ذكرًا لأبي حنيفةَ؛ وتأمّل تعليلَ الشارحِ بأنّه لا حقّ للخلقِ على الخالقِ، تجدِ المسألةَ مفروضةً في الإقسامِ على الله بخَلقِهِ، لا في مجرّدِ سؤالِهِ بهم
يوضحُ هذا ما جاءَ في شرحِ العقِيدةِ الطّحاويّةِ للطحاوي الحنفي، ونصُّهُ: وإن كانَ مرادُهُ -أي: الدّاعي- الإقسامُ على اللهِ بحقِّ فلانٍ فذلكَ محذورًا أيضًا، لأنَّ الإقسامَ بالمخلُوقِ على المخلُوقِ لا يجوزُ؛ فكيفَ على الخالقِ؛ وقد قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللهِ، فَقَدْ أَشْرَكَ»؛ ولهذا قالَ أبو حنيفةَ، وصاحِباهُ، رَضِيَ اللهُ عنهُم: يُكرَهُ أن يقولَ الدّاعي: أسألُكَ بحقِّ فلانٍ، أو بحقِّ أنبيائِك ورُسلك، وبحقِّ البيتِ الحرامِ، والمَشعرِ الحرامِ، ونحوِ ذلكَ؛ حتّى كرهَ أبو حنيفةَ، ومحمد: أن يقولَ الرجلُ: اللهمّ إنّي أسألكَ بمقعدِ العزِّ من عرشكَ، ولم يكرههُ أبو يوسفٌ، لما جاء من الأثرِ فيهِ. اهـ.
والأثرُ الّذي أشارَ إليهِ، هو ما جاءَ:
عن ابنِ مسعودٍ: عن النّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: «اِثْنَتَا عَشْرَةَ رَكْعَةً، تُصَلِّيهِنَّ مِنْ لَيْلٍ، أَوْ نَهَارٍ، وَتَتَشَهَّدُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، فَإِذَا تَشَهَّدْتَ فِي آَخِرِ صَلاَتِكَ، فَاثْنِ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاقْرَأْ وَأَنْتَ سَاجِدٌ فَاتِحَةَ الكِتَابِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَآَيَةَ الكُرْسِيِّ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَقُلْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ، وَقُلْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قُلْ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَعَاقِدِ العِزِّ مِنْ عَرْشِكَ، وَمُنْتَهَى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ، وَاسْمِكَ الأَعْظَمِ، وَجَدِّكَ الأَعْلَى، وَكَلِمَاتِكَ التَّامَّةِ، ثُمَّ سَلِّمْ يَمِينًا وَشِمَالاً، وَلاَ تُعَلِّمُوهَا لِلسُّفَهَاءَ فَإِنَّهُم يَدْعُونَ بِهَا فَيُسْتَجَابُ لَهُمْ»؛ رواهُ الحاكِمُ؛ وقالَ: قالَ أحمد بن حربٍ: قد جرّبتُهُ، فوجَدتُهُ حقًّا، وقالَ إبراهيمُ بن عليٍّ الدبيلي: قد جرَّبتُهُ فوجَدْتُهُ حقًّا، قال الحاكمُ: قد جرَّبتهُ، فوجَدتُّه حقًّا.
والحديثُ -وإن كانَ ضعيفًا-، فهوَ من بابِ التّرغيبِ، والفَضائلِ؛ والإعتمادُ في مثلِ هذا -كما قالَ الحافظُ المُنذِريُّ- على بابِ التجرِبةِ، لا على الإسنادِ.

ومن المُفيد أن نذكر شيئًا مِنْ نصوص أئمّة الحنفيّة وتوسُّلاتِهم،
وأئمّة الحنفيّة -أدرى النّاس بمذهب الإمام الأعظم وأعلم النّاس بمراده- في أنَّ مُراد الإمام أبوحنيفة غير ما يُريد الوهّابية
ودلسوه علي الامام ولنرى أئمة الاحناف وتوسلاتهم


1- الكلاباذي البخاري الحنفي (ت:380 هـ):
" وبالله أستعين وعليه أتوكل وعلى نبيه أصلي وبه أتوسل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " التعرف لمذهب أهل التصوف (1/21).
2- السادة الأحناف وتبركهم بكتاب المختصر للإمام القدوري الحنفي
(قال صاحب مصباح أنوار الأدعية ان الحنفية يتبركون بقراءته في أيام الوباء وهو كتاب مبارك من حفظه يكون أمينا من الفقر حتى قيل ان من قرأه على أستاذ صالح ودعاله عند ختم الكتاب بالبركة فإنه يكون مالكا لدراهم على عدد مسائله)
كشف الظنون ج: 2 ص: 1631
3- الزمخشري المعتزلي معتقدا الحنفي في الفروع (ت: 538 هـ) في الكشاف في آخر صفحة من التفسير:
((ثم أسأله بحق صراطه المستقيم وقرآنه المجيد الكريم وبما لقيت من كدح اليمين وعرق الجبين في عمل الكشاف.....)).
4- ابن العديم الحنفي (ت:660 هـ):
"ببركة سيد المرسلين وأهل بيته" بغية الطلب في تاريخ حلب (7/3242).
5- وقال مجد الدين الموصلي الحنفي (ت:683 هـ) صاحب الاختيار فيما يقال عند زيارة النبي صلى الله عليه وسلم
(جئناك من بلاد شاسعة . . . والاستشفاع بك إلى ربنا) ثم يقول : مستشفعين بنبيك إليك .
*ومثله في حاشية الطحطاوي (ت:1231هـ) على الدر المختار.
6- جاء في تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق للإمام الزيلعي (ت:743هـ) (15/60):
هَذَا مَا ظَهَرَ لِكَاتِبِهِ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَقَاصِدَهُ بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ .
7- ابن أبي الوفاء القرشي الحنفي(ت:775 هـ): يتوسل
"بجاه رسول الله" طبقات الحنفية (1/353).

8- ابن نجيم الحنفي (ت 710 هـ):
رخص في زيارة قبور الصالحين للترحم والتبرك
البحر الرائق شرح كنز الحقائق.
9- وقال العلامة السيد الشريف الجرجاني الحنفي (ت:816 هـ) في أوائل حاشية على (المطالع ) عند بيان الشارح وجه الصلاة على النبي وآله عليه وعليهم الصلاة والسلام في أوائل الكتب ، ووجه الحاجة إلى التوسل بهم في الاستفاضة :
" فإن قيل هذا التوسل إنما يتصور إذا كانوا متعلقين بالأبدان ، وأما إذا تجردوا عنها فلا ، إذ لا وجهة مقتضية للمناسبة . قلنا يكفيه أنهم كانوا متعلقين بها متوجهين إلى تكميل النفوس الناقصة بهمة عالية ، فإن أثر ذلك باق فيهم، وكذلك كانت زيارة مراقدهم معدة لفيضان أنوار كثيرة منهم على الزائرين كما يشاهده ، أصحاب البصائر " ا هـ .
10- ابن حجة الحموي الحنفي (ت:837 هـ) :
"بمحمد وآله" خزانة الأدب (1/277).
11- الإمام العيني (ت:855 هـ) في عمدة القاري شرح صحيح البخاري (1/11) يقول:
((فها نحن نشرع في المقصود بعون الملك المعبود ونسأله الإعانة على الاختتام متوسلا بالنبي خير الأنام وآله وصحبه الكرام.))

وقال الإمام بدر الدين العيني في شرح صحيح البخاريً:
يه التبرك بمصلى الصالحين ومساجد الفاضلين وفيه أن من دعا من الصلحاء إلى شيء يتبرك به منه فله أن يجيب إليه إذا أمن العجب وفيه الوفاء بالعهد وفيه صلاة النافلة في جماعة بالنهار وفيه إكرام العلماء إذا دعوا إلى شيء بالطعام وشبهه (4/170)
12- الإمام كمال الدين بن الهمام الحنفي رضى الله عنه (ت:861هـ) فتح القدير، ج2، ص332، كتاب الحج، باب زيارة النبي صلى الله عليه وسلم:
((ويسأل الله حاجته متوسلا إلى الله بحضرة نبيه ثم قال يسأل النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة فيقول يا رسول الله أسألك الشفاعة يا رسول الله أتوسل بك إلى الله.))
13- ابن تغربردي الحنفي (ت: 874 هـ) :
" نسأل الله تعالى حسن الخاتمة بمحمد وآله" النجوم الزاهرة (3/220) وغيرها.
ويقول كما في حوادث الدهور ص 37: فالله تعالى يحسن العاقبة بمحمد وآله.
14- أبو العباس أحمد الزبيدي الحنفي(ت:893 هـ):
"بجاه سيدنا محمد وآله"
التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح ص 9.
15- الصالحي الشامي الحنفي (ت:942 هـ): جمع أبواب التوسل بالنبي في كتابه سبل الهدى والرشاد في سير خير العباد.
ومن أقواله (12/408): اللهم إنا نسألك، ونتوجه إليك بنبيك محمد - صلى الله عليه وسلم - أن تحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأن تجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
16- طاش كبري زاده الحنفي (ت:968 هـ) :
"بحرمة نبيك" الشقائق النعمانية (1/233).
17- وزاد الشيخ علي القاري المكي الحنفي (ت:1014هـ) في شرح الشمائل:
"فليس لنا شفيع غيرك نؤمله، ولا رجاء غير بابك نصله،فاستغفر لنا واشفع لنا إلى ربك يا شفيع المذنبين، واسأله أن يجعلنا من عباده الصالحين".
قال نور الدين ملا علي القاري في شرح المشكاة ما نصه:
قال شيخ مشايخنا علامة العلماء المتبحرين شمس الدين بن الجزري في مقدمة شرحه للمصابيح : إني زرت قبره بنيسابور (يعني مسلم بن الحجاج القشيري) وقرأت بعض صحيح علي سبيل التيمن و التبرك عند قبره ورأيت ءاثار البركة ورجاء الإجابة في تربته.ا.هـ
18- عبد الرحمن وجيه الدين بن عيسى بن مرشد العمري نسباً الحنفي مذهباً (متوفى في منتصف القرن الحادي عشر) قال في خطاب له:
(فالله تعالى يبقيك محروساً بجناب مأنوس القباب. متلفعاً من الجلالة بأشرف جلباب. مستقراً على كراسي الملك. وأعداؤك في الهلك. بجاه جدك عليه السلام. وآله البررة الكرام. وصحبه الخيرة الأعلام.)
سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر لابن معصوم الحسني ص 41
19- حاجي خليفة الحنفي (ت:1067 هـ) :
"بحرمة أمين وحيه"
كشف الظنون (2/2056).
20- ذكر الشرنبلالي الحنفي (ت:1069 هـ) في مراقي الفلاح في آداب الزيارة:
((يقف عند رأسه الشريف ويقول:
اللهم انك قلت وقولك الحق: (ولو انهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا اللّه واستغفر لهم الرسول لوجدوا اللّه توابا رحيما) وقد جئناك سامعين قولك، طائعين أمرك، مستشفعين ‏بنبيك، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا، ربنا انك رؤوف ‏رحيم، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، سبحان ربنا رب العزة عما يصفون،وسلام على المرسلين، والحمد للّه رب العالمين.
ويدعو بما يحضره من الدعاء.))
21- عبد الرحمن أفندي داماد المدعو بشيخي زاده (ت:1078هـ) كما في مجمع الأنهر له يقول (3/493):
((أَصْلَحَهُمْ اللَّهُ تَعَالَى وَإِيَّانَا بِجَاهِ نَبِيِّهِ.))
22- ذكر المحبي في ترجمة محمد بن عبد الحليم المعروف بالبورسوي وبالأسيري أن والده (والد المحبي) واسمه فضل الله بن محب الله المحبي (ت:1082هـ) أرسل له رسالة فيها:
((جعل الله تعالى مجمل سعادته غنياً عن الإفصاح وجياد أوصافه الحسنة متبارية في ميدان المداح بجاه سيدنا محمد الذي علا على البراق وتشرفت به الآفاق وآله الكرام وأصحابه الفخام.))
انظر خلاصة الأثر (2/421).
23- علاء الدين الحصكفي (ت:1088هـ) في الدر المختار ص 84:
(فنسأل الله تعالى التوفيق والقبول، بجاه الرسول.)
24- خاتمة اللغويين الحافظ مرتضى الزبيدي الحنفي (ت:1089هـ)، قال في خاتمة "تاج العروس" داعياً:
"ولا يكلنا إلى أنفسنا فيما نعمله وننويه بمحمد وآله الكرام البررة".

وذكر في كتابه إتحاف المتقين بشرح إحياء علوم الدين
ج 10 ص 130
(صفوان بن سليم عند أحمد بن حنبل فقال : هذا رجل يستسقى بحديثه وينزل القطر من السماء بذكره )
وروى الإمام مرتضى الزبيدي في شرح الاحياء ( 10/ 333 ):
عن الشعبي قال حضرت عائشة رضي الله عنها فقالت: إني قد أحدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثا ولا أدري ما حالي عنده فلا تدفنوني معه، فاني أكره أن أجاور رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أدري ما حالي عنده ثم دعت بخرقة من قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ضعوا هذه على صدري وادفنوها معي لعلي أنجو بها من عذاب القبر.))

<b> 25- عبد القادر البغدادي الحنفي (ت:1093هـ) في خزانة الأدب (1/1) داعيا لبعض الأمراء:
(( ويسر له النصر المتين، وسهل له الفتح المبين، بجاه حبيبه ورسوله محمد.))
26- المحبي (ت:1111هـ) في نفحة الريحانة ص 91 يقول:
((الله يمدُّ أطناب دولته السَّعيدة، ويديم صولته الشَّديدة بمحمدٍ وآله، ومن سلك على منواله.))
27- قال العلامة محمد الخادمي ت ( 1176هـ):
(وَيَجُوزُ التَّوَسُّلُ إلَى اللَّهِ تَعَالَى وَالِاسْتِغَاثَةُ بِالْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ بَعْدَ مَوْتِهِمْ لِأَنَّ الْمُعْجِزَةَ وَالْكَرَامَةَ لَا تَنْقَطِعُ بِمَوْتِهِمْ، وَعَنْ الرَّمْلِيِّ أَيْضًا بِعَدَمِ انْقِطَاعِ الْكَرَامَةِ بِالْمَوْتِ وَعَنْ إمَامِ الْحَرَمَيْنِ وَلَا يُنْكِرُ الْكَرَامَةَ وَلَوْ بَعْدَ الْمَوْتِ إلَّا رَافِضِيٌّ وَعَنْ الْأُجْهُورِيِّ الْوَلِيُّ فِي الدُّنْيَا كَالسَّيْفِ فِي غِمْدِهِ فَإِذَا مَاتَ تَجَرَّدَ مِنْهُ فَيَكُونُ أَقْوَى فِي التَّصَرُّفِ كَذَا نُقِلَ عَنْ نُورِ الْهِدَايَةِ لِأَبِي عَلِيٍّ السِّنْجِيِّ).بريقة محمودية (1/204)

28- إسماعيل حقي (ت:1137هـ) :
"بجاه النبي الأمين" في عدة مواضع من تفسيره روح البيان انظر مثلا (1/176).
29- المرادي الحنفي (ت:1206 هـ):
"فنتوجه اللهم إليك به صلى الله عليه وسلم إذ هو الوسيلة العظمى"
سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر (1/2).
وله أيضا في ترجمة أحمد بن ناصر الدين بن علي الحنفي البقاعي (ت:1171هـ) يقول:
(هذا وعمره مع السلام يطول بجاه جده النبي الرسول آمين)
وله غيرها.
30- وقال الشيخ أحمد بن محمد بن إسماعيل الطحطاوي الحنفي المصري شيخ الحنفية بالديار المصرية (ت 1231 هـ). :
(قوله فيتوسل إليه بصاحبيه ذكر بعض العارفين أن الأدب في التوسل أن يتوسل بالصاحبين إلى الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم ثم به إلى حضرة الحق جل جلاله وتعاظمت أسماؤه فإن مراعاة لواسطة عليها مدار قضاء الحاجات . حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح ص 360 ط. مكتبة البابي الحلبي / القاهرة سنة 1318هـ .
31- الجبرتي الحنفي (ت:1237 هـ):
"ويتوسل إليه في ذلك بمحمد صلى الله عليه وسلم"
عجائب الآثار (1/344).
32- خاتمة المحققين الشيخ ابن عابدين الحنفي (ت:1252 هـ) قال في مقدمة حاشيته على الدر المختار داعياً: "وإني أسأله تعالى متوسلاً إليه بنبيه المكرم صلى الله عليه وسلم".
ويقول (4/294): دام في عز وإنعام، ومجد واحترام، بجاه من هو للانبياء ختام، وآله وصحبه السادة الكرام، عليه وعليهم الصلاة والسلام، في البدء والختام.
وفي تنقيح الفتاوى الحامدية لابن عابدين (ت:1252هـ) (7/417) في ذكر حال بعض الجراد الذي غزا البلاد!!:
وَادْفَعْ شَرَّهَا عَنْ أَرْزَاقِ الْمُسْلِمِينَ بِجَاهِ النَّبِيِّ الْأَمِينِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِين.
ابن عابدين , قال في حاشية رد المحتار على الدر المختار 1/84:
يقول أسير الذنوب جامع هذه الاوراق راجيا من مولاه الكريم، متوسلا بنبيه العظيم وبكل ذي جاه عنده تعالى أن يمن عليه كرما وفضلا بقبول هذا السعي والنفع له للعباد، في عامة البلاد، وبلوغ المرام، بحسن الختام، والاختتام، آمين.
وقال في المقدمة :
في معانيها جمعت بتوفيق الاله مسائلا رقاق الحواشي مثل دمع المتيم وما ضر شمسا أشرقت في علوها جحود حسود وهو عن نورها عمي وإني أسأله تعالى متوسلا إليه بنبيه المكرم صلى الله عليه وسلم وبأهل طاعته من كل ذي مقام علي معظم،
وبقدوتنا الامام الاعظم، أن يسهل علي ذلك من إنعامه، ويعينني على إكماله وإتمامه، وأن يعفو عن زللي، ويتقبل مني عملي، ويجعل ذلك خالصا لوجهه الكريم، موجبا للفوز لديه في جنات النعيم
33- المحدث محمد عابد السندي الحنفي (ت 1257 هـ). :
له رسالة فى الرد على ابن تيمية فى التوسل .

34- شهاب الدين الألوسي (ت:1270هـ) (شاهد الفرق بين هذا والالوسي الذي اتيت به) يقول:
"بحرمة سيد الثقلين"
روح المعاني (1/82).
وهو كثير في تفسيره.
قال تعالى: (ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون علي الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله علي الكافرين) سورة البقرة الآية ٨٩
قال الالوسي في روح المعاني في تفسير لآية:
((وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا نزلت في بني قريظة والنضير كانوا يستفتحون على الأوس والخزرج برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل مبعثه قاله ابن عباس وقتادة والمعنى يطلبون من الله تعالى أن ينصرهم به على المشركين كما روى السدي أنهم كانوا إذا اشتد الحرب بينهم وبين المشركين أخرجوا التوراة ووضعوا أيديهم على موضع ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقالوا:اللهم إنا نسألك بحق نبيك الذي وعدتنا أن تبعثه في آخر الزمان أن تنصرنا اليوم على عدونا فينصرون فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به كنى عن الكتاب المتقدم بما عرفوا لأن معرفة من أنزل عليه معرفة له ووجه الدلالة من هذه الآية ظاهر فإن الله سبحانه أقر استفتاح اليهود بالرسول ولم ينكره عليهم وإنما ذمهم على الكفر والجحود بعد إذ شاهدوا بركة الاستفتاح بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم .))
في صفحة 299 جزء ثان في تفسير روح المعاني قال:
(وبعد هذا كله أنا لا أرى بأساً في التوسل إلى الله تعالى بجاه النبي صلى الله عليه وسلم حياً وميتاً، ويراد من الجاه معنى يرجع إلي صفة من صفاته تعالى، مثل أن يراد به المحبة العامة المستدعية عدم رده وقبول شفاعته، فيكون معنى قول القائل أتوسل إليك بجاه نبيك صلى الله عليه وسلم أن تقضي لي حاجتي يعني إلهي اجعل محبتك له وسيلة في قضاء حاجتي))
وقال في صفحة 300 جزء ثان في تفسير روح المعاني:
((بل لا أرى بأساً بالإقسام على الله تعالى بجاهه صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى والكلام في الحرمة كالكلام في الجاه- يعني بحرمة كذا- قال ملتمساً ومجيباً عن الصحابة في عدم توسلهم بالأموات ولعل ذلك كان تحاشياً منهم عما يخشى أن يعلق منه في أذهان الناس إذ ذاك وهم قريبوا عهد التوسل بالأصنام شيء ثم اقـتدى بهم من خلفهم من الأئمة الطاهرين وقد ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم هدم الكعبة وتأسيسها على قواعد إبراهيم لكون القوم حديثي عهد بكفر كما ثبت ذلك في الصحيح وكذا التوسل بجاه غير النبي صلى الله عليه وسلم لا بأس به أيضاً إن كان التوسل بجاهه مما علم أن له جاهاً عند الله تعالى كالمقطوع بصلاحه وولايته.))
35- شيخ الإسلام أحمد عارف حكمت بك بن السيد إبراهيم عصمت بك بن إسماعيل رائف باشا الحسيني الحنفي (ت:1275هـ) في تقريظ له:
((فأيد اللهم هذا السلطان الرحيم الحليم الأفخم، والملك الكريم السليم الأكرم، بالفتح المبين، والنصر على الأعداء والمشركين، بجاه سيد المرسلين، وخاتم النبيين))
انظر حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر لعبد الرزاق البيطار (1/73).
36- العلامة الفقيه عبد الغني الغنيمي الحنفي(ت:1298هـ)صاحب "اللباب في شرح الكتاب"، قال في خاتمة كتابه "شرح العقيدة الطحاوية" داعياً:
"وصلِّ وسلم على سيدنا محمد فإنه أقرب من يُتَوسل به إليك".
37- وقال العدوي الحمزاوي (ت:1303 هـ) في كنز المطالب (ص‏216):
(0ومن أحسن ما يقول بعد تجديد التوبة في ذلك الموقف ‏الشريف، وتلاوة(ولو انهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا اللّه واستغفر لهم الرسول) الآية: نحن وفدك ‏يا رسول ‏اللّه وزوارك، جئناك ‏لقضاء حقك وللتبرك بزيارتك والاستشفاع بك مما اثقل ظهورنا واظلم ‏قلوبنا.
ويقول (ص‏230): ويتوسل بهم إلى اللّه في بلوغ آماله، لان هذا المكان محل مهبط ‏الرح


فهؤلاء أئمّة الحنفيّة وتوسُّلاتِهم فلماذا يدلس من نقلت له وراجع المصادر وتأكد منها براحتك اخي الحبيب

أبو إسراء A 11-05-2010 09:47 AM

مرة أخرى مع شيخك
الزنديق إبن عربي

ابن عربي الأندلسي
هو أبو بكر محمد بن علي بن محمد الحاتمي الطائي الأندلسي ، المعروف بابن عربي , صاحب كتاب الفصوص ، والفتوحات المكية ، توفى سنة (638 هـ) , عداده في غلاة الصوفية من أهل وحدة الوجود ، الذين تقوم بدعتهم على القول بالوحدة الذاتية لجميع الأشياء مع تعدد صورها في الظاهر ، فكل شيء هو الله ، واختلاف الموجودات هو اختلاف في الصور والصفات ، مع توحد في الذات , وقد اعتبر ابن عربي نفسه خاتم الأولياء.
ولد بالأندلس , ورحل منها إلى مصر ، وحج وزار بغداد ، واستقر في دمشق حيث مات ودفن ، وله فيها الآن مسجد وقبر يُزار.

قال الذهبي رحمه الله: ((ومِن أردئ تواليفه كتاب "الفصوص"! فإن كان لا كفر فيه فما في

الدنيا كفر ، نسأل الله العفو والنجاة. فوا غوثاه بالله)).

(سير أعلام النبلاء: 23ـ 48).


قال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان: ((سألت شيخنا الإمام سراح الدين البُلقيني عن ابن عربي ، فبادر الجواب: بأنه كافر. فسألته عن ابن الفارض فقال: لا أحب أن أتكلم فيه. قلت: فما الفرق بينهما والموضع واحد.؟ وأنشدته من التائية فقطع علي بعد إنشاء عدة أبيات بقوله: هذا كفر هذا كفر)).

(لسان الميزان: 4ـ364).

وقال الحافظ أيضاً: ((ولا أرى يتعصب للحلاج إلا من قال بقوله الذي ذُكر أنه عين الجمع فهذا هو قول أهل الوحدة المطلقة ولهذا ترى ابن عربي صاحب الفصوص يعظمه ويقع في الجنيد ، والله الموفق)).

(لسان الميزان: 2ـ315)


مباهلة الحافظ ابن حجر أتباع ابن عربي في حال شيخهم وضلاله.

قال الحافظ السخاوي "رحمه الله" في الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر العسقلاني: ((ومع وفور علمه ـ يعني شيخه الحافظ ابن حجر العسقلاني ـ وعدم سرعة غضبه، فكان سريع الغضب في الله ورسوله ... إلى أن قال: واتفق كما سمعته منه مراراًً أنه جرى بينه وبين بعض المحبين لابن عربي منازعة كثيرة في أمر ابن عربي، أدت إلى أن نال شيخنا من ابن عربي لسوء مقالته. فلم يسهل بالرجل المنازع له في أمره، وهدَّده بأن يغري به الشيخ صفاء الذي كان الظاهر برقوق يعتقده، ليذكر للسلطان أن جماعة بمصر منهم فلان يذكرون الصالحين بالسوء ونحو ذلك. فقال له شيخنا: ما للسلطان في هذا مدخل، لكن تعالَ نتباهل؛ فقلما تباهل اثنان، فكان أحدهما كاذباً إلا وأصيب. فأجاب لذلك، وعلَّمه شيخنا أن يقول: اللهم إن كان ابن عربي على ضلال، فالعَنِّي بلعنتك، فقال ذلك.

وقال شيخنا: اللهم إن كان ابن عربي على هدى فالعنِّي بلعنتك. وافترقا.

قال: وكان المعاند يسكن الروضة، فاستضافه شخص من أبناء الجند جميل الصورة، ثم بدا له أن يتركهم، وخرج في أول الليل مصمماً على عدم المبيت، فخرجوا يشيعونه إلى الشختور، فلما رجع أحسَّ بشيءٍ مرَّ على رجله، فقال لأصحابه: مرَّ على رجلي شيء ناعم فانظروا، فنظروا فلم يروا شيئاً. وما رجع إلى منزله إلا وقد عمي ، وما أصبح إلا ميتاً.

وكان ذلك في ذي القعدة سنة سبع وتسعين وسبع مئة، وكانت المباهلة في رمضان منها.

وكان شيخنا عند وقوع المباهلة عرَّف من حضر أن من كان مبطلاً في المباهلة لا تمضي عليه سنة)).

الجواهر والدرر (3/1001-1002).


وكذلك نقل قصة المباهلة تلميذ الحافظ ابن حجر ، تقي الدين الفاسي.

العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين (2ـ 198).


وقال العز بن عبد السلام "رحمه الله" في ابن عربي: ((شيخُ سوءٍ مقبوحٍ ، يقول بِقِدَمِ العالَمِ ، ولا يُحَرِّم فرجاً)).

(سير أعلام النبلاء: 23ـ 48).


وألف الشيخ برهان الدين البقاعي المتوفى سنة (885 هـ) كتاباً سمّاه: تنبيه الغبي على تكفير ابن عربي , ذكر فيه أسماء جماعة من الذين صرحوا بكفره ، أو ذمه ذماً شنيعاً ، منهم:

شمس الدين محمد بن يوسف الجزري (صفحة: 141)

وحفيده إمام القرّاء محمد بن محمد الجزري صاحب الجزرية (صفحة: 176)

وعلي بن يعقوب البكري (صفحة: 144)

ومحمد بن عقيل البالسي (صفحة: 146)

وابن هشام , صاحب مغني اللبيب (صفحة: 150)

وشمس الدين محمد العيزري (صفحة: 152)

وعلاء الدين البخاري الحنفي (صفحة: 164)

وعلي بن أيوب (صفحة: 182)

وشمس الدين الموصلي (صفحة: 154)

وزين الدين عمر الكتاني (صفحة: 142)

وبرهان الدين السفاقيني (صفحة: 159)

وسعد الدين الحارثي الحنبلي (صفحة: 153)

ورضي الدين بن الخياط (صفحة: 163)

وشهاب الدين أحمد ابن علي الناشري (صفحة: 163).


ومنهم: محمد بن علي النقاش قال: ((وهو مذهب الملحدين كابن عربي وابن سبعين وابن الفارض)).

وحدة الوجود (صفحة: 147)


ومنهم شرف الدين عيسى الزواوي المالكي المتوفى عام 743هـ قال: (( ويجب على ولي الأمر إذا سمع بمثل هذا التصنيف (أي مؤلفات ابن عربي كالفصوص والفتوحات المكية) البحث عنه وجمع نسخه حيث وجدها وإحراقها، وتأديب من اهتم بهذا المذهب)).

(العقد الثمين 2/176-177).


ومنهم تقي الدين الفاسي الذي ألف كتاباً سماه: عقيدة ابن عربي وحياته.


ومنهم علاء الدولة أحمد بن محمد السمناني المفسر الصوفي.

الدرر الكامنة: (1ـ250).


ومنهم: أبو حيان الأندلسي صاحب التفسير, فقد في تفسير سورة المائدة عند قوله تعالى: ﴿لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم﴾ (صفحة: 142-143): ((ومن بعض اعتقاد النصارى استنبط من أقر بالإسلام ظاهراً , وانتمى إلى الصوفية حلولَ الله في الصور الجميلة , وذهب من ذهب من ملاحدتهم إلى القول بالاتحاد والوحدة كالحلاج , والشعوذي , وابن أحلى , وابن عربي المقيم بدمشق , وابن الفارض , وأتباع هؤلاء كابن سبعين)). وعد جماعة ثم قال: ((وإنما سردت هؤلاء نصحاً لدين الله وشفقة على ضعفاء المسلمين .وليحذروا , فإنهم شر من الفلاسفة الذي يكذبون الله ورسله, ويقولون بقدم العالم, وينكرون البعث , وقد أولع جهلة ممن ينتمي إلى التصوف بتعظيم هؤلاء, وادعائهم أنهم صفوة الله!!)).


ومنهم: تقي الدين السبكي: ((ومن كان من هؤلاء الصوفية المتأخرين كابن عربي وغيره فهم ضلال جهال خارجون عن طريقة الإسلام فضلا عن العلماء وقال ابن المقري اليمني الشافعي في روضه إن الشك في كفر طائفة ابن عربي كفر)).

مغني المحتاج للشربيني (3ـ61)


ومنهم السعد التفتازاني في كتابه " فاضحة الملحدين"

( مخطوطة محفوظة بمكتبة برلين 2891 جسب بروكلمان ج2 ص 35)


ومنهم القاضي بدر الدين بن جماعة قال: ((حاشا رسول الله http://www.islamdor.com/vb/images/smilies/sala.gif، يأذن في المنام بما يخالف ويعاند الإسلام –يشير إلى زعم ابن عربي أنه تلقى كتاب الفصوص من الرسول مكتوباً-، بل ذلك من وسواس الشيطان ومحنته وتلاعبه برأيه وفتنته.. وقوله في آدم: إنه إنسان العين، تشبيه لله تعالى بخلقه، وكذلك قوله: الحق المنزه، هو الخلق المشبّه إن أراد بالحق رب العالمين، فقد صرّح بالتشبيه وتغالى فيه.. وأما إنكاره ما ورد في الكتاب والسنة من الوعيد: فهو كافر به عند علماء أهل التوحيد.. وكذلك قوله في قوم نوح وهود: قول لغوٍ باطل مردود وإعدام ذلك، وما شابه هذه الأبواب من نسخ هذا الكتاب، من أوضح طرق الصواب، فإنها ألفاظ مزوّقة، وعبارات عن معان غير محققة، وإحداث في الدين ما ليس منه، فحُكمه: رده، والإعراض عنه)).

عقيدة ابن عربي وحياته لتقي الدين الفاسي. (صفحة: 29، 30).


وقال نور الدين البكري الشافعي: ((وأما تصنيف تذكر فيه هذه الأقوال ويكون المراد بها ظاهرها فصاحبها ألعن وأقبح من أن يتأول له ذلك بل هو كاذب، فاجر كافر في القول والاعتقاد ظاهراً وباطناً وإن كان قائلها لم يرد ظاهرها فهو كافر بقوله ضال بجهله، ولا يعذر بتأويله لتلك الألفاظ إلا أن يكون جاهلاً للأحكام جهلاً تاماً عاماً ولا يعذر بجهله لمعصيته لعدم مراجعة العلماء والتصانيف على الوجه الواجب من المعرفة في حق من يخوض في أمر الرسل، ومتبعيهم أعني معرفة الأدب في التعبيرات على أن في هذه الألفاظ ما يتعذر أو يتعسر تأويله، بل كلها كذلك، وبتقدير التأويل على وجه يصح في المراد فهو كافر بإطلاق اللفظ على الوجه الذي شرحناه)).

(مصرع التصوف صفحة: /144)


قال ابن خلدون: ((ومن هؤلاء المتصوفة: ابن عربي، وابن سبعين، وابن برّجان، وأتباعهم، ممن سلك سبيلهم ودان بنحلتهم، ولهم تواليف كثيرة يتداولونها، مشحونة من صريح الكفر، ومستهجن البدع، وتأويل الظواهر لذلك على أبعد الوجوه وأقبحها، مما يستغرب الناظر فيها من نسبتها إلى الملّة أو عدّها في الشريعة، وليس ثناء أحد على هؤلاء حجة ولو بلغ المثني عسى ما يبلغ من الفضل لأن الكتاب والسنة أبلغ فضلاً أو شهادة من كل أحد، وأما حكم هذه الكتب المتضمنة لتلك العقائد المضلة وما يوجد من نسخها في أيدي الناس مثل الفصوص والفتوحات المكية لابن عربي.. فالحكم في هذه الكتب وأمثالها إذهاب أعيانها إذا جدت بالتحريق بالنار والغسل بالماء حتى ينمحي أثر الكتاب).

(مصرع التصوف صفحة: 150).


وقال ابن خلدون أيضاً: ((هذا العِلم - السِّحْر - حَدث في المِلَّة بعد صدر منها ، وَعنْد ظُهور الغُلاَة من المتصوفة ، الحلاَّج ، ابن عربي ، العَفيف التِّلِمْساني ، ابْن سَبعين ، ابن الفارض

وجنوحهم إلى كشف حجاب الحس ، وظهور الخوارق على أيديهم والتصرفات في عالم العناصر ، وتدوين الكتب والاصطلاحات ومزاعمهم في تنـزل الوجود عن الواحد وترتيبه. وزعموا أن الكمال الأسمائي مظاهر أرواح والأفلاك والكواكب وأن طبائع الحروف وأسرارها سارية في الأسماء فهي سارية في الأكوان )).

مقدمة ابن خلدون (صفحة:930)


وقال نجم الدين البالسي الشافعي: ((من صدق هذه المقالة الباطلة أو رضيها كان كافراً بالله تعالى يراق دمه ولا تنفعه التوبة عند مالك وبعض أصحاب الشافعي، ومن سمع هذه المقالة القبيحة تعين عليه إنكارها)).

(مصرع التصوف صفحة: 146)


وقال الشيخ شمس الدين محمد بن يوسف الجزري الشافعي: ((الحمد لله، قوله: فإن آدم عليه السلام، إنما سمّي إنساناً: تشبيه وكذب باطل، وحكمه بصحة عبادة قوم نوح للأصنام كفر، لا يقر قائله عليه، وقوله: إن الحق المنزّه: هو الخلق المشبّه، كلام باطل متناقض وهو كفر، وقوله في قوم هود: إنهم حصلوا في عين القرب، افتراء على الله وردّ لقوله فيهم، وقوله: زال البعد، وصيرورية جهنم في حقهم نعيماً: كذب وتكذيب للشرائع، بل الحقّ ما أخبر الله به من بقائهم في العذاب.. وأمّا من يصدقه فيما قاله، لعلمه بما قال: فحكمه كحكمه من التضليل والتكفير إن كان عالماً، فإن كان ممن لا علم له: فإن قال ذلك جهلاً: عُرِّف بحقيقة ذلك، ويجب تعليمه وردعه مهما أمكن.. وإنكاره الوعيد في حق سائر العبيد: كذب وردّ لإجماع المسلمين، وإنجاز من الله عز وجل للعقوبة، فقد دلّت الشريعة دلالة ناطقة، أن لا بدّ من عذاب طائفة من عصاة المؤمنين، ومنكر ذلك يكفر، عصمنا الله من سوء الاعتقاد، وإنكار المعاد)).

(عقيدة ابن عربي وحياته لتقي الدين الفاسي صفحة: 31،32)


وقال الحافظ العراقي: ((وأما قوله فهو عين ما ظهر وعين ما بطن، فهو كلام مسموم ظاهره القول بالوحدة المطلقة، وقائل ذلك والمعتقد له كافر بإجماع العلماء)).

(مصرع التصوف صفحة: 64).


وقال أبو زرعة ابن الحافظ العراقي: ((لا شك في اشتمال" الفصوص" المشهورة على الكفر الصريح الذي لا شك فيه، وكذلك فتوحاته المكية، فإن صحّ صدور ذلك عنه، واستمر عليه إلى وفاته: فهو كافر مخلد في النار بلا شك)).

(عقيدة ابن عربي وحياته لتقي الدين الفاسي صفحة:60).


ومنهم الإمام الشوكاني "رحمه الله" قال في أبيات:


فهمُ الذين تلاعبوا بين الورى **** بالدينِ وانتدبوا لقصد خرابه

وقد نهج الحلاجُ طرقَ ضلالهم** ** وكذاك محيي الدين لا حيا به

وكذاك فارضهم بتائياتهِ ******** فرض الضلال عليهم ودعا به

وكذا ابن سبعين المهين فقد عدا ******* متطوراً في جهلهِ ولعابهِ

رام النبوءة لالعاً لعثورهِ ********** روم الذبابِ مصيره كعقابهِ

وكذلك الجيلي أجال جوادهُ ****** في ذلك الميدانِ ثم سعى به

إنسانهُ إنسان عين الكفر لا ********** يرتاب فيه سابح بعبابه

والتلمساني قال قد حلت له ***كلُّ الفروجِ فخذ بذا وكفى به

نهقوا بوحدتهم على رؤوس المل**** ومن المقال أتوا بعينِ كذابه

إن صح ما نقل الأئمةُ عنهم ***** فالكفر ضربة لازب لصحابه

لا كفر في الدنيا على كلِّ الورى** إن كان هذا القول دون نصابهِ

قد ألزمونا أن ندين بكفرهم ****والكفر شرُّ الخلقِ من يرضى به

فدعِ التعسفَ في التأولِ لا تكن ****** كفتى يغطي جيفةً بثيابهِ

قد صرحوا أن الذي يبغونهُ ****** هو ظاهرُ الأمر الذي قلنا بهِ

هذي فتوحاتُ الشؤومِ شواهدٌ ***** إن المراد له نصوص كتابهِ





محب القوم 11-05-2010 10:01 AM

اقتباس:

قال الذهبي رحمه الله: ((ومِن أردئ تواليفه كتاب "الفصوص"! فإن كان لا كفر فيه فما في
الدنيا كفر ، نسأل الله العفو والنجاة. فوا غوثاه بالله)).
(سير أعلام النبلاء: 23ـ 48).

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيد ولد آدم محمد وعلى آله وصحبه وعلى مشايخنا وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين آمين ... وبعد..

انت مالك متعصب ليه وتنقل بدون قراءة!!
عل مهلك اخي لا تتتعصب هكذا انت لا تقرأ حتى ما تنقل
اقتباس:

قال الذهبي رحمه الله: ((ومِن أردئ تواليفه كتاب "الفصوص"! فإن كان لا كفر فيه فما في
الدنيا كفر ، نسأل الله العفو والنجاة. فوا غوثاه بالله)).

فهذا اتحداك ان تكمل قول الإمام الذهبي وتجلب الترجمة كلها من كتاب سير اعلام النبلاء اتحداك اتعلم لماذا لان الذهبي نهاية قوله
وقولى أنا فيه : إنه يجوز أن يكون من أولياء الله الذين اجتذبهم الحق إلى جنابه عند الموت ، وختم له بالحسنى
راجع هنا ردينا على كل هذه التلبيسات على الناس
http://www.thanwya.com/vb/showpost.p...1&postcount=63
وهنا
من آلف في الدفاع عن الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي أو أثنى عليه و مدحه أو أستند لاقواله
http://www.thanwya.com/vb/showpost.p...5&postcount=64

محب القوم 11-05-2010 10:18 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيد ولد آدم محمد وعلى آله وصحبه وعلى مشايخنا وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين آمين ... وبعد..

ثم انك اخي متضارب اشد التضارب
تقول
اقتباس:

كلام شيخ الإسلام الذى ذكرته عن التصوف الخالى من البدع والشركيات
والذى كان يعنى الزهد

ثم تقول متناقضاً بل ومتهماً ائمة اعلام مدحهم شيخ اسلام
وتناقض نفسك ان التصوف كله شيعة وروافض وفرس وليس زهد ما هذا التناقض الغريب يا اخي هل التصوف زرعه الروافض ام هو الزهد بصراحة تناقضك حيرني ومرة تقولش ابن المبارك صوفي زاهد وليس بدعي كيف يكونوا هكذا اذا تم زراعتهم من الروافض كما تقول فالتصوف عندك ترعرع في احضان الروافض وفي نفس الوقت على هواك تذكر عن بعضهم صوفيه زهد وليس بدعي حل لي هذا الاشكال
انت متناقض جداً شئ عجيب حقيقاً
فتقول
اقتباس:

نفى التشيع عن هذا الرجل لن يفيدك فى شىء فالهدف إثبات هل نشأ التصوف فى حضن التشيع أم لا؟؟



أول من أسس التصوف هم الشيعة فالضلال الصوفي هو حركة تطويق المسلمين ممن هم على غير التشيع
للمضي بهم في طريق الانحراف عن الإسلام الحنيف , واليهود والفرس هم من كانوا وراء هذا التدبير فمعلوم
إن الكثير من مشاهير الصوفية كانوا من أصول فارسية أمثال: إبراهيم ابن ادهم- ومعروف الكرخى-
وشقيق الكرخى-وحاتم الأصم-وسهل التسترى- وأبى يزيد البسطامى- والحلاج- والسهرودى وكان رواد الفكر الصوفي

اتعرف من ابن ادهم يا هذا انت بدات تخبط حتى في الائمة ده تعصب اخي مقيت استيقظ لانك ستنهش لحوم العلماء بهذا الغضب والتعصب فلا رد لك علمي بل تنقل ذم وقدح في الائمة وتنقل نفس ما ردينا عليك بل وما حرفه القوم لتثبت أنك ناقل وناقل وناقل ولا تقرأ شئ ولا تعرف حتى ماذا تنقل فانت لا ترى.
والقارئ يحكم.
اتعرف من ابراهيم بن ادهم هذا وماذا قال عنه شخ اسلامك؟
الشيخ أحمد بن تيمية في الجزء العاشر من مجموع فتاويه قال:
(فأما المستقيمون من السالكين كجمهور مشايخ السلف مثل الفضيل بن عياض، وإبراهيم بن أدهم، وأبي سليمان الداراني، ومعروف الكرخي، والسري السقطي، والجنيد بن محمد، وغيرهم من المتقدمين، ومثل الشيخ عبد القادر [الجيلاني] والشيخ حماد، والشيخ أبي البيان، وغيرهم من المتأخرين، فهم لا يسوغون للسالك ولو طار في الهواء، أو مشى على الماء، أن يخرج عن الأمر والنهي الشرعيين، بل عليه أن يعمل المأمور ويدع المحظور إِلى أن يموت. وهذا هو الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة وإِجماع السلف، وهذا كثير في كلامهم)
[مجموع فتاوى أحمد بن تيمية ج10. ص516ـ517].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــت
جاء في مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان سنة اثنتين وستين ومائة
((فيها توفي السيد الكبير الولي الشهير ذو السيرة الزاهرة والآيات الباهرة العارف بالله المقرب المكرم أبو إسحاق إبراهيم بن أدهم،قلت:و هذا اشارة إلى قطرة من بحر مناقبه ومحاسنه وما يليق بوصفه في ظاهره وباطنه.
وأما قول بعض المؤرخين:الذهبي وغيره:و فيها توفي إبراهيم بن أدهم البلخي الزاهد واقتصارهم في وصفهم له في الزهد الذي هو من أوائل مقامات المريدين المبتدين في مقامات السالكين فذلك غض من قدره وعلو مرتبة،وحط له عن رفيع منزلته)
ــــــــــــــــــ
وفي البداية والنهاية لابن كثير في احداث سنة ثنتين وستين ومائة
((وفيها توفي من الاعيان: إبراهيم بن أدهم أحد مشاهير العباد وأكابر الزهاد.
كانت له همة عالية في ذلك رحمه الله.
الي ان قال
قال النسائي: إبراهيم بن أدهم ثقة مأمون أحد الزهاد.
وذكر أبو نعيم وغيره أنه كان ابن ملك من ملوك خراسان، وكان قد حبب إليه الصيد، قال: فخرجت مرة فأثرت ثعلبا فهتف بي هاتف من قربوس سرجي:ما لهذا خلقت، ولا بهذا أمرت.
قال: فوقفت وقلت: انتهيت انتهيت، جاءني نذير من رب العالمين.
فرجعت إلى أهلي فخليت عن فرسي وجئت إلى بعض رعاة أبي فأخذت منه جبة وكساء ثم ألقيت ثيابي إليه، ثم أقبلت إلى العراق فعملت بها أياما فلم يصف لي بها الحلال، فسألت بعض المشايخ عن الحلال فأرشدني إلى بلاد الشام فأتيت طرسوس فعملت بها أياما أنظر البساتين وأحصد الحصاد، وكان يقول: ما تهنيت بالعيش إلا في بلاد الشام.
الي ان قال
وقال: الزهد ثلاثة، واجب، ومستحب، وزهد سلامة، فأما الواجب فالزهد في الحرام، والزهد عن الشهوات الحلال مستحب، والزهد عن الشبهات سلامة.
وكان هو وأصحابه يمنعون أنفسهم الحمام والماء البارد والحذاء ولا يجعلون في ملحهم أبزارا، وكان إذا جلس على سفرة فيها طعام طيب رمى بطيبها إلى أصحابه وأكل هو الخبز والزيتون.

ــــــــــــــــــ
وفي الانساب للسمعاني في ترجمة ابن ادهم الجزء الاول
((وأبو إسحاق إبراهيم بن أدهم بن منصور الزاهد البلخي، يروي عن أبي إسحاق السبيعي، روى عنه الثوري وبقية بن الوليد، أصله من بلخ ثم انتقل بعد أن تاب وترك الامارة إلى الشام طلبا للحلال فأقام بها مرابطا غازيا، يصبر على الجهد الجهيد والفقر الشديد والورع الدائم
والسخاء الوافر إلى أن مات في بلاد الروم غازيا سنة إحدى وستين ومائة.

ـــــــــــــــــــــــــــ


اتعرف من حاتم الاصم يا اخي حتى تتكلم هكذا عنهم خذ واعرف
قال الإمام الذهبي في تاريخ الإسلام الجزء 17 الصفحة 118
في ترجمة حاتم الأصم.

(أبو عبد الرحمن البلخي الزاهد الناطق بالحكمة. له كلام عجيب في الزهد والوعظ، وكان يقال له لقمان هذه الأمة.
حكى عنه: سعيد بن العباس الصدفي، والحسن بن سعيد السقاء، وغيرهما. وكان قد صحب شقيقاً البلخي وتأدب بآدابه.)
ــــــــــــــــــــــ
قال السمعاني في الأنساب ج1 ص 181 في ترجمة الإمام حاتم الإصم
(ومن الصوفية أبو عبد الرحمن حاتم بن عنوان الاصم من أهل بلخ، كان أحد من عرف بالزهد والتقلل واشتهر بالورع والتقشف،وله كلام مدون في الزهد والحكم، وأسند الحديث عن شقيق بن إبراهيم وشداد بن حكيم البلخيين وعبد الله بن المقدام ورجاء بن المقدام الصغاني، روى عنه أبو عبد الله الخواص وأبو جعفر الهروي وجماعة، وقال رجل لحاتم الاصم: بلغني أنك تجوز المفاوز من غير زاد ؟ فقال حاتم: بل أجوزها بالزاد وإنما زادي فيها أربعة أشياء، قال: ما هي ؟ قال: أرى الدنيا كلها ملكا لله،وأرى الخلق كلهم عباد الله وعياله، وأرى الاسباب والارزاق كلها بيد الله، وأرى قضاء الله نافذا في كل أرض الله، فقال له الرجل: نعم الزاد زادك يا حاتم ! أنت تجوز به مفاوز الآخرة فكيف مفاوز الدنيا.
وقيل له: من أين تأكل ؟ فقال: * (ولله خزائن السموات والارض ولكن المنافقين لا يفقهون) *.وكان أبو بكر الوراق يقول:
حاتم الاصم لقمان هذه الامة.)
ــــــــــــــــــــــ
وجاء في مرأة الجنان وعبرة اليقظان
في أحداث عام سبع وثلاثين ومائتين
وفيها توفي الشيخ الجليل المكرم العارف بالله حاتم الأصم الناطق بالمعارف المواعظ والحكم، المكنى (والملقب حين انفجرت فيه ينابيع الحكمة بأبي عبد الرحمن لقمان هذه الأمة.
قلت: وقضته في الوعظ مع قاضي الري محمد بن مقاتل مشهورة، واستحسان الإمام أحمد كلامه، ومدحه له.
)
ــــــــــــــــــــــ

وفي حاشية رد المحتار
(قوله: (وغيرهم) كالامام العارف المشهور بالزهد والورع والتقشف والتقلل: حاتم الاصم، أحد أتباع الامام الاعظم، له كلام مدون في الزهد والحكم.
سأله أحمد بن حنبل قال: أخبرني يا حاتم فيم التخلص من الناس؟ فقال: يا أحمد في ثلاث خصال: أن تعطيهم مالك ولا
تأخذ من مالهم شيئا، وتقضي حقوقهم ولا تستقضي أحدا منهم حقا لك، وتحتمل مكروهم ولا تكره أحدا منهم على شئ، فأطرق أحمد ثم رفع رأسه فقال: يا حاتم أنها لشديدة، فقال له حاتم: وليتك تسلم.)
والكثير والكثير من الأقوال وترجمته توجد في جميع كتب التراجم المعتبرة فلتراجع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



محب القوم 11-05-2010 10:26 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيد ولد آدم محمد وعلى آله وصحبه وعلى مشايخنا وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين آمين ... وبعد..

اخي انت بدات تذم في كل ائمة الإسلام وتنقل نقول لا تعرف معناها وتتهم وتتناقض وتكفر وتزندق وانت تجلس خلف شاشة كمبيوتر.
مرة التصوف نشأ في احضان الشيعة يقيناً ومرة هؤلاء صوفية زهاد وليسوا بدعيين
ومرة مدح ابن تيمية زهاد سنة ليسوا عند من اهل البدع
ومرة تدخلهم في العمالة لتخريب الاسلام!!!
غير تعصبك للجنس العربي على حساب المسلمين من غيره
فلا يخفاك البخاري من اين خرج!!!
وقولك من بلاد الفرس فجل علماء الامة خرجوا من العراق ونواحيها محدثين وفقهاء ومفسرين فما هذا الذي تقوله يا اخي؟؟
أنت اتيت بالعجائب حقيقاً.
وكل كلمة اتيت بها ردينا عليها فابحث عن الهدوء
اخي واشرب كوب شاي ساخن وريح اعصابك
العصبية هذه لن تفيدك فاقرأ ما تنقل وتمعن واعرف ماذا تنقل قبل نقله لانك لا تقرأ ما تنقله المهم انه في موقع ضد التصو وخلاص فهي ليست حرب ولا انتصار وهزيمة فهذا ليس دين بهذه الطريقة.

واقرأ ما اكتبه ايضاً وراجع المراجع وكتب الائمة التي ذكرتها لك وانت ليس عندك مراجع صح فشاهدها في الشاملة متوفرة للجميع ممن لا يملك مراجع.
ولا ترد الا بعد الهدوء التام حقيقاً.
فهي ليست حرب.
في امان الله
ونحن اخوة في الاول والاخر المهم أن تحفظ اعصابك وتمسك لسانك عن الائمة لان لحومهم مسمومة
واعرف انك ناقل بدون قراءة ولكن اخي هذه المواضيع تشتت المسلم فانت تمدح اشخاص ثم تنقل وتذمهم ثم تنقل وتجعلهم عملاء ثم ثم فهذا ليس كلام

محب القوم 11-05-2010 10:58 AM

قلنا اكثر من مره الخط الكبير لانستطيع قرائته
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو إسراء a (المشاركة 2164111)
أما إنكارك لكسل أهل التصوف
أسألك أولا سؤالا ما قولك فى الإمام الشافعى؟
طبعا الإجابة معروفة ومن مثل الشافعى
بعض الآثار الواردة عن الإمام الشافعي في فرقة الصوفية فأحببت أن أضعها بين يدي إخواني لتعم الفائدة .

روى البيهقي في كتاب ( المناقب 2/207)
بسنده عن يونس بن عبد الأعلى قال سمعت الإمام الشافعي يقول ( لو أن رجلاً تصوف من أول النهار لم يأتي عليه الظهر إلا وجدته أحمق )

وقال الإمام الشافعي في وصف الصوفي (لا يكون الصوفي صوفياً حتى يكون فيه أربع خصال : كسول أكول شؤوم كثير الفضول ) المناقب (2/207)

ونقل صاحب الحلية في الحلية ( 9/136)
قال الإمام الشافعي ( أس الصوفية الكسل )



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيد ولد آدم محمد وعلى آله وصحبه وعلى مشايخنا وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين آمين ... وبعد..


اقتباس:

ونقل صاحب الحلية في الحلية ( 9/136)

اقتباس:


قال الإمام الشافعي ( أس الصوفية الكسل )



هل هذا اثر له اسناد؟؟؟
سبحان الله العظيم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اضحكتني يا اخي فالواقع يقول عكس ما تقول.
اقتباس:

روى البيهقي في كتاب ( المناقب 2/207)
اقتباس:


بسنده عن يونس بن عبد الأعلى قال سمعت الإمام الشافعي يقول ( لو أن رجلاً تصوف من أول النهار لم يأتي عليه الظهر إلا وجدته أحمق )

هذا اثر لا يصح عن الشافعي ، ففي اسناده الحسين بن محمد بن بحر وه ومجهول العين ..
وليس هو الحسن بن محمد بن بحر البتة كما ادعى احد الوهابية ، وقد حاول التملص من هذه الورطة المحقق للكتاب حيث ادعى ان في احدى النسخ " الحسن بن محمد بن بحر " !! بدل " ابو عبد الله الحسين بن بحر " !! ..
فأما دعوى التصحيف فليست صحيحة ابداً ، اذ ان التصحيف ليس بالامر السهل، فالإسناد فيه مجهول اسمه " الحسين بن محمد بن بحر " ، وكنيته " ابو عبد الله " ...
واما محاولة تصحيف الاسم فهذا عبث بالإسناد ، فإذا كان كل محقق خفي عليه اسم راوٍ ذهب وصحف اسمه ! فسيصبح علم الإسناد مهزلة ، وهذا لا يقول به عاقل ...
وطالما ان الشك تطرق في الإسناد عند الوهابية ، فنقول لهم : ما طرأه الاحتمال سقط به الاستدلال ..
وبهذا فان هذا الأثر لا يصح بتاتاً والوهابية اصحاب الاثار الموضوعة يعتمدون فيها على القدح والذم والعقيدة فهذه عقيدة الوهابية!!!!!!!
وبعد إثبات ان الاثر لا يصح نقول عقب الإمام البيهقي وإن صح الخبر فشرحه شرحاً لا يرفضه الا مريض القلب والعقل.
قلت ( البيهقي ) : وإنما أراد به من دخل في الصوفية واكتفى بالاسم عن المعنى، وبالرسم عن الحقيقة، وقعد عن الكسب، وألقى مؤنته على المسلمين، ولم يبال بهم، ولم يرع حقوقهم ولم يشتغل بعلم ولا عبادة، كما وصفهم في موضع آخر . . . لا يكون الصوفي صوفيا حتى يكون فيه أربع خصال : كسول أكول نؤوم كثير الفضول.
( قال البيهقي ) وإنما أراد به ذم من يكون منهم بهذه الصفة، فأما من صفا منهم في الصوفية بصدق التوكل على الله عز وجل، واستعمال آداب الشريعة في معاملته مع الله عز وجل في العبادة، ومعاملته مع الناس في العشرة، فقد حُكي عنه أنه عاشرهم وأخذ عنهم.
ــــــــــــــــ

اقتباس:

وقال الإمام الشافعي في وصف الصوفي (لا يكون الصوفي صوفياً حتى يكون فيه أربع خصال : كسول أكول شؤوم كثير الفضول ) المناقب (2/207)
الجواب :
اولاً :من حيث الإسناد : هذا اثر مرسل لا يصح متصلاً ..
ثانياً :من حيث المتن : وهو مخالف لمعنى التصوف القائم على الاجتهاد بالطاعة والزهد ، بل ان المعنى الذي فهمه إبراهيم بن المولد وهو صوفي يبين انه لو صح - ونحن لا نسلم لذلك - فإنه يقصد المدسوسين على التصوف ، وليس ائمته وارباب المنهج من الاولياء والصالحين ، بدليل ان إبراهيم بن المولد الصوفي هو من يذكر هذه القصة إرسالاً عن الشافعي رحمه الله ..
فليعلم الفرق


موقف الإمام الشافعي من التصوف والصوفية
ثناء الشافعي على أبي عمران الصوفي بسند صحيح
روى ابن أبي حاتم في آداب الشافعي ومناقبه ( ص 164):
((ثنا الحسين بن الحسن الرازي، ثنا عبد الله بن الحسن السجستاني: سمعت إسماعيل الطيان الرازي يقول: قدمت مكة، فلقيت الشافعي، فقال لي: أتعرف موسى الرازي؟ ما قدم علينا من ناحية المشرق أنزع لكتاب الله منه، فقلت له: يا أبا عبد الله، صفه لي، فقال: كهل قدم علينا من الري، فوصفه لي - فعرفته بالصفة، أنه أبو عمران الصوفي - فقلت: أعرفه، هو أبو عمران الصوفي، قال: هو هو.))
سند صحيح لايوجد طعن فيه فهذا ما نستند إليه يا رجل فأين اسنادكم؟؟
ــــــــــــــــــ
ومثل ما اوردت من علماء الشافعية بسندهم وهو اقوال كما اوردت انت بسندهم مع ان الر واية السابقة الصحيحة التي بها ثناء الشافعي على أبي عمران الصوفي بسند صحيح تغني عن إيراد هذه الاقوال ولكنها مثل ما أورد الخ نورد بسند الشافعية في كتبهم وهى إن كانت غير مسندة فمثل ما اورد نوردها فقط للرد عليك بالمثل (وكما قلنا الرواية السابقة الصحيحة تغنينا في ثناء الشافعي على أبي عمران الصوفي بسند صحيح )
فهذه الروايات اوردها الائمة في كتبهم مع عدم التعقيب بالضعيف او غيرها وقبولها
قال الإِمام الشافعي رحمه الله تعالى فيما نقله عنه أكابر العلماء الشافعية :
(حبب إِليَّ من دنياكم ثلاث: ترك التكلف، وعِشرُة الخلق بالتلطُّف، والاقتداء بطريق أهل التصوف)
["كشف الخفاء ومزيل الإِلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس" للإِمام
العجلوني المتوفى سنة ١١٦٢ ه. ج ١. ص ٣٤١ ]
ـــــــــــــ
وذكر عنه أنه قال أيضاً:-
(صحبت الصوفية فلم أستفد منهم سوى حرفين، وفي رواية سوى ثلاث كلمات:
قولهم: الوقت سيف إِن لم تقطعه قطعك.
وقولهم: نفسك إِن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.
وقولهم: العدم عصمة)
(ابن قيم الجوزية يقول في مدارج السالكين ( 3 / 129 دار الكتاب العربي - بيروت الطبعةالثانية ، 1393- 1973 ، بتحقيق
محمد حامد الفقي)
ابن القيم في الجواب الكافي ( ص 109 طبعة دار الكتب العلمية - بيروت )
[تأييد الحقيقة العلية للإِمام جلال الدين السيوطي ص ١٥ ]
وقد يستشكل هذا الكلام على البعض !
فيقول : هل فقط استفاد الشافعي من الصوفية حرفين ؟؟..
فنقول يا قوم ألم يستطع الشافعي رضي الله عنه وأرضاه أن يكتشف هذا الشيء إلا بعد عشر سنين؟
المعنى: لماذا لم يتركهم الشافعي في مدة أقصر من ذلك؟
الجواب: لأنه قد رآهم على حق
والحصر الذي في كلام الشافعي لا يدل على أن الصوفية لا يستفاد منهم إلا ذلك..و انما المقصود بالحصر أن أحسن ما استفدت منهم تلك الحكم الثلاثة ..و كأني لم أستفد إلا ذلك..فهو حصر اضافي لا حقيقي
وكفى بهذا ثناء للشافعي إذا صح النقل.
ولكشف الستار عن هذا الاشكال نترك ابن القيم يرد عليه ..
قال ابن قيم الجوزية يقول في مدارج السالكين ( 3 / 129 دار الكتاب العربي - بيروت الطبعةالثانية ، 1393- 1973 ، بتحقيق
محمد حامد الفقي ) مانصه :
( قال الشافعي رضي الله عنه: صحبت الصوفية ، فما انتفعت منهم إلا بكلمتين، سمعتهم يقولون : الوقت كالسيف فإن قطعته والا قطعك ، ونفسك إن لم تشغلها بالحق وإلاشغلتك بالباطل .
قلت ( ابن القيم ) : يالها من كلمتين ، ما أنفعهما وأجمعهما ، وأدلهما على علو همة قائلها، ويقظته ، ويكفي في هذا ثناء الشافعي على طائفةٍ هذا قدر كلامهم ) أهـ
ــــــــــــ
ويؤيد ثناء الإمام الشافعي ان علماء الشافعية والكبار من الحفاظ والمحدثين والفقهاء سلكوا التصوف واثنوا عليه وشرحوا الكلام مثل ما اوردنا من شرح كلام الإمام البيهقي في رواية لا تصح ففندها تفنيدا لا يرفضه الا مريض العقل والقلب واثبت أن الإمام الشافعي عاصر الصوفية وعاش معهم واخذ منهم.!!!
وكذلك كلام الإمام العجلوني الصوفي الشافعي.
والإمام الفراوي الصوفي الاشعري الشافعي الذي تفرد بصحيح مسلم.
الإمام الفراوي الصوفي الأشعري يتفرد بصحيح مسلم.
قال ابن تيمية:
أخبرنا العدل المسند أمين الدين أبو محمد القاسم بن أبي بكر بن قاسم بن غنيمة الإربلي ، وأبو بكر بن عمر بن يونس المزى الحنفي ، وأبو عبد الله محمد بن محمد بن سليمان العامري ؛ قراءة عليهم وأنا أسمع سنة 677 =
قال الأول : أخبرنا أبو الحسن المؤيد ، عن محمد بن الفضل بن أحمد الفراوي =
وقال الآخران : أخبرنا ابو القاسم عبد الصمد بن الحرستانى - قراءة عليه - : أخبرنا الفراوي - إجازة - ، أخبرنا أبو الحسن عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر الفارسي ، أخبرنا أبو أحمد محمد بن عيسى بن عمرويه الجلودي ، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان ، حدثنا مسلم بن الحجاج القشيري : حدثنا خلف بن هشام ، وأبو الربيع الزهراني ، وقتيبة بن سعيد ؛ كلهم عن حماد =
قال خلف : حدثنا حماد بن زيد ، عن محمد بن زياد ، حدثنا أبو هريرة ؛ قال : قال محمد : (( أما يخشى الذى يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار )) .
من [مجموع] فتاوى ابن تيمية الجزء 18 ص 92 - 93 .
الفراوي
قال الذهبي في السير :
((الشيخ الإمام الفقيه المفتي مسند خراسان فقيه الحرم أبو عبدالله محمد بن الفضل بن أحمد بن محمد بن أبي العباس الصاعدي الفراوي النيسابوري الشافعي ولد في سنة إحدى وأربعين وأربع مئة تقديرا لأن شيخ الإسلام أبا عثمان الصابوني أجاز له فيها وسمع صحيح مسلم من أبي الحسين عبدالغافر بن محمد وسمع جزء ابن نجيد من عمر بن مسرور لصاحب وسمع من أبي عثمان الصابوني أيضا ومن أبي سعد الكنجروذي والحافظ أبي بكر البيهقي ومحمد بن علي الخبازي وأبي يعلى إسحاق الصابوني وأحمد بن منصور المغربي وعبدالله بن محمد الطوسي وأحمد بن الحسن الأزهري وأبي القاسم القشيري وأبي سعيد محمد بن علي الخشاب ومحمد بن عبدالله بن عمر العدوي الهروي وعبدالرحمن ابن علي التاجر ونصر بن علي الطوسي الحاكم وعلي بن يوسف الجويني وإسماعيل بن مسعدة بن الإسماعيلي وإسماعيل بن زاهر وأبي عامر محمود بن القاسم الأزدي وإمام الحرمين أبي المعالي وأبي الوليد الحسن بن محمد البلخي والقاضي محمد بن عبدالرحمن النسوي والأمير مظفر بن محمد الميكالي وعلي بن محمد بن جعفر اللحساني وسمع صحيح البخاري من سعيد بن أبي سعيد العيار وأبي سهل الحفصي وسمع أيضا من أبي عثمان أبي إسحاق الشيرازي وطائفة وببغداد من أبي نصر الزينبي وتفرد بصحيح مسلم وبالأسماء والصفات ودلائل النبوة والدعوات الكبير وبالبعث للبيهقي قاله السمعاني وقال هو إمام مفت مناظر واعظ حسن الأخلاق والمعاشرة مكرم للغرباء ما رأيت في شيوخي مثله وكان جوادا كثير التبسم قلت روى عنه أبو سعد السمعاني ويوسف بن آدم وأبو العلاء العطار وأبو القاسم بن عساكر وأبو الحسن المرادي وابن ياسر الجياني وأبو الخير القزويني وابن صدقة الحراني وأبو سعد بن الصفار وعبدالسلام بن عبدالرحمن الأكاف وعبدالرحيم بن عبد الرحمن الشعري ومنصور بن عبدالمنعم الفراوي وأبو الفتوح محمد ابن المطهر الفاطمي وأبو المفاخر سعيد بن المأموني والمؤيد بن محمد الطوسي وعدة وبالإجازة القاضي أبو القاسم بن الحرستاني وغيره ذكره عبدالغافر في سياقه فقال فقيه الحرم البارع في الفقه والأصول الحافظ للقواعد نشأ بين الصوفية ووصل إليه بركة أنفاسهم درس الأصول والتفسير على زين الإسلام القشيري ثم اختلف إلى مجلس أبي المعالي ولازم درسه ما عاش وتفقه وعلق عنه الأصول وصار من جملة المذكورين من أصحابه وحج وعقد المجلس ببغداد وسائر البلاد وأظهر العلم بالحرمين وكان منه بهما أثر وذكر وما تعدى حد العلماء وسيرة الصالحين من التواضع والتبذل في الملبس والعيش وتستر بكتابة الشروط لاتصاله بالزمرة الشحامية مصاهرة ودرس بالمدرسة الناصحية وأم بمسجد المطرز وعقد به مجلس الإملاء في الأسبوع يوم الأحد وله مجالس الوعظ المشحونة بالفوائد والمبالغة في النصح حدث بالصحيحين وغريب الحديث للخطابي والله يزيد في مدته ويفسح في مهلته إمتاعا للمسلمين بفائدته قال السمعاني سمعت عبدالرشيد بن علي الطبري بمرو يقول الفراوي ألف راوي وحكى والده الفضل بن أحمد عن الأمير أبي الحسن السمحوري أنه رأى في سنة ثلاث وخمسين النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول لابني محمد قد جعلتك في عقد المجلس قال ابن عساكر إلى الفراوي كانت رحلتي الثانية وكان يقصد من النواحي لما اجتمع فيه من علو الإسناد ووفور العلم وصحة الاعتقاد وحسن الخلق والإقبال بكليته على الطالب قال السمعاني وسمعت الفراوي يقول كنا نسمع مسند أبي عوانة على القشيري وكان يحضر رئيس يجلس بجنب الشيخ فغاب يوما وكان الشيخ يجلس وعليه قميص أسود خشن وعمامة صغيرة وكنت أظن أن السماع على ذلك المحتشم فشرع أبي في القراءة فقلت على من ما حضر فقال وكأنك تظن أن شيخك ذلك الشخص قلت نعم فضاق صدره واسترجع وقال يا بني شيخك هذا القاعد ثم أعاد لي من أول الكتاب ثم قال السمعاني سمعت عبدالرزاق بن أبي نصر الطبسي يقول قرأت صحيح مسلم على الفراوي سبع عشرة نوبة وقال أوصيك أن تحضر غسلي وأن تصلي علي في الدار وأن تدخل لسانك في في فإنك قرأت به كثيرا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال السمعاني فصلي عليه بكرة وما وصلوا به إلى المقبرة إلى بعد الظهر من الزحام وأذكر أنا كنا في رمضان سنة ثلاثين وخمس مئة فحملنا محفته على رقابنا إلى قبر مسلم لإتمام الصحيح فلما فرغ القارئ من الكتاب بكى الشيخ ودعا وأبكى الحاضرين وقال لعل هذا الكتاب لا يقرأ علي بعد هذا فتوفي رحمه الله في الحادي والعشرين من شوال ودفن ثم إمام الأئمة ابن خزيمة قال وقد أملى أكثر من ألف مجلس قلت وخرجوا له أحاديث سداسية سمعناها السهو حديث عوالي ثم أصحاب ابن عبدالدائم وله أربعون المساواة وغير ذلك ))اهـ.
وهو مترجم في طبقات الأشاعرة لدى ابن عساكر في التبيين، ومترجم في طبقات الشافعية عند التاج السبكي
فهذا هو الفراوي الشافعي صوفي وقبوري وأشعري يتفرد بصحيح مسلم والنسخة الموجودة اليوم هي روايته وكانت في يده فهيا مزقوها سريعا ده اشعري صوفي.
ــــــــــــ
وبعض من الائمة الشافعية وخاصة الحفاظ والمحدثين والذين علموا قدر التصوف وان ما اتى به الاخ من روايت هي متهالكة وأن معناها منصرف إلى غير ما توهم الاخ لان الإمام الشافعي اخذ من الصوفة وعاش معهم كما قرر الائمة

الإمام الجنيد البغدادي الشافعي سيد الطريقة الصوفية توفى 279 هـ
ــــــــــــ
والإمام الحافظ ابو نعيم الاصفهاني الشافعي الصوفي 336هـ
ــــــــــــــــــ
شيخ الإسلام أبو القاسم القشيري الشافعي لبس الخرقة الصوفية ( ت : 465 )
ـــــــــــ
حجة الإِسلام الإِمام أبى حامد الغزالي الشافعي وسلوكه التصوف 450هـ:505هـ
ـــــــــــ


الحافظ ابن الصلاح الشافعي لبس الخرقة الصوفية 577هـ: 643هـ


ـــــــــــ
الإمام أبو العباس أحمد الرفاعي الشافعي مؤسس الطريقة الرفاعية 512هـ:578هـ
ـــــــــــ
سلطان العلماء الإمام العز بن عبد السلام الشافعي لبس الخرقة الصوفية(ت 660هـ)
ـــــــــــ
الامام بن مظفر الجيلي الدمشقي الشافعي الصوفي (تلميذ الحافظ ابن الصلاح)
شمس الدين الشافعي الصوفي بخانقاه الطواويس ولد سنة 635 وسمع على ابن الصلاح سمع عليه مجلدين من السنن الكبير للبيهقي وحدث
ـــــــــــ
الإمام شيخ الإسلام عبد الكافي السبكي الشافعي والد الشيخ تقي الدين السبكي...
تعانى الاشتغال بالتصوف
ـــــــــــ
أحمد بن إبراهيم الحزامية بن عبد الرحمن عماد الدين (شيخ الذهبي والذي كتب عنه كثيراً في كتبه):

ابن الشيخ أبي إسحاق شيخ الحزامية الواسطي ثم الدمشقي الصوفي ولد سنة 657 وتفقه على مذهب الشافعي وتعبد وانقطع.


ـــــــــــ
الإمام النووي الاشعري الصوفي الشافعي سلك التصوف م 631 - 676
له كتاب مقاصد التصوف

الإمام الحافظ الذهبي الشافعي لبس خرقة التصوف 673هـ: 748هـ
ـــــــــــ
الإمام الحافظ المقرئ ابن الجزري الشافعي لبس خرقة الصوفية 751 هـ - 833 هـ
ـــــــــــ
شيخ الإسلام الإمام زكريا الأنصاري الشافعي لبس الخرقة الصوفية 926 هـ
ـــــــــــ
الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي الشافعي لبس الخرقة الصوفية 849هـ: 911هــ
ـــــــــــ
الحافظ السخاوي الشافعي لبس الخرقة الصوفية ت 902
ـــــــــــ

وهذا غيض من فيض فهؤلاء العلماء من الشافعية واغلبهم حفاظ نقاد ومحدثين نقلوا إلينا علوم الرجال ووضحوا لنا المبهم من قواعد علم الحديث وهم أعلم الناس بهذا العلم ومذهب الشافعي ايضاً
لم ينظروا إلى الروايات المتهالكة و إن صحت رواية تنزلاً فقد فهموا معناها فلبسوا الخرقة الصوفية وسلكوا التصوف لان إمامهم الشافعي رضي الله عنه جلس معهم واخذ عنهم.


مستر/ عصام الجاويش 11-05-2010 11:07 AM

الاخ الصوفى بما انك بدأت تنقل وبدأت تستخدم اسلوب غير لائق عن علماء الاسلام الذين تسميهم علماء الوهابيه وتصفهم بالفاظ لاتجوز فى حقهم وهذا عو اسلوب الصوفيه والشيعه. المهم انا لم اراك تشتم ابدا فى الشيعه الذين يكفرون الصحابه؟ مش ملاحظ كده؟ عموما انت الخاسر بانضمامك للصوفيه وانا ساوفر عليك طرح الشبهات وانقلت الى موقع الشيخ عبد الرحمن دمشقيه وفيه كل شبهاتكم والرد عليها
http://ghoraba.net/go62676


أصل البحث ماخذوه من ملف وورد حمل من موقع الشيخ عبد الرحمن الدمشقية

وهي رسالة الرد على شبهات الأحباش واسماه الشيخ " الردود الدمشقية على الشبهات الحبشية "

وسوف نقتصر فقط على نقل الشبهة والرد عليها :

الشبهة رقم ( 1 )

1- ما هي العبادة عند اللغويين ؟


العِبَادةُ عِنْدَ اللُّغَوِيّيْنَ الطَّاعةُ معَ الخُضوعِ.قالَ الأَزْهَرِيُّ الذي هُوَ أحَدُ كِبارِ اللُّغَوِيّيْنَ في كتَابِ تَهذِيبِ اللُّغَةِ نَقْلاً عَن الزَّجَّاجِ الذي هوَ مِنْ أشْهَرِهِم: العِبَادَةُ في لُغَةِ العَربِ الطَّاعَةُ مَعَ الخُضُوعِ، وقالَ مثلَهُ الفَرّاءُ كما في لسانِ العَرَبِ لابنِ منظور. وقَالَ بَعْضُهُم: أقْصَى غَايَةِ الخُشُوع والخُضُوعِ، وقالَ بَعْضٌ: نِهَايةُ التَّذلُّلِ كَما يُفْهَم ذَلكَ مِن كَلامِ شَارحِ القَاموسِ مُرتَضى الزَّبيدِيّ خَاتِمَةِ اللّغَوِيّين، وهَذا الذي يَسْتَقِيمُ لُغَةً وعُرْفًا.


الـــرد المــــفــصــل


إذا تقرر أن الدعاء أفضل العبادة كما قال مجاهد وابن عباس رضي الله عنه (( أفضل العبادة الدعاء )) (رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي1/667) . فصرفها للموتى شرك في العبادة. ولا نعرف في الاسلام شركا جائزا مع الكراهة. الشرك كله محرم صغيرا كان أم كبيرا.

هذا ولا ننسى أن النبي صلى الله عليه وسلم وصف الدعاء بأنه عبادة، والأحباش يردون قول النبي فقالوا الدعاء ليس عبادة لأنه ليس نهاية التذلل. فتأملوا من يزعمون محبة النبي ويحتفلون بمولده وهم يبطلون قوله.

إقرأوا قول علمائكم في أن الدعاء نهاية التذلل
نعم العبادة هي الطاعة مع التذلل. ولكن الدعاء أيضا تذلل بل نهاية التذلل كما صرح به علماء معتبرون عندكم كابن حجر والزبيدي والرازي والمناوي.


• الزبيدي صاحب تاج العروس حمل العبادة على المعنى اللغوي أي الدعاء ليس إلا إظهار غاية التّذلّل والافتقار» وقال عن رواية « الدعاء مخ العبادة » قال الزبيدي: « أي خالصها، وإنما كان مخاً لها لأن الداعي إنما يدعو الله عند انقطاع أمله مما سواه، وذلك حقيقة التوحيد والإخلاص، ولا عبادة فوقها لما فيه من إظهار الافتقار والتبري من الحول والقوة وهو سمة العبودية واستشعار ذلّة البشرية » [إتحاف السادة المتقين 5/29].

• قول الحافظ ابن حجر: « الدّعاء هو غاية التّذلّل والافتقار » [فتح الباري 11/95]. وقال مثله الزبيدي [فتح الباري 11/149 وانظر إتحاف السادة المتقين 5/4].

• قال الفخر الرازي: « المقصود من الدعاء إظهار الذلة والانكسار » وقال: « وقال الجمهور الأعظم من العقلاء: الدعاء أعظم مقامات العبادة » [لوامع البينات شرح أسماء الله تعالى والصفات ص91 تحقيق طه عبد الرؤوف سعد ط: دار الكتاب العربي].

• وذكر الحليمي: « أن الدعاء من التخشع والتذلل لأن كل من سأل ودعا فقد أظهر الحاجة وباح واعترف بالذلة والفقر والفاقة لمن يدعوه ويسأله » [المنهاج في شعب الإيمان 1/517 ط: دار الفكر 1979].

• وهو قول المناوي « الدّعاء هو غاية التّذلّل والافتقار » [فيض القدير2/44].

ولم أجد ما نسبه الأحباش إلى الزبيدي في قاموسه (تاج العروس). بل وجدت من كلامه ما يناقض ما نسبوه إليه.
ولا يشترط للشيء أن يكون نهاية التذلل حتى يكون شركا.
فإن الرياء ليس فيه صورة نهاية التذلل وهو شرك.
والرجل قال للنبي (ما شاء الله وشئت) فقال له رسول الله (أجعلتني لله ندا؟ قل ما شاء الله ثم ما شاء محمد).

وكان بعض الصحابة في حداثة عهدهم بالإسلام رأوا المشركين يعلقون سيوفهم عند شجرة يظنون البركة تحل بها، فقالوا للنبي اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال " قلتم والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى { اجْعَل لَّنَا إِلَـهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ } الأعراف 138، إنها السنن لتركبُنّ سنن من كان قبلكم " (رواه الترمذي (2181) في الفتن بإسناد صحيح ).

الشبهة رقم ( 2 )


2- ما الدليل على أن مجرد التذلّل ليس عبادة لغير الله؟

مُجَردُ التَّذَللِ لَيْسَ عِبادَةً لِغَيرِ الله وإلا لَكَفَر كُلُّ مَن يتَذَلَّلُ لِلْمُلُوكِ والعُظَماءِ. وَقَد ثبَتَ أنَّ مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ لمَّا قَدِمَ مِنَ الشَّامِ سَجَد لِرَسُولِ الله، فَقالَ الرَّسُولُ: "مَا هَذَا" فَقالَ: يَا رَسُولَ الله إنّي رَأَيتُ أهْلَ الشّام يَسْجُدُونَ لبَطارِقَتِهم وأسَاقِفتهم وأنتَ أوْلَى بذَلِكَ، فَقَالَ: "لا تَفْعَلْ، لَو كُنْتُ ءامرُ أَحدًا أَن يَسْجُدَ لأحَدٍ لأمَرتُ المَرأةَ أنْ تسْجُدَ لِزَوْجِها"، رَواهُ ابنُ حِبّانَ وابنُ مَاجَه وغَيْرُهُما. ولَم يَقُلْ لهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم كفَرْتَ، ولا قالَ لهُ أشْرَكْتَ مَع أنَّ سجُودَهُ للنَّبِي مَظْهَرٌ كَبِيرٌ مِنْ مَظاهِرِ التَّذَلُّلِ.


الـــرد المــــفــصــل

الرسول نهاه عن أمر متعلق بالتوحيد وهو شرك. ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يتحقق من سبب فعله كما قال عيسى للحواريين لما قالوا هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء قال اتقوا ان كنتم مؤمنين. ولو أن أحدا اليوم سجد عالما بالحكم لوقع في الشرك الأكبر. وقد سئل شيخكم عن حكم من سجد للتمثال فقال حرام لكنه لا يكفر (مسجل بصوته).

الشبهة رقم ( 3 )

3- ما هو التوسل؟

التّوسلُ هو طَلَبُ حصولِ منفعةٍ أو اندفاعِ مضرَّةٍ من الله بِذِكرِ اسم نبيّ أو وليّ إكرامًا للمتوسَّلِ به.


الـــرد المــــفــصــل

من أين لكم هذا التعريف. قبل قليل احتججتم بأقوال اللغويين.
فمن أين هذا التعريف؟ من عالم معتبر؟
قال في القاموس في مادة (وسل) وسل إلى الله تعالى توسلاً : أي عمل عملاً تقرب به إليه " . وفي المصباح ًالمنير " ووسل إلى الله تعالى توسيلاً : أي عمل عملاً تقرب به إليه". و" توسل إلى ربه وسيـلة : أي تقرب إلى الله بعمل ". وفي الصحاح للجوهري " توسل إليه بوسيلة : أي تقرب إليه بعمل ".

وأما قولكم (إكراما للمتوسل به) فهو تعريف قاصر. إذ يجتمع مع الكرامة حسن العمل والاخلاص وكلاهما عمل. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (هل تنصرون وترزقون إلا بضغعفائكم: بدعوتهم وصلاحهم وإخلاصهم). ولو كانت الكرامة تكفي لما أعلن عمر عن ترك التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته. فإن كرامته ثابتة حيا وميتا، ومع ذلك لم يتوسل بها عمر.

قال الحافظ « فإن كان القوي يترجح بفضل شجاعته، فإن الضعيف يترجح بفضل دعائه وإخلاصه» (فتح الباري6/89)

الشبهة رقم ( 4 )

4- ما معنى قوله تعالى {وابتغوا إليه الوسيلة}؟

قال تعالى: {وابتغوا إليه الوسيلة} [سورة المائدة] أي كلّ شىءٍ يُقربكم إليه اطلبوهُ يعني هذه الأسباب، اعملوا الأسباب فنحقّقُ لكم المسبَّبات، نحقّقُ لكم مطالبكم بهذهِ الأسبابِ، وهو قادرٌ على تحقيقِها بدونِ هذه الأسباب.


الـــرد المــــفــصــل

من أين لكم هذا التعريف؟ ما لكم الان نسيتم أن هناك علماء لغويين؟ قال تعالى
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ } [ المائدة 35 ]. قال ابن عباس والسدي وقتادة " أي تقرّبوا إليه بطاعته والعمل بما يرضيه " قال ابن كثير " وهذا الذي قاله هؤلاء الأئمة لا خلاف فيه بين المفسرين " وساق الطبري أقوالاً " حاصلها " أن الوسيلة هي التقرب إلى الله بطاعته والعمل بما يرضيه (تفسير بن كثير 2 / 52 – 53 . تفسير الطبري المجلد الرابع ج 6 ص 146 – 147 وانظر الدر المنثور 2 / 280 .)

الشبهة رقم ( 5 )

- لمَ نقول " اللهم إني أسألك بجاه رسول الله أو بحرمة رسول الله أن تقضي حاجتي وتفرّج كربتي" ؟

جَعَلَ الله سبحانه وتعالى من الأسبابِ المعينةِ لنا لتحقيقِ مطالب لنا التَّوسلَ بالأنبياءِ والأولياءِ في حالِ حياتِهم وبعدَ مماتِهِم، فنحنُ نسألُ الله بهم رجاءَ تحقيقِ مطالِبنَا، فنقولُ: اللهمَّ إني أسألُكَ بجاهِ رسولِ الله أو بحرمَةِ رسولِ الله أن تقضيَ حاجَتي وتفرّجَ كَربي، أو نقول: اللهم بجاهِ عبدِ القادرِ الجيلانيّ ونحو ذلكَ، فإن ذلكَ جائزٌ وإنما حَرَّمَ ذلكَ الوهَّابيةُ فشذُّوا بذلكَ عن أهلِ السنَّةِ.


الـــرد المــــفــصــل

السؤال: هل تخلى الصحابة عن جاه النبي صلى الله عليه وسلم عندما أعلن عمر ترك التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته أمام جموع الصحابة؟
فإن قلتم دل فعل عمر على جواز ترك التوسل بالفاضل والتوسل بالمفضول.
قلنا لكم: أثبتوا أنهم توسلوا بالفاضل بعد موته ولو مرة واحدة بسند صحيح. وهيهات أن تفعلوا. فإنهم لو يفعلوه في أصعب أحوالهم عندما اقتتلوا.
نعم. جعل الله النبي صلى الله عليه وسلم سببا يتوسلون به (أي بدعائه) فيأتون إليه في حياته ويطلبون منه أن يدعو الله لهم كما في كتاب الاستسقاء عند البخاري.
ولو جعله الله سببا بعد موته لما تخلى عمر عن هذا السبب كما في البخاري وأعلن عن تركه أما جموع الصحابة.
ولم يثبت الحث على سؤال الله بجاه النبي صلى الله عليه وسلم سوى حديث منكر. فهاتوا الدليل على أن الله جعله سببا.
وأبو حنيفة يخالفكم في التوسل الذي فيه سؤال الله بالنبي أو الولي فإنه منعه. فكيف لو علم أبو حنيفة أنكم تلجأون إلى الأموات وتخاطبهونهم وكأنهم آلهة سميعون بصيرون.
فقد كره أبو حنيفة أن يقول قائل: أسألك بحق فلان أو بحق نبيك. والكراهية في المذهب الحنفي - باعترافكم - تطلق ويراد بها التحريم. [صريح البيان 69 وانظر الطبعة الجديدة المجلدة 163إتحاف السادة 2/285 جلاء العينين 452 الفتاوى الهندية 5/280 الفقه الأكبر شرح ملا علي قاري 110 الدر المختار [2/630 ونقله القدوري وغيره عن أبي يوسف].
نبّه على ذلك" ابن نجيم في البحر الرائق وغيره، حيث قال: وأفاد صحة إطلاق الحرمة على المكروه تحريماً" (الهداية 4/78).
وإعترف الأحباش أن الكراهة عند المذهب الحنفي تطلق على المحرم [منار الهدى 19/27].


الشبهة رقم ( 6 )

6- ما معنى قوله تعالى {إيَّاك نعبد}؟

قالَ إمامُ اللغويينَ الذين ألَّفوا في لغةِ العَرب الفرَّاءُ: العبادةُ الطَّاعَةُ مع الخضوعِ وبهذا فسَّروا قوله تعالى:{إيَّاك نعبُدُ} أي نطيعُكَ الطّاعَةَ التي مَعَها الخضوعُ، والخضوعُ معناهُ التَّذَلُّلُ.



الـــرد المــــفــصــل

بل (( أفضل العبادة الدعاء )) كما قاله ابن عباس ومجاهد (رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي1/667).
بل قال السبكي في [إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ] " هذه الآية تفيد العلم بأنه لا يستعان غير الله " وأكد أن تقديم المعمول يفيد الاختصاص (فتاوى السبكي 1 / 13 طبقات السبكي 10 / 304).
بل قال اللغويون الدعاء هو غاية التذلل. قول الحافظ ابن حجر: « الدّعاء هو غاية التّذلّل والافتقار » [فتح الباري 11/95]. وقاله الزبيدي والمناوي والحليمي.
ألستم تكررون على مسامع الناس هذه القاعدة: (وخذه حيث حافظ عليه نص) فلماذا تتجاهلون تعريف الحافظ للدعاء بأنه غاية التذلل؟


الشبهة رقم ( 7 )

7-اذكر دليلاً على جواز التوسل؟


من الأدلّةِ على جوازِ التوسُّلِ الحديثُ الذي رواهُ الطبرانيُّ وصحَّحَهُ والذي فيه أن الرسولَ صلى الله عليه وسلم عَلَّم الأعمَى أن يتوسلَ به فذهَبَ فتوسَّل به في حالة غيبتِهِ وعادَ إلى مجلسِ النبي وقد أَبصَرَ، وكانَ مما علّمَهُ رسولُ الله أن يقول: "اللهم إني أسألكَ وأتوجَّهُ إليك بنبيّكَ محمَّدٍ نبيّ الرّحمةِ يا محمَّدُ إنّي أتوجَّهُ بكَ إلى ربّي في حاجتي (ويسمّي حاجته) لِتُقضَى لي".


الـــرد المــــفــصــل

أتى الضرير إلى النبي صلى الله عليه وسلم وطلب منه أن يدعو. ولو كان دعاء النبي صلى الله عليه وسلم من مسافة بعيدة جائزا لكان أول من عمل به الضرير. والرسول دعا له. فيكون الأعمى قد توسل بعمل النبي صلى الله عليه وسلم وهو الدعاء. وهو جائز كما حكى الله قول إخوة يوسف لأبيهم (يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا) وكان ذلك بحضرة أبيهم ولم يصح عن أحد أنه عمل بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الدعاء الذي علمه للضرير مما يدل على أن طلب الدعاء مقيد بالحياة والحضور.


بنبيك أي بدعاء نبيك

وأما قول الأعمى (اللهم إني أسألك بنبيك) أي بدعاء نبيك. بدليل قوله للنبي (أدع الله أن يرد علي بصري) وقول النبي صلى الله عليه وسلم له (إن شئت دعوت لك).

وإليك أدلة أخرى:
قال صلى الله عليه وسلم " إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها : بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم " (رواه البخاري (2896) والزيادة عند النسائي 6/48 ).

قال الحافظ « فإن كان القوي يترجح بفضل شجاعته، فإن الضعيف يترجح بفضل دعائه وإخلاصه» (فتح الباري6/89).
وأدرج البيهقي رواية توسل عمر بالعباس تحت باب (الاستسقاء بمن ترجى بركة دعائه). ولم يقل البيهقي (بركة ذاته).
وعمر لما توسل بالعباس طلب من العباس أن يدعو.


الأدلة على بطلان التوسل بالغائب

1 - روى مسلم حديث أبي عامر الذي أرسله الرسول صلى الله عليه وسلم على جيش إلى أوطاس وفيه قال « يا بن أخي انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقرئه مني السلام وقل له يقول لك أبو عامر استغفر لي قال واستعملني أبو عامر على الناس ومكث يسيرا ثم انه مات فلما رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم دخلت عليه وهو في بيت على سرير مرمل وعليه فراش وقد أثر رمال السرير بظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وجنبيه فأخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر رجاء له قال قل له يستغفر لي فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء فتوضأ منه ثم رفع يديه ثم قال اللهم اغفر لعبيد أبي عامر حتى رأيت بياض إبطيه ثم قال اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك» (رواه مسلم2948).
2 - حديث الأعمى الذي علمنا عقيدة بذهابه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليطلب منه ولم يطلب منه وهو في بيته.
أويس القرني: فمن لقيه منكم فلسيتغفر لكم (رواه مسلم384).
3 - حديث السبعين صحابيا من القراء الذين غدر بهم الكفار واعتقلوهم حيث قالوا « اللهم أبلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا» (رواه مسلم).


الشبهة رقم ( 8 )

8- ما هو الحديث الذي يدل على جواز التوسل بغير الحي الحاضر؟

التَّوسُّلُ بالأنبياءِ والأولياءِ جائزٌ في حالِ حَضرَتهم وفي حالِ غَيبَتِهم، ومناداتُهم جائزةٌ في حالِ غيبتهم وفي حالِ حضرتِهم كما دلَّ على ذلك الأدلّةُ الشَّرعيّةُ.
ومن الأدلّةِ على جوازِ التوسُّلِ الحديثُ الذي رواهُ الطبرانيُّ وصحَّحَهُ والذي فيه أن الرسولَ صلى الله عليه وسلم عَلَّم الأعمَى أن يتوسلَ به فذهَبَ فتوسَّل به في حالة غيبتِهِ وعادَ إلى مجلسِ النبي وقد أَبصَرَ، وكانَ مما علّمَهُ رسولُ الله أن يقول: "اللهم إني أسألكَ وأتوجَّهُ إليك بنبيّكَ محمَّدٍ نبيّ الرّحمةِ يا محمَّدُ إنّي أتوجَّهُ بكَ إلى ربّي في حاجتي (ويسمّي حاجته) لِتُقضَى لي".
فبهذا الحديث بَطَلَ زعمُهم أنهُ لا يجوزُ التَّوسُّلُ إلا بالحيّ الحاضِرِ، لأن هذا الأعمى لم يكن حاضِرًا في المجلسِ حين توسَّلَ برسولِ الله بدليلِ أن راوي الحديث عثمانَ بن حنيفٍ قالَ لما رَوَى حديثَ الأعمى: "فوالله ما تفرَّقنا ولا طَالَ بنا المجلسُ حتى دَخَلَ علينا الرجلُ وقد أَبصَرَ".
فمن قوله: "حتى دَخَلَ علينا"، عَلِمنا أنَّ هذا الرجلَ لم يكن حاضرًا في المجلسِ حين توسَّلَ برسولِ الله.


الـــرد المــــفــصــل

أين ذهب حين توسل؟ هل في الرواية أنه ذهب؟ أم أنه تحكم محض يرده ترك الصحابة التوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته؟
ونحن نقول: يفهم من الرواية أن الراوي حكى دعاء الضرير قبل أن يخرج. فكيف يروي عنه دعاءه وهو خارج من المجلس؟
ونفهم من مجيء الأعمى أن عقيدته في التوسل هو أن يحضر إلى المتوسل به لا أن يتوسل بالحي وهو بعيد عنه ولا أن يتوسل بالميت. فمجيئه قرينة لا يعود لفهمكم معها أي اعتبار.
ومن روايات الاستسقاء بالنبي صلى الله عليه وسلم التي تروي كلها بلا استثناء حضور المتوسلين الى النبي صلى الله عليه وسلم ومن قول عمر (اللهم كنا إذا أجدبنا توسلنا بنبيك) نفهم أن التوسل كان بحضوره لا بغيابه.


الشبهة رقم ( 9 )

9- ما الدليل على جواز التوسل برسول الله بعد وفاته؟

الدليلُ على جوازِ التَّوسُّلِ برسولِ الله بعد وفاتِهِ فيؤخَذُ أيضًا من حديثِ عثمان بن حنيفٍ الذي رواهُ الطَّبرانيُّ وصحَّحَهُ فإن فيه أنه علَّمَ رجلاً هذا الدُّعاءَ الذي فيه توسُّلٌ برسولِ الله لأنه كانَ له حاجة عندَ سيدنا عثمان بن عفّان في خلافته وما كانَ يتيسَّرُ له الاجتماعُ به حتى قرأ هذا الدّعاءَ، فتيسَّرَ أمرُهُ بسرعةٍ وقضَى له سيّدنا عثمانُ بن عفان حاجتَهُ.


الـــرد المــــفــصــل

أين أنتم من قول عمر (اللهم كنا إذا أجدبنا توسلنا بنبيك فتسقينا وإنا نتوسل اليك بعم نبينا). وهذا دليل على الترك من البخاري.

وقصة عثمان بن عفان لم تثبت وفيها طعن بالصحابي عثمان لأنها تحكي أنه كان يغلق أبوابه دون ذوي الحاجات. والطبراني صحح الحديث دون هذه القصة. ويؤيد ذلك ما فعله البيهقي ذلك في (دلائل النبوة6/166) حين روى الحديث وصححه ثم روى هذه القصة وسكت عن الحكم على سند القصة.

الدليل رقم (10)

10- ما الدليل على جواز زيارة قبور الأنبياء والأولياء وبطلان دعوى ابن تيمية أن هذه الزيارة شركية؟

هؤلاءِ الذينَ يُكَفّرونَ الشَّخْصَ لأَنَّهُ قَصدَ قَبْرَ الرّسُولِ أو غَيْرِه من الأوْلياءِ للتبرُّكِ فَهُم جَهِلُوا معنى العِبادةِ، وخَالَفُوا ما علَيهِ المُسلِمونَ، لأنَّ المُسْلمينَ سَلَفًا وخَلَفًا لَمْ يَزالُوا يَزُورُوْنَ قَبْرَ النّبيّ، وليسَ مَعْنى الزّيارةِ لِلتَّبرُّكِ أنَّ الرَّسُولَ يَخْلُقُ لَهُمُ البَركَةَ بل المَعْنَى أنَّهُم يَرْجُونَ أن يَخلُقَ الله لهمُ البَرَكَةَ بزِيارَتِهم لقَبْرِه. والدَّليلُ علَى ذلكَ مَا رَواهُ البَيهقيُّ بإسْنادٍ صَحِيح عن مَالكِ الدَّارِ وكانَ خَازِنَ عُمرَ قالَ: أصَابَ النّاسَ قَحْطٌ (أي وَقَعت مَجاعَةٌ، تِسْعَةَ أشْهُرٍ انقَطعَ المطَرُ عَنْهُم) في زَمانِ عُمَر (أي في خِلافَتِه) فَجاءَ رَجُلٌ (أي مِنَ الصّحابةِ) إلى قبرِ النَّبي صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رسُولَ الله اسْتَسْقِ لأُمّتِكَ فَإنَّهُم قَدْ هَلَكُوا فأُتِيَ الرجلُ في المََنامِ (أي أُرِيَ في المنام أن رسول الله يكلّمه) فقِيْلَ لَهُ: أقْرِىء عُمرَ السَّلامَ (أي سلّم لي عليه) وأخْبِرْهُ أنَّهُم يُسْقَوْنَ،وقُلْ لَهُ: عَليكَ الكَيْسَ الكَيْسَ .فأَتَى الرَّجلُ عُمَرَ فأَخْبرَهُ، فَبكَى عُمَرُ وقَالَ: يا رَبّ مَا ءَالُوا إلا مَا عَجَزْتُ.وقَد جاءَ في تَفْسِيرِ هذَا الرَّجُلِ أنّهُ بلالُ بنُ الحارِثِ المُزَنيُّ الصّحَابِيُّ. فهذَا الصَّحابِيُّ قَدْ قصَدَ قبرَ الرَّسُولِ للتبرُّكِ فَلَم يُنكِرْ علَيهِ عُمَرُ ولا غَيْرُهُ فَبطَل دَعْوى ابنِ تَيميةَ أنَّ هذهِ الزّيارَة شِركيَّةٌ.


الـــرد المــــفــصــل

هذه القصة ضعيفة لجهالة هذا المستسقي عند القبر. وهي تتعارض مع ما صح عن عمر في البخاري من إعلانه ترك التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته أمام جموع الصحابة قائلا (اللهم كنا إذا أجدبنا توسلنا إليك بنبينا فتسقينا) مع أن هيئة التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم عندما كان حيا - كما في البخاري - هو المجيء إليه وهو حي ومناشدته أن يدعو الله لهم. فلم يذهب عمر بالناس عند الاستسقاء إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وإنما أعلن ترك التوسل بالنبي وطلب من العباس أن يدعو.
وليس في الرواية أن القائل (استسق لأمتك) هو صحابي بل هو تحريف منكم وكذب. ولذلك جعلتم عبارة (أي من الصحابة) بين قوسين تمويها وتدليسا على الناس.
والقصة مقتصرة في صحتها على مالك الدار. ولكن الإشكال يأتي بعد مالك هذا: من هو هذا المجهول الذي يحكي مالك قصته؟ ومن هذا الذي ذكر بأنه الصحابي بلال بن الحارث؟ إنه سيف بن عمر الضبي الذي أجمعوا على أنه متروك مترفض.
زعم أن عمر قال « أ***وا سعد بن عبادة إنه منافق» (تاريخ الطبري2/244).
وأن أبا بكر كان يقول « أقيلوني أقيلوني فإن لي شيطانا يعتريني» (ذكره الطبري في تاريخه2/245).
وأن عائشة كانت تقول عن عثمان « أ***وا نعثلا فإنه كفر» (تاريخ الطبري3/12).


• نقل الحافظ ابن حجر عن ابن أبي حاتم « سيف منكر ومتروك الحديث» (تهذيب التهذيب793 الإصابة5/451 الجرح والتعديل8/479).
ووصفه الحافظ بأنه ضعيف في الحديث.
• قال الهيثمي سيف بن عمر متروك» (مجمع الزوائد8/98 و10/21). ونقله عنه المناوي (فيض القدير1/359).
• قال الحافظ أبو نعيم « سيف بن عمر الضبي متهم في دينه مرمي بالزندقة ساقط الحديث لا شيء» (المسند المستخرج على صحيح الإمام مسلم1/68 والضعفاء1/91 له أيضا).
• قال ابن أبي حاتم الرازي « قال يحيى بن معين: سيف بن عمر الضبي الذي يحدث عنه المحاربي ضعيف الحديث حدثنا عبد الرحمن قال سئل أبى عن سيف بن عمر الضبي فقال متروك الحديث يشبه حديثه حديث الواقدي» (الجرح والتعديل4/278).
• حكى العقيلي أن يحيى بن معين قال « يحدث عنه البخاري ضعيف» ثم قال العقيلي « لا يتابع عليه ولا على كثير من أحاديثه» (الضعفاء للعقيلي2/175).
• قال الحاكم « اتهم بالزندقة وهو في الرواية ساقط» (تهذيب التهذيب4/259).

الشبهة رقم (11)

11- ما معنى قول الصحابي:"يا رسول الله استسقِ لأمتك فأنهم قد هلكوا" ؟

معناهُ اطلُب منَ الله المَطَرَ لأُمّتِكَ فَإنَّهُم قَدْ هَلَكُوا.

الـــرد المــــفــصــل

هيهات: أثبتوا أولا أنه كان صحابيا؟ لو ثبت أنه صحابي لما رددناه فإن جهالة الصحابي لا تضر. ولكن أنى لكم أن تثبتوا أنه صحابي؟ نجوم السماء أقرب إليكم من ذلك. وأنا أعطيكم خمس سنوات لتثبتوا أنه صحابي من غير طريق سيف المتفق على ضعفه وبالدليل من صريح قول الحافظ ابن حجر .

الشبهة رقم (12)

12- ما معنى ما جاء في الحديث:" : أقْرِىء عُمرَ السَّلامَ وأخْبِرْهُ أنَّهُم يُسْقَوْنَ" ؟

أي سلّم لي عليه وأخْبِرْهُ أنَّهُم سَيأْتيْهِم المَطَرُ، ثم سَقَاهُم الله تعالى حتَّى سُمِّيَ ذلكَ العامُ عامَ الفَتْقِ مِنْ شِدَّةِ ما ظهَرَ منَ الأعْشَابِ وسَمِنَتِ المواشِي حتّى تَفتَّقَتْ بالشَّحْمِ.

الـــرد المــــفــصــل

من هذا المجهول الذي يقول له النبي صلى الله عليه وسلم سلم لي على عمر؟ إن اعتمادكم على سيف وهو ضعيف يسقط مصداقيتكم في علم الحديث. مع أنكم تردو الرواية التي لا تناسب عقيدتكم حتى وإن كانت في صحيح مسلم كما فعل شيخكم في حديث الجارية.
الشبهة رقم (13) و (14) و(15)

13- ما معنى قول الرسول :"عليك الكيس الكيس" ؟

أي عَليكَ بالاجْتِهادِ بالسَّعْي في خِدْمَةِ الأُمَّةِ.

14- ما معنى قول عمر :"يا رب ما ءالوا إلا ما عجزت" ؟

أي لا أُقَصِّرُ إلا ما عَجَزْتُ، أي سَأفْعَلُ مَا في وُسْعِي لخدْمَةِ الأُمَّةِ.

15- ما الرد على قول بعض الوهابية "إن مالك الدار مجهول" ؟

قول بعض الوهابية إن مالك الدار مجهول يرده أن عمر لا يتخذ خازنًا إلا خازنًا ثقة.

الـــرد المــــفــصــل

الذبن قالوا بأنه مجهول منهم الحافظ المنذري صاحب الترغيب والترهيب والهيثمي صاحب مجمع الزوائد والرازي وهؤلاء بالطبع ليسوا وهابيين.

ومالك الدار ثقة وهذا تحقيق للشطر الأول من شروط صحة الحديث. ولكن أين تحقيق الشطر الثاني وهو أن يكون ضابطا؟ ولهذا قال عنه الحافظ المنذري والهيثمي بأنه مجهول. وهو محمول على جهالة ضبطه لا وثاقته.

ونحن لن ننازعكم في مالك الدار. مع أنه مجهول الضبط لا العين. ولكن في الرواية مجهول أعظم وهو ذاك المنادي للنبي في قبره. وهو ليس بصحابي. وليس في الرواية أن عمر سمع توسله بقبر النبي صلى الله عليه وسلم. بل مذهب عمر ترك التوسل بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم. ورواية البخاري صريحة في ذلك.

وبالمناسبة فإن عمر لا يتخذ واليا على الشام إلا ثقة. وقد اتخذ هو وأبو بكر وعثمان معاوية واليا على الشام ومع ذلك سببتموه وجعلتموه وثنيا فلماذا لم توثقوه؟
الشبهة رقم (16)

16- ما الرد على بعض الوهابية في محاولتهم تضعيف حديث مالك الدار وكان خازن عمر؟

محاولتهم لتضعيف هذا الحديث بعدما صححه الحافظ ابن حجر لغوٌ لا يُلتفت إليه. ويقال لهذا المدعي: لا كلام لك بعد تصحيح أهل الحفظ أنت ليس لك في اصطلاح أهل الحديث حق. على أن التصحيح والتضعيف خاص بالحافظ وأنت تعرف نفسك أنك بعيد من هذه المرتبة بعد الأرض من السماء.

الـــرد المــــفــصــل

الحافظ صحح الرواية إلى مالك الدار. ولكن الرواية الصحيحة تقول لنا بأن الذي طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يستسقي لأمته مجهول. ولهذا حكى الحافظ عن سيف في كتابه (الفتوح) وهو كتاب في الأخبار لا الحديث) بأنه بلال بن الحارث. ولكن سيفا هذا ضعيف عند الحافظ ابن حجر ولهذا لم يثبت الحافظ صحة سند رواية سيف المصرحة بأنه الصحابي بلال. وقد قال الحافظ عن سيف (ضعيف في الحديث معتمد في الأخبار). وكتاب الفتوح هذا كتاب في الأخبار لا في الحديث. وهذا يبين أنه ليس عند الأحباش إلا روايات معضلة معلولة. يتمسكون بها تمسك الغريق بالقشة. ولو كانت عقيدتهم صحيحة لبنوها على الروايات الصحيحة القطعية.

س: ما الرد على قول الوهابية "إن الاستغاثة بالرسول بعد وفاته شرك" ؟

رَوى البَيهقيُّ بإسْنادٍ صَحِيح عن مَالكِ الدَّارِ وكانَ خَازِنَ عُمرَ قالَ: أصَابَ النّاسَ قَحْطٌ في زَمانِ عُمَرَ فَجاءَ رَجُلٌ إلى قبرِ النَّبي صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رسُولَ الله اسْتَسْقِ لأُمّتِكَ فَإنَّهُم قَدْ هَلَكُوا فأُتِيَ الرجلُ في المََنامِ فقِيْلَ لَهُ: أقْرِىء عُمرَ السَّلامَ وأخْبِرْهُ أنَّهُم يُسْقَوْنَ، وقُلْ لَهُ: عَليكَ الكَيْسَ الكَيْسَ. فأَتَى الرَّجلُ عُمَرَ فأَخْبرَهُ، فَبكَى عُمَرُ وقَالَ: يا رَبّ مَا ءَالُو إلا مَا عَجَزْتُ. وقَد جاءَ في تَفْسِيرِ هذَا الرَّجُلِ أنّهُ بلالُ بنُ الحارِثِ المُزَنيُّ الصّحَابِيُّ.

فما حصل من هذا الصحابيّ استغاثة وتوسل. وبهذا الأثر يبطل أيضًا قول الوهابية إن الاستغاثة بالرسول بعد وفاته شرك.

الـــرد المــــفــصــل

لا ننسى أن الاستغاثة بغير الله مكروهة عند الأحباش ولا ثواب عليها.

أولا: باعتراف شيخكم الحبشي الذي قال إن الأفضل أن لا يقول القائل (المدد يا رسول الله) وإنما الأفضل أن يقول (اللهم بجاه نبيك أغثني) وهو مسجل بصوته.

ثانيا: باعتراف مشايخ الأحباش القائلين في نشرتهم بأن قول القائل (المدد يا رسول الله) لا ثواب له فيه. وأما قول اللهم أمدني بمدد نبيك فإن له ثواب". [أنظر الدائرة العلمية 27 وفتوى نبيل الشريف في مجلة منار الهدى 15/33]. فيلزمكم التفريق بين التوسل وبين الاستغاثة.

بل ويلزمكم أن التوسل مكروه عندكم لأن الاستغاثة والتوسل عندكم بمعنى واحد فتكونون قد رددتم على أنفسكم وأبطلتم حجتكم وهدمتم أركان عقيدتكم بأنفسكم.

ورواية مالك الدار إذا صحت فإنها تخبرنا أن رجلا مجهولا طلب من النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته أن يستسقي للناس. وقد خالف بفعله هذا عمر الذي أعلن أمام جماهير الصحابة الذين جمعهم للاستسقاء عن ترك التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته كما في البخاري.

ورواية سيف التي تذكر لنا هذا المجهول بأنه الصحابي بلال مرفوضة لاتفاق المحدثين على ضعف سيف هذا.

فالرواية لو صحت لحكم عليها بالشذوذ لمخالفتها فعل جموع الصحابة بهدي خليفتها الراشد عمر.

ولكن يبدو أن الاستغاثة بغير الله محرمة عند الشيخ أحمد الرفاعي.

فقد ذكر الرفاعي أن " أحد الصوفية استغاث بغير الله فغضب الله منه وقال " أتستغيث بغيري وأنا الغياث" (كتاب حالة أهل الحقيقة مع الله ص92)؟

فلماذا يغضب الله إن كان التوسل والاستغاثة بمعنى واحد؟

لماذا الاستغاثة بالموتى شرك؟

الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله شرك. وهم يزعمون أن نبينا يسمع كل نجوى ودعاء ولا يخفى عليه شيء من ذلك:

وهذا يلزم منه أن النبي صلى الله عليه وسلم سميع بصير بالغيب. لا يخفى عليه شيء مما يدعو به الناس. لا تلتبس عليه المسائل يسمع المستغيثين أينما كانوا قريبين أو بعيدين بالآلف كانوا أم بالملايين.
لقد خفيت امور على النبي صلى الله عليه وسلم يوم أن كان حيا: قال تعالى عن بعض المنافقين (لا تعلمهم نحن نعلمهم).

وخفي عليه *** القراء السبعين من الصحابة.

وخفي عليه أن عائشة تخلفت عن الجيش. ولا يجوز أن يقال إنه علم ولكنه تركها تخلو برجل أجنبي عنها.

وخفي عليه جماعة من أمته انقلبوا على أعقابهم يمنعون أن يردوا الحوض. فيقول النبي صلى الله عليه وسلم (أصيحابي) فيقال له : أنك لا تدري ما أحدثوا بعدك".

ويوم البعث لا يدري هل أفاق موسى عليه السلام قبل نبينا أم ماذا؟ قال عليه الصلاة والسلام " لا تخيروني على موسى فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فإذا موسى باطش بجانب العرش فلا أدري أفاق قبلي أم كان ممن استثنى الله" (البخاري2/849).

أن عيسى صرح أنه كان شهيدا على أمته ما كان فيهم. فقال (وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم).

فكيف يعتقد هؤلاء أنه يسمع استغاثتهم أينما ووقتما كانوا؟ هذا هو التأليه مه الله سواء قبلوا بتسميته أم لا.
الشبهة رقم (17)

17- ماذا قال الحافظ تقي الدين السبكي عن التوسل والاستغاثة والتوجه والتجوه ؟


قال الحافظ الفقيه اللغوي تقي الدين السبكي إن التوسل والاستغاثة والتوجه والتَّجوُّهَ بمعنى واحد ذكر ذلك في كتابه شفاء السَّقام الذي ألَّفه في الرد على ابن تيمية بإنكاره سنية السفر لزيارة قبر الرسول وتحريمه قصر الصلاة في ذلك السفر.

الـــرد المــــفــصــل

التوسل والاستغاثة ليسا بمعنى واحد

أولا: باعتراف شيخكم الحبشي الذي قال إن الأفضل أن لا يقول القائل (المدد يا رسول الله) وإنما الأفضل أن يقول (اللهم بجاه نبيك أغثني) وهو مسجل بصوته.

ثانيا: باعتراف مشايخ الأحباش القائلين في نشرتهم بأن قول القائل (المدد يا رسول الله) لا ثواب له فيه. وأما قول اللهم أمدني بمدد نبيك فإن له ثواب". [أنظر الدائرة العلمية 27 وفتوى نبيل الشريف في [مجلة منار الهدى 15/33]. فيلزمكم التفريق بين التوسل وبين الاستغاثة.

وبالمناسبة فإنكم لم تأتوا بالنص صريحا من كتاب السبكي لتثبتوا لنا أنه قال بأن التوسل والاستغاثة بمعنى واحد. وأنا سوف آتيكم من كلام السبكي بما ينقض قولكم. قال السبكي " ولسنا في ذلك سائلين غير الله تعالى ولا داعين إلا إياه ، فالمسئول في هذه الدعوات كلها هو الله وحده لا شريك له ، والمسئول به مختلف ، ولم يوجب ذلك إشراكاً ولا سؤال غير الله" (شفاء السقام160-161). فتأمل قول السبكي (ولا سؤال غير الله) تفهم بعد ذلك لماذا لم يلتزم الأحباش إحضار كلامه بالنص. إنهم قوم خونة محرفون. ولا ننسى حذفهم ست صفحات من كلام الشيخ عبد الباسط فاخوري واحتيالهم بأن هناك سقط في المخطوط وأنهم سوف يستدركونه في الطبعة القادمة. وقد عهدناهم يجيزون الاحتيال حتى على الله.

ثالثا: وأما قولكم بأن النبي صلى الله عليه وسلم حرم زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم فهو كذب. فإن عند ابن تيمية كتابا بعنوان (الرد على البكري واستحباب زيارة قبر خير البرية). ولكنه نهى ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا" (متفق عليه). وقد حرم الجويني السفر إلى القبر قبل ابن تيمية بناء على هذا الحديث كما حكاه عنه النووي وابن حجر العسقلاني والزبيدي (النووي على مسلم 9 / 106 و 168 فتح الباري 3 / 65 إتحاف السادة المتقين 4 / 286).

واعترف السبكي بأن الجويني كان ينقل عن شيخه القاضي الفتوى بذلك (شفاء السقام ص121-124).
فلماذا لم تنكروا على الجويني مثل إنكاركم على ابن تيمية؟
الشبهة رقم (18)

18- ما الدليل على استحباب معرفة قبور الصالحين لزيارتها والقيام بحقها ؟


قَالَ الحَافِظُ وليُّ الدّينِ العِرَاقيُّ في حَديثِ أبي هُريرةَ أنَّ مُوسَى قالَ: "ربّ أَدْنِني مِنَ الأَرْضِ المُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجرٍ"، وأنَّ النّبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "والله لَو أني عِندَهُ لأَريْتُكم قَبْرَهُ إلى جَنْبِ الطَّرِيقِ عِنْدَ الكَثِيْبِ الأحْمَرِ": فيهِ اسْتِحْبَابُ مَعْرِفَةِ قُبورِ الصَّالحِينَ لزِيَارتها والقِيامِ بحقّهَا. اهـ.
فيفهمُ من قولِ رسولِ الله عن قبرِ موسى عليه السلام "والله لو أني عندَهُ لأريتُكُم قبرَهُ إلى جنبِ الطَّريقِ عندَ الكثيبِ الأحمرِ" والذي هو قُربَ أريحا الإشارةُ إلى أن زيارةَ قبورِ الأنبياءِ والصّالحينَ للتبركِ بهم مطلوبة وعلى هذا كانَ الأكابرُ وعلى ذلك نَصُّوا.


الـــرد المــــفـصــل

ما هو القيام بحقها عندكم؟ القيام بحقها عندكم: أن تستغيثوا بها وتبنوا عليها المساجد وتتضرعوا إليها بالدعاء وتشابهوا بفعلكم هذا اليهود والنصارى؟ هذا هو القيام بحقها عندكم. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (لعن الله اليهود والنصارى إتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد).

وإليكم حديثا ينهى عن الدعاء عند القبر. رواه أهل البيت وصححه الحافظ السخاوي :
روى عبد الرزاق في مصنفه وابن أبي شيبة أن علي بن الحسين رضي الله عنه رأى رجلا يأتي فرجة كانت عند قبر النبي فيدخل فيها فيدعو، فنهاه وقال : " ألا أحدثكم حديثاً سمعته من أبي عن جدي - يعني علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن رسول الله قال: لا تتخذوا قبري عيداً ولا تجعلوا بيوتكم قبوراً وسلموا على فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم " قال السخاوي " وهو حديث حسن (القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع ص228 وذكره البخاري في التاريخ الكبير2/3-289 مصنف عبد الرزاق6694 ومصنف ابن أبي شيبة2/375) ".

كيف يقوم الأحباش والصوفية بحق القبور؟

يُتمرغون ويكتحل بتراب القبر ويبتلعون شيئاً من تراب قبر الولي على الريق ليحصل لهم الشفاء (جامع كرامات الأولياء 1 / 117 ) قال الحبشي " وأما أخذ شيء من تراب القبر ثم يقرأ عليه سورة القدر سبع مرات ثم يوضع في الكفن أو في القبر خارج الكفن فلا بأس بذلك" (بغية الطالب ص158).

ويحكون في القبور غرائب القصص مما يمكن أن تقرأه في مجلة سوبرمان. فهذا الولي يخرج متى ما أراد وبهاء الدين نقشبند يخرج ويعرج فوق العرش متى ما أراد.

حتى إنهم يأخذون البيعة عند القبور ويسمعون كلام الموتى يكلمونهم (طبقات الشعراني1/186) .
بل اعتبر الرفاعية أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من الكعبة بل أفضل من عرش الله، بل أفضل من الجنة (قلادة الجواهر 104 ).

ولا ننسى أن الأحباش رفاعيو الطريقة والرفاعية يعتقدون بعقيدة الشيعة باثني عشر إماما آخرهم المهدي صاحب السرداب (بوارق الحقائق 78 و 177 للصيادي).

وهذا والله عودة إلى الجاهلية القديمة وترويض للناس على تقديس التربة وتعليق القلوب بالموتى رجاء ما عندها وخوفا مما عندها.

الشبهة رقم (21)

21- ماذا جاء عن الحسن بن إبراهيم الخلال في أمر التوسل والزيارة؟


ذكرَ الحافظُ الخطيبُ البغداديُّ في تاريخِ بغدادَ عن الحسنِ بن إبراهيم الخَلالِ أنه قال: "ما همَّني أمرٌ فَقَصَدتُ قبرَ موسى بن جعفرٍ فتوسَّلتُ به إلا سَهَّلَ الله تعالى لي ما أحبُّ" اهـ.

الـــرد المــــفــصــل

قبر رسول الله خير من قبر موسى بن جعفر. وقد ترك عمر التوسل به أمام جماهير الصحابة. ورواه عنه البخاري.

ونهى مالك أن يقال زرت قبر النبي صلى الله عليه وسلم . حكاه عنه الحافظ ابن حجر (فتح الباري 3 / 66 وانظر الذخيرة للقرافي 3/375 ). فكيف بمن يقول ذهبت إلى القبر لأطلب حاجتي؟

وفي هذه الرواية أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي مختلط في روايته. كما صرح به ابن الصلاح في علومه (من رمي بالاختلاط 1/52 وكتاب المختلطين 1/6).

وقد تعجب الحافظ ابن الجوزي من هذا الغلو بقبر معروف الكرخي حتى قال " " (كشف المشكل في حديث الصحيحين دار الوطن ط: 14).

لقد أحرق الله هذا القبر الذي صار كالمسجد الحرام. فلو كان معروف الكرخي عنده شيء من الترياق وإجابة المضطر لأنقذ قبره من هذا الحريق. (أنظر البداية والنهاية12/95).

ما من موطن أو وقت تكون إجابة الدعاء فيه أقرب إلا وقد بينه النبي صلى الله عليه وسلم الكريم. عند السجود وفي المسجد الحرام وفي الثلث الأخير من الليل وعند التحام الصفين في القتال بين المسلمين والكفار وبين الأذان والإقامة ولم يذكر نبينا شيئا عن القبور بل نهى عن اتخاذ القبور عيدا وأن تتخذ مساجد.
الشبهة رقم (22)

22- ماذا قال إبراهيم الحربي عن قبر معروف الكرخي؟

ذكرَ الحافظُ الخطيبُ البغداديُّ في تاريخِ بغدادَ عن بعضِ أكابرِ السَّلفِ ممَّن كانَ في زمنِ الإمامِ أحمدَ بن حنبلٍ واسمه إبراهيم الحربيُّ أبو إسحق وكان حافظًا فقيهًا مجتهدًا يُشبَّهُ بأحمدَ بن حنبلٍ، وكان الإمامُ أحمدُ يُرسلُ ابنه ليتعلّمَ عندَه الحديثَ أنهُ قالَ: "قبرُ معروفٍ التّرياقُ المجرَّبُ"، والتّرياقُ هو دواءٌ مركب من أجزاء وهو معروفٌ عند الأطباءِ القُدَامى من كثرةِ منافِعِهِ، وهو عندهم أنواع، شَبَّهَ الحربيُّ قبرَ معروفٍ بالترياق في كثرةِ الانتفاع فكأنَّ الحربيَّ قال: أيها الناسُ اقصدوا قبرَ معروفٍ تبركًا بهِ من كثرةِ منافِعِهِ.

الـــرد المــــفــصــل

وفي الرواية محمد بن الحسين السلمي. قال محمد بن يوسف القطان " كان غير ثقة وكان يضع الحديث للصوفية" (تنزيه الشريعة1/103 وحكاه المناوي في فيض القدير3/356 تذكرة الحفاظ3/1046 الضعفاء والمتروكون3/52 ميزان الاعتدال6/119 ).

ولو كان القبر ترياقا لاتخذ الصحابة قبر نبيهم ترياقا. وء لجرب الصحابة قبر نبيهم صلى الله عليه وسلم لكن عمر أبطل هذه الوثنية بإعلانه ترك التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته.

وقد رأى عمر قوماً يتناوبون مكاناً يصلون فيه فقال : ما هذا ؟ قالوا مكان صلى فيه رسول الله ، قال : أتريدون أن تتخذوا آثار أنبيائكم مساجد، إنما هلك من كان قبلكم بهذا. من أدركته فيه الصلاة فليصل وإلا فليمضِ " وبلغه أن أناساً يأتون الشجرة التي بويع عندها النبي صلى الله عليه وسلم فأمر بها فقطعت (قال الحافظ في الفتح ( 7 / 488 ) " إسناده صحيح).

وهذه مهمة الأحباش تعليق الناس بالآثار جريا على سنن اليهود والنصارى. قال ابن الجوزي " وأما نهيه عن اتخاذ القبور مساجد فلئلا تعظم لأن الصلاة عند الشيء تعظيم له وقد أغرب أهل زماننا بالصلوات عند قبر معروف وغيره وذلك لغلبة الجهلة وملكة العادات" (كشف المشكل2/50).

وتعقبه المقدسي فقال "قال شيخنا قصده للدعاء عنده رجاء الإجابة بدعة لا قربة باتفاق الأئمة وقال أيضا يحرم بلا نزاع بين الأئمة" (الفروع2/127).
الشبهة رقم (23)

23- ماذا قال عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الأزهري عن قبر معروف الكرخي؟

ذكرَ الحافظُ الخطيبُ البغداديُّ في تاريخِ بغدادَ عن عبيدِ الله بن عبدِ الرّحمن بن محمّد الزُّهري أنه قالَ: سمعتُ أبي يقولُ: "قبرُ معروفٍ الكرخي مجرَّبٌ لقضاءِ الحوائجِ، ويقالُ: إنه مَن قَرَأَ عندَهُ مائةَ مرَّةٍ: {قُل هوَ اللهُ أحَد} (سورة الإخلاص/1) وسَأَلَ الله تعالى ما يريدُ قَضَى الله له حاجتهُ".

الـــرد المــــفــصــل

من الذي يشرع للناس تحديد عدد مرات قراءة سورة الاخلاص عند القبر بمئة مرة؟ لماذا لا تكون 99؟ هل عنده وحي من السماء يعطيه صلاحية تحديد أعداد الأذكار؟

ومن الذي أجاز طلب الحوائج عند القبر؟ هل أمر بذلك الرسول أم فعله الصحابة؟
وإذا كان مالك قد نهى عن أن يقول الرجل زرت قبر النبي صلى الله عليه وسلم. فكيف بمن يجعلون القبر مستوصفا للعلاج من الجروح والحروق ومستودعا للأرزاق؟
الشبهة رقم (24)


24- ماذا قال أبو عبد الله المحاملي عن قبر معروف الكرخي ؟

ذكرَ الحافظُ الخطيبُ البغداديُّ في تاريخِ بغدادَ عن أبي عبد الله المحامليّ أنه قالَ: "أعرفُ قبرَ معروفٍ الكرخيّ منذُ سبعينَ سنةً، ما قصدَهُ مهمومٌ إلا فَرَّجَ الله همَّهُ".

الـــرد المــــفــصــل

قبر رسول الله خير من قبر معروف الكرخي ولم يتخذه الصحابة ترياقا لهم.

يبدو أن قبر معروف الكرخي صار مسجدا حراما يحج إليه الناس من كل حدب وصوب ولذلك أحرقه الله تعالى. فلو كان معروف الكرخي عنده شيء من الترياق وإجابة المضطر لأنقذ قبره من هذا الحريق. (أنظر البداية والنهاية12/95).

الشبهة رقم (25)

25- ماذا يروى عن الشافعي أنه كان يقول عن أبي حنيفة وقبره؟


ورُويَ عن الشَّافعي أنه كان يقولُ: "إنّي لأتبرَّكُ بأبي حنيفةَ وأجيءُ إلى قبرِهِ في كلّ يومٍ ـ يعني زائرًا ـ فإذا عَرَضَت لي حاجةٌ صلَّيتُ ركعتينِ وجئتُ إلى قبرِهِ وسألتُ الله تعالى الحاجةَ عندَهُ فما تَبعُدُ عني حتى تُقضَى".

الـــرد المــــفــصــل

هذا لم يثبت عن الشافعي

بل الشافعي يكذبه بالدليل من كتبه: قال الشافعي " وأكره أن يعظَم مخلوق حتى يُجعل قبره مسجداً مخافة الفتنة عليه وعلى من بعده من الناس" (كتاب الأم1/278 المهذب1/139 روضة الطالبين1/652 المجموع شرح المهذب للنووي5/266و8/257).

ولما سئل عن هدم القبور المرتفعة أجازه وأخبر أن العلماء أفتوا بذلك. فقد نقل النووي عن الشافعي أنه قال فيما يبنى على القبر " رأيت من الولاة من يهدم ما بني فيها ولم أر الفقهاء يعيبون عليه ذلك " .

فإن في سند الرواية إلى الشافعي مجاهيل وانقطاع. عمر بن إسحاق بن إبراهيم غير معروف وليس له ذكر في شيء من كتب الرجال، ويحتمل أن يكون هو (عمرو) بن إسحاق بن إبراهيم بن حميد بن السكن أبو محمد التونسي. ترجمه الخطيب ( 12 / 226 ) وذكر أنه بخاري قدم حاجا سنة ( 341 ) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا فهو مجهول الحال، ويبعد أن يكون هو هذا، إذ أن وفاة شيخه علي بن ميمون سنة (247) على أكثر الأقوال، فبين وفاتهما نحو مائة سنة، فيبعد أن يكون قد أدركه ".
الشبهة رقم (27)

27- أذكر قول الإمام مالك للخليفة المنصور لما حجّ فزار قبر النبي صلى الله عليه وسلم
؟

ونختِمُ هذا المقالَ بقولِ الإمامِ مالكٍ للخليفةِ المنصورِ لما حَجَّ فزارَ قبرَ النّبيّ صلى الله عليه وسلم وسألَ مالكًا قائلاً: "يا أبا عبدِ الله أستقبلُ القِبلَةَ وأدعو أم أستقبلُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: وَلِمَ تَصرِفُ وجهَكَ عنه وهو وَسيلَتُكَ ووسيلةُ أبيكَ ءادم عليه السلام إلى الله تعالى؟ بل استقبِلهُ واستشفع بهِ فيشفّعهُ الله" ذكرهُ القاضي عياضٌ في كتابِ الشّفا.

الـــرد المــــفــصــل

الرواية مردودة بضعف الراوي وانقطاع السند ومخالفة الرواية لما تواتر من مذهب مالك.

1 - إسناد هذه الرواية مظلم، فيه محمد بن حميد الرازي وهو ضعيف كثير المناكير، قال البخاري: في حديثه نظر. وقال الجوزجاني والنسائي ليس بثقة.

2 - ومحمد بن حميد الرازي لم يدرك مالكاً إذ توفي سنة 248 هـ ، بينما توفي مالك سنة 179.

3 - من كراهية استقبال القبر عند الدعاء وإنما يستقبله عند السلام فقط . ويستقبل القبلة عند الدعاء. قال الحافظ في الفتح " أما مالك فقد كان رحمه الله يكره أن يقول الرجل : زرت قبر النبي ونص عليه القرافي في الذخيرة والزبيدي في شرح الإحياء أن دليل مالك قوله اللهم لا تجعل قبري وثناً يُعبد اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" (فتح الباري 3 / 66 وانظر الذخيرة للقرافي 3 / 375 ).

الشبهة رقم (28)

28- ما دليل أن إثم تكفير الوهابية للمسلمين لمجرد قصد قبور الأنبياء والصالحين وهم يعتقدون أن الأنبياء والأولياء أسباب فقط يكون في صحائف ابن تيمية لأنه أوّل من سنَّ هذا؟

كيفَ تجرأَ ابنُ تيمية على تحريمِ ذلك وتكفيرِ من يفعلُ ذلكَ والحكم عليه بالشرك، ثم كيفَ تجرأَ على دعوى أنه مُتَّفَقٌ عليهِ بين العلماءِ، ولو قالَ هذا ما أراهُ وأعتقدُهُ لكانَ ذلكَ إبداءَ رأيهِ الخاص لكنه أوهَمَ أن هذا الذي يراهُ متفقٌ عليهِ عند علماءِ الإسلامِ تلبيسًا على الناسِ وهو يعلمُ أن الأمرَ ليسَ كذلكَ، فما أعظم ما ترتَّبَ من كلامِ ابن تيمية هذا من تكفيرِ أتباعِهِ الوهابيةِ للمسلمينَ لمجردِ قَصدِ قبورِ الأنبياءِ والصالحينَ وهم يعتقدونَ أن الأنبياءَ والأولياءَ أسبابٌ فقط لا يخلقونَ منفعةً ولا مضرَّةً، فكلُّ إثمِ تكفيرِ هؤلاءِ المسلمينَ يكونُ في صحائف ابنِ تيمية لأنه أولُ من سَنَّ هذا، فقد قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "ومن سنَّ في الإسلامِ سنةً سيئةً فعليهِ وِزرُهَا ووزرُ من عَمِلَ بها من بعدِهِ لا ينقصُ من أوزَارِهم شىءٌ" وهو حديثٌ مشهورٌ رواه مسلمٌ وغيرُهُ.

الـــرد المــــفــصــل

أما التكفير فهو مما اشتهر به الأحباش بين عامة الناس حتى صاروا في لبنان مضرب الأمثال. بينما يتظاهرون هنا بالرحمة واللين وأنهم مشفقون على الناس من التكفير.

وأما ما حكاه ابن تيمية من الاجماع على عدم قصد قبور الصالحين بالدعاء فصحيح وأول مستنده إجماع السلف. فقد (((جمع))) عمر الصحابة للاستسقاء وأعلن أمامهم عن ترك التوسل بالنبي  الذي كانوا يطلبونه من الرسول وهو حي. فهذا إجماع من السلف.

ووقع اقتتال بين الصحابة، ووصف الله رسوله بأنه حريص عليهم (بالمؤمنين رؤوف رحيم). ولو كان ثمة اتصال ممكن بين عالمه وعالمنا لاستشاروه وتحاكموا إليه ولأشار عليهم بما يحقن دماءهم.

وهذه الحقيقة تبطل دعوى أن عمر توسل بالمفضول مع وجود الفاضل. أين هذا من ضرورة حقن الدماء؟
ولماذا لم يتخذ الصحابة نبيهم سببا ولا مرة واحدة؟ لا في الاستسقاء ولا في القتال مع أنهم أحرص الناس على اتخاذ الأسباب المشروعة؟

هل يرحم الرسول الجائع ولا يرحم ال***ى؟

واحتج الأحباش بقصة أبي الخير الأقطع (الصوفي) الذي كانت السباع والهوام تأوي عنده والهوام. قالك: " دخلت مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وأنا بفاقة فأقمت خمسة أيام ما ذقت ذواقا فقدمت إلى القبر وسلمت على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وقلت أنا ضيفك الليلة يا رسول الله وتنحيت ونمت خلف المنبر فرأيت في المنام النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر عن يمينه وعمر عن يساره وعلي بن أبي طالب بين يديه فحركني علي وقال لي قم قد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقمت إليه وقبلت بين عينيه فدفع إلي رغيفا فأكلت نصفه فانتبهت فإذا في يدي نصف رغيف" (تاريخ دمشق66/161).

تعليق: لا نعرف وليا يكون مأوى للحشرات من بق وقمل وعقارب وصراصير.

ثم إن هذا الولي المزعوم قد حكوا أنه كان يعلم ما في قلوب البشر وما يكنونه في ضمائرهم (تاريخ الاسلام25/488).

ولماذا يعطي الرسول خبزا لهذا الجائع ولا يتصل بأصحابه فيحكم بينهم فيما اختلفوا فيه ليوفر عليهم القتال والدماء؟

هل تقتصر رحمة النبي على الجائع الذي يناوله رغيفا من الخبز فيأكل نصفه وهو نائم ثم ينتبه وفي يده النصف الآخر، بينما لا يحرك ساكنا فيما وقع بين الصحابة من قتنة؟

ولماذا لم يفعل السلف ما فعله أبو الخرافة هذا؟
الشبهة رقم (29)

29- أذكر ما حدّث به الشيخ أحمد ذاكر من عجائب تكفير الوهابية للمسلمين.

ومن عجائِبِ تكفيرِ الوهابيةِ للمسلمينَ ما حدَّث به الشيخُ أحمدُ ذاكر قالَ: كنتُ في ناحيةِ بني غامد في الحجازِ جالسًا تحتَ شجرةٍ أدعو الله رافعًا يديَّ فأقبلَ إليَّ واحدٌ وقال بصوتٍ عالٍ: لِمَ تعبُدُ الشجرةَ، وهذا الإنكارُ منهُ وتكفيرهُ لهُ ناشئ من مجردِ سوءِ الظن بالرجلِ كَفَّره من غير أن يَسمَعَ منه ما يقولُ، ولم يكن هذا في بلدٍ من بلادِ المسلمينَ قبل ظهورِ محمد بن عبد الوهاب في نجدِ الحجازِ، ثم ازدادَ أتباعُهُ غلوًّا ولا يزالونَ يزدادونَ غلوًّا إلى يومِنَا هذا.

الـــرد المــــفــصــل

عسى أن تبلغوا الشرطة عنه حتى تحقق معه.
الشبهة رقم (30) ورقم (31)

30- ما الدليل على أن الاستعاذة بغير الله ليست شركاً ؟

أخْرجَ أحْمدُ في المُسْنَدِ بإسْنادٍ حَسَنٍ كَما قَالَ الحَافِظُ ابنُ حجَرٍ أنَّ الحارِثَ بنَ حسَّانٍ البَكْرِيَّ، قَالَ لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم: أَعُوذُ بالله ورَسُولِه أَن أَكُونَ كَوافِدِ عَادٍ، الحديث بطُولِهِ دليلٌ يُبطِلُ قولَ الوهابيةِ: الاستعاذَةُ بغيرِ الله شِركٌ.

31- أذكر قصة الحارث بن حسان البكري لما قدم إلى رسول الله وقال له "أعوذ بالله ورسوله أن أكون كوافد عاد" ؟

الحارثُ بن حسَّان البكريُّ قالَ: "خرجتُ أشكو العلاءَ بن الحضرميَّ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فمررتُ بالرَّبذةِ فإذا عجوزٌ من بني تميمٍ منقطع بهَا، فقالت لي: يا عبدَ الله إنَّ لي إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم حاجةً فهلاَّ أنتَ مبلّغي إليهِ، قال: فحملتُها فأتيتُ المدينةَ فإذا المسجدُ غاصٌّ بأهلِهِ، وإذا رايةٌ سوداءُ تخفِقُ وبلالٌ متقلّدٌ السَّيفَ بين يدي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: ما شأن الناس، قالوا: يريدُ أن يبعثَ عمرو ابن العاص وجهًا، قال: فجلستُ، قال: فَدَخَلَ منزلهُ أو قالَ رَحلَهُ، قال: فاستأذنتُ عليه فأَذِنَ لي فدخلتُ فسلَّمتُ، فقال: "هل كانَ بينكم وبينَ بني تميمٍ شىء"، قال: فقلتُ: نعم، قالَ: وكانت لنا الدَّبرة عليهم، ومررتُ بعجوزٍ من بني تميمٍ منقطعٍ بها فسألتني أن أحمِلَها إليكَ وها هي بالبابِ، فأَذِنَ لها فَدَخَلَت فقلتُ: يا رسولَ الله إن رأيتَ أن تجعلَ بيننا وبينَ بني تميمٍ حاجزًا فاجعَل الدَّهناء، فَحَمِيَت العجوزُ واستوفزت، قالت: يا رسولَ الله فإلى أينَ تضطر مُضَرُكَ، قال: قلتُ: إنما مثلي ما قالَ الأوّل: معزاء حَملَت حتفَهَا، حملْت هذه ولا أشعرُ أنها كانت لي خصمًا، أعوذُ بالله ورسولِهِ أن أكونَ كوافِدِ عادٍ، قال: "هيه وما وافدُ عادٍ" وهو أعلمُ بالحديثِ منهُ ولكن يستطعمهُ، قلتُ: إن عادًا قُحِطواـ أي انقطعَ عنهم المطرُ ـ فبعثوا وافدًا لهم يُقالُ له قيل، فمرَّ بمعاوية بن بكر فأقامَ عندَهُ شهرًا يسقيهِ خمرًا وتغنّيه جاريتانِ يُقالُ لهما الجرادتانِ، فلما مَضَى الشهر خرجَ إلى جبالِ تِهامة ـ يَطلبُ المطرَ من الله، لأن هؤلاءِ كانوا مع شركِهم يعظّمونَ مكَّةَ ـ فنادَى: اللهم إنكَ تعلمُ أني لم أجىء إلى مريضٍ فأداويهِ ولا إلى أسيرٍ فأفاديَهُ، اللهم اسقِ عادًا ما كنتَ تسقيهِ، فمرَّت بهِ سحابات سودٌ ـ والغالبُ أن السّحابةَ السوداء هي التي تحمِلُ المطرَ، فَرحَ فقالَ الآن ينزلُ المطرُ
ـ فنودِيَ منها ـ أي ناداهُ المَلَكُ قائلاً ـ: اختر، فأومأَ إلى سحابةٍ منها سوداء فَنُودِيَ منها: خُذها رَمادًا رمدِدًا لا تبقي من عادٍ أحدًا، قال: فما بلغني أنه بعثَ عليهم من الريحِ إلا قدر ما يَجري في خاتَمي هذا حتى هلكوا، قالَ أبو وائل: وصدقَ، قال: فكانت المرأةُ والرجلُ إذا بعثوا وافدًا لهم قالوا: لا تَكُن كوافِدِ عادٍ" ا.هـ

الــــــرد المــــفــصــل

الاستعاذة بالحاضر الحي جائزة. ومثلها استغاثة العبد الذي كان يضربه عقبة بالنبي  وقد حضر أمامه النبي صلى الله عليه وسلم فاستغاث به. ها قد تصدقنا عليكم بدليل صحيح من عندنا. فصح الدليل ولكن بطل استدلالكم.
الشبهة رقم (32)

32- ما وجه الدليل في قول الحارث بن حسان البكري لرسول الله "أعوذ بالله ورسوله أن أكون كوافد عاد" على جواز الاستعاذة بغير الله ؟

وجهُ الدليلِ في هذا الحديثِ أنَّ الرسولَ لم يَقُل للحارثِ أشركتَ لقولِكَ "ورسولِهِ"، حيثُ استعذتَ بي وقد جَمَعَ الحارثُ الاستعاذةَ بالرسولِ مع الاستعاذةِ بالله وذلكَ لأن الله هو المستعاذُ بهِ على الحقيقةِ وأما الرسولُ فمستعاذٌ بهِ على معنى أنه سببٌ، فتبينَ للحارثِ أن حاجتَها مثلُ حاجتِهِ، هو جاءَ ليطلُبَ مِنَ الرسولِ أرضًا من الأراضي وهي نفس الشَّىء كانَ في قلبِهَا أن تطلُبَ من الرَّسولِ، فلما أوصَلَهَا إلى الرَّسولِ فإذا بها تذكُرُ للرّسولِ ما عندَها ما كانَ في ضميرِها أي في قلبِهَا، فقالَ الصَّحابي: أعوذُ بالله ورسولِهِ أن أكونَ كوافِدِ عادٍ، يعني أعوذُ بالله أن أكونَ خائبًا في أملي الذي أمَّلتهُ، معناهُ هذه المرأةُ تريدُ أن تَسبِقَني إلى ما هو حاجتي.

الــــــرد المــــفــصــل

الصحابة تركوا مجرد التوسل به. فمن باب أولى أنهم تركوا الاستغاثة به بعد موته. ولم نعهد الصحابة يستغيثون بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو بعيد عنهم.

فالقراء السبعون لما غدر بهم الكفار وحاصروهم قالوا: اللهم أبلغ عنا نبيك ما نحن فيه. ولم يقولوا أغثنا يا رسول الله.

وأبو عامر الذي أرسله النبي صلى الله عليه وسلم على رأس جيش أرسل جنديا وأعطاه رسالة وأمره أن يسلمها إلى النبي صلى الله عليه وسلم منه وقال للجندي: إذا لقيت رسول الله فقل له يسلم عليك أبو عامر ويقول لك: إستغفر لي يا رسول الله. فلو كانوا تعلموا طلب الاستغفار من النبي صلى الله عليه وسلم من بعد لما قال أبو عامر للجندي فإذا لقيت رسول الله.

وهذا أويس القرني قال عنه رسول الله " إن رجلاً يأتيكم من اليمن يقال له أويس ... فمن لقيه منكم فليستغفر لكم " (مسلم2542). فقيد طلب الاستغفار باللقاء.

وإذا كانت الاستغاثة بالنبي بعد موته جائزة فلماذا كرهتموها وقلتم لا أجر ولا ثواب فيها؟ (أنظر الرد رقم17).

الشبهة رقم (33)

33- ما الرد على من قال "نحن لا ننكر الاستعاذة بالرسول في حياته في حضرته إنما ننكر الاستعاذة به بعد موته" ؟

الاستعاذةُ معنى واحد إن كان طلبُها من حي حاضرٍ أو غائبٍ فكيفَ يكونُ طلبُها من الحاضِرِ جائزًا ومن الغائِبِ شركًا هذا غيرُ معقولٍ، فإنَّ المؤمِنَ إن استعاذَ بحيّ أو ميتٍ فإنّهُ يرَى المستعاذَ به سببًا أي أنه ينفَعُ المستعيذَ بهِ إن شاءَ الله أي إن كتبَ الله أنه ينفعهُ، وهذا المعنى لا فرقَ به بينَ أن يكونَ المُستَعاذُ به حيًّا حاضرًا أو ميتًا غائبًا، فلا الحيُّ الحاضِرُ المستعاذُ به خالقٌ للإعاذَةِ ولا الميت قالَ الله تعالى:{هل من خالقٍ غير الله}، وأينَ معنى عبادةِ غيرِ الله في هذا أليسَ معنَى العبادة لغةً وشرعًا نهاية التَّذَللِ يا مكفّرِينَ لأمةِ الهُدَى بلا سببٍ، افهَموا معنَى العبادَة ثم تَكَلَّموا.

الـــرد المــــفــصــل

أولا: هل لاحظت أخي القارئ كيف يستدرج الأحباش الناس فيبتدئون بالكلام عن التوسل ثم يدافعون عن الاستغاثة بغير الله؟

ثانيا: الصحابة تركوا الاتصال بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته. وقد كانت حاجتهم للاتصال به أعظم من حوائج عامة الناس. فقد وقعت المجاعة والجفاف. فلم يأتوا إلى قبره بعد موته كما كانوا يأتون إليه وهو حي. ووقع بين الصحابة اختلاف وقتال. فلو كان الاتصال به مشروعا لحرصوا على العمل بهذا المشروع ووفروا على أنفسهم إهراق الدماء.

لماذا لم يقل لمعاوية تعال إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم لنتحاكم إليه حتى لا يراق الدم المسلم؟
الشبهة رقم (34)

34- أذكر دليلا من الحديث على جواز الاستغاثة بغير الله.

عن ابنِ عبَّاس أنَّ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ: "إنَّ لله مَلائِكةً في الأرْضِ سِوَى الحَفَظَةِ يَكتُبونَ مَا يَسْقُطُ مِنْ وَرَقِ الشَّجَرِ فَإذَا أصَابَ أحدَكُم عَرْجَةٌ بأرْضٍ فَلاةٍ فلْيُنَادِ أعِيْنُوا عِبادَ الله"، رَواهُ الطَّبَرانيُّ، وقَالَ الحَافِظُ الهَيْثَميُّ: رجَالُهُ ثِقَاتٌ.

هذا الحديثُ فيه دلالَةٌ واضِحَةٌ على جوازِ الاستغاثَةِ بغيرِ الله لأن فيهِ أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم عَلَّمَنَا أن نقولَ إذا أصابَ أحدنا مشكلة في فلاةٍ من الأرضِ أي برّيّةٍ "يا عبادَ الله أعينوا" فإنَّ هذا ينفعهُ. وهذا الحديث حسَّنَهُ الحافظُ ابن حجر، ونصُّ الحديث كما أخرجَهُ الحافظُ ابن حجرٍ في الأماليّ عن ابنِ عبّاسٍ رضي الله عنهما أنَّ النّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ لله ملائكةً سِوَى الحفظَةِ سَيَّاحينَ في الفَلاةِ يكتبونَ ما يسقُطُ من وَرَقِ الشَّجَرِ فإذا أصابَ أحدكُم عرجةٌ في فلاةٍ فَليُنَادِ يا عبادَ الله أعينوا"، الله تعالى يُسمِعُ هَؤلاءِ المَلائِكَةَ الذين وُكلوا بأن يكتبوا ما يَسقُطُ من ورقِ الشجرِ في البريَّةِ نداءَ هذا الشَّخص لو كانَ على مسافةٍ بعيدةٍ منهم. المَلِكُ الحيُّ الحاضِرُ إذا استغيثَ بهِ: يا مَلِكَنَا ظَلَمَني فلانٌ أنقذني، يا مَلِكَنَا أصابني مجاعةٌ فأنقذني، هذا المَلِكُ لا يُغيثُ إلا بإذنِ الله، كذلكَ هؤلاءِ المَلائِكَة لا يُغيثونَ إلا بإذنِ الله، كذلكَ الأولياءُ والأنبياءُ إذا إنسان استغاثَ بهم بعد وفاتِهِم يغيثونَهُ بإذنِ الله، فإذًا هؤلاءِ سببٌ، وكِلا الأمرينِ جائزٌ.

الـــرد المــــفــصــل

إسناده ضعيف. لأن فيه أسامة بن زيد. وهو ضعيف. وهو صدوق يهم. وقد اعتبر الحافظ الضعف يسيرا فحسنه ولكنه قال: غريب جدا. وقال الهيثمي رجاله ثقات. ولكن هذا لا يرفع العلة عن الحديث فإن عند أسامة مشكلة الوهم.

والرواية مختلف في وقفها ورفعها. ولقد قال الحبشي « لا سبيل إلى الاحتجاج بالحديث المختلف في رواته» (الدليل القويم ص48).

فيجب أن يسقط الاحتجاج بالحديث عندكم سمعا وطاعة لشيخكم.

أما أسامة بن زيد: فهو عند الحافظ صدوق يهم (التقريب ترجمة317 ص98). بل قال الحافظ (في أسامة مقال) (فتح الباري9/411) وقال النسائي ليس بثقة (الضعفاء والمتروكون51). وقال أبو حاتم ليس بالقوي (علل الحديث361).

وأما الاختلاف في وقفه ورفعه فقد رواه جعفر بن عون وروح بن عبادة وعبد الله بن فروخ عن أسامة موقوفا.

وهو على فرض صحته فإنه يقيد الاستعانة بالملائكة وهم حاضرون متنقلون.

- ملاحظة هناك أحاديث شبيهة بهذا الحديث ليس فيها ذكر الملائكة وهي ضعيفة. جاءت من طريق معروف بن حسان وهو ضعيف. ووردت من طريق أخرى تفرد بها عبد الرحمن بن شريك عن أبيه وكلاهما متكلم فيه. ومن طريق أخرى عن محمد بن إسحاق وهو صدوق لكنه مدلس وقد عنعن في الرواية.


مستر/ عصام الجاويش 11-05-2010 11:29 AM

http://www.alsrdaab.com/vb/showthread.php?t=30551
وايضا
http://www.saaid.net/feraq/sufyah/shobhat/index.htm

محب القوم 11-05-2010 11:35 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيد ولد آدم محمد وعلى آله وصحبه وعلى مشايخنا وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين آمين ... وبعد..

يا استاذ عصام حضرتك مدرس وتفهم معاني الكلمات فليس هكذا تورد الابل فدمشقية هذا يرد باسلوب غريب فيه تحريف وكذب على الائمة ولا ينتهج المنهج العلمي.
وما دخلنا بالاحباش فهو يدلس وهناك حرب شخصية بينه وبين الاحباش وهي حرب قذرة بينه وبين الاحباش فيها هتك اعراض وسب وقذف وقذارة حقيقاً
وهذا معروف فما دخلي انا في الموضوع وما دخلي بالاحباش انتم لا تعرون اي شئ في اي شئ غير قناة الناس ومواقع السلفية ولا تعرفوا يعني ايه اهل السنة والجماعة الاشاعرة ولا الماتريدية ولا اي شئ في اي شئ انم فقط مقلدون لموقع صيد الفوائد ومواقع السلفية وقناة الناس والحكمة
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم


ولم يعجبك اقوال الائمة والحفاظ وقولهم بالتوسل ثم تقول لي دمشقية
طيب تاخذ راي الإمام العلامة المجدد محمد متولي الشعراوي في التوسل؟؟
اما دمشقية عندك اعلم من العلامة المفسر محمد متولي الشعراوي رحمه الله كما هو اعلم من السلف الصالح.؟؟

الشيخ الإمام الشعراوي يرد علي المبتدعة :- الرسول الاعظم يستغفر لامتة ويجوز التوسل به بنص القران لانه حي في قبرة!!!
http://www.youtube.com/watch?v=FpIq77WkIs0

مستر/ عصام الجاويش 11-05-2010 11:51 AM

الرد على شبهه ان اكثر العلماء قالوا بالتوسل
الإجابة :

(( 1-الحافظ إبراهيم الحربى : توسل بقوله " قـبر معروف الكرخى هو الترياق المجرب" – تاريخ بغـداد ( 1 / 122 ) ))

أخرجها الخطيب البغدادي في تاريخه قال : (( أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري قال أنبأنا محمد بن الحسين السلمي قال سمعت أبا الحسن بن مقسم يقول سمعت أبا علي الصفار يقول سمعت إبراهيم الحربي يقول قبر معروف الترياق المجرب )) [ ص 122 / 1 ] . وقال أبو عبد الرحمن السلمي في كتابه طبقات الصوفية في ترجمة معروف الكرخي : (( سمعت أبا الحسن بن مقسم المقرئ ببغداد يقول : سمعت أبا علي الصفار يقول : سمعت إبراهيم بن الجزري يقول معروف الترياق المجرب )) [ ص 81 ] .

قلت : وفي إسناد هذه الحكاية أبو عبد الرحمن السلمي محمد بن الحسين شيخ الصوفية صاحب كتاب طبقات الصوفية ، والمقدمة في التصوف وحقيقته ، وهو على أقل أحواله ضعيف وهذه أقوال علماء الجرح والتعديل فيه :

1. أورده ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين وقال : (( محمد بن الحسين أبو عبد الرحمن السلمي الصوفي حدث عن الأصم وغيره قال أبو بكر الخطيب قال لي محمد بن يوسف القطان كان السلمي غير ثقة وكان يضع للصوفية الأحاديث )) [ ص 52 / 3 ].

2. وأورده الذهبي في المغني في الضعفاء وقال : (( محمد بن الحسين أبو عبد الرحمن السلمي الصوفي صاحب المصنفات تكلم فيه وما هو بالحجة وقال الخطيب قال لي محمد بن يوسف القطان كان يضع الأحاديث للصوفية، قلت: وله في حقائق التفسير تحريف كثير )) [ ص 571 / 2 ].

3. وأورده ابن العجمي الحلبي في الكشف الحثيث فيمن رمي بوضع الحديث وقال : (( محمد بن الحسين أبو عبد الرحمن السلمي النيسابوري شيخ الصوفية وصاحب تاريخهم وطبقاتهم وتفسيرهم قال الذهبي: تكلموا فيه وليس بعمدة، قال الخطيب: قال لي محمد بن يوسف القطان كان يضع الأحاديث للصوفية وله أربعون حديثا في التصوف رويناها عالية وفيها موضوعات والله أعلم ))[ ص 225 ]

4. وجاء في لسان الميزان : (( محمد بن الحسين أبو عبد الرحمن السلمي النيسابوري شيخ الصوفية وصاحب تاريخهم وطبقاتهم وتفسيرهم تكلموا فيه وليس بعمدة روى عن الأصم وطبقته وعنى بالحديث ورجاله وسئل الدارقطني قال الخطيب قال لي محمد بن يوسف القطان كان يضع الأحاديث للصوفية وقال الحافظ عبد الغافر الفارسي في تاريخ نيسابور جمع من الكتب ما لم يسبق إلي ترتيبه حتى بلغت فهرست تصانيفه مائة أو أكثر وكتب الحديث بمرو ونيسابور والعراق والحجاز ومولده سنة ثلاثين وثلاث مائة وقال الخطيب قدر أبي عبد الرحمن عند أهل بلدته جليل وكان مع ذلك مجودا صاحب حديث وله دويرة للصوفية مات السلمي في شعبان سنة اثنتي عشرة وأربع مائة وفي القلب مما يتفرد به انتهى واسم جده موسى وقال الحاكم كان كثير السماع والحديث متقنا فيه من بيت الحديث والزهد والتصوف وقال محمد بن يوسف القطان لم يكن سمع من الأصم سوى يسير فلما مات الحاكم حدث عن الأصم بتاريخ بن معين وبأشياء كثيرة سواه وقال السراج مثله إن شاء الله لا يتعمد الكذب ونسبه إلى الوهم وكان داعية بقول حدثني أبو عبد الرحمن السلمي من أصل كتابه )) [ ص 140 / 5 ] .

قلت : وكذلك في إسناد هذه الحكاية أبو الحسن بن المقسم ، وهو أحمد بن محمد بن يعقوب بن مقسم المقري ، وحاله أسوأ من تلميذ السلمي ، فقد ترجم له الخطيب البغدادي في تاريخه قال : (( وكان يظهر النسك والصلاح ولم يكن في الحديث ثقة )) [ ص 429 / 4 ] وقال حمزة بن يوسف السهمي : (( حدث عن من لم يره ، ومن مات قبل أن يولد )) [ سؤالات السهمي ص 152 ] ، وقال أيضا : (( وسمعت الدارقطني وجماعة من المشايخ تكلموا في بن مقسم وكان أمره أبين من هذا )) [ ص 153 ] ، وقال الخطيب أيضا : (( سألت أبا نعيم الحافظ عن احمد بن محمد بن مقسم فقال لين الحديث سمعت أبا القاسم الأزهري يقول لم يكن أبو الحسن بن مقسم ثقة وقد رايته وسمعته ذكره مرة أخرى فقال كان كذابا )) وقال أيضا : (( وقال بن أبى الفوارس أيضا كان سيء الحال في الحديث مذموما ذاهبا لم يكن بشيء البتة ))[ تاريخ بغداد ص 429 / 4 ] .

ومن خلال ما مر يتبين لك جليا أن هذا الحكاية عن إبراهيم الحربي لا تصح وعلى فرض صحتها ليس فيها دليل على جواز التوسل أو الاستغاثة بالذوات كما هو محل البحث ، وقد فسر الذهبي هذه العبارة فقال : (( وعن إبراهيم الحربي قال قبر معروف الترياق المجرب يريد إجابة دعاء المضطر عنده لأن البقاع المباركة يستجاب عندها الدعاء كما أن الدعاء في السحر مرجو ودبر المكتوبات وفي المساجد بل دعاء المضطر مجاب في أي مكان اتفق اللهم إني مضطر إلى العفو فاعف عني )) [ سير أعلام النبلاء ص 343 – 344 / 9 ] . أي يقول دعاء المضطر مستجاب سواء كان عند قببر معروف الكرخي أو في بيته ، وغاية ما في الأمر أنهم ظنوا – على تقدير صحة الحكاية – أن قبر معروف الكرخي مكان مبارك يستجاب في الدعاء ، وأمر مثل هذا يحتاج إلى نقل ولا يثبت بالتجربة ، والله تعالى أعلم .

( 2-الحافظ أبو الربيع بن سالم : توسل بقبر محمد بن عبيد الله الحجرى ( التكملة ( 2 /281 ) لكتاب الصلة – الذهبى فى سير أعلام النبلاء )(21 / 251 -253) ))

قلت : العبارة غير دقيقة قال الذهبي في سير أعلام النبلاء : (( قال الأبار كان غاية في الورع والصلاح والعدالة ولي خطابة المرية ودعي إلى القضاء فأبى ولما تغلب العدو نزح إلى مرسية وضاقت حاله فتحول إلى فاس ثم إلى سبتة فتصدر بها وبعد صيته ورحل إليه الناس وطلب إلى السلطان بمراكش ليأخذ عنه فبقي بها مدة ورجع حدثنا عنه عالم من الجلة سمعت أبا الربيع بن سالم يقول صادف وقت وفاته قحط فلما وضعت جنازته توسلوا به إلى الله فسقوا وما اختلف الناس إلى قبره مد الأسبوع إلا في الوحل )) [ ص 252 / 21 ]

إذن الحافظ ابن سالم لم يتوسل كما أخبر كاتب الشبهة إنما ذكر حكاية ولم يكن يوما أفعال الناس حجة في الدين !! فلابد من مراجعة النصوص يا اخوان فهؤلاء لا يتقون الله في نصـرة المذهـب !!

وأيضا هناك انقطاع بين ابن سالم وبين الحجري ، الحجري توفى سنة 591 ، وابن سالم ولد سنة 645 بأذرعات ، يوجد انقطاع بينهما 54 سنة فأين الاسناد بينهما ؟؟!!

(( 3- الحافظ أبو الشيخ الأصبهانى : توسل بقوله " والشكوى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجوع " – سير أعلام النبلاء ( 16 / 400 ) ))

وهكذا كسابقه ليس دقيقا وهذا هو النص :

قال الامام الذهبي : (( وروي عن ابي بكر بن ابي علي قال كان ابن المقرئ يقول كنت انا والطبراني وأبو الشيخ بالمدينه فضاق بنا الوقت فواصلنا ذلك اليوم فلما كان وقت العشاء حضرت القبر وقلت يا رسول الله الجوع فقال لي الطبراني اجلس فإما ان يكون الرزق او الموت فقمت انا وأبو الشيخ فحضر الباب علوي ففتحنا له فاذا معه غلامان بقفتين فيهما شيء كثير وقال شكوتموني إلى النبي صلى الله عليه وسلم رأيته في النوم فأمرني بحمل شيء اليكم ))

الذهبي لم يذكر الاسناد ولكن صدرها بكلمة " وروي " وهذا ما يسمونه صيغة التمريض إذا كان السند ضعيف ، فلابد من معرفة الاسناد للحكم على القصة .

فصحة أو لم تصح فهي ليست دليل شرعي يعتمد عليه على جواز الاستغاثة أو التوسل .

(( 4- الحافظ أبو الطيب المكــى الفاسى : توســل بقوله " بمحمد ســـيد المرسلين " ذيل التقييد ( 1 / 69 ) ))

قلت : حمل صاحب الشبهة قول أبي الطيب على التوسل بالذوات تحكم ليس عليه دليل إذ اللفظ يحتمل هذه المعاني :

بذات محمد سيد المرسلين ، أو بجاه محمد سين المرسلين ، أو بالإيمان بمحمد سيد المرسلين ، أو بحب محمد سيد المرسلين ، بإتباع محمد سيد المرسلين .

فحمل اللفظ المعنى الذي يوافق الهوى دون دليل تحكم مردود ، وعلى كل حال متى كان فعل الحافظ أبي الطيب دليل شرعي ، ففعله هذا يستدل له ولا يستدل به في الأحكام الشرعية .

(( 5 - الحافظ أبو المحاسن بن حمزة الحسينى الدمشقى: توسل بقوله "بجاه المصطفى" ذيل تذكرة الحفاظ (1 / 315) ))

وهذا توسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم وهي مسألة خلافية يرى فيها أبو المحاسن الجواز ، فرأيه ليس دليلا شرعية ، فكما أن أبا المحاسن يرى جوازها فغير من العلماء يرى عدم الجواز ففي هذه الحالة يحكم كتاب الله عز وجل كما قال تعالى : (( وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً )) [النساء : 59]

والخلاف في المسألة مشهور وكل فرق ألف في المسألة ولكن يجدر بنا أن ننبه أن الحافظ أبو المحاسن توسل بجاه النبي صلى الله علي وسلم ولم يدعو بالنبي صلى الله عليه وسلم ، حتى لا يستدل به القبوريون على جواز الاستغاثة ؛ فالتوسل أمر ، والاستغاثة أمر آخر ، والله تعالى أعلم .
(( 6- الحافظ أبو زرعة الرازى: كان يقـول لعلى الرضا "حدثنا بحق آبائك" وقد تقدم ذكره فى ثنايا الكتاب )) ، وقوله : (( 11- الحافظ ابن أسلم الطوسى: كان يقول لعلى الرضا "حدثنـا بحق آبائك" وقد ذكرناه من قبل فى الكتاب ))

قال المناوي في فيض القدير : (( فائدة في تاريخ نيسابور للحاكم أن عليا الرضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين لما دخل نيسابور كان في قبة مستورة على بغلة شهباء وقد شق بها السوق فعرض له الإمامان الحافظان أبو زرعة الرازي وابن أسلم الطوسي ومعهما من أهل العلم والحديث من لا يحصى فقالا أيها السيد الجليل ابن السادة الأئمة بحق آبائك الأطهرين وأسلافك الأكرمين إلا ما أريتنا وجهك الميمون ورويت لنا حديثا عن آبائك عن جدك نذكرك به فاستوقف غلمانه وأمر بكشف المظلة وأقر عيون الخلائق برؤية طلعته فكانت له ذؤابتان متدليتان على عاتقه والناس قيام على طبقاتهم ينظرون ما بين باك وصاخ ومتمرغ في التراب ومقبل لحافر بغلته وعلا الضجيج فصاحت الأئمة الأعلام معاشر الناس انصتوا واسمعوا ما ينفعكم ولا تؤذونا بصراخكم وكان المستملي أبو زرعة والطوسي فقال الرضا حدثنا أبي موسى الكاظم عن أبيه جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر عن أبيه علي زين العابدين عن أبيه شهيد كربلاء عن أبيه علي المرتضى قال حدثني حبيبي وقرة عيني رسول الله قال حدثني جبريل عليه السلام قال حدثني رب العزة سبحانه يقول كلمة لا إله إلا الله حصني فمن قالها دخل حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي ثم أرخى الستر على القبة وسار فعد أهل المحابر والدواوين الذين كانوا يكتبون فأنافوا على عشرين ألفا )) [ ص 489 / 4 ]

هكذا ذكر المناوي ولم يذكر اسناد هذه القصة ، وقد ذكر أبو نعيم قصة دخول نيسابور في تاريخ أصبهاني قال : حدثنا أبو إسحاق إبراهيم ابن عبد الله بن إسحاق المعدل الإصبهاني بنيسابور ثنا أبو علي أحمد بن علي الأنصاري ومولده بإصبهان ثنا أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي قال كنت مع علي بن موسى الرضا ودخل نيسابور راكبا بغلة شهباء أو بغلا أشهب الشك من أبي الصلت فعدا في طلبه علماء البلد ياسين بن النضر وأحمد بن حرب ويحيى بن يحيى وعدة من أهل العلم فتعلقوا بلجامه في المربع فقالوا بحق آبائك الطاهرين حدثنا بحديث سمعته من أبيك ... الخ

وعبد السلام بن صالح أبو الصلت متهم قال أبو حاتم : (( لم يكن عندي بصدوق وهو ضعيف )) وقال ابن أبي حاتم : (( واما أبو زرعة فأمر أن يضرب على حديث أبى الصلت وقال لا أحدث عنه ولا ارضاه )) [ الجرح والتعديل ص 47 / 6 ] ، وقال ابن عدي : (( ولعبد السلام هذا عن عبد الرزاق أحاديث مناكير في فضائل علي وفاطمة والحسن والحسين وهو متهم في هذه الأحاديث ويروي عن علي بن موسى الرضا حديث الإيمان معرفة بالقلب وهو متهم في هذه الأحاديث )) [ الكامل ص 331 / 5 ] ، وابن حبان : (( يروي عن حماد بن زيد وأهل العراق العجائب في فضائل علي وأهل بيته لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد )) [ المجروحين ص 151 / 2 ] وقال العقيلي : (( كان رافضيا خبيثا )) [ الضعفاء ص 70 / 3 ]

ومع ذلك ولو صح هذا القول ليس فيه دليل على أنهم يرون التوسل بالذوات إنما يطلبون منه أن يحدثهم إن كان يرى أن لآبائه حق عليه .

(7 - الحافظ أبو عبد الله الصفار الإسفرائينى: أخـذ عنه الحاكم توسل كثير من الصالحين - تقدم ذكره فى ثنايا الكتاب ))

قلت : لم يذكر اسم الكتاب ولا مؤلفه ، ولا حتى التوسلات فربما هي من التوسلات المشروعة التي لا خلاف فيها أو أنها ليست توسلات واعتبرها صاحب الشبهة توسلات ، فقوله هذا لا يعتبر حتى يضع التوسلات التي عناها .
((8 - المحدث أبو على الخلال: قـال "فقصدت قـبر موسى بن جعفر فتوسلت به" تاريخ بغـداد (1 / 120) ))

قلت أبو علي الخلال هذا هو الحسن بن علي بن توبة الخلال الواسط ، لم أجد من ذكره بجرح أو تعديل غير ابن حبان أخرج له في صحيحه حديثا واحدا ولم ينفرد به بل توبع عليه .

وقد ترجم له الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ولكنه أخرجه له قصة حكاها عن سفيان بن عيينة تشعر بأنه ممن يحكون الخرافات قال الخطيب : أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد أخبرنا عمر بن محمد بن علي الناقد حدثنا أبو علي الحسن بن إبراهيم بن توبة الخلال قال سمعت المروذي يقول: كان سفيان بن عيينة في مجلسه فقال لقوم : من أين أنتم قالوا : من أهل اليمامة قال : فيكم الحكم بن أبان ذلك الرجل الذي يصلي من الليل فإذا عيى نزل إلى البحر قال أسبح مع حيتان البحر [ ص 282 / 7 ]

أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي راوي المسند ثقة مأمون ، ولكنه اختلط في آخره . قال ابن الصلاح في مقدمته في معرفة من خاط في آخر عمره من الثقات : (( أبو بكر بن مالك القطيعي رواي مسند أحمد وغيره اختل في آخر عمر وخرف حتى كان لا يعرف شيئا مما يقرأ عليه )) [ ص 222 ] ، وذكره العلائي في المختلطين [ ص 6 ] .

قال الذهبي في ميزان الاعتدال : (( صدوق في نفسه مقبول تغير قليلا قال الخطيب لم نر احدا ترك الاحتجاج به وقال الحاكم ثقة مامون وقال ابو عمرو بن الصلاح اختل في اخر عمره حتى كان لا يعرف شيئا مما يقرا عليه ذكر هذا أبو الحسن بن الفرات قلت فهذا القول غلو واسراف وقد كان أبو بكر اسند اهل زمانه مات في اخر سنة ثمان وستين وثلاثمائة وله خمس وتسعون سنة )) [ ص 221 / 1 ] .

وقال الحافظ ابن حجر في اللسان : (( وإنكار الذهبي على بن الفرات عجيب فإنه لم ينفرد بذلك فقد حكى الخطيب في ترجمة أحمد بن أحمد المسيبي يقول قدمت بغداد وأبو بكر بن مالك حي وكان مقصودنا درس الفقه والفرائض فقال لنا بن اللبان الفرضي لا تذهبوا إلى بن مالك فإنه قد ضعف واختل ومنعت ابني السماع منه قال فلم يذهب إليه قلت كان سماع أبي علي بن المذهب منه لمسند الإمام أحمد قبل اختلاطه أفاده شيخنا أبو الفضل بن الحسن )) [ ص 145 / 1 ] .

قلت : فهذه الحكاية لا تصح لاختلاط القطيعي ، وهذا لا يطنع في مسند الامام أحمد لأن القطعي قد عمر حتى بلغ 95 سنة وقد حديث بالمسند قبل الاختلاط ومن الذين سمعوا منه قديما (( فممن سمع منه في الصحة أبو الحسن الدارقطني وأبو حفص بن شاهين وأبو عبد الله الحاكم وأبو بكر البرقاني وأبو نعيم الأصبهاني وأبو علي بن المذهب )) [ الكواكب النيرات ص 20 ] .

أما القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن محمد بن رامين الإستراباذي قال الخطيب في ترجمة ابن رامين : (( وكان صدوقا فاضلا صالحا سافر الكثير ولقي شيوخ الصوفية وكان يفهم الكلام على مذهب الأشعري والفقه على مذهب الشافعي ومات ببغداد في سنة عشرة وأربعمائة )) [ ص 300 / 7 ] .

فين وفاة ابن رامين والقطيعي 42 سنة ، فاحتمال أنه سمع منه في حال الاختلاط كبيرا جدا ، والقاعدة في حكم رواية المختلطين هو التوقف حتى يتبين وقت السماع هل هو قبل الاختلاط أو بعد وفي مثالنا هذا لم يتبين لنا وقت السماع ، ولدينا ما يرجع انه سمع منه أثناء الاختلاط وهو عدد السنوات الكبيرة بين وفاتيهما ولم يذكر ابن رامين ضمن من سمع منه قبل الاختلاط .قلت : لو صح هذا عن الخلال فما هو الخلال حتى يحتج بفعله كما أنه ليس ثم فيه دليل على صحة هذا الفعل إذ الأصل هو الكتاب والسنة ولا اجتهادات وتجارب الناس ، فكلام وفعل العلماء يستدل له ، ولا يستدل به كما هو معروف عند أهل العلم .
( 9 - الحافظ أبو زرعة العراقى : أتى النبى أمام قـبره وقال " أنا جائـع " المنتظم لابن الجوزى ( 9 / 74 ، 75 ) ))

قلت : هذه عبارة الحافظ ابن الجوزي : (( وكان هبة الله بن عبد الوارث يحكي عن والدته فاطمة بنت علي قالت سمعت أبا عبد الله محمد بن أحمد المعروف بابن أبي زرعة الطبري قال سافرت مع أبي إلى مكة فأصابتنا فاقة شديدة فدخلنا مدينة الرسول صلى الله عليه و سلم وبتنا طاويين وكنت دون البالغ فكنت أجيء إلى أبي وأقول أنا جائع فأتى بي أبي إلى الحضرة وقال يا رسول الله أنا ضيفك الليلة وجلس فلما كان بعد ساعة رفع رأسه وجعل يبكي ساعة ويضحك ساعة فقال رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فوضع في يدي دراهم ففتح يده فإذا فيها دراهم وبارك فيها إلى أن رجعنا إلى شيراز وكنا ننفق منها )) [ 314 / 16 ]

وأبو زرعة العراقي هو أحمد بن عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن إبراهيم ابن أبى بكر بن ابراهيم الولي بن الزين العراقي سنة 792 ، وتوفى سنة 826 ، ولد بعد موت ابن الجوزي بسنين طويلة فكيف يكون ابن الجوزي ينقل عنه ؟؟!!

فإذن قول صاحب الشبهة أنه أبو زرعة العراقي إما جهلة أو تدليسا لأن أبا زرعة هذا الطبري لم اهتدي إلى معرفته هو أو أبنه ، كما أن الاسناد إليه معلق فقد قال ابن الجوزي : (( وكان هبة الله بن عبد الوارث يحكي عن والدته فاطمة بنت علي قالت سمعت أبا عبد الله محمد بن أحمد المعروف بابن أبي زرعة الطبري )) ، وابن الجوزي لم يدرك هبة الله بن عبد الوارث حيث أنه تولى سنة 485 ، وابن الجوزي ولد سنة 510 تقريبا فأين لقي هبة الله ؟؟!!

وإذا صح السند إلى أبي زرعة فمن هو حتى يكون فعله دليلا يحتج به ؟؟!!
(( 10 - الحافظ ابن أبى الدنيا : توسل بقوله " بحق النبى " قرى الضيف ( 5 / 225 ) ))

قلت : يبدو أن صاحب الشبهة اعتمد على الموسوعة الشاملة ففيها نفس العزو ونفس النص لكتاب قرئ الضيف ، وفي الحقيقة هذا العزو خاطئ بل هو في كتاب يتيمة الدهر للثعالبي وإنما كتب إنما الخطأ جاء في البطاقة التعريفية بالكتاب فكتب بيانات كتاب قرئ الضيف في بطاقة يتيمة الدهر وذكر في البطاقة أن الكتاب عدد أجزاه خمسة ، وكتاب قرئ الضيفة المطبوعة تحقيق عبد الله بن حمد المنصور طبعة أضواء السلف الطبعة الأولى سنة 1418 – 1997 ، كتب صغير لا يتجاوز 56 صفحة مع الفهارس ، وهذا العزو للمجلد الخامس !!

إذن العزو غير صحيح لكتاب قرئ الضيف ، وبعد الرجوع إلى كتاب يتيمة الدهر نجد أن قائل هذا الكلام هو أبو جعفر أحمد بن الحسن بن الأمير الباخرزي الخطيب قاضي الظراف، وهذا نص كلامه :

بحق النبي وحق الوصي = وحق المشاعر والقبلة
أنلني مرادي يا منيتي = وما أن أروم سوى قبلة

قال هذه الأبيات في زعيم ناحيته أبي سعيد خداش بن أحمد ، واحمد الباخرزي هذا ترجم له أبو الطيب الباخزري في كتابه دمية القصر قال : (( حاكم باخرز وخطيبها ، ومن به حسنها وطيبها . جامع بين وقار الشيب وظرف الشباب ، ضارب بالسهم الأوفر في فنون الآداب )) [ ص 1291 / 2 ]

إذن غاية أمره أنه أحد الأدباء ، ولي هو ممن يحتج به ، ويبدو أنه من الرافضة حيث يعتقد بالوصي وهي من عقائد الرافضة ، والله تعالى اعلم .

فخلاصة الكلام لا تصح نسبة هذا القول إلى ابن أبي الدينا إنما هو قول أحد الأدباء الذي يرون جواز التوسل بحق النبي صلى الله عليه وسلم وهذا الاعتقاد يفتقر إلى الدليل ، والله تعالى أعلم
(( 12 - الحافظ ابن الأبار: توسل بقوله "يا شافع البرية أن تشفع فيها لبارئ النسم" الحلة السيراء (2 / 284) ))

قلت : هذا الكلام ليس بصحيح ، أي نسبته إلى ابن الأبار ، حيث هذا الكلام ليس كلامه إنما كلامه أحد أمرا الأندلس حيث قال : (( وشعر أبي علي ، أعزه الله، كثير. وقد وقفت على ديوانه، وسمعت منه غير قصيدة وقطعة بلفظه، ومن ذلك كلمة بعث بها إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم صحبة الحاج أبي بكر بن العربي الإشبيلي أولها - وأنشدني جميعها :
أصبح من صبره على أمر = قسّم بين الوجود والعدم
إليك ألقى بعذر محتشم = مرتحل القلب ساكن القدم
يتبع ركب الهوى إليك أسى = ما شاء من حسرة ومن ندم
برّح شوق به إليك فما = ينفكّ ما لم يزرك في ضرم
ألوي به عن بلوغ نيته = حكم زمان عليه محتكم
فعزمة تلتوي على عقب = وهمة ترتمي إلى أمم
ومنها:
يا خير من تعمل المطيّ له = عذري في اللبث غير متّهم
عبدك لو يستطيع جاب إلي = ك القفر في غيهب من الظّلم
يمسح ما بين حمص منه إلى = يثرب مرّاً بوجنة وفم
ولي ذنوب وقصنني ثقلاً = لولا أذى ثقلهن لم أقم
يرجوك يا شافع البرية أن = تشفع فيها لبارئ النّسم
عسى قبول لديك يلحقني = بقبرك المستنير والحرم
وصاحبيك اللذين خصّهما = بنعمة القرب منك ذو النعم
فقد توسّلت بالذي لك عن = د الله من رفعة ومن عظم
صلى عليه الإله ما اتصفت = أوصافه بالجلال والكرم
)) [ الحلة السراء ص 284 / 2 ]

فأين قول صاحب الشبهة من قول ابن الأبار ، بينما ينقل ابن الأبار شعر لأحد الأمار يقوم صاحب الشبهة بنسبة الكلام إلى ابن الأبار فأين الأمانة العلمية ؟؟!!


((13 - الحافظ ابن الجزرى: قال بالتوسل فى كتابه (عده الحصن الحصين – باب فضل آداب الدعاء) ))

قلت : وهذا التبويب صحيح في كتاب الحصن الحصين لابن الجزري ، وهو مجمل يحتاج إلى تفصيل إلى ماهية هذا التوسل ، هل هو بالذات أو بالإتباع أو المحبة فكل هذه الاحتمالات موجود والقاعدة تقول إذا تطرق الاحتمال سقط الاستدلال وإن كان يعتقد جواز التوسل بالذات فهي مسألة خلافية لا تصل إلى مرتب الكفر نرجع بها إلى الدليل

(14 - الحافظ ابن الجوزى: توسل بقوله "بحق محمد صلى الله عليه وسلم" زاد المسير (4 / 253) ))

قلت : كاتب هذه الشبهة لا يتقي الله عز وجل فينسب إلى العلماء لما لم يقولوه ، فقد هذا القول إلى ابن الجوزي فجعل ابن الجوزي من المتوسلين ، ولكن إذا رجعنا إلى زاد المسير نجد الأمر مختلف تماما هذا نص كلام ابن الجوزي قال : (( قوله تعالى : { فلما آتوه موثقهم } أي أعطوه العهد وفيه قولان :
أحدهما أنهم حلفوا له بحق محمد صلى الله عليه و سلم ومنزلته من ربه قاله الضحاك عن ابن عباس والثاني أنهم حلفوا بالله تعالى قاله السدي
)) [ ص 253 / 4 ]

فأين قال ابن الجوزي بحق محمد صلى الله عليه وسلم إنما ينقل أقوال في تفسير هذه الآية ، وليس هو قوله أما قوله فقد بينه حيث قال : (( أي أعطوه العهد )) ، أما القول الذي عزاه إلى ابن عباس فلا يصح لأن الضحاك هو ابن مزاحم لم يلق ابن عباس قال أبو حاتم : (( ولم يسمع من بن عباس )) [ الجرح والتعديل ص 458 / 4 ] ، وقال الهيثمي : (( لم يسمع من ابن عباس )) [ مجمع الزائد ص 116 / 7 ]

فهكذا يتعامل صاحب الشبهة بالنصوص يبتر ما يشاء كي يخرج قولا هو يريده وهذه عادة قبيحة نسأل الله السلامة .

(( 15 - الحافظ ابن القيسرانى: توسـل بقولـه " توسلـوا بـه إلى الله" تذكرة الحفاظ (4 / 1371) ))

قلت : نسبة هذا القول إلى ابن القيسراني غير صحيح فهذه حكاية حكاها أبو الربيع بن سالم قال الذهبي في تذكرة الحفاظ : (( قال أبو الربيع بن سالم الحافظ كان وقت وفاة أبي محمد بن عبيد الله قحط مضر فلما وضع على شفير القبر توسلوا به إلى الله في إغاثتهم فسقوا في تلك الليلة مطرا وابلا وما اختلف الناس إلى قبره مدة الاسبوع الا في الوحل والطين )) [ ص 1371 / 4 ، طبعة دار الكتب العلمية – بيروت ط الأولى ]

القاضي ابن سالم قال عنه أبو الطيب المكي الفاسي في ذيل التقييد : (( وكان قليل العلم صارما في الأحكام )) [ ص 10 / 2 ]

ومع ذلك ابن عبيد الله توفى سنة 591 ، وابن سالم ولد سنة 645 بأذرعات ، يوجد انقطاع بينهما 54 سنة فأين الاسناد بينهما ؟؟!!

(( 16-الحافظ الهيثمى: توسل بقوله "بمحمد وآله". مجمع الزوائد ( 9 / 420 ) ))

قلت : وهذا من الخيانة العلمية لصاحب المقال فهذا ليس كلام الهيثمي رحمه الله تعالى إنما كلام ناسخ الكتاب حيث قال : (( والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا وحبيبنا أعظم الخلق محمد كتب برسم خزانة مولانا الجناب العالي المولوي الإمامي العالمي العاملي الزيني مهنى العلائي زينه الله بالتقوى ونفعه بالعلم بمحمد وآله نقل من خط مصنفه الشيخ العالم نور الدين علي الهيثمي نفع الله به وافق الفراغ من نسخ هذا الجزء يوم السبت الرابع من شهر جمادى الآخرة من شهور سنة اثنتين وثمانمائة على يد الفقير إلى الله تعالى أحمد بن محمد بن منصور الفوي والحمد لله وحده وصلى الله على أشرف الخلق سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وعلى أزواج سيدنا محمد وسلم ورضي الله عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أجمعين وحسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير )) [ ص 420 / 9 ]

وهذا النص بين أنه ليس كلام الهيثمي إنما كلام أحد الصوفية المولوية ، فكيف طابت نفسه أن ينسبه للهيثمي ؛ لا غرابة إذا كان التعصب بلغ مبلغه !!
(( 17 - الحافظ ابن حبان: كان إذا أهمه أمر قصد قبر الإمام على الرضا فينكشف همه ، قال: "وقد جربته مرارا وقد تم الإشارة إليه من قبل" الثقات (8 / 457) ))

قال ابن حبان : (( وقبره بسنا باذ خارج النوقان مشهور يزار بجنب قبر الرشيد قد زرته مرارا كثيرة وما حلت بي شدة في وقت مقامي بطوس فزرت قبر على بن موسى الرضا صلوات الله على جده وعليه ودعوت الله إزالتها عنى إلا أستجيب لي وزالت عنى تلك الشدة وهذا شئ جربته مرارا فوجدته كذلك أماتنا الله على محبة المصطفى وأهل بيته صلى الله عليه وسلم الله عليه وعليهم أجمعين ))

والرد على الاستدلال بكلام ابن حبان على جواز الاستغاثة والتوسل وصرف خصائص الربوبية إلى المخلوقين من عدة وجوه :

أولا : ابن حبان لم يستغيث بالرضا ولا قبره إنما عندما تحصل له يتوجه إلى الله تعالى بالدعاء وليس يدعو موسى الرضا كما في قوله : (( ودعوت الله إزالتها عنى إلا أستجيب لي وزالت عنى تلك الشدة )) ، لم يقل دعوت أو استغثت أو توسل بالرضا فتنبه .

ثانيا : ابن حبان لم يشد الرحال للقبر إنما كان يزوره عندما يكون مقيم في طوس ويفهم ذلك من قوله : (( في وقت مقامى بطوس فزرت قبر على بن موسى ))

ثالثا : زيارة القبور من الأمور المباحة بل المستحبة لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها )) وراه مسلم ، وفي رواية أبي هريرة : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( فزوروا القبور فإنها تذكر الموت )) ، وفي رواية ابن مسعود قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( وإني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تزهد في الدنيا وترغب في الآخرة )) وراه ابن حبان ، وفي لفظ رواية أبي داود : (( نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإن في زيارتها تذكرة ))

فعندما يذهب ابن حبان الزيارة الشرعية التي تذكر الآخرة وتزهد بالدنيا ويرى هذا الشريف لم تغن عنه الدنيا شيئا مع الشدة التي هو بها ينجمع قلبه في الدعاء فيكون أحرى بالاجابة ، ومع ذلك هو قدم عمل صالح هو زيارة القبور التي تذكر الآخرة وتزهد الدنيا فيكون توسل بالعمل الصالح ، وليس بذات أو قبر موسى الرضا كما يتوهمه القبوريون .

رابعا : لا نسلم أن سبب استجابة دعاء ابن حبان هو زيارة قبر موسى الرضا رضي الله عنه بل لاضطراره لأنه قال : (( وما حلت بي شدة في وقت مقامى بطوس )) فهو واقع بالاضطرار فدعاء الله تعالى كما اخبر عنه نفسه قال : (( ودعوت الله إزالتها عنى )) والله سبحانه وتعالى أخبر عن نفسه أنه يجيب دعاء المضطر قال تعالى : (( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ )) [النمل : 62]

خامسا : على اعتبار أن ابن حبان رحمه الله ورضي عنه يعتبر ان قبر موسى الرضا بقعة مستجاب بها الدعاء ، فلا يسلم له بذلك فالاعتقاد بذلك يحتاج إلى نص من الكتاب أو السنة ، والدعاء مستجاب في كل مكان وزمان سيما أن كان مضطرا ولذلك قال الإمام الذهبي تعليقا على مقوله : " قبر معروف الترياق المجرب " قال : (( يريد إجابة دعاء المضطر عنده لأن البقاع المباركة يستجاب عندها الدعاء كما أن الدعاء في السحر مرجو ودبر المكتوبات وفي المساجد بل دعاء المضطر مجاب في أي مكان اتفق اللهم إني مضطر إلى العفو فاعف عني )) [ سير أعلام النبلاء ص 343 – 344 / 9 ]

سادسا : إن قال قائل : إن ابن حبان كان يتبرك بقبر موسى الرضا فنقول إن صح هذا عنه فالعلماء انكروا ذلك الفعل قال ابن كثير في البداية والنهاية : (( وترجمه ابن خلكان في الوفيات ، وقال قبره يزار، وقد زرته غير مرة، ورأيت الناس ينتابون قبره ويتبركون به، وهذا الذي قاله ابن خلكان مما ينكره أهل العلم عليه وعلى أمثاله ممن يعظم القبور )) [ ص 810 / 12 ]

((18 - الحافظ ابن حجر العسقلانى: وله كلام كثير فى فتح البارى وغيره ))

قلت : لم يذكر صاحب الشبهة قولا واحد من هذه الأقوال الكثيرة التي ادعاها وما أكثر الدعاوى إنما كلامه في فتح الباري ما قاله وهو يشرح حديث التوسل بدعاء العباس في الاستسقاء قال : (( ويستفاد من قصة العباس استحباب الاستشفاع بأهل الخير والصلاح وأهل بيت النبوة )) [ ص 497 / 2 ] ، مراده الاستشفاع بدعائهم كما فعل الصحابة رضوان الله عليهم فحمل كلام ابن حجر على غير ما سيق له لا ينبغي من طالب الحق ، يبدو لي لأجل هذا السبب لم يسق كلام الحافظ ، والله تعالى أعلم .
(( 19 - الحافظ ابن طولون: استشهد بكلام الحافظ العلائى شيخ حافظ العراقى فى المسائل التى شذ بها ابن تيمية فى الأصول والفروع ومنها التوسل (ذخائر القصر – مخطوط بالخزانة التيمورية بالقاهرة) ))

قلت : ابن طولون ولد سنة 880 ، والعلائي توفى سنة 761 ، فلابد من معرفة السند بين العلائي وابن طولون أو المصدر الذي نقله منه ابن طولون قول العلائي ، وذلك أن الذي كتبه يخالف ذلك حيث أثنى على ابن تيمية قال الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة : (( وقرأت بخط الحافظ صلاح الدين العلائي في ثبت شيخ شيوخنا الحافظ بهاء الدين عبد الله بن محمد بن خليل ما نصه وسمع بهاء الدين المذكور على الشيخين شيخنا وسينا وإمامنا فيما بيننا وبين الله تعالى شيخ التحقيق السالك بمن أتبعه وأحسن طريق ذي الفضائل المتكاثرة والحجج القاهرة التي أقرت الأمم كافة أن هممها عن حصرها قاصرة ومتعنا الله بعلومه الفاخرة ونفعنا به في الدنيا والآخرة وهو الشيخ الإمام العالم الرباني والحبر البحر القطب النوراني إمام الأئمة بركة الأمة علامة العلماء وارث الأنبياء آخر المجتهدين أوحد علماء الدين شيخ الإسلام حجة الأعلام قدوة الأنام برهان المتعلمين قامع المبتدعين سيف المناظرين بحر العلوم كنز المستفيدين ترجمان القرآن أعجوبة الزمان فريد العصر وإلا وأن تقي الدين إمام المسلمين حجة الله على العالمين اللاحق بالصالحين والمشبه بالماضين مفتي الفرق ناصر الحق علامة الهدى عمدة الحفاظ فارس المعاني والألفاظ ركن الشريعة ذو الفنون البديعة أبو العباس ابن تيمية )) [ ص 95 / 1 ]

فكيف يصفه بتلك الأوصاف ثم يألف ثم يذمه بها ، علاوة على ذلك أن فيها مغالطات فابن تيمية لم يشذ بمنع التوسل فقد سبه أبو حنيفة وتلميذه أبو يوسف كما نقل ذلك وأقره عليه العلماء فلم ينكر أحد من العلماء قوله هذا قال الآلوسي : (( ومن الناس من منع التوسل بالذات والقسم على الله تعالى بأحد من خلقه مطلقا وهو الذي يرشح به كلام المجد ابن تيمية ونقله عن الإمام أبى حنيفة رضي اله تعالى عنه وأبى يوسف وغيرهما من العلماء الأعلام وأجاب عن الحديث بأنه على حذف مضاف أي بدعاء أو شفاعة نبيك صلى الله عليه و سلم ففيه جعل الدعاء وسيلة وهو جائز بل مندوب والدليل على هذا التقدير قوله في آخر الحديث : اللهم فشفعه في بل في أوله أيضا ما يدل على ذلك وقد شنع التاج السبكي كما هو عادته على المجد فقال : ويحسن التوسل والاستغاثة بالنبي صلى الله عليه و سلم إلى ربه ولم ينكر ذلك أحد من السلف والخلف حتى جاء ابن تيمية فأنكر ذلك وعدل عن الصراط المستقيم وابتدع ما لم يقله عالم وصار بين الأنام مثله انتهى )) [ ص 126 / 6 ]

خلاصة الرد هو المطالبة بإثبات صحة ما نسب إلى العلائي وإن صح فهو مخالف للواقع لما تقدم من أدلة من أن ابن تيمية لم يشذ بمنع التوسل ، والله تعالى أعلم .
((20 - الحافظ ابن عساكر : كتب فى أربعينياته " يا محمد إنى أتوجـه بك إلـى ربى " وكتبــه عامـرة بالتوسـل ، وذكــره مناقب جعفر الصـادق بقوله فيـه " وبالنبى متوسلا " وذكر عن أحد الصالحين أن قـبره يتبرك به . تاريخ دمشـق ( 6 / 443 ) ))

قلت : أما قول صاحب الشبهة بأن ابن عساكر توسل بقوله : (( يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي )) ، فهذا من عدم الأمانة العلمية فغاية ما في الأمر أنه أخرج حديث عثمان بن حنيف الذي يذكر في قصة الضرير الذي جاء يطلب الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم كي يرد الله عز وجل عليه بصره أخرجه في حديث البلد الثاني عشر .

أما قوله : (( وذكر عن أحد الصالحين أن قـبره يتبرك به )) ، وهذا كسابقه من التدليس وبتر الكلام فهذا ليس كلام بل كلام أبي عبد الرحمن السلمي الصوفي وابن عساكر ناقل فقط قال : (( أنبأنا أبو الحسن بن إسماعيل أنا أبو بكر بن أبي زكريا قال : قال لنا أبو عبد الرحمن السلمي في كتاب تاريخ الصوفية إبراهيم بن شيبان أبو إسحاق من جلة مشايخ الجبل نزل قرميسين ومات بها وقبره بها ظاهر يتبرك بحضوره )) [ تاريخ دمشق ص 443 / 6 ]

إذن ابن عساكر لم يقل نتبرك بقبره وأنه قال قبر يتبرك به كما زعم صاحب الشبهة إنما هو يسند القول إلى أبي عبد الرحمن السلمي الصوفي ، وكيف يستدل علينا أصلا بكلام الصوفية وهم متهمون بذلك ؟؟!!
21 - الحافظ ابن فهد: سأل الحافظ العراقى ما شذ به ابن تيمية فى التوسل والزيارة. كتاب الأجوبة المرضية عن الأسئلة المكية ))

قلت : لم أقف على كتاب الأجوبة المرضية عن الأسئلة المكية حتى أراجع ما قاله صاحب الشبهة ، وعلى كل حال فابن تيمية لم يشذ في مسألة التوسل والزيارة كما يدعي صاحب الشبهة وهو مطالب بأن يأتي بالنص كاملا لا حكاية يحكيها عن فهمه !!
(( 22 - الحافظ ابن كثــير: توســل بقولــه "بمحمــد وآلــه" - البدايـة والنهايـة (13 / 192) ))

قلت : كاتب هذه الشبهة لا يتقي الله عز وجل بل لا يستح من خلقه وكما جاء في الحديث : (( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت )) ، فهذا ليس كلام ابن كثير رحمه الله بل كلام محمود بن يوسف الأمعاني ، وقد نقل ابن كثير كلامه كما نقله عن ابن الساعي وهذا نص كلام ابن كثير: (( قال ابن الساعي: وقرأت بخط العدل محمود بن يوسف بن الأمعاني شيخ حرم المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، يقول: إن هذه النار التي ظهرت بالحجاز آية عظيمة، وإشارة صحيحة دالة على اقتراب الساعة، فالسعيد من انتهز الفرصة قبل الموت، وتدارك أمره بإصلاح حاله مع الله عز وجل قبل الموت ، وهذه النار في أرض ذات حجر لا شجر فيها ولا نبت، وهي تأكل بعضها بعضا إن لم تجد ما تأكله، وهي تحرق الحجارة وتذيبها، حتى تعود كالطين المبلول، ثم يضربه الهواء حتى يعود كخبث الحديد الذي يخرج من الكير، فالله يجعلها عبرة للمسلمين ورحمة للعالمين، بمحمد وآله الطاهرين )) [ البداية والنهاية ص 340 / 17 ]

فكيف ساغ لصاحب الشبهة أن ينسب هذا القول إلى ابن كثير ؟؟!!

( 23 - الحافظ الإمام أحمد: قال فى منسكه الذى كتبه للمـروذى: إنه يتوسـل بالنبى صلى الله عليه وسلم فى دعائه – حتى ابن تيمية نقله ))

قلت : قول كاتب الشبه : (( حتى ابن تيمية نقله )) يحمل الطعن بالمبطن بأن مانعي التوسل يكتمون أقوال الأئمة وهذا ليس بصحيح بل يقولون الذي له والذي عليه ، ولكن كاتب الشبه كما مر معنا كان يبتر النصوص ويحرفها فظن أن كل الناس على شاكلته فقال عبارة القبيحة تلك ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .

أما النص المنقول فكلمة (( يتوسل )) فكلمة عامة تحتمل التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم وتحتمل التوسل بجاهه أو بالإيمان به أو بإتباع أو بمحبته أو بطاعته أو بذلك كله ، فحمل لفظ التوسل على التوسل بالذات أو الجاه دون دليل أو قرينة تحكم من غير دليل .

وقد حمل ابن تيمية قول الإمام أحمد هذا على التوسل بالإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم وطاعته واتباعه بقرينة إتفاق المسلمين على ذلك وقد نقل ابن مفلح قول الإمام أحمد وتفسير ابن تيمية له مقررا له لا كما فهم صاحب الشبهة وهذا هو نص كلام ابن مفلح قال : (( وقيل: يستحب ، قال أحمد في منسكه الذي كتبه للمروذي : إنه يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في دعائه، وجزم به في المستوعب وغيره، وجعلها شيخنا كمسألة اليمين به، قال: والتوسل بالإيمان به وطاعته ومحبته، والصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم وبدعائه وشفاعته، ونحوه مما هو من فعله وأفعال العباد المأمور بها في حقه مشروع "ع"، وهو من الوسيلة المأمور بها في قوله تعالى: { اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ } [المائدة: 35] )) [ الفروع ص 229 / 3 ]

وهذا نص فتوى ابن تيمية في التوسل قال : (( الحمد لله ، أما التوسل بالإيمان به ومحبته وطاعته والصلاة والسلام عليه وبدعائه وشفاعته ونحو ذلك مما هو من أفعاله وأفعال العباد المأمور بها في حقه . فهو مشروع باتفاق المسلمين وكان الصحابة رضي الله عنهم يتوسلون به في حياته وتوسلوا بعد موته بالعباس عمه كما كانوا يتوسلون به .... الخ )) [ ص 107 / 1 ]
(( 24 – الحافظ البيهقى: روى عنه ابن الجوزى فى المنتظم (11 / 211) من مناقب أحمد بن حرب "استجابة الدعاء إذا توسل الداعى بقبره" ))

قلت : كاتب الشبهة مدلس كبير فالذي يقرأ كلامه هذا يفهم منه أن الحافظ ابن الجوزي ينقل رأي الحافظ البيهقي أنه يرى استجابة الدعاء اذا توسل بقبر أحمد بن حرب ، ولكن عندما ترجع للمصدر الأصلي تجد أن الحافظ ابن الجوزي يروي قصة منام في سنده الحفاظ البيهقي قال ابن الجوزي في المنتظم ص 211 / 11 : أخبرنا زاهر بن طاهر قال‏:‏ أخبرنا أحمد بن الحسين البيهقي أخبرنا أبو عبد الله الحاكم قال‏:‏ سمعت أبا العباس محمد بن أحمد القاضي يقول ‏:‏ سمعت أبا عبد الله محمد بن جعفر الزاهد يقول‏:‏ سمعت زكريا بن أبي دلويه يقول‏:‏ (( رأيت أحمد بن حرب بعد وفاته بشهر في المنام فقلت‏:‏ ما فعل بك ربك قال‏:‏ غفر لي وفرق المغفرة ‏.‏ قلت ‏:‏ وما فوق المغفرة قال‏:‏ أكرمني بأن يستجيب دعوات المسلمين إذا توسلوا بقبري ))

وزكريا بن أبي دلويه أبو يحيى الواعظ الزاهد النيسابوري . روى عن أحمد بن حرب ، وعبد الله بن أبي زياد القطواني ، وعبد الله بن عمرو ، والعلاء بن عمرو التيمي ، وعلي بن سلمة اللبقي ، ومحمد بن أبي تميلة ، ويحيى بن معاذ الرازي . وعنه عبد الرحمن بن محمد بن محبور الدهان ، وفتح بن الحجاج ، ومحمد بن سعيد ، ومحمد بن عبد الله بن دينار العدل ، ومحمد بن علي الحيري ، يحيى بن منصور القاضي ، وأبو زكريا العنبري .

ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام وقال : (( قال السلمي : هو من تلامذة أحمد بن حرب ، وكان يفضل على شيخه )) [ ص 147 / 22 ]

أما المنامات فأهل العلم لا يحتجون بها لم يتخذوها مصدرا للتشريع الإمام محيي الدين النووي رحمه الله تعالى في شرح صحيح مسلم قال : (( ومعنى هذا الكلام أنه كان يحدث عن الحسن بكل ما يسأل عنه وهو كاذب في ذلك قوله ( إن حمزة الزيات رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فعرض عليه ما سمعه من أبان فما عرف منه إلا شيئا يسيرا ) قال القاضي عياض رحمه الله هذا ومثله استئناس واستظهار على ما تقرر من ضعف أبان لا أنه يقطع بأمر المنام ولا أنه تبطل بسببه سنة ثبتت ولا تثبت به سنة لم تثبت وهذا بإجماع العلماء هذا كلام القاضي وكذا قاله غيره من أصحابنا وغيرهم فنقلوا الاتفاق على أنه لا يغير بسبب ما يراه النائم ما تقرر في الشرع وليس هذا الذي ذكرناه مخالفا لقوله صلى الله عليه وسلم من رآني في المنام فقد رآني فان معنى الحديث أن رؤيته صحيحة وليست من أضغاث الأحلام وتلبيس الشيطان ولكن لا يجوز إثبات حكم شرعي به لأن حالة النوم ليست حالة ضبط وتحقيق لما يسمعه الرائي وقد اتفقوا على ..... )) اهـ[ ص 115/1 ] .

وقال تقي الدين ابن تيمية : (( وفي الباب حكايات عن بعض الناس أنه رأى مناما قيل فيه : ادع بكذا وكذا ، ومثل هذا لا يجوز أن يكون دليلا باتفاق العلماء .... )) اهـ[ التوسل والوسيلة ص 105 ]
(( 25 - الحافظ الحاكم: من روى تعظيم ابن خزيمة لقبر على الرضا وتوسل شيوخه بقبر يحيى بن يحيى وقد سبق ذكره وغير ذلك كثيرا ))

قلت : هذا ذكره الحافظ ابن حجر في التهذيب أن الحاكم قال في تاريخ نيسابور : وسمعت أبا بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى يقول : (( خرجنا مع إمام أهل الحديث أبي بكر بن خزيمة وعديله أبي علي الثقفي مع جماعة من مشائخنا وهم إذ ذاك متوافرون إلى زيارة قبر علي بن موسى الرضي بطوس قال فرأيت من تعظيمه يعني بن خزيمة لتلك البقعة وتواضعه لها وتضرعه عندها ما تحيرنا )) [ ص 339 / 7 ]

فإن كان أبو بكر محمد هو بن حيوية بن المؤمل الكرجي النحوي الأديب فهو متكلم فيه قال الذهبي : (( قال الخطيب كان غير موثق عندهم قاله البرقاني )) [ ميزان الاعتدال ص 129 / 6 ] ، وأظنه هو بل هو محمد بن المؤمل بن الحسين بن عيسى الماسرجي النبيسابوري ، ذكره الحاكم في تاريخ نيسابور قال : (( أحد وجوه خرسان وأحسنهم بيانا ، وأفصحهم لسانا ، ولقد صحبته في السفر والحضر فما رأيته يكلم بالفارسية إلا من يعلم أنه أعجمي لا يحسن العربية ، وكنت معه ببغداد والحرمين سندة أحد وأربعين فتحير أهل تلك الديار من فصاحته وحسن بيانه حتى أن المشايخ البغداديين يقولون إلى شيخ خرسان : كأنه لم يتكلم بالفارسية قط )) [ تاريخ نيسابور ص 481 ] ، وقال الذهبي السير : (( وبنى دارا للمحدثين وأدر عليهم الأرزاق )) [ ص 24 / 16 ]

سواء صح الخبر أم لم يصح فليس فيه دليل على جواز التوسل أو الاستغاثة ، لأن الراوي أخبر عن ابن خزيمة يعظم تلك البقعة ويتواضع ويتضرع ولم يخبر أنه طاف أو نذر أو دعاء صاحب القبر ، أما عن سبب تعظيم وتواضع وتضرع ابن خزيمة فله تأويل وذلك لأنه محدث كبير يسمى إمام الأئمة لا بد أنه قرأ حديث قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( وإني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تزهد في الدنيا وترغب في الآخرة )) [ صحيح ابن حبان ح 981 ] ، فينظر لهذا إلى مآل أحد أئمة آل البيت وأئمة المسلمين الذي كانت له المكانة في نفوس الناس ، وكيف أصبح رهين قبر وأنه إما معذب وإما منعم ، وابن خزيمة كان إمام وقته فتشابه حال ابن خزيمة مع حال علي بن موسى الرضا من حيث الوحاه عند الناس ، فعندما يستحضر ابن خزيمة هذه المعاني يتواضع ويتضرع لله عز وجل ، والله تعالى أعلم .

أما أن ابن خزيمة كان يستغيث بالقبر ويدعوه من دون الله عز وجل فهذا الذي لم يثبت عنه بل لم ينقل فضلا عن أيثبت ، ومن أدعى فعليه البينة .

ودعوى صاحب الشبهة توسل شيوخ الحاكم بقبر يحيى بن يحيى فهو يشر إلى قوله الحاكم : (( سمعت أبا علي النيسابوري يقول كنت في غم شديد فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام كأنه يقول لي صر إلى قبر يحيى بن يحيى واستغفر وسل تقض حاجتك فأصبحت ففعلت ذلك فقضيت حاجتي )) [ تهذيب التذهيب ص 260 / 11 ]

كما ترى منام والمنامات ليست حجة عند أهل العلم قال الشاطبي في الاعتصام : (( وأضعف هؤلاء احتجاجاً قوم استندوا في أخذ الأعمال إلى المقامات ، وأقبلوا وأعرضوا بسببها ، فيقولون : رأينا فلاناً الرجل الصالح ، فقال لنا : اتركوا كذا ، واعملوا كذا . ويتفق هذا كثيراً للمتمرسين برسم التصوف ، وربما قال بعضهم : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم ، فقال لي كذا وأمرني بكذا ، فيعمل بها ويترك بها معرضاً عن الحدود الموضوعة في الشريعة ، وهو خطأ ، لأن الرؤيا من غير الأنبياء لا يحكم بها شرعاً على حال إلا أن تعرض على ما في أيدينا من الأحكام الشرعية ، فإن سوغتها عمل بمقتضاها ، وإلا وجب تركها والإعراض عنها ، وإنما فائدتها البشارة ، أو النذارة خاصة ، وأما استفادة الأحكام فلا )) [ ص 184 ]

وقال ابن كثير في البداية والنهاية : (( وقد ذكر الحافظ بن عساكر في ترجمة أحمد بن كثير وقال إنه كان من الصالحين أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وهابيل، أنه استحلف هابيل ان هذا دمه فحلف له وذكر أنه سأل الله تعالى أن يجعل هذا المكان يستجاب عنده الدعاء فأجابه إلى ذلك وصدقه في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال إنه وأبا بكر وعمر يزورون هذا المكان في كل يوم خميس وهذا منام لو صح عن أحمد بن كثير هذا لم يترتب عليه حكم شرعي والله أعلم )) [ ص 105 – 106 / 1 ]

وقال العراقي : (( قد يفهم من كون الرؤيا جزءا من أجزاء النبوة ، ولم يذكر أنها جزء من الرسالة أنه لا يعتمد عليها في إثبات حكم ، وإن أفادت الاطلاع على غيب فشأن النبوة الاطلاع على الغيب وشأن الرسالة تبليغ الأحكام للمكلفين ويترتب على ذلك أنه لو أخبر صادق عن النبي صلى الله عليه وسلم في النوم بحكم شرعي مخالف لما تقرر في الشريعة لم نعتمده )) [ طرح التثريب ص 215 / 8 ]

وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري وهو يشرح قصة ثويبة : (( فالذي في الخبر رؤيا منام فلا حجة فيه )) [ 145 / 9 ] ، وكذا قال بدر الدين العيني في عمد القاري : (( فالذي في الخبر رؤيا منام فلا حجة فيه )) [ ص 95 / 20 ] وقال الكرماني : (( الرؤيا ليست بدليل )) [ عمدة القاري ص 95 / 20 ]

(( 26 - الحافظ الخطيب البغدادى: توسل بقوله "بحق محمد". الجامع لأخلاق الراوى والسامع ( 2 / 261 ) ))

قلت : عندما تقرأ هذا الكلام تظن أن هذا من كلام الحافظ الخطيب البغدادي ، ومجرد أن ترجع للمصدر تكتشف خطأ هذا الظن الذي حصل بسبب كذب صاحب الشبهة حيث قال : (( الحافظ الخطيب البغدادي توسل بقوله " بحق محمد " )) أي جعل الخطيب من المتوسلين ، هذا ما قاله وهذا ما يفهم من قوله .

أما الخطيب البغدادي لم يتوسل إنما أخرج حديثا موضوع تحت باب " دعاء لحفظ القرآن والحديث وأصناف العلوم " ، وقال : أنا محمد بن الحسين بن محمد المتوثي نا عثمان بن أحمد الدقاق نا محمد بن خلف بن عبد السلام نا موسى بن إبراهيم المروزي نا وكيع عن عبيدة عن شقيق عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من أراد أن يؤتيه الله حفظ القرآن وحفظ العلم فليكتب هذا الدعاء في إناء نظيف بعسل ثم يغسله بماء مطر يأخذه قبل أن يقع إلى الأرض ثم يشربه على الريق ثلاثة أيام فانه يحفظ بإذن الله اللهم إني أسألك بأنك مسؤول لم يسأل مثلك أسألك بحق محمد رسولك ونبيك وإبراهيم خليلك وصفيك وموسى كليمك ونجيك وعيسى كلمتك وروحك .... الخ

وفي سند هذا الحديث موسى بن إبراهيم المروزي أبو عمران قال العقيلي : (( منكر الحديث )) [ ضعفاء العقيلي ص 166 / 4 ] ، وقال الذهبي : (( كذبه يحيى وقال الدارقطني وغيره متروك فمن بلاياه قال حدثنا وكيع عن عبيدة عن أبي وائل عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أراد أن يؤتيه الله حفظ العلم فليكتب هذا الدعاء في إناء نظيف ويغسله بماء مطر ويشربه على الريق ثلاثة أيام اللهم إن أسألك فإنك لم يسأل مثلك أسألك بحق محمد وإبراهيم وموسى الحديث بطوله )) [ ميزان الاعتدال ص 535 / 6 ] ، وذكره أيضا في كتاب المغنى في الضعفاء وقال : (( أحاديثه موضوعات ذكره العقيلي وابن عدي وله في الفضائل من الموضوعات )) [ ص 682 / 2 ]
(( 27 - الحافظ الدارمى: باب ما أكرم الله به نبيه – سنن الدارمى ))

قلت : أين التوسل في هذا عندما يبوب الدارمي بابا عنوانه : " ما أكرم الله به نبيه " ؟؟ الجواب : لا يوجد توسل ، ولكن صاحب الشبهة يشير إلى الحديث الذي أخرجه الدارمي رحمه الله تعلى في الباب قال : حدثنا أبو النعمان ثنا سعيد بن زيد ثنا عمرو بن مالك النكري حدثنا أبو الجوزاء أوس بن عبد الله قال : قحط أهل المدينة قحطا شديدا فشكوا إلى عائشة فقالت : انظروا قبر النبي صلى الله عليه وسلم فاجعلوا منه كووا إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف قال : ففعلوا فمطرنا مطرا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق [ ح 92 ]

وهذا الحديث ضعيف لا يصح وذلك من حيث الرواية لعلل فيه ، فالعلة الأولى : أبو النعمان هو محمد بن الفضل بالمعروف بعارم ثقة ثبت فاضل تغير في آخر عمره ، قال أبو حاتم : اختلط عارم في آخر عمره و زال عقله ، فمن سمع منه قبل الاختلاط فسماعه صحيح ، وليس لدينا دليل صريح على أن الدارمي سمع منه قبل الاختلاط في التوقف فيه حتى يثبت دليل على سماعه منه أو عدمه ، نعم قد يقول قائل أن عارما شيخ البخاري ومسلم ، والدارمي شيخ مسلم فيكون سماع الدارمي منه قديم ، فالجواب : هذا ليس بلازم وذلك لأن البخاري والمسلم ينتخبان الأحاديث فهما خرجا بعض أحاديث الضعفاء بعدما انتقوا ما صح منها ، والسبب الآخر احتمال أن يكون سماع الدارمي منه متأخرا ، وقد يكون سماع الدارمي أثناء اختلاطه الأول فقد قال أبو داود : (( بلغني أن عارما أنكر سنة ثلاث عشرة ومائتين ثم راجعه عقله ثم استحكم به الاختلاط سنة ست عشرة ومائتين )) [ ميزان الاعتدال ص 298 / 6 ] ، فيسقط احتمال تحمل الدارمي من عارم في حال عدم الاختلاط .

قال الذهبي في ترجمة عارم : (( وقال الدارقطني تغير بآخره وما ظهر له بعد اختلاطه حديث منكر وهو ثقة
قلت فهذا قول حافظ العصر الذي لم يأت بعد النسائي مثله فأين هذا القول من قول ابن حبان الخساف المتهور في عارم فقال اختلط في آخر عمره وتغير حتى كان لا يدري ما يحدث به فوقع في حديثه المناكير الكثيرة فيجب التنكب عن حديثه فيما رواه المتأخرون فإذا لم يعلم هذا من هذا ترك الكل ولا يحتج بشيء منها
قلت ولم يقدر ابن حبان أن يسوق له حديثا منكرا فأين ما زعم بل مفرداته
)) [ ميزان الاعتدال ص 298 / 6 ]

قال الشيخ عمرو عبد المنعم سليم تعقيبا على كلام الإمام الذهبي : (( من علم حجة على من لم يعلم ، وإن كان الدارقطني ، ومن ثم الذهبي لم يقفا على حديث منكرا أخطأ فيه فقد وقف غيرهما عليه .

ففي سؤالات أبي عبيد الآجري لأبي داود السجستاني ، قال أبو داود : كنت عنده فحدث عن حماد بن زيد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه : أن ماعزا الأسلمي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصوم في السفر ، فقلت له : حمزة الأسلمي ، فقال : يا بني ماعز لا يشقى به جليسه وكان هذا منه وقت اختلاطه وذهاب عقله .

قلت : ومن وصفه بالاختلاط وزوال العقل من أئمة المحققين كالبخاري وأبي حاتم وأبي داود وغيرهم ، وهم ممن سمعوا منه ، وهم أعلم بحاله من غيرهم ، ممن أتى بعدهم ، فإن كان من تأخر عنه لم يقف له على منكر ، فمن عاصره وسمع منه قد وقعت لهم من مناكيره ما حكموا به باختلاطه
)) [ هدم المنارة ص 213 ] .

والعلة الثانية: سعيد بن زيد أخو حماد ، والبحث فيه على شقين الأول تحقيق إخراج مسلم له ، والشق الثاني حال سعيد بن زيد .

أولاً : وقد رمز له في تذهيب التهذيب وغيره بـ ( م ) إشارة إلى أن مسلما أخرجه في الصحيح ولكن هذا وهم وذلك لأسباب التالية :

1. الحاكم ذكره في كتاب المدخل إلى معرفة الصحيح من السقيم وتبين ما أشكل من أسماء الرجال في الصحيحين وقال : (( أخرج البخاري وحده : سعيد بن زيد أخو حماد بن زيد )) [ ص 383 /1 ] ، ولم يذكر أن مسلما أخرج له ، ثم ذكره مرة أخرى تحت هذا العنوان : (( ذكر أسماء من أخرجهم الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل رضي الله عنه في كتابه ونسبوا إلى نوع من الجرح )) [ ص 785 / 2 ] .

2. وقد رجعت إلى كتاب ابن منجويه المسمى بـ (( رجال صحيح مسلم )) ، فلم أجده ذكره ضمن من أسمه سعيد . ولم اهتدي أين أخرج له مسلم في صحيحه ، فمسألة أن مسلما أخرجه في صحيحه تحتاج إلى تحرير رغم أنهم يضعون رمز (( م )) عند اسمه دلالة على أخراج مسلم له !

ثانياً : تحرير وضع سعيد بن زيد من الجرح والتعديل ، اختلف علماء الجرح والتعديل في سعيد بن زيد بين موثق وبين مجرح ، فنذكر أقوال الموثقين ثم أقول المجرحين وثم تطبيق قواعد الجرح والتعديل على الراوي .

ذكر من وثق سعيدا : وثقه ابن معين ، والعجلي ، وسليمان بن حرب ، وابن سعد . وقال أحمد بن حنبل : ليس به بأس ، وقال البخاري : صدوق حافظ ، وقال ابن عدي : ليس له منكر لا يأتي به غيره ، وهو عندي في جملة من ينسب إلى الصدق .

ذكر من جرح سعيدا : قال أبو حاتم ، والنسائي ، والبيهقي [معجم الجرح والتعديل ص 65 ] : (( ليس بالقوي )) ، وقال الدارقطني ، وابن حزم [الجرح والتعديل عند ابن حزم الظاهري ص 118 ] : (( ضعيف )) ، وقال البزار : (( لين )) ، وقال الجوزجاني : (( سمعتهم يضعفون أحاديث فليس بحجة )) ، وقال ابن حبان : (( كان صدوقا حافظا ممن كان يخطئ في الاخبار ويهم حتى لا يحتج به إذا انفرد ، وكان يحيى بن سعيد لا يستمرئه )) ، وقال أبو داود : (( ليس بشيء )) ، وذكره ابن الجوزي في كتاب والضعفاء والمتروكين ، وذكره الذهبي في المغنى في الضعفاء .

فالذين عدلوا سعيد بن زيد سبعة أنفس ، منهم ابن سعد لا يعتدون بتوثيقه ، وسليمان بن حرب من المقلين بالجرح والتعديل ، والعجلي هو من المتساهلين .

والذين ضعفوا سعيد بن زيد عشرة أنفس من غير الذين ذكروه في جملة الضعفاء على أن ابن حبان فسر سبب ضعفه وهو سوء الحفظ حيث قال : كان يخطئ في الإخبار ويهم حتى لا يحتج به إذا انفرد . وقال الجوزجاني : سمعتهم يضعفون أحاديث فليس بحجة .

فابن حبان والجوزجاني عندهم سعيد بن زيد ليس بحجة . والقاعدة في الجرح والتعديل أن الجرح والمفسر مقدم على التعديل لأن الجارح عنده زيادة علم.

ثالثاً : تحرير عبارة الحافظ ابن حجر في التقريب التي تعتبر تلخيص حال الراوي عند ابن حجر بعد استقراء ترجمته ، قال ابن حجر : (( صدوق له أوهام )) [ ص 176 ].

ذكر الحافظ ابن حجر في مقدمة التقريب مراتب الجرح والتعديل في كتابه وصفات كل طبقة منهم فسأذكر الطبقة التي تحتوي العبارة محل البحث قال :
(( الخامسة : من قصر عن الرابعة قليلاً وإليه بصدوق سيئ الحفظ صدوق يهم أو له أوهام أو يخطي أو تغير بأخرة ، ويلحق بذلك من رمي بنوع من البدعة كالتشيع والقدر والنصب والإرجاء والتجهم مع بيان الداعية من غيره )) [ ص 14 ] .

فصدوق له أوهام تساوي صدوق سيء الحفظ ، وهذا الذي يقوله ابن حبان ، وابن عدي حيث نسبه إلى أهل الصدق ولم ينسب إلى أهل الإتقان . فلعلك تتنبه ذلك .

أما حيث الاحتجاج بهذه الطبقة فأقول : لقد بين حال هذه المراتب الشيخ أحمد شاكر رحمه الله تعالى فقال : (( وما كان من الدرجة الرابعة فحديثه صحيح من الدرجة الثانية وهو الذي يحسنه الترمذي ويسكت عنه أبو داود .
وما بعدها فمن المردود إلا إذا تعدد طرقه مما كان من الدرجة الخامسة والسادسة فيتقوى بذلك وبصير حسناً لغيره
)) [ تحفة المستفيد ص 96 – 97 ].

العلة الثالثة : عمرو بن مالك النكري قال ابن الجنيد : (( سألت يحيى عن عمرو بن مالك النكري فقال : ثقة )) [ سؤالات الجنيد ت 710 ] ، وذكره ابن حبان في الثقات وقال : (( يغرب ويخطئ )) [ ص 487 / 8 ] ، وقال في مشاهير علماء الأمصار : (( وقعت المناكير في حديثه من رواية ابنه عنه وهو في نفسه صدوق اللهجة )) [ ص 155 ] ، وقال الذهبي : (( بصري صدوق )) [ تاريخ الإسلام ص 194 / 8 ]

وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل لم يذكر فيه جرحاً أو تعديلاً [ ص 259 / 6 ] ، وقال ابن القطان الفاسي : (( لا تعرف حاله ، وقد روى عنه جماعة )) [ بيان الوهم والإيهام ص 655 / 4 ] ، وقال الحافظ ابن حجر في التقريب : (( صدوق له أوهام )) وقد مر قبل قليل ماذا يعني الحافظ بهذه العبارة ، وحكم الحافظ يقتضيه البحث العلمي .

قال ابن عدي في الكامل وقال : (( منكر الحديث عن الثقات ويسرق الحديث سمعت أبا يعلى يقول عمرو بن مالك النكري كان ضعيفا )) [ ص 150 / 5 ] ، وقال محمد بن طاهر المقدسي : (( ضعيف جداً )) [ ذخيرة الحافظ ص 1991 / 4 ] ، وليس المقصود عمرو بن مالك النكري إنما الراسبي كما بين ذلك الحافظ الذهبي والحافظ ابن حجر .

وتوثيق ابن معين له انفرد به ابن الجنيد هو ثقة إمام ، أما توثيق ابن حبان يدل على أنه سبر روايته فقال : (( يغرب ويخطي )) ، وقال أيضا : (( ويعتبر حديثه من غير رواية ابنه عنه )) [ الثقات ص 228 / 7 ] ومعنى كلام ابن حبان أن ما انفرد به عمرو بن مالك يصلح للمتابعات والشواهد لا للاحتجاج إما ما رواه عنه ابنه فهي ساقطة لأن ابنه ضعيف جدا .

كما أن ابن حبان لا يستبع أن تكون العلة من عمرو بن مالك وليس ابنه يحيى فقط قال في كتاب المجروحين : (( كان منكر الرواية عن أبيه ويحتمل أن يكون السبب في ذلك منه أو من أبيه أو منهما معا ولا نستحل أن يطلق الجرح على مسلم قبل الإتضاح بل الواجب تنكب كل رواية يرويها عن أبيه لما فيها من مخالفة الثقات والوجود من الأشياء المعضلات فيكون هو وأبوه جميعا متروكين من غير أن يطلق وضعها على أحدهما ولا يقربهما من ذلك لأن هذا شيء قريب من الشبهة وهذا حكم جماعة ذكرناهم في هذا الكتاب جبنا عن إطلاق القدح فيهم لهذه العلة على أن حماد بن زيد كان يرمي يحيى بن عمرو بن مالك بالكذب )) [ ص 114 / 3 ]

وعلى هذا الاعتبار يحمل قول ابن القطان في قوله : (( لا تعرف حاله )) لأنه يحتمل منه أو من ابنه ، وتوثيق ابن حبان له فهو على منهجه في أن الأصل في الراوي البراءة ، وكذلك يحمل توثيق ابن معين على العدالة وليس العدالة والضبط لأنه تكلم ابن حبان في ضبطه وقال : (( يغرب ويخطئ )) وقال ابن حجر : (( صدوق له أوهام )) وهذا يعني أنه ليس الضابط المتقن ، والله تعالى أعلم

العلة الرابعة : الانقطاع بين إم المؤمين عائشة وبي أبي الجوزاء ، أما أبو الجوزاء هو أوس بن عبد الله الربعي البصري روى البخاري في التاريخ الكبير أثر في ترجمته من طريق عمرو بن مالك النكري وقال : (( في إسناده نظر )) [ ص 16 / 2 ] وقال ابن عدي في ترجمته في الكامل : (( وأوس بن عبد الله أبو الجوزاء هذا يحدث عن عمرو بن مالك النكري يحدث عن أبي الجوزاء هذا أيضا عن بن عباس قدر عشرة أحاديث غير محفوظة وأبو الجوزاء روى عن الصحابة بن عباس وعائشة وابن مسعود وغيرهم وأرجو انه لا باس به ولا يصحح روايته عنهم انه سمع منهم ويقول البخاري في إسناده نظر انه لم يسمع من مثل بن مسعود وعائشة وغيرهما إلا انه ضعيف عنده وأحاديثه مستقيمة مستغنية عن ان أذكر منها شيئا في هذا الموضع )) [ ص 411 / 1 ] .

وهذا يعني أن البخاري لا يرى سماع أبي الجوزاء من أم المؤمنين عائشة وعليه يكون السند منقطع وذلك صرح ابن عبد البر قال : (( اسم أبي الجوزاء أوس بن عبد الله الربعي لم يسمع من عائشة وحديثه عنها مرسل )) [ التمهيد ص 205 / 20 ] ، والانقطاع أعله العلامة المحدثة بشير السهسواني قال في صيانة الانسان : (( و(السادس) : أن في سنده أبا الجوزاء أوس بن عبد الله، قال في التقريب: أوس بن عبد الله الربعي يرسل كثيراً، وقال الذهبي في الميزان: أوس بن عبد الله أبو الجوزاء الربعي البصري وثقوه، وقال البخاري: قال يحيى بن سعيد *** في الجماجم، وفي إسناده نظر ويختلفون فيه. اه‍ وقال أيضاً في الكنى: أبو الجوزاء الربعي أوس تابعي مشهور، قال البخاري: في إسناده نظر. اه‍ فقد ثبت من هناك أن هذا الحديث ضعيف منقطع )) [ ص 254 ] .

وحديث أبي الجوزاء عن عائشة مخرج في صحيح مسلم دون البخاري وحديث أبي الجوزاء عن عائشة عند مسلم مما انتقد على مسلم وأعلوه بالانقطاع وللحافظ رشيد الدين أبي الحسين يحيى بن علي بن عبد الله العطار كلام نفيس بين فيه انقطاع السند وصحة الحديث وأنقله بتمامه كما في كتابه غرر الفوائد المجموعة في بيان ما وقع في صحيح مسلم من الأحاديث المقطوعة قال : (( حديث آخر أخرج مسلم رحمه الله في كتاب الصلاة حديث أبي الجوزاء الربعي عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسل يستفتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب العالمين الحديث وأورده أبو عمر بن عبد البر النمري الحافظ في تمهيده في ترجمة العلاء بن عبد الرحمن وقال عقيبه رجال إسناد هذا الحديث ثقات كلهم لا يختلف في ذلك إلا أنهم يقولون إن أبا الجوزاء لا يعرف له سماع من عائشة وحديثه عنها إرسال .

قال شيخنا الحافظ أبو الحسين يحيى بن علي أسعده الله وإدراك أبي الجوزاء هذا لعائشة رضي الله عنها معلوم لا يختلف فيه وسماعه منها جائز ممكن لكونهما جميعا كانا في عصر واحد وهذا ومثله محمول على السماع عند مسلم رحمه الله كما نص عليه في مقدمة كتابه الصحيح إلا أن تقوم دلالة بينة على أن ذلك الراوي لم يلق من روى عنه أو لم يسمع منه شيئا فحينئذ يكون الحديث مرسلا والله أعلم.

وقد روى البخاري في تاريخه عن مسدد عن جعفر بن سليمان عن عمرو بن مالك النكري عن أبي الجوزاء قال أقمت مع ابن عباس وعائشة اثنتي عشرة سنة ليس من القرآن آية إلا سألتهم عنها قال البخاري في إسناده نظر .

قلت : ومما يؤيد قول البخاري رضي الله عنه ما رواه محمد بن سعد كاتب الواقدي وكان ثقة عن عارم عن حماد بن زيد عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء قال : جاورت ابن عباس في داره اثنتي عشرة سنة فذكره ولم يذكر عائشة وهذا أولى بالصواب والله أعلم .

وقد روى أبو الجوزاء هذا عن ابن عباس وابن عمر وأبي هريرة و*** في الجماجم سنة ثلاث وثمانين من الهجرة ولم يخرج البخاري له عن عائشة شيئا وبالله التوفيق .

وقد روى هذا الحديث أعني حديث أبي الجوزاء إبراهيم بن طهمان الهروي وهو من الثقات الذين اتفق البخاري ومسلم على إخراج حديثهم في الصحيحين عن بديل العقيلي عن أبي الجوزاء قال أرسلت رسولا إلى عائشة رضي الله عنها أسألها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كان يفتتح الصلاة بالتكبير الحديث .

أخبرنا أبو اليمن الكندي بقراءتي عليه بدمشق أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري ببغداد أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي الصيرفي أخبرنا جعفر بن محمد الفريابي حدثنا مزاحم بن سعيد أخبرنا عبد الله بن المبارك حدثنا إبراهيم بن طهمان حدثنا بديل العقيلي عن أبي الجوزاء قال أرسلت رسولا إلى عائشة رضي الله عنها أسألها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث وهذا الحديث مخرج في كتاب الصلاة لأبي بكر جعفر بن محمد بن الحسين الفريابي وهو إمام من أئمة أهل النقل ثقة مشهور وإسناده إسناد جيد لا أعلم في أحد من رجاله طعنا وقول أبي الجوزاء فيه أرسلت إلى عائشة يؤيد ما ذكر ابن عبد البر والله أعلم اهـ
)) [ ص 337 – 341 ]

وبعد هذا البحث في السند يتبين لك جليا أن إسناد هذا الأثر ضعيف لا تقوم به حجة ولا يفرح بمثله .

قلت : أما من ناحية الدراية فقد قال تقي الدين ابن تيمية في رده على البكري وهو يفند هذا الدليل قال : (( ومما يبين كذب هذا أنه في مدة حياة عائشة لم يكن للبيت كوة بل كان بعضه باقيا كما كان بعضه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم بعضه مسقوف وبعضه مكشوف وكانت الشمس تنزل فيه كما ثبت في الصحيحين عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم : : يصلي العصر والشمس في حجرتها لم يظهر الفيء بعد " .
ولم تزل الحجر كذلك حتى زاد الوليد بن عبد الملك في المسجد في إمارته لما زاد الحجر في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكان نائبه على المدينة ابن عمه عمر بن عبد العزيز وكانت حجر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم شرقي المسجد وقبليه ، فأمر أن يشتريها من ملاكها ورثة أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فاشتراها وأدخلها في المسجد فزاد في قبلي المسجد وشرقيه ، ومن حينئذ دخلت الحجرة النبوية في المسجد ، وإلا فهي قبل ذلك كانت خارجة عن المسجد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبعد موته ، ثم إنه بنى حول حجرة عائشة التي فيها القبر جدار عال ، وبعد ذلك جعلت الكوة لينزل منها من ينزل إذا احتيج إلى ذلك لأجل كنس أو تنظيف .
ولو صح ذلك لكان حجة ودليلا على أن القوم لم يكونوا يقسمون على الله بمخلوق ولا يتوسلون في دعائهم بميت ولا يسألون الله به ، وإنما فتحوا على القبر لتنزل الرحمة عليه لم يكن هناك دعاء يقسمون به عليه ، فأين هذا من هذا ؟
! )) [ الاستغاثة ص 105 ] .

قلت : أما الاستقاء قد ورد في الشريعة هيئته إما الخروج والصلاة ثم الدعاء والتضرع إلى الله عز وجل كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم وكما فعل عمر بن الخطاب ومعاوية بن أبي سفيان أو الدعاء على المنبر كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ، أما هذه الهيئة لم ترد عن أحد من الصحابة مرفوع أو موقوفة سوى هذا الأثر وقد مر بيان علل سنده ، والله تعالى أعلم .
((30 - الحافظ السيوطى: توسل بقوله "بمحمد وآله" الإتقان (2 / 502) وكتبه طافحة بالتوسل ))

قلت : قال السيوطي : (( وقد شرعت في تفسير جامع لجميع ما يحتاج إليه من التفاسير المنقولة والأقوال المقولة والاستنباطات والإشارات والأعاريب واللغات ونكت البلاغة ومحاسن البدائع وغير ذلك بحيث لا يحتاج معه إلى غيره أصلا وسميته ب ( مجمع البحرين ومطلع البدرين ) وهو الذي جعلت هذا الكتاب مقدمة له والله أسأل أن يعين على إكماله بمحمد وآله )) [ ص 502 / 2 ]

قلت : السيوطي نفسه صوفي فكيف يحتج به على جواز التوسل ، فالخلاف معه ومع باقي الصوفية في هذه المسألة فكيف يكون هو الخصم وهو الحكم ؟؟؟!!
ومن ناحية أخرى عبارة السيوطي غير واضحة الدلالة على معنى التوسل الذي يقصده هل يقصد التوسل بحب النبي صلى الله عليه وسلم وآله بيته أو إتباعهم أم بجاههم وذواتهم ، إن كان يقصد بذواتهم وجاههم عند الله عز وجل ؛ كما قلنا مسألة التوسل بالجاه أو بالذات مسألة خلافية تفتقر إلى الدليل ، وإن كان يقصد التوسل بحبهم وإتباعهم فهذا يكون توسل بالعمل وهذا لا خلاف فيه ، والله تعالى أعلم
( 31 - الحافظ الطبرانى: التوسل عند القبر والشكوى إلى الرسول من الجوع - مروية فى سير أعلام النبلاء (16 / 400) - كما أنه صحح حديث التوسل بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم ))

قال الإمام الذهبي : (( وروي عن أبي بكر بن أبي علي قال كان ابن المقرئ يقول كنت أنا والطبراني وأبو الشيخ بالمدينة فضاق بنا الوقت فواصلنا ذلك اليوم فلما كان وقت العشاء حضرت القبر وقلت يا رسول الله الجوع فقال لي الطبراني اجلس فإما إن يكون الرزق أو الموت فقمت أنا وأبو الشيخ فحضر الباب علوي ففتحنا له فإذا معه غلامان بقفتين فيهما شيء كثير وقال شكوتموني إلى النبي صلى الله عليه وسلم رأيته في النوم فأمرني بحمل شيء إليكم ))

الذهبي لم يذكر الإسناد ولكن صدرها بكلمة " وروي " وهذا ما يسمونه صيغة التمريض إذا كان السند ضعيف ، فلابد من معرفة الإسناد للحكم على القصة .

قلت : قول صحاب الشبهة : (( كما أنه صحح حديث التوسل بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم )) لا نسلم له به بل صحح الحديث المرفوع ، وليس القصة لأن كلمة " حديث " في اصطلاح المحدثين تعني المرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم ، وليس الآثار المروية عن الصحابة .

ومن ناحية أخرى على فرض صحة أنه صحح القصة فهذا لا يعني أنه يقول بالتوسل بالذوات أو الجاه فلا لازم بينهما ربما يكون للطبراني تأويل فإلزام الطبراني بأنه يقول بالتوسل لأنه مجرد صحح القصة تحكم لا دليل عليه وليس هذا من طريقة أهل العلم وكم من حديث صحيح لم يعمل به كحديث الجمع بين الصلاتين قال الترمذي : (( جميع ما في هذا الكتاب من الحديث فهو معمول به وقد أخذ به بعض أهل العلم ما خلا حديثين حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين الظهر والعصر بالمدينة والمغرب والعشاء من غير خوف ولا مطر وحديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا شرب الخمر فاجلدوه فإن عاد في الرابعة فا***وه وقد بينا علة الحديثين جميعا في الكتاب )) [ سنن الترمذي كتاب العلل ص 1017 ]

أما قصة الضرير مع عثمان رضي الله عنه التي أشار إليها صاحب الشبهة فقد تفرد بها شبيب والد أحمد وإسماعيل ، قال الطبراني بعد أن ذكر هذه القصة في المعجم الطبراني الصغير: قال : (( حدثنا طاهر بن عيسى بن قيرس المصري التميمي حدثنا أصبغ بن الفرج حدثنا عبد الله بن وهب عن شبيب بن سعيد المكي عن روح بن القاسم عن أبي جعفر الخطمي المدني عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عمه عثمان بن حنيف .. الحديث )) وقال عقبه : (( لم يروه عن روح بن القاسم إلا شبيب بن سعيد أبو سعيد المكي وهو ثقة ، وهو الذي يحدث عنه ابنه أحمد بن شبيب عن أبيه عن يونس بن يزيد الأيلي. وقد روى هذا الحديث شعبة عن أبي جعفر الخطمي واسمه عمير بن يزيد وهو ثقة، تفرد به عثمان بن عمر بن فارس عن شعبة والحديث صحيح . وروى هذا الحديث عون بن عمارة عن روح بن القاسم عن محمد بن المنكدر عن جابر رضي الله عنه وهم فيه عون بن عمارة، والصواب حديث شبيب بن سعيد )) [ ص 306 / 1 ] .

قلت : أما رواية شعبة عن أبي جعفر الخطمي فقد أخرجها الحاكم في المستدرك قال : (( حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا عثمان بن عمر ثنا شعبة عن أبي جعفر المديني قال سمعت عمارة بن خزيمة يحدث عن عثمان بن حنيف أن رجلا ضريرا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ادع الله أن يعافني .... الحديث )) [ ص 458 / 1 ] .

فشبيب خالف أمير المؤمنين بالحديث شعبة بن الحجاج ، فذكر هذه الزيادة ، وشبيب متكلم فيه ؛ إذن يحصر البحث في شبيب لأن هو الذي تفرد بقصة الضرير مع عثمان بن عفان رضي الله عنه.

شبيب بن سعيد المكي وثقه غير واحد من النقاد ، ولكنهم لا يحتجون بحديثه إلا بشرطين أن يكون الراوي عنه ابنه أحمد بن شبيب، وتكون روايته عن يونس الأيلي. والدليل على ذلك :

1. قال ابن عدي : (( ولشبيب نسخة الزهري عنده عن يونس، عن الزهري أحاديث مستقيمة ، وحدث عنه ابن وهب بأحاديث مناكير )) [ الكامل ص 31 / 4 ] .

2. وقال ابن حجر في التهذيب : و لما ذكره ابن عدى و قال الكلام المتقدم قال بعده : (( ولعل شبيباً لما قدم مصر في تجارته كتب عنه ابن وهب من حفظه فغلط و وهم، وأرجو أن لا يتعمد الكذب، وإذا حدث عنه ابنه أحمد فكأنه شبيب آخر يعنى يجود )) [ ص 269 / 4 ] . وفي هذا دلالة على أن روايته ابنه صحيحة .

3. صنع البخاري نفسه في الصحيح قال ابن حجر في مقدمة الهدي وهو يذكر الرواة المتكلم فيهم وغالبا يدافع عنهم إذا وجد بداً : (( خ س شبيب بن سعيد الحبطي أبو سعيد البصري وثقه بن المديني وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي والدارقطني والذهلي وقال ابن عدي عنده نسخة عن يونس عن الزهري مستقيمة وروى عنه بن وهب أحاديث مناكير فكأنه لما قدم مصر حدث من حفظه فغلط وإذا حدث عنه ابنه أحمد فكأنه شبيب آخر لأنه يجود عنه قلت (القائل ابن حجر): أخرج البخاري من رواية ابنه عن يونس أحاديث ولم يخرج من روايته عن غير يونس ولا من رواية بن وهب عنه شيئا )) [ ص 546 – 547 ] .

4. قال أبو نصر الكلاباذي في كتاب رجال صحيح البخاري : (( شبيب بن سعد حدث عن يونس بن يزيد، روى عنه ابنه أحمد في الاستقراض ومناقب عمر مفراً وفي غير موضوعاً مقروناً )) [ ص 350 / 1 ] .

قلت : ولم أر حديثه في البخاري حديث إلا عن يونس عن الزهري، وعنه أحمد ابنه، وهذه النسخة صحيحة لا قدح فيها كما مر قول ابن عدي فيها، وأما ما عدا ذلك ففي كلام ، وهذه القصة من تفرد فيها شبيب بن سعيد عن روح بن قاسم ، ولو سلامنا أن رواية شبيب هي الصحيحة ، ففيها علة أيضا ذكرها الألباني في كتابه التوسل أنواعه وأحكامه، فقال : (( ثم ظهر لي فيها علة أخرى وهي الاختلاف على أحمد فيها، فقد أخرج الحديث ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (ص202) والحاكم (1/526) من ثلاثة طرق عن أحمد بن شبيب بدون القصة، وكذلك رواه عون بن عمارة البصري ثنا روح ابن القاسم به، أخرجه الحاكم، وعون هذا وإن كان ضعيفاًً، فروايته أولى من رواية شبيب، لموافقتها لرواية شعبة وحماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي.

وخلاصة القول : إن هذه القصة ضعيفة منكرة، لأمور ثلاثة: ضعف حفظ المتفرد بها، والاختلاف عليه فيها، ومخالفته للثقات الذين لم يذكروها في الحديث، وأمر واحد من هذه الأمور كاف لإسقاط هذه القصة، فكيف بها مجتمعة؟
)) [ ص 86 ] .

قلت : وهي لا تصح متناً أيضاً ، وإلا لكان فيها طعنا في عثمان بن عفان رضي الله عنه، فكيف بالخليفة الراشد يحتجب عن ضعفاء الرعية ولا يقبل أن يدخلوا عليه إلا بواسطة!! هل كان هذا خلق الخليفة الراشد ذو النورين صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي اتفق أهل السنة والجماعة على أنه أفضل الصحابة بعد الشيخين!!

وقد ذكر الشيخ الألباني هذه العلة في كتاب التوسل فقال : (( هذا وفي القصة جملة إذا تأمل فيها العاقل العارف بفضائل الصحابة وجدها من الأدلة الأخرى على نكارتها وضعفها ، وهي أن الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه كان لا ينظر في حاجة ذلك الرجل ، ولا يلتفت إليه فكيف يتفق هذا مع ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الملائكة تستحي من عثمان ، ومع ما عرف به رضي الله عنه من رفقه بالناس وبره بهم ، ولينه معهم ؟ هذا كله يجعلنا نستبعد وقوع ذلك منه لأنه ظلم يتنافى مع كماله رضي الله عنه وأرضاه )) [ ص 89 ] .


وهذا وقد تم الرد على الرسالة والشبهات ، والله تعالى أعلا وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
هذه الردود للاخ ابو عثمان
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=1764&page=3





مستر/ عصام الجاويش 11-05-2010 01:30 PM

نهى النبى صلى الله عليه وسلم عن الغلو فى مدحه فقال (( لاتطرونى كما اطرت النصارى عيسى بن مريم))
فالنبى يريدنا ان نبرهن على حبنا له ليس بالكلام ولكن بالفعل بان نتبع سنته وان نكون دائما على طاعه ونتجنب المعاصى والآثام نسير على الصراط المستقيم ولانفعل كما يفعل العصاه واهل البدع
وبالنسبه لبرده البوصيرى فيها ابيات جيده وابيات لاتصح شرعا ولاترضى الله ولارسوله
. انتبهوا الى هذه الاخطاء:
- يقول البوصيري:

وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من لولاه لم تُخرج الدنيا من العدم

ولا يخفى ما في عَجُز هذا البيت من الغلو الشنيع في حق نبينا محمد ؛ حيث زعم البوصيري أن هذه الدنيا لم توجد إلا لأجله ، وقد قال- سبحانه- :وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ]الذاريات:56).

2- قال البوصيري:

فاق النبيين في خَلق وفي خُلُق ولم يدانوه في علم ولا كـــرم
وكلهم من رسول الله ملتمس غرفاً من البحر أو رشفاً من الديم

أي أن جميع الأنبياء السابقين قد نالوا والتمسوا من خاتم الأنبياء والرسل محمد ، فالسابق استفاد من اللاحق! فتأمل ذلك وقارن بينه وبين مقالات زنادقـــة الصوفية كالحلاج القائـل: إن للنبي نوراً أزلياً قديماً كان قبل أن يوجد العالم، ومنه استمد كل علم وعرفان؛ حيث أمدّ الأنبياء السابقين عليه.. وكذا مقالة ابن عربي الطائي أن كل نبي مــن لدن آدم إلى آخر نبي يأخذ من مشكاة خاتم النبيين.

4- وقال أيضاً:

لو ناسبت قدره آياته عظماً أحيا اسمه حين يُدعى دارس الرمم

يقول بعض شرّاح هذه القصيدة لو ناسبت آياته ومعجزاته عظم قدره عند الله- تعالى- وكل قربه وزلفاه عنده لكان من جملة تلك الآيات أن يحيي الله العظام الرفات ببركة اسمه وحرمة ذكره)(13).
يقول الشيخ محمود شكري الآلوسي منكراً هذا البيت:ولا يخفى ما في هذا الكلام من الغلو؛ فإن من جملة آياته القرآن العظيم الشأن؛ وكيف يحل لمسلم أن يقول: إن القرآن لا يناسب قدر النبي ، بل هو منحط عن قدره (ثم إن اسم الله الأعظم وسائر أسمائه الحسنى إذا ذكرها الذاكر لها تحيي دارس الرمم ؟)(14).

5 – وقال أيضاً:

لا طيب يعدل ترباً ضم أعظمه طوبى لمنتشق وملتثم


فقد جعل البوصيري التراب الذي دفنت فيه عظام رسول الله أطيب وأفضل مكان، وأن الجنة والدرجات العلا لمن استنشق هذا التراب أو قبَّله، وفي ذلك من الغلو والإفراط الذي يؤول إلى الشرك البواح، فضلاً عن الابتداع والإحداث في دين الله- تعالى-.

قال شيخ الإسلام - رحمه الله- واتفق الأئمة على أنه لا يمس قبر النبي ولا يقبله، وهذا كله محافظة على التوحيد)(15).

6 – ثم قال:

أقسمتُ بالقمر المنشق إن له من قلبه نسبة مبرورة القسم

ومن المعلوم أن الحلف بغير الله - تعالى- من الشرك الأصغر؛ فعن عمر بن الخطاب 
أن رسول الله قالمن حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك) (16).

وقال ابن عبد البر- رحمه الله-: لا يجوز الحلف بغير الله - عز وجل- في شيء من الأشياء ولا على حال من الأحوال، وهذا أمر مجتمع عليه … إلى أن قال: أجمع العلماء على أن اليمين بغير الله مكروهة منهي عنها، لا يجوز الحلف بها لأحد)(17).

7- قال البوصيري:

ولا التمست غنى الدارين من يده إلا استلمت الندى من خير مستلم

فجعل البوصيري غنى الدارين مُلتَمساً من يد النبي r، مع أن الله- عز وجل- قال:

وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ]النحل:53[، وقال- سبحانه- :فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ ]العنكبوت:17[، وقال- تعالى- :قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ]يونس:31[، قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ ]سبأ:22[.

وأمر الله نبيه محمداً أن يبرأ من دعوى هذه الثلاثة المذكورة في قوله - تعالى- :قُلْ
لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى
إِلَيَّ ]الأنعام:50[.

8- قال البوصيري:

فإن لي ذمة منه بتسميتي محمداً وهو أوفى الخلق بالذمم

وهذا تخرُّص وكذب؛ فهل صارت له ذمة عند رسول الله لمجرد أن اسمه موافق
لاسمه ؟! فما أكثر الزنادقة والمنافقين في هذه الأمة قديماً وحديثاً الذين يتسمون بمحمد!
يقول الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب- رحمهم الله - تعقيباً على هذا البيت قوله:فإن لي ذمة… إلى آخــره كـذب علـى الله وعلى رسوله ، فليس بينه وبين اسمه محمــد ذمة إلا بالطاعة، لا بمجرد الاشتراك في الاسم مع الشرك)(18).

فالاتفاق في الاسم لا ينفع إلا بالموافقة في الدين واتباع السنة(19).

9- وقال البوصيري:

إن لم يكن في معادي آخذاً بيدي فضلاً وإلا فقل يا زلة القدم


والشاعر في هذا البيت ينزل الرسول منزلة رب العالمين؛ إذ مضمونه أن الرسول هو المسؤول لكشف أعظم الشدائد في اليوم الآخر، فانظر إلى قول الشاعر، وانظر في قوله
- تعالى- لنبيه r:قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ]الزمر:13[.

ويزعم بعض المتعصبين للقصيدة أن مراد البوصيري طلب الشفاعة؛ فلو صح ذلك فالمحذور بحاله، لما تقرر أن طلب الشفاعة من الأموات شرك بدليل قوله - تعالى- :

وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا ]يونس:18[، فسمى الله - تعالى- اتخاذ الشفعاء شركاً(20).

10- وقال:

يا أكرم الرسل ما لي من ألوذ به سواك عند حدوث الحادث العمم

يقول الشيخ سليمان بن محمد بن عبد الوهاب- رحمهم الله- تعقيباً على هذا البيت- :

(فتأمل ما في هذا البيت من الشرك:

منها: أنه نفى أن يكون له ملاذ إذا حلت به الحوادث إلا النبي ، وليس ذلك إلا لله

وحده لا شريك له، فهو الذي ليس للعباد ملاذ إلا هو.

ومنها: أنه دعاه وناداه بالتضرع وإظهار الفاقة والاضطرار إليه، وسأل منه هذه المطالب التي لا تطلب إلا من الله، وذلك هو الشرك في الإلهية)(21).

وانتقد الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد ابن عبد الوهاب هذا البيت قائلاً:

(فعظم البوصيري النبي بما يسخطه ويحزنه؛ فقد اشتد نكيره صلى الله عليه وسلم عما هو دون ذلك كما لا يخفى على من له بصيرة في دينه؛ فقصر هذا الشاعر لياذه على المخلوق دون الخالق الذي لا يستحقه سواه؛ فإن اللياذ عبادة كالعياذ، وقد ذكر الله عن مؤمني الجن أنهم أنكروا استعاذة الإنس بهم بقوله:وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْأِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً ]الجن:6[، أي طغياناً، واللياذ يكون لطلب الخير، والعياذ لدفع الشر؛ فهو سواء في الطلب والهرب)(22).

وقال العلامة محمد بن علي الشوكاني- رحمه الله - عن هذا البيت فانظر كيف نفى كل ملاذ ما عدا عبد الله ورسوله ، وغفل عن ذكر ربه ورب رسول الله . إنا لله وإنا إليه راجعون)(23).

11 – وقال البوصيري:

ولن يضيق رسول الله جاهك بي إذا الكريم تحلى باسم منتقم


قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب سؤاله منه أن يشفع له في
قوله: ولن يضيق رسول الله … إلخ، هذا هو الذي أراده المشركون ممن عبدوهم وهو الجاه والشفاعة عند الله، وذلك هو الشرك؛ وأيضاً فإن الشفاعة لا تكون إلا بعد إذن الله
فلا معنى لطلبها من غيره؛ فإن الله - تعالى - هو الذي يأذن للشافع أن يشفع لا أن الشافع يشفع ابتدءاً)(24).

12 - وقال أيضاً:

فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم

فجعل الدنيا والآخرة من عطاء النبي وإفضاله، والجود هو العطاء والإفضال؛ فمعنى
الكلام: أن الدنيا والآخرة له صلى الله عليه وسلم والله - سبحانه وتعالى- يقول:وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى ]الليل:13[ (25).

وقوله: ومن علومك علم اللوح والقلم. في غاية السقوط والبطلان؛ فإن مضمون مقالته
أن الرسول يعلم الغيب، وقد قال- سبحانه-:قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُون ]النمل:65[ وقال- عز وجل-:وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ]الأنعام:59[،والآيات في هذا كثيرة معلومة.

وأخيراً أدعو كل مسلم عَلِقَ بهذه القصيدة وولع بها أن يشتغل بما ينفع؛ فـإن حق النبي صلى الله عليه وسلم إنما يكون بتصديقه فيما أخبر، واتباعه فيما شرع، ومحبته دون إفراط أو تفريط، وأن يشتغلوا بسماع القرآن والسنة والتفقه فيهما؛ فإن البوصيري وأضرابه استبدلوا إنشاد وسماع هذه القصائد بسماع القرآن والعلم النافع، فوقعوا في مخالفات ظاهرة ومآخذ فاحشة.

وإن كان لا بد من قصائد ففي المدائح النبوية التي أنشدها شعراء الصحابة - رضي الله عنهم- كحسان وكعب بن زهير ما يغني ويكفي.

اللهم صلّ على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد.

مستر/ عصام الجاويش 11-05-2010 01:36 PM

عودة أبو حامد الغزالي إلى السنة ..!

الغزالي محطة من محطات الفكر الصوفي، قد أرسى قواعد التصوف وعلومه في كتبه، لا سيما كتابه "إحياء علوم الدين" ... وبما أن الغزالي حجة الإســلام كما يقال؛ فقد أصبح للتصوف حجة عند المتصوفة، وهذا مشعر باعتقاد الصوفية العصمة في الغزالي، وكتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم هما حجة الإسـلام؛ إذ الغزالي من البشر، وقد عوّدنا أن نستغفر الله عند خواتم العديد من كتبه من كل زلل أو خطأ ظنه صواباً.
إن حيـــاة الغزالي العلمية مرّت على مراحل متعددة.
فقد خـــــــــاض الفلسفـــة، ثم رجع عنها، وردّ عليها.
وخــــاض بعد ذلك الكلام، وأتقن أصوله ومقدماته، ثم رجع عنه بعد أن ظهر له فســاده.
وبعد إعراضـــه عن الكلام وذمه إياه سلك مسلك الباطنية، وأخذ بعلومهم، ثم رجع عن ذلك، وأظهر بطلان عقــائد الباطنيـة وتلاعبهم بالنصوص.
ومثل هذا في التصــوف، ذاك الصنف الرابع والأخير الذي رامه منقذاً من الضلال.

بهذه السطور بدأ أبو عبيدة عبدالرحمن دمشقية كتابه القيم [أبو حامد الغزالي عقيدته وتصوفه] .. ثم بدأ يغوص ويسبر عقيدة وتصوف أبو حامد – رحمه الله- .. ولعدم التكرار أُحيلك عليه ..

لقد عاصر الغزالي زمناً كثرت فيه الآراء والمذاهب والفرق، وكان من أبرز ما عاصره آنذاك:
علم الكــلام والفلسفة والباطنية والتصوف، هذا الرباعي الذي يشطح بصاحبه بعيداً عن الهدي النبوي .. وقد عكف الغزالي – كما أسلفنا- على دراسة كل واحدة منها.
وهذه العلوم على اختلافها وتداخلها في عقله أحدثت عنده شكّاً في كل العلوم.

وهذا الخليط جعله مضطرباً في باب الاعتقاد .. ومازال حائراً .. حتى وفقه الله للرجوع إلى الحق في كثير من المســائل ..

فهو من أبرز الراجعين عن منهج التأويل: ويمتاز بأنه يكثر من نقد علم الكلام وأهله حتى وهو في أعمق مراحل التصوف، غير أنه قبيل موته – وفقه الله- ليعلن استنكاره الشديد لطريق التأويل وعلم الكلام وأنه بدعة مذمومة ومخالفة للسلف. ووصف التأويل بصفته اللائقة به (التعطيــل) وأفتى بحرمة خوض العلماء والوعاظ في التأويل، حكاه عنه المرتضى الزبيدي. وأوضح أن (علاج وهم التشبيه) أسهل من علاج التعطيــل، إذ لا يكفي أن يقال مع هذه الظواهر {ليس كمثله شيء}.
أنظر إلجام العوام عن علم الكلام 96، 107، 108 ط الجندي، وأنظر إتحاف السادة المتقين 2/83.

يقول الجامي – رحمه الله- : (وللإمام الغزالي مؤلفات كثيرة في مختلف العلوم، ومما يتصل ببحثنا هذا من مؤلفاته كتاب اللطيف (إلجــام العوام عن علم الكــلام) الذي أشــاد فيه [كما سبق] بمذهب السلف وتحدث عن حقيقته مبيناً أنه هو الحق وأن من خالف السلف فهو مبتدع لأنه مذهب الصحابة والتابعين، وقد أُخِذَ من الرسول عليه الصلاة والسلام مباشرة، فكل خير في إتباعهم وكل شر في الابتداع بعدهم، وقد تحدث فيه بإسهاب عن مذهب السلف وحقيقة مذهب السلف هو الإتباع دون الابتداع.

وللغزالي رسالة سماها (بغية المريد في رسائل التوحيد) وهي جملة رسائل مفيدة وجليلة ومشتملة على الكثير من المعاني اللطيفة وما يجب على المخلوق للخالق جل شأنه وعلى ما يجب معرفته على كل إنسان من علم التوحيد.

وقد تحدث فيها عن تنزيه الخالق وأنه لا يشبهه شيء ولا يشبه شيئاً وكل ما خطر بالبال والوهم والخيال من التكييف والتمثيل فإنه سبحانه منزه عن ذلك.
وقد نص في هذه الرسالة على نفي شبه خطرة وهي: ما قد يتوهمه بعض الناس من أن إثبات الاستواء على العرش يلزم منه أن العرش يحمل الرب سبحانه وتعالى الله عما زعموا علواً كبيراً، وهو من جملة الأخطــاء التي يتورط فيها أولئك الذين لا يكادون يفهمون صفات الله سبحانه وتعالى إلا كما يفهمون صفات خلقه من التحديد والإحاطة بالحقائق.
وفي نفي هذا الوهم يقول الإمام الغزالي: "وليس العرش بحامل له سبحانه؛ بل العرش وحملته يحملون لطفه وقدرته، وأنه تقدس عن الحاجة إلى مكان قبل خلق العرش وبعده، وأنه يتصف بالصفات التي كان عليها في الأزل"
وقال في موضع آخر من الرسالة نفسها: "وهو سبحانه مقدس من صفات المخلوقين، منزه وهو في الدنيا معلوم وفي الآخرة مرئي، كما نعلمه في الدنيا بلا مثل ولا شبه، لأن تلك الرؤية لا تشابه رؤية الدنيا {ليس كمثله شيء} [بغية المريد في رسائل التوحيد] ) انتهى كلامه رحمه الله كما في [الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية في ضوء الإثبات والتنزيه] ص166-167.

والإمام الغزالي – في الحقيقة- لم يسلم من الاضطراب نظراً لتأثره لخوضه الفلسفة .. ولكن كلامه في الإلجام وبغية المريد جيد بالجملة في زاوية نقد التأويل وتسميته له بالتعطيــــل.

وكذلك التصـــوف فلم تكن آرائه في آخر مراحل حياته مطابقة تماماً لما كان عليه في المراحل الأولى والمتوسطة، والدليل قوله "الحق مذهــب الســلف، وأن من خالفهم في ذلك هو مبتـــدع" إلجام العوام ص62.
لكنها مراحل يبدو فيها عدم الثبات وكثرة التقلب وعم الوضوح حتى في آخر مراحل حياته .. لكنه روي أنه أقبل في أواخر عمره على الأحاديث الصحاح، فاتخذ لنفسه معلمين يحفظ عليهما الصحيحين، وكان يسمع في آخر حياته صحيح البخاري من أبي سهل محمد عبدالله الحفصي، وسنن أبي داود من القاضي أبي الفتح الحاكمي الطوسي. انظر طبقات السبكي 4/110.

ويحكي تلميذه – عبدالغافر الفارسي- آخر مراحل حياته قائلاً: (وكانت خاتمة أمره إقباله على حديث المصطفى ومجالسة أهله ومطالعة الصحيحين اللذين هما حجة الإسـلام ولو عاش لسبق الكل في ذلك الفن بيسير من الأيام)

قال ابن كثير: (ثم عاد إلى بلده طوس فأقام بها، وابتنى رباطاً، واتخذ داراً حسناً، وغرس فيها بستاناً أنيقاً، وأقبل على تلاوة القرآن وحفظ الأحاديث الصحيحة ... ويقال إنه مال في آخر عمره إلى سماع الحديث والتحفيظ للصحيحين) البداية والنهاية 12/174.

فعسى أن يكون كذلك .. شتان بين مذهب الهذيان .. من فلسفة اليونان .. وخوض علم الكلام .. وباطنية يحبها الشيطان .. وصوفية تبعد عن الهدى والقرآن .. وبين مذهب أهل الحديث .. والبعد عن التأويل والتحريف .. والعيش بين الكتاب والسنة.

فرحمه الله رحمة واسعة .. هذا هو الحجة .. على من يصمه بالحجة .. فالإتباع سيد المقام .. وقاطع الكلام .. وجامع الشمل على سنة نبي الأنام .. عليه الصلاة والسلام

أعده
المنهج - شبكة الدفاع عن السنة

مستر/ عصام الجاويش 11-05-2010 01:57 PM

على هذا الرابط تجد روابط لمناظره بين الصوفيه واهل السنه
http://www.sd-sunnah.com/vb/showthread.php?t=5819

مستر/ عصام الجاويش 11-05-2010 02:07 PM

يا سَائِلي عَنْ مَذْهَبِي وعَقيدَتِي رُزِقَ الهُدى مَنْ لِلْهِدايةِ يَسْأَل

اسمَعْ كَلامَ مُحَقِّقٍ في قَولِه لا يَنْثَني عَنهُ ولا يَتَبَدَّل

حُبُّ الصَّحابَةِ كُلُّهُمْ لي مَذْهَبٌ وَمَوَدَّةُ القُرْبى بِها أَتَوَسّل

وَلِكُلِّهِمْ قَدْرٌ وَفَضْلٌ ساطِعٌ لكِنَّما الصِّديقُ مِنْهُمْ أَفْضَل

وجميعُ آياتِ الصِّفاتِ أُمِرُّها حَقاً كما نَقَلَ الطِّرازُ الأَوَّلُ

وأَرُدُّ عُهدتَها إلى نُقَّالِها وأصونُها عن كُلِّ ما يُتَخَيَّلُ

قُبْحاً لِمَنْ نَبَذَ الكِّتابَ وراءَهُ وإذا اسْتَدَلَّ يقولُ قالَ الأخطَلُ

والمؤمنون يَرَوْنَ حقاً ربَّهُمْ وإلى السَّماءِ بِغَيْرِ كَيْفٍ يَنْزِلُ

وأُقِرُ بالميزانِ والحَوضِ الذي أَرجو بأنِّي مِنْهُ رَيّاً أَنْهَلُ

وكذا الصِّراطُ يُمَدُّ فوقَ جَهَنَّمٍ فَمُوَحِّدٌ نَاجٍ وآخَرَ مُهْمِلُ

والنَّارُ يَصْلاها الشَّقيُّ بِحِكْمَة ٍ وكذا التَّقِيُّ إلى الجِنَانِ سَيَدْخُلُ

ولِكُلِّ حَيٍّ عاقلٍ في قَبرِهِ عَمَلٌ يُقارِنُهُ هناك وَيُسْأَلُ

هذا اعتقادُ الشافِعيِّ ومالكٍ وأبي حنيفةَ ثم أحمدَ يَنْقِلُ

فإِنِ اتَّبَعْتَ سبيلَهُمْ فَمُوَحِّد ٌ وإنِ ابْتَدَعْتَ فَما عَلَيْكَ مُعَوَّلًًًً

محب القوم 11-05-2010 03:37 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيد ولد آدم محمد وعلى آله وصحبه وعلى مشايخنا وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين آمين ... وبعد..

اقتباس:

الرد على شبهه ان اكثر العلماء قالوا بالتوسل

اقتباس:


الإجابة :




يا استاذ عصام انا قلت انك هتفند الموضوع كله فاتيت ببعض النقول من ابو عثمان وتركت الادلة جميعها واليك ردنا على بعضها.
نقول:-
ابو عثمان كما اتهم الكاتب بالتدليس وهو يعمل بالتحقيق لم يرد على باقي المئات من الادلة لانها صحيحة فانتقى منها ما يناسب هواه والحق يقال انه اصاب في بعضها واخطأ ودلس في البعض والحق احق ان يتبع.
فقد اصاب ابو عثمان في هذا النقل وهو خطأ منا تبعنا فيه عزو محقق الكتاب والاعتراف بالحق فضيلة
اقتباس:

(( 10 - الحافظ ابن أبى الدنيا : توسل بقوله " بحق النبى " قرى الضيف ( 5 / 225 ) ))
اقتباس:



قلت : يبدو أن صاحب الشبهة اعتمد على الموسوعة الشاملة ففيها نفس العزو ونفس النص لكتاب قرئ الضيف ، وفي الحقيقة هذا العزو خاطئ بل هو في كتاب يتيمة الدهر للثعالبي وإنما كتب إنما الخطأ جاء في البطاقة التعريفية بالكتاب فكتب بيانات كتاب قرئ الضيف في بطاقة يتيمة الدهر وذكر في البطاقة أن الكتاب عدد أجزاه خمسة ، وكتاب قرئ الضيفة المطبوعة تحقيق عبد الله بن حمد المنصور طبعة أضواء السلف الطبعة الأولى سنة 1418 – 1997 ، كتب صغير لا يتجاوز 56 صفحة مع الفهارس ، وهذا العزو للمجلد الخامس !!

إذن العزو غير صحيح لكتاب قرئ الضيف ، وبعد الرجوع إلى كتاب يتيمة الدهر نجد أن قائل هذا الكلام هو أبو جعفر أحمد بن الحسن بن الأمير الباخرزي الخطيب قاضي الظراف، وهذا نص كلامه :

بحق النبي وحق الوصي = وحق المشاعر والقبلة
أنلني مرادي يا منيتي = وما أن أروم سوى قبلة



الاعتراف بالحق فضيلة فهو خطأ في بطاقة الكتاب بالفعل وتاكدت منه بعد الرجوع للمطبوع لانه جزء واحد صغيروالكتاب ايضا كتابين وليس واحد و هو يتيمة الدهر للثعالبي بالاضافة الى تتمة اليتيمة للثعلبي نفسه فهذه اصاب فيها ابو عثمان ولم يشنع لماذا لان مشايخه من وضعوا هذه المعلومات فسبحان الله شاهد الفرق هنا وبين كلامه الاخر.
فالخطا منهم مغفور ومن غير يحكم عليه بالموت ويوضع في القبور!!!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اقتباس:

(( 1-الحافظ إبراهيم الحربى : توسل بقوله " قـبر معروف الكرخى هو الترياق المجرب" – تاريخ بغـداد ( 1 / 122 ) ))
اقتباس:



أخرجها الخطيب البغدادي في تاريخه قال : (( أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري قال أنبأنا محمد بن الحسين السلمي قال سمعت أبا الحسن بن مقسم يقول سمعت أبا علي الصفار يقول سمعت إبراهيم الحربي يقول قبر معروف الترياق المجرب )) [ ص 122 / 1 ] . وقال أبو عبد الرحمن السلمي في كتابه طبقات الصوفية في ترجمة معروف الكرخي : (( سمعت أبا الحسن بن مقسم المقرئ ببغداد يقول : سمعت أبا علي الصفار يقول : سمعت إبراهيم بن الجزري يقول معروف الترياق المجرب )) [ ص 81 ] .

قلت : وفي إسناد هذه الحكاية أبو عبد الرحمن السلمي محمد بن الحسين شيخ الصوفية صاحب كتاب طبقات الصوفية ، والمقدمة في التصوف وحقيقته ، وهو على أقل أحواله ضعيف وهذه أقوال علماء الجرح والتعديل فيه :

1. أورده ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين وقال : (( محمد بن الحسين أبو عبد الرحمن السلمي الصوفي حدث عن الأصم وغيره قال أبو بكر الخطيب قال لي محمد بن يوسف القطان كان السلمي غير ثقة وكان يضع للصوفية الأحاديث )) [ ص 52 / 3 ].

2. وأورده الذهبي في المغني في الضعفاء وقال : (( محمد بن الحسين أبو عبد الرحمن السلمي الصوفي صاحب المصنفات تكلم فيه وما هو بالحجة وقال الخطيب قال لي محمد بن يوسف القطان كان يضع الأحاديث للصوفية، قلت: وله في حقائق التفسير تحريف كثير )) [ ص 571 / 2 ].

3. وأورده ابن العجمي الحلبي في الكشف الحثيث فيمن رمي بوضع الحديث وقال : (( محمد بن الحسين أبو عبد الرحمن السلمي النيسابوري شيخ الصوفية وصاحب تاريخهم وطبقاتهم وتفسيرهم قال الذهبي: تكلموا فيه وليس بعمدة، قال الخطيب: قال لي محمد بن يوسف القطان كان يضع الأحاديث للصوفية وله أربعون حديثا في التصوف رويناها عالية وفيها موضوعات والله أعلم ))[ ص 225 ]

4. وجاء في لسان الميزان : (( محمد بن الحسين أبو عبد الرحمن السلمي النيسابوري شيخ الصوفية وصاحب تاريخهم وطبقاتهم وتفسيرهم تكلموا فيه وليس بعمدة روى عن الأصم وطبقته وعنى بالحديث ورجاله وسئل الدارقطني قال الخطيب قال لي محمد بن يوسف القطان كان يضع الأحاديث للصوفية وقال الحافظ عبد الغافر الفارسي في تاريخ نيسابور جمع من الكتب ما لم يسبق إلي ترتيبه حتى بلغت فهرست تصانيفه مائة أو أكثر وكتب الحديث بمرو ونيسابور والعراق والحجاز ومولده سنة ثلاثين وثلاث مائة وقال الخطيب قدر أبي عبد الرحمن عند أهل بلدته جليل وكان مع ذلك مجودا صاحب حديث وله دويرة للصوفية مات السلمي في شعبان سنة اثنتي عشرة وأربع مائة وفي القلب مما يتفرد به انتهى واسم جده موسى وقال الحاكم كان كثير السماع والحديث متقنا فيه من بيت الحديث والزهد والتصوف وقال محمد بن يوسف القطان لم يكن سمع من الأصم سوى يسير فلما مات الحاكم حدث عن الأصم بتاريخ بن معين وبأشياء كثيرة سواه وقال السراج مثله إن شاء الله لا يتعمد الكذب ونسبه إلى الوهم وكان داعية بقول حدثني أبو عبد الرحمن السلمي من أصل كتابه )) [ ص 140 / 5 ] .

قلت : وكذلك في إسناد هذه الحكاية أبو الحسن بن المقسم ، وهو أحمد بن محمد بن يعقوب بن مقسم المقري ، وحاله أسوأ من تلميذ السلمي ، فقد ترجم له الخطيب البغدادي في تاريخه قال : (( وكان يظهر النسك والصلاح ولم يكن في الحديث ثقة )) [ ص 429 / 4 ] وقال حمزة بن يوسف السهمي : (( حدث عن من لم يره ، ومن مات قبل أن يولد )) [ سؤالات السهمي ص 152 ] ، وقال أيضا : (( وسمعت الدارقطني وجماعة من المشايخ تكلموا في بن مقسم وكان أمره أبين من هذا )) [ ص 153 ] ، وقال الخطيب أيضا : (( سألت أبا نعيم الحافظ عن احمد بن محمد بن مقسم فقال لين الحديث سمعت أبا القاسم الأزهري يقول لم يكن أبو الحسن بن مقسم ثقة وقد رايته وسمعته ذكره مرة أخرى فقال كان كذابا )) وقال أيضا : (( وقال بن أبى الفوارس أيضا كان سيء الحال في الحديث مذموما ذاهبا لم يكن بشيء البتة ))[ تاريخ بغداد ص 429 / 4 ] .

ومن خلال ما مر يتبين لك جليا أن هذا الحكاية عن إبراهيم الحربي لا تصح وعلى فرض صحتها ليس فيها دليل على جواز التوسل أو الاستغاثة بالذوات كما هو محل البحث ، وقد فسر الذهبي هذه العبارة فقال : (( وعن إبراهيم الحربي قال قبر معروف الترياق المجرب يريد إجابة دعاء المضطر عنده لأن البقاع المباركة يستجاب عندها الدعاء كما أن الدعاء في السحر مرجو ودبر المكتوبات وفي المساجد بل دعاء المضطر مجاب في أي مكان اتفق اللهم إني مضطر إلى العفو فاعف عني )) [ سير أعلام النبلاء ص 343 – 344 / 9 ] . أي يقول دعاء المضطر مستجاب سواء كان عند قببر معروف الكرخي أو في بيته ، وغاية ما في الأمر أنهم ظنوا – على تقدير صحة الحكاية – أن قبر معروف الكرخي مكان مبارك يستجاب في الدعاء ، وأمر مثل هذا يحتاج إلى نقل ولا يثبت بالتجربة ، والله تعالى أعلم .




هذه دلس فيها كالعادة ولم يصب لان هذه القصة لها اسناد اخر برواية صحيحة
للقصة سند اخر تجاهله وسنقول كما يقول ونستخدم لغته في التجريح والعين بالعين فنقول والله يغفر لنا اننا نستخدم اسلوبه فابو عثمان مدلس كبير لان في نفس القصة رواها الحافظ الخطيب البغدادي باسناد اخر وهي كالشاهد لها يقويها لها نفس المعنى اذا قال بعد السند الذي اورده ابو عثمان
((أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي قال نبأنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري قال سمعت أبي يقول : قبر معروف الكرخي مجرب لقضاء الحوائج ويقال إنه من قرأ عنده مائة مرة قل هو الله أحد وسأل الله تعالى ما يريد قضى الله له حاجته .
حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الصوري قال سمعت أبا الحسين محمد بن أحمد بن جميع يقول سمعت أبا عبد الله بن المحاملي يقول : اعرف قبر معروف الكرخي منذ سبعين سنة ما قصده مهموم الا فرج الله همه) انتهى
الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ( 1 / 134 – 135 )

فاين ابو الحسن المقسم واين ابو عبدالرحمن السلمي هنا في هذا السند ولماذا تجاهله ابو عثمان هل هذه الامانة العلمية؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقد اقرها الإمام ابن الجوزي وحكاها معتمداً عليها وكذلك جل الائمة واثبتوها وكذلك الحافظ الخطيب البغدادي في مكان اخر وهذا تصحيح منهم في الاصل مع اننا اوردنا سند صحيح اخر غير ما صعفه ابو عثمان.
وقال الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد( 13 / 209 ) في ترجمة معروف الكرخي ما نصه :
( وكان أحد المشتهرين بالصلاح والعبادة والعقل والفضل قديما وحديثا إلى أن توفى ببغداد في سنة مائتين وكان قد سمع طرفا من الحديث قلت ودفن في مقبرة باب الدير وقبره ظاهر معروف هناك يغشى ويزار)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
وقد ذكر الإمام ابن الجوزي في صفوة الصفوة عند ذكر المصطفين من أهل العراق ومنهم معروف الكرخي ، قال :
( توفي ( معروف الكرخي ) سنة مائتين وقبره ظاهر ببغداد يتبرك به. وكان إبراهيم الحربي يقول: قبر معروف الترياق المجرّب )
وقال الامام ابن الجوزي في صفة الصفوة ( ص 251 ) في ترجمة معروف الكرخي
( وعن أبي بكر الزجاج قال قيل لمعروف الكرخي في علته أوص فقال إذا مت فتصدقوا بقميصي هذا فاني أحب ان أخرج من الدنيا عريانا كما دخلت إليها عريانا.
اسند معروف عن بكر بن خنيس وعبد الله بن موسى وابن السماك.
وتوفي سنة مائتين وقبره ظاهر ببغداد يتبرك به وكان إبراهيم الحربي يقول قبر معروف الترياقي المجرب. )
ــــــــــــــــــــــــ
وذكرها الإمام عبد الحي بن أحمد العكري الدمشقي
شذرات الذهب في أخبار من ذهب ( 1 / 360 )
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال في طبقات الحنابلة في ترجمة معروف الكرخي
( معروف بن الفيرزان أبو محفوظ العابد المعروف بالكرخي :
منسوب إلى كرخ بغداد وكان أحد المشهورين بالزهد والعزوف عن الدنيا يغشاه الصالحون ويتبرك بلقائه العارفون وكان يوصف بأنه مجاب الدعوات ))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اقتباس:

( 2-الحافظ أبو الربيع بن سالم : توسل بقبر محمد بن عبيد الله الحجرى ( التكملة ( 2 /281 ) لكتاب الصلة – الذهبى فى سير أعلام النبلاء )(21 / 251 -253) ))
اقتباس:


قلت : العبارة غير دقيقة قال الذهبي في سير أعلام النبلاء : (( قال الأبار كان غاية في الورع والصلاح والعدالة ولي خطابة المرية ودعي إلى القضاء فأبى ولما تغلب العدو نزح إلى مرسية وضاقت حاله فتحول إلى فاس ثم إلى سبتة فتصدر بها وبعد صيته ورحل إليه الناس وطلب إلى السلطان بمراكش ليأخذ عنه فبقي بها مدة ورجع حدثنا عنه عالم من الجلة سمعت أبا الربيع بن سالم يقول صادف وقت وفاته قحط فلما وضعت جنازته توسلوا به إلى الله فسقوا وما اختلف الناس إلى قبره مد الأسبوع إلا في الوحل )) [ ص 252 / 21 ]
إذن الحافظ ابن سالم لم يتوسل كما أخبر كاتب الشبهة إنما ذكر حكاية ولم يكن يوما أفعال الناس حجة في الدين !! فلابد من مراجعة النصوص يا اخوان فهؤلاء لا يتقون الله في نصـرة المذهـب !!




نقول يا ابو عثمان انت جاهل ام تدعي الجهل اي حكايات عن الناس هنا اقرار الحافظ ابو الربيع بن سالم وعدم اعتراضه وحكاية هذا الامر على انه كرامه ومن بركة الحافظ الرعيني التوسل بقبره للاستسقاء فسقوا بل واقرار ابن الابار بذلك والامام الذهبي بدون تعقيب ان هذا شرك كفر كما يددن اطفال اليوم فهؤلاء حفاظ ومحدثين الامة يقرون بهذا ويحكونه عن الائمة للدلالة على فضلهم وبركتهم فكفى ضحك على عقول القوم بلي عنق الكلام واعترفوا مرة بالحق ما هذا الجبروت في الباطل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اقتباس:

(( 3- الحافظ أبو الشيخ الأصبهانى : توسل بقوله " والشكوى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجوع " – سير أعلام النبلاء ( 16 / 400 ) ))
اقتباس:



وهكذا كسابقه ليس دقيقا وهذا هو النص :

قال الامام الذهبي : (( وروي عن ابي بكر بن ابي علي قال كان ابن المقرئ يقول كنت انا والطبراني وأبو الشيخ بالمدينه فضاق بنا الوقت فواصلنا ذلك اليوم فلما كان وقت العشاء حضرت القبر وقلت يا رسول الله الجوع فقال لي الطبراني اجلس فإما ان يكون الرزق او الموت فقمت انا وأبو الشيخ فحضر الباب علوي ففتحنا له فاذا معه غلامان بقفتين فيهما شيء كثير وقال شكوتموني إلى النبي صلى الله عليه وسلم رأيته في النوم فأمرني بحمل شيء اليكم ))

الذهبي لم يذكر الاسناد ولكن صدرها بكلمة " وروي " وهذا ما يسمونه صيغة التمريض إذا كان السند ضعيف ، فلابد من معرفة الاسناد للحكم على القصة .

فصحة أو لم تصح فهي ليست دليل شرعي يعتمد عليه على جواز الاستغاثة أو التوسل .



نقول يا ابو عثمان كفى تدليس على الناس كفاية حرام
الشاهد: طلب الإمام الحافظ ابن المقرئ الطعام من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كيف رضي الإمام الذهبي أن يورد هذا الشرك في كتابه دون أن يعقب عليه وهو في التراجم يعقب ويقول الله اعلم لا يصح ذلك هذا موضوع هذا مقطو ع وراجع سير اعلام النبلاء فهو يصحح وهذه الصيغة لا تعني هنا التمريض من الإمام الذهبي والا كان تعرض للقصة كما هي عادته في سير اعلام النبلاء فلا تصحك على الناس بهذا الكلام
الشاهد: طلب الإمام الحافظ ابن المقرئ الطعام من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعرض حاجته عليه، وهذا بعد موت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمئات السنين.
ولو كان هذا الأمر منكراً بل شركاً فكيف فعله هذا الإمام، وكيف رضي به الإمام الطبراني، والإمام أبو الشيخ وهنا ما ذكره الحافظ ابن عساكر بنفس المعنى مع اختلاف الشخصيات بسند صحيح
ذكر الإمام المحدث ابن عساكر.
قال الإمام المحدث الفقيه ابن عساكر الشافعي في تاريخ دمشق:
(أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاووس، أنبأنا طراد بن محمد، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أبو علي بن صفوان، نبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني محمد بن الحسين، حدثني أبو المصعب مطرف، حدثني المنكدر بن محمد، أن رجلا من أهل اليمن أودع أباه ثمانين ديناراً وخرج يريد الجهاد، وقال له إن احتجت إليها فأنفقها إلى أن آتي إن شاء الله، قال وخرج الرجل وأصاب أهل المدينة سنةٌ وجهدٌ، قال فأخرجها أبي فنفقها، قال فلم يلبث الرجل أن قدم وطلب ماله، فقال له أبي عد إلي غداً، قال وبات في المسجد متلوذا بقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة، وبمنبره مرة، حتى كاد يصيح – يؤذن - فإذا شخص في السواد يقول له: دونكها يا محمد، قال فمد يده فإذا صرة فيها ثمانون ديناراً، قال وغدا عليه الرجل فدفعها إليه).
تاريخ مدينة دمشق (56/61)
الشاهد: رجوع الرجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وذكر الإمام المحدث ابن عساكر لهذه الحادثة دون نكير، ولو كان الرجوع إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد موته شركاً وكفراً لأنكر ذلك هذا الإمام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اقتباس:

(( 4- الحافظ أبو الطيب المكــى الفاسى : توســل بقوله " بمحمد ســـيد المرسلين " ذيل التقييد ( 1 / 69 ) ))
قلت : حمل صاحب الشبهة قول أبي الطيب على التوسل بالذوات تحكم ليس عليه دليل إذ اللفظ يحتمل هذه المعاني :
بذات محمد سيد المرسلين ، أو بجاه محمد سين المرسلين ، أو بالإيمان بمحمد سيد المرسلين ، أو بحب محمد سيد المرسلين ، بإتباع محمد سيد المرسلين .
فحمل اللفظ المعنى الذي يوافق الهوى دون دليل تحكم مردود ، وعلى كل حال متى كان فعل الحافظ أبي الطيب دليل شرعي ، ففعله هذا يستدل له ولا يستدل به في الأحكام الشرعية .



بصراحة يا ابو عثمان كلامك ماسخ يدل على جهل ما هذا الجهل القبيح ولي عنق الكلام فهذا لفظه كاملاً كما جاء في ذيل التقيد فهل الباء ما هي وظيفتها؟؟؟
قال الفاسي"ونسأل الله أن يسعفه بمطلوبه بمحمد سيد المرسلين وأله وصحبة الصفوة الأكرمين".

فقل ان كما قال هكذا وانهي مواضيعك بما قاله الفاسي وسنرى هل تأخذ بتاويلك الغريب وليك لعنق الكلام!!!
قل كما قال الإمام الفاسي
ونسأل الله أن يسعفه بمطلوبه بمحمد سيد المرسلين وأله وصحبة الصفوة الأكرمين
وكررها يا ابو عثمان كل يوم عشرون مرة او اكثر هيكفرك اتباعك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اقتباس:

(( 5 - الحافظ أبو المحاسن بن حمزة الحسينى الدمشقى: توسل بقوله "بجاه المصطفى" ذيل تذكرة الحفاظ (1 / 315) ))

وهذا توسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم وهي مسألة خلافية يرى فيها أبو المحاسن الجواز ، فرأيه ليس دليلا شرعية ، فكما أن أبا المحاسن يرى جوازها فغير من العلماء يرى عدم الجواز ففي هذه الحالة يحكم كتاب الله عز وجل كما قال تعالى : (( وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً )) [النساء : 59]

والخلاف في المسألة مشهور وكل فرق ألف في المسألة ولكن يجدر بنا أن ننبه أن الحافظ أبو المحاسن توسل بجاه النبي صلى الله علي وسلم ولم يدعو بالنبي صلى الله عليه وسلم ، حتى لا يستدل به القبوريون على جواز الاستغاثة ؛ فالتوسل أمر ، والاستغاثة أمر آخر ، والله تعالى أعلم .

اقتباس:





كلامك ماسخ من غيره من العلماء هعو اخذ بقول الإجماع والجمهور وما تضافرت به الادلة من صريح كتاب الله وصحيح سنة نبيه ومن افعال السلف الصالح ولم يشذ ومن شذ كان في المائة الثامنة وتبعة من ظهر في بعده في نجد وهم معدودون خالفوا السلف والخلف فمن خالف ابو عثمان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اقتباس:


(( 6- الحافظ أبو زرعة الرازى: كان يقـول لعلى الرضا "حدثنا بحق آبائك" وقد تقدم ذكره فى ثنايا الكتاب )) ، وقوله : (( 11- الحافظ ابن أسلم الطوسى: كان يقول لعلى الرضا "حدثنـا بحق آبائك" وقد ذكرناه من قبل فى الكتاب ))





قال المناوي في فيض القدير : (( فائدة في تاريخ نيسابور للحاكم أن عليا الرضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين لما دخل نيسابور كان في قبة مستورة على بغلة شهباء وقد شق بها السوق فعرض له الإمامان الحافظان أبو زرعة الرازي وابن أسلم الطوسي ومعهما من أهل العلم والحديث من لا يحصى فقالا أيها السيد الجليل ابن السادة الأئمة بحق آبائك الأطهرين وأسلافك الأكرمين إلا ما أريتنا وجهك الميمون ورويت لنا حديثا عن آبائك عن جدك نذكرك به فاستوقف غلمانه وأمر بكشف المظلة وأقر عيون الخلائق برؤية طلعته فكانت له ذؤابتان متدليتان على عاتقه والناس قيام على طبقاتهم ينظرون ما بين باك وصاخ ومتمرغ في التراب ومقبل لحافر بغلته وعلا الضجيج فصاحت الأئمة الأعلام معاشر الناس انصتوا واسمعوا ما ينفعكم ولا تؤذونا بصراخكم وكان المستملي أبو زرعة والطوسي فقال الرضا حدثنا أبي موسى الكاظم عن أبيه جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر عن أبيه علي زين العابدين عن أبيه شهيد كربلاء عن أبيه علي المرتضى قال حدثني حبيبي وقرة عيني رسول الله قال حدثني جبريل عليه السلام قال حدثني رب العزة سبحانه يقول كلمة لا إله إلا الله حصني فمن قالها دخل حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي ثم أرخى الستر على القبة وسار فعد أهل المحابر والدواوين الذين كانوا يكتبون فأنافوا على عشرين ألفا )) [ ص 489 / 4 ]





هكذا ذكر المناوي ولم يذكر اسناد هذه القصة ، وقد ذكر أبو نعيم قصة دخول نيسابور في تاريخ أصبهاني قال : حدثنا أبو إسحاق إبراهيم ابن عبد الله بن إسحاق المعدل الإصبهاني بنيسابور ثنا أبو علي أحمد بن علي الأنصاري ومولده بإصبهان ثنا أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي قال كنت مع علي بن موسى الرضا ودخل نيسابور راكبا بغلة شهباء أو بغلا أشهب الشك من أبي الصلت فعدا في طلبه علماء البلد ياسين بن النضر وأحمد بن حرب ويحيى بن يحيى وعدة من أهل العلم فتعلقوا بلجامه في المربع فقالوا بحق آبائك الطاهرين حدثنا بحديث سمعته من أبيك ... الخ





وعبد السلام بن صالح أبو الصلت متهم قال أبو حاتم : (( لم يكن عندي بصدوق وهو ضعيف )) وقال ابن أبي حاتم : (( واما أبو زرعة فأمر أن يضرب على حديث أبى الصلت وقال لا أحدث عنه ولا ارضاه )) [ الجرح والتعديل ص 47 / 6 ] ، وقال ابن عدي : (( ولعبد السلام هذا عن عبد الرزاق أحاديث مناكير في فضائل علي وفاطمة والحسن والحسين وهو متهم في هذه الأحاديث ويروي عن علي بن موسى الرضا حديث الإيمان معرفة بالقلب وهو متهم في هذه الأحاديث )) [ الكامل ص 331 / 5 ] ، وابن حبان : (( يروي عن حماد بن زيد وأهل العراق العجائب في فضائل علي وأهل بيته لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد )) [ المجروحين ص 151 / 2 ] وقال العقيلي : (( كان رافضيا خبيثا )) [ الضعفاء ص 70 / 3 ]





ومع ذلك ولو صح هذا القول ليس فيه دليل على أنهم يرون التوسل بالذوات إنما يطلبون منه أن يحدثهم إن كان يرى أن لآبائه حق عليه .




ابو عثمان ان تتجاهل حقيقاص الحقائق الإمام المناوي قال ال الحافظ المناوي في فيض القدير ( 4 / 489 )
( فائدة في تاريخ نيسابور للحاكم))
فهل رجعت لتاريخ نيسابور لتقول قصة من غير سند وهو مخطوط نادر؟؟؟
فلا تتحدث بجهل واسكت افضل لك يا ابو عثمان
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
اقتباس:


((13 - الحافظ ابن الجزرى: قال بالتوسل فى كتابه (عده الحصن الحصين – باب فضل آداب الدعاء) ))





قلت : وهذا التبويب صحيح في كتاب الحصن الحصين لابن الجزري ، وهو مجمل يحتاج إلى تفصيل إلى ماهية هذا التوسل ، هل هو بالذات أو بالإتباع أو المحبة فكل هذه الاحتمالات موجود والقاعدة تقول إذا تطرق الاحتمال سقط الاستدلال وإن كان يعتقد جواز التوسل بالذات فهي مسألة خلافية لا تصل إلى مرتب الكفر نرجع بها إلى الدليل




ولماذا لم تبحث كعادتك م تريد اخفاء اشياء وحقائق عن الناس؟؟
قال الإمام الحافظ ابن الجزري في كتابة الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين:.
ففي هذا الكتاب في باب فضل الدعاء قال الإمام ابن الجزري رحمه الله ما نصه:
((ويتوسل إلى الله سبحانه بأنبيائه والصالحين))اهـ.

ولما ذكر الإمام ابن الجزري في كتابة الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين الأماكن المباركة التي يرجى فيها إجابة الدعاء في فصل في أماكن الإجابة وهي المواضع المبارك قال:
((وعند قبور الأنبياء عليهم السلام، ولا يصح قبر نبي بعينه سوى قبر نبينا بالإجماع فقط، وقبر إبراهيم داخل السور ومن غير تعيين، وجرب استجابة الدعاء عند قبور الصالحين بشروط معروفة))اهـ.

وقال الإمام ابن الجزري في كتاب تصحيح المصابيح
هو شرح للمصابيح، ولم أطلع عليه، ولم أره مطبوعا،
لكن العلامة الملا علي القاري الحنفي نقل منه في (المرقاة شرح المشكاة)
أثناء الكلام على ترجمة الإمام مسلم بن الحجاج صاحب الصحيح المشهور فقال القاري:
((قال شيخ مشايخنا علامة العلماء المتبحرين شمس الدين محمد بن الجزري في مقدمة شرحه للمصابيح المسمى بتصحيح المصابيح:
إني زرت قبره بنيسابور، وقرأت بعض صحيحه على سبيل التيمن والتبرك عند قبره، ورأيت آثار البركة ورجاء الإجابة في تربته" )
اهـ نقل الملا القاري بلفظه.

وقال الإمام ابن الجزري في غاية النهاية في طبقات القراء:
قال في ترجمة الإمام الشافعي :
(( وقبره بقرافة مصر مشهور والدعاء عنده مستجاب ولما زرته قلت:
زرت الإمام الشافعي
لأن ذلك نافعي
لأنال منه شفاعة
أكرم به من شافع
))اهـ.

وقال في ترجمة الإمام عبد الله بن المبارك صاحب أبي حنيفة والثوري:
((وقبره بهيت معروف يزار زرته وتبركت به))اهـ.
طبقات القراء (2/97)

وقال في ترجمة الإمام الشاطبي إمام القراءات :
((وقبره مشهور معروف يقصد للزيارة، وقد زرته مرات، وعرض علي بعض أصحابي الشاطبية عند قبره، ورأيت بركة الدعاء عند قبره بالإجابة رحمه الله ورضي عنه))اهـ.

وقال في ترجمة الإمام عبدالسلام الزواوي المالكي:
((ودفن بباب الصغير وقبره مشهور للزيارة وزرته مع شيخنا ابن اللبان))اهـ.
اقتباس:

((18 - الحافظ ابن حجر العسقلانى: وله كلام كثير فى فتح البارى وغيره ))

قلت : لم يذكر صاحب الشبهة قولا واحد من هذه الأقوال الكثيرة التي ادعاها وما أكثر الدعاوى إنما كلامه في فتح الباري ما قاله وهو يشرح حديث التوسل بدعاء العباس في الاستسقاء قال : (( ويستفاد من قصة العباس استحباب الاستشفاع بأهل الخير والصلاح وأهل بيت النبوة )) [ ص 497 / 2 ] ، مراده الاستشفاع بدعائهم كما فعل الصحابة رضوان الله عليهم فحمل كلام ابن حجر على غير ما سيق له لا ينبغي من طالب الحق ، يبدو لي لأجل هذا السبب لم يسق كلام الحافظ ، والله تعالى أعلم .

اقتباس:




قال الإمام ابن حجر العسقلاني
(استسقاء عبد المطلب بالنبي " صلى الله عليه وآله وسلم " وهو رضيع : لقد استسقى عبد المطلب بالنبي " صلى الله عليه وآله وسلم " وهو طفل صغير ، حتى قال ابن حجر : إن أبا طالب يشير بقوله : وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال * اليتامى عصمة للأرامل إلى ما وقع في زمن عبد المطلب حيث استسقى لقريش والنبي " صلى الله عليه وآله وسلم " معه غلام)
فتح الباري : ٢ / ٣٩٨
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقال ابن حجر -رحمه الله-:
"والمراد أنه كان من اشتكى أرسل إناء إلى أم سلمة، فتجعل فيه تلك الشعرات وتغسلها فيه، وتعيده، فيشربه صاحب الإناء، أو يغتسل به استشفاء بها فتحصل له بركتها". "فتح الباري" (١٠/٣٠٣)
،ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي فتح الباري [٢/٣٣٧]
"وليس في قول عمر إنهم كانوا يتوسلون به دلالة علي أنهم سألوه أن يستسقي لهم ، إذ يحتمل أن يكونوا في الحالتين طلبوا السقيا من الله مستشفعين به "أ.هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني:
"وفيه التبرك بالمواضع التي صلى فيها النبي –صلى الله عليه وسلم- أو وطئها. قال: ويستفاد منه أن من دُعي من الصالحين ليُتبرك به أنه يجيبُ إذا أمن الفتنة"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الحافظ 6 / 600 على حديث رقم ( 3581)
قال: " وفيه التبرك بطعام الأولياء والصلحاء
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
[IMG]file:///C:/Users/soufia.org/AppData/Local/Temp/moz-screenshot-1.png[/IMG][IMG]file:///C:/Users/soufia.org/AppData/Local/Temp/moz-screenshot-2.png[/IMG]توسل سيدنا عمر بسيدنا العباس وبيان ان سبب توسله به لقرابته من النبي صلى الله عليه وسلم فهو حقيقة توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، وفيه اتيان احد الصحابة قبر النبي في زمن سيدنا عمر واستغاثته به صلى الله عليه وسلم


http://www.soufia.org/wsaik/shirksohaby.jpg
ـــــــــــــــــــــــــ
للحافظ الإمام ابن حجر أيضا أبيات في قصائده هي صريحة في التوسل منها:
نبي الله يا خير البرايا بجاهك أتقي فصل القضـاء
وأرجو يا كريم العفو عما جنته يداي يا رب الحبـاء
فقل يا أحمد بن على اذهب إلى دار النعيم بلا شقاء
أنظر ديوان الحافظ ابن حجر (المطبوع بالهند المكتبة العربية / حيدر أباد الدكن سنة 381 اه‍ وهي طبعة مصححة)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال ابن حجر فى تهذيب التهذيب ( 7 / 339 )
" وقال الحاكم فى تاريخ نيسابور قال : وسمعت أبا بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى يقول : خرجنا مع إمام أهل الحديث أبى بكر بن خزيمة وعديله أبى على الثقفى مع جماعة من مشائخنا – وهم إذ ذاك متوافرون - إلى زيارة قبر على بن موسى الرضى بطوس قال : فرأيت من تعظيمه - يعنى بن خزيمة - لتلك البقعة وتواضعه لها وتضرعه عندها ما تحيرنا " . اهـ
ــــــــــــــــــــــــــ
وكتبه تطفح بالتوسل والتبرك والتشفع ويكفينا ما اوردنا في هذا المقام

وسيتبع غداً لظروف عملي وسفري اليوم نسالكم الدعاء





محب القوم 11-05-2010 04:02 PM

اقتباس:

أخطاء برده البوصيرى


نهى النبى صلى الله عليه وسلم عن الغلو فى مدحه فقال (( لاتطرونى كما اطرت النصارى عيسى بن مريم))

فالنبى يريدنا ان نبرهن على حبنا له ليس بالكلام ولكن بالفعل بان نتبع سنته وان نكون دائما على طاعه ونتجنب المعاصى والآثام نسير على الصراط المستقيم ولانفعل كما يفعل العصاه واهل البدع
وبالنسبه لبرده البوصيرى فيها ابيات جيده وابيات لاتصح شرعا ولاترضى الله ولارسوله

. انتبهوا الى هذه الاخطاء:



إن قصيدة البردة أو المسماة أيضاً بـ ( البُرأة ) للإمام محمد ابن سعيد البوصيري المولود سنة 608هـ رحمهُ الله تعالى رحمةًً واسعة لم تكن وليدة هذا العصر الذي يكاد أن يكون جل بل كل علمائهِ هم من العالة المتطفلين على علماء الأمة من السلف الصالح رضي الله عنهم .

فإن الإمام البوصيري رحمهُ الله تعالى ألف هذهِ القصيدة في أوائل القرن السابع الهجري أي أن لها ما يُقارب الثمانمائة سنة هجرية .



فكم من عالمٍٍ من علماء الأمة الذين لهم ثقلهم مروا بهذه الحقبة الزمنية ومرت على آذانهم هذه القصيدة العصماء وهم مابين مُفسرٍ وفقيهٍ ومحدثٍ ومؤرخ وحافظٍٍ وغيرهم من علماء العلوم الشرعية

فاليك من شرح وخمس وحفظ البوردة من جل علماء الأمة الإسلامية.



فممن رواها عن المصنف (وهؤلاء يقعوا عند الوهابية فلا يصبح لهم سند في الاصل فهلاء ينصون على الشرك في شرعهم) :


1- الإمام المفسر لكتاب الله العزيز أبي حيان الأندلسي : محمد ابن يوسف بن علي الغرناطي،

صاحب تفسير " البحر المحيط ".
2- الإمام الحافظ محمد بن محمد بن محمد بن سيد الناس اليعمري ، صاحب السيرة الشهيرة " عيون الأثر".
3- الإمام الحافظ زين الدين العراقي .
4- إمام الدنيا في الحديث ابن حجر العسقلاني
5- الإمام الفقيه المحدث عمر بن علي المعروف بابن الملقن .
6- الإمام المجتهد عمر بن رسلان البلقيني .
7- الإمام المحدث الفقيه زكريا الأنصاري .

8- الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي .
9- الإمام الفقيه ابن حجر الهتيمي



قال الشيخ بن حجر رحمه الله تعالى : وقد حصلت رواية هذه القصيدة وغيرها من شعر الناظم من طرق متعددة ، منها – بل أعلاها - : [ أني ] أرويها عن شيخنا شيخ الإسلام وخاتمة الحفاظ ، أبي يحيى زكريا الأنصاري الشافعي ، عن العز [ أبي محمد ] بن الفرات ، عن العز بن بدر جماعة ، عن ناظمها .
وعن حافظ العصر بن حجر العسقلاني – يعني شارح "البخاري" – عن الإمام المجتهد السراج البلقيني ، والسراج ابن الملقن ، والحافظ زين الدين العراقي عن العز بن جماعة عن ناظمها ، وأرويها أيضاً عن مشايخنا ،عن الحافظ السيوطي عن جماعة منهم : الشمني الحنفي ، بعضهم قراءة ، وبعضهم إجازة ، عن عبد الله بن علي الحنبلي . كذلك عن العز بن جماعة ، عن الناظم . انتهى.
" المنح المكية في شرح الهمزية " لابن حجر الهيتمي 1 : 109

10 - العز بن بدر جماعة

11- قال الإمام السفاريني رحمه الله في ثبته (158):

" ونروي ((بردة البوصيري)) وسائر تآليفه من نظم ونثر بالسند المتقدم عن الكمال بن حمزة الحسيني عن أبي العباس بن عبدالهادي أخبرنا أبو عبدالله النحوي أنا أبو حيان قال الحسيني أخبرنا البوصيري"ا.هـ.
وغيرهم ممن يتعذر علينا احصائهم


من سمع " البردة " أو حفظها من الأئمة الأعلام .

1- الحافظ بن حجر العسقلاني = سمعها على محمد بن محمد الغماري ( المعجم المؤسس 3 : 246 ) .

2- الإمام مجد الدين الفيروز أبادي = سمعها على العز بن جماعة ( العقد الثمين 2 : 393 ) .
3- الإمام محمد بن أحمد الفاسي صاحب " العقد الثمين " = سمعها على الفيروز أبادي .
4- الإمام إبراهيم بن علي القلقشندي = حفظها ( الضوء الامع ج 1 : 77 ) .
5- الإمام إبراهيم بن علي بن ظهيرة = سمعها على أحمد بن إبراهيم الرشيدي ( الضوء الامع ج 1 : 88 ) .

6- الإمام أحمد بن محمد بن محمد الجخندي = سمعها على العز بن جماعة ( الضوء الامع ج 2 : 199 ) .

7 الإمام عبد الرحمن بن أحمد بن فهد = حفظها
و " الهمزية " .

8- الإمام أحمد بن خليل بن كيكلدي = سمعها على يوسف المشهدي ( المعجم المؤسس 1 : 363 ) .
من العالمات من سمعتها أو قرأتها ، فمنهن :
1- بيرم أحمد الديروطية = كانت تحفظها مع " العمدة "

و " الأربعين " ( الضوء الامع ج 12 : 15 ) .

2- عائشة بنت أبي بكر المراغي = سمعت " البردة "
على العز ابن جماعة ( الضوء الامع ج 12 : 74 ) .

3- ست الأهل بنت محمد بن فهد = سمعت " البردة " على أحمد المرشدي ( الضوء الامع ج 12 : 146 ) .
وقد شرح هذه البردة جملة من أكابر العلماء منهم
1- خواص بعض أبيات بردة البوصيري لعبد السلام بن إدريس المراكشي (660 )
2-الإمام النحوي ابن هشام الحنبلي المتوفى سنة761هـ فقد شرح قصيدة البردة شرحاً لغوياً
سماهُ بـ ( الكواكب الدرية
3- ابن الصائغ المتوفى سنة 776 هـ
4- الإمام اسماعيل بن الأمير يوسف بن الأحمر نزيل فاس شرح البردة في مجلد (807هـ / 1404م).
5- شرح البردة لسعيد بن محمد العقابي التجيبي التلمساني (811هـ )
6-علاء الدين البسطامي المتوفى سنة 875 هـ
7- الإمام الجارودي ابن عطية عبد الرحمن بن محمد عبد الرحمن المديوني موقت منار القرويين 839هـ



8- شرح البردة لسعيد بن سليمان السملالي الكرامى 882ه

9- إسماعيل بن الأمير يوسف بن الأحمر نزيل فاس شرح البردة في مجلد (807هـ )
10- ابن العماد صاحب كتاب ( شذرات الذهب ) المتوفى سنة 808 هـ
11- العلامة المدقق جلال الدين المحلي ، المفسر للقرآن وشارح " جمع الجوامع " " والمنهاج"في الفقه سماه : " تعليق لطيف على بردة المديح " وفي بعض المصادر بعنوان : " الأنوار المضيئة في مدح خير البرية ".
12- الحافظ الحجة شيخ الإسلام زكريا الأنصاري
سماه : " الزبدة الرائقة في شرح البردة الفائقة"



13- الشيخ ابن مرزوق التلمساني المالكي ، الإمام المحقق المحدث شرحين كبير وصغير .

له كثير من المصنفات أشهرها شرحاه على " البردة " .سماه :
" إظهار صدق المودة في شرح البردة "
ويقع ( 297 ) لوحة ، وله شرح آخر مختصر من هذا الشرح سماه : " الاستيعاب لما في البردة من المعاني والبيان والبديع والإعراب " . ذكر في الكبير أنواعاً من العلوم
) الضوء الامع 7 : 50)
14- الإمام الحافظ المحدث الفقيه نور الدين مُلا علي قاري الحنفي صاحب كتاب ( الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة ) وكتاب
( المِنح الفكرية على متن الجزرية ) وكتاب ( المورد الروي في المولد النبوي ) وكتاب ( شرح الفقه الأكبر ) المتوفى سنة 1014
15- الإمام المحدث شهاب الدين القسطلاني شارح "البخاري"
سماه : " مشارق الأنوار المضيئة في شرح الكواكب الدرية " واستعملها في كتابه ( المواهب اللدنية ) وطرز كتابه بها..
16- واستعملها في " سيرته " العلامة الحلبي مع " الهمزية "
17- العلامة الثاني السعد التفتازاني قدس سره النوراني صاحب التآليف السائرة في الآفاق


18- العلامة النحوي الشيخ خالد الأزهري صاحب "الأزهرية " وشرح "القواعد" و "التصريح وسماه :
" الزبدة في شرح قصيدة البردة " . مطبوع .
19- السيد الغبريني المقرئ – ذكره الشهاب الخفاجي في
" ريحانته " –
20- علامة الروم الخادمي سماه : " نشر الكواكب الدرية " .
21- لعلامة محمد علي بن علان الصديقي سماه الذخر والعدة في شرح البردة

22- الشيخ محمد بن محمد بن عاشور الطاهر وسماه
(شفاء القلب الجريح بشرح بردة المديح(
23- الشيخ إبراهيم الباجوري أحد شراح البردة وهو ممن ولي مشيخة الأزهر في القرن الثالث عشر من الهجرة صاحب كتاب
( شرح جوهرة التوحيد ) المتوفى سنة 1276هـ

24- العلامة عبد السلام المراكشي المالكي وذكر خواص أبياتها وقد ضمن الشيخ خالد الأزهري هذا الشرح وما ذكره المصنف من خواص ، شرحه للبردة المسمى :
" الزبدة في شرح قصيدة البردة

".
25- شرحها محمد بن علي بن محمد العدلوني الدمناتي .
26- محمد بن المعطي بن أحمد السرغيني سماه (التوشيح)
27- شرح أبي حامد محمد المكي البطاوري اسمه
"نسيم الوردة في تنسيم البردة"
28- أحمد بن جعفر الكتاني (المنهل الفسيح على بردة المديح)


29- شرح لأحمد بن عبد الله القصار

30- شرح قصيدة البردة للبوصيري لمحمد الإلبيري ثماني نسخ في الخزانة الملكية من 379 إلى 9845
وغيرهم الكثير مما لايتسع المجال لحصرهم



من خمس وسبع البوردة من جل علماء الأمة الإسلامية.

قال السخاوي:
(جمع من تخاميس البردة ما ينيف على ستين) .
الضوء اللامع 10 / 337 ، الأعلام 8 / 258 .

وسبعها على ما شهر العلامة البيضاوي صاحب التفسير المشهور طبع بعنوان :
" الكواكب الدرية تسبيع البردة البوصيرية في مدح خير البرية " .

تخميس البردة لمحمد بن علي الشاطبي الأندلسي البرجي (870هـ)



فهل ترى أن كل هؤلاء الناس من العلماء لم يعلموا أن فيها شركاً وكفراً ، أو خطأ
فيا أمة التوحيد هل هؤلاء العلماء أهل المعرفة باللغة العربية والذين خدموا السنة المطهرة لم يعوا ولم يتفطنوا للأبيات التي يزعم المتطاول الجاهل باللغة العربية أنها شركية؟؟
الرد على البيت من علومك علم اللوح والقلم
الجاهل الذي نقلت وقع في المحظور فهو يحصر علم الله في اللوح وحده؟؟
فهو مطالب أن يشرح للمسلمين هذه الاساءة والتشكيك في علم الله تعالى ولا أدري كيف يتصور عاقل فطن أن اللوح والقلم وهما مخلوقان من خلق الله يستوعبان كل علم الله تعالى
فيحصر بهذا التصور العلم والقدرة الإلهيين فيهما.
فما هذا الجهل الغريب نعوذ بالله ممن جعل قدرة الله محصورة في شئ من خلقة.
فَمنْ وصف صفات الله عز وجل بالتناهي والحد فقد أساء إساءة كبيرة وخطيرة تمسُ العقيدة الإسلامية.
فندعوا الله أن يتوب من قوله هذا قبل يوم الحساب
خير رد عليهم قصة الخضرمع سيدنا موسي عليه السلام الثابتة في صحيح البخاري: …… فمرت بهما سفينة فكلموهم أن يحملوهما ، فعُرِف الخضرُ فحملوهما بغير نول، فجاء عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر نقرة أو نقرتين في البحر، فقال الخضر : يا موسى، ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا كنقرة هذا العصفور في البحر… الحديث.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:
" وقد وقع في رواية ابن جريج بلفظ أحسن سياقاً وهو:
( ما علمي وعلمك في جنب علم الله إلا كما أخذ هذا العصفور بمنقاره من البحر (.


وهذا من باب إيضاح المعنى بالمثال ، وإلا فعلم الله لا يحد كما يُحد البحر مهما عظم واتسع .


يقول ربنا عز وجل:
(قل لو كان البحرُ مداداً لكماتِ ربي لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلماتُ ربي ولو جئنا بمثله مدداً(
وهنا يتبادر إلى عقل المسلم السؤال التالي:
إن كان علم الله كله محصور باللوح والقلم كما هي دعوى المعترض فأين كان علم الله قبل خلقهما ؟
فكما قلنا لا أدري كيف يتصور عاقل فطن أن اللوح والقلم وهما مخلوقان من خلق الله يستوعبان كل علم الله تعالى فيحصر بهذا التصور العلم والقدرة الإلهيين فيهما.
فهل نسيت أناللوح والقلم شيئان من الأشياء الكثيرة التي خلقها الله تعالى
وكما جاء في الحديث الصحيح
(إن أول ما خلق الله القلم فقال لهُ :اكتب فقال : رب وماذا أكتب؟ قال : اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة)
سنن أبي داود - الصفحة رقم: 4700 , تاريخ الطبري - الصفحة أو الرقم: 1/32

والواضح أن ما بعد يوم القيامة من عوالم لم يسجلها القلم كما يفهم من هذا الحديث فما المانع أن يطلع الله من يشاء من خلقهِ على هذهِ العوالم التي لم يسجلها القلم ولم تحفظ في اللوح المحفوظ ولا سيما
حبيبه ورسوله وخاتم الأنبياء صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم كما ورد في صريح كتاب الله وسنة رسوله؟؟
ثم إن علم اللوح في البيت الإضافة فيه جنسية أي بعض علمٍ في اللوح والجنس يصدق على بعض الأفراد .
قال تعالى : { وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى } " النجم الآية 3 – 4 "
ولا شك أن شريعته صلى الله عليه و على آله وسلم لا سيما القرآن المنزل عليه وما فيه من العلوم ، وما آتاه الله من الوحي وما أطلعه الله عليه من المغيبات ، كل هذا من علم اللوح ، بل ولو لم نقل بهذا ، لا يلزم هذا الاعتراض ، لأن فواتح الغيب الخمس لا يلزم أنها في اللوح المحفوظ :
جاء في تفسير "يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39)" الرعد.


قال البغوي رحمه الله تعالى : وقال عكرمة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : " وهما كتابان سوى أم الكتاب يمحو الله ما يشاء ويثبت فيهما ، أم الكتاب الذي لا يغير منه شيء " .


وهل النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم بعض الغيب الذي أعطاه الله إياه وهو حبيبه صلى الله عليه وسلم؟
وكيف يدلس على الناس بهذه الطريقة وتكتشف ما لم يكتشفه الائمة ممن شرح البوردة أو مدحها وهم جمهور الأمة الإسلامية .
صاحب البردة لم يدّع ولم يقل إن النبي صلى الله عليه و على آله وسلم يعلم جميع ما يعلم الله إذ هذا محال لأن لله علوماً استأثر الله بها واختص لا يشاركه فيها غيره بل قررنا أن علم اللوح والقلم بعض مواضع علم الله تعالى غير ما هو في مكنون غيبه .
فإذا كانوا ينكرون تعليم الله لرسوله وإعطاءه بعض العلم من الغيب فنقول لهم من أين أتيتم بقولكم هذا وما دليله؟؟

إن الغيب المطلق لله سبحانه وتعالي والله تعالي اطلع بعض رسله على بعض الغيب بقدرته وهذا واضح وصريح في كتاب الله تعالى وفي صحيح سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
فالغيب المطلق الذاتي هو لله تعالى سبحانه..
وهذا ما تدل عليه الآيات الصريحة في كتاب الله ومعني {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ}
لا يعلم الغيب أحد إلا الله، ومفاتيح الغيب لا يعلمها إلا هو وهو سبحانه وتعالى أطلع رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ومن شاء من رسله تعالى صلوات الله تعالى عليهم جميعاً أطلعهم على ما شاء من الغيب
فالإحاطة بالعلم كلها لله، وهو سبحانه الذي يأذن لبعض من خلقه بالإحاطة ببعضٍ من هذا العلم
لا يعلم الغيوب علماً تاماً مستقلا إلا هو - سبحانه - فأما ما أطلع عليه بعض أصفيائه من الغيوب فهو إخبار منه لهم فهو المنفرد بعلم المغيبات على الإطلاق كليها وجزئيها دون غيره.

1-قال الله تعالى ( يعلم ما بين ايديهم و ما خلفهم و لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء(
فهل قرأ يوما هذا المدعي القرآن وما معنى إلا بما شاء في الآية السابقة ..
2- قال تعالى : { ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء } " البقرة : الآية 255 " .


3- وقال تعالى : { فلا يظهر على غيبه أحداً * إلا من ارتضى من رسولٍ } " الجن الآية 26 – 27 " .

قال الإمام ابن كثير
في تفسير قوله تعالىعَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ
{ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ } هذه كقوله تعالى: { وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ } [البقرة: 255] وهكذا قال هاهنا: إنه يعلم الغيب والشهادة، وإنه لا يطلع أحد من خلقه على شيء من علمه إلا مما أطلعه تعالى عليه؛ ولهذا قال: { فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ } وهذا يعم الرسول الملكي والبشري.
تفسير ابن كثير (6 / 284 ).


يقول ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى حيث يقول ما نصه :
( وهذا هو الغيب المطلق عن جميع المخلوقين ، الذي قال فيه
(( فلا يظهر على غيبه أحدا )) .
والغيب المقيد : ما علمه بعض المخلوقات من الملائكة أو الجن أو الإنس وشهدوه ، فإنما هو غيب عمن غاب عنه ،
ليس هو غيبا عمن شهده .
والناس كلهم قد يغيب عن هذا ما يشهده هذا ، فيكون غيبا مقيدا ـ
أي غيبا عمن غاب عنه من المخلوقين ، لا عمن شهده ـ ليس غيبا مطلقا غاب عن المخلوقين قاطبة ) . انتهى
مجموع الفتاوى ( 16 / 110)
وقال ابن تيمية في تفسير سورة الاخلاص في مجموع فتاويه إن الله يعلم عباده
(ليس الأمر كذلك، بل هذا بحسب العلم المنفي، فإن كان مما استأثر اللّه به قيل فيه ذلك، وإن كان مما علمه بعض عباده ذكر ذلك، كقوله : {وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء } [ البقرة : 255 ] وقوله : {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا } إلى قوله : {رَصَدًا }
مجموع الفتاوى (417 ص 31)
وقال ابن تيمية في تفسير سورة آل عمران مستدلاً بآية فلا يظهر على غيبه احداً وقوله وأما ما أظهره لعباده فإنه يعلمه من شاء
وقال : { فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا } [ الجن : 26، 27 ] . فغيبه الذى اختص به لا يظهر عليه أحداً إلا من ارتضى من رسول، والملائكة لا يعلمون غيب الرب الذى اختص به .
وأما ما أظهره لعباده فإنه يعلمه من شاء، وما تتحدث به الملائكة فقد تسترق الشياطين بعضه، لكن هذا ليس من غيبه وعلم نفسه الذى يختص به، بل هذا قد أظهر عليه من شاء من خلقه
ج 14 ص197

4- وقال تعالى : { وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء } " آل عمران الآية 179 " .

5- وقال ابن تيمية ايضاً في النبوات
فقد ظهر أنّ من آيات الأنبياء ما يختصّ به النبيّ، ومنها [ما]1 يأتي به عددٌ من الأنبياء، ومنها ما يشترك فيه الأنبياء كلّهم ويختصّون به؛ وهو الإخبار عن الله بغيبه الذي لا يعلمه إلا الله؛ قال: {عَالِمُ الغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدَاً إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدَاً لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِم وَأَحْصَى كُل شَيْءٍ عَدَدَاً}.
لكن ما يظهر على المؤمنين بهم من الآيات؛ بسبب الإيمان بهم: فيه قولان:
كرامات الأولياء: هل هي من آيات الأنبياء أم لا فيه قولان:
قال طائفة: ليس ذلك من آياتهم. وهذا قول من يقول: من شرط المعجزة أن [يقارن] دعوى النبوة، لا يتقدّم عليها، ولا يتأخّر عنها؛ كما قاله هؤلاء الذين يجعلون خاصّة المعجزة: التحدّي بالمثل، وعدم المعارضة، ولا يكون إلا مع الدعوى، كما تقدم. وهو قولٌ قد عرف فساده من وجوه.
والقول الثاني: وهو القول الصحيح: أنّ آيات الأولياء هي من جملة آيات الأنبياء؛ فإنّها مستلزمة لنبوّتهم، ولصدق الخبر بنبوّتهم؛ فإنه لولا ذلك، لما كان هؤلاء أولياء، ولم [يكن] لهم كرامات.
النبوات (-823- و-824-)


6- وقال الشوكاني في تفسير الآية وقيل إن الله سبحانه قد يطلع بعض عبيده على بعض غيبه
وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21) سورة يوسف
وقيل : المراد بالأكثر : الجميع؛ لأنه لا يعلم الغيب إلاّ الله .
وقيل إن الله سبحانه قد يطلع بعض عبيده على بعض غيبه ،
كما في قوله : { فَلاَ يُظْهِرُ على غَيْبِهِ أَحَداً * إِلاَّ مَنِ ارتضى مِن رَّسُولٍ } [ الجن : 26 - 27 ]
فتح القدير


7- الإمام البيضاوي في نقل عنه عند الحافظ ابن حجر العسقلاني
وقال القاضي البيضاوي: يخصص الرسول بالملك في اطلاعه على الغيب، والأولياء يقع لهم ذلك بالإلهام.
( 13\364)
8- وجاء في تفسير ابو السعود
(إلا من ارتضى من رسول ( أي إلا رسولا ارتضاه لاظهاره على بعض غيوبه المتعلقة برسالته كما يعرب عنه بيان من ارتضى بالرسول تعلفا تاما إما لكونه من مبادىء رسالته بأن يكون معجزة دالة على صحتها وإما لكونه من أركانها وأحكامها كعامة التكاليف الشرعية التي أمر بها المكلفون وكيفيات أعمالهم وأجزيتها المترتبة عليها في الآخرة وما تتوقف هي عليه من أحوال الآخرة التي من جملتها قيام الساعة والبعث وغير ذلك من الأمور الغيبية التي بينها من وظائف الرسالة وأما مالا يتعلق بها على أحد الوجهين من الغيوب التي من جملتها وقت قيام الساعة فلا يظهر عليه أحدا على أن بيان وقته مخل بالحكمة التشريعية التي عليها يدور فلك الرسالة وليس فيه ما يدل على نفي كرامات الأولياء المتعلقة بالكشف فإن اختصاص الغاية القاصية من مراتب الكشف بالرسل لايستلزم عدم الحصول مرتبة ما من تلك المراتب لغيرهم أصلا ولا يدعى أحد لأحد من الأولياء ما في رتبة الرسل عليهم السلام من الكشف الكامل الحاصل بالوحي الصريح

9- في كتاب كشف الأسرار عن اصول فخر الإسلام للبزدوي
وبأن الآية دلت على حصر العلم على الله عز وجل وعلى من علمه الله بالتأويل الذي ذكر ألا ترى أن تلك الآية توجب حصر علم الغيب على الله تعالى ثم إنه لا يمنع أن يعلم غير الله بتعليمه كما قال تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} [الجن:26 - 27] فكذا هاهنا.
( 3 \ 310)


ومن الواضح أن الله سبحانه وتعالى أفاض على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم من العلوم والمعارف مالا يعلمه إلا الله تعالى القائل له :
( وأنزل الله عليك الكتب والحكمة، وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيماً[(النساء113).

وما في الآية يدل على العموم والشمول، أي لتعم جميع العلوم التي علمها الله تعالى لرسله وأنبيائه صلوات الله وسلامه عليهم، ولتشمل غيرها من العلوم التي أفاضها الله سبحانه وتعالى عليه صلى الله عليه وآله وسلم "

5- سيدنا عيسي عليه السلام :
قال تعالى { ... وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } سورة آل عمران ( 3 ) ، الآية :

6- سيدنا ابراهيم عليه السلام إبراهيم:
قال تعالى {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} سورة الأنعام ( 6 ) ، الآية : 75
وهذه الأحاديث الشريفة التي تدل على إطلاع الله تعالى رسوله على بعض الغيب.
1- عن ميسرة الفجر قال: "قلت يا رسول الله متى كنت نبيا؟ قال: وأدم بين الروح والجسد؟"
رواه الإمام أحمد والبخارى فى التاريخ والطبرانى والحاكم وصححه وقال الحافظ: سنده قوى

2- وكحديث البخاري وغيره من حديث حذيفة رضي الله تعالى عنه : عن النبي صلى الله عليه و على آله وسلم أخبرنا عن كل ما يقع إلى يوم القيامة، حتى أدخل أهل الجنة الجنة ، واهل النار النار ، حتى إنا لنرى الطائر يقلب جناحيه ، فنذكر منه علماً .
3- جاء في الصحيحين واللفظ لمسلم عن أنس رضي الله عنه أن الناس سألوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى أحفوه بالمسألة فخرج ذات يوم فصعد المنبر فقال:" سلوني، لا تسألوني عن شيء إلا بينته لكم، فلما سمع القوم أرموا ورهبوا أن يكون بين يدي أمر قد حضر، قال أنس: فجعلت ألتفت يميناً وشمالاً فإذا كل رجل لافٌّ رأسه في ثوبه يبكي، فأنشأ رجل من المسجد، كان يلاحى فيُدعى لغير أبيه، فقال: يا نبي الله من أبي؟ قال: أبوك حذافة، ثم أنشأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً، عائذاً بالله من سوء الفتن ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم:"لم أر كاليوم قط في الخير والشر، إني صورت لي الجنة والنار فرأيتهما دون هذا الحائط".
صحيح البخاري 3/225، مسلم ج8/ص121 برقم 2359
4- وفى البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مقاماً فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم، وأهل النار منازلهم حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه.
ج2/ص418 برقم 3192

5- وروى أبو داود عن حذيفة رضي الله عنه قال:"والله ما أدري أنسيَ أصحابي أم تناسوا، والله ما ترك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من قائد فتنة إلى أن تنقضي الدنيا يبلغ من معه ثلثمائة فصاعداً إلا قد سماه لنا بإسمه واسم أبيه واسم قبيلته".
السنن 4/95برقم 4243. وفي إسناده ابن قبيصة بن ذؤيب لم يعين.

6- وانظر ما قاله الصحابي الجليل مالك بن عوف في وصف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما ورد في الإصابة 9/64:
ما إِن رأيتُ ولا سمعتُ بواحد
في النّاس كلِّهم كمثلِ محمّد
أوفي فأعطى للجزيل لمجتدٍ
ومتى تشأ يخبرك عما في غد
وأورد صاحب أسد الغابة البيتين أيضاً 5/43. بألفاظ متقاربة


7- قال الرسول صلى الله عليه وسلم
( لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش )
رواه الإمام أحمد في مسنده
رقم الحديث 18189

8- حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ تُقَاتِلُكُمْ الْيَهُودُ فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ ثُمَّ يَقُولُ الْحَجَرُ يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ .
رواه البخاري
وغيرها الكثير من الأحاديث التي إذا أطلقنا العنان لانفسنا بكتابتها ما كفت صفحات الانترنت كله مثل
ما يتعلق باستشهاد عدد من أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين
فقد أخبر باستشهاد عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهما و عمار بن ياسر رضي الله عنه
في الحديث الشريف ( ويح عمار ت***ه الفئة الباغية) رواه البخاري
وفي زيارته لام ورقة كان صلى الله عليه وسلم يقول
( انطلقوا بنا نزور الشهيدة ) رواه أحمد
وأخبر صلى الله عليه وسلم احد الصحابة باستشهاده وهو الصحابي ثابت بن قيس رضي الله عنه
ففي الحديث ( يا ثابت ألا ترضى أن تعيش حميدا وت*** شهيدا وتدخل الجنة &nbsphttp://www.soufia.org/vb/images/smilies/wink.gif رواه الحاكم
كما قال وأخبر صلى الله عليه وسلم أن ابنته فاطمة رضي الله عنها أول أهله لحوقا به فقال صلى الله عليه وسلم
(وما أراه إلا قد حضر أجلي، وأنك أول أهل بيتي لحوقا بي) رواه احمد
فتوفيت السيدة فاطة الزهراء بعد أقل من ستة أشهر من انتقال النبي صلى الله عليه وسلم.
وإخباره صلى الله عليه وسلم بأن احدهم في النار على الرغم من جهاده وقتاله
وذلك في الحديث الشريف الذي اورده البخاري
حينما كان يقاتل احدهم بشجاعة فاظهر الصحابة إعجابهم بقتاله فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم
أما إنه من أهل النار فقام أحد الصحابة بمراقبة هذا الرجل فوجده مثخنا بالجراح فلم يصبر على آلامه
واستعجل الموت ف*** نفسه فعاد الصحابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره بما فعل الرجل
رواه البخاري .
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بطاعون عمواس الذي حدث في الشام في أيام سيدنا عمر بن الخطاب
سنة 18 هجرية بعد فتح بيت المقدس وكان سببا في موت كثير من الصحابة
عن عوف بن مالك رضي الله عنه قـال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبـوك وهو في قبة من أدم فقـال: ( اعدُدت ستًّا بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كعُقاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظلّ ساخطا، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كلّ غاية اثنا عشر ألفا ) .
روه البخاري
قال ابن حجر رحمه الله: " قوله: كعقاص الغنم بضم العين المهملة وتخفيف القاف وآخره مهملة، هو داء يأخذ الدواب، فيسيل من أنوفها شيء، فتموت فجأة. ويقال: إن هذه الآية ظهرت في طاعون عمواس في خلافة عمر، وكان ذلك بعد فتح بيت المقدس " .
وما قاله النبي صلى الله عليه وسلم وأخبر به من فتوحات كفتح القسطنطينية وفتح مصر والشام وبيت المقدس واليمن وغيرها بفتح الشام وزوال مملكة فارس والروم ووعده للصحابي سراقة بن مالك رضي الله عنه أن يلبس سواري كسرى عندما تتبعه من اجل الحصول علي مكافأة قريش فكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاب بسواري كسرى وقام عمر رضي الله عنه بإلباس سراقة رضي الله عنه سواري كسرى بعد فتح فارس.
وجاء في ما رواه الإمام احمد ابن حنبل
يوم الخندق شكا الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صخرة لم يستطيعوا كسرها فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ الفأس وقال : بسم الله فضرب ضربة كسر منها ثلث الحجر وقال : الله أكبر، أعطيت مفاتيح الشام، والله إنى لأبصر قصورها الحمر من مكاني هذا ثم قال : بسم الله وضرب ثانيةً فكسر ثلث الحجر، فقال : الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس والله إنى لأبصر المدائن وأبصر قصرها الأبيض من مكاني هذا )
ثم قال : بسم الله وضرب ضربة كسرت بقية الحجر، فقال : الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن والله إنى لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا
وإخباره بهلاك كسرى وقيصر وإنفاق كنوزهم كما جاء في الحديث الصحيح في صحيح البخاري
قال صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله ) رواه البخاري
وكذلك اخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم بأمور كثيرة مثل ركوب بعض من أصحابه البحر غزاة في سبيل الله
وكذلك ما أخبر به من الضعف والهوان الذي سيصيب الأمة الإسلامية وتكالب أعداءها عليها
ففي الحديث الصحيح قال صلى الله عليه وسلم
عن ثوبان -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ، قال: بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن، قال: حب الدنيا وكراهية الموت ) اخرجه ابو داود
وكذلك إخباره بالفتن من بعده وم*** سيد شباب الجنة سيدنا الحسين رضي الله عنه

ففي حديث الزهري عن ابي إدريس الخولاني سمعت حذيفة بن اليمان يقول (والله إني لاعلم الناس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة وما ذاك أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثني من ذلك شيئاً أسره إلي لم يكن حدث به غيري ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو يحدث مجلساً انا فيه سئل عن الفتن وهو فيهن ثلاث لا تذوق شيئاً منهن كرياح الصيف منها صغار ومنها كبار قال حذيفة فذهب أولئك الرهط كلهم غيري).
رواه مسلم . والإمام احمد .
وكذلك إخباره عن استمرار الخلافة بعده ثلاثين سنة وذلك فقال صلى الله عليه وسلم
( الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم ملكا بعد ذلك ) رواه الترمذي .
وعلامات الساعة والكثير من الأمور مثل وظهور النساء الكاسيات العاريات وتطاول الحفاة الرعاة في البنيان وتعامل الناس بالربا واستحلال الخمور والفواحش وتضيع الأمانة وإخباره بخروج الدجال ونزول المسيح وكسر الصليب وخروج المهدي المنتظر الخ الخ من الكثير الذي لا نستطيع كتباته ولا حصره
البيت الثاني في القصيدة والتي عقب عليها الجاهل الذي نقلت منه وهو
يا أكرم الخلق مالي ألوذ به سواك عند حدوث الحادث العمم
نقول للجاهل الارعن.

الحادث العمم هو يوم القيامة وجميع الخلائق ستلوذ بالنبي صلى الله عليه وسلم فإن قوله:
ولن يضيق رسول الله جاهك بي....إذا الكريم تجلى باسم منتقم
قرينة واضحة على أنه أراد: مالي من ألوذ به في الشفاعة لله في ذلك الموقف العظيم. وهذا المعنى صحيح.
فإن الناس في يوم القيامة يلجأون إلى آدم ليشفع لهم في الإراحة من طول الموقف وكربه فيعتذر ويقول نفسي، ويحيلهم إلى نوح فيعتذر ويحيلهم إلى إبراهيم فيعتذر ويحيلهم إلى موسى فيعتذر ويحيلهم إلى عيسى فيحيلهم إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيقول: أنا لها، أنا لها. فيذهب ويسجد تحت العرش، فينادى: يا محمد ارفع رأسك وقل تسمع وسل تعط واشفع تشفّع.
هكذا جاء في الصحيحين وهو الذي أراده الناظم.
عن المقداد بن الأسود- رضي لله عنه - قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إذا كان يوم القيامة أدنيت الشمس من العباد حتى تكون قدر ميل أو ميلين فتصهرهم الشمس، فيكونون في العرق كقدر أعمالهم، منهم من يأخذه العرق إلى عقبيه، ومنهم من يأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من يأخذه إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاما)).
حتى إذا عظم الخطب، واشتد الكرب ألهموا أن يستشفعوا بالأنبياء فيقول بعض الناس لبعض: ألا ترون ما أنتم فيه؟ ألا ترون ما قد بلغكم؟ ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟
فيقول: بعض الناس لبعض: ائتوا آدم. فيأتون آدم فيقولون: يا آدم أنت أبو البشر، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك.
اشفع لنا إلى ربك. ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى إلى ما قد بلغنا؟ فيقول آدم: إن ربى غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنه نهاني عن الشجرة فعصيته، نفسي نفسي!! اذهبوا إلى غيري. اذهبوا إلى نوح. فيأتون نوحا فيقولون: يا نوح! أنت أول الرسل إلى الأرض، وسمّاك الله عبدا شكورا، اشفع لنا إلى ربك. ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنه قد كانت لي دعوة دعوت بها على قومي، نفسي نفسي !! اذهبوا إلى إبراهيم.

فيأتون إبراهيم فيقولون: أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم إبراهيم: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وذكر كذباته، نفسي نفسي !! اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى موسى. فيأتون موسى فيقولون: يا موسى أنت رسول الله، فضّلك الله برسالاته وبتكليمه على الناس، اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم موسى: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإني ***ت نفسا لم أومر ب***ها، نفسي نفسي!! اذهبوا إلى عيسى. فيأتون عيسى فيقولون: يا عيسى أنت رسول الله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وقد كلمت الناس في المهد اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم عيسى: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، ولم يذكر ذنبا، نفسي نفسي !! اذهبوا إلى غير اذهبوا إلى محمد.
قال : ((فيأتون فيقولون: يا محمد أنت رسول الله، وخاتم الأنبياء، وغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي، ثم يفتح الله علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه لأحد قبلي، ثم يقال: يا محمد! ارفع رأسك، سل تعطه، واشفع تشفّع. فأرفع رأسي فأقول: يا رب أمتي أمتي. فقال: يا محمد! أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب. والذي نفس محمد بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر أو كما بين مكة وبصرى))


وهذا هو ما في البيت.
البيت الثالث
وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من لولاه لم تخرج الدنيا من العدم
والذي عقب عليه الجاهل
قال المنتقد: هذا يرده القرآن، فإن الله تعالى يقول: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} أفادت الآية أن الله تعالى لم يخلق الدنيا لأجل النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
نقول:- كلام الامام البوصيري صحيح وفي القرآن ما يؤيده.
والمنتقدون واهمون لأن الله تعالى خلق الجن والإنس لعبادته وخلق الدنيا والآخرة لأجلهم وجعل الدنيا مكانا لعبادتهم قال تعالى: {خلق لكم} أي لأجلكم {ما في الأرض جميعا} وجعل الآخرة مكانا لجزائهم فلولا المكلفون ما خلقت الدنيا والآخرة.
والنبي صلى الله عليه وآله وسلم سيد المكلفين ومن عادة العرب أن يخاطبوا سيد القوم بما يشترك معه القوم فيه على سبيل التكريم، فصحّ قوله: لولاه لم تخرج الدنيا من العدم على قاعدة العرب في مخاطبة السادة والأمراء وذوي القدر العظيم.
وفي القرآن الكريم آيات وجّه فيها الخطاب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم مع أن الأمة تشترك معه وهي من هذا الباب.

والباقي شرح على هوى المنتقد فلا عجب فهم أهل اهواء وبدع وكذب فهذا منهم معهود.
وفي ما ذكرنا كفاية لنقف على جهل الوهابية ومخالفتهم لجل الائمة والعلماء فهم فقط من يفقهون وابن حجر والسخاوي والسيوطي وزكريا الانصاري وغيرهم مما ذكرنالا يعلمون شيئاً عن الشرك ولا يفقهون حرفاً ولا قاعدة في اللغة على حسب فهم الطائفة الوهابية فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
ولكل تقف على إدعاءات القوم
شرح البردة للعلامة الإمام الأكبر إبراهيم الباجوري
http://www.4shared.com/file/80047419/8d862680/______.html

البلسم المريح من شفاء القلب الجريح مهذباً من الدكتور عمر بن عبدالله كامل ( الشيخ الطاهر ابن عاشور الجد )
http://www.okamel.com/books/albalsam%20almoreeh.zip

الشرح الفريد في بردة النبي الحبيب
http://www.sheikh-mohammed-eid.net/index4/index.htm


من العلماء تكلم في البوردة كما يدعي اهل البدع والاهواء؟؟

هل مثل الإمام ابن حجر العسقلاني وشيخ الاسلام زكريا الانصاري والامام المفسر ابي حيان والإمام البيضاوي والإمام السيوطي والإمام ابن الملقن والإمام ابن جماعة والإمام السخاوي والإمام ابن الصائف والتلمساني والحافظ العراقي والإمام ابن حجر الهيتمي والفاسي والإمام الخادمي والإمام ابن علان والإمام القسطلاني والإمام ابن العماد والإمام جلال الدين المحلى والإمام الفيروزي ابادي وغيرهم ممن اوردنا اسمائهم

اشركوا ووقعوا في الشرك يرون شرك بالاسانيد ويشرحون شرك في كتبهم ويستندون إلى شرك.
الا عليكم يا من الله ما تستحقون



مدد يا رب العالمين بجاة سيدنا محمد
مدد يا رب العالمين بجاه ومنزلة آل بيته وصحابته والصالحين
مدد يا رب العالمين بكلمات قصيدة البردة في مدح سيدي الكونين والثقلين عليه الصلاة والسلام

وسيتبع غداً لظروف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أبو إسراء A 11-05-2010 04:07 PM

ما هو رأيك يامحب القبوريين فى

الأقطاب والأوتاد!!!!!!!!!!!!!!!!!
.
بعد أن حرف كلمة ولي عن معناها الذي أراده القرآن الكريم اخترعوا ما يسمونه بالأقطاب والأوتاد والأبدال . تسميات ما أنزل الله بها من سلطان ، يرتبون بها أوليائهم ترتيباً فيه مضاهاة للنصارى الذين يرتبون رجال الدين عندهم بدأ بالشماس وانتهاء بالبابا كما أنه فيه تشبه بالشيعة في ترتيب الأئمة وكذلك ترتيب النصيرية والإسماعيلية في أئمتهم كالسابق والتالي والناطق والأساس http://www.dorar.net/misc/tip.gif ، وقد رتبوا أوليائهم حسب أهميتهم على الشكل التالي:
القطب .
الأوتاد الأربعة .
الأبدال وعددهم أربعون وهم بالشام ... ؟ !
النجباء وهم الذين يحملون عن الخلق أثقالهم .
النقباء .
وما هي حقيقة القطب عندهم؟ يجيب مؤسس الطريقة التجانية: " إن حقيقة القطبانية هي الخلافة عن الحق مطلقاً ، فلا يصل إلى الخلق شيء من الحق (الله) إلا بحكم القطب " http://www.dorar.net/misc/tip.gif ، ثم قسموا القطب إلى نوعين: نوع هو من البشر مخلوق موجود على هذه الأرض ، يتخلف بدلاً عنه حال موته أقرب الأبدال له (التشبه بالنصارى) وقطب لا يقوم مقامه أحد وهو الروح المصطفوي وهو يسري في الكون سريان الروح في الجسد http://www.dorar.net/misc/tip.gif . أما الرفاعي فقد تعدى هذه الأطوار فيقول أحد تلامذته: " نزه شيخك عن القطبية " http://www.dorar.net/misc/tip.gif وعند أبي العباس المرسى مقام القطبية فوقه مقام الصديقية http://www.dorar.net/misc/tip.gif وعند الشاذلي " يكشف له عن حقيقة الذات " http://www.dorar.net/misc/tip.gif .
وأما الأوتاد فهم أربع رجال منازلهم على منازل الأركان الأربعة من العالم شرق وغرب وشمال وجنوب http://www.dorar.net/misc/tip.gif .
والأبدال سبعة رجال من سافر من موضع ترك جسداً على صورته حياً بحياته http://www.dorar.net/misc/tip.gif .
إن المسلم ليمتلكه العجب عندما يقرا أو يسمع ما يقوله هؤلاء من أمثال الجرجاني وغيره الذين يدعون العلم والمعرفة ، إن هذه أمور خطيرة تمس جوهر العقيدة الإسلامية ، إن الاعتقاد بأن أحداً غير الله سبحانه يتصرف في هذا الكون هو شرك أكبر مع أن الله سبحانه وصف أكابر أوليائه بالصديقين كأبي بكر وسيدة مريم والدة المسيح عليه السلام فيأتي هؤلاء ليحادوا الله ورسوله ويقولوا: القطبية هي مرتبه فوق الصديقية وأما مصادمة كلامهم للعقل من البديهيات الأولية و لأن الخرافة لا يمكن أن يصدق بها عقل . أوتاد وأقطاب يتحكمون في العالم وهؤلاء سبعة وأولئك أربعة من أين جاءوا بهذا التحديد وهذا العدد ؟ ومن أين جاءوا بهذا القطب الذي جعلوه نائباً لله ؟ كأن الله سبحانه ملك من الملوك يحتاج إلى نواب سبحانك هذا بهتان عظيم وإفك مبين http://www.dorar.net/misc/tip.gif ، وهذا الكلام وكلامهم عن الحقيقة المحمدية ووحدة الأديان لا نستطيع أن نصنفه بأنه هلوسة وتخبطات مصروع لا غير ، لأننا نكون عندئذ غافلين عن حقيقة هذه المذاهب ، وإنما هي غنوصية http://www.dorar.net/misc/tip.gif لهدم الإسلام .



أبو إسراء A 11-05-2010 04:14 PM

ما رأيك يا محب القبوريين فى

الشطح وإلغاء العقول؟؟؟

يروى عن الشافعي رضي الله عنه أنه قال: " لو أن رجلاً تصوف أول النهار لا يأتي الظهر حتى يصير أحمق " http://www.dorar.net/misc/tip.gif ، وسواء صحت هذه الرواية عن الشافعي أم لم تصح فإن الاتجاه العام لدى الصوفية هو الابتعاد عن العقل والعقلانية ، وذلك لأنهم يرون أنه لا يمكن الوصول إلى الأحوال والمقامات العالية إلا بإلغاء العقل ، ولذلك يذكرون حوادث لمشايخهم ويقررون أموراً يأباها العقل بل يكذبها ، ومع أن العقل شرط في معرفة العلوم وهو بمنزلة البصر في العين فإذا اتصل به نور الإيمان والقرآن كان كنور العين إذا اتصل بنور الشمس وإن إبعاد العقل وعزله تماماً هو رجوع إلى الأحوال الحيوانية http://www.dorar.net/misc/tip.gif ومن العلوم أن مناط التكليف في الإسلام هو العقل ولكن الصوفية كل شيء عندهم ممكن ، وكل شيء يصدق مهما كانت غرابته ، لأنه لا شيء يؤود على مشايخهم ، وإذا رددت فأنت محجوب لا تفهم في مثل هذه الأمور ، ولذلك أصبحت قصصهم أضحوكة لأهل الأديان المنسوخة كما يقول الآلوسي http://www.dorar.net/misc/tip.gif .
ولأن الناس عجزوا بعد سقوط بغداد عن ربط الأسباب بالمسببات فربما كان التصوف هو الوحيد الذي نجا من تلك الكارثة فهرع الناس إلى المتصوفة يمنحونهم البركة فامتلأت البلاد بأرباب الطرق http://www.dorar.net/misc/tip.gif .
وحتى لا يظن أننا نظلم ونتهم فهذه صور من اللا معقول عند الصوفية منتزعة من كتاب (الطبقات الكبرى) للشعراني . هو يترجم لهؤلاء ولا يعلق بشيء لاعتقاده بصحتها ، بل ينقل قصص المجاذيب ويترضى عنهم، وقد يقال بأنها مكذوبة عليهم ولكن الشعراني نقلها ولم ينكرها والذين يقرأون للشعراني من عصره وحتى هذا الوقت لا يقولون: نحن ننكر مثل هذه الأمور ويجب أن تحذف من كتبنا ، فالمشكلة في هؤلاء الذين يبررونها ويصدقونها فعلاً وهذه النماذج مأخوذة من عصور مختلفة إلى عصر المؤلف في القرن العاشر الهجري .
ذكر في ترجمة الشيخ أحمد الرفاعي أنه: " إذا تجلى الحق تعالى عليه بالتعظيم يذوب حتى يكون بقعة ماء ، ثم يتداركه اللطف فيصير يجمد شيئا فشيئاً حتى يعود إلى جسمه المعتاد ويقول: لولا لطف الله ربي ما رجعت إليكم " http://www.dorar.net/misc/tip.gif .
الشيخ أبو عمرو بن مرزوق القرشي: " كان الرجل العربي إذا اشتهي أن يتكلم بالأعجمية أو العجمي يريد أن يتكلم العربية يتفل الشيخ في فمه فيصير يعرف تلك اللغة كأنها لغته الأصلية " http://www.dorar.net/misc/tip.gif .
مساكين الطلبة الذين يدرسون اللغات الأجنبية في هذا العصر فلو أن الشيخ يعيش معهم لاستراحوا وأراحوا ...
قال تقي الدين السبكي: " حضرت سماعاً فيه الشيخ رسلان فكان يثب في الهواء ويدور دورات ثم ينزل إلى الأرض يسيراً يسيراً ، فلما استقر سند ظهره إلى شجرة تين قد يبست فأورقت واخضرت وأينعت وحملت التين في تلك السنة " http://www.dorar.net/misc/tip.gif والعجب هنا ليس من الشيخ رسلان ولكن من عالم مثل السبكي كيف يقبل بأن يذكر الله بالرقص في الهواء وكيف يقبل مثل هذا الهراء ، هذا إذا صحت رواية الشعراني عن السبكي .
أبو العباس أحمد الملثم: يقول الشعراني عنه: " وكان الناس مختلفين في عمره ، فمنهم من يقول: هذا من قوم يونس ، ومنهم من يقول: إنه رأى الإمام الشافعي ، فسئل عن ذلك ، فقال عمري الآن نحو أربعمائة سنة وكان أهل مصر لا يمنعون حريمهم منه في الرؤية والخلوة http://www.dorar.net/misc/tip.gif .
الشيخ إبراهيم الجعبري: كان له مريدة تسمع وعظه وهو بمصر وهي بأرض السودان من أقصى الصعيد http://www.dorar.net/misc/tip.gif .
حسين أبو علي: " من كمّل العارفين ، كان كثير التطورات ، تدخل عليه فتجده جندياً ، ثم تدخل عليه فتجده سبعاً ، ثم تدخل فتجده فيلاً (يا ألطاف الله) " http://www.dorar.net/misc/tip.gif . تخيل هذا الذي من كمّل العارفين يتحول إلى سبع وإلى فيل .... ؟!
إبراهيم بن عصيفير: " كان يغلب عليه الحال وكان يمشي أمام الجنازة ويقول زلابيه و هريسة وأحواله غريبة ، وكان يحبني وأنا في بركته وتحت نظره " http://www.dorar.net/misc/tip.gif . قد يكون هذا مجنون لا تكليف عليه ، أما أن يقول الشعراني: سيدي إبراهيم ، وكنت في بركته وتحت نظره ، فهذا مما لا ينقضي من العجب ، وما رأي صوفية اليوم هل ينكرون على الشعراني هذا الكلام ؟ لا أعتقد ، بل يبدوا أن هؤلاء وأمثالهم هم أقرب إلى الظن بأن الحقيقة إنما ينطق بها البلهاء قبل أن ينطق بها العلماء .
ومن أثر الصوفية وكتب الشعراني وغيره أن أساتذة في جامعات مصر ، أساتذة في الطب والفيزياء والكيمياء و تكون عقولهم سليمة عند البحث العلمي وتمسخ عند الحديث عن الولي الفلاني كيف طار في الهواء أو غاص في الماء http://www.dorar.net/misc/tip.gif
إن قمة إلغاء العقل عند الصوفية هو ما يسمونه (بالشطح) وهي أن يتكلم أحد مشاهيرهم بكلمات غير معقولة أو تتضمن كفراً وزندقة في الظاهر ويقولون: إنه قالها في حالة جذب وسكر أما في حالة الصحو فيتراجع عنها وقيل في تعريف (الشطح) :" كلمة عليها رائحة الرعونة والدعوى تصدر عن أهل المعرفة باضطرار وإضراب " http://www.dorar.net/misc/tip.gif .
وهذه نماذج من شطحاتهم: قال أبو يزيد البسطامي " إن جهنم إذا رأتني تخمد فأكون رحمة للخلق ، وما النار والله لئن رأيتها لأطفأنها بطرف مرقعتي " http://www.dorar.net/misc/tip.gif .
والدسوقي يعلن أن أبواب الجنة بيديه ومن زاره أسكنه جنة الفردوس http://www.dorar.net/misc/tip.gif وأبو الحسن الشاذلي يعوم في عشرة أبحر: خمسة من الآدميين: محمد وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي ، وخمسة من الروحانيين: جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل والروح http://www.dorar.net/misc/tip.gif وأحمد بن سليمان الزاهد شفعه الله في جميع أهل عصره http://www.dorar.net/misc/tip.gif .
شطحاتهم لا تنتهي ونكتفي بما أوردنا كنموذج للرعونة والدعوى وأقوالهم هذه مرفوضة جملة وتفصيلاً ولا تستحق بذل الجهد لتبريرها فقاعدة الإسلام الركينة أننا نحكم بالظاهر كما دلت جملة الأحكام الشرعية، فلا مجال لمدع أن يقول بأن باطن أقوالهم مخالف لظاهرها ، ويجب أن يصان الإسلام عن مثل هذا الشطح واللامعقول ، بل الشرك لأن ممن يتصرف في الجنة والنار فقد اتخذ نفسه نداً لله وشركاً و قال ابن عقيل "ومن قال هذا كائناً من كان فهو زنديق يجب ***ه " http://www.dorar.net/misc/tip.gif .
وإذا كانت الجنة بيد الدسوقي فلينم البطالون وليستريحوا من عناء الجهد والتعب والأمر لا يحتاج إلى علم أو عبادة أو جهاد بل مجرد زيارة الشيخ تفتح له أبواب الجنة أليست هذه نسخة أخرى عن صكوك الغفران ، وأما نحن فنستغفر الله حتى من إيراد أقوالهم .
، لا شك أنها ازدواجية تحتاج إلى تحليل نفسي لمعرفة أسبابها ودوافعها ، وقد رأينا طلاب جامعات في بلاد الشام كيف يتبعون دجالاً مخرفاً ، ظاهر الكذب والاحتيال ، إن هؤلاء المشايخ يقومون بعملية غسل دماغ للمريد بطريقة شيطانية خبيثة تجعل طلاب الجامعات بل وأساتذتهم يسيرون وراء الشيخ كالقطيع ، وتبقى أجواء الصوفية غير العقلانية هي العامل الأهم .

أبو إسراء A 11-05-2010 04:21 PM

ما قولك يا محب عباد القبور فى
الحقيقة المحمَدية والغلو الصوفى؟؟؟؟؟؟

شعبة من شعب الغلو الذي وقعت فيه الصوفية بل من شعب الكفر ، وهو مزيج من الغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم والتأثر بالفلسفة اليونانية في تقريرها لأول مخلوق ، والتأثر بالنصرانية التي أضفت صفات الربوبية على المسيح عليه السلام.
والمشكلة أن هذه التي يسمونها (الحقيقة المحمدية) هي غموض كامل وعماء في عماء ، ولأنها نشأت في الأصل من خيال مريض وأوهام ليس لها أي رصيد في الواقع ، ولذلك نلاحظ أن أقوالهم في تعريفها أو الكلام عنها غامضة أيضاً ، فالرسول صلى الله عليه وسلم أول موجود وأول مخلوق وهو القطب الذي تدور عليه أفلاك الوجود من أوله إلى آخره http://www.dorar.net/misc/tip.gif ، وهو الذي منه انشقت الأسرار ولا شيء إلا وهو به منوط http://www.dorar.net/misc/tip.gif ، وهو عين الإيمان والسبب في وجود كل إنسان http://www.dorar.net/misc/tip.gif . وكأن الصوفية لم يستسيغوا أن يقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو كما وصفه القرآن الكريم بشراً رسولاً وقد جعلوا أقطابهم تتصف بما وصف الله سبحانه وتعالى نفسه ، فكيف برسول الله صلى الله عليه وسلم فابتدعوا ما أسموه (الحقيقة المحمدية) وعلى أساس هذه النظرية ندرك مغزى ما يقول البوصيري:
وكل آي أتى الرسل الكرامُ بها فإنما اتصلت من نوره بهم
وقوله:
وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من لولاه لم تخرج الدنيا من العدم
وقول ابن نباته المصري:
لولاه ما كان أرض ولا أفق ولا زمان ولا خلق ولا جبل وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخشى على أمته من الغلو فقال صلى الله عليه وسلم محذراً: ((لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم ، إنما أنا عبد الله ورسوله)) http://www.dorar.net/misc/tip.gif . ولكن الذي فعله هؤلاء هو أكبر من الغلو ، إنه الشرك والضلال ، و إلا كيف تفسر قول الشيخ الدباغ " إن مجمع نوره لو وضع على العرش لذاب " http://www.dorar.net/misc/tip.gif وقول أبي العباس المرسي: " جميع الأنبياء خلقوا من الرحمة ونبينا هو عين الرحمة " قال تعالى : {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}[الأنبياء :107] http://www.dorar.net/misc/tip.gif . فانظر إلى هذا الاستنتاج العجيب .
إنها المضاهات بعينها ، فإذا كان المسيح ابن الله عند النصارى فلماذا لا يخترع الصوفية (الحقيقة المحمدية) ، وهذا ناتج نظريتهم في وحدة الوجود http://www.dorar.net/misc/tip.gif .
ومن المؤسف أن المستشرق (نيكلسون) يتكلم في كتابه كلاماً صحيحاً عن شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم بينما غلاة الصوفية تاهوا في معمياتهم وسراديبهم ، يقول: " إذا بحثنا في شخصية محمد صلى الله عليه وسلم في ضوء ما ورد في القرآن ، وجدنا الفرق شاسعاً بينهما وبين الصورة التي صور بها الصوفية أوليائهم ، ذلك أن الولي الصوفي أو الإمام المعصوم عند الشيعة ، قد وُصفا بجميع الصفات الإلهية ، بينما وصف الرسول في القرآن الكريم بأنه بشر http://www.dorar.net/misc/tip.gif ".

أبو إسراء A 11-05-2010 04:24 PM

ما قولك يا محب عباد القبور فى
وحدة الأديان؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!

خرافة كبيرة من خرافات الصوفية ، وشطحة من شطحاتهم الكثيرة ، وهي لا تخرج إلا من خيال مريض يظن أنه يتسامح إنسانياً ، ولكنها في نفس الوقت فكرة خطيرة لأنها تصادم سنن الله في الكون والحياة ومنها سنة الصراع بين الحق والباطل ، بين الخير والشر ، والجمع بين الكل على قد المساواة هو خبث مركز لهدم الإسلام أو هذيان مقلد لا يدري ما يقول ، و إلا فكيف نسوي بين من يعبد الله سبحانه وتعالى وحده وبين من يعبد البقر ، أو حرف كتب الله وعبد أنبيائه ، كيف نجمع بين الإيمان والكفر هذا لا يكون إلا ممن يؤمن بوحدة الوجود كابن عربي وتلامذته الذين يعتقدون أن كل موجود على الأرض صحيح ولا داعي للتفرقة ، والله أوسع من أن يحصره عقيدة معينة فالكل مصيب " وأما عذاب أهل النار فهو مشتق من العذوبة " http://www.dorar.net/misc/tip.gif ؟!!.
ويترجم ابن عربي هذه العقيدة شعراً فيقول:
لقد صار قلبي قابلاً كل صورة


فمرعى لغزلان ودير لرهبان

وبيت لأوثان وكعبة طائف

وألواح توراة ومصحف قرآن

أدين بدين الحب أنّى توجــهت

ركائبه فالحب ديني وإيـــماني


وينسج على منواله صديقة ابن الفارض فيقول:
وما عقد الزنار حكماً سوى يدي


وإن حل بالإقرار فهي حلت

وإن خرّ للأحجار في البد عاكف

فلا وجه للإنكار بالعصبيـــة


وإذا كان بعض المعتدلين يحذرون من كتب ابن عربي، مع أنهم لا يعتقدون بكفره ويبررون أقواله ويأولونها فإننا لم نسمع منهم أحداً يحذر من شعر جلال الدين الرومي مع أن المعجبين به كثر وخاصة بين مسلمي الهند وتركيا، وهذه إحدى قصائده يتشبه فيها بأستاذه ابن عربي:
انظر إلى العمامة أحكمها فوق رأسي ...
بل انظر إلى زنار زاردشت حول خصري ...
فلا تنأ عني لا تنأ عني ...
مسلم أنا ولكني نصراني وبرهمي وزرادشتي ...
توكلت عليك أيها الحق الأعلى ...
ليس لي سوى معبد واحد ...
مسجداً أو كنيسة أو بيت أصنام ...
ووجهك الكريم فيه غاية نعمني ...
فلا تنأ عني ، لا تنأ عني http://www.dorar.net/misc/tip.gif .
فصلوات اليهود ، وعقد زنار النصارى ، وبد الوثنية في الهند ومساجد الله كلها عند هؤلاء ساح فساح يعبد فيها الله http://www.dorar.net/misc/tip.gif
ونحن وإن كنا لا نتهم كل الصوفية بهذه البدعة لأن القول بها ضلال وكفر وانحراف ولا يقول به إلا غلاتهم ، إلا أن أجواء الصوفية ربما تساعد على نشوء مثل هذه الأفكار أو قريباً منها ، فالاستغراق في توحيد الربوبية وأن الله رب كل شيء ومليكه ، وفي القضاء والقدر الكوني الذي يسري على المؤمن والكافر ، دون الإلتفات إلى جانب الأمر والنهي الشرعيين والمخاطب بهما المؤمنين والذي هو جانب توحيد الألوهية ، والاستغراق في كلمات ذوقية مثل الحب الإلهي والعشق الإلهي ، كل هذا أدى إلى قول أبي يزيد البسطامي عندما اجتاز بمقبرة اليهود: " معذورون" ومر بمقبرة المسلمين فقال " مغرورون " ثم يخاطب الله سبحانه وتعالى : " ما هؤلاء حتى تعذبهم حطام جرت عليهم القضايا ، اعف عنهم " http://www.dorar.net/misc/tip.gif وكأنه يريد أن يثبت رحمته للجنس البشري كله ، وكأنه أرحم من الله سبحانه بعباده ، ومن هذا القبيل ما روى الأمير شكيب أرسلان عن أحمد الشريف السنوسي http://www.dorar.net/misc/tip.gif أن عمه الأستاذ المهدي كان يقول له: " لا تحتقرن أحداًً لا مسلماً ولا نصرانياً ولا يهودياً ولا كافراً لعله يكون في نفسه عند الله أفضل منك إذ أنت لا تدري تكون خاتمتك " http://www.dorar.net/misc/tip.gif . وهذا الكلام غير صحيح من الشيخ السنوسي لأننا عندما نحتقر الكافر نحتقره لكفره وعندما يسلم نحترمه لإسلامه ونحن لنا الظاهر ، ولكن أثر التصوف واضح فيه وإن كنت لا أعتقد أنه ممن يقول بوحدة الأديان .
إن هذه العقيدة شبيهة بأفكار الماسونية التي تدعو إلى وحدة الإنسانية وترك الاختلاف بسبب الأديان فليترك كل واحد دينه وعقيدته وإنما تجمعنا الإنسانية ، دعوة خبيثة ملمسها ناعم ولكنها تحمل السم الزعاف في أحشائها.
.

مستر/ عصام الجاويش 11-05-2010 07:17 PM

الاستاذ الصوفى الذى لايعجبه العلامه الالبانى الذى يشهد له كل العلماء بالفضل عدا اعداء الاسلام وهم الروافض ومن كان على شاكلتهم ومعجب بالحاكم الذى صحح احاديث موضوعه ولا اصل لها
اهداء لك هذا الموقع قبل ان تتكلم فى المحدثين
http://www.dorar.net/book_index/7873

مستر/ عصام الجاويش 11-05-2010 07:21 PM

--حكم التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم(فضيلة العلامة الشيخ ناصر الدين الالبانى)
تاريخ الإضافة
2008-05-09
عدد الزيارات
2363 زيارة
جهة الفتوى
العلامة الالبانى
حكم التوسل بجاه النبي صلى الله عليهوسلم قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة - الحديث رقم (22): (توسلوا بجاهي ، فإن جاهي عند الله عظيم) (لا أصل له): مما لا شك فيه أن جاههصلى الله عليه وسلم ومقامه عند الله عظيم ، فقد وصف الله تعالى موسى بقوله: (وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهاً) [الأحزاب: 69] ، ومن المعلوم أن نبينا محمداً صلىالله عليه وسلم أفضل من موسى ، فهو بلا شك أوجه منه عند ربه سبحانه وتعالى ، ولكنهذا شيء ، والتوسل بجاهه صلى الله عليه وسلم شيء آخر ، فلا يليق الخلط بينهما كمايفعل بعضهم ، إذ إن التوسل بجاهه صلى الله عليه وسلم يقصد به من يفعله أنه أرجىلقبول دعائه ، وهذا أمر لا يمكن معرفته بالعقل ، إذ إنه من الأمور الغيبية التي لامجال للعقل في إدراكها ، فلا بد فيه من النقل الصحيح الذي تقوم به الحجة ، وهذا ممالا سبيل إليه البتة ، فإن الأحاديث الواردة في التوسل به صلى الله عليه وسلم تنقسمإلى قسمين : صحيح ، وضعيف . أما الصحيح ، فلا دليل فيه البتة على المدعى ، مثلتوسلهم به صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء ، وتوسل الأعمى به صلى الله عليه وسلمفإنه توسل بدعائه صلى الله عليه وسلم ، لا بجاهه ولا بذاته صلى الله عليه وسلم ،ولما كان التوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى غير ممكن، كان بالتالي التوسل به صلى الله عليه وسلم بعد وفاته غير ممكن ، وغير جائز . وممايدلك على هذا أن الصحابة رضي الله عنهم لما استسقوا في زمن عمر ، توسلوا بعمه صلىالله عليه وسلم العباس ، ولم يتوسلوا به صلى الله عليه وسلم ، وما ذلك إلا لأنهميعلمون معنى التوسل المشروع ، وهو ما ذكرناه من التوسل بدعائه صلى الله عليه وسلمولذلك توسلوا بعده صلى الله عليه وسلم بدعاء عمه ، لأنه ممكن ومشروع ، وكذلك لمينقل أن أحداً من العميان توسل بدعاء ذلك الأعمى ، وذلك لأن السر ليس في قول الأعمى : (اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة....) ، وإنما السر الأكبر فيدعائه صلى الله عليه وسلم له كما يقتضيه وعده صلى الله عليه وسلم إياه بالدعاء له ،ويشعر به قوله في دعائه : (اللهم فشفعه في) ، أي : أقبل شفاعته صلى الله عليه وسلم، أي : دعاءه في ، (وشفعني فيه) ، أي : اقبل شفاعتي ، أي : دعائي في قبول دعائه صلىالله عليه وسلم في . فموضوع الحديث كله يدور حول الدعاء ، كما يتضح للقاريء الكريمبهذا الشرح الموجز ، فلا علاقة للحديث بالتوسل المبتدع ، ولهذا أنكره الإمامأبوحنيفة ، فقال : (أكره أن يسأل الله إلا بالله) كما في "الدر المختار" ، وغيره منكتب الحنفية . وأما قول الكوثري في " مقالاته " : (وتوسل الإمام الشافعي بأبي حنيفةمذكورة في أوائل تاريخ الخطيب بسند صحيح) . فمن مبالغاته ، بل مغالطاته ، فإنه يشيربذلك إلى ما أخرجه الخطيب من طريق عمر بن إسحاق بن إبراهيم قال : نبأنا علي بنميمون قال : سمعت الشافعي يقول : (إني لأتبرك بأني حنيفة ، وأجيء إلى قبره في كليوم – يعني زائراً – فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين ، وجئت إلى قبره ، وسألت اللهتعالى الحاجة عنده ، فما تبعد عني حتى تقتضى) ، فهذه رواية ضعيفة ، بل باطلة. وقدذكر شيخ الإسلام في "اقتضاء الصراط المستقيم" معنى هذه الرواية ، ثم أثبت بطلانهفقال : (هذا كذب معلوم كذبه بالاضطرار عند من له أدنى معرفة بالنقل فإن الشافعي لماقدم ببغداد لم يكن ببغداد قبر ينتاب للدعاء عنده البتة بل ولم يكن هذا على عهداالشافعي معروفا وقد رأى الشافعي بالحجاز واليمن والشام والعراق ومصر من قبورالأنبياء والصحابة والتابعين من كان أصحابها عنده وعند المسلمين أفضل من أبي حنيفةوأمثاله من العلماء فما باله لم يتوخ الدعاء إلا عند قبر أبي حنيفة ثم أصحاب أبيحنيفة الذين أدركوه مثل أبي يوسف ومحمد وزفر والحسن ابن زياد وطبقتهم لم يكونوايتحرون الدعاء لا عند قبر أبي حنيفة ولا غيره ثم قد تقدم عن الشافعي ما هو ثابت فيكتابه من كراهة تعظيم قبور الصالحين خشية الفتنة بها وإنما يضع مثل هذه الحكايات منيقل علمه ودينه وإما أن يكون المنقول من هذه الحكايات عن مجهول لا يعرف). وأماالقسم الثاني من أحاديث التوسل ، فهي أحاديث ضعيفة و تدل بظاهرها على التوسلالمبتدع ، فيحسن بهذه المناسبة التحذير منها ، والتنبيه عليها فمنها: (الله الذييحيي ويميت وهو حي لا يموت ، اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها ووسع عليهامدخلها،بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي فإنك أرحم الراحمين) حديث ضعيف . ومنالأحاديث الضعيفة في التوسل ، الحديث الآتي :(مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ إِلَىالصَّلَاةِ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ السَّائِلِينَ عَلَيْكَوَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مَمْشَايَ هَذَا فَإِنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشَرًا وَلَابَطَرًا وَلَا رِيَاءً وَلَا سُمْعَةً وَخَرَجْتُ اتِّقَاءَ سُخْطِكَ وَابْتِغَاءَمَرْضَاتِكَ فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُعِيذَنِي مِنْ النَّارِ وَأَنْ تَغْفِرَ لِيذُنُوبِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ أَقْبَلَ اللَّهُ عَلَيْهِبِوَجْهِهِ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفِ مَلَكٍ) حديث ضعيف. ومن الأحاديثالضعيفة ، بل الموضوعة في التوسل : (لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحقمحمد لما غفرت لي فقال الله يا آدم وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه قال يا رب لما خلقتنيبيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا اللهمحمد رسول الله فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك فقال الله صدقت ياآدم إنه لأحب الخلق إلي ادعني بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك) موضوع. انتهىكلام العلامة الالباني من سلسلة الأحاديث الضعيفة الحديث رقم 22.
ما حُكم التوسّل بِجاه النبي صلى الله عليه وسلّم ، أو بِحقِّه ؟
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد بالرياض

</TD< tr>

السؤال :
ما حُكم هذا الدعاء ؟
يا رب أدعوك و أترجاك بيومك الفضيل وبكل اسم سميت به نفسك عرفناه أم لم نعرفه ، وجاه حبيبك المصطفى أن تشفي لي أخي فلان من كل مرض ألمّ به . يا شافي يا مُعافي وتصبره على مرضه يا مصبر . وتفرج كربه يا مفرج الكروب يا الله .
وما حُكم الدعاء بِحق المصطفى صلى الله عليه وسلم ؟

الجواب :

لا يجوز هذا الدعاء ففيه اعتداء من جهتين :

الأولى : السؤال باليوم الفضيل ، إذ لا يَجوز السؤال باليوم ، وإنما لقو قال : في هذا اليوم المبارك ، ونحوه جاز .

والثاني : السؤال بِجاهِ النبي صلى الله عليه وسلم

إذ لا يجوز التوسّل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن التوسّل بجاهه صلى الله عليه وسلم من بِدع الدعاء .

فإن الصحابة رضي الله عنهم لم يتوسّلوا بجاه النبي صلى الله عليه وسلم مع شدّة تعظيمهم للنبي صلى الله عليه وسلم ، ومعرفتهم بقدره ، ومع بلوغهم المرتبة القصوى في محبته صلى الله عليه وسلم .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

السؤال بالمعظّم كالسؤال بحق الأنبياء ، فهذا فيه نزاع وقد تقدم عن أبى حنيفة وأصحابه أنه لا يجوز ذلك ومن الناس من يجوز ذلك فنقول قول السائل لله تعالى أسألك بحق فلان وفلان من الملائكة والأنبياء والصالحين وغيرهم أو بجاه فلان أو بحرمة فلان يقتضى أن هؤلاء لهم عند الله جاه وهذا صحيح فإن هؤلاء لهم عند الله منزلة وجاه وحرمة يقتضى أن يرفع الله درجاتهم ويعظم أقدارهم ويقبل شفاعتهم إذا شفعوا ، مع أنه سبحانه قال : (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) ...

ولكن ليس نفس مجرد قدرهم وجاههم مما يقتضى إجابة دعائه إذا سأل الله بهم حتى يسأل الله بذلك ، بل جاههم ينفعه أيضا إذا اتبعهم وأطاعهم فيما أمروا به عن الله ، أو تأسّى بهم فيما سَنُّوه للمؤمنين ، وينفعه أيضا إذا دعوا له وشفعوا فيه ، فأما إذا لم يكن منهم دعاء ولا شفاعة ولا مِنْه سبب يقتضى الإجابة لم يكن متشفعا بجاههم ، ولم يكن سؤاله بجاههم نافعا له عند الله ، بل يكون قد سأل بأمر أجنبي عنه ليس سببا لنفعه ، ولو قال الرجل لِمُطَاعٍ كبير : أسألك بطاعة فلان لك وبحبِّك له على طاعتك وبجاهه عندك الذي أوجبته طاعته لك لكان قد سأله بأمر أجنبي لا تعلّق له به ، فكذلك إحسان الله إلى هؤلاء المقربين ومحبته لهم وتعظيمه لأقدارهم مع عبادتهم له وطاعتهم إياه ليس في ذلك ما يوجب إجابة دعاء من يسأل بهم ، وإنما يوجب إجابة دعائه بسبب منه لطاعته لهم ، أو سبب منهم لشفاعتهم له ، فإذا انتفى هذا وهذا فلا سبب .

نعم ، لو سأل الله بإيمانه بمحمد صلى الله عليه وسلم ومحبته له وطاعته له واتِّباعه لكان قد سأله بسبب عظيم يقتضى إجابة الدعاء ، بل هذا أعظم الأسباب والوسائل . اهـ .

ومما يَستدل به من يتوسّل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ما يُروى عنه عليه الصلاة والسلام : " إذا سألتم الله فاسألوه بِجاهِي ، فإن جاهي عند الله عريض " وهو حديث موضوع مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا تجوز روايته ، ولا يَحِلّ تناقله إلا على سبيل التحذير منه .

يقول علامة الشام الشيخ جمال الدين القاسمي في تفسيره :
إن لَفظ ( الجاه ) الذي يُضيفونه إلى الأنبياء والأولياء عند التوسّل ، مفهومه العرفي هو السُّلْطة ، وإن شئت قلت نفاذ الكلمة عند من يُستَعمل عليه أو لديه ، فيُقال : فلان اغتصب مال فلان بِجاهِه ، ويُقال : فلان خلّص فُلاناً من عقوبة الذنب بِجاهِه ، لدى الأمير أو الوزير مثلا . فَزَعْمُ زاعِم أن لفلان جاهاً عند الله بهذا المعنى ، إشراك جَليّ لا خَفيّ . وقلّما يَخطر ببال أحد من المتوسِّلِين معنى اللفظ اللغوي ، وهو المنزلة والقَدْر . على أنه لا معنى للتوسّل بالقَدْر والمنزلة في نفسها ؛ لأنه ليست شيئا يَنْفَع . وإنما يكون لذلك معنى ، لو أُوِّلَتْ بِصِفة من صفات الله ، كالاجتباء والاصطفاء ، ولا علاقة لها بالدعاء ، ولا يُمكن لِمُتوسِّل أن يَقصدها في دعائه . اهـ .

ويُنظر لذلك : مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ( 1/356 ) و ( 27/82 ) ، وفتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ( 1/153) والتوسل – أنواعه وأحكامه – ص 128 الألباني .

والله تعالى أعلم .

السؤال:

ما حكم الإسلام في التوسل بالأنبياء والأولياء؟

المفتي:
فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية
الإجابة:

التوسل بالأنبياء والأولياء قول مجمل يحتمل أنواعاً يختلف الحكم باختلافها وبيان ذلك.

أولا: أن يطلب من النبي أو الولي في حياته وعلى مسمع منه أن يدعو له، وهذا جائز، ومنه طلب أعرابي من النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يخطب خطبة الجمعة أن يدعو الله تعالى لينزل الغيث، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم ربه سبحانه فأنزل الغيث، ثم طلب منه الجمعة التي بعدها أن يدعو الله تعالى أن يرفع الغيث عنهم لما أصاب الناس من ضر فدعا صلى الله عليه وسلم ربه سبحانه أن يجعله على الآكام والظراب.. إلخ؛ لما ثبت عن أنس بن مالك أنه قال: "أصابت الناس سنة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فبينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب في يوم الجمعة قام أعرابي، فقال: يا رسول الله، هلك المال وجاع العيال فادع الله لنا، فرفع يديه وما نرى في السماء قزعة، فوالذي نفسي بيده ما وضعها حتى ثار السحاب مثل الجبال ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته صلى الله عليه وسلم، فمطرنا يومنا ذلك ومن الغد وبعد الغد والذي يليه حتى الجمعة الأخرى، وقام ذلك الأعرابي، أو قال غيره، فقال: يا رسول الله، تهدم البناء وغرق المال فادع الله لنا، فرفع يديه فقال: اللهم حوالينا ولا علينا فما يشير بيديه إلى ناحية من السحاب إلا انفرجت، وصارت المدينة مثل الجوبة وسال الوادي قناة شهرا ولم يجيء أحد من ناحية إلا حدث بالجود" (رواه البخاري ومسلم)
وثبت عن أنس أيضاً رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا أقحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال: "اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، قال: فيسقون"، رواه البخاري وهذا ليس توسلاً بالجاه والحرمة والحق ونحو ذلك، وإنما هو توسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم ربه في حياته أن ينزل المطر أو يدفع الضر، وكذا التوسل بدعاء العباس ربه، وعلى هذا يكون هذا التوسل من النوع الأول، ويدل على ذلك عدول عمر والصحابة رضي الله عنهم عن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته إلى التوسل بعمه العباس، فإن النبي صلى الله عليه وسلم محترم حياً وميتاً، وجاهه عند ربه وعند المؤمنين عظيم حياً وميتاً.

ثانيا: أن يتوسل إلى الله في دعائه بجاه نبي أو حرمته أو بركته أو بجاه غيره من الصالحين أو حرمته أو حقه أو بركته فيقول: اللهم بجاه نبيك أو حرمته أو بركته أعطني مالاً وولداً أو أدخلني الجنة وقني عذاب النار مثلاً فليس بمشرك شركاً يخرج عن الإسلام لكنه ممنوع؛ سداً لذريعة الشرك، وإبعاداً للمسلم من فعل شيء يفضي إلى الشرك، ولا شك أن التوسل بجاه الأنبياء والصالحين وسيلة من وسائل الشرك التي تفضي إليه على مر الأيام.
كما دلت عليه التجارب وشهد له الواقع، ولقد جاءت أدلة كثيرة في الكتاب والسنة تدل دلالة قاطعة على أن سد الذرائع إلى الشرك والمحرمات من مقاصد الشريعة، من ذلك قوله تعالى: {ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون} فنهى سبحانه المسلمين عن سب آلهة المشركين التي يعبدونها من دون الله مع أنها باطلة؛ لئلا يكون ذلك ذريعة إلى سب المشركين الإله الحق سبحانه انتصاراً لآلهتهم الباطلة جهلاً منهم وعدواناً، ومنها: نهيه صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد؛ خشية أن تعبد، ومنها: تحريم خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية، وتحريم إبداء المرأة زينتها للرجال الأجانب، وتحريم خروجها من بيتها متعطرة، وأمر الرجال بغض البصر عن زينة النساء، وأمر النساء أن يغضضن من أبصارهن؛ لأن ذلك كله ذريعة إلى الافتتان بها ووسيلة إلى الوقوع في الفاحشة، قال الله تعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن} الآية.
وثبت في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" ولأن التوسل بالجاه والحرمة ونحوهما في الدعاء لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم، والعبادة توقيفية، ولم يرد في كتاب الله ولا في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ما يدل على هذا التوسل، فعلم أنه بدعة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"

ثالثا: أن يدعو الأنبياء أو الأولياء ويستغيث بهم في قضاء حاجاتهم، كقول أحدهم: يا رسول الله، فرج كربتي أو اشفني، أو يقول: مدد مدد يا رسول الله، أو يا حسين، فهذا ونحوه شرك أكبر يخرج قائله من الإسلام، وقد أنزل الله كتبه وأرسل رسله لإبطال ذلك والتحذير منه.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية - المجلد الحادي عشر(العقيدة).


من كتاب : فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الأفتاء
جمع وترتيب الشيخأحمد بن عبدالرزاق الدويش
المجلد الاول ( العقيدة )

[COLOR= blue]
في صفحة : 503 الى 507
السؤال الأول من الفتوى رقم (2961) :
س1 : ما حكم الإسلام في التوسل بالأنبياء والأولياء ؟
ج1 : التوسل بالأنبياء والأولياء قول مجمل يحتمل أنواعاً يختلف الحكمباختلافها وبيان ذلك .
اولأً : أن يطلب من النبي أو الولي في حياته وعلى مسمعمنه أن يدعو له ، وهذا جائز ، ومنه طلب أعرابي من النبي صلى الله عليه وسلم وهو علىالمنبر يخطب خطبة الجمعة أن يدعو الله تعالى لينزل الغيث ، فدعا النبي صلى اللهعليه وسلم ربه سبحانه فأنزل الغيث ، ثم طلب منه الجمعة التي بعدها أن يدعو اللهتعالى أن يرفع الغيث عنهم لما أصاب الناس من ضر فدعا صلى الله عليه وسلم ربه سبحانهوتعالى أن يجعله على الآكام والظراب .. الخ ، لما ثبت عن أنس بن مالك أنه قال : ( أصابت الناس سنة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فبينما النبي صلى الله عليه وسلميخطب في يوم الجمعة قام أعرابي ، فقال : يا رسول الله ، هلك المال وجاع العيال فادعالله لنا ، فرفع يديه وما نرى في السماء قزعة ، فوالذي نفسي بيده ما وضعها حتى ثارالسحاب مثل الجبال ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته صلى اللهعليه وسلم ، فمطرنا يومنا ذلك ومن الغد وبعد الغد والذي يليه حتى الجمعة الأخرى ،وقام ذلك الأعرابي ، أو قال غيره ، فقال يا رسول الله ، تهدم البناء وغرق المالفادع الله لنا فرفع ، فقال : ((اللهم حوالينا ولا علينا)) فما يشير بيديه إلى ناحيةمن السحاب إلا انفرجت ، وصارت المدينة مثل الجوبة وسال الوادي قناة شهراً ولم يجيءأحد من ناحية إلا حدث بالجود) . رواه البخاري ومسلم ، وثبت عن أنس أيضاً رضي اللهعنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا أقحطوا استسقى بالعباس بن عبدالمطلبفقال : (اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا ، وإنا نتوسل إليك بعم نبينافاسقنا ، فقال : فيسقون) رواه البخاري ، وهذا ليس توسلاً بالجاه والحرمة والحق ونحوذلك ، وإنما هو توسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم ربه في حياته أن ينزل المطر أويدفع الضر ، وكذا التوسل بدعاء العباس ربه ، وعلى هذا يكون هذا التوسل من النوعالأول ، ويدل على ذلك عدول عمر والصحابة رضي الله عنهم عن التوسل بالنبي صلى اللهعليه وسلم بعد موته إلى التوسل بعمه العباس ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم محترمحياً وميتاً ، وجاهه عند ربه وعند المؤمنين عظيم حياً وميتاً .
ثانياً : أنيتوسل إلى الله في دعائه بجاه نبي أو حرمته أو بركته أو بجاه غيره من الصالحين أوحرمته أو حقه أو بركته فيقول : ( اللهم بجاه نبيك أو حرمته أو بركته أعطني مالاًوولداً أو أدخلني الجنة وقني عذاب النار ) مثلاً فليس بمشرك شركاً يخرج عن الإسلاملكنه ممنوع ، سداً لذريعة الشرك ، ولا شك أن التوسل بجاه الأنبياء والصالحين وسيلةمن وسائل الشرك التي تفضي إليه على مر الأيام ، كما دلت عليه التجارب وشهد لهالواقع ، ولقد جاءت أدلة كثيرة في الكتاب والسنة تدل دلالة قاطعة على أن سد الذرائعإلى الشرك والمحرمات من مقاصد الشريعة ، من ذلك قوله تعالى : ( ولا تسبوا الذينيدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهممرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون (108) ) ، فنهى سبحانه المسلمين عن سب آلهةالمشركين التي يعبدونها من دون الله مع أنها باطلة ، لئلا يكون ذلك ذريعة إلى سبالمشركين الإله الحق سبحانه انتصاراً لآلهتهم الباطلة جهلاً منهم وعدواناً ، ومنها : نهيه صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد أن تعبد ، ومنها : تحريم خلوةالرجل بالمرأة الأجنبية ، وتحريم إبداء المرأة زينتها للرجال الأجانب ، وتحريمخروجها من بيتها معطرة ، وأمر الرجال بغض البصر عن زينة النساء ، وأمر النساء أنيغضضن من أبصارهن ، لأن ذلك كله ذريعة إلى الافتنان بها ووسيلة إلى الوقوع فيالفاحشة ، قال الله تعالى : ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلكأزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون (30) وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ) الآية .
وثبت في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((لعن الله اليهود والنصارىاتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) ، ولأن التوسل بالجاه والحرمة ونحوها في الدعاء لمينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والعبادة توقيفية ، ولم يرد في كتاب الله ولافي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ما يدل على هذا التوسل ، فعلم فيأنه بدعة ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد )) .
ثالثاً : أن يدعو الأنبياء أو الأولياء ويستغيث بهم في قضاء حاجاتهم ، كقولأحدهم : يا رسول الله ، فرج كربتي أو اشفني ، أو يقول : مدد مدد يا رسول الله ، أويا حسين ، فهذا ونحوه شرك أكبر يخرج قائله من الإسلام ، وقد أنزل الله كتبه وأرسلرسله لإبطال ذلك والتحذير منه .
وبالله التوفيق . وصلى الله على نبينا محمد ،وآله وصحبه وسلم .

اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء .

مستر/ عصام الجاويش 11-05-2010 07:30 PM

الاخ الصوفى انت اسلوبك غير مقبول وتتطاول على علماء اهل السنه ولا تأخذ الا باقوال المتصوفه وكل من تستشهد بهم متصوفه ومنهم الشيخ الشعراوى رحمه الله وهذا ليس صواب فى المناظرات لان كلام الصوفى سيكون مؤيد تماما لفكرك
كمان انت تتكلم معنا بالفاظ ليس فيها محبه مره تقول تدليس ومره تقول جهل يااخى نحن ننقل كلام علماء وانت ايضا تنقل هو انت عاوز تفهمنى انك كاتب الكلام المكتوب بالتشكيل ده؟ انت ناقل ايضا من مواقعكم التى تعادى اهل السنه ولاتتكلم كلمه واحده عن اعداء الاسلام . فانتم تفعلون كما يفعل الشيعه يقولون ان عدوهم هو عمر بن الخطاب (رضى الله عنه رغم انف الروافض ومن والاهم)

أبو إسراء A 11-05-2010 07:55 PM

ما قولك فى شيخك الزنديق الحلولى حبيب النصارى الحلاج؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

من هو الحلاج الزنديق
من هو منصور الحلاج ؟ وما هو وضعه في التاريخ الإسلامي ؟.

الحمد لله
الحلاج هو الحسين بن منصور الحلاج ، ويكنى أبا مغيث . وقيل : أبا عبد الله .
نشأ بواسط . وقيل بتستر ، وخالط جماعة من الصوفية منهم سهل التستري والجنيد وأبو الحسن النوري وغيرهم .
رحل إلى بلاد كثيرة ، منها مكة وخراسان ، والهند وتعلم السحر بها ، وأقام أخيراً ببغداد ، وبها *** .
تعلم السحر بالهند ، وكان صاحب حيل وخداع ، فخدع بذلك كثيراً من جهلة الناس ، واستمالهم إليه ، حتى ظنوا فيه أنه من أولياء الله الكبار .
له قبول عند عامة المستشرقين ويظهرونه على أنه *** مظلوماً ، وذلك لما سيأتي من أن اعتقاده قريب من اعتقاد النصارى ، ويتكلم بكلامهم .
*** ببغداد عام 309 هـ بسبب ما ثبت عنه بإقراره وبغير إقراره من الكفر والزندقة .
وأجمع علماء عصره على ***ه بسبب ما نقل عنه من الكفر والزندقة .
وها هي بعض أقواله :
1 1- ادعى النبوة ، ثم تَرَقَّى به الحال أن ادعى أنه هو الله . فكان يقول : أنا الله . وأمر زوجة ابنه بالسجود له . فقالت : أو يسجد لغير الله ؟ فقال : إله في السماء وإله في الأرض .
2- كان يقول بالحلول والاتحاد . أي : أن الله تعالى قد حَلَّ فيه ، وصار هو والله شيئاً واحداً . تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

وهذا هو الذي جعل له القبول عن المستشرقين النصارى لأنه وافقهم على الحلول ، إذ إنهم يعتقدون في عيسى عليه السلام أن الله تعالى قد حَلَّ فيه . ولهذا تكلم الحلاج باللاهوت والناسوت كما يفعل النصارى . فمن أشعاره :
سبحان مـن أظهر ناسوته سـر لاهوته الثاقـــب
ثم بدا في خلقـه ظــاهراً في صورة الآكل والشارب !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

ولما سمع ابن خفيف هذه الأبيات قال : على قائل هذا لعنة الله . فقيل له : هذا شعر الحلاج . فقال : إن كان هذا اعتقاده فهو كافر اهـ
3 - سمع قارئاً يقرأ آية من القرآن ، فقال : أنا أقدر أن أؤلف مثل هذا .
4- من أشعاره :

عَقَدَ الخلائقُ في الإله عقائدا وأنا اعتقدتُ جميعَ ما اعتقدوه
وهذا الكلام مع تضمنه إقراره واعتقاده لجميع الكفر الذي اعتقدته الطوائف الضالة من البشر ، فإنه مع ذلك كلام متناقض لا يقبله عقل صريح ، إذ كيف يعتقد التوحيد والشرك في آنٍ واحد ؟!
5 - له كلام يبطل به أركان الإسلام ، ومبانيه العظام ، وهي الصلاة والزكاة والصيام والحج .
6- كان يقول : إن أرواح الأنبياء أعيدت إلى أجساد أصحابه وتلامذته ، فكان يقول لأحدهم : أنت نوح ، ولآخر : أنت موسى ، ولآخر : أنت محمد .
7- لما ذُهب به إلى ال*** قال لأصحابه : لا يهولنكم هذا ، فإني عائد إليكم بعد ثلاثين يوماً . ف*** ولم يَعُدْ .!!!!!!!!!


وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( مَنْ اعْتَقَدَ مَا يَعْتَقِدُهُ الْحَلاجُ مِنْ الْمَقَالاتِ الَّتِي قُتِلَ الْحَلاجُ عَلَيْهَا فَهُوَ كَافِرٌ مُرْتَدٌّ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ ; فَإِنَّ الْمُسْلِمِينَ إنَّمَا قَتَلُوهُ عَلَى الْحُلُولِ وَالاتِّحَادِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ مَقَالاتِ أَهْلِ الزَّنْدَقَةِ وَالإِلْحَادِ كَقَوْلِهِ : أَنَا اللَّهُ . وَقَوْلِهِ : إلَهٌ فِي السَّمَاءِ وَإِلَهٌ فِي الأَرْضِ . . . وَالْحَلاجُ كَانَتْ لَهُ مخاريق وَأَنْوَاعٌ مِنْ السِّحْرِ وَلَهُ كُتُبٌ مَنْسُوبَةٌ إلَيْهِ فِي السِّحْرِ . وَبِالْجُمْلَةِ فَلا خِلافَ بَيْنِ الأُمَّةِ أَنَّ مَنْ قَالَ بِحُلُولِ اللَّهِ فِي الْبَشَرِ وَاتِّحَادِهِ بِهِ وَأَنَّ الْبَشَرَ يَكُونُ إلَهًا وَهَذَا مِنْ الآلِهَةِ : فَهُوَ كَافِرٌ مُبَاحُ الدَّمِ وَعَلَى هَذَا قُتِلَ الْحَلاجُ )اهـ مجموع الفتاوى ( 2/480 ) .
وقال أيضاً : ( وَمَا نَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ ذَكَرَ الْحَلاجَ بِخَيْرِ لا مِنْ الْعُلَمَاءِ وَلا مِنْ الْمَشَايِخِ ; وَلَكِنَّ بَعْضَ النَّاسِ يَقِفُ فِيهِ ; لأَنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ أَمْرَهُ ) .اهـ مجموع الفتاوى ( 2/483 ) .
للاستزادة يراجع :
تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ( 8/112-141) . المنتظم لابن الجوزي ( 13/201-206) . سير أعلام النبلاء للذهبي ( 14 / 313-354 ) . البداية والنهاية لابن كثير ( 11/132-144) .
والله الهادي إلى سواء السبيل.

أبو إسراء A 11-05-2010 09:43 PM

الرد على محب القبوريين
فى تضعيفه
لأسانيد كلام الشافعى فى الصوفية



رأي الإمام الشافعي في التصوف

قال البيهقي في مناقب الشافعي : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال سمعت أبا محمد جعفر بن محمد بن الحارث يقول سمعت أبا عبد الله الحسين بن محمد بن بحر يقول سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول سمعت الشافعي يقول : (( لو أن رجلا تصوف أول النهار لم يأت عليه الظهر إلا وجدته أحمق )) [ ص 207 / 2 ]

وهذا اسناد صحيح لا مطعن وهذه تراجم رجال السند .

1. أبو عبد الله الحافظ هو الحاكم صاحب المستدرك على الصحيحين شهرته تغني عن التعريف به .

2. جعفر بن محمد بن الحارث ، أبو محمد المراغي .

روى عن أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي الحافظ ، وأبي يعلي أحمد بن علي بن المثنى ، وأحمد بن يحيى بن زهير ، وأبي بكر جعفر بن محمد الفريابي ، أبي يحيى زكريا بن محمد النيسابوري ، وزكريا بن يحيى الساجي ، وعبد الله بن أحمد الجواليقي ، وعبد الله بن محمد بن سواد الهاشمي ، وأبي محمد عبد الله بن محمد بن ناجية ، ومحمد بن الحسن بن قتيبة ، وأبي بكر محمد بن يحيى بن سليم المروزي ، المفضل بن محمد الجندي ، وأبي خليفة القاضي ، وغيرهم .

وعنه وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج ، وأبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي ، وأبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم صاحب المستدرك .

قال الحاكم في تاريخ نيسابور : (( شيخ الرحالة في طلب الحديث وأكثرهم له جميعا .كتب الحديث بأصابعه نيفا وستين سنة، ولم يزل يكتب إلى أن توفاه الله تعالى ، وكان من أصدق الناس فيه وأثبتهم )) [ ص 208 ] ، وكذا قال السمعاني في الأنساب [ 246 / 5 ]

3. ابن بحر هو : هو الحسين بن محمد بن الضحاك المصري أبو عبد الله كما جاء التصريح به في كتاب أحكام القرآن للشافعي قال البيهقي : (( انا محمد بن عبد الله الحافظ قال سمعت أبا محمد جعفر بن محمد بن الحارث يقول سمعت أبا عبد الله الحسين بن محمد بن الضحاك المعروف بابن بحر يقول سمعت إسماعيل بن يحيى المزني ... الخ )) [ ص 40 / 1 ] وكذلك السهمي في سؤالاته للدارقطني قال : (( وسألته عن أبي عبد الله الحسين بن محمد بن الضحاك يعرف بابن أخي بحر بمصر )) [ ص 204 ]

روى عن أحمد بن سعيد بن أبي مريم ، وإسماعيل بن يحيى المزني ، وحرملة بن يحيى بن عمران ، والحسين بن نصر ، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، وأبي مروان محمد بن عثمان العثماني

وعنه أحمد بن القاسم بن عبد الوهاب ، وأبو محمد جعفر بن محمد بن الحارث ، والحسن بن علي المطرز ، وأبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ صاحب كتاب الكامل في الضعفاء ، وأبو الحسن محمد بن عبد الله النيسابوري ، ومحمد بن القاسم بن شعبان .

ذكره الحافظ محمد بن عبد الله بن زبر الربعي في جملة العلماء الذين ذكر تاريخ وفاتهم كما في كتابه مولد العلماء ووفياتهم ص 638 / 2 . وقال الدارقطني : (( ثقة )) [ سؤالات السهمي ص 204 ]

5. يونس بن عبد الأعلى ، صاحب الشافعي ، أحد رجال مسلم في الصحيح ، وقال ابن أبي حاتم : (( سمعت أبى يوثق يونس بن عبد الأعلى ويرفع من شأنه )) [ الجرح والتعديل ص 243 / 9 ] ، وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ : (( عالم الديار المصرية الامام أبو موسى الصدفي المصري الحافظ المقرىء الفقيه )) [ ص 527 / 2 ] ، وقال الحافظ ابن حجر : (( ثقة )) [ تقريب التهذيب ص 616 ]

فهذا هو رأي الشافعي الذي نقلته ثقات العلماء .

==============

أبو إسراء A 11-05-2010 10:20 PM


الرد على محب القبوريين
فى تقسيمه للبدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة

ليس في البدع شيء حسن ؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )

أبو إسراء A 12-05-2010 04:51 AM




أنظر ماذا يقول شيخك الشعرانى الزنديق

وهاهو الشعراني يقول في كتابه الكبريت الأحمر:


يقول الله عز وجل في بعض الهواتف الإلهية




"يا عبادي الليل لي لا للقرآن يتلى إن لك في النهار سبحاً طويلا فاجعل الليل كله لي وما طلبتك إذا تلوت القرآن بالليل لتقف على معانيه فإن معانيه تفرقك عن المشاهدة

فآية تذهب بك إلى جنتي وما أعددت فيها لأوليائي فأين أنا إذا كنت في جنتك مع الحور متكئا على فرش بطائنها من إستبرق


وآية تذهب بك إلى جهنم فتعاين ما فيها من أنواع العذاب فأين أنا إذا كنت مشغولاً بما فيها

وآية تذهب بك إلى قصة آدم أو نوح أو هود أو صالح أو موسى أو عيسى عليهم الصلاة والسلام وهكذا

وما أمرتك بالتدبر إلا لتجتمع بقلبك علي وأما إستنباط الأحكام فلها وقت آخر وثم مقام رفيع وأرفع" أهـ

( الكبريت الأحمر
على هامش اليواقيت والجواهر ص21).



وهذه زندقة عظيمة،


إذ أين قال الله هذا الذي يفتريه الشعراني،

ثم كيف يقول الله ما يخالف القرآن الحق

المنزل على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم


حيث يقول تعالى

( كتاب أنزلناه إليك مباركٌ ليدبروا آياته ).

وقال تعالى

( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ).

وقال تعالى

( فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ).



وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم الليل بالقرآن كلما مر على آية فيها ذكر للجنة وقف عندها ودعا الله عز وجل

وكلما مر على آية أخرى فيها تهديد ووعيد وقف عندها ودعا الله سبحانه واستعاذ من النار

كما صح ذلك من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ،


وهؤلاء زعموا أن قراءة القرآن بالليل والقيام به

مشغلة وانصراف عن الله!!




والحال أن القيام بالليل هو أعظم فريضة فرضها الله على رسوله ليبلغ بذلك المنزلة العظمى يوم القيامة،

قال تعالى

(ومن الليل فتهجد به نافلة لك

عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً)

ومعنى (تهجد به) أي بالقرآن،


فجعل الله المقام المحمود للرسول ثمرة لقيام الليل بالقرآن



وهذا أيضا أول أمر أُمر به الرسول صلى الله عليه وسلم

كما قال تعالى:


(يأيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص من قليلاً

أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا) الآيات.


والمهم هنا أن هؤلاء الكذابين صرفوا الناس عن القرآن

بزعمهم أنه مشغلة عن عبادة الله

فأي تلبيس أكبر من هذا.

أبو إسراء A 12-05-2010 04:56 AM

شيخك أبو يزيد البسطامى أفضل من الأنبياء!!!!!!!!!!!!!

كما قال أبو يزيد البسطامي
خضنا بحراً وقف الأنبياء بساحله..

وقال ابن سبعين:

(لقد حجر ابن آمنة واسعاً

إذ قال لا نبي بعدي)


وهذا القول من هذا الزنديق في غاية الشناعة والباطل وإتهام الرسول!!

فلعنة الله على من قال ذلك أو صدقه..
وتابعه في هذا القول.

وبإختصار فللمتصوفة أعنى الزنادقة منهم

أساليب عظيمة في الكيد والمكر بالإسلام

ومن أعظم ذلك صرف الناس عن القرآن

بهذه الأكاذيب والافتراءات.

دانة السلسبيل 12-05-2010 05:01 AM

هؤلاء زعماء التصوف كالحلاج البسطامي والجيلي، وابن سبعين، وابن عربي،



والنابلسي والتيجاني وغيرهم مدسوسون على هذه الأمة،




كاذبون على الله ورسوله،



قائلون في دين الله بالباطل،



كل منهم زعم أنه الله المتصرف في الكون،



وكل منهم زعم أن الله قد وكله بجزء من هذا العالم،



وكل منهم زعم أنه الولي الكامل الذي يأتيه الوحي صبحاً ومساءً



بل المطلع على الغيب، القارئ في اللوح المحفوظ،



الذي ختم الله به الأولياء، والذي جعله قبلة للعالمين



ومعجزة ومناراً للخلق أجمعين،



وأنه بعد النبي رأساً،



والنبي عندهم هو المستولي والمستوي على عرش الله الرحماني،



فليس على العرش غير ذات محمد،



ومحمد عندهم هو أول الذوات وجوداً،



وهو أول التعينات وهو الذي استوى على عرش الله،



وهو الذي يوحي الوحي إلى كل الأنبياء



وينزل الإلهام إلى كل الأولياء



بل هو الذي أوحى لنفسه من نفسه



فهو الذي سلم إلى جبريل الوحي في السماء،



وتلقاه منه في الأرض…





هل سمعتم يا مسلمون



عقيدة تحمل كل هذه الوقاحة والخسة



والنذالة والكفر والمروق…



هذه هي عقيدة الصوفية،



وهذا هو تراثها ودينها.

دانة السلسبيل 12-05-2010 05:08 AM

ابن عقيل يصف

فضائح قومك:




وأنا أذم الصوفية لوجوه يوجب الشرع ذم فعلها منها:


أنهم اتخذوا مناخ البطالة وهي الأربطة


فانقطعوا إليها عن الجماعات في المساجد


فلا هي مساجد ولا بيوت ولا خانات


وصمدوا فيها للبطالة عن أعمال المعاش




وبدنوا أنفسهم بدن البهائم للأكل والشرب والرقص والغناء،


وعولوا على الترقيع المعتمد به التحسين تلميعاً


والمشاوذ بألوان مخصوصة أوقع في نفوس العوام والنسوة


من تلميع السقلاطون بألوان الحرير،




واستمالوا النسوة والمردان


(الأمرد الشاب الذي لم ينبت شعر وجهه)



بتصنع الصور واللباس فما دخلوا بيتاً فيه نسوة


فخرجوا إلا عن فساد قلوب النسوة على أزواجهن




ثم يقبلون الطعام والنفقات من الظلمة والفجار وغاصبي الأموال


كالعداد والأجناد وأرباب المكوس،




ويستصحبون المردان في السماعات يجلبونهم في الجموع مع ضوء الشموع،



ويخالطون النسوة الأجانب ينصبون لذلك حجة إلباسهن الخرقة،




ويستحلون بل يوجبون اقتسام ثياب من طرب فسقط ثوبه،


ويسمون الطرب وجداً، والدعوة وقتاً، واقتسام ثياب الناس حكماً،



ولا يخرجون من بيت دعوا إليه إلا إلزام دعوة أخرى



يقولون أنها وجبت


واعتقاد ذلك كفر وفعله فسوق.




ويعتقدون أن الغناء بالقضبان قربة


وقد سمعنا عنهم أن الدعاء عند حدو الحادي وعند حضور المخذة مجاب


اعتقاداً منهم أنه قربة وهذا كفر أيضا


لأن من اعتقد المكروه والحرام قربة كان بهذا الاعتقاد كافراً


والناس بين تحريمه وكراهيته.




ويسلمون أنفسهم إلى شيوخهم


فإن عولوا إلى مرتبة شيخه


قيل الشيخ لا يعترض عليه،



فحد من حل رسن ذلك الشيخ وانحطاطه


في سلك الأقوال المتضمنة للكفر والضلال المسمى شطحاً




وفي الأفعال المعلومة كونها في الشريعة فسقاً.



فإن قبل أمردا قيل رحمة،



وإن خلا بأجنبية قيل بنته وقد لبست الخرقة،



وإن قسم ثوباً على غير أربابه من غير رضا مالكه



قيل حكم الخرقة،





قال ابن عقيل:


وليس لنا شيخ نسلم إليه حاله


إذ ليس لنا شيخ غير داخل في التكليف


وأن المجانين والصبيان يضرب على أيديهم وكذلك البهائم،


والضرب بدل من الخطاب،


ولو كان لنا شيخ يسلم إليه حاله


لكان ذلك الشيخ أبا بكر الصديق رضي الله عنه .


وقد قال إن اعوججت فقوموني


ولم يقل فسلموا إلي.




ثم أنظر إلى الرسول صلوات الله عليه كيف اعترضوا عليه.


فهذا عمر يقول:


ما بالنا نقصر وقد أمنا.


وآخر يقول:


تنهانا عن الوصال وتواصل؟


وآخر يقول:


أمرتنا بالفسخ ولم تفسخ!




ثم إن الله تعالى تقول له الملائكة:


(أتجعل فيها).



ويقول موسى:


(أتهلكنا بما فعل السفهاء منا)،





وإنما هذه الكلمة


( يعني: قول الصوفية:

الشيخ لا يعترض عليه )



جعلها الصوفية ترفيها لقلوب المتقدمين،

وسلطنة سلوكها على الإتباع والمريدين



كما قال تعالى:

(فاستخف قومه فأطاعوه)




ولعل هذه الكلمة من القائلين منهم بأن العبد إذا عرف لم يضره ما فعل.


وهذه نهاية الزندقة



لأن الفقهاء أجمعوا على أنه لا حالة ينتهي إليها العارف


إلا ويضيق عليه التكليف كأحوال الأنبياء يضايقون في الصغائر.




فالله الله في الإصغاء إلى هؤلاء


الفرَّاغ الخالين من الإثبات.


وإنما هم زنادقة


جمعوا بين مرقعات وصوف،


وبين أعمال الخلعاء الملحدة


أكل وشرب ورقص


وسماع وإهمال لأحكام الشرع.



ولم تتجاسر الزنادقة أن ترفض الشريعة


حتى جاءت المتصوفة فجاؤا بوضع أهل الخلاعة. أهـ



( تلبيس إبليس ص373-374 )


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 05:47 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.