أبو إسراء A |
09-01-2012 02:58 PM |
Khalid Suliman عن الشيخ الرئيس حازم أبو إسماعيل وأسماء أخرى!
اكتساح التيار الإسلامي للانتخابات النيابية في مصر مؤخراً، يشكل مؤشراً بالغ القوة حول طبيعة خلفية المرشح الذي ستختاره أغلبية الشعب المصري لرئاسة مصر في الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها صيف العام الحالي. فالشعب المصري لا يعاني من الانفصام إلى درجة إشغال معظم مقاعد البرلمان بأصحاب التوجه الإسلامي، ليقوم بعد ذلك بإجلاس مرشح علماني على كرسي الرئاسة. لأسباب عديدة واضحة، يبدو الشيخ حازم أبو إسماعيل، المرشح الإسلامي، صاحب الفرصة الأقوى للظفر بذلك المقعد؛ فهو يحظى بتأييد معظم كبار مشايخ مصر وعلمائها، الذين يتمتعون بجماهيرية كاسحة بين أوساط الملايين. كما أن أسهم شعبيته وشهرته آخذة في التصاعد بشكل صاروخي، ويكفي أن نعرف أن عدد المواد التي تتعلق به على محرك البحث (جوجول) تتجاوز (5,310,000) مادة، بينما لا تتجاوز عدد المواد المتعلقة بالمرشحين الإسلاميين الآخرين (عبد المنعم أبو الفتوح و سليم العوا) مجتمعين نصف ذلك الرقم، دون أن نغفل طبعاً أن عدداً لا بأس به من المواد المتعلقة بالشيخ حازم تأخذ طابعاً سلبياً ضده؛ الأمر الذي يُظهر مدى خطورته في وعي جهات عديدة، تحاول بدورها النيل منه وتشويه مقولاته وأفكاره.الحكمة ومصلحة مصر والإسلام والمسلمين تقتضي مسارعة الدكتورين العوا وأبو الفتوح إلى التنازل عن ترشيحيهما لصالح الشيخ أبو إسماعيل، ففرصهما فيما يبدو في تقلد المنصب ضعيفة للغاية، ولن يسهما في حال إصرارهما على الاستمرار في الترشح إلا في تشتيت الأصوات وتفتيتها، ورفع درج المخاطرة بفقدان الإسلاميين لفرصة حكم مصر في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخها. الدكتور أبو الفتوح كان قد أقيل من حركة الإخوان لخروجه على قرار مكتب الإرشاد بعدم ترشيح الجماعة لأي مرشح، وبغض النظر عن الرأي في ذلك القرار ومدى صوابه، فإن من المستبعد أن تعمد الجماعة إلى دعمه، وهو الخارج عليها، وهي التي تعرف أن تواضع شعبيته وارتفاع نخبويته لا تؤهلانه للفوز بمقعد الرئاسة. أما الدكتور العوا، فشعبيته أقل بكثير من شعبية نظيره أبو الفتوح ـ فكيف بشعبية الشيخ حازم ـ وبخاصة في الأوساط الشعبية، كما أن العاصفة التي أثيرت عند اتهامه الكنائس بالاحتواء على أرتال من الأسلحة المهربة قد خلقت له الكثير من الأعداء، الذين لن يغتفروا له ذلك، إضافة إلى ما يشاع عنه من مواقف داعمة للشيعة، وهو الأمر الذي يجد نفوراً واضحاً بين كثير من فئات الشعب المصري.إذن؛ يبدو الشيخ حازم، وهو الداعية الشهير، والمحامي القدير المتمرس في أدق تفاصيل الجهاز الإداري المصري، وأصغر المرشحين سناً؛ إذ ما يزال في بدايات العقد السادس من عمره، بينما دخل اأبو الفتوح العقد السابع، وولج العوا، المحامي أيضاً، وإن كانت خبراته أكثر أكاديمية ونظرية، إلى عقده الثامن، يبدو المرشح الأوفر حظاً على الضفة التي يمكن وصف مرشحيها بانطلاقهم من خلفية إسلامية. وعليه؛ فإنه سيكون المرشح الأقوى لمواجهة أحد المرشحين العلمانيين، وفي مقدمتهم محمد البرادعي. هذا الأخير بدأ للتو عقده الثامن، وهذه نقطة ضعف ليست بالبسيطة، فثورة 25 يناير صنعها الشباب، ولا يبدو البرادعي بسنواته السبعين قادراً على التواصل الفعال مع الشباب، كما أنه يفتقر تماماً إلى شخصية كاريزماتية كالتي يمتلكها الشيخ أبو إسماعيل. ومع أن للرجل خبرة واسعة في مؤسسات دولية مهمة، إلا أن ذلك قد يحسب عليه وليس له؛ إذ أسهم عمله الطويل في الخارج في عزله عن الحياة في مصر ونبض شارعها، وجعله ـ عن وجه حق ـ عرضة لاتهامه بالانفصال عن المجتمع المصري وعدم فهم قضاياه واحتياجاته أو القدرة على التعبير عنها. ناهيك عن تفضيله الواضح هو وأسرته لنمط الحياة الغربي بقيمه وتفضيلاته؛ الأمر الذي يسهم في إحداث قدر أكبر من القطيعة مع أبناء الشعب المصري. من جانب آخر، ما تزال شبهات كثيرة تحوم حول موقفه من الملف النووي العراقي، الذي كان الذريعة الأساسية التي وقف التحالف الدولي الغربي خلفها لتبرير احتلال العراق. في المقابل، تبدو صحيفة الشيخ أبو إسماعيل نقية ناصعة البياض؛ فقد شب الشيخ وشاب في بيئة تعوم في الطهر والفضيلة والصلاح. فوالده، رحمه الله، هو الشيخ المناضل صلاح أبو إسماعيل، أحد أبرز علماء الإصلاح في مصر، وواحد من أشهر النواب الذين أغنوا الحياة البرلمانية في مصر على مدار أربع دورات كاملة. وكان الشيخ الأب قد تعهد الحازم منذ نعومة أظفاره بتربية إسلامية قويمة، جعلته يطور وعياً عميقاً بشؤون السياسة وخفاياها وهو لم يزل فتى صغيراً، بحيث يمكن القول دون مبالغة أن الشيخ حازم يعد البلورة الأحدث والأنضج لمعارف وخبرات والده المغفور له الشيخ صلاح أبو إسماعيل. مصر تمر اليوم بما سماها الشيخ حازم "اللحظة الفارقة"، وإنها لفارقة حقاً، وإذا لم يحسن الإسلاميون التقاط تلك اللحظة التي قد لا تتكرر أبداً، ببذل أقصى الجهود الممكنة من أجل إيصال الشيخ إلى قيادة مصر، فإن الغد سيكون مظلماً في مصر، وربما في كل أقطار الوطن العربي، التي تتطلع إلى قيادة مصر الإسلامية لانتشالها مما هي فيه من خيبة وفرقة وضعف وضياع!
|