|
القيادة
القيادة ليست منصباً... بل إختيار. ستيفن كوفي هناك كتب عديدة تكلمت عن موضوع القيادة .. لا أعني قيادة السيارات بالطبع .. لكن أعني أن تكون قائداً في حياتك مؤثراً فيمن حولك .. قيادة أم إقناع؟ سنتكلم ها هنا بإختصار عن الإقناع .. سأذكر لك أحد أساليبها التي تخاطب العقل اللا واعي. فالإتصال يتم بينك وبين اآخرين ، بطريقين : الواعي اللاواعي الإتصال الواعي: هو الأساليب التي تخاطب عقلك الواعي مثل الكلام .. فأنت حين تخاطب الشخص الآخر فإنه سيفهم - واعياً- ما تقول.. الإتصال اللاواعي: هو الأساليب التي تخاطب عقلك اللاواعي .. مثل لغة الجسد.. أنت لا تفهم واعياً لغة الجسد ، لكن عقلك اللاواعي يلتقط هذه اللغة ويفهما .. لذلك قد لا تستريح لشخص ما دون أن تدرك السبب .. قد تكون لغة جسده غير متوافقة مع ما يقول فتشعر بالريبة.. سأكلمك هنا عن الإقناع .. ما علاقة الإقناع الموضوع ؟ للإجابة علي هذا السؤال أوضح التالي... من هو القائد؟ القائد هو ذلك الشخص الذي يتعبه الناس ويطيعوه لسبب واحد فقط.... هو أنهم يريدون أن يتبعوه ويطيعوه .. ويفعلون هذا بإرادتهم الحرة. القائد هو من يكون الناس مقتنعين بإتباع أوامره ؛ لأنهم مقتنعون بها. غاندي كان قائداً رغم أنه كان يرتدي الأسمال .. لأن الناس إتبعوه وآمنوا به.. ومعظم الأنبياء والرسل .. هل كان الناس يتبعونهم مجبرين؟ القائد هو من يأخذ الناس حيث يريدون الذهاب روزالين كارتر في الدول الديكتاتورية يحلو للديكتاتور تسمية نفسه قائداً؛ لأنه يعاني من نقص في هذه الصفة .. ألا تلاحظ أن كلهم يصرون على أن يوضفوا بهذه الصفة فعلاً؟ لو إتبعك الناس رغماً عنهم ؛ فهذه ليست قيادة .. بل سيطرة .. اسلوب (حقي بدراعي) فكي تكون قائداً حقيقياً ، لابد أن تكون مقنعاً. طريقة مجاراة - تغيير: هذه الطريقة من الطرق البسيطة التي تخاطب العقل اللاواعي للأخرين .. مما يجعلك قادرا على إقناعم بشكل افضل. هذه الطريقة تعمل علي مستويين كما قلنا .. الواعي واللاواعي .. وهي تتكون من مرحلتين : المجاراه والتغيير! ماهذا الكلام ؟ سأشرح لك الموضوع بالتفصيل: 1- المجاراه: نميل لا إرادياً للثقة في الناس الذين يشبهوننا .. يتكلمون لهجتنا .. يتصرفون مثلنا.. مثال : لو كنت قد سافرت إلى الخارج لفترة طويلة .. بماذا شعرت حين قابلت شخصا ًمن نفس جنسيتك؟ هذه الملحوظة البسيطة التقطها الخبراء ليصمموا هذه الطريقة التي سأكلمك عنها.. المجاراه هي: أن تكتسب ثقة الشخص اآخر بأن تجاريه في رأيه .. ليس هذا فقط بل تجاريه في نبرة صوته ووضع جسمه وكلمات نظامه التمثيلي . مثال : إذا كنت تناقش أمراً ما مع شخص جالس أمامك .. وكنت تريد أن تقنعه بشيء.. عليك أولاً أن توافقه على وجهة نظره .. أن توضح له أنك تتبني وجهة النظر ذاتها قبل أن تتناقش في التفاصيل .. ليس هذا فقط .. فإن كان يتكلم بنبرة صوت عالية وبسرعة ، حاول أن تكلمه بنفس النبرة.. لو عقد ذراعيه أعقد ذراعيك .. لو كان يكلمك مبتسماً ، إبتسم .. وهكذا.. لا تحاكي تصرفاته بالضبط، والا لظن أنك تسخر منه.. نحن هنا نخاطب عقله اللاواعي الذي يلاحظ كل شيء .. حاول أن تجاري الشخص الآخر دون أن يكون هذا واضحاً سافراً .. كأن تعقد ساقيك إذا وضع هو ساقا ًفوق الأخرى .. لا تقلد الحركة حرفياً بل أعط الإيحاء أنك مقارب له. 2- التغيير هل جاريت الشخص الآخر الآن؟ هل اتبعت كل تحركات جسمه ، ونبرة صوته ، واخترت الحديث بكلمات نظامه التمثيلي؟ حسناً.. لو فعلت ذلك بصورة صحيحة ؛ فإنه يفترض أن الشخص قد أحس بالألفة معك ، واستراح لك .. هل تريد أن تختبر هذا؟ غير اذن حركتك .. إذا كان الشخص يجلس معقود الذراعين فك أنت عقدة ذراعيك .. لو كنت تمشي في الطريق الصحيح ستجد أنه - وياللعجب- قد فك عقدة ذراعيه هو الآخر! لقد وصلت إلى مرحلة القيادة الآن... هذا الشخص وثق فيك .. ويمكنك أن تدلي بدلوك الآن فالوقت مناسب. مثال : إذا كنت تريد إجراء صفقة مع شخص ما.. أجريت أسلوب المجاراه.. وافقت على وجهة نظر الشخص الآخر. ولم تعارضه .. فهو يطرح وجهة نظره التي يراها سليمة بالنسبة له فإستمع له ودعه يخرج لك ما في جعبته.. قلدت الرجل لفترة ثم غيرت حركاتك .. فلم يستجب.. كررت المجاراه ثم غيرت الحركة فإتبع نفس الحركة.. رائع .. تدرك أنك سائر في الطريق الصحيح .. تبدأ الآن في طرح وجهة نظرك بعد كل المجاراه.. - أنا موافق علي كل ما تقول وأقدر أن هذا منطقي.. لكن ألا تتفق معي أننا من الممكن أن نقوم بـ (....) كحل وسط يمنع عنا المشاكل؟ لاحظ أنك قد وصلت لمرحلة القيادة .. الرجل أصبح يتبع حركاتك أساساً .. هذا يعني أنه قد أصبح أكثر قابلية للإستجابة .. مذا يحدث لو رفض؟ ستجد أنه كسر المجاراه .. قد يرجع إلي الخلف ويعقد ذراعية غير موافق.. كرر المحاولات السابقة في إصرار ، وستصل في النهاية لأنك لا تخاطب عقله الواعي فقط ، بل تخاطب عقله اللاواعي كذلك ... سيكون الأمر صعباً في البداية .. لكن بالتكرار ستجد أن الأمر قد أصبح جزءاً من طبيعتك .. ****************** وللحديث بقية تحياتي |
================================================== ===========================
الحلقة الأخيرة : الهدف الأسمى الشخص الذي يجبر نفسه كي يلائم كل ا لناس ، يستهلك حياته سريعاً...... تشارلز تشواب نحاول طيلة الوقت أن نرضي كل من حولنا .. إرادياً أو لا إرادياً. ملابسك التي ترتديها .. شعرك الذي تصففه .. إبتسامتك وتهذيبك ولباقتك .. كلها أشياء تهتم بها لهدف واحد .. أن يتقبلك الناس.. ( كل اللي يعجبك .. والبس اللي يعجب الناس ) ( مثل مصري) هناك ملايين من البشر عاشوا حياتهم لهذا الهدف فقط .. أن يرضوا كل من حولهم .. فماذا عنك ؟؟؟... هل تريد أن يحبك الناس؟ هل تريد أن يعجبوا بك وبما تفعل ؟ .. هل تريد بأن يمتدحك الناس طوال الوقت؟ كلنا لنا ذات الحلم .. كلنا نسعي نحو تقبل الآخرين لنا .. حسناً.. دعنا نكن أكثر وضوحاً في هذه النقطة .. هنا سأجيبك عن هذا السؤال الهام الذي عاش الملايين وماتوا دون أن يعرفوا إجابته.. ذلك السؤال الأبدي : كيف ترضي الناس؟ الإجابة أبسط مما قد تتخيل .. الشيء الذي يجب أن تفعله لترضي كل الناس هو : هل تأملت المساحة السابقة جيداً؟ ليس خطأ ولكن هذا بالضبط ما أقصده.. ما يمكنك أن تفعله لترضي الناس هو : لا شيء .. لا شيء بالمرة! هكذا ببساطة !! لا يوجد شيء من الممكن أن تفعله كي يرضي عنك كل الناس... لا يوجد شخص في العالم علي مر التاريخ .. إتفق الناس علي حبه...! هل تحب غاندي ؟ هتلر؟ جيفارا؟ جمال عبد الناصر؟ إبن لادن؟ الإجابة أنه لا يوجد أحد من هذه الشخصيات أجمع الحاضرون بنسبة 100% على حبه أو كرهه! أتصدق هذا ؟ فكر في الأمر.. حتى الأنبياء - عليهم السلام - كان هناك من كذبوهم .. الكتب المقدسة تحكي لنا هذا ... من المستحيل أن تحظي بحب كل الناس؛ فهذا مستحيل ، لأن الناس مختلفون عن بعضهم البعض .. فما يعجب زيداً قد لا يعجب عبيداً.. دعك من أن الحمقى قد ملئوا العالم أساساً ؛ فلا تلق لهم بالاً ! في أحد الحوارات التليفزيونية قال المليونير المصري المعروف نجيب ساويرس حكمة أعجبتني .. قال: " اللي ما لوش أعداء .. يبقى هفأ!!" الناس مختلفون .. هذه إحدى حقائق الحياة .. الناس مختلفون في اللغة .. في الذوق .. في الإهتمامات .. في كل شيء.. الناس يحبون أشياءً مختلفة ، ويكرهون أشياء ً مختلفة .. ألم تلاحظ هذه الحقيقة؟ لولا إختلاف الأذواق لبارت السلع! ( مثل عربي) فيلم " تايتانيك " الذي بهر الملايين ، لم يعجب أحد أصدقائي وحين سألته عن السبب أجاب: " رجل محترم تقدم لخطبة فتاة ووافقت عليه .. كيف لا تتعاطف معه حين تخونه ، لمجرد أنه ليس صعلوكاً أشقر ؟ لم يذنب الرجل في شيء.. (كيف لم يلاحظ أحد هذا؟) فيلم ميل جيبسون (القلب الشجاع) الشهير حاصد جوائز الأوسكار .. قبل أن أشاهده ، سألت الخارجين من صالة السينما: هل يستحق المشاهدة ؟ قال أكثرهم : إنه أروع فيلم شاهدوه في حياتهم وأقسم البعض : أنه الأسوأ في تاريخ السينما ، لأنه كئيب !!! مارأيك أنت ؟ لا أعني من حديثي السابق أن تتجاهل الناس كلية .. وترفض التواصل معهم ، وأن تتقبل فكرة أنهم حمقى .. عليك دائماً أن تنمي مهارات التواصل مع الأخرين .. لكنني أردت هنا أن أوضح لك شيءاً هاماً .. وهو أن تقبل الناس لك أو عدم تقبلهم لا علاقة له لامرة بنظرتك وتقديرك لنفسك .. بعض الناس يستمدون إحترامهم لذاتهم من نظرة اخرين لهم .. وهو مصيبة لو أردت رأيي .. ففكرة أن ترضي كل الناس فكرة مستحيلة .. لو ربطت تقديرك لنفسك بهذا فأعدك بأنك لن تقدر نفسك أبداً! هناك من ينفقون أكثر من إستطاعتهم ، ويثقلون أنفسهم بالديون كي يشتروا هاتفاً جوالاً فخيماً لا يحتاجونه أو سيارة فارهة لا يقتنعون بسعرها المبالغ فيه .. لسبب واحد الا وهو محاولة جذب إحترام الآخرين .. لأن هؤلاء يستمدون إحترامهم لذواتهم من إحترام الناس لهم .. مع أنهم قد يكونون في جزيرتهم المهجورة يناضلون من أجل الحياة .. مساكين !!! ما أريد أن أقوله هو أن تشتري أغلي هاتف نقال في السوق .. فقط؛ لأنك تريده أو لأنه يشعرك بالسعادة .. لا لأنك تريد فقط أن يحترمك الناس كي تحترم نفسك ! لا أن تفعل هذا كي يراك الآخرون لينظروا إليك بإحترام تستمد منه إحترامك لذاتك ! لو وضعت نفسك في دائرة المباهاة لم إستمتعت بأي شيء في حياتك .. ولظللت عبداً لمن حولك تستجدي منهم الأحترام الذي لا تجده في داخلك ! ضع الناس في إعتبارك ؛ فصورتك الإجتماعية مهمة .. لكن ما أريد تأكيده لك هو : لا تجعلهم مصدرك الوحيد لإحترامك لنفسك .. من المهم أن نحافظ علي نظرة الناس لنا .. لكن لا تجعل هذا هو مصدرك الأوحد للتقدير الذاتي.. لا تجعل سعادتك معلقة بين يدي الناس .. فنن يمنحك أحد إياها ، إلا أنت ! الآن ... هل عرفنا إجابة السؤال .. لماذا من حولك أغبياء؟؟ قبل أن أنهي الحديث .. دعني أطلب منك طلباً أخيراص ... أرجو منك أن تعد حروف f في الجملة الإنجليزية التالية : Finished files are he result of years of scientific study combined with the experience of years. هل عددت حروف f كما قلتت لك ؟ حسنا ً.. كم عددها ؟ تكلم بصوت مرتفع قليلاً كي أسمعك جيداً.. كم تقول؟ لا ، يا عزيزي الإجابة خاطئة للأسف .. لأن عدد حروف f في الجملة السابقة هو : 6 عزيزي .. بالتأكيد عرفت ، بعد أن قرأت الموضوع كاملاُ ... أن من حولك ليسوا أغبياء بل....... تذكر دائماً ... نحن نعيش في هذه الدنيا حياة واحدة فقط .. فدعنا نجعلها أفضل حياة ممكنة ===================== تمت بفضل من الله ثم الشكر للدكتور شريف عرفة ======================== تحياتي |
الموضوع بجد جميل
انا استفدت كتير منه جزاك الله كل خير:av4056bb7jp3: |
اقتباس:
وجزاكم مثله :078111rg3::078111rg3::078111rg3::078111rg3: |
جزاك الله خيرا
موضوع مفيد جدا و اكثر من رائع |
الغبى هو من يضن نفسة ذكى والذكى هو من يقدر عقلة
الغبى لايسامح ولا ينسى والساذج من يسامح وينسى اما الحكيم من يسامح ولا ينسى |
صراحه موضوع جميل جدا وعقلانى جدا
وانا معاه فكل حرف وان شاء الله اقرا الكتاب ده مشكور |
موضوع غاية فى الروعة لقد استفدت منه وسأرجع له دائماً للتذكرة شكراً للمجهود والطرح الرائع |
اقتباس:
|
اقتباس:
|
اقتباس:
|
اقتباس:
شكرا على مرورك العطر |
جزاك الله خيرا
موضوع مفيد جدا و اكثر من رائع جزاك الله خيرا موضوع مفيد جدا و اكثر من رائع جزاك الله خيرا موضوع مفيد جدا و اكثر من رائع جزاك الله خيرا موضوع مفيد جدا و اكثر من رائع جزاك الله خيرا موضوع مفيد جدا و اكثر من رائع جزاك الله خيرا موضوع مفيد جدا و اكثر من رائع جزاك الله خيرا موضوع مفيد جدا و اكثر من رائع جزاك الله خيرا موضوع مفيد جدا و اكثر من رائع جزاك الله خيرا موضوع مفيد جدا و اكثر من رائع جزاك الله خيرا موضوع مفيد جدا و اكثر من رائع |
بارك الله فيك وجزاك الله كل خير .....بجد موضوع اكثر من رائع يستحق التقدير العلى ....
و يستحق كل انسان ان يقف عندة ويفكر فية لانة بجد موضوع مفيد جدااااا |
اقتباس:
وجزاكم مثله شكرا على المرور العطر |
| جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 07:55 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.