بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   حى على الفلاح (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=25)
-   -   هذا ديننا الاسلامى وهذا نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=478828)

محمد رافع 52 20-02-2013 12:24 PM

http://www.betek.info/vb/images/smilies/heart(138).gifأنــــ راقي بأخلاقي ــا http://www.betek.info/vb/images/smilies/heart(138).gif
http://www.wamy.ws/tawasol/uploadcen...3fd96fd3e1.gif
قديماً قيل
"الإنسـآن بلا أخلاق كالشجرة بلآ أورآق" ..
http://www.wamy.ws/tawasol/uploadcen...96957db0cf.png
ونحن ولله الحمـد كرمنـآإ الله عزوجل بالإسلآم فآرتقينـآ بأخلاقنـآ ..
http://www.qlme.com/wp-content/uploa...07-455x200.jpg
فحسن الخلق
من أعظم القُرب التي يزلف بها إلى الله ..
ورتبة عُليا على دين المرء !
يجاور به العبد نبيه صلى الله عليه وسلم في الجنة ..
ويساوي درجة العابد في الدنيا
ذلك الذي يقوم فلا يفتر ويصوم ولا يفطر ..
فَ أيُ درجة ينالها المرء بخُلق الكريم !!
:::

اُمدد كفوف البر ما استطعت مِرارا
و اخفضْ جناحـكَ خُفيـةً وجِهــارا
اَطلـق ملامـح بشْرِكَ ، و ابتسـم
كُن طيبَ الأقوال ليناً مِعشـاراً
كُن آلفاً للناس تكسبْ وِدهم
تحظى برفقة أحمدٍ منزلاً وجِواراً

محمد رافع 52 20-02-2013 12:27 PM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/f6...6d4dcf80ca.png
http://www.wamy.ws/tawasol/uploadcen...ff1a482637.jpg
يجـب أن نعي أن أخلاقنـا
هي مصـدر تعاستنا
أو
سعادتنـا في الدنيـا والآخرة ..
فلنفكـر في ميزاننـا
ولنسعى لنـرجح بإذن الله
كفة الخير بقيمنـا وأخلاقنـا ..
http://www.wamy.ws/tawasol/uploadcen...a6731b24b1.jpg
http://www.wamy.ws/tawasol/uploadcen...f554d68158.jpg


اللهم حسِّن أخلاقنا
وجَمِّل أفعالنا،
اللهم كما حسَّنت خلقنا
فحسن بمنِّك أخلاقنا
http://www.wamy.ws/tawasol/uploadcen...bef5e68046.jpg





محمد رافع 52 20-02-2013 12:28 PM


محمد رافع 52 20-02-2013 12:31 PM

الان والان فقط اكتشفت اننا عشنا سنوات وسنوات ونحن نفهم الالتزام والمنهج السلفي بشكل خاطئ
فنحن نتبعهم في المظهر وفي الطلب العلم وفي الطريقة الكلام .. ولكن هل اتبعناهم وتشبهنا بهم في اخلاقنا وقلوبنا وبواطننا؟؟
هل اخلاقنا تشابه اخلاق السلف الذين نتشدق بأننا نتبع منهجهم واخلاقهم؟؟!!
هل نحاول تطبيق ما قرأناه من سيرهم واقوالهم ؟؟!!!
اين رؤية الله والنظر الى الجنة في كل ما نفعل وننطق؟؟!!
اين فقه الخلاف الذي تربينا عليه؟؟!!!
كيف تجرأ صغيرنا على قدح وذم وتسفيه كبيرنا ؟؟!!
فللاسف اجد من مشايخنا الاجلاء الذين لا استطيع ان انقص ابدا ولو ذرة من قدرهم ولا علمهم من يفعل نفس الشيء
تجرأوا على بعضهم البعض .. وسفهوا بعضهم البعض .. وخرجوا امام الملأ يتنابذون بالقدح والتسفيه والسب
فتجرأ الشباب ان يفعل نفس الشيء وقد تجرأ على من عِلمهم فاق علمه وعمرهم عمره بمراحل .. هؤلاء من علمونا الدين يا هذا
اين اجلال العلماء حتى وان كان فيه ما فيه؟؟!!!
ألم نقرأ ان بعض السلف كان يخرج الصدقة كل يوم وهو في طريقه لمجلس شيخه ويقول : اللهم اخفي عيوب شيخي عني ولا تذهب بركة علمه مني؟؟!!!!
اين احترام من كبر سنا وان أخطأ؟؟!!!
كنا ننتقد الشباب الغير ملتزم لعدم احترامهم للكبار والعلماء وسبهم لهم بكل صفاقة
فالان اصبح الملتزمين اقبح منهم منطقا في بعض الاحيان وأسوأ منهم الفاظا واخلاقا


الا يصح ان نرفض فعل فرد بدون تفسيق او تشويه ؟؟!!
الا يصح ان نختلف بدون سب وشتم واقصاء؟؟!!!
الا يمكن ان نختلف مع علمائنا بدون ان نقلل من قدرهم؟؟!!!


نعم انا اختلف مع كثير من الشيوخ الاجلاء في اختياراتهم من بعد الثورة وفتاواهم التي قد تخالف ما كانوا عليه قبل الثورة .. ولكني لا أجرؤ على سبهم والانتقاص من قدرهم وعلمهم .. قد زللت في هذا في بداية صدمتي من بعض افعال بعض مشايخنا الكرام .. ولكن سَخَرَ الله لي من ينبهني ويأخذ على يدي ويربت على كتفي ويقول لي احذري .. فهم بشر مثلنا .. لاهم ملائكة ولا انبياء معصومون .. انما هم بشر عرضة للفتنة والخطأ .. ولكن لكل منهم قدره ومكانته في العلم


نعم اشعر ان الفتنة قد طالت الجميع الا من رحم ربي .. فبعضنا يسفه ويسب ويقدح والبعض الاخر يقدس ويبرر ويسوغ


يااهل الالتزام .. يااهل الدين .. لا افراط ولا تفريط .. لا افراط ولا تفريط


نحن في حاجة ماسة لاعادة مراحل الالتزام بالمنهج من البداية
في حاجة لقراءة سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته وتابعيهم وتابعيهم من اهل القرون الثلاثة الخيرية الاولى كما اخبر عنهم خير الخلق .. لننهل من اخلاقهم .. ونتعلم كيف نعيش الحياه وعيوننا على الاخرة .. كيف ننسى البشر ونعامل رب العالمين فقط


للاسف .. الان والان فقط اكتشفت انه لم يقم احد من مشايخنا الكبار من قام بتربية جيل التمكين .. للاسف نحن لا نرقى لهذا الشرف .. لاننا لم نربى التربية الصحيحة .. كانت تربيتنا نظرية فقط .. لم نأخذها بشكل عملي .. لم ندخل معسكرات توجيه .. لم نزرع بداخلنا مراقبة الله حقا وعدم النظر للنفس او الدنيا وغنائمها


كم نحتاج جميعا الى وقفة .. وقفة حقيقية والنظر في بواطن نفوسنا عن وجوهنا الحقيقية .. نحن في حاجة لأن يسأل كل منا نفسه هذه الاسئلة :
- هل انا ملتزم ومتدين حقا؟
- هل اعامل الله في كل اموري ام ان نفسي لها نصيب الاسد في معاملاتي؟
- هل عندما ادخل في جدال او نقاش مع اي فرد يخالفني هل اتناقش لمعرفة الحق ام لانتصر لقولي انا وفقط؟
- هل يأتي علي اوقات اتجنب فيها الجدال عملا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (( أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا )) صحيح .. ام اني ابحث عن الجدال ولا اهرب منه ابدا ؟
- هل قد تيقنت من اني افضل من هؤلاء الذين افسقهم واسفههم عند الله؟ ام اني اصبح عندي من اليقين بأني من اهل الجنة وانهم من اهل النار؟


هذا رأيي فيما يحدث امامي الان وما اراه من مَن ارى من حولي .. وان كنت ابقى صامته في اغلب الاحيان .. ولكن الاوضاع الان اصبحت تثير اي فرد .. وتخرج الجميع عن الصمت

محمد رافع 52 20-02-2013 12:39 PM

هل أخلاقنا مثاليه
السلام ورحمة الله وبركاته

ها أنـــا عـــدت

لألتقي

بنور قلوبكم ..

وصفاء عقولكم

وها هي كلمات تتمنى معانقت قلوبكم وعقولكم ..

وتلقى القبول ..

كلماتي بعنوان

::: أخـــــــــــلاقـــنـــــا مـــثـــــالـــيــــة :::

ولابد وأن تعلم بأن
http://im16.gulfup.com/2012-04-11/133409763392.png

فبين الفترة والأخرى سأتحدث عن خلق من هذه الأخلاق المثالية

وأول خلق أحبب أن أتحدث عنه هو

:: حسن الظن بالآخرين ::

للأسف اليوم من الناس من يتصف بخلق سيء

ربما يعتبروا هذه الصفة ذكاء ونباهه

هذه الصفة هي

:: سوء الظن ::

قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ )
[الحجرات : 12]

فلا يجوز لإنسان أن يسيء الظن بالآخرين

لمجرد التهمة أو رؤيه موقف معين ..

يقول النبي عليه الصلاة والسلام (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث)متفق عليه

..

بالنسبة لي

الشخص السيئ هو من يظن بالناس السوء

ويجري ليبحث عن عيوبهم


المؤمن التقي الصالح الذي يسمو بأخلاقه دائما

فإنه ينظر بعين الطيب والخير للآخرين

يلتمس لهم الأعذار، ويظن بهم الخير دائما .

هذا هو الخلق الذي ربانا عليه ديننا الإسلامي ..
http://im20.gulfup.com/2012-04-11/1334098384852.png
ومن سمو الأخلاق ومثاليتها ..

أنك ترجح الخير دائما وتجعله يطغي على الشر

والمسلم الذي يرجح الخير دائما يعيش هنيئا قلبه راضٍ عنه كل الرضا
http://im16.gulfup.com/2012-04-11/1334098610872.png
لا تجعل الشيطان يتدخل بيننا ..

لا تجعل الشيطان يجري بدمك ..

تأكد بأنك إن سمحت لذلك الشيطان أن يدخل بحياتك يوما ..

سيعيش معك كل يوم

وتجعله يفرح ويبسم كلما ارتكبت ذنبا والعياذ بالله

::
http://im17.gulfup.com/2012-04-11/1334098815262.png

حياتنا تسير بنا .. ولا نعلم متى سنفارقها ..

ربما في هذه اللحظة

وربما بعد ساعات .. وربما بعد أيام وشهور وسنين ..

لذلك اترك لك جانب حسن يتذكرك به الناس بالخير ..

:: فكن كالبدر في حياتك وبعد مماتك ::

وقلوبنا تستحق أن تعيش على الخير والطيب ..

::

أتمنى أن أكون قد وفقت فيما كتبت

اللهم إن أصبت فيما كتبت فمن عندك يا الله

وإن أخطأت فمن عندي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت




محمد رافع 52 01-03-2013 03:33 AM

أَيَا مَنْ لَيْسَ لِى مِنْهُ مُجِيرٌ... بَعَفْوِكَ مِنْ عَذَابِكَ أَسْتَجِيرُ
أَنَا العَبْدُ المُقِرُّ بِكُلِّ ذَنْبٍ... وَ أَنْتَ السَّيّدُ المَوْلَى الغَفُورُ
فَإِنْ عَذَّبْتَنِي فَبِسُوءِ فِعُلِى... وَإِنْ تَغْفِرْ فَأَنْتَ بِهِ جَدِيرُ
أَفِرُّ إِلَيْكَ مِنْكَ وَأَيْنَ... إِلاّ إِلَيْكَ يَفِرُّ مِنْكَ المُسْتَجِيرُ

محمد رافع 52 03-03-2013 12:58 AM

أمسح ذنوبك بأكثر من طريقة من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم

http://im17.gulfup.com/2012-02-27/1330292722871.gif


محمد رافع 52 03-03-2013 12:59 AM


محمد رافع 52 04-03-2013 09:28 AM


محمد رافع 52 04-03-2013 09:32 AM


محمد رافع 52 04-03-2013 09:33 AM


محمد رافع 52 04-03-2013 09:34 AM


محمد رافع 52 04-03-2013 09:35 AM


محمد رافع 52 04-03-2013 09:35 AM


محمد رافع 52 04-03-2013 09:36 AM


محمد رافع 52 04-03-2013 09:37 AM


محمد رافع 52 04-03-2013 09:40 AM


محمد رافع 52 04-03-2013 09:41 AM


محمد رافع 52 04-03-2013 09:42 AM


محمد رافع 52 04-03-2013 09:43 AM


محمد رافع 52 04-03-2013 09:44 AM


محمد رافع 52 04-03-2013 09:44 AM


محمد رافع 52 04-03-2013 09:45 AM


محمد رافع 52 04-03-2013 09:46 AM


محمد رافع 52 04-03-2013 09:47 AM


محمد رافع 52 04-03-2013 09:48 AM


محمد رافع 52 04-03-2013 09:49 AM


محمد رافع 52 04-03-2013 09:49 AM


محمد رافع 52 04-03-2013 09:50 AM


محمد رافع 52 04-03-2013 09:52 AM


محمد رافع 52 04-03-2013 09:53 AM


محمد رافع 52 04-03-2013 09:08 PM

النَّـهي عن التَّطـيُّر

الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين, وبعد:
الطيرة مايتشاءم به من الفأل الرديء وغيره ، واشتقاقها من الطَّير ، وكانت العرب تتطيَّر من الغراب، وتتشاءم به ، وترى أن ذلك مانع من الخير ، فنفى الإسلام ذلك ، وقال : "لا طيرة ".
والتطيُّر نوع من الشرك بالله- جل وعلا- بشرطه ، والشرك الذي يكون من جهة التطير مناف لكمال التوحيد الواجب ؛ لأنه شرك أصغر . وحقيقة التطير : أنه التشاؤم أو التفاؤل بحركة الطير من السوانح والبوارح ، أو النطيح والقعيد ، أو بغير الطير مما يحدث . فكانوا في الجاهلية إذا أراد أحد أن يذهب إلى مكان ، أو يمضي في سفر ، أو أن يعقد له خيارا ، استدل بما يحدث له من أنواع حركات الطيور ، أو بما يحدث له من الحوادث على أن هذا السفر سفر سعيد فيمضي فيه ، أو أنه سفر سيئ وعليه فيه وبال فيرجع عنه . وعلى هذا فضابط الطيرة الشركية التي من قامت في قلبه وحصل له شرطها وضابطها فهو مشرك الشرك الأصغر ، هو ما جاء في آخر الباب من قوله عليه الصلاة والسلام : « إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك » رواه أحمد، فالطيرة شرك ، وهي التي تقع في القلب ، ويبني عليها المرء مضاء في الفعل ، أو نكوصا عنه . فإذا خرج مثلا من بيته وهو ينوي سفرا ، أو رحلة ، أو ينوي القيام بصفقة تجارة ، أو نحو ذلك ، فحصل أمامه حادث ، فهذا الحادث الذي حصل أمامه من تصادم سيارة ، أو اعتداء من واحد على آخر ، أو نحو ذلك ، إن أوقع في قلبه شؤما، واستدل بهذا الحادث على أنه سيفشل في سفره أو في تجارته أو أنه سيصيبه مكروه في سفره ، ورجع ولم يمض فقد حصل له التطير الشركي ، أما إذا حصل ذلك في قلبه وحصل له نوع تشاؤم ، ولكنه مضى وتوكل على الله ، فهذا لا يكاد يسلم منه أحد ، كما جاء في حديث ابن مسعود « وما منا إلا ، ولكن الله يذهبه بالتوكل » كما سيأتي .

فهذه حقيقة التطير الشركي وضابطه ، وتبين أن التطير عام ليس خاصا بالطير وحركاتها, ولأبي داود بسند صحيح عن عقبة بن عامر قال : « ذُكِرَت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : « أحسنها الفأل » . الطيرة : يعني التأثر بالكلمة ؛ لأننا ذكرنا أن الطيرة عامة تشمل الأقوال والأعمال التي تحصل أمام العبد ، فإذا كان ثم تطير فإن أحسنه الفأل ، يعني : أن يقع في قلبه أنه سيحصل له كذا وكذا من جراء كلمة سمعها ، أو من جراء فعل حصل له . وأحسن ذلك الفأل وغيره مذموم ، وإنما كان الفأل محمودا وممدوحا ومأذونا به ؛ لما ذكرنا من أنه إذا تطير متفائلا فإنه محسن الظن بالله- جل وعلا- لأن التفاؤل يشرح الصدر ، ويؤنس العبد ، ويذهب الضيق الذي يوحيه الشيطان ويسببه في قلب العبد ، والشيطان يأتي للعبد فيجعله يتوهم أشياء تضره وتحزنه فإذا فتح العبد على قلبه باب التفاؤل أبعد عن قلبه باب تأثير الشيطان في النفس .
هذا, وقد جاء في السنَّة أحاديث عدَّة تنفي الطيرة, وتدعو إلى عدم الالتفات إليها, ومنها:
عن عبد اللَّه بن مسعود -رضي اللَّه عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «الطِّيرَةُ شِرْك ، الطِّيرةُ شرك ، الطِّيَرَةُ شِرْك - ثلاثا - وما منَّا إلا ، ولكنَّ اللَّه يُذهبُه بالتوكل». أخرجه أبو داود.
وعن بريدة -رضي اللَّه عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «كان لا يَتَطَيَّر من شيء، وكان إذا بعث عاملا سأل عن اسمه ؟ فإذا أَعْجَبهُ فَرِحَ به ، وَرُئِيَ بِشْرُ ذلك في وجهه، وإن كَرِه اسَمه رُئِيَ كَرَاهِيةُ ذلك في وجهه ، وإذا دخل قَرية سأل عن اسمها؟ فإن أعجبه اسمها فرح بها ، وَرُئِيَ بِشْرُ ذلك في وجهه ، وإن كره اسمها رُئِيَ كراهية ذلك في وجهه» أخرجه أبو داود.
وعن عروة بن عامر القرشي قال : «ذُكِرَتِ الطِّيَرَةُ عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فقال : أَحْسَنُها الفألُ ، ولا تَرُدُّ مسلما ، فإذا رأى أحدُكم ما يكره فليقل : اللهم لا يأتي بالحسناتِ إلا أنتَ ، ولا يدفع السيئاتِ إلا أنت، ولا حولَ ولا قوة إلا بك» أخرجه أبو داود.
وعن أنس بن مالك -رضي اللَّه عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «لا عَدْوى ، ولا طيرَةَ ، ويُعجِبْني الفَألُ ، قالوا : وما الفَأْلُ؟ قال : كلمة طيَّبة». أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري مثله ، وقال : «ويعجبني الفأُلُ الصَّالحُ : الكلمةُ الحسنةُ».
وعن قَطن بن قبيصة عن أبيه قال : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : «العيَافَةُ والطَّيرةَ والطَّرْقُ : من الجِبْتِ». أخرجه أبو داود.
والعيافة : زجر الطير والتفاؤل بها ،كما كانت العرب تفعله ، عاف الطير يعيفه : إذا زجره.
والطرق : الضرب بالعصا ، وقيل : هو الخط في الرمل ، كما يفعله المنجم لاستخراج الضمير ونحوه ، وقد جاء في كتاب أبي داود : «أن الطرق الزجر ، والعيافة الخط».
والجبت : كل ما عُبدَ من دون الله ، وقيل : هو الكاهن والشيطان.
وعن سعد بن مالك -رضي اللَّه عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول : «لا هامةَ ، ولا عدوى ، ولا طيرة ، وإن تكن الطَّيرَةُ في شيء : ففي الفرسِ ، والمرأةِ ، والَّدارِ».أخرجه أبو داود.
وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ردته الطيرة من حاجة فقد أشرك». قالوا: يا رسول الله فما كفارة ذلك؟ قال: «يقول أحدهم: اللهم لا خير إلا خيرك،ولا طير إلا طيرك،ولا إله غيرك». قال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف،وبقية رجاله ثقات.
وعن فضالة بن عبيد الأنصاري صاحب النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال" من ردته الطيرة ، فقد قارف الشِّرك " . السلسلة الصحيحة رقم .
قال الله جل وعلا : {أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ}[ الأعراف: 131]؛ فالله بيده الضر والنفع ، وبيده العطاء والمنع ، والطيرة لا أصل لها ، ولكنه شيء يجدونه في صدورهم ولا حقيقة له ، بل هو شيء باطل.
ولذا يجب على المسلم إذا رأى ما يتشاءم به : ألا يَرجِع عن حاجته ، فلو خرج ليسافر ، وصادفه شيء غير مناسب أو ما أشبه ذلك ، فلا يرجع ، بل يمضي في حاجته ويتوكَّل على الله ، فإن رَجَعَ فهذه هي الطيرة ، والطيرة قادحة في العقيدة ولكنها دون الشرك الأكبر ، بل هي من الشرك الأصغر . والله تعالى أعلم.

محمد رافع 52 04-03-2013 09:16 PM

وقفات مع قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}

يقول العلامة الأمين الشنقيطي في كتابه "أضواء البيان" عند قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}:

ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن هذا القرآن العظيم الذي هو أعظم الكتب السماوية ، وأجمعها لجميع العلوم ، وآخرها عهدا برب العالمين جل وعلا ، يهدي للتي هي أقوم ; أي الطريقة التي هي أسد وأعدل وأصوب . ف التي نعت لموصوف محذوف . على حد قول ابن مالك في الخلاصة :
وما من المنعوت والنعت عقل ... يجوز حذفه وفي النعت يقل
وقال الزجاج والكلبي والفراء : للحال التي هي أقوم الحالات ، وهي توحيد الله والإيمان برسله .
وهذه الآية الكريمة أجمل الله جل وعلا فيها جميع ما في القرآن من الهدى إلى خير الطرق وأعدلها وأصوبها ، فلو تتبعنا تفصيلها على وجه الكمال لأتينا على جميع القرآن العظيم لشمولها لجميع ما فيه من الهدى إلى خيري الدنيا والآخرة . ولكننا إن شاء الله تعالى سنذكر جملا وافرة في جهات مختلفة كثيرة من هدى القرآن للطريق التي هي أقوم بيانا لبعض ما أشارت إليه الآية الكريمة ، تنبيها ببعضه على كله من المسائل العظام ، والمسائل التي أنكرها الملحدون من الكفار ، وطعنوا بسببها في دين الإسلام ، لقصور إدراكهم عن معرفة حكمها البالغة .
فمن ذلك توحيد الله جل وعلا ، فقد هدى القرآن فيه للطريق التي هي أقوم الطرق وأعدلها ، وهي توحيده جل وعلا في ربوبيته ، وفي عبادته ، وفي أسمائه وصفاته . وقد دل استقراء القرآن العظيم على أن توحيد الله ينقسم إلى ثلاثة أقسام :
الأول : توحيده في ربوبيته ، وهذا النوع من التوحيد جبلت عليه فطر العقلاء ، قال تعالى : ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله الآية [43 \ 87] ، وقال : قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون [10 \ 31] ، وإنكار فرعون لهذا النوع من التوحيد في قوله : قال فرعون وما رب العالمين [26 \ 23] تجاهل عن عارف أنه عبد مربوب ; بدليل قوله تعالى : قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر الآية [17 \ 102] ، وقوله : وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا [27 \ 14] ، وهذا النوع من التوحيد لا ينفع إلا بإخلاص العبادة لله ، كما قال تعالى : وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون [12 \ 106] ، والآيات الدالة على ذلك كثيرة جدا .
الثاني : توحيده جل وعلا في عبادته ، وضابط هذا النوع من التوحيد هو تحقيق معنى «لا إله إلا الله» وهي متركبة من نفي وإثبات ، فمعنى النفي منها : خلع جميع أنواع المعبودات غير الله كائنة ما كانت في جميع أنواع العبادات كائنة ما كانت . ومعنى الإثبات منها : إفراد الله جل وعلا وحده بجميع أنواع العبادات بإخلاص ، على الوجه الذي شرعه على ألسنة رسله عليهم الصلاة والسلام . وأكثر آيات القرآن في هذا النوع من التوحيد ، وهو الذي فيه المعارك بين الرسل وأممهم أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب [38 \ 5] .
ومن الآيات الدالة على هذا النوع من التوحيد قوله تعالى : فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك الآية [47 \ 19] ، وقوله : ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت [16 \ 36] ، وقوله : وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون [21 \ 25] ، وقوله : واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون [43 \ 45] ، وقوله : قل إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون [21 \ 108] ، فقد أمر في هذه الآية الكريمة أن يقول : إنما أوحي إليه محصور في هذا النوع من التوحيد ، لشمول كلمة : «لا إله إلا الله» لجميع ما جاء في الكتب ; لأنها تقتضي طاعة الله بعبادته وحده . فيشمل ذلك جميع العقائد والأوامر والنواهي ، وما يتبع ذلك من ثواب وعقاب ، والآيات في هذا النوع من التوحيد كثيرة .
النوع الثالث : توحيده جل وعلا في أسمائه وصفاته . وهذا النوع من التوحيد ينبني على أصلين :
الأول : تنزيه الله جل وعلا عن مشابهة المخلوقين في صفاتهم ، كما قال تعالى : ليس كمثله شيء [42 \ 11] .
والثاني : الإيمان بما وصف الله به نفسه ، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم على الوجه اللائق بكماله وجلاله ، كما قال بعد قوله : ليس كمثله شيء وهو السميع البصير مع قطع الطمع عن إدراك كيفية الاتصاف ، قال تعالى : يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما [20 \ 110] ، وقد قدمنا هذا المبحث مستوفى موضحا بالآيات القرآنية «في سورة الأعراف» .
ويكثر في القرآن العظيم الاستدلال على الكفار باعترافهم بربوبيته جل وعلا على وجوب توحيد في عبادته ; ولذلك يخاطبهم في توحيد الربوبية باستفهام التقرير ، فإذا أقروا بربوبيته احتج بها عليهم على أنه هو المستحق لأن يعبد وحده ، ووبخهم منكرا عليهم شركهم به غيره ، مع اعترافهم بأنه هو الرب وحده ; لأن من اعترف بأنه هو الرب وحده لزمه الاعتراف بأنه هو المستحق لأن يعبد وحده .
ومن أمثلة ذلك قوله تعالى : قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار [10 \ 31] إلى قوله : فسيقولون الله [10 \ 31] . فلما أقروا بربوبيته وبخهم منكرا عليهم شركهم به غيره ، بقوله : فقل أفلا تتقون [10 \ 31] .
ومنها قوله تعالى : قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله [23 \ 84 ، 85] ، فلما اعترفوا وبخهم منكرا عليهم شركهم بقوله : قل أفلا تذكرون [23 \ 85] ، ثم قال : قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله [23 \ 86 - 87] ، فلما أقروا وبخهم منكرا عليهم شركهم بقوله : قل أفلا تتقون [23 \ 87] ، ثم قال : قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون سيقولون لله [23 \ 88 ، 89] ، فلما أقروا وبخهم منكرا عليهم شركهم بقوله : قل فأنى تسحرون [23 \ 89] .
ومنها قوله تعالى : قل من رب السماوات والأرض قل الله [13 \ 16] ، فلما صح الاعتراف وبخهم منكرا عليهم شركهم بقوله : قل أفاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا [13 \ 16] .
ومنها قوله تعالى : ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله [43 \ 87] ، فلما صح إقرارهم وبخهم منكرا عليهم بقوله : فأنى يؤفكون [43 \ 87] .
ومنها قوله تعالى : ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله [29 \ 61] ، فلما صح اعترافهم وبخهم منكرا شركهم بقوله : فأنى يؤفكون [29 \ 61] وقوله تعالى : ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله [29 \ 63] ، فلما صح إقرارهم وبخهم منكرا عليهم شركهم بقوله : قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون [29 \ 63] ، وقوله : ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله [31 \ 25] ، فلما صح اعترافهم وبخهم منكرا عليهم بقوله : قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون [31 \ 25] ، وقوله تعالى : آلله خير أم ما أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها [27 \ 59 - 60] ، ولا شك أن الجواب الذي لا جواب لهم البتة غيره : هو أن القادر على خلق السماوات والأرض وما ذكر معها ، خير من جماد لا يقدر على شيء . فلما تعين اعترافهم وبخهم منكرا عليهم بقوله : أإله مع الله بل هم قوم يعدلون [27 \ 60] ، ثم قال تعالى : أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا [27 \ 61] ولا شك أن الجواب الذي لا جواب غيره كما قبله ، فلما تعين اعترافهم وبخهم منكرا عليهم بقوله : أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون [27 \ 61] ، ثم قال جل وعلا : أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض [27 \ 62] ولا شك أن الجواب كما قبله . فلما تعين إقرارهم بذلك وبخهم منكرا عليهم بقوله : أإله مع الله قليلا ما تذكرون [27 \ 62] ، ثم قال تعالى : أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته [27 \ 63] ، ولا شك أن الجواب كما قبله ، فلما تعين إقرارهم بذلك وبخهم منكرا عليهم بقوله : أإله مع الله تعالى الله عما يشركون [27 \ 63] ، ثم قال جل وعلا : أمن يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض [27 \ 64] ، ولا شك أن الجواب كما قبله ، فلما تعين الاعتراف وبخهم منكرا عليهم بقوله : أإله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين [27 \ 64] ، وقوله : الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء [30 \ 40] ، ولا شك أن الجواب الذي لا جواب لهم غيره هو : لا ، أي : ليس من شركائنا من يقدر على أن يفعل شيئا من ذلك المذكور من الخلق والرزق والإماتة والإحياء ، فلما تعين اعترافهم وبخهم منكرا عليهم بقوله : سبحانه وتعالى عما يشركون [30 \ 40] .
والآيات بنحو هذا كثيرة جدا ، ولأجل ذلك ذكرنا في غير هذا الموضع أن كل الأسئلة المتعلقة بتوحيد الربوبية استفهامات تقرير ، يراد منها أنهم إذا أقروا رتب لهم التوبيخ والإنكار على ذلك الإقرار ; لأن المقر بالربوبية يلزمه الإقرار بالألوهية ضرورة ; نحو قوله تعالى : أفي الله شك [14 \ 10] ، وقوله : قل أغير الله أبغي ربا [6 \ 164] ، وإن زعم بعض العلماء أن هذا استفهام إنكار ; لأن استقراء القرآن دل على أن الاستفهام المتعلق بالربوبية استفهام تقرير وليس استفهام إنكار ، لأنهم لا ينكرون الربوبية ، كما رأيت كثرة الآيات الدالة عليه .

ثم ذكر رحمه الله ما يستفاد من الآية من وجوه هداية القرآن للتي هي أقوم, ولولا الإطالة لسردته, فليراجعه من أراد الاستزادة والفائدة.

وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وسلّم.

محمد رافع 52 04-03-2013 09:21 PM

(لا إله إلا الله) المفهوم والحقيقة (1)

الحمد لله وكفى ، وسلام على عباده الذين اصطفى ، أما بعد :



مقـدمة :
كلمة الإخلاص لا إله إلا الله هي أصل دين الإسلام ومفتاح دار السلام ، وهي العروة الوثقــى وكلمة التقوى ، وهي الحنيفية ملة إبراهيم عليه السلام ، فطر الله عليها جميع المخلوقات وبها قامت الأرض والسموات ، ولأجلها أرسلت الرسل وأنزلت الكتب ، ولأجلها جردت سيوف الجهاد و بها أمر الله جميع العباد ، وهي أساس الفرض والسنة ، وعليها أسست الملة ونصبت القبلة ، وهي الفارق بين الإسلام والكفر ، من استمسك بها فقد سلم ومن اعتصم بها فقد عصم , فلا إله إلا الله قد جمعت الدين كله، وهنا لابد من التنبيه إلى أمرين مهمين :
الأول:

إذا كانت لا إله إلا الله بهذه المنزلة العالية والمرتبة الرفيعة في دين الله ؛ فليعلم أنَّ فرض معرفة شهادة أن لا إله إلا الله مقدم على معرفة فرض الصلاة والصيام ؛ فيجب على العبد أن يبحث عن معنى ذلك أعظم من بحثه عن معاني الصلاة والصيام .
الثاني:

قد تفاوت الناس في هذه الكلمة بحسب حالهم علماً واعتقاداً وعملاً، فمنهم من يقولها وهو يجهل مدلولها ومقتضاها، ومنهم من يقولها وهو لا يجهل مضمونها ومقتضاها لكن يمنعه من قصد ما دلت عليه من الحق والعمل به موانع من آفات النفوس، ومنهم من يقولها ويظن أنه قد أتى بمضمونها ومقتضاها وهو قد وقع فيما يناقضها قولاً وعملاً ، ومنهم من يقولها عن علم ويقين صادقاً مخلصاً من قلبه قد أدى حقوقها وعمل بمقتضاها واستقام على ذلك ولم يأت بما يبطلها فهؤلاء هم المؤمنون حقاً والموحدون صدقاً.


فإليك يا أخي الكريم - ثبتنا الله وإيَّاك على الإسلام والسنة- بعضاً من الإشارات والشذرات حول هذه الكلمة العظيمة.
أولاً:

( فضل لا إله إلا الله )
لو لم يكن في بيان فصلها إلا كونها علماً على الإيمان في الشرع؛ تعصم الدماء والأموال إلا بحقها، وكون إيمان الكافر موقوفاً على النطق بها لكان كافياً للعقلاء ،كيف وقد وردت النصوص الكثيرة في بيان فضلها وعظيم أجرها، ومن ذلك :
1- أنَّها الكلمة العظيمة التي شهد الله بها لنفسه وشهد بها له ملائكته وأولو العلم من خلقه، قال تعالى ( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
فتضمنت هذه الآية أجل شهادة وأعظمها وأعدلها وأصدقها من أجل شاهد بأجل مشهود به .
2- أنَّ أعظم آية في كتاب الله - وهي آية الكرسي - افتتحها سبحانه بذكر كلمة التوحيد , قال تعالى ( اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ..) الآية
3- أنَّ الله وصفها في القرآن بأنَّها الكلمة الطيّبة، قال الله تعالى : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ).
قال ابن عباس- رضي الله عنهما -(مثلا كلمة طيبة) شهادة أن لا إله إلا الله.
4- قال تعالى (يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ )
فعندما عدد الله سبحانه على عباده النعم في هذه السورة التي تسمى سورة النعم (وهي سورة النحل) بدأ بذكر التوحيد ، قال سفيان بن عيينة -رحمه الله - ( ما أنعم الله على عبد من العباد نعمة أعظم من أن عرفهم لا إله إلا الله، وإنَّ لا إله إلا الله لأهل الجنة كالماء البارد لأهل الدنيا).
و من النصوص الواردة في السنـة :
1- ما جاء في الصحيحين عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- عن النبي- صلى الله علــــيه و سلم -قال:( من قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنَّ محمداً عبده ورسوله وأنَّ عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأنَّ الجنة حق والنار حق أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء ).
2- وفي الصحيحين عن عِتبان بن مالك- رضي الله عنه- عن النبي- صــلى الله عليـــه و سلم -قال:( إنَّ الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله).
3- عن أنس بن مالك-رضي الله- قال:(كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُغِيرُ إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ ، وكان يَتَسَمَّعُ الأَذَانَ ، فَإِنْ سَمِعَ أَذَانًا أَمْسَكَ ، وَإِلاَّ أَغَارَ ، فَسَمِعَ رَجُلاً يَقُولُ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : عَلَى الْفِطْرَةِ ، ثُمَّ قَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : خَرَجْتَ مِنَ النَّارِ. فَنَظَرُوا فَإِذَا هُوَ رَاعِي مِعْزًى) رواه مسلم.
والنصوص كما تقدم في هذا الباب كثيرة جداً ، وما سبق ذكره يكفي - إن شاء الله - في هذه العجالة .

ثانياً:

(معنى لا إله إلا الله)
كلمة التوحيد لا تنفع إلا من كان عارفا لمعناها عاملا بمقتضاها، وأخلص لله ولم يشرك به شيئا فهذا تنفعه ،و أما من قالها من غير علم بمعناها ولا اعتقاد ولا عمل بمقتضاها بل أشرك بالله واتخذ الوسائط والشفعاء من دون الله وفعل لهم ما يفعله أهل الجاهلية من المشركين فهذا لا تنفعه بالإجماع بل هي حجة عليه بلا ريب .
وليعلم أنًّ أول واجب على الإنسان هو معرفة معنى هذه الكلمة، قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم (فاعلم أنه لا إله إلا الله)، وقال تعالى ( إلا من شهد بالحق ) أي بلا إله إلا الله (وهم يعلمون) أي بقلوبهم ما شهدوا به بألسنتهم ، فأفرض الفرائض معرفة معنى هذه الكلمة ثم التلفظ بها والعمل بمقتضاها .
ولعظم هذا الأمر وأهميته فقد بيَّن الله تعالى في مواضع من القرآن الكريم معنى كلمة الإخــلاص لا إله إلا الله، ولم يكل عباده في بيان معناها إلى أحد سواه .
فمعنى لا إله إلا الله نفي الإلهية عما سوى الله تبارك وتعالى ،وإثباتها كلها لله وحده لا شريك له، ليس فيها حقاً لغيره لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل .
فلا إله إلا الله تعني لا معبود بحق إلا الله، هذا هو التفسير الذي دلت عليه النصوص ومن ذلك قوله تعالى (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ) فعبر عن معنى لا إله بقوله (إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ) وعبر عن معنى إلا الله بقوله ( إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي).
وقوله تعالى (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) فقوله (أَلَّا تَعْبُدُوا) هو معنى لا إله، وقوله (إِلَّا إِيَّاهُ) هو معنى إلا الله، ونظائر هذه الآيات في القرآن كثيرة ، فتبين بذلك أن معنى لا إله إلا الله هو البراءة من عبادة كل ما سوى الله، وإخلاص العبادة بجميع أنواعها لله تعالى ، وهذا واضح جلي لمن جعل الله له بصيرة ولم تتغير فطرته، فالقرآن كله في تقرير معنى لا إله إلا الله، وما تقتضيه، وما تستلزمه، والله اعلم

وللكلام بقية يأتي - إن شاء الله - في المقال القادم
والحمد لله رب العالمين

محمد رافع 52 04-03-2013 09:27 PM

(لا إله إلا الله) المفهوم والحقيقة (2)

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، أما بعد :
ثالثاً: (شروط لا إله إلا الله)
لا إله إلا الله وما ورد في فضلها حق ثابت يجب الإيمان به ، لكنها جاءت مقيدة بالقيود الثقال التي لابد من الإتيان بجميعها قولاً واعتقاداً ، قال الحسن للفرزدق وهو يدفن امرأته ما أعددت لهذا اليوم؟ قال شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة، قال الحسن نِعم العُدة لكن لـ (لا إله إلا الله) شروطاً، فإياك وقذف المحصنات ، وقال وهب بن منبه لمن سأله أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة؟ قال بلى، ولكن ما من مفتاح إلا له أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك .
وحاصل ذلك : أنَّ لا إله إلا اللّه سبب لدخول الجنة، والنجاة من النار، ومقتضٍ لذلك، ولكن المقتضي لا يعمل عمله إلا باستجماع شروطه، وانتفاء موانعه، فقد يتخلف عنه مقتضاه لفوات شرط من شروطه، أو لوجود مانع.
وقد ذكر أهل العلم لكلمة التوحيد سبعة شروط وهي كالتالي :
1- (العلم ) بمعناها المراد منها، نفياً وإثباتاً، المنافي للجهل بذلك ، قال تعالى (إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) أي بلا إله إلا الله وهم يعلمون بقلوبهم معنى ما نطقوا بألسنتهم ، وقال تعالى (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ)، وفي الصحيح عن عثمان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة " رواه مسلم .
2- (اليقين ) بأن يكون قائلها مستيقناً بمدلول هذه الكلمة يقيناً جازماً ، وهذا ينافي الشك ، قال الله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)
فاشترط في صدق إيمانهم بالله ورسوله كونهم لم يرتابوا ، أي لم يشكوا ، وفي الصحيح من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة " رواه مسلم.
3- (الانقياد ) لما دلت عليه ظاهراً وباطناً، قال الله عز وجل (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى) أي بلا إله إلا الله ، ومعنى ( يُسلم وجهه) أي ينقاد .
4- (القبول ) لها فلا يرد شيئاً من لوازمها ومقتضياتها ، قال تعالى في شأن من لم يقبلها (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ) إلى قوله (إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آَلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير ، وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله به الناس فشربوا وسقوا وزرعوا ، وأصاب منها طائفة أُخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماءً ولا تُنبت كلأً فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه مابعثني الله به فعلم وعلّم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي أُرسلت به " .متفق عليه .
5- (الإخلاص ) فيها ، قال تعالى (أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ) وقال تعالى (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ) و عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه " رواه البخاري.
6- (الصدق) من صميم القلب لا باللسان ، قال تعالى (فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ) وعن النبي صلى الله عليه وسلم " ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صدقاً من قلبه إلا حرمه الله على النار " رواه البخاري.
7- (المحبة) لها ولأهلها ، والموالاة والمعادة لأجلها ، قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) وقال سبحانه (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) وعن الني -صلى الله عليه وسلم- قال ( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ...) الحديث ، متفق عليه .
رابعاً: (مفاهيم خاطئة حول لا إله إلا الله)
رغم البيان الذي جاءت به النصوص في تحديد المراد من كلمة لا إله إلا الله - وهو البيان الذي ليس فوقه بيان - فقد وقع الخطأ والميل عن الصواب من بعض الناس في معنى هذه الكلمة فمن ذلك :
1- قول بعضهم معنى لا إله إلا الله أي القادر على الاختراع، أو المستغني عما سواه المفتقر إليه ما عداه ، ومعلوم أن المشركين من العرب الذي بعث إليهم محمد- صلى الله عليه وسلم- لم يكونوا يخالفون في هذا المعنى بل كانوا يقرون بذلك ، قال تعالى (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ) وقال تعالى (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ) إلى غير ذلك من الآيات ، وهذا الإقرار منهم بتوحيد الربوبية لم يدخلهم في الإسلام لمَّا جحدوا ما دلت عليه لا إله إلا الله من إخلاص العبادة لله ، والعجيب أن المشركين قد عرفوا المعنى الحقيقي لكلمة التوحيد ، ولهذا لما قال لهم الني -صلى الله عليه وسلم- قالوا لا إله إلا الله قالوا (أَجَعَلَ الْآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ) فلا خير في رجل جهال الكفار أعلم منه بمعنى لا إله إلا الله.
(وقفـــة):
إنَّ من أعظم ما يعين على تفهم ومعرفة معنى لا إله إلا الله ؛هو معرفة حال المشركين الذين نزل فيهم القرآن، وماذا كانوا يعتقدون، وبماذا كفروا ، وما الذي أوردهم أودية الباطل، ووحل الوثنية .
2- وقول بعضهم معنى لا إله إلا الله هو تحكيم شريعة الله، ويقصدون بذلك التحاكم إلى شرع الله في أمور الخصومات والمنازعات وجميع مسائل القضاء الأخرى ، لكنهم لا يدخلون في ذلك إفراد الله بالحكم في مسألة العبادة والتوحيد التي هي أساس الملة والشرع , والحق أنَّ هذا التفسير فيه قصور عن المعنى الكلي الذي جاءت به لا إله إلا الله ، فالحاكمية داخلة في معنى لا إله إلا الله وهي جزء منها وليست هي الأصل لهذه الكلمة العظيمة، فقصر معنى لا إله إلا الله على مسألة الحاكمية فيه إخراج لبقية معاني الإلهية , لذلك يلاحظ على القائلين بهذا التفسير أمران :
الأول : أنَّ جهدهم منصب على هذه القضية مع إغفال جوانب التوحيد الأخرى .
الثاني : أنَّ هؤلاء يدعون إلى تحكيم شرع الله في أمور المنازعات والخصومات وسائر المعاملات كما تقدم ، وهذا أمر لا ينازع فيه أحد ويؤيدون عليه ، لكنهم في أمور العقائد يتلاشى عندهم هذا المبدأ ؛ فتجد فيهم ومن بينهم من قد عرف ببدعته وضلاله بل بتلبسه بالشرك الصريح وانحرافه عن المنهج القويم والصراط المستقيم، ومع ذلك يغضون الطرف عنه ، وهذا من التناقض الفاضح !!.
3- قول بعضهم معنى لا إله إلا الله هو إخراج اليقين الفاسد من القلب على الأشياء، وإدخال اليقين الصحيح على ذات الله أنَّه لاخالق إلا الله ولا رازق إلا الله ولا مدبر إلا الله ، فيقال هذا أيضاً لم يزد أصحابه على إعادة تقرير توحيد المعرفة والإثبات (الربوبية) الذي أقر به المشركون كما تقدم .
تنبــيه :
الأول : عقيدة التوحيد والحمد لله ليست بحاجة إلى من يأتي لها بمصطلحات حادثة ،وألفاظ مجملة، أو عبارات قاصرة غير وافية، يندس من خلالها أهل البدع والخرافة .
الثاني : كل من أعرض عن المشروع فإنه يبتلى ولا محالة بالوقوع في الممنوع ،لهذا تجد من أكثر من سماع القصائد بقصد صلاح قلبه نقصت رغبته في سماع القرآن، ومن أكثر من الصلاة والدعاء عند المشاهد القبور قلت رغبته في الدعاء والصلاة في المساجد ، وهكذا من أعرض عن ألفاظ النصوص الشرعية وما دلت عليه فأنه يبتلى بهذه الألفاظ المحدثة التي لا تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً، بل تزيد صاحبها حيرة وضلالاً،و يُنفَذُ من خلالها إلى إبطال معاني الأدلة الشرعية والله المستعان .
وختاماً :
فإن لا إله إلا الله شجرة السعادة ، إن غرستها في منبت التصديق، وسقيتها من ماء الإخلاص، ورعيتها بالعمل الصالح ،رسخت عروقها ،وثبتت ساقها، واخضرت أوراقها، وأينعت ثمارها ، وتضاعف أكلها، وإن غرست هذه الشجرة في منبت التكذيب والشقاق ، وسقيتها بماء الرياء والنفاق، وتعاهدتها بالأعمال السيئة ، والأقوال القبيحة تناثرت ثمارها، وتساقطت أوراقها، وتقطعت عروقها، وهبت عليها عواصف القذر ومزقتها كل ممزق،،،


فيها أيها الراجي ســـلامة دينــه *** عليك بتقوى الله ذي العرش تهـتد
وإن رمت أن تنجو من النـــار سالماً *** وتحظى بجــنات وـلد مؤبــد
وروح وريحـــان وأرغــد حبرة *** وحور حســان كاليواقيت خرد
فحقق لتــوحيد العـبادة مخلصــاً *** بأنواعـها لله قصـداً وجـــرد


والحمد لله رب العالمين

محمد رافع 52 06-03-2013 04:55 PM

الاستغفار هو طلب المغفرة


والمغفرة هي وقاية شر الذنوب مع سترها ،
أي أن الله عز وجل يستر على العبد فلا يفضحه في الدنيا
ويستر عليه في الآخرة فلا يفضحه في ***اتها ويمحو عنه عقوبة ذنوبه بفضله ورحمته . وقد كثر ذكر الاستغفار في القرآن ، فتارة يؤمر به

كقوله تعالى

(وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(المزمل/20)

وتارة يمدح أهله

كقوله تعالى :

(وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ)(آل عمران/17) ،

وتارة يذكر الله عز وجل أنه يغفر لمن استغفره

كقوله تعالى :

(وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً) (النساء/110) .

وكثيرًا ما يقرن الاستغفار بذكر التوبة فيكون الاستغفار حينئذ عبارة عن طلب المغفرة باللسان ، والتوبة عبارة عن الإقلاع عن الذنوب بالقلب والجوارح ، وحكم الاستغفار كحكم الدعاء ، إن شاء الله أجابه وغفر لصاحبه لاسيما إذا خرج من قلب منكسر بالذنوب ، أو صادف ساعة من ساعات الإجابة كالأسحار وأدبار الصلوات ، وأفضل الاستغفار أن يبدأ بالثناء على ربه ، ثم يثني بالاعتراف بذنبه ، ثم يسأل ربه بعد ذلك المغفرة ، كما في حديث شداد بن أوس عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " سيد الاستغفار أن يقول العبد : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني ، وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ، ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك عليَّ ، وأبوء بذنبي ، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت "(رواه البخاري) .



محمد محمود بدر 06-03-2013 05:35 PM




جزاكم الله خيرا



محمد رافع 52 06-03-2013 07:05 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد محمود بدر (المشاركة 5166482)


جزاكم الله خيرا


بارك الله فيكم

محمد رافع 52 16-03-2013 01:06 PM

أحبابنا في الله:
الإسلام هو الدين القيم الذي فيه صلاح البلاد والعباد، وهو أعظم المنن التي منّ بها الكريم الوهاب، وقد تكفل الله لمن سلكه بسعادة الدنيا والآخرة، فيه المبادئ السامية، والأخلاق العالية، والنظم العادلة. إنه الدين الذي ينبغي لنا أن نفتخر به، وأن نتشرف بالانتساب إليه، فمن لم يتشرف بهذا الدين ويفخر به ففي قلبه شك وقلة يقين.
إن الحق يخاطب حبيبه http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif قائلاً: http://www.islamdoor.com/k/start-icon.gifوَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْـأَلُونَhttp://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [الزخرف:44]. أي: شرف لك وشرف لقومك وشرف لأتباعك إلى يوم القيامة.

وممـا زادني شـرفاً وتيهـاً وكدت بإخمصي أطأ الثريا


دخولي تحت قولك يا عبادي وأن صيرت أحمد لي نبياً

إن الشرف أن تكون من عباد الله الصالحين، وأن تعمل الصالحات وتجتنب المحرمات.
إن الشرف أن تدعو لهذا الدين، وأن تتبع سنة خير المرسلين http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif، لقد أدرك سلفنا الأول عظمة هذا الدين، فقدموا أنفسهم وأموالهم رخيصة لهذا الدين.
لقد كان الإسلام هو شرفهم الأول وغاية آمالهم، فهذا عبد الله بن أم مكتوم – رضي الله عنه الذي يقول له النبي http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif: ((مرحباً بالذي عاتبني فيه ربي)) – لما أتى داعي الجهاد في سبيل الله، وارتفعت راية الإسلام، ونادى النفير للجهاد، فيقول له الصحابة: إنك معذور، أنت أعمى، وذلك لقوله تعالى: http://www.islamdoor.com/k/start-icon.gifلَّيْسَ عَلَى ٱلاْعْمَىٰhttp://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [الفتح:17]. فيجيبهم: لا والله، والله يقول: http://www.islamdoor.com/k/start-icon.gifٱنْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاًhttp://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [التوبة:41].
فلما حضرت المعركة أعطوه الراية، وقالوا: إياك أن نؤتى من قبلك فقال رضي الله عنه: بئس حامل القرآن إن أتيتم من قبلي، فوقف مكانه حتى ***، فكان قبره تحت قدميه رضي الله عنه وأرضاه.
وهذا فارس آخر من فرسان الإسلام العظام، الذين تربوا على يد محمد http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif، فقدموا للبشرية الشرف العظيم في انتمائهم للإسلام وتشرفهم به، إنه جليبيب رضي الله عنه، ذلك الصحابي الذي لم يكن يملك من الدنيا إلا الإيمان الذي ملأ قلبه، فأضاء له الدنيا.
جاء جليبيب إلى رسول الله http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif، فتبسم عليه الصلاة والسلام لما رآه، وقال: ((يا جليبيب أتريد الزواج))؟ فقال: يا رسول الله، من يزوجني ولا أسرة عندي ولا مال ولا دار ولا شيء من متاع الدنيا؟! فقال عليه الصلاة والسلام: ((اذهب إلى ذلك البيت من بيوت الأنصار، فأقرئهم مني السلام، وقل لهم: إن رسول الله http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif يأمركم أن تزوجوني))، فذهب وطرق عليهم الباب، فخرج رب البيت، ورأى جليبيباً، فقال له: ماذا تريد؟ فأخبره الخبر، فعاد إلى زوجته، فشاورها، ثم قالوا: ليته غير جليبيب، لا نسب ولا مال ولا دار، فشاروا الفتاة، فقالت: وهل نرد رسول رسول الله http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif فتزوج بها.
وحضر النبي http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif غزوة من الغزوات، فلما كتب لهم النصر قال النبي http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif لأصحابه: ((هل تفقدون من أحد))؟ قالوا: نعم، فلاناً وفلاناً وفلاناً، ثم قال http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif: ((لكني أفقد جليبيباً، فاطلبوه))، فطلب في ال***ى، فوجدوه إلى جنب سبعة قد ***هم، ثم ***وه، فأتى النبي http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif فوقف عليه، فقال: ((*** سبعة ثم ***وه، هذا مني وأنا منه))، ثم وضعه على ساعديه، ليس له إلا ساعدا النبي http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif، ثم حفر له ووضع في قبره. [المسند: 4/422، مسلم: 4/1918].
فانظروا – رحمكم الله – إلى هذا الرجل الذي يفتخر به النبي http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif، ويضع ساعده الشريف وسادة له حتى يحفر له القبر إكراماً له، مع أنه من الفقراء في المال، لكنه من الأعزاء بالإسلام المتشرفين بالانتساب له.
إنهم عظماء؛ لأنهم عاشوا في كنف محمد http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif.
واستمعوا إلى قصة عظيمة، إنها قصة عمر رضي الله عنه حينما خرج إلى القدس ليتسلم مفاتيح بيت المقدس – أسأل الله أن يعيده إلينا – يخرج عمر على حاله المعروفة، فيستعرض الجيش الإسلامي العظيم، ويقول قولته المشهورة: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله. ثم يقترب من أبي عبيدة فيعانقه، ويبكي طويلاً، فيقول عمر: يا أبا عبيدة، كيف بنا إذا سألنا الله يوم القيامة ماذا فعلنا بعد رسولنا http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif؟ فيقول أبو عبيدة: يا أمير المؤمنين، تعالى نتباكى، ولا يرانا الناس، فانحرفا عن الطريق والجيوش تنظر إليهما، فاتجها إلى شجرة، ثم بكيا طويلاً رضوان الله عليهم أجمعين.
ترى هل سأل أحد منا نفسه ماذا فعلنا بعد رسول الله http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif؟ هل حافظنا على سنته؟ هل اتبعنا ملته؟ ألم نفرط أو نضيع؟ ومع ذلك لا نرى فينا باكياً.
اللهم إنا نشكو إليك قسوة قلوبنا، فارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين.

محمد رافع 52 16-03-2013 01:07 PM

إخوة الإسلام أتباع محمد عليه أفضل الصلاة والسلام:
لقد عرف سلفنا – رضوان الله عليهم – أن الحياة إنما تصرف في مرضاة الله وطاعته، وأن عزهم في دينهم وتمسكهم به، وأن ارتباطهم إنما هو بالله الواحد الأحد.
حج هشام بن عبد الملك، فلما كان في الطواف رأى سالم بن عبد الله وهو يطوف وحذاؤه في يديه، وعليه ثياب لا تساوي ثلاثة عشر درهماً، فقال له هشام: يا سالم، أتريد حاجة أقضيها لك؟ قال سالم: أما تستحي من الله، تعرض عليّ الحوائج وأنا في بيت من لا يُعوز إلى غيره؟! فسكت هشام، فلما خرجا من الحرم قال له: هل تريد شيئاً؟ قال سالم: أمن حوائج الدنيا أو الآخرة؟ فقال: من حوائج الدنيا. فقال سالم: والله الذي لا إله إلا هو ما سألت حوائج الدنيا من الذي يملكها تبارك وتعالى، فكيف أسألها منك؟
إنه الإيمان الذي ربى القلوب على التعلق بالله والنزول في حماه والالتجاء إليه والاعتصام به.
إخوة الإسلام: هذه نماذج رائعة أذكرها لكم لكي يكون لنا فيها الأسوة والقدوة في التشرف بالإسلام، والاعتزاز به، والاعتماد على الله، والتوكل عليه، والسير على نهجه، والالتزام بسنة نبيه http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif، فاتقوا الله عباد الله، واعرفوا الإسلام حق المعرفة، واسلكوا طريقه تفلحوا وتسعدوا.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بالآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.



محمد رافع 52 16-03-2013 01:08 PM

إخوة الإسلام:
لكي ينشأ أبناؤنا على تعاليم الإسلام وشرائعه، يجب علينا أن نعظم شعائر الله في قلوبهم، يجب أن نربي أبناءنا على تعظيم الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وأن نشعرهم بأن الخير من الله، ولا يدفع الشر سواه، وأن أمورنا إنما تكون بأمره سبحانه، فهو المتصرف كيف يشاء، وأن ننزل حاجاتنا به فهو المؤمل سبحانه، يأكل باسم الله، يخرج متوكلاً على الله، يدرس ابتغاء مرضاة الله.
كما يجب أن نعظم في قلوبهم القرآن الكريم حفظاً وتلاوة، ونشعرهم بعظمة هذا القرآن وما فيه من خير وسعادة.
ومما يجب أن يعظم في نفوسهم حب رسول الله http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif، وذكر سيرته وجهاده ورحمته وشفقته وشفاعته وإحسانه، وأنه الرحمة المهداة، وذلك بكثرة الصلاة والسلام عليه، وتقديم حبه على كل شيء.
إن المسئولية في هذا ملقاة على عواتق أولياء الأمور، فليتقوا الله في ذلك، وليحسنوا التربية حتى تخرج الثمار المباركة. اللهم وفقهم لما تحبه وترضى.
ثم صلوا على الحبيب المصطفى والنبي المجتبى، فقد أمركم بذلك مولانا في محكم التنزيل فقال: http://www.islamdoor.com/k/start-icon.gifإِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماًhttp://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [الأحزاب:56].

عبدالرحمن محمد فؤاد 16-03-2013 02:21 PM

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن في الليل لساعة، لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله تعالى خيرا من أمر الدنيا والآخرة، إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة "

[صحيح مسلم]

محمد رافع 52 16-03-2013 02:25 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن محمد فؤاد (المشاركة 5181450)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن في الليل لساعة، لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله تعالى خيرا من أمر الدنيا والآخرة، إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة "

[صحيح مسلم]

صلى الله عليه وسلم
بارك الله فيك اخى الكريم

محمد رافع 52 21-03-2013 08:42 AM


الظلم ظلمات يوم القيامة
دار القاسم
http://www.kalemat.org/gfx/sections/articles/65.jpg

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فإن ظاهرة انتشرت في بعض الناس ذكرها القرآن الكريم والسنة النبوبة المطهرة، إما على سبيل الذم، أو على سبيل بيان سوء عاقبة من فعلها.
إنها ظاهرة الظلم، وما أدراك ما الظلم، الذي حرمه الله سبحانه وتعالى على نفسه وحرمه على الناس، فقال سبحانه وتعالى فيما رواه رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif في الحديث القدسي: { يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا } [رواه مسلم].
وعن جابر http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif أن رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif قال: { أتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم } [رواه مسلم].
والظلم: هو وضع الشيء في غير محله باتفاق أئمة اللغة.

وهو ثلاثة أنواع:

النوع الأول: ظلم الإنسان لربه، وذلك بكفره بالله تعالى، قال تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [البقرة:254]. ويكون بالشرك في عبادته وذلك بصرف بعض عبادته لغيره سبحانه وتعالى، قال عز وجل: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [لقمان:13].
النوع الثاني: ظلم الإنسان نفسه، وذلك باتباع الشهوات وإهمال الواجبات، وتلويث نفسه بآثار أنواع الذنوب والجرائم والسيئات، من معاصي لله ورسوله. قال جل شأنه: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gifوَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [النحل:33].
النوع الثالث: ظلم الإنسان لغيره من عباد الله ومخلوقاته، وذلك بأكل أموال الناس بالباطل، وظلمهم بالضرب والشتم والتعدي والاستطالة على الضعفاء، والظلم يقع غالباً بالضعيف الذي لا يقدر على الانتصار.
صور من ظلم الإنسان لغيره من عباد الله ومخلوقاته:
غصب الأرض: عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif قال: { من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين } [متفق عليه].
مماطلة من له عليه حق: عن أبي هريرة http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif قال: قال رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { مطل الغني ظلم } [متفق عليه].
منع أجر الأجير: عن أبي هريرة http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif عن النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif قال: { قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة...،...، ورجل أستأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره } [رواه البخاري].
وأذكر هنا قصة ذكرها أحد المشايخ في كلمة له في أحد المساجد بمكة، قال: ( كان رجل يعمل عند كفيله فلم يعطه راتب الشهر الأول والثاني والثالث، وهو يتردد إليه ويلح وأنه في حاجة إلى النقود، وله والدان وزوجة وأبناء في بلده وأنهم في حاجة ماسة، فلم يستجب له وكأن في أذنيه وقر، والعياذ بالله. فقال له المظلوم: حسبي الله؛ بيني وبينك، والله سأدعو عليك، فقال له: أذهب وأدعوعلي عند الكعبة (انظر هذه الجرأة) وشتمه وطرده. وفعلا استجاب لرغبته ودعا عليه عند الكعبة بتحري أوقات الإجابة، على حسب طلبه، وبريد الله عز وجل أن تكون تلك الأيام من أيام رمضان المبارك http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الشعراء:227]، ومرت الأيام، فإذا بالكفيل مرض مرضاً شديداً لا يستطيع تحريك جسده وانصب عليه الألم صباً حتى تنوم في إحدى المستشفيات فترة من الزمن. فعلم المظلوم بما حصل له، وذهب يعاوده مع الناس. فلما رآه قال: أدعوت علي؟ قال له: نعم وفي المكان الذي طلبته مني. فنادى على ابنه وقال: أعطه جميع حقوقه، وطلب منه السماح وأن يدعو له بالشفاء ).
الحلف كذباً لإغتصاب حقوق العباد: عن أبي أمامة إياس بن ثعلبة الحارثي http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif أن رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif قال: { من اقتطع حق امرىء مسلم بيمينه، فقد أوجب الله له النار، وحرم عليه الجنة }، فقال رجل: وإن كان شيـئاً يسيراً يا رسول الله؟ فقال: { وإن قضيباً من أراك } [رداه مسلم].
السحر بجميع أنواعه: وأخص سحر التفريق بين الزوجين، قال تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [البقرة:102]. وعن أبي هريرة http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif عن النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif قال: { اجتنبوا السبع الموبقات }، قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: { ... والسحر، و*** النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات } [رواه البخاري ومسلم].
عدم العدل بين الأبناء: عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أنه قال:{ نحلني أبى نحلاً فقالت أمى عمرة بنت رواحة: لا أرضى حتى تشهد عليه رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif، فجاءه ليشهده على صدقتي فقال: "أكل ولدك نحلت مثله" قال: لا، فقال: "اتقوا الله واعدلوا في أولادكم"، وقال: "إني لا أشهد على جور"، قال: فرجع أبي فرد تلك الصدقة } [متفق عليه].
حبس الحيوانات والطيور حتى تموت: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif قال: { عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت جوعًا فدخلت فيها النار} [رواه البخاري ومسلم]. حبستها: أي بدون طعام.
شهادة الزور: أي الشهادة بالباطل والكذب والبهتان والافتراء، وانتهاز الفرص للإيقاع بالأبرار والانتقام من الخصوم، فعن انس http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif قال: ذكر رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif الكبائر فقال: { الشرك بالله، وعقوق الوالدين و*** النفس، وقال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قول الزور، أو قال: "شهادة الزور" } [متفق عليه].
وأكل صداق الزوجة بالقوة ظلم.. والسرقة ظلم.. وأذيه المؤمنين والمؤمنات والجيران ظلم... والغش ظلم... وكتمان الشهادة ظلم... والتعريض للآخرين ظلم، وطمس الحقائق ظلم، والغيبة ظلم، ومس الكرامة ظلم، والنميمة ظلم، وخداع الغافل ظلم، ونقض العهود وعدم الوفاء ظلم، والمعاكسات ظلم، والسكوت عن قول الحق ظلم، وعدم رد الظالم عن ظلمه ظلم... إلى غير ذلك من أنواع الظلم الظاهر والخفيى.

فيا أيها الظالم لغيره:

اعلم أن دعوة المظلوم مستجابة لا ترد مسلماً كان أو كافراً، ففي حديث أنس http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif قال: قال رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافراً؛ فإنه ليس دونها حجاب }. فالجزاء يأتي عاجلاً من رب العزة تبارك وتعالى، وقد أجاد من قال:

لاتظلمن إذا ما كنت مقتدراً *** فالظلم آخره يأتيك بالندم
نامت عيونك والمظلوم منتبه *** يدعو عليك وعين الله لم تنم

فتذكر أيها الظالم: قول الله عز وجل: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [ابراهيم:43،42]. وقوله سبحانه: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gifأَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [القيامة:36]. وقوله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [القلم:45،44]. وقوله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته }، ثم قرأ: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [هود:102]، وقوله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gifوَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الشعراء:227].
وتذكر أيها الظالم: الموت وسكرته وشدته، والقبر وظلمته وضيقه، والميزان ودقته، والصراط وزلته، والحشر وأحواله، والنشر وأهواله. تذكر إذا نزل بك ملك الموت ليقبض روحك، وإذا أنزلت في القبر مع عملك وحدك، وإذا استدعاك للحساب ربك، وإذا طال يوم القيامة وقوفك.
وتذكر أيها الظالم: قول الرسول http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء } [رواه مسلم]. والاقتصاص يكون يوم القيامة بأخذ حسنات الظالم وطرح سيئات المظلوم، فعن أبي هريرة http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif عن النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif قال: { من كانت عنده مظلمة لأخيه؛ من عرضه أو من شيء، فليتحلله من اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه } [رواه البخاري]. وعن أبي هريرة http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif أن رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif قال: { أتدرون ما المفلس، قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم وطرحت عليه، ثم طرح في النار } [رواه مسلم].

ولكن أبشر أيها الظالم:

فما دمت في وقت المهلة فباب التوبة مفتوح، قال http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها } [رواه مسلم]. وفي رواية للترمذي وحسنه: { إن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر }. ولكن تقبل التوبة بأربعة شروط:
1- الإقلاع عن الذنب.
2- الندم على ما فات.
3- العزم على أن لا يعود.
4- إرجاع الحقوق إلى أهلها من مال أو غيره.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

محمد رافع 52 21-03-2013 08:55 AM

الظلم واثره في هلاك الامم


بسم الله الرحمن الرحيم

الظلم وأثره في
هلاك الأمم

السماوات و الأرض قامت على العدل
لولا العدل لم تدم الحياة
من سنن الله بقاء الأمم العادلة و إن كانت كافرة فكفرها على نفسها أما عدلها فإنه يبقيها
يهلك الله سبحانه الأمم الظالمة و إن كانت مسلمة ساجدة وراكعة لكنها تظلم

سنة إلهية ومن قرأ التاريخ تيقن بهذا
قال http://vb.we3rb.com/images/smilies/w...alla-allah.gif [إياكم والظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ]
وفي الحديث القدسي
(يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ) .

أمم بادت و قرى أهلكت و أمراء ورؤساء وملوك صاروا كالجرذان ,
ما السبب؟ الظلم


ملوك الأندلس ملكوا حضارات عظيمة لمئات السنين ثم صاروا يباعون في الطرقات كالعبيد

حتى قال ابن لأبيه وهو ذليل حقير بعد أن كان عزيز ذو سلطان
قال يا أبي لما حصل لنا كل هذا .... بعد العز صار لنا هذا الذل
قال له أبوه الملك المقهور والعزيز المذلول: يا بني دعوة مظلوم سرت في جوف الليل ليس بينها وبين الله حجاب

بعض ابناء الإسلام الركع السجد يهربون إلى ديار الكفر لينالوا شيئا من العدالة
بعض المسلمين لا يبالي لأنه قوي لأنه غني
أبنائك الذين هم من صلبك لا يحق لك أن تظلمهم
زوجتك لا يحق لك أن تظلمها
فمن ظلم يأتي يوم القيامة وشقه مائل مفضوح عند الله عز وجل

الناس الذين يعملون بالشهرين والثلاث لا يحصلون من راتبهم على شي

بكى عندي كثيرون واشتكى إلي أكثر من ظلم بعض مدرائهم و مسئوليهم وأرباب العمل عندهم ممن يقهره ويظلمه حقه بأي حق هذا
أتظنون أن الله عز وجل غافل ؟
( ولا تحسبن الله غافلا عن ما يعمل الظالمون ).
(إنما السبيل على الذين يظلمون الناس )
قطة لو ظلمتها قد تدخل النار . . كيف بإنسان ؟ . . . كيف بمسلم ؟
الله حرم علينا ظلم الكفار


( ولا يجرمنكم شنئان قوم على إلا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى )


عمر بن الخطاب
لما لبس ثوب أطول من الناس حوسب وعوتب
حتى نادى ابنه عبد الله قال يا بني اخبرهم
فاخبر الابن أنني تبرعت بنصيبي لأبي تبرعا منه فرضي الناس عن عمر

فتاة بدون ***ية
تبكي لي فتاة على الهاتف
تقول والله تركنا المدارس كلنا أنا وأخواتي
لماذا؟
تقول كنا من المتفوقات والأوائل ممن يضرب بنا المثل في المدارس لكننا ضحينا بالدراسة
قلت : لما
قالت ما عندنا معاش نأكل به ونشرب أبي منع من العمل
أبي طرد . . لأن المصلي الراكع الساجد الصائم قائم الليل ليس عنده ورقة تثبت هويته يعمل بها

بعض الناس فيه حب للظلم


تعرف لما ؟!
فيه كبر فيه غرور
يظن أن له حقا ليس لغيرة
ويظن ان الرزق له ولأولاده لا يحق للناس أن يشاركوه

مسئول الزكاة
يقول أحد مسئولي الزكاة عندنا يقول والله أن هناك عندنا أسر تبحث عن الطعام في القمامات وهناك أناس يأكلون بملاعق ذهب وفضة

أرأيت ..
أين حق الله
(إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم )
عامل جاءني
قال : منعت من معاشي ثلاثة شهور
وكلما طالبناهم قالوا بعدين بعدين
يقول : عندي فقراء ويتامى عندي أطفال ينتظرون طعامهم كل يوم
فلما اضطررت أن اشتكي عليه أنا ومجموعة من رفقائي
قال صاحب العمل : سوف أسفركم
قلت : ولما ارجع إلى بلادي بعد هذا الكد والتعب بلا مال اجنيه بعرق جبيني
قال : إن اردتم وإلا حولت إقامتكم
قلنا : لا بأس حول إقامتنا على أي شخص آخر قال بشرط أن تكتبوا لي أنكم استلمتم معاشكم ثلاثة شهور
أم السجين
تتصل إمرأه على إحدى البرامج على الهواء مباشرة
تقول الأم : أبني مسجون في أحد بلاد المسلمين منذ 20 عاما ظلما
, تعرفون ماذا تريد لا تريد أن يخرج
تريد إن تعرف مصيرة فقط أحي هو فتنتظر أو هو ميت فينسى

الظلم إذا انتشر آذن الله بهلاك الأمم
قالت أنهلك وفينا الصالحون
قال نعم إذا كثر الخبث . . ومن الخبث الظلم
حتى قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه - يعني منعوه من
الظلم - أوشك الله أن يعمهم بعذاب من عنده , ومن العذاب أن يلبسهم شيعا تحدث الفتن والطائفية والحزبية والطبقية ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة )

من نصر مظلوما نصره الله يوم القيامة
انصر أخاك ظالما أو مظلوما
الكفار لا يرضى الله عز وجل على ظلمهم ,
ظلم أن يعطى ناس من المال ويحرم غيرهم

النصارى واليهود
كانوا يعيشون في ظل الشريعة الاسلاميه أفضل حياة

قيل قديما :

أما والله إن الظلم شؤم وما زال المسئ هو الظلوم

إلى ديان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصوم



محمد رافع 52 21-03-2013 09:04 AM

التوبة بعد الظلم
عائض القرني

علم الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه النظام والأدب والتآخي والاجتماع وكان دليلهم إلى صراط الله المستقيم.

ولقد أطاع المؤمنون رسولهم صلى الله عليه وسلم، ورضوا بأحكامه، لأن هذا الرضا شرط في إيمان المؤمنين.على أن هذا لا يعني سلامة الصف الإسلامي تماماً من الشواذ ومن في صدورهم حرج؛ فقد شهدت تلك الأيام الذهبية أناساً خرجوا عن طاعة الله ورسوله يعيشون -على انحرافهم- مع تلك الصفوة من البشر الذين رضي الله عنه وأرضاه الله لهم الهداية ورضي عنهم.


بعض مظاهر النظام والالتزام
المسارعة بالاستغفار وطاعة الرسول بعد ظلم النفسhttp://audio.islamweb.net/audio/images/arrow3.gifإن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم على هذا الاجتماع الطيب العطر بوجودكم، وأشكر صاحب الفضيلة الدكتورمسفر بن دماس على الدعوة المسبقة وعلى إتاحة هذه الفرصة، وأعتذر إن لم يكن هناك شيء من الترتيب قبل أن ألتقي بكم، فما كنت أدري بظروف الامتحان أو بترتيب المحاضرات؛ ولكن يشفع لي عندكم الحب الذي أتى بي إليكم.
وأول من أتى بهذا الحب هو معلم البشر عليه الصلاة والسلام، وهي معجزته الكبرى، فإنه عاش بين الناس رجلاً، وبين الرجال بطلاً، وبين الأبطال مثلاً.
أتى عليه الصلاة والسلام بالحب، أول ما هبطت دعوتُه إلى الأرض هبطت بالحب، والله يعلمه ما هو إنتاجه الحضاري في الناس، فأخبره وقال: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌhttp://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [الأنفال:63].فطبيعة البشرية التي بُعث فيها عليه الصلاة والسلام والجزيرة العربية ما كانت مجتمعة ولا متآخية ولا متجانسة ولا متآلفة، أمة مبعثرة؛ ينحر الأخ أخاه، وي*** الابن أباه، ما اجتمعت على ثقافة ولا على حضارة ولا على فن ولا على دم ولا على وطن، فأتى عليه الصلاة والسلام يحمل لافتة: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifإِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُhttp://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [الفاتحة:4] فصلَّوا وراءه جميعاً وصاموا معه جميعاً وحجوا معه جميعاً، كبَّر في الصلاة فكبروا بعده، وسجد فسجدوا وراءه، ورفع فرفعوا بعده، وكان يقول: {استوُوا -يعلمهم الترتيب والنظام- فوالذي نفسي بيده إني لأراكم من وراء ظهري }.ثم أخذ هذا الترتيب أصحابُه من بعده ففتحوا الدنيا وهم صفوف في الصلاة، حَضَرَت المعركة في القادسية ، فأذَّن المؤذن والمعركة على أوارها وعلى أشُدِّها؛ الرماح تندر في الرءوس، والسيوف تهتك الأكتاف، فقال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وأرضاه: استوُوا فلما كبر كبروا بعده، ولما ركع ركعوا بعده، ولما رفع رفعوا بعده، قال رستم قائد فارس: علَّم محمد الكلاب الأدب، بل علم صلى الله عليه وسلم الرجال الأدب.

محمد رافع 52 21-03-2013 09:07 AM

المسارعة بالاستغفار وطاعة الرسول بعد ظلم النفسhttp://audio.islamweb.net/audio/images/arrow4.pngوظلال هذه الكلمة يدور حول آيتين من كتاب الله عزَّ وجلَّ، يقول المولى تقدَّست أسماؤه: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً* فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [النساء:64-65] والمعنى مجملاً: لو أن هؤلاء البشر وهؤلاء الأتباع إذ ظلموا أنفسهم وتدنسوا بالخطأ وانحرفوا عن المنهج الرباني عادوا إلينا -أي: إلى الله- فاستغفروا لغفر الله لهم.من الذي يغلق باب الملك المفتوح؟! ومن الذي يقطع الحبل الممنوح؟! ومن الذي يقف أمام الرزق الذي يغدو ويروح؟! لا أحد من البشر.والكيانات الأرضية لا تستطيع أن تقول للمخطئين: إننا نراقب حركاتكم وسكناتكم فلتنتبهوا، والأنظمة الوضعية لا تراقب الأفكار ولا المعتقدات، ولا الأسرار ولا الضمائر، ولذلك يقول المولى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَذَرُوا ظَاهِرَ الْأِثْمِ وَبَاطِنَهُ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [الأنعام:120]..
http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ... http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [النساء:64] فالعاصي إنما ظلم نفسه: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [البقرة:57].فالله عزَّ وجلَّ لا تضره معصية العاصي، والله عزَّ وجلَّ لا يتضرر بانحراف المنحرف، ولو أن أهل الأرض جنهم وإنسهم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملك الله شيئاً، ثم هو سبحانه لا ينتفع بطاعة الطائعين، ولو امتلأت مساجد الدنيا بالمصلين والمسبحين والخاشعين والعابدين ما زاد ذلك في ملك الله شيئاً؛ لكن العبد يظلم نفسه، والعبد ينسى الله وينحرف عن المنهج الرباني، فتجده في غروره وهواه وشيطانه ودنياه، فينحرف فترة من الفترات ثم يتذكر، قال تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifتَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [الأعراف:201] فكأن الذي وقع في الخطأ أعمى، قال: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [آل عمران:135] وهنا مسألة التحدي، وهي عنصر من عناصر الألوهية التي لا يقبلها إلا الله، وهي: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [آل عمران:135] من هو الذي يستطيع أن يغفر لك ذنبك إلا الواحد الأحد.
وقفنا على الباب يا ذا الملك وصرنا ببابك والحمد لك وهذه شجون العبد، أن يقف بباب الله عزَّ وجلَّ، فيتلفت الإنسان هل يغفر الله الذنوب وهي كثيرة؟! فيقول عليه الصلاة والسلام: {لَلَّهُ أشد فرحاً بتوبة عبده من أحدكم كان على راحلته عليها طعامه وشرابه، فنام تحت شجرة، فضلت منه، فالتمسها فلم يجدها فعاد فنام وأيس منها، فلما استيقظ وجدها عند رأسه، فقال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح } فالله أشد فرحاً من هذا، فرحاً يليق بجلاله، قال: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [النساء:64] هم دعَوك أنت، وهذا في حياته عليه الصلاة والسلام، والصحيح عند أهل العلم أنه لا يجوز الإتيان إلى قبره عليه الصلاة والسلام في طلب المغفرة، إلا بعض أهل التصوف فإنهم فهموا الآية خطأ، فيأتي أحدهم بعد أن يخطئ أو يشرب الخمر أو يسرق أو يزني فيقف عند الروضة، ويأخذ قضبان الحديد عند قبره صلى الله عليه وسلم ويقول:يا رسول الله يا من ذكره في نهار الحشر رمزاً ومقاما فأقل لي عثرتي يا سيدي في اكتساب الذنب في خمسين عاما ولا يقيل العثرة إلا الله؛ لكن في حياته عليه الصلاة والسلام إذا جاء العبد واعترف عنده واستغفر له الرسول عليه الصلاة والسلام فإن الله يغفر له باستغفار الرسول صلى الله عليه وسلم له.اسمع لبعض القصص الحية:مر عبد الله بن سرجس على ناقته فقال: {يا رسول الله! السلام عليك ورحمة الله وبركاته، فقال: عليك السلام ورحمة الله وبركاته، قال: غفر الله لك يا رسول الله... } والرسول صلى الله عليه وسلم مغفور له، وعبد الله بن سرجس يعلم أن الله قد غفر لرسوله ما تقدم من ذنبه وما تأخر؛ لكن هو يريد أن يدعو له الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كريم يرد على الكرم بالمثل وأزْيَد: قال: ولك غفر الله، قال الصحابة: هنيئاً لك يابن سرجس ! استغفر لك الرسول عليه الصلاة والسلام، قال: والله لقد استغفر لكم، وقد أمره الله بذلك في قوله سبحانه وتعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifفَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [محمد:19] }.وفي صحيح مسلم : أن رجلاً صلى مع الرسول عليه الصلاة والسلام، فأتى يطرح نفسه عند الرسول صلى الله عليه وسلم، انظروا إلى هذا الأمة! يذنب مذنبها ويأتي ليعترف عند المعصوم عليه الصلاة والسلام ويريد أن يطهره بالحد، حتى إن ابن الوزير عالِم اليمن يقول: والله الذي لا إله إلا هو إن عصاة الصحابة أفضل من طائعينا.
مَن مِن طائعي العصر الذي إذا أخطأ خطأًً يذهب إلى القاضي أو الإمام أو الشيخ ويقول: طهرني بالحد؟! من هو الذي لو شهد شهادة زور أو شرب خمراً أو سرق أو زنى أو خان أو غش ذهب يطلب التطهير؟! لا أحد؛ لكن أتى هذا الصحابي فقال: {...
يا رسول الله! أصبتُ حداً فأقمه عليَّ، قال: أصليتَ معنا؟ قال: نعم، قال: اذهب، فقد غفر الله لك } يقول الشراح: من الممكن أن يكون هذا ليس بحد، وظن الصحابي أن فيه حداً، وربما كان قبل أن تنزل الحدود، فقال: {اذهب، فقد غفر الله لك }.قال: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [النساء:64] وهذا في خطأ العبد.

محمد رافع 52 21-03-2013 09:14 AM

اقتران الإيمان بالرضا بأحكام الرسول صلى الله عليه وسلم
ثم أتى سبحانه وتعالى بمسألة كبرى تغيب عن أذهان الناس، خاصة أن الجيل الذي يُنتظر منه -من أمثالكم- توجيه الأمة، وترشيد الجيل، وبناء هذه الصحوة على المنهج الرباني الذي أتى به محمد عليه الصلاة والسلام، يُنتظر منه أن يكون هذا المنهج حياً في ذهنه.

يقول سبحانه وتعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifفَلا وَرَبِّكَhttp://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [النساء:65]: يقسم برب محمد عليه الصلاة والسلام، http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifلا يُؤْمِنُونَhttp://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [النساء:65]: ولا يمكن أن يكمل إيمان العبد منهم: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifحَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْhttp://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [النساء:65].
والذي نفسي بيده! لا يمكن أن يكون الإنسان مخلصاً لله حتى يرضى بالرسول عليه الصلاة والسلام في عقيدته وعبادته، وأخلاقه وسلوكه، وليله ونهاره، وأن يرضى به شيخاً ومعلماً ومربياً وموجهاً عليه الصلاة والسلام، وأن يسلم له قياد حياته، وأن يجعله نصب عينيه، وأن يرضى بما رضي به الرسول عليه الصلاة والسلام، وأن يغضب لما غضب منه الرسول عليه الصلاة والسلام، وفوق ذلك كله يعلن عليه الصلاة والسلام لأجياله ولشبابه ولأتباعه، فيقول: {والذي نفسي بيده! لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين } فهل يسأل أحدٌ منا نفسه بالله: هل الرسول صلى الله عليه وسلم أحب من أبيه وأمه إليه؟! إن كان ذلك فليحمد الله، وإن لم يكن ذلك فليَبْكِ على نفسه، إلى درجة أن تحب الرسول صلى الله عليه وسلم وتقدمه على نفسك.
أما قصة الآية وسببها كما رواه البخاري في صحيحه من حديث عبد الله بن الزبير أن رجلاً من الأنصار كانت له مزرعة، وكانت مزرعة الأنصاري تحت مزرعة الزبير ، والزبير ابن صفية بنت عبد المطلبعمة الرسول صلى الله عليه وسلم، والزبير مهاجري، وصاحب المزرعة التي تحت مزرعة الزبير أنصاري، فدعوا الرسول صلى الله عليه وسلم ليصلح بينهما بحجة أن الزبير كان يغلق الماء ولا يتركه يمر إلى مزرعة الأنصاري، فحضر المعصوم عليه الصلاة والسلام الذي لا ينطق عن الهوى ولا تأخذه في الله لومة لائم، الذي يعلن للبشرية وللدنيا كل الدنيا على المنبر وهو يهز أعواده التي تتباكى تحت يديه، يسمعها مَن يسمعها، ويقبلها مَن يقبلها، ويعلمها مَن يعلمها، ويجهلها مَن يجهلها، ويقول صلى الله عليه وسلم: {وايم الله! لو أنفاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها } قال الزهري : وحاشاها أن تسرق.
من يستطيع أن يتحدى أنظمة الأرض والدنيا والوساطات والشفاعات وأسر الأرض في امرأة مخزومية سرقت ويريدون أن يشفعوا فيها، فيقول: {وايم الله -وتالله وبالله- لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها } هذه العدالة كل العدالة.
الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقف على المنبر في مرض الموت، فيكشف صلى الله عليه وسلم عن جيبه، فتبدو منه صلى الله عليه وسلم أضلاعُه، أنهكته الأمراض بأبي هو وأمي وبنفسي، ويبدو العرق يتحدَّر كالجُمان والدر من تحت أضلاعه التي أنهكتها الحمى، حتى إنه يقول: {إني لأوعَك كما يوعك الرجلان منكم} يقول: تصيبني الحمى وأمرض مثلما يمرض رجلان منكم، فيقول: {يا أيها الناس! مَن ضربتُه -سبحان الله! كم ضرب عليه الصلاة والسلام!- أو من شتمتُه، أو من أخذتُ من ماله شيئاً فليقتص مني الآن قبل ألا يكون درهم ولا دينار... } فبماذا يرد الناس؟ وماذا يستطيع أن يقول المهاجرون والأنصار له وهو على المنبر؟ أتدرون بماذا ردوا له؟ ردوا بالبكاء، يقول أنس : {...
فكان المسجد له خنين }.
فإذا رحمت فأنت أمٌّ أو أبٌّ هذان في الدنيا هما الرحماءُ
وإذا سخوت بلغت بالجود المدى وفعلت ما لا تفعل الأنواءُ
وإذا غضبت فإنما هي غضبة في الحق لا كِبْر ولا ضغناءُ
وإذا سعيت إلى العدا فغضنفر وإذا جريت فإنك النكباء
فيذهب إلى الأنصاري ليصلح بينه وبين ابن عمته صلى الله عليه وسلم؛ لكن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعرف ابن عم، ولا يعرف ابن خال؛ لأنه ميزان من الله، أنزله بالقسط، وأنطقه بالحق، فلا يضل ولا يغوى، ولا يلابسه الشيطان، حتى إنه يقول: {ما منكم من أحد إلا ومعه قرين، قالوا: حتى أنت يا رسول الله؟! قال: حتى أنا، لكن أعانني الله عليه فأسلم } أعلن إسلامه، فلا يأمره شيطانه إلا بخير، لا ينام قلبه إذا نامت قلوب الناس، يقول: {تنام عينيَّ ولا ينام قلبي } لا يحتلم، ولا يلعب عليه الشيطان، ولا يتثاءب، فطيلة عمرِه ثلاثٌ وستون سنة ما تثاءب.
فيحضر المزرعة عليه الصلاة والسلام ومعه كبار الصحابة، فأراد صلى الله عليه وسلم صلحاً بلا حكم؛ لأن الصلح خير، والصلح أحسن، وأراد أن يبر بالأنصاري وأن يكرمه، فقال: يا زبير! اترك الماء حتى يصل إلى الكعب، ثم اتركه يمر إلى مزرعة الأنصاري -وهذا في مصلحة الأنصاري، وهو خيرٌ منه عليه الصلاة والسلام وتفضُّل- قال الزبير بن العوام : سمعاً لك وطاعة يا رسول الله! فغضب الأنصاري وقال: أئن كان ابن عمتك؟ -أي: حكمت له؟ وهذه كلمة تكاد تهتز لها الجبال- فقام عمر وقال: دعني أضرب عنقه، قال صلى الله عليه وسلم: دعه، ثم أتى بالحكم الشرعي عليه الصلاة والسلام فقال: يا زبير ! اترك الماء حتى يعود إلى الجدر، ثم سيِّبْه -ما دام أنه رفض الصلح فهذا هو الحكم- فلما مضى صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وهو في الطريق نزل عليه جبريل بالآية: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifفَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماًhttp://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [النساء:65] }.
والحرج هذا يعيشه بعض الناس في المعتقد، فتجده لا يسلِّم بالرسالة للرسول عليه الصلاة والسلام، وبعضُهم يقول حتى من أبناء المسلمين ممن يسكن أرضنا ويشرب ماءنا ويستنشق هواءنا: الرسول صلى الله عليه وسلم صحيح، والدين في المسجد، وفي أمور الصلاة والعبادة وصلاة الاستغفار والكسوف، أما أن تُطور الدين ليكون للاقتصاد والإعلام والحياة فهذا ليس بصحيح، فهؤلاء ما قبلوا بالرسول عليه الصلاة والسلام حكماً ولا إماماً، ولا رضوا بمنهجه، ولا اتبعوه كما أراد عليه الصلاة والسلام، وفي قلوبهم حرج.ومنهم من لا يرضون بالرسول صلى الله عليه وسلم في العبادة، فتجده يعبد الله عزَّ وجلَّ لكن على غير السنة، له صلوات وأذكار وأمور على غير سنة الرسول عليه الصلاة والسلام: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَاhttp://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [الحديد:27].ومنهم مَن يخالف الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى إنك تجد من يصلي الخمس ويصوم ويحج ويعتمر، فيخالف الرسول صلى الله عليه وسلم في سلوكه الظاهر والباطن، كأن في قلبه حرجاً من اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، بل بعضهم إذا قام ببعض السنن خجل من الناس، والله يقسم من على العرش، وهو الذي استوى ولا يقول إلا الحق، وهو: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifيَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍhttp://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [الأحقاف:30] لا يؤمن أحد حتى يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم ويسلم مقاليده له، ثم لا يكون في صدره حرج أبداً، ولا يخجل، ويكون على السنة وعلى الاستقامة وعلى السلوك الحسن.


محمد رافع 52 21-03-2013 09:23 AM

طاعة الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم وأمثلة على ذلك
ابن رواحةhttp://audio.islamweb.net/audio/images/arrow3.gifعبد الله بن عبد الله بن أبيhttp://audio.islamweb.net/audio/images/arrow3.gifأبو عبيدة ي*** أباهhttp://audio.islamweb.net/audio/images/arrow3.gifطلحة بن عبيد الله يتلقى الطعنات عن الرسول عليه الصلاة والسلامhttp://audio.islamweb.net/audio/images/arrow3.gifعبد الله بن أنيس و***ه خالد بن سفيانhttp://audio.islamweb.net/audio/images/arrow3.gifابن عتيك وابن بشر ي***ان يهودياًhttp://audio.islamweb.net/audio/images/arrow3.gifوانظر إلى طاعة الصحابة للرسول عليه الصلاة والسلام، ثم أسألُ نفسي واسألْ نفسَك: بالله هل أطعناه عليه الصلاة والسلام؟ ماذا قدمنا لطاعته؟ هذه الصلوات التي يصليها ما يقارب ملياراً، وهذه الزكاة والصيام والحج وهو أمر فضيل، ولكن تعالوا إلى طاعة الصحابة لمحمد عليه الصلاة والسلام.
ابن رواحة بعد صلاة الجمعة ألقى صلى الله عليه وسلم كلمة وقال: {يا أيها الناس! اجلسوا } فأتى ابن رواحة وهو على الرصيف خارج المسجد في شمس المدينة فجلس مكانه، قال الصحابة: ما لك يا بن رواحة ؟ قال يقول عليه الصلاة والسلام: اجلسوا، فجلستُ مكاني، لا يجوز لي أن أتعدى مكاني، ما دام أنه أمر صلى الله عليه وسلم.
عبد الله بن عبد الله بن أبي أتاه عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول قال: {يا رسول الله! سمعتُ أنك تريد *** أبي، فإن كنت تريد *** أبي لا ترسل أحداً من الناس، فإني لا أستطيع أن أعيش وقاتل أبي يمر على الأرض؛ لكن أرسلني لآتيك برأسه، والله يا رسول الله! إن أمرتني أن أ***ه وأ*** أبنائي ل***تهم } ووالله لو أمره عليه الصلاة والسلام أن ي*** أطفاله ل***هم أمامه.يقول سيد قطب : حتى أنهم بلغوا أن ***وا نفوسهم أمام الرسول صلى الله عليه وسلم ليرضى الله ثم يرضى رسوله عليه الصلاة والسلام، فيقول صلى الله عليه وسلم: {بل نترحم ونصبر على أبيك }.
ويأتي أبوه يريد دخول المدينة ، فيأتيه فيعترضه بالسيف أمام أنفه؛ لأن أباه يقول في غزوة: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifيقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [المنافقون:8] قال: {والله لا تدخل المدينة حتى يأذن لك الرسول صلى الله عليه وسلم فإنك الأذل وهو الأعز.
فأذن له الرسول صلى الله عليه وسلم فدخل }.
أبو عبيدة ي*** أباهأبو عبيدة فيما يُروى في السير مرَّ به أبوه، فأشاح عنه -وأبوه كافر وأبو عبيدة مسلم- فاعترضه أبوه، ف***ه أبو عبيدة، لماذا؟ لأنها نفوس أسلمت لله، ليس للشيطان فيها حظ، وقدموا أرواحهم دون الرسول عليه الصلاة والسلام.
طلحة بن عبيد الله يتلقى الطعنات عن الرسول عليه الصلاة والسلام وقرأت في سيرة طلحة بن عبيد الله ، يقول: [[والله الذي لا إله إلا هو ما في جسمي موضع شبر إلا ضُرب يوم أحد ، قال أبو بكر : أما يوم أحد فقد ذهب بهطلحة]] كان يأتي السهم الطائش يريد أن يقع في جسم الرسول صلى الله عليه وسلم فيقبل عليه طلحة فيقع في صدره، ويُضرب الرسول صلى الله عليه وسلم بالرمح فيضع طلحة يده فيقع الرمح في يده، ويأتي السيف ليأخذ من جسم الرسول صلى الله عليه وسلم فيقفز عليه كالأسد فيتلقى ضربة السيف، حتى أصبح مجدَّعاً وشُلَّ في يوم أحد ، أصبح مشلولاً، ولا تتحرك منه إلا يده اليسرى ورجله اليسرى..
وطرفه الأيسر، فهل قدمنا مثل هذا؟ أو معشار عُشر هذا؟ويأتي أحدهم أمام الرسول صلى الله عليه وسلم ويقول: [[اللهم خذ مني هذا اليوم حتى ترضى ]].
عبد الله بن أنيس و***ه خالد بن سفيان وخالد بن سفيان الهذلي في عرفة جمع قبائل هذيل وهم قرابة ألف مقاتل، ودربهم على السلاح والاغتيال وقال: أ***ُ محمداً فأريح العرب قاطبة، ولكن الله ي***ه، فإن الله يقول: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifيَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [المائدة:67] يقول: أما أنت فلن تُغتال ولن تُ***؛ لكن بلغ الرسالة، ولا تخف فإنا سوف نحرسك بحرسٍ من عندنا لا بحرسك، فلا ت***ك العرب حتى تبلغ الرسالة.
فمهمتك أن تبلغ (لا إله إلا الله) وتغرسها في قلوب الجيل، وتبني صروحها في نفوس الناس، ولكنك لن تُ*** بإذن الله.فأتى خالد هذا يريد *** الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه ألف مقاتل، قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه في المسجد: {من ي*** خالد بن سفيان الهذلي وله الجنة؟... } فسكت الناس، فالأمر ليس بالسهل، أن يرسلك صلى الله عليه وسلم وحدك ثم تذهب إلى رجل في عرفة ، من المدينة إلى مكة ، ثم تأتي إليه وهو في ألف مقاتل يريدون اغتيال الرسول صلى الله عليه وسلم، فلن تستطيع، قال: من يذهب وأنا أضمن له الجنة؟ قال عبد الله بن أنيس وهو شاب: أنا يا رسول الله.فذهب عبد الله بن أنيس وكان ينام النهار ويمشي الليل، حتى اقترب من عرفة ، فلما نام ذاك قام عليه فقطع رأسه، ثم أخذ معه الرأس علامة، وهو أكبر علامة، لأنه إذا أتى بالرأس فمعناه أنه قُتل، أي عليها شاهد: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [يوسف:88] فجعل رأسخالد بن سفيان الذي يريد اغتيال الرسول صلى الله عليه وسلم بألف مقاتل معه في المخلاة وذهب، ووصل إلى المدينة ، فانتهى عليه الماء في وادي ودان ، ووادي ودان عندالصعب بن جثامة ، وكاد أن يتلف، وكان كلما أيس من الحياة واقترب من الموت جلس تحت شجرة يبرد ويدعو الله أن يقيم من أوَدِه، حتى وصل إلى المدينة ، فلما رآه صلى الله عليه وسلم رأى شحوب وجهه، ولكن رأى البشرى عليه، فقال: {أفلح وجهُك، قال: ووجهُك يا رسول الله! فألقى الرأس بين يديه، قال صلى الله عليه وسلم: ضمنتُ لك الجنة، قال: يا رسول الله! أعطني علامة، قال: هذه العصا تتوكأ بها في الجنة إن شاء الله } والمتوكئون بالعصي في الجنة قليل، فأخذها معه، فكانت العصا تنام معه، ويقوم بها، ويذهب بها، ويسافر بها، فلما أتته الوفاة دفنت معه.وهي علامة يلقى بها رسول الهدى عليه الصلاة والسلام.
أي صدق وأي اتباع يبلغ هذا المبلغ؟!
ابن عتيك وابن بشر ي***ان يهودياً ذهب منهم ابن عتيك وعباد بن بشر إلى رجل من اليهود كانت له جارية تغني بسب الرسول صلى الله عليه وسلم، يشرب هذا اليهودي الخمر ويأمر الجارية أن تضرب الدف وتسب الرسول صلى الله عليه وسلم بقصائد ينْظُمُها اليهود، فقال صلى الله عليه وسلم: {مَن ي***ه منكم؟ قالوا: نحن يا رسول الله، وماذا تعطينا؟... } والرسول صلى الله عليه وسلم ليس عنده دنيا، كما يقول أبو الحسن الندوي : لم يكن يعرض على أصحابه قصوراً ولا ذهباً ولا فضة، وهو ما شبع أصلاً من خبز الشعير، وكان ينام صلى الله عليه وسلم على الحصير فيؤثر في جنبه، من أين له جوائز ورُتب ونجوم وأوسمة يعطيها هذا الجيل؟ ولو فعل صلى الله عليه وسلم لانحرفت قلوبهم إلى الدنيا وتركت الآخرة، قال: {...
أنا أضمن لكم الجنة، فذهبوا، فصرخ ابن عتيك وصرخ عباد بن بشر لهذا فخرج من على رأس الدرج، فلما خرج لطموه بالسيوف ف***وه، فنزل ابن عتيك-وقيل:محمد بن مسلمة- فعثر فانكسرت رجله، فأتى يسحبها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ابسطها أمامي، فبسطها فنفث صلى الله عليه وسلم وقال: باسم الله، فعادت وما كأن بها كسراً، قال: ما خبركم؟ قال عباد بن بشر : يا رسول الله! ائذن لي أن أتحدث بخبرنا -وكان شاعراً وهو من سادات الأنصار ومن أشجعهم، *** يوم اليمامة ، وهو من الشهداء الكبار عند الله، وكان يصلي فيبكي في المسجد ويبكي ببكائه نساء الرسول صلى الله عليه وسلم داخل البيت- قال: اعطنا خبرك، فقال عباد بن بشر يلقي قصة اغتيال اليهودي:
صرختُ له فلم يعلم بصوتي وأقبل طالعاً من رأس جدرِفعدتُ له فقال مَن المنادي فقلت: أخوك عباد بن بشر فأقبل نحونا يهوي سريعاً فقطَّعه أبو عبد بن جبريهوي، أي: اليهودي، وأبو عبد بن جبر: من الأنصار، *** من قريش في حومة وراء شجرة ثمانية.وأرداه ابن مسلمة بسيف شديد الصوت في الكفار يسري وكان الله خامسنا فعدنا بأعظم مِنَّة وعظيم نصرِقال صلى الله عليه وسلم: وجبت لكم الجنة }.

شذى العطر 21-03-2013 09:24 AM

جزاكم الله كل خير
وجعله في ميزان حسناتكم


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 01:23 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.