بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   أرشيف المنتدي (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=513)
-   -   موسوعة الأخلاق الإسلامية (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=511314)

محمد رافع 52 26-04-2013 02:19 PM


محمد رافع 52 26-04-2013 03:58 PM

أقوال السَّلف والعلماء في الحَيَاء

- قال عمر رضي الله عنه: (مَن قلَّ حياؤه قلَّ ورعه، ومَن قلَّ ورعه مات قلبه) .
- قال ابن القيِّم في حقيقة الحَيَاء: (قال صاحب المنازل: الحَيَاء: مِن أوَّل مدارج أهل الخصوص، يتولَّد مِن تعظيمٍ منوطٍ بودٍّ. إنَّما جَعَل الحَيَاء مِن أوَّل مدارج أهل الخصوص: لما فيه مِن ملاحظة حضور مَن يستَحيي منه، وأوَّل سلوك أهل الخصوص: أن يروا الحقَّ سبحانه حاضرًا معهم، وعليه بناء سلوكهم. وقوله: إنَّه يتولَّد مِن تعظيمٍ منوطٍ بودٍّ. يعني: أنَّ الحَيَاء حالة حاصلة مِن امتزاج التَّعظيم بالمودَّة، فإذا اقترنا تولَّد بينهما الحَيَاء، والجنيد يقول: إنَّ تولُّده مِن مشاهدة النِّعم ورؤية التَّقصير، ومنهم مَن يقول: تولُّده مِن شعور القلب بما يستحيي منه، فيتولَّد مِن هذا الشُّعور والنُّفرة، حالةٌ تُسَمَّى: الحَيَاء، ولا تنافي بين هذه الأقوال، فإنَّ للحياء عدَّة أسباب) .
- وقال أيضًا: (حياة القلب يكون فيه قوَّة خُلُق الحَيَاء، وقلَّة الحَيَاء مِن موت القلب والرُّوح، فكلَّما كان القلب أحيى كان الحَيَاء أتم.
- قال الجنيد: الحَيَاء: رؤية الآلاء ورؤية التَّقصير، فيتولَّد بينهما حالة تُسمَّى الحَيَاء، وحقيقته: خُلُقٌ يبعث على ترك القبائح، ويمنع مِن التَّفريط في حقِّ صاحب الحقِّ).
- وقال الفضيل بن عياض: (خمسٌ مِن علامات الشَّقاوة: القسوة في القلب، وجمود العين، وقلَّة الحَيَاء، والرَّغبة في الدُّنْيا، وطول الأمل) .
- وقال أبو عبيدة النَّاجي: سمعت الحسن يقول: (الحَيَاء والتَّكرُّم خصلتان مِن خصال الخير، لم يكونا في عبد إلَّا رفعه الله عزَّ وجلَّ بهما) .
- (وقال ابن عطاء: العلم الأكبر: الهيبة والحَيَاء؛ فإذا ذهبت الهيبة والحَيَاء، لم يبق فيه خير.
- وقال ذو النُّون المصري: الحَيَاء، وجود الهيبة في القلب، مع وحشة ما سبق منك إلى ربِّك تعالى.
- وقال أبو عثمان: مَن تكلَّم في الحَيَاء ولا يستحي مِن الله عزَّ وجلَّ فيما يتكلَّم به، فهو مُستَدرَج.
- وقال الجريري: تعامل القرن الأوَّل مِن النَّاس فيما بينهم بالدِّين، حتى رقَّ الدِّين.. ثمَّ تعامل القرن الثَّاني بالوفاء حتى ذهب الوفاء، ثمَّ تعامل القرن الثَّالث بالمروءة حتى ذهبت المروءة، ثمَّ تعامل القرن الرَّابع بالحَيَاء حتى ذهب الحَيَاء، ثمَّ صار النَّاس يتعاملون بالرَّغبة والرَّهبة.
- وقيل: مِن علامات المستحي: أن لا يُرَى بموضع يُسْتَحَيا منه) .
- وقال ابن أبي الدُّنْيا: (قيل لبعض الحكماء: ما أنفع الحَيَاء؟ قال: أن تستحي أن تسأله ما تحبُّ، وتأتي ما يكره) .
- وقال ربيط بني إسرائيل: (زين المرأة الحَيَاء، وزين الحكيم الصَّمت) .

محمد رافع 52 26-04-2013 03:59 PM

فوائد الحَيَاء

1- أن الحَيَاء مِن خصال الإيمان.
2- هجر المعصية خجلًا من الله سبحانه وتعالى.
3- الإقبال على الطَّاعة بوازع الحبِّ لله عزَّ وجلَّ.
4- يبعد عن فضائح الدُّنْيا والآخرة.
5- أصل كلِّ شعب الإيمان.
6- يكسو المرء الوَقَار فلا يفعل ما يخلُّ بالمروءة والتوقير ولا يؤذي مَن يستحقُّ الإكرام.
7- لا يمنع مِن مواجهة أهل الباطل ومرتكبي السوء.
8- مَن استحى مِن الله ستره الله في الدُّنْيا والآخرة.
9- يُعدُّ صاحبه مِن المحبوبين عند الله وعند النَّاس.
10- يمنع الشَّخص عن الفواحش، ويجعله يستتر بها إذا هو سقط في شيء مِن أوحالها.
11- يدفع المرء إلى التَّحلِّي بكلِّ جميل محبوب، والتَّخلِّي عن كلِّ قبيح مكروه .

محمد رافع 52 26-04-2013 04:01 PM

أقسام الحَيَاء

(ينقسم الحَيَاء باعتبار محلِّه إلى قسمين:
1- القسم الأوَّل: حياء فطريٌّ: وهو الذي يُولَد مع الإنسان متزوِّدًا به، ومِن أمثلته: حياء الطِّفل عندما تنكشف عورته أمام النَّاس، وهذا النَّوع مِن الحَيَاء منحة أعطاها الله لعباده.
2- والقسم الثَّاني: حياء مكتسب: وهو الذي يكتسبه المسلم مِن دينه، فيمنعه مِن فعل ما يُذَمُّ شرعًا، مخافة أن يراه الله حيث نهاه، أو يفقده حيث أمره.
وينقسم باعتبار متعلَّقه إلى قسمين:
1- القسم الأوَّل: الحَيَاء الشَّرعي: وهو الذي يقع على وجه الإجلال والاحترام، وهو محمود.
2- القسم الثَّاني: الحَيَاء غير الشَّرعي: وهو ما يقع سببًا لترك أمر شرعي، وهذا النَّوع مِن الحَيَاء مذموم، وهو ليس بحياء شرعي، وإنَّما هو ضعف ومهانة) .

محمد رافع 52 26-04-2013 04:04 PM

صور الحياء

من صور الحياء المحمود:
- الحَيَاء مِن الله: وذلك بالخوف منه ومراقبته، وفعل ما أمر واجتناب ما نهى عنه، وأن يستحي المؤمن أن يراه الله حيث نهاه، وهذا الحَيَاء يمنع صاحبه مِن ارتكاب المعاصي والآثام؛ لأنَّه مرتبطٌ بالله يراقبه في حِلِّه وترحاله.
- الحَيَاء مِن الملائكة: وذلك عندما يستشعر المؤمن بأنَّ الملائكة معه يرافقونه في كلِّ أوقاته، ولا يفارقونه إلَّا عندما يأتي الغائط، وعندما يأتي أهله.
- الحَيَاء مِن النَّاس: وهو دليلٌ على مروءة الإنسان؛ فالمؤمن يستحي أن يؤذي الآخرين سواءً بلسانه أو بيده، فلا يقول القبيح ولا يتلفَّظ بالسُّوء، ولا يطعن أو يغتاب أو ينم، وكذلك يستحي مِن أن تنكشف عوراته فيطَّلع عليها النَّاس.
صور الحَيَاء المذموم:
مِن صور الحَيَاء المذموم:
- الحَيَاء في طلب العلم:
إذا تعلَّق الحَيَاء بأمر دينيٍّ، يمنع الحَيَاء مِن السُّؤال فيه أو عرضه في تعليم أو دعوة، فإنَّ ممَّا ينبغي حينها، رفع الحرج، ومدافعة هذا الحَيَاء الذي يمنع مِن التَّحصيل العلمي أو الدَّعوة إلى الله سواءً عند الرِّجال أو النساء .
فقد ورد أنَّ أمَّ سليم رضي الله عنها ((جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إنَّ الله لا يستحيي مِن الحقِّ، فهل على المرأة مِن غسلٍ إذا احتلمت؟ قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: إذا رأت الماء. فغطَّت أمُّ سلمة -تعني وجهها- وقالت: يا رسول الله وتحتلم المرأة؟! قال: نعم، تَرِبَت يمينك، فيمَ يشبهها ولدها)) .
وعن مجاهد، قال: (إنَّ هذا العلم لا يتعلَّمه مستحٍ ولا متكبِّرٍ) .
وعن سعيد بن المسيب ((أنَّ أبا موسى قال لعائشة -رضي الله عنها-: إنِّي أريد أن أسألكِ عن شيءٍ وإنِّي أستحييك. فقالت: لا تستحيي أن تسألني عمَّا كنت سائلًا عنه أمَّك التي ولدتك، فإنَّما أنا أمُّك. قلت: فما يوجب الغسل؟ قالت: على الخبير سقطت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا جلس بين شُعَبِها الأربع، ومسَّ الختانُ الختانَ فقد وجب الغسل)) .
ورُوِي عن الأسود ومَسْرُوق قال: ((أتينا عائشة لنسألها عن المباشرة للصَّائم، فاستحينا فقمنا قبل أن نسألها، فمشينا لا أدري كم، ثمَّ قلنا: جئنا لنسألها عن حاجة ثمَّ نرجع قبل أن نسألها؟ فرجعنا فقلنا: يا أمَّ المؤمنين، إنَّا جئنا لنسألك عن شيء فاستحينا فقمنا. فقالت: ما هو؟ سلا عمَّا بدا لكما. قلنا: أكان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يباشر وهو صائم؟ قالت: قد كان يفعل ذلك، ولكنَّه كان أملك لإرْبِه منكم)) .
- الحَيَاء مِن الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر:
الحَيَاء لا يمنع المسلم مِن أن يأمر بالمعروف أو ينهى عن المنكر، قال تعالى: وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ [الأحزاب:53].
بل الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر سمة مِن سمات هذه الأمَّة، كما قال عزَّ وجلَّ: كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ [آل عمران:110].
والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم مع شدَّة حيائه، لم يثنه ذلك عن قول الحقِّ، ويتبيَّن ذلك في موقفه مع أسامة بن زيد رضي الله عنهما، حينما أراد أن يشفع في حدٍّ مِن الحدود، فلم يمنعه حياؤه صلى الله عليه وسلم مِن أن يقول لأسامة في غضب: أتشفع في حدٍّ مِن حدود الله؟! ثمَّ قام فاختطب، ثمَّ قال: إنَّما أهلك الذين قبلكم أنَّهم كانوا إذا سرق فيهم الشَّريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضَّعيف أقاموا عليه الحدَّ، وايم الله لو أنَّ فاطمة بنت محمَّد سرقت لقطعت يدها) .
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنَّ الله ليسأل العبدَ يوم القيامة حتى يقول: ما منعك إذْ رأيتَ المنكر أن تنكره؟ فإذا لقَّن الله عبدًا حجَّته قال: يا ربِّ! رجوتُك وفَرِقْتُ مِن النَّاس)) .
- فعل أمر نهى عنه الشَّارع:
فمَن دفعه حياؤه إلى فعل أمرٍ نهى عنه الشَّارع، أو إلى ترك واجب مرغوب في الدِّين فليس حييًّا شرعًا، وإنَّما هذا يعتبر ضعفًا ومهانة.
فليس مِن الحَيَاء أن يترك الصَّلاة الواجبة بسبب ضيوفٍ عنده حتى تفوته الصَّلاة. وليس مِن الحَيَاء أن يمتنع الشَّخص مِن المطالبة بالحقوق التي كفلها له الشَّرع .
صور الحَيَاء كما ذكرها ابن القيِّم:
ذكر ابن القيِّم صورًا للحياء وقسَّمها إلى عشرة أوجه وهي:
(حياء جناية، وحياء تقصير، وحياء إجلال، وحياء كرم، وحياء حِشْمَة، وحياء استصغارٍ للنَّفس واحتقارٍ لها، وحياء محبَّة، وحياء عبوديَّة، وحياء شرف وعزَّة، وحياء المستحيي مِن نفسه.
فأمَّا حياء الجناية: فمنه حياء آدم عليه السَّلام لما فرَّ هاربًا في الجنَّة، قال الله تعالى: أفرارًا منِّي يا آدم؟ قال: لا يا ربِّ، بل حياءً منك.
وحياء التَّقصير: كحياء الملائكة الذين يسبِّحون اللَّيل والنَّهار لا يفترون، فإذا كان يوم القيامة قالوا: سبحانك! ما عبدناك حقَّ عبادتك.
وحياء الإجلال: هو حياء المعرفة، وعلى حسب معرفة العبد بربِّه، يكون حياؤه منه.
وحياء الكَرَم: كحياء النَّبيِّ مِن القوم الذين دعاهم إلى وليمة زينب وطوَّلوا الجلوس عنده، فقام واستحيى أن يقول لهم: انصرفوا.
وحياء الحِشْمَة: كحياء علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أن يسأل رسول الله عن المذْي لمكان ابنته منه.
وحياء الاستحقار واستصغار النَّفس: كحياء العبد مِن رَبِّه عزَّ و جلَّ حين يسأله حوائجه، احتقارًا لشأن نفسه واستصغارًا لها...
وقد يكون لهذا النَّوع سببان:
أحدهما: استحقار السَّائل نفسه، واستعظام ذنوبه وخطاياه.
والثَّاني: استعظام مسؤوله.
وأمَّا حياء المحبَّة: فهو حياء المحبِّ مِن محبوبه، حتى إنَّه إذا خطر على قلبه في غيبته هاج الحَيَاء مِن قلبه، وأحسَّ به في وجهه، ولا يدرى ما سببه، وكذلك يعرض للمحبِّ عند ملاقاته محبوبه ومناجاته له روعةٌ شديدةٌ، ومنه قولهم: جمال رائع، وسبب هذا الحَيَاء والرَّوعة، ممَّا لا يعرفه أكثر النَّاس.
ولا ريب أنَّ للمحبَّة سلطانًا قاهرًا للقلب، أعظم مِن سلطان مَن يقهر البدن، فأين مَن يقهر قلبك وروحك إلى مَن يقهر بدنك؟ ولذلك تعجَّبت الملوك والجبابرة مِن قهرهم للخَلْق، وقهر المحبوب لهم وذلهم له، فإذا فاجأ المحبوب مُحِبَّه ورآه بغتةً: أحسَّ القلب بهجوم سلطانه عليه فاعتراه روعةٌ وخوف...
وأمَّا الحَيَاء الذي يعتريه منه -وإن كان قادرًا عليه كأمته وزوجته- فسببه والله أعلم أنَّ هذا السُّلطان لـمَّا زال خوفه عن القلب، بقيت هيبته واحتشامه، فتولَّد منها الحَيَاء، وأمَّا حصول ذلك له في غيبة المحبوب فظاهرٌ لاستيلائه على قلبه، فوهمه يغالطه عليه ويكابره حتى كأنَّه معه.
وأمَّا حياء العبوديَّة: فهو حياء ممتزجٌ مِن محبَّة وخوف، ومشاهدة عدم صلاح عبوديَّته لمعبوده، وأنَّ قدره أعلى وأجلُّ منها، فعبوديتَّه له توجب استحياءه منه لا محالة.
وأما حياء الشَّرف والعزَّة، فحياء النَّفس العظيمة الكبيرة، إذا صدر منها ما هو دون قدرها مِن بذلٍ أو عطاءٍ وإحسانٍ، فإنَّه يستحيي -مع بذله- حياء شرف نفسٍ وعزَّةٍ، وهذا له سببان: أحدهما: هذا. والثَّاني: استحياؤه مِن الآخذ حتى كأنَّه هو الآخذ السَّائل، حتى إنَّ بعض أهل الكَرَم لا تطاوعه نفسه بمواجهته لمن يعطيه حياءً منه، وهذا يدخل في حياء التَّلوُّم؛ لأنَّه يستحيي مِن خَجْلَة الآخذ.
وأما حياء المرء مِن نفسه: فهو حياء النُّفوس الشَّريفة العزيزة الرَّفيعة مِن رضاها لنفسها بالنَّقص وقناعتها بالدُّون، فيجد نفسه مستحيًا مِن نفسه حتى كأنَّ له نفسين يستحيي بإحداهما مِن الأخرى، وهذا أكمل ما يكون مِن الحَيَاء؛ فإنَّ العبد إذا استحيى مِن نفسه فهو بأن يستحيي مِن غيره أجدر) .

محمد رافع 52 26-04-2013 04:06 PM

مِن مظاهر قلَّة الحَيَاء
- المجاهرة بالذُّنوب والمعاصي وعدم الخوف مِن الله.
- لبس النِّساء الكاسيات العاريات الملابس التي تصف الأجسام، أو الضَّيِّقة أو المفتوحة مِن الأعلى والأسفل.
- حديث المرأة مع الرَّجل الأجنبي عند خروجها واختلاطها به.
- التَّلفُّظ والتَّفوُّه بالألفاظ البذيئة والسَّيِّئة التي تجرح الآخرين.
- كلام الرَّجل مع غيره بالأسرار الزَّوجية والأمور الخاصَّة التي تحصل بينه وبين زوجته.
- كشف العورات و عدم سترها.

محمد رافع 52 26-04-2013 04:09 PM

موانع اكتساب الحَيَاء
- الغناء:
روى البيهقي وابن أبي الدُّنْيا عن أبي عثمان اللَّيثيِّ قال: قال يزيد بن الوليد النَّاقص: (يا بني أميَّة إيَّاكم والغناء؛ فإنَّه ينقص الحَيَاء، ويزيد في الشَّهوة، ويهدم المروءة) .
- ارتكاب المعاصي:
بيَّن ابن القيِّم أنَّ الذُّنوب والمعاصي تُذْهِب الحَيَاء فقال: (ومِن عقوباتها ذهاب الحَيَاء الذي هو مادَّة الحياة للقلب، وهو أصل كلِّ خير وذهاب كلِّ خير بأجمعه، وفي الصَّحيح عنه أنَّه قال: ((الحَيَاء خير كلُّه)). وقال: ((إنَّ ممَّا أدرك النَّاس مِن كلام النُّبوَّة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت)). وفيه تفسيران: أحدهما أنَّه على التَّهديد والوعيد، والمعنى: مَن لم يستح فإنَّه يصنع ما شاء مِن القبائح؛ إذِ الحامل على تركها الحَيَاء، فإذا لم يكن هناك حياءٌ نزعه مِن القبائح، فإنَّه يواقعها، وهذا تفسير أبي عبيدة، والثَّاني: أنَّ الفعل إذا لم تستح فيه مِن الله فافعله، وإنَّما الذي ينبغي تركه ما يُستحى منه مِن الله، وهذا تفسير الإمام أحمد في رواية ابن هاني، فعلى الأوَّل يكون تهديدًا، كقوله: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ [فصِّلت:40]، وعلى الثَّاني يكون إذنًا وإباحة، فإن قيل فهل مِن سبيل إلى حمله على المعنيين؟ قلت: لا، ولا على قول مَن يحمل المشترك على جميع معانيه، لما بين الإباحة والتَّهديد مِن المنافاة، ولكن اعتبار أحد المعنيين يوجب اعتبار الآخر، والمقصود: أنَّ الذُّنوب تُضْعِف الحَيَاء مِن العبد حتى ربَّما انسلخ منه بالكلِّيَّة، حتى ربَّما أنَّه لا يتأثَّر بعلم النَّاس بسوء حاله، ولا باطِّلاعهم عليه، بل كثير منهم يخبر عن حاله وقبح ما يفعله، والحامل على ذلك انسلاخه مِن الحَيَاء، وإذا وصل العبد إلى هذه الحالة، لم يبق في صلاحه مطمع) .

محمد رافع 52 26-04-2013 04:11 PM

الوسائل المعينة على اكتساب الحَيَاء

الحَيَاء موجود في فطرة الإنسان، وعلينا أن نجعله رفيقًا لنا في كلِّ أقوالنا وأفعالنا، وهناك بعض الوسائل التي تنمِّي هذه الصِّفة وتقوِّيها في نفوسنا، ومِن هذه الوسائل:
1- اتِّباع أوامر الله سبحانه والخوف منه، ومراقبته في كلِّ حين، واستشعار معيته.
2- اتِّباع سنَّة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم والاقتداء به في حياته القوليَّة والفعليَّة.
3- غضُّ البصر عمَّا حرَّم الله سبحانه وتعالى، وعدم تتبُّع عورات الآخرين.
4- الصَّبر عن المعصية يعين على ملازمة الحَيَاء.
5- تربية الأولاد على الحَيَاء.
6- مجالسة مَن يتَّصف بصفة الحَيَاء.

محمد رافع 52 26-04-2013 04:13 PM

نماذج مِن حَيَاء الأنبياء والمرسلين عليهم السلام
حياء أبينا آدم وأمِّنا حواء:
إنَّ الحَيَاء خاصيَّة مِن الخصائص التي حبا الله بها الإنسان؛ ليبتعد عن مزاولة الذُّنوب والمعاصي والشَّهوات، وحينما أكل آدم وحواء مِن الشجرة التي نهاهما الله عن الأكل منها، بدت لهما سوءاتهما، فأسرعا يأخذان مِن أوراق الجنَّة ليسترا عوراتهما، فتحدَّث القرآن الكريم عن ذلك بقوله: فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ [الأعراف:22].
وهذا يدلُّ على أنَّ الإنسان مفطورٌ على الحَيَاء، وأمَّا قلَّة الحَيَاء فهي منافية للفطرة، بل مِن اتِّباع الشَّيطان.
حياء نبي الله موسى عليه السَّلام:
جاء في وصف موسى عليه السَّلام أنَّه كان حييًّا ستِّيرًا، حتى كان يستر بدنه، ويستحي أن يظهر ممَّا تحت الثِّياب شيئًا حتى ممَّا ليس بعورة. وبسبب تستُّره الزَّائد، آذاه بعض بني إسرائيل في أقوالهم، فقالوا: ما يبالغ في ستر نفسه إلَّا مِن عيب في جسمه، أو مِن أُدْرَة هو مصاب بها .
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ موسى كان رجلًا حييًّا ستِّيرًا، لا يُرَى مِن جلده شيء استحياءً منه، فآذاه مَن آذاه مِن بني إسرائيل، فقالوا: ما يستتر هذا التَّستُّر إلَّا مِن عيب بجلده، إمَّا برص وإمَّا أُدْرَة وإمَّا آفة. وإنَّ الله أراد أن يبـرِّئه ممَّا قالوا لموسى فخلا يومًا وحده، فوضع ثيابه على الحجر ثمَّ اغتسل، فلمَّا فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها، وإنَّ الحجر عدا بثوبه، فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر، فجعل يقول: ثوبي حجر! ثوبي حجر! حتى انتهى إلى ملإٍ مِن بني إسرائيل، فرأوه عريانًا أحسن ما خلق الله، وأبرأه ممَّا يقولون، وقام الحجر فأخذ ثوبه فلبسه، وطفق بالحجر ضربًا بعصاه، فو الله إنَّ بالحجر لندبًا http://www.dorar.net/misc/tip.gifمِن أثر ضربه ثلاثًا، أو أربعًا، أو خمسًا، فذلك قوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا [الأحزاب:69])) .

محمد رافع 52 26-04-2013 04:17 PM

نماذج مِن حياء الأمم السَّابقة
حياء امرأة صالحة:
قال تعالى: فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [القصص: 25].
وهذه الآية تتحدَّث عن حياء الابنة، حين جاءت إلى موسى عليه السَّلام تدعوه إلى أبيها ليجزيه على صنيعه، فجاءت إليه تمشي على استحياء .
وقال عمر رضي الله عنه: (فأقبلت إليه ليست بسَلْفَعٍ مِن النِّساء، لا خرَّاجة ولا ولَّاجة، واضعة ثوبها على وجهها) .
حياء العرب في الجاهليَّة:
كان أهل الجاهليَّة يتحرَّجون مِن بعض القبائح بدافع الحَيَاء، فها هو هرقل يسأل أبا سفيان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول أبو سفيان: (فوالله لولا الحَيَاء مِن أن يأثروا عليَّ كذبًا لكذبت عنه) . فمنعه الحَيَاء، من الافتراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لئلَّا يوصف بالكذب، ويشاع عنه ذلك .
قال عنترة:


وأغض طرفي إن بدت لي جارتي***حتى يواري جارتي مأواها

محمد رافع 52 26-04-2013 04:19 PM

نماذج مِن حياء النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم
كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أشدَّ النَّاس حياءً، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشدَّ حياءً مِن العذراء في خدرها )) . وكان إذا كره شيئًا عرفه الصَّحابة في وجهه.
قال تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا [الأحزاب: 21].
حياؤه مِن الله:
ومِن مظاهر حيائه صلى الله عليه وسلم حياؤه مِن خالقه سبحانه وتعالى؛ وذلك لما طلب موسى عليه السَّلام مِن نبيِّنا صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء أن يراجع ربَّه في تخفيف فرض الصَّلاة، قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لموسى عليه السَّلام: ((استحييت مِن ربِّي)) .
حياؤه مِن النَّاس:
مِن ذلك ما جاء عن عائشة رضي الله عنها ((أنَّ امرأة سألت النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم عن غسلها مِن المحيض، فأمرها كيف تغتسل، ثمَّ قال: خذي فرصة مِن مسك فتطهَّري بها. قالت: كيف أتطهر بها؟ قالت: فستر وجهه بطرف ثوبه، وقال: سبحان الله! تطهَّري بها. قالت عائشة: فاجتذبت المرأة فقلت: تتبَّعي بها أثر الدم)) .
- ومِن صور حيائه صلى الله عليه وسلم، ما جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه، حيث قال: ((بُنِيَ على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بزينب ابنة جحش بخبز ولحم، فأُرْسِلتُ على الطَّعام داعيًا، فيجيء قوم فيأكلون ويخرجون، ثمَّ يجيء قومٌ فيأكلون ويخرجون، فدعوت حتى ما أجد أحدًا أدعوه، فقلت: يا رسول الله، ما أجد أحدًا أدعوه. قال: ارفعوا طعامكم، وبقي ثلاثة رهط يتحدَّثون في البيت، فخرج النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فانطلق إلى حجرة عائشة رضي الله عنها، فقال: السَّلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته. قالت: وعليك السَّلام ورحمة الله، كيف وجدت أهلك يا رسول الله؟ بارك الله لك، فتقرَّى حُجَر نسائه كلِّهنَّ، يقول لهنَّ كما يقول لعائشة، ويقلن له كما قالت عائشة، ثمَّ رجع النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، فإذا ثلاثة رهط في البيت يتحدَّثون، وكان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم شديد الحَيَاء، فخرج منطلقًا نحو حُجْرة عائشة فما أدري أخبرته أم أُخْبِر أنَّ القوم خرجوا، فرجع حتى إذا وضع رجله في أُسكفَّة الباب داخله والأخرى خارجة، أرخى السِّتر بيني وبينه، وأنزلت آية الحجاب)) .
حياؤه في تعامله مع مَن بلغه عنه شيء:
عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ((إذا بلغه عن الرَّجل الشَّيء لم يقلْ: ما بال فلانٍ يقول؟ ولكن يقول: ما بال أقوامٍ يقولون كذا وكذا؟)) .

محمد رافع 52 26-04-2013 04:28 PM

نماذج مِن حياء الصَّحابة رضي الله عنهم
حياء أبي بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه:
خطب الصِّدِّيق النَّاس يومًا، فقال: (يا معشر المسلمين، استحيوا مِن الله، فو الذي نفسي بيده إنِّي لأظلُّ حين أذهب الغائط في الفضاء متقنِّعًا بثوبي استحياءً مِن ربِّي عزَّ وجلَّ) .
حياء عثمان بن عفَّان رضي الله عنه:
عُرِف عثمان رضي الله عنه بشدَّة الحَيَاء، حتى أنَّ الملائكة كانت تستحي منه، فعن عائشة رضي الله عنها، قالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعًا في بيتي، كاشفًا عن فخذيه، أو ساقيه، فاستأذن أبو بكر فأذن له، وهو على تلك الحال، فتحدَّث، ثمَّ استأذن عمر، فأذن له، وهو كذلك، فتحدَّث، ثمَّ استأذن عثمان، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسوَّى ثيابه - قال محمد: ولا أقول ذلك في يوم واحد - فدخل فتحدَّث، فلمَّا خرج، قالت عائشة: دخل أبو بكر، فلم تهتش له ولم تباله، ثمَّ دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله، ثمَّ دخل عثمان فجلست وسوَّيت ثيابك، فقال: ألا أستحي مِن رجل تستحي منه الملائكة)) .
حياء علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
عن عليٍّ رضي الله عنه قال: ((كنت رجلًا مذَّاءً فكنت أستحي أن أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكان ابنته، فأمرت المقداد فسأله، فقال: يغسل ذكَرَه ويتوضَّأ)) .
حياء عائشة رضي الله عنها:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كنت أدخل بيتي، الذي دُفِنَ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي، فأضع ثوبي، فأقول إنَّما هو زوجي وأبي، فلمَّا دُفِنَ عمر معهم، فو الله ما دخلت إلَّا وأنا مَشْدُودَةٌ عليَّ ثيابي؛ حَيَاءً مِن عمر) .
حياء فاطمة بنت عتبة رضي الله عنها:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((جاءت فاطمة بنت عتبة بن ربيعة تبايع النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، فأخذ عليها أن لا يُشْرِكْنَ بالله شيئًا ولا يَزْنِينَ، الآية. قالت: فوضعت يدها على رأسها حَيَاءً، فأَعْجَبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأى منها، فقالت عائشة: أَقِرِّي أيَّتها المرأة، فوالله ما بايعنا إلَّا على هذا. قالت: فنعم إذًا. فبايعها بالآية)) .

محمد رافع 52 26-04-2013 04:31 PM

نماذج مِن حياء السَّلف

- عن الشَّعَبي، قال: سمع عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه امرأة تقول:


دعتني النَّفس بعد خروج عمرو***إلى اللَّذَّات تطَّلع اطِّلاعا



فقلت لها عجلت فلن تطاعي***ولو طالت إقامته ربَاعا




أحاذر أن أطيعك سبَّ نفسي***ومخزاة تحلِّلني قناعا




فقال لها عمر: (ما الذي منعك مِن ذلك؟ قالت: الحَيَاء وإكرام زوحي. فقال عمر: إنَّ في الحَيَاء لهَنات ذات ألوان، مَن استحيى اختفى، ومَن اختفى اتَّقى، ومَن اتَّقى وُقِي) .
- وقال الجرَّاح الحكمي: (تركت الذُّنوب حياءً أربعين سنة، ثمَّ أدركني الورع) .
- ورُوِي أنَّ عمرو بن عتبة بن فرقد كان يصلِّي ذات ليلة، فسمعوا صوت الأسد، فهرب مَن كان حوله، وهو قائم يصلِّي فلم ينصرف، فقالوا له: أما خفت الأسد؟ فقال: إنِّي لأستحي مِن الله أن أخاف شيئًا سواه .
- وقال جعفر الصَّانع: كان في جيران أبي عبد الله أحمد بن محمَّد بن حنبل، رجل ممَّن يمارس المعاصي والقاذورات، فجاء يومًا إلى مجلس أحمد يسلِّم عليه، فكأن أحمد لم يردَّ عليه ردًّا تامًّا وانقبض منه، فقال له: يا أبا عبد الله! لم تنقبض منِّي؟ فإنِّي قد انتقلت عمَّا كنت تعهدني برؤيا رأيتها. قال: وأيُّ شيء رأيت؟ قال: رأيت النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم في النَّوم كأنَّه على علوٍّ مِن الأرض، وناس كثير أسفل جلوس، قال: فيقوم رجلٌ رجلٌ منهم إليه، فيقول: ادع لي! فيدعو له حتى لم يبق مِن القوم غيري، قال: فأردت أن أقوم فاستحييت مِن قبيح ما كنت عليه، قال لي: يا فلان! لم لا تقوم إلي فتسألني أدعو لك؟ قال: قلت: يا رسول الله! يقطعني الحَيَاء لقبيح ما أنا عليه. فقال: إن كان يقطعك الحَيَاء فقم فسلني أدع لك فإنَّك لا تسبُّ أحدًا مِن أصحابي. قال: فقمت، فدعا لي، فانتبهت وقد بغَّض الله إليَّ ما كنت عليه. قال: فقال لنا أبو عبد الله: يا جعفر، يا فلان، حدِّثوا بهذا واحفظوه فإنَّه ينفع .
- وكان الرَّبيع بن خُثَيم مِن شدَّة غضه لبصره وإطراقه يَظُنُّ بعض النَّاس أنَّه أعمى، وكان يختلف إلى منزل ابن مسعود عشرين سنة، فإذا رأته جاريته قالت لابن مسعود: صديقك الأعمى قد جاء، فكان يضحك ابن مسعود مِن قولها، وكان إذا دقَّ الباب تخرج الجارية إليه فتراه مطرقًا غاضًّا بصره .
- ولما احتُضر الأسود بن يزيد بكى، فقيل له: ما هذا الجزع؟ قال: ما لي لا أجزع؟ ومَن أحقُّ منِّي بذلك؟ والله لو أُتيت بالمغفرة مِن الله لأهمَّني الحَيَاء منه ممَّا قد صنعت، وإنَّ الرَّجل ليكون بينه وبين الرَّجل الذَّنْب الصَّغير، فيعفو عنه، ولا يزال مستحييًا منه .

محمد رافع 52 26-04-2013 04:36 PM

الحَيَاء في واحة الشِّعر
قال الشَّاعر:


إذا لم تخشَ عاقبةَ الليالي***ولم تستحِ فاصنعْ ما تشاءُ



فلا واللهِ ما في العيشِ خيرٌ***ولا الدنيا إذا ذهب الحياءُ



يعيشُ المرءُ ما استحيا بخيرٍ***ويبقَى العودُ ما بقي اللِّحاءُ



وقال أميَّة بن أبي الصَّلت يمدح ابن جُدْعَان بالحَيَاء:


أأذكرُ حاجتي أم قد كفاني***حياؤُك؟ إنَّ شيمتَك الحَيَاءُ



إذا أثنى عليك المرءُ يومًا***كفاهُ من تعرُّضِك الثَّناءُ



وقال آخر:


إذا قلَّ ماءُ الوجهِ قلَّ حياؤهُ***لا خيرَ في وجهٍ إذا قلَّ ماؤهُ



حياءَك فاحفظْه عليك فإنَّما***يدلُّ على فضلِ الكريمِ حياؤهُ



وقال آخر:


كريمٌ يغضُّ الطَّرفَ فضلَ حيائِه***ويدنو وأطرافُ الرِّماحِ دواني



وكالسَّيفِ إن لاينته لَانَ متنُه***وحدَّاهُ إن خاشنته خَشِنانِ



وقال العرجي:


إذا حُرِم المرءُ الحَيَاءَ فإنَّه***بكلِّ قبيحٍ كان منه جديرُ



له قِحةٌ في كلِّ شيءٍ، وسرُّه***مباحٌ، وخدناه خنًا وغرورُ



يرى الشَّتم مدحًا والدَّناءة رفعةً***وللسَّمع منه في العظات نفورُ



ووجهُ الحَيَاء مُلبَّسٌ جلدَ رِقَّةٍ***بغيضٌ إليه ما يشينُ كثيرُ



له رغبةٌ في أمرِه وتجرُّدٌ***حليمٌ لدى جهلِ الجهولِ وقورُ



فرجِّ الفتى مادام يحيا فإنَّه***إلى خيرِ حالاتِ المنيبِ يصيرُ



وقال آخر:


ما إن دعاني الهوى لفاحشةٍ***إلَّا نهاني الحَيَاءُ والكَرَمُ



فلا إلى فاحشٍ مددتُ يدي***ولا مَشَتْ بي لريبةٍ قدمُ

https://encrypted-tbn3.gstatic.com/i...LwPBmUxBgwO-4h

محمد رافع 52 26-04-2013 04:40 PM


الرَّحْمَة


معنى الرَّحْمَة لغةً
معنى الرَّحْمَة لغةً:
الرحمة: من رحمة يرحمه، رحمة ومرحمة، إذا رقَّ له، وتعطف عليه، وأصل هذه المادة يدلُّ على الرقة والعطف والرأفة، وتراحم القوم: رحم بعضهم بعضًا.
ومنها الرَّحِم: وهي عَلاقة القرابة.
وقد تطلق الرَّحْمَة، ويراد بها ما تقع به الرَّحْمَة، كإطلاق الرَّحْمَة على الرِّزق والغيث .
معنى الرَّحْمَة اصطلاحًا:
(الرَّحْمَة رقَّة تقتضي الإحسان إلى الْمَرْحُومِ، وقد تستعمل تارةً في الرِّقَّة المجرَّدة، وتارة في الإحسان المجرَّد عن الرِّقَّة) .
وقيل: (هي رِقَّة في النفس، تبعث على سوق الخير لمن تتعدى إليه) .
وقيل: هي (رِقَّة في القلب، يلامسها الألم حينما تدرك الحواس أو تدرك بالحواس، أو يتصور الفكر وجود الألم عند شخص آخر، أو يلامسها السُّرور حينما تدرك الحواس أو تدرك بالحواس أو يتصور الفكر وجود المسرة عند شخص آخر) .


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 01:55 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.