بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   مصر بين الماضى و الحاضر (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=569)
-   -   الـحـفــــاظ الـكـبــــار (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=597162)

prof_maher mohamed 01-03-2015 11:57 AM

جزاك الله خيرا

Mr. Hatem Ahmed 02-03-2015 02:03 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة prof_maher mohamed (المشاركة 6129710)
جزاك الله خيرا


بارك الله فيك

Mr. Hatem Ahmed 02-03-2015 02:05 AM


(39) الأَعْــــمَــــــــش

هُـــوَ: سُلَيْمَانُ بنُ مِهْرَانَ الكَاهِلِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ الأَسَدِيُّ، الكُوْفِيُّ. الإِمَامُ، الحَافِظُ، شَيْخُ المُقْرِئِيْنَ والمُحَدِّثِيْنَ.

مَوْلِدُهُ: وُلدَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ (61 هــ). وكَانَ عَزِيْزَ النَّفسِ، قَنُوعاً، عَسِراً؛ حَافِظاً ثَبْتاً، فَقَد كَتَبَ عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانَ وَحدَهُ أَلْفَ حَدِيْثٍ؛ وكَانَ مُقْرِئاً حُجَّةً، فَهُوَ أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَربَعَةِ الَّذِينَ وَرَاءَ القُرَّاءِ العَشَرَةِ.

وقَد رَأَى أَنَسَ بنَ مَالِكٍ، وعَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي أَوْفَى، وحَكَى عَنْهُمَا، إِلاَّ أَنَّهُ لَم يَسْمَع مِنْهُمَا شَيْئاً؛ فَإِنَّ الرَّجُلَ مَعَ إِمَامَتِه كَانَ مُدَلِّساً.

قَرَأَ القُرْآنَ عَلَى: زَيْدِ بنِ وَهْبٍ، وزِرِّ بنِ حُبَيْشٍ، وإِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ، ويَحْيَى بنِ وَثَّابٍ.

وعَرضَهُ عَلَى: أَبِي العَالِيَةَ الرِّيَاحِيِّ، وعَلَى مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ، وعَاصِمِ بنِ بَهْدَلَةَ.

وقَرَأَ عَلَيْهِ القُرْآنَ: حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ، وزَائِدَةُ بنُ قُدَامَةَ؛، وغَيْرُهُمَا.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ: كَانَ الأَعْمَشُ يَعرِضُ القُرْآنَ، فَيُمسِكُوْنَ عَلَيْهِ المَصَاحِفَ، فَلاَ يُخطِئُ فِي حَرفٍ.

وكَانَ لاَ يُحَدِّثُ إِلاَّ قَلِيْلاً، شَدِيداً عَلَى أَصْحَابِ الحَدِيثِ...؛

- قَالَ وَكِيْعٌ: جَاؤُوا إِلَى الأَعْمَشِ يَوْماً، فَخَرَجَ، وَقَالَ: لَوْلاَ أَنَّ فِي مَنْزِلِي مَنْ هُوَ أَبغَضُ إِلَيَّ مِنْكُم، مَا خَرَجتُ إِلَيْكُم.

- وقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ: كَانَ الأَعْمَشُ إِذَا حَدَّثَ ثَلاَثَةَ أَحَادِيْثَ، قَالَ: قَدْ جَاءكُم السَّيلُ.

- وقَالَ عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ: أَرْسَلَ الأَمِيْرُ عِيْسَى بنُ مُوْسَى إِلَى الأَعْمَشِ بِأَلفِ دِرْهَمٍ وَصَحِيْفَةٍ، لِيَكتُبَ فِيْهَا حَدِيْثاً.
فَكَتَبَ فِيْهَا: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ، وَوَجَّهَ بِهَا إِلَيْهِ.
فَبَعَثَ إِلَيْهِ: ظَنَنْتَ أَنِّي لاَ أُحْسِنُ كِتَابَ اللهِ؟
فَبَعَثَ إِلَيْهِ: أَظَنَنتَ أَنِّي أَبِيْعُ الحَدِيْثَ؟

- وقَالَ عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ أَيْضاً: خَرَجنَا فِي جِنَازَةٍ، ورَجُل يَقُودُه، فَلَمَّا رَجَعنَا، عَدَلَ بِهِ، فَلَمَّا أَصْحَرَ، قَالَ: أَتَدْرِي أَيْنَ أَنْتَ؟ أَنْتَ فِي جَبَّانَةِ كَذَا، ولاَ أَرُدُّكَ حَتَّى تَملأَ أَلوَاحِي حَدِيْثاً.
قَالَ: اكْتُب.
فَلَمَّا مَلأَ الأَلوَاحَ، رَدَّهُ.
فَلَمَّا دَخَلَ الكُوْفَةَ، دَفعَ أَلوَاحَه لإِنْسَانٍ، فَلَمَّا أَنِ انْتَهَى الأَعْمَشُ إِلَى بَابِه، تَعَلَّق بِهِ، وقَالَ: خُذُوا الأَلوَاحَ مِنَ الفَاسِقِ.
فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! قَد فَاتَ.
فَلَمَّا أَيِسَ مِنْهُ، قَالَ: كُلُّ مَا حَدَّثْتُك بِهِ كَذِبٌ.
قَالَ: أَنْتَ أَعْلَمُ بِاللهِ مِنْ أَنْ تَكذِبَ.

- وقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ: سَأَلْتُ الأَعْمَشَ عَنْ حَدِيْثٍ، فَقَالَ: لاَ أُجِيْبُكَ إِلَى الأَضْحَى!!!

- وقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ أَيْضاً: قُلْتُ لِلأَعْمَشِ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! مَا يَمْنَعُكَ مِنْ أَخْذِ شَعرِكَ؟
قَالَ: كَثْرَةُ فُضُولِ الحَجَّامِيْنَ.
قُلْتُ: فَأَنَا أَجِيئُكَ بِحَجَّامٍ لاَ يُكَلِّمُكَ حَتَّى تَفرَغَ.
فَأَتَيْتُ جُنَيْداً الحَجَّامَ، وكَانَ مُحَدِّثاً، فَأَوصَيتُه، فَقَالَ: نَعَم.
فَلَمَّا أَخَذَ نِصْفَ شَعرِه، قَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! كَيْفَ حَدِيْثُ حَبِيْبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ فِي المُسْتَحَاضَةِ؟
فَصَاحَ صَيْحَةً، وقَامَ يَعدُو، وبَقِيَ نِصْفُ شَعرِه بَعدَ شَهْرٍ غَيْرَ مَجزُوزٍ!!

- وقَالَ أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ: كُنَّا عِنْدَ الأَعْمَشِ، فَسَأَلُوْهُ عَنْ حَدِيْثٍ، فَقَالَ لابْنِ المُخْتَارِ: تَرَى أَحَداً مِنْ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ؟
فَغَمَّضَ عَيْنَيْهِ، وقَالَ: مَا أَرَى أَحَداً يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، فَحَدِّثْ بِهِ.

- وقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ المُلاَئِيُّ: سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُوْلُ لأَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرَ: أَمَّا أَنْتَ، فَقَد رَبَطتَ رَأْسَ كَبشِكَ. (يَعْنِي: وَعَى عَنْهُ عِلْماً جَمّاً).

أَخَذَ الأَعْمَشُ الحَدِيثَ مِنْ: أَبِي وَائِلٍ الأَسَدِيِّ، وزَيْدِ بنِ وَهْبٍ، وأَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، وإِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ، وسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، وأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، ومُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ، وزِرِّ بنِ حُبَيْشٍ، وعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى، والوَلِيْدِ بنِ عُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ، وسَالِمِ بنِ أَبِي الجَعْدِ، وعَبْدِ اللهِ بنِ مُرَّةَ الهَمْدَانِيِّ، وعُمَارَةَ بنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ، وقَيْسِ بنِ أَبِي حَازِمٍ، وأَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ، وأَبِي العَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ، وثَابِتِ بنِ عُبَيْدٍ، وحَبِيْبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ، وذَرِّ بنِ عَبْدِ اللهِ، وزِيَادِ بنِ الحُصَيْنِ، وسَعِيْدِ بنِ عُبَيْدَةَ، والشَّعْبِيِّ، والمِنْهَالِ بنِ عَمْرٍو، وعَمْرِو بنِ مُرَّةَ، ويَحْيَى بنِ وَثَّابٍ؛، وخَلْقٍ كَثِيْرٍ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِيْنَ.

وأَخَذَ مِنْهُ الحَدِيثَ أَئِمَّةُ الإِسْلاَمِ: الحَكَمُ بنُ عُتَيْبَةَ، وأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ، وحَبِيْبُ بنُ أَبِي ثَابِتٍ، وعَاصِمُ بنُ أَبِي النَّجُوْدِ، وأَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وزَيْدُ بنُ أَسْلَمَ، وصَفْوَانُ بنُ سُلَيْمٍ، وسُهَيْلُ بنُ أَبِي صَالِحٍ، وأَبَانُ بنُ تَغْلِبَ، وخَالِدٌ الحَذَّاءُ، وسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وأَبُو حَنِيْفَةَ -وَهُمْ كُلُّهُم مِنْ أَقْرَانِهِ- والأَوْزَاعِيُّ، وسَعِيْدُ بنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، وابْنُ إِسْحَاقَ، وشُعْبَةُ بْنُ الحَجَّاحِ، ومَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، وسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَشَيْبَانُ، وجَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ، وزَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ، وجَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ، وأَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، وحَفْصُ بنُ غِيَاثٍ، وعَبْدُ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ، وعَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ، ووَكِيْعٌ الجَرَّاحُ، وأَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ، وسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وإِسْحَاقُ بنُ يُوْسُفَ الأَزْرَقُ، وعَبْدُ اللهِ بنُ نُمَيْرٍ، ويَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ، ويُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، والخُرَيْبِيُّ، وعُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى، وأَبُو نُعَيْمٍ الفَضْلُ بنُ دُكَيْنٍ؛، وخَلْقٌ كَثِيْرٌ.

ثَــنَـــاءُ الأَئِــمَّـــةِ الــعُـــلَـــمَــــاءِ عَــلَــيْــــهِ:

- قَالَ الأَعْمَشُ: كُنْتُ آتِي مُجَاهِداً، فَيَقُوْلُ: لَوْ كُنْت أُطِيْقُ المَشْيَ، لَجِئْتُكَ.

- وقَالَ هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ: مَا رَأَيْتُ بِالكُوْفَةِ أَحَداً أَقرَأَ لِكِتَابِ اللهِ وَلاَ أَجْوَدَ حَدِيْثاً مِنَ الأَعْمَشِ.

- وقَالَ زُهَيْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ: مَا أَدْرَكتُ أَحَداً أَعقَلَ مِنَ الأَعْمَشِ.

- وقَالَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: أَتَيْتُ الأَعمَشَ، فَقَالَ: جَاءَنِي رَجْلٌ فَقَالَ: جَالَسْتُ الزُّهْرِيَّ، فَذَكَرتُكَ لَهُ. فَقَالَ: أَمَعَكَ مِن حَدِيثِهِ شَيْءٌ...؟!

- وقَالَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ الأَعْمَشُ أَقْرَأَهُم لِكِتَابِ اللهِ، وأَحْفَظَهُم لِلْحَدِيْثِ، وَأَعْلَمَهُم بِالفَرَائِضِ.

- وقَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: كَانَ مِنَ النُّسَّاكِ، وَكَانَ مُحَافِظاً عَلَى الصَّلاَةِ فِي جَمَاعَةٍ، وعَلَى الصَّفِّ الأَوَّلِ، وهُوَ عَلاَّمَةُ الإِسْلاَمِ.

- وقَالَ وَكِيْعُ بنُ الجَرَّاحِ: كَانَ الأَعْمَشُ قَرِيْباً مِنْ سَبْعِيْنَ سَنَةً لَمْ تَفُتْهُ التَّكْبِيْرَةُ الأُوْلَى.

- وقَالَ القَاسِمَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَا أَحَدٌ أَعْلَمُ بِحَدِيْثِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ مِنَ الأَعْمَشِ.

- وقَالَ عَبْدُ اللهِ الخُرَيْبِيُّ: مَا خَلَّفَ الأَعْمَشُ أَعَبْدَ مِنْهُ.

- وقَالَ عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ: لَمْ نَرَ نَحْنُ مِثْلَ الأَعْمَشِ، وَمَا رَأَيْتُ الأَغْنِيَاءَ عِنْدَ أَحَدٍ أَحقَرَ مِنْهُم عِنْدَه مَعَ فَقرِه وَحَاجَتِه.

- وقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ: كُنَّا نُسَمِّي الأَعْمَشَ سَيِّدَ المُحَدِّثِيْنَ.

- وقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَبُو إِسْحَاقَ والأَعْمَشُ رَجُلا أَهْلِ الكُوْفَةِ.

- وقَالَ يَحيَى بْنُ مَعِيْنٍ: الأَعْمَشُ ثِقَةٌ.

- وقَالَ أَبُو حَفْصٍ الْفَلاسُ: كَانَ يُسَمَّى الْمُصَحِّفُ مِنْ صِدْقِهِ.

- وقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ، ثَبْتٌ.

- وقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: الأَعْمَشُ: ثِقَةٌ، ثَبْتٌ، كَانَ مُحَدِّثَ الكُوْفَةِ فِي زَمَانِهِ؛ وَكَانَ يُقْرِئُ القُرْآنَ، وَهُوَ رَأْسٌ فِيْهِ، وَكَانَ فَصِيْحاً.

- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: إِمَامٌ حَافِظٌ، أَحَدُ الأَعْلاَمِ؛ وكَانَ رَأْساً فِي العِلْمِ النَّافِعِ والعَمَلِ الصَّالِحِ.

- وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ حَافِظٌ عَارِفٌ بِالقِرَاءَاتِ، وَرِعٌ.

وكَانَ الأَعْمَشُ مَعَ جَلالَتِهِ فِي العِلْمِ والفَضْلِ صَاحِبَ مُلَحٍ وَمُزَاحٍ:

- سَأَلَهُ يَوْماً دَاوُدُ الْحَائِكُ: مَا تَقُولُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ فِي الصَّلاةِ خَلْفَ الْحَائِكِ؟ فَقَالَ: لا بَأْسَ بِهَا عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ.
قِيلَ: فَمَا تَقُولُ فِي شَهَادَةِ الْحَائِكِ؟
قَالَ: تُقْبَلُ مَعَ عَدْلَيْنِ!!

- وقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ: جَاءَ رَجُلٌ نَبِيْلٌ، كَبِيْرُ اللِّحْيَةِ إِلَى الأَعْمَشِ، فَسَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ خَفِيْفَةٍ فِي الصَّلاَةِ.
فَالْتَفَتَ إِلَيْنَا الأَعْمَشُ، فَقَالَ: انْظُرُوا إِلَيْهِ، لِحْيَتُه تَحْتملُ حِفْظَ أَرْبَعَةِ آلاَفِ حَدِيْثٍ، وَمَسَألتُه مَسْأَلَةُ صِبْيَانِ الكُتَّابِ.

- قَالَ عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ: أَتَى الأَعْمَشَ أَضْيَافٌ، فَأَخرَجَ إِلَيْهِم رَغِيْفَيْنِ، فَأَكَلُوْهُمَا.
فَدَخَلَ، فَأَخرَجَ لَهُم نِصْفَ حَبلِ قَتٍّ، فَوَضَعَهُ عَلَى الخِوَانِ، وَقَالَ: أَكَلتُم قُوتَ عِيَالِي، فَهَذَا قُوتُ شَاتِي، فَكُلُوْهُ.

- وَقِيْلَ: إِنَّ الأَعْمَشَ كَانَ لَهُ وَلدٌ مُغفَّلٌ، فَقَالَ لَهُ: اذْهَبْ، فَاشترِ لَنَا حَبلاً لِلْغَسِيْلِ.
فَقَالَ: يَا أَبَةِ! طُوْلُ كَمْ؟
قَالَ: عَشْرَةُ أَذرُعٍ.
قَالَ: فِي عَرضِ كَمْ؟
قَالَ: فِي عَرضِ مُصِيْبَتِي فِيْكَ.

ومِــن أَقْــوَالِــــهِ:

- آيَةُ التَّقَبُّلِ الوَسوسَةُ؛ لأَنَّ أَهْلَ الكِتَابَيْنِ لاَ يَدرُوْنَ مَا الوَسوسَةُ؛ وَذَلِكَ لأَنَّ أَعْمَالَهم لاَ تَصعدُ إِلَى السَّمَاءِ.

- وقَالَ: كُلَّمَا ازْدَدنَا عِلْماً ازْدَدنَا جَهْلاً.

وَفَــاتُـــهُ: مَاتَ الأَعْمَشُ بِالكُوْفَةِ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وأَربَعِيْنَ ومِائَةٍ (148 هــ)، وهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وثَمَانِيْنَ سَنَةً (87 هــ)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.


Mr. Hatem Ahmed 02-07-2015 05:21 AM


(40) مِــسْـــعَــــــرُ بـــنُ كِـــــــدَامٍ

هُـــــوَ: مِسْعَرُ بنُ كِدَامِ بنِ ظُهَيْرِ بنِ عُبَيْدَةَ بنِ الحَارِثِ الهِلاَلِيُّ، أَبُو سَلَمَةَ الكُوْفِيُّ. الإِمَامُ، الحَافِظُ، الثَّبْتُ، الحُجَّةُ، شَيْخُ العِرَاقِ.

رَوَى عَــنْ: عَدِيِّ بنِ ثَابِتٍ، وَعَمْرِو بنِ مُرَّةَ، وَالحَكَمِ بنِ عُتَيْبَةَ، وَثَابِتِ بنِ عُبَيْدٍ، وقَتَادَةَ بنِ دِعَامَةَ، وحَبِيبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ، وسَعْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، وزِيَادِ بنِ عِلاَقَةَ، وسَعِيْدِ بنِ أَبِي بُرْدَةَ، ومُحَمَّدِ بنِ جُحَادَةَ، ومُحَمَّدِ بنِ سُوْقَةَ، ومُحَمَّدِ بنِ مُسْلِمِ بنِ شِهَابٍ، ومُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ، وقَيْسِ بنِ مُسْلِمٍ، ووَبْرَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُسْلِيِّ، وإِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ المُنْتَشِرِ، وأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيِّ، وزَيْدٍ العَمِّيِّ، وعُبَيْدِ اللهِ بنِ القِبْطِيِّةِ، ومُحَارِبِ بنِ دِثَارٍ، وَعَلِيِّ بنِ الأَقْمَرِ، ومَعْبَدِ بنِ خَالِدٍ، ويَزِيْدَ الفَقِيْرِ؛، وغَيْرِهِم.

ورَوَى عَــنْـــهُ: سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ -أَحَدُ شُيُوْخِهِ-؛ وسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، ويَحْيَى القَطَّانُ، وابْنُ نُمَيْرٍ، وشُعَيْبُ بنُ حَرْبٍ، والخُرَيْبِيُّ، ووَكِيْعٌ، وأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، ومُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ، ويَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، وابْنُ المُبَارَكِ، ومُحَمَّدُ بنُ بِشْرٍ، وَيَحْيَى بنُ آدَمَ، وَخَلاَّدُ بنُ يَحْيَى؛، وَخَلْقٌ سِوَاهُم.

ثَــنَـــاءُ الأَئِــمَّـــةِ عَــلَـــيْــــهِ:

- قَالَ الأَعْمَشُ: شَكُّهُ كَيَقِيْنِ غَيْرِهِ.
- وقَالَ وَكِيْعٌ: شَكُّ مِسْعَرٍ كَيَقِيْنِ غَيْرِهِ.
- وقَالَ مَعْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الهُذَلِيُّ: مَا رَأَيتُ مِسْعَراً فِي يَوْمٍ إِلاَّ وَهُوَ أَفْضَلُ مِنَ اليَوْمِ الَّذِي كَانَ بِالأَمْسِ.
- وقَالَ هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ العِرَاقِ أَفْضَلُ مِنْ ذَاكَ السِّخْتِيَانِيِّ أَيُّوْبَ، وَذَاكَ الرُّؤَاسِيِّ مِسْعَرٍ.
- وقَالَ شُعْبَةُ بنُ الحَجَّاجِ: كُنَّا نُسَمِّي مِسْعَراً: المُصْحَفَ. يَعْنِي مِنْ إِتْقَانِهِ.
- وقَالَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَثْبَتَ مِنْ مِسْعَرٍ.
- وقَالَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: مِسْعَرٌ أَفْضَلُ مَنْ رَأَيت.
- وقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ:
مَنْ كَانَ مُلْتَمِساً جَلِيْساً صَالِحاً ... فَلْيَأْتِ حَلْقَةَ مِسْعَرِ بنِ كِدَامِ
فِيْهَا السَّكِيْنَةُ وَالوَقَارُ، وَأَهْلُهَا ... أَهْلُ العَفَافِ وَعِلْيَةُ الأَقْوَامِ
- وقَالَ يَعْلَى بنُ عُبَيْدٍ: كَانَ مِسْعَرٌ قَد جَمَعَ العِلْمَ والوَرَعَ.
- وقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ دَاوُدَ الخُرَيْبِيِّ: مَا مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ وقَد أُخِذَ عَلَيْهِ، إِلاَّ مِسْعَرٌ.
- وقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ المُلاَئِيُّ: مِسْعَرٌ أَثْبَتُ، ثُمَّ سُفْيَانُ، ثُمَّ شُعْبَةُ.
- وقَالَ يَحيَى بنُ مَعِينٍ، وأَحمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وأَبُو زُرعَةَ الرَّازِيُّ: ثِّقَةٌ.
- وقَالَ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ، ثَبْتٌ.
- وقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: مِسْعَرٌ أَتقَنُ مِنْ سُفْيَانَ، وأَجْوَدُ حَدِيْثاً، وأَعْلَى إِسْنَاداً؛ وهُوَ أَتقَنُ مِنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ.
- وقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ ثَبْتًا فِي الحَدِيثِ، مُتْقِنًا.
- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: أَحَدُ الأَعْلاَمِ.
- وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ، ثَبْتٌ.

ومِــن أَقْـوَالِـــهِ:
- قَالَ مِسْعَرٌ: الإِيْمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ.
- وقَالَ: مَنْ أَبْغَضَنِي، جَعَلَهُ اللهُ مُحَدِّثاً.
- وقَالَ: مَنْ صَبَرَ عَلَى الخَلِّ وَالبَقْلِ، لَمْ يُسْتَعَبْدْ.
- وقَالَ مَرَّةً لِرَجُلٍ رَأَى عَلَيْهِ ثِيَاباً جَيِّدَةً: لَيْسَ هَذَا مِنْ آلَةِ طَلَبِ الحَدِيْثِ، وَكَانَ طَالِبَ حَدِيْثٍ.
- وقَالَ: مَنْ طَلَبَ الحَدِيْثَ لِنَفْسِهِ، فَقَدِ اكْتَفَى، وَمَنْ طَلَبَهُ لِلنَّاسِ، فَلْيُبَالِغْ.
- وقَالَ: إِنَّ هَذَا الحَدِيْثَ يَصُدُّكُم عَنْ ذِكْرِ اللهِ، وَعَنِ الصَّلاَةِ، فَهَلْ أَنْتُم مُنْتَهُوْنَ؟!
- وأَوْصَى وَلَدَهُ كِدَامًا، فَقَالَ:
إِنِّيْ مَنَحْتُكَ يَا كِدَامُ نَصِيْحَتِي ... فَاسْمَعْ مَقَالَ أَبٍ عَلَيْكَ شَفِيْقِ
أَمَّا المُزَاحَةُ وَالمِرَاءُ، فَدَعْهُمَا ... خُلُقَانِ لاَ أَرْضَاهُمَا لِصَدِيْقِ
إِنِّيْ بَلَوْتُهُمَا فَلَمْ أَحْمَدْهُمَا ... لِمُجَاوِرٍ جَاراً وَلاَ لِرَفِيْقِ
وَالجَهْلُ يُزْرِي بِالفَتَى فِي قَوْمِهِ ... وَعُرُوْقُهُ فِي النَّاسِ أَيُّ عُرُوْقِ

وَفَــاتُـــهُ: تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وخَمْسِيْنَ ومِائَةٍ (153 هــ)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.


Mr. Hatem Ahmed 10-07-2015 06:00 AM


(41) هِــشَـــامٌ الــدَّسْــتُـــــوَائِـــــيُّ

هُـــوَ: هِشَامُ بنُ سَنْبَرٍ البَصْرِيُّ، أَبُو بَكْرٍ الرَّبَعِيُّ. الإِمَامُ، الحَافِظُ، الحُجَّةُ، الثَّبْتُ، المُتْقِنُ، أَحَدُ الأَعْلاَمِ.

كَانَهِشَامٌ أَرْوَى النَّاسِ عَنْ ثَلاَثَةٍ: قَتَادَةَ، وحَمَّادِ بنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، ويَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ؛ ثَبْتًا مُتْقِناً، لِدَرَجَةِ أَنَّ يَحْيَى القَطَّانَ كَانَ إِذَا سَمِعَ الحَدِيْثَ مِنْهُ، لاَ يُبَالِي أَنْ لاَ يَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِه.

حَــدَّثَ عَـــنْ: أَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ، ويَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، وقَتَادَةَ، والقَاسِمِ بنِ أَبِي بَزَّةَ، وحَمَّادٍ الفَقِيْهِ، وشُعَيْبِ بنِ الحَبْحَابِ، والقَاسِمِ بنِ عَوْفٍ، ومَطَرٍ الوَرَّاقِ، وعَاصِمِ بنِ بَهْدَلَةَ، وعَامِرٍ الأَحْوَلِ، وعَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي نَجِيْحٍ، ويُوْنُسَ الإِسْكَافِ، وأَبِيالزُّبَيْرِ المَكِيِّ، وأَبِي عِصَامٍ البَصْرِيِّ، وعَلِيِّ بنِ الحَكَمِ، وبُدَيْلِ بنِ مَيْسَرَةَ.

وحَــدَّثَ عَــنْـــهُ: ابْنَاهُ: مُعَاذٌ وعَبْدُ اللهِ؛ وشُعْبَةُ بنُ الحَجَّاجِ، وابْنُ المُبَارَكِ، ويَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ، وعَبْدُ الوَارِثِ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، وابْنُ عُلَيَّةَ، ويَحْيَى القَطَّانُ، ووَكِيْعٌ، وغُنْدَرٌ، ومُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَدِيٍّ، وبِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ، وإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، وَخَالِدُ بنُ الحَارِثِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَأَبُو عَامِرٍ العَقَدِيُّ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَبْدِ الوَارِثِ، وَمَكِّيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَأَبُو عُمَرَ الحَوْضِيُّ، وَشَاذُ بنُ فَيَّاضٍ، وعَفَّانُ بنُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ المُلاَئِيُّ، وَمُعَاذُ بنُ فَضَالَةَ، وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبُوْذَكِيُّ، وَمُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَأَبُو الوَلِيْدِ؛، وخَلْقٌ كَثِيْرٌ.

قَــالُـــواْ عَــنْـــهُ:

- قَالَ يَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ: سَمِعْتُ أَيُّوْبَ يَأمُرُنَا بِهِشَامِ بنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ، وَيَحُثُّ عَلَى الأَخْذِ عَنْهُ.
- وقَالَ شُعْبَةُ: مَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَقُوْلُ إِنَّهُ طَلَبَ الحَدِيْثَ يُرِيْدُ بِهِ اللهَ، إِلاَّ هِشَاماً؛ وكَانَ أَحْفَظَ مِنِّي عَنْ قَتَادَةَ.
- وقَالَ وَكِيْعٌ: كَانَ ثَبْتاً.
- وقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: هِشَامٌ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ فِي الحَدِيثِ.
- وقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: قَدِمْتُ البَصْرَةَ فَلَمْ أَرَ بِهَا أَفْضَلَ مِن هِشَامِ الدَّسْتُوَائِيِّ، وحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ.
- وقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: هُوَ ثَبْتٌ.
- وقَالَ الجَوْزَجَانِيُّ: كَانَ مِن أَثْبَتِ النَّاسِ.
- وقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَا رَأَيْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَحُثُّ عَلَى أَحَدٍ، إِلاَّ عَلَى هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ. وَسَأَلْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ والدَّسْتُوَائِيِّ: أَيُّهُمَا أَثْبَتُ فِي يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ؟ فَقَالَ: الدَّسْتُوَائِيُّ، لاَ تَسْأَلْ عَنْهُ أَحَداً، مَا أَرَى النَّاسَ يَرْوُونَ عَنْ أَحَدٍ أَثْبَتَ مِنْهُ، مِثْلَه عَسَى، أَمَّا أَثْبَتُ مِنْهُ، فَلاَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: وسَأَلْتُ عَلِيّاً: مَنْ أَثْبَتُ أَصْحَابِ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ؟ قَالَ: هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، ثُمَّ حُسَيْنٌ المُعَلِّمُ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَحَجَّاجٌ الصَّوَّافُ؛ فَإِذَا سَمِعْتَ عَنْ هِشَامٍ، عَنْ يَحْيَى، فَلاَ تُرِدْ بَدَلاً.
- وقَالَ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ، ثَبْتٌ فِي الحَدِيْثِ.
- وقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، ثَبْتاً فِي الحَدِيْثِ، حُجَّةً.
- وقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: ثِقَةٌ؛ كَانَ مِنَ المُتْقِنِينَ.
- وقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: شُعبَةُ وهِشَامٌ هُمَا أَثْبَتُ وأَحْفَظُ مَنْ رَوَى عَن قَتَادَةَ.
- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: إِمَامٌ، مِن كِبَارِ الحُفَّاظِ.
- وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ، ثَبْتٌ.

ومِــن كَــلاَمِـــهِ:

- قَالَ هِشَامٌ: لَيْتَنَا نَنْجُو مِنْ هَذَا الحَدِيْثِ كَفَافاً، لاَ لَنَا ولاَ عَلَيْنَا.
- وقَالَ: عَجِبْتُ لِلْعَالِمِ كَيْفَ يَضْحَكُ؟!
- وقَالَ: وَاللهِ مَا أَسْتَطِيْعُ أَنْ أَقُوْلَ إِنِّي ذَهَبتُ يَوْماً قَطُّ أَطْلُبُ الحَدِيْثَ، أُرِيْدُ بِهِ وَجْهَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.

وَفَــاتُـــهُ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وخَمْسِيْنَ ومِائَةٍ (153 هـــ)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.


Mr. Hatem Ahmed 23-07-2015 05:54 PM


(42) مَـــعْـــــمَـــــــرٌ

هُـــــوَ: مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، أَبُو عُرْوَةَ الأَزْدِيُّ، البَصْرِيُّ، نَزِيْلُ اليَمَنِ. الإِمَامُ، الحَافِظُ، الصَّادِقُ، العَالِمُ.

مَــوْلِـــدُهُ: وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وتِسْعِيْنَ (96 هــ).

- شَهِدَ جَنَازَةَ الحَسَنِ البَصْرِيِّ، وطَلَبَ العِلْمَ وهُوَ حَدَثٌ.

- وكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ، مَعَ الصِّدْقِ، والتَّحَرِّي، والوَرَعِ، والجَلاَلَةِ، وحُسْنِ التَّصْنِيْفِ.

- وجُمِعَ لَهُ مِنَ الإِسْنَادِ مَا لَمْ يُجْمَعْ لأَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ؛ فَقَد حَدَّثَ عَن: أَيُّوْبَ وقَتَادَةَ بِالبَصْرَةِ، وأَبِي إِسْحَاقَ والأَعْمَشَ بِالكُوْفَةِ، والزُّهْرِيِّ وعَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ بِالحِجَازِ، ويَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيْرٍ.

- ومَعَ كَوْنِ مَعْمَرٍ ثِقَةً، ثَبْتاً، فَلَهُ أَوهَامٌ مَعْرُوفةٌ -احْتُمِلَت لَهُ فِي سَعَةِ مَا أَتْقَنَ-؛ لاَ سِيَّمَا لَمَّا قَدِمَ البَصْرَةَ لِزِيَارَةِ أُمِّهِ، فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ كُتُبُه، فَحَدَّثَ مِنْ حِفْظِه، فَوَقَعَ لِلْبَصْرِيِّيْنَ عَنْهُ أَغَالِيْطُ. وحَدِيْثُ هِشَامٍ وعَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْهُ أَصَحُّ؛ لأَنَّهُمَا أَخَذَا عَنْهُ مِنْ كُتُبِهِ.

حَـــدَّثَ عَــنْ: قَتَادَةَ، والزُّهْرِيِّ، وعَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، وهَمَّامِ بنِ مُنَبِّهٍ، وأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيِّ، ومُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ القُرَشِيِّ، وعَبْدِ اللهِ بنِ طَاوُوْسٍ، ومَطَرٍ الوَرَّاقِ، وسِمَاكِ بنِ الفَضْلِ، وإِسْمَاعِيْلَ بنِ أُمَيَّةَ، وعَبْدِ الكَرِيْمِ الجَزَرِيِّ، وعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وثَابِتٍ البُنَانِيِّ، وعَاصِمِ بنِ أَبِي النَّجُوْدِ، ويَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، ومَنْصُوْرِ بنِ المُعْتَمِرِ، وسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، وزَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، وأَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ، وزِيَادِ بنِ عِلاَقَةَ، ومُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ؛، وطَبَقَتِهِم.

وحَـــدَّثَ عَــنْـــهُ: أَيُّوْبُ، وأَبُو إِسْحَاقَ، وعَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ، وطَائِفَةٌ مِنْ شُيُوْخِهِ. وسَعِيْدُ بنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، والسُّفْيَانَانِ، وابْنُ المُبَارَكِ، ويَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ، وغُنْدَرٌ، وابْنُ عُلَيَّةَ، وعَبْدُ الأَعْلَى بنُ عَبْدِ الأَعْلَى، وهِشَامُ بنُ يُوْسُفَ، وأَبُو سُفْيَانَ مُحَمَّدُ بنُ حُمَيْدٍ، ومَرْوَانُ بنُ مُعَاوِيَةَ، ورَبَاحُ بنُ زَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو الوَاقِدِيُّ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ بنُ هَمَّامٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ كَثِيْرٍ الصَّنْعَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ ثَوْرٍ؛، وخَلْقٌ سِوَاهُم.

قَــالُـــواْ عَــنْـــهُ:

- قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: عَلَيْكُم بِمَعْمَرٍ، فَإِنَّهُ لَمْ يَبْقَ فِي زَمَانِهِ أَعْلَمُ مِنْهُ.

-
وقَالَ هِشَامُ بنُ يُوْسُفَ الصَّنْعَانِيُّ: أَقَامَ مَعْمَرٌ عِنْدَنَا عِشْرِيْنَ سَنَةً، مَا رَأَيْنَا لَهُ كِتَاباً. (يَعْنِي: كَانَ يُحَدِّثُهُم مِنْ حِفْظِهِ).

-
وقَالَ مَالِكٌ: نِعْمَ الرَّجُلُ كَانَ مَعْمَرٌ.

-
وقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاق: كَتَبْتُ عَنْ مَعْمَرٍ عَشْرَةَ آلاَفِ حَدِيثٍ.

-
وقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: نَظَرْتُ فِي الأُصُوْلِ مِنَ الحَدِيْثِ، فَإِذَا هِيَ عِنْدَ سِتَّةٍ مِمَّنْ مَضَى: مِنْ أَهْلِ المَدِيْنَةِ: الزُّهْرِيُّ. وَمِنْ أَهْلِ مَكَّةَ: عَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ. وَمِنْ أَهْلِ البَصْرَةِ: قَتَادَةُ، وَيَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيْرٍ. وَمِنْ أَهْلِ الكُوْفَةِ: أَبُو إِسْحَاقَ، وَالأَعْمَشُ. ثُمَّ نَظَرْتُ، فَإِذَا حَدِيْثُ هَؤُلاَءِ السِّتَّةِ يَصِيْرُ إِلَى أَحَدَ عَشَرَ رَجُلاً: سَعِيْدِ بنِ أَبِي عَرُوْبَةَ، وحَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، وشُعْبَةَ، والثَّوْرِيِّ، وابْنِ جُرَيْجٍ، وأَبِي عَوَانَةَ، ومَالِكٍ، وابْنِ عُيَيْنَةَ، وهُشَيْمٍ، ومَعْمَرِ بنِ رَاشِدٍ، والأَوْزَاعِيِّ.

-
وقَالَ أَبُو حَفْصٍ الفَلاَّسُ: مَعْمَرٌ مِنْ أَصْدَقِ النَّاسِ.

-
وقَالَ يَحيَى بْنُ مَعِينٍ: هُوَ مِن أَثْبَتِهِم فِي الزُّهْرِيِّ.

-
وقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ يُضَمُّ إِلَى مَعْمَرٍ أَحَدٌ إِلاَّ وَجْدَتَّهُ فَوْقَهُ.

-
وقَالَ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ، رَجُلٌ صَالِحٌ.

-
وقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ مَعْمَرٌ رَجُلاً لَهُ حِلْمٌ ومُرُوءَةٌ ونُبْلٌ فِي نَفْسِهِ.

-
وقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مِنَ الفُقَهَاءِ المُتْقِنِينَ والحُفَّاظِ المُتَوَرِّعِينَ.

-
وقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ؛ لاَ أَعْلَمُ أَحَدًا أَنْبَلَ رِجَالاً مِنْهُ.

-
وقَالَ الخَلِيلِيُّ: عَالِمٌ كَبِيرٌ.

-
وقَالَ الذَّهَبِيُّ: أَحَدُ الأَعْلاَمِ الثِّقَاتِ.

وَفَــاتُـــهُ: مَاتَ مَعْمَرٌ فِي سَنَةِ أَربَعٍ وخَمْسِيْنَ ومِائَةٍ (154 هـــ)، وقَد عَاشَ ثَمَانِياً وخَمْسِيْنَ سَنَةً (58)، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.



Mr. Hatem Ahmed 06-09-2015 03:50 AM



(43) سَــعِـــيْـــــدُ بْـــنُ أَبــِـي عَـــرُوْبَـــــــةَ

هُـــــوَ: سَعِيْدُ بْنُ مِهْرَانَ العَدَوِيُّ، أَبُو النَّضْرِ اليَشْكُرِيُّ، البَصْرِيُّ. الإِمَامُ، الحَافِظُ، عَالِمُ أَهْلِ البَصْرَةِ، وأَوَّلُ مَنْ صَنَّفَ السُّنَنَ النَّبَوِيَّةَ.

وُلِدَ فِي حَيَاةِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ ولاَ يُعْرَفُ لَهُ تَارِيخٌ مُحَدَّدٌ.

وكَانَ مِنْ بُحُوْرِ العِلْمِ، مِنْ أَثْبَتِ النَّاسِ فِي قَتَادَةَ بْنِ دِعَامَةَ، إِلاَّ أَنَّهُ تَغَيَّرَ حِفْظُهُ لَمَّا شَاخَ واخْتَلَطَ؛ وكَانَ مِنَ المُدَلِّسِيْنَ.

حَـــدَّثَ عَـــنْ: الحَسَنِ البَصْرِيِّ، ومُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ، وأَبِي رَجَاءٍ العُطَارِدِيِّ، والنَّضْرِ بنِ أَنَسٍ، وقَتَادَةَ، وأَبِي نَضْرَةَ العَبْدِيِّ، ومَطَرٍ الوَرَّاقِ، وعَبْدِ اللهِ الدَّانَاجِ؛، وغَيْرِهِم.

وحَــــدَّثَ عَــنْـــهُ الأَئِــمَّـــةُ: شُعْبَةُ، والثَّوْرِيُّ، ويَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ، ورَوْحُ بنُ عُبَادَةَ، والنَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ، وبِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ، وإِسْمَاعِيْلُ بنُ عُلَيَّةَ، ويَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ، وخَالِدُ بنُ الحَارِثِ، ومُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ غُنْدَرٌ، وأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيْلُ، وسَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ الضُّبَعِيُّ، وعَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَطَاءٍ الخَفَّافُ -رَاوِي كُتُبِهِ- ومُحَمَّدُ بنُ بَكْرٍ البُرْسَانِيُّ، ويَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، ومُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ؛، وَخَلْقٌ سِوَاهُم.

مِــنْ أَقْــوَالِـــهِ:

- قَالَ سَعِيْدَ بنَ أَبِي عَرُوْبَةَ: مَنْ لَمْ يَسْمَعِ الاخْتِلاَفَ، فَلاَ تَعُدَّهُ عَالِماً.
- وقَالَ: مَنْ سَبَّ عُثْمَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، افْتَقَرَ.

أَقْـــوَالُ الأَئِــمَّـــةِ عَــنْـــهُ:

- قَالَ أَبُو عَوَانَةَ اليَشْكُرِيُّ: لَمْ يَكُنْ عِنْدَنَا فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ أَحَدٌ أَحْفَظُ مِنْ سَعِيْدِ بنِ أَبِي عَرُوْبَةَ.
- وقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: كَانَ سَعِيْدٌ أَحْفَظَ أَصْحَابِ قَتَادَةَ.
- وقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: لَمْ يَكُنْ لِسَعِيْدٍ كِتَابٌ، إِنَّمَا كَانَ يَحْفَظُ ذَلِكَ كُلَّهُ.
- وقَالَ يَحْيَى القَطَّانُ، ويَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، والنَّسَائِيُّ، والعِجْلِيُّ: ثِقَةٌ.
- وقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الحَدِيثِ، ثُمَّ اخْتَلَطَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ.
- وقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ: ثِقَةٌ، مَأْمُوْنٌ.
- وقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: ثِقَةٌ قَبْلَ أَنْ يَختَلِطَ، وَكَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ بِحَدِيْثِ قَتَادَةَ.
- وقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مِنَ الثِّقَاتِ، وَلَهُ أَصْنَافٌ كَثِيْرَةٌ، وحَدَّثَ عَنْهُ الأَئِمَّةُ، فَمَنْ سَمِعَ مِنْهُ قَبْلَ الإِخْتِلاَطِ فَإِنَّ ذَلِكَ صَحِيحٌ حُجَّةٌ، وَمَنْ سَمِعَ مِنْهُ فِي الاخْتِلاَطِ، فَلاَ يُعتَمَدُ عَلَيْهِ. وَأَرْوَاهُم عَنْهُ: عَبْدُ الأَعْلَى الشَّامِيُّ، ثُمَّ شُعَيْبُ بنُ إِسْحَاقَ، وَعَبْدَةُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَطَاءٍ. وأَثبَتُهُم فِيْهِ: يَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ، وَخَالِدُ بنُ الحَارِثِ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ.
- وقَالَ البَزَّارُ: يُحَدِّثُ عَن جَمَاعَةٍ لَم يَسْمَع مِنْهُم، فِإذَا قَالَ: سَمِعتُ، وحَدَّثَنَا.. كَانَ مَأْمُونًا عَلَى مَا قَالَ.
- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: أَحَدُ الأَعْلاَمِ، إِمَامٌ، حَافِظٌ، عَالِمُ أَهْلِ البَصْرَةِ؛ أَوَّلُ مَنْ صَنَّفَ السُّنَنَ النَّبَوِيَّةَ.
- وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ، حَافِظٌ، لَهُ تَصَانِيفٌ، كَثِيرُ التَّدلِيسِ، واخَتْلَطَ، وكَانَ مِن أَثْبَتِ النَّاسِ فِي قَتَادَةَ.

وَفَــاتُـــهُ: مَاتَ ابْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وخَمْسِيْنَ ومِائَةٍ (156 هــ)، وهُوَ فِي عَشْرِ الثَّمَانِيْنَ؛ رَحِمَهُ اللهُ.


ShadyEhab 29-11-2015 08:43 PM

شكرا وجزاك الله خير على الموضوع

Mr. Hatem Ahmed 21-03-2016 02:08 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ShadyEhab (المشاركة 6330248)
شكرا وجزاك الله خيرًا على الموضوع

بارك الله فيك.

دّقْـــةُ قْـــلِـــبّـ 22-03-2016 10:19 PM

جزاك ربي الفردوس الاعلي وجعله الله في ميزان حسنات حضرتك ^^

Mr. Hatem Ahmed 23-03-2016 05:10 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دّقْـــةُ قْـــلِـــبّـ (المشاركة 6400739)
جزاك ربي الفردوس الاعلي وجعله الله في ميزان حسنات حضرتك ^^

ولكِ بمثل ما دعوتِ

جزاكِ الله خيرًا وبارك فيكِ

Mr. Hatem Ahmed 04-05-2016 02:35 PM


(44) شُــعْـــبَـــــــةُ بْــــنُ الــحَـــــجَّـــــــــاجِ


هُـــــوَ: شُعْبَةُ بنُ الحَجَّاجِ بنِ الوَرْدِ الأَزْدِيُّ، الوَاسِطِيُّ، أَبُو بِسْطَامَ العَتَكِيُّ. الإِمَامُ الكَبِيْرُ، الحَافِظُ النِّحْرِيْرُ، النَّاقِدُ البَصِيْرُ، عَالِمُ أَهْلِ البَصْرَةِ، وشَيْخُهَا، أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ فِي الحَدِيْثِ.

مَــوْلِـــدُهُ: وُلِدَ شُعْبَةُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وثَمَانِينَ مِنَ الهِجْرَةِ (82 هـــ).

سَكَنَ البَصْرَةَ مِنَ الصِّغَرِ، ورَأَى الحَسَنَ البَصْرِيَّ وابْنَ سِيرِيْنَ، وأَخَذَ عَنْهُمَا مَسَائِلَ.

- وكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ، لاَ يَتَقَدَّمُهُ أَحَدٌ فِي الحَدِيْثِ فِي زَمَانِهِ.

- وكَانَ إِمَاماً، ثَبْتاً، حُجَّةً، نَاقِداً، جِهْبِذاً، صَالِحاً، زَاهِداً، قَانِعاً بِالقُوتِ، رَأْساً فِي العِلْمِ والعَمَلِ، مُنْقَطِعَ القَرِيْنِ، وهُوَ أَوَّلُ مَنْ جَرَّحَ وعَدَّلَ.

- أَجْمَعَ الأَئِمَّةُ عَلَى إِمَامَتِهِ فِي الحَدِيْثِ وجَلاَلَتِهِ وتَحَرِّيهِ وإِتْقَانِهِ.

أَخَــذَ الـحَـدِيْــثَ مِــنْ: أَنَسِ بنِ سِيْرِيْنَ، وإِسْمَاعِيْلَ بنِ رَجَاءٍ، وسَلَمَةَ بنِ كُهَيْلٍ، وجَامِعِ بنِ شَدَّادٍ، وسَعِيْدِ بنِ أَبِي سَعِيْدٍ المَقْبُرِيِّ، وجَبَلَةَ بنِ سُحَيْمٍ، والحَكَمِ بنِ عُتَيْبَةَ، وعَمْرِو بنِ مُرَّةَ، وزُبَيْدِ بنِ الحَارِثِ اليَامِيِّ، وقَتَادَةَ بنِ دِعَامَةَ، ومُعَاوِيَةَ بنِ قُرَّةَ، وأَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعِيِّ، وعَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، ويَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، وعُبَيْدِ بنِ الحَسَنِ، وعَدِيِّ بنِ ثَابِتٍ، وطَلْحَةَ بنِ مُصَرِّفٍ، والمِنْهَالِ بنِ عَمْرٍو، وسَعِيْدِ بنِ أَبِي بُرْدَةَ، وسِمَاكِ بنِ الوَلِيْدِ، وأَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ، ومَنْصُوْرِ بنِ المُعْتَمِرِ؛، وخَلْقٍ كَثِيْرٍ سِوَاهُم.

وأَخَــذَ مِـنْــهُ الـحَـدِيْــثَ: عَالَمٌ عَظِيْمٌ مِنْ مَشَايِخِهِ وأَقْرَانِهِ وأَئِمَّةِ الْإِسْلَامِ، وانتَشَرَ حَدِيْثُهُ فِي الآفَاقِ ... فَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ: أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وسَعِيْدٌ الجُرَيْرِيُّ، ومَنْصُوْرُ بنُ المُعْتَمِرِ، ومَطَرٌ الوَرَّاقُ، ومَنْصُوْرُ بنُ زَاذَانَ -وهَؤُلاَءِ هُم مِن شُيُوْخِهِ- وابْنُ إِسْحَاقَ، وأَبَانُ بنُ تَغْلِبَ، وسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وإِبْرَاهِيْمُ بنُ طَهْمَانَ، وإِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعِيْدٍ، وأَبُو حَمْزَةَ مُحَمَّدُ بنُ مَيْمُوْنٍ السُّكَّرِيُّ، وزَائِدَةُ بنُ قُدَامَةَ، وزُهَيْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ، وعَلِيُّ بنُ حَمْزَةَ الكِسَائِيُّ، وعَبْدُ السَّلاَمِ بنُ حَرْبٍ، وإِسْمَاعِيْلُ بنُ عُلَيَّةَ، وعَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ، وعَبَّادُ بنُ عَبَّادٍ، وعَبَّادُ بنُ العَوَّامِ، وعَبْدُ الأَعْلَى بنُ عَبْدِ الأَعْلَى السَّامِيُّ، وعُبَيْدُ اللهِ الأَشْجَعِيُّ، ومُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ غُنْدَرٌ، وعَبْدَةُ بنُ سُلَيْمَانَ، وأَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ، وأَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيْرُ، ومُحَمَّدُ بنُ سَوَاءٍ، ومُحَمَّدُ بنُ فُضَيْلٍ، ومُحَمَّدُ بنُ يَزِيْدَ الوَاسِطِيُّ، وأَحْمَدُ بنُ بَشِيْرٍ، وَبِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ، وخَالِدُ بنُ الحَارِثِ، وخَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الطَّحَّانُ، وبِشْرُ بنُ السَّرِيِّ، وبِشْرُ بنُ مَنْصُوْرٍ، وبَقِيَّةُ بنُ الوَلِيْدِ، والحَمَّادَانِ، وزَافِرُ بنُ سُلَيْمَانَ، وأَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، وسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وشَرِيْكٌ القَاضِي، وعَبْدُ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ، وعَبْدُ اللهِ بنُ دَاوُدَ الخُرَيْبِيُّ، ويَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ، وعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وأَبُو عُبَيْدَةَ عَبْدُ الوَاحِدِ الحَدَّادُ، وعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ المُحَارِبِيُّ، وعَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ، وعِيْسَى بنُ يُوْنُسَ، ومُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ، ومُعَاذُ بنُ مُعَاذٍ، ومُعَاذُ بنُ هِشَامٍ، وأَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بنُ المُثَنَّى، ومُعَاوِيَةُ بنُ هِشَامٍ القَصَّارُ، ومُصْعَبُ بنُ سَلاَّمٍ، ومُصْعَبُ بنُ المِقْدَامِ، والمُعَافَى بنُ عِمْرَانَ، ومِسْكِيْنُ بنُ بُكَيْرٍ، ومَخْلَدُ بنُ يَزِيْدَ، ووَرْقَاءُ، ووَكِيْعُ بنُ الجَرَّاحٍ، وهُشَيْمُ بنُ بَشِيْرٍ، والنَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ، والخَلِيْفَةُ/ هَارُوْنُ الرَّشِيْدُ، ويَحْيَى بنُ أَبِي زَائِدَةَ، ويَحْيَى بنُ سُلَيْمٍ، ويَحْيَى بنُ حَمْزَةَ القَاضِي، ويَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ، ويَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، ويُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، وَالقَاضِي أَبُو يُوْسُفَ، ويَعْقُوْبُ الحَضْرَمِيُّ، وأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، ومُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَدِيٍّ، وآدَمُ بنُ أَبِي إِيَاسٍ، وأُمَيَّةُ بنُ خَالِدٍ، ومُحَمَّدُ بنُ عَرْعَرَةَ، وأَسْوَدُ بنُ عَامِرٍ، وأَسَدُ بنُ مُوْسَى، وعَفَّانُ، وأَبُو جَابِرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ، وأَبُو عَامِرٍ عَبْدُ المَلِكِ العَقَدِيُّ، ومُحَمَّدُ بنُ كَثِيْرٍ العَبْدِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ، والقَعْنَبِيُّ، وأَبُو الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيُّ، وبَكْرُ بنُ بَكَّارٍ، وَبَدَلُ بنُ المُحَبَّرِ، وَبَهْزُ بنُ أَسَدٍ، وَالحَسَنُ بنُ مُوْسَى الأَشَيْبُ، وحَفْصُ بنُ عُمَرَ الحَوْضِيُّ، وحَجَّاجُ بنُ مُحَمَّدٍ، وحَجَّاجُ بنُ نُصَيْرٍ، وحَجَّاجُ بنُ مِنْهَالٍ، والحَكَمُ بنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو النُّعْمَانِ، وَحَرَمِيُّ بنُ عُمَارَةَ، وحَبَّانُ بنُ هِلاَلٍ، وحَسَّانُ بنُ حَسَّانٍ البَصْرِيُّ، وخَلَفُ بنُ الوَلِيْدِ، ووَهْبُ بنُ جَرِيْرٍ، ورَوْحُ بنُ عُبَادَةَ، والرَّبِيْعُ بنُ يَحْيَى الأُشْنَانِيُّ، ومُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وسَعْدُ بنُ الرَّبِيْعِ أَبُو زَيْدٍ الهَرَوِيُّ، وسَعِيْدُ بنُ أَوْسٍ أَبُو زَيْدٍ اللُّغَوِيُّ، وشُعَيْثُ بنُ مُحْرِزٍ، وشَاذُ بنُ فَيَّاضٍ، وأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيْلُ، وعَبْدُ اللهِ بنُ خَيْرَانَ، وأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُقْرِئُ، وعَبْدُ اللهِ بنُ عُثْمَانَ عَبْدَانُ، وعَبْدُ اللهِ بنُ رَجَاءَ الغُدَانِيُّ، وعَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ العَتَكِيُّ، وعُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى، وعَبْدُ المَلِكِ الأَصْمَعِيُّ، وعَبْدُ السَّلاَمِ بنُ مُطَهِّرٍ، وعُثْمَانُ بنُ عُمَرَ بنِ فَارِسٍ، وعَلِيُّ بنُ قَادِمٍ، وعَلِيُّ بنُ حَفْصٍ المَدَائِنِيُّ، وعَمْرُو بنُ حَكَّامٍ، وعَمْرُو بنُ عَاصِمٍ الكِلاَبِيُّ، وعَمْرُو بنُ مَرْزُوْقٍ، وعَاصِمُ بنُ عَلِيٍّ، وعِصَامُ بنُ يُوْسُفَ البَلْخِيُّ، وأَبُو نُعَيْمٍ المُلاَئِيُّ، وقُرَّةُ بنُ حَبِيْبٍ، ومُوْسَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ التَّبُوْذَكِيُّ، ومُوْسَى بنُ مَسْعُوْدٍ النَّهْدِيُّ، ومُظَفَّرُ بنُ مُدْرِكٍ الحَافِظُ، ويَحْيَى بنُ آدَمَ، ويَحْيَى بنُ أَبِي بُكَيْرٍ، ويَحْيَى بنُ كَثِيْرٍ أَبُو غَسَّانَ، ويَحْيَى بنُ عَبْدِ رَبِّهُ، وعَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، وشَيْبَانُ بنُ فَرُّوْخٍ حِكَايَةً؛، وأُمَمٌ سِوَاهُم.

ومِنْ جَلاَلتِهِ قَدْ رَوَى: مَالِكٌ الإِمَامُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْهُ، وَهَذَا قَلَّ أَنْ عَمِلَهُ مَالِكٌ!

ثَـنَـــاءُ الأَئِــمَّــــةِ الـعُـلَـمَـــاءِ عَـلَـيْـــهِ:

- كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَخضَعُ لَهُ، ويُجِلُّهُ، ويَقُوْلُ: شُعْبَةُ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ فِي الحَدِيْثِ.

- وقَالَ سَلْمُ بنُ قُتَيْبَةَ: أَتَيْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ أُسْتَاذُنَا شُعْبَةُ؟!

- وقَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، قَالَ: قَالَ أَيُّوْبُ: الآنَ يَقْدَمُ عَلَيْكُم رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ وَاسِطَ، يُقَالُ لَهُ: شُعْبَةُ، هُوَ فَارِسٌ فِي الحَدِيْثِ، فَإِذَا قَدِمَ، فَخُذُوا عَنْهُ. قَالَ حَمَّادٌ: فَلَمَّا قَدِمَ، أَخَذْنَا عَنْهُ.

- وكَانَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ إِذَا حَدَّثَ عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الضَّخْمُ عَنِ الضِّخَامِ ... شُعْبَةُ الخَيْرِ أَبُو بِسْطَامِ.

- وقَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: إِذَا خَالَفَنِي شُعْبَةُ فِي حَدِيْثٍ، صِرْتُ إِلَيْهِ.

- وقَالَ أَبُو حَنِيْفَةَ النُّعْمَانُ: نِعْمَ حَشْوُ المِصْرِ هُوَ.

- وقَالَ الشَّافِعِيُّ: لَوْلاَ شُعْبَةُ، لَمَا عُرِفَ الحَدِيْثُ بِالعِرَاقِ.

- وقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: سَمِعْتُ مِنْ شُعْبَةَ سَبْعَةَ آلاَفِ حَدِيْثٍ، وَسَمِعَ مِنْهُ غُنْدَرٌ سَبْعَةَ آلاَفٍ.

- وقَالَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ: مَا رَأَيتُ أَحَداً قَطُّ أَحْسَنَ حَدِيْثاً مِنْ شُعْبَةَ؛ وكَانَ مِنْ أَرَقِّ النَّاسِ، يُعطِي السَّائِلَ مَا أَمْكَنَهُ؛ لاَ يَعْدِلُ شُعْبَةَ عِنْدِي أَحَدٌ.

- وقَالَ أَبُو بَحْرٍ البَكْرَاوِيُّ: مَا رَأَيتُ أَحَداً أَعبَدَ للهِ مِنْ شُعْبَةَ، لَقَدْ عَبَدَ اللهَ حَتَّى جَفَّ جِلْدُهُ عَلَى عَظْمِهِ واسْوَدَّ.

- وقَالَ سُلَيْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ: شُعْبَةُ سَيِّدُ المُحَدِّثِيْنَ.

- وقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: شُعْبَةُ أَثْبَتُ مِنَ الأَعْمَشِ فِي الحَكَمِ، وشُعْبَةُ أَحْسَنُ حَدِيْثاً مِنَ الثَّوْرِيِّ؛ وكَانَ شُعْبَةُ أُمَّةً وَحْدَهُ فِي هَذَا الشَّأْنِ.

- وقَالَ عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ مُطَهِّرٍ: مَا رَأَيتُ أَحَداً أَمْعَنَ فِي العِبَادَةِ مِنْ شُعْبَةَ.

- وقَالَ أَبُو قَطَنٍ: كَانَتْ ثِيَابُ شُعْبَةَ كَالتُّرَابِ، وكَانَ كَثِيْرَ الصَّلاَةِ، سَخِيّاً.

- وقَالَ الأَصْمَعِيُّ: لَمْ نَرَ قَطُّ أَعْلَمَ مِنْ شُعْبَةَ بِالشِّعْرِ.

- وقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيُّ: مَا رَأَيتُ أَحَداً أَكْثَرَ تَقَشُّفاً مِنْ شُعْبَةَ.

- وقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: شُعْبَةُ إِمَامُ المُتَّقِيْنَ.

- وقَالَ أَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ: هَلِ العُلَمَاءُ إِلاَّ شُعْبَةٌ مِنْ شُعْبَةَ؟!

- وقَالَ عَفَّانُ: كَانَ شُعْبَةُ مِنَ العُبَّادِ.

- وكَانَ يَقُولُ يَعْقُوْبُ الحَضْرَمِيُّ إذا حَدَّثَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ الخَيْرِ أَبُو بِسْطَامَ الضَّخْمُ.

- وقَالَ النَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ: مَا رَأَيتُ أَرحَمَ بِمِسْكِيْنٍ مِنْ شُعْبَةَ.

- وقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ: شُعْبَةُ قُبَّانُ المُحَدِّثِينَ، ولَوْ اسْتَقْبَلْتُ مِن أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا لَزِمْتُ غَيْرَهُ.

- وقَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ: كَانَ شُعْبَةُ إِذَا حَكَّ جِسْمَهُ انْتَثَرَ مِنْهُ التُّرَابُ، وكَانَ سَخِيّاً، كَثِيْرَ الصَّلاَةِ.

- وقَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ فِي الدُّنْيَا أَحْسَنُ حَدِيْثًا مِنْ شُعْبَةَ ومَالِكٍ.

- وقَالَ النَّسَائِيُّ: الأُمَنَاءُ عَلَى حَدِيْثِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ثَلاَثَةٌ: شُعْبَةُ بْنُ الحَجَّاجِ، ومَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، ويَحَيْى بْنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ.

- وقال ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، مَأْمُوْنًا، ثَبْتًا، حُجَّةً، صَاحِبَ حَدِيْثٍ.

- وقَالَ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ، ثَبْتٌ في الحَدِيْثِ.

- وقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ مِن سَادَاتِ أَهْلِ زَمَانِهِ حِفْظًا وإِتْقَانًا ووَرَعًا وفَضْلاً، وهُوَ أَوَّلُ مَنْ فَتَّشَ بِالعِرَاقِ عَنْ أَمْرِ المُحَدِّثِينَ، وجَانَبَ الضُّعَفَاءِ والمَتْرُوكِيْنَ، وصَارَ عَلَمًا يُقْتَدَى بِهِ، وتَبَعَهُ عَلَيْهِ بَعْدَهُ أَهْلُ العِرَاقِ؛ وكَانَ مِمَنْ عَنِيَ بِعِلْمِ السُّنَنِ وسَعَى فِي طَلَبِهَا، ووَاظَبَ عَلَى دَرْسِهَا، ودَاوَمَ عَلَى الرِّحْلَةِ فِيْهَا وعَرَجَ عَلَى الأَقْوِيَاءِ مِنَ الثِّقَاتِ وجَرَحَ الضُّعَفَاءِ فِي الرِّوَايَاتِ.

- وقَالَ الحَاكِمُ: شُعْبَةُ إِمَامُ الأَئِمَّةِ بِالبَصْرَةِ فِي مَعْرِفَةِ الحَدِيْثِ.

- وقال أَبُو بَكْرٍ بْنُ مَنْجُوَيْهِ: كَانَ مِن سَادَاتِ أَهْلِ زَمَانِهِ حِفْظًا وإِتْقَانًا ووَرَعًا وفَضْلاً، وهُوَ أَوَّلُ مَنْ فَتَّشَ بِالعِرَاقِ عَنْ أَمْرِ المُحَدِّثِينَ، وجَانَبَ الضُّعَفَاءِ والمَتْرُوكِيْنَ، وصَارَ عَلَمًا يُقْتَدَى بِهِ، وتَبَعَهُ عَلَيْهِ بَعْدَهُ أَهْلُ العِرَاقِ.

- وقَالَ النَّوَوِيُّ: الإِمَامُ المَشْهُورُ، مِن تَابِعِي التَّابِعِينَ، وأَعْلاَمِ المُحَدِّثِينَ، وكِبَارِ المُحَقِّقِينَ.

- وقَالَ العَلاَئِيُّ: أَحَدُ الأَئِمَّةِ.

- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ فِي الحَدِيْثِ، ثَبْتٌ، حُجَّةٌ.

- وقَالَ الصَّفَدِيُّ: الحَافِظُ الكَبِيرُ، عَالِمُ أَهْلِ البَصْرَةِ فِي زَمَانِهِ، بَلْ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ فِي الحَدِيثِ.

- وقَالَ ابْنُ كَثِيْرٍ: شَيْخُ المُحَدِّثِينَ.

- وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ، حَافِظٌ، مُتْقِنٌ.

- وقَالَ السُّيُوطِيُّ: الحَافِظُ العَلَمُ، أَحَدُ أَئِمَّةِ الإِسْلَامِ.

وَرَعُـــهُ وزُهْـــدُهُ:

- قَالَ قُرَادٌ أَبُو نُوْحٍ: رَأَى عَلَيَّ شُعْبَةُ قَمِيْصاً، فَقَالَ: بِكَمِ اشْتَرَيتَ هَذَا؟ فَقُلْتُ: بِثَمَانِيَةِ دَرَاهِمَ. فَقَالَ لِي: وَيْحَكَ! أَمَا تَتَّقِي اللهَ؟! أَلاَ اشْتَرَيتَ قَمِيْصاً بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ، وَتَصَدَّقْتَ بِأَرْبَعَةٍ، كَانَ خَيْراً لَكَ؟ قُلْتُ: يَا أَبَا بِسْطَامَ! إِنَّا مَعَ قَوْمٍ نَتَجَمَّلُ لَهُم. قَالَ: أَيْش نَتَجَمَّلُ لَهُم؟!

كَـرَمُــهُ ورَأْفَـتُــهُ بِـالـفُـقَــرَاءِ والـمُـحْـتَـاجِـيْـــنَ:

- وَهَبَ الخَلِيْفَةُ المَهْدِيُّ لِشُعْبَةَ ثَلاَثِيْنَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، فَقَسَّمَهَا عَلَى الفُقَرَاءِ!

- وقَالَ مُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ: كَانَ شُعْبَةُ إِذَا قَامَ سَائِلٌ فِي مَجْلِسِهِ، لاَ يُحَدِّثُ حَتَّى يُعْطَى أَوْ يُضْمَنَ لَهُ.

- وقَالَ عَفَّانُ، سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: لَوْلاَ حَوَائِجُ لَنَا إِلَيْكُم، مَا جَلَسْتُ لَكُم. قَالَ عَفَّانُ: كَانَ حَوَائِجُهُ: يَسْأَلُ لِجِيْرَانِهِ الفُقَرَاءِ.

- وقَالَ عَمْرُو بْنُ حَكَّامٍ: أَتَى شُعْبَةَ شَيْخٌ مِن جِيْرَانِهِ مُحْتَاجٌ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ لَهُ شُعْبَةُ: لَيْسَ عِنْدِي شَيٌء. فَذَهَبَ الشَّيْخُ لِيَنْصَرِفَ، فَقَالَ لَهُ شُعْبَةُ: اذْهَبْ فَخُذْ حِمَارِي، فَهُوَ لَكَ. فَقَالَ: لاَ أُرِيْدُ حِمَارِكَ. قَالَ: اذْهَبْ فَخُذْهُ. فَذَهَبَ فَأَخَذَهُ، فَمَرَّ بِهِ عَلَى مَجَالِسِ أَصْحَابِنَا فَاشْتَرَاهُ أَحَدُهُم بِخَمْسَةِ دَرَاهِمٍ، فَأَهْدَاهُ إِلَى شُعْبَةَ.

- وقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: كُنَّا عِنْدَ شُعْبَةَ، فَجَاءَ سُلَيْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ يَبْكِي، وقَالَ: مَاتَ حِمَارِي، وَذَهَبت مِنِّي الجُمُعَةُ، وَذهَبَتْ حَوَائِجِي. قَالَ: بِكَمْ أَخَذْتَه؟ قَالَ: بِثَلاَثَةِ دَنَانِيْرَ. قَالَ شُعْبَةُ: فَعِنْدِي ثَلاَثَةُ دَنَانِيْرَ، وَاللهِ مَا أَملِكُ غَيْرَهَا. ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَيْهِ.

- وقَالَ أَبُو دَاوُدَ أَيْضًا: كُنَّا عِنْدَ شُعْبَةَ نَكْتُبُ مَا يُمْلِي، فَسَأَلَ سَائِلٌ، فَقَالَ شُعْبَةُ: تَصَدَّقُوا، فَلَمْ يَتَصَدَّقْ أَحَدٌ. فَقَالَ: تَصَدَّقُوا، فَإِنَّ أَبَا إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَعْقِلٍ، عَنْ عَدِيِّ بنِ حَاتِمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ). قَالَ: فَلَمْ يَتَصَدَّقْ أَحَدٌ. فَقَالَ: تَصَدَّقُوا، فَإِنَّ عَمْرَو بنَ مُرَّةَ حَدَّثَنِي، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَدِيِّ بنِ حَاتِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا، فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ). فَلَمْ يَتَصَدَّقْ أَحَدٌ. فَقَالَ: تَصَدَّقُوا، فَإِنَّ مُحِلاًّ الضَّبِّيَّ حَدَّثَنِي، عَنْ عَدِيِّ بنِ حَاتِمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (اسْتَتِرُوا مِنَ النَّارِ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا، فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ). فَلَمْ يَتَصدَّقْ أَحَدٌ. فَقَالَ: قُوْمُوا عَنِّي، فَوَاللهِ لاَ حَدَّثْتُكُم ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ. ثُمَّ دَخَلَ مَنْزِلَهُ، فَأَخْرَجَ عَجِيناً، فَأَعْطَاهُ السَّائِلَ، فَقَالَ: خُذْ هَذَا، فَإِنَّهُ طَعَامُنَا اليَوْمَ.

دِقَّــتُـــهُ وشِــدَّةُ تـَحَــرِّيـــهِ فِــي الـحَـدِيْــثِ:

- قَالَ شُعْبَةُ: مَا أَعْلَمُ أَحَداً فَتَّشَ الحَدِيْثَ كَتَفْتِيشِي، وَقَفْتُ عَلَى أَنَّ ثَلاَثَةَ أَرْبَاعِهِ كَذِبٌ!

- وقَالَ حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: جَاءَ شُعْبَةُ إِلَى حُمَيْدٍ، فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيْثٍ لأَنَسٍ، فَحَدَّثَهُ بِهِ. فَقَالَ لَهُ شُعْبَة: سَمِعْتَه مِنْ أَنَسٍ؟ قَالَ: فِيْمَا أَحْسِبُ. فَقَالَ شُعْبَةُ بِيَدِهِ هَكَذَا، وأَشَارَ بِأَصَابِعِهِ: لاَ أُرِيْدُهُ. ثُمَّ وَلَّى. فَلَمَّا ذَهَبَ، قَالَ حُمَيْدٌ: سَمِعْتُهُ مِنْ أَنَسٍ كَذَا وكَذَا مرَّةً، ولَكِنْ شَدَّدَ عَلَيَّ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُشَدِّدَ عَلَيْهِ.

- وقَالَ أَبُو الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيُّ: سَأَلْتُ شُعْبَةَ عَنْ حَدِيْثٍ، فَقَالَ: واللهِ لاَ حَدَّثْتُكَ بِهِ. قُلْتُ: وَلِمَ؟! قَالَ: لأَنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ إِلاَّ مَرَّةً.

- وقَالَ الشَّافِعِيُّ: كَانَ شُعْبَةُ يَجِيْءُ إِلَى الرَّجُلِ الَّذِي لَيْسَ أَهْلاً لِلْحَدِيْثِ فَيَقُوْلُ: "لاَ تُحدِّثْ، وإِلاَّ اسْتَعْدَيتُ عَلَيْكَ السُّلْطَانَ".

ومِــن أَقْــوَالِــــهِ:

- قَالَ شُعْبَةُ: كُلُّ مَنْ كَتَبتُ عَنْهُ حَدِيْثاً، فَأَنَا لَهُ عَبْدٌ.

- وقَالَ لِأَصْحَابِ الحَدِيثِ: يَا قَوْمُ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ كُلَّمَا تَقَدَّمْتُمْ فِي الحَدِيثِ تَأَخَّرْتُمْ فِي القُرْآنِ.

- وقَالَ: كُلُّ شَيْءٍ لَيْسَ فِي الحَدِيْثِ "سَمِعْتُ"، فَهُوَ خَلٌّ وَبَقْلٌ. (أَيْ: لاَقِيْمَةَلَهُ، ولاَيُسَاوِي شَيْئًا؛ فَالإِمَامُ كَانَ أَشَدَّ النَّاسِ إِنْكَارًا لِلتَّدلِيْسٍ)

- وقَالَ: لأَنْ أَزْنِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُدَلِّسَ. (وهَذَا مَحْمُوْلٌ عَلَى المُبَالَغَةِ والزَّجْرِ، والصَّحِيْحُ: التَّفْصِيْلُ فِي أَمْرِ المُدَلِّسِ بَيْنَ مَا صَرَّحَ فِيْهِ بِالسَّمَاعِ فَيُقْبَلُ، وبَيْنَ مَا أَتَى فِيْهِ بِلَفْظٍ مُحَتَمَلٌ فَيُرَدُّ)

- وقَالَ: تَعَلَّمُواْ العَرَبِيَّةَ فَإِنَّهَا تَزِيْدُ فِي العَقْلِ.

- وقَالَ: مَنْ ذَهَبْنَا إِلَى أَبِيْهِ، فَأَكْرَمَنَا، فَجَاءنَا ابْنُهُ، أَكْرَمنَاهُ، وَمَنْ أَتَيْنَاهُ، فَأَهَانَنَا، أَتَانَا ابْنُهُ، أَهَنَّاهُ.

- وقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيَّ: كُنْتُ يَوْماً بِبَابِ شُعْبَةَ، وكَانَ المَسْجِدُ مَلأً، فَخَرَجَ شُعْبَةُ، فَاتَّكَأَ عَلَيَّ، وقَالَ: يَا سُلَيْمَانُ! تُرَى هَؤُلاَءِ كُلُّهُم يَخْرُجُوْنَ مُحَدِّثِيْنَ؟! قُلْتُ: لاَ. قَالَ: صَدَقْتَ، ولاَ خَمْسَةٌ، يَكْتُبُ أَحَدُهُم فِي صِغَرِهِ، ثُمَّ إِذَا كَبِرَ تَرَكَهُ، أَوْ يَشتغِلُ بِالفَسَادِ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: ثُمَّ نَظَرْتُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَمَا خَرَجَ مِنْهُم خَمْسَةٌ!

وَفَــاتُــــهُ: اتَّفَقُوا عَلَى وَفَاةِ شُعْبَةَ بِالبَصْرَةِ، فِي شَهْرِ رَجَبٍ، سَنَةَ سِتِّيْنَ وَمائَةٍ (160 هـــ)، وقَد بَلَغَ ثَمَانيًّا وسَبْعِيْنَ سَنَةً (78)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

- قَالَ عَبْدُ القُدُّوْسِ بنُ مُحَمَّدٍ الحَبْحَابِيُّ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: لَمَّا مَاتَ شُعْبَةُ، أُرِيتُهُ بَعْدَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ، وهُوَ آخذٌ بِيَدِ مِسْعَرِ بنِ كِدَامٍ، وعَلَيْهِمَا قَمِيْصَا نُوْرٍ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا بِسْطَامَ! مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ؟ قَالَ: غَفَر لِي. قُلْتُ: بِمَاذَا؟! قَالَ: بِصِدْقِي فِي رِوَايَةِ الحَدِيْثِ، ونَشْرِي لَهُ، وأَدَائِي الأَمَانَةَ فِيْهِ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُوْلُ:

حَبَانِي إِلَهِي فِي الجِنَانِ بِقُبَّةٍ ... لَهَا أَلْفُ بَابٍ مِنْ لُجَيْنٍ وَجَوْهَرُ
شَرَابِي رَحِيْقٌ فِي الجِنَانِ وَحِلْيَتِي ... مِنَ الذَّهَبِ الإِبْرِيْزِ وَالتَّاجُ أَزْهَرُ
وَنَقْلِي لِثَامُ الحُورِ وَاللهُ خَصَّنِي ... بِقَصْرٍ عَقِيْقٍ، تُرْبَةُ القَصْرِ عَنْبَرُ
وَقَالَ لِيَ الرَّحْمَنُ: يَا شُعْبَةُ الَّذِي ... تَبَحَّرَ فِي جَمْعِ العُلُوْمِ فَأَكْثَرُ
تَنَعَّمْ بِقُرْبِي إِنَّنِي عَنْكَ رَاضِي ... وَعَنْ عَبْدِيَ القَوَّامِ بِاللَّيْلِ مِسْعَرُ
كَفَى مِسْعَراً عِزّاً بِأَنْ سَيَزُوْرُنِي ... فَأَكْشِفُ حُجْبِي ثُمَّ أُدْنِيْهِ يَنْظُرُ

- وقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ المُبَارَكِ: كُنْتُ عِنْدَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، إِذْ جَاءَهُ مَوْتُ شُعْبَةَ، فَقَالَ: مَاتَ الحَدِيْثُ.


عبدالرازق العربى 14-05-2016 07:46 AM

بارك الله فيكم

Mr. Hatem Ahmed 14-05-2016 02:26 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرازق العربى (المشاركة 6430069)
بارك الله فيكم

جزاكم الله خيراً



أحمد هاشم الزيدي 10-07-2016 07:20 PM

موضوعات حضرتك مستر حاتم فوق الرائعه حقاً
جعل الله هذه الاعمال خالصه لوجه الكريم وجعلها في ميزان حسانتك يوم القيامة باذن الله تعالي

Mr. Hatem Ahmed 10-07-2016 07:41 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد هاشم الزيدي (المشاركة 6462116)
موضوعات حضرتك مستر حاتم فوق الرائعه حقاً
جعل الله هذه الاعمال خالصه لوجه الكريم وجعلها في ميزان حسانتك يوم القيامة باذن الله تعالى


ربنا يخليك ويبارك في حضرتك أستاذ الحبيب أستاذ/ أحمد

أسعدني وشرّفني مرور حضرتك الجميل وكلماتك الأجمل

جزاك الله خيراً وبارك فيك وأحسن إليك وأثابك


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 10:35 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.