حين كان سكيلز في التاسعة عشر كان يغوص مع غواص خبير يدعى شك. بدأ منظم الهواء يسرّب الهواء, كان لايزال بوسعه التنفس لكن بصعوبة، أريت شك المنظّم فنظر إلي و قال كل منظّماتي تسرّب الهواء. كان محرجاً لي أن أترك شك و لكنني خسرت جزء كبير من الكيكة و لذلك حان وقت الخروج من الماء. ذلك الموقف كان نقطة تحول بالنسبة لسكيلز فقد قرر بعد ذلك أن يقود بدلاً من أن ينقاد للآخرين.
عندما يغوص سكيلز يصاحبه صوتان صوت الطموح الذي يدفعه للمزيد من الإستكشافات و صوت الحذر الذي يمنعه من الإنزلاق في الهاوية. في إحدى المرات استمع سكيلز للصوت الخطأ. كان يغوص في أحد الكهوف و دخل نفقاً ارتفاعه نصف متر ضغط على صدره، صوت الطموح قال استمر و كان متأكداً أن النفق سينفتح على نفق أوسع و لكنه لم يعرف أبداً . إذ وجد نفسه مدفوناً على بعد 17 متراً من بداية النفق عندما بدأ الهواء يندفع من المنظّم على هيئة فقاعات كثيرة. ثم إنه أثار الكثير من الطين لذلك لم يعد يرى شيئاً. أخذ يتحسس في الظلام حتى وجد المنظّم الإحتياطي فوضعه في فمه و لكن هذا أيضاً كان يسّرب الهواء و يدخل الماء إلى فمه. كان أول ما خطر بباله هو أن يسبح في عشوائية و حين تغلّب على فزعه، أخذ يجّرب المنظّم الأول فوجده متصلاً باسطوانة فارغة، الآن هو مرغم على استخدام المنظّم الثاني الذي يدفع في فمه مزيج من الماء المعكرو الرغوة و الهواء. رفع لسانه كي يمنع الماء من دخول حلقه ليمتص الهواء فقط.لكي يحافظ على كمية الهواء المحدودة التي لديه، كان سكيلز يفتح المنظّم ثم يغلقه و بهذا النظام بدأ الخروج . يفتح المنظّم، يرفع لسانه ثم يمتص الهواء، يغلق المنظّم ثم يسبح خطوات ، يتوقف ثم يعيد المحاولة. كانت هذه أكثر اللحظات خطراً بالنسبة لي، فإنني لو سمحت لأي شئ أن يشتت تركيزي عن التحكم في تنفسي لكنت مت. بعد كل هذه الخبرة، تعلم سكيلز أن يتعامل مع كل أنواع الطوارئ، الخطر جزء من هذه الرياضة و لكننا استطعنا إدارته و التحكم فيه. إنني أعيش في فقاعة مرتاحاً و لكن معظم الناس يخافون شيئاً كهذا و بشدة . هكذا يختم سكيلز لقاءه و يتجه نحو البحر مستعداً لمغامرة جديدة. **************** |
7.أفكار مجنونة
إذا كان بوسعي عمل ثروة من نتف الصوف العالقة بالثياب، فلعل أفكارك الجامحة تنجح. من كتاب أسرار من مفكرة مخترع لموريس كانبار بدأت اختراع منتجات جديدة في مطلع العشرينات من عمري. يرى الناس أنني ولدت مخترعاً و بعد30 براءة اختراع فإنني أوافقهم الرأي. لم يعجبني جهاز الأشعة الذي يستعمله طبيب الأسنان ، فاخترعت جهازاً آخر أكثر كفاءة. الإلهام لاختراعي الأول، جاءني و أنا في العشرينات من عمري حين كنت مع-صديقي في مزرعة، أسندت ظهري إلى حائط من الكونكريت(الإسمنت المسلح) و عندما تحركت، لاحظت أن بعضاً من نتف الصوف من بلوفري قد علق بالحائط. لم أواصل رحلتي ،و تجاهلت صديقي و تعجبت من كفاءة الكونكريت في إزالة هذه النتف المزعجة من ثيابي. قلت لنفسي لابد أنها الحواف الحادة للكونكريت التي أزالت بقايا الصوف العالقة بالثياب.أليس بوسعي أن أقلد ملمس حائط الكونكريت الخشن في أداة صغيرة يمكن استخدامها بالمنزل. أداة كتلك ستكون عملّية للعناية بالملابس الصوفية و أفضل من الفرشاة الموجودة بالسوق.كنت قد درست الهندسة و الكيمياء في الكلية. لذلك عندما عدت إلى المنزل بدأت أجرّب. اشتريت قماشاً خشناً و نثرت عليه مادة لاصقة و كريستالات أكسيد الألمونيوم ( المادة المستخدمة في ورق الصنفرة). كانت تشبه الكونكريت بسطحها الخشن و بدا لي أنها ستمسك نتف الصوف. تركتها تجف ثم ألصقتها بقطعة من الخشب. و عندما مررّّتها علي ملابسي الصوفية أدت الغرض المطلوب. الخطوة التالية هي حماية اختراعي ببراءة اختراع. صديقي بالجامعة له ابن عم يدعى هارولد، يعمل محامي براءات اختراع. و قد طلبت مساعدته. قال لي هارولد أنه من بين كل 10 طلبات براءة اختراع تمنح البراءة لواحد، و من هؤلاء الذين يحصلون عليها فإن 1% فقط يتم تصنيعه و من هؤلاء الذين يصنعّون اختراعاتهم فإن 1 من كل 50 يصنع منتج ناجح يشتريه الناس، لذلك عليك أن تكون واثقاً من اختراعك. و قد كنت واثقاً من اختراعي.و بالرغم من تحذيرات هارولد فقد حزت براءة اختراع. و الآن عليّ أن أصنع نموذج أفضل. شئ أقرب إلى ما أرغب في بيعه. تخيلت مقبض رخيص و قوي مصنوع من البلاستيك. ذهبت إلى محل بجوار بيتي يصنع نماذج من البلاستيك. صاحب المحل قال لي أن بوسعه أن يصنع لي قالب من الحديد لتصنيع المقبض مقابل 1200 دولار. حاولت أن أحصل على هذا المال بالاقتراض من عدة بنوك و لكن أياً منها رفض أن يعطيني مالاً لأنه ليس لدي مالاً كي أرد القرض حينما يحين موعد السداد. طلبت من أمي أن تسلفني مالاً فرفضت قائلة لا تكن مجنوناً و حافظ على وظيفتك. كنت أعمل مندوب مبيعات و لكنني أدركت أنني لا أرغب في أن أكون موظفاً عند أحد. لذلك قررت أن أوفّر المال فقد كان لدي ايمان بفكرتي و أظن أنني عنيد. بعد 8 أشهر كان لديّ قالب معدني لإنتاج مقبض بلاستيكي. و حين أكملت المنتج، التفت للتغليف، فالشركات تصرف الكثير من المال و الوقت لاتقان منتجاتها و تغليفها. ذهبت إلى الصيدليات و درست علب الشامبو و الماكياج. ثم كتبت على ورقة وصفاً للمنتج: يزيل نتف الصوف من الثياب الصوفية في ثواني. أقنعت صديقاً كي يشارك في المشروع مقابل نسبة من الآرباح. وفرنّا سوياً 50 دولار و دفعناها إلى مصمّم ليصنع لنا غلافاً لائقاً و يكتب عليه اسم المنتج. و ها هو ذا منتجنا. حان وقت اطلاق الإسم على الأداة و بعد خلاف على التسمية اقترح صديق اسم مزيل نتف الصوف و مشط القماش. المشكلة التالية كانت وضع منتجنا بالأسواق. استخرجنا قائمة بأسماء محلات بيع الثياب الصوفية و عناوينها. كتبت رسائل لتلك المحلات و في نهاية كل رسالة وضعت خطاً منقطاً و كتبت اقطع هنا و أضفت جزءاً خاصاً بطلب أي كمية من الآداة. أرسلت مئات من هذه الرسالة و مع كل منها أداة كي يجربها المشتري و يرى أنها تعمل. سرعان ما تلقينا العديد من الطلبات العشرات ثم المئات ثم الألوف. تكلفّنا الأداة 14 سنت لانتاجها و تباع ب40 سنت و يبيعها المحل بدولار. في فترة قصيرة كسبنا مائتي ألف دولار و هو مبلغ كبير و لازالت هذه الأداة تدر علي ربحاً وفيراً حتى الآن و تباع في الصيدليات و محلات الملابس في الولايات المتحدة والعالم.سعدت أمي بخطئها. و في ال30 من عمري لم أحتج للعمل عند أي شخص آخر. |
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء
لك مني كل الموده والتقدير |
اقتباس:
ربي الواحد الأحد رب النبي محمد صلى الله عليه و سلم ، زدنا علما |
السفينة الغارقة كانت السفينة التي تبلغ 18 مترا من الطول رشيقة و سريعة و بها 5 غرف للنوم وبوسطها مساحة واسعة للسكنى. جلس بن سيلفروود ذو الستة عشر عاما في كابينة القيادة يراقب البحر، فقد كان القائد الآلي يتولى قيادة السفينة. بينما وضع أخوته ميليا 14 سنة و جاك 9 سنوات و كاميلا 5 سنوات في حجرة المعيشة اسطوانة في جهاز تشغيل الإسطوانات و جلسوا يشاهدونها. الأبوان جون 53 عام و جين 46 عام جلسا في حجرة أخرى يخططان مسار الرحلة لليوم التالي. فجأة سمع الجميع صوت خدش في جسم السفينة. قطعت العائلة على متن هذه السفينة نصف المسافة في جولة حول العالم. الأب جون سمسار عقارات يعشق الإبحار و هذه الرحلة هي تحقيق حلم امتد عشرين عاما. أسرع جون وجين إلى كابينة القيادة فصرخ بين:إنها الشعاب المرجانية، لقد اصطدمنا بها. دخلت كميات هائلة من الماء السفينة من الشق الذي أحدثته الشعاب بهيكلها. وضع جون المحرك في الاتجاه العكسي فلم يجدِ هذا التدبير. أسرع الأب و الابن لسطح السفينة و حاولا إنزال الشراع ليقل اندفاع السفينة نحو الشعب المرجانية. ألقى بن لوالده سكينة لقطع قماش الشراع، و في نفس اللحظة ضربت موجة عاتية القارب المطاطي الملحق بالسفينة فمزقت الخطاطيف المعدنية التي تمسك به و ألقته بعيداً في الماء. عاد جون إلى كابينة القيادة و طلب النجدة عبر جهاز اللاسلكي و عندما لم يجدْ رداً شغّل جهاز استغاثة الطوارئ الذي يرسل موجات الراديو لقمر صناعي و الذي بدوره يرد هذه الموجات لطاقم الإغاثة ليحدد عن طريقها مكان السفينة المنكوبة. وحدها السفن الأمريكية مجهزة بمعدات لإستقبال تلك الموجات، و لكن السفينة المنكوبة تبعد 310 ميل من أقرب قاعدة بحرية. لم يجد جون استجابةلإشارته. بالسفينة قارب مطاطي آخر قابل للنفخ، لكن جون خشي أن ينزله في الماء حتى لا تدمره الشعاب المرجانية و قرر إبقاءه على سطح السفينة حتى اللحظات الأخيرة التي يغرق فيها القارب نهائياً. أتلفت المياه أسلاك الكهرباء، فساد القارب ظلام تام. لكن بن كان قد أخذ مجموعة من الأعمدة المتوهجة التي تضيء في حالات الطوارئ. بدأت المياه تغمر السفينة و فجأة سقط أحد أعمدة السفينة على جون فوجد نفسه ملقى على ظهره، يعلوه عامود من الألمونيوم يزن 1000 كيلو و قد سقطت قطعة حادة منه على ساقه فبترتها. و أصبحت ساقه- أسفل الركبة تتدلى من جسده وترتبط بجسمه عن طريق وتر واحد. السفينة تغرق و هو مثبت على سطحها و ليس بوسعه في هذا الوضع أن يساعد عائلته. فإن لم يغرق فإن الجرح الذي أصابه سيقتله حتماً. ماذا حدث لتلك الأسرة المنكوبة؟ ترقبوا باقي الأحداث . |
كان جون (الأب) في الصف الثالث الإعدادي عندما اصطحبه زميلفي رحلة بحرية. و قد عشق جون الملاحة منذ ذلك الوقت المبكر. كان جون ذكياًو عنيداً و قد أشبعت تلك الرياضة عشقه للحرية و الإستقلال و التحدياتالبدنية و العقلية. في سني الجامعة ، أخذ جون عامين إجازة للإبحار في البحرالكاريبي. و بعد تخرجه عمِل في أعمال البناء و كان يقضي باقي الوقت في صنع سفينة و حين انتهى من ذلك أبحر على متنها في المحيط.
قابل جون جين في إحدى رحلاته البحرية و قد جمعهما حب الملاحة و تزوجا عام 1986 في نادي لليخوت بنيويورك. استقر الزوجان في مدينة سان دييجو حيث عمل جون سمساراً للعقارات في شركة أسسها مع إخوته. كان هدف جون منذ البداية هو توفير مبلغ كبير من المال لقضاء عام مبحراً حول العالم مع عائلته.حرصت جين على تحقيق هذا الحلم لكنها وضعت الأولوية للأمور الواقعية. أصاب جون ثروة واسعة من عمله و حين أصبح في الخمسين من عمره، بدا له أن الوقت قد حان لتحقيق حلمه. في عام 2003، اشترى الزوجان سفينة تدعى الموجة الزمردية ب400,000 دولار ( و هو سعر أقل مما تكلف مثيلاتها ). كانت السفينة آمنة و مريحة و لها هيكل مصنوع من الكيفلر، و هو المادة المستخدمة في صناعة السترات الواقية من الرصاص. ألحق بكل حجرة حمام، و بها مطبخ مجهز لطهي أشهى المأكولات، أما غرفة الطعام فبها طاولة محاطة بثماني كراسي. غيّر الزوجان اسم السفينة إلى جين الزمردية. و أعاد جون تجهيزها لتصبح أكثر أماناً. في ذلك الصيف أبحر الزوجان بالسفينة من فلوريدا إلى نيويورك ثم لحق بهما الأولاد حيث قضت العائلة أشهر الصيف على متنها. أراد الأبوان أن يتعرفا على أولادهما بدرجة أكبر مما تتيحه حياة المدينة التي تبقي كل منهم مشغول بأنشطته الخاصة. كما أرادا أن يقضي أولادهما وقتاً أطول في الطبيعة بعيداً عن الكمبيوتر و ألعابه. أعجبت الحياة على متن السفينة الأولاد الصغار، أما بن و إميليا فقد كان الأمر صعباً عليهما. كلاهما افتقد أصحابه. بن شاب رياضي ورث عن أبوه حب المغامرة والتحديات لكن الإبحار في سفينة مع عائلته بدا أمراً مملاً على عكس منافسات التزلج التي حرمته الرحلة منها كما إنه افتقد رحلات التنزه التي يتسلق فيها الجبال و افتقد ألعاب الكمبيوتر أيضاً. ********** هل تلم الرحلة شمل الأسرة أم تشتتها ؟ هذا ما ستعرفونه لاحقاً بإذن الله. |
ننتظر جديدك
بارك الله فيك وجزاك الخير كله |
اقتباس:
إذاً تابعي معي باقي الحكاية المثيرة. |
سجّلت الأم أولادها في برنامجاً للدراسة تديره الحكومة عن طريق شبكة المعلومات. يجلس الأولاد للمذاكرة من الثامنة صباحاً حتى الظهر و يرسلون واجباتهم بالبريد الألكتروني لمدرسيهم. بعد ذلك يقوم الأولاد بتنظيف السفينة و تجهيز الطعام و في المساء يشاهدون أشرطة متنوعة على الكمبيوتر.لكنهم كانوا يشعرون بالملل و كثيراً ما كانوا يتشاجرون لأقل الأسباب.خلال عدة أسابيع من الإبحار، تغيرت أحوالهم، بدأت حياة البحر تعجبهم و عرفوا كيفية استخدام أجهزة السفينة المختلفة و تعاونوا لتأدية الأعمال المختلفة. أصبح بن قارئ ممتاز، أما إميليا فقد أعجبت بالمخلوقات البحرية و أخذت تدرسها باهتمام. و مما قلّل شعورهم بالوحدة أن أقاربهم أخذوا يزورونهم من وقت لآخر. و توالت مغامراتهم، فصاروا يمارسون الغطس في المياه فتقابلهم أسراب من الأسماك المتنوعة. في المساء ، كان جون يستلقي على ظهره بجوار أبناءه و يعّرفهم أسماء النجوم المختلفة.عبرت العائلة قناة بنما و وصلوا إلى الأكوادور في أمريكا الجنوبية حيث استكشفوا حضارة الأنكا البائدة و حين وصلوا جزر جالاباجوس تسلقوا بركاناً خامداً و أخذوا يعبثون مع السلاحف العملاقة التي يصل عمرها لمئة عام.
قطعت السفينة 4800 كيلومتراً من المياه حتى وصلوا جزر بولونيزيا الفرنسية و عندها تعطل مولد الكهرباء و انتظروا في الجزيرة لحين إصلاحه. تزلج بن على أمواج المحيط البالغة الإرتفاع بينما أخذ جاك يسبح مع اخطبوط في الماء. في ديسمبر 2004 طارت العائلة إلى نيوزلندة بالقرب من أستراليا وقضوا 3 أسابيع في استكشاف غاباتها المطيرة. مع بداية العام الجديد، تركت العائلة السفينة راسية في ميناء الجزيرة و عادوا إلى موطنهم في سان دييجو لحين انتهاء موسم الإعاصير.أثار العودة للمدينة اهتمام الأولاد لفترة وجيزة إذ سرعان ما ملوا تلك الحياة و اشتاقوا للإبحار من جديد.حين انتهى العام الدراسي في يونيو، طارت العائلة حتى وصلوا جزيرة بولونيزيا حيث واصلوا الإبحار في السفينة متجهين إلى أستراليا و قد قرروا إنهاء الرحلة في أغسطس و العودة لديارهم. *************** ماذا حدث للعائلة حين مزقت الشعاب المرجانية سفينتهم؟ هذا ما ستعرونه لاحقاً بإذن الله. |
تركت السفينة الجزيرة في 24 يونيو و في اليوم التالي تفككت البراغي التي تربط عاموداً معيناً مع سارية الشراع. أنزل جون الشراع و قضى ساعة محاولاً حل المشكلة. و حين حل الظلام قرر ترك الأمر لليوم التالي.شغّل جون المحرك الإحتياطي لتعويض الدفع الذي كان الشراع يقوم به. بعد مسافة 320 كيلومتراً، قابلتهم الشعاب المرجانية، خطّط جون للإستدارة حولها بالنهار، أما في الظلام فإن ذلك بدا مستحيلاً. لم يكن بإمكانهم إطفاء المحرك و التوقف لأن المحيط بالغ العمق في هذه الأرجاء ( حوالي 3،2 كيلومتراً) لذلك فلا يمكن إنزال مرساة لتثبيت السفينة في قاع المحيط. المياه في هذه المنطقة مجهولة المعالم و الخرائط الموضوعة تفتقد الدقة.لكن جون درس الخرائط التي بين يديه جيداً قبل أن يقع اختياره على الطريق التي سلكها. و قد اختارها بحيث يكون بعيداً حوالي 11،2 كيلومتراً من الشعاب ثم شغّل القائد الآلي و ذهب للحديث مع زوجته، تاركاً بين لمراقبة كابينة القادة، أما ألأولاد فقد جلسوا يشاهدون التلفزيون.
حين سقطت السارية على زوجها، صرخت جين من شدة الفزع، طلب جون من بين إحضار حبلاً سميكاً، ثم قام بين بلف الحبل حول ساق والده المقطوعة لوقف النزيف. وضعت جين أولادها في قارب النجاة المطاطي مع بعض أكياس الطعام و زجاجات الماء و سبيدي و هي سلحفاة مائية قابلها الأولاد منذ سنتين و احتفظوا بها. أخذت السفينة تتراقص مع الأمواج العالية مما قلب قارب النجاة. أعادت جين للقارب توازنه و وضعت فيه الأولاد مرة ثانية، لكن المؤن و السلحفاة فقدوا في مياه البحر. استقر قارب النجاة على الطرف البعيد للسفينة و حاولت جين مع بين رفع السارية عن ساق جون لكنهما لم ينجحا في ذلك. أخذت العائلة تدعو الرب بصوت مرتفع كي ينقذ عائلها. خاطب جون ابنه قائلاً: إذا بدأت السفينة تغرق، فاقطع ما تبقى من ساقي و لا تخشى شيئاً. أزعجت الفكرة بين، لكنه وعد أباه أن يتصرف إذا حانت تلك اللحظة. *************** هل تنجو العائلة و ربها المنكوب من تلك المحنة؟ هذا ما تعرفونه لاحقاً بإذن الله. |
بانتظار بقية القصة
سلمت يداك تحياتي ودعواتي |
السلام عليكم
جمال النغم كيف حالك ؟عساك بخير و كل قارىء شرفني بقراءة كلماتي. إليكم المزيد من واقع حياة تلك الأسرة. |
النجاة
في التاسعة و النصف، اقترب منهم قارب ذو محرك على متنه 7 رجال من سكان الجزيرة، وضع الرجال جون في القارب ثم أخذوا بقية أفراد العائلة معهم. انطلق القارب إلى جزيرة مانو حيث تسكن عائلة واحدة ممتدة مكونة من 21 فرداً من الأجداد حتى الأحفاد. أرسلت العائلة رسالة عاجلة إلى مركز الإنقاذ القريب . أعطى المنقذون أفراد العائلة ثياباً نظيفة و طعاماً شهياً من فطائر الكريب و السمك النئ و ثمار جوز الهند و أخذوا يرفهون عن الأطفال بإحضار صغار القطط و السلاحف البحرية كي يلهو الصغار معها.
أرسل الفرنسيون طائرة هيليكوبتر حملت جون للمشتشفى فوصلوا هناك عند الظهر. عالج الأطباء جون حتى استقرت حالته. قامت طائرة نفاثة بنقل جون وعائلته إلى تاهيتي في الساعة 5،30 خدّر الفريق الجراحي جون ثم قاموا ببتر ساقه أسفل الركبة. قال الأطباء أن جون وصل في اللحظة الأخيرة التي بعدها كانت حياته مهددة بالخطر. أجرى الأطباء غسيلاً كلوياً لجون على مدى 6 أيام و استغرق 5 أيام أخرى حتى تعافى بدرجة تمكنه من العودة إلى بلاده. طارت العائلة للولايات المتحدة بعد 11 يوماً من العملية و هناك استقبلتهم سيارة إسعاف نقلت جون إلى المستشفى حيث أجريت له جراحة أخرى تم فيها استئصال ركبته. أصابت جون عدوى شديدة تركته محموماً يهلوس لكنه تعافى في 3 أشهر و التئم جرحه و عندها بدأ العلاج الطبيعي و إعادة التأهيل. ثبّت الأطباء ساقاً صناعية على أحدث طراز بساق جون المبتورة. بتلك الساق شريحة الكترونية متناهية الصغر تتحكم في الركبة و تتواءم مع سرعة جون لكن جون لازال يتدرب على استعمالها باتقان. بعد مرور عام على الحادث قال جون إنه قطع نصف الطريق في ذلك. لم يعرف جون أبداً من المسؤول عن الحادث، أبالخرائط خطأ أم أخطأ هو برمجة القائد الآلي أم أن القائد الآلي كان به خلل. لازال جون يعاني من آلاماً في ساقه المقطوعة التي يخيل إليه أنها لازالت موجودة في بعض الأحيان. استغرق جون وقتاً حتى تغلب على مخاوفه من الإبحار ، لكنه أبحر ثانية في فبراير و أخذ يخطّط لشراء قارباً جديداً.أما بقية العائلة فقد استقبلت بالترحاب فكرة الإبحار و خرجوا في رحلة بحرية إلى المسكيك. تقول إميليا، "إن الحادث أشعرني بقدرتي على التصرف بكفاءة في حالة الطوارئ." أعجب الأب بتصرف ابنه خلال الحادث و أعطته الكشافة ميدالية لبطولته في مساعدة عائلته. يقول بين،" منذ الحادث صرنا نهتم ببعضنا أكثر." نظر جون لعائلته ثم قال،"لقد فقدت ساقاً، لكن انظروا ماذا لدي." ************ ألقاكم مجدداً عم قريب و الكثير من حكايات نشأت في رحم الواقع بين قوانينه الصائبة. |
اقتباس:
الحمد لله بخير يارب تكوني باحسن حال شكرا لك على اختيارك للقصص التي تحوي بين طياتها كثير من العبر تسلمي ويسلم لنا مجهوك الرائع خالص التحية والدعوات |
اقتباس:
|
جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 06:22 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.