بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   أرشيف المنتدى (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=513)
-   -   موسوعة الأخلاق الإسلامية (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=511314)

محمد رافع 52 22-04-2013 08:59 AM

أنواع التَّودُّد إلى النَّاس

التودد نوعان:
1- تودد محمود: وهو ما كان ناشئًا من محبة معتدلة لأهل الخير والصلاح.
2- تودد مذموم: وهو التودد إلى الكفار والظالمين وفسقة الناس.
موانع اكتساب التَّودُّد إلى النَّاس:
1- الكبر والخيلاء فهما من الصِّفات المنافية للتَّودُّد.
2- العبوس في وجوه النَّاس، فهو مانع لكسب وُدِّهم.
3- الغلظة في الكلام، وفظاظة العبارات، وفحش الألفاظ.
4- الشُّحُّ والبخل، مدعاة لمقت صاحبها، وتتنافى مع التَّودُّد للخَلْق.
5- غلظة الطَّبع، والشِّدة في التَّعامل.
6- الجفاء وترك التَّواصل بين النَّاس مع بعضهم، فهو سبب يحول دون استدامة الوُدِّ، وازدياده في القلوب.
7- الخصومات والنزاعات، وكثرة الخلاف.

محمد رافع 52 22-04-2013 09:03 AM

وسائل معينة على التَّودُّد إلى النَّاس

وسائل التَّودُّد إلى الخلق كثيرة جدًّا، وتختلف باختلاف الأشخاص والأوقات والأحوال، ولكن نعدد بعضًا من أهم هذه الوسائل، فمنها:
1- حسن الخلق مع البشْر فهو مفتاح قلوبهم، والباعث على مَوَدَّة صاحبه، وممهد له في قلوب النَّاس مكانًا.
قال أبو حاتم: (حسن الخلق بَذْر اكتساب المحبَّة، كما أنَّ سوء الخلق بَذْر استجلاب البغْضَة. ومن حَسُن خلقه صان عرضه، ومن ساء خلقه هتك عرضه؛ لأنَّ سوء الخلق يورث الضَّغائن، والضَّغائن إذا تمكَّنت في القلوب أورثت العداوة، والعداوة إذا ظهرت من غير صاحب الدِّين، أهوت صاحبها إلى النَّار، إلا أن يتداركه المولى بتفضُّلٍ منه وعفو) .
2- التَّغافل عن الزلَّات، وعدم التَّوقف عند كلِّ خطأ أو كبوة يقع فيها الرَّفيق.
قال بعض الحكماء: (وجدت أكثر أمور الدُّنيا لا تجوز إلا بالتَّغافل) .
3- البشَاشَة وطلاقة الوجه، والتَّبسُّم في وجوه النَّاس، مما يقذف الوُدَّ في قلوب البَشَر لصاحبها.
4- الرِّفق ولين الجانب، والأخذ باليُسر والسُّهولة في معاملة النَّاس.
5- التَّواضع، وخفض الجناح، وعدم التَّعالي والتَّكبر عليهم.
قال أبو حاتم: (ولكن من أسباب المؤاخاة التي يجب على المرء لزومها: مشي القصد، وخفض الصوت، وقلَّة الإعجاب، ولزوم التَّواضع، وترك الخلاف) .
6- عدم إكثار المؤونات والتَّثقيل عليهم، فالبَشَر مجبولون على كراهية من يكلِّفهم المؤونة، ويشق أو يثقل عليهم.
قال أبو حاتم: (ولا يجب للمرء أن يكثر على إخوانه المؤونات، فيبرمهم؛ لأنَّ المرضع إذا كثر مصُّه، ربَّما ضجرت أمه فتلقيه) .
وقال أكثم بن صيفي: (تباعدوا في الدِّيار، تقاربوا في الموَدَّة) .
7- تفريج كرب الإخوان، والوقوف إلى جانبهم في الملمَّات والأحزان، ومواساتهم والإحسان لهم.
فعن سليمان مولى عبد الصَّمد بن علي: أنَّ المنصور -أمير المؤمنين- قال لابنه المهدي: (اعلم أنَّ رضاء النَّاس غاية لا تُدرك، فتحبَّبْ إليهم بالإحسان جهدك، وتودَّد إليهم بالإفضال، واقصد بإفضالك موضع الحاجة منهم) .
8- الزِّيارة والتَّواصل، والسُّؤال عن الإخوان، وتجنُّب الجفاء بين المتودِّد وبين من يطلب وُدَّه.
قال أديب: (الموَدَّة روح، والزِّيارة شخصها) .
وقال أبو حاتم: (العاقل يتفقَّد ترك الجفاء مع الإخوان، ويراعي محوها إن بدت منه، ولا يجب أن يستضعف الجفوة اليسيرة؛ لأنَّ من استصغر الصغير يوشك أن يجمع إليه صغيرًا، فإذا الصغير كبير، بل يبلغ مجهوده في محوها؛ لأنه لا خير في الصِّدق إلا مع الوفاء، كما لا خير في الفقه إلا مع الورع، وإنَّ من أخرق الخرق التماس المرء الإخوان بغير وفاء، وطلب الأجر بالرياء، ولا شيء أضيع من مَوَدَّة تُمنح من لا وفاء له) .
9- عدم مقابلة الإساءة منهم بالمثْل، بل من أراد التَّودُّد للبَشَر فليعف وليصفح، وليقابل الإساءة بنقيضها.
قال السلمي: (وقابل القطيعة بالصِلَة، والإساءة بالإحسان، والظلم بالصَّبر والغفران) ، فعن عقبة بن عامر قال: ((لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي: يا عقبة بن عامر! صِل من قطعك، وأعط من حرمك، واعف عمن ظلمك)) .
10- إدخال السُّرور في قلوب النَّاس، والانبساط معهم والمزاح.


قال الماوردي: (العاقل يتوخَّى بمزاحه أحد حالين، لا ثالث لهما: أحدهما: إيناس المصاحبين، والتَّودُّد إلى المخالطين، كما قال حكيم لابنه: يا بني اقتصد في مزاحك؛ فإنَّ الإفراط فيه يذهب البهاء، ويجرِّئ السُّفهاء، والتَّقصير فيه نقص بالمؤانسين، وتوحش بالمخاطبين. والثَّاني: أن ينفي من
المزاح ما طرأ عليه، وحدث به من هم) .
11- أن يوقر المشايخ ويرحم الصِّبيان، وفي الحديث قال النَّبي صلى الله عليه وسلم: ((ليس منَّا من لم يرحم صغيرنا، ويوقِّر كبيرنا)) .
12- أن يبدأ من يلقى بالسَّلام قبل الكلام.
قال صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده، لا تدخلوا الجنَّة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا، أَوَلَا أدلكم على عمل إذا عملتموه تحاببتم؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: أفشوا السَّلام بينكم)) .
13- الكلمة الطَّيبة، فهي تقود القلوب إلى محبَّة صاحبها.
فقد قال بعضهم ناصحًا: (ولا تمتنع أن تتكلم بما يطيِّب قلوب العامَّة؛ فإنَّ النَّاس ينقادون للكلام أكثر من انقيادهم بالبطش) .
14- الهديَّة، وهي وسيلة ذات أثر كبير على القلوب، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تهادوا تحابوا)) .

محمد رافع 52 22-04-2013 09:08 AM

نماذج من حياة النَّبي صلى الله عليه وسلم

كان هذا الخُلَق واقعًا ملموسًا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان صلى الله عليه وسلم يتوَدَّد إلى أصحابه، ومن هم حوله، فمن ذلك:
- ما روته عائشة رضي الله عنها، من أنَّ رجلًا استأذن على النَّبي صلى الله عليه وسلم، فلما رآه قال: ((بئس أخو العشيرة، وبئس ابن العشيرة. فلما جلس تطلَّق النَّبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسط إليه، فلما انطلق الرَّجل. قالت له عائشة: يا رسول الله! حين رأيت الرَّجل، قلت له كذا وكذا، ثم تطلَّقت في وجهه، وانبسطت إليه. فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة، متى عهدتني فحاشًا؟ إنَّ شر النَّاس عند الله منزلة يوم القيامة، من تركه النَّاس اتقاء شرِّه)) .
قال ابن الجوزي: (هذا إنَّما فعله رسول الله على وجه المداراة، فسَنَّ ذلك لأمَّته، فيجوز أن يُستعمل مثل هذا في حق الشِّرِّير والظَّالم) .
وقال ابن بطال: (المداراة من أخلاق المؤمنين، وهي خفض الجناح للنَّاس، ولين الكلمة، وترك الإغلاظ لهم في القول، وذلك من أقوى أسباب الألفة وسلِّ السَّخيمة) .
- ومن ذلك توَدُّده صلى الله عليه وسلم لمن حوله، بتبسُّمه في وجوه أصحابه، ودعائه لهم، فعن جرير رضي الله عنه، قال: ((ما حجبني النَّبي صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسَّم في وجهي، ولقد شكوت إليه أنِّي لا أثبت على الخيل، فضرب بيده في صدري، وقال: اللهمَّ ثبِّته، واجعله هاديًا مهديًّا)) .
- ومِنْ توَدُّده صلى الله عليه وسلم أنَّه ((كان يمرُّ بالصِّبيان فيسلم عليهم)) .
- وكان ((إذا لقيه أحد من أصحابه، قام معه فلم ينصرف حتى يكون الرَّجل هو الذي ينصرف عنه، وإذا لقيه أحد من أصحابه فتناول يده، ناوله إياها فلم ينزع يده منه حتى يكون الرَّجل هو الذي ينزع يده منه، وإذا لقي أحدًا من أصحابه فتناول أذنه، ناوله إياها ثم لم ينزعها حتى يكون الرَّجل هو الذي ينزعها عنه)) .
- ومِنْ توَدُّده صلى الله عليه وسلم لأصحابه أنَّه: ((كان يأتي ضعفاء المسلمين، ويزورهم ويعود مرضاهم، ويشهد جنائزهم)) .

محمد رافع 52 22-04-2013 09:10 AM

نماذج من حياة الصَّحابة رضي الله عنهم

- عن أبي الدَّرداء رضي الله عنه قال: ((كانت بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما محاورة، فأغضب أبو بكر عمر، فانصرف عنه عمر مغضبًا، فاتبعه أبو بكر يسأله أن يستغفر له، فلم يفعل، حتى أغلق بابه في وجهه. فأقبل أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو الدَّرداء: ونحن عنده، وفي رواية: أقبل أبو بكر آخذًا بطرف ثوبه، حتى أبدى عن ركبته، فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم: أما صاحبكم فقد غامر. فسلَّم وقال: يا رسول الله! إنِّي كان بيني وبين ابن الخطَّاب شيء، فأسرعت إليه ثمَّ ندمت، فسألته أن يغفر لي، فأبى علي، فأقبلت إليك. فقال: يغفر الله لك يا أبا بكر (ثلاثًا)، ثمَّ إنَّ عمر ندم على ما كان منه، فأتى منزل أبي بكر، فسأل: أثمَّ أبا بكر؟ فقالوا: لا. فأتى إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم، فجعل وجه النَّبي صلى الله عليه وسلم يتمعَّر؛ حتى أشفق أبو بكر، فجثا على ركبتيه، وقال: يا رسول الله! والله أنا كنت أظلم (مرتين). فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم: إنَّ الله بعثني إليكم، فقلتم: كذبت. وقال أبو بكر: صدقت. وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركو لي صاحبي؟ (مرتين)، فما أوذي بعدها)) .
ففي الحديث، السعي إلى استجلاب الوُدِّ من أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وطلبه لإزالة الشَّحناء من قلب عمر تجاهه، رضوان الله عليهم أجمعين.
- أيضًا كان الصَّحابة رضي الله عنهم، حريصين على أن يتَّصفوا بهذه الصِّفة، فهذا أبو هريرة رضي الله عنه يأتي النَّبي صلى الله عليه وسلم ليدعو له أن يحبِّبَه هو وأمَّه إلى المؤمنين، ويحبِّب المؤمنين إليهم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قلت: ((يا رسول الله! ادع الله أن يحبِّبني أنا وأمِّي إلى عباده المؤمنين، ويحبِّبهم إلينا. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهمَّ حبِّب عُبَيدك هذا -يعني أبا هريرة- وأمَّه إلى عبادك المؤمنين، وحبِّب إليهم المؤمنين. فما خُلِقَ مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبَّني)) .

محمد رافع 52 22-04-2013 09:13 AM

نماذج من العلماء والسَّلف

- ابن قيِّم الجوزيَّة، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر:
قال ابن كثير في ترجمته: (وكان حَسن القراءة والخُلُق، كثير التَّوَدُّد، لا يحسد أحدًا، ولا يؤذيه، ولا يستعيبه، ولا يحقد على أحد) .
- ابن مالك، إمام العربية، أبو عبد الله محمَّد بن عبد الله الطَّائي الجياني:
قيل في ترجمته: (وتقدَّم وساد في علم النَّحو والقراءات، ورَبَا على كثير ممَّن تقدَّمه في هذا الشَّأن، مع الدِّين والصِّدق، وحسن السَّمت، وكثرة النَّوافل، وكمال العقل والوقار، والـتَّوَدُّد، وانتفع به الطلبة) .
- القاضي علاء الدين أبو الحسن علي التَّنوخي الدمشقي الحنبلي:
قيل في ترجمته: (كان رجلًا وافر العقل، حَسن الخلق، كثير التَّوَدُّد) .
- القاضي محمد بن إبراهيم بن إسحاق السلمي المناوي، ثم القاهري :
قيل في ترجمته: (كان كثير التَّودُّد إلى النَّاس، مُعَظَّمًا عند الخاص والعام، ومُحَبَّبًا إليهم).
- الفقيه الحنبلي المقرئ المحدِّث، أمين الدِّين أبو عبد الله محمَّد البعلي:
قال البرزالي عنه: (كان شيخًا جليلًا، حَسن الوجه، بَهي المنظر، له سمت حسن، وعليه سكينة، ولديه فضل كثير، فصيح العبارة، حَسِن الكلام، له قبول من النَّاس، وهو كثير التَّوَدُّد إليهم، قاض للحقوق) .
- شمس الدِّين أبو عبد الله محمَّد بن أبي بكر، المعروف بابن المهيني:
جاء في ترجمته: (كان بشوش الوجه، حَسن الشكل، كثير التَّوَدُّد للنَّاس) .
- الشيخ الفرضي المحدِّث، عماد الدين أبو عبد الله الدمياطي:
جاء في ترجمته: (كان حلو المحادثة، كثير التَّوَدُّد، غزير المحاسن) .

محمد رافع 52 22-04-2013 09:16 AM

أقوالٌ وأمثالٌ في التَّودُّد:

- قيل لعبد الملك بن مروان: (ما أفدت في ملكك هذا؟ قال: مَوَدَّة الرِّجال) .
- وقال بعض الحكماء: (من علامة الإقبال اصطناع الرِّجال) .
- وقال بعض البلغاء: (من استصلح عدوه، زاد في عدده، ومن استفسد صديقه، نقص من عدده) .
- وروي عن لُقْمان أنَّه قال لابنه: (يا بنيَّ تَوَدَّدْ إلى النَّاس، فإنَّ التَّوَدُّد إليهم أمنٌ، ومعاداتهم خوفٌ) .
- وقال المنصور: (إذا أحببت المحمدة من النَّاس بلا مؤونة، فالْقَهم ببِشْر حَسَن) .
- وقال بعض الظُّرفاء عن الظُّرف: (التَّوَدُّد إلى الإخوان، وكفُّ الأذى عن الجيران) .
- وقال أبو شروان لوزيره بزرجمهر: (ما الشيء الذي يعز به السُّلطان؟ قال الطَّاعة، قال: فما سبب الطَّاعة، قال التَّوَدُّد إلى الخاصَّة والعامَّة) .
- ويقال: (الأناة حُسْنٌ، والتَّودُّد يُمْنٌ) .
- وقيل: (استدم مَوَدَّة أخيك بترك الخلاف عليه، ما لم تكن عليه منقة أو غضاضة) .
- وقيل: (بإحياء الملاطفة، تستمال القلوب العارفة) .
- وقال الحسن بن وهب: (من حقوق الموَدَّة، أخذ عفو الإخوان، والإغضاء عن تقصيرٍ إن كان) .
- وقالت الحكماء: (دواء الموَدَّة كثرة التَّعاهد) .
- ولبعض الحكماء من السَّلف: (عاشروا النَّاس، فإن عشتم حنُّوا إليكم، وإن متم بكوا عليكم) .
- وقال بعض الحكماء: (من جاد لك بمودَّته، فقد جعلك عديل نفسه) .
- ومن كلام العرب: (خطب وُدَّ فلان)، أي: أرضاه، تودَّد إليه، طلب صداقته .
- ومن كلام العرب (تغازل الصَّديقان): أي: تودَّد كلٌّ منهما إلى الآخر في محادثته .

محمد رافع 52 22-04-2013 09:20 AM

التَّوَدُّد في واحة الشِّعر
أنشد البغدادي:


خالقِ النَّاسَ بخلقٍ حسن***لا تكنْ كلبًا على النَّاس يَهِر



والْقَهُمْ منك ببِشْر ثمَّ صنْ***عنهم عرضَك عن كلِّ قَذِر



وأنشد محمَّد بن إبراهيم اليعمري:


حافظْ على الخلقِ الجميلِ ومزْ به***ما بالجميلِ وبالقبيحِ خفاءُ



إن ضاق مالُك عن صديقِك فالقَه***بالبِشْرِ منك إذا يحين لقاءُ



وأنشد علي بن محمَّد البسامي:


أعاشرُ معشري في كلِّ أمرٍ***بأحسنِ ما أريتُ وما رأيتُ



وأجتنبُ المقابحَ حيث كانت***وأتركُ ما هويتُ وما فريتُ



وقال ابن الرُّومي:


فكثِّرْ مِن الإخوانِ ما اسطعتَ إنَّهمُ***بطونٌ إذا استنجدتهم وظهورُ



وليس كثيرًا ألفُ خلٍّ وصاحبٍ***وإنَّ عدوًّا واحدًا لكثيرُ



وقال أبو العتاهية:


إنَّ في صحةِ الإخاءِ من النَّاسِ***وفي خلةِ الوفاءِ لقلَّه



فالبس النَّاسَ ما استطعتَ على***النَّقصِ وإلَّا لم تستقمْ لك خلَّه



عِشْ وحيدًا إن كنتَ لا تقبلُ العذرَ***وإن كنتَ لا تجاوزُ زلَّه



من أب واحد وأم خلقنا***غير أنا في المال أولاد علَّه



وأنشد أبو علي العنزي:


القَ بالبِشْر من لقيتَ من النَّاس***جميعًا، ولاقِهم بالطلاقهْ



تجنِ منهم به جنيَ ثمارٍ***طيِّب طعمُه، لذيذ المذاقة


ودعِ التِّيه والعُبُوس عن النَّاس***فإنَّ العُبُوس رأسُ الحماقهْ



كلَّما شئتَ أن تعادي عاديت***صديقًا، وقد تَعِزُّ الصَّداقهْ



وقال الشَّاعر:


فإذا القرابةُ لا تقرِّب قاطعًا***وإذا الموَدَّةُ أقربُ الأنسابِ



وقال الخوارزمي في كتابه ((مفيد العلوم)): وإن جفاك إخوانك وكفروا نعمتك، وأنكروا صنعك، ورأيت ممَّن أحسنت له سيِّئة، أو مرضت فلم يعدك، أو قدمت فلم يزرك، أو تشفَّعت فلم يقبلوا، فلا تغتمَّ، وتسَلَّ بهذه الأبيات التي لأبي بكر الصديق رضي الله عنه:


تغيَّرتِ الأحبةُ والإخاءُ***وقلَّ الصِّدقُ وانقطع الرَّجاءُ



وأسلمني الزَّمانُ إلى صديقٍ***كثيرِ الغدرِ ليس له وفاءُ



يديمون الموَدَّةَ ما رأوني***ويبقوا الوُدَّ ما بقي اللِّقاءُ



وكلُّ مَوَدَّةٍ للهِ تصفو***ولا يصفو على الخلقِ الإخاءُ



وكلُّ جراحةٍ فلها دواءٌ***وخُلُقُ السُّوءِ ليس له دواءُ





محمد رافع 52 22-04-2013 09:31 AM

الجُود، والكَرَم، والسَّخاء، والبَذل
معنى الجُود، والكَرَم، والسَّخاء، والبَذل، لغةً واصطلاحًا
معنى الجُود لغةً:
الجُود: المطر الغزير، وجاد الرَّجل بماله يجُود جُودًا بالضَّم، فهو جَوَادٌ . وقيل: الجَوَاد: هو الذي يعطي بلا مسألة؛ صيانة للآخذ مِن ذلِّ السُّؤال . ويُفَسَّر الجُود أيضًا بالسَّخاء .
معنى الجُود اصطلاحًا:
قال الجرجاني: (الجُود: صفة، هي مبدأ إفادة ما ينبغي لا بعوض) .
(وقال الكِرْماني: الجُود: إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي) .
وقيل هو: (صفةٌ تحمل صاحبها على بذل ما ينبغي مِن الخير لغير عوض) .
معنى الكَرَم لغةً:
الكَرَم: ضدُّ اللُّؤْم، كرُم كرامة وكَرَمًا وكَرَمة، فهو كريم وكريمة، وكرماء وكرام وكرائم، وكرم فلان: أعطى بسهولة وجاد، وكرم الشيء عزَّ ونفس .
معنى الكَرَم اصطلاحًا:
قال الجرجاني: (الكَرَم: هو الإعطاء بسهولة) .
وقال المناويُّ: (الكرم: إفادة ما ينبغي لا لغرض) .
وقال القاضي عياض: (وأما الجود والكرم والسخاء والسماحة، ومعانيها متقاربة، وقد فرق بعضهم بينها بفروق، فجعلوا الكرم: الإنفاق بطيب نفس فيما يعظم خطره ونفعه، وسموه أيضا جرأة، وهو ضد النذالة) .
معنى السَّخاء لغةً:
السَّخاوة والسَّخاء: الجُود، والكرم. والسَّخي: الجَوَاد، وفي الفعل ثلاث لغات سخا من باب علا، وسخي من باب تعب، وسَخُو من باب قرُب .
معنى السَّخاء اصطلاحًا:
قال المناويُّ: (السَّخاء: الجُود، أو إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي، أو بذل التَّأمُّل قبل إلحاف السَّائل) .
وقال الرَّاغب: (السَّخاء: هيئة للإنسان داعية إلى بذل المقتنيات، حصل معه البَذْل أو لم يحصل، وذلك خُلُق) .
وقال القاضي عياض: (السَّخاء: سهولة الإنفاق، وتجنُّب اكتساب ما لا يُحْمَد) .
معنى البَذْل لغةً:
بَذَلَ الشَّيء: أعطاه وجاد به. والبَذْل نقيض المنع، وكلُّ مَن طابت نفسه لشيءٍ فهو باذلٌ. ورجلٌ بذَّال، وبَذُول: إذا كَثُر بذله للمال. يقال: بَذَلَ له شيئًا، أي: أعطاه إيَّاه .
معنى البَذْل اصطلاحًا:
قال المناويُّ: (البَذْل: الإعطاء عن طيب نفس) .

محمد رافع 52 22-04-2013 01:33 PM

الفرق بين صفة الجُود وبعض الصِّفات

- الفرق بين الجُود والسَّخاء:
قال الرَّاغب: (السَّخاء: اسم للهيئة التي عليها الإنسان.
والجُود: اسم للفعل الصَّادر عنها.
وإن كان قد يسمَّى كلُّ واحد باسم الآخر مِن فضله) .
وقال أبو هلال العسكري: (الفرق بين السَّخاء والجُود: أنَّ السَّخاء هو أن يلين الإنسان عند السُّؤال، ويسهل مهره للطَّالب، مِن قولهم: سَخَوت النَّار أسخوها سخوًا: إذا ألينتها، وسَخَوت الأديم: ليَّنته، وأرضٌ سَخاوِيَّةٌ: ليِّنة...
والجُود كثرة العطاء مِن غير سؤال، مِن قولك: جادت السَّماء، إذا جادت بمطر غزير، والفرس: الجَوَاد الكثير الإعطاء للجري، والله تعالى جَوَاد لكثرة عطائه فيما تقتضيه الحكمة.
ويظهر مِن كلام بعضهم: التَّرادف.
وفرَّق بعضهم بينهما: بأنَّ مَن أعطى البعض وأبقى لنفسه البعض فهو صاحب سخاء.
ومَن بَذَلَ الأكثر وأبقى لنفسه شيئًا، فهو صاحب جود) .
- الفرق بين الجُود والكَرَم:
قال الكفوي: (الجُود: هو صفة ذاتيَّة للجَوَاد، ولا يستحقُّ بالاستحقاق ولا بالسُّؤال.
والكَرَم: مسبوقٌ باستحقاق السَّائل والسُّؤال منه) .
وقال أبو هلال العسكري في الفرق بينهما: (أنَّ الجَوَاد هو الذي يعطي مع السُّؤال.
والكريم: الذي يعطي مِن غير سؤال.
وقيل بالعكس.
وقيل: الجُود: إفادة ما ينبغي لا لغرض.
والكَرَم: إيثار الغير بالخير) .
- الفرق بين الجُود والإفضال:
قال الكفوي: (والإفضال أعمُّ من الإنعام والجُود، وقيل: هو أخصُّ منهما؛ لأنَّ الإفضال إعطاءٌ بعوض، وهما عبارة عن مطلق الإعطاء.
والكَرَم: إن كان بمال فهو: جود. وإن كان بكفِّ ضررٍ مع القُدْرة فهو: عفو. وإن كان ببذل النَّفس فهو: شجاعة) .

محمد رافع 52 23-04-2013 09:25 AM

أولًا: في القرآن الكريم
- هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلامًا قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ [الذَّاريات: 24-26].
قال الطَّبري: (عن مجاهدٍ، قوله: ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ قال: أكرمهم إبراهيم، وأمر أهله لهم بالعجل حينئذٍ) .
قال الزجَّاج: (جاء في التَّفسير أنَّه لما أتته الملائكة أكرمهم بالعجل. وقيل: أكرمهم بأنَّه خدمهم، صلوات الله عليه وعليهم) .
- وقال تعالى: مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [البقرة: 261].
قال ابن كثير: (هذا مثلٌ ضربه الله تعالى لتضعيف الثَّواب لمن أنفق في سبيله وابتغاء مرضاته، وأنَّ الحسنة تضاعف بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعفٍ) .
- وقال تعالى: الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ [البقرة: 274].
قال ابن كثير: (هذا مدحٌ منه تعالى للمنفقين في سبيله، وابتغاء مرضاته في جميع الأوقات مِن ليلٍ أو نهارٍ، والأحوال مِن سرٍّ وجهار، حتى إنَّ النَّفقة على الأهل تدخل في ذلك أيضًا) .
وقال السَّمرقندي: (هذا حثٌّ لجميع النَّاس على الصَّدقة، يتصدَّقون في الأحوال كلِّها، وفي الأوقات كلِّها، فلهم أجرهم عند ربِّهم ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون) .

http://up.fr7.com/uploads/images/fr7-661e83d017.jpg

محمد رافع 52 23-04-2013 09:30 AM

ثانيًا: في السُّنَّة النَّبويَّة
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((دينارٌ أنفقته في سبيل الله ودينارٌ أنفقته في رقبةٍ، ودينارٌ تصدَّقت به على مسكينٍ، ودينارٌ أنفقته على أهلك، أعظمها أجرًا الذي أنفقته على أهلك)) .
قال النَّوويُّ: (في هذا الحديث فوائد، منها: الابتداء في النَّفقة بالمذكور على هذا التَّرتيب. ومنها: أنَّ الحقوق والفضائل إذا تزاحمت، قُدِّم الأوكد فالأوكد. ومنها: أنَّ الأفضل في صدقة التَّطوع أن ينوِّعها في جهات الخير ووجوه البرِّ بحسب المصلحة، ولا ينحصر في جهةٍ بعينها) .
- وعن أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال: انتهيت إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو جالسٌ في ظلِّ الكعبة، فلمَّا رآني قال: ((هم الأخسرون وربِّ الكعبة. قال: فجئت حتى جلست، فلم أتقارَّ أن قمت، فقلت: يا رسول الله، فداك أبي وأمي، مَن هم؟ قال: هم الأكثرون أموالًا، إلَّا مَن قال هكذا وهكذا وهكذا -مِن بين يديه ومِن خلفه وعن يمينه وعن شماله- وقليلٌ ما هم، ما مِن صاحب إبلٍ، ولا بقرٍ، ولا غنمٍ لا يؤدِّي زكاتها إلَّا جاءت يوم القيامة أعظم ما كانت، وأسمنه تنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها، كلَّما نفدت أخراها، عادت عليه أولاها، حتى يُقْضَى بين النَّاس)) .
قال النَّوويُّ: (فيه الحثُّ على الصَّدقة في وجوه الخير) .
وقال المباركفوريُّ: (فقوله: ((قال هكذا)) الخ، كناية عن التَّصدُّق العام في جميع جهات الخير) .
- وعن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: بينما نحن في سفرٍ مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجلٌ على راحلةٍ له، قال: فجعل يصرف بصره يمينًا وشمالًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن كان معه فضل ظهرٍ، فليعد به على مَن لا ظهر له، ومَن كان له فضلٌ مِن زاد، فليعد به على مَن لا زاد له)) .
قال النَّوويُّ: (في هذا الحديث: الحثُّ على الصَّدقة والجُود والمواساة والإحسان إلى الرُّفقة والأصحاب، والاعتناء بمصالح الأصحاب، وأمرُ كبير القوم أصحابه بمواساة المحتاج، وأنَّه يُكتفى في حاجة المحتاج بتعرُّضه للعطاء وتعريضه مِن غير سؤال) .

http://www.qeyamhome.net/uploads/4356.jpg

محمد رافع 52 23-04-2013 09:40 AM

أقوال السَّلف والعلماء في الكَرَم والجُود والسَّخاء والبذل
- قال أبو بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه: (صنائع المعروف تقي مصارع السوء) .
- وعنه رضي الله عنه: (الجُود حارس الأعراض) .
- وقال عليٌّ رضي الله عنه: (السَّخاء ما كان ابتداءً، فأمَّا ما كان عن مسألة فحياء وتذمُّم) .
- ورُوِي عنه مرفوعًا: ((الكَرَم أعطف مِن الرَّحم)) .
- (وقيل لحكيم: أيُّ فعلٍ للبَشَر أشبه بفعل الباري تعالى، فقال: الجُود) .
- وقال يحيى البرمكي: (أعط مِن الدُّنْيا وهي مقبلة؛ فإنَّ ذلك لا ينقصك منها شيئًا. فكان الحسن بن سهل يتعجَّب مِن ذلك ويقول: لله درُّه! ما أطبعه على الكَرَم وأعلمه بالدُّنْيا) .
- و(قال محمَّد بن يزيد الواسطي: حدَّثني صديق لي: (أنَّ أعرابيًّا انتهى إلى قوم فقال: يا قوم، أرى وجوهًا وضيئة، وأخلاقًا رضيَّةً، فإن تكن الأسماء على إثر ذلك فقد سعدت بكم أمُّكم... قال أحدهم: أنا عطيَّة، وقال الآخر: أنا كرامة، وقال الآخر: أنا عبد الواسع، وقال الآخر: أنا فضيلة، فأنشأ يقول:


كرمٌ وبذلٌ واسعٌ وعطيَّةٌ***لا أين أذهب أنتم أعين الكَرَم



مَن كان بين فضيلة وكرام***لا ريب يفقؤ أعين العدم



قال: فكسوه وأحسنوا إليه وانصرف شاكرًا) .
- و(كان يُقَال: مَن جاد بماله جاد بنفسه، وذلك أنَّه جاد بما لا قوام لنفسه إلَّا به) .
- وقال الماورديُّ رحمه الله تعالى: (اعلم أنَّ الكريم يجتزي بالكرامة واللُّطف، واللَّئيم يجتزي بالمهانة وال***، فلا يجود إلَّا خوفًا، ولا يجيب إلَّا ***ًا، كما قال الشَّاعر:


رأيتك مثل الجوز يمنع لبَّه ***صحيحًا ويعطي خيره حين يُكْسَر



فاحذر أن تكون المهانة طريقًا إلى اجتدائك ، والخوف سبيلًا إلى عطائك، فيجري عليك سفه الطَّغام ، وامتهان اللِّئام، وليكن جودك كرمًا ورغبة، لا لؤمًا ورهبة) .
- و(عن حسن بن صالحٍ، قال: سُئِل الحسن عن حُسْن الخُلُق، فقال: الكَرَم، والبَذْلة، والاحتمال) .
- (وقال جعفر بن محمَّد الصَّادق: إنَّ لله وجوهًا مِن خلقه، خلقهم لقضاء حوائج عباده، يرون الجُود مجدًا، والإفضال مغنمًا، والله يحبُّ مكارم الأخلاق) .
- وقال بكر بن محمَّد العابد: (ينبغي أن يكون المؤمن مِن السَّخاء هكذا، وحثا بيديه) .
- وقال بعض الحكماء: (أصل المحاسن كلِّها الكَرَمُ، وأصل الكَرَم نزاهةُ النَّفس عن الحرام، وسخاؤها بما تملك على الخاص والعام، وجميع خصال الخير مِن فروعه) .
- وقال ابن المبارك: (سخاء النَّفس عمَّا في أيدي النَّاس أعظم مِن سخاء النَّفس بالبَذْل) .
- وقال بعض العلماء: (الكَرَم: هو اسم واقع على كلِّ نوع مِن أنواع الفضل، ولفظٌ جامعٌ لمعاني السَّمَاحة والبَذْل) .
- وقالوا: (السَّخيُّ مَن كان مسرورًا ببذله، متبـرِّعًا بعطائه، لا يلتمس عرض دنياه فيحْبَطُ عملُه، ولا طلب مكافأة فيسقط شكرُه، ولا يكون مَثَلُه فيما أعطى مَثَلُ الصَّائد الذي يلقي الحَبَّ للطَّائر، ولا يريد نفعها ولكن نَفْعَ نفسه) .

https://encrypted-tbn2.gstatic.com/i...B50BmU6XcN0rZf

محمد رافع 52 23-04-2013 09:43 AM

فوائد الكَرَم والجُود والسَّخاء والبذل

1- الكَرَم والجُود والعطاء مِن كمال الإيمان وحُسْن الإسلام.
2- دليل حُسْن الظَّن بالله تعالى.
3- الكرامة في الدُّنْيا، ورفع الذِّكر في الآخرة.
4- الكريم محبوبٌ مِن الخالق الكريم، وقريبٌ مِن الخَلْق أجمعين.
5- الكريم قليل الأعداء والخصوم؛ لأنَّ خيره منشورٌ على العموم.
6- الكريم نفعه متعدٍّ غير مقصور.
7- تثمر حُسْن ثناء النَّاس عليه.
8- تبعث على التَّكافل الاجتماعي والتَّواد بين النَّاس.
9- الكَرَم يزيد البركة في الرِّزق والعمر.
10- يولِّد في الفرد شعورًا بأنَّه جزء مِن الجماعة، وليس فردًا منعزلًا عنهم إلَّا في حدود مصالحه ومسؤولياته الشَّخصيَّة.
11- تزكِّي الأنفس وتطهرها مِن رذائل الأنانيَّة المقيتة، والشُّح الذَّميم.
12- حلُّ مشكلة حاجات ذوي الحاجات مِن أفراد المجتمع الواحد.
13- إقامة سدٍّ واقٍ يمنع الأنفس من سيطرة حبِّ التَّملُّك والأثرة.

محمد رافع 52 23-04-2013 09:52 AM

صور الكَرَم والجُود والسَّخاء والبذل
المجالات التي يشملها الكَرَم والجُود والعطاء متنوِّعة وكثيرة، فمنها:
1- العطاء مِن المال، ومِن كلِّ ما يمتلك الإنسان مِن أشياء ينتفع بها، كالذَّهب والفضَّة، والخيل، والأنعام، والحرث، وكلِّ مأكول، أو مشروب، أو ملبوس، أو مركوب، أو مسكون، أو يؤوي إليه، وكلِّ آلة أو سبب أو وسيلة ينتفع بها، وكلِّ ما يُتَدَاوى به أو يقي ضرًّا أو يدفع بأسًا، إلى غير ذلك مِن أشياء يصعب إحصاؤها.
2- ومنها العطاء مِن العلم والمعرفة، وفي هذا المجال مَن يحبُّون العطاء، وفيه بخلاء ممسكون ضنينون، والمعطاء في هذا المجال هو الذي لا يدَّخر عنده علمًا ولا معرفة عمَّن يُحْسِن الانتفاع بذلك، والبخيل هو الذي يحتفظ بمعارفه وعلومه لنفسه، فلا ينفق منها لمستحقِّيها، ضنًّا بها ورغبةً بالاستئثار.
3- ومنها عطاء النَّصيحة، فالإنسان الجَوَاد، كريم النَّفس، لا يبخل على أخيه الإنسان بأيِّ نصيحةٍ تنفعه في دينه أو دنياه، بل يعطيه نُصْحَه الذي ينفعه مبتغيًا به وجه الله تعالى.
4- ومنها: العطاء مِن النَّفس، فالجواد يعطي مِن جاهه، ويعطي مِن عَطْفِه وحنانه، ويعطي مِن حلو كلامه وابتسامته وطلاقة وجهه، ويعطي مِن وقته وراحته، ويعطي مِن سمعه وإصغائه، ويعطي مِن حبِّه ورحمته، ويعطي مِن دعائه وشفاعته، وهكذا إلى سائر صور العطاء مِن النَّفس.
5- ومنها: العطاء مِن طاقات الجسد وقواه، فالجواد يعطي مِن معونته، ويعطي مِن خدماته، ويعطي مِن جهده، فيعين الرَّجل في دابَّته فيحمله عليها أو يحمل له عليها، ويميط الأذى عن طريق النَّاس وعن المرافق العامَّة، ويأخذ بيد العاجز حتى يجتاز به إلى مكان سلامته، ويمشي في مصالح النَّاس، ويتعب في مساعدتهم، ويسهر مِن أجل معونتهم، ومِن أجل خدمتهم، وهكذا إلى سائر صور العطاء مِن الجسد.
6- ويرتقي العطاء حتى يصل إلى مستوى التَّضحية بالحياة كلِّها، كالمجاهد المقاتل في سبيل الله، يجود بحياته؛ لإعلاء كلمة الله ونصرة دينه، ابتغاء مرضاة ربِّه .

محمد رافع 52 23-04-2013 09:54 AM

الأسباب المعينة على الكَرَم والجُود والسَّخاء والبذل
دوافع البَذْل والعطاء عند الإنسان كثيرة؛ منها :
1- توفيق الله له بالبَذْل والنَّفقة.
2- نفسه الطيِّبة.
3- حبُّ عمل الخير.
4- حثُّ أهل الخير له على النَّفقة والعطاء والكَرَم.
5- مقتضيات المجتمع الإسلامي وحاجاته الملِحَّة إلى التَّعاون؛ والتَّكامل لبناء الاقتصاد الإسلامي بناءً قويًّا وعزيزًا.


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 04:18 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.