![]() |
شيء من لا شيء مِنْ أَوَّلِ النَّهارِ حتَّى آخِرِ النَّهَارْ. أَتْرُكُ بَابِي مُشْرَعَاً لِلصَّمْتِ وَالرَّتابَهْ. أَجْلِسُ خَلْفَ مَكْتَبي، أُمَارِسُ الكآبَهْ. أَنْظُرُ في يَوْمِيِّتي ... أُطَالِعُ الأَيَّامْ. لا شَيْئَ في جَريدَةِ الصَّباحِ كَيْ أَقْرَأَهُ صارَ سَوَاءً كُلُّ ما تَحْمِلُهُ الأَيَّامُ... مِنْ أَخْبَارْ! . . . . . . . . وَخَوْفَ أَنْ أَنامْ. وَخَوْفَ أن تَسْرِقَ يَوْمِي هَذِهِ الرَّتابهْ، أُحَاوِلُ الخُروُجَ ... مِنْ صَمْتِي إلى الكِتابَهُ. وَشَفتِي لا وَرْدَ في دِمَائِها، وَلا رُؤَىً وَاحَاتُها مُضِيئَةٌ في عَتْمَةِ الأَفْكَارُ! فَلا يَكونُ غيرُ أَنْ أُحَطِّمَ الأَقْلاَمْ. فَيَنْتَهي الحِوَارْ. وَأَنْتَهِيْ... لأَِتْرُكَ الأَوْرَاقَ في غُرْبَتِهَا وَأَوَّلُ الكَلامِ مِثْلُ آخِرِ الكَلامْ، وَآخِرُ النَّهَارِ مِثْلُ أَوَّلِ النَّهَارْ! |
على هامش الحوار يَا صَديقي. مُنْذُ كُنَّا، نَحْنُ في هَذا البَلَدْ غَنَمٌ مَعْرُوضَةٌ لِلْبَيْعِ في سُوقِ خَمِيسٍ، أَوْ أَحَدْ! جَعَلُوهَا نِعْمَةَ الأَعْيَادِ في عَيْنِ الجَمِيعْ. وَزَّعُوهَا ... صَنَّفُوهَا بالعَدَدْ. سَمَّنُوهَا ... فَغَلا سِعْرُ المَبِيعْ. . . . . . هَكذا - يا صَاحِبي - هُمْ رَتَّبُوا هَذا البَلَدْ: تَنْقُصُ الأَغْنَامُ في هَذا القَطِيعْ. تكْثُرُ الأَغْنَامُ في ذَاكَ القَطِيعْ. مِثْلَمَا «الصِّيغَةُ» تَقْضِي. مَا لَنَا أَيُّ خَيَارْ! فَلِمَاذا نَقْتُلُ الوَقْتَ، وَنَمْضِي فِي مَتَاهاتِ الحِوَار |
الشِّعر في عُرس النجومِ الخُضر وأبطالٌ كما العُنقودُ عاشُوا. إذا رحَلوا .. فَسِيرتُهُمْ خُمورُ ! مُرُّوا نُجُومَاً بِلَيْلِ الشِّعْرِ، وَانْسَكِبُوا قَصَائداً لَمْ تُخَبِّئْ مِثْلَهَا الكُتُبُ وَإِنْ بِلاَدٌ لَنَا ضَاعَتْ مَلامِحُهَا، أَنْتُمْ لَها الجَبْهَةُ السَّمْراءُ، والهُدُبُ. أَنْتُمُ لَها سُحُبٌ، والأَرْضُ قَدْ يَبِسَتْ، وَليْسَ يُمْطِرُ... إِلاَّ الغَيْمُ والسُّحُبُ. أَنْتُمْ، علَى صَدْرِها، وَرْدٌ وأَوْسِمَةٌ فَلْتَرْتَفِعْ تَحْتَ خَفْقِ الرَّايَةِ النُّصُبُ! يَا فِتْيَةَ النُّورِ... وَالأَيَّامُ حالِكَةٌ، وَبِالظَّلامِ جَبِينُ الشَّرْقِ مُعْتَصِبُ. وَيا نُسُورَ الفِدَا وَالجَوُّ مُعْتَكِرٌ، وَالشَّمْسُ يَقْطُرُ من أَجْفَانِها التَّعَبُ... بِكُمْ، وَأَزْمِنَةُ التَّحْرِيرِ مُلْتَفَتِي، عَلَى الجُفُونِ زَمانُ الفَتْحِ يَنْكَتِبُ! مَنْ قَالَ.. قَامَاتُكُمْ لَمْ تَرْتَفِعْ شُعَلاً هَلْ غَيْرُ هَامَاتِكُمْ في لِيْلِنَا شُهُبُ؟ مَنْ قالَ .. أَصْوَاتُكُمْ لَمْ تَنْكَتِبْ عِبَراً، وَلَمْ يُرَصِّعْ بِهَا أَوْرَاقَهُ الأَدَبُ! فَلْتَصْمُتِ الخُطَبُ الجَوْفَاءُ، فِي وَطَنٍ لَنْ تَسْتَرِدَّ لَهُ أَمْجَادَهُ الخُطَبُ. وَلْيَسْقُطِ الشِّعْرِ مِنْ أَعْلَى مَنَابِرِه ... يَوْمَ المَنَابِرُ كَفٌّ سَيْفُهَا خَشَبُ. فَأَرْوَعُ الشِّعْرِ، صَمْتٌ حِبْرُهُ دَمُكُمْ... بِنُبْلِهِ لِكِتَابِ الأَرْضِ يَنْتَسِبُ. عَلَى اسْمِكُمْ ... لِجِبَال النَّارِ أُغْنِيَتي مَعَازِفُ الرَّصْدِ في أَوْتَارِهَا اللَّهَبُ. عَنَّيْتُهَا عِشْقَكُمْ لِلأَرْضِ... مَا عَرَفَتْ أَهَزَّهَا جُرْحُهَا الدَّامِي، أَمِ الطَّرَبُ! زَفَفْتُهَا وَعْدَكُمْ بالنَّصْرِ... فَارْتَفَعَتْ عَلى مَشَارِفِهَا الأَبْرَاجُ والقُبَبُ. أَنْتُمْ... لَكُمْ مِنْ جِبَالِ النَّارِ عِزَّتُهَا، وَالآخَرُون لَهُمْ مِنْهَا الذِي نَهَبُوا. تَعِبْتُ مِنْ صُحْبَةِ التُّجَّارِ في وَطَنِي، وَمِنْ حَضَارَةِ عَصْرٍ كُلُّهَا كَذِبُ، وَأَدْعِيَاءِ شِعَاراتٍ مُزَيَّفَةٍ ... بِالْمَالِ تُشْرَى، وَبالإِغْراءِ تُسْتَلَبُ. تَعِبْتُ مِنْ ثِقَلِ المَأْسَاةِ... زَائِرَةً بِكُلِّ ما حَمَّلَتْ أَعْطافَها الحِقَبُ. مَأْسَاةُ لُبْنَانَ - مُذْ كانَتْ - عُرُوبَتُهُ لِمُشْعِلِي نَارِهَا ... الكِبْرِيتُ وَالحَطَبُ وَالجُرْحُ، مِنْدِيلُ عِشْقٍ حِيْكَ مِنْ دَمِهِ؟ فَهَلْ تُغَطِّي، حَيَاءً، وَجْهَها العَرَبُ؟ مُرُّوا نُجُومَاً بِلَيْلِ الشِّعْرِ... لاَ أَدَبٌ قَبْلَ الذينَ بِهِ في عَصْرِكُمْ كَتَبُوا. مُرُّوا مَواكِبَ تَحْريرٍ ... يَعِشْ وَطَنٌ لا غَيْرَ تحْرِيرِكُمْ، أُمٌّ لَهُ وأَبُ! تَقَلَّدُوا الحَقَّ سَيْفَاً... عِنْدَما وَقَفُوا، وَأَسْرَجُوا النَّجْمَ خَيْلاً، عِنْدَما رَكِبُوا. مَلاَمِحُ الجُرْحِ بَعْضٌ مِنْ مَلاَمِحِهِمْ، وَفِي صُدُورٍ لَهُمْ يَسْتَوْطِنُ الغَضَبُ... فَإِنْ بَدَا المَوْتُ كَرْماً مُثْمِراً، أَكَلُوا، وَإِنْ بَدَا المَوْتُ نَبْعاً طَيِّباً ... شَرِبُوا. إِنْ تَعْصِرِ الحَرْبُ مِنْ أَجْسَادِهِمْ دَمَهُمْ، فَالخَمْرُ تَبْدَأُ... لَمَّا يَنْتَهِي العِنَبُ ... ! |
أَحلى الحُلوات في وَجْهِكِ، يا أَحْلَى الحُلوَاتْ. أَبْحَثُ عَنْ شَمْسٍ رائِعَةٍ خَبَّأَهَا مِنْدِيلُ الغَيْمَاتْ. عَنْ نَجْمَةِ صَيْفٍ ضَائِعَةٍ... هارِبَةٍ مِنْ بَيْتِ النَّجْمَاتْ! في وَجُهِكِ سِحْرٌ... إِغْـــــــرَاءٌ مَكْتُوبٌ في كُلِّ القَسَمَاتْ وَقَصَائِدُ حُبٍّ أَجْمَلُ مِنْ أَحْلاَمِ عَصَافِيرِ الغَابَاتْ شَيْئٌ فِي وَجْهِكِ ... مُخْتَلِفٌ عَنْ كُلِّ وُجُوهِ الحَسْنَاواتْ وَأَنا عَاشِقُ حُسْنٍ ... يَتْلُو فِي مَعْبَدِ عَيْنَيْكِ الصَّلَواتْ! غَيَّرَنِي حُبُّكِ ... غَيَّرَنِي. أَرْجَعَنِي طِفْلاً فِي سَاعَاتْ. طِفْلاً يَحْلُمُ، يَعْشَقُ، يَلْهُو فِي رَسْمِ شِفَاهٍ خَمْرِيَّاتْ ويُسَافِرُ بَحَّاراً... يَرْسُو فِي بَحْرِ عُيُونٍ زَيْتِيَّاتْ. أَنا قَبْلَكِ، عُمْرِي أُغْنِيَةٌ تَبْحَثُ عَنْ نَغَمٍ، عَنْ كَلِماتْ. أَنا قَبْلَكِ لَمْ أَعْشَقْ يَوْمَاً، لَكِنِّي ... ضَيَّعْتُ السَّنَواتْ! |
«أوْليس» مُتَفَتِّحٌ جَفْنِي عَلَىحُلُم.فَتَلفُّتِي، هَذا المَدَى الأَزرَقْ. مِنْ مَشْرِقِ الدُّنْيَا ... لِمَغْرِبِهَا، لِي فِيهِ أَشْرِعَةٌ وَلِي زَوْرَقْ. لَكَأَنَّنِي، وَرُؤَايَ تَبْعُدُ بِي، سَفَرٌ إلى بَوَّابَةِ المُطْلَقْ! فَإِذا رَجَعْتُ... فَفِي يَدِي أُفُقٌ، وَإِذا انْتَهَيْتُ... فَفِي الرُّؤَى أَغْرَقْ. |
«لم أعـشـق» لم أعشقْ قبلكِ... لم أعرف قمراً لون عُمري بلُغاتِ الدُّنيا حدَّثني لمْ أعرف قبلكِ فاتنةٍ هاربةٍ من لوحةِ رسّامْ أعلّنْتُ أنا الحُبَّ عليها ولها أعلنتُ الإستسلام! لمْ يحدُثْ يوماً أن علَّقني حُبُ امرأةٍ بالأيام لم أعرفْ عِشقاً غيَّرني ورماني بِهوَى فاتنة رسمت عيناها لي وطنيٍ لمْ يحدثْ قبلكِ أن أعشقْ... أن أبنى بعيُونِ امرأةِ قصراً للِحُبَ وللإحلام! يا من تزرعُ ليلي سهراً، وكشمسٍ في عينيَّ تنامْ. يا أجملَ.. أجملَ أُغنيةِ حملتني بشراعِ الأنغامْ. لحبيبةِ عُمر رائعةٍ... أودعْتُ أنا القلب لديها، وسكبتُ الشعر بعينيها، ورميتُ الرِّيشةَ والأقلامْ. ورميتُ لها كُلَّ سِلاحي، ولها أعلنْتُ الإستسلامْ! |
كلك ذوق اختيار ينم عن احساسك الجميل
سلمت لنا ياقمر |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 04:31 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.