موضوع رائع يستحق مليون نجمة:022yb4::022yb4: |
شكراً لمرورِك وكلامِك الجميل ده يا آية
|
(13) قُـــــطْـــــــــرُب هُـــــــوَ: مُحَمَّد بْنُ المُسْتَنِيرِ بنِ أَحمَدَ، أَبُو عَلِيِّ البَصْرِيِّ، الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، النَّحْوِيُّ اللُّغَوِيُّ، الأدِيبُ الأَرِيبُ كَانَ طَلاَّبَةً لِلْعِلْمِ، حَرِيصاً عَلَى الاِشْتِغَالِ بِهِ، وزَارَ بَغَدَادَ، وسُمِعَ مِنْهُ بِهَا أَشْيَاء مِن تَصَانِيفِهِ، وهوَ مِن أَشْهَرِ تَلاَمِيذِ سِيبَوَيْـهِ النُّجَبَاءِ، وهُوَ الَّذِي لَقَّبَهُ بِـقُطْرُب. وسَبَبُ تَسْمِيَتِهِ بِـقُطْرُبٍ: أَنَّهُ كَانَ يُبَكِّر إِلَى سِيبَوَيْـهِ، قَبْل حُضُورِ أَحَدٌ مِن التَّلاَمْذَة، وذَلِكَ قُبَيْل الفَجْرِ!! فَخَرَجَ سِيبَوَيْـه يَوْماً مِن دَارِهِ فَوَجَدَهُ عَلَى بَابِهِ، حَرِيصًا عَلَى التَّعَلُّمِ، فَقَالَ لَهُ: مَا أَنْتَ إِلاَّ قُطْرُبُ لَيْلٍ. ومَعنَى القُطْرُب: دُوَيْبَّةٌ تَسْعَى نَهارَهَا كُلَّه لاَ تَسْتَريحُ. أخذ النَّحْو عَنْ: سِيبَوَيْهٍ وعِيسَى بْنِ عُمَرَ الثَّقَفِيِّ، وغَيْرِهِم مِن عُلَمَاءِ البَصْرَةِ. وأَخَذَ عَنْهُ النَّحْـوَ: ابْنُ السِّكِّيت. لَهُ تَصَانِيفٌ كَثِيرَة، مِنْهَا: كِتَابُ (مَعَانِي القُرآن) و (غَرِيب الحَدِيث) و (إِعرَاب القُرآن) و (الرَّد عَلَى المُلْحِدِين فِي مُتَشَابِه القُرآن) و(المُثَلَّث) و (الجَمَاهِير) و (الإِشْتِقَاق) و (الأَضِدَّاد) و (النَّوَادِر) و (الأَصْوَات) و (الأَزْمِنَة) و (القَوَافِي) و (الهَمْزَة) و (العِلَلُ فِي النَّحْو) و (مَا خَالَف فِيهِ الإِنْسَانُ البَهِيمِيَّة الوُحُوشِ وصِفَاتِهَا). وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ بِبَغْدَادَ فِي سَنَةِ سَتٍّ ومِائَتَيْن (206 هــ). |
(14) الــــــفَــــــــــــــرَّاء هُــــــــوَ: يَحْيَى بنُ زِيَادِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَنْظُوْرٍ الأَسَدِيُّ، الكُوْفِيُّ، النَّحْوِيُّ العَلاَّمَةُ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ الكَثِيرَة، إِمَامُ الكُوفِيين وأَعْلَمُهُم بِالْنَّحْوِ واللُّغَةِ والأَدَبِ، وكَانَ مَعَ تَقَدُّمِهِ فِي اللُّغَةِ فَقِيهاً، عَالِماً بِأَيَّامِ العَرَبِ وأَخْبَارِهَا، عَارِفاً بِالْطِّبِ. مَوْلِـــدُهُ: وُلِدَ الـفَـرَّاءُ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ أَربَعٍ وأَربَعِينَ ومِائَة (144 هــ). - قَالَ عَنْهُ ثَعْلَب: لَوْلاَ الفَرَّاءُ، لَمَا كَانَتْ عَرَبِيَّةً، وَلَسَقَطَتْ؛ لأَنَّهُ خَلَّصَهَا وضَبَّطَهَا، لأَنَّهَا كَانَتْ تُتَنَازَعُ وَيَدِّعِيْهَا كُلُّ أَحِدٍ، ويَتَكَلَّمُ النَّاسُ فِيهَا عَلَى مَقَادِير عُقُولِهِم وقَرَائِحِهِم، فَتَذْهَب. - وقَالَ ابْنُ الأَنْبَارِيِّ: لَوْ لَمْ يَكُنْ لأَهْلِ بَغْدَادَ وَالكُوْفَةِ مِنَ النُّحَاةِ إِلاَّ الكِسَائِيُّ وَالفَرَّاءُ، لَكَفَى. مِنْ أَشْهَرِ كُـتُـبِـــهِ: (المَقْصُور والمَمْدُود) و (مَعَانِي القُرآن) و (المُذَكَّر والمُؤَنَّث) و (اللُّغَات) و (الفَاخِر) و (مَا تَلْحَنُ فِيهِ العَامَّة) و (الأَيَّام واللَّيَالِي) و (البَهِيّ) و (الجَمْعُ والتَّثْنِيَةُ فِي القُرآن) و (الحُدُود) و (مُشْكِل اللُّغَةِ). وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ الفَرَّاءُ بِطَرِيقِ الحَجِّ سَنَةَ سَبْعٍ ومِائَتَيْن (207 هــ)، ولَـهُ ثَلاَثٌ وسِتُّوْنَ سَنَة (63). |
(15) أَبُـــو عُــبَــيْـــــــدَةَ الـــتّـــَيْـــمِـــــــــــــيُّ هُـــــــوَ: مَعْمَرُ بنُ المُثَنَّى التَّيْمِيُّ، البَصْرِيُّ، الإِمَامُ المُعَمَّرُ، النَّحْوِيُّ العَلاَّمَةُ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ الكُثِيرَةِ، وهِيَ تُقَارِبُ مِائَتَيْ مُصَنَّف (200)، وقَد حَدَّثَ بِبَغْدَادَ بِجُملَةٍ مِنْهَا. مَــوْلِـــدُهُ: وُلِدَ بِالْبَصْرَةِ فِي سَنَةِ عَشْرٍ ومِائَةٍ (110 هــ)، وكَانَ مَعَ سِعَةِ عِلْمِهِ رُبَّمَا أَنْشَدَ البَيْتَ فَلَمْ يَقُم وَزْنَـه، ويُخْطِئ إِذَا قَرَأَ القُرآنَ!!! أَخَذَ النَّحْـوَ والعَرَبِيَّـةَ عَنْ: أَبِي عَمْرٍو بْنِ العَلاَءِ، وطَائِفَةٍ. وأَخَذَ عَنْـهُ النَّحْـوَ والعَرَبِيَّـةَ: أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ وأَبُو حَاتِم السِّجِسْتَانِيّ، وغَيْرُهُمَا. - قَالَ عَنْـهُ الجَاحِظُ: لَمْ يَكُنْ فِي الأَرْضِ أَعْلَمَ بِجَمِيْعِ العُلُوْمِ مِنْ أَبِي عُبَيْدَةَ. - وقَالَ عَلِيُّ بْنُ المَدِيْنِيِّ: كَانَ لاَ يَحكِي عَنِ العَرَبِ إِلاَّ الشَّيْءَ الصَّحِيْحَ. - وقَالَ المُبَرِّدُ: كَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ والأَصْمَعِيُّ مُتَقَارِبَيْنِ فِي النَّحوِ. أَشْهَــرُ كُتُبِـــهِ: (مَعَانِي القُرآن) و (إِعرَاب القُرآن) و (غَرِيْب الحَدِيْثِ) و (نَقَائِض جَرِير والفَرَزْدَق) و (العَقَقَة والبَرَرَة) و (مَآثِر العَرِب) و (مَا تَلْحَن فِيهِ العَامَّة) و (أَيَّام العَرَبِ) و (الإِنْسَان) و (الزَّرع) و (الشَّوَارِد) و (طَبَقَات الفُرسَانِ) و (طَبَقَات الشُّعَرَاءِ) و (المُحَاضَرَات والمُحَاوَرَات) و (الخَيْل) و (القَبَائِل) و (الأَمْثَال). وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِالْبَصْرَةِ فِي سَنَةِ تِسْعٍ ومِائَتَيْنِ (209 هــ)، وقَد قَارَب المِائَة سَنَة (100)، ولَمْ يَحضُر أَحَدٌ جَنَازَتِهِ، لِشِدَّةِ نَقْدِهِ لِمُعَاصِرِيهِ مِن العُلَمَاءِ. |
موضوع رائع بارك الله فيك
|
شكراً جزيلاً لمرور حضرتك الجميل
ودعوتك الأجمل |
(16) أَبُـــــــو زَيْـــــــــــدٍ الأَنْــــصَـــــــــــارِيُّ هُـــــــوَ: سَعِيْدُ بنُ أَوْسِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ بَشِيْرِ بْنِ ثَابِتُ بْنِ زَيْدِ بْنِ قَيْسٍ الخَزْرَجِيُّ الأَنْصَارِيُّ ثُمَّ البَصْرِيُّ. الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، المُعَمَّرُ، اللُّغَوِيُّ، الأَرِيبُ، النِّحْرِيرُ. مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِـدَ سَنَةَ تِسْعَ عَشَرَةَ ومِائَةٍ (119 هــ)؛ وكَانَ الأَصْمَعِيُّ يُبَجِّلُهُ جِداً، فَكَانَ كُلَّمَا رَأَى أَبَا زَيْدٍ قَبَّل رَأْسَهُ، ويَقُولُ: "هَذَا عَالِمُنَا وَمُعَلِّمُنَا مُنْذُ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً". أَخَذَ النَّحـْـوَ عَـنْ: أَبِي عَمْرٍو بْنِ العَلاَءِ؛ وغَيْرِهِ. وأَخَذَ عَنْهُ النَّحـْــوَ: سِيْبَوَيْه وأَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ وأَبُو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ وأَبُو عُثْمَانَ المَازِنِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. مِن أَشْهَـر تَصَانِيفِــهِ: كِتَابُ (مَعَانِي القُرآن) و (النَّحو الكَبِير) و (النَّوَادِر) فِي اللُّغَة، و (الْهَمْزَة) (غَريب الأَسْمَاء) (الجَمْع والتَّثْنِية) و(الصِّفَات) و(اللُّغَات) و (بُيُوتَات العَرَبِ) فِي الأَنْسَابِ. وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ أَبُو زَيْدٍ بِالْبَصْرَةِ فِي سَنَةِ خَمْسَ عَشَرَة ومِائَتَيْن (215 هــ)، ولَهُ سِتٌّ وتِسْعُونِ سَنَةٍ (96)؛ رَحِمَهُ اللهُ. |
(17) الأَخْـــفَـــــــش الأَوْسَـــــــط هُـــــــوَ: سَعِيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ البَلْخِيُّ ثُمَّ البَصْرِيُّ. العَلاَّمَةُ، إِمَامُ النَّحْوِ. أَخَـذَ العَرَبْيَّـةَ عَــن: الخَلِيْلِ بْنِ أَحْمَدَ وسِيْبَوَيْه، وَلَزِمَهُ حَتَّى بَرَعَ فِيهَا. وهُوَ الَّذِي زَادَ فِي العَرُوضِ بَحر (الخَبَب)، وكَانَ الخَلِيْلُ قَد جَعَلَ البُحُورَ خَمْسَةَ عَشَرَ، فَأَصْبَحَت سِتَّة عَشَرَ بِهَذَا البَحرِ. مِن أَشْهَـرِ تَصَانِيفِــهِ: (تَفْسِيرُ مَعَانِي القُرآن) و (الأَوْسَطُ فِي النَّحوِ) و (شَرحُ أَبْيَاتِ المَعَانِي) و (الاِشْتِقَاق) و (مَعَانِي الشِّعرِ) و (القَوَافِي). - قَالَ عَنْـهُ ثَعْلَب: كَانَ أَوْسَعَ النَّاسِ عِلْماً. وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَة ومِائَتَيْن (215 هــ). |
(18) الأَصْـــــــمَـــــــعِـــــــــــــــــــــيُّ هُـــــــوَ: عَبْدُ المَلِكِ بْنُ قُرَيْبِ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَصْمَعَ بْنِ مُظَهِّرِ الأَصْمَعِيُّ، أَبُو سَعِيْدٍ البَصْرِيُّ. الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، المُعَمَّرُ، حُجَّةُ الأَدَبِ، لِسَانُ العَرَبِ، أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَعلاَمِ. كَتَبَ أَشيَاءاً لاَ تُحْصَى عَنِ العَرَبِ فِي اللُّغَةِ، وَكَانَ ذَا حِفْظٍ، وَذكَاءٍ، وَلُطْفِ عِبارَةٍ؛ وكَانَ كَثِيراً مَا يَتَنَاظرُ مَعَ سِيْبَوَيْه. مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وعِشْرِينَ ومِائَةٍ (122 هــ). وكَانَ شَاعِراً مَجِيداً، يَحفَظُ سِتَّةَ عَشَرَ أَلْفِ أُرْجُوزَةٍ!! وكَانَ هَارُون الرَّشِيد يُسَمِّيهِ "شَيْطَانُ الشِّعْرِ". وكَانَ ،مَعَ سِعَةِ عِلْمِهِ وتَبَحُّرِهِ فِي عِلْمِ اللُّغَةِ، يَتَّقِي أَنْ يُفَسِّرَ القُرْآنَ الكَرِيمَ. وأَخَذَ عَـنْـهُ عِلْمِ اللُّـغَـةِ: أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بْنُ سَلَّام وأَبُو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ يَطُولُ ذِكْرُهُم. مِن أَشْهَـر تَصَانِيفِـــهِ: (غَرِيب القُرآن) و (غَرِيب الحَدِيث) و (أُصُول الكَلَام) و (الكَنْز اللُّغَوِي) و (القَلْب والإِبْدَال) و (الأَلْفَاظ) و (الصِّفَات) و (اللُّغَات) و (المَقْصُور والمَمْدُود) و (المَصَادِر) و (نَوَادِر الإِعرَاب) و (الِاشْتِقَاق) و (الأَضِدَّاد فِي اللُّغَة) و (الهَمْزَة وتَخْفِيفَهَا) و (مَا اتَّفَق لَفْظُه واخْتَلَف مَعنَاه) و (الْأَمْثَال) و (السِّلَاح) و (الخَيْل) و (مَا تَكَلَّم بِهِ الْعَرَب فَكَثُر فِي أَفْوَاه النَّاس) و (المُذَكَّر والمُؤَنَّث) و (خَلْق الاِنْسَان) و (الإِبِل) و) و (الشَّاء) و (أَسْمَاء الوُحُوش وصِفَاتِهَا) و (صِفَات الأَرضِ والسَّمَاء) و (النَّبَات والشَّجَر). قَـــالُـــــواْ عَـــنْـــــــهُ: - قَالَ الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ: مَا عَبَّرَ أَحَدٌ عَنِ العَرَبِ بِأَحْسَنَ مِنْ عِبَارَةِ الأَصْمَعِيِّ. - وقَالَ الإِمَامُ يحيى بْنُ مَعِيْنٍ: كَانَ الأَصْمَعِيُّ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ فِي فَنِّهِ. - وقَالَ المُبَرِّدُ: كَانَ الأَصْمَعِيُّ بَحْراً فِي اللُّغَةِ، لاَ نَعْرِفُ مِثْلَهُ فِيْهَا. ومِـن أَقْوَالِــــهِ: - إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى طَالِبِ العِلْمِ إِذَا لَمْ يَعْرِفِ النَّحْوَ أَنْ يَدْخُلَ فِي جُمْلَةِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ: (مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ). - وقَالَ: مَنْ لَمْ يَحتَمِل ذُلَّ التَّعلِيمِ سَاعَةً، بَقِيَ فِي ذُلِّ الجَهْلِ أَبَداً. وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ الأَصْمَعِيُّ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ ومِائَتَيْن (216 هــ)، وقَد عَاشَ أَربَعاً وتِسْعِينَ سَنَةً (94)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى. |
شكراااااااااااااا جزيلا لحضرتك استاذ حاتم .
|
اقتباس:
مشكور جداً أستاذ محمد على مرور حضرتك الكريم والذي أسعدني وشرفني جداً |
(19) أَبُـــــو عُـــــبَـــــــيْـــــــــــــد هُـــــــوَ: القَاسِمُ بْنُ سَلاَّمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الهَرَوِيُّ، أَبُو عُبَيْدٍ البَغْدَادِىُّ. الإِمَامُ الحَافِظُ، الفَقِيهُ المُجتَهِدُ، الأَخْبَارِيُّ العَلاَّمَةُ، القَاضِيُّ الأَدِيبُ، اللُّغَوِيُّ الأَرِيبُ، ذُو التَّصَانِيف المُونِقَة الَّتِي سَارَت بِهَا الرُّكبَانُ وانْتَشَرَت فِي جَمِيعِ الأَقطَارِ والبُلْدَانِ. مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِـدَ أَبُو عُبَيْدٍ سَنَةَ سَبْعٍ وخَمْسِيْنَ ومِائَةٍ (157 هــ). وكَانَ إِمَاماً، ثِقَةً، دَيِّناً، وَرِعاً، كَبِيْرَ الشَّأْنِ، مَهِيْباً، وَقُوْراً، عَالِماً بِأَيَّامِ النَّاسِ والنَّحوِ واللُّغَةِ والفِقْهِ والحَدِيثِ؛ وزَارَ مِصرَ سَنَةَ ثَلاَثِ عَشْرَةَ ومِائَتَينِ (213 هــ)، فَسَمِعَ النَّاسُ مِن كُتُبِهِ؛ ووَلِيَ القَضَاءَ بِطَرسُوس (مَدِينَة بِالْعِرَاق) ثَمَانِي عَشَرَة سَنَةً (18). قَرَأَ القُرْآنَ عَلَى: أَبِي الحَسَنِ الكِسَائِيِّ وإِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعفَرٍ وشُجَاعِ بْنِ أَبِي نَصرٍ البَلْخِيِّ. وأَخَذَ الحَدِيثَ مِن: يَحيَى بْنِ سَعِيدٍ القَطَّان وعَبْدِ الرَّحمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ وهُشَيْم بْنِ بَشِيرٍ وسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ وعَبْد اللهِ بْنِ المُبَارَكِ وغُنْدَرٍ ووَكِيْع بْنِ الجَرَّاحِ وجَرِيْرِ بْنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ الضَّبِيِّ وأَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرِيْر وإِسْحَاقَ الأَزْرَقَ ويَزِيْد بْنِ هَارُوْنَ، وغَيْرِهِم. وأَخَذَ اللُّغَةَ عَنْ: أَبِي عُبَيْدَةَ وأَبِي زَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ والأَصْمَعِيِّ وأَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، وغَيْرِهِم. قَـــالُــــــواْ عَــنْـــهُ: - قَالَ حَمْدَانُ بْنُ سَهْلٍ: سَأَلْتُ يَحيَى بنَ مَعِيْنٍ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ...؟! فَتَبَسَّمَ، وقَالَ: مِثْلِي يُسْأَلُ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ...؟! أَبُو عُبَيْدٍ يُسْأَلُ عَنِ النَّاسِ؛ لَقَد كُنْتُ عِنْدَ الأَصمَعِيِّ يَوْماً، إِذْ أَقْبَلَ أَبُو عُبَيْدٍ، فَشَقَّ إِلَيْهِ بَصَرَهُ حَتَّى اقْتَرَبَ مِنْهُ، فَقَالَ: أَتَرَوْنَ هَذَا المُقْبِلَ؟! قَالُوا: نَعَم. فَقَالَ: لَنْ يَضِيعَ النَّاسُ مَا حَيِيَ هَذَا. - وقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهْوَيْه: أَبُو عُبَيْدٍ أَفْقَهُ وأَعْلَمُ مِنِّي؛ وهُوَ أَوْسَعُنَا عِلْماً، وأَكْثَرُنَا أَدَباً، وأَجْمَعُنَا جَمْعاً، إِنَّا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ، ولاَ يَحْتَاجُ إِلَيْنَا. - وقَالَ أَحمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَبُو عُبَيْدٍ؛ أُسْتَاذٌ، وهُوَ مِمَّنْ يَزْدَادُ عِنْدَنَا كُلَّ يَوْمٍ خَيْراً. - وقَالَ أَبُو العَبَّاسِ ثَعلَبٌ: لَوْ كَانَ أَبُو عُبَيْدٍ فِي بَنِي إِسْرَائِيْلَ، لَكَانَ عَجَباً؛ ولَقَد مَنَّ اللهُ عَلَى هَذِهِ الأُمَّةِ بِأَرْبَعَةٍ فِي زَمَانِهِم: بِالشَّافِعِيِّ تَفَقَّهَ بِحَدِيْثِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبِأَحمَدَ ثَبَتَ فِي المِحنَةِ، وبِيَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ نَفَى الكَذِبَ عَنِ الحَدِيْثِ، وبأَبِي عُبَيْدٍ فَسَّرَ الغَرِيْبَ مِنَ الحَدِيْثِ، ولَوْلاَ ذَلِكَ، لاَقْتَحَمَ النَّاسُ فِي الخَطَأِ. - وقَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ: أَبُو عُبَيْدٍ: ثِقَةٌ، مَأْمُونٌ. - وقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ، إِمَامٌ، جَبَلٌ. - وقَالَ إِبْرَاهِيمُ الحَربِيُّ: أَدرَكْتُ ثَلاَثَةً تَعجِزُ النِّسَاءُ أَنْ يَلِدنَ مِثْلَهُم: رَأَيْتُ أَبَا عُبَيْدٍ مَا مَثَّلْتُهُ إِلاَّ بِجَبَلٍ نُفِخَ فِيْهِ رُوحٌ، وَرَأَيْتُ بِشْرَ بنَ الحَارِثِ، مَا شَبَّهْتُهُ إِلاَّ بِرَجُلٍ عُجِنَ مِن قَرنِهِ إِلَى قَدَمِهِ عَقلاً، وَرَأَيْتُ أَحمَدَ بنَ حَنْبَلٍ، فَرَأَيْتُ كأَنَّ اللهَ قَد جَمَعَ لَهُ عِلمَ الأَوَّلِينَ، فَمِنْ كُلِّ صِنْفٍ يَقُوْلُ مَا شَاءَ، وَيُمْسِكُ مَا شَاءَ. - وقَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: هُوَ إِمَامُ أَهلِ دَهرِهِ فِي جَمِيعِ العُلُومِ، ثِقَةٌ، مَأْمُونٌ، صَاحِبُ سُنَّة. - وقَالَ أَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ القَاضِي: كَانَ أَبُو عُبَيدٍ فَاضِلاً فِي دِينِهِ وفِي عِلْمِهِ، رَبَّانِيّاً، مُفَنَّناً فِي أَصنَافِ عُلُومِ الإِسْلاَمِ مِنَ القُرآنِ والفِقْهِ والعَرَبِيَّةِ والأَخْبَارِ، حَسَنَ الرِّوَايَةِ، صَحِيحَ النَّقلِ، لاَ أَعلَمُ أَحَداً طَعَنَ عَلَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنْ أَمرِهِ وَدِينِهِ. مِن أَشْهَـر تَصَانِيفِــهِ: (الأَمْوَالِ) و (غَرِيْب الحَدِيثِ) و (مَعَانِي القُرآنِ) و (فَضَائِلِ القُرآنِ) و (الطّهُوْرِ) و (النَّاسِخِ وَالمَنْسُوخِ) و (المَوَاعِظِ) و (الغَرِيبِ المُصَنَّفِ فِي عِلْمِ اللِّسَانِ) وهُوَ مِنْ أَجَلِّ كُتُبِهِ فِي اللُّغَةِ، صَنَّفَهُ فِي أَربَعِيْنَ سَنَةً؛ و(الأَمْثَال) (المَقْصُور والمَمْدُود) و (الأَجْنَاس مِن كَلاَم العَرَب) و (أَدَب القَاضِي) و (المُذَكَّر والمُؤَنَّث) و (النَّسَب) و (الاِيمَان ومَعَالِمه وسُنَنه واسْتِكْمَاله ودَرَجَاتِه). ومِـن أَقْوَالِـــــهِ: - المُتَّبِعُ السُّنَّةَ، كَالقَابِضِ عَلَى الجَمْرِ، هُوَ اليَوْمَ عِنْدِي أَفْضَلُ مِنْ ضَربِ السَّيْفِ فِي سَبِيْلِ اللهِ. - مَثَلُ الأَلْفَاظِ الشَّرِيْفَةِ والمَعَانِي الظَّرِيْفَةِ، مَثَلُ القَلاَئِدِ اللاَّئِحَةِ فِي التَّرَائِبِ الوَاضِحَةِ. - إِنِّيْ لأَتَبَيَّنُ فِي عَقْلِ الرَّجُلِ أَنْ يَدَعَ الشَّمْسَ، ويَمْشِيَ فِي الظِّلِّ. وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ بِمَكَّةَ، سَنَةَ أَربَعٍ وعِشْرِيْنَ ومِائَتَيْنِ (224 هــ)، وقَد بَلَغَ سَبْعاً وَسِتِّيْنَ سَنَةً (67)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى. وقَد رَثَاهُ عَبْدُ اللهِ بْنِ طَاهِرٍ، لَمَّا وَرَدَ عَلَيْهِ نَعيُ أَبِي عُبَيْدٍ، فَأَنْشَأَ يَقُـــولُ: يَا طَالِبَ العِلْمِ قَد مَاتَ ابْنُ سَلاَّمِ ... وَكَانَ فَارِسَ عِلْمٍ غَيْرَ مِحجَامِ مَاتَ الَّذِي كَانَ فِيْنَا رُبعَ أَربَعَةٍ ... لَمْ يَلْقَ مِثْلَهُمْ أُسْتَاذُ أَحكَامِ خَيْرُ البَرِيَّةِ عَبْدُ اللهِ أَوَّلُهُمْ ... وَعَامِرٌ وَلَنِعْمَ التِّلْوُ يَا عَامِ هُمَا اللَّذَانِ أَنَافَا فَوْقَ غَيْرِهِمَا ... وَالقَاسِمَانِ ابْنُ مَعنٍ وَابْنُ سَلاَّمِ |
(20) ابْــنُ سَـــــــــلاَّم الـجُـمَـحِــــــــــيُّ هُـــــوَ: مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَّم بْن عَبْدِ الله بْنِ سَالِم الجُمَحِيُّ، أَبُو عَبْدِ اللهِ البَصْرِيُّ؛ اللُّغَوِيُّ البَارِعُ، الأَدِيبُ العَلاَّمَة. مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِدَ سَنَة أَربَعِينَ ومِـائَـةٍ (140 هــ)، وابْيَضَّتْ لِحيَتُهُ ورَأْسُهُ ولَهُ سَبْعٌ وعِشْرُونَ سَنَةً!! وكَانَ مِن أَعيَان أَهلِ اللُّغَة والأَدَب. أَشْهَـرُ كُـتُـبِـــهِ: (طَبَقَات الشُّعَرَاء) و (غَرِيب القُرآنِ). وَفَاتُـــــهُ: تُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وثَلاَثِيْنَ ومِائَتَيْن (232 هــ)، وقَد عَاشَ اثْنَتَيْن وتِسْعِين سَنَة (92). |
(21) ابْـــنُ الـــسِّـــــكِّــــيْــــــت هُـــــــوَ: يَعقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ السِّكِّيْتِ البَغدَادِيُّ، أَبُو يُوسُف. الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، النَّحوِيُّ الفَهَّامَةُ، شَيْخُ العَرَبِيَّةِ. مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِـدَ سَنَةَ سِتٍّ وثَمَانِينَ ومِائَةٍ (186 هـ). وأَخَذَ عِلْمَ اللُّغَةِ مِنْ: الأَصْمَعِيِّ وأَبِي عُبَيْدَةَ والفَرَّاء وأَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، وغَيْرِهِم. مِن أَشْهَـر تَصَانِيفِــهِ: (إصْلاَحِ المَنْطِقِ) و (أَدَبِ الكَاتِبِ) و (الأَلفَاظ) و (الأَضِدَّاد) و (القَلْب والإِبْدَال) و (الأَجْنَاس) و (الأَمْثَال) و (المَقْصُور والمَمْدُود) و (المُذَكَّر والمُؤَنَّث) و (النَّبَات والشَّجَر) و (النَّوَادِر) و (الوُحُوش) و (شَرح دِيوَان عُروَة بْن الوَرد) و (شَرح دِيوَان قَيْس بْن الخَطِيم) و (تَفْسِير شِعر أَبِي نَوَّاس) و (شَرح شِعر الأَعشَى) و (شَرح شِعر زُهَير) و (شَرح شِعر عُمَر بْن أَبِي رَبِيعَة) و (شَرح المُعَلَّقَات) و (مَعَانِي الشِّعر الكَبِير) و (مَعَانِي الشِّعر الصَّغِير). قَـــالُــــــواْ عَــنْـــهُ: - قال المُبَرِّدُ: مَا رَأَيْتُ لِلبَغْدَادِيينَ كِتَاباً أَحسَن مِن كِتَاب ابْنِ السِّكِّيت فِي المَنْطِق. - وقَالَ ثَعلَبٌ: أَجمَعُوا أَنَّهُ لَم يَكُن أَحَدٌ بَعدَ ابْنِ الأَعرَابِيِّ أَعلَمَ بِاللُّغَةِ مِنِ ابْنِ السِّكِّيْتِ. وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ أَربَعٍ وأَربَعِيْنَ ومِائَتَيْن (244 هــ)؛ وعَاشَ ثَمَانِياً وخَمْسِينَ سَنَةً (58). |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 07:47 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.