بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   حي على الفلاح (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=25)
-   -   كيف نربى أبنائنا تربه دينيه سليمه (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=273736)

محمد رافع 52 27-12-2010 11:40 PM


ثانياً: الإسلام كمنهج وسلوكيات:
من الممكن أن نعرِّفهم بآداب وسلوكيات الإسلام في هذه المرحلة عن طريق بعض أشرطة الفيديو من أمثلة:" سلام وفرسان الخير"، وسلسلة "الإبن البار"،ومجلات الأطفال الهادفة مثل "ماجد" ،و"سعد"اللتان تصدران في الإمارات العربية،و"العربي الصغير" الكويتية ،و سلسلة كتب "أخلاقيات من حكايات"التي تنشرها "المصرية للنشر والتوزيع- وهي سلسلة مفيدة يشرف عليها المركز الفني للطفولة وتحكي قصصاً تغرس القيم ا لدينية في قلوب الأطفال بلطف ،وسلسلة "أخلاق من حكايات"،وسلسلة "من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم للأطفال" التي تصدر عن "دار الإيمان للنشر والتوزيع"،وسلسلة كتب سفير،وغير ذلك مما يتيسر.
كما ينبغي أن نبدأ تعليمه ذكر الله تعالى بأن يقول حين يصبح:" أصبحنا وأصبح المُلك لله، والحمد لله"؛وحين يمسي:" أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله"، و" أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق" كما نعلمه أن يبدأ كل عمل له ببسم الله ،وأن يختمه بالحمد لله،كما نعلِّمه ما يقول حين يدخل الخلاء وحين يخرج منه،وأن يتلو آية الكرسي قبل أن ينام لقوله صلى الله عليه وسلم:" من قرأ آية الكرسي ليلاً لم يزل عليه من الله حافظاً حتى يصبح"
وكما نشجعه على طاعة الله ، فينبغي أن نشجعه أيضاً على اللعب وممارسة الرياضة،ونخبره أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يسابق السيدة عائشة ،وهي صغيرة السن،وكان يأمر صغار الصحابة قائلا:
" إرموا فإن أباكم كان راميا"،و يعقد بينهم السباقات والمبارزات المختلفة،وأن عمر بن الخطاب-أميرالمؤمنين- قال :"علِّموا أولادكم السباحة ،والرماية، وركوب الخيل" .
ومما يعين الوالدين على تحمل الجهد والمشقة من أجل لعب الأولاد وممارستهم الرياضة أن تكون نيتهم من ذلك هي تربية جيل مسلم صحيح النفس والجسد ؛وإدخال السرور على قلوب أبنائهم ،فيهون التعب،وينالا الأجر والثواب على ذلك إن شاء الله.

مرحلة الحادية عشر ة حتى الرابعة عشرة
في هذه المرحلة يكون النصح والإرشاد عقيمين إن لم نتعامل معه كأصدقاء، وإن لم يأخذ الحديث شكل الحوار الهادىء الهادف، بدلاً من إصدار الأوامر والتعليمات ، مع الاستفادة من الجلسات الجماعية التي تضمه مع أصدقاءه أو المقربين إليه… ومن خلال ذلك ينبغي أن نقوم بشرح معاني الأركان الخمسة للإسلام كما يلي:
1- شهادة التوحيد: (فشهادة التوحيد هي بداية الطريق،والاستجابة لله هي معالم هذا الطريق)(14) فينبغي أن نتحدث إليه عن الإيمان بالله الواحد الذي لا شريك له،فهو وحده كل شيء وما عداه لا شيء،(فالإنسان به موجود، وبدونه لا وجود له... أو بعبارة أخرى هو صفر لايساوي شيئاً،والناس كلهم أصفارٌ،مهما كثر عددهم،ولا يكون لهم مدلول إلا إذا وُضعوا عن يمين الواحد القهار!!! فعندئذٍ فقط يصيرون بعونه –تعالى- ذوي قيمة )(15)
كما ينبغي أن يعرف الطفل أن المسلم يؤمن بوجود الملائكة التي هي جند الله ينفذون أوامره ولا يعصونه،يسبحونه ليل نهار ولا يفترون؛
كما يؤمن بالكتب السماوية التي أنزلها على رسله لتمهد لنزول القرآن الكريم ؛الكتاب المعجز الجامع المانع،وأن الرسل كلهم عباد الله إخواناً،أرسلهم الله تعالى ليخرجوا الناس من الظلمات إلى النور.
وأن المسلم لابد أن يرضى بقضاء الله مهما بدا له أنه شر،فعسى أن يكره الإنسان شيئاً وهو خير له،ونضرب له الأمثال على ذلك من حياتنا اليومية؛مع التوضيح بأن الله تعالى يحب الصابرين ويكون معهم ؛وأن هؤلاء الصابرين ينالون أجرهم يوم القيامة بغير حساب!!!
2-الصلاة:
ينبغي أن يعي الطفل أن الصلاة ليست إسباغ الماء على مواضع الوضوء،ثم الإتيان بحركات متكررة وتلاوة بعض الآيات المتكرر بعضها أيضا،لأنهم لو صلوا بهذه الطريقة فسرعان ما يصيبهم الملل؛ فيسأموها والعياذ بالله... بل ينبغي أن يعرفوا أنها لقاء مع رب الأرباب ،مع مالك الملك، مع الغفور الودود ،ذو العرش المجيد، الفعال لما يريد!!!
ومن ثم ينبغي أن يعرفوا مراتب الناس في الصلاة التي صنَّفها الداعية الإسلامي الأستاذ "عمرو خالد" في كتابه"عبادات المؤمن" (16)، ليختاروا المرتبة التي يحبونها لأنفسهم...
وهذه المراتب هي:
1- الذي لا يحافظ على الصلاة، ولا على وقتها، ولا وضوءها ،ولا أركانها الظاهرة من القيام والركوع والسجود والخشوع ...فهذا معاقَب بإجماع العلماء.
2- الذي يحافظ على الوضوء ووقت الصلاة والأركان الظاهرة بلا خشوع ...وهذا محاسَب على صلاته حساباً شديدا.
3- الذي يحافظ على الوقت والوضوء والأركان الظاهرة ،ثم يجاهد شيطانه،فيخشع لبعض الوقت،ويسهو لبعض الوقت؛ فالشيطان يختلس من صلاته ويسرق منها ...فهذا في صلاة وجهاد، فله أجران!!!
4- الذي يحافظ على الوقت ،والوضوء،والأركان الظاهرة والخشوع...فأجره عظيم؛وهو نوع نادر.
5- الذي يحافظ على الوقت والوضوء والأركان الظاهرة ،ولكنه قد خلع قلبه وأسلمه لله عز وجل ...فهذا أعلاهم مرتبة!
الصلاة في المسجد:
من الواجب أن نشرح له معاني الآية الكريمة:: " في بيوتٍ أذِن اللهُ أن تُرفع و يُذكَر فيها اسمُه " سورة النور؛ وأن نوضح له أن من صلى في المسجد فقد زار الله تعالى في بيته ، وحق على المَزور أن يكرم زائره،فإذا كان المَزور هو الكريم، الجواد، خير الرازقين...فما أجملها من زيارة ؛ وما أعظمه من أجر!!!
كما نرغِّبه فيها من خلال أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذه الصلاة ؛ مثل:" من غدا إلى المسجد أو راح،أعد الله له نُزُلاً في الجنة كلما غدا أو راح"،و" من تطهر في بيته ثم غدا بيتا من بيوت الله ليقضى فريضة من فرائض الله ، كانت خطواته إحداها تحط خطيئة و الأخرى ترفع درجة. "
3- الصوم : في هذه المرحلة يكون الطفل قادراً على إتمام اليوم من حيث تحمل الجوع والعطش، ولذلك يجب أن يتقدم عن المرحلة السابقة بمعرفة روح الصوم وأنه لم يُفرض لتعذيب المسلمين، وأن أحد أهداف الصوم هو الشعور بجوع الفقراء،وترويض النفس على الصبر وتحمل الشدائد،وتغذية الروح بطاعة ربها مع الإقلال من تغذية الجسد، والوصول بالمسلم إلى تقوى الله في السر،والعلن ، كما ينبغي أن يعرف أن الصوم يعني كف أذى اللسان والجوارح عن الغير،وغض البصر عن محارم الله تعالى ،و أن ثواب الصائمين لا حدود له وأن الله سبحانه هو وحده الذي يقرر مقداره لأن الصوم عبادة إخلاص لله عز وجل ولا يعرف مدى صدقها والإخلاص فيها إلا هو.
4- الزكاة:
في هذه المرحلة ينبغي أن نتلو عليه آية مصارف الزكاة :" إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم ،وفي الرقاب والغارمين، وفي سبيل الله، وابن السبيل "(التوبة-60) ونكررها معه حتى يحفظها،مع شرح معانيها .
وينبغي أن نعرِّفه أن الإنفاق على ذوي الأرحام والجيران أفضل وأعظم أجراً من الإنفاق على غيرهم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان: صدقة وصلة)
كما ينبغي أن نوضح له معنى الآية الكريمة:" ولا تيمَّمُوا الخبيثَ منه تنفقون،ولستُم بآخذيهِ إلا أن تُغمضوا فيه" فالصدقة تقع في يد الرحمن قبل يد الفقير، لذا فقد كانت السيدة عائشة رضي الله عنها تعطِّر الدراهم قبل أن تتصدق بها!!!
5- الحج:
في هذه المرحلة يستطيع الطفل أن يفهم الحكمة من الحج،فهو المؤتمر الإسلامي الأكبر الذي يجمع المسلمين من شتى بقاع الأرض ،ومن كل فج عميق ؛على اختلاف ألوانهم وأجناسهم ولغاتهم ،ولا يتبقى لهم لغة إلا لغة التوحيد والإخلاص لله تعالى والتجرد له وحده، دون الأهل والولد والمال ،وغيرهم؛ "ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام" فيختلطون ويتعارفون ويؤْثرون بعضهم بعضا ويتعاونون، ويعلمون أنهم جميعا في دين الله إخوانا.
(وأنه رحلة الاتجاه إلى الله وحده بالنفس والقلب والحواس،وهي بداية عهد وميثاق جديد مع مالك الملك الغني عن العالمين،وهي رحلة إعلان الرفض للشيطان ،ومناهجه وخطواته،وهي تعبير عملي وإعلان عن بدء حياة جديدة في طريق الحق،وعن الخضوع المطلق لله ...فهي شرف لا يطاوله شرف آخر، فتلبية دعوة الله شرف وتكريم من الله تعالى للحاج،فمن قصد البيت شهد الجدران وكسوة الأركان،ومن قدِم على رب البيت شهد من جلاله ما هو أهل له) (14)
وأن (الحج هو جهاد النساء،فقد سألت عائشة رضي الله عنها قالت:
" يارسول الله ،هل على النساء من جهاد؟"
قال:"عليهن جهاد لا قتال فيه ..الحج والعمرة "
ويقول صلى الله عليه وسلم:" الحُجاج والعُمَّار وفد الله ،إن دعوه أجابهم وإن سألوه أعطاهم،وإن استغفروه غفر لهم"
وفي هذه المرحلة يمكن أن نفهمهم المزيد عن آداب وأخلاقيات الإسلام ،ومنها ما حواه هذا الحديث الشريف من منهاج جامع للمسلم :" إتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها،وخالق الناس بخُلقٍ حسن"(فهو يحدد علاقة الإنسان مع ربه أولاً،فيقول له: إجعل بينك وبين عذاب الله تعالى وقاية من خلال خشيته في السر والعلن،فإن كان الخلق لا يرونك في موضع،فالله يراك في كل المواضع؛ثم علاقته مع نفسه قائلاً له : لا تقسُ كثيراً على نفسك إذا وقعت في معصية وإن كبُرَت، فأنت بشر، وكل ابن آدم خطَّاء وخير الخطَّائين التوابون، فإياك أن تتصور أن ذنبك أكبر من عفوه تعالى،إذا عصيته فلا تيأس وإنما سارع بالتوبة والأعمال الصالحة قبل أن يتلقاك الشيطان وأعوانه فيصدوك عن سبيل الله ؛وفي النهاية تعامل مع الناس -كل الناس- باخلاق نبيك الكريم،الذي كان أعداءه يحبونه ويشهدون بحسن خلقه قبل أصدقاءه،ولنا فيه الأسوة الحسنة)(17)
ومن المفيد أن نهدي إليه كتيب يحوي الأدعية الخاصة بالنوم والاستيقاظ وتناول الطعام والدخول للخلاء والخروج منه ودخول البيت والمسجد...إلخ ؛أو نلصق ملصقات بها هذه الأدعية في أماكنها المختلفة بالبيت،حتى يحفظها.

محمد رافع 52 27-12-2010 11:41 PM


مرحلة الخامسة عشرة حتى الثامنة عشرة
في هذه المرحلة يجب أن نوجه أبناءنا-بالحُسنى- إلى أن:
شهادة التوحيد يجب أن تكون بالقلب واللسان، فالمسلم قد ينطق بالشهادة بلسانه،ولكنه يشرك مع الله تعالى ماله أو وولده،أو زوجته ،أو أهواءه، أو عمله،أو الموضة، أو الناس...إلخ ،وذلك بأن يحب أحد هؤلاء أكثر مما يحب الله عز وجل،أو يفضل ما يمليه عليه هؤلاء على مراد الله وأوامره ونواهيه.فينبغي أن يدرب نفسه –بمساعدة الوالدين أو المربين-على الإخلاص لله في القول والفعل؛و أن يعلم أن مادون الله باطل ،وأنه ينبغي أن يؤْثِر الله الباقي على كل ما هو دونه مما هو فانٍ.
ويمكن أن نناقش معه بعض معاني آية الكرسي-التي جمعت أصول التوحيد كلها على أتم وجه وأبلغ أسلوب في جمل موصولة من غير فاصل بينها بحرف من حروف العطف،فهي موصولة المبنى والمعنى،ويفسر بعضها بعضاً-كما ذكرها الدكتور "محمد بكر إسماعيل" : ( فالله هو المعبود بحق،ولا معبود سواه وهو الحي الباقي بقاءً سرمدياً ،حياة لا يشاركه فيها أحد،وهو مدبر الأمر الذي يسوس المُلك بعلمه المحيط وإرادته التامة،وقدرته المهيمنة،فمن شأن المعبود بحق أن يقوم على حاجات عباده وتصريف شؤونهم!!
ومن المنطقي أن المعبود بحق الذي يدبر الأمر لا تقهره غفلة ولا نوم عن تدبير ملكه،وهذا توكيد على قيامه سبحانه على كل شيء وقيام كل شيء به.
وهو الذي له الملك كله إيجاداً وخلقاً وتقديراً وتدبيراً فهي ملكية لا ينازعه فيها أحد،و من ثم فإن كل ما في ملكه – ولا ملك إلا ملكه- فهو عبد له،ناصيته بيده ماض فيه حكمه،عدل فيه قضاؤه.
وهو المتفرد بأمر العباد ،فلا يشفع أحد لأحد في شيء إلا بإذنه،فالعبيد جميعا يقفون في الحضرة الإلهية موقف العبودية ،وهو موقف الخضوع والخشوع والاعتراف المطلق له بالهيمنة على خلقه...وما يتفاضلون بينهم إلا بالتقوى ؛وفق ميزان الله الدقيق.
وهو العليم الذي لا تَخفى عليه خافية من مكنونات الصدور و مطويات الضمير،بل أنه يعلم من أنفسهم ما لا يعلمون منها...هذا العليم لا يدرك أحد –بعقله القاصر-من علمه تبارك وتعالى إلا بمشيئته وحده وبالوسيلة التي يختارها لهم،فلا يدعي مُكابر أنه قادر على تحصيل شيء من العلم بملكاته الذاتية،أو يُفتتن بما أذن الله له فيه من علمه،سواء كان هذا الذي أذن له فيه علم شيء من نواميس الكون،أو رؤية شيء من غيبه في لحظة عابرة إلى حد معين.
أما كرسيه تعالى فهو من الأخبار التي يحملها السلف الصالح على ظاهرها من غير تأويل فيقولون:" لله كرسي دون العرش ، لا يعلم حقيقته إلا هو جل شأنه"
وهذا الملِك القائم على شؤون خلقه الذي دبر ملكه تدبيرا محكما يخلو من التفاوت والخلل ،لا يُعجزه حفظ السماوات والأرض وما فيهما،فكل ما في ملكه في حيز قدرته التامة.
و بناءً على ما سبق ؛فهو المتفرد بالعلو والعظمة لا ينازعه فيهما أحد، فالكبرياء رداؤه والعظمة إزاره من نازعه أحدهما أصابه الهوان وداسته الأقدام)(15)
كما ينبغي أن نوضح أن الله تعالى يبسط على عباده من رزقه وفضله ورحماته ، في أحيان ،ثم يقبضها عنه في أحيان أخرى...وهكذا يقلبه بين حال وحال،كي لا يغتر بنفسه أو يطيب له البسط فيبتعد عن ربه ويطمئن إلى الدنيا،وفي نفس الوقت كي لا يضيق بحياته إن استمر به القبض طويلاً...فينبغي على المسلم أن يظل عابداً للقابض الباسط وليس للأحوال، وأن يرضى بما قسمه الله له...يقول الإمام الغزالي رحمه الله:" ليس في الإمكان أبدع مما كان ، ولو كُشف الغطاء لاخترتم الواقع،ولو أن كل إنسان انزعج من شيء ساقه الله إليه،ثم كشف الله تعالى له علم الغيب لما تمنى إلا أن يكون كما هو!!!)(18)
كما بمكن إهداؤه كتاب "فاعلم أنه لا إله إلا الله" للشيخ عائض القرني، الذي يشرح بعض جوانب العقيدة من كتاب "التوحيد" للشيخ محمد بن عبد الوهاب.
وأن الصلاة في المسجد سنة مؤكدة للرجال إلا بعذر، أما النساء فعليهن بالصلاة بالمسجد ما استطعن،و إلا فعليهن بالصلاة في أول الوقت(أي لا تؤخرها أكثر من ثلث ساعة بعد الأذان)(19) وأن الزكاة فرض على المسلم-أي أنه لا اختيار له في هذا الأمر-وينبغي أن يحسبها بدقة ، وألا يخلطها بأموال الصدقة،وأن ينفقها في مصارفها التي حددها الله في القرآن.
و أن الزكاة تطهر النفس من البخل ،كما تطهر المال مما قد يختلط به من المال المشبوه ،و تزكِّي المؤمن فتزيد من حالته الإيمانية،وترفع درجاته عند ربه تبارك وتعالى.
كما ينبغي أن يعرف أنواع الزكاة ؛ وأن لكل نوع طريقة في الحساب.
وأن الصوم ليس إمساك عن الشراب والطعام والشهوة فقط،وإنما هو التزام يؤدي على التقوى،وهو عطية غالية من الجواد الكريم، فلا ينبغي أن نضيعها.
ويمكن أن نستمع معه إلى درس يتحدث في ذلك بشمولية وإيجاز وهو درس "كيف تستقبل رمضان" (20)
وأن من يترك أداء فريضة الحج وهو مستطيع فإنما يأتي عملاً من أعمال الكفر ،والدليل قوله تعالى:" وللهِ على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا،ومن كفر فإن الله غنيٌ عن العالمين"(آل عمران-97)(فمناسبة مجيء الكفر بعد ذكر الحج هو أن المسلم الرافض لأداء فريضة الحج يدخل في دائرة خطيرة)(16)؛ فهو يهدم ركناً قوياً من أركان دينه،وعموداً أساسياً من أعمدة إ يمانه.
(يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في تاركي الحج :"والله لقد هممت أن أكتب في الأمصار أن من كان غنيا ويجب عليه الحج فافرضوا عليه الجِزية!!"،ويقول سعيد بن جبير –وهو عالم وفقيه من أئمة السلف- لو علمت أن في البلدة التي أعيش فيها غني من الأغنياء كان يستطيع الحج ولم يحج ومات على ذلك ما صليت عليه الجنازة!!
وفي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أن امرأة جاءت له صلى الله عليه وسلم فرفعت صبياً-ما يدل على أنه صغير السن خفيف الوزن-وقالت:" يا رسول الله ألهذا حج؟ قال :" نعم ،ولك الأجر")(16)
(وفي الحج استشعار حقيقي لمشاهد من يوم القيامة حيث الزحام الشديد،والملابس التي تشبه الأكفان،والأذان بالحج يشبه النفخ في الصور،والكل في خشية ووجل من الله تعالى طمعاً في المغفرة والثواب؛وكيف لا ،والله تعالى يقول في مطلع سورة الحج:" ياأيها الناسُ اتقوا ربَّكُم إنَّ زلزلةَ الساعةِ شيءٌ عظيم" ؛ فالحج صورة مصغرة من يوم الزلزلة.
كما أن الحج يدرب المؤمن على الجهاد والمثابرة ابتغاء مرضاة الله، حين يجرده من كل الرفاهية التي يعيشها في بيته وبلده.
وفيه تقوية لأواصر الوحدة بين المسلمين بشتى جنسياتهم واختلاف ألوانهم، وفيه إشارة لوجوب استمرار هذه الوحدة بعد الحج
كما أن الحج تربية أخلاقية عظيمة ،فالحاج لا يرفُث ولا يفسُق ولا يجادل ولا يصخب ولا ينتصر لنفسه،ولا يكذب...إلى آخر الأخلاق الإسلامية الحميدة)(16)
وفي هذه المرحلة ينبغي للطفل أن يعلم فضل أذكار الصباح والمساء المأخوذة عن السنة النبوية الشريفة ،وأنها حصنه من الشيطان والنار،فنهديه كتيب مثل "حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة" لسعيد بن علي بن وهف القحطاني" ونشجعه على أن يهديه لأصحابه ومعارفه لنيل الأجر والثواب.

محمد رافع 52 27-12-2010 11:43 PM

وبالإضافة إلى تعليم أولادنا أركان الإسلام وتحبيبهم فيها ينبغي أن نعلمهم ما يدعم هذه الأركان ،ومن ذلك ما يلي:
حب الله ورسوله:
(يقول الإمام بن تيمية:" مساكين أهل الدنيا ،خرجوا منها ولم يذوقوا أحلى ما فيها،قيل وما أحلى ما فيها؟ قال:" حب الله عز وجل")(16)
"ومن أمثلة المحبين لله تعالى حقاً وصدقاً ابن القيم –رحمه الله- الذي يقول:" في القلب شعث(تمزق) لا يلُمُّه إلا الإقبال على الله، وفي القلب وحشة لا يزيلها إلا الأُنس بالله وفي القلب خوف وقلق لا يُذهبه إلا الفرار إلى الله ") (16)
ولزرع حب الله تعالى في قلوبهم الصغيرة طرق كثيرة وفي ذلك يمكن قراءة مقالة تتحدث عن "أطفالنا وحب الله عز وجل" على موقع طريق الإسلام.
بر الوالدين
ينبغي أن يعرف الطفل فضل والديه والمراحل التي لم يرها من عمره وهو جنين، ثم وليد، ثم رضيع،من خلال القصص المشوقة،ومن خلال من يراهم ممن حوله من أبناء الأقارب والجيران وغيرهم.
كما ينبغي علينا أن نعينه على برنا كوالدين من خلال برنا به وإعطاءه حقوقه عندنا من الحب ،والاحترام، والتقدير، والعطف،والشعور بالأمان...وغير ذلك؛كما قال صلى الله عليه وسلم:" لاعبه سبعاً ، وأدِّبه سبعاً ،وصاحبه سبعاً".
هذا بالإضافة إلى أن نكون لهم قدوة،فنبر نحن آباءنا ليبرنا أبناءنا!
كما ينبغي أن نعلمهم الدعاء للوالدين في حياتهم وبعد مماتهم.وأن نعلمهم أن رضاهما من رضا الله سبحانه،وأن الإحسان إليهما مقترن بطاعة الله تعالى ،لقوله سبحانه:" واعبدوا اللهَ ولا تُشركوا به شيئاً، وبالوالدين إحسانا"
ويساعد على ذلك أن نحكي لهم من القصص الواقعية التي تبين فضل برهم،ومنه قصة أصحاب الغار الذين حُبسوا فيه بصخرة،ثم ظل كل منهم يدعو الله تعالى أن يخلصهم بفضل عمل صالح قام به ،فكان أولهم يطعم والديه ويسقيهم قبل أولاده وزوجته ،فلما عاد ليلة ووجدهما نائمين كره أن يوقظهما وفي نفس الوقت لم يرد أن يؤثر أولاده عليهما فترك أولاده يصطرخون من الجوع وهو جالس إلى جوارهما يحمل إناء اللبن حتى استيقظا؛فسقاهما ثم سقى أولاده؛فدعا الله قائلاً: اللهم إن كنت قد فعلت ذلك ابتغاء مرضاتك ففرج عنا ما نحن فيه؛ فانفرجت الصخرة قليلاً عن الغار بفضل صنيعه هذا.
ذكر الله
والذكر في هذه المرحلة لا يكون فقط باللسان وإنما بالقلب، والله تعالى يقول:"إذكروني أذكركم"،فهنيئاً لذاكر الله تعالى بالخير والرحمة والبركة والمغفرة،فإن من نسيه الله صار مغموراً ضائعاً لا ذكر له في الأرض ولا في الملأ الأعلى) (14)
ويمكن أن نقول لأولادنا:(لك أن تتخيل أنه إذا ذكرك بالخير مدير المدرسة مثلا أو مدير النادي،أو محافظ البلدة التي نسكن بها، أو رئيس الجمهورية،فماذا يكون شعورك؟ أما إذا ذكرك ملِك الملوك جل شأنه فماذا أيضاً يكون شعورك؟!!!)(21)
مراقبة الله في السر والعلن
وهو أدب يتعلمه الطفل من خلال الصيام، ثم نقوِّيه لديه من خلال رواية بعض القصص الواقعية التي حدثت معنا وآثرنا فيها رضى الله حتى ولو لم يكن أحد يرانا غيره،ومثل قصة بائعة اللبن التي كانت أمها تريدها أن تغش اللبن بالماء،فلما رفضت وقالت لها الأم:" لماذا؟ إن عمر لا يرانا،فردت الإبنة :" إذا كان عمر لا يرانا فإن الله يرانا"،فأُعجب عمر بن الخطاب -الذي سمعهما حين كان يتفقد أحوال الرعية - بقوة إيمانها وحرص على أن يخطبها لابنه ،فكانت ثمرة الزواج هو خامس الخلفاء الراشدين الأمير "عمر بن عبد العزيز"!!!
إخلاص النية في العمل لله:
من المفيد أن يعلم الطفل أنه إذا نوى بكل ما يفعله مرضاة الله تعالى؛ فإنه سينال عظيم الأجر على كل ما يمارسه من أمور حياته:( فيروِّح عن نفسه لكي يقوى على الطاعة؛ ويمارس الألعاب الرياضية ليكون مسلماً قوياً؛ ويأكل باعتدال ليكون مسلما صحيحاً معافى في نفسه وبدنه،ويذهب إلى الأماكن الخلوية والمتنزهات ليتفكر في خلق الله ويَذْكره بين أناس غافلين؛ويتعلم العلم الدنيوي والشرعي ليفيد المسلمين وغيرهم بعلمه ؛ولا يضر نفسه وغيره بجهله،ولأن العلم في الإسلام فريضة على كل مسلم ومسلمة؛ويتعلم اللغات ليأمن مكر أعداءه وليدافع عن دينه،ويدعو إليه،ويستمع إلى الأخبار المحلية والعالمية ليهتم بشؤون غيره من المسلمين ؛ويحاول مساعدتهم ولو بالدعاء، وينوي بالزواج أن يكوِّن أسرة مسلمة تعبد الله وتذكره...وهكذا)(22)
التوكل على الله
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحرص على تعليم الغلمان من أولاد الصحابة كيف يتوكلون على الله حق التوكل،فقد كان يركب وراءه ذات مرة ابن عباس،فقال له:"يا غلام إحفظ الله يحفظك،إحفظ الله تجده تجاهك،واعلم أن الأمة لو اجتمعت لينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك،وأن الأمة لو اجتمعت ليضروك بشيء فلن يضرونك إلا بشيء قد كتبه الله عليك،رُفعت الأقلام وجفت الصحف"...فما أعظمه من حديث ،لذا ينبغي أن يعلق في إطار على الحائط ليراه أهل البيت ويبث فيهم روح اليقين في الله، والرضا بقضاءه،والشجاعة والإقدام وحسن التوكل عليه تعالى،مع أهمية أن نشرح له أن التوكل يعني الأخذ بالأسباب بالجوارح مع التوكل على الله بالقلب،أي التيقن من أن تحقيق الغاية لن يتم إلا بأمر الله؛فإذا لم يكن هناك أسباب يمكن اتخاذها فالأمر لله، وهنا ينبغي التضرع والدعاء له تعالى لتحقيق تلك الغاية، مع الثقة في حكمته وأن كل ما يأتي به الله خير.
ومما يعينه على ذلك أن نحكي له من مثل القصص الواقعية التالية:
لما فتح القائد "عمرو بن العاص" مصر منع عادة عروس النيل التي تقضي بإلقاء فتاة شابة مزينة بالحلي في النيل ليفيض عليهم ،فتوقف النيل عن الجريان لمدة ثلاثة شهور،فأرسل عمرو بن العاص إلى عمر ليستشيره،فأرسل يقول له: حسناً فعلت وأرجو أن تلقي في النيل رسالتي التالية:" هذه رسالة من عمر بن الخطاب إلى نيل مصر أما بعد،فإن كنت تجري من لدن الله فنسأل الله أن يجريك... وإن كنت تجري من لدنك،فلا تجري فلا حاجة لنا فيك"،فجرى النيل وفاض!

محمد رافع 52 27-12-2010 11:45 PM


ويقول الداعية الإسلامي الأستاذ "عمرو خالد":
كان لي صديق يعمل في إحدى الفنادق الكبيرة بالقاهرة،وكان من ضمن مهام مهنته أن يعد لحفلات يرتكب فيها محرمات،وبينما هو يعد قائمة بالمطلوب لإحدى هذه الحفلات،نظر أمامه فإذا بالشيخ محمد متولي الشعراوي -رحمه الله- يتناول الطعام أمامه في المطعم، فتيقظ ضميره وشعر أنه يأتي مُحرَّماً ،فما كان منه إلا أن ترك ما بيده وذهب إليه يسأله،هل ما أفعله بوظيفتي حلال أم حرام؟ فقال له:" إنه حرام"،فقال له "فماذا أفعل ؟" فقال له:" إتركها"،فرد الشاب "إن لي زوجة وأولاد،فمن أين سنجد قوتنا؟"،فرد عليه الشيخ الجليل:" يابني إنه (من يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب)"،فقال له:" إذن أظل بوظيفتي حتى أجد غيرها ثم أتركها"،فرد الشيخ الشعراوي بحزم:" يا بني إنه يقو ل:من يتق الله (أولاً) يجعل له مخرجاً (بعد ذلك)...فكيف تريده أن يجعل لك مخرجاً وأنت لم تتقه؟"
فظل الشاب يفكر حتى هداه الله تعالى إلى كتابة الاستقالة والتوكل عليه سبحانه،ولكنه قبل أن يتم كتابتها إذا بمدير سلسلة الفنادق التي ينتمي إليها هذا الفندق يتصل به ويقول:"أريد أن أخبرك بشيء،فرد الشاب وأنا أيضاً أريد أن أخبرك بشيء-يعني الاستقالة- ولكن المدير قال له: "سأقول لك أنا أولاً: لدينا وظيفة شاغرة لمدير فرعنا بالمدينة المنورة وقد اخترتك لها،فما رأيك؟!!!"(23)
وهذه قصة واقعية أخرى لمسلم توكل على الله وافتخر بانتماءه للإسلام واعتز بتفضيل مراد الله على مراده:
يقول الدكتور "عبد الله الخاطر" الذي كان يعيش في انجلترا لدراسة الدكتوراه:"إلتقيت بشاب إنجليزي يعيش في جنوب لندن،وقد أسلم حديثاً،وبعد إسلامه بثلاثة أسابيع عثر على وظيفة ، فحاول غيره من الشباب المسلمين أن يحذروه من أن يقول أنه قد أسلم حين يذهب للمقابلة الشخصية،حتى لايكون ذلك سبباً في عدم قبوله،فيتأثر نفسياً فيرتد عن دينه،إلا أن هذا الشاب توكل على ربه ولم يخشهم،فذكر لأصحاب العمل أنه قد أسلم وكان اسمه"رود"، فاصبح "عمر"،وقال لهم أيضاً بفخر:"لقد غيرت ديني واسمي وأريد وظيفة تتيح لي وقتاً للصلاة، فما كان منهم إلا أن قبلوه في تلك الوظيفة!!! وكان الأمر أعجب عندما قالوا له:" إننا نريد في هذه الوظيفة رجلاً عنده القدرة على اتخاذ القرارات وأنت عندك قدرة عظيمة جداً في اتخاذها،فقد غيرت اسمك ودينك وهذا إنجاز كبير!!! (24)
كما يمكن أن نسمع معهم قصصاً أخرى بنفس المعنى في درسي "التوكل" و"اليقين
وينبغي أن نحكي لهم عن نماذج مشرفة عرفت الله حق معرفته فارتاحت وقنعت وسارت على الدرب الصحيح من أمثال "حاتم الأصم" الذي تتلمذ على يد "شفيق البلخي" ،(وسأله معلمه يوما:" كم صحبتني؟" فقال له:"منذ ثلاث وثلاثين سنة"،فقال له:" وما تعلمتَ مِنِّي ؟" قال: "ثمان مسائل"،قال شفيق :" إنَّا لله وإنا إليه راجعون ، ذهب عمري معك ولم تتعلم مني إلا ثمان مسائل؟! قال:" يا أستاذ لم أتعلم غيرها و إني لا أحب أن أكذب"،فقال له:" هات ماهي حتى أسمعها"،قال حاتم:
نظرت إلى هذا الخلق فرأيت كل واحد يحب محبوباً فهو مع محبوبه إلى القبر،فإذا وصل إلى القبر فارقه،فجعلت الحسنات محبوبي فإذا دخلت القبر دخل محبوبي معي.
فقال أحسنت يا حاتم فما الثانية؟ قال:
نظرت في قول الله تعالى:" وأما من خاف مقامَ ربه ونَهى النفس عن الهوى،فإن الجنةَ هي المأوى"فعلمت أن قوله تعالى هو الحق،فأجهدت نفسي في دفع الهوى حتى استقرت في طاعة الله تعالى.
الثالثة أني نظرت إلى هذا الخلق فرأيت كل من معه شيء له قيمة ومقدار رفعه وحفظه ثم نظرت إلى قول الله تعالى :" ما عندكم ينفَد وما عند اللهِ باق"فكلما وقع معي شيء له قيمة ومقدار وجهته إلى الله ليبقى عنده محفوظاً.
الرابعة أني نظرت إلى هذا الخلق فرأيت كل واحد منهم يرجع إلى المال والشرف والنسب،فنظرت فيها فإذا هي لا شيء ثم نظرت إلى قوله تعالى :" إن أكرمكم عند الله أتقاكم" فعملت في التقوى حتى أكون عند الله كريما.
الخامسة أني نظرت إلى هذا الخلق وهم يطعن بعضهم في بعض،ويلعن بعضهم بعضاً،وأصلُ هذا كله الحسد ثم نظرت إلى قوله تعالى:" نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا"فتركت الحسد واجتنبت الخلق وعلمت أن القسمة عند الله فتركت عداوة الخلق عني.
السادسة: نظرت إلى هذا الخلق يظلم بعضهم بعضا فرجعت إلى قوله تعالى:" إن الشيطان لكم عدوٌ فاتَّخِذوهُ عدواً"فعاديته وحده واجتهدت في أخذ حذري منه لأن الله تعالى شهد عليه أنه عدوٌ لي فتركت عداوة الخلق غيره.
السابعة نظرت إلى هذا الخلق فرأيت الواحد منهم يطلب كسرة الخبز فيذل بها نفسه ويدخل فيما لا يحل له ثم نظرت إلى قوله تعالى:"وما من دابَّةٍ في الأرض إلا على اللهِ رزقُها " فعلمت أني واحد من هذه الدواب التي على الله رزقها فاشتغلت بما لله تعالى علي وتركت ما لي عنده.
الثامنة : نظرت إلى هذا الخلق فرأيت منهم متوكلين،على مخلوق،هذا على عقاره وهذا على تجارته،وهذا على صناعته،وهذا على صحة بدنه،فرجعت على قوله تعالى:" ومن يتوكل على اللهِ فهو حسبُه" فتوكلت على الله فهو حسبي.
قال شقيق:" يا حاتم وفقك الله تعالى فإني نظرت في علوم التوراة والإنجيل والزبور،والفرقان العظيم فوجدت جميع أنواع الخير والديانة تدورعلى هذه الثمانية،فمن استعملها فقد استعمل الكتب الأربعة") (25)
مجاهدة النفس
يعد جهاد النفس أقوى واشد من مجاهدة العدو ،ومما يعين عليه أن يحدد الإنسان هدفه،فهل يريد الدنيا الفانية التي لا تساوي عند الله جناح بعوضة؟أم رضا الله والجنة؟ وإذا كان يريد الجنة فعليه أن يعلم أنها سلعة الله الغاليه، ومن أجلها يجب أن يقدم الغالي والنفيس من الأوقات والأموال والجهد؛ ويتنازل عن الهوى والشهوات،ويستعين بالله على نفسه الأمارة بالسوء، ليطوِّعها ويجعل منها نفساً لوامة،وذلك بتربية الضمير لديه ومساعدته على الصبر على الحق والترفع عن الدنايا منذ نعومة أظفاره،كما ينبغي أن نحبب إليه الجميل من الأفعال ونبغِّض إليه القبيح منها.
فإذا عرف هدفه- وهو الفوز برضا الله –وأحبه؛ عاش له وبه ،وأراح والديه وأسرته ومجتمعه واستراح.
دوام الاستغفار:
يجب أن نعلمه أن للاستغفار فوائد أخرى غير ستر الذنوب والخطايا ومحوها،وهي التي جاءت في الآيات( 10-12 )من سورة نوح:" فقلتُ استغفروا ربَّكم إنَّهُ كان غفَّارا ،يرسل السماءَ عليكم مدرارا ،ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا" .
تجديد التوبة:
يجب أن يذكِّر الوالدين أبناءهم على الدوام بأن اليأس من رحمة الله وعفوه ذنب في حد ذاته لأنه يعطل أسماء كثيرة من أسماء الله الحسنى مثل: العفو، والغفور، والغفار، والغافر، والتواب. كما يذكِّرونهم بأن اليأس مدخل شيطاني يدخل به إبليس على قلب المؤمن ليعود به إلى المعصية ،ثم الكفر – والعياذ بالله-رويداً رويدا،وينبغي أن يقولوا لهم دائما:" لا تيأسوا أبداً من رحمة الله ،إن "الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم"، فالحذر من ارتكاب المعاصي واجب ولكن إن غلبت على الإنسان نفسه فعليه بالمسارعة بالتوبة،ولا ييأس من كثرة ذنوبه،فباب التوبة مفتوح للإنسان مادام لم يغرغر(أي يدخل في مراحل الموت)وأن يلزم باب الكريم ولا يبتعد عنه فينفرد به الشيطان وأعوانه؛كما يجب أن يسمع الأولاد من والديهم قول "ابن القيم":
(لا تسأم من الوقوف على بابه ولو طُردت
ولا تقطع الاعتذار ولو رُددت
فإذا فُتح الباب للمقبولين فادخل دخول المتطفلين
وقل يارب مسكين فتصدق علي فإنما الصدقات للفقراء والمساكين!!!) (16)
كما ينبغي أن يسمعهما يتضرعان إلى الله بمثل هذه الأدعية:
" اللهم إن عظُمت ذنوبي فأنت أعظم وإن كبر تفريطي فأنت أكبر وإن دام بُخلي فأنت أجود"
" اللهم إن مغفرتك أوسع من ذنوبي ورحمتك أرجَى عندي من عملي"
عبادة الدعاء
وهي التوجه لله سبحانه- دون غيره -بطلب ما يحتاجه المؤمن ،وهي الاعتراف العملي بالافتقار إلى الواحد القهار...فهل هناك أحد يعيش بدون مشاكل تؤرقه؟
وهل هناك أحد ليس لديه آمال يحلم بتحقيقها؟
وهل هناك أحد يستطيع أن يستغنى عن ربه؟
أم هل هناك أحد لم يرتكب ذنباً ويخشى أن يؤاخذه لله عليه؟)(16) وإذا علمنا أن الجنة لن يدخلها أحد-حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم – بعمله، إلا أن تتداركه رحمة ربه ؛(فهل هناك أحد يستطيع أن يستغنى عن رحمة ربه ؟!!! )(16)
هل هناك أعز من الذل بين يديه والتمسح بأعتابه حتى يرضى؟
وهل هناك أذل ممن يرجون عباد الله فإن شاءوا أعطوهم وإن شاءوا منعوهم؟وإن أعطوهم منُّوا عليهم،وإن أعطوهم مرة أو اثنان فهل يعطونهم الثالثة؟
(فهل يتعلق الغريق بغريق آخر؟وهل يرجو الفقير فقير مثله؟،وهل يلوذ ضعيف بضعيف مثله؟) (16)
وينبغي أن نعلِّمهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لم يسأل الله يغضب عليه"،و قول الشاعر الحكيم :
"لا تسألنَّ بُنيَّ آدم حاجة *** وسَل الذي أبوابه لا تُحجب
فالله يغضب إن تركتَ سؤله *** وبُنيَّ آدم حين يُسأل يغضب!!
كما ينبغي أن نعلمهم آداب الدعاء، ومنها اليقين في الإجابة،وألا يستعجل الإجابة وأن يعلموا أن الدعاء منه ما يجاب ومنه ما يُدفع به البلاء،ومنه ما يُدَّخر ليوضع في ميزان الحسنات يوم القيامة... والمؤمن حيت يرى دعاءه يوضع في ميزان حسناته يوم القيامة يتمنى لو لم تُجب له دعوة في الدنيا!!!
كما ينبغي أن يعرفوا أن الدعاء خيرٌ كله،كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم:" إن الله تعالى حيِيٌ كريم ،يستحي أن يرفع العبد يديه ،ثم يردهما صُفراً خائبتين"
فنذكرهم دائماً بفضيلة الدعاء قائلين:"إن الله الواجد جل شأنه قريب مجيب رحيم ودود ،فادعوه مخلصين له الدين ،وأنتم موقنون بالإجابة ؛فإن من سأله أعطاه ومن توكل عليه كفاه،ومن اعتصم به هداه إلى صراط مستقيم،فهو الواجد الذي لا تنفد خزائنه ،ولا تنتهي نعمه ولا تضيق رحمته بالعالمين"(15)
وما أحلى الدعاء القائل:" اللهم إنا قد جئنا جوارك
وأنخنا مطايانا ببابك
نرجو رحمتك ونخشى عذابك
فلا تبعدنا اللهم عن جنابك
وافتح لرجاءنا رحابك،
ولدعاءنا أبواب السماء
ودعاءه صلى الله عليه وسلم:" اللهم إني أسألك الهُدى والتُّقى والعفاف والغِنى"

محمد رافع 52 29-12-2010 12:53 AM

التربية الدينية للأطفال

لقد أثبتت التجارب التربوية أن خير الوسائل لاستقامة السلوك والأخلاق هي التربية القائمة على عقيدة دينية.

ولقد تعهد السلف الصالح النشء بالتربية الإسلامية منذ نعومة أظافرهم وأوصوا بذلك المربين والآباء؛ لأنها هي التي تُقوّم الأحداث وتعودهم الأفعال الحميدة، والسعي لطلب الفضائل.

ومن هذا المنطلق نسعى جميعا لنعلم أطفالنا دين الله غضاً كما أنزله تعالى بعيدا عن الغلو، مستفيدين بقدر الإمكان من معطيات الحضارة التي لا تتعارض مع ديننا الحنيف.

وحيث أن التوجيه السليم يساعد الطفل على تكوين مفاهيمه تكويناً واضحاً منتظماً، لذا فالواجب إتباع أفضل السبل وأنجحها للوصول للغاية المنشودة:

1- يُراعى أن يذكر اسم الله للطفل من خلال مواقف محببة وسارة، كما ونركز على معاني الحب والرجاء "إن الله سيحبه من أجل عمله ويدخله الجنة"، ولا يحسن أن يقرن ذكره تعالى بالقسوة والتعذيب في سن الطفولة، فلا يكثر من الحديث عن غضب الله وعذابه وناره، وإن ذُكر فهو للكافرين الذين يعصون الله.

2- توجيه الأطفال إلى الجمال في الخلق، فيشعرون بمدى عظمة الخالق وقدرته.

3- جعل الطفل يشعر بالحب "لمحبة من حوله له" فيحب الآخرين، ويحب الله تعالى؛ لأنه يحبه وسخر له الكائنات.

4- إتاحة الفرصة للنمو الطبيعي بعيداً عن القيود والكوابح التي لا فائدة فيها..

5- أخذ الطفل بآداب السلوك، وتعويده الرحمة والتعاون وآداب الحديث والاستماع، وغرس المثل الإسلامية عن طريق القدوة الحسنة، الأمر الذي يجعله يعيش في جو تسوده الفضيلة، فيقتبس من المربية كل خير.

6- الاستفادة من الفرص السانحة لتوجيه الطفل من خلال الأحداث الجارية بطريقة حكيمة تحبب للخير وتنفر من الشر.

وكذا عدم الاستهانة بخواطر الأطفال وتساؤلاتهم مهما كانت، والإجابة الصحيحة الواعية عن استفساراتهم بصدر رحب، وبما يتناسب مع سنهم ومستوى إدراكهم، ولهذا أثر كبير في إكساب الطفل القيم والأخلاق الحميدة وتغيير سلوكه نحو الأفضل.

7- لابد من الممارسة العملية لتعويد الأطفال العادات الإسلامية التي نسعى إليها، لذا يجدر بالمربية الالتزام بها "كآداب الطعام والشراب وركوب السيارة..." وكذا ترسم بسلوكها نموذجاً إسلامياً صالحاً لتقليده وتشجع الطفل على الالتزام بخلق الإسلام ومبادئه التي بها صلاح المجتمع وبها يتمتع بأفضل ثمرات التقدم والحضارة، وتُنمي عنده حب النظافة والأمانة والصدق والحب المستمد من أوامر الإسلام.. فيعتاد أن لا يفكر إلا فيما هو نافع له ولمجتمعه فيصبح الخير أصيلاً في نفسه.

8- تستفيد المربية من القصص الهادفة سواء كانت دينية، واقعية، خيالية لتزويد أطفالها بما هو مرغوب فيه من السلوك، وتحفزهم على الالتزام به والبعد عما سواه.

وتعرض القصة بطريقة تمثيلية مؤثرة، مع إبراز الاتجاهات والقيم التي تتضمنا القصة، إذ أن الغاية منها الفائدة لا التسلية فحسب.

وعن طريق القصة والأنشودة أيضاً تغرس حب المثل العليا، والأخلاق الكريمة، التي يدعو لها الإسلام.

9- يجب أن تكون توجيهاتنا لأطفالنا مستمدة من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ونشعر الطفل بذلك، فيعتاد طاعة الله تعالى والإقتداء برسوله صلى الله عليه وسلم وينشأ على ذلك.

10- الاعتدال في التربية الدينية للأطفال، وعدم تحميلهم ما لا طاقة لهم به، والإسلام دين التوسط والاعتدال، فخير الأمور أوسطها، وما خير الرسول صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما.

ولا ننسى أن اللهو والمرح هما عالم الطفل الأصيل، فلا نرهقه بما يعاكس نموه الطبيعي والجسمي، بأن نثقل عليه التبعات، ونكثر من الكوابح التي تحرمه من حاجات الطفولة الأساسية، علما أن المغالاة في المستويات الخلقية المطلوبة، وكثرة النقد تؤدي إلى الجمود والسلبية، بل والإحساس بالأثم".

11- يترك الطفل دون التدخل المستمر من قبل الكبار، على أن تهيأ له الأنشطة التي تتيح له الاستكشاف بنفسه حسب قدراته وإداركه للبيئة المحيطة بها وتحرص المربية أن تجيبه إجابة ميسرة على استفساراته، وتطرح عليه أسئلة مثيرة ليجيب عليها، وفي كل ذلك تنمية لحب الاستطلاع عنده ونهوضا بملكاته. وخلال ذلك يتعود الأدب والنظام والنظافة، وأداء الواجب وتحمل المسؤولية، بالقدوة الحسنة والتوجيه الرقيق الذي يكون في المجال المناسب.

12- إن تشجيع الطفل يؤثر في نفسه تأثيراً طيباً، ويحثه على بذل قصارى جهده لعمل التصرف المرغوب فيه، وتدل الدراسات أنه كلما كان ضبط سلوك الطفل وتوجيهه قائماً على أساس الحب والثواب أدى ذلك إلى اكتساب السلوك السوي بطريقة أفضل، ولابد من مساعدة الطفل في تعلم حقه، ماله وما عليه، ما يصح عمله وما لا يصح، وذلك بصبر ودأب، مع إشعار الأطفال بكرامتهم ومكانتهم، مقروناً بحسن الضبط والبعد عن التدليل.

13- غرس احترام القرآن الكريم وتوقيره في قلوب الأطفال، فيشعرون بقدسيته والالتزام بأوامره، بأسلوب سهل جذاب، فيعرف الطفل أنه إذا أتقن التلاوة نال درجة الملائكة الأبرار.. وتعويده الحرص على الالتزام بأدب التلاوة من الاستعاذة والبسملة واحترام المصحف مع حسن الاستماع، وذلك بالعيش في جو الإسلام ومفاهيمه ومبادئه، وأخيراً فالمربية تسير بهمة ووعي، بخطى ثابتة لإعداد المسلم الواعي.

محمد رافع 52 29-12-2010 12:57 AM

حتى نعمر بيوتنا بالإيمان
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه والتابعين وسلم تسليما كثيرا وبعد...!!
إن المتعارف عليه عند العامة في عمارة البيوت هو عمارتها عمارة مادية (نوعية الخامات والتخطيط السليم وسعة البنيان واللون المناسب) بينما نسوا أو تناسوا أن العمارة الحقيقة هي ما يقدمونه مما ينفعهم في الدنيا والآخرة" يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم"وذلك بعمارة البيوت العمارة المعنوية والتي جهلها من جهلها وذكرها من ذكرها ‘بحيث ننشّئ الأسرة تنشئة صالحة بالإتباع لا الابتداع ؛ فكيف نعمر بيوتنا عمارة معنوية؟ ولماذا البيوت وقد أعدت للسكنى ؟
نقول إن الإنسان محاسب يوم الدين على الأوقات ماذا عمل فيها وبما شغلها لأن للوقت أهمية في حياة المسلم والوقت أنفس من الذهب والألماس قال تعالى:" وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ " وقال صلى الله عليه وسلم " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ ".
والوقت إن لم تشغله في الطاعة شغلك في المعصية.
وفي إحدى الإحصائيات ذكر أن الإنسان له في كل يوم 7 ساعات تقريبا يقضيها في عمله الصباحي، وساعتان إلا ثلث تقريبا لأداء الصلاة المفروضة في أوقاتها و 7 ساعات تقريبا للنوم منها ساعة قبيل العصر، وبقية الأوقات -وخاصة أيام الإجازة الأسبوعية تقضى مع الأهل في المنزل كيفما اتفق ولربما تذهب هكذا...بلا حفظ ولا استغلال عند كثير من الناس إلا من رحم .
إن المسكن مع توفر وسائل الراحة به والهدوء والأمن والمرافق والكماليات إنه لجو مناسب لاستغلاله فيما يرضي رب العزة والجلال .وكذلك وجود عدد من أفراد العائلة- في الغالب- يساعد كذلك على أن نفكر في كيفية الاستفادة من المكان والزمان وكيف نستغلهم في الطاعة داخل المنزل وبم نشغلهم عن أن يشغلوا أنفسهم فيما لا فائدة فيه .
ولقد قمت بتدوين بعضا من البرامج النافعة والتي من الممكن أن نستفيد منها حينما نقوم بتنفيذها حسب الطريقة التي يرغبها رب المنزل، وبما فيها من الخلل إلا أنها مفتاحا للخير- ولعل قارئها يرى خيرا منها وأفضل منها طريقة – فما هي إلا جهد مقل .
ومن الأفضل أن يكون رب المنزل المتعلم مشرفا عليها ولا سيما في أوقات تواجده في المنزل مع الزوجة والأولاد فوقت العائلة في المنزل كبير ولا سيما يومي الخميس والجمعة.
فإذا قلنا أن في البيت الواحد غالبا عائلة مكونة من زوج وزوجة وأولاد وربما أخوات : أقترح وبالله التوفيق هذا البرنامج الذي متى تحقق-ولو جزءا منه-
كان البيت عامرا بالإيمان بإذن الرحيم الرحمن ،
تحفهم فيه الملائكة،
وتعم فيه السعادة،
ويطرح الله فيه البركة والخير بإذنه،
وتنفر منه الشياطين،
ويحفظهم الله بحفظه،
مع ملاحظة ما يلي :
= عمل جدول يومي زمني لإقامة مثل هذه البرامج .
= تكوين ميزانية لا بأس بها لدعمها.
= ملاحظة حضور الجميع للبرامج العامة بقدر الامكان
= الإخلاص والاحتساب وعدم إبدائها .
فإذا أردنا أن نعمر بيوتنا بالإيمان :
أولا:ينبغي أن يكون رب الأسرة مثالا في الأخلاق وقدوة في المعاملة وحسنا في الفعال، موجها لا معاتبا، ومذكرا لا مثبطا، ومحسنا لا مقترا، وباسما لا عبوسا، ونافعا لا ضارا، ومعلما لأمور الخير ،قدوته في ذلك خير من وطأ الثرى محمد صلى الله عليه وسلم " قال تعالى: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة " وقال صلى الله عليه وسلم"عليكم بسنتي..".
ثانيا:تهيئة الظروف والأمور التي تعين على الطاعة داخل المنزل " كالمكان المناسب البعيد عن الإزعاج والمكتبة المسموعة والمقروءة والمسجل والفيديو والحاسب "، وإبعاد الشواغل والمحرمات والمفسدات والصوارف عن الطاعة " كالتلفاز والمجلات المحرمة والصور والأجهزة المفسدة وخاصة التي بها موسيقى والورق والألعاب المشغلة كالأتاري والبلاستيشن ".
ثالثا:توصيل سماعتان من مسجل ومذياع في المنزل إلى غرفة الجلوس والمطبخ لأن معظم الأوقات تقضى بها وتشغيل إذاعة القرآن الكريم " دائما" إن أمكن، أو الاستفادة من المسجل لسماع المحاضرات والمصاحف المرتلة.أو الحاسب مثله.
رابعا: تجهيز إحدى غرف المنزل: كمكتبة وتوفير الكتب العلمية والأشرطة المتنوعة وتوفير جهاز للحاسب وأقراص ممغنطة وصلبة، وتوفير مسجل، ومجلات جيدة ونافعة كالبيان والحكمة والدعوة وشباب والأسرة، ومصاحف مرتلة، وغير ذلك من المباحات.ويستفاد منها أيضا للإطلاع على بعض البرامج المفيدة أو المراجع النافعة أو لقضاء بعض أوقات الفراغ بها للاستفادة .
تعلم فليس المرء يولد عالما *** فليس أخو جهل كمن هو جاهل
خامسا : تحديد وقت مناسب يومي للأولاد لمراجعة واجباتهم المدرسية كساعة بعد العصر مثلا والوقوف معهم في حل الأسئلة التي تصعب عليهم وتذكيرهم بأهمية الإخلاص في طلب العلم مع عدم نسيان نصيبهم من الدنيا وتذكيرهم بفوائد طلب العلم وخاصة قال الله وقال رسوله . ومما يرغب في المذاكرة الجادة تحفيزهم على أسرع من يحل الواجب، أو أسرع من يحفظ درس اليوم ، أو وضع مسابقة على دروس الأسبوع في نهايته وعليها جوائز مالية . وكذلك بمواعدتهم على التنزه في حال اكتمال درجات الشهر- ولا تعارض مع الإخلاص .
سادسا:فتح حلقة لحفظ كتاب الله عز وجل لجميع أعضاء العائلة داخل المنزل: ويختار لها وقت مناسب يومي أو شبه يومي حسب الاتفاق والجهد والطاقة وسعة الوقت وأفضل الأوقات بعد الفجر فإن لم يكن بعد العصر مباشرة وينسق لذلك جدول ويترك للجميع الحرية في الحفظ مع بث روح التنافس، ويحدد أيام السبت والأحد والاثنين والثلاثاء للحفظ والأربعاء لمراجعة السابق ونهاية كل شهر مراجعة ما تم حفظه من أول الشهر.
ويوضع لهذا البرنامج ميزانية من قبل ولي أمر العائلة لشراء جوائز ومحفزات للاستمرار في الحلقة – وأعود وأكرر على أهمية التحفيز الزمني:كالتنزه نهاية الأسبوع أو الشهر، أو التحفيز بمقدار الحفظ:إذا حفظ الجزء أو الجزأين أو الخمسة أو السورة الواحدة: مع ملاحظة أن الحفظ عند الكل يتفاوت بتفاوت القدرات والفروق الفردية فالأم ربة البيت يختلف حفظها عن الابن المتعلم وهكذا...
سابعا:عمل درس أسبوعي ولا أقول يومي بحسب القدرات والفراغ والاستعداد من الجميع : ويكون في أي موضوع حول التربية أو الرقائق أو الآداب أو السير- والكتب حول ذلك كثير لا مجال لذكرها... بحيث يكون الدرس كل يوم خميس بعد المغرب- مثلا- لمدة ساعة لجميع أفراد العائلة، أو كل يوم للجادين، أو يكون قراءة من كتاب لمدة ساعة ونصف كل أول يوم أحد من كل شهر إذا خيف الانقطاع . ولا تغفل الفتاوى، ويكون الدرس نقاشيا حواريا لا إلقائيا حتى لا يملوا ، وذلك طمعا في تحقيق الفائدة بإذن الله عز وجل ، ويعمل لذلك كسابقه محفزات وجوائز ومسابقات حول الدروس المطروحة والمشروحة سابقا.
ثامنا: برنامج " قراءة سورة البقرة" في البيت : وذلك بتوزيع الأيام على أفراد العائلة المتقنين للقراءة ويخصص لكل يوم شخص لقراءتها في المنزل في أي وقت يرغب ويكل متابعتها لأحد الأبناء أو البنات المتعلمين ويضع جدول لذلك.ولا يشترط لهذا البرنامج اجتماع وذلك تحقيقا لما ورد عن المصطفى صلى الله عليه وسلم فيما معناه "أن الشياطين تخرج من البيت الذي تقرأ فيه البقرة".
تاسعا :برنامج حفظ الأذكار المتعلقة بالمنزل:
وذلك بتعويد الأولاد وبقية العائلة على الأذكار المطلوبة داخل المنزل خاصة – ولا نغفل بقية الأذكار- فلكل مقام مقال- فمثلا :دعاء دخول المنزل و دخول الخلاء والنظر إلى المرآة وأذكار النوم والاستيقاظ منه وأذكار قبل وبعد الطعام وآدابه وأذكار قبل وبعد الوضوء وأذكار لبس الثوب وآداب الشرب واذكار الصباح والمساء وأذكار بعد الأذان وأذكار سماع الأصوات (البرق الديك الحمار وغيرها ). وتعويدهم عليها وذلك بـ :
* كتابتها لهم في لوحات صغيره وتعلق في أماكنها المناسبة .
* سؤالهم عنها دائما فإذا عطس أحدا نذكره ونسال الجميع : ماذا نرد عليه ؟؟ وهكذا .
* إحضار كتيبات الأذكار أو حصن المسلم وتوزيعها عليهم للرجوع إليها حال النسيان أو خلافه .
* تذكيرهم إذا نسي أحدهم أن يذكرها في حال مروره عليها .
عاشرا :برنامج : تعويد العائلة على صيام النافلة :
وذلك بتوجيه الجميع إلى صيام النافلة ويكون الصيام جماعيا مع أهمية سنة السحور والتي فيها البركة وتذكيرهم بالسنة المؤكدة عند الفطور وتحفيز الصغار والمتكاسلين بجوائز أو تكريم أيا كان نوعه ((ولا ننس ربطهم بمسألة الإخلاص والاعتصام بالله والرجاء فيما عند الله قبل كل شيء فهي سر الفلاح والفوز"وما عند الله خير وأبقى )).ومن ذلك صيام عاشوراء وعرفه وست من شوال وثلاثة أيام من كل شهر والاثنين والخميس والإكثار منه في شعبان وعشر ذي الحجة ..وتذكيرهم بالفضل العظيم عند الصيام وخاصة النافلة "من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا ".
الحادي عشر :برامج عطلة نهاية الأسبوع : ومنها
(1)البرنامج الأسبوعي : برنامج صلة الرحم :
وذلك بوضع برنامج أسبوعي لزيارة الأقارب جميعا كما يلي :
* حصر الأقارب جميعا في مذكرة .
* توزيع الزيارات عليهم شهريا كل نهاية أسبوع جزءا منهم .
* تقوية العلاقات بين أفراد العائلة والأقارب .
* تذكيرهم بفضل صلة الرحم وأنها تزيد في الرزق وتبارك في العمر ..الخ .
* عدم إغفال الجار من تلك الزيارات فله علينا حق واجب في زيارته ومعاودته والسؤال عنه .قال تعالى "والجار ذي القربى والجار الجنب ".وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ".
(2)تعويد العائلة على أداء النوافل في المنزل وعمل برنامج لمتابعتهم والتوضيح للجميع لكيفية أدائها أثناء العمل الصباحي أو الدراسة أيام الأسبوع –كصلاة الضحى والإشراق قبل ذلك وقيام الليل والسنن النوافل القبلية والبعدية للصلوات ،وصلاة الاستخارة .
(3)البرنامج الشهري : برنامج :"عيادة المريض " وإعانة المحتاج " .
بحيث يكون يوم الخميس وذلك بعيادة المريض القريب إن وجد في منزله من جميع العائلة حسب الجنس .
أو بالجمع بين ذلك؛ بالتوجه إلى احد المستشفيات أثناء موعد الزيارة وتعويدهم على عيادة المريض وتوضيح آداب الزيارة مهم جدا قبل البدء فيها .
وكذلك مساعدة المحتاج : بتقديم المساعدة العينية من طعام ونحوه أو المساعدة المادية الأسبوعية. وتعويد الأبناء والعائلة لكيفية معاملة المحتاج والتصدق عليه وتذكيرهم بـ
* أهمية الصدقة وفضلها.
* إخفائها والإنفاق مما نحب .
* السؤال المستمر عن ذي الحاجة وزيارته .
* عمل صندوق لذلك إن أمكن داخل المنزل وبيان بأسماء المحتاجين .
(4)برنامج رحلة عائلية أو نزهه ( ويغمرها شيء من المرح والفرح ورسم البسمة والبهجة على أفواه العائلة بعيدا عن جو الجد " وتذكيرهم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم لحنظله ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ". أو تنسيق سفر للعمرة أو الزيارة وإعداد العدة والتذكير بآداب السفر ونزول المنزل وكيفية العمرة والزيارة والبدع التي ظهرت فيهما للحذر منها .
(5)البرنامج المفتوح : ويكون مثلا يوم الجمعة بعد العصر بحيث تنمى فيه المواهب- بالتشجيع المادي والمعنوي - من الأهل والوالدان فنعود الابن على الخطابة والإلقاء والشعر والحداء والارتجال وسرعة الحفظ ومسابقة الجري . ونعود البنت على ما يناسبها . وتعمل مسابقات ثقافية ( علمية وأدبية وشرعية والغاز ومعلومات عامة ) وألعاب وطرائف مباحة.
(6)برنامج خدمة الأم :
وذلك بالقيام بمهام الأم فيما يخص عمل المنزل ولو مرة واحدة في الأسبوع كما يلي :
* ترتيب المنزل وتنظيفه وكنسه كل يوم جمعة مثلا .
* طهي الطعام بدلا عنها من قبل الزوج والأبناء .
* غسل الملابس إن أمكن (ولو في مغسلة خارجية ) طلبا لراحة الأم وإحساسا بالتعب الذي يصيبها وما تقوم به من مشقة والذي لا يشعر به أحد من أفراد العائلة .
الثاني عشر :برنامج ( حقوق الوالدين ) وذلك بما يلي :
=تعويد الأبناء خاصة والصغار بصفة عامة داخل المنزل على احترام الكبير والبر بالوالدين عن طريق الممارسة والتعويد .
=تعويدهم على السلام عليهما دائما وتقبيل كفيهما وتقديمهما على غيرهما .
=تعويدهم على طاعتهما فيما يأمران في غير معصية .
=تعويدهم على كيفية اسعادهما والبحث عن راحتهما ورسم الابتسامة على أفواههما.
=توضيح فضل بر الوالدين لهم في أكثر من موضع أو درس أو لقاء أوعند مخالفة ما.
=استشارتهما في أي عمل والاستئذان منهما حال الرغبة في تنفيذ أمر ما .
الثالث عشر : برنامج "قصة تربوية" :
وهذا البرنامج عبارة عن قصة من السيرة العطرة أو سير السلف الصالح والتابعين بأسلوب مشوق وببراعة في الإلقاء وحنكة في الاحتواء أو قصص من الواقع تحكي شخصية أو طائفة أو رواية أو علم أو دولة أو أمة من الأمم .
= وقتها قبل النوم إذا أخلد الجميع إلى الفراش .
=أهدافها : حفظ الوقت ، زيادة العلم والمعرفة ، التنويع والتشويق في أساليب الطلب والمعرفة .
الرابع عشر : برنامج "على مائدة الطعام" :
وهذا الوقت الذي تجتمع فيه العائلة مرتان في أيام الدوام وثلاثا في الاجازات، فهو وقت ثمين يمكن أن يستغل بما يجلب الألفة والتقارب والمزاح المباح بين أفراد العائلة بحيث يكون بما يلي:
* الابتسامات المتبادلة . * ذكر فوائد الطعام الموجود . * التنبيه على بعض المحذورات التي تقع أثناء الطعام . * الثناء الدائم على الطعام وصانعه .
(#) كما يحبذ الجلوس غير الطويل بعد المائدة وقبلها والسؤال عن أحوال العائلة وما ينقصها من مستلزمات والتذكير بأهم البرامج التي سيتم تنفيذها في اليوم نفسه، وذكر بعض المواقف الطريفة أو المحزنة أو المسلية أثناء الدراسة أو العمل .*وكذلك التذكير بأهمية النظافة الدائمة بعد الطعام وأهميتها.
الخامس عشر : برنامج "إكرام الضيف":
وذلك بتحديد وقتا مناسبا للتوجيه حول ذلك لمدة ساعة إلا ربع كل ثلاثة أشهر ومناقشة ما يلي :
- احتياجات مجلس الضيافة . – احتياجات الضيافة – مناقشة الآداب المطلوبة من المضيف – عبارات الترحيب المطلوبة – توضيح المقصود من الكرم من غير إسراف ولا تبذير "
السادس عشر: كما ينبغي ألا نغفل كثيرا من السنن والأمور التي ينبغي التركيز عليها دائما في المنزل :
1/ ذكر الله دائما . 2/ الابتسامة المتبادلة . 3/ استخدام السواك. 4/ الاستئذان في دخول الغرف الأخرى . 5/ إلقاء السلام . 6/ المزاح المحمود . 7/ كف الأذى . 8/ احترام الكبير . 9/ توقير الصغير . 10/ النوم المبكر . 11/ الاستيقاظ المبكر . 12/ تقبيل الوالدين حال مقابلتهما . 13/ العمل بالعلم . 14/ الجدية في وقتها . 15/ القناعة . 16/ لا تنس نصيبك من الدنيا .17/ عدم إيذاء الجار . 18/ استخدام الألفاظ المشروعة حال الرد أو الغضب أو العتاب ك :"جزاك الله خير- هداك الله – غفر الله لك- اذكر الله ". 19/ متابعة الملابس ومدى موافقتها للسنة . 20/ إحياء السنن المهجورة.
السابع عشر : المشاركة في البرامج الخارجية:
وللمجتمع نصيب من جهود الأسرة بالمشاركة والدعم والحضور سواء في المنتديات المباحة أو المراكز الصيفية أو الربيعية أو الرمضانية أو الأسبوعية- كل في اختصاصه- ولا ننسى حلق تحفيظ القرآن الكريم وكذلك حضور المحاضرات والندوات والدورات العلمية .
مع ملاحظة:
1/ المتابعة الدائمة لأفراد الأسرة حال حضور مثل هذه اللقاءات.
2/ ملاحظة أصدقاء أفراد العائلة ونوعياتهم وتذكيرهم بأهمية الجليس الصالح والذي وصى به الرسول محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
3/ تذكيرهم بأهمية أن يكونوا أعضاء فاعلين في حضورهم من غير حب للظهور ولا احتكار للحديث ولا مخالف لآداب المجلس .
(*)(*)(*) على أمل أن تكون هذه البرامج -مع بساطتها وما فيها من النقص- نافعة وموجهة للأسرة المسلمة داخل بيتها وبين أفرادها ، وأن تكون بإذن الله دافعة إلى تنشئة الأبناء تنشئة صالحة وتبصير الأسرة بالنافع المفيد لها ليخرج الله مجتمعا صالحا، متربيا، مستقيما، قدوة، موفقا بإذنه، آمرا بالمعروف، وناهيا عن المنكر.
والله أسأل أن ينفع كاتبها وقارئها وموزعها ومعلمها ومطبقها ولا تنسوا أخيكم من الدعاء في ظهر الغيب .

محمد رافع 52 29-12-2010 01:03 AM

التربية العليا على محبة الله

في حدائق الفطرة الأولى استنشق الطفل المسلم عبقَ محبةِ الله تعالى وعبير الإيمان به.
وما على الأم المؤمنة إلا أن تزكّي هذا الحبّ للربّ جلّ وعلا ..
فمحبة الله هي الهديّةُ العليا التي اصطحبها آدم معه من الجنة .
ومحبة الله هي الحصنُ الذي يعصم المسلم في قابل الأيام من الانحراف, مهما عصفت به الشهوات أو الشبهات ..
فالذي ينشأ على حبّ الله تعالى لا يمكن أبداً أن ينكُصَ عليه عقبيه . قال الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا من يرتدَّ منكم عن دينه فسوفَ يأتي اللهُ بقومٍ يُحبُّهمْ ويحبّونه } (سورة المائدة ( 5/54 ) .
والأم الحكيمة تحبّب الله إلى صغيرها , فلا تذكر اسم الله تعالى أمامه إلا في المواقف المسعدة, ولا تُكثر من التهديد بالنّار وبغضب الجبار, فتسلب طفلها الأمنَ والاستقرار !.
والغريب أن هذا التهديد كثيراًً ما يكونُ من أجل منافع مادية زهيدة !. لامن أجل تعويد الطفل الطاعات . مع أن هذا التهديد غير صحيح, فالقلم قد رُفع عن الأطفال .
والأم الواعية تربي طفلها على الحبّ والرجاء أولاً , وكلّما كبر الطفلُ خوّفتْه من الله أكثر ، حتى يستطيع ولدها أن يطير في فضاء الإيمان إلى رضوان ربه بجناحين من خوف ورجاء , يخفق بينهما قلب نابض بالحب والشكر, ويقودها عقل عامر بالتفكّر والذّكر..
على أنّ خوف المؤمن من ربه هو خوفٌ من الرحمن الرحيم, فهو خوفٌ يسكنهُ الأمل في رحمةِ الله, ويُغشّيه طمعُ المحبّ في كرم محبوبه .
والعجيب أن أول ما نُعلّمه لأبنائنا من القرآن هو :
(( بسم الله الرّحمن الرّحيم . الحمدُ لله ربِّ العالمين . الرّحمن الرّحيم )) .
فمع كل هذه الرّحمات ! نريد أن نصّور لأطفالنا – بجهلنا – أنّ اللّه جل وعزّ لا يرحم عبادَه الخاطئين ! ناسين أو جاهلين بأن أكثر صفات الله تعالى التي تواترت في القرآن هي (( الرحيم )) - 227 مرة - ثم (( الرحمن )) – 170 - مرة ثم (( الغفار والغفور )) - 97 مرة .
وممّا يُقوي علائق الحب, أن تربط المربّية ولدها بالقرآن الكريم قراءة وتدبّراً وتطبيقاً.. فالقرآن هو كتابُ التربية المثلى, فالحياةُ في ظلاله نجاة .. فلا تبخلي بالجلوس مع أولادكِ في رياض الجنة تحت هذه الظّلال..
يقول شيخ الإسلام"ابن تيمية" رحمه الله: (( القرآنُ هو السجلّ الحقيقيُّ للوجود.. وأنا نادمٌ على كلّ لحظةٍ من عمري قضيتُها في غير معاني القرآن )) ..
ومما يقوي علائق الحب ربط الطفل بالسنّة والسيرة النبويّة المطّهرة . ففي تدريب الطفل على الاقتداءِ بالسنّة النبوية خير كثير . إذ تزداد محبّته لهذا النبي الكريم ..
كما يعتاد الطفل النظام والانضباط في كل أمر من أمور حياته كلها..
كما يستيقظ عندَه الوعيُ الدائم , والحضورُ الكامل في كل عمل مهما دقَّ, مادام يستحضر نيّة الاقتداء بخاتم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .
ومما يُقوّي علائق الحب والإيمان, أن يعوَّد الطفل ذكر الله تعالى ومناجاته على الدوام .. وأن يُعوّد العبادات , لاسيما الصلاة .. وهل أجمل من أن ينادي الوالدان أبناءهما في كل حين :
تعالَ نصلي .. تعال لنسجدْ
تعال لنتلوَ : (( إيّاك نعبدْ ))
تعال فإنّ الصـلاة حيـاةٌ
بها تستبينُ السبيلُ فنرشُـدْ
* * *
تعاليْ بُنيّـهْ .. تعالَ بُنيّـا
تعالـواْ إليّ نصلي سويّـا
تعالوا نصلي صـلاةِّ النبيِّ
فنحن جميعاً نحبُّ النبيّـا
"ديوان " عطر السماء "
إن التربية على الحب والإيمان هي ذروة التربية العليا على الإطلاق . وإنّ الضّالين المنحرفين ينحدرون عادةً من فئتين : فئة الذين لم يتلقّوا تربيةً إيمانية في نشأتهم , أو من فئةِ الذين اقترنتْ تربيتهم الدينية في عهد الطفولة بالقسوة والإكراه والتشويه .
{ إن الخاسرينَ الذين خسروا أنفسَهم وأهليهم يومَ القيامة } سورة الشورى ( 42 / 45 ) .
"من ديوان " عطر السماء "

محمد رافع 52 29-12-2010 01:06 AM

منهج لتربية أطفالنا من القرآن والسنة


الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين
( هو الأمي لم يقرأ كتابا ..............فعلم قارئين وكاتبينا)
(ومما زادني شرفا وتيها..................وكدت بأخمصي أطأ الثريا)
(دخولي تحت قولك يا عبادي .............وأن صيرت أحمد لي نبيا)
أما بعد
أيها الإخوة المربون والأخوات المربيات
نحن في عصر التحديات للطفل والشاب والرجل والكهل وعموم النساء ، ورأيت أن أكتب ما يفتح الله به في تربية أطفالنا فأقول مستعينا بالله :
إننا بحاجة لرجال وأكتفي بكلمة رجال فهذه الكلمة تعني الكثير
وهؤلاء الرجال لابد وأنهم قد عاشوا فترة الطفولة والتي تؤثر في أصحابها بالغ التأثير
وينشأ ناشئ الفتيان منا .............. على ما كان عوده أبوه

والطفل بحاجة إلى:
أولا:
أم وهذه الأم ذات صفات :
1- دين
( فاظفر بذات الدين تربت يداك)
2- عقل
( فالعقل رأس مال من لا مال له)
3-علم
(فإذا رزقت خليقة محمودة ............ فقد اصطفاك مقسم الأرزاق)
4-
ما زاد من الصفات فحسن كالمال والجمال والنسب وكذلك الإحساس بالمسؤولية
(دقات قلب المرء قائلة له .............. إن الحياة دقائق وثوان
فاصنع لنفسك ذكرا قبل وفاتها ............. فالذكر للإنسان عمر ثان)
وغيرها ، وخير الذكر ولد صالح

ثانيا: أب عامل
(إذا كان رب البيت بالدف ضارب ............. فشيمة أهل البيت الرقص)

ثالثا :
اتباع للسنة
في آداب الزواج من رؤية المخطوبة وحسن المنبت وطيب الخلق.
والجماع بالبسملة قبل المباشرة فيه ( بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا).
و العقيقة فهي حق للمولود فالغلام مرتهن بعقيقته وإن شاء الله تكون سببا في عدم عقوقه لوالديه وهي للغلام شاتان وللبنت شاة تذبح وتقسم كالأضحية.
والاسم الحسن للطفل : وخير الأسماء ما عبد وما حمد : كعبد الرحمن وعبد الله وأحمد ومحمود وما يستحسن منها بحيث ألا يكون خارجا عن إطار الإسلام فقد قالت العرب : لكل شيء من اسمه نصيب

رابعا: تهيئة المكان للتربية وشغل البال دائما بأهمية هذا الطفل في المستقبل إن شاء الله
ففي سنوات الطفل الأولى ـــ وأقصد بالطفل الولد والبنت ـــ يرعاه أبواه تمام الرعاية الأبوية الحنونة فيتناول حليب الأم ويرعاه والده ووالدته صحيا ونفسيا كما نرى العناية بالصغار من جميع المخلوقات .
فالطفل الذى يترك للبكاء والألم لا يستوي مع غيره ممن لقي الملاعبة والحنان والعناية
والذي شكل تحت الرعاية أبوين حريصين لا يكون كمن أهمل وترك للإهمال عاملة أو خادمة وهذا من أسباب فساد النشء .
ومن ترك لخادمة وضع في يد غير أمينة فالأم لا تعوض بحال من الأحوال
عند سن الثانية وما بعدها إذا بدأ في الكلام علمه دائما أن يقول :
لا إله إلا الله ( فقد قال الرسول صلوات الله وسلامه عليه ) إذا أفصح الغلام فعلمه لا إله إلا الله ) أو كما قال .

دائما ذكره بالله في كل أحوالك وأقوالك وأفعالك :
إذا أكلت فقل له من خلق لنا هذا الطعام ؟ من فاكهة وأرز ولحم وغيره ـ وهذا من دون تكليف فهو مازال في سن اللعب والمرح ولكن لعب في سبيل الله ومرح ضابطه الشرع ليتعود أن تكون الحياة كلها لله منذ الصغر. ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، وبذلك أمرت )أي حياة الكبير والصغير كلها لله وما خسر المسلمون إلا حينما كانت الحياة لغير الله ، أربطه بالله عند شرب الماء وقل له الله الذي أنزل لنا الماء من السماء ولولا وجود الماء مابقي على الأرض أحد، قل له انظر إلى السماء الله خالقها وقل له تعال نصلي معا في البيت أو المسجد ولو لعب لا تنهره ولكن علمه برفق كبير جدا ولا تخف من نظر الناس إليك أثناء تعليمك له لاعبه وقل له دائما أنت شجاع وعلمه أن يقول عن نفسه أنا شجاع أستمد قوتي من خالقي .

انظر معي بتأمل ـ أخي المربي ـ إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم :
(( مروا أولادكم بالصلاة لسبع سنين واضربوهم عليها لعشر ))

انظر في قوله: مروا لمدة ثلاث سنوات يعني من سبع إلى عشر ، ثلاث سنوات في كل سنة 360 يوما تقريبا في 3 سنوات = 1080 يوما تقريبا في خمس أوامر عند كل صلاة تقول له : صل = 1080ْ × 5 = 5400 أمر بالصلاة بدون ضرب أو نهر أو تعذيب .
أتدري يأخي الكريم لماذا شغلتك بهذه الحسابات لتعلم أن الجبن فينا ليس من فراغ بل إنه من سوء التربية الذي جعلنا نرضي بأي وضع ونقبل بأي شكل من أشكال الهوان فنحن بحاجة إلى رجال شجعان لا يخافون في الله لومة لائم

محمد رافع 52 29-12-2010 01:08 AM

الطفل والشجاعة
بعض الأخلاق الكريمة :
1- الاستئذان بطرق الباب ثلاثا يفرق بين الثلاث وينتظر من يفتح له وإلقاء السلام عند الدخول والدعاء بسم الله ولجنا وبسم الله خرجنا اللهم إني أسالك خير المولج وخير المخرج ـ وقل لولدك هذا الدعاء يملأ البيت بركةـ وعلمه لا ينظر في بيوت الآخرين وعلمه حسن الأسلوب في المخاطبة فلا يقل أنت أنت وليقل حضرتك وفضيلتك للكبير الذي يعرفه والذي لا يعرفه يا حضرت يا سيد يا أستاذ يا عم وهذا يتعلمه منك أنت.
2- السلام بقوله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الكبير وللكثير وللجالس وللواقف وغيرها ولا يحجب السلام عن ناس دون ناس (القي السلام على من عرفت ومن لم تعرف ) وللأسف نحن أصبحنا في شوارعنا وأسواقنا لا نسلم على بعضنا وإذا سلمنا كان سلامنا مبتور ناقص فلنعلم أبناءنا ما فقدناه نحن
3- الدخول للخلاء ( الحمام)والخروج منه عند الدخول يدخل برجله اليسرى ويقول (اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث) يعني ذكور الشياطين وإناثها ولا يتكلم في الحمام ولا يأخذ معه شيء له مكانة وتعظيم وعند الخروج يخرج باليمنى ويقول (غفرانك ) حفظه هذه الأدعية بالتعود والممارسة وعلمه أن ينظف مكان الخارج من السبيلين وقل له هذه الأشياء نجسة لا بد من تنظيفها بالماء والبول والبراز يجعل رائحة المسلم كريهة والله جميل يحب الجمال وعلمه الاحتراز من النجاسات
4- الوضوء بالماء ثلاثا بعد أن يقول بسم الله يغسل يديه ثلاث مرات ثم يتمضمض ويستنشق ويغسل وجهه ثلاث ثم يغسل ذراعيه إلى المرفقين وحدد له بعد المرفقين بقليل ثم يمسح رأسه مع أذنيه مرة واحدة من الأمام إلى الخلف ثم العودة ثم غسل الرجلين إلى الكعبين ـ وعلمه يتأكد من وصول الماء إلى هذه الأماكن تماما وإلا لا تصح الصلاةـ ثم حفظه بعد الوضوء يقول : أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين . إن تعثر فالا تشق عليه فبالتعود والممارسة وبرؤيتك تفعل وتقول يعرف كل شيء .

محمد رافع 52 29-12-2010 01:11 AM

المساجد عند أطفالنا ذكرى مملة

المساجد هي مصانع الرجال ، وهي التي من خلالها تصقل النفوس وتزكى الارواح قبل الاجساد ، وهي اليوم الملاذ من كل الملهيات والمفسدات التي ابتليت بها مجتمعاتنا .
صلينا امس في احد مساجد عمان المباركة صلاة التراويح ، وكان على يميني طفل اتى مع ابيه للصلاة ، الطفل لا يتجاوز عمره ست سنوات ، وكان مؤدبا وخلوقا جدا ، بدأنا بصلاة العشاء ولم يعترض الابن ، انتهينا من اول ركعتين بدأ الطفل يسأل والده متى نذهب ؟ وهذا بداية للضجر ، انهينا الركعات الاربعة ازداد شعور الطفل بالضجر اكثر وطلب من والده بالحاح (ولكن بأدب) ان يخرج من المسجد ، بعدها قدم شيخ المسجد محاضرة استمرت بحدود ربع ساعة استغلها الطفل في النوم بحجر والده ، ايقظه الاب للبدأ بصلاة الركعتين الخامسة والسادسة ، قام الطفل متثاقلا غير راغب في الصلاة ، واصر على والده بعد انتهاء الركعتين بالخروج ، ولكن الاب اشار له بيده (لم يبق الا ركعتين).
خرج الطفل فرحا عند انتهاء الصلاة وليس له هم الا بأن يخرج مسرعا تاركا ذكرى "مملة" لليلة من ليالي رمضان عن المسجد .
اذكر عندما زرت بيت الله الحرام للحج قبل عامين وكنت اطوف قريبا من الكعبة المشرفة ، والطواف في هذا الوقت يشهد زحاما شديدا وتدافعا بسبب كثرة الحجيج ، في هذا المشهد كان هناك طفلا صغيرا مع والديه يطوف وقد ارهقه التعب وانحصر بين الناس لدرجة انه كان يسحب نفسه بصعوبة بالغة بسبب قصره وطول من يحيط به .
اشفت عليه كثيرا ، وقلت في نفسي احيانا نخطأ بتربية ابناءنا عندما نضطرهم ونجبرهم على عبادة لا تتناسب مع اعمارهم .
يقول علماء التربية عن اللعب : ان الهدف الحقيقي منه هو تنمية المهارات الحركية عند الأطفال و تفريغ الشحنة الانفعالية عندهم حتى يشعروا بالتسلية و المتعة الحقيقية .
ولهذا الطفل يصر على ابيه ان يخرج معه للصلاه ظناَ منه انه سيذهب لمكان يفرغ فيه طاقته الحركية ، ولكن يتفاجئ ان والده يحبس فيه طاقته الحركية .
اقول : لا بد لنا من ربط اطفالنا بالمساجد ربط ننمي فيه حبهم وتعلقهم بهذا المكان الطاهر ، ونغرس في نفوسهم ان النجاح والسداد والتفوق لا بد ان يخرج من هذا المكان.
فكم جميل ان يصحب الاب ابنه الصغير في احدى الصلوات الخمس (عدا التراويح والجمعة) وبعد الصلاة يعرفه على المسجد ، او يجلس معه يحكي له قصة فيها عبرة ، او يجعله يلعب بعض الالعاب الخفيفة مع زميل له بنفس عمره ، وقد اقر النبي صلى الله عليه وسلم لعب الاحباش في مسجده ، او حتى يحفظه من قصار السور ، او يدرسه .
وكم هو جميل ذلك المهرجان الذي اقيمت في القدس عام 2009 ودعي له 3500 طفل فلسطيني ووزعت لهم ادوات رسم والوان وانطلقوا في محيط المسجد الاقصى يتفننون في رسمه ورسم قبة الصخرة والمتوظأ وغيرها من الاماكن ، وتقدم مجموعة جوائز لافضل رسم ، وهكذا ربطوا الطفل منذ صغره بالمسجد وحبه وتخيله باجمل ما يكون خاصة ان الرسومات تعبر عما يجول بخواطر الأطفال، وتنمي الذكاء والخيال .

تجربة مختلفة
للكثير منا ربما تجربة عملية واقعية تثبت ان اصطحاب الابن الصغير لا يولد لديه ذلك "الممل" الذي تحدثنا عليه سابقا ، خاصة اذا كانت الصلاة خفيفة ، او كان الصغير "يستمتع" بجو المسجد او كان الطفل ممن يتمتعون بهدوء ، او اي امر اخر يجعل من المسجد يحقق الهدف الذي يسعى اليه كل اب بتعلق ابنه بهذا المكان الطاهر .
وربما هذا ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من قطعه لخطبة الجمعة ونزوله عن المنبر لرفع الحسن والحسين رضي الله عنهما عن الارض ورقيه بهما الى المنبر ، وهو صلى الله عليه وسلم من خفف الصلاة حين سمع بكاء الطفل الرضيع .
اخيرا لنبدع في ربط ابنائنا بالمسجد ، ولنحرص على ان يكونوا ممن يظلهم الله يوم القيامة تحت ظله كونهم ممن نشأ في طاعة الله .


محمد رافع 52 29-12-2010 01:13 AM

كيف نربي أطفالنا على حب الصلاة

الطفل والركن الثاني من أركان الإسلام وهو الصلاة
أولا : لا يمكن صلاة صبي وأبوه وأمه لا يصليان إلا نادرا فحقيقة الصلاة تنبع من الوالد والوالدة .
ولذلك الصبي الصغير يقلد والده وأمه في الصلاة وهو لا يعي مايفعل ولكن يقلد والداه فقط فأنتما أيها المربيان وقبل الندم عليكما الاهتمام أمر الصلاة من الصغر وهذه بعض الرؤى لكي يصلي ولدك :
1- اصطحابه للمسجد وهو صغير مع التأكد من أنه لا يؤذي المسلمين في صلاتهم .
2- محاولة إشعاره بالصلاة في كل وقت أذان .
3- محادثته عن الصلاة وأنها تقرب العبد من الله وتفتح أبواب الجنة وتسهل الأمور وتشرح الصدور وتذهب السيئات وتجلب الحسنات وتنور القلوب وتحفظ العبد وتنور القبر وغيرها
4-إظهار السعادة منك ومن والدته في الاستعداد للصلاة والسعادة بالوضوء والسعادة بالخروج للصلاة في أوقات البرد والحر .
5- الحديث الدائم عن عظمة الله الذي نصلي له
6- وإظهار احتياجنا لله وأنه غني ونحن الفقراء المحتاجون لهذه الصلاة لكي يرحمنا ويدخلنا في عباده الصالحين .
7- أننا لن ننال رضا الله وجنته إلا بالصلاة
8- استعداده للصلاة بالملابس الجميلة أكثر من استعداده لزيارة أصحابه
9- سؤاله عن الصلاة التي نصليها كم عدد ركعاتها وأين نصلي وغيرها الهدف من ذلك يراك منشغلا بالصلاة وينشغل أيضا بها ترك كل مافي يدك والخروج به للصلاة وأشعره بذلك ، أنك تركت كل عزيز من أجل الصلاة فيبدأ هو أيضا بفعل ذلك .
10- الحديث معه عن المسجد وأنه مكان له احترامه وقداسته والمحافظة على نظافته منك أولا حتى يحتذي بك .
11- الوضوء والمتابعة الحثيثة منك لهذا الأمر بالوقوف على يده وهو يتوضأ فأبناء المسلمين الآن منهم الكثير لا يحسن الوضوء بل ويصلي بغير وضوء ، فقف على وضوء ولدك وقل له نحن لا يمكن أن تقبل صلاتنا ونحن نتوضأ وضوء ناقصا، وتوضأ أمامه وقل له قلدني في الوضوء وقد سبق معنا الحديث عن الوضوء ، وكذلك أوضح له الأماكن التي لا بد من التأكيد عليها أثناء الوضوء مثل المرفقين من الخلف والكعبين من الخلف وجميع أجزاء الوجه وبين أصابع اليدين والرجلين ثم بالربط بين قدرة الله وعظمته وكرمه وهذا الوضوء الذي يمحوا الذنوب والسيئات إن أتقناه كما أن الوضوء ضروري للقاء الله ولا يمكن أن نلقاه بدون طهارة .
12- دائما أشعره بأن الله معه ويراه ويطلع عليه في كل مكان وأينما كان حتى يتقن الوضوء لرؤية الله له ويتقن الصلاة لرؤية الله له واطلاع الله عليه وقربه منه وعلمه سبحانه بضربات قلبه وحديث نفسه وحكة جلده وعدد أنفاسه.
13- قل له إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا أذن للصلاة لا يكلم أحد ولا يشغله شيء إلا هذه الصلاة ويهتم بوضوئه ويقول إن الذنوب تخرج من الأعضاء مع الماء أو مع آخر قطر الماء يعني أن الله يعلم قطرات الماء ،وقل له أن رسول الله كان يبكي في هذه الصلاة وهو يناجي ربه ويتقرب إليه وكأنه يراه .
14- قل له يابني إن الصحابة كانوا يبكون إذا دخلوا في الصلاة وكانت تصفر وجوههم خوفا مما هم قادمون عليه (أليسوا يخاطبون الله )
15- يا بني إن التابعين كانوا يبكون ويتأثرون للصلاة وبها ومن لم يتأثر لها وبها فكأنه لم يصلي .
16- يا بني حاتم الأصم كان إذا توضأ اصفر وجهه ويظهر عليه آثار الخوف والخشوع فسئل في ذلك فقال لإنني مقدم على الله بصلاتي ولا أدري أيقبلها أم يردها علي وكان يقول أنا لا أسهو في صلاتي ولا يذهب عقلي فيها فقيل له لماذا ؟فقال : إذا دخلت في الصلاة كأني أقف على الصراط والجنة عن يميني والنار عن شمالي وملك الموت من ورائي والجبار من فوقي والكعبة بين عيني ،،فأين يذهب عقلي .
17- يابني كان الرسول إذا دخل في الصلاة يقول في ركوعه خشع لك عظمي ولحمي وعصبي .
18- ويا بنيتي إذا دخلت في الصلاة فاستجمعي تفكيرك وتركيزك وعقلك وقلبك وتخلي عن كل المشغلات والمشكلات وتفكري فيما تقولين .
19- أخيرا يابني ويابنيتي من ترك الصلاة فقد خرج من حظيرة الإسلام وهذا الكلام أخي المربي وأختي المربية لا يقال للطفل أو الطفلة بل الترغيب الترغيب ثم التهيب في وقته كما سبق معنا عند التربية على الشجاعة .
هذا ما فتح الله به علي في الصلاة وكيفية تأصيلها في نفوس أبنائنا وبناتنا حتى تنتقل من العادة إلى العبادة الحية في النفوس ، الصلاة ذات الخشوع والخضوع الصلاة التي تنهى صاحبها عن المنكرات وتحض صاحبها على الطاعات والقربات وإليك هذا النشيد لطفلك عن الوضوء والصلاة :
بني توضأ .....بماء طهور
فماء الوضوء...لوجهك نور
إذا رضي الله....عن مسلم
أتاه الهناء....ونال السرور
بني توضأ .....وقم للصلاة
وصل لربك .....تبلغ رضاه
نشيد عن الصلاة
كلما نادى المنادي ....................هاتفا الله أكبر
خمس مرات نصلي ..................في خشوع وتفكر
في قيام وقعود.............. .......نبتغي عفو لاإله
وركوع وسجود.......................نسأل الله رضاه

محمد رافع 52 29-12-2010 01:17 AM

بناتنا والحجاب
سبحان الله العليم الحكيم ،والحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على خاتم النبيين سيدنا محمد،ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين وبعد.
فإن الحجاب هو أحد أهم القضايا الإسلامية...وعلى الرغم من ذلك فإن حاله بين المسلمين اليوم يدعو للحسرة ، والاستغاثة بمدبر الأمور؛ فقد بدأت نسبة لا بأس بها ممن يرتدين الحجاب في التراجع التدريجي عنه، ومسخه بشكل يُفقده الهدف منه ؛ولعل ذلك يرجع إلى أسباب عديدة، منها المشكلات النفسية الناتجة عن التفكك الأُسَري،أو انشغا ل الوالدين،أو ضعف الإيمان،أو قلة التوكل على الله عز وجل؛ ومنها الانقياد لشياطين الإنس والجن، أو الاكتفاء بالحجاب باعتباره غاية المنتهى في طاعة المرأة لربها...فإذا عُرف السبب بطُل العجب،وأصبح حل المشكلة أيسر.
أما الأجيال الجديدة القادمة، فيمكننا أن نتدارك أمرها بتعليمها حب الحجاب منذ الصغر،فتنشأ الفتاة وهي تحلم بيوم بلوغها سن التكليف لتتشرف بارتداء حجابها،إرضاءً لربها،واعتزازاً بعفتها وحيائها...فتصير لؤلؤة مكنونة وجوهرة مصونة كما أراد لها الله سبحانه!
وفيما يلي تحاول كاتبة هذه السطور بلوغ تلك الغاية السامية؛ فما جاء بها من صواب ، فهو من توفيق الله العليم الحكيم وفضله،وما كان من خطأ فمن نفسها والشيطان...وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
1- ما هو الحجاب؟
هو ما يحجب مفاتن المرأة وعوراتها،التي تتمثل في كل جسدها ما عدا الوجه والكفين...والدليل: حديث عائشة رضي الله عنها ,الذي قالت فيه إن أسماء بنت أبي بكر دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم , وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها و قال :" يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وأشار إلى وجهه وكفيه" (*)
وشروطه:
(ألا يصف(يكون فضفاضاً) ،
وألا يشِفّ(لا يُظهر ما وراءه) ،
وألا يلفت النظر(ألا يكون به من الحُلي والزينة - أو أن تكون ألوانه -مما يخطف البصر)،
وألا يكون معطَّرا،
وألا يشبه ملابس الرجال،
وألا يُقصد به الشهرة والتباهي به أمام الخلق،
فالمقصود من الأمر بالحجاب إنما هو ستر زينة المرأة ، فلا يعقل حينئذ أن يكون الحجاب نفسه زينة )(1) ولا يعقل أن تعتقد المرأة أن قدميها ليسا بعورة فتظهرهما ؛أو تحاول إخفائهما بجورب شفاف يزيدهما حُسنا‍!
2- لماذا الحجاب؟
أ-لأنه أمرٌ صريح من الله ورسوله، وقد أمر الله سبحانه النساء بالحجاب قائلاً:{ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا } [النور : 31]
وقال أيضاً: { وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى } [الأحزاب :33] وقال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ } [الأحزاب : 59].
أما أمر الرسول الكريم به فهو حديث عائشة المذكور سابقا.
ب- لأن الحجاب طاعة لله عز وجل وطاعة للرسول صلى الله عليه وسلم، والله تعالى يقول في كتابه العزيز:" وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قَضَى اللهُ ورسولهُ أمراً أن تكون لهُم الخِيرَةُ من أمرهم"(36-الأحزاب)
فهو بالتالي فرض على كل مسلمة بالغة كما جاء في القرآن والسنة ؛
ويكفي أن نعلم عن ثواب الطائعين لله ما جاء في القرآن الكريم:
"ومن يطع الله ورسوله يُدخله جناتٍ تجري من تحنها الأنهارُ خالدين فيها وذلك الفوزُُ العظيم"(النساء-13)؛
"ومَن يطِع اللهَ والرسولَ فأولئك مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا" (النساء-69)"؛
"ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون"((النور-52)"؛
"ومن يطع اللهَ ورسولَه فقد فاز فوزاً عظيماً"( الأحزاب-71)"؛
" ومن يُطِع اللهَ ورسولَه يُدخله جناتٍ تجري من تحتها الأنهار ؛ومن يتولَّ يعذبه عذاباً أليما"(الفتح-17)
ج - لأن الحجاب إيمان فالله سبحانه وتعالى لم يخاطب بالحجاب إلا المؤمنات فقال : { وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ } وقال أيضاً: { وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ}
د- لأنه يميز العفيفة عن غيرها، فتسلَم من المضايقات،وتعرُّض الفساق لها بالأذى ؛لقوله تعالى:"يا أيها النبي قُل لأزواجك وبناتك ونساءِ المؤمنين يُدنين عليهن من جلابيبهن، ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يُؤذَين ،وكان اللهُ غفوراً رحيماً} (الأحزاب/59).
هـ-لأن الحجاب حياء وستر ،والله حييٌ يحب الحياء ،سِتِّير يحب الستر قال صلى الله عليه وسلم في الحياء: " إن لكل دين خُلُقاً، وإن خلق الإسلام الحياء" موطَّأ مالك 949
وقال: " الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة" البخاري كتاب الأدب –باب 77
وقال: "الحياء خيرٌ كله" رواه مسلم
و-لأن جسد المرأ ة أمانة أعطاه الله تعالى إياها ؛ وما أحراها بأن تحافظ على هذه الأمانة،فلا إيمان لمن لا أمانة له.
ز- لأن الحجاب تكريم ، فلقد كرم الله سبحانه بني آدم على سائر المخلوقات بعدة أشياء منها ستر عوراته،حياً وميتاً؛ وحجاب المرأة ستر لعوراتها،فكيف تهين نفسها؟!!
ح-لأن الحجاب طهارة، والدليل قوله تعالى::{ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ } [الأحزاب : 53].
ولعله –سبحانه- وصف الحجاب بأنه طهارة لقلوب المؤمنين والمؤمنات لأن العين إذا لم تر لم يشتهِ القلب، ومن هنا كان القلب عند عدم الرؤية أطهر، وعدم الفتنة حينئذ أظهر لأن الحجاب يقطع أطماع مرضى القلوب:{ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ } [الأحزاب: 32].
قال تعالى: { يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ } [ الأعراف : 26])(2)
ط-لأن الحجاب غيرة (فهو يتناسب مع الغيرة التي جُبل عليها الرجل السوي الذي يأنف أن تمتد النظرات الخائنة إلى زوجته وبناته ، وكم من حرب نشبت في الجاهلية والإسلام غيرة على النساء وحمية لحرمتهن، قال علي رضي الله عنه: "بلغني أن نساءكم يزاحمن العلوج –أي الرجال الكفار من العجم – في الأسواق ألا تغارون؟ إنه لا خير فيمن لا يغار")(3)
(ولعل فيما حدث عند مقتل عثمان بن عفان - رضي الله عنه- عبرة،وعظة لكل ولي أمر من المسلمين،فقد حاولت زوجته "نائلة" أن تدفع عنه الثوار بخلع خمارها،لعلهم إن رأوها استحوا وانصرفوا،ولكن عثمان أبَى وقال:" والله لإن أُقطَّع تقطيعاً أحبَّ إلي من أن يرى رجل منك خصلة شعر واحدة"!!!(4)

3- ما هو حب الحجاب؟
هو أن تشعر المرأة بأن الحجاب جزء من جسدها ،وأنه سترها، و أداة حيائها وعنوان عفتها،وطريقها لحب الله تعالى لها، وسُلََّمها إلى الجنة.

4- لماذا نسعى لترغيب بناتنا –منذ الصغر-في الحجاب؟
أ-لأن الآباء والأمهات أو المربين سوف يقفون بين يدي الله تعالى ويسألهم عن بناتهم كيف ربينهم ولماذا لم يأمروهن بطاعة الله،يقول صلى الله عليه وسلم:" كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته" هذا بشكل عام،أما بالنسبة للرجال من أولي الأمر كالزوج والأب والأخ فإذا لم يأمر نساءه بالحجاب ويرغبهن فيه أصبح ديوثا(أي لا يغار على حرمة نساءه)،والديوث لا يدخل الجنة.
ب- (لأن الإسلام يأمر بتدريب الصغار على العبادة قبل التكليف بها أي قبل بلوغهم؛فالصلاة مثلاً فرض عين على كل مسلم ومسلمة ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا بأن ندربهم عليها منذ السابعة،ونضربهم عليها في العاشرة،وذلك قبل بلوغهم سن التكليف؛وقد اختص الرسول صلى الله عليه وسلم الصلاة من بين العبادات لكونها عماد الدين )(5)
والحجاب-كالصلاة- فريضة على المسلمة ،بأمر صريح من الله ورسوله كما تقدم .
ت-لأننا( لو أطلقنا لهن الحرية منذ الصغر في ارتداء ما يشئن- تقليداً لغيرهن من غير الملتزمات- دون حزم أو توجيه، فسوف يعتدن هذا، ثم يفاجأن - حين يصلن لسن التكليف- بمن يأمرهن بالحجاب ،فتكون كالصدمة بالنسبة لهن،مما يؤدي لصعوبة الأمر عليهن وعدم قدرتهن على تنفيذ هذا الأمر؛بينما لو علمنهاهن حبّ الحجاب والاقتناع به منذ الصغر لطلبن ارتداءه من تلقاء أنفسهن ، قبل أن يؤمرن بارتدائه)(6)
ج-لأنهن لو لم يُحببنه ويقتنعن به منذ الصغر؛ فقد يرتدينه بالإكراه خوفاً من أولي الأمر، مما يؤدي إلى تحايلهن-بعيداً عن أعين أولي الأمر - بشتى الطرق لمسخه وإخراجه عن وظيفته -كما حدث حين انقسمت المحجبات إلى فئات- أو حتى خلعه،وهذا يتنافى مع ديننا السمح، لأن الله تعالى يقول:" لا إكراهَ في الدين"،كما أن هذا يتنافى مع تعليمهن تقوى الله في السر والعلانية.

محمد رافع 52 29-12-2010 01:21 AM

كيف ندرب يناتنا على حب الحجاب؟
قبل الزواج:
إن أولى وأهم الخطوات هي التي يقوم بها الرجل حين يختار لبناته أُمَّاً ذات خُلق ودين تكون قدوة متحركة ؛ فإذا تربت البنت في أحضان هذه الأم كان الحجاب أمرا ًبديهيا بالنسبة لها ،وقضية لا جدال فيها،وأمنية غالية ترنو لتحقيقها.

بعد الزواج
على الوالدين أن يبنيا بيتهما على أساس من الود، والاحترام، والتفاهم حتى ينشأ الأبناء فى جو هادىء مستقر؛مما يبعدهم عن المشكلات النفسية التي تؤدي بهم إلى التنفيس عما يحسون به ،بالتمرد والعصيان ومخالفة الأهل.
كما ينبغي أن لا يتوقف الوالدين عن الدعاء لله تعالى بأن يهبهم ذرية صالحة،وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك في عدة مواضع منها:" ربِِّّ هَب لي من لدنك ذريةً طيبة إنك سميعُ الدعاء،وفي موضع آخر:" ربنا هب لنا من أزواجنا و ذرياتنا قرة أعين"ولعل هذا الأمر ضروري لأن الشيطان أقسم قائلاً:" لأحتنكنَّ ذريته إلا قليلا "(الإسراء -62)
مرحلة الأجنة:
إن تقرُّب الأم الحامل إلى الله تعالى بالطاعات المختلفة من شانه أن يشيع في نفسها السكينة والاطمئنان... هذه المشاعر تنتقل بقدرته- سبحانه- إلى طفلتها التي تصبح مهيئة للطاعة حين تنمو وتكبر.
بعد الوضع،وحتى سنتين:
من البداية ،ينبغي أن تحرص الأم على تعليم ابنتها الحياء لأنه أساس الحجاب،ولأنه –كما قال صلى الله عليه وسلم-" خيرٌ كله" فتح الباري بشرح صحيح البخاري- كتاب الإيمان- باب 3
وكما قال :" لا يأتي إلا بخير" فتح الباري بشرح صحيح البخاري-كتاب الأدب – باب 77
فلا تغيِّر الأم حفاضات طفلتها أمام أحد،أما حين يبدأ تدريبها على ضبط الإخراج فتعلمها -بلطف ومزاح- أن تغطي عوراتها ؛وأن لا تخلع ثيابها أمام أحد،ولا تظن الأم أنها صغيرة ،فالطفل يعي ويدرك ولكنه لا يستطيع التعبير،وكلما بدأت معها الأم مبكرة بهذا الأمر كان أفضل.

بعد ذلك يأتي دور القدوة حيث يكون الطفل متلهفا لاستكشاف العالم من حوله، فحين ترى الطفلة أمها تجري إلى غرفتها لارتداء حجابها لأن شخصا ًمن غير المحارم جاء فجأة لزيارتهم،وحين تلحظها لا تطل من النافذة أو تفتح باب الدار إلا بعد ارتداء الحجاب ،وحين تتأملها وهي تربط حجابها بإحكام وإتقان- وهي تستعد للخروج - خوفا من أن يظهر منها شيء،وحين تعلم أن أمها لا تتعطر إلا في بيتها ،وأمام المحارم فقط ؛ ستتلهف تلقائياً لتقليد أمها وتحاول أن تقف أمام المرآة لتجرب أغطية الرأس ،وعندها يجب أن تنتهز الأم هذه الفرصة وتقول لها:
" ما أجملك بالحجاب يا ابنتي،إنه يضفي عليك نوراً؛هل تعلمي أنك حين تكبرين سأشتري لك العديد من أغطية الرأس الملونة الجميلة لتكوني مثل أمك مسلمة طائعة؟ "
كما أنها إذا رأت أمها تغض البصر عن المحارم،أو عن منظر مُخل بالأدب في أي مكان ؛وتستأذن قبل الدخول حتى على أولادها ؛فإن ذلك يكون أمراً طبيعياً بالنسبة للطفلة،مما ييسر عليها الاستجابة حين توجهها الأم لذلك فيما بعد.

من ثلاث إلى خمس سنوات:
في هذا العمر يكون تقليد الكبار من الأمور المفضلة لدى الطفل،لذا فان عمل طرحة صغيرة مزركشة بلون تفضِّله الطفلة وتختاره بنفسها؛ لترتديها حين تصحب والدتها إلى المسجد للصلاة أو حضور درس،أو حين تريد تقليد أمها فتصلي معها أو بمفردها، يكون بمثابة تمهيد لحب ارتداءه فيما بعد؛كما أن هذا يعين الإبنة أن تصبح عوناً لأمها،فإذا رأت بعضاً من شعر الأم يظهر دون أن تدري سارعت بتنبيهها،وإن جاءهم شخص من غير المحارم فجأة؛ سارعت بإخبار أمها لكي تستتر،أو أحضرت إليها ملابس الصلاة ...و هكذا.
وفي هذا العمر أيضاً تكون الطفلة –في الغالب- قد تعلمت ضبط الإخراج،لذا يجب أن تعلم أن لها خصوصيات، فلا تقضي حاجتها إلا بعد إغلاق دورة المياه بإحكام ؛ولا تغير ملابسها إلا في مكان مغلق.
وينبغي أن تعرف أن بعض الناس لا يفعلون ذلك لأن أحداً لم يخبرهم أو لأنهم ليسوا مهذبين مثلنا؛ فإذا رأت أحداً يكشف عورته ،فيجب أن تغض بصرها على الفور.
كما نعلمها حدود التعامل مع الغلمان والرجال من الجيران والأقارب،وحتى والدها وإخوتها؛ فتسود علاقتها بهم الود الاحترام ،دون تبسط في التعامل.
وفي هذا العمر يمكن أن نحفِّّظها ما تيسر من القرآن الكريم؛ مما يلين قلبها ويهيء روحها لطاعة الله تعالى ،مع الشرح الوافي للآيات الكريمة على قدر مستوى فهم الطفلة. ومن المفيد أن توالي حفظ القرآن في دار تجمعها بصحبة صالحة من الفتيات المقبلات على طاعة الله،وتحفُّها بالعديد من المعلمات اللاتي يمثِّلن القدوة الصالحة لها بالإضافة إلى الأم؛ مع ضرورة متابعة الأم لما تتلقاه الطفلة في هذه الدار لتتأكد أنهم ليسوا من المتشددين أو المبتدعين.هذا بالإضافة إلى( الحرص على أن يكون لها مصحفاً خاصاً بها-مع تعليمها آداب التعامل معه- و إعانتها ببعض الأشرطة المعلِّمة التي تترك مساحة من الوقت لتردد وراء المقرىء (**) فإن هذا يعوِّدها القرب من القرآن،والأُنس به،والإقبال عليه؛فإذا ارتبط قلبها بالقرآن فإنها لن تعرف مبدأ تعتقده سوى مبادىء القرآن،ولا تعرف تشريعاً تستقي منه سوى تشريع القرآن،ولا تعرف بلسماً لروحها،وشفاءً لنفسها سوى الخشوع بآيات القرآن،وعندئذٍ نصل بها إلى الغاية المرجوة في تكوينها الروحي وإعدادها الإيماني والخُلُقي)(7)
هذا بالإضافة إلى تحفيظها ما تيسر من الحديث النبوي الصحيح ليكون ذخراً لها في حياتها المقبلة،بالإضافة إلى القرآن الكريم.

ونعود للحجاب ،فتنصح كاتبة هذه السطور بأن تقوم الأم بتفصيل ملابس الحجاب للدمية المفضلة لدى ابنتها، تكون ذات ألوان زاهية مزركشة تنتقيها الطفلة،وتقوم بتغييرها للدمية بنفسها ...ومن المفيد أن تشاركها الأم في اللعب بها وانتقاء غطاء الرأس المناسب للون الجلباب الذي ترتديه الدمية،و في تلك الأثناء تتحدث الأم إلى الدمية قائلة-مثلاً- " كم هو الحجاب جميل عليك ! أرجو أن تكوني معنا في الجنة إن شاء الله ،لأنك تطيعي ربك وتحبي حجابك،فالجنة مليئة بالأشياء الجميلة ومها اللُعَب"...فمن خلال اللعب يمكن أن يتعلم الطفل أكثر وبشكل أيسر مما يتعلمه بالتلقين أو الكلام المباشر.

من ست إلى ثماني سنوات:
في هذه المرحلة –مع استمرار حفظ وفهم القرآن-نستكمل تعليمها الحياء؛فنعلمها (الاستئذان قبل الدخول على الوالدين –كما جاء في سورة النور- وقبل دخول أي مكان حتى ولو على إخوتها.
وأن يكون صوتها خفيضاً-خاصة أمام غير المحارم- فلا ترفعه بالضحك أو حتى عند الغضب؛وألا تمشي وسط الطريق؛ وإنما عن يمينه أو يساره )(8)
وأن تتعلم حدود عورتها أمام غير المحارم،وأمام نساء المسلمين،والنساء من غير المسلمين.

ولعل بعض الأمهات يخطئن بشرا ء الملابس الخليعة لبناتهن- ومنها لباس البحر المبالغ في تبرجه- بحجة أنهن لا يزلن صغيرات،ولكن المشكلة أن في ذلك تشبُّه بالكافرات، كما أن الحياء لا يتجزأ ولا يرتبط بمكان ؛بالإضافة إلى أن البنات يتعودن على مثل هذه الثياب ،حتى يُفاجأن بأمرهن بالحجاب عند سن التكليف،فتكون أشبه بالصدمة بالنسبة لهن، لذا يجب التدرج في تعليمهن الحجاب بشراء الملابس المعتدلة ليكون الحجاب سهلاً فيما بعد إن شاء الله.
كما يجب أن يتعلمن الحياء أمام النفس، من خلال تعليمهن احترام الذات،(وذلك بإظهار احترامنا لهن في شتى تصرفاتنا وتعاملاتنا معهن، فإن ذلك يجعلهن حريصات على بذل مجهود أكبر للسمو بسلوكياتهن ليظللن دائما ًمحل تقدير واحترام من الوالدين)(9)؛فيترتب على ذلك ألا تقبل الفتاة أن ترى نفسها في وضع مخل بالأدب أو الشرف !

من تسع سنوات إلى إحدى عشر عاماً:
في هذه المرحلة ( يرقى فكر الطفلة وتتنوع خبراتها،وتتسع مداركها ،وتنمو قدراتها على التأمل والتخيل،وتتحول إلى طاقة إيمانية مستعدة لتقبل أوامر ربها،وتنفيذها أكثر من أي مرحلة أخرى في حياتها الماضية والمستقبلة،فتتجه بتفكيرها نحو الخالق ، مدركة جوانب التنزيه والوحدانية،والقدرة لديه ومتقبلة لهذه الصفات تقبلا نفسيا تشعر معه بالراحة والرضا،وتصبح قادرة على تصور العظمة الإلهية ؛ فإذا وُجِّهت الطفلة الوجهة السليمة نحو الإيمان والخير،إندفعت إليهما في تعلُّق وشوق. لذا فإن دور الوالدين في هذه الفترة أن يستغلا هذا التطور الإيماني في نفسها، وان يعملا على تقوية عقيدتها بالله التي سترى فيها خير عون لها على تقبُّل ما تتعرض له من آلام الواقع،و صراعات الحياة،والتي سوف تمسح عنها الكثير من صنوف الحرمان والوهم والخوف،وتعمل على تقوية شخصيتها واستعدادها لتكون عوناً لغيرها،وذلك من خلال التركيز على جوانب العقيدة المؤثرة في روحها،ومن أهم تلك الجوانب:
تعليمها صفات الله تعلى التي تربي فيها أن الله تعالى يحب المتقين ،وأنه قريب منها يراها، ويرعاها أينما كانت كما جاء في القرآن الكريم: " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب"(سورة البقرة-186) ،و"وهو معكم أينما كُنتم"الحديد -4،وإن الله لا يخفى عليه شيءٌ في الأرضِ ولا في السماء"آل عمران-5 )(10)
، فإن هذا يُعلِّمها مرتبة أرقى من مراتب الحياء (وهو الحياء من الله عز َّ وجل أن يراها على غير ما يحب ويرضى )(11)
(دعوتها إلى التعمق في إيمانها بالله تعالى والاطمئنان إلى عظمته وقدرته؛من خلال النظر والتأمل والتفكر في خلقه،فالكون آية الله الكبرى،ومعرض قدرته المعجزة التي تبهر العقول؛ولكن الإلف والعادة يفسدان روعة التطلع في آيات الكون و الإحساس به ؛فتتبلد الحواس لما ترى وتسمع. لذا فقد حث القرآن في الكثير من آياته على هذا،ومنها:" قُل انظروا ماذا في السماواتِ والأرض وما تُغني الآياتُ والنُذُرُ عن قومٍ لا يؤمنون"(يونس- 101) ،و"الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماواتِ والأرض،ربنا ما خلقتَ هذا باطلاً سبحانك،فقنا عذاب النار" آل عمران-191
دعوتها للإيمان بالحياة الآخرة،والتأكيد على أن السعادة الحقة لا تكون إلا في الجنة،وأن الجنة أعدت للمتقين الذين يسيرون في طريق الله ورسوله، يقول الله تعالى في الحديث القدسي: أعددتُ لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر" رواه البخاري،ومسلم
ويقول في القرآن الكريم:" فلا تعلم نفسٌ ما أُُخفي لهم من قُرةِ أعين"( السجدة-17 )
تربيتها على الاستسلام لله تعالى وطاعة رسوله،فكثيرا ما تسأل الطفلة عن سبب فعل أشياء معينة،لأنها لم تستطع إدراكه،ومن المفيد أن نجيبها على قدر عقلها،أما الأمور التي تتعلق بالدين،فيجب أن تعرف أن الإسلام مشتق من الاستسلام لله ،وتسليم الأمر له مع بذل الجهد،وأنه ليس لها أن تقيس الدين برأيها وعقلها،لأن العقل له حد ينتهي عنده،وكثيرا ما تخطىء العقول،وتعجز عن تفسير جميع أمور الدين،فالمسلم الحقيقي هو الذي ينفذ أوامر الله-مادام قد ارتضاه ربا-دون أن يعرف الأسباب التي خفيت عليه.
إعلامها أن الأنثى كالذكر،كلاهما عبدٌ لله،خلقهما لعبادته، يقول تعالى:" من عمِل صالحاً من ذكرٍ أو أُنثى وهو مؤمن فلَنُحيينَّه حياة طيبة" النحل-97كما نقرأ عليها الآية 35 من سورة الأحزاب،ونوضح لها أن الأنثى مخاطَبة في القرآن بقوله تعالى:" يا أيها الناس" ،وكذلك بقوله:" يا أيها الذين آمنوا" وبالخطاب الذي قد يبدو ظاهره أنه للذكر،مثل:" وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أُعدت للمتقين"(آل عمران 133 ) ومما يعينها على الاستسلام لله وطاعة رسوله أن نقص عليها من القصص ما يعزز ذلك،مثل قصة هاجر عليا السلام حين تركها إبراهيم عليه السلام ووليدها في الصحراء،وقبلت ذلك حين علمت أنه أمر من الله وقالت،"إذن لا يضيِّعنا"،وقصة النساء المهاجرين الأوَل الذين قالت عنهم عائشة رضي الله عنها:"يرحم الله النساء المهاجرات الأوَل ،لما أنزل الله " وليضربن بخُُمُُرهن على جيوبهن"(النور-31 شققن مُروطهن<ستائرهن> فاختمَرن بها" [أخرجه البخاري] أي لم ينتظرن حتى تحصل كل منهن على خمار وإنما نفذن أمر الله بما تيسر لهن.
غرس الاعتزاز بالانتماء إلى الإسلام في نفسها ،فالكثير من أبناء الإسلام يتقدم بهم العمر دون أن يعرفوا غايتهم أو هدفهم من الحياة،لذا ينبغي أن تعرف منذ طفولتها أن الإسلام نعمة عظيمة اصطفاها الله بها وأنها تنتسب إلى أمة موصولة بالله ، تسير على نهجه،وتملك ما لا تملكه سائر البشرية وهو كتاب الله،وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم،لذا فيجب أن تكون متميزة عن غير المسلمات في مظهرها ومخبرها،وغاياتها وآمالها،وأن تتأسى بأمهات المؤمنين،والصالحات القانتات كمريم عليها السلام،وامرأة فرعون،والصحابيات رضوان الله تعالى عليهن.وأن تعلم أن هذا الدين أمانة وأن عليها أن تحمل رايته بالتزامها الديني والخُلقي ؛و أن يكون هدفها من التعلم أن ترضي الله عز وجل بأن تعلم غيرها ،أو تنفع أخواتها المسلمات بأن تتعلم الطب أو التدريس،وأن تنصح لله ورسوله أينما كانت) (12) ومن المفيد في هذه المرحلة أن تشجعها الأم على تلاوة سورة "النور" مرة كل أسبوع،ففي ذلك تذكرة وتثبيت لها على الخير إن شاء الله.

ولعل من أخطاء الأمهات أيضاً ألا ترى الأم في ابنتها سوى عروس المستقبل ،وتظل تحلم بيوم زفافها،وتتحدث أمامها عن ذلك،بل وأحياناً حين تطلب البنت شيئاً يكون الرد:" عندما تتزوجين"!!! فيصبح هذا الموضوع هو الشغل الشاغل للبنت، فتعمد إلى المبالغة في إظهار زينتها سعياً لتحقيق حلم الأم الذي أصبح -مع مرور الوقت وإلحاح الأم - حلمها ؛ولعل الحل لهذه المشكلة هو الامتثال لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم:" طلب العلم فريضة على كل مسلم و مسلمة" فالعلم الشرعي والعلم الدنيوي مفروض علينا لكي نكون مسلمين أقوياء؛ولعل الوقت المناسب له هو الطفولة المبكرة ..حين يكون كالنقش على الحجر؛ هذا بالإضافة إلى تنمية ما حباها الله تعالى به من مواهب طبيعية، كالقدرة على تعلم اللغات ،أو الحاسب الآلي ،أو الخطابة ،أو الكتابة الأدبية ،أو ممارسة الرياضة-في حدود الشرع-،أو التمريض،أو الزراعة،أو الرسم -في حدود الشرع أيضاً-أو التطريز، أو الأشغال الفنية،أو التفصيل والحياكة،أو الغزل،أو فنون السجاد اليدوي،أو الطهي أو تصنيع المواد الغذائية،أو تربية الطيور والحيوانات ...إلى آخر ما يمكن أن يمتعها، و يصقل مواهبها، ويشغل عقلها ووقتها بما يفيدها في دينها ودنياها...حتى يأتي الزوج المنتظر،أو لا يأتي؛فهو أمر بيد الله وحده؛ ولا ينبغي أن تنشغل الفتاة العفيفة به أكثر مما ينبغي ؛والدليل قول الله تعالى:" و ليستعفِف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يُغنيهم اللهُ من فضلِه"(النور-33) .
كما يجب أن تعرف البنت أن قيمتها الحقيقية في عقلها وأدبها وحياءها،فهذه الأشياء تنمو مع الزمن،بينما يتناقص الجمال الحسي مع الزمن ،حتى يزول.
ومن المهم في هذه المرحلة –التي تسبق سن التكليف بالحجاب - أن نحكي لهن عن نماذج للعفيفات من السلف الصالح ، مثل:
عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها التي قالت بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر:"كنت أخلع ثيابي في حجرتي ولم أكن أتحرج،أقول : زوجي وأبي،فلما دُفن عمر رضي الله عنه ،كنت أشد عليِّ ثيابي حياءً من عمر"!!!
فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم التي لم تعجبها طريقة وضع الثياب على المرأة وهي ميتة خوفا من أن تصفها،(فقالت لأسماء بنت أبي بكر:" يا أسماء إني قد استقبحت ما يُصنع بالنساء أن يُطرح على المرأة الثوب فيصفها،فقالت أسماء:" با ابنة رسول الله ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة؟ فدعت بجرائد رطبة فحَنَتها ثم طرحت عليها ثوباً،فقالت فاطمة: ما أحسن هذا وأجمله تُعرف به المرأة من الرجل،فإذا أنا مِتُّ فغسِّليني أنت وعلي،ولا يدخل عليَّ أحد،فلما توفيت رضي الله عنها غسَّلها علي وأسماء.)(13))


محمد رافع 52 29-12-2010 01:24 AM

إمرأة من أهل الجنة حدَّث عنها عطاء بن أبي رباح حين جاءت المرأة فقال لابن عباس:" ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ فقال بلى،فقال هذه المرأة السوداء جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم،فقالت" إني أُصرع وإني أتكشَّف،فادعُ الله لي،فقال إن شئتِ دعوت لك وإن شئت صبرت ولك الجنة،فقالت:" أصبر:،قالت إني أتكشف فادع الله لي ألا أتكشف؛فدعا لها "!!! رواه البخاري ومسلم

الفتاة التي سقى لها ولأختها موسى عليه السلام،و قال عنها القرآن الكريم أنها جاءته(" تمشي على استحياءٍ ،قالت إن أبي يدعوك ليجزيَك أجرَ ما سقيتَ لنا" فكانت تمشي على استحياء وتتحدث على استحياء...فلم تتكلم معه إلا بالضروي من الكلام وهو أن أبيها يدعوه،ثم مشت خلفه حتى وصلا إلى أبيها)(حلقة الحب ،من سلسلة حلقات كلام من القلب للأستاذ عمرو خالد)
"مريم" ابنة عمران التي قال عنها القرآن الكريم أنها: " أحصنت فرجها"،ولما ظهر لها جبريل عليه السلام في صورة رجل،قالت له:" إني اعوذ بالرحمن منك إن كنتَ تقيا"

و بالإضافة إلى ما سبق،يمكننا أن نطلق العنان لأحلامها بذلك اليوم الذي ستحتفل فيه الأسرة والأصدقاء والأقارب بارتدائها الحجاب،فتقيم حفل حجاب"فلانة" !! ويا حبذا لو كانت هناك صديقة لها أو قريبة تحتفل بحجابها أيضاً في نفس الوقت؛ فيكون الحفل لاثنتين أو أكثر؛ فتكون البهجة أكبر!

مرحلة إلثانية عشر حتى السادسة عشر
في هذه المرحلة تكون ابنتك قد بلغت سن التكليف أو قد لا تكون ،فإذا بلغته فعليك أن تخبريها- بلطف -أن موعد إقامة حفل حجابها قد حان، فإن استجابت عن طيب خاطر،فبها ونعمت؛وإن لم تستجب،فإليك ما نصحت به الأستاذة نيفين السوبفي(14) لمعالجة هذا الأمر،تقول:
" قد يبدو ما سأقوله محبطًا، ولكنها الحقيقة التي يجب أن نتفهَّمها حتى نستطيع التعامل معها، فما تمر به ابنتك وما تجدينه من صعوبة في إقناعها أمر طبيعي جدًّا، خاصة في مرحلة المراهقة التي تتسم بالعند والرفض، والرغبة في إثبات الذات- حتى لو كان ذلك بالمخالفة لمجرد المخالفة- وتضخم الكرامة العمياء التي قد تدفع المراهق رغم إيمانه بفداحة ما يصنعه إلى الاستمرار فيه، إذا شعر أن توقفه عن فعله سيشوبه شائبة أو شبهة من أن يشار إلى أن قراره بالتوقف عن الخطأ ليس نابعًا من ذاته وإنما بتأثير أحد من قريب أو بعيد.

أختي الحبيبة، لن أطيل عليك، وسأبدأ معك في عرض اقتراحاتي لحل المشكلة، وأرجو منك أن تتفهميها وتسمعيني فيها إلى آخر الحديث:
دعيني أوضح لك شيئًا هامًّا، وهو أن أسلوب الدفع في توجيه البنت وتعديل سلوكها، لن يؤدي إلا إلى الرفض والبعد، فكما يقولون: "إن لكل فعل رد فعل مساوٍ له في القوة ومضاد له في الاتجاه".

سأقترح عليك برنامجًا قد يستغرق منك 3 أشهر، وربما أقل أو أكثر حسب توفيق الله وقدره وتنظيمه، كالتالي:

المرحلة الأولى: وستستغرق منك 3 أسابيع إلى شهر:
قومي فيها بالتوقف عن الحديث في هذا الموضوع" الحجاب" تمامًا، ولا تتحدثي فيه من قريب ولا بعيد، ولو حتى بتلميح مهما بعد. أعلم ما قد تبدينه من استغراب قد يصل إلى الاستنكار، ولكن الأمر بالضبط كالدواء الذي يكتبه لنا الطبيب و نأخذه رغم عدم درايتنا الكاملة بمكوناته و تأثيراته و لكننا تعلمنا من الرسول صلى الله عليه و سلم أن لكل داء دواء لتمرد المراهقة و هو الداء الذي يصيب أغلبية الشباب كما يصيب البرد أغلبية الأطفال في الشتاء.

تذكري أننا نربِّي ضميرًا ونعالج موضوعًا إذا لم يُعالج في هذه المرحلة فالله سبحانه وحده الذي يعلم إلى أين سينتهي،فلا مناص من الصبر و حسن التوكل على الله و جميل الثقة به سبحانه.

و نعود مرة أخرى إلى العلاج ألا و هو التوقف لمدة لا تقل عن ثلاثة أسابيع عن الخوض في موضوع الحجاب ،والهدف من توقفك عن الحديث في هذا الأمر هو نسيان ابنتك له، حتى تفصل بين الحديث في هذا الأمر وبين علاقتك بها، لنصل بهذه العلاقة إلى مرحلة تشعر فيها البنت بالراحة، وكأنه ليس هناك أي موضوع خلافي بينكما، فتستعيد الثقة في علاقتك بها، وأنك تحبينها لشخصها، وأن الرفض هو للفعال السيئة وليس لشخصها.

فالتوتر الحاصل في علاقتكما الآن بسبب اختلافكما أحاطك بسياج شائك يؤذيها كلما حاولت الاقتراب منك أو حاولت أنت الاقتراب منها بنصحها حتى أصبحت تحس بأنها تصاب بالأذى النفسي كلما حاولت الكلام معك، وما نريد فعله في هذه المرحلة هو محاولة نزع هذا السياج الشائك الذي أصبح يفصل بينكما.

المرحلة الثانية: مرحلة الفعل الصامت من ثلاثة أسابيع إلى شهر:
في هذه المرحلة لن توجهي إليها أي نوع من أنواع الكلام، وإنما ستقومين بمجموعة من الأفعال المقصودة، فمثلا قومي بدعوتها- بشكل متقطع على فترات؛ حتى يبدو الأمر طبيعيًّا وتلقائيًّا- للخروج معك، ومشاركتك حضور أحد الدروس بدعوى أنك تريدين مجرد صحبتها وليس دعوتها لحضور الدرس، بقولك: حبيبتي أنا متعبة وأشعر بشيء من الكسل، ولكني أريد الذهاب لحضور هذا الدرس، تعالَي معي، أريد أن أستعين بك وأستند عليك.. فإذا رفضت لا تعلقي ولا تعيدي عليها الطلب، وأعيدي المحاولة في مرة ثانية؛فإذا حضرته معك إسأليها عن رأيها ودعيها تعبر عن رأيها بحرية ،وبإنصات منك جيد، واتركيها حتى تبدأ هي بالسؤال عن الدين وعن أموره.

ويتوازى مع هذا الأمر أن تشاركيها في كل ما تصنعينه في أمور التزامك في أول الأمر من خلال طلب رأيها ومشورتها، وكأن هدفك- بل هو في الحقيقة ما يجب- تقريب العلاقة وتحقيق الاندماج بينكما.. بمنتهى الحب والتفاهم تقولين لها: "حبيبتي تعالَي سمِّعي لي القرآن الكريم الذي حفظته"، أو: "حبيبتي ما رأيك في هذا الحجاب الجديد"، "ما رأيك في هذه الربطة"… كل هذا وأنت تقفين أمام المرآة، تستعدين للخروج مثلاً ... وهكذا بدون قصد أوصليها بالطاعات التي تفعلينها أنت.

اتركيها تتحدث عن نفسها، وعن رأيها في الدروس التي تحكين لها عنها بكل حرية
وأود أن أوجِّه نظرك إلى أمور مهمة جدًّا:

- يجب ألا تتعجلي الدخول في مرحلة دون نجاح المرحلة السابقة عليها تمامًا، فالهدف الأساسي من كل هذا هو نزع فتيل التوتر الحاصل في علاقتكما، وإعادة وصل الصلة التي انقطعت بينها وبين أمور الدين؛فهذا الأمر تماما كالمضاد الحيوية يجب أن تأخذ رجعته بانتظام و حتى نهايتها،فإذا تعجلت الأمر و أصدرت لها و لو أمرًا واحدًا خلال الثلاثة أسابيع فتوقفي و ابدئي العلاج من البداية.

- لا تتحدثي في موضوع الحجاب أبدًا، أبدًا في هذا الوقت؛ فهو أمر يجب أن تصل إليه عن قناعة تامة، وإذا نجحتِ في كل ما سبق- وستنجحين بإذن الله، فأنت قد ربيتِ نبتة طيبة حسب ما تذكرين أنك ملتزمة وأن أباها على خُلُق- فسيأتي اليوم الذي تطلب منك هي شخصيًّا أن ترتدي الحجاب، بل قد يأتي اليوم الذي تشتكين فيه من سفر أغطية رأسك وحجابك وهجرتها إلى دولابها الخاص.

- لا تعلِّقي على ملابسها، إلا في أضيق الحدود، وتجاوزي عن بعض التجاوز فيه مثل الألوان التي لا تعجبك.

- اقصري الاعتراض واستخدام سلطتك في المنع على الأخطاء التي لا يمكن التجاوز عنها، مثل: لو أرادت الخروج مع صحبة غير مؤتمنة، أو أي شيء فيه انتهاك شرعي صريح،قد تعترضين و تقولين :"أليس عدم لبس الحجاب بعد البلوغ تجاوز شرعي؟"لا يُخالفك أحد في هذا الأمر و لكن هذا الموضوع نحن بصدد علاجه بصورة جذرية حتى نصل إلى تشكيل قناعة داخلية لا تجعل من موضوع الحجاب و الطاعة بصفة عامة رد فعل لأوامر الأهل.

- استعيني بالله ولا تحزني، وادعي دائمًا لها، ولا تدعي أبدًا عليها، وتذكري أن الأمر قد يحتاج إلى وقت، لكنه سينتهي بسلام إن شاء الله، فالأبناء في هذه السن ينسون ويتغيرون بسرعة، خاصة إذا تفهمنا طبيعة المرحلة التي يمرون بها وتعاملنا معها بمنتهى الهدوء والتقبل وسعة الصدر والحب)إنتهى حديث الأستاذة" نيفين" جزاها الله تعالى خيرا ؛وتضيف كاتبة هذه السطور أن الأم من حقها أن تحزن وتستاء إن لم تستجب إبنتها ،فهي تخاف عليها من غضب الله وعقابه ،ولكن هذا لا يبرر أن تثور عليها؛ أو تعيِّرها بعدم حجابها،وإنما الأجدى لهدايتها إن شاء الله أن تبلغها أنها مستاءة من عدم حجابها وليس منها هي !! وأنها تحبها -فهي مهجة قلبها- و تتمنى لها الخير في الدنيا والآخرة ...إلا أن عدم حجابها يقلق الأم ويزعجها...وذلك حتى لا تتأثر علاقة الأم بابنتها وتضيع جسور الاتصال التي تعبت في بناءها في الفترة السابقة،فتصبح الإبنة مستعدة لتلقي المزيد من النصح والإرشاد،إذا ما وجهتهم الأم بذكاء ودون ضغط.
وما أجمل أن تطلبي أيتها الأم منها مشاركتك في اختيار و شراء الهدايا لتهنئة من ارتدين الحجاب من أقاربكم وجيرانكم وأصدقائكم، لعلها تغار !! بل دعيها تسمعك وأنت تهنئينهن برضوان الله، وتوبته عليهن، وإبداله سيئاتهن حسنات إن هن أَتبعن الحجاب بأعمال صالحة،وبالجنة حيث النعيم المقيم،وحيث تكون المرأة المؤمنة أجمل وأرفع مكانة من الحور العين!!

مرحلة السابعة عشرة وما بعدها:
أيتها الأم المؤمنة الصابرة :بارك الله في جهدك وأثابك عليه خير الثواب،وأقر عينك بطاعة ابنتك...ولكن إن لم يمنَّ الله عليها بالحجاب حتى هذه المرحلة،فلا تقنطي من رحمة الله،واعلمي أن لحظة التوبة في علم الله ،قد تكون قريبة أو بعيدة،المهم ألا تتوقفي عن محاولاتك....وفي هذه الحالة يمكنك أن تتبعي معها أسلوب الحوار الهادىء الهادف،وأن تتركي لها حرية الإجابة على الأسئلة التالية:
هل تحبين يا ابنتي أن تأخذي سيئة بكل شعرة ظهرت منك لغير المحارم ؟
تذكري أنك كلما خرجت من بيتك سافرة حصلت على سيئات بعدد من رآك من غير المحارم،فهل حسناتك تعادل هذا الكم من السيئات؟!
هل تبيعين دنياك الفانية بالآخرة الباقية؟
"إن من آثر دنياه على آخرته خسرهما معا،ومن آثر آخرته على دنياه ربحهما معا"(15) هل يسرك أن يكون الله عز وجل مستاء لعدم حجابك؟
أما علمت أن الله تعالى يضحك لمن يطيعه ويفرح به،بينما يبتسم الشيطان وينفخ في وجه من يعصي ربه؟(16))
هل تقبلين أن تكون النساء في الجاهلية قبل الإسلام أفضل وأتقى منك؟
لقد كن يسترن عوراتهن إلا قليلاً من الشعر الموجود بناصية الرأس،وفتحة الجيب فقط!!!
"هل أنت مصرة على أن تقولي "لا" لأوامر الله تعالى كلما ظهرت أمام غير المحارم بغير الحجاب؟ "عمرو خالد"
لا أظن أنك تتعمدين ذلك... ولكن عدم حجابك ليس له معنى إلا ذلك!!!
هل ترفضين أن تكوني أجمل وأشرف مكانة من الحور العين في الجنة؟
إن نساء المؤمنين يكن أجمل وأعلى مكانة من الحور العين،لأن الحور العين خلقن طائعات،بينما خُلِقتِ للجهاد في الدنيا والصبر عن المعاصي، والتصبر على طاعة الله تعالى وامتثال أوامره!!!
هل تستطيعين مقاومة الموت وتظلي على قيد الحياة لتهربي من حساب ربك؟
إن الموت قدَر كل الكائنات ،وهو مغادرة كل مباهج الدنيا وزينتها ،وملابسك وعطورك ومساحيق الزينة ،وحُليِّك وغير ذلك مما تحبين،فهل تغادرينها إلى عزة وكرامة في القبر وفي الجنة، أم إلى ذل وهوان في القبر وفي النار!
هل تضمنين أن يُمهلك ملك الموت حتى ترتدي الحجاب وتتوبي قبل أن يقبض روحك؟
إن ملَك الموت لا يستأذن من أحد قبل قبض روحه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لذا فإنه من الحكمة أن يسارع المرء بالتوبة قبل ألا َّينفع الندم،ليفوز بحظ كبير عند الله تعالى،(والكيِّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت،والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني،فخالقك ، وخالقك الدنيا وما فيها من متع ومباهج يقول:" قل متاعُ الدنيا قليل")(17)
هل تقبلين أن تكوني من الفُجَّار الذين قال الله تعالى عنهم:" وإن الفجَّار لفي جحيم؟"(الانفطار -14)
لعلك تعلمين أن( الحياء ضده الفجور ،وهو يعني عدم الخشية من الله تعالى،والمجاهرة بالمعصية )(18)،وهو ما تفعله المُصرَّة على عدم ارتداء الحجاب !
***
وبالطبع سيكون لديها الكثير من الاعتراضات والتساؤلات التي تشغل بالها بخصوص الحجاب ،وفيما يلي ذكر بعضها ؛والرد على كل منها:
أنا لا اقصد شيئا من ارتدائي هذه الملابس التي تسمونها(متبرجة)فما هي إلا (موضة)
نعم، هذا ما يحدث في الغالب... ولكن آن الأوان لأن تنتبهي لما ترتدين من ملابس،وأن تستبدلي ملابسك بغيرها مما يرضي الله ورسوله،حتى لا تكوني-والعياذ بالله- من الذين يستبدلون " الذي هو أدنى بالذي هو خير"
يعز عليَّ كثيراً أن يقل جمالي بسبب الحجاب.
نعم قد يقل جمالك،ولكن ليس في كل الأحوال؛ فبعض المحجبات يكنَّ أكثر جمالاً بالحجاب،خاصة حين يعمُر الإيمان القلب فيمتلىء الوجه نوراً وبهاء،وتذكَّري أن الجنة هي سلعة الله،والله تعالى سلعته غالية؛وأن الجنة محفوفة بالمكاره،وأن النار محفوفة بالشهوات...فلا تظني أن الطريق إلى الله سهل ممهد،ولكن البطولة الحقيقية هي أن تتخطي كل العقبات حتى تصلي إليه سبحانه،ولسان حالك يقول:" وعجلتُ إليك ربِّ لترضى"
فتكوني من الأبرار الذين قال الله تعالى عنهم" إنََّ الأبرارَ لفي نعيم ،على الأرائكِ ينظرون، تعرف في وجوهِهم نَضرةَ النعيم،يُسقون من رحيقٍ مختوم،خِتامُه مسكٌ،وفي ذلك فليتنافس المُتنافسون" المطففين2 2-27
سيتسبب الحجاب في سقوط شعري
لك أن تعلمي أن هذا القول غي صحيح،والدليل قول الدكتور"محمد ندا" عن" تأثير الحجاب على صحة وسلامة الشعر:" الحجاب حماية للشعر،فقد أثبتت البحوث والتجارب أن تيارات الهواء وأشعة الشمس المباشرة تؤدي إلى فقدان الشعر لنعومته وشحوب لونه ،فتصبح الشعر خشنة ياهتة اللون،كما ثبت أن الهواء الخارجي(الأكسجين) وتهوية الشعر ،ليس له أي دور في تغذية الشعر،ذلك لأن الجزء الذي يظهر من الشعر على سطح الرأس وهو ما يعرف بقصبة الشعر،عبارة عن خلايا قرنية (ليس بها حياة )وهي تستطيل بانقسام برعم الشعر الموجود داخل الجلد...وهذا الجزء النشيط والذي يؤدي انقسامه إلى استطالة الشعر بمعدل نصف ملليمتر كل يوم، يحصل على غذائه من الأوعية الدموية داخل الجلد ،ومن هنا نستطيع القول بأن صحة الشعر تتبع صحة الجسم عامة ...وأن أي شيء يؤثر على صحة الجسم من مرض أو نقص في التغذية يؤدي إلى ضعف في الشعر.
وفي حالة ارتداء الحجاب، يجب غسل الشعر بالصابون أو الشامبو مرتين أو ثلاثاً في الأسبوع، حسب درجة تدهن البشرة.. بمعنى أنه إذا كانت البشرة دهنية فينبغي غسل الشعر ثلاث مرات في الأسبوع، وإن كان غير ذلك، فيكتفي بغسله مرتين أسبوعيا.. وينبغي ألا يقل تكرار غسل الشعر عن هذا المعدل في كل الأحوال.. إذ إنه بعد مضي ثلاثة أيام تبدأ الدهون في التحلل إلى أحماض دهنية، وهذا يؤدي إلى كسر قصبة الشعر أي : تقصف الشعر) (19)
إن الحجاب يعوق حركتي
"لقد لقيت المرأة المسلمة من التشريع الإسلامي عناية فائقة كفيلة بأن تصون عفتها، وتجعلها عزيزة الجانب، سامية المكان، وإن الشروط التي فرضت عليه في ملبسها وزينتها لم تكن إلا لسد ذريعة الفساد الذي ينتج عن التبرج بالزينة، وهذا ليس تقييداً لحريتها بل هو وقاية لها من أن تسقط في درك المهانة، ووحل الابتذال، أو تكون مسرحاً لأعين الناظرين"( 20)
كما أن الحجاب لا يتقيد بلباس معين وإنما هو كل ما يستر العورات ولا يصفها أو يشف عنها،فلك أن ترتدي ما يناسب حرية حركتك مما يحقق الحجاب الصحيح، وتذكري أن أمهات المؤمنين والصحابيات كن يتحركن بكامل الحرية: يسافرن،ويحاربن مع الرسول صلى الله عليه وسلم ،ويعالجن الجرحى، ويمارسن شتى الأنشطة في الحياة،دون أن يعيقهن الحجاب عن الحركة...فالمشكلة لا تكمن في الحجاب إذن!!!
ولكن القيود الحقيقية هي التي جاءت في الآية الكريمة:" إذِ الأغلالُ في أعناقِهم والسلاسلُ يُُسحبون"!!!
أخشى أن أفقد أناقتي بعد الحجاب
كان هذا الاعتقاد الخاطىء يسود بين الفتيات ولكن الآن- بعد أن امتلأت المحال التجارية بأزياء المحجبات من شتى الموديلات،والألوان ،وأنواع الأقمشة،حتى أن غير المحجبات قد أقبلن على ارتداءها من شدة أناقتها - لم يبقَ لك من عذر!
ولا تظني أن الإسلام يريدك رثَّة الثياب سيئة المظهر؛ ،ولك أن تراجعي سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم الذي كان نظيفاً يدعو للنظافة ،أنيقاً يدعو للأناقة،وعلى الرغم من هموم ومشاغل أمته كان يحرص على التطيُّب مع أن عَرَقه كان أطيب من الطيب،وعلى دهن شعره ولحيته ليكونا في أبهى منظر!!
فالمسلم قدوة لغيره،لذا يجب أن يكون أنيق المظهر ، أنيق التصرفات.

ولك أن تستمعي لما قالته( "فابيان "أشهر عارضة أزياء فرنسية سابقا ؛بعد أن هداها الله للإسلام: " لولا فضل الله علي َّو رحمته بي لضاعت حياتي في عالم ينحدر فيه الإنسان ليصبح مجرد حيوان كل همه إشباع رغباته و غرائزه بلا قيم و لا مبادئ ") (20) لقد قالت ذلك بعد أن ارتدت من أفخر ا لثياب ما لا تحلم به أية فتاة، و جربت من خطوط الموضة ما تتو ق له أ ية امرأة، ،ولكنها أدركت أن كل ذلك سرا ب خادع، وأن نهاية الإنسان -لا محالة- للحساب ،جعله الله تعالى لنا ولك يسيراً إن شاء الله.
أخشى أن أبدو أكثر وزنا ،أو تختفي رشاقتي بعد الحجاب
نعم ولكن ما يضيرك أن يحدث هذا؟ إن الدنيا سويعات قلائل وستمر ؛ فإن أنت صنتِ رشاقتك عن أعين الناظرين أبدلك الله في الجنة بقوام ورشاقة خير مما عندك،وإن لم تفعلي احترقت رشاقتك هذه في النار وذابت ثم عادت ثم احترقت...وهكذا؛فما رأيك؟!!!
مازلت صغيرة السن
لا أظن أنك لا زلت تؤمنين بتلك الاعتقادات القديمة التي كانت تبيح للشابات أن يرتدين ما يحلو لهن بحجة أن يتمتعن بشبابهن،وأن الاحتشام يقتصر على من بلغن من العمر أرذله؛ وأن الحجاب لا ترتديه إلا كبيرات السن اللاتي أدين فريضة الحج لأنهن قد شبعن من لذات الدنيا؛وهن الآن يتهيأن للقاء الله لأن آجالهن قد اقتربت!!!
ولعلك تدركين بالمنطق أن الشابة أولَى بستر محاسنها من كبيرة السن،كما أنك
إذا طالعت صفحة الوفيات لفوجئت بالأعداد الهائلة من الشباب الذين انتهت أعمارهم فجأة وهم يعتقدو ن أن مَلَك الموت لا يزور إلا المسنِّين فقط!!! أو الذين اعتقدوا أنه كان سيعطيهم مهلة للتوبة قبل أن يقبض أرواحهم!
وأعتقد أن الانطلاق، وممارسة الرياضة ،والأنشطة المختلفة، في حدود طاعة الله ،مع النعيم الدائم في الجنة.. أفضل من المتع القليلة الزائلة في معصية الله،التي تؤدي إلى جهنم والعياذ بالله!!! وإذا كنا لا نطيق لمسة من نار الدنيا، فهل نطيق لحظة واحدة في جهنم؟!!!

لماذا لا تكوني من الأُوليات اللاتي يسارعن في الخيرات ويسابقن إلى طاعة الله ، فتصبحي من الذين قال عنهم سبحانه:" والسابقون السابقون،أولئك المقربون،في جنات النعيم،ثُلَّةٌ من الأولين وقليلٌ من الآخرين ، على سُرُرٍ مَوضُونَة مُتَّكِئين عليها متقابلين،يطوفُ عليهم ولدانٌ مُخلَّدون بأكوابٍ وأباريقَ وكأسٍ من معين ،لا يُصَدَّعون عنها ولا يُنزَِْفون،وفاكهةٍ مِمَّا يتخَيَّرون ولحمِ طَيرٍ مِمَّا يشتهون جزاءً بما كانوا يعملون(الواقعة- 10 )

وما يمنعك بُنيتي عن تلبية نداء الحق : ((سَابِقُوا إلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ)) [الحديد: 21]؟!!!

(إن كل يوم يمضي يزيدك من الآخرة قرباً ، وعن الدنيا بُعدا... فماذا أعددت لنفسك بعد الموت؟
اركبي ـ يا بنيتي ـ قطار التوبة قبل أن يرحل عن محطتك .
تأملي ـ يا حبيبتي ـ في هذا العرض ...اليوم قبل الغد .
فكِّري فيه ـ يا قرة عيني ـ الآن... قبل فوات الأوان!!! )(21)
إن الحجاب يكلِّفني مادياً أكثر من ملابس التبرج ،فالعباءات غالية الثمن ،وتفصيلها يتطلب كمَّاً أكبر من القماش،هذا ناهيك عن أغطية الرأس.
نعم هذه حقيقة ولكن ألا يستحق المولى سبحانه الذي أنعم عليك بنعم لا تحصى أن تضحي من أجله بخزانة ملابسك،ويكون ثوابك أن تصبري على البدء بثوب أو ثوبين حتى تمتلىء خزانة ملابسك،ويكون ثوابك رضوانه وأمانه؟إن ما تنفقين من أجل طاعته تعالى هو في سبيل الله،وأنه لابد سيجزيك عنها خيرا في الدنيا والآخرة...كما أن ملابسك وكل ما تملكين هو من رزقه تعالى،فهل تنفقين رزقه في معصيته؟!!!
ثم( هل تعلمين يا ابني أن المرأة المسلمة لا يجوز لها الخروج من المنزل بأي حال من الأحوال حتى يستوفي لـبـاسـهـــــا الشروط المعتبرة في الحجاب الشرعي والواجب على كل مسلمة تعلُّمها، فنحن جميعا نحرص على تعلم أمور الدنيا ولكن لا يصح أن ننسى الأمور التي تنجينا من عذاب الله وغضبه بعد الموت ، ألم يـقـل الله تعالى : ((فَاسْأََلُوا أََهْلَ الذِّكْرِ إن كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ)) [النحل: 43]، إذن فتعلمي شروط الحجاب!
فإذا كان لا بد من خروجك ،فــلا تخرجي إلا بالحجاب الشرعي؛ إرضاءً للرحمن، وإذلالاً للشيطان؛ لأن مفسدة خروجك بدون حجاب أكبر من مصلحة خروجك للضرورة.
فلو صَدَقَتْ نيّتُك يا بنيتي وصـحّـــتْ عـزيـمـتُـك لامتدت إليك ألف يدٍ خيِّرة، ولسهل الله تعالى لك الأمور ! أليس هو القائل : ((وَمَن يـَـتَّـقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ))( الطلاق: 2، 3 )(22)
والدليل هو هذا العدد الكبير من المحجبات ، لك أن تسألي واحدة منهن كيف امتلأت خزانة ملابسها تدريجياً بعد الحجاب،لعل جوابها يريحك.
الجو حار في بلادي وأنا لا أتحمله ، فكيف إذا لبست الحجاب ؟
إذا كانت بلادك من هذا النوع ، فهل تذكري كيف كان جو "مكة" والجزيرة العربية بأسرها قبل أن يكون لديهم أجهزة التكييف؟ وهل ترددت المسلمات الأوليات في ارتداء الحجاب لهذا العذر؟ هل كانت الخيام تمنع عنهن الحر؟؟ كلا ! ولكنهن امتثلن لأمر الله مهما تكن الظروف، حباً له ،وإيماناً به... بل لعلك سمعت من إحدى المحجبات أنها لا تشعر بالحر إلا بعد أن تعود لمنزلها وتخلع الحجاب!!! فهذا والله يحدث يا بنيتي في أشد الأيام حراً، لأن من يتَّقِ الله يجعل له مخرجا،ولأن من ترتدي الحجاب حباً في الله لا تشعر بتبعاته، لأن حبها لله ينسيها ما تعانيه من أجله ...هذا لمن تحب الله تعالى حق الحب،أما من عداها فأود أن أذكِّّرها بأن حر بلادها لن يصل في درجته إلى نار جهنم، وقانا الله وإياها منها، " قُل نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ" [التوبة: 81]

محمد رافع 52 29-12-2010 01:25 AM

إمرأة من أهل الجنة حدَّث عنها عطاء بن أبي رباح حين جاءت المرأة فقال لابن عباس:" ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ فقال بلى،فقال هذه المرأة السوداء جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم،فقالت" إني أُصرع وإني أتكشَّف،فادعُ الله لي،فقال إن شئتِ دعوت لك وإن شئت صبرت ولك الجنة،فقالت:" أصبر:،قالت إني أتكشف فادع الله لي ألا أتكشف؛فدعا لها "!!! رواه البخاري ومسلم

الفتاة التي سقى لها ولأختها موسى عليه السلام،و قال عنها القرآن الكريم أنها جاءته(" تمشي على استحياءٍ ،قالت إن أبي يدعوك ليجزيَك أجرَ ما سقيتَ لنا" فكانت تمشي على استحياء وتتحدث على استحياء...فلم تتكلم معه إلا بالضروي من الكلام وهو أن أبيها يدعوه،ثم مشت خلفه حتى وصلا إلى أبيها)(حلقة الحب ،من سلسلة حلقات كلام من القلب للأستاذ عمرو خالد)
"مريم" ابنة عمران التي قال عنها القرآن الكريم أنها: " أحصنت فرجها"،ولما ظهر لها جبريل عليه السلام في صورة رجل،قالت له:" إني اعوذ بالرحمن منك إن كنتَ تقيا"

و بالإضافة إلى ما سبق،يمكننا أن نطلق العنان لأحلامها بذلك اليوم الذي ستحتفل فيه الأسرة والأصدقاء والأقارب بارتدائها الحجاب،فتقيم حفل حجاب"فلانة" !! ويا حبذا لو كانت هناك صديقة لها أو قريبة تحتفل بحجابها أيضاً في نفس الوقت؛ فيكون الحفل لاثنتين أو أكثر؛ فتكون البهجة أكبر!

مرحلة إلثانية عشر حتى السادسة عشر
في هذه المرحلة تكون ابنتك قد بلغت سن التكليف أو قد لا تكون ،فإذا بلغته فعليك أن تخبريها- بلطف -أن موعد إقامة حفل حجابها قد حان، فإن استجابت عن طيب خاطر،فبها ونعمت؛وإن لم تستجب،فإليك ما نصحت به الأستاذة نيفين السوبفي(14) لمعالجة هذا الأمر،تقول:
" قد يبدو ما سأقوله محبطًا، ولكنها الحقيقة التي يجب أن نتفهَّمها حتى نستطيع التعامل معها، فما تمر به ابنتك وما تجدينه من صعوبة في إقناعها أمر طبيعي جدًّا، خاصة في مرحلة المراهقة التي تتسم بالعند والرفض، والرغبة في إثبات الذات- حتى لو كان ذلك بالمخالفة لمجرد المخالفة- وتضخم الكرامة العمياء التي قد تدفع المراهق رغم إيمانه بفداحة ما يصنعه إلى الاستمرار فيه، إذا شعر أن توقفه عن فعله سيشوبه شائبة أو شبهة من أن يشار إلى أن قراره بالتوقف عن الخطأ ليس نابعًا من ذاته وإنما بتأثير أحد من قريب أو بعيد.

أختي الحبيبة، لن أطيل عليك، وسأبدأ معك في عرض اقتراحاتي لحل المشكلة، وأرجو منك أن تتفهميها وتسمعيني فيها إلى آخر الحديث:
دعيني أوضح لك شيئًا هامًّا، وهو أن أسلوب الدفع في توجيه البنت وتعديل سلوكها، لن يؤدي إلا إلى الرفض والبعد، فكما يقولون: "إن لكل فعل رد فعل مساوٍ له في القوة ومضاد له في الاتجاه".

سأقترح عليك برنامجًا قد يستغرق منك 3 أشهر، وربما أقل أو أكثر حسب توفيق الله وقدره وتنظيمه، كالتالي:

المرحلة الأولى: وستستغرق منك 3 أسابيع إلى شهر:
قومي فيها بالتوقف عن الحديث في هذا الموضوع" الحجاب" تمامًا، ولا تتحدثي فيه من قريب ولا بعيد، ولو حتى بتلميح مهما بعد. أعلم ما قد تبدينه من استغراب قد يصل إلى الاستنكار، ولكن الأمر بالضبط كالدواء الذي يكتبه لنا الطبيب و نأخذه رغم عدم درايتنا الكاملة بمكوناته و تأثيراته و لكننا تعلمنا من الرسول صلى الله عليه و سلم أن لكل داء دواء لتمرد المراهقة و هو الداء الذي يصيب أغلبية الشباب كما يصيب البرد أغلبية الأطفال في الشتاء.

تذكري أننا نربِّي ضميرًا ونعالج موضوعًا إذا لم يُعالج في هذه المرحلة فالله سبحانه وحده الذي يعلم إلى أين سينتهي،فلا مناص من الصبر و حسن التوكل على الله و جميل الثقة به سبحانه.

و نعود مرة أخرى إلى العلاج ألا و هو التوقف لمدة لا تقل عن ثلاثة أسابيع عن الخوض في موضوع الحجاب ،والهدف من توقفك عن الحديث في هذا الأمر هو نسيان ابنتك له، حتى تفصل بين الحديث في هذا الأمر وبين علاقتك بها، لنصل بهذه العلاقة إلى مرحلة تشعر فيها البنت بالراحة، وكأنه ليس هناك أي موضوع خلافي بينكما، فتستعيد الثقة في علاقتك بها، وأنك تحبينها لشخصها، وأن الرفض هو للفعال السيئة وليس لشخصها.

فالتوتر الحاصل في علاقتكما الآن بسبب اختلافكما أحاطك بسياج شائك يؤذيها كلما حاولت الاقتراب منك أو حاولت أنت الاقتراب منها بنصحها حتى أصبحت تحس بأنها تصاب بالأذى النفسي كلما حاولت الكلام معك، وما نريد فعله في هذه المرحلة هو محاولة نزع هذا السياج الشائك الذي أصبح يفصل بينكما.

المرحلة الثانية: مرحلة الفعل الصامت من ثلاثة أسابيع إلى شهر:
في هذه المرحلة لن توجهي إليها أي نوع من أنواع الكلام، وإنما ستقومين بمجموعة من الأفعال المقصودة، فمثلا قومي بدعوتها- بشكل متقطع على فترات؛ حتى يبدو الأمر طبيعيًّا وتلقائيًّا- للخروج معك، ومشاركتك حضور أحد الدروس بدعوى أنك تريدين مجرد صحبتها وليس دعوتها لحضور الدرس، بقولك: حبيبتي أنا متعبة وأشعر بشيء من الكسل، ولكني أريد الذهاب لحضور هذا الدرس، تعالَي معي، أريد أن أستعين بك وأستند عليك.. فإذا رفضت لا تعلقي ولا تعيدي عليها الطلب، وأعيدي المحاولة في مرة ثانية؛فإذا حضرته معك إسأليها عن رأيها ودعيها تعبر عن رأيها بحرية ،وبإنصات منك جيد، واتركيها حتى تبدأ هي بالسؤال عن الدين وعن أموره.

ويتوازى مع هذا الأمر أن تشاركيها في كل ما تصنعينه في أمور التزامك في أول الأمر من خلال طلب رأيها ومشورتها، وكأن هدفك- بل هو في الحقيقة ما يجب- تقريب العلاقة وتحقيق الاندماج بينكما.. بمنتهى الحب والتفاهم تقولين لها: "حبيبتي تعالَي سمِّعي لي القرآن الكريم الذي حفظته"، أو: "حبيبتي ما رأيك في هذا الحجاب الجديد"، "ما رأيك في هذه الربطة"… كل هذا وأنت تقفين أمام المرآة، تستعدين للخروج مثلاً ... وهكذا بدون قصد أوصليها بالطاعات التي تفعلينها أنت.

اتركيها تتحدث عن نفسها، وعن رأيها في الدروس التي تحكين لها عنها بكل حرية
وأود أن أوجِّه نظرك إلى أمور مهمة جدًّا:

- يجب ألا تتعجلي الدخول في مرحلة دون نجاح المرحلة السابقة عليها تمامًا، فالهدف الأساسي من كل هذا هو نزع فتيل التوتر الحاصل في علاقتكما، وإعادة وصل الصلة التي انقطعت بينها وبين أمور الدين؛فهذا الأمر تماما كالمضاد الحيوية يجب أن تأخذ رجعته بانتظام و حتى نهايتها،فإذا تعجلت الأمر و أصدرت لها و لو أمرًا واحدًا خلال الثلاثة أسابيع فتوقفي و ابدئي العلاج من البداية.

- لا تتحدثي في موضوع الحجاب أبدًا، أبدًا في هذا الوقت؛ فهو أمر يجب أن تصل إليه عن قناعة تامة، وإذا نجحتِ في كل ما سبق- وستنجحين بإذن الله، فأنت قد ربيتِ نبتة طيبة حسب ما تذكرين أنك ملتزمة وأن أباها على خُلُق- فسيأتي اليوم الذي تطلب منك هي شخصيًّا أن ترتدي الحجاب، بل قد يأتي اليوم الذي تشتكين فيه من سفر أغطية رأسك وحجابك وهجرتها إلى دولابها الخاص.

- لا تعلِّقي على ملابسها، إلا في أضيق الحدود، وتجاوزي عن بعض التجاوز فيه مثل الألوان التي لا تعجبك.

- اقصري الاعتراض واستخدام سلطتك في المنع على الأخطاء التي لا يمكن التجاوز عنها، مثل: لو أرادت الخروج مع صحبة غير مؤتمنة، أو أي شيء فيه انتهاك شرعي صريح،قد تعترضين و تقولين :"أليس عدم لبس الحجاب بعد البلوغ تجاوز شرعي؟"لا يُخالفك أحد في هذا الأمر و لكن هذا الموضوع نحن بصدد علاجه بصورة جذرية حتى نصل إلى تشكيل قناعة داخلية لا تجعل من موضوع الحجاب و الطاعة بصفة عامة رد فعل لأوامر الأهل.

- استعيني بالله ولا تحزني، وادعي دائمًا لها، ولا تدعي أبدًا عليها، وتذكري أن الأمر قد يحتاج إلى وقت، لكنه سينتهي بسلام إن شاء الله، فالأبناء في هذه السن ينسون ويتغيرون بسرعة، خاصة إذا تفهمنا طبيعة المرحلة التي يمرون بها وتعاملنا معها بمنتهى الهدوء والتقبل وسعة الصدر والحب)إنتهى حديث الأستاذة" نيفين" جزاها الله تعالى خيرا ؛وتضيف كاتبة هذه السطور أن الأم من حقها أن تحزن وتستاء إن لم تستجب إبنتها ،فهي تخاف عليها من غضب الله وعقابه ،ولكن هذا لا يبرر أن تثور عليها؛ أو تعيِّرها بعدم حجابها،وإنما الأجدى لهدايتها إن شاء الله أن تبلغها أنها مستاءة من عدم حجابها وليس منها هي !! وأنها تحبها -فهي مهجة قلبها- و تتمنى لها الخير في الدنيا والآخرة ...إلا أن عدم حجابها يقلق الأم ويزعجها...وذلك حتى لا تتأثر علاقة الأم بابنتها وتضيع جسور الاتصال التي تعبت في بناءها في الفترة السابقة،فتصبح الإبنة مستعدة لتلقي المزيد من النصح والإرشاد،إذا ما وجهتهم الأم بذكاء ودون ضغط.
وما أجمل أن تطلبي أيتها الأم منها مشاركتك في اختيار و شراء الهدايا لتهنئة من ارتدين الحجاب من أقاربكم وجيرانكم وأصدقائكم، لعلها تغار !! بل دعيها تسمعك وأنت تهنئينهن برضوان الله، وتوبته عليهن، وإبداله سيئاتهن حسنات إن هن أَتبعن الحجاب بأعمال صالحة،وبالجنة حيث النعيم المقيم،وحيث تكون المرأة المؤمنة أجمل وأرفع مكانة من الحور العين!!

مرحلة السابعة عشرة وما بعدها:
أيتها الأم المؤمنة الصابرة :بارك الله في جهدك وأثابك عليه خير الثواب،وأقر عينك بطاعة ابنتك...ولكن إن لم يمنَّ الله عليها بالحجاب حتى هذه المرحلة،فلا تقنطي من رحمة الله،واعلمي أن لحظة التوبة في علم الله ،قد تكون قريبة أو بعيدة،المهم ألا تتوقفي عن محاولاتك....وفي هذه الحالة يمكنك أن تتبعي معها أسلوب الحوار الهادىء الهادف،وأن تتركي لها حرية الإجابة على الأسئلة التالية:
هل تحبين يا ابنتي أن تأخذي سيئة بكل شعرة ظهرت منك لغير المحارم ؟
تذكري أنك كلما خرجت من بيتك سافرة حصلت على سيئات بعدد من رآك من غير المحارم،فهل حسناتك تعادل هذا الكم من السيئات؟!
هل تبيعين دنياك الفانية بالآخرة الباقية؟
"إن من آثر دنياه على آخرته خسرهما معا،ومن آثر آخرته على دنياه ربحهما معا"(15) هل يسرك أن يكون الله عز وجل مستاء لعدم حجابك؟
أما علمت أن الله تعالى يضحك لمن يطيعه ويفرح به،بينما يبتسم الشيطان وينفخ في وجه من يعصي ربه؟(16))
هل تقبلين أن تكون النساء في الجاهلية قبل الإسلام أفضل وأتقى منك؟
لقد كن يسترن عوراتهن إلا قليلاً من الشعر الموجود بناصية الرأس،وفتحة الجيب فقط!!!
"هل أنت مصرة على أن تقولي "لا" لأوامر الله تعالى كلما ظهرت أمام غير المحارم بغير الحجاب؟ "عمرو خالد"
لا أظن أنك تتعمدين ذلك... ولكن عدم حجابك ليس له معنى إلا ذلك!!!
هل ترفضين أن تكوني أجمل وأشرف مكانة من الحور العين في الجنة؟
إن نساء المؤمنين يكن أجمل وأعلى مكانة من الحور العين،لأن الحور العين خلقن طائعات،بينما خُلِقتِ للجهاد في الدنيا والصبر عن المعاصي، والتصبر على طاعة الله تعالى وامتثال أوامره!!!
هل تستطيعين مقاومة الموت وتظلي على قيد الحياة لتهربي من حساب ربك؟
إن الموت قدَر كل الكائنات ،وهو مغادرة كل مباهج الدنيا وزينتها ،وملابسك وعطورك ومساحيق الزينة ،وحُليِّك وغير ذلك مما تحبين،فهل تغادرينها إلى عزة وكرامة في القبر وفي الجنة، أم إلى ذل وهوان في القبر وفي النار!
هل تضمنين أن يُمهلك ملك الموت حتى ترتدي الحجاب وتتوبي قبل أن يقبض روحك؟
إن ملَك الموت لا يستأذن من أحد قبل قبض روحه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لذا فإنه من الحكمة أن يسارع المرء بالتوبة قبل ألا َّينفع الندم،ليفوز بحظ كبير عند الله تعالى،(والكيِّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت،والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني،فخالقك ، وخالقك الدنيا وما فيها من متع ومباهج يقول:" قل متاعُ الدنيا قليل")(17)
هل تقبلين أن تكوني من الفُجَّار الذين قال الله تعالى عنهم:" وإن الفجَّار لفي جحيم؟"(الانفطار -14)
لعلك تعلمين أن( الحياء ضده الفجور ،وهو يعني عدم الخشية من الله تعالى،والمجاهرة بالمعصية )(18)،وهو ما تفعله المُصرَّة على عدم ارتداء الحجاب !
***
وبالطبع سيكون لديها الكثير من الاعتراضات والتساؤلات التي تشغل بالها بخصوص الحجاب ،وفيما يلي ذكر بعضها ؛والرد على كل منها:
أنا لا اقصد شيئا من ارتدائي هذه الملابس التي تسمونها(متبرجة)فما هي إلا (موضة)
نعم، هذا ما يحدث في الغالب... ولكن آن الأوان لأن تنتبهي لما ترتدين من ملابس،وأن تستبدلي ملابسك بغيرها مما يرضي الله ورسوله،حتى لا تكوني-والعياذ بالله- من الذين يستبدلون " الذي هو أدنى بالذي هو خير"
يعز عليَّ كثيراً أن يقل جمالي بسبب الحجاب.
نعم قد يقل جمالك،ولكن ليس في كل الأحوال؛ فبعض المحجبات يكنَّ أكثر جمالاً بالحجاب،خاصة حين يعمُر الإيمان القلب فيمتلىء الوجه نوراً وبهاء،وتذكَّري أن الجنة هي سلعة الله،والله تعالى سلعته غالية؛وأن الجنة محفوفة بالمكاره،وأن النار محفوفة بالشهوات...فلا تظني أن الطريق إلى الله سهل ممهد،ولكن البطولة الحقيقية هي أن تتخطي كل العقبات حتى تصلي إليه سبحانه،ولسان حالك يقول:" وعجلتُ إليك ربِّ لترضى"
فتكوني من الأبرار الذين قال الله تعالى عنهم" إنََّ الأبرارَ لفي نعيم ،على الأرائكِ ينظرون، تعرف في وجوهِهم نَضرةَ النعيم،يُسقون من رحيقٍ مختوم،خِتامُه مسكٌ،وفي ذلك فليتنافس المُتنافسون" المطففين2 2-27
سيتسبب الحجاب في سقوط شعري
لك أن تعلمي أن هذا القول غي صحيح،والدليل قول الدكتور"محمد ندا" عن" تأثير الحجاب على صحة وسلامة الشعر:" الحجاب حماية للشعر،فقد أثبتت البحوث والتجارب أن تيارات الهواء وأشعة الشمس المباشرة تؤدي إلى فقدان الشعر لنعومته وشحوب لونه ،فتصبح الشعر خشنة ياهتة اللون،كما ثبت أن الهواء الخارجي(الأكسجين) وتهوية الشعر ،ليس له أي دور في تغذية الشعر،ذلك لأن الجزء الذي يظهر من الشعر على سطح الرأس وهو ما يعرف بقصبة الشعر،عبارة عن خلايا قرنية (ليس بها حياة )وهي تستطيل بانقسام برعم الشعر الموجود داخل الجلد...وهذا الجزء النشيط والذي يؤدي انقسامه إلى استطالة الشعر بمعدل نصف ملليمتر كل يوم، يحصل على غذائه من الأوعية الدموية داخل الجلد ،ومن هنا نستطيع القول بأن صحة الشعر تتبع صحة الجسم عامة ...وأن أي شيء يؤثر على صحة الجسم من مرض أو نقص في التغذية يؤدي إلى ضعف في الشعر.
وفي حالة ارتداء الحجاب، يجب غسل الشعر بالصابون أو الشامبو مرتين أو ثلاثاً في الأسبوع، حسب درجة تدهن البشرة.. بمعنى أنه إذا كانت البشرة دهنية فينبغي غسل الشعر ثلاث مرات في الأسبوع، وإن كان غير ذلك، فيكتفي بغسله مرتين أسبوعيا.. وينبغي ألا يقل تكرار غسل الشعر عن هذا المعدل في كل الأحوال.. إذ إنه بعد مضي ثلاثة أيام تبدأ الدهون في التحلل إلى أحماض دهنية، وهذا يؤدي إلى كسر قصبة الشعر أي : تقصف الشعر) (19)
إن الحجاب يعوق حركتي
"لقد لقيت المرأة المسلمة من التشريع الإسلامي عناية فائقة كفيلة بأن تصون عفتها، وتجعلها عزيزة الجانب، سامية المكان، وإن الشروط التي فرضت عليه في ملبسها وزينتها لم تكن إلا لسد ذريعة الفساد الذي ينتج عن التبرج بالزينة، وهذا ليس تقييداً لحريتها بل هو وقاية لها من أن تسقط في درك المهانة، ووحل الابتذال، أو تكون مسرحاً لأعين الناظرين"( 20)
كما أن الحجاب لا يتقيد بلباس معين وإنما هو كل ما يستر العورات ولا يصفها أو يشف عنها،فلك أن ترتدي ما يناسب حرية حركتك مما يحقق الحجاب الصحيح، وتذكري أن أمهات المؤمنين والصحابيات كن يتحركن بكامل الحرية: يسافرن،ويحاربن مع الرسول صلى الله عليه وسلم ،ويعالجن الجرحى، ويمارسن شتى الأنشطة في الحياة،دون أن يعيقهن الحجاب عن الحركة...فالمشكلة لا تكمن في الحجاب إذن!!!
ولكن القيود الحقيقية هي التي جاءت في الآية الكريمة:" إذِ الأغلالُ في أعناقِهم والسلاسلُ يُُسحبون"!!!
أخشى أن أفقد أناقتي بعد الحجاب
كان هذا الاعتقاد الخاطىء يسود بين الفتيات ولكن الآن- بعد أن امتلأت المحال التجارية بأزياء المحجبات من شتى الموديلات،والألوان ،وأنواع الأقمشة،حتى أن غير المحجبات قد أقبلن على ارتداءها من شدة أناقتها - لم يبقَ لك من عذر!
ولا تظني أن الإسلام يريدك رثَّة الثياب سيئة المظهر؛ ،ولك أن تراجعي سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم الذي كان نظيفاً يدعو للنظافة ،أنيقاً يدعو للأناقة،وعلى الرغم من هموم ومشاغل أمته كان يحرص على التطيُّب مع أن عَرَقه كان أطيب من الطيب،وعلى دهن شعره ولحيته ليكونا في أبهى منظر!!
فالمسلم قدوة لغيره،لذا يجب أن يكون أنيق المظهر ، أنيق التصرفات.

ولك أن تستمعي لما قالته( "فابيان "أشهر عارضة أزياء فرنسية سابقا ؛بعد أن هداها الله للإسلام: " لولا فضل الله علي َّو رحمته بي لضاعت حياتي في عالم ينحدر فيه الإنسان ليصبح مجرد حيوان كل همه إشباع رغباته و غرائزه بلا قيم و لا مبادئ ") (20) لقد قالت ذلك بعد أن ارتدت من أفخر ا لثياب ما لا تحلم به أية فتاة، و جربت من خطوط الموضة ما تتو ق له أ ية امرأة، ،ولكنها أدركت أن كل ذلك سرا ب خادع، وأن نهاية الإنسان -لا محالة- للحساب ،جعله الله تعالى لنا ولك يسيراً إن شاء الله.
أخشى أن أبدو أكثر وزنا ،أو تختفي رشاقتي بعد الحجاب
نعم ولكن ما يضيرك أن يحدث هذا؟ إن الدنيا سويعات قلائل وستمر ؛ فإن أنت صنتِ رشاقتك عن أعين الناظرين أبدلك الله في الجنة بقوام ورشاقة خير مما عندك،وإن لم تفعلي احترقت رشاقتك هذه في النار وذابت ثم عادت ثم احترقت...وهكذا؛فما رأيك؟!!!
مازلت صغيرة السن
لا أظن أنك لا زلت تؤمنين بتلك الاعتقادات القديمة التي كانت تبيح للشابات أن يرتدين ما يحلو لهن بحجة أن يتمتعن بشبابهن،وأن الاحتشام يقتصر على من بلغن من العمر أرذله؛ وأن الحجاب لا ترتديه إلا كبيرات السن اللاتي أدين فريضة الحج لأنهن قد شبعن من لذات الدنيا؛وهن الآن يتهيأن للقاء الله لأن آجالهن قد اقتربت!!!
ولعلك تدركين بالمنطق أن الشابة أولَى بستر محاسنها من كبيرة السن،كما أنك
إذا طالعت صفحة الوفيات لفوجئت بالأعداد الهائلة من الشباب الذين انتهت أعمارهم فجأة وهم يعتقدو ن أن مَلَك الموت لا يزور إلا المسنِّين فقط!!! أو الذين اعتقدوا أنه كان سيعطيهم مهلة للتوبة قبل أن يقبض أرواحهم!
وأعتقد أن الانطلاق، وممارسة الرياضة ،والأنشطة المختلفة، في حدود طاعة الله ،مع النعيم الدائم في الجنة.. أفضل من المتع القليلة الزائلة في معصية الله،التي تؤدي إلى جهنم والعياذ بالله!!! وإذا كنا لا نطيق لمسة من نار الدنيا، فهل نطيق لحظة واحدة في جهنم؟!!!

لماذا لا تكوني من الأُوليات اللاتي يسارعن في الخيرات ويسابقن إلى طاعة الله ، فتصبحي من الذين قال عنهم سبحانه:" والسابقون السابقون،أولئك المقربون،في جنات النعيم،ثُلَّةٌ من الأولين وقليلٌ من الآخرين ، على سُرُرٍ مَوضُونَة مُتَّكِئين عليها متقابلين،يطوفُ عليهم ولدانٌ مُخلَّدون بأكوابٍ وأباريقَ وكأسٍ من معين ،لا يُصَدَّعون عنها ولا يُنزَِْفون،وفاكهةٍ مِمَّا يتخَيَّرون ولحمِ طَيرٍ مِمَّا يشتهون جزاءً بما كانوا يعملون(الواقعة- 10 )

وما يمنعك بُنيتي عن تلبية نداء الحق : ((سَابِقُوا إلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ)) [الحديد: 21]؟!!!

(إن كل يوم يمضي يزيدك من الآخرة قرباً ، وعن الدنيا بُعدا... فماذا أعددت لنفسك بعد الموت؟
اركبي ـ يا بنيتي ـ قطار التوبة قبل أن يرحل عن محطتك .
تأملي ـ يا حبيبتي ـ في هذا العرض ...اليوم قبل الغد .
فكِّري فيه ـ يا قرة عيني ـ الآن... قبل فوات الأوان!!! )(21)
إن الحجاب يكلِّفني مادياً أكثر من ملابس التبرج ،فالعباءات غالية الثمن ،وتفصيلها يتطلب كمَّاً أكبر من القماش،هذا ناهيك عن أغطية الرأس.
نعم هذه حقيقة ولكن ألا يستحق المولى سبحانه الذي أنعم عليك بنعم لا تحصى أن تضحي من أجله بخزانة ملابسك،ويكون ثوابك أن تصبري على البدء بثوب أو ثوبين حتى تمتلىء خزانة ملابسك،ويكون ثوابك رضوانه وأمانه؟إن ما تنفقين من أجل طاعته تعالى هو في سبيل الله،وأنه لابد سيجزيك عنها خيرا في الدنيا والآخرة...كما أن ملابسك وكل ما تملكين هو من رزقه تعالى،فهل تنفقين رزقه في معصيته؟!!!
ثم( هل تعلمين يا ابني أن المرأة المسلمة لا يجوز لها الخروج من المنزل بأي حال من الأحوال حتى يستوفي لـبـاسـهـــــا الشروط المعتبرة في الحجاب الشرعي والواجب على كل مسلمة تعلُّمها، فنحن جميعا نحرص على تعلم أمور الدنيا ولكن لا يصح أن ننسى الأمور التي تنجينا من عذاب الله وغضبه بعد الموت ، ألم يـقـل الله تعالى : ((فَاسْأََلُوا أََهْلَ الذِّكْرِ إن كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ)) [النحل: 43]، إذن فتعلمي شروط الحجاب!
فإذا كان لا بد من خروجك ،فــلا تخرجي إلا بالحجاب الشرعي؛ إرضاءً للرحمن، وإذلالاً للشيطان؛ لأن مفسدة خروجك بدون حجاب أكبر من مصلحة خروجك للضرورة.
فلو صَدَقَتْ نيّتُك يا بنيتي وصـحّـــتْ عـزيـمـتُـك لامتدت إليك ألف يدٍ خيِّرة، ولسهل الله تعالى لك الأمور ! أليس هو القائل : ((وَمَن يـَـتَّـقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ))( الطلاق: 2، 3 )(22)
والدليل هو هذا العدد الكبير من المحجبات ، لك أن تسألي واحدة منهن كيف امتلأت خزانة ملابسها تدريجياً بعد الحجاب،لعل جوابها يريحك.
الجو حار في بلادي وأنا لا أتحمله ، فكيف إذا لبست الحجاب ؟
إذا كانت بلادك من هذا النوع ، فهل تذكري كيف كان جو "مكة" والجزيرة العربية بأسرها قبل أن يكون لديهم أجهزة التكييف؟ وهل ترددت المسلمات الأوليات في ارتداء الحجاب لهذا العذر؟ هل كانت الخيام تمنع عنهن الحر؟؟ كلا ! ولكنهن امتثلن لأمر الله مهما تكن الظروف، حباً له ،وإيماناً به... بل لعلك سمعت من إحدى المحجبات أنها لا تشعر بالحر إلا بعد أن تعود لمنزلها وتخلع الحجاب!!! فهذا والله يحدث يا بنيتي في أشد الأيام حراً، لأن من يتَّقِ الله يجعل له مخرجا،ولأن من ترتدي الحجاب حباً في الله لا تشعر بتبعاته، لأن حبها لله ينسيها ما تعانيه من أجله ...هذا لمن تحب الله تعالى حق الحب،أما من عداها فأود أن أذكِّّرها بأن حر بلادها لن يصل في درجته إلى نار جهنم، وقانا الله وإياها منها، " قُل نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ" [التوبة: 81]


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 07:26 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.