بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   حى على الفلاح (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=25)
-   -   هذا ديننا الاسلامى وهذا نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=478828)

محمد رافع 52 21-03-2013 09:27 AM

نماذج من أهل الجنة
كانت مفاتيح الجنة بيده عليه الصلاة والسلام منحه الله إياها؛ لأن الله عرض عليه مفاتيح الذهب والفضة في الدنيا فأبى، فأعطاه الله مفاتيح الجنة.
يصلي الفجر عليه الصلاة والسلام بالصحابة فيقول: {أين بلال ؟ فيأتي بلال-يقولون كان كأنه الصقر، خفيف اللحم، ليس على جسمه من اللحم شيء، وكان أندى الناس صوتاً، فيقف بكسائه، لا يملك من الدنيا غيره- قال: يا بلال ! سمعتُ دفّ نعليك في الجنة البارحة -دخل صلى الله عليه وسلم البارحة إلى الجنة، رآها ورأى قصورها وبساتينها وثمارها- فما كنتَ تصنع؟ قال: يا رسول الله! لستُ بكثير صيام ولا صلاة ولا صدقة لكن ما توضأت في ساعة من ليل أو نهار إلا صليت ركعتين... } وهذا عمل فريد بإمكان الواحد منا أن يعمله، حتى إن شيخ الإسلام ابن تيمية قال: فيه أنه بعد الوضوء حتى في وقت النهي صلاة ركعتين، حتى بعد العصر وبعد الفجر لك أن تتوضأ وتصلي ركعتين، كلما توضأت صلِّ ركعتين تكون مع بلال من طريق بلال ؛ لأنه ليس هناك انفراد للصحابة في الأعمال؛ لكن الانفراد في المنزلة، وإذا فعلت فعل الصحابي كسبت ككسبه، بل تضاعف العمل حتى بأجر خمسين من أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام.قال صلى الله عليه وسلم: ورأيت الرميصاء البارحة في الجنة } وهي أم أنس ، بم دخلت الجنة؟ {أتت بـأنس بعد أن غسَّلَتْه وطيَّبَتْه ورسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل من المدينة فقالت: يا رسول الله! الدنيا ذاهبة وما عندي أحب منأنس ، فهذا أنس يخدمك، فادعُ الله له، فدعا له صلى الله عليه وسلم } فأهدت له ابنها رضي الله عنها وأرضاها.


محمد رافع 52 21-03-2013 09:35 AM

أنموذج ممن في صدورهم حرج
وهناك قصص كثيرة كثيرة تشهد أن الصحابة أطاعوا الرسول عليه الصلاة والسلام، فلم يكن في صدورهم حرج.

لكن تعال إلى نماذج ممن في صدره حرج، فهناك الكثير من الناس، ونحن لو حققنا أنفسنا لعدنا إلا أنَّا تركنا كثيراً من السنن، لأننا نتحرج من بعض إقامتها، وبعض الناس ما ترك السنة إلا للتحرج، حتى إنك تجد مَن يصانع الناس في المجالس بأموره وتقواه وعبادته من أجل ألا يحرج الناس، حتى يترك السنة من أجل ألا يحرج الناس، فيُحرج نفسَه، فيكون في نفسه حرج مما أُنزل على الرسول عليه الصلاة والسلام.الجد بن قيس أحد المنافقين، ذهب صلى الله عليه وسلم إلى تبوك يغزو، فأتى إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في قلبه حرج من الهداية، وقد أعطاه الله من الدنيا، قال: {ائذن لي، فأنا لا أستطيع أن أذهب إلى تبوك ، قال صلى الله عليه وسلم: ولِمَه؟ قال: أنا رجل إذا رأيت بنات الروم وقعن في قلبي وافتتنت } وهذا كذب، أيترك الجهاد خوفاً من الفتنة؟! أيعصي الرسول صلى الله عليه وسلم خوفاً من الفتنة؟ وهذا يسميه ابن تيمية : الورع البارد، فبعض الناس يعتذر لمعصيته بأمور، فيعتذر لمعصيته بقوله: لولا كذا لفعلتُ كذا، وبعضهم يترك بعض السنن ويقول: تأليفاً للناس، وبعضهم يأتي بعض المعاصي ويقول: تأليفاً للقلوب، وهذا مثلما قال الجد بن قيس فعذره عليه الصلاة والسلام وتركه، فقال الله سبحانه وتعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِيhttp://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [التوبة:49] يقول ابن عمر : [[والله ما زالت سورة التوبة، تقول: ومنهم، ومنهم، حتى خشينا على أنفسنا ]] قال ابن عباس : [[أما هذه السورة فهي الفاضحة ]] كلما قال أحدهم كلمة أنزل الله: ومنهم من يقول، ومنهم من قال، ومنهم من فعل..
قال: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّيhttp://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [التوبة:49] قال سبحانه وتعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifأَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواhttp://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [التوبة:49] أكبر فتنة أنهم تركوا الجهاد معك، http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifأَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ* إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُhttp://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [التوبة:49-50] يقول: هم أذكياء، لو أصابتك دائرة أو هزيمة قالوا: انتبهنا لأنفسنا وبقينا في المدينة .

يقول ابن القيم : ما هُدد الناس بمثل هذه الآية: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifقُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَhttp://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [الجمعة:8].
فلما عاد صلى الله عليه وسلم أتى ثمانون كلهم كَذَبَة يستأذنون من الرسول صلى الله عليه وسلم، قال: يا رسول الله! والله لقد مرضت زوجتي ولولا مرضها لخرجتُ معك، قال: أذنتُ لك.

قال الثاني: أما أنا فقد خفتُ من بنات بني الأصفر، قال: أذنتُ لك.

قال الثالث: أصابني عرج، قال: أذنتُ لك -كلهم أهل حيل- فلما أذن للثمانين نزل جبريل على الرسول صلى الله عليه وسلم في المسجد بقول الله: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifعَفَا اللَّهُ عَنْكَhttp://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [التوبة:43] يقولون: أراد ألا يخوفه ربه، والأول يقول: أخطأت في التصرف معهم لكن عفا الله عنك، فالمنهج مع هؤلاء ليس كما فعلتَ لكن عفا الله عنك، وهم ما صدقوا معك لكن عفا الله عنك، وهم أصلاً كذبة ومنافقون لكن عفا الله عنك، يقول: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifعَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَhttp://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [التوبة:43].
وكان قد ذهب صلى الله عليه وسلم إلى الحديبية ومعه الجد بن قيس ، قال صلى الله عليه وسلم: تعالوا بايعوني، فعلى ماذا بايعوه تحت الشجرة، يقول بعض الكتبة في السِّيَر: هل بايعوه على حكومة مستقلة يتولون إدارتها؟
هل بايعوه على قصور يقتسمونها وعلى حدائق يتوزعونها؟
لا.
بل بايعوه على الموت؛ لأنه أرسل عثمان بن عفان حيث أفطر بـمكة عند بني أمية قرابته، فأتى نائح يصيح من آخر الجبال -جبال بني قبيس - يقول: قُتل عثمان بن عفان ، فغضب صلى الله عليه وسلم وجلس تحت الشجرة وقال: بايعوني على الموت، أي: ندخل مكة فلا يعود أحد مادام أن عثمان قُتل، قال سلمة بن الأكوع : والله الذي لا إله إلا هو لقد أخذتُ بالأغصان عن وجه الرسول صلى الله عليه وسلم ورفعتُها وهو يبايع الناس -كانت الشجرة من سلم -وقيل: من سَمُرَ كما قال ابن كثير وهو الصحيح- فرفع الشوك عنها- قال: بايعني يا سلمة ! فبايعتُه على الموت، فلما انتصف الناس قال: بايعني يا سلمة ! قلتُ: بايعتُك يا رسول الله! قال: وأيضاً، فبايعتُه، فلما انتهى الناس قال: بايعني يا سلمة ! قلت: بايعتك يا رسول الله! قال: وأيضاً، فبايعته، فلما انتهى قال صلى الله عليه وسلم: {اللهم هذه عن عثمان بن عفان ، فجعل يسراه الكريمة صلى الله عليه وسلم في يمناه } بايعه عن عثمان أي يقاتل هو عن عثمان ، فمادام عثمان قد *** فإنه يقوم صلى الله عليه وسلم مقامه.
قال سيد قطب في الظلال : اسمع إلى بشرى الله، وتصور نفسك أنك ممن جلس مع الرسول تحت الشجرة، ثم تجلس معهم ثم يبايعون، ثم تنتهي البيعة، ثم يهبط جبريل ويقول عن الله الذي مَلَكَ السماوات والأرض والذي مقاليد الأمور بيده يقول: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifلَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِhttp://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [الفتح:18] حتى الشجرة، يقول: هذه الشجرة المعروفة، أنتم الذين جلستم تحت هذه الشجرة رضي الله عنكم، ألف وأربعمائة مبايع، يقول سيد : تصور أنك واحد من ألف وأربعمائة يبايع الرسول صلى الله عليه وسلم في حرارة الشمس على الموت، فلما انتهوا من البيعة وقبل أن يغادروا الشجرة، وإذا بالمرسوم الإلهي من عند علام الغيوب الذي كلامه حق وقوله حق ووعده حق: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifلَقَدْ رَضِيَ اللَّهُhttp://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [الفتح:18] لكن عن مَن؟ عن المؤمنين، مَن هم؟ الذين يبايعونك، في أي مكان؟ تحت الشجرة.
وهذا وصف مقرب، تحت الشجرة، وكلٌّ يعرف تحت الشجرة.
غاب الجد بن قيس وعنده جمل أحمر يبحث عنه في جبال مكة ، فنُوْدِي.
سبحان الله! منهم من يريد الدنيا ومنهم من يريد الآخرة، وأهل السعادة وُفِّقوا للسعادة، وتجد الإنسان عَيِيَّاً شقياً مبهذلاً وراء الدنيا لا نافلة ولا ذكر ولا اتباع للسنة، وتجد هذا حمامة في بيوت الله، لأن الله أراد أن يدخل هذا الجنة، وأراد هذا أن يشقى بماله.
يا عامراً لخراب الدار مجتهداً بالله هل لخراب الدار عمرانُ
ويا حريصاً على الأموال تجمعها أقصر فإن سرور المال أحزانُ
فذهب إليه الصحابة وقالوا: يا جد بن قيس ! تعال بايع الرسول صلى الله عليه وسلم، قال: والله الذي لا إله إلا هو لحصولي على جملي أفضل من بيعتكم، وهذه يتكلم بها كثير من الناس، حتى إنك إذا دعوت بعض الناس إلى محاضرة أو ندوة أو درس قال: جلوسنا أنفع، والحمد لله الخير كثير ومنتشر وليس هناك ناقص والحمد لله؛ فيضيع ما هو خير له في حياته في جلسة واحدة، حتى إن عطاء بن أبي رباح يقول: [[مجلس الذكر يكفر سبعين مجلساً من مجالس اللغو ]]
يقول عطاء وكان يبكي عند قوله تعالى http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْhttp://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [المنافقون:6] ويقول: [[أغضبوا المولى حتى أقسم ألا يغفر لهم ]] يقول: أغضبوه إلى درجة أنه أقسم ألا يغفر لهم، ولذلك يقول أحدهم: احذر أن يغضب الله عليك فيقسم على نفسه سبحانه وتعالى ألا يغفر لك، نعوذ بالله!قال الحسن البصري في سورة الكهف عن الخضر في قوله: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifقَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَhttp://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [الكهف:78] سبحان الله! موسى خالف الخضر ثلاث مرات فقال: هذا فراق بيني وبينك، وأنت يا عبد الله! تخالف الله في اليوم سبعين مرة، ألا تخشى أن يقول: هذا فراق بيني وبينك؟!هذا نموذج ممن في قلبه حرج من اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام، وما رضوا به صلى الله عليه وسلم إماماً وقدوة.


محمد رافع 52 21-03-2013 09:36 AM

السعادة كل السعادة في اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم
وملخص الكلام أني أقول: إن كنتَ تريد أو أنا أريد أو أي مسلم يريد أن ينجو من عذاب الدنيا ومن خزي وعذاب الآخرة ومن الشقاء والانحراف فوالذي لا إله إلا هو ليس هناك نفع مستقل عن نفعه عليه الصلاة والسلام، ولو بلغ مهما بلغ المتعلم من علمه؛ فإن العلم بلا تقوى خزي وندامة: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifيَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَاhttp://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [الروم:7] وكل منصب أو جاه أو إمرة أو مال بدون اتباعه عليه الصلاة والسلام هو الانحراف كل الانحراف، فأسأل الله أن ينفعنا باتباعه عليه الصلاة والسلام، وأن يجعلنا من أتباعه، وأن يحشرنا في زمرته، وأن يسقينا من حوضه شربة لا نظمأ بعدها أبداً.

أيها الإخوة الكرام: يا أساتذة الجيل! يا أمل المستقبل! يا موجهي الأمة! يا مربي شباب محمد صلى الله عليه وسلم! إن السعادة كل السعادة في اتباعه؛ أن تجعله إمامك منذ أن تصبح إلى أن تمسي، فتترسم خطاه، وتنتهج مسلكه صلى الله عليه وسلم، وتتأمل سيرته حتى تسعد بشفاعته عليه الصلاة والسلام.اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا لِمَا اختُلِف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.


محمد رافع 52 21-03-2013 09:43 AM

الأسئلة
حكم أخذ الأجرة على القرآنhttp://audio.islamweb.net/audio/images/arrow3.gifأفضل الجلساء في هذا الزمانhttp://audio.islamweb.net/audio/images/arrow3.gifمظاهر محبة الرسول صلى الله عليه وسلمhttp://audio.islamweb.net/audio/images/arrow3.gifعلى من تجب الدعوة إلى اللهhttp://audio.islamweb.net/audio/images/arrow3.gifحكم المقصرين من أهل العلمhttp://audio.islamweb.net/audio/images/arrow3.gifمشكلة اقتناع المسلم بالأفكار الغربيةhttp://audio.islamweb.net/audio/images/arrow3.gifهل يأخذ المصلى حكم المسجدhttp://audio.islamweb.net/audio/images/arrow3.gif
حكم أخذ الأجرة على القرآن
السؤال: فضيلة الشيخ: سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، لقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن من أحب إنساناً أن يخبره، وأنا -والله- أحببتُك قبل أن أراك، والسؤال: لقد سمعتُ حديثين: أحدهما فيما معناه: أنه: {خير ما أكلتم به القرآن } والثاني: {تعلموا القرآن ولا تأكلوا به، ولا تجافوا عنه، ولا تغالوا فيه } فهل هذان الحديثان صحيحان؟ وفي حالة صحتهما كيف نوفق بين الأكل بالقرآن وعدم الأكل به، علماً بأن الأكل قد يكون بتعليمه أو بقراءته في المآتم أو المحافل أو العمل في الحكومة بتعليمه؟ جعلكم الله خيراً مما نظن فيكم.الجواب: الحمد لله، أحبك الله الذي أحببتنا فيه.أما الحديث الأول فهو فيصحيح البخاري لكن ليس بهذا اللفظ، فاللفظ هو: {إن خير ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله عزَّ وجلَّ } وأتى هذا الحديث في قصة أبي سعيد يوم سافر مع طائفة من الصحابة فنـزلوا في قبيلة من قبائل العرب فطلبوا منهم ضيافة فلم يضيفوهم، فلُدِغ شيخ الحي، فقالوا: {إن شيخ الحي سليم -أي: ملدوغ- فهل منكم أحدٌ يعالجه مما فيه ويرقيه؟ قالأبو سعيد : فرَقَيْتُ بالفاتحة، فأعطوهم قطيعاً من الغنم فأخذوه، فذهبوا إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، فقال لـأبي سعيد : بِمَ رَقَيْتَ؟ قال: بالفاتحة، قال: وما يدريك أنها رُقْيَة؟ قال: وأخذنا يا رسول الله! هذا الغنم، قال: خذوا واضربوا لي معكم بسهم، إن خير ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله } قال أهل العلم: معنى ذلك أن من قصد بالقرآن وجه الله عزَّ وجلَّ، وعلم لوجه الله عزَّ وجلَّ، ثم أتاه رزق بسبب هذا القرآن، وما طلبه هو وما حرص عليه وما كان معتمده في عمله فليأخذه، وأضربُ على ذلك أمثلة لأجمع بين الحديثين وهي: أن من تخرج مثلاً أو درس أو تعلم وقصده أن ينشر هذا الدين ثم علَّم الناس فأتاه رزق أو راتب، لا أنه هو يطلب الراتب أو لا يعلِّم القرآن إلا من أجل الراتب؛ فهذا يأخذ ذاك الراتب، والفاصل في ذلك أنه لو مُنع عنه هذا الراتب أو الدخل أنه يستمر في عمله، فهذا مأجور على ما فعل ومشكور، وقد فعل بعض أئمةالسلف ذلك، وما قصدهم المال ولكن أتاهم سبب أو عارض من العوارض.أما الحديث الثاني فإن بعض ألفاظه صحيحة وبعضهم يحسنها، وبعض ألفاظه ليست بثابتة؛ لكن على فرض صحته وحُسن هذا الحديث كما بيَّن بعض أهل العلم، فالمعنى أنه لا يُطلب القرآن لجمع المال، ولا للأكل به، كما هو ثابت في صور من المجتمع:مثل من يحفظه الآن ليشحذ به من الناس، وقد وقع ما أخبر به بعض السلف : أن منهم من يأخذ بالقرآن، كما ترون في الحرم من يجلس عند الأبواب ويقرأ القرآن ويلحِّنه ويشحذ به، فهذا ممن يأكل بالقرآن.أو يحفظ القرآن ليحضر به المواسم، والمراسيم والأعياد، والمآتم والأعراس، فيأخذ عليه أجرة من أجل أن يُعطى بهذا فقط، فإذا لم يُعطَ أجرة فإنه لا يقرأ ولا يحضر ولا يمكن أن يقرأ على الناس.فهو من أجل أجرته يقرأ، فهذا مما نهى عنه عليه الصلاة والسلام.فلذلك ننْزِل الناس على هذه المنازل.وهذا في نظري جمع إن شاء الله بين الحديثين، وأسأل الله التوفيق والهداية.
أفضل الجلساء في هذا الزمان
السؤال: من هو أفضل الجلساء في هذا الزمان، على الرغم من أن شباب الصحوة والحمد لله كثير، ولكن من هم الأفضل؟ وهل مجالسة السيئين فيها خير مع الدعوة إلى الله؟
الجواب: سؤال الأخ: من أفضل الناس ممن نجلس معهم في هذا الوقت، عن ال*** لا عن الشخص، لأنه لا يمكن أن يحدد شخص باسمه أنه فلان؛ لكن ال*** قد وصفه سبحانه وتعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام، فقال سبحانه وتعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifأَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ* الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [يونس:62-63] فالمؤمنون المتقون هم الذين يجالَسون، خاصة من يُشتَهر بطلب العلم، والبحث في المسائل العلمية، والغيرة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتأثير في الناس، فإن هذا مجلسه بركة، وقد سمى ابن القيم في الوابل الصيب هذا وأمثاله (من المبارك أينما كان)؛ لأن الله قال: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifمُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [مريم:31] فمعناه كلما نزل منزلاً كان همه الدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.فأرى أن تجالس:أولاً: من بانَ الصلاحُ عليه، بأَنْ ظهر عليه الخير وعُرف بين الناس بالذكر الحسن، فتجالسه؛ لأن السرائر علامتها العلانية، فمن وضع الله له الحب والقبول فهو على سريرته، ومن وضع الله له البغض فهو على سريرته.ثانياً: مَن يهتم بالدين، فإن بعض الناس مستقيم في نفسه لكنه سلبي، من يهتم بالدين تعليماً وتعلُّماً وتفقُّهاً وأمراً ونهياً تجالسه، وتجتنب من كان مشهوراً بالتهتُّك لحدود الله عزَّ وجلَّ، أو مغرماً بالدنيا، أو يصدك عن الله سبحانه وتعالى، لأن الله يقول: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [الكهف:28].أما مجالسة الناس السيئين فإذا أنست من نفسك حصانة في الدين واستقامة ولا تخاف على نفسك منهم أن يجروك إلى المعاصي أو يؤثروا عليك، فإن الأحسن أن تجالسهم، كما فعل عليه الصلاة والسلام؛ لكن من خشي على نفسه لضعف إيمانه، فالأولى أن يهرب منهم وأن يبتعد عنهم.
مظاهر محبة الرسول صلى الله عليه وسلم السؤال: ما هي أهم مظاهر محبته صلى الله عليه وسلم؟الجواب: تكمن في أمور، ربما تكون في أربعة:الأمر الأول: كثرة الصلاة والسلام على النبي عليه الصلاة والسلام، فإنها شفاء للقلوب، ودواء للأرواح، وزينة للمجالس، فأوصي نفسي وإياكم بكثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم، يقول بعض أهل العلم: وأفضل صيغ الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم هي: الصلاة الإبراهيمية: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ في العالمين إنك حميد مجيد.الأمر الثاني: حبه حباً -كما سلف في المحاضرة- يستولي على مشاعرك وأحاسيسك وكل أمر يأتيك.الأمر الثالث: العمل بسنته صلى الله عليه وسلم، أن تطبق سنته، فلا تصدق الذين خالفوا سنته في الظاهر أو في الباطن وقالوا: إنا نحبه، ولو حلفوا، فلو كانوا يحبونه لاتبعوه.الأمر الرابع: أن تنشر سنته في الناس، فتعلم الناس سنته واتباعه صلى الله عليه وسلم في كل دقيق وجليل.
على من تجب الدعوة إلى الله
السؤال: هل لكل واحد أن يدعو إلى الله عزَّ وجلَّ؟ وما هي شروط الدعوة إلى الله عزَّ وجلَّ؟ وإذا وجَد معارضة من الناس فماذا يفعل؟
الجواب: أما الدعوة فإنها واجبة على المستطيع من الناس كلٌّ بحسبه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم عمَّمها، وليست الدعوة -أيها الإخوة- كالفُتيا، لأن بعض الإخوة يتهيَّب من الدعوة ويقول: أنا ما بلغت المستوى وليس عندي علم، والدعوة تختلف عن الفُتيا، فالفتوى لأناس بلغوا من العلم مبلغاً، أما الدعوة فلكل من يستطيع أن يفهم آية أو حديثاًَ، قال صلى الله عليه وسلم: {بلِّغوا عني ولو آية } وقال: {نضَّر الله امرءاً سمع مني مقالة فوعاها فأداها كما سمعها، فرب مبلَّغ أوعى من سامع } هذه مسألة.أما شروطها: فهو الالتزام بالسنة، ولا يُشترط عند أهل العلم أن يكون الإنسان خالياً من العيوب والنقائص والمعاصي فإن هذا لا يكون، وهذا في الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، أما في الناس فمن انتظر حتى يكمُل فلن يكمُل أحد، والشيطان يدخل على بعض الناس فيقول: إذا أتممتُ استقامتي وأتممتُ علمي أدعو إلى الله، فيضيع نفسه ويضيع دعوته ويبقى مكانه، بل مما يعين على الالتزام: الدعوة، فإنها تعينك على نفسك وتجعل نفسك دائماً في حياء وفي خجل حتى تستقيم على أمر الله عزَّ وجلَّ.المقصد: أنك تدعو بما تيسَّر، ولو أن تعلِّم الناس الفاتحة.
وقد رأيت في ترجمة الخليل بن أحمد الفراهيدي وهو زهراني -كما قال أهل العلم، وصاحب سير أعلام النبلاء ذكر ذلك- وهو من فراهيد ، وقد كان الخليل من أذكياء العالَم، يقول: لأعملن حساباً أجعل الجارية -البنت الصغيرة- تذهب إلى البقَّال فلا يظلمها شيئاً، وهو الذي اكتشف ستة عشر بحراً في العَروض والقافية، وجلس يفكر، وكان يغمض عينيه في التفكير حتى اصطدم بسارية المسجد فمات، والخطأ منه وليس من السارية.فهذا الخليل بن أحمد من أذكى الناس، وكان عابداً ناسكاً، أتى بالعَروض والقوافي والبحور ينَظِّمُها، فلما توفي رئي في المنام، قيل: ما فعل الله بك؟ قال: ما نفعتني العَروض ولا القافية ولا علم اللغة، إنما كنتُ أعلم عجائز في قريتي الفاتحة فأدخلني الله بها الجنة.فالتعليم يكون بتعليم الفاتحة، وتعليم أركان الإسلام، وتعليم (لا إله إلا الله) وغير ذلك.
حكم المقصرين من أهل العلم
السؤال: يا شيخ: بعض الناس من أهل التفسير والحديث والقرآن لا يطبقون السنة في المظهر، فما جزاؤهم وهم قدوة؟
الجواب: من انتقص شيئاً من السنة فهو بـحسبه عند الله: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifفَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِhttp://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [فاطر:32] ولا بد أن ننزل الناس منزلة الله عزَّ وجلَّ التي أنزلها لهم في سورة الأحقاف، فقال: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifأُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَhttp://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [الأحقاف:16] فلا بد للعبد أن يكون له ميزان فيما يقول وفيما يفعل، حتى إن ابن تيمية ذكر وقال: إن الإنسان ظلوم جهول، وهو صحيح، حتى إنك تجد بعضهم يتحمس لفكرة جار في أحكامها حتى على مَن قصر من الصالحين، فتجده يقول -مثلاً- لإنسان يصلي الصلوات الخمس، وقد يقوم الليل، وهو بار بوالديه، صدوق؛ لكنه يسبل ثوبه، فيقول: كيف يدخل هذا الجنة وهو يسبل ثوبه؟! بل بحسبه.ما معنى: كيف يدخل الجنة؟ أو كيف يدَّعي الإسلام وهو يسبل ثوبه؟ فهذا حكم جائر، فلا بد للإنسان أن يكون عدلاً، فهؤلاء بحسبهم، من قصر في هذا نقول له: أنت قصرت وخالفت الرسول صلى الله عليه وسلم وعليك وزر المخالفة؛ لكننا نجعله في منزلته، له حسنات وسيئات، والله سبحانه وتعالى يقول: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [المائدة:8] ويقول: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifكُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [النساء:135] والشهادة لله تقتضي أن يكون الإنسان عادلاً، لا ظالماً ولا جهولاً، فإن الجهول يتكلم بدون علم، والظالم يترك العدل، فمثل هذا عليه وزر؛ لكنه ليس كغيره ممن ترك الدعوة وترك الالتزام والاستقامة.
مشكلة اقتناع المسلم بالأفكار الغربية السؤال: هناك من أبناء الأمة من عنده قناعة بالأفكار الغربية، فما هو تعليقك على هذا؟الجواب: قال المعصوم عليه الصلاة والسلام: {لتتبعن سنن من كان قبلكم -كلمة (سَنَن) تُضْبَط عند أهل الحديث سَنَن وسُنَن، والسَّنَن: الطرق، والسُّنَن المعروفة: جمع سُنة- حذو القُذَّة بالقُذَّة، حتى لو دخلوا جُحر ضب لدخلتموه، قالوا: اليهود والنصارى؟ قال: فمن الناس إلا هم! } قال ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم في كلام ما معناه: فمن فسد من علمائنا ففيه شبه باليهود، ومن فسد من عبادنا ففيه شبه بالنصارى.
ولذلك تجد ممن يتعلم العلم حتى يحمل الدكتوراه ويدرس في الخارج أو في الداخل من نكس الله فكره وقلبه، فهو كالكوز مجخياً، يفهم كل شيء إلا هذا الدين، وختم الله على قلبه، حتى إن بعضهم يقرأ ثمان ساعات من أربع وعشرين ساعة، لكن قراءته لا في الكتاب ولا في السنة، كلها كتب غربية وشرقية، المتردية والنطيحة وما أكل السبع: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍhttp://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [النور:40] حتى إن ابن تيمية يقول: أما كثرة الكتب بدون هداية فلا تزيد العبد إلا عمى، {قال صلى الله عليه وسلم وهو يتحدث مع زياد بن أبي لبيد من الأنصار الذي سأله بقوله: يا رسول الله! كيف يضل اليهود والنصارى وعندهم التوراة والإنجيل؟! والله! لنعلمن القرآن أبناءنا، ويعلمه أبناؤنا أبناءهم يا رسول الله! -أي: حتى لا يضل أحد- قال: ثكلتك أمك يا زياد ! والذي نفسي بيده! لقد كنتُ أظنك من أفقه الرجال بـالمدينة ، هذه التوراة عند اليهود والإنجيل عند النصارى ما أغنت عنهم شيئاً }.فقضية وجود القرآن والسنة في المكتبات وقد نكس الله قلب العبد لا تنفعه أبداً، بل بيَّن بعض المفسرين وقال: من يقرأ القرآن وهو يشك في مبادئه ومناهجه يزيده الله عمىً بقراءته.
أي: أنه لو ترك القرآن لكان أحسن، حتى إن الله سبحانه وتعالى يقول: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمىً http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [فصلت:44] ويقول:http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُhttp://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [مريم:76] فالمهتدي يزيده هدىً.فكثير من الناس يزيده الله عمىً ويطبع على قلبه بسبب أنه ما تصور دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم، بل بعضهم يرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس كفيلاً بإصلاح العالم، ولا يستطيع ذلك صلى الله عليه وسلم ولا يقبل شريعته أصلاً، وبعضهم يذهب إلى هناك ثم يأتي مريض القلب، ختم الله على قلبه، فتجده يرى أن أباه وأمه وهم يصلون أنهم على انحراف، وأن سبب تأخر المسلمين هو الصلوات والدين، ولو ما ظاهر بذلك؛ لكنه يشاكس بها أحياناً في مقالات خفية، وفي مجالسه، ويبوح بسمه كالحية في جلساته الخاصة، فحسيبه الله سبحانه وتعالى، قال الله: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ* اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ* أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [البقرة:14-16].
هل يأخذ المصلى حكم المسجد
السؤال: هذا المصلى الذي لا تقام فيه جميع الصلوات، فمثلاً صلاة الفجر لا يصلي فيه أحد، وإن كانت جميع الفروض الأخرى تصلى فيه، فهل يأخذ حكم المسجد من تحية المسجد وغيرها؟
الجواب: أولاً: الرسول عليه الصلاة والسلام بيَّن أن من دخل المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين، والمسجد هو ما تُعُورِف أنه مكان للصلاة، وهذا مثلما ذكر الأخ أنه يُصلى فيه بقية الفروض باستمرار فأصبح مسجداً، وقبل هذا وأنا داخل المسجد كنت أظن أنه لا يُصلى فيه إلا الظهر أحياناً، وظننت أنه مصلى، وإلا لو علمتُ بذلك لكان عليَّ حسب السنة أن أصلي ركعتين قبل الجلوس.وصلى الله على محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

محمد رافع 52 21-03-2013 10:02 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شذى العطر (المشاركة 5188208)
جزاكم الله كل خير
وجعله في ميزان حسناتكم

اشكرك
بارك الله فيك

محمد رافع 52 25-03-2013 10:40 AM

في ذكر الموت

وإذا ألمّ بيَ الألمْ * وعرفت أني للعدمْ
فإلى الإله نهايتي * فهو الغفورُ لما ألَمّ
وهو الكريم يجيبني * ويريجني من كل غمّ
وهو المقيل لعثرتي * وهو المزيل لكل طمّ
يا ربُّ فاغفر زلّتي * واحفظ فؤادي من مذمّ
أنت المًرجّى في الحيا * ة وفي الممات وماأهمّ
واهد السبيل فإنني * بك أستجير وأعتصمْ
ولقد أتيتك تائباً * مِن قبلِ توبتيَ الندمْ
فاقبل إلهي توبتي * وامحُ المساوي من أمَمْ
هبني الجنان تفضّلاً * يا واهباً كلّ النّعمْ
واجعل مقامي دانياً * لنبينا خيرِ النَّسَمْ
ولصاحبيه وَمن يَلي * والكلُّ في الجُلّى قممْ

https://lh6.googleusercontent.com/-F...oooooooot-.jpg

محمد رافع 52 04-04-2013 11:37 PM

http://3.bp.blogspot.com/-JutUiIKa2k...86308099_n.jpg

{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }
الأحزاب ( 56 )


اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه


http://1.bp.blogspot.com/-BhVWkEFybl...35629900_n.jpg

قال صلى الله عليه وسلم:-
"من صلى على حين يصبح عشرا وحين يمسى عشرا أدركته شفاعتى يوم القيامة"

(رواه الطبرانى عن أبى الدرداء رضى الله عنه).




اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه









http://3.bp.blogspot.com/-sBqQUXK7Xv...3023823544.jpg

قال صلى الله عليه وسلم:-
"من صلى على واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحط عنه عشر خطيئات ورفع له عشر درجات"

(رواه أبوداود عن أبى هريرة رضى الله عنه ).


اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه




http://1.bp.blogspot.com/-aMPPAGHzSL...35345651_n.jpg

قال صلى الله عليه وسلم:-
"إن أولى الناس بى يوم القيامة أكثرهم على صلاة"

(رواه النسائى وابن حبان عن ابن مسعود رضى الله عنه ).


اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه


http://3.bp.blogspot.com/-B1Vncw9RTv...18693532_n.jpg

قال رسول الله عليه الصلاة والسلام :
"أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة و ليلة الجمعة ، فمن صلى علي صلاة
صلى الله عليه عشرا."

رواه أنس بن مالك وحسنه الألبانى



اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه


محمد رافع 52 08-04-2013 09:18 AM


محمد رافع 52 22-02-2014 03:46 AM

سماحة الإسلام
الحمدُ لله الذي تكرَّم على العالمين بدينِ الإسلام، وجعل السماحةَ فيه منهجًا للأنام، ويسر شرائعَه وبيَّن الأحكام، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شرفنا بهذا الدينِ، وأمرنا باتباعِ هديه المبين، وأعزَّ مَنْ آمن وعمل صالحًا وكان من المتقين، وأشهد أنَّ سيدنا وحبيب قلوبنا محمَّدًا عبدُه ورسوله، بعثه رحمة للعالمين، واصطفاه نورًا يضيء دربَ السالكين، اللهمَّ صلِّ وسلِّم عليه في الأوِّلين والآخرين، وارض اللهمَّ على آلهِ الطَّاهرين، وعلى صحابتِه الغر الميامين، وعلى مَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أمَّا بعد، فيا إخوةَ الإيمان والعقيدة، إن الله الذي خلق الإنسانَ وخلقَ فيه رغبةً ورهبة؛ خلق فيه الرغبةَ للدِّين كما خلقَ فيه الرهبةَ من الوجود، فجبله على ضرورةِ الاحتماء بربٍّ عظيم، فنرى الإنسانَ في جاهليتِه يعبدُ قوى الطبيعةِ؛ يعبد الريح، ويعبد الرَّعدَ والبرق، ويعبد الشمسَ والنَّار؛ لما يراه فيها من قوةٍ، فالدين حاجة في باطنِ الإنسان وضرورة يطمئنُّ إلى وجودِها في حياتِه، والإنسان الذي لا دينَ له إنسانٌ شاذ خالف طبيعةَ خلقِه، والدين أقدم أمر رافق الإنسانَ، وكلما حاد الإنسانُ عن هذا الرَّفيقِ أرسل الله له من يعيدُه إليه؛ فالإسلام دينُ الله وصنع الله، والله أعلم بما يصلحُ لنا ويصلحنا، وأعلم بما يضمنُ سعادتَنا؛ (أَ
لَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)[الملك: 14]، فالإسلامُ هو دين الله الكامل، الدين التام، وهو الدين الذي ارتضاه الله لنا؛ فقال - جل جلاله -: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)[المائدة: 3]؛ ارتضاه الله للإنسانِ منذ وُجِدَ الإنسانُ والزَّمان، فهو أمرُ الله لأولِ الرسل نوح -عليه السلام- الذي قال في كتابِ الله العزيز: (وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ)[يونس: 72]، وهو دعاءُ جدِّنا إبراهيم وأبينا إسماعيل - عليهما السلام - وهما يرفعانِ جدرانَ الكعبةِ المشرفة: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ)[البقرة: 127، 128]، وهو دينُ إسحاق ويعقوب وأبناء يعقوب يوسف وأخوته؛ يقولُ الله - جلَّ جلاله -: (أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)[البقرة: 133]، وهو دينُ موسى - عليه السلام - الذي دعا بني إسرائيل أن يكونوا مسلمين؛ قال -تبارك وتعالى-: (وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ)[يونس: 84]، وهو دينُ عيسى - عليه السلام - ودينُ أنصارِه؛ قال الله -تبارك وتعالى-: (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 52]، هذا دينُ الله عبر الزمان، أكَّد ذلك ربُّ العزةِ - عز وجل - فقال: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ)[آل عمران: 19]؛ من حادَ عن هذا الدِّينِ خسر الدنيا والآخرة، ومن تديَّنَ بغيرِه لن يقبلَ الله منه؛ قال -تبارك وتعالى-: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[آل عمران: 85]، فلا يجوزُ في أي زمانٍ أن يُطرحَ الإسلامُ على مائدةِ النقاش؛ هل نكونُ من المسلمين أم لا؟! هل نرضى بالإسلامِ شرعًا في حياتِنا أم لا؟! هل نجعله دين الدولة أم لا؟! هذا الطرحُ ناتجٌ عن فراغٍ فكري غيَّب عن الأذهانِ معالِمَ هذا الدينِ القيم؛ لأنَّ الجيلَ الذي يتناقش اليومَ هو جيلٌ جفَّفَ النِّظامُ الأول منابعَ إسلامِه، وأغلق دونه أبوابَ المعرفة الدينية، فحرمه من ارتباطِه بخالقِه، وحل به النظام الثاني فزاد في إبعادِه عن الدِّين وخوَّفَه منه، والواقع أنَّ الإسلامَ ليس نظريةً طرحَها فيلسوف حتى نناقشها، وليس معتقدًا رتبه صاحبُ فكرٍ حتى نتبادلَ حوله الرأي، الإسلام أوجده صانع الإنسان لسعادة الإنسان، الإسلام قدرٌ خلَقَ الله من أجلِه الإنسانَ؛ يقول ربنا وخالقنا - جلَّ جلاله -: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)[الذاريات: 56].

وبالعودةِ لتاريخنا نرى أمَّةَ الإسلامِ كلَّما اقترنتْ بدينِها سادت وقادتْ، وكلَّما ابتعدتْ عن إسلامِها فشلتْ وانهزمت، مَنْ بنى حضارةً منذ وُجِد الإنسانُ على الأرضِ بمثل ما بنى الإسلامُ حضارةَ العالمين؟ وما بلغ الغربُ أوجَ تقدمِّه إلا بعلومِ المسلمين، فلا مجالَ لطرحِ الإسلام للنقاشِ، فهو المجرَّبُ النافع، وهو الذي اختاره الله لنا منهجًا وسبيلاً، أمَّا الذي يمكن لنا أن نناقشَه وبلادنا تتحسَّسُ طريقَها، وتقف بين مفترقِ طرق هو كيفية السيرِ على منهجِ الإسلام؛ كيف نجعلُ الإسلامَ شريعةً تحملنا إلى خير دنيانا وسلامةِ أخرانا؟ فالإسلامُ ليس ***ًا، والإسلامُ لا يحمل ظلمًا ولا اعتداءً، وفي كتابِ ربنا العزيز دررٌ وعِبر ما عرف إليها الإنسانُ قبل ذلك سبيلاً، فالذي ساوى بين النَّاسِ هو من خلقَ النَّاس؛ فقال: (إ
ِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)[الحجرات: 13]، وهو الذي أوحى إلى رسولِه - صلى الله عليه وسلم - في خطبةِ حجةِ الوداع بالقولِ: ((أيها الناس، ألا إنَّ ربَّكم واحد، ألا إنَّ أباكم واحد، ألا لا فضلَ لعربي على أعجمي، ولا لأعجمي على عربي، ولا لأسود على أحمر، ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى))، فأي حضارة إلى يومِ الناس هذا حقَّقتْ مبدأ المساواةِ الحقة والعدالةِ الراشدة بين النَّاس؟ الإسلامُ ساوى بين بلالٍ الحبشي وحمزةَ القرشي، ورفع سلمانَ الفارسي لإيمانه، ووضعَ الشريفَ أبا لهبٍ لكفرِه.


محمد رافع 52 22-02-2014 03:47 AM

هذا هو ديننا وهذا هو إسلامُنا؛ الدين الكامل الذي أتمه الله على الصِّدقِ والعدل؛ فقال -تبارك وتعالى-: (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)[الأنعام: 115]، وهو الدِّينُ القيم للحياةِ؛ دينُ المودةِ والمحبة، دينُ الأخلاقِ الفاضلة، دينُ الرَّحمةِ والتراحم؛ جاء في "صحيحِ الترغيب" قولُ حبيبنا - صلى الله عليه وسلم -: ((ليس منَّا مَنْ لم يرحم صغيرنا، ويعرفْ شرفَ كبيرِنا))، وعند الإمام أحمد يقول رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ليس منَّا مَنْ لم يُوَقِّرِ الكبيرَ ويرحمِ الصَّغيرَ، ويأمُرْ بالمعروفِ وينهى عن المنكرِ))، في زمنِ الفاروق عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - سمى عمرُ واليًا على جهةٍ من الجهاتِ، ولما حضرَ الوالي ليتسلَّمَ عهدَ مهمتِه دخلَ صغيرٌ من أبناءِ عمر، فقام إليه عمرُ وقبَّله، فقال الوالي لعمر: أتقبِّلُ الصِّغارَ؟ واللهِ، ما قبلتُ صغيرًا أبدًا، فقال عمر: "وواللهِ، مثلك لا يصلحُ للولايةِ أبدًا؛ إن لم ترحم صغارَك فكيف سترحمُ النَّاس؟! "، ونزع منه العهدَ.

هذه سماحةُ ديننا، والله - جلَّ جلاله - ما أرسلَ رسولَه بالهدى إلا من أجلِ الرَّحمةِ؛ فقال -تبارك وتعالى-: (
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا)[الإسراء: 105]، هذا هو الدِّينُ الذي اختارَه الله لنا وأمرنا أمرًا باتباعِه، ونهانا نهيًا عن اتباعِ غيرِه؛ فقال - جلَّ جلاله -: (اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ)[الأعراف: 3]، وكل ما أنزل إلينا من ربنا يسرٌ لا تشديدَ فيه ولا حرج، بصريحِ قولِ ربنا - عز وجل -: (مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)[الحج: 78]، واتِّباعُنا لهذا اليسرِ يوجِبُ علينا أن نطبق دينَنا في أقوالِنا وأعمالنا وتعاملنا، فتجمعنا أخوةُ الإسلامِ، نبني بها مجتمعَنا ونسير بها على طريقِ طاعةِ الله ومحبتِه وتقواه؛ لنفوزَ دنيا وأخرى.

اللهمَّ حقِّق أخوَّتَنا ووئامنا، واجمع على الخيرِ والحقِّ شملَنا، واجعلنا من عبادِك الطَّائعين.

أقول قولي هذا وأستغفرُ الله العظيمَ الكريم لي ولكم.

المصدر: الألوكة

محمد رافع 52 22-02-2014 04:01 AM

السماحة منهج أمة ودستور حياة

كم نحن بحاجة إلى السماحة والتي تعني التسامح والتيسير والسهولة واللين وبذل المعروف وكف الأذى في سلوكنا ومعاملاتنا وعلاقتنا مع من حولنا، خاصة ونحن في زمن قست فيه القلوب وكثرت فيه المشاكل وساءت العلاقات بين بني الإنسان على مستوى البيت والأسرة والمجتمع وبين شعوب الأرض وحضاراته، الأمر الذي أدى قيام الصراعات والحروب والعداوات وحب الانتقام حتى سفكت الدماء واستطال الإنسان في عرض أخيه، وتعدى على ماله، وضعفت المبادئ والقيم والأخلاق، ولا يمكن أن تكون هذه هي الحياة التي أرادها الله للناس رغم اختلافهم في التفكير والرؤى وفي الاعتقاد والدين وفي نمط الحياة وفي النظر لهذا الكون، ومع هذا الاختلاف والتباين بين الناس كانت دعوة الإسلام إلى السماحة والسهولة والتعاون والتعرف واليسر في علاقة الإنسان بغيره قال - تعالى -: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)(الحجرات: 13).. ومن ينظر إلى تشريعات الإسلام وتوجيهاته في جميع شؤون الإنسان وحياته يجد السماحة واليسر والبعد عن الحرج ومراعاة الواقع وتقدير الظروف قال تعالى: (هوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) (الحج آية 78) وقال - تعالى-: (مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)(سورة المائدة الآية 6) قال ابن كثير - رحمه الله -: " أي لعلكم تشكرون نعمه عليكم فيما شرعه لكم من التوسعة والرأفة والرحمة والتسهيل والسماحة.. )..

ولا عجب فهذا دين الله - سبحانه وتعالى- الذي من أسمائه العفو والغفور والرحيم والتواب.. يغفر الذنوب والزلات ويعفو ويسامح ويتفضل على عباده ويتجاوز عنهم وإذا ما أخطأوا في حقه - سبحانه - ودعتهم نفوسهم لارتكاب الموبقات والانغماس في الذنوب والمعاصي ناداهم - سبحانه وتعالى- (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر: 53]، لاحظ هنا (يا عبادي) نداء من الله - عز وجل -، لمن؟ للذين أسرفوا على أنفسهم، ويسميهم (عباد) ويضيفهم نسبة إليه (يا عبادي) (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ) لقد بلغوا حداً كبيرا في الغفلة والوقوع في المخالفة (لا تقنطوا من رحمة الله).. فأي عفو وأي تسامح هذا؟ بل خاطب - سبحانه وتعالى - نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - وعلمه كيف تكون علاقته بمن حوله قائلاً: (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ) [المائدة: 13]، وقال - سبحانه -: (فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ) [البقرة: 109]... فالتسامح خلق الأنبياء فهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعيش هذا الخلق بين أصحابه ومع أعداءه واقعاً في الحياة.. فعندما دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - مكة منتصرًا، جلس - صلى الله عليه وسلم - في المسجد، والمشركون ينظرون إليه، وقلوبهم مرتجفة خشية أن ينتقم منهم، أو يأخذ بالثأر قصاصًا عما صنعوا به وبأصحابه. فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يا معشر قريش، ما تظنون أني فاعل بكم؟))... قالوا: خيرًا، أخ كريم، وابن أخ كريم.. قال: ((اذهبوا فأنتم الطلقاء))... فأين من يغالِبهم حبُّ الانتصار والانتقام؟! أين هم من خلُق سيِّد المرسَلين؟! سئِلَت عائشة - رضي الله عنها - عن خلُق رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: " لم يكن فاحِشًا ولا متفحِّشًا ولا صخَّابًا في الأسواق، ولا يجزِي بالسيِّئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح" (رواه أحمد والترمذي وأصله في الصحيحين) قال - تعالى-: (وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ) [الشورى: 36، 37].



محمد رافع 52 22-02-2014 04:04 AM

ومع شدة الهجمة على الإسلام والمسلمين وتكرارها وتنوعها من قبل أعدائه من يهود ونصارى ومنافقين وعلمانيين ورويبضات الزمان وأنصاف الرجال ووصفهم لهذا الدين بال*** والشدة والإرهاب وإقصاء الآخر ومصادرة الحقوق أصبح كثير من المسلمين بسبب جهلهم بدينهم يتبنون هذه الأطروحات، والبعض الآخر يدافع عن الدين دفاع المتهم الذي يشعر بضعف حجته وأدلته ويحاول التبرير واختلاق الأعذار الواهية، وهناك طرف آخر من المسلمين أخذته العاطفة والحب لهذا الدين مع سوء فهم وتفسير مغلوط لأحكامه وتشريعاته إلى أن يتبنى ال*** والشدة وسفك الدماء وإزهاق الأرواح، ولم يفرق بين مسلم ومعاهد وذمي، ولا بين المصالح والمفاسد، ظناً منهم أن هذه الطريق هي طريق الخلاص وبها ينصر الدين ويعز الإسلام وأهله، فكان من نتائج سوء الفهم سفك الدماء وذهاب الأمن وانتشار الظلم وتشويه الصورة الناصعة لهذا الدين عند الآخرين وتعرض أبناء المسلمين للمطاردة والملاحقة والإيذاء، واسُتغل هذا الوضع للكيد للإسلام والمسلمين ومحاربة قيمه وتشويه تشريعاته وتحذير العالم وتخويف الناس منه.. نعم إن الإسلام يبني في المسلم العزة والقوة والإرادة، ولا يقبل منه الضعف والخور والاستكانة، لأنه يحمل دين الله وهو خليفة الله في أرضه.. ولكن هذه القوة والعزلة ليس فيها ظلم لأحد مهما كان دينه أو عقيدته أو بلاده طالماً أنه لم يعتدي على مسلم أو شارك في قتاله أو كان سبب في ظلمه وانتقاص حقه قال - تعالى-: (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة: 8).. وهذه هي سماحة الإسلام مع الآخرين من الأديان والممل والمذاهب الأخرى تظهر في جميع تشريعاته وأحكامه ففي جانب العقيدة ترك الإسلام الحرية للإنسان بأن يختار دينه وأن لا يكره عليه قال - تعالى -: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) (البقرة: 256) وعاش اليهود والنصارى والمجوس في ظل دولة الإسلام قرون من الزمان ولم يكرهوا على هذا الدين ولم تقام لهم محاكم التفتيش ولا الإبادة الجماعية كما حدث للمسلمين في أسبانيا وألبانيا والبوسنة والهرسك والإتحاد السوفيتي سابقاً و*** المسلم بالهوية ومن خلال اسمه وشعائر دينه، فهل بعد ذلك يكون دين الإسلام دين إرهاب وظلم وإكراه؟

لقد حرم الإسلام وأغلظ في العقوبة على أبنائه وأتباعه إذا بدر منهم ظلم أو تعدى على أي إنسان دخل بلاد المسلمين من غيرهم فقد روى البخاري في صحيحه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-، عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: (( مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا)).. وانظروا إلى هذا السلوك الحي المفسر لأخلاق الإسلام وسماحته.. جاء في صفة الصفوة أن عمير بن سعد والي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب على حمص قدم المدينة يريد من أمير المؤمنين أن يقيله من منصبه، فلما سأله عمر عن السبب، قال عمير: إن ذلك شيء لا أعمله لك ولا لأحد بعدك، والله ما سلمت بل لم أسلم، لقد قلت لنصراني: أخزاك الله، فهذا ما عرضتني له يا عمر، وإن أشقى أيامي يوم خلفت معك، لقد عظم على عمير قوله لرجل من غير المسلمين: أخزاك الله، وهو دعاء، وما ذكر خطأ اقترفه في ولايته على حمص أعظم من هذا، وفي ذلك دليل على أن هذا الدين ما جاء إلا بالرحمة والهداية وإنقاذ البشر من الضلال إلى الهدى ومن ظلمات الكفر إلى نور الطاعة، ولا عجب فمن مدرسة النبوة تخرج هذا الصحابي وغيره... إنها سماحة الإسلام التي تأمر بالعدل والإحسان حتى مع غير المسلمين من أجناس الأرض، قال - تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [المائدة: 8].. بل لقد مر عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- بباب قوم وعليه سائل يسأل: " شيخ كبير ضرير البصر، فضرب عضده من خلفه وقال: من أي أهل الكتاب أنت؟ قال: يهودي، قال: فما ألجأك إلى ما أرى؟ قال: أسأل الجزية والحاجة والسن، قال: فأخذ عمر بيده وذهب به إلى منزله فرضخ له بشيء من المنزل، ثم أرسل إلى خازن بيت المال فقال: انظر هذا وضرباءه فوالله ما أنصفناه أن أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم" (إنما الصدقات للفقراء والمساكين) والفقراء هم المسلمون، وهذا من المساكين من أهل الكتاب، ووضع عنه الجزية وعن ضربائه.. وعندما أمر عمر بن عبد العزيز - رحمه الله- مناديه ينادى: " ألا من كانت له مظلمة فليرفعها، قام إليه رجل ذمي من أهل حمص فقال: يا أمير المؤمنين أسألك كتاب الله قال: وما ذاك؟ قال: العباس بن الوليد بن عبد الملك اغتصبني أرضي، والعباس جالس، فقال له عمر: يا عباس ما تقول؟ قال: نعم أقطعنيها أمير المؤمنين الوليد وكتب لي بها سجلاً، فقال عمر: ما تقول يا ذمي؟ قال: يا أمير المؤمنين أسألك كتاب الله - تعالى-، فقال عمر: نعم كتاب الله أحق أن يتبع من كتاب الوليد قم فاردد عليه ضيعته فردها عليه"... وهذا مُجاهدٍ يقول أنَّه *** شاةً لعبدَ اللهِ بنَ عمرو في أهلهِ فلمَّا جاءَ قال أهديتُمْ لجارنَا اليهوديِّ؟ أهديتُمْ لجارنا اليهوديِّ؟ سمعتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: (( ما زالَ جبريلُ يُوصِيني بالجارِ حتَّى ظننتُ أنَّهُ سيورِّثُهُ)) (رواه الترمذي وقال: هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ). بل لم ينه الإسلام الذين آثروا الشرائع الأخرى عن الاحتكام إلى ما بأيديهم من الكتب، بل أمرهم بتحكيمها: ( وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه) (المائدة: 47)، ( وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله) (المائدة 43).. وإذا كانت الدهشة تملك قلوب أهل هذا العصر الحاضر وعقولهم من هذا السخاء في المساواة والعدل والإنصاف الذي أعطاه الإسلام ودولته "للآخر الديني" قبل أربعة عشر قرنا، فإن هذه الدهشة دهشة الذين لا يعرفون حقيقة الإسلام ستزداد وتتعاظم عندما يعلمون وتعلم الدنيا أن الإسلام لم يطلب من هذا "الآخر الديني" مقابل كل هذا السخاء في "الحقوق" سوى "واجب واحد" هو أن يكون هذا "الآخر" لبنة في جدار الأمن الوطني والحضاري للدولة الإسلامية، وأن يكون ولاؤه كاملا للدولة والوطن، وانتماؤه خالصا للأمة، التي هو جزء أصيل فيها، وألا يكون ثغرة اختراق لحساب أي من الأعداء.

محمد رافع 52 22-02-2014 04:07 AM

حتى في الحرب التي تأكل الأخضر واليابس وتزهق فيها الأرواح وتدمر المدن والقرى ويموت الصغير والكبير أمر الإسلام بالسماحة والعدل وحرم الظلم فقد روى مسلم في صحيحه عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ، أَوْ سَرِيَّةٍ، أَوْصَاهُ فِي خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا، ثُمَّ قَالَ: اغْزُوا بِاسْمِ اللهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ، اغْزُوا وَلَا تَغُلُّوا، وَلَا تَغْدِرُوا، وَلَا تَمْثُلُوا، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا".. وصاغ أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - وهو على رأس دولة الخلافة الراشدة هذه السنة النبوية "وثيقة أخلاق الحرب التي لم تعرف الدنيا مثلها" فقد أوصى "يزيد بن أبي سفيان وهو يودعه أميراً على الجيش الذاهب إلى الشام، فقال له: "إنك ستجد قوماً زعموا أَنَّهم حبسوا أنفسهم لله، فذرهم وما زعموا أَنَّهُم حبسوا أنفسهم له.. وإني أوصيك بعشر: لا ت***نَّ امرأة، ولا صبيا، ولا كبيرا هرما، ولا تقطعن شجر مثمرا، ولا تخربنَّ عامرا، ولا تعقرن شاة ولا بعيرا إِلاَّ لمأكلة، ولا تحرقن نخلا، ولا تغرقنه، ولا تغلل، ولا تجبن.."(رواه مالك في الموطأ).. وانظروا إلى حروب أوربا وأمريكا وشرق آسيا في اليابان وكوريا والحرب الصينية والحرب العالمية ملايين من البشر ***وا ومدن ودول محيت من الخريطة، وأسلحة فتاكة لا تفرق بين صغير وكبير ومريض وامرأة وعجوز وشاب ومحارب وغيره، بل أقيمت المجازر في الحرب الدينية بين الأوربيين أنفسهم ودمرت الحياة بكل معانيها والتي دامت أكثر من قرنين داخل النصرانية ذاتها، بين الكاثوليك والبروتستانت، في القرنين السادس عشر والسابع عشر حيث أبيد فيها 40% من شعوب وسط أوروبا.. ووفق إحصاء "فولتير" [1694- 1778م] بلغ ضحاياها عشرة ملايين نصراني!... وفي المقابل دارت الحرب في جزيرة العرب عند بداية الإسلام بين المسلمين والمشركين وانتصر المسلمون عليهم، في عشرين موقعة هي التي دار فيها قتال.. ما بين سنة 2هـ وسنة 9هـ - هذا الانتصار الذي غير وجه الدنيا والحضارة والتاريخ، كيف أن ضحايا كل هذه المعارك من الفريقين لم تتجاوز 386 قتيلا 183 هم مجموع شهداء المسلمين و203 هم كل ***ى المشركين وعندما حكم الإسلام بعد ذلك لم تقم حرب عالمية أولى ولا ثانية ولا ثالثة.. فأي دين أعظم وأرحم من دين الإسلام؟

ملكنا فكان العفو منا سجية *** فلما ملكتم سال بالدم أبطح

فلا عجبا هذا التفاوت بيننا *** فكل إناء بما فيه ينضح

فاللهم ردنا إلى دينك رداً جميلا
قلت قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.

محمد رافع 52 22-02-2014 04:10 AM

فإذا كانت سماحة الإسلام مع غير المسلمين بهذه العظمة والسمو فإن السماحة بين المسلمين أنفسهم يجب أن ترتقي أعلاء من ذلك فالمجتمع المسلم يجب أن يعيش أبناءه في حب وتسامح وتراحم وأن يسود حياتهم اللين والسهولة واليسر، إن ال*** والشدة والحقد ودوافع الانتقام والكراهية تنذر بالهلاك، فتقطع الأرحام وتكثر الصراعات وتنزع الرحمة ويحل الشقاء ويذهب الخير بين الناس وتقوض مجتمعات بسبب ذلك وتتلاشى أمم وتنهار حضارات... وإِنَّ من طبيعة النفس البشرية بغض الإنسان غليظ الطباع قاسي القلب سريع الغضب فجاء الإسلامِ بالتيسير والرفق فكان سمَة عَظِيمَة ظاهرة، تتجلَّى في عقائدِه وعباداتِه ومعاملاتِه وأخلاقِه، وفي الصَّحِيحِ أَنَّهُ مَا خُيِّرَ - صلى الله عليه وسلم - بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثماً، فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنفسه في شيء قط إلا أن تُنتَهَك حُرمةُ الله؛ فينتقم لله - تعالى -[متفقٌ عليه].. ألا فلننشر السماحة والتسامح فيما بيننا ولنعفو عن بعضنا البعض ولنجعل علاقاتنا قائمة على السهولة واليسر في بيعنا وشرائنا واختلافنا وحوارنا وذهابنا وإيابنا.. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من كان سهلاً ليناً هيناً حرمه الله على النار)) صحيح الجامع، وقال: ((ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار غداً، على كل لين قريب سهل)).. وقال - صلى الله عليه وسلم -: (( رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى)) (رواه البخاري) إن السماحة منهج أمة ودستور حياة للمسلمين وليست شعارات جوفاء وأخلاق بعيدة عن الواقع أمر بها الإسلام ودعا إليها القرآن وبها سعادة الإنسان ورضا الرحمن...

والحمد لله رب العالمين.

المصدر: المختار الإسلامي

hanyhady 23-02-2014 10:09 PM

الله يا أستاذ محمد
هداك الله وكفاك ومن فضله أغناك

محمد رافع 52 24-02-2014 12:25 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hanyhady (المشاركة 5755431)
الله يا أستاذ محمد
هداك الله وكفاك ومن فضله أغناك

واياكم بارك الله فيكم

الأستاذة ام فيصل 24-02-2014 12:40 AM

جزاك الله خيرا استاذي الفاضل
على هذه الصفحات ياريت الكل يسير على نهج ديننا السمح
ودستورنا العظيم الذي جاء به الاسلام
كان الامة تعيش بسلام وامان وطمائيه والتي افتقدناها
خالص الشكر والتقدير لحضرتك

محمد رافع 52 24-02-2014 02:34 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأستاذة ام فيصل (المشاركة 5755895)
جزاك الله خيرا استاذي الفاضل
على هذه الصفحات ياريت الكل يسير على نهج ديننا السمح
ودستورنا العظيم الذي جاء به الاسلام
كان الامة تعيش بسلام وامان وطمائيه والتي افتقدناها
خالص الشكر والتقدير لحضرتك

بارك الله فيك اختى الفاضلة
فعلا اختى الكريمة ديننا الاسلامي هو المنهج
وفيه الامن والامان
ربنا يهدينا لسواء السبيل

ayman5050 25-02-2014 01:43 AM

بسم الله ما شاء الله

محمد رافع 52 25-02-2014 10:06 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ayman5050 (المشاركة 5758066)
بسم الله ما شاء الله

ولاحول ولاقوة الا بالله
ربنا يبارك فيك

Mohamed Abou Almagd 27-02-2014 08:25 PM

بارك الله فيكم

محمد رافع 52 27-02-2014 09:14 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mohamed abou almagd (المشاركة 5762196)
بارك الله فيكم

جزاكم الله عنا خيرا

محمد رافع 52 01-03-2014 02:50 AM

صفات النبي :

http://www.nabulsi.com/images/inside...ar/5932/01.jpg
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً، وأجود الناس صدراً وأصدقهم لهجة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرةً، لقد صدق ملك عمان حينما قال بعد أن التقى به: والله لقد دلني على هذا النبي الأمي، أنه لا يأمر بخير إلا كان أول آخذ به، ولا ينهى عن شيء إلا كان أول تارك له، وأنه يغلب فلا يبطر، ويُغلب فلا يضجر، ويفي بالعهد، وينجز الوعد
لقد رأى أصحابه رأي العين، كل فضائله ومزاياه، رأوا طهره وعفافه، رأوا أمانته واستقامته، رأوا شجاعته وثباته، رأوا سمّوه وحنانه، رأوا عقله وبيانه، رأوا كماله كالشمس تتألق في رابعة النهار.
فالذين بهرتهم عظمته لمعذورون، وإن الذين افتدوه بأرواحهم لهم الرابحون، فأي إيمان، وأي عزم، وأي مضاء، وأي صدق، وأي طهر، وأي نقاء، وأي تواضع، وأي حب وأي وفاء.

محمد رافع 52 01-03-2014 02:52 AM

قول الغرب في شخصية الرسول :
آ) : أحد كتاب السيرة الغربيين .

يقول أحد كتاب السيرة الغربيين: كان محمد عابداً متحنثاً و قائداً فذاً شيد أمة من الفتات المتناثر، وكان رجل حرب يضع الخطط ويقود الجيوش، وكان أباً عطوفاً، وزوجاً تحققت فيه المودة والرحمة والسكن، وكان صديقاً حميماً، وقريباً كريماً، و جاراً تشغله هموم جيرانه، وحاكماً تملأ نفسه مشاعر محكوميه، يمنحهم من مودته وعطفه ما يجعلهم يفتدونه بأنفسهم، ومع هذا كله فهو قائم على أعظم دعوة شهدتها الأرض، الدعوة التي حققت للإنسان وجوده الكامل، وتغلغلت في كيانه كله، ورأى الناس الرسول الكريم تتمثل فيه هذه الصفات الكريمة فصدقوا تلك المبادئ التي جاء بها كلها، ورأوها متمثلة فيه، و لم يقرؤها في كتاب جامد بل رأوها في بشر متحرك فتحركت لها نفوسهم، وهفت لها مشاعرهم، وحاولوا أن يقتبسوا قبسات من الرسول الكريم كل بقدر ما يطيق، فكان أكبر قدوة للبشرية في تاريخها الطويل، و كان هادياً ومربياً بسلوكه الشخصي قبل أن يكون بالكلم الطيب الذي ينطق به .
ب) : الباحث البريطاني كارييل .

http://www.nabulsi.com/images/inside...ar/5932/02.jpg
يقول الباحث البريطاني كارييل: إن التشكيك في صحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ودينه يعد اليوم عاراً كبيراً و إن علينا الرد على مثل هذه الآراء غير الصحيحة، و الأقوال التي لا معنى لها، فعلى الرغم من مرور القرون على بعثة هذا النبي مايزال مئات الملايين من المسلمين في العالم يستضيئون بنور الرسالة .





ج) : أستاذ جامعي أميركي .

ويقول أستاذ جامعي أميركي : لقد أدرك محمد صلى الله عليه وسلم (نصلي عليه طبعاً) أهمية الاتحاد وعلو منزلة المجتمع الموحد في بعثته الإسلامية، وبذلك زرع بيديه بذور الاتحاد والمودة في نفوس المسلمين، وسقاها، وتعهدها بالرعاية حتى أعطت ثماراً حلوة المذاق .
د) : الكاتب البريطاني ميلر.
ويقول ميلر الكاتب البريطاني المعروف: إن بعض الديانات تهتم بالجوانب الروحية من حياة البشر وليس لديها في تعاليمها أي اهتمام بالأمور السياسية والقانونية والاجتماعية، و لكن محمداً ببعثته وأمانته الإلهية كان نبياً وكان رجل دولة ومقنناً أي واضعاً للقوانين وقد اشتملت شريعته على أحكام وقوانين مدنية وسياسية واجتماعية .
هـ) : الكاتب ريتين.
http://www.nabulsi.com/images/inside...ar/5932/03.jpg
ويقول الكاتب والباحث الغربي ريتين: منذ بزوغ بعثة محمد صلى الله عليه وسلم وسطوع شمس الإسلام أثبت هذا النبي أن دعوته موجهة للعالمين، وإن هذا الدين المقدس يناسب كل عصر وكل عنصر وكل قومية، و أن أبناء البشر في كل مكان وفي ظل أية حضارة لا غنى لهم عن هذا الدين الذي تنسجم تعاليمه مع الفكر الإنساني .



محمد رافع 52 01-03-2014 02:54 AM




و) : الكاتب السويسري المعاصر جان .
ويقول المسيو جان الكاتب والعالم السويسري المعاصر: لو أمعنا النظر في أسلوب حياة محمد صلى الله عليه وسلم و أخلاقه على الرغم من مرور أربعة عشر قرناً على بعثته لتمكنا من فهم كنه العلاقة التي تشد ملايين الناس في العالم لهذا الرجل العظيم، والتي جعلتهم وتجعلهم يضحون من أجله ومن أجل مبادئه الإسلامية السامية بالغالي والرخيص.
ز) : الفيلسوف الروسي تولستوي.

http://www.nabulsi.com/images/inside...ar/5932/04.jpg
أما الفيلسوف الروسي تولستوي الذي أعجب بالإسلام وتعاليمه في الزهد و الأخلاق والتصوف فقد انبهر بشخصية النبي صلى الله عليه وسلم وظهر ذلك واضحاً على أعماله فيقول في مقالة له بعنوان: من هو محمد؟ إن محمداً هو مؤسس ورسول، وكان من عظماء الرجال الذين خدموا المجتمع الإنساني خدمة جليلة، و يكفيه فخراً أنه هدى أمة برمتها إلى نور الحق، وجعلها تجنح إلى السكينة والسلام، وتؤثر عيشة الزهد، ومنعها من سفك الدماء، وتقديم الضحايا البشرية، وفتح لها طريق الرقي والمدنية، وهو عمل عظيم لا يقدم عليه إلا شخص أوتي قوة و رجل مثله جدير بالاحترام و الإجلال.
ويقول عنه أيضاً: ليس هناك من شك في أن محمداً صلى الله عليه وسلم قدم ببعثته خدمة كبيرة للبشرية فهي فخر وهدى للناس، وهي التي أرست دعائم الصلح والاستقرار والرخاء وفتحت طريق الحضارة والرقي للأجيال، وبديهي أن ما فعله محمد صلى الله عليه وسلم عمل عظيم لا يفعله إلا شخص مقتدر ذو عزم رصين، ومثل هذا الشخص وبلا شك يستحق كل إكرام و تقدير و احترام.

ح ) : قول آخر .

ويقول مفكر آخر رفع لواء أنه لا إله يقول: الحقيقة أن محمداً قد جاء برسالة لا يمكن إنكارها وهي خلاصة الرسالات السابقة بل وتعلو عليها، بناء على هذا فإن رسالته للعالم دستور ثابت، وما جاء به محمد وأقواله تنسجم وذوق البشر، وإدراك بني الإنسان في هذا العصر .
ط ) : العالم الإيطالي واكستون.

وكم هو جميل ما قاله العالم الإيطالي واكستون قال: لو سألني أحدهم فقال: من هو محمد الذي تمدحه كل هذا المديح ؟ لقلت له بكل أدب و احترام: إن هذا الرجل المشهور وإن هذا القائد الذي لا نظير له، وعلاوة على كونه مبعوثاً من الله هو رئيس حكومة إسلامية كانت ملجأ وملاذاً لكل المستضعفين والمسلمين، وحامية لمصالحهم الاجتماعية، فإن محمداً الذي يعد باني ومؤسس تلك الحكومة كان قائداً سياسياً لكل ما لهذه الكلمة من معنى .
ق ) : الكاتب الإفرنسي كورسيه.
http://www.nabulsi.com/images/inside...ar/5932/05.jpg
ويقول الكاتب الإفرنسي كورسيه: عندما نهض محمد بدعوته وقبل وبعد انطلاق بعثته كان شاباً شجاعاً شهماً، يحمل أفكاراً تسمو على ما كان سائداً من أفكار في مجتمعه وقد تمكن محمد صلى الله عيه وسلم بسمو أخلاقه من هداية عرب الجاهلية المتعصبين الذين كانوا يعبدون الأصنام إلى عبادة الله الواحد الأحد، وفي ظل حكومته الديمقراطية الموحدة تمكن من القضاء على كل أشكال الفوضى والاختلاف والاقتتال التي كانت شائعة في جزيرة العرب، وأرسى بدل ذلك أسس الأخلاق الحميدة محولاً المجتمع العربي الجاهلي المتوحش إلى مجتمع راق و متحضر .

ل ) : المؤرخ الأوربي جيمس.
وهذا المؤرخ الأوربي جيمس يقول في مقال تحت عنوان الشخصية الخارقة عن النبي صلى الله عليه وسلم و قد أحدث محمد عليه السلام بشخصيته الخارقة للعادة ثورة في الجزيرة العربية وفي الشرق كله فقد حطم الأصنام بيده، وأقام ديناً خالداً يدعو إلى الإيمان بالله وحده .

محمد رافع 52 01-03-2014 02:55 AM

م ) : الفيلسوف الإفرنسي كارديفو.

ويقول الفيلسوف الإفرنسي كارديفو: إن محمداً كان هو النبي الملهم والمؤمن ولم يستطع أحد أن ينازعه المكانة العالية التي كان عليها، إن شعور المساواة والإخاء الذي أسسه محمد بين أعضاء الكتلة الإسلامية كان يطبق عملياً حتى على النبي نفسه .
م ) : الفيلسوف البريطاني توماس كاريل.

http://www.nabulsi.com/images/inside...ar/5932/06.jpg
ويقول الفيلسوف البريطاني توماس كاريل وقد خصص من كتابه فصلاً لنبي الإسلام بعنوان البطل في صورة رسول عدّ فيه النبي صلى الله عليه و سلم واحداً من العظماء السبعة الذين أنجبهم التاريخ وقد ردّ هذا المؤلف مزاعم المتعصبين فقال: يزعم المتعصبون أن محمداً لم يكن يريد بقيامه إلا الشهرة الشخصية ومفاخر الجاه والسلطان، كلا والله لقد كانت في فؤاد ذلك الرجل الكبير ابن القفار والفلوات المتورد المقلتين، العظيم النفس، المملوء رحمة وخيراً وحناناً وبراً وحكمة وحجاً وإربة و نهياً أفكاراً غير الطمع الدنيوي، ونوايا خلاف طلب السلطة، والجاه، كيف لا وتلك نفس صامتة ورجل من الذين لا يمكنهم إلا أن يكونوا مخلصين جادين .

م ) : مؤلف كتاب المئة الأوائل.
ويقول مؤلف كتاب المئة الأوائل في تاريخ البشرية وقد وضع محمد بن عبد الله على رأس المئة الأوائل في التاريخ البشري، هو الإنسان الأول من بين المئة الأوائل في تاريخ البشرية كلها من حيث قوة التأثير ومن حيث نوع التأثير ومن حيث امتداد أمد التأثير ومن حيث اتساع رقعة التأثير .

أقوال كتاب السيرة من المسلمين:
ويقول كتاب السيرة من المسلمين يصفون شخصية النبي التعاملية أي يصفون جانباً من شخصيته: لقد كان صلى الله عليه وسلم جمّ التواضع، وافر الأدب، يبدأ الناس بالسلام، ينصرف بكله إلى محدثه صغيراً كان أو كبيراً، يكون آخر من يسحب يده إذا صافح وإذا تصدق وضع الصدقة بيده في يد المسكين، و إذا جلس جلس حيث ينتهي به المجلس، لم يرَ ماداً رجليه قط ، ولم يكن يأنف من عمل لقضاء حاجته أو حاجة صاحب أو جار، وكان يذهب إلى السوق و يحمل بضاعته ويقول: أنا أولى بحملها، وكان يجيب دعوة الحر والعبد والمسكين، ويقبل عذر المعتذر، وكان يرفو ثوبه، ويخسف نعله، ويخدم نفسه، ويعقل بعيره ويكنس داره، وكان في مهنة أهله، و كان يأكل مع الخادم، و يقضي حاجة الضعيف والبائس يمشي هوناً خافض الطرف متواصل الأحزان، دائم الفكر، لا ينطق من غير حاجة، طويل السكوت، إذا تكلم تكلم بجوامع الكلم، وكان دمثاً ليس بالجاحد، ولا المهين، يعظم النعم وإن دقت، ولا يذم منها شيئاً، ولا يذم مذاقاً ولا يمدحه، ولا تغضبه الدنيا ولا ما كان لها، ولا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها، إذا غضب أعرض وأشاح، وإذا فرح غض بصره، وكان يؤلف ولا يفرق، يقرب ولا ينفر، يكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم، يتفقد أصحابه، ويسأل الناس عما في الناس، يحسن الحسن و يصوبه، ويقبح القبيح ويوهنه، ولا يقصر عن حق ولا يجاوزه ولا يحسب جليسه أن أحداً أكرم عليه منه، من سأله حاجة لم يرده إلا بها، أو ما يسره من القول، كان دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ ولا غليظ، ولا صخاب ولا فحاش ولا عياب، ولا مزاح، يتغافل عما لا يشتهي، ولا يخيب فيه مؤمله، كان لا يذم أحداً ولا يعيره ولا يطلب عورته ولا يتكلم إلا فيما يرجى ثوابه، يضحك مما يضحك منه أصحابه، ويتعجب مما يتعجبون، ويصبر على الغريب وعلى جفوته في مسألته ومنطقه، ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوزه.
والحديث عن شمائله صلى الله عليه وسلم حديث يطول لا تتسع له المجلدات ولا خطب في سنوات ولكن الله جل في علاه لخصها بكلمات فقال :

﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ
[سورة القلم: الآية 4]
والحمد لله رب العالمين

نورالإيمان 01-03-2014 10:09 AM

1 مرفق
جزاك الله خيرا ياأستاذ محمد وزادكم علما.
اللهم أصلح شأن المسلمين وألف بين قلوبهم واهدههم إلى صراطك المستقيم

محمد رافع 52 02-03-2014 02:24 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورالإيمان (المشاركة 5764705)
جزاك الله خيرا ياأستاذ محمد وزادكم علما.
اللهم أصلح شأن المسلمين وألف بين قلوبهم واهدههم إلى صراطك المستقيم

اللهم آمين
بارك الله فيك اختى الكريمة

محمد رافع 52 02-03-2014 07:01 AM

جوانب من معالم الاهتداء في حياته صلى الله عليه وسلم :
العبادة في حياته :
للنبي صلى الله عليه وسلم شأن عظيم مع العبادة ومواصلة القلب بالله عز وجل . فهو لا يدع وقتاً يمر دون ذكر الله عز وجل وحمده وشكره . و قد كانت حياته كلها عبادة لله سبحانه ، خاطبه ربه بقوله تعالى : { يا أيها المزمل * قم الليل إلا قليلاً * نصفه أو انقص منه قليلاً * أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا * } [ المزمل : 1 ـ 4 ] . فاستجاب لربه فقام حتى تفطرت قدماه .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم يصلي حتى تنتفخ قدماه ، فيقال له : يا رسول الله تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : " أفلا أكون عبداً شكوراً " .
وعن الأسود بن يزيد قال : سألت عائشة رضي الله عنها عن صلاة رسول الله بالليل فقالت : (( كان ينام أول الليل ويحيي آخره ثم إن كانت له حاجة إلى أهله قضى حاجته ثم ينام فإذا سمع النداء الأول (قالت ) وثب ،( ولا والله ما قالت قام ) فأفاض عليه من الماء ( ولا والله ما قالت اغتسل . وأنا أعلم ما تريد ) و إن لم يكن جنباً توضأ وضوء الرجل للصلاة ثم صلى الركعتين )) البخاري ومسلم وهذا لفظ مسلم 1/510 . وكان يطيل صلاته بالليل ويناجي ربه ويدعوه ويستعين بهذا الورد الليلي في القيام بأعباء الدعوة وأمور الأمة .
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال :
(( صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فافتتح البقرة فقلت : يركع عند المائة ، ثم مضى فقلت : يصلي بها في ركعة ، فمضى ، ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرأها ، يقرأ مترسلاً ، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح ، وإذا مر بسؤال سأل ، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع فجعل يقول : سبحان ربي العظيم فكان ركوعه نحواً من قيامه ، ثم قال : سمع الله لمن حمده ، ربنا لك الحمد ، ثم قام طويلاً قريباً مما ركع ، ثم سجد فقال : سبحان ربي الأعلى قريباً من قيامه )) رواه مسلم 1/536.
والإمام القدوة صلى الله عليه وسلم كان وقته عامراً بالطاعة والعبادة . فعن عائشة رضي الله عنها قالت :
(( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله تعالى على كل أحيانه )) رواه مسلم .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
(( كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة: " رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم " )) أبو داود . وكذا عن ابن عمر في الترمذي .
قال أبو هريرة رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة " البخاري . وتقول أم سلمة رضي الله عنها عن أكثر دعاء الرسول إذا كان عندها : " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " الترمذي .
ولنا بهذا الإمام أسوة حسنة : فعبادة الله من صلاة وصيام وصدقة وحج وعمرة وذكر وقراءة ... إلى آخرة يجب أن نقوم بها كما أمر الله ويجب أن نشعر أننا بحاجة ماسة إلى عبادة الله . إن الدرس الذي نستفيده من عبادة رسول الله هو :
أن العبادة هي الزاد الحقيقي الذي يحتاج إليه العبد في سيره إلى الله تعالى . والعبادة هي الطريق إلى ولاية الله للعبد الذي بموجبها يكون في حفظ الله ورعايته ويكون في أمان من أعدائه ففي الحديث : " من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدى بأحب مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه " وفي الحديث
: " احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك ......... "
وإذا كانت العبادة بهذه المكانة في الدين ففي هذه الأزمان التي تضطرب بالفتن والمغريات والشهوات أشد حاجة إليها لتثبيت الإيمان وترسيخ الأقدام على الطريق المستقيم . روى معقل بن يسار رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " العبادة في الهرج كهجرة إلي " وفي رواية عند الإمام أحمد رحمه الله " العمل في الهرج والفتنة كالهجرة إلي "
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله :
(( وسبب ذلك أن الناس في زمن الفتن يتبعون أهواءهم ولا يرجعون إلى دين فيكون حالهم شبيهاً بحال الجاهلية فإذا انفرد من بينهم من يتمسك بدينه ويعبد ربه ويتبع مراضيه ويجتنب مساخطه كان بمنزلة من هاجر من بين أهل الجاهلية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمناً به متبعاً لأوامره مجتنباً لنواهيه ))



محمد رافع 52 02-03-2014 07:08 AM

رحمته صلى الله عليه وسلم وشفقته :
قد رزق الله نبيه صلى الله عليه وسلم قلباً رقيقاً وحناناً دافقاً فهو صاحب القلب الحنون تكسوه الرحمة وتحركه العاطفة الإيمانية ، أما أهل القلوب القاسية فإنهم لا يعرفون الرحمة وليس للعاطفة في صدورهم مكان إنهم كالحجارة الصماء جفاف في العطاء وبخل بأرق المشاعر . قبََّل رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد أبناء فاطمة وكان عنده رجل من الأعراب فقال تقبلون أبناءكم ؟! إن عندي عشرة من الولد ما قبلت منهم واحداً فقال صلى الله عليه وسلم وما يدرني لعل الله قد نزع من قلبك الرحمة .
عن أنس رضي الله عنه عنه : (( أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ ابنه إبراهيم فقبَّله وشمه )) البخاري . وهذه الرحمة ليست لأبنائه فقط بل هي عامة لأبناء المسلمين . قالت أسماء بنت عميس زوجة جعفر رضي الله عنها : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بني جعفر فرأيته شمهم وذرفت عيناه فقلت يا رسول الله أبلغك عن جعفر شئ ؟ قال : " نعم *** اليوم " فقمنا نبكي ، ورجع فقال : " اصنعوا لآل جعفر طعاماً فإنه قد جاء ما يشغلهم " الترمذي وابن ماجه.
ولما كانت عيناه صلى الله عليه وسلم تفيض لموتهم سأله سعد بن عبادة رضي الله عنه : يا رسول الله ما هذا؟ فيقول صلى الله عليه وسلم : " هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء " البخاري .
وعندما ذرفت عيناه صلى الله عليه وسلم لوفاة ابنه إبراهيم قال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه : وأنت يا رسول الله ؟ فقال: " يا ابن عوف ، إنها رحمة لمن اتبعها بأخرى " وقال : " إن العين تدمع، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون " البخاري .
وقد بلغ من رأفته ورحمته أن يصعد الصبي على ظهره وهو ساجد يصلي بالناس فيطيل السجود مخافة أن يعجل الصبي عن عبد الله بن شداد عن أبيه رضي الله عنه قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في احدى صلاتي العشاء وهو حامل حسناً أو حسيناً فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه ثم كبر للصلاة فصلى فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها قال أبي : فرفعت رأسي وإذا الصبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد فرجعت إلى سجودي فلما قضى رسول الله الصلاة قال الناس يا رسول الله إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى إليك ؟ قال : " كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته " النسائي وكان صلى الله عليه وسلم يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم فإذا سجد وضعها وإذا قام رفعها .
وبلغت رحمته صلى الله عليه وسلم بأمته أنه يخفف الصلاة بسبب بكاء طفل مراعاة لحال أمه . عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني لأدخل في الصلاة وإني أريد إطالتها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي مما أعلم لوجد أمه ببكائه " ابن ماجه.
هذا الخلق العظيم مع الصغار يدعونا إلى التأسي به صلى الله عليه وسلم و أن نسير على خطاه في وقت فقدنا فيه الإحساس بمحبة الصغار وإنزالهم منزلتهم فهم الرجال غداً وآباء المستقبل وفجر الأمة المنتظر ، تعاملنا مع الأطفال بشئ أقرب إلى التعالي والكبرياء حتى في المسجد ننهرهم ونؤخرهم ولا نعتبر أحاسيسهم ، إن الأطفال لهم أحاسيس ومشاعر ورغبات وأهواء لا بد من إشباعها لتنطبع قلوبهم بالمحبة والإجلال ، المصطفى صلى الله عليه وسلم ملك بأسلوبه الرائع قلوب الأطفال فأصبحت كلماته وتعليماته تنطبع في قلوبهم مباشرة ، إنه صلى الله عليه وسلم ملك مفاتيح قلوبهم بيده ولسانه . حتى أصبح الصبي يحبه ويجله ويقدره وهو صلى الله عليه وسلم ينزل الناشئة منزلة رفيعة . " يا غلام إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ... " " يا غلام سم الله "
كان صلى الله عليه وسلم إذا مر بهم وهم يلعبون سلم عليهم ورب مازحهم ، وإذا مر بهم على بغلته أركبهم معه .
إن للأطفال مشقتهم وتعبهم وكثرة حركتهم إلا أن القدوة عليه السلام لا يغضب ولا ينهر الصغير ولا يعاتبه ، كان يأخذ بمجامع الرفق وزمام السكينة . عن عائشة رضي الله عنه قالت : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤتى بالصبيان فيدعو لهم فأُتي بصبي فبال على ثوبه فدعا بماء فأتبعه إياه ولم يغسله ) . إن الأطفال ليكونوا رجالاً بحاجة إلى يد حانية ترحم وتربي ولكي تكون التربية مؤثرة لا بد أن نشعر أبناءنا بالرجولة والاهتمام بهم وأن نتحمل أخطاءهم لأن هذا أقرب لتربيتهم وكسب قلوبهم . إن صغارنا يحتاجون منا أن ننزل من كبرياء شموخنا المزعوم وأن نبتعد عن الألفاظ البذيئة التي تهدم ولا تبني وإذا أدبنا يجب أن يكون ذلك التأديب مدروساً . الصغار لهم اهتماماتهم ولهم حياتهم فمن الخطأ أن نسعى إلى مصادرة ذلك أو نهمش ذلك الدور . الواجب أن ندرك أن هذا الشئ يعني الكثير للأطفال فلا بد إذً أن نلبي هذه الرغبة وأن نشبعها . فهل مازحنا صغارنا وهل سمعنا ضحكاتهم وجميل عباراتهم وبادلناهم شعوراً مماثلاً . يحسسهم بالحب والحنان والشفقة أم أشغلتنا أمور الحياة عنهم . فنبي هذه الأمة وقائدها كان يفعل ذلك . فكان يداعب الصغار ويمازحهم .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليُدلع لسانه للحسن بن علي ، فيرى الصبي حمرة لسانه فيهش له )) الصحيحة 70 وعن أنس رضي الله عنه قال : (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلاعب زينب بنت أم سلمة وهو يقول : " يا زُوينب ، يازوينب مراراً )) الصحيحة 2141 وعن محمود بن الربيع رضي الله عنه قال : (( عقلت من رسول الله صلى الله عليه وسلم مجة مجها في وجهي من دلو من بئر كانت في دارنا وأنا ابن خمس سنين )) مسلم .
نسوق هذه السيرة العطرة لعلنا نحيي بها قلوبنا ونقتفي أثرها ، فبيوتنا تُزهر بالصغار والأطفال الذين يحتاجون إلى حنان الأبوة وعاطفة الأمومة وإدخال السرور على قلوبهم الصغيرة . .. فينشأ الصغير سوي العاطفة سوي الخلق يقود أمة عند ما يصبح رجلاً ــ بإذن الله ــ صنعه الرجال والأمهات بعد توفيق الله تعالى .
ولقد عاش الخدم في بيت رسول الله عيشة السعداء فهاهو يقرر حقيقة هامة في هذا الجانب لينطلق الناس على ضوئها في التعامل مع الخدم ومن تحت أيديهم من العمالة يقول صلى الله عليه وسلم : " هم إخوانكم ، جعلهم الله تحت أيديكم ، فأطعموهم مما تأكلون ، وألبسوهم مما تلبسون ، ولا تكلفوهم ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم فأعينوهم " مسلم .
ثم نتأمل في خادم يروي عن مخدومه كلاماً عجيباً ويثني ثناء عطراً . عن أنس رضي الله عنه قال : " خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف قط ، وما قال لي لشئ صنعته لِمَ صنعته ؟ ولا لشئ تركته " مسلم .
عشر سنوات كاملة ليست أياماً ولا شهوراً إنه عمر طويل فيه تقلبات النفس واضطرابها ومع هذا لم ينهره ولم يزجره بل كان يكافئه ويطيب خاطره ويلبي حاجته وحاجة أهله ويدعو لهم . قال أنس رضي الله عنه قالت أمي : يا رسول الله خادمك ادع الله له فقال : " اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته " البخاري
إنه ليس من الشجاعة ولا من القوة ولا من الشهامة أن يظلم الإنسان من تحت يده من خدم أو عمال أو يتسلط عليهم بيده أو لسانه أو يهينهم تحت رحمة الحاجة التي جلبتهم من بلادهم . في الحكمة : إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك . إن هناك صوراً من الظلم والإهانة يعج بها المجتمع في تعامله مع الخدم والعمال صوراً بعيدة عن العدل والإنصاف فالإمام القدوة عليه الصلاة والسلام نهجه واضح في ذلك وتعليمه بين في هذا الأمر . رسول الله مع شجاعته لم يُهن ولم يضرب إلا في حق ، ولم يتسلط على الضعفاء الذين تحت يده من زوجة وخادم .
عن عائشة رضي الله عنها قالت : (( ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده قط إلا أن يجاهد في سبيل الله ، ولا ضرب خادماً ولا زوجة )) مسلم .بل كان ينادي بالرفق والأناة والحُلُم :" إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله " متفق عليه .
هذا الإمام القائد وسع وقته وصدره جميع الأمة ولم يكن يترفع عن أي فرد في الأمة ، يتواضع لتلك المرأة المسكينة ويمنحها من وقته الملئ بالأعمال . فعن أنس رضي الله عنه قال : (( أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت له : ( إن لي إليك حاجة فقال : " اجلسي في أي طريق المدينة شئت أجلس إليك " أبو داود . وكان من تواضعه الذي بلغ الغاية أنه كان يقول : " لو دعيت إلى ذراع أو كُراع لأجبت ولو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت " البخاري .
هذا هو نبي الله خير من أقلته الغبراء وأظلته الخضراء ، الذي بلغ السؤدد والمكانة العالية كان دائم الإخبات والإنابة إلى ربه شديد الانكسار بين يديه :

يروح بأرواح المحامد حُسنُها **** فيرقى بها في ساميات المفاخر .
وإن فُض في الأكوان مسكُ ختامها **** تعطر منها كلُّ نجد وغـــائر .

فأين المتكبرون المتغطرسون ؟!! من هذه السيرة العطرة . ولهؤلاء في كل عصر وحين . يبقى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجزاً ورادعاً لكبرهم واستعلائهم . عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر " مسلم .

محمد رافع 52 05-03-2014 11:51 PM

ديننا دين المحبة والسلام

قال رسول الله صلّ الله عليه وعلى آله وسلم :

أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ ، و أحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ ،
أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً ، أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا ،
و لأنْ أَمْشِي مع أَخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ إِلَيَّ من أنْ اعْتَكِفَ في هذا المسجدِ ،
يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا ، و مَنْ كَفَّ غضبَهُ سترَ اللهُ عَوْرَتَهُ ،
و مَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ ، و لَوْ شاءَ أنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ اللهُ قلبَهُ رَجَاءً يومَ القيامةِ ،
و مَنْ مَشَى مع أَخِيهِ في حاجَةٍ حتى تتَهَيَّأَ لهُ أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَهُ يومَ تَزُولُ الأَقْدَامِ ،
[ و إِنَّ سُوءَ الخُلُقِ يُفْسِدُ العَمَلَ ، كما يُفْسِدُ الخَلُّ العَسَلَ ].
صحيح الالباني

محمد رافع 52 06-03-2014 12:07 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

سبحان من أكمل لنا الدين ..
سبحان من هيأ لنا سبل النجاة ..
سبحان من ميزنا بالعقل ..
سبحان من جعل المحبة أساس لكل العلاقات الإنسانية ..

عن أنس رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )
رواه البخاري

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ :
" وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا , وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا ,
أَوَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ " .
وقال عليه الصلاة والسلام :
( تهادوا تحابوا )
وهناك الكثير والكثير من النصوص التي تؤكد أن ديننا هو دين الحب ..
دين يدعو للمحبة في كل وقت وليس يوماً واحداً يُحتفل به ..

قال تعالى في سورة المائدة :
(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ
دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)

إذن لمَ نتجه لهم (الغرب) و نبتدع في ديننا ؟! لمَ نقلدهم و نسير على خطاهم ؟!


وهنا دعوة خالصة بتأصيل هذه الحقائق في نفوس أبنائنا ..
يجب رفع جدار الحماية داخل نفوسهم و أرواحهم حتى لا ينساقوا
وراء الغرب بدعواتهم المضللة الهدامة التي تريدنا أن ننشغل عن
مهمتنا الحقيقية .. العبادة والدفاع عن ديننا ..


وبيان أهداف الغرب من تلك الدعوات ..


قال تعالى : {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة: 120]


وحذر الرسول صلى الله عليه وسلم من تتبع خطواتهم ..


(لَتَتَّبِعُنَّ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ " ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى ؟ قَالَ : " فَمَنْ ؟ " . )


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى)


عندما نفشي السلام على من نعرف ومن لا نعرف نحن نحب ..

وعندما نبتسم في وجوه بعضنا نحن نحب ..

وعندما نواسي بعضنا نحن نحب ..

وعندما نزور المرضى نحن نحب ..

وعندما نتصدق نحن نحب ..

وعندما نرحم بعضنا نحن نحب ..

وعندما نحسن إلى جارنا نحن نحب ..

في كل ما يأمر به ديننا نحن نحب ..

فديننا دين الحب في كل وقت وفي كل مكان ..


...


(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ)



ayman5050 08-03-2014 12:05 AM

مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووووووووور

محمد رافع 52 09-03-2014 11:53 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ayman5050 (المشاركة 5774501)
مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووووووووور

جزاك الله خيرا

upnormal 12-03-2014 04:56 AM

موضوع جميل ومفيد جزاك الله خيرا

محمد رافع 52 13-03-2014 01:05 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة upnormal (المشاركة 5779383)
موضوع جميل ومفيد جزاك الله خيرا

شكراً
بارك الله فيكم

ahmed970 25-04-2014 03:30 AM

جزاك الله خيراً

محمد رافع 52 25-04-2014 03:02 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ahmed970 (المشاركة 5829750)
جزاك الله خيراً

بارك الله فيك


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 03:57 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.